‫مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ,‬حممد الطاهر بن حممد بن حممد الطاهر بن عاشور التونسي‬

‫التطور والتجديد‪:‬‬
‫ّ‬
‫التطور والتجديد‪:‬‬
‫فرق العلماء والكتاب املعاصرون يف تعريفهم بني ّ‬
‫دائما إىل األمام‪ .‬وأما التجديد‬
‫فالتطور الذي ينادون به‪ ،‬أساسه أن العقل اإلنساين ال يقف قط‪ ،‬واملعرفة تسري ً‬
‫ليستقر يف ترمجة جديدة إعادةُ تقدير احلقائق األساسية للعقيدة ‪ ..‬وهذه املميّزات‬
‫ّ‬ ‫فهو جيري يف رأي اإلنسان عن العامل‬
‫جيب أال تفرض على العقيدة من اخلارج‪ ،‬بل جيب أن تنمو داخل نظام االعتقاد ذاته‪ .‬وبغري هذا ال تستطيع تلك‬
‫التفسريات أن تقنع املسلمني اآلخرين‪.‬‬

‫تتطور البيئة‪ ،‬ويتطور سكا ُن البيئة من األحياء‪ .‬فال‬

‫والتطور مسألة حتمية يف كل شيء‪ .‬وكل شيء يتطور‪ُ :‬‬
‫التطور الكوين واإلنساين إال حني تقف‬
‫التطور‪ .‬ولن تقف حركة ّ‬
‫عجب إذن أن يكون قانون هذه البيئة االجتماعية هو ّ‬
‫عجلة هذه احلياة األرضية البشرية ونواميسها كلها‪ ،‬وتدع املكان حلياة أخرى يف عامل جديد‪ ،‬له خصائص جديدة تر ّشحه‬
‫للثبات واخللود‪.‬‬

‫وحقيقة التجديد ال تعين لدينا‪ ،‬حنن املسلمني‪ ،‬غري السعي للتقريب بني وقائع اجملتمع املسلم يف كل عصر وبني‬
‫عمال وداينةً‪ .‬وليس من التجديد‬
‫اجملتمع النموذجي األول الذي أنشأه الرسول ﷺ‪ .‬وذلك هو املطلوب لغةً‪ ،‬واملقصود ً‬
‫يف شيء املفهوم الذي تقدمه العصرانية‪ .‬وهو ما شاع عند أويل الظن كأثر من آاثر مواجهة احلضارة الغربية لإلسالم‪.‬‬
‫فهي تقدم خليطًا من اإلسالم ومن جاهلية الغرب‪ ،‬وجتتهد يف إجياد املواءمة بينهما‪ ،‬وتعتمد بذلك أسلوب التحوير‬
‫والتأويل لتعاليم اإلسالم‪ ،‬وأسلوب التنازالت والتسويغ ابسم االجتهاد‬