Professional Documents
Culture Documents
التقاضي مذكرة الحقوق
التقاضي مذكرة الحقوق
إهداء
أهدي هذه املذكرة إلى:
ألمي الحنونة وأبي العظيم ،لكما قلوبنا مليئة باالمتنان والحب العميق .لم تمر الكلمات البسيطة
بمثل تضافر حنانكما ودعمكما الدائم .إلى عالٍم من العطاء والحنان ،نهديكما كلمات الشكر
والتقدير واملحبة الخالصة.
ًن
لزوجي العزيز ،شريك الحياة واملحبة ،تسكن في قلبي حنا ا خاًص ا ال يمكن وصفه بالكلمات .برفقتك
تتحقق األحالم وتنطلق الطموحات نحو السماء .لقلبك الطيب وروحك النبيلة ،نقول شكًر ا من
األعماق ،ونهديك كل حبنا وتقديرنا.
وألطفالي األعزاء ،منبر الحنان وفرح الحياة ،لقد زينتم أيامي بضحكاتكم وأحالمكم البريئة .أنتم
نجومي الصغار التي تضيء دروبي بسعادة ال تضاهى .لكل لحظة أقضيها معكم ،أهديكم حبي العميق
ودعمي الدائم.
ولكل أساتذتي األفاضل ،الذين أضاءوا دروب املعرفة وأثريتم عقولنا بحكمتكم ومعرفتكم .إلى من
جعلوا العلم نبراًس ا في طريقنا ،اهديكم كل امتناني واحترامي العميق.
ولعمال الجامعة الذين يعملون بجد واجتهاد ،بال كلل وال ملل ،لتسهيل رحلتنا التعليمية وجعلها
أكثر سالسة وراحة .إلى كل من يعمل في الخفاء لنجاحنا ،أقدم لكم كل شكري وتقديري الخالص.
مباركة بومقواس
إهداء
ًن ْل
قال هللا تعالى " َو ِب ا َو اِل َد ْي ِن ِإ ْح َس ا ا"
أهدي هذا العمل املتواضع إلى من ال يمكن للكلمات أن توفي حقهما ،إلى من ال يمك لألرقام أن
تحصي فضائلهما إلى الوالدين العزيزين أدامهما هللا لي.
إلى إخوتي محمد أمين وزوجته ،حكيم ،فتخي ،كريم ،عبد الرحيم.
نصيرة بومدين
شكر وعرفان
ال يسعنا وقد أنهينا بحثنا هذا بعون هللا وتوفيقه إال أن نتقدم بالشكر العظيم هلل الواحد األحد،
ونحمد الكثير في تسديد خطانا إلى هذا املستوى البسيط من العلم ،فسبحانه الذي وهبنا الصبر
واإلرادة و زرع في قلبنا بذرة األمل إلتمام هذا العمل.
ثم شكرا جزيال ألستاذتنا املشرفة " معزوزي منال" صاحبة الفضل الثاني في هذا اإلنجاز ،والذي
كانت بمثابة إنارة لبعض الصعوبات التي واجهتنا ،والذي كانت نعم األستاذة فجازاك هللا خيرا.
القضاء هو ركن أساسي في أي دولة حديثة ،حيث يلعب دوًر ا حيوًي ا في تحقيق العدالة وحماية
ُت
الحقوق والحريات األساسية لألفراد .يتميز القضاء بصفته سلطة مستقلة شرف على تطبيق القوانين
والفصل في النزاعات بين األطراف ،مما يضمن نزاهة وحيادية في تطبيق القوانين .استقاللية القضاء
تعني عدم خضوعه ألي تأثيرات من السلطتين التنفيذية أو التشريعية ،مما يضمن فعاليته ونزاهته في
أداء مهامه.
تعد املحاكم واملؤسسات القضائية األخرى العمود الفقري للنظام القضائي ،حيث تتولى مسؤولية
الفصل في النزاعات بمختلف أنواعها ،سواء كانت مدنية ،جنائية ،تجارية ،أو إدارية .تقوم هذه
املؤسسات بفحص األدلة املقدمة وتطبيق القانون املعمول به لضمان إصدار أحكام عادلة ومنصفة.
في الجزائر ،يتمتع القضاء بمكانة هامة كعمود رئيسي في نظام الحكم .ويشمل النظام القضائي في
الجزائر مجموعة من املحاكم والهيئات القضائية التي تتولى مهمة فصل النزاعات وتطبيق القوانين.
ومن املبادئ األساسية التي تعزز من عدالة وفعالية النظام القضائي هو مبدأ التقاضي على درجتين،
والذي يهدف إلى تحقيق العدالة وضمان حقوق األفراد في الوصول إلى محاكمة عادلة .يقوم هذا املبدأ
على فكرة أنه يجب أن تتاح لألطراف املتنازعة فرصة للطعن في األحكام الصادرة عن املحاكم
االبتدائية أمام محكمة أعلى درجة ،مما يضمن مراجعة شاملة ودقيقة للقضايا.
ونتيجة لصدور دستور عام ،1996شهد النظام القضائي الجزائري تغييرات جوهرية ،حيث تم
تأكيد االزدواجية القضائية الصريحة في القضاء اإلداري .وبموجب املادة 152من هذا الدستور ،جاء
تأسيس مجلس الدولة كهيئة تقويمية للمسائل اإلدارية ألعمال الجهات القضائية اإلدارية ،ومن ثم جاء
القانون املنظم لعمله وعمل املحاكم اإلدارية .ملواكبة التطورات وتلبية متطلبات املصلحة العامة ،عمل
املشرع الجزائري على تعديل القوانين والتنظيمات املتعلقة بالقضاء اإلداري.
إن أبرز ميزة اتصف بها النظام القضائي اإلداري في الجزائر هي عدم وجود هيئة قضائية إدارية
استئنافية ،بحيث كانت جهات القضاء اإلداري تقتصر على مجلس الدولة في قمة الهرم واملحاكم
اإلدارية في القاعدة ،ولم تقتصر هذه الخصوصية على جانب الهياكل فقط ،بل تعدتها إلى االختصاصات
القضائية ملجلس الدولة ،وتحويله من محكمة قانون مهمتها توحيد االجتهاد القضائي اإلداري إلى جهة
قضائية متعددة املهام والصالحيات القضائية ،مما أثر كثيرا على مبدأ التقاضي على درجتين في املادة
1
مقدمة
اإلدارية الذي ورغم أهميته إال أن دستور سنة 1969وفقا لتعديل سنة 2016لم يكن ينص عليه
وبتاريخ 30ديسمبر 2020صدر التعديل الدستوري ،الذي أحدث نقلة نوعية في مجال دسترة
مص ــادر القانون اإلداري من خالل إعادة هيكلة القضاء اإلداري ،حيث استحدث العديد من األحكام
املوضوعية واإلجرائية املتعلقة بهذا املجال ،والتي تعتبر تحوال جذريا ف ــي تـاريخ االزدواجيــة القضائية
بالجزائر ،وتفعيال لم يعرف له مثيل للمبدأ التقاضي على درجتين في املادة اإلداريــة باعتباره من أهم
ضمانات املحاكة العادلة.
أهمية املوضوع
إن موضوع التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري من املواضيع املهمة والحيوية ،ذلك
أنه يعالج اآلليات واألجهزة التي استحدثها املشرع الجزائري في التحول .من نظام قضائي إداري موحد
إلى نضام قضائي إداري مزدوج ،وهذا ما يتطلب دراسة أهم الهيئات القضائية اإلدارية وهي املحاكم
اإلدارية ،املحاكم اإلدارية لإلستئناف ومجلس الدولة.
األسباب الذاتية:
-اإلهتمام بموضوع آليات التقاضي خاصة ما تعلق بالقضاء اإلداري في إطار تخصصنا.
-حداثة املوضوع وتحديثاته املستمرة والسعي لجعل هذه الورقة بحثية مرجع للطلبة الحقا.
األسباب املوضوعية:
-اإلصالح القضائي اإلداري في الجزائر منذ التعديل الدستوري لسنة 2020وما انبثق عنه من تعديالت
قانونية التي كرست مبدأ التقاضي على درجتين.
2
مقدمة
أهداف املوضوع
نريد من خالل دراستنا لهذا املوضوع تحقيق جملة من األهداف تتمثل في:
-اإلحاطة بمفهوم مبدأ التقاضي على درجتين ،وكذا املكانة القانونية للمبدأ في تحقيق املحاكمة العادلة.
-معرفة اإلجراءات املتبعة أمامه في حل هذه املنازعات اإلدارية بطريقة سلمية وفعالة.
-توضيح مدى تكريس املشرع الجزائري ملبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري
وباألخص أمام هيئات القضاء اإلداري.
إشكالية الدراسة:
من أجل دراسة هذا املوضوع ارتأينا طرح اإلشكالية التالية:
ماهي الهياكل القضائية املكرسة ملبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري؟ وما مدى فاعليتها؟
املنهج املستخدم
من أجل دراسة هذا املوضوع اعتمدنا على املنهج الوصفي والتحليلي:
-املنهج الوصفي :استخدم في عرض املفاهيم القانونية التي لها صلة باملوضوع خاصة من تعاريف
وغيرها وهذا في محاولة إلملام باملوضوع من كل جوانبه.
-املنهج التحليلي :وذلك من خالل شرح وتحليل النصوص القانونية واآلراء الفقهية واستنباط
واستخالص النتائج.
الدراسات السابقة:
رغم حداثة املوضوع ونقص في الدراسات التي عالجت جوانب من هذا املوضوع نذكر منها على
سبيل املثال:
3
مقدمة
-حنان عكوش في إطار أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في السنة الجامعية 2020-2019بعنوان
التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري ،بجامعة جامعة الجزائر .01
-دراسة جنيدي نور اإلسالم وبالسالم علي ،في إطار مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة
املاستر ل.م.د في الحقوق في السنة الجامعية 2023 -2022بعنوان التقاضي على درجتين في النظام
القضائي اإلداري الجزائري ،بجامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي.
-دراسة قزقوز يسمينه وشرايطي نادية ،في إطار مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة
املاستر ل.م.د في القانون في السنة الجامعية ،2023-2022بعنوان االختصاص القضائي للهيئات
القضائية اإلدارية في ظل القانون ،13-22بجامع ــة 08ماي 1945بقاملة.
تقسيم البحث:
لإلجابة على اإلشكالية املطروحة ارتأينا أن نقسم خطة البحث إلى فصلين:
-الفصل األول :التقاضي في الدرجة األولى وقد قسمناه على مبحثين ،تناولنا في املبحث األول ماهية
املحاكم اإلدارية كدرجة ابتدائية ،أما في املبحث الثاني فقد تطرقنا إلى املحاكم االستئنافية كدرجة
ابتدائية للتقاضي.
-الفصل الثاني :التقاضي في الدرجة الثانية وقد قسمناه على مبحثين ،تناولنا في املبحث األول إلى
املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف ،أما في املبحث الثاني فقد تطرقنا إلى مجلس الدولة كقاض
استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري
4
مقدمة
5
الفصل األول
التقاضي في الدرجة األولى
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
تمهيد
مبدأ التقاضي على درجتين هو أحد األسس األساسية التي يقوم عليها النظام القضائي في الجزائر،
حيث يتمث ل هدف ه الرئيسي في النظ ر في النزاع ات أم ام محكم تين ،حيث تكون املحكم ة الثاني ة أعلى
ومختلف ة عن محكم ة الدرج ة األولى ،وذل ك من أج ل ض مان العدال ة وتحقي ق املس اواة بين الخص وم.
يتأَّس س هذا املبدأ على فكرة أن القضاة ،كبشر ،قد يرتكبون أخطاء في فصلهم في النزاعات ،لذا فإن
ع رض ال نزاع م رة أخ رى أم ام محكم ة أعلى يمكن أن يصحح ه ذه األخط اء ويس مح للط رفين في ال نزاع
ُت
بتقديم األدلة والحجج التي قد لم ستدل بها أمام املحكمة الدرجة األولى.
في نظام القضاء اإلداري الجزائري ،يعود اختصاص الدرجة األولى إلى املحاكم اإلدارية كمبدأ عام.
ومن االستثناءات التي وضعها املشرع الجزائري ،فإن املحكمة اإلدارية لالستئناف املوجودة في الجزائر
العاصمة لها الحق في النظر في بعض الدعاوى كدرجة أولى ،وتصدر قرارها بناًء على حكم ابتدائي يمكن
االستئناف عليه .سنناقش هذه النقاط في هذا الفصل على النحو التالي:
7
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
املبحث األول :املحاكم اإلدارية كدرجة ابتدائية
تعت بر املح اكم اإلداري ة درج ة التقاضي ال دنيا في املادة اإلداري ة ،فهي تش كل الوج ه األول ملب دأ
التقاضي على درجتين باعتبارها صاحبة الوالية العامة في املنازعات االدارية.
فهي درجة أولى للتقاضي في املادة اإلدارية وفًق ا للمادة 31من القانون العضوي رقم 10-22الصادر
في 9يوني و 2،2022ال ذي يتعل ق ب التنظيم القض ائي .وت أتي ه ذه األهمي ة استناًد ا إلى توجي ه دس توري
ُأ
واضح ،حيث يش ير املؤس س الدس توري في الفق رة 2من املادة ،179ال تي ض يفت في آخ ر تع ديل
دستوري لعام ،2020إلى أن " يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومة ألعمال املحاكم االدارية لإلستئناف
واملحاكم االدارية والجهات االخرى الفاصلة في املواد االدارية ".
أقر النظام القانوني الجزائري هذه الهيكلة بموجب سلسلة من التشريعات والنصوص القانونية:
1مياسة بلطرش ،املنازعات اإلدارية ،التحدي للنشر ،الطبعة األولى ،2024 ،ص .83
2القانون العضوي رقم 10-22املؤرخ في 9جوان ،2022املتعلق بالتنظيم القضائي ،الجريدة الرسمية ،العدد 41املؤرخة في 16جوان
.2022
8
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
-ق انون رقم 09-08الص ادر في 25فيف ري 2008املتض من ق انون اإلج راءات املدني ة واالداري ة املع دل
1
واملتمم بالقانون رقم 13-22الصادر في 12جويلية .2022
-القانون العضوي رقم 01-98املتعلق بمجلس الدولة في مادته 9املعدلة بموجب املادة 2من القانون
2
العضوي رقم .11-22
3
-قانون رقم 07-22الصادر في 5ماي 2022املتضمن التقسيم القضائي،
-املرس وم التنفي ذي رقم 435-22الص ادر في 11ديس مبر 2022املح دد دوائ ر اإلختص اص اإلقليمي
4
للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية.
والقانون رقم 02-98املؤرخ في 30ماي 1998املتعلق باملحاكم اإلدارية ،السيما املادة 1منه التي تنص
5
على أنه " تنشأ محاكم إدارية كجهات قضائية للقانون العام في املادة اإلدارية ".
وما تجب اإلشارة إليه ،هو أن القانون رقم ،02-98قد تم إلغاؤه بموجب القانون العضوي رقم
10-22م ؤرخ في 19ج وان 2022املتعل ق ب التنظيم القض ائي ،الس يما املادة 39من ه إال أن النص وص
التطبيقي ة للق انون رقم ،02-98تبقى س ارية املفع ول إلى حين ص دور النص وص التطبيقي ة للق انون
العضوي رقم .10-22وعليه وتطبيقا للقانون رقم ،02-98تلته سلسلة من النصوص القانونية:
-املرس وم التنفي ذي رقم 356-98املؤرخ في 14نوفم بر ،1998املح دد لكيفي ات تط بيق أحكام الق انون
6
رقم 02-98املتعلق باملحاكم اإلدارية.
7
-املرسوم التنفيذي رقم 195-11املؤرخ في 22ماي 2011املعدل للمرسوم التنفيذي .356-98
1القانون العضوي رقم 13-22املؤرخ في 12يوليو 2022املعدل واملتمم للقانون رقم 09-08املؤرخ في 25فبراير 2008املتضمن قانون
اإلجراءات املدنية واإلدارية الجريدة الرسمية ،العدد ،48املؤرخة في 17يوليو .2022
2القانون العضوي رقم 01-98املؤرخ في 30ماي 1998املتعلق بمجلس الدولة ،الجريدة الرسمية ،العدد .1998 ،37
3القانون رقم 07-22املؤرخ في 5مايو 2022املتضمن التقسيم القضائي ،الجريدة الرسمية ،العدد ،32املؤرخة في 14مايو .2022
4املرسوم التنفيذي رقم 435-22مؤرخ في 11ديسمبر 2022يحدد دوائر االختصاص االقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم
اإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،84املؤرخة في 14ديسمبر .2022
5القانون العضوي رقم 02-08املؤرخ في 30ماي 1998املتعلق باملحاكم اإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد .1998 ،37
6املرسوم التنفيذي رقم 356-98املؤرخ في 14نوفمبر ،1998املتضمن تطبيق القانون رقم ،02-98الجريدة الرسمية ،العدد ،85سنة
.1998
9
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
مع العلم أنه بصدور التعديل الدستوري لسنة ،2016تم التأكيد على نفس مضمون الفقرة 2من
املادة 152من دس تور 1996في املادة ،171باس تعمال املؤس س الدس توري عب ارة واس عة .وبإنش اء
املحاكم اإلدارية ،استكمل املؤسس الدستوري التكريس لالزدواجية القضائية املجسدة بموجب املادة
152من دستور 1996واملؤك دة في املادة 171من اخ ر تع ديل دس توري 2016واملادة 179من التع ديل
1
الدستوري لعام .2020
قضاة الحكم:
رئيس،
نائب رئيس أو نائبين اثنين ( )2عند االقتضاء،
رؤساء أقسام،
رؤساء فروع ،عند االقتضاء،
قضاة،
قضاة مكلفين بالعرائض،
قضاة محافظة الدولة:
7املرسوم التنفيذي رقم 195-11املؤرخ في ماي 2011الذي يعدل املرسوم التنفيذي رقم 356-98املؤرخ في 14نوفمبر ،1998الجريدة
الرسمية ،العدد ،29املؤرخة في 22ماي .2011
1مياسة بلطرش ،املرجع السابق الذكر ،ص .84
2املادة 32من القانون العضوي رقم ،10-22املذكور سابقا.
10
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
ك ذلك املادة 814مك رر من الق انون 09-08املع دل واملتمم بالق انون 13-22تنص على تش كيلة
املح اكم اإلداري ة " :م ا لم ينص الق انون على خالف ذل ك ،تفص ل املح اكم اإلداري ة بتش كيلة جماعي ة،
1
تتكون من ثالثة ( )3قضاة ،على األقل من ينهم رئيس ومساعدان اثنان (.")2
رئيس املحكمـ ــةُ :ي عين بم وجب مرس وم رئاسي ويش غل دوًر ا مزدوًج ا باإلش راف على األم ور اإلداري ة
والتدبيرية بجانب املهام القضائية.
ن ــائب رئيس املحكم ــة أو ن ــائبين :يخلف ون رئيس املحكم ة في حال ة ع دم إمكاني ة تولي ه املهم ة ،وإذا ل زم
األمر ،يتولى أقدم رئيس غرفة هذا الدور.
رؤسـاء أقسـام ورؤسـاء فـروع عنـد االقتضـاء :حسب حجم النشاط القضائي وتوجيهات رؤساء الجهات
القضائية ،يمكن تنظيم املحكمة وتقسيمها إلى أقسام وفروع.
رؤس ــاء ف ــروع عن ــد االقتض ــاء :عن د االقتض اء يمكن تقس يم أقس ام املحكم ة اإلداري ة إلى ف روع وغ رف
املحكمة اإلدارية لإلستئناف إلى أقسام يحدد عددها وفقا لألشكال والكيفيات املنصوص عليها.
قضـ ــاةُ :ي عين ون بم وجب مرس وم رئاسي ب اقتراح من وزي ر الع دل ،وُي ح دد تع يينهم بن اًء على الكف اءة
العلمية والقدرات البحثية.
قضــاة مكلفين بــالعرائض :في املحكمة اإلدارية هو كذلك منصب لم ير النور بعد منذ صدور القانون
األساسي للقض اء .ويض ع املش رع الجزائ ري ض وابط لتأهي ل القض اة ويمنعهم من مزاول ة أي نش اط
سياسي أو تج اري ي ؤثر على اس تقالليتهم .كم ا ُي حظ ر عليهم ممارس ة أعم ال تجاري ة ق د تعي ق ممارس ة
واجباتهم القضائية.
ًا
3
ثاني :قضاة محافظة الدولة (النيابة العامة) :تشكل من:
محاف ــظ دول ــةُ :ي عين ل ديها مه ام النياب ة العام ة ويق وم بتق ديم الطلب ات واملالحظ ات بش أن املنازع ات
املطروحة.
11
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
محافــظ دولــة مســاعد أو محــافظي دولــة مســاعدين إثــنين عنــد االقتضــاء :يقومون بمساعدة محافظ
ُت
الدول ة .و نظم أدوارهم بم وجب مرس وم رئاسي ،وُي مكن تع يين مح افظي دول ة مس اعدين لتق ديم
املساعدة املطلوبة ملحافظ الدولة في أداء واجباتهم.
الفرع الثالث :التنظيم الهيكلي للمحكمة اإلدارية
تتشكل املحاكم اإلدارية عموما من نوعين من الهياكل هياكل قضائية وهياكل غير قضائية متمثلة
1
في كتابة الضبط.
-1الهياكل القضائية:
تنص املادة 34من الق انون رقم " 10-22تنظم املحكمــة اإلداريــة واملحكمــة اإلداريــة لالستئناف في
شـ ــكل غـ ــرف .يمكن أن تقسـ ــم الغـ ــرف إلى أقسـ ــام .يحـ ــدد رئيس املحكمـ ــة اإلداريـ ــة أو رئيس املحكمـ ــة
اإلداريـ ــة لالستئناف عـ ــدد الغـ ــرف وعنـ ــد االقتضـ ــاء عـ ــدد األقسـ ــام ،حسـ ــب طبيعـ ــة وحجم النشـ ــاط
القضــائي ،بمــوجب أمــر ،بعــد اســتطالع رأي محافــظ الدولــة" 2،على أن تنظم املحاكم اإلدارية في شكل
أقسام ويمكن أن تقسم األقسام إلى فروع.
نظمت محاف ظ الدول ة في املادة 36من الق انون رقم " 10-22يت ــولى محاف ــظ الدول ــة ل ــدى املحكم ــة
اإلدارية واملحكمة اإلدارية لالستئناف املهـام املنوطـة بـه بمـوجب قـانون اإلجـراءات املدنيـة واإلداريـة
والنص ــوص الخاص ــة" 3،إذ يت ولى محاف ظ الدول ة امله ام املنوط ة ب ه بم وجب ق انون اإلج راءات املدني ة
واإلدارية والنصوص الخاصة بمساعدة محافظي دولة مساعدين.
تنص املادة 6من املرسوم التنفيذي رقم 356-98املؤرخ في 14نوفمبر " 1998لكّل محكمــة إداريــة
مص ــلحة لكتاب ــة الض ــبط يتكف ــل به ــا كاتب ض ــبط رئيسي ويس ــاعده كت ــاب ض ــبط تحت س ــلطة ورقاب ــة
محافظ الدولة ورئيس املحكمة اإلدارية" 4.على أنه توجد في كل محكمة إدارية كتابة ضبط يتكفل بها
كاتب ض بط رئيسي يس اعده ع دد من كت اب الض بط ،يوض عون تحت س لطة ورقاب ة محاف ظ الدول ة
ورئيس املحكمة.
12
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
تش كل كتاب ة الض بط الهيئ ات غ ير القض ائية الوحي دة على مس توى املح اكم اإلداري ة ووض ع كتاب ة
الض بط تحت رئاس ة شخص ين األم ر ال ذي ال يس هل عم ل كتاب ة الض بط في حال ة تنفي ذ أوام ر مختلف ة
صادرة عن كل من رئيس املحكمة اإلدارية ومحافظ الدولة.
أم ا بالنس بة للمص الح اإلداري ة والتقني ة للمح اكم اإلداري ة يس هر كتاب ة الض بط على حس ن س ير
مصلحة كتابة الضبط ويمسكون السجالت الخاصة للمحكمة اإلدارية ويحضرون الجلسات على النحو
1
السائد في محاكم القضاء العادي.
وتجدر اإلشارة في هذا الصدد ،أنه طبقا للمادة 37من القانون ،10-22تخضع اإلجراءات املطبقة
أم ام املح اكم اإلداري ة بالنس بة لس يرها ألحكام ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة وال تي تنص ه ذه
األخ يرة في مادته ا األولى أن ه " تطب ـ ــق أحكام ه ـ ــذا الق ـ ــانون على ال ـ ــدعاوى املرفوع ـ ــة أم ـ ــام الجه ـ ــات
القض ـ ــائية العادي ـ ــة والجه ـ ــات القض ـ ــائية اإلداري ـ ــة " 2،بمع نى أن ه تطب ق نفس األحكام على ال دعاوى
املرفوعة أمام القضاء العادي والقضاء اإلداري.
وتنص املادة 801على أن املحاكم اإلدارية مختصة أيًض ا بالنظر في الدعاوى املتعلقة بإلغاء وتفسير
3
وفحص شرعية القرارات الصادرة عن:
1رشيد خلوفي ،قانون املنازعات اإلدارية ،ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر ،الطبعة الثانية ،2003 ،ص .154
2املادة 37من القانون رقم 10-22املذكور سابقا.
3املادة 800من القانون رقم 13-22املذكور سابقا.
13
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
أوال :الوالية واملصالح غير املمركزة للدولة على مستوى الوالية:
الوالية بجميع مصالحها اإلدارية وهياكلها ،مثل رئيس الدائرة ومصلحة أمالك الدولة ....الخ .نصت
عليها املادة 17من آخر تعديل دستوري لعام ،2020معتبرا إياها جماعة محلية للدولة الى جانب البلدية
تع رف بأنه ا الجماعة اإلقليمي ة للدول ة ،وتتمت ع بالشخص ية املعنوية والذمة املالية املس تقلة وهي أيضا
الدائرة اإلدارية غير املمركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسات العمومية التضامنية
1
والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة.
ثانيا :البلدية:
نصت عليها املادة 17من آخر تعديل دستوري لعام ،2020معتبرا إياها أيضا جماعة محلية للدولة
الى جانب الوالية .تعرف بأنه ا .....هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة .وتتمتع بالشخصية املعنوية
والذمة املالي ة املستقلة .ي ؤول اختص اص النظ ر في نزاعاته ا الى املح اكم االدارية س واء كانت مدعي ة أو
2
مدعى عليها في القضية.
وهي عبارة عن مرافق أو جمعيات مهنية ذات طابع جهوي ومحلي ،تنشأ بموجب نص قانوني ،تتمتع
بس لطة تنظيمي ة وتأديبي ة تج اه املهن يين ال ذين ينتم ون اليه ا .ويع د الق ائمين على تس ييرها ،هم نفس هم
3
أعضاء املنظمة ،فهي تتكفل وتشرف على تأطير وتعنى بشؤون مهنة على املستوى الجهوي واملحلي.
يتعل ق األم ر باملؤسس ات العمومي ة املحلي ة ذات الص بغة اإلداري ة تمي يزا عن املؤسس ات العمومي ة
الوطنية التي تندرج ضمن مفهوم املؤسسات العمومية الوطنية ،منصوص عليها في املادة 9من القانون
العضوي رقم 01-98والتي يؤول اإلختصاص للنظر في نزاعاتها إلى مجلس الدولة ،لذلك فان املحاكم
اإلدارية مختصة بالفصل في دعاوى اإللغاء املرفوعة ضد القرارات الصادرة عن املؤسسات العمومية
4
ذات الصبغة اإلدارية سواء كانت محلية أو وطنية.
14
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
بع د فحص محت وى املادة 801من الق انون رقم ،13-22يظه ر في الفق رة األولى استثناء اختص اص
املح اكم اإلداري ة في بعض املنازع ات دون تحدي د ه ذه املنازع ات بوض وح ،مم ا يش ير إلى أنه ا تتمث ل في
املنازع ات ال تي يتم استئنافها أم ام املح اكم اإلداري ة االستئنافية .أم ا الفق رة الثاني ة ،فتتض من ادراج
الهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية ضمن اختصاص املحاكم اإلدارية ،باإلضافة إلى
منازعات تشمل الدولة ،الوالية ،البلدية ،واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري .يبدو أن املشرع
قد تراجع عن سابق موقفه بمنح اختصاص الفصل في منازعات الهيئات العمومية الوطنية واملنظمات
ًال
املهنية ملجلس الدولة ،وبد من ذلك أعطى اختصاص املحاكم اإلدارية .يتم تحديد االختصاص النوعي
بن اًء على موض وع ال دعوى وطبيع ة ال نزاع ،م ع مالحظ ة أن قواع د االختص اص الن وعي تتعل ق بالنظ ام
ًا 1
العام ويمكن للقاضي رفعها تلقائي .
ُي ظهر هذا التغيير أن املشرع قد قام بتعديالت في توزيع السلطات القضائية ،حيث تم منح املحاكم
ًا ًا
اإلداري ة اختصاص أوس ع في بعض املنازع ات ال تي كانت س ابق تخض ع الختص اص مجلس الدول ة .ه ذا
التوزيع الجديد يعتمد على موضوع الدعوى وطبيعة النزاع ،مما يعني أن قواعد االختصاص النوعي قد
تتغير بناًء على القوانين واألنظمة القضائية الجديدة ،وقد يتم تحديدها تلقائًي ا من قبل القاضي حسب
الظروف والقوانين الجاري بها العمل.
2
إذ أنها تختص بالفصل في:
-1دعاوى الغاء القرارات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص املشروعية للقرارات الصادرة
عن:
15
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
أ -الطع ون املقدم ة ض د ق رارات رفض االع تراض على ق وائم أعض اء مكاتب التص ويت واألعض اء
اإلض افيين ،وفًق ا للم ادة 129من األم ر رقم 1،01-21حيث يمكن التظلم منه ا أم ام املحكم ة اإلداري ة
املختصة إقليمًي ا في ثالثة أيام كاملة من تاريخ تبليغ القرار ،ويكون الطعن في حكم املحكمة اإلدارية أمام
املحكم ة اإلداري ة لالستئناف في ثالث ة أي ام كامل ة ،وتص در املحكم ة اإلداري ة لالستئناف قراره ا خالل
خمسة أيام كاملة ،وال يمكن الطعن في قرارها.
ب -الطعون املقدمة ضد قرار رفض ترشيح أو قوائم مترشحي املجالس الشعبية البلدية أو الوالئية،
وفًق ا للمادة 183من األمر رقم 2،01-21حيث يمكن التظلم منها أمام املحكمة اإلدارية املختصة إقليمًي ا
في ثالث ة أي ام كامل ة من ت اريخ تبلي غ الق رار ،ويكون الطعن في حكم املحكم ة اإلداري ة أم ام املحكم ة
اإلداري ة لالستئناف في ثالثة أيام كامل ة ،وتص در املحكم ة اإلداري ة لالستئناف قراره ا خالل أربعة أيام
كاملة ،وال يمكن الطعن في قرارها.
أم ا بالنس بة لعنص ر الص فة ،فإن ه بن اًء على املادة 7من ق انون رقم 09-08املتعل ق ب اإلجراءات املدني ة
املعدل واملكمل ،يتم توجيه الدعاوى املتعلقة بالقرارات الصادرة عن املصالح غير املركزة للدولة على
مستوى الوالية والقضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة والقرارات الصادرة عن املصالح اإلدارية
األخرى للبلدية إلى املحاكم اإلدارية ،باستثناء بعض املسائل التي تخضع لالختصاص العادي.
3
ُمل
وفًق ا للمادة 802من القانونُ ،ي عفى االختصاص النوعي من االختصاص ا حدد في املواد 800و 801في
بعض الحاالت ،حيث يكون من اختصاص املحاكم العادية التعامل مع املنازعات التالية:
-املخالف ــات املتعلق ــة ب ــالطرق :في حال ة اعت داء شخص م ا على طري ق عم ومي ....بتخريب ه أو هدم ه أو
عرقل ة الس ير في ه ،فلإلدارة أن ترف ع دع وى ض د ه ذا املعت دي أم ام املح اكم العادي ة ،أي أم ام القض اء
الع ادي [س واء ف رع م دني أو ج زائي] للمطالب ة بالتعويض ات املس تحقة من ج راء االعت داء على طرق ات
4
اإلدارة ،الفعل املنوه واملعاقب عليه طبقا للمادتين 406و 408من قانون العقوبات.
1املادة 129من األمر رقم 10-21املؤرخ في 10مارس ، 2021املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخابات ،الجريدة الرسمية،
العدد .2021 .17
2املادة 183من األمر رقم 10-21املؤرخ في 10مارس ،2021السالف الذكر.
3املادة 07من قانون رقم 09-08املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،املذكور سابقا.
4مياسة بلطرش ،املرجع السابق الذكر ،ص .95
16
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
-املنازعات املرتبطة باملسؤولية املدنية الناتجة عن حوادث مركبات تابعة للدولة ،أو أحد الواليات ،أو
البلديات ،أو إحدى املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية.
األضــرار الناجمــة عن مركبــة تابعــة لشخص معنــوي عمــومي :يقصد بذلك تلك األضرار الناجمة عن
1
مركبة تابعة للدولة ،أو للوالية ،أو للبلدية ،أو مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية.
ويترتب على هذا الوضع ،أنه باستطاعة أطراف الدعوى إثارة الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي في
أي ة مرحل ة كانت عليه ا ال دعوى القض ائية .كم ا يمكن للقاضي اإلداري إثارت ه من تلق اء نفس ه ح تى ولم
ي ثره أط راف ال نزاع .وأخ يرا ال يصح وال يج وز االتف اق على مخالف ة القواع د واألحكام املتعلق ة
باالختصاص اإلقليمي املنصوص عليه قانونا تحت طائلة بطالنه وعدم األخذ به أمام القاضي اإلداري.
ح دد املش رع الجزائ ري اختص اص املح اكم اإلداري ة على أس اس إقليمي طبق ا للق انون رقم 07-22
املؤرخ في 05مايو 2022املتضمن التقسيم القضائي 4واملرسوم التنفيذي 435-22املؤرخ في 11ديسمبر
5
،2022الذي يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف واملحاكم اإلدارية.
إن تحدي د إقليم االختص اص والنط اق الجغ رافي لكل محكم ة إداري ة يمنح العدي د من الخص ائص
وامليزات كتبس يط اإلج راءات أم ام املتقاض ين والس رعة في فض النزاع ات ،فيم ا ج اء في املادة ":38في
حال ة تع دد املدعى عليهم ،ي ؤول االختص اص اإلقليمي للجه ة القض ائية ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها
موطن أحدهم ." .وفي حالة ما إذا لم يكن لهذا األخير موطن معروف .فإن االختصاص يؤول الى الجهة
17
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
القضائية التي يقع فيها أخر موطن له ،واال فان املحكمة التي يقع املوطن املختار هي التي تكون صاحبة
1
االختصاص.
ج اء في نص املادة 02فق رة 2من املرس وم التنفي ذي رقم 195-11املع دل للمرس وم التنفي ذي -98
356املتعل ق بكيفي ات تط بيق أحكام الق انون ( 02-98امللغى) على أن ه" يح دد االختص اص اإلقليمي
2
للمحاكم اإلدارية طبقا للجدول امللحق بهذا املرسوم".
بم وجب املادة 804من ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة ،ف إن االستثناءات ال واردة على قاع دة
3
االختصاص اإلقليمي تشمل الحاالت التالية:
- 1في مادة الضرائب أو الرسوم ،أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أو
الرسم،
- 2في مادة األشغال العمومية ،أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال،
- 3في مادة العقود اإلدارية ،مهما كانت طبيعتها ،أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام
العقد أو تنفيذه،
- 4في م ادة املنازع ات املتعلق ة ب املوظفين أو أع وان الدول ة أو غ يرهم من األشخاص الع املين في
املؤسسات العمومية اإلدارية ،أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان التعيين،
- 5في مادة الخدمات الطبية ،أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تقديم الخدمات،
- 6في مادة التوريدات ،أو األشغال ،أو تأجير خدمات فنية ،أو صناعية ،أمام املحكمة التي يقع في دائرة
اختصاصها مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األطراف مقيما به،
- 7في م ادة تع ويض الض رر الن اجم عن جناي ة أو جنح ة أو فع ل تقص يري ،أم ام املحكم ة ال تي يق ع في
دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار،
1عمر بوجادي ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل دكتوراه في القانون كلية الحقوق ،مولود معمري ،تيزي وزو،2011 ،
ص .72
2املادة 02من املرسوم التنفيذي رقم 195-11املعدل للمرسوم التنفيذي 356 -98املذكور سلفا.
3ريمة مقيمي ،املنازعات اإلدارية ،محاضرات ألقيت على طلبة الثالثة ليسانس تخصص قانون العام ،جامعة 08ماي ،1945قاملة،
،2020-2019ص .44-43
18
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
- 8في مادة إشكاالت تنفيذ األحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية ،أمام املحكمة التي صدر
عنها الحكم موضوع اإلشكال.
أوال – الطاعن:
تنص املادة 13من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية" :ال يجوز ألي شخص ،التقاضي ما لم تكن له
صفة ،وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون .يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في املدعي أو في
املدعى علي ه .كم ا يث ير تلقائي ا انع دام اإلذن إذا م ا اش ترطه الق انون" 2.وبتحلي ل ه ذه املادة نج د أن
الشروط املتعلقة بالطاعن تتمثل في الصفة واملصلحة:
أ -الصفة :في القانون تشير إلى الصالحية أو السلطة التي يتمتع بها الشخص أو الجهة للجوء إلى القضاء
ًط
وتقديم دعوى لحماية حقوقهم أو مصالحهم القانونية .تعتبر الصفة شر ا إجرائًي ا يجب توافره لدى
جمي ع األط راف املش اركة في ال دعوى .وفي حال ة انع دام الص فة ،س واء للم دعي أو املدعى علي ه ،يمكن
للقاضي أن يصدر قراًر ا بعدم قبول الدعوى .وتشمل الصفة القدرة على التمثيل القانوني واللجوء إلى
3
القضاء في جميع أنواع الدعاوى ،سواء كانت مدنية أو إدارية ،وتنطبق على جميع مراحل التقاضي.
ب -املص ــلحة :إن أهم ش رط لقب ول ال دعوى أم ام املح اكم اإلداري ة ه و املص لحة ،حيث يجب أن تكون
للمدعى مصلحة في مباشرة دعواه ،فهي شرط أساسي لقبول الدعوى .فاملصلحة هي :املنفعة التي تعود
1حسين طاهري ،شرح وجيز لإلجراءات القضائية املتبعة في املواد اإلدارية ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص .05
2املادة 13قانون رقم ،09-08املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،املذكور سابقا.
3محمد أمين مودع ،شروط قبول الدعوى على ضوء تعديل قانون اإلجراءات املدنية الجزائري ،مجلة صوت القانون ،املجلد ،05
العدد ،02جامعة على لونيسي ،البليدة ،2018 ،ص .142-141
19
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
على راف ع ال دعوى من الحكم ل ه قض ائيا على طلبات ه كله ا أو بعض ها ،وسبب وج ود املص لحة كش رط
لقبول الدعوى هي أن املحاكم لم توجد إلعطاء استشارات قانونية للمتخاصمين ،بل البد للمدعى من
مص لحة ،فمن دون ه ذه املص لحة ال يمل ك املدعى ه ذا الح ق ،فاملص لحة هي الض ابط الق انوني لض مان
1
جدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية التي رسمها القانون لها.
لم يعط املشرع الجزائري تعريف لعريضة افتتاح الدعوى ،وإنما استطاع الفقه استخالص ذلك،
ومن أهم التعريف ات ال واردة لتعري ف عريض ة افتت اح ال دعوى من نص وص املواد القانوني ة هي :وثيق ة
مكتوبة وجوبا وفقا لنص القانون ،تكون موقعة من املدعى أو وكيله أو محاميه ،مزودة بتاريخ إيداعها
ل دى أمان ة املحكم ة ال تي رفعت على مس توي دائ رة اختصاص ها ال دعوى القض ائية في ح دود املواعي د
2
واآلجال املقررة قانونا ،وفقا لنص املادة 14من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
أ -البيانات الجوهرية املشتركة بعريضـة افتتـاح الـدعوى :وحسب نص املادة 15من قانون اإلجراءات
ًال
املدني ة واإلداري ة يجب أن تتض من عريض ة افتت اح ال دعوى ،تحت طائل ة ع دم قبوله ا ش ك ،البيان ات
3
اآلتية:
20
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
الط اعن من نظ ام املس اعدة القض ائية .املادة 815من نفس الق انون تنص على أن ال دعوى يمكن رفعه ا
ع بر عريض ة ورقي ة أو ع بر الطري ق اإللك تروني .وأيًض ا ،تعفي املادة 827من ق انون اإلج راءات املدني ة
1
واإلدارية الكيانات القانونية املدرجة في املادة 800من التمثيل القانوني بواسطة محاٍم .
نظرا لطبيعة العمل اإلداري وقابليته للتنفيذ من جهة وضرورة العمل على ضمان استقرار األوضاع
وكذا ضمان السير الحسن للمرافق العامة حماية للصالح العام ،من جهة أخرى جعلت مواعيد محددة
من أجل ضمان رفع الدعوى اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية.
وال يقب ل أن يرف ع الطعن إال خالل األربع ة أش هر التابع ة لتبلي غ الق رار املطع ون في ه أو نش ره،
واعتمدت هذه املدة في قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية وذلك من تاريخ تبليغ القرار أو نشره حسب
طبيعت ه ،غ ير أن ه أض اف بم وجب املادة 831أن ه ال يحتج بأج ل الطعن املح ددة بأربع ة أش هر إال إذا تم
اإلشارة لها من طرف اإلدارة في تبليغ القرار املطعون فيه.
وحسب املادة 832من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية تنقطع آجال الطعن في الحاالت اآلتية:
ُ -ي خطر أمانة الضبط جميع الخصوم بتاريخ الجلسة على األقل عشرة أيام قبلها ،ويمكن تقليص هذه
املدة في الحاالت االستعجالية بتصريح من رئيس التشكيلة القضائية.
ُ -ي قرأ التقرير املتعلق بالقضية من قبل القاضي املختص في الجلسة.
ُ -ي منح الخص وم فرص ة لتق ديم مالحظ اتهم ش فوًي ا ،م ع ع دم االل تزام ب الرد عليه ا إال إذا تم تأكي دها
بمذكرة كتابية.
1حسين كمون ،املركز املمتاز لإلدارة في املنازعة اإلدارية ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه ،تخصص قانون ،كلية الحقوق ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،2018- 2017 ،ص .108-104
21
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
ًال
ُ -ي جيب املدعى عليه أو على املالحظات ،وبعدها ُي ستدعى موظفو اإلدارة املعنيون لتقديم توضيحاتهم.
ُ -ي مكن طلب توض يحات من أي شخص حاض ر ي رغب أح د الخص وم في س ماع آرائ ه ،وفي النهاي ة يق دم
1
محافظ الدولة طلباته.
1محمد الصغير بعلي ،املحاكم اإلدارية عنابة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،2011 ،ص.161
2املادة 275واملادة 276من قانون رقم ،09-08املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،املذكور سابقا.
3عبد الرحمان بربارة ،شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،منشورات بقراوي للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2009 ،ص
.273
22
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
أوال :الطرق العادية للطعن
لم يقم املش رع الجزائ ري في ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة الس اري املفع ول بتحدي د تعري ف
دقيق ملفهوم املعارضة ،بل اكتفى باإلشارة إلى أنها إحدى السبل العادية لطعن القرارات الصادرة عن
املح اكم اإلداري ة في الجزائ ر 1.وب ذلك ،ت رك املج ال متاًح ا أم ام االجته ادات القض ائية الس تخالص
تعاريفهم وفًق ا لتقديراتهم القضائية والفقهية .يأتي هذا في سياق املادة 175من الدستور التي تؤكد على
2
"الحق في الدفاع معترف به".
ُت
ومن اط وأس اس الطعن باملعارض ة ه و غي اب املدعى علي ه .وبن اًء علي هَ ،ع َت ِب ر املعارض ة وس يلة تتيح
ُمل ُمل
للجانب الغائب في النزاع مواجهة املطالب املقدمة من ِق َب ل ا َّد عي .لكن عندما يتغيب الخصم ا َع اِر ض
3
عن الحضور مرة أخرىُ ،ي فقد حقه في املعارضة.
وفيما يتعلق باالستئناف كوسيلة أخرى من وسائل الطعن العادية في القرارات الصادرة عن جهات
القض اء اإلداري في الجزائ ر ،ف إن املادة 949من ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة تنص على اآلتي:
"يجــوز لكل طــرف حضــر أو اســتدعي بصــفة قانونيــة ،ولــو لم يقــدم أي دفــاع ،أن يرفــع استئنافا ضــد
الحكم أو األمــر الصــادر عن املحكمــة اإلداريــة أو القــرار الصــادر في أول درجــة عن املحكمــة االداريــة
4
لالستئناف للجزائر العاصمة".
واالستئناف طريقة طعن عادية في األحكام الصادرة عن محاكم الدرجة األولى يرفع إلى محكمة أعلى
درجة من محاكم الدرجة الثانية بهدف تعديل الحكم أو إلغاءه ويعرف أيضا على انه الوسيلة التي يطبق
به ا املش رع عمال بمب دأ التقاضي على درج تين بإتاح ة الفرص ة أم ام املتقاض ين للحص ول على حكم أك ثر
5
عدالة.
1املادة 935من القانون رقم 09-08املؤرخ في 18صفر عام 1429املوافق 25فبراير سنة 2008املتضمن قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية املعدل واملتمم بالقانون 13-22في 12يوليو 2022الجريدة الرسمية العدد .2022-48
2املادة 175من التعديل الدستوري الجزائري لسنة 2020املذكور سابقا.
3محمد الصغير بعلي ،الوجيز في اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دون طبعة دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2005 ،ص .217
4املادة 949من القانون رقم 09-08املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل ،املذكور سابقا.
5نبيل صقر ،الوسيط في شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دار الهدى للنشر ،عين مليلة ،الجزائر ،2008 ،ص .334
23
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
حسب املادة " :960يهــدف اعــتراض الغــير الخــارج عن الخصــومة إلى مراجعــة ،أو إلغــاء الحكم ،أو
1
القرار ،أو األمر الذي فصل في موضوع النزاع".
تت ولى السلطة القض ائية اإلدارية ،وفًق ا للمادة 286من ق انون اإلج راءات املدني ة واإلدارية ،مهمة
تصحيح األخط اء ال تي ق د تكون موج ودة في األحكام أو الق رارات ،وذل ك بطلب من األط راف املعني ة أو
من تلق اء الس لطة القض ائية نفس ها .يش مل ه ذا الخط أ املادي الع رض الخ اطئ لألح داث أو إهماله ا في
الحكم أو الق رار املطع ون في ه .أم ا بالنس بة لل دعوى التفس يرية ،فته دف إلى توض يح وتحدي د مض مون
الحكم أو القرار ،ويكون اختصاص هذا التفسير للجهة القضائية التي أصدرت القرار ،وفًق ا لنص املادة
2
285من نفس القانون.
1املادة 960من القانون رقم 09-08املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل ،املذكور سابقا.
2قاتي ليليا ،فرجوخ رابح ،التقاضي على درجتين في النظام القضائي اإلداري الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة املاستر في القانون
العام ،جامعة محمد الصديق بن يحيى ،جيجل ،2016-2015 ،ص .40
24
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
وق د ع رف القض اء اإلداري في الجزائ ر قب ل س نة 2022اعتم اد ه ذا املب دأ استنادا إلى القاع دة
القض ائية ال تي تقضي بمنح ص الحية تلقي الطع ون باالستئناف ودراس تها والفص ل فيه ا ملجلس الدول ة.
وهو ما كان موضوع انتقاد من طرف املختصين ألسباب كثيرة وهو ما جعل املشرع االجرائي الجزائري
1
يتخلى عن هذه املنهجية ليتحول الى تجسيد هذا املبدأ من خالل املحاكم االدارية لالستئناف.
1محمد صغير سعداوي ،االختصاص االستثنائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة في ظل تجسيد املشرع الجزائري
ملبدأ التقاضي على درجتين في املواد اإلدارية عن طريق املحاكم اإلدارية لالستئناف ،مجلة القانون والتنمية ،املجلد ،04العدد ،02
جامعة طاهري محمد ،بشار ،الجزائر ،2023 ،ص .27
2التعديل الدستوري لسنة ،1996الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم ،438-96املؤرخ في 07ديسمبر ،1996املتعلق بإصدار نص
التعديل الدستوري الصادر في الجريدة الرسمية عدد 76املؤرخة في 08 :ديسمبر.1996
25
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
ومجلس الدول ة في القم ة ،دون وج ود مح اكم إداري ة للنظ ر في االستئنافات .وه ذا يختل ف عن الهيكل
القضائي العادي الذي يتضمن محاكم ابتدائية ومجالس قضائية ومحكمة عليا.
1
ًا
تحقيق ملب دأ التقاضي على درج تين ،املنص وص علي ه في املادة 306من ق انون اإلج راءات املدني ة
واإلداري ة 2،حيث يس مح باالستئناف ض د األحكام القض ائية الص ادرة عن املح اكم االبتدائي ة في غي اب
ُت
مح اكم اداري ة استئنافية ،منح اختصاص ية االستئناف ملجلس الدول ة طبق ا للم ادة 800من ق انون
اإلجراءات املدنية واإلدارية.
عن دما ُي نظ ر مجلس الدول ة في الطع ون باالستئناف ض د الق رارات الص ادرة عن املح اكم اإلداري ة،
يخرج عن دوره األساسي ،حيث ُي فترض أن ُي عنى بنظر الطعون بالنقض .كما أن هذا ينتهك مبدأ تقريب
العدال ة للمتقاض ين ،ال ذين يجب عليهم االنتق ال إلى مق ر مجلس الدول ة في الجزائ ر العاص مة بوس اطة
3
محاميهم ،مما يعني تحملهم لتكاليف السفر والجهد ،مما يزيد من تكاليف الدفاع عن حقوقهم.
وقد تم االعالن عن انشاء محاكم ادارية لالستئناف وفقا للمادة 179من التعديل الدستوري الذي
تم بموجب املرسوم الرئاسي رقم 442-20املؤرخ في 30ديسمبر 2020والتي تنص على أنه:
"تمثل املحكمة العليا الهيئة املقّو مة ألعمال املجالس القضائية واملحاكم .يمثل مجلس الدولة الهيئــة
املقومــة ألعمــال املحــاكم اإلداريــة لالستئناف واملحــاكم اإلداريــة والجهــات األخــرى الفاصــلة في املواد
اإلداريــة .تضــمن املحكمـ ــة الـعـلـيـ ــا ومـجـل ــس الـدول ــة تـوحـي ــد االجتهــاد القضــائي في جميــع أنحــاء البالد،
ويسهران على احترام القانون.
تفص ــل محكم ــة التن ــازع في ح ــاالت تن ــازع االختص ــاص بين هيئ ــات القض ــاء الع ــادي وهيئ ــات القض ــاء
اإلداري.
يح ـ ـ ـ ــدد ق ـ ـ ـ ــانون عض ـ ـ ـ ــوي تنظيم املحكم ـ ـ ـ ــة العلي ـ ـ ـ ــا ومجلس الدول ـ ـ ـ ــة ومحكم ـ ـ ـ ــة التن ـ ـ ـ ــازع ،وس ـ ـ ـ ــيرها
4
واختصاصاتها".
1فاطمة الزهراء الفاسي ،النظام القضائي اإلداري الجزائري ،محاضرات ألقيت على طلبة ماستر 2قانون إداري ،كلية الحقوق ،جامعة
باجي مختار ،عنابة الجزائر ،2021 ،ص .90
2القانون العضوي 13-22املؤرخ في 12يوليو سنة ،2022املذكور سابقا.
3فاطمة الزهراء الفاسي ،املرجع السابق الذكر ،ص .93
4املرسوم الرئاسي رقم 442-20املؤرخ في 30ديسمبر 2020املتعلق بالتعديل الدستوري لسنة ،2020الجريدة الرسمية ،عدد ،82
.2020
26
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
من خالل ه ذا النص ،أعلن املش رع بوض وح عن إنش اء مح اكم إداري ة لالستئناف للنظ ر في
االستئنافات ضد أحكام املحاكم اإلدارية ،وتعزيز قدرتها على أداء وظائفها .وبهذا التحرك ،قام املشرع
ًال
بمعالجة النقص الذي كان ماث في النظام القضائي اإلداري.
الفرع الثاني :األساس القانوني للمحاكم اإلدارية لالستئناف كقاضي أول درجة
تستمد املحاكم اإلدارية لالستئناف في الجزائر وجودها من الدستور وتحديدا من أحكام املادة 179
منه التي تنص على أن:
"يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومـة ألعمـال املحـاكم اإلداريـة لالستئناف واملحـاكم اإلداريـة والجهـات
األخرى الفاصلة في املواد اإلدارية"...
بذلك تكون هذه املادة قد أعلنت وبشكل صريح عن إنشاء محاكم إدارية لالستئناف كدرجة ثانية
للتقاضي في املادة اإلدارية واستثناء خص املحكمة اإلدارية بالجزائر بالنظر والفصل في بعض املنازعات
كدرجة أولى بحكم قابل لالستئناف.
وتجدر اإلشارة الى أن املشرع الجزائري خول اختصاص قضائي آخر الى جانب ما هو مخول طبقا
للفقرتين األولى والثانية من املادة 900مكرر من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية للمحكمة اإلدارية
لالستئناف التي مقرها بمدينة الجزائر دون غيرها ودون سواها بالفصل كدرجة أولى في ثالثة أنواع من
ال دعاوى اإلداري ة وهي دع اوى اإللغ اء ودع اوى تفس ير الق رارات اإلداري ة وتق دير مش روعية الق رارات
اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية املركزية والهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية
طبق ا للفق رة 3من املادة 900مك رر .فهي قاضي درج ة أولى تفص ل طبق ا للنص الق انوني الس الف ذك ر
بقرارات قابلة لالستئناف أمام مجلس الدولة طبقا للمادة 902من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية
الجدي د 1،واملادة 10من الق انون العض وي 11-22املع دل واملتمم للق انون العض وي 01-98املتعل ق
27
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
بتنظيم مجلس الدول ة وس يره واختصاص اته 2ويكون لإلستئناف أم ام مجلس الدول ة أث ر ناق ل لل نزاع
وموقف لتنفيذ الحكم طبقا للمادة 908من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
-1قضاة الحكم:
تتألف هذه الهيئة من رئيس يجب أن يكون برتبة مستشار بمجلس الدولة على األقل ،باإلضافة إلى
ن ائب لل رئيس أو ن ائبين عن د الض رورة ،دون تحدي د أي ش روط خاص ة لت ولي ه ذا املنص ب على غ رار
الرئيس .ويضم الفريق أيًض ا رؤساء الغرف ورؤساء األقسام حسب الحاجة ،مع األخذ في االعتبار أن
1
إنشاء األقسام داخل الغرف يعتمد على حجم نشاط كل محكمة ،باإلضافة إلى مستشارين آخرين.
نصت على تشكيلة املحاكم اإلدارية لالستئناف املادة 30من القانون العضوي 10-22املؤرخ في 09
ذي القعدة 1443املوافق ل 9جوان سنة 2022واملتعلق بالتنظيم القضائي والتي جاء نصها كما يلي:
قضاة الحكم:
28
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
-رئيس برتبة مستشار بمجلس الدولة على االقل.
-رؤساء الغرف.
تتشكل ه ذه الهيئ ة من محاف ظ دولة برتبة مستش ار بمجلس الدولة على األق ل ،باإلضافة ملحاف ظ
2
دولة مساعد أو اثنين عند االقتضاء.
-محاف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظ دول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة برتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مستش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار بمجلس الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة على االق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل
3
-محافظ دولة مساعدين اثنين ( )2عند االقتضاء".
في هذا السياق ،نصت املادة 33من نفس القانون على أن املحاكم اإلدارية لالستئناف يجب أن تعقد
بتشكيلة جماعية ،ما لم يكن هناك نص قانوني ينص على خالف ذلك .ومع ذلك ،يجدر بنا أن نالحظ
أن الق وانين لم تح دد ع دد القض اة الالزمين لصحة ق رارات املحكم ة .ه ذا يعكس التغي ير ال ذي ح دث
مقارنة بالوضع السابق ،حيث كان ُي شترط في قانون 02-98امللغى أن تتكون املحاكم اإلدارية من ثالثة
4
قضاة على األقل ،بما في ذلك رئيس املحكمة واثنان من املساعدين برتبة مستشار.
1املادة 30من القانون العضوي 10-22املؤرخ في 09ذي القعدة 1443املوافق ل 9جوان سنة ،2022املذكور سابقا..
2صالح ملوك ،املرجع السابق الذكر ،ص .232
3املادة 30من القانون العضوي 10-22املؤرخ في 09ذي القعدة 1443املوافق ل 9جوان سنة ،2022املذكور سابقا.
4املادة 33من القانون العضوي 10-22املؤرخ في 09ذي القعدة 1443املوافق ل 9جوان سنة ،2022املذكور سابقا.
29
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
كتابة الضبط:
تعت بر كتاب ة الض بط هيئ ة غ ير قض ائية ،ت دخل ض من اإلط ار البش ري املس ير للهياكل القض ائية،
1
وبذلك فهي تلعب دورا مهما وأساسيا في مسألة ضمان السير الحسن للهياكل القضائية بصفة عامة،
وال تخرج املحاكم اإلدارية لالستئناف عن هذا اإلطار ،إال أن املالحظ أن مسالة تنظيم كتابة الضبط
على مستوى الجهات القضائية تحال على التنظيم وهو ما لم يصدر بعد ،لذلك ففي هذا اإلطار يمكن
اإلش ارة للنظ ام ال ذي كان معم ول ب ه على مس توى املح اكم اإلداري ة وال ذي لن يختل ف كث يرا عم ا ق د
يكرس مستقبال ،وعليه وبالرجوع للنصوص املنظمة لهذه املحاكم ،نجد املادة 6من القانون " 02-98
لكل محكم ــة اداري ــة مص ــلحة لكتاب ــة الض ــبط يتكف ــل به ــا كاتب ض ــبط رئيسي و يس ــاعده كت ــاب ض ــبط
تحت ســلطة و رقابــة محافــظ الدولــة و رئيس املحكمــة اإلداريــة" تقضي بأن لكل محكمة إدارية كتابة
ضبط يحدد التنظيم كيفية تنظيمها وسيرها ،وتطبيقا لذلك جاء املرسوم التنفيذي 2،356 -98والذي
يقضي في مادت ه السادس ة ،ب أن كل كتاب ة ض بط يتكف ل به ا كاتب ض بط رئيسي ويس اعده كت اب ض بط
تحت سلطة ورقابة محافظ الدولة ورئيس املحكمة اإلدارية ،كما أكدت املادة 7من هذا املرسوم بأن
كت اب ض بط املح اكم اإلداري ة يخض عون للق انون األساسي لكت اب الض بط ب اقي الجه ات القض ائية ،أم ا
املادة 8فإنه ا خ ولت كل من محاف ظ الدول ة ورئيس املحكم ة اإلداري ة مس ألة توزيع كت اب الض بط على
3
الغرف واألقسام.
يمكن الق ول إن دمج هيئتين أو س لطتين في ممارسة الص الحيات دون وضع مع ايير واضحة لتحديد
حدود صالحيات كل هيئة قد يؤدي إلى تأثير سلبي على سالمة املرافق العامة .على سبيل املثال ،توزيع
كت اب الض بط ومراقبت ه بين محاف ظ الدول ة ورئيس املحكم ة من دون تحديد الص الحيات بوضوح قد
ي ؤدي إلى نش وب تنازع ات بينهم ا ،مم ا ي ؤثر س لًب ا على عم ل الهيئ ات القض ائية .ل ذا ،يجب تحدي د
ًال
4
صالحيات كل طرف بوضوح مستقب لتجنب أي لبس قد ينشأ.
1سعيد بوعلي ،املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بلقيس ،الجزائر ،2015 ،ص .56
2املرسوم التنفيذي رقم ،356-98املذكور سابقا.
3صالح ملوك ،املرجع السابق الذكر ،ص .233-232
4نفس املرجع السابق ،ص .233
30
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
كدرج ة أولى ،وجع ل من أحكامه ا قابل ة لالستئناف أم ام مجلس الدول ة ،األم ر ال ذي رتب العدي د من
1
اإلشكاالت القانونية والعملية ،وسنلخص هذه اإلشكاالت فيما يلي:
-تغيير الطبيعة القانونية ملجلس الدولة :إن اختصاص مجلس الدولة كقاضي نقض ،وقاض استئناف
أحدث تغييرا وظيفيا وموضوعيا فيما يتعلق بمهامه وتحول من محكمة قانون إلى محكمة وقائع ،وبهذا
خالف نص املادة 171من الدستور التي أناطت مهمة التقويم وضمان االجتهاد القضائي ملجلس الدولة.
-إغراق مجلس الدولة بملفـات االستئناف :إن االعتراف ملجلس الدولة بالنظر في الطعون باالستئناف
نجم عليه تزايد كب ير في عدد امللفات املعروضة عليه ،ألنه الجهة الوحيدة املخول ة باستئناف األحكام
والقرارات الصادرة على القضاء اإلداري.
-إطال ــة عم ــر ال ــنزاع :إن ك ثرة امللف ات املعروض ة أم ام مجلس الدول ة ،انعكس س لبا على عم ر ال نزاع،
فمثال أصدر مجلس الدولة قرارا بتاريخ 22ماي ،2002الغرفة الرابعة فهرس ،327حيث تم تسجيل
عريضة االستئناف بتاريخ 02سبتمبر ،1997وصدور القرار في التاريخ السابق ذكره هي مدة طويلة في
عمر النزاع.
-ع ــدم ج ــواز الطعن في الق ــرارات النهائي ــة الص ــادرة عن مجلس الدول ــة :باعتب ار مجلس الدول ة هيئ ة
استئناف ال يمكن الطعن في قرارات ه ب النقض ،ألن الطعن ب النقض يكون أم ام جه ة قض ائية أعلى،
ومجلس الدولة هو أعلى جهة قضائية في القضاء اإلداري الجزائري
-االختص ــاص االبت ــدائي النه ــائي ملجلس الدول ــة :حيث يفص ل مجلس الدول ة ابت دائيا ونهائي ا في دع اوى
اإللغ اء وفحص املش روعية وتفس ير الق رارات الص ادرة عن الس لطات املركزي ة والهيئ ات العمومي ة
الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية.
-االختصاص االبتدائي النهائي للمحاكم اإلدارية :حيث تعتبر أحكام املحاكم اإلدارية في بعض الحاالت
لها طابع نهائي ،وغير قابلة للطعن فيها باالستئناف ،كاألحكام املتعلقة بالنصاب القانوني ،واألحكام غير
2
القطعية واألحكام املتعلقة باملنازعات االنتخابية ،وذلك من أجل التخفيف على مجلس الدولة.
1نور اإلسالم جنيدي ،علي بالسالم ،التقاضي على درجتين في النظام القضائي اإلداري الجزائري ،مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات
نيل شهادة املاستر ل.م.د في الحقوق ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،2023-2022 ،ص .33-32
2نور اإلسالم جنيدي ،علي بالسالم ،املرجع السابق الذكر ،ص .33
31
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
ج اء في املادة 900مك رر من ق انون االج راءات املدني ة واإلداري ة املع دل واملتمم " :تختص املحكم ــة
اإلداري ـ ــة لالستئناف للجزائ ـ ــر بالفص ـ ــل كدرج ـ ــة أولى في دع ـ ــاوى الغ ـ ــاء وتفس ـ ــير وتق ـ ــدير مش ـ ــروعية
القــرارات الصــادرة عن الســلطات اإلداريــة املركزيــة والهيئــات العموميــة الوطنيــة املنظمــات واملهنيــة
1
الوطنية".
ومن خالل نص املادة يالح ظ أن املحكم ة اإلداري ة لالستئناف للجزائ ر العاص مة إض افة إلى
اختصاص ها كدرج ة ثاني ة للتقاضي في املادة اإلداري ة ،أوكل له ا املش رع املنازع ات ال تي كان يختص
بالفصل فيها مجلس الدولة ابتدائيا ونهائيا.
وهذا يعتبر تطورا ايجابيا لتكريس مبدأ التقاضي على درجتين من خالل إلغاء االختصاص االبتدائي
والنهائي ملنازعات السلطات والهيئات املركزية ،والتي كانت تشكل انتهاكا ملبدأ التقاضي على درجتين في
2
املادة اإلدارية وكانت محل انتقاد من الكثير من الباحثين ورجال القانون.
كم ا أن املحكم ة اإلداري ة لإلستئناف للجزائ ر مختص ة بالفص ل في ثالث أن واع من ال دعاوى القض ائية
وهي:
3
32
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
طبقا للمادة 801من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية بحكم قابل لالستئناف أمام املحاكم اإلدارية
لإلستئناف طبقا للفقرة األولى من املادة 900مكرر.
كم ا أن ه وح تى ينعق د االختص اص للمحكم ة اإلداري ة لالستئناف ب الجزائر العاص مة تحت ه ذا
الوصف فإنه يجب أن تكون محل الطعون املرفوعة إليه قرارات إدارية تصدر عن أحد الجهات الثالثة
املذكورة في النص أعاله وهي:
مؤسسة رئاسة الجمهورية هي هيكل دستوري يجمع مؤسسات متعددة تعمل تحت إشراف الرئيس،
وتتس م باالس تمرارية واألهمي ة الكب يرة في النظ ام السياسي .يت ولى ال رئيس قي ادة ه ذه املؤسس ة ،مم ا
يمنح ه مكان ة ب ارزة وس لطات دس تورية ووس ائل سياس ية وقانوني ة للمس اهمة في إدارة الش أن الع ام.
تتكون املؤسس ة من ج وانب مادي ة مث ل ال رئيس وفريق ه ،وج وانب غ ير مادي ة مث ل الص الحيات
الدستورية والدور اإلداري .تعمل هذه املكونات سوًي ا على تحقيق أهداف املؤسسة ،مما يعكس املكانة
1
املرموقة لرئاسة الجمهورية في النظام الدستوري.
في األس اس ،الق رارات الص ادرة عن رئاس ة الجمهوري ة قابل ة للطعن باإللغ اء ألنه ا تعت بر ق رارات
إدارية مركزية ،حتى وإن لم تكن تتمتع بالشخصية املعنوية ،نظ ًر ا ألن السلطة الرئيسية تكون في هذا
ًال
الس ياق ل دى رئيس الجمهوري ة ب د من الرئاس ة نفس ها .وبم وجب ذل ك ،محكم ة االستئناف اإلداري ة
ب الجزائر العاص مة كقاضي ابت دائي ،هي املختص ة للنظ ر في الطع ون باإللغ اء املقدم ة ض د تص رفات
2
األجهزة التابعة لرئاسة الجمهورية عندما تتخذ تلك األفعال شكل قرارات إدارية.
1عمر بوجادي ،اختصاص القضاء اإلداري القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،جامعة مولود معمري
تيزي وزو الجزائر ،2011 ،ص .115
2حنان عكوش ،مرجع سبق ذكره ،ص .253
33
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
تعد الوزارة األولى املؤسسة التنفيذية الفعلية في الدولة ويرأسها الوزير األول" أو رئيس الحكومة
بحس ب األغلبي ة ان كانت برملاني ة أو رئاس ية طبق ا للم ادة 103من التع ديل الدس توري لع ام 2020ه و
منسق عمل الحكومة طبقا للفقرة األولى من املادة 112من اخر تعديل دستوري واملسؤول على مخطط
عمل الحكومة طبقا للمادة 106واملسؤول عن تنفيذ سياسة الحكومة طبقا للمادة ،109ويتمتع بجملة
من الصالحيات كتلك املنصوص عليها في املادة 112كالسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات أو رئاسة
1
اجتماعات الحكومة.
تس اعد مجموع ة من املص الح اإلداري ة ال وزير األول في آداء مهام ه كم دير ال ديوان واألمين الع ام
للحكوم ة .تع د أعم ال ال وزير األول أو رئيس الحكوم ة قابل ة للطعن فيه ا ب دعوى اإللغ اء أم ام املح اكم
2
االستئنافية ،ماعدا املتصلة بأعمال السيادة.
والقرارات الصادرة عن هذه املصالح تكون محل طعن أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر.
أم ـ ــا ال ـ ــوزارات ،فُت َع ُّد من أهِّم أقس ام اإلدارة املركزي ة ،وعلى ال رغم من ع دم امتالكه ا للشخص ية
املعنوي ة ،إال أن وجوده ا يس تمد من الدول ة .فكل وزي ر يمث ل الدول ة ويتص رف باس مها ،وليس لل وزير
سلطة تنظيمية مستقلة ،إال أنه ُي سهم في تنفيذ وتطبيق املراسيم التنفيذية من خالل إصدار القرارات
3
التنظيمية التي تخص قطاع الوزارة التي ُي شرف عليها.
ق د تكون ه ذه الق رارات عرض ة للطعن أم ام املحكم ة اإلداري ة لالستئناف في الجزائ ر بسبب وج ود
عيب في مشروعيتها.
1سهيلة مزياني ،سلطات الوزير األول ورئيس الحكومة في التعديل الدستوري ،2020مجلة الحقوق والعلوم السياسية ،املجلد ،09
العدد ،01خنشلة ،2022 ،ص .734
2مياسة بلطرش ،املرجع السابق الذكر ،ص .76
3عادل بوعمران ،دروس في املنازعات اإلدارية دراسة تحليلية نقدية ومقارنة ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،2014 ،
ص .73
34
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
والس لطات اإلداري ة املس تقلة من جه ة أخ رى مث ل مجلس والق رض ،املجلس األعلى لإلعالم مجلس
1
املنافسة .....إلخ.
عندما تقوم هذه الهيئات بممارسة مهامها املوكلة إليها ،قد تقوم بأعمال وأنشطة إدارية مثل إصدار
ق رارات لتنظيم أنشطتها الداخلية أو الخارجية ،أو عندما تبرم عقوًد ا إدارية ،أو تقوم بأعمال إدارية
أخرى .يمكن أن تكون هذه األعمال موضوعة للطعن أمام القضاء اإلداري إذا كانت غير واضحة أو غير
ُت
قانونية .عتبر املحكمة اإلدارية لإلستئناف في الجزائر املختصة بالنظر في الطعون املقدمة بشأن إلغاء
أو تفسير أو تقدير مشروعية قرارات هذه الهيئات.
نجد من ذل ك مثال في نص املادة 10من األمر رقم 2 08-95املتعلق بمهنة املهن دس الخب ير العقاري،
ال تي اعت برت منظمة الخ براء املهندس ين على أنه ا" :هيئــة تتمتــع بالشخص ــية املعنويــة وتض ــم األشخاص
املؤهلين ملمارسة مهنة الخبـير العقـاري ،وفـق الشـروط املحـددة في هـذا األمـر" ،وهو ما يمكن اعتباره
تعريفا تشريعيا إلحدى هذه املنظمات.
وهي املنظم ات التي تع نى بشؤون املهن ة كمنظمة املح امين ،املحض رين ،املهندس ين ويكون االنض مام
3
إليها إجباري كما أن القائمين على تسييرها وإدارتها هم أعضاء التنظيم أنفسهم.
وق د أق ر نص املادة 900مك رر من ق انون االج راءات املدني ة واإلداري ة املع دل واملتمم بامت داد
اختص اص محكم ة االستئناف اإلداري ة بالعاص مة ،كق اض أول درج ة للنظ ر في الطع ون املرفوعة ضد
1سنوساوي سمية ،خصوصية مبدأ التقاضي على درجتين أمام القضاء اإلداري ،املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية ،املجلد
،54العدد ،3الجزائر ،2017 ،ص .250-249
2أمر رقم ،08-95مؤرخ في 01فيفري 1995املتعلق بمهنة املهندس الخبير العقاري ،الجريدة الرسمية ،عدد ،20الصادرة في 16أفريل
،1995ص.05
3عادل بوعمران ،املرجع السابق الذكر ،ص .224
35
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
الق رارات الص ادرة عن تل ك املنظم ات س يما املتعلق ة منه ا بالتسجيل واالغف ال واالنض مام لتل ك
4
املنظمات.
خالصة الفصل
في الختام ،يتضح من الفصل األول للدراسة األهمية الكبيرة والتنوع الذي تمثله املحاكم اإلدارية في
النظ ام الق انوني الجزائ ري .من خالل دراس ة طبيع ة املح اكم اإلداري ة ،واختصاص اتها املتع ددة،
واإلجراءات املتبعة فيها ،يمكننا أن نرى بوضوح أنها تمثل ركيزة أساسية في نظام العدالة اإلدارية.
وم ع ذل ك ،ف إن تط ور النظ ام القض ائي ال يتوق ف هن ا ،ب ل يتج اوز إلى إنش اء املح اكم اإلداري ة
لالستئناف كدرج ة ابتدائية ،وهو ما ي برز تطلع السلطات القض ائية إلى تعزيز العدالة وتسريع تقديم
القرارات .وعلى الرغم من التحديات التي قد تطرأ ،فإن هذه الخطوة تعكس التزام السلطات بتطوير
النظام القانوني لضمان تقديم العدالة بطريقة فعالة ومنصفة.
4يسمينه قزقوز ،شرايطي نادية ،االختصاص القضائي للهيئات القضائية اإلدارية في ظل القانون ،13-22مذكرة مكملة ملتطلبات نيل
شهادة املاستر في القانون ،جامع ــة 08ماي ،1945قاملة ،2023-2022 ،ص .79
36
التقاضي في الدرجة الفصل األول
األولى
وم ع ذل ك ،يظ ل هن اك حاج ة مس تمرة إلى مراجع ة وتحس ين الق وانين واإلج راءات لض مان تحقي ق
العدالة بكفاءة وفعالية أكبر ،وتعزيز حقوق املواطنين في الوصول إلى العدالة والحماية من التعسف
اإلداري.
37
الفصل الثاني
التقاضي في الدرجة الثانية
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
تمهيد
ًا ًال
بهدف جعل مبدأ التقاضي على درجتين فاع وظيفي ،حرص املشرع الجزائري في قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية من جهة على توسيع وعاء الدعاوى اإلدارية الذي يتفاعل بداخله مبدأ التقاضي على
درجتين ،ومن جهة أخرى على تعميم األحكام التي يقوم عليها املبدأ.
كما إن تطبيق مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري يقتضي إنشاء جهات قضائية تختص
بإعادة النظر في األحكام والقرارات الصادرة عن الجهات القضائية التي فصلت كأول درجة ،و قد
استحدث املشرع الجزائري املحاكم اإلدارية لالستئناف باعتبارها جهة استئناف كمبدأ عام من أجل
التكريس الحقيقي ملبدأ التقاضي على درجتين ،كما خص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في
القرارات الصادرة في آخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية ،حيث يختص مجلس الدولة كذلك ،في
الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة ،حيث يشكل أحد أهم الهيئات القضائية في البالد،
ًا ًا
حيث يلعب دور بارز في فصل النزاعات اإلدارية وضمان احترام القانون ،وهذا ما سنتناوله في هذا
الفصل:
املبحث الثاني :مجلس الدولة كقاض استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري
39
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
املطلب األول :ماهية املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف واألساس القانوني لها
املحاكم اإلدارية لالستئناف هي جهات استئناف ،تقع في الدرجة الثانية ضمن السلم القضائي
اإلداري في الجزائر ،وتكون قراراتها قابلة للطعن النقض أمام مجلس الدولة.
وبموجب املادة 179من التعديل الدستوري لسنة ،2020وتاله الباب األول مكرر من الكتاب الرابع
من القانون رقم ،13-22تحت عنوان "في اإلجراءات املتبعة أمام املحاكم اإلدارية لالستئناف" ،وهذا
بموجب املادة 07من نفس القانون والتي أضافت املادة 900مكرر ،والتي تضمنت مختلف اإلجراءات
الخاصة بالتقاضي أمام هذه املحكمة ،سواء باعتبارها جهة استئناف باعتبارها أول درجة للتقاضي في
2
بعض املنازعات.
40
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
لقد تبنى املؤسس الدستوري بموجب املادة 152من دستور سنة 11996على صعيد التنظيم
القضائي نظام ازدواجية القضاء حيث أعلن عن ميالد مجلس الدولة كهيئة مقومة ألعمال الجهات
القضائية اإلدارية 2،دون تحديد املقصود بهذه الجهات القضائية ،وبتاريخ 30ماي 1998صدر القانون
4
رقم 302-98الخاص باملحاكم اإلدارية وبقي الوضع على حاله رغم التعديل الدستوري لسنة 2016
5
الذي لم يحمل في طياته الجديد بالنسبة للقضاء اإلداري.
وبصدور التعديل الدستوري لسنة 62020نصت املادة 179منه في فقرتها الثانية على ما يلي" :يمثل
مجلس الدولة الهيئة املقومة ألعمال املحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية والجهات
األخرى الفاصلة في املواد اإلدارية".
1التع ديل الدس توري لس نة ،1996الص ادر بم وجب املرس وم الرئاسي رقم 438-96املؤرخ في 07ديس مبر ،1996يتعل ــق بإص ــدار نص
تعديل الدستور املصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر ،1996الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،76املؤرخة في 08ديسمبر
.1996
2عمار بوضياف ،القضاء اإلداري في الجزائر ،دراسة وصفية تحليلية مقارنة( ،دط) ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص .95
3القانون رقم 02-98املؤرخ في 30ماي ،1998يتعلـق باملحـاكم اإلداريـة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،37املؤرخة في
01جوان .1998
4التع ديل الدس توري لس نة ،2016الص ادر بم وجب الق انون رقم 01-16املؤرخ في 06م ارس ،2016يتض ـ ــمن التع ـ ــديل الدس ـ ــتوري،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،14املؤرخة في 07مارس .2016
5بوزيد غالبي ،مكي حمشة ،النظــام القــانوني للمحكمــة اإلداريــة لإلستئناف في الجزائــر ،مجلة املفكر ،املجلد ،18العدد ،01الجزائر،
،2023ص .305
6التعديل الدستوري لسنة 2020الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم 442-20املؤرخ في 30ديسمبر ،2020يتعلــق بإصــدار التعــديل
الدس ــتوري املص ــادق علي ــه في اس ــتفتاء أول نوفم ــبر ،2020الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة ،الع دد ،82املؤرخ ة في 30ديس مبر
.2020
41
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
وبهذا تكون هذه املادة قد أعلنت صراحة عن ميالد املحاكم اإلدارية لإلستئناف كدرجة ثانية
للتقاضي في املادة اإلدارية وهذا إعماال ملبدأ التقاضي على درجتين ،وبهذا تكون قد اكتملت هياكل
1
النظام القضائي اإلداري الوطني.
تطبيقا لنص الدستور صدر األمر رقم 201-21املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخابات
والذي أشار في بعض نصوصه إلى إمكانية الطعن باالستئناف أمام املحكمة اإلدارية لإلستئناف فيما
يخص املنازعات االنتخابية.
وبتاريخ 5ماي 2022وبموجب القانون رقم 307-22املتضمن التقسيم القضائي تم اإلعالن رسميا
عن إحداث ست ( )6محاكم إدارية لإلستئناف تقع مقراتها بالجزائر ووهران وقسنطينة وورقلة
وتامنغست وبشار ،وهذا ما نصت عليه أحكام املادة 08من نفس املنظومة القانونية ،وبإحداث املحاكم
اإلدارية لإلستئناف يكون املشرع قد أعلن صراحة عن هياكل النظام القضائي اإلداري.
وبتاريخ 16جوان 2022صدر القانون العضوي رقم 410-22املتعلق بالتنظيم القضائي حيث حدد
املشرع بموجب املادة 04منه هياكل النظام القضائي اإلداري واملتمثلة في مجلس الدولة واملحاكم
اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية ،كما خصص الفصل األول من الباب الرابع منه للمحاكم
اإلدارية لإلستئناف وحدد تشكيلتها واختصاصاتها بموجب أحكام املادتين 30-29منه ،كما بين في املواد
من 33إلى 38من نفس القانون تنظيم املحاكم اإلدارية لإلستئناف وحدد مهام محافظ الدولة،
وأخضع اإلجراءات املتبعة أمامها ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،ونص على تحديد كيفيات
التسيير اإلداري واملالي لها عن طريق التنظيم.
1خديجة لعريبي ،النظام القانوني للمحاكم اإلدارية لإلستئناف ،مجلة العلوم اإلنسانية ،املجلد ،34العدد ،04جامعة اإلخوة منتوري،
قسنطينة ،ديسمبر ،2023ص .315-314
2األمر رقم 01-21املؤرخ في 10مارس ،2021املتعلق بنظام االنتخابات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،17املؤرخة في
10مارس .2021
3القانون رقم 07-22املؤرخ في 05ماي ،2022يتضـمن التقسـيم القضـائي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،32املؤرخة
في 14ماي .2022
4القانون العضوي رقم 10-22املؤرخ في 09جوان ،2022يتعلق بالتنظيم القضائي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41
املؤرخة في 16جوان .2022
42
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ثم صدر بعد ذلك القانون العضوي رقم 11-22املعدل واملتمم للقانون العضوي رقم 1988املتعلق
بتنظيم مجلس الدولة واختصاصاته 1،حيث نصت املادة 10منه على إختصاص مجلس الدولة بالفصل
في الطعون باالستئناف ضد القرارات الصادرة عن املحكمة اإلدارية لإلستئناف ملدينة الجزائر في
دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير املشروعية للقرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية املركزية
والهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية.
كما نصت املادتين 11-2منه على اختصاص مجلس الدولة في الطعون بالنقض والقضايا املخولة له
بموجب نصوص خاصة ،وهذا ما يفهم منه صراحة إحالة اختصاص الفصل في الطعون باالستئناف
للمحاكم اإلدارية لإلستئناف.
ثم بعد ذلك صدر القانون رقم 13-22املعدل واملتمم للقانون رقم 09-08املتضمن قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية 2،حيث خصص املشرع الباب األول مكرر لإلجراءات املتبعة أمام املحاكم اإلدارية
لإلستئناف ،حدد اختصاصاتها ،تشكيلتها ،أجال رفع الدعوى وقف التنفيذ ،الفصل في القضية،
3
والطعن في األوامر االستعجالية.
تطبيقا ألحكام القانون رقم 07-22املتضمن التقسيم القضائي صدر املرسوم التنفيذي رقم -22
435الذي يحدد دوائر اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف 4،حيث نصت املادة األولى منه
على تحديد دوائر اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف تطبيقا ألحكام املادة 10من
القانون رقم 07-22املتضمن التقسيم القضائي.
وتم تحديد ذلك بموجب امللحق األول لهذا املرسوم ،كما تم رفع عدد املحاكم اإلدارية إلى ثمان
وخمسين ( )58محكمة عبر كامل التراب الوطني ،على أن تنصب املحاكم اإلدارية الجديدة تدريجيا عند
توفر جميع الشروط الضرورية لسيرها.
1الق انون العض وي رقم 11-22املؤرخ في 09ج وان ،2022،يعـ ـ ــدل ويتمم القـ ـ ــانون العضـ ـ ــوي رقم 01-98املؤرخ في 30مـ ـ ــاي 1998
واملتعلق بتنظيم مجلس الدولة وسيره واختصاصاته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41املؤرخة في 16جوان .2022
2القانون رقم 13-22املؤرخ في 12يوليو ،2022يعدل ويتمم القانون رقم 09-08املؤرخ في 25فيفري 2008واملتضمن قانون
اإلجراءات املدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،48املؤرخة في 17يوليو .2008
3خديجة لعريبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .315
4املرسوم التنفيذي رقم 435-22املؤرخ في 11ديسمبر ،2022يحدد دوائر اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،84املؤرخة في 14ديسمبر .2022
43
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
وتطبيقا ألحكام املادة 38من القانون العضوي رقم -10-22السالف الذكر -صدر املرسوم
1
التنفيذي رقم 120-23الذي يحدد كيفيات التسيير اإلداري واملالي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف،
والذي نص على إحداث أمانة عامة لدى املحكمة اإلدارية لإلستئناف يسيرها أمين عام يوضع تحت
سلطة محافظ الدولة ويعتبر اآلمر الثانوي بصرف ميزانية املحكمة اإلدارية لإلستئناف ،كما يكلف
األمين العام بااللتزام بنفقات تسيير املحكمة اإلدارية لإلستئناف وتصفيتها واآلمر بصرفها في حدود
2
االعتمادات املمنوحة ،كما يتولى مجال التسيير اإلداري.
تنص املادة 8من القانون رقم 07-22املتضمن التقسيم القضائي لتأسيس ستة ( )6محاكم إدارية
لإلستئناف ،وال تثير قواعد االختصاص اإلقليمي أي تساؤل قانوني ،حيث يتولى الجهة املنظمة رسم
الحدود الجغرافية واإلقليمية لكل محكمة إدارية لإلستئناف من خالل األنظمة ،كما أكدت املادة 10
ُت
من القانون رقم ،07-22التي نصت على أن دوائر اختصاص املحاكم اإلدارية لإلستئناف حدد عن
3
طريق األنظمة.
4
ونالحظ أن املنظم حدد اختصاص إقليمي لكل محكمة إدارية لإلستئناف كما يلي:
- 1املحكمة اإلدارية لإلستئناف بالجزائر تشمل 10محاكم إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي:
الجزائر ،البليدة ،البويرة ،تيزي وزو الجلفة املدية املسيلة بومرداس ،تيبازة ،عين الدفلى.
-2املحكمة اإلدارية لإلستئناف لوهران تشمل 12محكمة إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي :وهران،
تلمسان ،تيارت ،سعيدة سيدي بلعباس مستغانم معسكر البيض تيسمسيلت عين تموشنت غليزان،
الشلف.
1املرسوم التنفيذي رقم 120-23املؤرخ في 18مارس ،2023يحدد كيفيات التسيير اإلداري واملالي للمحاكم اإلدارية واملحاكم اإلدارية لإلستئناف،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،18املؤرخة في 21مارس .2023
2خديجة لعريبي ،املرجع السابق الذكر ،ص .316-315
3عمار بوضياف ،املرجع السابق الذكر ،ص .117
4خديجة لعريبي ،املرجع السابق الذكر ،ص .318
44
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
-3املحكمة اإلدارية لإلستئناف لقسنطينة تشمل 15محكمة إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي:
قسنطينة ،أم البواقي ،باتنة ،بجاية ،جيجل سطيف ،سكيكدة ،عنابة ،قاملة ،برج بوعريريج ،الطارف،
سوق أهراس ،ميلة ،تبسة ،خنشلة.
-4املحكمة اإلدارية لإلستئناف لورقلة تشمل 11محكمة إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي :ورقلة،
غرداية ،األغواط ،الوادي ،بسكرة ،أوالد جالل ،إيليزي ،توقرت جانت ،املغير ،املنيعة.
-5املحكمة اإلدارية لإلستئناف لتامنغست تشمل 3محاكم إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي:
تامنغست ،عين صالح ،عين قزام.
-6املحكمة اإلدارية لإلستئناف لبشار تشمل 7محاكم إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي :بشار،
أدرار ،تندوف ،النعامة تيميمون برج باجي مختار ،بني عباس.
ُي الحظ أن االختصاص اإلقليمي ملحاكم االستئناف اإلدارية الستة يشمل 58محكمة إدارية عبر
البالد بعد رفع عدد املحاكم اإلدارية إلى ثمان وخمسين ( )58محكمة عبر البالد ،كما جاء في املادة 3من
املرسوم التنفيذي رقم 1.435-22وحدد امللحق الثاني من هذا املرسوم دوائر اختصاصها اإلقليمي التي
تغطي 58والية بعد رفع عدد الواليات بموجب املادة 03من القانون رقم 2 12-19املعدل واملكمل
3
للقانون رقم 2004املتضمن التنظيم اإلقليمي للبالد.
بعد إنشاء املؤسس الدستوري للمحاكم اإلدارية لإلستئناف بموجب املادة 179من الدستور سنة
2020وتبعتها عدة إصالحات تشريعية ،أصدر القانون العضوي رقم 10-22املتعلق بالتنظيم القضائي،
حيث نصت املادة 29منه التي تأتي في الفصل األول من الباب الرابع تحت عنوان" :املحاكم اإلدارية
لإلستئناف" على ما يلي" :تعد املحكمة اإلدارية لإلستئناف جهة استئناف لألحكام واألوامر الصادرة عن
املحاكم اإلدارية .وتختص أيضا بالفصل في القضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة".
45
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ُي الحظ من نص املادة أعاله أن املشرع أنشأ املحاكم اإلدارية لإلستئناف كقاضي استئناف في الهرم
القضائي اإلداري ،حيث يتبوأ مجلس الدولة املوقع األعلى وقاعدته املحاكم اإلدارية .كما منح املشرع
لهذه الجهة القضائية صالحية النظر في استئناف األحكام واألوامر الصادرة عن املحاكم اإلدارية،
1
باإلضافة إلى منحها اختصاًص ا في فصل القضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة.
تضيف املادة 900مكرر من القانون رقم 12املعدل واملكمل لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية
بقولها :تختص املحكمة اإلدارية لإلستئناف بالفصل في إستئناف األحكام واألوامر الصادرة عن املحاكم
اإلدارية.
بهذا ،قام املشرع بحل االشكاليات القانونية التي كانت مطروحة سابًق ا والتي تتعلق باالختصاص
الذي كان مجلس الدولة يتولى نظره في استئناف أحكام املحاكم اإلدارية والتي كانت محل انتقاد من
قبل الفقهاء نظًر ا لالختصاصات املنوطة بهذه الهيئة من جهة ،باإلضافة إلى مساسه بمبدأ التقاضي على
درجتين من جهة أخرى .وبناًء عليه ،فقد سحب املشرع اختصاص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة
للفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير املشروعية في القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات
اإلدارية املركزية والهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية كما كانت تنص على ذلك املادة
2
9من القانون العضوي رقم 13-11املتعلق باالختصاصات املنوطة بمجلس الدولة.
املطلب الثاني :شروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف وآثارها
تطلب رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف ومتابعتها إجراءات دقيقة وتقديم البيانات
الالزمة ،مع فهم اآلثار الجوهرية لعملية االستئناف .يهدف هذا النظام إلى تحقيق العدالة وتطبيق
القانون بشكل سليم ومنصف.
الفرع األول :شروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف
46
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
تنشأ الخصومة برفع الدعوى إلى املحكمة وتنعقد بتبليغها إلى املدعى عليها وفقا لإلجراءات وتحت
طائلة عدم االنعقاد 1،وبالرجوع لألحكام الجديدة التي تضمنها القانون رقم 13-22السالف الذكر نرى
2
أن املشرع اعتمد مبدأين :اإلحالة وبعض اإلجراءات االستثنائية.
نظام اإلحالة إلى تطبيق نفس إجراءات وشروط رفع الدعوى اإلدارية اعتمد املشرع نفس التوجه
فيما يخص الشروط املتعلقة باملستأنف (أي الصفة واملصلحة( ،حسب املادة 13من قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية وبالنسبة لألهلية تخلى قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية عن اإلشارة إليها كشرط
لقبول الدعوى وصنفها كشرط لصحة اإلجراءات مع منح القاضي إمكانية إثارة مسألة انعدامها تلقائيا
وكذا انعدام التعويض ملمثل الشخص الطبيعي أو املعنوي (املادتين 64و 65من القانون رقم ،)09-08
(الحكم املطعون فيه حيث يشترط في القرار املطعون فيه أمام املحاكم اإلدارية لالستئناف أن يكون
قضائيا وليس عمال إداريا صادرا عن املحاكم اإلدارية ،ابتدائيا ويجوز كذلك الطعن باالستئناف في
األحكام التمهيدية قبل الحكم القطعي في الدعوى أما الحكم التحضيري فال يجوز الطعن فيه
باالستئناف إال مع الحكم القطعي ،وكذلك أال يكون قابال للمعارضة بمعنى يجب أن يكون استنفذ حق
املعارضة أو الحق بالطعن بهذا الطريق واملعارضة تثبت لكل من صدر ضده حكم غيابي ،وأن يكون
الحكم أو القرار صادر عن محكمة إدارية إذ ال يمكن االستئناف في أحكام أو قرارات صادرة عن
محاكم للقضاء العادي أمام جهات القضاء اإلداري و القاعدة العامة تقضي قابلية جميع األحكام
القضائية الصادرة عن املحاكم االبتدائية لالستئناف ما لم ينص القانون على خالف ذلك (املادة 15من
3
القانون رقم ،)09-08وأن يكون هذا الحكم فاصال في موضوع النزاع.
املشرع لم يعتمد نفس املنطق في استخدام املصطلحات بخصوص األحكام والقرارات فيما يصدره
ًال
املحكمة االستئنافية .فاملحكمة االستئنافية تصدر قرارات بد من األحكام ،على الرغم من أنه من
املعتاد أن تصدر املحكمة أحكاًم ا والغرف القضائية العليا تصدر قرارات .هذا االختالف في املصطلحات
ًال
يجب أن يكون متناسًب ا مع اختصاص املحكمة؛ فمث ،إذا كانت املحكمة تنظر في استئناف ،فإنها تصدر
ًا
قرارات ،بينما إذا كانت تعمل كمحكمة أولى ،فإنها تصدر أحكام قابلة لالستئناف.
1نبيل صقر ،الوسيط في شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دار الهدى ،الجزائر ،2008 ،ص .15
2خال د بوكوب ة ،م روة قرس اس ،األحكام املنظم ــة للمحكم ــة االستئنافية اإلداري ــة عض ــويا ووظيف ــا في التش ــريع الجزائ ــري حس ــب آخ ــر
املستجدات القانونية الصادرة توافقا مع أحكام التعديل الدستوري لسنة ،2020مجلة النبراس للدراسات القانونية ،املجلد ،07العدد
،02جامعة محمد الشريف مساعدية ،سوق أهراس ،الجزائر ،2023 ،ص .45
3خالد بوكوبة ،مروة قرساس ،املرجع السابق الذكر ،ص .45
47
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
والشروط املتعلقة بالعريضة حتى تكون العريضة مقبولة شكال يجب أن تتوفر على مجموعة من
1
البيانات منصوص عليها في املادة 15من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل واملتمم.
ًال
"يجب أن تتضمن عريضة افتتاح الدعوى ،تحت طائلة عدم قبولها شك ،البيانات اآلتية:
- 3اسم ولقب وموطن املدعى عليه ،فإن لم يكن له موطن معلوم .فآخر موطن له،
-4اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص املعنوي ،ومقره االجتماعي وصفة ممثلة القانوني أو
االتفاقي،
ًا
-5عرضا موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى -6 .اإلشارة ،عند
االقتضاء ،إلى املستندات والوثائق املؤيدة للدعوى".
تم تحديد اآلجال لرفع االستئناف أمام املحكمة اإلدارية بموجب املواد 832و 839من القانون ذاته.
وفًق ا للمادة ،839تم تخصيص شهر واحد لرفع االستئناف العادي بالنسبة لألحكام الصادرة عن
املحكمة اإلدارية ،بينما تم تخصيص شهرين لألحكام الصادرة عن املحكمة اإلدارية لالستئناف .وقد تم
تخفيض هذه اآلجال إلى 15يوًم ا بالنسبة لألوامر االستعجالية ،ما لم تنص النصوص على خالف ذلك
(مادة 950ف 1من القانون رقم .)09-08يمكن القول إن اعتماد نفس اآلجال لرفع الدعوى في املحكمة
اإلدارية يثير بعض التعقيدات ،نظًر ا ألن اختصاص املحكمة هو النظر في استئناف أحكام املحاكم
اإلدارية ،مما يستوجب جعل آجال االستئناف أقصر باملقارنة مع آجال رفع الدعوى في املحكمة
2
اإلدارية ألول مرة.
تمثل اإلجراءات وسير الدعوى أمام املحكمة االستئنافية والجهات القضائية اإلدارية نفسها ،حيث
تمت مراجعة املادة 900مكرر 3لتطبيق أحكام املواد من 838إلى 873من القانون ذاته .وبالنسبة
إلجراءات االستئناف ،تمت مراجعة املادة 900مكرر 6لتطبيق األحكام الواردة في املواد من 539إلى
48
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
542من القانون نفسهُ .ي ظهر هذا أن املشرع أشار إلى تطبيق القواعد العامة بخصوص رفع
االستئناف.
أما بالنسبة للتحديثات الجديدة التي جاءت مع القانون رقم ،13-22فتشمل االعتراف بإمكانية رفع
الدعوى بعريضة ورقية أو بالطريق اإللكتروني ،مع تحديد بيانات الطريقة اإللكترونية في املواد 14و15
من القانون رقم 09-08املعدل واملتمم .وباإلضافة إلى ذلكُ ،ي مكن تبليغ الخصوم باملذكرات والوثائق
اإلضافية قبل اختتام التحقيق بكل الوسائل القانونية ،بما في ذلك الطريقة اإللكترونية ،كما جاء في
املادة 815من القانون رقم .13-22هذا يشير إلى توجه املشرع نحو عصرنة مرفق القضاء وتسهيل
إجراءات التقاضي.
إضافة إلى إمكانية تبليغ الخصوم باملذكرات والوثائق اإلضافية قبل اختتام التحقيق بكل الوسائل
القانونية بما فيها الطريقة اإللكترونية وهو ما يدل على توجه املشرع نحو عصرنة مرفق القضاء
وتسهيل إجراءات التقاضي .ومن املستجدات التي تحسب للمشرع في تعديل قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية اعتماد آلية التصريح باالستئناف التي لم تكن متاحة أمام القضاء اإلداري والتي سمح من
خاللها للمتقاضين بممارسة هذا الحق وبذلك يقلل من أعباء تنقلهم ويقربهم من مرفق العدالة.
تمثيل الخصوم أمام املحكمة االستئنافية اإلدارية يكون بواسطة محاٍم وجوًب ا ،وذلك وفًق ا للمادة
900مكرر 1فصلين 1و 2من قانون القضاء اإلداري ،وإال فإن العريضة لن يتم قبولها .ولألشخاص
العامة ،فإنه يمكن أن يستندوا إلى املادة 827التي تعفي بعض األشخاص من التمثيل بمحام ،ولكن
ًال
املادة 900مكرر 1استخدمت مصطلح "الخصوم" بد من األطراف في الدعوى ،مما أدى إلى عدم
1
الدقة ،وينبغي بوضوح تحديد أن أشخاص القانون الخاص هم فقط من يجب عليهم التمثيل بمحام.
49
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
والحجج ،التي تقدمت في الدعوى األصلية أمام محكمة الدرجة األولى ،إلى الجهة االستئنافية .وتتولى
الجهة االستئنافية استعراض القضية من جديد ،والنظر في األدلة والحجج بمستوى جديد من النظر،
حيث تحقق إما في تأكيد الحكم األصلي ،أو تعديله ،أو إلغائه والفصل في النزاع بشكل جديد .في هذا
السياق ،ال ُي سمح للجهة االستئنافية بإعادة الدعوى إلى مرحلة ما قبل صدور الحكم األصلي ،وال
بإحالة القضية إلى قاٍض آخر للبت فيها ،أو إلى محكمة الدرجة األولى إلعادة النظر فيها .كما ال يجوز
ًا
للجهة االستئنافية التراجع عن حكمها إال في الحاالت املنصوص عليها قانون .حيث إن سلطة الجهة
االستئنافية في نظر الخصومة املنقولة أمامها ،هي سلطة شاملة ،ولكن ليست مطلقة ،بل مقيدة بحدود
1
وهي:
مقيدة بأطراف خصومة االستئناف ،فال يستفيد منه إال من كان طرفا في النزاع أمام محكمة أول درجة
وذلك تكريسا ملبدأ التقاضي على درجتين بصفة عادلة.
يجب أال يحكم بما لم يطلب منه باستثناء املسائل املتعلقة بالنظام العام التي يثيرها القاضي من تلقاء
نفسه.
مقيدة بعدم قبول الطلبات الجديدة في االستئناف ،باستثناء الحاالت املنصوص عليها في املواد 341و
342من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
وفًق ا ملادة 900مكرر 02من القانون رقم ،13-22فإن االستئناف يقوم بنقل نفس النزاع إلى جهة
االستئناف التي تقوم بالنظر فيه من جديد ،وفي الوقت نفسه يتم وقف تنفيذ الحكم األصلي محل
االستئناف ،وهذا يختلف عن وضعية القانون رقم 09-08حيث كانت االستئناف أمام مجلس الدولة ال
يوقف تنفيذ الحكم الصادر عن املحكمة اإلدارية كما كان موضًح ا في املادة 908من نفس القانون .بعد
التعديل ،أصبح االستئناف أمام مجلس الدولة يوقف تنفيذ قرارات املحكمة اإلدارية للتمييز .يتضح من
ذلك أن املشرع قد اعتمد األثر املوقف لالستئناف على نحو مشابه ملا يحدث في القضاء العادي ،حيث
ال يمكن تنفيذ الحكم الصادر عن املحكمة اإلدارية إال بعد االنتهاء من جميع مراحل الطعن املنصوص
عليها قانوًن ا.
1بوزيد غالبي ،مكي حمشة ،النظام القانوني للمحكمة اإلدارية لإلستئناف في الجزائر ،مجلة املفكر ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
الجزائر ،2023 ،ص .313-312
50
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
األثر املوقف للتنفيذ له فائدة عملية ،حيث ُي قلل من إنهاء املتقاضي للنفقات الكثيرة أثناء تنفيذ
حكم املحكمة اإلدارية ،والتي يمكن ملجلس الدولة أن يلغيها ويصدر قراًر ا معاكًس ا خالل عملية
1
االستئناف ،وهذا يمكن أن يتسبب في حاالت واقعية صعبة التدارك.
املطلب الثالث :إجراءات سير الخصومة اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية االستئنافية
والفصل فيها
تتمثل إجراءات سير الخصومة اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية االستئنافية والفصل فيها في عدة
خطوات متتالية تهدف إلى تحقيق العدالة اإلدارية وفق القوانين واألنظمة املعمول بها.
يلعب القاضي الفاصل في املادة اإلدارية على مستوى املحاكم اإلدارية االستئنافية دورا إيجابيا بدء
من مرحلة فحص عريضة الطعن مرورا بمرحلة التحقيق فيها ،وصوال ملرحلة اختتام التحقيق.
املادة 904من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية تنص على تطبيق أحكام املواد من 815إلى 825
املتعلقة بعريضة افتتاح الدعوى أمام املحكمة اإلدارية االستئنافية ،حيث يتطلب صحة انعقاد
الخصومة تقديم عريضة افتتاح الدعوى ودفع الرسم القضائي ،ويعود اختصاص الفصل في حاالت
اإلعفاء من الرسم القضائي لرئيس املحكمة اإلدارية .يتم تبليغ عريضة افتتاح الدعوى واملذكرات عن
51
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
طريق أمانة الضبط ،وعدم التبليغ يؤدي إلى شطب القضية من الجدول 1.كما يمكن للجهات القضائية
في املحكمة اإلدارية مباشرة إجراءات الصلح في ثالث وضعيات :بالنسبة للنزاعات التي تدخل في
اختصاصها ،بمبادرة من أطراف الخصومة ،أو بسعي من القاضي بعد موافقة الخصوم .وفي حالة
التوصل إلى صلح ،يحرر رئيس تشكيلة الحكم محضًر ا يبين فيه ما تم االتفاق عليه ،ويأمر بتسوية
2
النزاع وغلق امللف ،وال يمكن طعن هذا األمر.
في هاته املرحلة ،يقوم قاضي املحكمة اإلدارية بدور فّع ال يتيح له التدخل في سير الدعوى واالطالع
على ملف الدعوى وتقديم الوصف القانوني الصحيحُ .ي برز في هذه املرحلة مبدأ الوجاهية كخاصية
لإلجراءات القضائية ،حيث يلزم رئيس تشكيلة الحكم بإخطار الخصوم قبل جلسة الحكم بالوجه
ًا
املثار ،وفق للمادة 843من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .باإلضافة إلى ذلك ،جاءت املقتضيات
اإلجرائية املتعلقة بمادة اإلثبات في املنظومة اإلجرائية لسنة ،2008وهي تحدد اإلجراءات الخاصة
بمسألة التحقيق في الخصومة بشكل دقيق وواضح ،بهدف ضمان تحقيق العدالة واملصلحة العامة
3
بشكل صحيح وفّع ال.
في مرحلة اختتام التحقيق ،يقوم محافظ الدولة بدور بارز حيث يجب على القاضي املختص إحالة
ُت
ملف النزاع إليه لتقديم تقرير مكتوب في غضون شهر واحد .و عتبر القضية جاهزة للنظر فيها عندما
يحددها رئيس التشكيلة القضائية بأمر ال يمكن الطعن فيه ،أو ثالثة أيام قبل تاريخ الجلسة املحددة في
حال عدم إصدار األمر .وبعد إغالق باب املرافعة ،ال ُي قبل أي مذكرات أو طلبات جديدة ما لم يأمر
1فضيل العيش ،الصلح في املنازعات اإلدارية ،مذكرة ماجستير في القانون فرع اإلدارة واملالية ،جامعة الجزائر ،كلية الحقوق والعلوم
اإلدارية الجزائر ،2003-2002 ،ص.55
2هويدة عياشي ،مروى بن جرو الذيب ،الخصومة أمام املحكمة اإلدارية االستئنافية في الجزائر ،مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات
نيل شهادة املاستر تخصص قانون إداري ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،2023-2022 ،ص .51
3مسعود شيهوب ،املبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج ،1الهيئات واإلجراءات ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2009 ،ص .2
52
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
رئيس التشكيلة القضائية بتمديد التحقيق .ويمكن استئناف التحقيق في حالة الضرورة بناًء على قرار
1
يأمر بتحقيق تكميلي.
-املعاينة واالنتقال إلى األماكن :تمثل املعاينة واالنتقال إلى األماكن طريقة لإلثبات يستخدمها القاضي
بناًء على طلب أحد الخصوم أو من تلقاء نفسهُ .ي مكن للقاضي وأعضاء املحكمة الذهاب إلى موقع النزاع
لرؤية الحالة على األرض مباشرة ،حيث ُي حدد القاضي مكان وزمان املعاينة ويدعو الخصوم للحضور
وتقديم الدعم الالزم لتسهيل املهمةُ .ي حرر محضر بنتائج املعاينة وُي وقعه القاضي وأمين الضبط،
2
وُي حفظ بأمانة الضبط ويمكن للخصوم الحصول على نسخ منه.
-سماع الشهود :يمكن للمحكمة اإلدارية االستئنافية استدعاء الشهود لإلدالء بشهاداتهم في النزاع
ُت
املطروح .عتبر شهادة الشاهد مهمة لتوضيح البيانات أو امللفات أو إثبات وقائع ليست من الطبيعة التي
ُت
دون في السجالت اإلدارية ،وللخصم الحق في استدعاء الشهود ،مع واجب الحضور واإلدالء بشهادتهم
أمام املحكمة .يتم استدعاء الشهود بتكليف من الخصم الراغب في ذلك وعلى نفقته ،وتتمثل شهادة
ًا ًال
3
الشاهد في رواية الوقائع التي شاهدها بنفسه ،مما ُي عتبر دلي مباشر للقضية.
-الخبرة :الخبرة في القانون هي وسيلة إثبات استثنائية يلجا إليها القاضي من تلقاء نفسه أو بناء على
طلب أحد األطراف في الدعوى ،ليستعين من خاللها بمتخصصين في مسائل فنية أو علمية أو مهنية
تخرج بالضرورة عن حدود إدراكه وعلمه املفترض ليدرك ويثبت من خاللها عناصر وتفاصيل الواقعة
4
املعروضة مراعيا في ذلك الشروط التي حددها القانون.
1هويدة عياشي ،مروى بن جرو الذيب ،املرجع السابق الذكر ،ص .52
2عبد العزيز عبد املنعم خليفة ،اإلثبات في الدعاوى اإلدارية ،ط ،1املركز القومي لإلصدارات القانونية ،2010 ،ص .63
3الیاس جوادي ،شــھادة الشــهود وحجیتھــا في اثبــات الــدعوى اإلداريــة ،مجلة آف اق علمیة ،املجلد ،13العدد ،03جامعة الشهيد حمه
لخضر ،الوادي ،الجزائر ،2021 ،ص .575
4م راد محم ود الشنيكات ،اإلثب ــات باملعاين ــة والخ ــبرة في الق ــانون املدني دراس ــة مقارن ــة ،الطبع ة الثاني ة ،دار الثقاف ة للنش ر والتوزيع،
عمان ،2001 ،ص .100
53
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
مضاهاة الخطوط :هي دعوى تهدف إلى التحقق من صحة كتابة أو توقيع على وثيقة .عند وجود خالف
حول صحة مستند خطي ،يمكن للقاضي استدعاء خبير للتدقيق فيه .تنظم هذه الدعوى في قوانين
اإلجراءات املدنية واإلدارية ،وهدفها إثبات أو نفي صحة الخط أو التوقيع على الوثيقة .بعد انتهاء
مرحلة التحقيقُ ،ي طلب من القاضي إحالة ملف القضية إلى محافظ الدولة الذي يقدم تقريًر ا مكتوًب ا
يحتوي على طلباته .ليس من الضروري على محافظ الدولة االعتماد على تقرير القاضي ،بل يجب عليه
1
أيًض ا إثارة أوجه جديدة ملساعدة قضاة مجلس الدولة في حل القضية.
بعد إنهاء التحقيق وتجهيز املستشار املعين لتقريره ،وإرسال التقرير من قبل محافظ الدولة في
غضون شهر ،يكون امللف جاهًز ا تماًم ا للنظر فيه ،وُي غلق باب املرافعات في املادة اإلدارية .يتم ذلك
بتبادل املذكرات بين األطراف ،بينما في القضايا العادية ،يتم فتح باب املرافعة لألطراف للخوض في
املرافعات.
بعد ذلك ،يتم إعداد جدول للقضايا املعدة للفصل فيها من ِق بل رئيس التشكيلة القضائية ،حيث
يقوم بإعداد جدول لكل جلسة وُي بلغ محافظ الدولة لتقديم طلباته في جلسة املرافعة 2،وفًق ا لنص
املادة 874من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .وفي حاالت الضرورةُ ،ي سمح لرئيس التشكيلة
القضائية بجدولة القضية للفصل فيها بشكل فردي في أي وقت ،وفًق ا للمادة 875من ذات القانون.
يتم إخطار جميع األطراف بتاريخ الجلسة التي سيتم فيها النظر في القضية ،ويتم ذلك بواسطة
أمانة الضبط على األقل قبل عشرة أيام من تاريخ الجلسة ،ويمكن تقليص هذا األجل في حالة
3
االستعجال بأمر من رئيس التشكيلة القضائية إلى يومين فقط ،وفًق ا للمادة 876من القانون.
1مسعود شيهوب ،املبادئ العامة للمنازعات اإلدارية الهيئات واإلجراءات ،ج ،1ديوان املطبوعات الجامعية ،2009 ،ص .288
2سعيد بوعلي ،املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بلقيس ،الجزائر ،2008 ،ص .222
3هويدة عياشي ،بن جرو الذيب مروي ،املرجع السابق الذكر ،ص .56
54
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
وفقا لنص املادتين 884و 887من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،تخضع الجلسة في املادة
1
اإلدارية في سیرها للمراحل التالية:
ّش
بعد تالوة القاضي املقرر للتقرير املعد حول القضية ،يجوز للخصوم تقديم مالحظاتهم ال فوية
تدعيما لطلباتهم الكتابية.
يتناول املدعى عليه الكلمة أثناء الجلسة بعد املدعي ،عندما يقدم هذا األخير مالحظات شفوية.
يمكن أيضا لرئيس تشكيلة الحكم االستماع إلى أعوان اإلدارة املعنية أو دعوتهم لتقديم توضيحات.
يمكنه أيضا ،خالل الجلسة ،وبصفة استثنائية ،أن يطلب توضيحات من كل شخص حاضر يرغب أحد
الخصوم في سماعه.
ج .املداولة:
ُت
بعد إنهاء إجراءات الخصومة اإلدارية ،دخل القضية مرحلة املداولة يشترط أن تكون املداولة
سرية في غرفة مخصصة لذلك ،وتدخل القضية هذه املرحلة بعد إتمام إجراءات سير الخصومة ،وحتى
تكون صحيحة يجب أن يحضرها كل أعضاء تشكيلة الحكم ،ويقوم املستشار املقرر بإعداد مشروع
القرار القضائي ،ويصدر بأغلبية األصوات 2،وهو ما نصت عليه املادة 270من قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية :يصدر الحكم الفاصل في النزاع بأغلبية األصوات.
يقصد بالنطق بالحكم تالوة منطوقة شفويا بالجلسة ،ويجب أن تكون عبارات املنطوق واضحة
ًال
ناجزة ال تحتمل التأويل ،وذلك في جلسة علنية ،فإن لم ُي صدر القرار في جلسة علنية ،فإنه ُي عتبر باط .
يجوز تأجيل النطق بالحكم إلى جلسة أخرى قريبة ،مع تحديد تاريخ النطق في الجلسة التالية 3،وفًق ا
للمادة 271من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية " :يتم النطق بالحكم في الحال أو في تاريــخ الحـق،
ويــبلغ الخصوم بهذا التاريخ خالل الجلسة.
في حالة التأجيل ،يجب أن يحدد تاريخ النطق بالحكم للجلسـة املوالية.
55
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ال يجوز تمديد املداولة إال إذا اقتضت الضرورة املــلحة ذلك ،على أال تتجاوز جلستين متتاليتين".
أ .انقطاع الخصومة :املشرع الجزائري قام بتنظيم مسألة انقطاع الخصومة القضائية ،حيث حدد
أسبابها وكيفية إعادة السير في القضية بعد انقطاعها .تنقطع الخصومة في القضايا التي ال يمكن فصلها
ألسباب محددة ،مثل تغير في أهلية أحد الخصوم للتقاضي ،أو وفاته ،أو وفاة محاميه .يجب أن يتحقق
سبب انقطاع الخصومة بعد انعقادها ،وأن تكون القضية غير مهيأة للفصل ،ليتم إعادة السير في
1
القضية بعد توفر الشروط الالزمة.
ب .انقضاء الخصومة :تنتهي الخصومة االستئنافية عادة بحكم في املوضوع ،ولكن في بعض الحاالت ال
تصل إلى نهايتها املرجوة بسبب أسباب محددة في القانون ،مثل التنازل عن الخصومة ،أو سقوطها ،أو
وفاة أحد الخصوم .ينظم القانون الجزائري هذه األسباب في الفصل الرابع من الباب السادس من
2
الكتاب األول لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
في النظام القانوني ،تعتبر مرحلة االستئناف أحد السبل املتاحة لألطراف لطلب إعادة النظر في
القرار القضائي الذي صدر في الدرجة األولى .وبعد أن يتم تقديم االستئناف ومراجعته من قبل الجهة
3
املختصة ،يصدر حكم الخصومة بناًء على نتيجة هذه املراجعة:
56
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
أ .الحكم بعدم قبول االستئناف :الحكم بعدم قبول االستئناف يصدر عن الجهة االستئنافية بسبب
عدة أسباب ،مثل تجاوز املدة املحددة لتقديم االستئناف ،أو عدم إرفاق نسخة مطابقة للحكم
املستأنف ،أو عدم دفع الرسوم القضائية ،أو غياب بعض البيانات الضرورية في عريضة االستئناف
وأسباب أخرى .في هذه الحالة ،تقرر الجهة االستئنافية عدم قبول االستئناف ،وُي عتبر هذا الحكم حكًم ا
نهائًي ا للنزاع.
ب .الحكم بتأييد حكم االستئناف :يعني ذلك أن املحكمة التي تم استئناف حكمها تقبل االستئناف
ًا ًا
شكلي وترفضه موضوعي ،مما يعني أنها تؤكد الحكم السابق وتعتبره ملزًم ا .تكون األسباب التي تقوم
عليها املحكمة في قبول الحكم املستأنف ،إما أن تعتبر أسباب االستئناف السابقة كافية وتغني عن طرح
أسباب جديدة ،أو تقوم بتأييد الحكم املستأنف ألسباب خاصة بها دون الحاجة ألسباب جديدة.
ج .الحكم بتعديل حكم االستئناف :عندما تقبل املحكمة االستئنافية الطعن في االستئناف من الناحية
الشكلية ،وتقوم بتعديل الحكم املستأنف إما كلًي ا ،حيث تذكر أسباًب ا خاصة بالحكم الذي صدر في
املرحلة الثانية وأدى إلى تعديل الحكم املستأنف .وقد تقوم املحكمة بتعديل الحكم املستأنف جزئًي ا ،في
هذه الحالة ،عليها أن تحدد الجزء املعدل فقط ،والجزء الذي لم يشمله التعديل يعتبر مؤكًد ا في حكم
التأييد ،وتظل أسباب الحكم املستأنف سارية.
د .الحكم بإلغاء الحكم املستأنف والتصدي للخصومة :يتطلب األمر قبول االستئناف من الناحية
الشكلية ،ثم تقييم الجهة االستئنافية للمخالفات في الحكم املستأنف وإلغائه .بعد ذلك ،يمكن للجهة
االستئنافية استخدام سلطتها للتصدي للخصومة وإنهاء النزاع وفًق ا للمادة 346من قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية.
هـ .الحكم بإلغاء الحكم املستأنف وإحالة األطراف :عندما توافق الجهة املستأنفة على االستئناف
ًال
شك وتجد أن الحكم املستأنف غير صالح وأن العناصر املوجودة في النزاع ال تكفي لحله نهائًي ا على
ُت
مستوى االستئناف ،أو ترى أن الفصل ينتهك مبدأ التقاضي على مستوى االستئناف ،قد حال األطراف
والنزاع مرة أخرى إلى محكمة الدرجة األولى إلعادة النظر فيه.
القوانين القضائية تقدم آليات متعددة لتصحيح األخطاء في األحكام ،منها الطعن بالحكم وفق
ُت
اإلجراءات القانونية .عتبر إعادة الحكم للقاضي الصادر لتصحيحه أحد النظم املتبعة لتصحيح
57
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
األخطاء املادية 1وُي نص عليها في مواد 891و 963و 964من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .كما
يمكن للطرف طلب تفسير الحكم في حال عدم وضوحه أو عدم تحديد مضمونه بشكل كاٍف وفق املادة
965من القانون نفسه.
.1تصحيح األخطاء املادية :يتم تصحيح األخطاء التي تنطوي على عرض غير صحيح للواقعة املادية أو
ُت
تجاهل وجودها في األحكام القضائية ،و قسم األخطاء املادية إلى صنفين :البسيط والجوهري ،مع توفير
إجراءات خاصة لكل منهما.
ُت
.2تفسير األحكام القضائية :سمح املادة 285من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية بتفسير األحكام
القضائية لتوضيح مضمونها أو إزالة الغموض املحتمل فيها .يمكن تقديم طلب تفسير الحكم من قبل
أحد الخصوم أو بشكل مشترك ،وهدف هذه العملية هو توضيح مضمون الحكم دون تغييره أو تأجيل
2
تنفيذه.
املبحث الثاني :مجلس الدولة كقاض استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري
بعد اعتماد املشرع الجزائري ملبدأ االزدواجية القضائية وتأسيس مجلس الدولة ،أقر املؤسس
الدستوري أَّن مجلس الدولة هو إحدى هيئات السلطة القضائية املكلفة بضمان احترام القانون .يتمتع
1رشيد خلوفي ،قــانون املنازعــات اإلداريـة ،الجزء الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر،2013 ،
ص .25
2هويدة عياشي ،مروى بن جرو الذيب ،املرجع السابق الذكر ،ص .63-62
58
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
مجلس الدولة بمجموعة من الصالحيات ،بما في ذلك الجانب االستشاري مثل إبداء الرأي في مشاريع
القوانين وغيرها ،باإلضافة إلى الصالحيات القضائية.
مع تأسيس الهيئة القضائية الجديدة التي تابعة للهرم اإلداري ،والتي تمت اإلشارة إليها في التعديل
الدستوري لعام ،2020تخَّف ف الضغط عن مجلس الدولة ،خاصة فيما يتعلق بالصالحيات القضائية
املنوطة به ،مثل النظر في القضايا من الدرجة ثانية ،واالستئناف ،والطعن بالنقض ،وغيرها.
وقد م لهذا سنتطرق في هذا إلى مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري (املطلب األول) ومجلس
الدولة كقاض استئناف (املطلب الثاني) ومجلس الدولة كقاض نقض (املطلب الثالث).
59
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
الدولة السلطة القضائية ،وأعضاؤه ُي خضعون للقانون األساسي للقضاة ،باستثناء فئة مستشاري
الدولة في مهامهم غير العادية .تم إنشاء مجلس الدولة لتعزيز االزدواجية القضائية التي أقرتها الدستور
الجزائري لعام ،1996والتي أكد عليها القانون العضوي رقم 01-98املعدل واملكمل لتنظيم مجلس
الدولة وعمله .ويهدف هذا املجلس إلى توحيد االجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد وضمان احترام
ًا
القانون ،وفق ملا جاء في املادة 2-179من التعديل الدستوري لعام ُ .2020ي عتبر مجلس الدولة أعلى
هيئة قضائية في الهرم القضائي اإلداري ،ويتميز بخصائص تنبثق من النصوص الدستورية وقواعد
1
القانون العضوي رقم .11-22
املادة " :3يحدد مقر مجلس الدولة في مدينة الجزائر ،مع مراعاة أحكام املادة 98من الدستور".
املادة " :9يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في األحكام والقرارات الصادرة نهائيا عن
الجهات القضائية اإلدارية.
املادة " :10يختص مجلس الدولة بالفصل في استئناف القرارات الصادرة عن املحكمة اإلدارية
لالستئناف ملدينة الجزائر في دعاوى إلغاء وتفسير وتقدير مشروعية القرارات اإلدارية الصادرة عن
السلطات اإلدارية املركزية والهيئـات الـعـمـومـيـة الوطنية واملنظـمـات املـهـنـيـة الوطنية".
املادة " :11يختص مجلس الدولة بالفصل في القضـايـا املخولة له بموجب نصوص خاصة".
ويتشكل مجلس الدولة عند انعقاده حسب املادة 32من القانون العضوي رقم 11-22املذكور سابقا
من:
-نائب الرئيس،
-رؤساء الغرف،
1القانون العضوي رقم 11-22مؤّر خ في 9ذي القعدة 1443املوافق 9جوان سنة ،2022يعدل ويتمم القانون العضوي رقم 01-98
املؤرخ في 4صفر عام 1419املوافق 30مايو سنة 1998واملتعلق بتنظيــم مجلس الدولة وسيره واختصاصاته ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41املؤرخة في 16جوان .2022
60
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
-مستشار الدولة املقرر املعني بامللف.
يعد رئيس مجلس الدولة جدول القضايا التي تعرض على مجلس الدولة عند انعقاده كغرف مجتمعة.
يحضر محافظ الدولة ومحافظ الدولة املساعد املكلف بامللف تشكيلة مجلس الدولة كغرف مجتمعة،
ويقدمان مذكراتهما.
ال يصح الفصل إال بحضور نصف عدد أعضاء تشكيلة يصح الغرف املجتمعة ،على األقل ،ومستشار
الدولة املقرر املعني بامللف".
يعتبر مجلس الدولة في الجزائر جزًء ا من الهرم القضائي ،ويظهر ذلك وفًق ا للمادة 179من التعديل
الدستوري لعام ،2020التي جاءت ضمن السلطة القضائية ،مما يشير إلى أنه تابع للسلطة القضائية.
وهذا يختلف عن مجلس الدولة الفرنسي ،الذي يكون تابًع ا للهيئة التنفيذية في الدولة ألسباب خاصة
1
بها.
يتمتع مجلس الدولة باالستقاللية ،والتي تعني استقالله عن السلطة التنفيذية .فرغم أن مجلس
ًف
الدولة يحدد النزاعات اإلدارية التي يكون فيها السلطة التنفيذية طر ا ،إال أن هذا ال يعني أنها تفرض
عليه أو تؤثر في قراراته ،بموجب املادة 156من التعديل الدستوري لعام 2،2016التي تؤكد استقاللية
السلطة القضائية وممارستها في إطار القانون.
بالتالي ،يتمتع مجلس الدولة باالستقاللية عن السلطة التنفيذية ،حيث يصدر قراراته بكامل
االستقاللية عند النظر في القضايا املعروضة عليه ،مما يحافظ على حقوق املتقاضين ومبادئ العدالة
وسيادة القانون .كما يتمتع أيًض ا باالستقاللية املالية واإلدارية ،وفًق ا للمادة 13من القانون العضوي
رقم 01-98وتعديالته ،والتي تضمن تسجيل االعتمادات املالية الالزمة له في امليزانية العامة للدولة،
وإعداده للنظام الداخلي دون تدخل خارجي.
1التعديل الدستوري لسنة ،2020الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،82املؤرخة في 30ديسمبر .2020
2التعديل الدستوري لسنة ،1996الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،14املؤرخة في 06مارس .2016
61
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
تمثل مجلس الدولة الجزائري إحدى الهيئات القضائية الرئيسية املسؤولة عن األنشطة القضائية
اإلدارية ،ويتمتع بأساس قانوني ودستوري يجعله هيئة مستقلة ومتكاملة في النظام القانوني الجزائري.
تّم اعتبار املادة 152من التعديل الدستوري لعام 1،1996التي تم تعديلها بموجب املادة 179من
التعديل الدستوري لعام ،2020كتأكيد على دور مجلس الدولة كهيئة مسؤولة عن األنشطة القضائية
ّك
اإلدارية ،مما أ د وجود نظام قضائي مزدوج .وبالتالي ،يمكن اعتبار أن املؤسس الدستوري قد أنشأ
نظاًم ا قضائًي ا إدارًي ا مستقال ومتكامال.
وقد ذكرت هذه املادة في القسم املتعلق بالسلطة القضائية ،مما يمنح مجلس الدولة مكانة دستورية
بين الهيئات الدستورية األخرى ويجعله جزًء ا من السلطة القضائية .كما نّص ت املادة 92من التعديل
الدستوري لعام 2020على كيفية تعيين رئيس مجلس الدولة ،باإلضافة إلى تحديد املواد 178و179
كمصادر قانونية أساسية ملجلس الدولة وتحديد نطاق اختصاصه .وُي ضاف إلى هذا اإلطار الدستوري
رأي املجلس الدستوري رقم 98-06املؤرخ في 1998-05-19املتعلق بمراقبة ومطابقة القانون العضوي
الخاص بمجلس الدولة وتنظيمه وعمله في اإلطار الدستوري.
تم إصدار القانون العضوي رقم ،01-98الذي ينظم صالحيات وتنظيم وعمل مجلس الدولة
بتعديالته وتكميالته ،ويتكون من 44مادة ُم صنفة في 5أبواب .يتضمن الباب األول األحكام العامة،
والباب الثاني يركز على صالحيات مجلس الدولة ،والباب الثالث ينظم سير عمله ،والباب الرابع يتعلق
باإلجراءات القضائية واالستشارية أمامه ،والباب الخامس يتضمن األحكام االنتقالية والنهائية.
كما أوضحت املادة 179من التعديل الدستوري لعام 2020ضرورة وضع قانون عضوي ينظم املحكمة
العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع ،بما في ذلك عملهم ،وتنظيمهم ،وسيرهم ،وصالحياتهم.
وبالنسبة للنظام القانوني ألعضاء مجلس الدولة الجزائري ،فهو نفس النظام املنظم لفئة القضاة،
حيث يخضعون ألحكام القانون العضوي رقم ،11-04ويتمتعون بنفس الحقوق والحماية والضمانات،
ويخضعون لاللتزامات ذاتها التي تنطبق على قضاة القضاء العادي ،كما ُي عتبر مجلس الدولة هيئة
1التعديل الدستوري لسنة ،1996الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،76املؤرخة في 08ديسمبر .1996
62
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
قضائية عليا في املواد اإلدارية ،حيث يشغل مكانة مرموقة مماثلة ملحكمة النقض في القضاء العادي.
وبموجب هذه املكانة ،فهو يقوم بتقويم أداء املحاكم اإلدارية من خالل الطعون املقدمة إليه ،ويعمل
أيًض ا على توحيد االجتهاد القضائي .وقدم وزير العدل تبريًر ا لتقديم مشروع القانون العضوي املتعلق
بمجلس الدولة أمام مجلس الوزراءُ ،م ؤكًد ا أن مجلس الدولة ُي عتبر جزًء ا من السلطة القضائية وليس
السلطة التنفيذية ،مما يمثل تعزيًز ا ملبدأ فصل السلطات وتعزيًز ا لدور السلطة القضائية في حماية
املجتمع وحقوق األفراد .وبالتالي ،يتمثل وضع مجلس الدولة الجزائري كجزء من السلطة القضائية في
1
ترسيخ مبدأ فصل السلطات ،بينما يتمثل اعتماد مبدأ االزدواجية القضائية في وجود هيكلين قضائيين.
بعد صدور القانون العضوي 01-98املتعلق بمجلس الدولة ،صدرت مجموعة من املراسيم
2
الرئاسية والتنفيذية وهي:
-املرسوم الرئاسي رقم 187-98 :املؤرخ في 30 :ماي 1998املتضمن تعيين أعضاء مجلس الدولة ،حيث
تشكل في البداية من 44عضوا.
-املرسوم التنفيذي رقم 151-98 :املؤرخ في 29سبتمبر 1998الذي يحدد أشكال اإلجراءات وكيفياتها
في املجال االستشاري أمام مجلس الدولة.
-املرسوم التنفيذي رقم 261-98 :املؤرخ في 29أوت 1998املحدد لألشكال والكيفيات املتعلقة
باالستشارة لدى مجلس الدولة.
-املرسوم التنفيذي رقم 262-98 :املؤرخ في 29أوت 1998املحدد لكيفيات إحالة جميع القضايا
املسجلة أو املعروضة على الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا إلى مجلس الدولة.
-املرسوم التنفيذي رقم 263 -98 :املؤرخ في 29أوت 1998املحدد لكيفيات تعيين رؤساء املصالح
واألقسام.
1سمية لكحل ،محمد ناصر بوغزالة ،االختصاص االستشاري ملجلس الدولة الجزائري ،مجلة االجتهاد القضائي ،املجلد ،13العدد ،25
جامعة بسكرة ،الجزائر ،2021 ،ص .260-259
2حورية لشهب ،النظـام القانونـي ملجلـس الدولـة فـي الجزائــر ،مجلـة االجتهـاد القضـائي ،املجلد ،08العدد ،12جامعة بسكرة ،الجزائر،
،2018ص .244-243
63
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
-املرسوم التنفيذي رقم 322-98 :املؤرخ في 13أكتوبر 1998املحدد تصنيف وظيفة األمين العام
ملجلس الدولة.
-املرسوم التنفيذي رقم 165-03 :املؤرخ في 9أفريل 2003يحدد شروط وكيفيات تعيين مستشاري
الدولة في مهمة غير عادية لدى مجلس الدولة.
كفل املشرع للمتضرر حقه من قرارات اإلدارة غير مشروعة ،برفعه لدعوى اإللغاء ضد هذه
القرارات ،ورغم أهميتها لكن لم يحدد لها تعريف قانوني.
1عبير مرادس ،اإلختصاص القضائي ملجلس الدولة بخصوص األقضية املتخصصة ،مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر تخصص قانون
إداري ،جامعة الشهيد الشيخ العربي التبسي ،تبسة ،2023-2022 ،ص .14-13
64
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
-1تعريف دعوى اإللغاء:
دعوى اإللغاء عبارة عن طعن يرفع على مستوى القضاء املختص وهو القضاء اإلداري في الدول
ّن
التي تب ت نظام ازدواجية القضاء ،وهو في هذا الشأن يختلف عن الطعن اإلداري الذي يرفع أمام
الجهة اإلدارية مصدرة القرار أو التي تعلوها سلطة بحسب ما يشترطه القانون.
وهو يهدف إلى إلغاء القرار اإلداري املطعون فيه لكونه مخالف للقانون ،أو شابه عيب عدم
الشرعية ،وذلك بإعدام آثاره بحيث يصبح وكأنه لم يكن بعد الحكم بإلغائه من طرف القاضي
1
اإلداري.
تتميز دعوى اإللغاء بعدة خصائص تميزها من غيرها من الدعاوى اإلدارية ويمكن أن نجمـل هـذه
2
الخصائص ضمن املطالب التالية:
-دعوى اإللغاء دعوى قضائية :ليست دعوى اإللغاء مجرد تظلم أو طعن إداري كما كان عليه الوضع
في القانون الفرنسي القديم أيام مرحلة اإلدارة القاضية ،وإنما أصبحت اليوم في مختلف األنظمة
القانونية دعوى قضائية بأتم معنى الكلمة .وملا كانت كذلك فهي ترفع طبقا لقانون املرافعات أو
اإلجراءات املدنية واإلدارية أمام الجهات القضائية املختصة هذه األخيرة التي تملك سلطة إعدام
القرار اإلداري املطعون فيه بالكيفية التي حددها القانون وضمن آجال محددة.
-دعوى اإللغاء تحكمها إجراءات خاصة ومتميزة :بالرجوع إلى قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية
نجد أن املشرع قد نظم دعوى اإللغاء بموجب إجراءات قضائية خاصة وهو ما لم يفعله في باقي
ٌة
الدعاوى اإلدارية ،وهذا راجع إلى أن هذه الدعوى من أهم الدعاوى اإلدارية وأكثرها فعالية وحَّد في
حماية فكرة الدولة القانونية ومبدأ الشرعية ،وتأكيد حماية حقوق وحريات اإلنسان في الدولة
املعاصرة.
-دعوى عينية موضوعية :تعتبر دعوى اإللغاء دعوى عينية موضوعية ألنها تركز بشكل أساسي على
القرارات اإلدارية املطعون في شرعيتها من قبل األشخاص ذوي الصفة واملصلحة .فهي ال تستهدف أو
1عبد الرحمن بن جياللي ،مفهوم دعوى اإللغاء وتمييزها عن الدعاوى اإلدارية األخرى ،مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية واإلنسانية
املعمقة ،العدد ،07جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،2020 ،ص .285
2عبد الرحمن بن جياللي ،املرجع السابق الذكر ،ص .289-287
65
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
تهاجم السلطات اإلدارية التي أصدرت تلك القرارات ،بل تسعى إلى تحقيق املصلحة العامة من خالل
فرض الجزاء على عدم املشروعية التي ترتكبها اإلدارة وإزالة آثارها .كما تهدف إلى دفع اإلدارة إلى تجنب
ًال
ارتكاب نفس األخطاء غير القانونية مستقب .
-تحكمها إجراءات خاصة :وفًق ا لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،نجد أن دعوى اإللغاء تحظى
بعدد كبير من النصوص واألحكام الخاصة بها ،وهو ما يميزها عن باقي الدعاوى .السبب الرئيسي لذلك
يعود إلى خطورة هذه الدعوى وتميزها من حيث املوضوع عن الدعاوى األخرى ،باإلضافة إلى انتشارها
الواسع الذي دفع املشرع الجزائري إلى تخصيص الكثير من األحكام اإلجرائية لها.
دعاوى رقابة املشروعية هي مجموع دعاوى املوضوعية ممثلة في :دعاوى التفسير ودعاوى تقدير
املشروعية.
-1دعوى التفسير:
دعوى التفسير االداري هي دعوى قضائية ترفع امام املحكمة االدارية يطلب فيهـا امام القاضي املختص
تفسير القرار االداري او التصرف القانوني الغامض او املهم من اجل تحديد املراكز القانونية وتوضيح
الحقوق وااللتزامات متبعا في ذلك مناهج واساليب علمية محددة للوصول الى املعنى الحقيقي للتصرف
االداري .وبذلك اصبحت دعوى التفسير االداري وسيلة من وسائل عملية الرقابة القضائية التي
يمارسها القاضي على أعمال اإلدارة العامة في الدولة لحماية حقوق وحريات األفراد بهدف تجسيد مبدا
1
املشروعية.
يمكن رفع الدعوى بإحدى الطريقتين :األولى هي الطريقة املباشرة ،كما هو الحال في جميع الدعاوى
اإلدارية األخرى .أما الثانية فهي عن طريق اإلحالة القضائية ،وهي طريقة غير مباشرة لتحريك دعوى
ًة
التفسير اإلداري .عاد ،تنشأ هذه الطريقة من نزاع قائم يجري النظر فيه ضمن دعوى قضائية أصلية
ًا
أمام القضاء العادي .يتم إحالة املسألة إلى جهة القضاء اإلداري املختصة بالتفسير ،والتي تصدر حكم
1علي موصدق ،أحكام الدعوى التفسيرية في النظام القضاء االداري الجزائري ،مجلة القانون والعلوم السياسية ،العدد ،04جامعو
جياللي اليابس ،2016 ،ص .649
66
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ًا ًا
قضائي نهائي يحمل قوة الشيء املقضي به ،ويوضح املعنى الحقيقي للغموض املوجود .بعد ذلك ،يتم
1
إبالغ هذا الحكم إلى جهة القضاء العادي لتستأنف النظر والفصل في الدعوى األصلية.
دعوى قضائية إدارية موضوعية وعينية من دعاوى قضاء املشروعية ،تتحرك وترفع بشكل مباشر
بعد اإلحالة القضائية وذلك من خالل الدفع بعدم الشرعية في أحد القرارات اإلدارية النهائية أثناء
النظر والفصل في دعوى قضائية عادية أصلية دعوى مدنية أو دعوى تجارية عادية أخرى ،فيتوقف
للقاضي الفاصل في الدعوى العادية الفاصلة ،ويحكم بإحالة مسالة النظر والفصل في الدفع بعدم
مشروعية التصرفات اإلدارية واألحكام القضائية النهائية على جهة القضاء اإلداري املختصة بالنظر
2
والفصل في تقدير مدي مشروعية األعمال اإلدارية.
كما يختص مجلس الدولة باالستئناف إضافة للدعاوى سالفة الذكر في:
األوامر االستعجالية الصادرة في أول درجة عن املحكمة اإلدارية لإلستئناف في الجزائر العاصمة
خالل أجل خمسة ( )15يوم من تاريخ التبليغ الرسمي أو التبليغ .ويعتبر اختصاص االستئناف خروج
عما جاء به التعديل الدستوري لسنة 2020والقانون العضوي رقم 11-22املتعلق باختصاصات
مجلس الدولة.
3
67
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
يشترط لقبول الطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة توفر مجموعة من الشروط:
-الصفة :يتطلب طالب االستئناف أن يكون لديه الصفة القانونية املناسبة لرفع الدعوى ،مما يعني أنه
يجب أن يكون في وضع قانوني يسمح له بالتوجه إلى القضاء.
-املصلحة :يجب أن يكون لطالب االستئناف مصلحة شخصية في الحكم الذي يسعى للطعن فيه ،حيث
يسعى لتحقيق فائدة أو منفعة شخصية من الحكم املتوقع.
ًط
-األهلية :أصبحت األهلية شر ا أساسًي ا ملباشرة أي إجراء قضائي ،بما في ذلك طلب االستئناف .إذا
كان الشخص غير أهل ملباشرة الدعوى ،فإن دعواه قد تكون مقبولة ،ولكن إجراءاته في الخصومة
تكون باطلة..
إن محل االستئناف هو موضوع الطعن أمام مجلس الدولة ،ووفقا للمستجدات اإلجرائية في املادة
اإلدارية وحسب املادة 902من القانون رقم 13-22واملادة 10من القانون العضوي رقم 11-22نجد
أن محل االستئناف أمام مجلس الدولة هو القرار اإلداري والصادر عن املحكمة اإلدارية لإلستئناف
ملدينة الجزائر الصادرة الذي يخص دعاوى اإللغاء والتفسير وفحص املشروعية للهيئات العمومية
1
الوطنية واملنظمات املهنية والسلطات اإلدارية املركزية.
-امليعاد:
حدد املشرع الجزائري مدة شهرين كحد أقصى لالستئناف أمام مجلس الدولة ضد قرارات املحاكم
اإلدارية .تبدأ هذه املدة من يوم التبليغ الرسمي للحكم ،وتحسب املدة كاملة دون احتساب يوم التبليغ
ُت
أو انقضاء األجل .شمل أيام العطل الرسمية وأيام الراحة األسبوعية في هذه املدة ،وإذا صادف آخر
يوم عطلةُ ،ي مدد إلى أول يوم عمل.
68
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
بالنسبة لألوامر االستعجالية الصادرة عن املحكمة اإلدارية لالستئناف في الجزائر العاصمة ،يمكن
استئنافها أمام مجلس الدولة خالل 15يوًم ا من التبليغ الرسمي ،ويجب على املجلس الفصل خالل 15
يوًم ا.
تمدد املدة لشهرين لألشخاص املقيمين خارج الجزائر ،وتشمل الحاالت التالية:
-انقطاع اآلجال :الطعن أمام جهة غير مختصة ،وفاة املدعي أو تغير أهليته.
يتم التبليغ الرسمي لألحكام عبر محضر قضائي ،ويمكن لرئيس املحكمة اإلدارية األمر بتبليغ الحكم
عبر أمانة الضبط في حاالت استثنائية.
-اإلجراءات:
لقبول الطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة ،يتطلب االمتثال لإلجراءات املنصوص عليها في قانون
1
اإلجراءات املدنية واإلدارية ،والتي تتضمن:
.1تطبيق أحكام املواد من 815إلى ،825التي تتعلق بعريضة افتتاح الدعوى أمام مجلس الدولة.
.2رفع الدعوى أمام املحكمة بعريضة مكتوبة ،موقعة ومؤرخة ،وتودع بأمانة الضبط من قبل املدعي
أو وكيله أو محاميه ،بعدد من النسخ يساوي عدد األطراف.
69
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
. 4يجب إشهار عريضة رفع الدعوى لدى املحافظة العقارية إذا كانت تعلق بعقار أو حق عيني عقاري
مشهًر ا طبًق ا للقانون ،وتقديمها في أول جلسة ينادى فيها على القضية ،مع ضرورة ثبوت إيداعها
لإلشهار.
االستئناف أمام مجلس الدولة يحمل تأثيرين رئيسيين :األثر الناقل للنزاع واألثر املوقف للحكم.
ُت ًال
أو :األثر الناقل للنزاع يعني أن جهة االستئناف عيد فتح امللف وتعيد دراسة الوقائع والقانون ،مما
يسمح بتحويل النزاع من محكمة إلى أخرى .هذا يهدف إلى تصحيح أي أخطاء محتملة أو إغفاالت أو
تفسيرات خاطئة للوقائع ،وضمان تطبيق القانون بشكل صحيح.
ًا
ثاني :األثر املوقف للحكم يعني تعليق تنفيذ الحكم لسبب معين.
1
70
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
الطعن بالنقض التي يمكن أن يستند عليها الطاعن ،وهي تتمثل في املجال الطبيعي الذي يمارس فيه
القاضي رقابته لصيانة القانون ،ولكن ما يالحظ أن هذه األخيرة تضمنت حاالت الطعن بالنقض
1
املطبقة على جتهي القضاء العادي واإلداري.
"ال يبنى الطعن بالنقض إال على وجه واحد أو أكثر من األوجه اآلتية:
- 3عدم االختصاص،
- 4تجاوز السلطة،
- 9انعدام التسبيب،
- 10قصور التسبيب،
- 13تناقض أحكام أو قرارات صادرة في آخر درجة ،عندما تكون حجية الشيء املقضي فيه قد
أثيرت بدون جدوى ،وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث التاريخ،
وإذا تأكد هذا التناقض ،يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول،
71
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
- 14تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي .في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال ،ولو كان
أحد األحكام موضوع طعن بالنقض سابق انتهى بالرفض .وفي هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض
حتى بعد فوات األجل املنصوص عليه في املادة 354أعاله ،ويجب توجيهه ضد الحكمين ،وإذا تأكد
التناقض ،تقضي املحكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا،
غير أن املادة 360من قانون االجراءات املدنية واإلدارية أجازت للمحكمة العليا أن تثير وجها
للنقض من تلقاء نفسها وهذا ما يثير تساؤلنا عن سبب منح هذا االمتياز للمحكمة العليا دون مجلس
الدولة.
1عمر بوجادي ،اختصــاص القضــاء اإلداري القضــاء اإلداري في الجزائـر ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون كلية الحقوق جامعة
مولود معمري تيزي وزو الجزائر ،2011،ص .351-350
72
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ًال
.3قبول الطعن شك وموضوًع ا:
ُي عتبر مجلس الدولة كقاٍض نقض ،حيث تتم محاكمة القرار املطعون فيه بالنقض ،وليس املوقف
بشكل عام .وعندما ينتهي إلى نقض الحكم ،يتم إحالة النزاع إلى جهة قضائية أخرى في بعض الحاالت،
أو يمكن للمجلس أحياًن ا أن يقرر النقض دون الحاجة إلحالة النزاع ،وذلك في حاالت معينة وفًق ا ملا
يحدده القانون.
ال يخرج الطعن بالنقض في شروط العامة املستوجبة في أشخاص الخصومة وهي الصفة ،واملصلحة
واألهلية 1عن تلك التي تخضع لها سائر الدعاوي والطعون القضائية ،واملرفوعة بمقتضى املادة 13من
قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،والتي تقابلها املادة 459من القانون املدني امللغى.
تنص املادة 13على أنه" :ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة ،وله مصلحة قائمة أو
محتملة يقرها القانون.
حسب قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية فان الشروط املتعلقة بعريضة الطعن هي كالتالي:
أ -أن يكون موقعة من طرف محامي معتمد لدى مجلس الدولة:
كرس قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية في املادة 09الكتابة كقاعدة تخضع له كل إجراءات
التقاضي فنصت على" :األصل في إجراءات التقاضي أن تكون مكتوبة" وتم التأكيد على هذا املادة 14
اإلجراء بنص من نفس القانون فنص على "ترفع الدعوى أمام املحكمة بعريضة مكتوبة ،موقعة
1رشيد خلوفي ،قانون املنازعات اإلدارية ،الجزء الثاني ،الطبعة الثانية ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2013ص.7
73
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ومؤرخة تودع بأمانة الضبط من قبل املدعي أو وكيله أو محامين ،بعدد من النسخ يساوي عدد
األطراف".
توقع العريضة من طرف محام معتمد لدى مجلس الدولة جاء في املادة 905من قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية ،أنه يجب أن تقدم العرائض والطعون ومذكرات الخصوم تحت طائلة عدم القبول
من طرف محامي معتمد لدى مجلس الدولة باستثناء األشخاص املذكورين في املادة 800من نفس
القانون ،ويتمثل أشخاص القانون العام في املادة السابقة في :الدولة ،الوالية ،البلدية واملؤسسة العامة
1
ذات الطابع اإلداري.
طبقا للمادة 904من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية التي جاء فيها" :تطبق أحكام املواد 825-815
املتعلقة بعريضة افتتاح الدعوى أمام مجلس الدولة".
بالرجوع إلى املادة 816من نفس القانون نجدها تنص على" :يجب أن تتضمن عريضة افتتاح دعوى
البيانات املنصوص عليها في املادة 15من هذا القانون".
تحتل دراسة الشرط املتعلق بمحل الطعن مساحة مهمة من بين الشروط املتبقية ،ولعل سبب عدم
2
تحديد محل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة يرجع إلى األسباب التالية:
ًا
صعوبة تفسير املادة 11من القانون العضوي 01-98املتعلق بمجلس الدولة ،وخصوص فيما يتعلق
بعبارة ..." :قرارات الجهات القضائية اإلدارية ،"...والتي تشترك في الصياغة مع املادة 903من قانون
اإلجراءات املدنية واإلدارية.
التجربة الحديثة للقضاء اإلداري في الجزائر ،حيث لم تفتح الفرصة أمام توحيد املمارسة القضائية
التي تحدد القرارات التي يمكن الطعن فيها بالنقض.
1الحبيب تاهي ،خالد ياسين شعبان ،الطعون بالنقض املخولة ملجلس الدولة بموجب نصوص قانونية خاصة ،مذكرة تخرج لنيل
شهادة ماستر ،جامعة الدكتور طاهر موالي ،سعيدة ،2022 -2021 ،ص .27
2هوام شيخة ،الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة طبقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دار الهدى ،الجزائر ،2009 ،ص
.11
74
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
صعوبة التمييز بين دعوى اإللغاء ودعوى الطعن بالنقض في القضايا ذات األوجه املشتركة مثل عيوب
السبب ،وعيوب الشكل ،واإلجراءات ،وعدم امتثال القانون بمفهومه الواسع.
ومن ثم فإن محل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة طبقا للمادة 11من القانون العضوي 01-98
السالف الذكر يقتضي أن يتوفر فيه شرطين وهما:
أن يكون القرار املطعون فيه عمال قضائيا ،وذلك لتحديد الدعوى التي ترفع بشأنه أهي دعوى إلغاء أو
دعوى طعن بالنقض ،وأن يكون ذلك القرار بصفة نهائية من إحدى الجهات القضائية اإلدارية.
أوال :الطعن بالنقض في القرارات الصادرة في آخر درجة من الجهات القضائية اإلدارية
القرارات النهائية تشير إلى تلك التي تصدرها املحاكم االستئنافية ،في حين تعنى األحكام النهائية
بالقرارات التي تصدرها املحاكم اإلدارية واملحكمة اإلدارية االستئنافية بالعاصمة ،والتي تصبح نهائية
بعد انقضاء آجال االستئناف أو بموجب القوانين التي ال تسمح بالطعن إال بالنقض.
رغم وضوح اختصاص مجلس الدولة في الطعون بالنقض ضد قرارات املحاكم اإلدارية
لالستئناف ،إال أن النقاش يثار بشدة حول األحكام النهائية التي تصدرها املحاكم اإلدارية االبتدائية،
75
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
خاصة إذا كانت تتخذ قرارات نهائيةُ .ي ذكر أن املادة 800من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية تحدد
بوضوح إمكانية صدور أحكام ابتدائية من املحاكم اإلدارية قابلة لالستئناف في القضايا التي تتعلق
بالدولة ،الوالية ،البلدية ،أو املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،وكذلك الهيئات العمومية
1
الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية.
التأكيد يأتي من خالل النصوص الخاصة التي ال تشير إلى إمكانية صدور أحكام نهائية من املحاكم
اإلدارية ،وهو األمر الذي ينطبق خاصة في املنازعات االنتخابية وفًق ا لألمر رقم 01-21املتعلق بنظام
االنتخابات 2،حيث تقرر مبدأ التقاضي على مرحلتين في هذه املنازعات ،كما جاء في املادتين 129و186
التي تتناول الطعون ضد أعضاء مكتب التصويت ونتائج االنتخابات للمجالس املحلية على التوالي.
باإلضافة إلى ذلك ،يحق ملجلس الدولة النظر في الطعون ضد األوامر النهائية الصادرة عن املحاكم
3
اإلدارية ،وتتمثل هذه األوامر فيما يلي:
-الحكم القاضي بتصحيح الغلط عندما يصبح الحكم محل التصحيح حائز لقوة الشيء املقضي فيه،
والصادر عن املحكمة اإلدارية ،فإنه ال يمكن الطعن في الحكم القاضي بالتصحيح والصادر عن املحكمة
نفسها ،إال بواسطة الطعن بالنقض وفي هذا تأكيد لنص املادة 892من القانون 09-08املعدل واملتمم
بالقانون .13-22
76
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
تهدف الرقابة التي يمارسها مجلس املحاسبة من خالل النتائج التي يتوصل إليها ،إلى تشجيع
االستعمال املنتظم والصارم للموارد والوسائل املادية واألموال العمومية وترقية إجبارية تقديم
الحسابات وتطوير شفافية تسيير املالية العمومية .ويساهم مجلس املحاسبة في مجال اختصاصه ومن
خالل ممـارسـة صـالحـيـاتـه فـي تـعـزيـز الـوقـايـة ومكافحة جميع أشكال الغش واملمارسات غير القانونية أو
غير الشرعية التي تشكل تقصيرا في األخالقيات وفي واجب النزاهة أو الضارة باألمالك واألموال
العمومية .وما يميزه عن غيره من الهيئات الرقابية هو تمتعه باإلستقالل العضوي وتمتعه بالسلطات
1
والصالحيات الكفيلة بقيامه برقابة بعدية فعالة على تسيير األموال العمومية.
نصت املادة 09من القانون العضوي 11-22املذكور سابقا على " :يختص مجلس الدولة بالفصل في
الطعون بالنقض في االحكام والقرارات الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية ،ويختص
أيضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة".
وهو نفس ما نصت عليه سابقا املادة 11من القانون العضوي رقم 13-11املتعلق بمجلس الدولة
في فقرتها االخيرة 2،حول اختصاص مجلس الدولة بالنقض في قضايا تخول له بموجب نصوص خاصة،
وكانت الفقرة األخيرة في املادة 11في صياغتها القديمة املنصوص عليها بموجب القانون العضوي -98
01تنص على اختصاص مجلس الدولة بنظر الطعون بالنقض املوجهة ضد قرارات مجلس املحاسبة
التي نصت على " :يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في األحكام الصادرة في آخر
درجة عن الجهات القضائية اإلدارية.
املشرع الجزائري ألغى عبارة "مجلس املحاسبة" من الفقرة 901من القانون 13-22املعدل واملتمم
للقانون 09-08املتعلق بقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،الذي ينظم صالحيات مجلس الدولة في
فصل الطعون املقدمة عبر النقض.
4محمد عبد الباسط لطف اوي ،مجلس املحاســبة أعلى هيئــة رقابيــة على املال الع ــام ،مجل ة دراس ات وأبح اث ،املجل ة العربي ة في العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،املجلد ،12العدد ،03جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2020 ،ص .129
1نفس املرجع السابق ،ص .129
2القانون عضوي رقم 13-11املؤرخ في 26يوليو ،2011يعدل ويتمم القانون العضوي رقم 01-98املؤرخ في 30ماي 1998املتعلق
باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،43املؤرخة في 30غشت .2011
77
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
التي جاء نصها كما يلي " :يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في االحكام والقرارات
الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية.
يبدو من خالل النصوص السابقة أن عبارة " مجلس املحاسبة " لم يعد لها وجود في املادة 901من
قانون االجراءات املدنية و اإلدارية ،و ال في املادة 09من القانون العضوي 11-22املعدل و املتمم
للقانون العضوي 01-98و املتعلق بمجلس الدولة ،لكن هذا ال يعني أن قرارات مجلس املحاسبة لم
تعد تقبل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة ،ألن قانون مجلس املحاسبة ال يزال يمنح مجلس الدولة
هذا االختصاص ،وكان األجدر أن ينص القانون االجرائي وكذا القانون العضوي ملجلس الدولة على
ذلك صراحة ،باعتبارها النصوص املنظمة لالختصاص القضائي لهذا املجلس.
ألن عبارة " ويختص ايضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة " كافية
لتشمل قرارات مجلس املحاسبة ،ولعل الهدف الذي يقصده املشرع من حذف عبارة " قرارات
مجلس املحاسبة " واستبدالها بالنصوص الخاصة ،هو التوسيع من مجال اختصاص مجلس الدولة
بصفته قاضي نقض ،ليشمل قرارات اخرى قد تنص عليها قوانين خاصة في املستقبل ،إضافة إلى
1
اختصاصه في الطعن بالنقض في قرارات مجلس املحاسبة.
وفي نفس الصدد ،فقد نصت املادة 110من األمر 02-10املعدل واملتمم لألمر 20-95املتعلق
بمجلس املحاسبة ،على:
"تكون قرارات مجلس املحاسبة ،الصادرة عن تشكيلة كل الغرف مجتمعة ،قابلة للطعن
بالنقض طبقا لقانون االجراءات املدنية واإلدارية ،يمكن تقديم الطعن بالنقض بناءا على طلب
االشخاص املعنيين أو محام معتمد لدى مجلس الدولة أو بطلب من الوزير املكلف باملالية ،أو
السلطات السلمية ،أو الوصية ،أو الناظر العام.
إذ قضى مجلس الدولة بنقض القرار موضوع الطعن ،تمتثل تشكيلة كل غرف مجتمعة
بالنقاط القانونية التي تم الفصل فيها".
78
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
بذلك ،قد منح املشرع االختصاص ملجلس الدولة بالطعن بالنقض في قرارات مجلس املحاسبة عبر
النصوص الخاصة ،كما جاء في املادة 110من األمر رقم 02-10املتعلق بمجلس املحاسبة 1.وبهذا
اإلجراء ،نجح املشرع في تعديل نص املادة 902من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،مما فتح املجال
لضم اختصاصات أخرى في املستقبل ،على الرغم من أن املشرع نص صراحة على اختصاص مجلس
الدولة بالنظر في الطعون بالنقض املوجهة ضد القرارات الصادرة عن مجلس املحاسبة ،وذلك وفًق ا
للمادة 958من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .وعبر هذه املادة ،أقر املشرع اختصاص مجلس
الدولة بالطعون بالنقض ،ورغم أن الطعن بالنقض ال ينظر في املوضوع ،بل يسهر على التطبيق
اًل
2
الصحيح للقواعد القانونية ،إال أنه فتح له مجا آخر للفصل في املوضوع.
وقد نصت املادة 67من القانون العضوي 12-22املؤرخ في 07جوان 42022املحدد لطرق انتخاب
أعضاء املجلس األعلى للقضاء وقواعد تنظيمه وعمله على:
" تكون قرارات املجلس في تشكيلته التأديبية قابلة للطعن بالنقض أمام مجلس الدولة ".
على الرغم من أن مجلس الدولة كان ُي عتبر نفسه املجلس األعلى للقضاء ،سلطة إدارية مركزية ،بناًء
على اجتهاد قضائي صدر عام ،1998إال أنه تراجع عن هذا املوقف في عام .2005وقد اعتبر املجلس
األعلى للقضاء هيئة إدارية خاصة ،متأثًر ا بموقف املشرع الفرنسي الذي اعتبر املجلس األعلى للقضاء
في تشكيلته التأديبية هيئة إدارية خاصة .األمر يتعلق هنا خاصة بأن املجلس األعلى للقضاء ،عندما
يجتمع كهيئة تأديبية للنظر في القضايا املتعلقة بتنظيم مرافق القضاءُ ،ي عتبر ذلك ضمن رقابة قضائية
1األمر رقم 02 - 10مؤرخ في 16رمضان عام 1431املوافق 26غشت سنة ،2010يعدل ويتمم األمر رقم 20 - 95املؤرخ 19صفر عام
1416املوافق 17يوليو سنة 1995واملتعلق بمجلس املحاسبة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،50املؤرخة في 01سبتمبر
.2011
2يسمينه قزقوز ،نادية شرايطي ،املرجع السابق الذكر ،ص .89
3عمار بوضياف ،النظام القضائي الجزائري ،الطبعة األولى ،دار الريحانة النشر ،الجزائر ،2003ص .342
4القانون العضوي رقم 11-22مؤّر خ في 9ذي القعدة 1443املوافق 9جوان سنة ،2022يعدل ويتمم القانون العضوي رقم 01-98
املؤرخ في 4صفر عام 1419املوافق 30مايو سنة 1998واملتعلق بتنظيم مجلس الدولة وسيره واختصاصاته ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41املؤرخة في 16جوان .2022
79
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
في مجال املنازعات اإلدارية التي ُي ختص بها مجلس الدولة .وبالتالي ،فإن الصالحيات التي يتمتع بها
املجلس األعلى للقضاء كهيئة تأديبية بالنسبة للقضاة ،تجعل منه هيئة إدارية خاصة تصدر قرارات
1
نهائية ال ُي مكن الطعن فيها إال أمام مجلس الدولة.
وفًق ا للقانون رقم 07-13املؤرخ في 29أكتوبر 2013الذي ينظم مهنة املحاماةُ 3،ي عد القرار التأديبي
اًل
الصادر عن مجلس التأديب قاب للطعن أمام اللجان الوطنية للطعن .تتألف هذه اللجان من ثالثة من
القضاة من املحكمة العليا ومجلس الدولة ،بما في ذلك الرئيس ،باإلضافة إلى ممثلين عن املهنيين وقاض
يتولى النيابة العامة ،ويتولى أمين ضبط اللجنة مسؤولية أمانتها .يهدف هذا التكوين إلى ضمان توازن
وحياد ،خاصة من جانب القضاة الذين ال يكون لهم مصلحة مباشرة في تأديب املهنيين.
تتولى اللجنة الوطنية للطعن البت في الطعون املقدمة ضد القرارات الصادرة عن مجالس التأديب،
من قبل األشخاص املعنيين بالقرار أو الوزير املسؤول عن القطاع ،وتصدر اللجنة قراًر ا بأغلبية
األصوات .تخضع هذه القرارات لرقابة القاضي اإلداري املمثل في مجلس الدولة ،حيث تسمح املادة
132من القانون 07-13بطعن القرارات الصادرة عن اللجنة الوطنية للطعن أمام مجلس الدولة ،والتي
جاء نصها كما يلي:
80
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
" تبلغ قرارات الجنة الوطنية للطعن إلى وزير العدل حافظ األختام وإلى املحامي املعني وإلى النقيب
رئيس مجلس التأديب مصدر القرار وعند االقتضاء إلى الشاكي ،الذين يجوز لهم الطعن فيها أمام
مجلس الدولة ،خالل شهرين ( )2من تاريخ التبليغ ال يوقف هذا الطعن تنفيذ قرارات اللجنة
الوطنية للطعن".
وهنا أكد املشرع بوضوح من خالل هذه املادة على اختصاص مجلس الدولة في النظر في
الطعون املقدمة بالنقض ضد قرارات اللجنة الوطنية للطعون ،معتبًر ا إياها هيئة قضائية متخصصة
ومعتبًر ا قراراتها قرارات قضائية .كما جعل التشابه بين تشكيلة اللجنة وتلك التي تصدر القرارات
1
القضائية اإلدارية ،يرجح الكفة بينهما.
خالصة الفصل
في ختام هذا الفصل ،يتضح بوضوح أن مبدأ التقاضي على درجتين يمثل ركيزة أساسية في النظام
القانوني الجزائري ،حيث يهدف إلى توفير إطار قانوني يحقق العدالة ويحمي حقوق املواطنين .من خالل
توسيع نطاق الدعاوى اإلدارية وتعميم األحكام املتعلقة بهذا املبدأ ،يسعى املشرع الجزائري إلى تحقيق
العدالة اإلدارية وتوفير آليات فعالة لحماية حقوق املواطنين.
81
التقاضي في الدرجة الفصل الثاني
الثانية
ًا ًا
وتجسد املحاكم االستئنافية ومجلس الدولة دور بارز في تطبيق وتفعيل مبدأ التقاضي على
درجتين ،حيث يقومون بضمان إعادة النظر الفعالة في القرارات الصادرة عن الجهات القضائية األولى
وضمان احترام القانون وتوفير العدالة اإلدارية.
بهذا ،يتجلى االلتزام القوي من قبل النظام القضائي الجزائري بتعزيز مبدأ التقاضي على درجتين،
مما يسهم في تعزيز الثقة في النظام القضائي وتحقيق العدالة واملساواة للجميع.
82
خاتمة
خاتمة
في الختامُ ،ي عتبر مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري أحد الركائز األساسية
التي تعزز من مصداقية وعدالة النظام القضائي .هذا املبدأ يتيح لألطراف املتنازعة فرصة إلعادة
النظر في األحكام القضائية التي قد تكون شابتها أخطاء في املرحلة االبتدائية ،مما يضمن تحقيق العدالة
بمزيد من الدقة واإلنصاف .من خالل تمكين محاكم االستئناف من مراجعة القضايا ،ويتم تصحيح
األخطاء القانونية والواقعية ،وبالتالي تعزيز الثقة في النظام القضائي.
-حق املحاكمة العادلة يعد من الحقوق األساسية لإلنسان ،وال يمكن احترامه إال من خالل إجراءات
محاكمة منصفة وعادلة تحترم فيها جميع الضمانات ،بما في ذلك مبدأ التقاضي على درجتينُ .ي َع ُّد مبدأ
التقاضي على درجتين من األسس األساسية للمحاكمة العادلة ،حيث ُي مِّك ن من إعادة النظر في األحكام
الصادرة من املحاكم ،ويتمثل ذلك في تنظيم القضاء القديم بوجود مجلس الدولة ،وفي التعديل الجديد
بجعل املحاكم اإلدارية مكاًن ا لالستئناف.
-املشرع الجزائري اعتمد مبدأ التقاضي على درجتين بشكل دستوري ،وهو إنجاز قانوني هام ال يمكن
ُت
التخلي عنه ،حيث عَت َب ر هذه الخطوة متماشية مع االلتزامات الدولية التي وافقت عليها الجزائر .وقد
دعم املشرع هذا املبدأ بشكل صريح في التعديالت الجديدة لقوانين اإلجراءات املدنية واإلدارية ،مما
يمثل تطوًر ا هاًم ا في إرساء مبادئ التقاضي.
-بفضل اإلصالح القضائي الذي بدأ منذ التعديل الدستوري لسنة ،2020تم تحسين هيكلة القضاء
اإلداري من خالل إنشاء املحاكم اإلدارية لالستئناف ،مما يساهم في تقريب املواطن من القضاء .كما
قلل هذا اإلصالح من العبء على مجلس الدولة من خالل تقليص صالحياته في النظر باالستئناف،
ونقل بعض صالحياته إلى محاكم االستئناف بالعاصمة.
-تعتبر هذه الخطوة نحو املحاكم اإلدارية لالستئناف من شأنها تحقيق العدالة ،وتسهيل الوصول إلى
القضاء للمواطنين ،خاصة مع التركيز على توزيع املحاكم وفًق ا للتقسيم اإلداري للواليات.
-من بين اإليجابيات التي أحدثها هذا التعديل أيًض ا ،وإلغاء شرط التقاضي بواسطة محامي في املرحلة
االبتدائية ،مما يقلل من األعباء املالية على املتقاضين.
84
خاتمة
-بجانب ذلك ،سعى املشرع إلى توحيد اإلجراءات املتبعة أمام جهات االستئناف من خالل تطبيق نظام
اإلحالة في نصوص القانون ،وذلك لتجنب تعقيد اإلجراءات وتكرار النصوص القانونية بشكل غير
مبرر.
من خالل ما تقدم نضع االقتراحات اآلتية والتي من شأنها أن تساهم في بناء قضاء إداري متكامل:
-من خالل الدراسة ،الحظنا تشتت الهيئات القضائية اإلدارية بين املحاكم اإلدارية واملحاكم اإلدارية
لالستئناف ومجلس الدولة ،وذلك بسبب تنظيمها في قوانين متعددة .بناًء على ذلك ،يفضل تجميع هذه
الهيئات في قانون واحد ينظم كل هيئة على حدة ،وُي سمى "قانون القضاء اإلداري واإلجراءات اإلدارية"،
بهدف تبسيط إجراءات التقاضي وتجنب تشتت وتعقيد النصوص القانونية.
-كما نقترح العمل على توسيع االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف عبر إنشاء املزيد من
هذه املحاكم في بعض املناطق.
-باإلضافة إلى ذلك ،نوصي بتمديد االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية في الجزائر العاصمة لتكون
الجهة األولى للفصل في دعاوى املشروعية التي يكون أحد أطرافها السلطات اإلدارية املركزية أو الهيئات
العمومية الوطنية أو املنظمات املهنية الوطنية .كما ُي فضل إبقاء اختصاص املحاكم اإلدارية لالستئناف
ًال
في الجزائر العاصمة كجهة استئناف بد من مجلس الدولة ،ليظل األخير محكمة قانون فقط ويتفرغ
لوظيفته الدستورية كجهة تراقب أعمال الجهات القضائية اإلدارية وتوحيد االجتهاد القضائي.
-يمكن تعزيز التدريب والتأهيل للقضاة واملوظفين القضائيين في املحاكم اإلدارية ،بما في ذلك التدريب
على القضايا اإلدارية املعقدة وتحديث املعرفة بالتشريعات واملمارسات القانونية الحديثة.
-تعزيز الشفافية والحوكمة في النظام القضائي اإلداري من خالل تطبيق معايير وإجراءات موحدة
لضمان عدالة القضاء وتجنب أي انحيازات أو تعسف.
-يمكن االستفادة من التكنولوجيا في تحسين أداء املحاكم اإلدارية ،مثل تطبيقات الكترونية لتقديم
الدعاوى ومتابعة حالتها وتقديم املستندات القانونية عبر اإلنترنت.
-ينبغي توسيع الوصول إلى العدالة من خالل توفير املساعدة القانونية لألفراد الذين ال يمتلكون
القدرة املالية لتحمل تكاليف الدعاوى القضائية.
-أخيًر ا ،يجب تشجيع الدراسات املقارنة في املجال اإلداري لالستفادة منها في املجال العلمي.
85
خاتمة
86
قائمة املصادر واملراجع
قائمة املصادر واملراجع
قائمة املصادر
أوال :النصوص الرسمية
-الدساتير:
.1التعديل الدستوري لسنة ،1996الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم 438-96املؤرخ في 07ديسمبر
،1996يتعل ق بإص دار نص تع ديل الدس تور املص ادق علي ه في اس تفتاء 28نوفم بر ،1996الجري دة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،76املؤرخة في 08ديسمبر .1996
.2التع ديل الدس توري لس نة ،2016الص ادر بم وجب الق انون رقم 01-16املؤرخ في 06م ارس ،2016
يتضمن التعديل الدستوري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،14املؤرخة في 07مارس
.2016
.3التعديل الدستوري لسنة 2020الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم 442-20املؤرخ في 30ديسمبر
،2020يتعل ق بإص دار التع ديل الدس توري املص ادق علي ه في اس تفتاء أول نوفم بر ،2020الجري دة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،82املؤرخة في 30ديسمبر .2020
-القوانين العضوية:
.1القانون العضوي 01-98املؤرخ في 30مايو 1998املتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله،
املؤرخ في 30مايو ،1998يتعلق باملحاكم االدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،37الصادرة في 01جوان
.1998
.2الق انون العض وي رقم 02-08املؤرخ في 30م اي 1998املتعل ق باملح اكم اإلداري ة ،الجري دة الرس مية،
العدد .1998 ،37
.3الق انون عض وي رقم 13-11املؤرخ في 26يولي و ،2011يع دل ويتمم الق انون العض وي رقم 01-98
املؤرخ في 30م اي 1998املتعل ق باختصاص ات مجلس الدول ة وتنظيم ه وعمل ه ،الجري دة الرس مية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،43املؤرخة في 30غشت .2011
.4الق انون العض وي رقم 10-22م ؤّر خ في 9ذي القع دة 1443املواف ق 9ج وان س نة ،2022يتعل ق
بالتنظيم القضائي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41املؤرخة في 16جوان .2022
.5القانون العضوي رقم 11-22مؤّر خ في 9ذي القعدة 1443املوافق 9جوان سنة ،2022يعدل ويتمم
القانون العضوي رقم 01-98املؤرخ في 4صفر عام 1419املوافق 30مايو سنة 1998واملتعلق بتنظيــم
88
قائمة املصادر واملراجع
مجلس الدولة وسيره واختصاصاته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41املؤرخة في 16
جوان .2022
-القوانين:
.1الق انون رقم 02-98املؤرخ في 30م اي ،1998يتعل ق باملح اكم اإلداري ة ،الجري دة الرس مية للجمهوري ة
الجزائرية ،العدد ،37املؤرخة في 01جوان .1998
.2القانون رقم 07 - 13مؤرخ في 24ذي الحجة عام 1434املوافق 29أكتوبر سنة ،2013يتضمن تنظيم
مهنة املحاماة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،55املؤرخة في 30أكتوبر .2013
.3الق انون رقم 112-19املؤرخ في 11ديس مبر ،2019يع دل ويتمم الق انون رقم 09-84املؤرخ في 04
فيف ري 1984واملتعل ق ب التنظيم اإلقليمي للبالد ،الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة ،الع دد ،78
املؤرخة في 18ديسمبر .2019
.4القانون رقم 07-22املؤرخ في 05ماي ،2022يتضمن التقسيم القضائي ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،العدد ،32املؤرخة في 14ماي .2022
.5الق انون رقم 13-22املؤرخ في 12يولي و ،2022يع دل ويتمم الق انون رقم 09-08املؤرخ في 25فيف ري
2008واملتض من قانون اإلج راءات املدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد
17 ،48يوليو .2008
.6الق انون رقم 09-08املؤرخ في 18ص فر ع ام 1429املواف ق 25ف براير س نة 2008املتض من ق انون
اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل واملتمم بالقانون 13-22في 12يوليو 2022الجريدة الرسمية العدد
48املؤرخة في .2022
-األوامر:
.1أمر رقم ،08-95مؤرخ في 01فيفري 1995املتعلق بمهنة املهندس الخبير العقاري ،الجريدة الرسمية ،عدد ،20
الصادرة في 16أفريل .1995
.2األمر رقم 02 - 10مؤرخ في 16رمضان عام 1431املوافق 26غشت سنة ،2010يع دل ويتمم األمر رقم 20 - 95
املؤرخ 19ص فر ع ام 1416املواف ق 17يولي و س نة 1995واملتعل ق بمجلس املحاس بة ،الجري دة الرس مية للجمهوري ة
الجزائرية ،العدد ،50املؤرخة في 01سبتمبر .2011
89
قائمة املصادر واملراجع
-املراسيم التنفيذية:
.1املرس وم التنفي ذي رقم 356-98املؤرخ في 14نوفم بر ،1998املتض من تط بيق الق انون رقم ،02-98
الجريدة الرسمية ،العدد ،85سنة .1998
.2املرس وم التنفي ذي رقم 195-11املؤرخ في م اي 2011ال ذي يع دل املرس وم التنفي ذي رقم 356-98
املؤرخ في 14نوفمبر ،1998الجريدة الرسمية ،العدد ،29املؤرخة في 22ماي .2011
.3املرس وم التنفي ذي رقم 435-22املؤرخ في 11ديس مبر ،2022يح دد دوائ ر اإلختص اص اإلقليمي
للمح اكم اإلداري ة لإلستئناف واملح اكم اإلداري ة ،الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة ،الع دد ،84
املؤرخة في 14ديسمبر .2022
.4املرس وم التنفي ذي رقم 120-23املؤرخ في 18م ارس ،2023يح دد كيفي ات التس يير اإلداري واملالي
للمح اكم اإلداري ة واملح اكم اإلداري ة لإلستئناف ،الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة ،الع دد ،18
املؤرخة في 21مارس .2023املتعـلـق بنظام االنتخابات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد
،17املؤرخة في 10مارس .2021
90
قائمة املصادر واملراجع
قائمة املراجع
أوال :الكتب واملؤلفات
.1برب ارة عب د الرحم ان ،ش رح ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة ،منش ورات بق راوي للطباع ة والنش ر
والتوزيع ،الجزائر.2009 ،
.2بعلي محمد الصغير ،املحاكم اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2011 ،
.3بعلي محمد الصغير ،الوجيز في اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2005 ،
.4بعلي محمد الصغير ،الوسيط في املنازعات اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2009 ،
.5بلطرش مياسة ،املنازعات اإلدارية ،التحدي للنشر ،الطبعة األولى.2024 ،
.6بوحمي دة عط ا هللا ،الوج يز في القض اء اإلداري ،تنظيم عم ل وإختص اص ،دار هوم ة ،الطبع ة الثالث ة،
الجزائر.2014 ،
.7بوضياف عمار ،النظام القضائي الجزائري ،الطبعة األولى ،دار الريحانة النشر ،الجزائر .2003
.8بوض ياف عم ار ،القض اء اإلداري في الجزائ ر ،دراس ة وص فية تحليلي ة مقارن ة( ،دط) ،جس ور للنش ر
والتوزيع ،الجزائر.2008 ،
.9بوضياف عمار ،دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية دراسة تشريعية وقضائية وفقهية،
الطبعة األولى ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.2009 ،
.10بوعلي سعيد ،املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بلقيس ،الجزائر.2008 ،
.11ب وعمران ع ادل ،دروس في املنازع ات اإلداري ة دراس ة تحليلي ة نقدي ة ومقارن ة ،د.ط ،دار اله دى للنش ر
والتوزيع ،الجزائر.2014 ،
.12ب وعمران ع ادل ،دروس في املنازع ات اإلداري ة دراس ة تحليلي ة نقدي ة ومقارن ة ،دار اله دى للطباع ة
والنشر والتوزيع ،الجزائر.2014 ،
.13خل وفي رش يد ،ق انون املنازع ات اإلداري ة ،الج زء الث اني ،ال دعاوى وط رق الطعن اإلداري ة ،دي وان
املطبوعات الجامعية ،الجزائر.2013 ،
.14خلوفي رشيد ،قانون املنازعات اإلدارية ،ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر ،الطبعة الثانية.2003 ،
91
قائمة املصادر واملراجع
.15خليف ة عب د العزي ز عب د املنعم ،اإلثب ات في ال دعاوى اإلداري ة ،ط ،1املرك ز الق ومي لإلص دارات
القانونية.2010 ،
.16زودة عم ر ،اإلج راءات املدني ة واإلداري ة في ض وء آراء الفقه اء وأحكام القض اء ،الطبع ة ،2أﻧﺳﯾﻛﻠوﺑدﯾﺎ
ﻟﻠﻧﺷر ،الجزائر.2015 ،
.17سعيد بوعلي ،املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بلقيس ،الجزائر.2015 ،
.18الشنيكات مراد محمود ،اإلثبات باملعاينة والخبرة في القانون املدني دراسة مقارنة ،الطبعة الثانية ،دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2001 ،
.19شيخة هوام ،الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة طبقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دار
الهدى ،الجزائر.2009 ،
.20ش يهوب مس عود ،املب ادئ العام ة للمنازع ات اإلداري ة الهيئ ات واإلج راءات ،ج ،1دي وان املطبوع ات
الجامعية.2009 ،
.21ص قر نبي ل ،الوس يط في ش رح ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة ،دار اله دى للنش ر ،عين مليل ة،
الجزائر.2008 ،
.22صقر نبيل ،الوسيط في شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،دار الهدى ،الجزائر.2008 ،
.23ط اهري حس ين ،ش رح وج يز لإلج راءات القض ائية املتبع ة في املواد اإلداري ة ،دار الخلدوني ة للنش ر
والتوزيع ،الجزائر.2005 ،
.24الفاسي فاطم ة الزه راء ،النظ ام القض ائي اإلداري الجزائ ري ،محاض رات ألقيت على طلب ة ماس تر 2
قانون إداري ،كلية الحقوق ،جامعة باجي مختار ،عنابة الجزائر.2021 ،
.25مقيمي ريم ة ،املنازع ات اإلداري ة ،محاض رات في م ادة الق انون الع ام ،جامع ة 08م اي ،1945قاملة،
.2020-2019
92
قائمة املصادر واملراجع
.4كم ون حن ان عكوس ،التقاضي على درج تين في القض اء اإلداري الجزائ ري ،رس الة لني ل ش هادة دكت ورا
تخصص قانون ،جامعة الجزائر .2020 ،01
93
قائمة املصادر واملراجع
خامسا :املقاالت
.1بلول فهيمة ،املستجدات اإلجرائية في املادة اإلدارية (دراسة على ضوء القانون رقم 13-22الذي يعدل
ويتمم القانون رقم ،)09-08مجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،املجلد ،07العدد ،04جامعة زيان
عاشور ،الجلفة ،الجزائر.2022 ،
.2بن جياللي عبد الرحمن ،مفهوم دعوى اإللغاء وتمييزها عن الدعاوى اإلدارية األخرى ،مجلة مفاهيم
للدراسات الفلسفية واإلنسانية املعمقة ،العدد ،07جامعة زيان عاشور ،الجلفة.2020 ،
.3ب وقرة أم الخ ير ،وظيف ة محاف ظ الدول ة في التش ريع الجزائ ري ،مجلة االجته اد القض ائي ،الع دد الثاني
عشر ،بسكرة ،الجزائر.2016 ،
.4بوكوب ة خال د ،قرس اس م روة ،األحكام املنظم ة للمحكم ة االستئنافية اإلداري ة عض ويا ووظيف ا في
التش ريع الجزائ ري حس ب آخ ر املس تجدات القانوني ة الص ادرة توافق ا م ع أحكام التع ديل الدس توري
لس نة ،2020مجل ة الن براس للدراس ات القانوني ة ،املجل د ،07الع دد ،02جامع ة محم د الش ريف
مساعدية ،سوق أهراس ،الجزائر.2023 ،
.5ج وادي الی اس ،ش ھادة الش هود وحجیتھ ا في اثب ات ال دعوى اإلداري ة ،مجل ة آف اق علمی ة ،املجل د ،13
العدد ،03جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر.2021 ،
.6رابع ــي إبراهيم ،اختصــاصات املنظمـ ــات املهني ـ ــة وطبيعتهــا في القانون الجزائري ،مجلة العلوم القانونية
واالجتماعية ،العدد ،10جامعة محمد بوضياف ،املسيلة.2018 ،
.7زاي دي أس ماء ،ن ورة موسى ،اختص اص مجلس الدول ة الجزائ ري ب النظر في منازع ات املراف ق العام ة
املهنية منظمة املحامين نموذجا ،مجلة الرسالة للدراسات والبحوث االنسانية ،املجلد ،07العدد ،02
جامعة العربي التبسي ،تبسة.2022 ،
.8سعداوي محمد صغير ،االختصاص االستثنائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة في ظل
تجس يد املش رع الجزائ ري ملب دأ التقاضي على درج تين في املواد اإلداري ة عن طري ق املح اكم اإلداري ة
لالستئناف ،مجل ة الق انون والتنمي ة ،املجل د ،04الع دد ،02جامع ة ط اهري محم د ،بش ار ،الجزائ ر،
.2023
94
قائمة املصادر واملراجع
.9سنوساوي سمية ،خصوصية مبدأ التقاضي على درجتين أمام القضاء اإلداري ،املجلة الجزائرية للعلوم
القانونية والسياسية ،املجلد ،54العدد ،3الجزائر.2017 ،
.10غالبي بوزي د ،مكي حمش ة ،النظ ام الق انوني للمحكم ة اإلداري ة لإلستئناف في الجزائ ر ،مجل ة املفك ر،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر.2023 ،
.11لشهب حورية ،النظـام القانونـي ملجلـس الدولـة فـي الجزائـر ،مجلة االجتهاد القضائي ،املجلد ،08العدد
،12جامعة بسكرة ،الجزائر.2018 ،
.12لطف اوي محم د عب د الباس ط ،مجلس املحاس بة أعلى هيئ ة رقابي ة على املال الع ام ،مجل ة دراس ات
وأبحاث ،املجلة العربية في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،املجلد ،12العدد ،03جامعة أبي بكر بلقايد،
تلمسان.2020 ،
.13لعري بي خديج ة ،النظ ام الق انوني للمح اكم اإلداري ة لإلستئناف ،مجل ة العل وم اإلنس انية ،املجل د ،34
العدد ،04جامعة اإلخوة منتوري ،قسنطينة ،ديسمبر .2023
.14لكحل سمية ،بوغزالة محمد ناصر ،االختصاص االستشاري ملجلس الدولة الجزائري ،مجلة االجتهاد
القضائي ،املجلد ،13العدد ،25جامعة بسكرة ،الجزائر.2021 ،
.15مراب ط عب د ال رزاق ،إص الح النظ ام القض ائي اإلداري الجزائ ري على ض وء دس تور 2020التح ديات
واآلفاق ،مجلة الفكر القانوني والسياسي ،املجلد السادس ،العدد األول ،عنابة.2022 ،
.16مزي اني س هيلة ،س لطات ال وزير األول ورئيس الحكوم ة في التع ديل الدس توري ،2020مجل ة الحق وق
والعلوم السياسية ،املجلد ،09العدد ،01خنشلة.2022 ،
.17مل وك ص الح ،النظ ام الق انوني للمح اكم اإلداري ة لالستئناف (التنظيم واالختص اص) ،مجل ة االجته اد
للدراسات القانونية واالقتصادية ،املجلد ،12العدد ،03تامنغست.2023 ،
.18مودع محمد أمين ،شروط قبول الدعوى على ضوء تعديل قانون اإلجراءات املدنية الجزائري ،مجلة
صوت القانون ،املجلد ،05العدد ،02جامعة على لونيسي ،البليدة.2018 ،
.19موصدق علي ،أحكام الدعوى التفسيرية في النظام القضاء االداري الجزائري ،مجلة القانون والعلوم
السياسية ،العدد ،04جامعو جياللي اليابس ،سيدي بلعباس.2016 ،
95
قائمة املصادر واملراجع
96
امللخص
امللخص
امللخص
مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري هو مبدأ قانوني يضمن للمتقاضين الحق في
،مراجعة القرارات القضائية الصادرة عن محكمة الدرجة األولى من خالل الطعن أمام محكمة أعلى
. ويعزز ثقة الجمهور في النظام القضائي،مما يعزز العدالة ويقلل من احتمالية وقوع أخطاء قضائية
وقد كرس هذا املبدأ من،هذا املبدأ هو من أهم مبادئ املحاكمة العادلة في النظام القضائي في الجزائر
الذي أقر مبدأ التقاضي على درجتين في املادة اإلدارية بموجب2020 خالل التعديل الدستوري لسنة
وبالتالي تفعيل، مما أدى إلى استحداث املحاكم اإلدارية لالستئناف كدرجة ثانية للتقاضي،179 املادة
تبرز أهمية هذه الدراسة في معرفة دور املشرع الجزائري في تفعيل مبدأ.هذا املبدأ بشكل فعلي
من خالل تحديد اإلجراءات والجهات القضائية املستخدمة في،التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري
.القضاء اإلداري الجزائري لتحقيق مبدأ التقاضي على درجتين
، مبدأ التقاضي على درجتين، محكمة الدرجة األولى، القضاء اإلداري، التقاضي:الكلمات املفتاحية
. درجة ثانية للتقاضي،املحاكم اإلدارية لالستئناف
Abstract
The principle of two-tier litigation in Algerian administrative judiciary is a legal principle
that ensures litigants the right to have judicial decisions issued by the first-instance court
reviewed by appealing to a higher court. This principle enhances justice, reduces the likelihood
of judicial errors, and boosts public confidence in the judicial system. It is one of the most
important principles of fair trial in the judicial system in Algeria. This principle was enshrined
through the constitutional amendment of 2020, which established the principle of two-tier
litigation in administrative matters under Article 179. This led to the creation of administrative
appeal courts as the second tier of litigation, thereby effectively activating this principle. The
significance of this study lies in understanding the role of the Algerian legislator in activating the
principle of two-tier litigation in the administrative judiciary by outlining the procedures and
judicial bodies used in the Algerian administrative judiciary to achieve the principle of two-tier
litigation.
98