Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 106

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليـ ـ ـ ـ ـ ــم العال ـ ـ ـ ـ ــي والب ـ ـ ــحث العلم ـ ـ ـ ـ ــي‬


‫جام ـ ـ ـ ــعة الجياللي بونعامة ‪-‬خميس مليانة‪-‬‬

‫مذكرة تخرج ضمن متطلبات نيل شهادة املاستر‬


‫تخصص‪ :‬قانون إداري‬ ‫في شعبة‪ :‬حقوق‬

‫مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري‬

‫إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداد الطالبت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‪:‬‬


‫األستاذة املشرفة‪:‬‬
‫يرة‬ ‫دين نص‬ ‫بوم‬
‫معزوزي نوال‬
‫بومقوا س مباركة‬
‫لـجـنـ ــة الـمـنـاقـشـة‬
‫رئيسا‬ ‫جام ـ ـ ـ ــعة الجياللي بونعامة ‪-‬خميس مليانة‪-‬‬ ‫د‪ /‬آيت عبد املالك نادية‬
‫ممتحنا‬ ‫جام ـ ـ ـ ــعة الجياللي بونعامة ‪-‬خميس مليانة‪-‬‬ ‫د‪ /‬رقيق ياسين‬
‫مشرفا‬ ‫جام ـ ـ ـ ــعة الجياللي بونعامة ‪-‬خميس مليانة‪-‬‬ ‫د‪ /‬معزوزي منال‬
‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬

‫إهداء‬
‫أهدي هذه املذكرة إلى‪:‬‬
‫ألمي الحنونة وأبي العظيم‪ ،‬لكما قلوبنا مليئة باالمتنان والحب العميق‪ .‬لم تمر الكلمات البسيطة‬
‫بمثل تضافر حنانكما ودعمكما الدائم‪ .‬إلى عالٍم من العطاء والحنان‪ ،‬نهديكما كلمات الشكر‬
‫والتقدير واملحبة الخالصة‪.‬‬
‫ًن‬
‫لزوجي العزيز‪ ،‬شريك الحياة واملحبة‪ ،‬تسكن في قلبي حنا ا خاًص ا ال يمكن وصفه بالكلمات‪ .‬برفقتك‬
‫تتحقق األحالم وتنطلق الطموحات نحو السماء‪ .‬لقلبك الطيب وروحك النبيلة‪ ،‬نقول شكًر ا من‬
‫األعماق‪ ،‬ونهديك كل حبنا وتقديرنا‪.‬‬

‫وألطفالي األعزاء‪ ،‬منبر الحنان وفرح الحياة‪ ،‬لقد زينتم أيامي بضحكاتكم وأحالمكم البريئة‪ .‬أنتم‬
‫نجومي الصغار التي تضيء دروبي بسعادة ال تضاهى‪ .‬لكل لحظة أقضيها معكم‪ ،‬أهديكم حبي العميق‬
‫ودعمي الدائم‪.‬‬

‫ولكل أساتذتي األفاضل‪ ،‬الذين أضاءوا دروب املعرفة وأثريتم عقولنا بحكمتكم ومعرفتكم‪ .‬إلى من‬
‫جعلوا العلم نبراًس ا في طريقنا‪ ،‬اهديكم كل امتناني واحترامي العميق‪.‬‬

‫ولعمال الجامعة الذين يعملون بجد واجتهاد‪ ،‬بال كلل وال ملل‪ ،‬لتسهيل رحلتنا التعليمية وجعلها‬
‫أكثر سالسة وراحة‪ .‬إلى كل من يعمل في الخفاء لنجاحنا‪ ،‬أقدم لكم كل شكري وتقديري الخالص‪.‬‬

‫دمتم جميًع ا بعطاء ال ينضب‪ ،‬وحب يمأل الدنيا بجمالها‪.‬‬

‫مباركة بومقواس‬
‫إهداء‬
‫ًن‬ ‫ْل‬
‫قال هللا تعالى " َو ِب ا َو اِل َد ْي ِن ِإ ْح َس ا ا"‬

‫أهدي هذا العمل املتواضع إلى من ال يمكن للكلمات أن توفي حقهما‪ ،‬إلى من ال يمك لألرقام أن‬
‫تحصي فضائلهما إلى الوالدين العزيزين أدامهما هللا لي‪.‬‬

‫إلى سندي في هذه الحياة‪ ،‬زوجي العزيز‪.‬‬

‫إلى نور قلبي إبني حبيبي محمد نزار‪.‬‬

‫إلى إخوتي محمد أمين وزوجته‪ ،‬حكيم‪ ،‬فتخي‪ ،‬كريم‪ ،‬عبد الرحيم‪.‬‬

‫إلى أختي العزيزة وزوجها وابنتها لوجين‪.‬‬

‫إلى عائلة زوجي الكريمة‪.‬‬

‫إلى زمالئي في العمل وكل األصدقاء بدون استثناء‪.‬‬

‫إلى كل رفقاء الدراسة وكل محبي العلم واملعرفة‪.‬‬

‫نصيرة بومدين‬
‫شكر وعرفان‬
‫ال يسعنا وقد أنهينا بحثنا هذا بعون هللا وتوفيقه إال أن نتقدم بالشكر العظيم هلل الواحد األحد‪،‬‬
‫ونحمد الكثير في تسديد خطانا إلى هذا املستوى البسيط من العلم‪ ،‬فسبحانه الذي وهبنا الصبر‬
‫واإلرادة و زرع في قلبنا بذرة األمل إلتمام هذا العمل‪.‬‬

‫ثم شكرا جزيال ألستاذتنا املشرفة " معزوزي منال" صاحبة الفضل الثاني في هذا اإلنجاز‪ ،‬والذي‬
‫كانت بمثابة إنارة لبعض الصعوبات التي واجهتنا‪ ،‬والذي كانت نعم األستاذة فجازاك هللا خيرا‪.‬‬

‫كما ال ننسى أن نوجه الشكر والتقدير إلى لجنة املناقشة‪.‬‬

‫وجميع أساتذة كلية الحقوق‪.‬‬

‫فشكرا لكم جميعا‪.‬‬


‫فهرس املحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫شكر وعرفان‬
‫إهداء‬
‫فهرس املحتويات‬
‫‪1-4‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬التقاضي في الدرجة األولى‬
‫‪6‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪7‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬املحاكم اإلدارية كدرجة ابتدائية‬
‫‪7‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املحاكم اإلدارية‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف املحاكم اإلدارية وإطارها القانوني‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التشكيلة البشرية للمحاكم االدارية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التنظيم الهيكلي للمحكمة اإلدارية‬
‫‪12‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬اختصاصات للمحاكم اإلدارية‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلختصاص النوعي‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‬
‫‪18‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬إجراءات التقاضي أمام املحاكم اإلدارية‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجراءات رفع الدعوى‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات سير الجلسات‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات النطق بالحكم‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات الطعن أمام املحاكم اإلدارية‬
‫‪24‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬املحاكم االستئنافية كدرجة ابتدائية للتقاضي‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املحكمة االستئنافية كقاضي اختصاص أول إبتدائي‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة املحكمة اإلدارية لالستئناف‬
‫‪26‬‬ ‫الف رع الث اني‪ :‬األس اس الق انوني للمح اكم اإلداري ة لالستئناف كقاضي اختص اص أول‬
‫إبتدائي‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تشكيل املحاكم اإلدارية لالستئناف‬
‫‪29‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬مبررات املحكمة االستئنافية كقاضي إبتدائي‬
‫‪30‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬االختصاص القضائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬السلطات املركزية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئات الوطنية العمومية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬املنظمات املهنية الوطنية‬
‫‪35‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التقاضي في الدرجة الثانية‬
‫‪37‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪38‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف‬
‫‪38‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬ماهية املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف واألساس القانوني لها‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف املحاكم اإلدارية لإلستئناف‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اختصاصات املحاكم اإلدارية لإلستئناف‬
‫‪44‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬شروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف‬
‫وآثارها‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آثار االستئناف أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف‬
‫‪48‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬إجراءات سير الخصومة اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية االستئنافية‬
‫والفصل فيها‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التحقيق في الخصومة‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل صدور القرار القضائي اإلداري‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحكم في الخصومة‬
‫‪56‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬مجلس الدولة كقاض استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري‬
‫‪56‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف مجلس الدولة الجزائري‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني ملجلس الدولة الجزائري‬
‫‪61‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬مجلس الدولة كقاض استئناف‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدعاوى محل االستئناف أمام مجلس الدولة‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط وآثار االستئناف أمام مجلس الدولة‬
‫‪67‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مجلس الدولة كقاض نقض‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أوجه وشروط الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القرارات القابلة للطعن بالنقض في التشريع الجزائري‬
‫‪78‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪80‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪83‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫‪92‬‬ ‫امللخص‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫القضاء هو ركن أساسي في أي دولة حديثة‪ ،‬حيث يلعب دوًر ا حيوًي ا في تحقيق العدالة وحماية‬
‫ُت‬
‫الحقوق والحريات األساسية لألفراد‪ .‬يتميز القضاء بصفته سلطة مستقلة شرف على تطبيق القوانين‬
‫والفصل في النزاعات بين األطراف‪ ،‬مما يضمن نزاهة وحيادية في تطبيق القوانين‪ .‬استقاللية القضاء‬
‫تعني عدم خضوعه ألي تأثيرات من السلطتين التنفيذية أو التشريعية‪ ،‬مما يضمن فعاليته ونزاهته في‬
‫أداء مهامه‪.‬‬

‫تعد املحاكم واملؤسسات القضائية األخرى العمود الفقري للنظام القضائي‪ ،‬حيث تتولى مسؤولية‬
‫الفصل في النزاعات بمختلف أنواعها‪ ،‬سواء كانت مدنية‪ ،‬جنائية‪ ،‬تجارية‪ ،‬أو إدارية‪ .‬تقوم هذه‬
‫املؤسسات بفحص األدلة املقدمة وتطبيق القانون املعمول به لضمان إصدار أحكام عادلة ومنصفة‪.‬‬

‫في الجزائر‪ ،‬يتمتع القضاء بمكانة هامة كعمود رئيسي في نظام الحكم‪ .‬ويشمل النظام القضائي في‬
‫الجزائر مجموعة من املحاكم والهيئات القضائية التي تتولى مهمة فصل النزاعات وتطبيق القوانين‪.‬‬

‫ومن املبادئ األساسية التي تعزز من عدالة وفعالية النظام القضائي هو مبدأ التقاضي على درجتين‪،‬‬
‫والذي يهدف إلى تحقيق العدالة وضمان حقوق األفراد في الوصول إلى محاكمة عادلة‪ .‬يقوم هذا املبدأ‬
‫على فكرة أنه يجب أن تتاح لألطراف املتنازعة فرصة للطعن في األحكام الصادرة عن املحاكم‬
‫االبتدائية أمام محكمة أعلى درجة‪ ،‬مما يضمن مراجعة شاملة ودقيقة للقضايا‪.‬‬

‫ونتيجة لصدور دستور عام ‪ ،1996‬شهد النظام القضائي الجزائري تغييرات جوهرية‪ ،‬حيث تم‬
‫تأكيد االزدواجية القضائية الصريحة في القضاء اإلداري‪ .‬وبموجب املادة ‪ 152‬من هذا الدستور‪ ،‬جاء‬
‫تأسيس مجلس الدولة كهيئة تقويمية للمسائل اإلدارية ألعمال الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬ومن ثم جاء‬
‫القانون املنظم لعمله وعمل املحاكم اإلدارية‪ .‬ملواكبة التطورات وتلبية متطلبات املصلحة العامة‪ ،‬عمل‬
‫املشرع الجزائري على تعديل القوانين والتنظيمات املتعلقة بالقضاء اإلداري‪.‬‬

‫إن أبرز ميزة اتصف بها النظام القضائي اإلداري في الجزائر هي عدم وجود هيئة قضائية إدارية‬
‫استئنافية‪ ،‬بحيث كانت جهات القضاء اإلداري تقتصر على مجلس الدولة في قمة الهرم واملحاكم‬
‫اإلدارية في القاعدة‪ ،‬ولم تقتصر هذه الخصوصية على جانب الهياكل فقط‪ ،‬بل تعدتها إلى االختصاصات‬
‫القضائية ملجلس الدولة‪ ،‬وتحويله من محكمة قانون مهمتها توحيد االجتهاد القضائي اإلداري إلى جهة‬
‫قضائية متعددة املهام والصالحيات القضائية‪ ،‬مما أثر كثيرا على مبدأ التقاضي على درجتين في املادة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫اإلدارية الذي ورغم أهميته إال أن دستور سنة ‪ 1969‬وفقا لتعديل سنة ‪ 2016‬لم يكن ينص عليه‬

‫صراحة ضمن أحكامه‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬صدر التعديل الدستوري‪ ،‬الذي أحدث نقلة نوعية في مجال دسترة‬
‫مص ــادر القانون اإلداري من خالل إعادة هيكلة القضاء اإلداري‪ ،‬حيث استحدث العديد من األحكام‬
‫املوضوعية واإلجرائية املتعلقة بهذا املجال‪ ،‬والتي تعتبر تحوال جذريا ف ــي تـاريخ االزدواجيــة القضائية‬
‫بالجزائر‪ ،‬وتفعيال لم يعرف له مثيل للمبدأ التقاضي على درجتين في املادة اإلداريــة باعتباره من أهم‬
‫ضمانات املحاكة العادلة‪.‬‬

‫أهمية املوضوع‬
‫إن موضوع التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري من املواضيع املهمة والحيوية‪ ،‬ذلك‬
‫أنه يعالج اآلليات واألجهزة التي استحدثها املشرع الجزائري في التحول‪ .‬من نظام قضائي إداري موحد‬
‫إلى نضام قضائي إداري مزدوج‪ ،‬وهذا ما يتطلب دراسة أهم الهيئات القضائية اإلدارية وهي املحاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬املحاكم اإلدارية لإلستئناف ومجلس الدولة‪.‬‬

‫أسباب إختيار املوضوع‬


‫األسباب التي دفعتنا لدراسة هذا املوضوع تتمثل في‪:‬‬

‫األسباب الذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬اإلهتمام بموضوع آليات التقاضي خاصة ما تعلق بالقضاء اإلداري في إطار تخصصنا‪.‬‬

‫‪ -‬حداثة املوضوع وتحديثاته املستمرة والسعي لجعل هذه الورقة بحثية مرجع للطلبة الحقا‪.‬‬

‫األسباب املوضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬اإلصالح القضائي اإلداري في الجزائر منذ التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬وما انبثق عنه من تعديالت‬
‫قانونية التي كرست مبدأ التقاضي على درجتين‪.‬‬

‫‪ -‬إبراز دور الهياكل وأجهزة القضاء في مبدأ التقاضي على درجتين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫أهداف املوضوع‬
‫نريد من خالل دراستنا لهذا املوضوع تحقيق جملة من األهداف تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬اإلحاطة بمفهوم مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬وكذا املكانة القانونية للمبدأ في تحقيق املحاكمة العادلة‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة اإلجراءات املتبعة أمامه في حل هذه املنازعات اإلدارية بطريقة سلمية وفعالة‪.‬‬

‫‪ -‬توضيح مدى تكريس املشرع الجزائري ملبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري‬
‫وباألخص أمام هيئات القضاء اإلداري‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫من أجل دراسة هذا املوضوع ارتأينا طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ماهي الهياكل القضائية املكرسة ملبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري؟ وما مدى فاعليتها؟‬

‫املنهج املستخدم‬
‫من أجل دراسة هذا املوضوع اعتمدنا على املنهج الوصفي والتحليلي‪:‬‬

‫‪ -‬املنهج الوصفي‪ :‬استخدم في عرض املفاهيم القانونية التي لها صلة باملوضوع خاصة من تعاريف‬
‫وغيرها وهذا في محاولة إلملام باملوضوع من كل جوانبه‪.‬‬

‫‪ -‬املنهج التحليلي‪ :‬وذلك من خالل شرح وتحليل النصوص القانونية واآلراء الفقهية واستنباط‬
‫واستخالص النتائج‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫رغم حداثة املوضوع ونقص في الدراسات التي عالجت جوانب من هذا املوضوع نذكر منها على‬
‫سبيل املثال‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬حنان عكوش في إطار أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في السنة الجامعية ‪ 2020-2019‬بعنوان‬
‫التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬بجامعة جامعة الجزائر ‪.01‬‬

‫‪ -‬دراسة جنيدي نور اإلسالم وبالسالم علي‪ ،‬في إطار مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫املاستر ل‪.‬م‪.‬د في الحقوق في السنة الجامعية ‪ 2023 -2022‬بعنوان التقاضي على درجتين في النظام‬
‫القضائي اإلداري الجزائري‪ ،‬بجامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة قزقوز يسمينه وشرايطي نادية‪ ،‬في إطار مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫املاستر ل‪.‬م‪.‬د في القانون في السنة الجامعية ‪ ،2023-2022‬بعنوان االختصاص القضائي للهيئات‬
‫القضائية اإلدارية في ظل القانون ‪ ،13-22‬بجامع ــة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬بقاملة‪.‬‬

‫تقسيم البحث‪:‬‬
‫لإلجابة على اإلشكالية املطروحة ارتأينا أن نقسم خطة البحث إلى فصلين‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬التقاضي في الدرجة األولى وقد قسمناه على مبحثين‪ ،‬تناولنا في املبحث األول ماهية‬
‫املحاكم اإلدارية كدرجة ابتدائية‪ ،‬أما في املبحث الثاني فقد تطرقنا إلى املحاكم االستئنافية كدرجة‬
‫ابتدائية للتقاضي‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬التقاضي في الدرجة الثانية وقد قسمناه على مبحثين‪ ،‬تناولنا في املبحث األول إلى‬
‫املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف‪ ،‬أما في املبحث الثاني فقد تطرقنا إلى مجلس الدولة كقاض‬
‫استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫التقاضي في الدرجة األولى‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫تمهيد‬
‫مبدأ التقاضي على درجتين هو أحد األسس األساسية التي يقوم عليها النظام القضائي في الجزائر‪،‬‬
‫حيث يتمث ل هدف ه الرئيسي في النظ ر في النزاع ات أم ام محكم تين‪ ،‬حيث تكون املحكم ة الثاني ة أعلى‬
‫ومختلف ة عن محكم ة الدرج ة األولى‪ ،‬وذل ك من أج ل ض مان العدال ة وتحقي ق املس اواة بين الخص وم‪.‬‬
‫يتأَّس س هذا املبدأ على فكرة أن القضاة‪ ،‬كبشر‪ ،‬قد يرتكبون أخطاء في فصلهم في النزاعات‪ ،‬لذا فإن‬
‫ع رض ال نزاع م رة أخ رى أم ام محكم ة أعلى يمكن أن يصحح ه ذه األخط اء ويس مح للط رفين في ال نزاع‬
‫ُت‬
‫بتقديم األدلة والحجج التي قد لم ستدل بها أمام املحكمة الدرجة األولى‪.‬‬

‫في نظام القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬يعود اختصاص الدرجة األولى إلى املحاكم اإلدارية كمبدأ عام‪.‬‬
‫ومن االستثناءات التي وضعها املشرع الجزائري‪ ،‬فإن املحكمة اإلدارية لالستئناف املوجودة في الجزائر‬
‫العاصمة لها الحق في النظر في بعض الدعاوى كدرجة أولى‪ ،‬وتصدر قرارها بناًء على حكم ابتدائي يمكن‬
‫االستئناف عليه‪ .‬سنناقش هذه النقاط في هذا الفصل على النحو التالي‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬املحاكم اإلدارية كدرجة ابتدائية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املحاكم االستئنافية كدرجة ابتدائية للتقاضي‬

‫‪7‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫املبحث األول‪ :‬املحاكم اإلدارية كدرجة ابتدائية‬
‫تعت بر املح اكم اإلداري ة درج ة التقاضي ال دنيا في املادة اإلداري ة‪ ،‬فهي تش كل الوج ه األول ملب دأ‬
‫التقاضي على درجتين باعتبارها صاحبة الوالية العامة في املنازعات االدارية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املحاكم اإلدارية‬


‫تعد املحاكم اإلدارية جزء من الهيئات القضاء اإلداري في الجزائر وهي صاحبة االختصاص العام في‬
‫النظر والفصل في املنازعات التي تكون اإلدارة العامة طرف فيها في ظل النظام القضائي الجزائري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف املحاكم اإلدارية وإطارها القانوني‬


‫ُت‬
‫َع ُد املح اكم اإلداري ة هيئ ات قض ائية إداري ة من الدرج ة األولى‪ ،‬ص احبة الوالي ة العام ة في املس ائل‬
‫اإلدارية‪ ،‬ويكفل لها الفصل في جميع النزاعات اإلدارية وفًق ا للمادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية باستثناء القضايا املنصوص عليها في الفقرة الثالثة من املادة ‪ 900‬مكرر ىضمن نفس القانون‪.‬‬
‫يكون اختص اص املح اكم مبنًي ا على املعي ار العض وي‪ ،‬مث ل الدول ة أو الوالي ة أو البلدي ة‪ ،‬واملؤسس ات‬
‫العمومي ة ذات الص بغة اإلداري ة‪ ،‬باإلض افة إلى املعي ار املادي ال تي تنظمه ا املنظم ات املهني ة الوطني ة‬
‫‪1‬‬
‫والهيئات العمومية الوطنية‪.‬‬

‫فهي درجة أولى للتقاضي في املادة اإلدارية وفًق ا للمادة ‪ 31‬من القانون العضوي رقم ‪ 10-22‬الصادر‬
‫في ‪ 9‬يوني و ‪ 2،2022‬ال ذي يتعل ق ب التنظيم القض ائي‪ .‬وت أتي ه ذه األهمي ة استناًد ا إلى توجي ه دس توري‬
‫ُأ‬
‫واضح‪ ،‬حيث يش ير املؤس س الدس توري في الفق رة ‪ 2‬من املادة ‪ ،179‬ال تي ض يفت في آخ ر تع ديل‬
‫دستوري لعام ‪ ،2020‬إلى أن " يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومة ألعمال املحاكم االدارية لإلستئناف‬
‫واملحاكم االدارية والجهات االخرى الفاصلة في املواد االدارية "‪.‬‬

‫أقر النظام القانوني الجزائري هذه الهيكلة بموجب سلسلة من التشريعات والنصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ 1‬مياسة بلطرش‪ ،‬املنازعات اإلدارية ‪ ،‬التحدي للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2024 ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ 2‬القانون العضوي رقم ‪ 10-22‬املؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ،2022‬املتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 41‬املؤرخة في ‪ 16‬جوان‬
‫‪.2022‬‬

‫‪8‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬

‫‪ -‬ق انون رقم ‪ 09-08‬الص ادر في ‪ 25‬فيف ري ‪ 2008‬املتض من ق انون اإلج راءات املدني ة واالداري ة املع دل‬
‫‪1‬‬
‫واملتمم بالقانون رقم ‪ 13-22‬الصادر في ‪ 12‬جويلية ‪.2022‬‬

‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬املتعلق بمجلس الدولة في مادته ‪ 9‬املعدلة بموجب املادة ‪ 2‬من القانون‬
‫‪2‬‬
‫العضوي رقم ‪.11-22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 07-22‬الصادر في ‪ 5‬ماي ‪ 2022‬املتضمن التقسيم القضائي‪،‬‬

‫‪ -‬قانون عضوي رقم ‪ 10-22‬الصادر في ‪ 9‬جوان ‪ 2022‬املتعلق بالتنظيم القضائي‪،‬‬

‫‪ -‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 435-22‬الص ادر في ‪ 11‬ديس مبر ‪ 2022‬املح دد دوائ ر اإلختص اص اإلقليمي‬
‫‪4‬‬
‫للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫والقانون رقم ‪ 02-98‬املؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬املتعلق باملحاكم اإلدارية‪ ،‬السيما املادة ‪ 1‬منه التي تنص‬
‫‪5‬‬
‫على أنه " تنشأ محاكم إدارية كجهات قضائية للقانون العام في املادة اإلدارية "‪.‬‬

‫وما تجب اإلشارة إليه‪ ،‬هو أن القانون رقم ‪ ،02-98‬قد تم إلغاؤه بموجب القانون العضوي رقم‬
‫‪ 10-22‬م ؤرخ في ‪ 19‬ج وان ‪ 2022‬املتعل ق ب التنظيم القض ائي‪ ،‬الس يما املادة ‪ 39‬من ه إال أن النص وص‬
‫التطبيقي ة للق انون رقم ‪ ،02-98‬تبقى س ارية املفع ول إلى حين ص دور النص وص التطبيقي ة للق انون‬
‫العضوي رقم ‪ .10-22‬وعليه وتطبيقا للقانون رقم ‪ ،02-98‬تلته سلسلة من النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ -‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 356-98‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفم بر ‪ ،1998‬املح دد لكيفي ات تط بيق أحكام الق انون‬
‫‪6‬‬
‫رقم ‪ 02-98‬املتعلق باملحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬املؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ 2011‬املعدل للمرسوم التنفيذي ‪.356-98‬‬

‫‪ 1‬القانون العضوي رقم ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ 2022‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬املتضمن قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬املؤرخة في ‪ 17‬يوليو ‪.2022‬‬
‫‪ 2‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬املؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬املتعلق بمجلس الدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.1998 ،37‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ 07-22‬املؤرخ في ‪ 5‬مايو ‪ 2022‬املتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬املؤرخة في ‪ 14‬مايو ‪.2022‬‬
‫‪ 4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 435-22‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ 2022‬يحدد دوائر االختصاص االقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،84‬املؤرخة في ‪ 14‬ديسمبر ‪.2022‬‬
‫‪ 5‬القانون العضوي رقم ‪ 02-08‬املؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪1998‬املتعلق باملحاكم اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.1998 ،37‬‬
‫‪ 6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1998‬املتضمن تطبيق القانون رقم ‪ ،02-98‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬سنة‬
‫‪.1998‬‬

‫‪9‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫مع العلم أنه بصدور التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬تم التأكيد على نفس مضمون الفقرة ‪ 2‬من‬
‫املادة ‪ 152‬من دس تور ‪ 1996‬في املادة ‪ ،171‬باس تعمال املؤس س الدس توري عب ارة واس عة‪ .‬وبإنش اء‬
‫املحاكم اإلدارية‪ ،‬استكمل املؤسس الدستوري التكريس لالزدواجية القضائية املجسدة بموجب املادة‬
‫‪ 152‬من دستور ‪ 1996‬واملؤك دة في املادة ‪ 171‬من اخ ر تع ديل دس توري ‪ 2016‬واملادة ‪ 179‬من التع ديل‬
‫‪1‬‬
‫الدستوري لعام ‪.2020‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التشكيلة البشرية للمحاكم االدارية‬


‫املح اكم اإلداري ة هي هيئ ات قض ائية متخصص ة في الق انون الع ام املتعل ق باملس ائل اإلداري ة‪ ،‬وق د‬
‫خّص ها املشرع بمجموعة من القوانين لتنظيمها وتوجيه عملها‪ ،‬ومن بين هذه القوانين القانون رقم ‪-22‬‬
‫‪ 10‬الذي يتناول التنظيم القضائي‪ ،‬والقانون رقم ‪ 22-13‬الخاص باإلجراءات املدنية واإلدارية‪ .‬وفي هذا‬
‫السياق‪ ،‬جاءت املادة ‪ 32‬من القانون العضوي رقم ‪ ،10-22‬الصادر في ‪ 9‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ املوافق ‪9‬‬
‫‪2‬‬
‫يونيو ‪ ،2022‬التي تتناول تشكيلة املحاكم اإلدارية‪ ،‬بالنص التالي‪:‬‬

‫"تتشكل املحكمة اإلدارية من‪:‬‬

‫قضاة الحكم‪:‬‬

‫رئيس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫نائب رئيس أو نائبين اثنين (‪ )2‬عند االقتضاء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤساء أقسام‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤساء فروع‪ ،‬عند االقتضاء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قضاة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قضاة مكلفين بالعرائض‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قضاة محافظة الدولة‪:‬‬

‫محافظ دولة‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫محافظ دولة مساعد‪ ،‬أو محافظي دولة مساعدين اثنين (‪ )2‬عند االقتضاء‪".‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬املؤرخ في ماي ‪ 2011‬الذي يعدل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1998‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬املؤرخة في ‪ 22‬ماي ‪.2011‬‬
‫‪ 1‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 32‬من القانون العضوي رقم ‪ ،10-22‬املذكور سابقا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫ك ذلك املادة ‪ 814‬مك رر من الق انون ‪ 09-08‬املع دل واملتمم بالق انون ‪ 13-22‬تنص على تش كيلة‬
‫املح اكم اإلداري ة‪ " :‬م ا لم ينص الق انون على خالف ذل ك‪ ،‬تفص ل املح اكم اإلداري ة بتش كيلة جماعي ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫تتكون من ثالثة (‪ )3‬قضاة‪ ،‬على األقل من ينهم رئيس ومساعدان اثنان (‪.")2‬‬

‫أوال‪ :‬قضاة الحكم‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫املعروفين أيًض ا برجال القضاء الجالس‪ ،‬يؤدون مهامهم وهم جالسون‪ ،‬ويتم تقسيمهم إلى عدة فئات‪:‬‬

‫‪‬رئيس املحكمـ ــة‪ُ :‬ي عين بم وجب مرس وم رئاسي ويش غل دوًر ا مزدوًج ا باإلش راف على األم ور اإلداري ة‬
‫والتدبيرية بجانب املهام القضائية‪.‬‬
‫‪‬ن ــائب رئيس املحكم ــة أو ن ــائبين‪ :‬يخلف ون رئيس املحكم ة في حال ة ع دم إمكاني ة تولي ه املهم ة‪ ،‬وإذا ل زم‬
‫األمر‪ ،‬يتولى أقدم رئيس غرفة هذا الدور‪.‬‬
‫‪‬رؤسـاء أقسـام ورؤسـاء فـروع عنـد االقتضـاء‪ :‬حسب حجم النشاط القضائي وتوجيهات رؤساء الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬يمكن تنظيم املحكمة وتقسيمها إلى أقسام وفروع‪.‬‬
‫‪‬رؤس ــاء ف ــروع عن ــد االقتض ــاء‪ :‬عن د االقتض اء يمكن تقس يم أقس ام املحكم ة اإلداري ة إلى ف روع وغ رف‬
‫املحكمة اإلدارية لإلستئناف إلى أقسام يحدد عددها وفقا لألشكال والكيفيات املنصوص عليها‪.‬‬
‫‪‬قضـ ــاة‪ُ :‬ي عين ون بم وجب مرس وم رئاسي ب اقتراح من وزي ر الع دل‪ ،‬وُي ح دد تع يينهم بن اًء على الكف اءة‬
‫العلمية والقدرات البحثية‪.‬‬
‫‪‬قضــاة مكلفين بــالعرائض‪ :‬في املحكمة اإلدارية هو كذلك منصب لم ير النور بعد منذ صدور القانون‬
‫األساسي للقض اء‪ .‬ويض ع املش رع الجزائ ري ض وابط لتأهي ل القض اة ويمنعهم من مزاول ة أي نش اط‬
‫سياسي أو تج اري ي ؤثر على اس تقالليتهم‪ .‬كم ا ُي حظ ر عليهم ممارس ة أعم ال تجاري ة ق د تعي ق ممارس ة‬
‫واجباتهم القضائية‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪3‬‬
‫ثاني ‪ :‬قضاة محافظة الدولة (النيابة العامة)‪ :‬تشكل من‪:‬‬

‫‪‬محاف ــظ دول ــة‪ُ :‬ي عين ل ديها مه ام النياب ة العام ة ويق وم بتق ديم الطلب ات واملالحظ ات بش أن املنازع ات‬
‫املطروحة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 814‬مكرر من القانون من القانون العضوي رقم ‪ 13-22‬املذكور سابقا‪.‬‬


‫‪ 2‬عبد الرزاق مرابط‪ ،‬إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ 2020‬التحديات واآلفاق‪ ،‬مجلة الفكر القانوني‬
‫والسياسي‪ ،‬املجلد السادس‪ ،‬العدد األول‪ ،‬عنابة‪ ،2022 ،‬ص ‪.407 -405‬‬
‫‪ 3‬أم الخير بوقرة‪ ،‬وظيفة محافظ الدولة في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،2016 ،‬‬
‫ص ‪.302-297‬‬

‫‪11‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫‪‬محافــظ دولــة مســاعد أو محــافظي دولــة مســاعدين إثــنين عنــد االقتضــاء‪ :‬يقومون بمساعدة محافظ‬
‫ُت‬
‫الدول ة‪ .‬و نظم أدوارهم بم وجب مرس وم رئاسي‪ ،‬وُي مكن تع يين مح افظي دول ة مس اعدين لتق ديم‬
‫املساعدة املطلوبة ملحافظ الدولة في أداء واجباتهم‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التنظيم الهيكلي للمحكمة اإلدارية‬
‫تتشكل املحاكم اإلدارية عموما من نوعين من الهياكل هياكل قضائية وهياكل غير قضائية متمثلة‬
‫‪1‬‬
‫في كتابة الضبط‪.‬‬

‫‪ -1‬الهياكل القضائية‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 34‬من الق انون رقم ‪" 10-22‬تنظم املحكمــة اإلداريــة واملحكمــة اإلداريــة لالستئناف في‬
‫شـ ــكل غـ ــرف‪ .‬يمكن أن تقسـ ــم الغـ ــرف إلى أقسـ ــام‪ .‬يحـ ــدد رئيس املحكمـ ــة اإلداريـ ــة أو رئيس املحكمـ ــة‬
‫اإلداريـ ــة لالستئناف عـ ــدد الغـ ــرف وعنـ ــد االقتضـ ــاء عـ ــدد األقسـ ــام‪ ،‬حسـ ــب طبيعـ ــة وحجم النشـ ــاط‬
‫القضــائي‪ ،‬بمــوجب أمــر‪ ،‬بعــد اســتطالع رأي محافــظ الدولــة"‪ 2،‬على أن تنظم املحاكم اإلدارية في شكل‬
‫أقسام ويمكن أن تقسم األقسام إلى فروع‪.‬‬

‫نظمت محاف ظ الدول ة في املادة ‪ 36‬من الق انون رقم ‪" 10-22‬يت ــولى محاف ــظ الدول ــة ل ــدى املحكم ــة‬
‫اإلدارية واملحكمة اإلدارية لالستئناف املهـام املنوطـة بـه بمـوجب قـانون اإلجـراءات املدنيـة واإلداريـة‬
‫والنص ــوص الخاص ــة"‪ 3،‬إذ يت ولى محاف ظ الدول ة امله ام املنوط ة ب ه بم وجب ق انون اإلج راءات املدني ة‬
‫واإلدارية والنصوص الخاصة بمساعدة محافظي دولة مساعدين‪.‬‬

‫‪ -2‬الهياكل غير القضائية‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪" 1998‬لكّل محكمــة إداريــة‬
‫مص ــلحة لكتاب ــة الض ــبط يتكف ــل به ــا كاتب ض ــبط رئيسي ويس ــاعده كت ــاب ض ــبط تحت س ــلطة ورقاب ــة‬
‫محافظ الدولة ورئيس املحكمة اإلدارية"‪ 4.‬على أنه توجد في كل محكمة إدارية كتابة ضبط يتكفل بها‬
‫كاتب ض بط رئيسي يس اعده ع دد من كت اب الض بط‪ ،‬يوض عون تحت س لطة ورقاب ة محاف ظ الدول ة‬
‫ورئيس املحكمة‪.‬‬

‫‪ 1‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.86-85‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 10-22‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 10-22‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،356-98‬املذكور سابقا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫تش كل كتاب ة الض بط الهيئ ات غ ير القض ائية الوحي دة على مس توى املح اكم اإلداري ة ووض ع كتاب ة‬
‫الض بط تحت رئاس ة شخص ين األم ر ال ذي ال يس هل عم ل كتاب ة الض بط في حال ة تنفي ذ أوام ر مختلف ة‬
‫صادرة عن كل من رئيس املحكمة اإلدارية ومحافظ الدولة‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة للمص الح اإلداري ة والتقني ة للمح اكم اإلداري ة يس هر كتاب ة الض بط على حس ن س ير‬
‫مصلحة كتابة الضبط ويمسكون السجالت الخاصة للمحكمة اإلدارية ويحضرون الجلسات على النحو‬
‫‪1‬‬
‫السائد في محاكم القضاء العادي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا الصدد‪ ،‬أنه طبقا للمادة ‪ 37‬من القانون ‪ ،10-22‬تخضع اإلجراءات املطبقة‬
‫أم ام املح اكم اإلداري ة بالنس بة لس يرها ألحكام ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة وال تي تنص ه ذه‬
‫األخ يرة في مادته ا األولى أن ه " تطب ـ ــق أحكام ه ـ ــذا الق ـ ــانون على ال ـ ــدعاوى املرفوع ـ ــة أم ـ ــام الجه ـ ــات‬
‫القض ـ ــائية العادي ـ ــة والجه ـ ــات القض ـ ــائية اإلداري ـ ــة "‪ 2،‬بمع نى أن ه تطب ق نفس األحكام على ال دعاوى‬
‫املرفوعة أمام القضاء العادي والقضاء اإلداري‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬اختصاصات املحاكم اإلدارية‬


‫في إطار نظام العدالة اإلدارية في الجزائر‪ ،‬تمنح القوانين واللوائح اختصاصات وصالحيات محددة‬
‫للمحاكم اإلدارية للنظر في النزاعات والقضايا ذات الطابع اإلداري‪ .‬يأتي هذا النظام ضمن سياق تطوير‬
‫العدالة اإلدارية في البالد‪ ،‬بهدف ضمان حماية الحقوق وتحقيق العدالة في التعامل مع األمور اإلدارية‬
‫املختلفة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلختصاص النوعي‬


‫تنص املادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ 13-22‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل واملتمم‬
‫للقانون ‪ 09-08‬على أن املحاكم اإلدارية هي الجهات الوالية العامة املنازعات اإلدارية‪ ،‬باستثناء تلك التي‬
‫يتم اسنادها لجهات قضائية أخرى‪.‬‬

‫وتنص املادة ‪ 801‬على أن املحاكم اإلدارية مختصة أيًض ا بالنظر في الدعاوى املتعلقة بإلغاء وتفسير‬
‫‪3‬‬
‫وفحص شرعية القرارات الصادرة عن‪:‬‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون املنازعات اإلدارية ‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ 10-22‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ 13-22‬املذكور سابقا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫أوال‪ :‬الوالية واملصالح غير املمركزة للدولة على مستوى الوالية‪:‬‬

‫الوالية بجميع مصالحها اإلدارية وهياكلها‪ ،‬مثل رئيس الدائرة ومصلحة أمالك الدولة ‪ ....‬الخ‪ .‬نصت‬
‫عليها املادة ‪ 17‬من آخر تعديل دستوري لعام ‪ ،2020‬معتبرا إياها جماعة محلية للدولة الى جانب البلدية‬
‫تع رف بأنه ا الجماعة اإلقليمي ة للدول ة‪ ،‬وتتمت ع بالشخص ية املعنوية والذمة املالية املس تقلة وهي أيضا‬
‫الدائرة اإلدارية غير املمركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسات العمومية التضامنية‬
‫‪1‬‬
‫والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البلدية‪:‬‬

‫نصت عليها املادة ‪ 17‬من آخر تعديل دستوري لعام ‪ ،2020‬معتبرا إياها أيضا جماعة محلية للدولة‬
‫الى جانب الوالية‪ .‬تعرف بأنه ا ‪ .....‬هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ .‬وتتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫والذمة املالي ة املستقلة‪ .‬ي ؤول اختص اص النظ ر في نزاعاته ا الى املح اكم االدارية س واء كانت مدعي ة أو‬
‫‪2‬‬
‫مدعى عليها في القضية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬املنظمات املهنية الجهوية‪:‬‬

‫وهي عبارة عن مرافق أو جمعيات مهنية ذات طابع جهوي ومحلي‪ ،‬تنشأ بموجب نص قانوني‪ ،‬تتمتع‬
‫بس لطة تنظيمي ة وتأديبي ة تج اه املهن يين ال ذين ينتم ون اليه ا‪ .‬ويع د الق ائمين على تس ييرها‪ ،‬هم نفس هم‬
‫‪3‬‬
‫أعضاء املنظمة‪ ،‬فهي تتكفل وتشرف على تأطير وتعنى بشؤون مهنة على املستوى الجهوي واملحلي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬املؤسسات العمومية املحلية ذات الصبغة اإلدارية‪:‬‬

‫يتعل ق األم ر باملؤسس ات العمومي ة املحلي ة ذات الص بغة اإلداري ة تمي يزا عن املؤسس ات العمومي ة‬
‫الوطنية التي تندرج ضمن مفهوم املؤسسات العمومية الوطنية‪ ،‬منصوص عليها في املادة ‪ 9‬من القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 01-98‬والتي يؤول اإلختصاص للنظر في نزاعاتها إلى مجلس الدولة‪ ،‬لذلك فان املحاكم‬
‫اإلدارية مختصة بالفصل في دعاوى اإللغاء املرفوعة ضد القرارات الصادرة عن املؤسسات العمومية‬
‫‪4‬‬
‫ذات الصبغة اإلدارية سواء كانت محلية أو وطنية‪.‬‬

‫‪ 1‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪ 2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوسيط في املنازعات اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2009 ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ 3‬إبراهيم رابع ــي‪ ،‬اختصــاصات املنظمـ ــات املهني ـ ــة وطبيعتهــا في القانون الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،2018 ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪ 4‬عطا هللا بوحميدة‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬تنظيم عمل واختصاص‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪14‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫بع د فحص محت وى املادة ‪ 801‬من الق انون رقم ‪ ،13-22‬يظه ر في الفق رة األولى استثناء اختص اص‬
‫املح اكم اإلداري ة في بعض املنازع ات دون تحدي د ه ذه املنازع ات بوض وح‪ ،‬مم ا يش ير إلى أنه ا تتمث ل في‬
‫املنازع ات ال تي يتم استئنافها أم ام املح اكم اإلداري ة االستئنافية‪ .‬أم ا الفق رة الثاني ة‪ ،‬فتتض من ادراج‬
‫الهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية ضمن اختصاص املحاكم اإلدارية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫منازعات تشمل الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ .‬يبدو أن املشرع‬
‫قد تراجع عن سابق موقفه بمنح اختصاص الفصل في منازعات الهيئات العمومية الوطنية واملنظمات‬
‫ًال‬
‫املهنية ملجلس الدولة‪ ،‬وبد من ذلك أعطى اختصاص املحاكم اإلدارية‪ .‬يتم تحديد االختصاص النوعي‬
‫بن اًء على موض وع ال دعوى وطبيع ة ال نزاع‪ ،‬م ع مالحظ ة أن قواع د االختص اص الن وعي تتعل ق بالنظ ام‬
‫ًا ‪1‬‬
‫العام ويمكن للقاضي رفعها تلقائي ‪.‬‬

‫ُي ظهر هذا التغيير أن املشرع قد قام بتعديالت في توزيع السلطات القضائية‪ ،‬حيث تم منح املحاكم‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫اإلداري ة اختصاص أوس ع في بعض املنازع ات ال تي كانت س ابق تخض ع الختص اص مجلس الدول ة‪ .‬ه ذا‬
‫التوزيع الجديد يعتمد على موضوع الدعوى وطبيعة النزاع‪ ،‬مما يعني أن قواعد االختصاص النوعي قد‬
‫تتغير بناًء على القوانين واألنظمة القضائية الجديدة‪ ،‬وقد يتم تحديدها تلقائًي ا من قبل القاضي حسب‬
‫الظروف والقوانين الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إذ أنها تختص بالفصل في‪:‬‬

‫‪ -1‬دعاوى الغاء القرارات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص املشروعية للقرارات الصادرة‬
‫عن‪:‬‬

‫الوالية واملصالح غير املمركزة للدولة على مستوى الوالية‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫البلدية واملصالح األخرى للبلدية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫املؤسسات العمومية املحلية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬دعاوى القضاء الكامل‪.‬‬

‫‪ -3‬القضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫بالنسبة للطعون‪ ،‬تشمل‪:‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 801‬من القانون رقم ‪ 13-22‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 3‬شفيعة تكوك‪ ،‬تنظيم القضاء اإلداري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة املاستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،2023-2022 ،‬ص ‪.27-25‬‬

‫‪15‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬

‫أ‪ -‬الطع ون املقدم ة ض د ق رارات رفض االع تراض على ق وائم أعض اء مكاتب التص ويت واألعض اء‬
‫اإلض افيين‪ ،‬وفًق ا للم ادة ‪ 129‬من األم ر رقم ‪1،01-21‬حيث يمكن التظلم منه ا أم ام املحكم ة اإلداري ة‬
‫املختصة إقليمًي ا في ثالثة أيام كاملة من تاريخ تبليغ القرار‪ ،‬ويكون الطعن في حكم املحكمة اإلدارية أمام‬
‫املحكم ة اإلداري ة لالستئناف في ثالث ة أي ام كامل ة‪ ،‬وتص در املحكم ة اإلداري ة لالستئناف قراره ا خالل‬
‫خمسة أيام كاملة‪ ،‬وال يمكن الطعن في قرارها‪.‬‬

‫ب‪ -‬الطعون املقدمة ضد قرار رفض ترشيح أو قوائم مترشحي املجالس الشعبية البلدية أو الوالئية‪،‬‬
‫وفًق ا للمادة ‪ 183‬من األمر رقم ‪2،01-21‬حيث يمكن التظلم منها أمام املحكمة اإلدارية املختصة إقليمًي ا‬
‫في ثالث ة أي ام كامل ة من ت اريخ تبلي غ الق رار‪ ،‬ويكون الطعن في حكم املحكم ة اإلداري ة أم ام املحكم ة‬
‫اإلداري ة لالستئناف في ثالثة أيام كامل ة‪ ،‬وتص در املحكم ة اإلداري ة لالستئناف قراره ا خالل أربعة أيام‬
‫كاملة‪ ،‬وال يمكن الطعن في قرارها‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة لعنص ر الص فة‪ ،‬فإن ه بن اًء على املادة ‪ 7‬من ق انون رقم ‪ 09-08‬املتعل ق ب اإلجراءات املدني ة‬
‫املعدل واملكمل‪ ،‬يتم توجيه الدعاوى املتعلقة بالقرارات الصادرة عن املصالح غير املركزة للدولة على‬
‫مستوى الوالية والقضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة والقرارات الصادرة عن املصالح اإلدارية‬
‫األخرى للبلدية إلى املحاكم اإلدارية‪ ،‬باستثناء بعض املسائل التي تخضع لالختصاص العادي‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ُمل‬
‫وفًق ا للمادة ‪ 802‬من القانون‪ُ ،‬ي عفى االختصاص النوعي من االختصاص ا حدد في املواد ‪ 800‬و‪ 801‬في‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬حيث يكون من اختصاص املحاكم العادية التعامل مع املنازعات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬املخالف ــات املتعلق ــة ب ــالطرق‪ :‬في حال ة اعت داء شخص م ا على طري ق عم ومي ‪ ....‬بتخريب ه أو هدم ه أو‬
‫عرقل ة الس ير في ه‪ ،‬فلإلدارة أن ترف ع دع وى ض د ه ذا املعت دي أم ام املح اكم العادي ة‪ ،‬أي أم ام القض اء‬
‫الع ادي [س واء ف رع م دني أو ج زائي] للمطالب ة بالتعويض ات املس تحقة من ج راء االعت داء على طرق ات‬
‫‪4‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬الفعل املنوه واملعاقب عليه طبقا للمادتين ‪ 406‬و‪ 408‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 129‬من األمر رقم ‪ 10-21‬املؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ، 2021‬املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪.2021 .17‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 183‬من األمر رقم ‪ 10-21‬املؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 07‬من قانون رقم ‪ 09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 4‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪16‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫‪ -‬املنازعات املرتبطة باملسؤولية املدنية الناتجة عن حوادث مركبات تابعة للدولة‪ ،‬أو أحد الواليات‪ ،‬أو‬
‫البلديات‪ ،‬أو إحدى املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬

‫األضــرار الناجمــة عن مركبــة تابعــة لشخص معنــوي عمــومي‪ :‬يقصد بذلك تلك األضرار الناجمة عن‬
‫‪1‬‬
‫مركبة تابعة للدولة‪ ،‬أو للوالية‪ ،‬أو للبلدية‪ ،‬أو مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‬


‫يقص د باالختص اص اإلقليمي أهلي ة القاضي اإلداري القانوني ة للنظ ر في نزاع ات إداري ة وقعت في‬
‫إقليم مح دد ومح دود استناًد ا إلى معي ار جغ رافي يخض ع للتقس يم القض ائي‪ 2.‬وق د نص ت املادة ‪ 807‬من‬
‫ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة على أن " االختص ــاص الن ــوعي واالختص ــاص اإلقليمي من النظ ــام‬
‫العام يجوز إثارة الدفع بعدم االختصاص من أحد الخصـوم في أيـة مرحلـة كانت عليهـا الـدعوى يجب‬
‫‪3‬‬
‫إثارته تلقائيا من طرف القاضي"‪.‬‬

‫ويترتب على هذا الوضع‪ ،‬أنه باستطاعة أطراف الدعوى إثارة الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي في‬
‫أي ة مرحل ة كانت عليه ا ال دعوى القض ائية‪ .‬كم ا يمكن للقاضي اإلداري إثارت ه من تلق اء نفس ه ح تى ولم‬
‫ي ثره أط راف ال نزاع‪ .‬وأخ يرا ال يصح وال يج وز االتف اق على مخالف ة القواع د واألحكام املتعلق ة‬
‫باالختصاص اإلقليمي املنصوص عليه قانونا تحت طائلة بطالنه وعدم األخذ به أمام القاضي اإلداري‪.‬‬

‫ح دد املش رع الجزائ ري اختص اص املح اكم اإلداري ة على أس اس إقليمي طبق ا للق انون رقم ‪07-22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 05‬مايو ‪ 2022‬املتضمن التقسيم القضائي‪ 4‬واملرسوم التنفيذي ‪ 435-22‬املؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر‬
‫‪5‬‬
‫‪ ،2022‬الذي يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف واملحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫إن تحدي د إقليم االختص اص والنط اق الجغ رافي لكل محكم ة إداري ة يمنح العدي د من الخص ائص‬
‫وامليزات كتبس يط اإلج راءات أم ام املتقاض ين والس رعة في فض النزاع ات‪ ،‬فيم ا ج اء في املادة ‪ ":38‬في‬
‫حال ة تع دد املدعى عليهم‪ ،‬ي ؤول االختص اص اإلقليمي للجه ة القض ائية ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها‬
‫موطن أحدهم‪ ." .‬وفي حالة ما إذا لم يكن لهذا األخير موطن معروف‪ .‬فإن االختصاص يؤول الى الجهة‬

‫‪ 1‬سعيد بوعلي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪ 2‬حنان عكوش‪ ،‬التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتورا تخصص قانون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،01‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.192‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 807‬من القانون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬املذكور سلفا‪.‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ 07-22‬املؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ،2022‬يتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 32‬املؤرخة في ‪ 14‬ماي ‪.2022‬‬
‫‪ 5‬املرسوم تنفيذي رقم ‪ 435-22‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ 2022‬يحدد دوائر االختصاص االقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،84‬املؤرخة في ‪ 14‬ديسمبر ‪.2022‬‬

‫‪17‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫القضائية التي يقع فيها أخر موطن له‪ ،‬واال فان املحكمة التي يقع املوطن املختار هي التي تكون صاحبة‬
‫‪1‬‬
‫االختصاص‪.‬‬

‫‪ -‬النطاق الجغرافي للمحاكم اإلدارية‪:‬‬

‫ج اء في نص املادة ‪ 02‬فق رة ‪ 2‬من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 195-11‬املع دل للمرس وم التنفي ذي ‪-98‬‬
‫‪ 356‬املتعل ق بكيفي ات تط بيق أحكام الق انون ‪( 02-98‬امللغى) على أن ه" يح دد االختص اص اإلقليمي‬
‫‪2‬‬
‫للمحاكم اإلدارية طبقا للجدول امللحق بهذا املرسوم"‪.‬‬

‫‪ -‬االستثناءات الواردة على قواعد االختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫بم وجب املادة ‪ 804‬من ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة‪ ،‬ف إن االستثناءات ال واردة على قاع دة‬
‫‪3‬‬
‫االختصاص اإلقليمي تشمل الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬في مادة الضرائب أو الرسوم‪ ،‬أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أو‬
‫الرسم‪،‬‬

‫‪ - 2‬في مادة األشغال العمومية‪ ،‬أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪،‬‬

‫‪ - 3‬في مادة العقود اإلدارية‪ ،‬مهما كانت طبيعتها‪ ،‬أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام‬
‫العقد أو تنفيذه‪،‬‬

‫‪ - 4‬في م ادة املنازع ات املتعلق ة ب املوظفين أو أع وان الدول ة أو غ يرهم من األشخاص الع املين في‬
‫املؤسسات العمومية اإلدارية‪ ،‬أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان التعيين‪،‬‬

‫‪ - 5‬في مادة الخدمات الطبية‪ ،‬أمام املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تقديم الخدمات‪،‬‬

‫‪ - 6‬في مادة التوريدات‪ ،‬أو األشغال‪ ،‬أو تأجير خدمات فنية‪ ،‬أو صناعية‪ ،‬أمام املحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األطراف مقيما به‪،‬‬

‫‪ - 7‬في م ادة تع ويض الض رر الن اجم عن جناي ة أو جنح ة أو فع ل تقص يري‪ ،‬أم ام املحكم ة ال تي يق ع في‬
‫دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار‪،‬‬

‫‪ 1‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬رسالة لنيل دكتوراه في القانون كلية الحقوق‪ ،‬مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2011 ،‬‬
‫ص ‪.72‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬املعدل للمرسوم التنفيذي ‪ 356 -98‬املذكور سلفا‪.‬‬
‫‪ 3‬ريمة مقيمي‪ ،‬املنازعات اإلدارية ‪ ،‬محاضرات ألقيت على طلبة الثالثة ليسانس تخصص قانون العام‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪،‬‬
‫‪ ،2020-2019‬ص ‪.44-43‬‬

‫‪18‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫‪ - 8‬في مادة إشكاالت تنفيذ األحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬أمام املحكمة التي صدر‬
‫عنها الحكم موضوع اإلشكال‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬إجراءات التقاضي أمام املحاكم اإلدارية‪:‬‬


‫عند التقدم بشكوى إدارية أمام الجهة اإلدارية املعنية‪ ،‬من الضروري االلتزام باإلجراءات والقوانين‬
‫الصادرة في هذا الصدد‪ 1،‬ولرف ع الشكوى والتقاضي أمام املحكمة اإلدارية‪ ،‬يتوجب اتباع سلسلة من‬
‫القواعد واإلجراءات القانونية الشكلية ملمارسة حق التقاضي‪ ،‬والتي تفّص ل كالتالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات رفع الدعوى‬


‫لقبول الدعوى املرفوعة أمام املحكمة اإلدارية‪ ،‬يتوجب توفر مجموعة من الشروط‪ .‬األولى تتعلق‬
‫بالطاعن‪ ،‬والثانية تتعلق بعريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬والثالثة تتعلق باآلجال املحددة لرفع الدعوى‪.‬‬

‫أوال – الطاعن‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪" :‬ال يجوز ألي شخص‪ ،‬التقاضي ما لم تكن له‬
‫صفة‪ ،‬وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون‪ .‬يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في املدعي أو في‬
‫املدعى علي ه‪ .‬كم ا يث ير تلقائي ا انع دام اإلذن إذا م ا اش ترطه الق انون"‪ 2.‬وبتحلي ل ه ذه املادة نج د أن‬
‫الشروط املتعلقة بالطاعن تتمثل في الصفة واملصلحة‪:‬‬

‫أ‪ -‬الصفة‪ :‬في القانون تشير إلى الصالحية أو السلطة التي يتمتع بها الشخص أو الجهة للجوء إلى القضاء‬
‫ًط‬
‫وتقديم دعوى لحماية حقوقهم أو مصالحهم القانونية‪ .‬تعتبر الصفة شر ا إجرائًي ا يجب توافره لدى‬
‫جمي ع األط راف املش اركة في ال دعوى‪ .‬وفي حال ة انع دام الص فة‪ ،‬س واء للم دعي أو املدعى علي ه‪ ،‬يمكن‬
‫للقاضي أن يصدر قراًر ا بعدم قبول الدعوى‪ .‬وتشمل الصفة القدرة على التمثيل القانوني واللجوء إلى‬
‫‪3‬‬
‫القضاء في جميع أنواع الدعاوى‪ ،‬سواء كانت مدنية أو إدارية‪ ،‬وتنطبق على جميع مراحل التقاضي‪.‬‬

‫ب‪ -‬املص ــلحة‪ :‬إن أهم ش رط لقب ول ال دعوى أم ام املح اكم اإلداري ة ه و املص لحة‪ ،‬حيث يجب أن تكون‬
‫للمدعى مصلحة في مباشرة دعواه‪ ،‬فهي شرط أساسي لقبول الدعوى‪ .‬فاملصلحة هي‪ :‬املنفعة التي تعود‬

‫‪ 1‬حسين طاهري‪ ،‬شرح وجيز لإلجراءات القضائية املتبعة في املواد اإلدارية ‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 13‬قانون رقم ‪ ،09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد أمين مودع‪ ،‬شروط قبول الدعوى على ضوء تعديل قانون اإلجراءات املدنية الجزائري‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬املجلد ‪،05‬‬
‫العدد ‪ ،02‬جامعة على لونيسي‪ ،‬البليدة‪ ،2018 ،‬ص ‪.142-141‬‬

‫‪19‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫على راف ع ال دعوى من الحكم ل ه قض ائيا على طلبات ه كله ا أو بعض ها‪ ،‬وسبب وج ود املص لحة كش رط‬
‫لقبول الدعوى هي أن املحاكم لم توجد إلعطاء استشارات قانونية للمتخاصمين‪ ،‬بل البد للمدعى من‬
‫مص لحة‪ ،‬فمن دون ه ذه املص لحة ال يمل ك املدعى ه ذا الح ق‪ ،‬فاملص لحة هي الض ابط الق انوني لض مان‬
‫‪1‬‬
‫جدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية التي رسمها القانون لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عريضة افتتاح الدعوى‪:‬‬

‫لم يعط املشرع الجزائري تعريف لعريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬وإنما استطاع الفقه استخالص ذلك‪،‬‬
‫ومن أهم التعريف ات ال واردة لتعري ف عريض ة افتت اح ال دعوى من نص وص املواد القانوني ة هي‪ :‬وثيق ة‬
‫مكتوبة وجوبا وفقا لنص القانون‪ ،‬تكون موقعة من املدعى أو وكيله أو محاميه‪ ،‬مزودة بتاريخ إيداعها‬
‫ل دى أمان ة املحكم ة ال تي رفعت على مس توي دائ رة اختصاص ها ال دعوى القض ائية في ح دود املواعي د‬
‫‪2‬‬
‫واآلجال املقررة قانونا‪ ،‬وفقا لنص املادة ‪ 14‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫أ‪ -‬البيانات الجوهرية املشتركة بعريضـة افتتـاح الـدعوى‪ :‬وحسب نص املادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات‬
‫ًال‬
‫املدني ة واإلداري ة يجب أن تتض من عريض ة افتت اح ال دعوى‪ ،‬تحت طائل ة ع دم قبوله ا ش ك ‪ ،‬البيان ات‬
‫‪3‬‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‪.‬‬


‫‪.2‬اسم ولقب املدعي وموطنه‪.‬‬
‫‪ .3‬اسم ولقب وموطن املدعى عليه‪ ،‬فإن لم يكن له موطن معلوم‪ .‬فآخر موطن له‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص املعنوي‪ ،‬ومقره االجتماعي وصفة ممثلة القانوني أو االتفاقي‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪.5‬عرضا موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلشارة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬إلى املستندات والوثائق املؤيدة للدعوى‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشــروط الشــكلية الخاصــة لعريضــة افتتــاح الــدعوى‪ :‬العريضة املتعلقة بالدعاوي اإلدارية تتميز‬
‫بخص ائص خاص ة وش روط فري دة ال تت وفر في ع رائض ال دعاوي العادي ة‪ُ .‬ي ش ترط في عريض ة ال دعاوي‬
‫الضريبية أن تكون محررة على ورق مدموغ‪ ،‬سواء تقدمت في الدرجة األولى أو درجة االستئناف‪ ،‬وفًق ا‬
‫للقانون‪ .‬يجب على املدعي دفع الرسم القضائي مقابل تسليم إيصال الدفع‪ ،‬وفًق ا ملا جاء في املادة ‪1-821‬‬
‫من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ ،13-22‬إال إذا كانت الدعوى معفاة من الرسوم بسبب استفادة‬

‫‪ 1‬محمد أمين مودع‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.143-142‬‬


‫‪ 2‬محمد أمين مودع‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬املذكور سابقا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫الط اعن من نظ ام املس اعدة القض ائية‪ .‬املادة ‪ 815‬من نفس الق انون تنص على أن ال دعوى يمكن رفعه ا‬
‫ع بر عريض ة ورقي ة أو ع بر الطري ق اإللك تروني‪ .‬وأيًض ا‪ ،‬تعفي املادة ‪ 827‬من ق انون اإلج راءات املدني ة‬
‫‪1‬‬
‫واإلدارية الكيانات القانونية املدرجة في املادة ‪ 800‬من التمثيل القانوني بواسطة محاٍم ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اآلجال املحددة لرفع الدعوى أمام املحاكم اإلدارية‬

‫نظرا لطبيعة العمل اإلداري وقابليته للتنفيذ من جهة وضرورة العمل على ضمان استقرار األوضاع‬
‫وكذا ضمان السير الحسن للمرافق العامة حماية للصالح العام‪ ،‬من جهة أخرى جعلت مواعيد محددة‬
‫من أجل ضمان رفع الدعوى اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫وال يقب ل أن يرف ع الطعن إال خالل األربع ة أش هر التابع ة لتبلي غ الق رار املطع ون في ه أو نش ره‪،‬‬
‫واعتمدت هذه املدة في قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية وذلك من تاريخ تبليغ القرار أو نشره حسب‬
‫طبيعت ه‪ ،‬غ ير أن ه أض اف بم وجب املادة ‪ 831‬أن ه ال يحتج بأج ل الطعن املح ددة بأربع ة أش هر إال إذا تم‬
‫اإلشارة لها من طرف اإلدارة في تبليغ القرار املطعون فيه‪.‬‬

‫وحسب املادة ‪ 832‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية تنقطع آجال الطعن في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 1‬الطعن أمام جهة قضائية إدارية غير مختصة‪،‬‬

‫‪ - 2‬طلب املساعدة القضائية‪،‬‬

‫‪ - 3‬وفاة املدعي أو تغير أهليته‪،‬‬

‫‪ - 4‬القوة القاهرة أو الحادث الفجائي‪.‬‬

‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع الث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني‪ :‬إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراءات س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير الجلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬


‫تنص املواد ‪ 884‬إلى ‪ 887‬من قانون إجراءات مدنية وإدارية على سير جلسة املحكمة اإلدارية‪:‬‬

‫‪ُ -‬ي خطر أمانة الضبط جميع الخصوم بتاريخ الجلسة على األقل عشرة أيام قبلها‪ ،‬ويمكن تقليص هذه‬
‫املدة في الحاالت االستعجالية بتصريح من رئيس التشكيلة القضائية‪.‬‬

‫‪ُ -‬ي قرأ التقرير املتعلق بالقضية من قبل القاضي املختص في الجلسة‪.‬‬

‫‪ُ -‬ي منح الخص وم فرص ة لتق ديم مالحظ اتهم ش فوًي ا‪ ،‬م ع ع دم االل تزام ب الرد عليه ا إال إذا تم تأكي دها‬
‫بمذكرة كتابية‪.‬‬
‫‪ 1‬حسين كمون‪ ،‬املركز املمتاز لإلدارة في املنازعة اإلدارية ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2018- 2017 ،‬ص ‪.108-104‬‬

‫‪21‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫ًال‬
‫‪ُ -‬ي جيب املدعى عليه أو على املالحظات‪ ،‬وبعدها ُي ستدعى موظفو اإلدارة املعنيون لتقديم توضيحاتهم‪.‬‬

‫‪ُ -‬ي مكن طلب توض يحات من أي شخص حاض ر ي رغب أح د الخص وم في س ماع آرائ ه‪ ،‬وفي النهاي ة يق دم‬
‫‪1‬‬
‫محافظ الدولة طلباته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات النطق بالحكم‬


‫بع د اس تماع رأي محاف ظ الدول ة واغالق ب اب املناقش ة‪ ،‬يتم إعالن اس تعداد ال دعوى للفص ل فيه ا‬
‫وإمكاني ة إص دار الحكم بش أنها‪ .‬تج ري املداول ة بش كل س ري بين القض اة لتش كيل ال رأي النه ائي ال ذي‬
‫سيؤدي إلى الحكم عند النطق به‪ ،‬ويتمكن كل قاٍض من التعبير عن رأيه بحرية‪ .‬يصدر الحكم بأغلبية‬
‫أص وات القض اة ال ذين تم تكليفهم ب النظر في القض ية‪ ،‬وال يق ل ع ددهم عن ثالث ة قض اة‪ .‬يمكن ل رئيس‬
‫ًا‬
‫الجلس ة النط ق ب الحكم ف ور ‪ ،‬أو تأجيل ه إلى جلس ة أخ رى‪ ،‬ويجب أن يتم النط ق ب الحكم علًن ا وفًق ا‬
‫للشروط الشكلية املنصوص عليها في قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬والتي تشمل املادة ‪ 275‬واملادة‬
‫‪ 276‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ 2‬والتي تنص على األشكال الشكلية الالزمة إلصدار الحكم‬
‫ًال‬
‫وهي ينبغي أن يكون الحكم م برًر ا‪ ،‬مش تم على النص وص القانوني ة املعتم دة‪ ،‬ويجب أيًض ا أن يتض من‬
‫‪3‬‬
‫وصًف ا موجًز ا للوقائع القضائية وطلبات الخصوم والوسائل املستخدمة في دفاعهم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات الطعن أمام املحاكم اإلدارية‬


‫تعتبر إجراءات الطعن أمام املحاكم اإلدارية في الجزائر من الجوانب األساسية في النظام القانوني‬
‫الذي يهدف إلى تحقيق العدالة وضمان احترام حقوق األفراد واملؤسسات‪ .‬فمن خالل هذه اإلجراءات‪،‬‬
‫يمكن لألط راف املعني ة الطعن في الق رارات واألحكام الص ادرة عن املح اكم اإلداري ة‪ ،‬س واًء كانت ه ذه‬
‫الطرق عادية أو غير عادية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬املحاكم اإلدارية عنابة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،2011 ،‬ص‪.161‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 275‬واملادة ‪ 276‬من قانون رقم ‪ ،09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ ،‬منشورات بقراوي للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.273‬‬

‫‪22‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫أوال‪ :‬الطرق العادية للطعن‬

‫‪ - 1‬املعارضة كطريقة للطعن في األحكام الصادرة غيابيا عن املحاكم اإلدارية ‪:‬‬

‫لم يقم املش رع الجزائ ري في ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة الس اري املفع ول بتحدي د تعري ف‬
‫دقيق ملفهوم املعارضة‪ ،‬بل اكتفى باإلشارة إلى أنها إحدى السبل العادية لطعن القرارات الصادرة عن‬
‫املح اكم اإلداري ة في الجزائ ر‪ 1.‬وب ذلك‪ ،‬ت رك املج ال متاًح ا أم ام االجته ادات القض ائية الس تخالص‬
‫تعاريفهم وفًق ا لتقديراتهم القضائية والفقهية‪ .‬يأتي هذا في سياق املادة ‪ 175‬من الدستور التي تؤكد على‬
‫‪2‬‬
‫"الحق في الدفاع معترف به"‪.‬‬
‫ُت‬
‫ومن اط وأس اس الطعن باملعارض ة ه و غي اب املدعى علي ه‪ .‬وبن اًء علي ه‪َ ،‬ع َت ِب ر املعارض ة وس يلة تتيح‬
‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫للجانب الغائب في النزاع مواجهة املطالب املقدمة من ِق َب ل ا َّد عي‪ .‬لكن عندما يتغيب الخصم ا َع اِر ض‬
‫‪3‬‬
‫عن الحضور مرة أخرى‪ُ ،‬ي فقد حقه في املعارضة‪.‬‬

‫‪ -2‬االستئناف كطريقة للطعن في األحكام الصادرة عن املحاكم اإلدارية ‪:‬‬

‫وفيما يتعلق باالستئناف كوسيلة أخرى من وسائل الطعن العادية في القرارات الصادرة عن جهات‬
‫القض اء اإلداري في الجزائ ر‪ ،‬ف إن املادة ‪ 949‬من ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة تنص على اآلتي‪:‬‬
‫"يجــوز لكل طــرف حضــر أو اســتدعي بصــفة قانونيــة‪ ،‬ولــو لم يقــدم أي دفــاع‪ ،‬أن يرفــع استئنافا ضــد‬
‫الحكم أو األمــر الصــادر عن املحكمــة اإلداريــة أو القــرار الصــادر في أول درجــة عن املحكمــة االداريــة‬
‫‪4‬‬
‫لالستئناف للجزائر العاصمة‪".‬‬

‫واالستئناف طريقة طعن عادية في األحكام الصادرة عن محاكم الدرجة األولى يرفع إلى محكمة أعلى‬
‫درجة من محاكم الدرجة الثانية بهدف تعديل الحكم أو إلغاءه ويعرف أيضا على انه الوسيلة التي يطبق‬
‫به ا املش رع عمال بمب دأ التقاضي على درج تين بإتاح ة الفرص ة أم ام املتقاض ين للحص ول على حكم أك ثر‬
‫‪5‬‬
‫عدالة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 935‬من القانون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬املوافق ‪ 25‬فبراير سنة ‪ 2008‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية املعدل واملتمم بالقانون ‪ 13-22‬في ‪ 12‬يوليو ‪ 2022‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2022-48‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 175‬من التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2020‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ ،‬دون طبعة دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 949‬من القانون رقم ‪ 09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل‪ ،‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 5‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬دار الهدى للنشر‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.334‬‬

‫‪23‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬

‫ثانيا‪ :‬الطرق غير العادية للطعن‬

‫تتمثل طرق الطعن غير العادية في‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪:‬‬

‫حسب املادة ‪" :960‬يهــدف اعــتراض الغــير الخــارج عن الخصــومة إلى مراجعــة‪ ،‬أو إلغــاء الحكم‪ ،‬أو‬
‫‪1‬‬
‫القرار‪ ،‬أو األمر الذي فصل في موضوع النزاع"‪.‬‬

‫‪ -2‬دعوى تصحيح األخطاء املادية ودعوى التفسير‪:‬‬

‫تت ولى السلطة القض ائية اإلدارية‪ ،‬وفًق ا للمادة ‪ 286‬من ق انون اإلج راءات املدني ة واإلدارية‪ ،‬مهمة‬
‫تصحيح األخط اء ال تي ق د تكون موج ودة في األحكام أو الق رارات‪ ،‬وذل ك بطلب من األط راف املعني ة أو‬
‫من تلق اء الس لطة القض ائية نفس ها‪ .‬يش مل ه ذا الخط أ املادي الع رض الخ اطئ لألح داث أو إهماله ا في‬
‫الحكم أو الق رار املطع ون في ه‪ .‬أم ا بالنس بة لل دعوى التفس يرية‪ ،‬فته دف إلى توض يح وتحدي د مض مون‬
‫الحكم أو القرار‪ ،‬ويكون اختصاص هذا التفسير للجهة القضائية التي أصدرت القرار‪ ،‬وفًق ا لنص املادة‬
‫‪2‬‬
‫‪ 285‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 960‬من القانون رقم ‪ 09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل‪ ،‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 2‬قاتي ليليا‪ ،‬فرجوخ رابح‪ ،‬التقاضي على درجتين في النظام القضائي اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاستر في القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪24‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املحاكم االستئنافية كدرجة ابتدائية للتقاضي‬


‫مبدأ التقاضي على درجتين من املبادئ التي عرفتها املمارسة القضائية الدولية والذي وجد له مبررا‬
‫في ع دم االكتف اء بجه ة واح دة في نظ ر ال نزاع املط روح على القض اء وذل ك الحتم ال ع دم إحاط ة ه ذه‬
‫الجهة بملف أكبر القضية أو لنقص خبرة قضاتها‪ ،‬وهو ما جعل الدول تعتمد جهة قضائية ثانية يمتاز‬
‫قضاتها بتخصص وخبرة أكبر‪ ،‬يمكن للخصم الذي رأى أن الجهة األولى لم تنصفه أن يرفع قضيته إليها‬
‫طاعنا باالستئناف في الحكم الذي أصدرته الجهة األولى وذلك تحقيقا للعدالة‪.‬‬

‫وق د ع رف القض اء اإلداري في الجزائ ر قب ل س نة ‪ 2022‬اعتم اد ه ذا املب دأ استنادا إلى القاع دة‬
‫القض ائية ال تي تقضي بمنح ص الحية تلقي الطع ون باالستئناف ودراس تها والفص ل فيه ا ملجلس الدول ة‪.‬‬
‫وهو ما كان موضوع انتقاد من طرف املختصين ألسباب كثيرة وهو ما جعل املشرع االجرائي الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫يتخلى عن هذه املنهجية ليتحول الى تجسيد هذا املبدأ من خالل املحاكم االدارية لالستئناف‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املحكمة االستئنافية كقاضي اختصاص أول إبتدائي‬


‫في ظ ل التط ورات القانوني ة والتش ريعية‪ ،‬ت أتي املحكم ة اإلداري ة لالستئناف كق اٍض اختص اص أول‬
‫ًا‬
‫إبتدائي لتلبية حاجات املجتمع القانونية وتحقيق ملبدأ التقاضي على درجتين‪ .‬تمثل هذه املحاكم تطوًر ا‬
‫هاًم ا في النظام القضائي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتقديم العدالة وتحقيق املساواة أمام القانون‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة املحكمة اإلدارية لالستئناف‬


‫بع د اإلعالن عن النظ ام القض ائي اإلداري في الجزائ ر في دس تور ‪ 2،1996‬تم يزت الهيكلي ة القض ائية‬
‫بغي اب املح اكم اإلداري ة للنظ ر في االستئنافات‪ .‬ففي الجزائ ر‪ ،‬لم ُي نص على مح اكم إداري ة استئنافية‬
‫س واء في الدس تور أو التش ريع‪ ،‬وبالت الي تش كل اله رم القض ائي اإلداري من مح اكم إداري ة ابتدائي ة‬

‫‪ 1‬محمد صغير سعداوي‪ ،‬االختصاص االستثنائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة في ظل تجسيد املشرع الجزائري‬
‫ملبدأ التقاضي على درجتين في املواد اإلدارية عن طريق املحاكم اإلدارية لالستئناف‪ ،‬مجلة القانون والتنمية‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد ‪،02‬‬
‫جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ ،438-96‬املؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ ،1996‬املتعلق بإصدار نص‬
‫التعديل الدستوري الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 76‬املؤرخة في‪ 08 :‬ديسمبر‪.1996‬‬

‫‪25‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫ومجلس الدول ة في القم ة‪ ،‬دون وج ود مح اكم إداري ة للنظ ر في االستئنافات‪ .‬وه ذا يختل ف عن الهيكل‬
‫القضائي العادي الذي يتضمن محاكم ابتدائية ومجالس قضائية ومحكمة عليا‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ًا‬
‫تحقيق ملب دأ التقاضي على درج تين‪ ،‬املنص وص علي ه في املادة ‪ 306‬من ق انون اإلج راءات املدني ة‬
‫واإلداري ة‪ 2،‬حيث يس مح باالستئناف ض د األحكام القض ائية الص ادرة عن املح اكم االبتدائي ة في غي اب‬
‫ُت‬
‫مح اكم اداري ة استئنافية‪ ،‬منح اختصاص ية االستئناف ملجلس الدول ة طبق ا للم ادة ‪ 800‬من ق انون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫عن دما ُي نظ ر مجلس الدول ة في الطع ون باالستئناف ض د الق رارات الص ادرة عن املح اكم اإلداري ة‪،‬‬
‫يخرج عن دوره األساسي‪ ،‬حيث ُي فترض أن ُي عنى بنظر الطعون بالنقض‪ .‬كما أن هذا ينتهك مبدأ تقريب‬
‫العدال ة للمتقاض ين‪ ،‬ال ذين يجب عليهم االنتق ال إلى مق ر مجلس الدول ة في الجزائ ر العاص مة بوس اطة‬
‫‪3‬‬
‫محاميهم‪ ،‬مما يعني تحملهم لتكاليف السفر والجهد‪ ،‬مما يزيد من تكاليف الدفاع عن حقوقهم‪.‬‬

‫وقد تم االعالن عن انشاء محاكم ادارية لالستئناف وفقا للمادة ‪ 179‬من التعديل الدستوري الذي‬
‫تم بموجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬املؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬والتي تنص على أنه‪:‬‬

‫"تمثل املحكمة العليا الهيئة املقّو مة ألعمال املجالس القضائية واملحاكم‪ .‬يمثل مجلس الدولة الهيئــة‬
‫املقومــة ألعمــال املحــاكم اإلداريــة لالستئناف واملحــاكم اإلداريــة والجهــات األخــرى الفاصــلة في املواد‬
‫اإلداريــة‪ .‬تضــمن املحكمـ ــة الـعـلـيـ ــا ومـجـل ــس الـدول ــة تـوحـي ــد االجتهــاد القضــائي في جميــع أنحــاء البالد‪،‬‬
‫ويسهران على احترام القانون‪.‬‬

‫تفص ــل محكم ــة التن ــازع في ح ــاالت تن ــازع االختص ــاص بين هيئ ــات القض ــاء الع ــادي وهيئ ــات القض ــاء‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫يح ـ ـ ـ ــدد ق ـ ـ ـ ــانون عض ـ ـ ـ ــوي تنظيم املحكم ـ ـ ـ ــة العلي ـ ـ ـ ــا ومجلس الدول ـ ـ ـ ــة ومحكم ـ ـ ـ ــة التن ـ ـ ـ ــازع‪ ،‬وس ـ ـ ـ ــيرها‬
‫‪4‬‬
‫واختصاصاتها‪".‬‬

‫‪ 1‬فاطمة الزهراء الفاسي‪ ،‬النظام القضائي اإلداري الجزائري‪ ،‬محاضرات ألقيت على طلبة ماستر ‪ 2‬قانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫باجي مختار‪ ،‬عنابة الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 2‬القانون العضوي ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪ 12‬يوليو سنة ‪ ،2022‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬فاطمة الزهراء الفاسي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 4‬املرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬املؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬املتعلق بالتعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،82‬‬
‫‪.2020‬‬

‫‪26‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫من خالل ه ذا النص‪ ،‬أعلن املش رع بوض وح عن إنش اء مح اكم إداري ة لالستئناف للنظ ر في‬
‫االستئنافات ضد أحكام املحاكم اإلدارية‪ ،‬وتعزيز قدرتها على أداء وظائفها‪ .‬وبهذا التحرك‪ ،‬قام املشرع‬
‫ًال‬
‫بمعالجة النقص الذي كان ماث في النظام القضائي اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني للمحاكم اإلدارية لالستئناف كقاضي أول درجة‬
‫تستمد املحاكم اإلدارية لالستئناف في الجزائر وجودها من الدستور وتحديدا من أحكام املادة ‪179‬‬
‫منه التي تنص على أن‪:‬‬

‫"يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومـة ألعمـال املحـاكم اإلداريـة لالستئناف واملحـاكم اإلداريـة والجهـات‬
‫األخرى الفاصلة في املواد اإلدارية‪"...‬‬

‫بذلك تكون هذه املادة قد أعلنت وبشكل صريح عن إنشاء محاكم إدارية لالستئناف كدرجة ثانية‬
‫للتقاضي في املادة اإلدارية واستثناء خص املحكمة اإلدارية بالجزائر بالنظر والفصل في بعض املنازعات‬
‫كدرجة أولى بحكم قابل لالستئناف‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى أن املشرع الجزائري خول اختصاص قضائي آخر الى جانب ما هو مخول طبقا‬
‫للفقرتين األولى والثانية من املادة ‪ 900‬مكرر من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية للمحكمة اإلدارية‬
‫لالستئناف التي مقرها بمدينة الجزائر دون غيرها ودون سواها بالفصل كدرجة أولى في ثالثة أنواع من‬
‫ال دعاوى اإلداري ة وهي دع اوى اإللغ اء ودع اوى تفس ير الق رارات اإلداري ة وتق دير مش روعية الق رارات‬
‫اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية املركزية والهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية‬
‫طبق ا للفق رة ‪ 3‬من املادة ‪ 900‬مك رر‪ .‬فهي قاضي درج ة أولى تفص ل طبق ا للنص الق انوني الس الف ذك ر‬
‫بقرارات قابلة لالستئناف أمام مجلس الدولة طبقا للمادة ‪ 902‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫الجدي د‪ 1،‬واملادة ‪ 10‬من الق انون العض وي ‪ 11-22‬املع دل واملتمم للق انون العض وي ‪ 01-98‬املتعل ق‬

‫‪ 1‬القانون العضوي رقم ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ ،2022‬املذكور سابقا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫بتنظيم مجلس الدول ة وس يره واختصاص اته‪ 2‬ويكون لإلستئناف أم ام مجلس الدول ة أث ر ناق ل لل نزاع‬
‫وموقف لتنفيذ الحكم طبقا للمادة ‪ 908‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تشكيل املحاكم اإلدارية لالستئناف‬


‫نصت املادة ‪ 30‬من القانون العضوي رقم ‪ 10-22‬أن املحاكم اإلدارية لالستئناف تتشكل من هياكل‬
‫قضائية وهياكل غير قضائية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الهياكل القضائية‪:‬‬

‫‪ -1‬قضاة الحكم‪:‬‬

‫تتألف هذه الهيئة من رئيس يجب أن يكون برتبة مستشار بمجلس الدولة على األقل‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ن ائب لل رئيس أو ن ائبين عن د الض رورة‪ ،‬دون تحدي د أي ش روط خاص ة لت ولي ه ذا املنص ب على غ رار‬
‫الرئيس‪ .‬ويضم الفريق أيًض ا رؤساء الغرف ورؤساء األقسام حسب الحاجة‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أن‬
‫‪1‬‬
‫إنشاء األقسام داخل الغرف يعتمد على حجم نشاط كل محكمة‪ ،‬باإلضافة إلى مستشارين آخرين‪.‬‬

‫نصت على تشكيلة املحاكم اإلدارية لالستئناف املادة ‪ 30‬من القانون العضوي ‪ 10-22‬املؤرخ في ‪09‬‬
‫ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ل ‪ 9‬جوان سنة ‪ 2022‬واملتعلق بالتنظيم القضائي والتي جاء نصها كما يلي‪:‬‬

‫" تتشكل املحكمة اإلدارية لالستئناف من‪:‬‬

‫قضاة الحكم‪:‬‬

‫‪ 2‬القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬املؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ ،2022‬املذكور سابقا‪.‬‬


‫‪ 1‬صالح ملوك‪ ،‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية لالستئناف (التنظيم واالختصاص)‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬تامنغست‪ ،2023 ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪28‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫‪ -‬رئيس برتبة مستشار بمجلس الدولة على االقل‪.‬‬

‫‪ -‬نائب رئيس او نائبين اثنين (‪ )2‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -‬رؤساء الغرف‪.‬‬

‫‪ -‬رؤساء االقسام عند االقتضاء‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬مستشارين‪".‬‬

‫‪ -2‬قضاة محافظة الدولة‪:‬‬

‫تتشكل ه ذه الهيئ ة من محاف ظ دولة برتبة مستش ار بمجلس الدولة على األق ل‪ ،‬باإلضافة ملحاف ظ‬
‫‪2‬‬
‫دولة مساعد أو اثنين عند االقتضاء‪.‬‬

‫" تتشكل املحكمة اإلدارية لالستئناف من‪:‬‬

‫قضاة محافظ الدولة‪:‬‬

‫‪ -‬محاف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظ دول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة برتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مستش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار بمجلس الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة على االق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محافظ دولة مساعدين اثنين (‪ )2‬عند االقتضاء‪".‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬نصت املادة ‪ 33‬من نفس القانون على أن املحاكم اإلدارية لالستئناف يجب أن تعقد‬
‫بتشكيلة جماعية‪ ،‬ما لم يكن هناك نص قانوني ينص على خالف ذلك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجدر بنا أن نالحظ‬
‫أن الق وانين لم تح دد ع دد القض اة الالزمين لصحة ق رارات املحكم ة‪ .‬ه ذا يعكس التغي ير ال ذي ح دث‬
‫مقارنة بالوضع السابق‪ ،‬حيث كان ُي شترط في قانون ‪ 02-98‬امللغى أن تتكون املحاكم اإلدارية من ثالثة‬
‫‪4‬‬
‫قضاة على األقل‪ ،‬بما في ذلك رئيس املحكمة واثنان من املساعدين برتبة مستشار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهياكل غير القضائية‪:‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 30‬من القانون العضوي ‪ 10-22‬املؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ل ‪ 9‬جوان سنة ‪ ،2022‬املذكور سابقا‪..‬‬
‫‪ 2‬صالح ملوك‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 30‬من القانون العضوي ‪ 10-22‬املؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ل ‪ 9‬جوان سنة ‪ ،2022‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 33‬من القانون العضوي ‪ 10-22‬املؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ل ‪ 9‬جوان سنة ‪ ،2022‬املذكور سابقا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫كتابة الضبط‪:‬‬

‫تعت بر كتاب ة الض بط هيئ ة غ ير قض ائية‪ ،‬ت دخل ض من اإلط ار البش ري املس ير للهياكل القض ائية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وبذلك فهي تلعب دورا مهما وأساسيا في مسألة ضمان السير الحسن للهياكل القضائية بصفة عامة‪،‬‬
‫وال تخرج املحاكم اإلدارية لالستئناف عن هذا اإلطار‪ ،‬إال أن املالحظ أن مسالة تنظيم كتابة الضبط‬
‫على مستوى الجهات القضائية تحال على التنظيم وهو ما لم يصدر بعد‪ ،‬لذلك ففي هذا اإلطار يمكن‬
‫اإلش ارة للنظ ام ال ذي كان معم ول ب ه على مس توى املح اكم اإلداري ة وال ذي لن يختل ف كث يرا عم ا ق د‬
‫يكرس مستقبال‪ ،‬وعليه وبالرجوع للنصوص املنظمة لهذه املحاكم‪ ،‬نجد املادة ‪ 6‬من القانون ‪" 02-98‬‬
‫لكل محكم ــة اداري ــة مص ــلحة لكتاب ــة الض ــبط يتكف ــل به ــا كاتب ض ــبط رئيسي و يس ــاعده كت ــاب ض ــبط‬
‫تحت ســلطة و رقابــة محافــظ الدولــة و رئيس املحكمــة اإلداريــة" تقضي بأن لكل محكمة إدارية كتابة‬
‫ضبط يحدد التنظيم كيفية تنظيمها وسيرها‪ ،‬وتطبيقا لذلك جاء املرسوم التنفيذي ‪ 2،356 -98‬والذي‬
‫يقضي في مادت ه السادس ة‪ ،‬ب أن كل كتاب ة ض بط يتكف ل به ا كاتب ض بط رئيسي ويس اعده كت اب ض بط‬
‫تحت سلطة ورقابة محافظ الدولة ورئيس املحكمة اإلدارية‪ ،‬كما أكدت املادة ‪ 7‬من هذا املرسوم بأن‬
‫كت اب ض بط املح اكم اإلداري ة يخض عون للق انون األساسي لكت اب الض بط ب اقي الجه ات القض ائية‪ ،‬أم ا‬
‫املادة ‪ 8‬فإنه ا خ ولت كل من محاف ظ الدول ة ورئيس املحكم ة اإلداري ة مس ألة توزيع كت اب الض بط على‬
‫‪3‬‬
‫الغرف واألقسام‪.‬‬

‫يمكن الق ول إن دمج هيئتين أو س لطتين في ممارسة الص الحيات دون وضع مع ايير واضحة لتحديد‬
‫حدود صالحيات كل هيئة قد يؤدي إلى تأثير سلبي على سالمة املرافق العامة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬توزيع‬
‫كت اب الض بط ومراقبت ه بين محاف ظ الدول ة ورئيس املحكم ة من دون تحديد الص الحيات بوضوح قد‬
‫ي ؤدي إلى نش وب تنازع ات بينهم ا‪ ،‬مم ا ي ؤثر س لًب ا على عم ل الهيئ ات القض ائية‪ .‬ل ذا‪ ،‬يجب تحدي د‬
‫ًال‬
‫‪4‬‬
‫صالحيات كل طرف بوضوح مستقب لتجنب أي لبس قد ينشأ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مبررات املحكمة االستثنائية كقاضي أول درجة‬


‫رغم أن املشرع الجزائري كرس مبدأ التقاضي على درجتين بموجب املادة ‪ 06‬من قانون اإلجراءات‬
‫املدني ة واإلداري ة املع دل واملتمم‪ ،‬حيث عه د بالوالي ة العام ة في املنازع ات اإلداري ة للمح اكم اإلداري ة‬

‫‪ 1‬سعيد بوعلي‪ ،‬املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،356-98‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ 3‬صالح ملوك‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.233-232‬‬
‫‪ 4‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫‪30‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫كدرج ة أولى‪ ،‬وجع ل من أحكامه ا قابل ة لالستئناف أم ام مجلس الدول ة‪ ،‬األم ر ال ذي رتب العدي د من‬
‫‪1‬‬
‫اإلشكاالت القانونية والعملية‪ ،‬وسنلخص هذه اإلشكاالت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تغيير الطبيعة القانونية ملجلس الدولة‪ :‬إن اختصاص مجلس الدولة كقاضي نقض‪ ،‬وقاض استئناف‬
‫أحدث تغييرا وظيفيا وموضوعيا فيما يتعلق بمهامه وتحول من محكمة قانون إلى محكمة وقائع‪ ،‬وبهذا‬
‫خالف نص املادة ‪ 171‬من الدستور التي أناطت مهمة التقويم وضمان االجتهاد القضائي ملجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬إغراق مجلس الدولة بملفـات االستئناف‪ :‬إن االعتراف ملجلس الدولة بالنظر في الطعون باالستئناف‬
‫نجم عليه تزايد كب ير في عدد امللفات املعروضة عليه‪ ،‬ألنه الجهة الوحيدة املخول ة باستئناف األحكام‬
‫والقرارات الصادرة على القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬إطال ــة عم ــر ال ــنزاع‪ :‬إن ك ثرة امللف ات املعروض ة أم ام مجلس الدول ة‪ ،‬انعكس س لبا على عم ر ال نزاع‪،‬‬
‫فمثال أصدر مجلس الدولة قرارا بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ ،2002‬الغرفة الرابعة فهرس ‪ ،327‬حيث تم تسجيل‬
‫عريضة االستئناف بتاريخ ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،1997‬وصدور القرار في التاريخ السابق ذكره هي مدة طويلة في‬
‫عمر النزاع‪.‬‬

‫‪ -‬ع ــدم ج ــواز الطعن في الق ــرارات النهائي ــة الص ــادرة عن مجلس الدول ــة‪ :‬باعتب ار مجلس الدول ة هيئ ة‬
‫استئناف ال يمكن الطعن في قرارات ه ب النقض‪ ،‬ألن الطعن ب النقض يكون أم ام جه ة قض ائية أعلى‪،‬‬
‫ومجلس الدولة هو أعلى جهة قضائية في القضاء اإلداري الجزائري‬

‫‪ -‬االختص ــاص االبت ــدائي النه ــائي ملجلس الدول ــة‪ :‬حيث يفص ل مجلس الدول ة ابت دائيا ونهائي ا في دع اوى‬
‫اإللغ اء وفحص املش روعية وتفس ير الق رارات الص ادرة عن الس لطات املركزي ة والهيئ ات العمومي ة‬
‫الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬االختصاص االبتدائي النهائي للمحاكم اإلدارية‪ :‬حيث تعتبر أحكام املحاكم اإلدارية في بعض الحاالت‬
‫لها طابع نهائي‪ ،‬وغير قابلة للطعن فيها باالستئناف‪ ،‬كاألحكام املتعلقة بالنصاب القانوني‪ ،‬واألحكام غير‬
‫‪2‬‬
‫القطعية واألحكام املتعلقة باملنازعات االنتخابية‪ ،‬وذلك من أجل التخفيف على مجلس الدولة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬االختصاص القضائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة‬

‫‪ 1‬نور اإلسالم جنيدي‪ ،‬علي بالسالم‪ ،‬التقاضي على درجتين في النظام القضائي اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة املاستر ل‪.‬م‪.‬د في الحقوق‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،2023-2022 ،‬ص ‪.33-32‬‬
‫‪ 2‬نور اإلسالم جنيدي‪ ،‬علي بالسالم‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪31‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫ج اء في املادة ‪ 900‬مك رر من ق انون االج راءات املدني ة واإلداري ة املع دل واملتمم‪ " :‬تختص املحكم ــة‬
‫اإلداري ـ ــة لالستئناف للجزائ ـ ــر بالفص ـ ــل كدرج ـ ــة أولى في دع ـ ــاوى الغ ـ ــاء وتفس ـ ــير وتق ـ ــدير مش ـ ــروعية‬
‫القــرارات الصــادرة عن الســلطات اإلداريــة املركزيــة والهيئــات العموميــة الوطنيــة املنظمــات واملهنيــة‬
‫‪1‬‬
‫الوطنية"‪.‬‬

‫ومن خالل نص املادة يالح ظ أن املحكم ة اإلداري ة لالستئناف للجزائ ر العاص مة إض افة إلى‬
‫اختصاص ها كدرج ة ثاني ة للتقاضي في املادة اإلداري ة‪ ،‬أوكل له ا املش رع املنازع ات ال تي كان يختص‬
‫بالفصل فيها مجلس الدولة ابتدائيا ونهائيا‪.‬‬

‫وهذا يعتبر تطورا ايجابيا لتكريس مبدأ التقاضي على درجتين من خالل إلغاء االختصاص االبتدائي‬
‫والنهائي ملنازعات السلطات والهيئات املركزية‪ ،‬والتي كانت تشكل انتهاكا ملبدأ التقاضي على درجتين في‬
‫‪2‬‬
‫املادة اإلدارية وكانت محل انتقاد من الكثير من الباحثين ورجال القانون‪.‬‬

‫كم ا أن املحكم ة اإلداري ة لإلستئناف للجزائ ر مختص ة بالفص ل في ثالث أن واع من ال دعاوى القض ائية‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ .1‬دعوى اإللغاء والتي يقصد منها "إعدام القرار املطعون فيه"‪.‬‬


‫‪.2‬دع وى تفس ير الق رارات اإلداري ة ال تي تنص ب على ق رار اداري مش وب بعيب الغم وض واإلبه ام وال تي‬
‫يقصد بها" ‪ ....‬دعوى إدارية بمقتضاها يطالب صاحب الشأن من القضاء املختص إعطاء تفسير للقرار‬
‫اإلداري مح ل دع وى التفس ير"‪ ،‬وينحص ر ه دفها في "‪ ...‬في تفس ير العب ارات الغامض ة ال تي حمله ا‬
‫القرار ‪."...‬‬
‫‪.3‬دعوى فحص أو تقدير مشروعية القرارات اإلدارية والتي تهدف "‪ .....‬املطالبة بفحص مشروعية قرار‬
‫إداري وإق رار مش روعيته من ع دمها عن طري ق "‪ ...‬إعالن موق ف هيئ ة الحكم من مش روعية الق رار‬
‫املطعون فيه"‪.‬‬
‫فاملحكم ة اإلداري ة لإلستئناف للجزائ ر مختص ة حص ريا بالفص ل في ه ذا الن وع من ال دعاوى القض ائية‬
‫واملتعلق ة ب القرارات اإلداري ة الفردي ة أو التنظيمي ة الص ادرة عن اإلدارة املركزي ة والهيئ ات العمومي ة‬
‫الوطني ة واملنظم ات املهني ة الوطني ة‪ .‬أم ا دع وى القض اء الكام ل فتبقى من اختص اص املح اكم اإلداري ة‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 900‬مكرر من القانون رقم ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ 2022‬املذكور سابقا‪.‬‬


‫‪ 2‬بوزيد غالبي‪ ،‬مكي حمشة‪ ،‬النظام القانوني للمحكمة اإلدارية لالستئناف في الجزائر‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،01‬بسكرة‪،‬‬
‫‪ ،2023‬ص ‪.308‬‬
‫‪ 3‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.73-72‬‬

‫‪32‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫طبقا للمادة ‪ 801‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية بحكم قابل لالستئناف أمام املحاكم اإلدارية‬
‫لإلستئناف طبقا للفقرة األولى من املادة ‪ 900‬مكرر‪.‬‬

‫كم ا أن ه وح تى ينعق د االختص اص للمحكم ة اإلداري ة لالستئناف ب الجزائر العاص مة تحت ه ذا‬
‫الوصف فإنه يجب أن تكون محل الطعون املرفوعة إليه قرارات إدارية تصدر عن أحد الجهات الثالثة‬
‫املذكورة في النص أعاله وهي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السلطات املركزية‬


‫في النظ ام السياسي‪ ،‬تش كل الس لطات املركزي ة أح د األس س األساس ية ال تي ت ؤمن اس تقرار الدول ة‬
‫وتنظيم عمله ا الحكومي‪ .‬ومن بين ه ذه الس لطات‪ ،‬تتب وأ رئاس ة الجمهوري ة وال وزير األول أو رئيس‬
‫الحكومة مكانة بارزة تتحكم في توجيه السياسات العامة وإدارة الشؤون الحيوية للدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رئاسة الجمهورية‪:‬‬

‫مؤسسة رئاسة الجمهورية هي هيكل دستوري يجمع مؤسسات متعددة تعمل تحت إشراف الرئيس‪،‬‬
‫وتتس م باالس تمرارية واألهمي ة الكب يرة في النظ ام السياسي‪ .‬يت ولى ال رئيس قي ادة ه ذه املؤسس ة‪ ،‬مم ا‬
‫يمنح ه مكان ة ب ارزة وس لطات دس تورية ووس ائل سياس ية وقانوني ة للمس اهمة في إدارة الش أن الع ام‪.‬‬
‫تتكون املؤسس ة من ج وانب مادي ة مث ل ال رئيس وفريق ه‪ ،‬وج وانب غ ير مادي ة مث ل الص الحيات‬
‫الدستورية والدور اإلداري‪ .‬تعمل هذه املكونات سوًي ا على تحقيق أهداف املؤسسة‪ ،‬مما يعكس املكانة‬
‫‪1‬‬
‫املرموقة لرئاسة الجمهورية في النظام الدستوري‪.‬‬

‫في األس اس‪ ،‬الق رارات الص ادرة عن رئاس ة الجمهوري ة قابل ة للطعن باإللغ اء ألنه ا تعت بر ق رارات‬
‫إدارية مركزية‪ ،‬حتى وإن لم تكن تتمتع بالشخصية املعنوية‪ ،‬نظ ًر ا ألن السلطة الرئيسية تكون في هذا‬
‫ًال‬
‫الس ياق ل دى رئيس الجمهوري ة ب د من الرئاس ة نفس ها‪ .‬وبم وجب ذل ك‪ ،‬محكم ة االستئناف اإلداري ة‬
‫ب الجزائر العاص مة كقاضي ابت دائي‪ ،‬هي املختص ة للنظ ر في الطع ون باإللغ اء املقدم ة ض د تص رفات‬
‫‪2‬‬
‫األجهزة التابعة لرئاسة الجمهورية عندما تتخذ تلك األفعال شكل قرارات إدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوزير األول أو رئيس الحكومة‪:‬‬

‫‪ 1‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ 2‬حنان عكوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.253‬‬

‫‪33‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫تعد الوزارة األولى املؤسسة التنفيذية الفعلية في الدولة ويرأسها الوزير األول" أو رئيس الحكومة‬
‫بحس ب األغلبي ة ان كانت برملاني ة أو رئاس ية طبق ا للم ادة ‪ 103‬من التع ديل الدس توري لع ام ‪ 2020‬ه و‬
‫منسق عمل الحكومة طبقا للفقرة األولى من املادة ‪ 112‬من اخر تعديل دستوري واملسؤول على مخطط‬
‫عمل الحكومة طبقا للمادة ‪ 106‬واملسؤول عن تنفيذ سياسة الحكومة طبقا للمادة ‪ ،109‬ويتمتع بجملة‬
‫من الصالحيات كتلك املنصوص عليها في املادة ‪ 112‬كالسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات أو رئاسة‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعات الحكومة‪.‬‬

‫تس اعد مجموع ة من املص الح اإلداري ة ال وزير األول في آداء مهام ه كم دير ال ديوان واألمين الع ام‬
‫للحكوم ة‪ .‬تع د أعم ال ال وزير األول أو رئيس الحكوم ة قابل ة للطعن فيه ا ب دعوى اإللغ اء أم ام املح اكم‬
‫‪2‬‬
‫االستئنافية‪ ،‬ماعدا املتصلة بأعمال السيادة‪.‬‬

‫والقرارات الصادرة عن هذه املصالح تكون محل طعن أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر‪.‬‬

‫أم ـ ــا ال ـ ــوزارات‪ ،‬فُت َع ُّد من أهِّم أقس ام اإلدارة املركزي ة‪ ،‬وعلى ال رغم من ع دم امتالكه ا للشخص ية‬
‫املعنوي ة‪ ،‬إال أن وجوده ا يس تمد من الدول ة‪ .‬فكل وزي ر يمث ل الدول ة ويتص رف باس مها‪ ،‬وليس لل وزير‬
‫سلطة تنظيمية مستقلة‪ ،‬إال أنه ُي سهم في تنفيذ وتطبيق املراسيم التنفيذية من خالل إصدار القرارات‬
‫‪3‬‬
‫التنظيمية التي تخص قطاع الوزارة التي ُي شرف عليها‪.‬‬

‫ق د تكون ه ذه الق رارات عرض ة للطعن أم ام املحكم ة اإلداري ة لالستئناف في الجزائ ر بسبب وج ود‬
‫عيب في مشروعيتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئات الوطنية العمومية‬


‫تعتبر الهيئات الوطنية العمومية شخصا من أشخاص القانون العام مكلفة عن طريق إدارة مرفق‬
‫عم ومي بتس يير الخ دمات العمومي ة وض مان إش باع حاج ات الجماع ة ال تي أنشئت من أجله ا والهيئ ة‬
‫العمومي ة هي عب ارة عن مرف ق عم ومي ي دار عن طري ق منظم ة عمومي ة ويتمت ع بالشخص ية املعنوي ة‪.‬‬
‫وتشمل الهيئات الوطنية العمومية املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬املجلس الدستوري من جهة‪،‬‬

‫‪ 1‬سهيلة مزياني‪ ،‬سلطات الوزير األول ورئيس الحكومة في التعديل الدستوري ‪ ،2020‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪،09‬‬
‫العدد ‪ ،01‬خنشلة‪ ،2022 ،‬ص ‪.734‬‬
‫‪ 2‬مياسة بلطرش‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 3‬عادل بوعمران‪ ،‬دروس في املنازعات اإلدارية دراسة تحليلية نقدية ومقارنة ‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2014 ،‬‬
‫ص ‪.73‬‬

‫‪34‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫والس لطات اإلداري ة املس تقلة من جه ة أخ رى مث ل مجلس والق رض‪ ،‬املجلس األعلى لإلعالم مجلس‬
‫‪1‬‬
‫املنافسة‪ .....‬إلخ‪.‬‬

‫عندما تقوم هذه الهيئات بممارسة مهامها املوكلة إليها‪ ،‬قد تقوم بأعمال وأنشطة إدارية مثل إصدار‬
‫ق رارات لتنظيم أنشطتها الداخلية أو الخارجية‪ ،‬أو عندما تبرم عقوًد ا إدارية‪ ،‬أو تقوم بأعمال إدارية‬
‫أخرى‪ .‬يمكن أن تكون هذه األعمال موضوعة للطعن أمام القضاء اإلداري إذا كانت غير واضحة أو غير‬
‫ُت‬
‫قانونية‪ .‬عتبر املحكمة اإلدارية لإلستئناف في الجزائر املختصة بالنظر في الطعون املقدمة بشأن إلغاء‬
‫أو تفسير أو تقدير مشروعية قرارات هذه الهيئات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬املنظمات املهنية الوطنية‬


‫من خالل استقراء مختلف النصوص القانونية التي تنظم املنظمات املهنية الوطنية‪ ،‬نجد أن املشرع‬
‫الجزائ ري لم يع ط تعريف ا مح ددا للمنظم ات املهني ة الوطني ة بص فة خاص ة‪ ،‬أو للتنظيم املنهي بص فة‬
‫عامة‪ ،‬لكنه اكتفى بالنص فقط على إنشائها وتبيان مختلف األهداف األساسية التي ستقوم بتحقيقها‪،‬‬
‫وهو أمر منطقي‪ ،‬ألن مهمة منح التعريفات للمصطلحات القانونية هي مهمة الفقه والقضاء‪ ،‬فمن عادة‬
‫املشرع أن يعزف عن ذلك‪ ،‬لقابلية هذه التعريفات للتحيين والتغيير املستمر‪.‬‬

‫نجد من ذل ك مثال في نص املادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪2 08-95‬املتعلق بمهنة املهن دس الخب ير العقاري‪،‬‬
‫ال تي اعت برت منظمة الخ براء املهندس ين على أنه ا‪" :‬هيئــة تتمتــع بالشخص ــية املعنويــة وتض ــم األشخاص‬
‫املؤهلين ملمارسة مهنة الخبـير العقـاري‪ ،‬وفـق الشـروط املحـددة في هـذا األمـر"‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره‬
‫تعريفا تشريعيا إلحدى هذه املنظمات‪.‬‬

‫وهي املنظم ات التي تع نى بشؤون املهن ة كمنظمة املح امين‪ ،‬املحض رين‪ ،‬املهندس ين ويكون االنض مام‬
‫‪3‬‬
‫إليها إجباري كما أن القائمين على تسييرها وإدارتها هم أعضاء التنظيم أنفسهم‪.‬‬

‫وق د أق ر نص املادة ‪ 900‬مك رر من ق انون االج راءات املدني ة واإلداري ة املع دل واملتمم بامت داد‬
‫اختص اص محكم ة االستئناف اإلداري ة بالعاص مة‪ ،‬كق اض أول درج ة للنظ ر في الطع ون املرفوعة ضد‬

‫‪ 1‬سنوساوي سمية‪ ،‬خصوصية مبدأ التقاضي على درجتين أمام القضاء اإلداري‪ ،‬املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،54‬العدد ‪ ،3‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص ‪.250-249‬‬
‫‪ 2‬أمر رقم ‪ ،08-95‬مؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ 1995‬املتعلق بمهنة املهندس الخبير العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬الصادرة في ‪ 16‬أفريل‬
‫‪ ،1995‬ص‪.05‬‬
‫‪ 3‬عادل بوعمران‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪35‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫الق رارات الص ادرة عن تل ك املنظم ات س يما املتعلق ة منه ا بالتسجيل واالغف ال واالنض مام لتل ك‬
‫‪4‬‬
‫املنظمات‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫في الختام‪ ،‬يتضح من الفصل األول للدراسة األهمية الكبيرة والتنوع الذي تمثله املحاكم اإلدارية في‬
‫النظ ام الق انوني الجزائ ري‪ .‬من خالل دراس ة طبيع ة املح اكم اإلداري ة‪ ،‬واختصاص اتها املتع ددة‪،‬‬
‫واإلجراءات املتبعة فيها‪ ،‬يمكننا أن نرى بوضوح أنها تمثل ركيزة أساسية في نظام العدالة اإلدارية‪.‬‬

‫وم ع ذل ك‪ ،‬ف إن تط ور النظ ام القض ائي ال يتوق ف هن ا‪ ،‬ب ل يتج اوز إلى إنش اء املح اكم اإلداري ة‬
‫لالستئناف كدرج ة ابتدائية‪ ،‬وهو ما ي برز تطلع السلطات القض ائية إلى تعزيز العدالة وتسريع تقديم‬
‫القرارات‪ .‬وعلى الرغم من التحديات التي قد تطرأ‪ ،‬فإن هذه الخطوة تعكس التزام السلطات بتطوير‬
‫النظام القانوني لضمان تقديم العدالة بطريقة فعالة ومنصفة‪.‬‬

‫‪ 4‬يسمينه قزقوز‪ ،‬شرايطي نادية‪ ،‬االختصاص القضائي للهيئات القضائية اإلدارية في ظل القانون ‪ ،13-22‬مذكرة مكملة ملتطلبات نيل‬
‫شهادة املاستر في القانون‪ ،‬جامع ــة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،2023-2022 ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪36‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل األول‬
‫األولى‬
‫وم ع ذل ك‪ ،‬يظ ل هن اك حاج ة مس تمرة إلى مراجع ة وتحس ين الق وانين واإلج راءات لض مان تحقي ق‬
‫العدالة بكفاءة وفعالية أكبر‪ ،‬وتعزيز حقوق املواطنين في الوصول إلى العدالة والحماية من التعسف‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التقاضي في الدرجة الثانية‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫تمهيد‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫بهدف جعل مبدأ التقاضي على درجتين فاع وظيفي ‪ ،‬حرص املشرع الجزائري في قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية من جهة على توسيع وعاء الدعاوى اإلدارية الذي يتفاعل بداخله مبدأ التقاضي على‬
‫درجتين‪ ،‬ومن جهة أخرى على تعميم األحكام التي يقوم عليها املبدأ‪.‬‬

‫كما إن تطبيق مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري يقتضي إنشاء جهات قضائية تختص‬
‫بإعادة النظر في األحكام والقرارات الصادرة عن الجهات القضائية التي فصلت كأول درجة‪ ،‬و قد‬
‫استحدث املشرع الجزائري املحاكم اإلدارية لالستئناف باعتبارها جهة استئناف كمبدأ عام من أجل‬
‫التكريس الحقيقي ملبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬كما خص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في‬
‫القرارات الصادرة في آخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬حيث يختص مجلس الدولة كذلك‪ ،‬في‬
‫الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة‪ ،‬حيث يشكل أحد أهم الهيئات القضائية في البالد‪،‬‬
‫ًا ًا‬
‫حيث يلعب دور بارز في فصل النزاعات اإلدارية وضمان احترام القانون‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في هذا‬
‫الفصل‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مجلس الدولة كقاض استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري‬

‫‪39‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬

‫املبحث األول‪ :‬املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف‬


‫إن تعديل الدستور لسنة ‪ 2020‬كان نقطة بداية لبناء مؤسسات جديدة وأن إنشاء املحاكم اإلدارية‬
‫لإلستئناف يجعل القضاء اإلداري قد دخل مرحلة يراد من خاللها تحقيق حسن سير العدالة وتعزيز‬
‫مبدأ التقاضي على درجتين وضمان حق الدفاع وبالتالي تحقيق األمن القضائي وبث الثقة لدى‬
‫املواطنين‪ .‬حيث تمارس املحاكم اإلدارية لالستئناف اختصاصا استئنافيا باعتبارها قاضي درجة ثانية‪،‬‬
‫لهذا سنتطرق في هذا إلى ماهية املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف واألساس القانوني لها (املطلب‬
‫األول) وشروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف وآثارها (املطلب الثاني)‬
‫وإجراءات سير الخصومة اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية االستئنافية والفصل فيها (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬ماهية املحاكم االستئنافية كقاضي استئناف واألساس القانوني لها‬
‫املحاكم اإلدارية لالستئناف هي جهات استئناف‪ ،‬تقع في الدرجة الثانية ضمن السلم القضائي‬
‫اإلداري في الجزائر‪ ،‬وتكون قراراتها قابلة للطعن النقض أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف املحاكم اإلدارية لإلستئناف‬


‫وفقا للمادة ‪ 800‬من القانون ‪ 13-22‬املؤرخ في سنة ‪ ،2022‬تم تعريف املحاكم اإلدارية بأنها‪" :‬جهات‬
‫الوالية العامة في املنازعات اإلدارية تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع‬
‫القضايا التي تكون الدولة‪ ،‬أو الوالية‪ ،‬أو البلدية‪ ،‬أو إحدى املؤسسات العمومية ذات الصبغة‬
‫‪1‬‬
‫االدارية طرفا فيها"‪.‬‬

‫وبموجب املادة ‪ 179‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬وتاله الباب األول مكرر من الكتاب الرابع‬
‫من القانون رقم ‪ ،13-22‬تحت عنوان "في اإلجراءات املتبعة أمام املحاكم اإلدارية لالستئناف"‪ ،‬وهذا‬
‫بموجب املادة ‪ 07‬من نفس القانون والتي أضافت املادة ‪ 900‬مكرر‪ ،‬والتي تضمنت مختلف اإلجراءات‬
‫الخاصة بالتقاضي أمام هذه املحكمة‪ ،‬سواء باعتبارها جهة استئناف باعتبارها أول درجة للتقاضي في‬
‫‪2‬‬
‫بعض املنازعات‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 13-22‬املذكور سابقا‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 179‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫‪40‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬


‫تستمد املحاكم اإلدارية لإلستئناف وجودها القانوني من مجموعة من النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية واملتمثلة في األساس الدستوري‪ ،‬واألساس التشريعي‪ ،‬واألساس التنظيمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األساس الدستوري للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪:‬‬

‫لقد تبنى املؤسس الدستوري بموجب املادة ‪ 152‬من دستور سنة ‪ 11996‬على صعيد التنظيم‬
‫القضائي نظام ازدواجية القضاء حيث أعلن عن ميالد مجلس الدولة كهيئة مقومة ألعمال الجهات‬
‫القضائية اإلدارية‪ 2،‬دون تحديد املقصود بهذه الجهات القضائية‪ ،‬وبتاريخ ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬صدر القانون‬
‫‪4‬‬
‫رقم ‪ 302-98‬الخاص باملحاكم اإلدارية وبقي الوضع على حاله رغم التعديل الدستوري لسنة ‪2016‬‬
‫‪5‬‬
‫الذي لم يحمل في طياته الجديد بالنسبة للقضاء اإلداري‪.‬‬

‫وبصدور التعديل الدستوري لسنة ‪ 62020‬نصت املادة ‪ 179‬منه في فقرتها الثانية على ما يلي‪" :‬يمثل‬
‫مجلس الدولة الهيئة املقومة ألعمال املحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية والجهات‬
‫األخرى الفاصلة في املواد اإلدارية"‪.‬‬

‫‪ 1‬التع ديل الدس توري لس نة ‪ ،1996‬الص ادر بم وجب املرس وم الرئاسي رقم ‪ 438-96‬املؤرخ في ‪ 07‬ديس مبر ‪ ،1996‬يتعل ــق بإص ــدار نص‬
‫تعديل الدستور املصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،76‬املؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية مقارنة‪( ،‬دط)‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ 02-98‬املؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬يتعلـق باملحـاكم اإلداريـة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬املؤرخة في‬
‫‪ 01‬جوان ‪.1998‬‬
‫‪ 4‬التع ديل الدس توري لس نة ‪ ،2016‬الص ادر بم وجب الق انون رقم ‪ 01-16‬املؤرخ في ‪ 06‬م ارس ‪ ،2016‬يتض ـ ــمن التع ـ ــديل الدس ـ ــتوري‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬املؤرخة في ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ 5‬بوزيد غالبي‪ ،‬مكي حمشة‪ ،‬النظــام القــانوني للمحكمــة اإلداريــة لإلستئناف في الجزائــر‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،01‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2023‬ص ‪.305‬‬
‫‪ 6‬التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬املؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬يتعلــق بإصــدار التعــديل‬
‫الدس ــتوري املص ــادق علي ــه في اس ــتفتاء أول نوفم ــبر ‪ ،2020‬الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة‪ ،‬الع دد ‪ ،82‬املؤرخ ة في ‪ 30‬ديس مبر‬
‫‪.2020‬‬

‫‪41‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫وبهذا تكون هذه املادة قد أعلنت صراحة عن ميالد املحاكم اإلدارية لإلستئناف كدرجة ثانية‬
‫للتقاضي في املادة اإلدارية وهذا إعماال ملبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬وبهذا تكون قد اكتملت هياكل‬
‫‪1‬‬
‫النظام القضائي اإلداري الوطني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس التشريعي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪:‬‬

‫تطبيقا لنص الدستور صدر األمر رقم ‪ 201-21‬املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخابات‬
‫والذي أشار في بعض نصوصه إلى إمكانية الطعن باالستئناف أمام املحكمة اإلدارية لإلستئناف فيما‬
‫يخص املنازعات االنتخابية‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 5‬ماي ‪ 2022‬وبموجب القانون رقم ‪ 307-22‬املتضمن التقسيم القضائي تم اإلعالن رسميا‬
‫عن إحداث ست (‪ )6‬محاكم إدارية لإلستئناف تقع مقراتها بالجزائر ووهران وقسنطينة وورقلة‬
‫وتامنغست وبشار‪ ،‬وهذا ما نصت عليه أحكام املادة ‪ 08‬من نفس املنظومة القانونية‪ ،‬وبإحداث املحاكم‬
‫اإلدارية لإلستئناف يكون املشرع قد أعلن صراحة عن هياكل النظام القضائي اإلداري‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 16‬جوان ‪ 2022‬صدر القانون العضوي رقم ‪ 410-22‬املتعلق بالتنظيم القضائي حيث حدد‬
‫املشرع بموجب املادة ‪ 04‬منه هياكل النظام القضائي اإلداري واملتمثلة في مجلس الدولة واملحاكم‬
‫اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية‪ ،‬كما خصص الفصل األول من الباب الرابع منه للمحاكم‬
‫اإلدارية لإلستئناف وحدد تشكيلتها واختصاصاتها بموجب أحكام املادتين ‪ 30-29‬منه‪ ،‬كما بين في املواد‬
‫من ‪ 33‬إلى ‪ 38‬من نفس القانون تنظيم املحاكم اإلدارية لإلستئناف وحدد مهام محافظ الدولة‪،‬‬
‫وأخضع اإلجراءات املتبعة أمامها ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬ونص على تحديد كيفيات‬
‫التسيير اإلداري واملالي لها عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫‪ 1‬خديجة لعريبي‪ ،‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،34‬العدد ‪ ،04‬جامعة اإلخوة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2023‬ص ‪.315-314‬‬
‫‪ 2‬األمر رقم ‪ 01-21‬املؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬املتعلق بنظام االنتخابات ‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،17‬املؤرخة في‬
‫‪ 10‬مارس ‪.2021‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ 07-22‬املؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ،2022‬يتضـمن التقسـيم القضـائي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬املؤرخة‬
‫في ‪ 14‬ماي ‪.2022‬‬
‫‪ 4‬القانون العضوي رقم ‪ 10-22‬املؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ ،2022‬يتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪،41‬‬
‫املؤرخة في ‪ 16‬جوان ‪.2022‬‬

‫‪42‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ثم صدر بعد ذلك القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬املعدل واملتمم للقانون العضوي رقم ‪ 1988‬املتعلق‬
‫بتنظيم مجلس الدولة واختصاصاته‪ 1،‬حيث نصت املادة ‪ 10‬منه على إختصاص مجلس الدولة بالفصل‬
‫في الطعون باالستئناف ضد القرارات الصادرة عن املحكمة اإلدارية لإلستئناف ملدينة الجزائر في‬
‫دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير املشروعية للقرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية املركزية‬
‫والهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية‪.‬‬

‫كما نصت املادتين ‪ 11-2‬منه على اختصاص مجلس الدولة في الطعون بالنقض والقضايا املخولة له‬
‫بموجب نصوص خاصة‪ ،‬وهذا ما يفهم منه صراحة إحالة اختصاص الفصل في الطعون باالستئناف‬
‫للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك صدر القانون رقم ‪ 13-22‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية‪ 2،‬حيث خصص املشرع الباب األول مكرر لإلجراءات املتبعة أمام املحاكم اإلدارية‬
‫لإلستئناف‪ ،‬حدد اختصاصاتها‪ ،‬تشكيلتها‪ ،‬أجال رفع الدعوى وقف التنفيذ‪ ،‬الفصل في القضية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫والطعن في األوامر االستعجالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األساس التنظيمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪:‬‬

‫تطبيقا ألحكام القانون رقم ‪ 07-22‬املتضمن التقسيم القضائي صدر املرسوم التنفيذي رقم ‪-22‬‬
‫‪ 435‬الذي يحدد دوائر اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪ 4،‬حيث نصت املادة األولى منه‬
‫على تحديد دوائر اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف تطبيقا ألحكام املادة ‪ 10‬من‬
‫القانون رقم ‪ 07-22‬املتضمن التقسيم القضائي‪.‬‬

‫وتم تحديد ذلك بموجب امللحق األول لهذا املرسوم‪ ،‬كما تم رفع عدد املحاكم اإلدارية إلى ثمان‬
‫وخمسين (‪ )58‬محكمة عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬على أن تنصب املحاكم اإلدارية الجديدة تدريجيا عند‬
‫توفر جميع الشروط الضرورية لسيرها‪.‬‬

‫‪ 1‬الق انون العض وي رقم ‪ 11-22‬املؤرخ في ‪ 09‬ج وان ‪ ،2022،‬يعـ ـ ــدل ويتمم القـ ـ ــانون العضـ ـ ــوي رقم ‪ 01-98‬املؤرخ في ‪ 30‬مـ ـ ــاي ‪1998‬‬
‫واملتعلق بتنظيم مجلس الدولة وسيره واختصاصاته ‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬املؤرخة في ‪ 16‬جوان ‪.2022‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ ،2022‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬واملتضمن قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬املؤرخة في ‪ 17‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪ 3‬خديجة لعريبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪ 4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 435-22‬املؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2022‬يحدد دوائر اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف واملحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،84‬املؤرخة في ‪ 14‬ديسمبر ‪.2022‬‬

‫‪43‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫وتطبيقا ألحكام املادة ‪ 38‬من القانون العضوي رقم ‪ -10-22‬السالف الذكر ‪ -‬صدر املرسوم‬
‫‪1‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 120-23‬الذي يحدد كيفيات التسيير اإلداري واملالي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‪،‬‬
‫والذي نص على إحداث أمانة عامة لدى املحكمة اإلدارية لإلستئناف يسيرها أمين عام يوضع تحت‬
‫سلطة محافظ الدولة ويعتبر اآلمر الثانوي بصرف ميزانية املحكمة اإلدارية لإلستئناف‪ ،‬كما يكلف‬
‫األمين العام بااللتزام بنفقات تسيير املحكمة اإلدارية لإلستئناف وتصفيتها واآلمر بصرفها في حدود‬
‫‪2‬‬
‫االعتمادات املمنوحة‪ ،‬كما يتولى مجال التسيير اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اختصاصات املحاكم اإلدارية لإلستئناف‬


‫تحدد املادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 13-22‬املعدل واملكمل لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫االختصاص اإلقليمي (أوال) والنوعي ملحاكم االستئناف اإلدارية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص املكاني واإلقليمي‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 07-22‬املتضمن التقسيم القضائي لتأسيس ستة (‪ )6‬محاكم إدارية‬
‫لإلستئناف‪ ،‬وال تثير قواعد االختصاص اإلقليمي أي تساؤل قانوني‪ ،‬حيث يتولى الجهة املنظمة رسم‬
‫الحدود الجغرافية واإلقليمية لكل محكمة إدارية لإلستئناف من خالل األنظمة‪ ،‬كما أكدت املادة ‪10‬‬
‫ُت‬
‫من القانون رقم ‪ ،07-22‬التي نصت على أن دوائر اختصاص املحاكم اإلدارية لإلستئناف حدد عن‬
‫‪3‬‬
‫طريق األنظمة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ونالحظ أن املنظم حدد اختصاص إقليمي لكل محكمة إدارية لإلستئناف كما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬املحكمة اإلدارية لإلستئناف بالجزائر تشمل ‪ 10‬محاكم إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬البليدة‪ ،‬البويرة‪ ،‬تيزي وزو الجلفة املدية املسيلة بومرداس‪ ،‬تيبازة‪ ،‬عين الدفلى‪.‬‬

‫‪ -2‬املحكمة اإلدارية لإلستئناف لوهران تشمل ‪ 12‬محكمة إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي‪ :‬وهران‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬تيارت‪ ،‬سعيدة سيدي بلعباس مستغانم معسكر البيض تيسمسيلت عين تموشنت غليزان‪،‬‬
‫الشلف‪.‬‬
‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-23‬املؤرخ في ‪ 18‬مارس ‪ ،2023‬يحدد كيفيات التسيير اإلداري واملالي للمحاكم اإلدارية واملحاكم اإلدارية لإلستئناف‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،18‬املؤرخة في ‪ 21‬مارس ‪.2023‬‬
‫‪ 2‬خديجة لعريبي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.316-315‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ 4‬خديجة لعريبي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪44‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ -3‬املحكمة اإلدارية لإلستئناف لقسنطينة تشمل ‪ 15‬محكمة إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي‪:‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬باتنة‪ ،‬بجاية‪ ،‬جيجل سطيف‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬عنابة‪ ،‬قاملة‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،‬الطارف‪،‬‬
‫سوق أهراس‪ ،‬ميلة‪ ،‬تبسة‪ ،‬خنشلة‪.‬‬

‫‪ -4‬املحكمة اإلدارية لإلستئناف لورقلة تشمل ‪ 11‬محكمة إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي‪ :‬ورقلة‪،‬‬
‫غرداية‪ ،‬األغواط‪ ،‬الوادي‪ ،‬بسكرة‪ ،‬أوالد جالل‪ ،‬إيليزي‪ ،‬توقرت جانت‪ ،‬املغير‪ ،‬املنيعة‪.‬‬

‫‪ -5‬املحكمة اإلدارية لإلستئناف لتامنغست تشمل ‪ 3‬محاكم إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي‪:‬‬
‫تامنغست‪ ،‬عين صالح‪ ،‬عين قزام‪.‬‬

‫‪ -6‬املحكمة اإلدارية لإلستئناف لبشار تشمل ‪ 7‬محاكم إدارية تابعة لدائرة اختصاصها وهي‪ :‬بشار‪،‬‬
‫أدرار‪ ،‬تندوف‪ ،‬النعامة تيميمون برج باجي مختار‪ ،‬بني عباس‪.‬‬

‫ُي الحظ أن االختصاص اإلقليمي ملحاكم االستئناف اإلدارية الستة يشمل ‪ 58‬محكمة إدارية عبر‬
‫البالد بعد رفع عدد املحاكم اإلدارية إلى ثمان وخمسين (‪ )58‬محكمة عبر البالد‪ ،‬كما جاء في املادة ‪ 3‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 1.435-22‬وحدد امللحق الثاني من هذا املرسوم دوائر اختصاصها اإلقليمي التي‬
‫تغطي ‪ 58‬والية بعد رفع عدد الواليات بموجب املادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪2 12-19‬املعدل واملكمل‬
‫‪3‬‬
‫للقانون رقم ‪ 2004‬املتضمن التنظيم اإلقليمي للبالد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص النوعي‪:‬‬

‫بعد إنشاء املؤسس الدستوري للمحاكم اإلدارية لإلستئناف بموجب املادة ‪ 179‬من الدستور سنة‬
‫‪ 2020‬وتبعتها عدة إصالحات تشريعية‪ ،‬أصدر القانون العضوي رقم ‪ 10-22‬املتعلق بالتنظيم القضائي‪،‬‬
‫حيث نصت املادة ‪ 29‬منه التي تأتي في الفصل األول من الباب الرابع تحت عنوان‪" :‬املحاكم اإلدارية‬
‫لإلستئناف" على ما يلي‪" :‬تعد املحكمة اإلدارية لإلستئناف جهة استئناف لألحكام واألوامر الصادرة عن‬
‫املحاكم اإلدارية‪ .‬وتختص أيضا بالفصل في القضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة"‪.‬‬

‫‪ 1‬الفاسي فاطمة الزهراء‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.316‬‬


‫‪ 2‬الق انون رقم ‪ 112-19‬املؤرخ في ‪ 11‬ديس مبر ‪ ،2019‬يع ــدل ويتمم الق ــانون رقم ‪ 09-84‬املؤرخ في ‪ 04‬فيف ــري ‪ 1984‬واملتعل ــق ب ــالتنظيم‬
‫اإلقليمي للبالد‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،78‬املؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪ 3‬خديجة لعريبي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪45‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ُي الحظ من نص املادة أعاله أن املشرع أنشأ املحاكم اإلدارية لإلستئناف كقاضي استئناف في الهرم‬
‫القضائي اإلداري‪ ،‬حيث يتبوأ مجلس الدولة املوقع األعلى وقاعدته املحاكم اإلدارية‪ .‬كما منح املشرع‬
‫لهذه الجهة القضائية صالحية النظر في استئناف األحكام واألوامر الصادرة عن املحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى منحها اختصاًص ا في فصل القضايا املخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫تضيف املادة ‪ 900‬مكرر من القانون رقم ‪ 12‬املعدل واملكمل لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫بقولها‪ :‬تختص املحكمة اإلدارية لإلستئناف بالفصل في إستئناف األحكام واألوامر الصادرة عن املحاكم‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫بهذا‪ ،‬قام املشرع بحل االشكاليات القانونية التي كانت مطروحة سابًق ا والتي تتعلق باالختصاص‬
‫الذي كان مجلس الدولة يتولى نظره في استئناف أحكام املحاكم اإلدارية والتي كانت محل انتقاد من‬
‫قبل الفقهاء نظًر ا لالختصاصات املنوطة بهذه الهيئة من جهة‪ ،‬باإلضافة إلى مساسه بمبدأ التقاضي على‬
‫درجتين من جهة أخرى‪ .‬وبناًء عليه‪ ،‬فقد سحب املشرع اختصاص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة‬
‫للفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير املشروعية في القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات‬
‫اإلدارية املركزية والهيئات العمومية الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية كما كانت تنص على ذلك املادة‬
‫‪2‬‬
‫‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ 13-11‬املتعلق باالختصاصات املنوطة بمجلس الدولة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬شروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف وآثارها‬
‫تطلب رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف ومتابعتها إجراءات دقيقة وتقديم البيانات‬
‫الالزمة‪ ،‬مع فهم اآلثار الجوهرية لعملية االستئناف‪ .‬يهدف هذا النظام إلى تحقيق العدالة وتطبيق‬
‫القانون بشكل سليم ومنصف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط وإجراءات رفع الدعوى أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف‬

‫‪ 1‬خديجة لعريبي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.319‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضيف‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون اإلجـراءات املدنيـة واإلداريـة دراسـة تشـريعية وقضـائية وفقهيـة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪127-126‬‬

‫‪46‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫تنشأ الخصومة برفع الدعوى إلى املحكمة وتنعقد بتبليغها إلى املدعى عليها وفقا لإلجراءات وتحت‬
‫طائلة عدم االنعقاد‪ 1،‬وبالرجوع لألحكام الجديدة التي تضمنها القانون رقم ‪ 13-22‬السالف الذكر نرى‬
‫‪2‬‬
‫أن املشرع اعتمد مبدأين‪ :‬اإلحالة وبعض اإلجراءات االستثنائية‪.‬‬

‫نظام اإلحالة إلى تطبيق نفس إجراءات وشروط رفع الدعوى اإلدارية اعتمد املشرع نفس التوجه‬
‫فيما يخص الشروط املتعلقة باملستأنف (أي الصفة واملصلحة(‪ ،‬حسب املادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية وبالنسبة لألهلية تخلى قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية عن اإلشارة إليها كشرط‬
‫لقبول الدعوى وصنفها كشرط لصحة اإلجراءات مع منح القاضي إمكانية إثارة مسألة انعدامها تلقائيا‬
‫وكذا انعدام التعويض ملمثل الشخص الطبيعي أو املعنوي (املادتين ‪ 64‬و ‪ 65‬من القانون رقم ‪،)09-08‬‬
‫(الحكم املطعون فيه حيث يشترط في القرار املطعون فيه أمام املحاكم اإلدارية لالستئناف أن يكون‬
‫قضائيا وليس عمال إداريا صادرا عن املحاكم اإلدارية‪ ،‬ابتدائيا ويجوز كذلك الطعن باالستئناف في‬
‫األحكام التمهيدية قبل الحكم القطعي في الدعوى أما الحكم التحضيري فال يجوز الطعن فيه‬
‫باالستئناف إال مع الحكم القطعي‪ ،‬وكذلك أال يكون قابال للمعارضة بمعنى يجب أن يكون استنفذ حق‬
‫املعارضة أو الحق بالطعن بهذا الطريق واملعارضة تثبت لكل من صدر ضده حكم غيابي ‪ ،‬وأن يكون‬
‫الحكم أو القرار صادر عن محكمة إدارية إذ ال يمكن االستئناف في أحكام أو قرارات صادرة عن‬
‫محاكم للقضاء العادي أمام جهات القضاء اإلداري و القاعدة العامة تقضي قابلية جميع األحكام‬
‫القضائية الصادرة عن املحاكم االبتدائية لالستئناف ما لم ينص القانون على خالف ذلك (املادة ‪ 15‬من‬
‫‪3‬‬
‫القانون رقم ‪ ،)09-08‬وأن يكون هذا الحكم فاصال في موضوع النزاع‪.‬‬

‫املشرع لم يعتمد نفس املنطق في استخدام املصطلحات بخصوص األحكام والقرارات فيما يصدره‬
‫ًال‬
‫املحكمة االستئنافية‪ .‬فاملحكمة االستئنافية تصدر قرارات بد من األحكام‪ ،‬على الرغم من أنه من‬
‫املعتاد أن تصدر املحكمة أحكاًم ا والغرف القضائية العليا تصدر قرارات‪ .‬هذا االختالف في املصطلحات‬
‫ًال‬
‫يجب أن يكون متناسًب ا مع اختصاص املحكمة؛ فمث ‪ ،‬إذا كانت املحكمة تنظر في استئناف‪ ،‬فإنها تصدر‬
‫ًا‬
‫قرارات‪ ،‬بينما إذا كانت تعمل كمحكمة أولى‪ ،‬فإنها تصدر أحكام قابلة لالستئناف‪.‬‬

‫‪ 1‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 2‬خال د بوكوب ة‪ ،‬م روة قرس اس‪ ،‬األحكام املنظم ــة للمحكم ــة االستئنافية اإلداري ــة عض ــويا ووظيف ــا في التش ــريع الجزائ ــري حس ــب آخ ــر‬
‫املستجدات القانونية الصادرة توافقا مع أحكام التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مجلة النبراس للدراسات القانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد‬
‫‪ ،02‬جامعة محمد الشريف مساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 3‬خالد بوكوبة‪ ،‬مروة قرساس‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪47‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫والشروط املتعلقة بالعريضة حتى تكون العريضة مقبولة شكال يجب أن تتوفر على مجموعة من‬
‫‪1‬‬
‫البيانات منصوص عليها في املادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل واملتمم‪.‬‬
‫ًال‬
‫"يجب أن تتضمن عريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬تحت طائلة عدم قبولها شك ‪ ،‬البيانات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‪.‬‬

‫‪ -2‬اسم ولقب املدعي وموطنه‪،‬‬

‫‪ - 3‬اسم ولقب وموطن املدعى عليه‪ ،‬فإن لم يكن له موطن معلوم‪ .‬فآخر موطن له‪،‬‬

‫‪ -4‬اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص املعنوي‪ ،‬ومقره االجتماعي وصفة ممثلة القانوني أو‬
‫االتفاقي‪،‬‬
‫ًا‬
‫‪ -5‬عرضا موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪ -6 .‬اإلشارة‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬إلى املستندات والوثائق املؤيدة للدعوى‪".‬‬

‫تم تحديد اآلجال لرفع االستئناف أمام املحكمة اإلدارية بموجب املواد ‪ 832‬و‪ 839‬من القانون ذاته‪.‬‬
‫وفًق ا للمادة ‪ ،839‬تم تخصيص شهر واحد لرفع االستئناف العادي بالنسبة لألحكام الصادرة عن‬
‫املحكمة اإلدارية‪ ،‬بينما تم تخصيص شهرين لألحكام الصادرة عن املحكمة اإلدارية لالستئناف‪ .‬وقد تم‬
‫تخفيض هذه اآلجال إلى ‪ 15‬يوًم ا بالنسبة لألوامر االستعجالية‪ ،‬ما لم تنص النصوص على خالف ذلك‬
‫(مادة ‪ 950‬ف‪ 1‬من القانون رقم ‪ .)09-08‬يمكن القول إن اعتماد نفس اآلجال لرفع الدعوى في املحكمة‬
‫اإلدارية يثير بعض التعقيدات‪ ،‬نظًر ا ألن اختصاص املحكمة هو النظر في استئناف أحكام املحاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬مما يستوجب جعل آجال االستئناف أقصر باملقارنة مع آجال رفع الدعوى في املحكمة‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية ألول مرة‪.‬‬

‫تمثل اإلجراءات وسير الدعوى أمام املحكمة االستئنافية والجهات القضائية اإلدارية نفسها‪ ،‬حيث‬
‫تمت مراجعة املادة ‪ 900‬مكرر ‪ 3‬لتطبيق أحكام املواد من ‪ 838‬إلى ‪ 873‬من القانون ذاته‪ .‬وبالنسبة‬
‫إلجراءات االستئناف‪ ،‬تمت مراجعة املادة ‪ 900‬مكرر ‪ 6‬لتطبيق األحكام الواردة في املواد من ‪ 539‬إلى‬

‫‪ 1‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫‪ 2‬فهيمة بلول‪ ،‬املستجدات اإلجرائية في املادة اإلدارية (دراسة على ضوء القانون رقم ‪ 13-22‬الذي يعدل ويتمم القانون رقم ‪،)09-08‬‬
‫مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،04‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.506‬‬

‫‪48‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ 542‬من القانون نفسه‪ُ .‬ي ظهر هذا أن املشرع أشار إلى تطبيق القواعد العامة بخصوص رفع‬
‫االستئناف‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتحديثات الجديدة التي جاءت مع القانون رقم ‪ ،13-22‬فتشمل االعتراف بإمكانية رفع‬
‫الدعوى بعريضة ورقية أو بالطريق اإللكتروني‪ ،‬مع تحديد بيانات الطريقة اإللكترونية في املواد ‪ 14‬و‪15‬‬
‫من القانون رقم ‪ 09-08‬املعدل واملتمم‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ُ ،‬ي مكن تبليغ الخصوم باملذكرات والوثائق‬
‫اإلضافية قبل اختتام التحقيق بكل الوسائل القانونية‪ ،‬بما في ذلك الطريقة اإللكترونية‪ ،‬كما جاء في‬
‫املادة ‪ 815‬من القانون رقم ‪ .13-22‬هذا يشير إلى توجه املشرع نحو عصرنة مرفق القضاء وتسهيل‬
‫إجراءات التقاضي‪.‬‬

‫إضافة إلى إمكانية تبليغ الخصوم باملذكرات والوثائق اإلضافية قبل اختتام التحقيق بكل الوسائل‬
‫القانونية بما فيها الطريقة اإللكترونية وهو ما يدل على توجه املشرع نحو عصرنة مرفق القضاء‬
‫وتسهيل إجراءات التقاضي‪ .‬ومن املستجدات التي تحسب للمشرع في تعديل قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية اعتماد آلية التصريح باالستئناف التي لم تكن متاحة أمام القضاء اإلداري والتي سمح من‬
‫خاللها للمتقاضين بممارسة هذا الحق وبذلك يقلل من أعباء تنقلهم ويقربهم من مرفق العدالة‪.‬‬

‫تمثيل الخصوم أمام املحكمة االستئنافية اإلدارية يكون بواسطة محاٍم وجوًب ا‪ ،‬وذلك وفًق ا للمادة‬
‫‪ 900‬مكرر ‪ 1‬فصلين ‪ 1‬و‪ 2‬من قانون القضاء اإلداري‪ ،‬وإال فإن العريضة لن يتم قبولها‪ .‬ولألشخاص‬
‫العامة‪ ،‬فإنه يمكن أن يستندوا إلى املادة ‪ 827‬التي تعفي بعض األشخاص من التمثيل بمحام‪ ،‬ولكن‬
‫ًال‬
‫املادة ‪ 900‬مكرر ‪ 1‬استخدمت مصطلح "الخصوم" بد من األطراف في الدعوى‪ ،‬مما أدى إلى عدم‬
‫‪1‬‬
‫الدقة‪ ،‬وينبغي بوضوح تحديد أن أشخاص القانون الخاص هم فقط من يجب عليهم التمثيل بمحام‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثار االستئناف أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف‬


‫لالستئناف أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف أثر ناقل للنزاع‪ ،‬وموقف للتنفيذ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االستئناف أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف ناقل للنزاع‪:‬‬


‫ًا‬
‫املادة ‪ 900‬من القانون رقم ‪ 13-22‬تحدد آليات االستئناف وتعّر ف مفهوم األثر الناقل للطعن‪ .‬وفق‬
‫لهذه املادة‪ُ ،‬ي عتبر األثر الناقل للطعن تحويل القضية بكامل محتوياتها من حيث الوقائع واألدلة‬

‫‪ 1‬خالد بوكوبة‪ ،‬مروة قرساس‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪49‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫والحجج‪ ،‬التي تقدمت في الدعوى األصلية أمام محكمة الدرجة األولى‪ ،‬إلى الجهة االستئنافية‪ .‬وتتولى‬
‫الجهة االستئنافية استعراض القضية من جديد‪ ،‬والنظر في األدلة والحجج بمستوى جديد من النظر‪،‬‬
‫حيث تحقق إما في تأكيد الحكم األصلي‪ ،‬أو تعديله‪ ،‬أو إلغائه والفصل في النزاع بشكل جديد‪ .‬في هذا‬
‫السياق‪ ،‬ال ُي سمح للجهة االستئنافية بإعادة الدعوى إلى مرحلة ما قبل صدور الحكم األصلي‪ ،‬وال‬
‫بإحالة القضية إلى قاٍض آخر للبت فيها‪ ،‬أو إلى محكمة الدرجة األولى إلعادة النظر فيها‪ .‬كما ال يجوز‬
‫ًا‬
‫للجهة االستئنافية التراجع عن حكمها إال في الحاالت املنصوص عليها قانون ‪ .‬حيث إن سلطة الجهة‬
‫االستئنافية في نظر الخصومة املنقولة أمامها‪ ،‬هي سلطة شاملة‪ ،‬ولكن ليست مطلقة‪ ،‬بل مقيدة بحدود‬
‫‪1‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ ‬مقيدة بأطراف خصومة االستئناف‪ ،‬فال يستفيد منه إال من كان طرفا في النزاع أمام محكمة أول درجة‬
‫وذلك تكريسا ملبدأ التقاضي على درجتين بصفة عادلة‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أال يحكم بما لم يطلب منه باستثناء املسائل املتعلقة بالنظام العام التي يثيرها القاضي من تلقاء‬
‫نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬مقيدة بعدم قبول الطلبات الجديدة في االستئناف‪ ،‬باستثناء الحاالت املنصوص عليها في املواد ‪ 341‬و‬
‫‪ 342‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستئناف أمام املحكمة اإلدارية لالستئناف موقف لتنفيذ الحكم‪:‬‬

‫وفًق ا ملادة ‪ 900‬مكرر ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،13-22‬فإن االستئناف يقوم بنقل نفس النزاع إلى جهة‬
‫االستئناف التي تقوم بالنظر فيه من جديد‪ ،‬وفي الوقت نفسه يتم وقف تنفيذ الحكم األصلي محل‬
‫االستئناف‪ ،‬وهذا يختلف عن وضعية القانون رقم ‪ 09-08‬حيث كانت االستئناف أمام مجلس الدولة ال‬
‫يوقف تنفيذ الحكم الصادر عن املحكمة اإلدارية كما كان موضًح ا في املادة ‪ 908‬من نفس القانون‪ .‬بعد‬
‫التعديل‪ ،‬أصبح االستئناف أمام مجلس الدولة يوقف تنفيذ قرارات املحكمة اإلدارية للتمييز‪ .‬يتضح من‬
‫ذلك أن املشرع قد اعتمد األثر املوقف لالستئناف على نحو مشابه ملا يحدث في القضاء العادي‪ ،‬حيث‬
‫ال يمكن تنفيذ الحكم الصادر عن املحكمة اإلدارية إال بعد االنتهاء من جميع مراحل الطعن املنصوص‬
‫عليها قانوًن ا‪.‬‬
‫‪ 1‬بوزيد غالبي‪ ،‬مكي حمشة‪ ،‬النظام القانوني للمحكمة اإلدارية لإلستئناف في الجزائر‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.313-312‬‬

‫‪50‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫األثر املوقف للتنفيذ له فائدة عملية‪ ،‬حيث ُي قلل من إنهاء املتقاضي للنفقات الكثيرة أثناء تنفيذ‬
‫حكم املحكمة اإلدارية‪ ،‬والتي يمكن ملجلس الدولة أن يلغيها ويصدر قراًر ا معاكًس ا خالل عملية‬
‫‪1‬‬
‫االستئناف‪ ،‬وهذا يمكن أن يتسبب في حاالت واقعية صعبة التدارك‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬إجراءات سير الخصومة اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية االستئنافية‬
‫والفصل فيها‬
‫تتمثل إجراءات سير الخصومة اإلدارية أمام املحاكم اإلدارية االستئنافية والفصل فيها في عدة‬
‫خطوات متتالية تهدف إلى تحقيق العدالة اإلدارية وفق القوانين واألنظمة املعمول بها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التحقيق في الخصومة‬


‫ًا‬ ‫ًا‬
‫تعتبر عملية التحقيق في الخصومة جزء أساسي من عملية القضاء اإلداري‪ ،‬حيث يقوم القاضي‬
‫واملختصون بسلسلة من اإلجراءات واملراحل للتأكد من العدالة وتطبيق القانون‪ .‬يتضمن التحقيق‬
‫مراحل تبدأ من فحص عريضة الطعن وتنتهي بمرحلة اختتام التحقيق‪ ،‬مع استخدام وسائل متعددة‬
‫مثل املعاينة وسماع الشهود واستشارة الخبراء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مراحل التحقيق في الخصومة‪:‬‬

‫يلعب القاضي الفاصل في املادة اإلدارية على مستوى املحاكم اإلدارية االستئنافية دورا إيجابيا بدء‬
‫من مرحلة فحص عريضة الطعن مرورا بمرحلة التحقيق فيها‪ ،‬وصوال ملرحلة اختتام التحقيق‪.‬‬

‫أ‪ .‬مرحلة فحص عريضة الطعن‪:‬‬

‫املادة ‪ 904‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية تنص على تطبيق أحكام املواد من ‪ 815‬إلى ‪825‬‬
‫املتعلقة بعريضة افتتاح الدعوى أمام املحكمة اإلدارية االستئنافية‪ ،‬حيث يتطلب صحة انعقاد‬
‫الخصومة تقديم عريضة افتتاح الدعوى ودفع الرسم القضائي‪ ،‬ويعود اختصاص الفصل في حاالت‬
‫اإلعفاء من الرسم القضائي لرئيس املحكمة اإلدارية‪ .‬يتم تبليغ عريضة افتتاح الدعوى واملذكرات عن‬

‫‪ 1‬بوزيد غالبي‪ ،‬مكي حمشة‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪51‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫طريق أمانة الضبط‪ ،‬وعدم التبليغ يؤدي إلى شطب القضية من الجدول‪ 1.‬كما يمكن للجهات القضائية‬
‫في املحكمة اإلدارية مباشرة إجراءات الصلح في ثالث وضعيات‪ :‬بالنسبة للنزاعات التي تدخل في‬
‫اختصاصها‪ ،‬بمبادرة من أطراف الخصومة‪ ،‬أو بسعي من القاضي بعد موافقة الخصوم‪ .‬وفي حالة‬
‫التوصل إلى صلح‪ ،‬يحرر رئيس تشكيلة الحكم محضًر ا يبين فيه ما تم االتفاق عليه‪ ،‬ويأمر بتسوية‬
‫‪2‬‬
‫النزاع وغلق امللف‪ ،‬وال يمكن طعن هذا األمر‪.‬‬

‫ب‪ .‬مرحلة التحقيق في موضوع عريضة الطعن‪:‬‬

‫في هاته املرحلة‪ ،‬يقوم قاضي املحكمة اإلدارية بدور فّع ال يتيح له التدخل في سير الدعوى واالطالع‬
‫على ملف الدعوى وتقديم الوصف القانوني الصحيح‪ُ .‬ي برز في هذه املرحلة مبدأ الوجاهية كخاصية‬
‫لإلجراءات القضائية‪ ،‬حيث يلزم رئيس تشكيلة الحكم بإخطار الخصوم قبل جلسة الحكم بالوجه‬
‫ًا‬
‫املثار‪ ،‬وفق للمادة ‪ 843‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬جاءت املقتضيات‬
‫اإلجرائية املتعلقة بمادة اإلثبات في املنظومة اإلجرائية لسنة ‪ ،2008‬وهي تحدد اإلجراءات الخاصة‬
‫بمسألة التحقيق في الخصومة بشكل دقيق وواضح‪ ،‬بهدف ضمان تحقيق العدالة واملصلحة العامة‬
‫‪3‬‬
‫بشكل صحيح وفّع ال‪.‬‬

‫ج‪ .‬مرحلة اختتام التحقيق‪:‬‬

‫في مرحلة اختتام التحقيق‪ ،‬يقوم محافظ الدولة بدور بارز حيث يجب على القاضي املختص إحالة‬
‫ُت‬
‫ملف النزاع إليه لتقديم تقرير مكتوب في غضون شهر واحد‪ .‬و عتبر القضية جاهزة للنظر فيها عندما‬
‫يحددها رئيس التشكيلة القضائية بأمر ال يمكن الطعن فيه‪ ،‬أو ثالثة أيام قبل تاريخ الجلسة املحددة في‬
‫حال عدم إصدار األمر‪ .‬وبعد إغالق باب املرافعة‪ ،‬ال ُي قبل أي مذكرات أو طلبات جديدة ما لم يأمر‬

‫‪ 1‬فضيل العيش‪ ،‬الصلح في املنازعات اإلدارية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون فرع اإلدارة واملالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫اإلدارية الجزائر‪ ،2003-2002 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 2‬هويدة عياشي‪ ،‬مروى بن جرو الذيب‪ ،‬الخصومة أمام املحكمة اإلدارية االستئنافية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات‬
‫نيل شهادة املاستر تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،2023-2022 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 3‬مسعود شيهوب‪ ،‬املبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج ‪ ،1‬الهيئات واإلجراءات‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪52‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫رئيس التشكيلة القضائية بتمديد التحقيق‪ .‬ويمكن استئناف التحقيق في حالة الضرورة بناًء على قرار‬
‫‪1‬‬
‫يأمر بتحقيق تكميلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وسائل التحقيق في الخصومة‪:‬‬

‫أ‪ .‬من قبل القاضي اإلداري‪:‬‬

‫‪ -‬املعاينة واالنتقال إلى األماكن‪ :‬تمثل املعاينة واالنتقال إلى األماكن طريقة لإلثبات يستخدمها القاضي‬
‫بناًء على طلب أحد الخصوم أو من تلقاء نفسه‪ُ .‬ي مكن للقاضي وأعضاء املحكمة الذهاب إلى موقع النزاع‬
‫لرؤية الحالة على األرض مباشرة‪ ،‬حيث ُي حدد القاضي مكان وزمان املعاينة ويدعو الخصوم للحضور‬
‫وتقديم الدعم الالزم لتسهيل املهمة‪ُ .‬ي حرر محضر بنتائج املعاينة وُي وقعه القاضي وأمين الضبط‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وُي حفظ بأمانة الضبط ويمكن للخصوم الحصول على نسخ منه‪.‬‬

‫‪ -‬سماع الشهود‪ :‬يمكن للمحكمة اإلدارية االستئنافية استدعاء الشهود لإلدالء بشهاداتهم في النزاع‬
‫ُت‬
‫املطروح‪ .‬عتبر شهادة الشاهد مهمة لتوضيح البيانات أو امللفات أو إثبات وقائع ليست من الطبيعة التي‬
‫ُت‬
‫دون في السجالت اإلدارية‪ ،‬وللخصم الحق في استدعاء الشهود‪ ،‬مع واجب الحضور واإلدالء بشهادتهم‬
‫أمام املحكمة‪ .‬يتم استدعاء الشهود بتكليف من الخصم الراغب في ذلك وعلى نفقته‪ ،‬وتتمثل شهادة‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫‪3‬‬
‫الشاهد في رواية الوقائع التي شاهدها بنفسه‪ ،‬مما ُي عتبر دلي مباشر للقضية‪.‬‬

‫ب‪ .‬من قبل املختصين تحت إشراف القاضي اإلداري‪:‬‬

‫‪ -‬الخبرة‪ :‬الخبرة في القانون هي وسيلة إثبات استثنائية يلجا إليها القاضي من تلقاء نفسه أو بناء على‬
‫طلب أحد األطراف في الدعوى‪ ،‬ليستعين من خاللها بمتخصصين في مسائل فنية أو علمية أو مهنية‬
‫تخرج بالضرورة عن حدود إدراكه وعلمه املفترض ليدرك ويثبت من خاللها عناصر وتفاصيل الواقعة‬
‫‪4‬‬
‫املعروضة مراعيا في ذلك الشروط التي حددها القانون‪.‬‬

‫‪ 1‬هويدة عياشي‪ ،‬مروى بن جرو الذيب‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 2‬عبد العزيز عبد املنعم خليفة‪ ،‬اإلثبات في الدعاوى اإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،1‬املركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،2010 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 3‬الیاس جوادي‪ ،‬شــھادة الشــهود وحجیتھــا في اثبــات الــدعوى اإلداريــة‪ ،‬مجلة آف اق علمیة‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،03‬جامعة الشهيد حمه‬
‫لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.575‬‬
‫‪ 4‬م راد محم ود الشنيكات‪ ،‬اإلثب ــات باملعاين ــة والخ ــبرة في الق ــانون املدني دراس ــة مقارن ــة‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪ ،‬دار الثقاف ة للنش ر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،2001 ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪53‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫مضاهاة الخطوط‪ :‬هي دعوى تهدف إلى التحقق من صحة كتابة أو توقيع على وثيقة‪ .‬عند وجود خالف‬
‫حول صحة مستند خطي‪ ،‬يمكن للقاضي استدعاء خبير للتدقيق فيه‪ .‬تنظم هذه الدعوى في قوانين‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬وهدفها إثبات أو نفي صحة الخط أو التوقيع على الوثيقة‪ .‬بعد انتهاء‬
‫مرحلة التحقيق‪ُ ،‬ي طلب من القاضي إحالة ملف القضية إلى محافظ الدولة الذي يقدم تقريًر ا مكتوًب ا‬
‫يحتوي على طلباته‪ .‬ليس من الضروري على محافظ الدولة االعتماد على تقرير القاضي‪ ،‬بل يجب عليه‬
‫‪1‬‬
‫أيًض ا إثارة أوجه جديدة ملساعدة قضاة مجلس الدولة في حل القضية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل صدور القرار القضائي اإلداري‬


‫يمر صدور القرارات القضائية االدارية بجملة من املراحل التي نفصلها من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬قفل باب املرافعة وجدولة القضية‪:‬‬

‫بعد إنهاء التحقيق وتجهيز املستشار املعين لتقريره‪ ،‬وإرسال التقرير من قبل محافظ الدولة في‬
‫غضون شهر‪ ،‬يكون امللف جاهًز ا تماًم ا للنظر فيه‪ ،‬وُي غلق باب املرافعات في املادة اإلدارية‪ .‬يتم ذلك‬
‫بتبادل املذكرات بين األطراف‪ ،‬بينما في القضايا العادية‪ ،‬يتم فتح باب املرافعة لألطراف للخوض في‬
‫املرافعات‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬يتم إعداد جدول للقضايا املعدة للفصل فيها من ِق بل رئيس التشكيلة القضائية‪ ،‬حيث‬
‫يقوم بإعداد جدول لكل جلسة وُي بلغ محافظ الدولة لتقديم طلباته في جلسة املرافعة‪ 2،‬وفًق ا لنص‬
‫املادة ‪ 874‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ .‬وفي حاالت الضرورة‪ُ ،‬ي سمح لرئيس التشكيلة‬
‫القضائية بجدولة القضية للفصل فيها بشكل فردي في أي وقت‪ ،‬وفًق ا للمادة ‪ 875‬من ذات القانون‪.‬‬

‫يتم إخطار جميع األطراف بتاريخ الجلسة التي سيتم فيها النظر في القضية‪ ،‬ويتم ذلك بواسطة‬
‫أمانة الضبط على األقل قبل عشرة أيام من تاريخ الجلسة‪ ،‬ويمكن تقليص هذا األجل في حالة‬
‫‪3‬‬
‫االستعجال بأمر من رئيس التشكيلة القضائية إلى يومين فقط‪ ،‬وفًق ا للمادة ‪ 876‬من القانون‪.‬‬

‫ب‪ .‬سير الجلسة‪:‬‬

‫‪ 1‬مسعود شيهوب‪ ،‬املبادئ العامة للمنازعات اإلدارية الهيئات واإلجراءات‪ ،‬ج ‪ ،1‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،2009 ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ 2‬سعيد بوعلي‪ ،‬املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ 3‬هويدة عياشي‪ ،‬بن جرو الذيب مروي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪54‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫وفقا لنص املادتين ‪ 884‬و‪ 887‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬تخضع الجلسة في املادة‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية في سیرها للمراحل التالية‪:‬‬
‫ّش‬
‫‪‬بعد تالوة القاضي املقرر للتقرير املعد حول القضية‪ ،‬يجوز للخصوم تقديم مالحظاتهم ال فوية‬
‫تدعيما لطلباتهم الكتابية‪.‬‬
‫‪ ‬يتناول املدعى عليه الكلمة أثناء الجلسة بعد املدعي‪ ،‬عندما يقدم هذا األخير مالحظات شفوية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أيضا لرئيس تشكيلة الحكم االستماع إلى أعوان اإلدارة املعنية أو دعوتهم لتقديم توضيحات‪.‬‬
‫‪ ‬يمكنه أيضا‪ ،‬خالل الجلسة‪ ،‬وبصفة استثنائية‪ ،‬أن يطلب توضيحات من كل شخص حاضر يرغب أحد‬
‫الخصوم في سماعه‪.‬‬

‫ج‪ .‬املداولة‪:‬‬
‫ُت‬
‫بعد إنهاء إجراءات الخصومة اإلدارية‪ ،‬دخل القضية مرحلة املداولة يشترط أن تكون املداولة‬
‫سرية في غرفة مخصصة لذلك‪ ،‬وتدخل القضية هذه املرحلة بعد إتمام إجراءات سير الخصومة‪ ،‬وحتى‬
‫تكون صحيحة يجب أن يحضرها كل أعضاء تشكيلة الحكم‪ ،‬ويقوم املستشار املقرر بإعداد مشروع‬
‫القرار القضائي‪ ،‬ويصدر بأغلبية األصوات‪ 2،‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 270‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية‪ :‬يصدر الحكم الفاصل في النزاع بأغلبية األصوات‪.‬‬

‫د‪ .‬النطق بالحكم‪:‬‬

‫يقصد بالنطق بالحكم تالوة منطوقة شفويا بالجلسة‪ ،‬ويجب أن تكون عبارات املنطوق واضحة‬
‫ًال‬
‫ناجزة ال تحتمل التأويل‪ ،‬وذلك في جلسة علنية‪ ،‬فإن لم ُي صدر القرار في جلسة علنية‪ ،‬فإنه ُي عتبر باط ‪.‬‬
‫يجوز تأجيل النطق بالحكم إلى جلسة أخرى قريبة‪ ،‬مع تحديد تاريخ النطق في الجلسة التالية‪ 3،‬وفًق ا‬
‫للمادة ‪ 271‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ " :‬يتم النطق بالحكم في الحال أو في تاريــخ الحـق‪،‬‬
‫ويــبلغ الخصوم بهذا التاريخ خالل الجلسة‪.‬‬

‫في حالة التأجيل‪ ،‬يجب أن يحدد تاريخ النطق بالحكم للجلسـة املوالية‪.‬‬

‫‪ 1‬املادتين ‪ 884‬و‪ 887‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪ 2‬سعيد بوعلي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ 3‬عمر زودة‪ ،‬اإلجراءات املدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬أﻧﺳﯾﻛﻠوﺑدﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪.590‬‬

‫‪55‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ال يجوز تمديد املداولة إال إذا اقتضت الضرورة املــلحة ذلك‪ ،‬على أال تتجاوز جلستين متتاليتين‪".‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحكم في الخصومة‬


‫تتجلى أهمية فهم الحكم الخصومة في النظام القانوني في القدرة على فهم اإلجراءات القضائية‬
‫ومراحل النزاع‪ .‬يعتبر الحكم الخصومة خطوة حاسمة بعد مرحلة االستئناف‪ ،‬حيث يتخذ القرار بشأن‬
‫النزاع املعروض على املحكمة‪ .‬تتنوع نتائج حكم الخصومة بين قبول االستئناف ورفضه‪ ،‬أو تعديل‬
‫الحكم املستأنف‪ ،‬أو إلغاء الحكم والتصدي للخصومة‪ .‬من خالل فهم هذه العملية‪ ،‬يمكن فهم كيفية‬
‫تطبيق العدالة وضمان حقوق األطراف املعنية في النزاع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عوارض الخصومة‪:‬‬

‫أ‪ .‬انقطاع الخصومة‪ :‬املشرع الجزائري قام بتنظيم مسألة انقطاع الخصومة القضائية‪ ،‬حيث حدد‬
‫أسبابها وكيفية إعادة السير في القضية بعد انقطاعها‪ .‬تنقطع الخصومة في القضايا التي ال يمكن فصلها‬
‫ألسباب محددة‪ ،‬مثل تغير في أهلية أحد الخصوم للتقاضي‪ ،‬أو وفاته‪ ،‬أو وفاة محاميه‪ .‬يجب أن يتحقق‬
‫سبب انقطاع الخصومة بعد انعقادها‪ ،‬وأن تكون القضية غير مهيأة للفصل‪ ،‬ليتم إعادة السير في‬
‫‪1‬‬
‫القضية بعد توفر الشروط الالزمة‪.‬‬

‫ب‪ .‬انقضاء الخصومة‪ :‬تنتهي الخصومة االستئنافية عادة بحكم في املوضوع‪ ،‬ولكن في بعض الحاالت ال‬
‫تصل إلى نهايتها املرجوة بسبب أسباب محددة في القانون‪ ،‬مثل التنازل عن الخصومة‪ ،‬أو سقوطها‪ ،‬أو‬
‫وفاة أحد الخصوم‪ .‬ينظم القانون الجزائري هذه األسباب في الفصل الرابع من الباب السادس من‬
‫‪2‬‬
‫الكتاب األول لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكم الخصومة بعد االستئناف‪:‬‬

‫في النظام القانوني‪ ،‬تعتبر مرحلة االستئناف أحد السبل املتاحة لألطراف لطلب إعادة النظر في‬
‫القرار القضائي الذي صدر في الدرجة األولى‪ .‬وبعد أن يتم تقديم االستئناف ومراجعته من قبل الجهة‬
‫‪3‬‬
‫املختصة‪ ،‬يصدر حكم الخصومة بناًء على نتيجة هذه املراجعة‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد مليجي‪ ،‬ركود الخصومة‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص‪22‬‬


‫‪ 2‬هويدة عياشي‪ ،‬مروى بن جرو الذيب‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ 3‬هويدة عياشي‪ ،‬مروى بن جرو الذيب‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬

‫‪56‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫أ‪ .‬الحكم بعدم قبول االستئناف‪ :‬الحكم بعدم قبول االستئناف يصدر عن الجهة االستئنافية بسبب‬
‫عدة أسباب‪ ،‬مثل تجاوز املدة املحددة لتقديم االستئناف‪ ،‬أو عدم إرفاق نسخة مطابقة للحكم‬
‫املستأنف‪ ،‬أو عدم دفع الرسوم القضائية‪ ،‬أو غياب بعض البيانات الضرورية في عريضة االستئناف‬
‫وأسباب أخرى‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬تقرر الجهة االستئنافية عدم قبول االستئناف‪ ،‬وُي عتبر هذا الحكم حكًم ا‬
‫نهائًي ا للنزاع‪.‬‬

‫ب‪ .‬الحكم بتأييد حكم االستئناف‪ :‬يعني ذلك أن املحكمة التي تم استئناف حكمها تقبل االستئناف‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫شكلي وترفضه موضوعي ‪ ،‬مما يعني أنها تؤكد الحكم السابق وتعتبره ملزًم ا‪ .‬تكون األسباب التي تقوم‬
‫عليها املحكمة في قبول الحكم املستأنف‪ ،‬إما أن تعتبر أسباب االستئناف السابقة كافية وتغني عن طرح‬
‫أسباب جديدة‪ ،‬أو تقوم بتأييد الحكم املستأنف ألسباب خاصة بها دون الحاجة ألسباب جديدة‪.‬‬

‫ج‪ .‬الحكم بتعديل حكم االستئناف‪ :‬عندما تقبل املحكمة االستئنافية الطعن في االستئناف من الناحية‬
‫الشكلية‪ ،‬وتقوم بتعديل الحكم املستأنف إما كلًي ا‪ ،‬حيث تذكر أسباًب ا خاصة بالحكم الذي صدر في‬
‫املرحلة الثانية وأدى إلى تعديل الحكم املستأنف‪ .‬وقد تقوم املحكمة بتعديل الحكم املستأنف جزئًي ا‪ ،‬في‬
‫هذه الحالة‪ ،‬عليها أن تحدد الجزء املعدل فقط‪ ،‬والجزء الذي لم يشمله التعديل يعتبر مؤكًد ا في حكم‬
‫التأييد‪ ،‬وتظل أسباب الحكم املستأنف سارية‪.‬‬

‫د‪ .‬الحكم بإلغاء الحكم املستأنف والتصدي للخصومة‪ :‬يتطلب األمر قبول االستئناف من الناحية‬
‫الشكلية‪ ،‬ثم تقييم الجهة االستئنافية للمخالفات في الحكم املستأنف وإلغائه‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يمكن للجهة‬
‫االستئنافية استخدام سلطتها للتصدي للخصومة وإنهاء النزاع وفًق ا للمادة ‪ 346‬من قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫هـ‪ .‬الحكم بإلغاء الحكم املستأنف وإحالة األطراف‪ :‬عندما توافق الجهة املستأنفة على االستئناف‬
‫ًال‬
‫شك وتجد أن الحكم املستأنف غير صالح وأن العناصر املوجودة في النزاع ال تكفي لحله نهائًي ا على‬
‫ُت‬
‫مستوى االستئناف‪ ،‬أو ترى أن الفصل ينتهك مبدأ التقاضي على مستوى االستئناف‪ ،‬قد حال األطراف‬
‫والنزاع مرة أخرى إلى محكمة الدرجة األولى إلعادة النظر فيه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تصحيح األخطاء املادية وتفسير األخطاء القضائية‪:‬‬

‫القوانين القضائية تقدم آليات متعددة لتصحيح األخطاء في األحكام‪ ،‬منها الطعن بالحكم وفق‬
‫ُت‬
‫اإلجراءات القانونية‪ .‬عتبر إعادة الحكم للقاضي الصادر لتصحيحه أحد النظم املتبعة لتصحيح‬

‫‪57‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫األخطاء املادية‪ 1‬وُي نص عليها في مواد ‪ 891‬و‪ 963‬و‪ 964‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ .‬كما‬
‫يمكن للطرف طلب تفسير الحكم في حال عدم وضوحه أو عدم تحديد مضمونه بشكل كاٍف وفق املادة‬
‫‪ 965‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ .1‬تصحيح األخطاء املادية‪ :‬يتم تصحيح األخطاء التي تنطوي على عرض غير صحيح للواقعة املادية أو‬
‫ُت‬
‫تجاهل وجودها في األحكام القضائية‪ ،‬و قسم األخطاء املادية إلى صنفين‪ :‬البسيط والجوهري‪ ،‬مع توفير‬
‫إجراءات خاصة لكل منهما‪.‬‬
‫ُت‬
‫‪ .2‬تفسير األحكام القضائية‪ :‬سمح املادة ‪ 285‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية بتفسير األحكام‬
‫القضائية لتوضيح مضمونها أو إزالة الغموض املحتمل فيها‪ .‬يمكن تقديم طلب تفسير الحكم من قبل‬
‫أحد الخصوم أو بشكل مشترك‪ ،‬وهدف هذه العملية هو توضيح مضمون الحكم دون تغييره أو تأجيل‬
‫‪2‬‬
‫تنفيذه‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مجلس الدولة كقاض استئناف ونقض في النظام القضائي الجزائري‬
‫بعد اعتماد املشرع الجزائري ملبدأ االزدواجية القضائية وتأسيس مجلس الدولة‪ ،‬أقر املؤسس‬
‫الدستوري أَّن مجلس الدولة هو إحدى هيئات السلطة القضائية املكلفة بضمان احترام القانون‪ .‬يتمتع‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قــانون املنازعــات اإلداريـة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2013 ،‬‬
‫ص ‪.25‬‬
‫‪ 2‬هويدة عياشي‪ ،‬مروى بن جرو الذيب ‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬

‫‪58‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫مجلس الدولة بمجموعة من الصالحيات‪ ،‬بما في ذلك الجانب االستشاري مثل إبداء الرأي في مشاريع‬
‫القوانين وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى الصالحيات القضائية‪.‬‬

‫مع تأسيس الهيئة القضائية الجديدة التي تابعة للهرم اإلداري‪ ،‬والتي تمت اإلشارة إليها في التعديل‬
‫الدستوري لعام ‪ ،2020‬تخَّف ف الضغط عن مجلس الدولة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالصالحيات القضائية‬
‫املنوطة به‪ ،‬مثل النظر في القضايا من الدرجة ثانية‪ ،‬واالستئناف‪ ،‬والطعن بالنقض‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وقد م لهذا سنتطرق في هذا إلى مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري (املطلب األول) ومجلس‬

‫الدولة كقاض استئناف (املطلب الثاني) ومجلس الدولة كقاض نقض (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري‬


‫مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري يشكل أحد أهم الهيئات القضائية في البالد‪ ،‬حيث يلعب‬
‫ًا ًا‬
‫دور بارز في فصل النزاعات اإلدارية وضمان احترام القانون‪ .‬يأخذ مجلس الدولة مكانة مرموقة في‬
‫الهرم القضائي‪ ،‬ويتمتع باالستقاللية والتوجه نحو توحيد االجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مجلس الدولة الجزائري‬


‫تم تأسيس مجلس الدولة الجزائري بموجب التعديل الدستوري لعام ‪ ،1996‬وبدأ العمل الفعلي له‬
‫في عام ‪ ،1998‬وُي عتبر هذا املجلس جزًء ا من املؤسسات الدستورية الجزائرية الحديثة‪ .‬يتبع مجلس‬

‫‪59‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫الدولة السلطة القضائية‪ ،‬وأعضاؤه ُي خضعون للقانون األساسي للقضاة‪ ،‬باستثناء فئة مستشاري‬
‫الدولة في مهامهم غير العادية‪ .‬تم إنشاء مجلس الدولة لتعزيز االزدواجية القضائية التي أقرتها الدستور‬
‫الجزائري لعام ‪ ،1996‬والتي أكد عليها القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬املعدل واملكمل لتنظيم مجلس‬
‫الدولة وعمله‪ .‬ويهدف هذا املجلس إلى توحيد االجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد وضمان احترام‬
‫ًا‬
‫القانون‪ ،‬وفق ملا جاء في املادة ‪ 2-179‬من التعديل الدستوري لعام ‪ُ .2020‬ي عتبر مجلس الدولة أعلى‬
‫هيئة قضائية في الهرم القضائي اإلداري‪ ،‬ويتميز بخصائص تنبثق من النصوص الدستورية وقواعد‬
‫‪1‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪.11-22‬‬

‫املادة ‪" :3‬يحدد مقر مجلس الدولة في مدينة الجزائر‪ ،‬مع مراعاة أحكام املادة ‪ 98‬من الدستور"‪.‬‬

‫املادة ‪" :9‬يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في األحكام والقرارات الصادرة نهائيا عن‬
‫الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫ويختص أيضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص‪ .‬خاصة"‪.‬‬

‫املادة ‪" :10‬يختص مجلس الدولة بالفصل في استئناف القرارات الصادرة عن املحكمة اإلدارية‬
‫لالستئناف ملدينة الجزائر في دعاوى إلغاء وتفسير وتقدير مشروعية القرارات اإلدارية الصادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية املركزية والهيئـات الـعـمـومـيـة الوطنية واملنظـمـات املـهـنـيـة الوطنية"‪.‬‬

‫املادة ‪" :11‬يختص مجلس الدولة بالفصل في القضـايـا املخولة له بموجب نصوص خاصة"‪.‬‬

‫ويتشكل مجلس الدولة عند انعقاده حسب املادة ‪ 32‬من القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬املذكور سابقا‬
‫من‪:‬‬

‫"‪ -‬رئيس مجلس الدولة‪،‬‬

‫‪ -‬نائب الرئيس‪،‬‬

‫‪ -‬رؤساء الغرف‪،‬‬

‫‪ -‬عميد رؤساء األقسام‪،‬‬

‫‪ 1‬القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬مؤّر خ في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ‪ 9‬جوان سنة ‪ ،2022‬يعدل ويتمم القانون العضوي رقم ‪01-98‬‬
‫املؤرخ في ‪ 4‬صفر عام ‪ 1419‬املوافق ‪ 30‬مايو سنة ‪ 1998‬واملتعلق بتنظيــم مجلس الدولة وسيره واختصاصاته‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬املؤرخة في ‪ 16‬جوان ‪.2022‬‬

‫‪60‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ -‬مستشار الدولة املقرر املعني بامللف‪.‬‬

‫يعد رئيس مجلس الدولة جدول القضايا التي تعرض على مجلس الدولة عند انعقاده كغرف مجتمعة‪.‬‬

‫يحضر محافظ الدولة ومحافظ الدولة املساعد املكلف بامللف تشكيلة مجلس الدولة كغرف مجتمعة‪،‬‬
‫ويقدمان مذكراتهما‪.‬‬

‫ال يصح الفصل إال بحضور نصف عدد أعضاء تشكيلة يصح الغرف املجتمعة‪ ،‬على األقل‪ ،‬ومستشار‬
‫الدولة املقرر املعني بامللف"‪.‬‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة في الجزائر جزء من الهرم القضائي‪:‬‬

‫يعتبر مجلس الدولة في الجزائر جزًء ا من الهرم القضائي‪ ،‬ويظهر ذلك وفًق ا للمادة ‪ 179‬من التعديل‬
‫الدستوري لعام ‪ ،2020‬التي جاءت ضمن السلطة القضائية‪ ،‬مما يشير إلى أنه تابع للسلطة القضائية‪.‬‬
‫وهذا يختلف عن مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬الذي يكون تابًع ا للهيئة التنفيذية في الدولة ألسباب خاصة‬
‫‪1‬‬
‫بها‪.‬‬

‫‪ -2‬مجلس الدولة يتمتع باالستقاللية‪:‬‬

‫يتمتع مجلس الدولة باالستقاللية‪ ،‬والتي تعني استقالله عن السلطة التنفيذية‪ .‬فرغم أن مجلس‬
‫ًف‬
‫الدولة يحدد النزاعات اإلدارية التي يكون فيها السلطة التنفيذية طر ا‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أنها تفرض‬
‫عليه أو تؤثر في قراراته‪ ،‬بموجب املادة ‪ 156‬من التعديل الدستوري لعام ‪ 2،2016‬التي تؤكد استقاللية‬
‫السلطة القضائية وممارستها في إطار القانون‪.‬‬

‫بالتالي‪ ،‬يتمتع مجلس الدولة باالستقاللية عن السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث يصدر قراراته بكامل‬
‫االستقاللية عند النظر في القضايا املعروضة عليه‪ ،‬مما يحافظ على حقوق املتقاضين ومبادئ العدالة‬
‫وسيادة القانون‪ .‬كما يتمتع أيًض ا باالستقاللية املالية واإلدارية‪ ،‬وفًق ا للمادة ‪ 13‬من القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 01-98‬وتعديالته‪ ،‬والتي تضمن تسجيل االعتمادات املالية الالزمة له في امليزانية العامة للدولة‪،‬‬
‫وإعداده للنظام الداخلي دون تدخل خارجي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني ملجلس الدولة الجزائري‪:‬‬

‫‪ 1‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،82‬املؤرخة في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪ 2‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬املؤرخة في ‪ 06‬مارس ‪.2016‬‬

‫‪61‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫تمثل مجلس الدولة الجزائري إحدى الهيئات القضائية الرئيسية املسؤولة عن األنشطة القضائية‬
‫اإلدارية‪ ،‬ويتمتع بأساس قانوني ودستوري يجعله هيئة مستقلة ومتكاملة في النظام القانوني الجزائري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األساس الدستوري إلنشاء مجلس الدولة‪:‬‬

‫تّم اعتبار املادة ‪ 152‬من التعديل الدستوري لعام ‪ 1،1996‬التي تم تعديلها بموجب املادة ‪ 179‬من‬
‫التعديل الدستوري لعام ‪ ،2020‬كتأكيد على دور مجلس الدولة كهيئة مسؤولة عن األنشطة القضائية‬
‫ّك‬
‫اإلدارية‪ ،‬مما أ د وجود نظام قضائي مزدوج‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن اعتبار أن املؤسس الدستوري قد أنشأ‬
‫نظاًم ا قضائًي ا إدارًي ا مستقال ومتكامال‪.‬‬

‫وقد ذكرت هذه املادة في القسم املتعلق بالسلطة القضائية‪ ،‬مما يمنح مجلس الدولة مكانة دستورية‬
‫بين الهيئات الدستورية األخرى ويجعله جزًء ا من السلطة القضائية‪ .‬كما نّص ت املادة ‪ 92‬من التعديل‬
‫الدستوري لعام ‪ 2020‬على كيفية تعيين رئيس مجلس الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد املواد ‪ 178‬و‪179‬‬
‫كمصادر قانونية أساسية ملجلس الدولة وتحديد نطاق اختصاصه‪ .‬وُي ضاف إلى هذا اإلطار الدستوري‬
‫رأي املجلس الدستوري رقم ‪ 98-06‬املؤرخ في ‪ 1998-05-19‬املتعلق بمراقبة ومطابقة القانون العضوي‬
‫الخاص بمجلس الدولة وتنظيمه وعمله في اإلطار الدستوري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس التشريعي ملجلس الدولة‪:‬‬

‫تم إصدار القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬الذي ينظم صالحيات وتنظيم وعمل مجلس الدولة‬
‫بتعديالته وتكميالته‪ ،‬ويتكون من ‪ 44‬مادة ُم صنفة في ‪ 5‬أبواب‪ .‬يتضمن الباب األول األحكام العامة‪،‬‬
‫والباب الثاني يركز على صالحيات مجلس الدولة‪ ،‬والباب الثالث ينظم سير عمله‪ ،‬والباب الرابع يتعلق‬
‫باإلجراءات القضائية واالستشارية أمامه‪ ،‬والباب الخامس يتضمن األحكام االنتقالية والنهائية‪.‬‬

‫كما أوضحت املادة ‪ 179‬من التعديل الدستوري لعام ‪ 2020‬ضرورة وضع قانون عضوي ينظم املحكمة‬
‫العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع‪ ،‬بما في ذلك عملهم‪ ،‬وتنظيمهم‪ ،‬وسيرهم‪ ،‬وصالحياتهم‪.‬‬

‫وبالنسبة للنظام القانوني ألعضاء مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬فهو نفس النظام املنظم لفئة القضاة‪،‬‬
‫حيث يخضعون ألحكام القانون العضوي رقم ‪ ،11-04‬ويتمتعون بنفس الحقوق والحماية والضمانات‪،‬‬
‫ويخضعون لاللتزامات ذاتها التي تنطبق على قضاة القضاء العادي‪ ،‬كما ُي عتبر مجلس الدولة هيئة‬

‫‪ 1‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،76‬املؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر ‪.1996‬‬

‫‪62‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫قضائية عليا في املواد اإلدارية‪ ،‬حيث يشغل مكانة مرموقة مماثلة ملحكمة النقض في القضاء العادي‪.‬‬
‫وبموجب هذه املكانة‪ ،‬فهو يقوم بتقويم أداء املحاكم اإلدارية من خالل الطعون املقدمة إليه‪ ،‬ويعمل‬
‫أيًض ا على توحيد االجتهاد القضائي‪ .‬وقدم وزير العدل تبريًر ا لتقديم مشروع القانون العضوي املتعلق‬
‫بمجلس الدولة أمام مجلس الوزراء‪ُ ،‬م ؤكًد ا أن مجلس الدولة ُي عتبر جزًء ا من السلطة القضائية وليس‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬مما يمثل تعزيًز ا ملبدأ فصل السلطات وتعزيًز ا لدور السلطة القضائية في حماية‬
‫املجتمع وحقوق األفراد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتمثل وضع مجلس الدولة الجزائري كجزء من السلطة القضائية في‬
‫‪1‬‬
‫ترسيخ مبدأ فصل السلطات‪ ،‬بينما يتمثل اعتماد مبدأ االزدواجية القضائية في وجود هيكلين قضائيين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األساس التنظيمي ملجلس الدولة‪:‬‬

‫بعد صدور القانون العضوي ‪ 01-98‬املتعلق بمجلس الدولة‪ ،‬صدرت مجموعة من املراسيم‬
‫‪2‬‬
‫الرئاسية والتنفيذية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬املرسوم الرئاسي رقم‪ 187-98 :‬املؤرخ في‪ 30 :‬ماي ‪ 1998‬املتضمن تعيين أعضاء مجلس الدولة‪ ،‬حيث‬
‫تشكل في البداية من ‪ 44‬عضوا‪.‬‬

‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 151-98 :‬املؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ 1998‬الذي يحدد أشكال اإلجراءات وكيفياتها‬
‫في املجال االستشاري أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 261-98 :‬املؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬املحدد لألشكال والكيفيات املتعلقة‬
‫باالستشارة لدى مجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 262-98 :‬املؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬املحدد لكيفيات إحالة جميع القضايا‬
‫املسجلة أو املعروضة على الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا إلى مجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 263 -98 :‬املؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬املحدد لكيفيات تعيين رؤساء املصالح‬
‫واألقسام‪.‬‬

‫‪ 1‬سمية لكحل‪ ،‬محمد ناصر بوغزالة‪ ،‬االختصاص االستشاري ملجلس الدولة الجزائري‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬العدد ‪،25‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.260-259‬‬
‫‪ 2‬حورية لشهب‪ ،‬النظـام القانونـي ملجلـس الدولـة فـي الجزائــر‪ ،‬مجلـة االجتهـاد القضـائي‪ ،‬املجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،12‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.244-243‬‬

‫‪63‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 322-98 :‬املؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1998‬املحدد تصنيف وظيفة األمين العام‬
‫ملجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 165-03 :‬املؤرخ في ‪ 9‬أفريل ‪ 2003‬يحدد شروط وكيفيات تعيين مستشاري‬
‫الدولة في مهمة غير عادية لدى مجلس الدولة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مجلس الدولة كقاض استئناف‬


‫قضى املشرع الجزائري بأن القرارات الصادرة عن املحاكم االدارية لإلستئناف من اختصاص‬
‫مجلس الدولة بإعتباره جهة استئناف لها ‪ ،‬هذا ما أكدته املادة ‪ 902‬من القانون ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪13‬‬
‫ذي الحجة عام ‪ 1443‬املوفق ‪ 12‬يوليو ‪ ، 2022‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 08-09‬املؤرخ في ‪ 18‬صفر‬
‫عام ‪ 1429‬املوافق ‪ 25‬فبراير سنة ‪ 2008‬و املتضمن قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪ ،‬و كذلك‬
‫املادة ‪ 10‬من القانون العضوي رقم ‪ 11.22‬املؤرخ في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ‪ 9‬جوان سنة ‪، 2022‬‬
‫يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 01-98‬املؤرخ في ‪ 4‬صفر عام ‪ 1419‬املوافق ‪30‬ماي سنة ‪ 1998‬و املتعلق‬
‫بتنظيم مجلس الدولة و سيره و اختصاصاته‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدعاوى محل االستئناف أمام مجلس الدولة‬


‫كان مجلس الدولة سابقا يتمتع باختصاص االستئناف في كل اإلحكام الصادرة عن املحاكم اإلدارية‬
‫لكن بعد التعديل الجديد الذي طرأ على القضاء اإلداري أصبح يتمتع فقط باختصاص النقض‬
‫واالستئناف في بعض الدعاوى فقط وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 10‬من القانون العضوي باختصاصات‬
‫‪1‬‬
‫مجلس الدولة وهي كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى اإللغاء‪:‬‬

‫كفل املشرع للمتضرر حقه من قرارات اإلدارة غير مشروعة‪ ،‬برفعه لدعوى اإللغاء ضد هذه‬
‫القرارات‪ ،‬ورغم أهميتها لكن لم يحدد لها تعريف قانوني‪.‬‬

‫‪ 1‬عبير مرادس‪ ،‬اإلختصاص القضائي ملجلس الدولة بخصوص األقضية املتخصصة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر تخصص قانون‬
‫إداري‪ ،‬جامعة الشهيد الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،2023-2022 ،‬ص ‪.14-13‬‬

‫‪64‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ -1‬تعريف دعوى اإللغاء‪:‬‬

‫دعوى اإللغاء عبارة عن طعن يرفع على مستوى القضاء املختص وهو القضاء اإلداري في الدول‬
‫ّن‬
‫التي تب ت نظام ازدواجية القضاء‪ ،‬وهو في هذا الشأن يختلف عن الطعن اإلداري الذي يرفع أمام‬
‫الجهة اإلدارية مصدرة القرار أو التي تعلوها سلطة بحسب ما يشترطه القانون‪.‬‬

‫وهو يهدف إلى إلغاء القرار اإلداري املطعون فيه لكونه مخالف للقانون‪ ،‬أو شابه عيب عدم‬
‫الشرعية‪ ،‬وذلك بإعدام آثاره بحيث يصبح وكأنه لم يكن بعد الحكم بإلغائه من طرف القاضي‬
‫‪1‬‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص دعوى اإللغاء‬

‫تتميز دعوى اإللغاء بعدة خصائص تميزها من غيرها من الدعاوى اإلدارية ويمكن أن نجمـل هـذه‬
‫‪2‬‬
‫الخصائص ضمن املطالب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬دعوى اإللغاء دعوى قضائية‪ :‬ليست دعوى اإللغاء مجرد تظلم أو طعن إداري كما كان عليه الوضع‬
‫في القانون الفرنسي القديم أيام مرحلة اإلدارة القاضية‪ ،‬وإنما أصبحت اليوم في مختلف األنظمة‬
‫القانونية دعوى قضائية بأتم معنى الكلمة‪ .‬وملا كانت كذلك فهي ترفع طبقا لقانون املرافعات أو‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية أمام الجهات القضائية املختصة هذه األخيرة التي تملك سلطة إعدام‬
‫القرار اإلداري املطعون فيه بالكيفية التي حددها القانون وضمن آجال محددة‪.‬‬

‫‪ -‬دعوى اإللغاء تحكمها إجراءات خاصة ومتميزة‪ :‬بالرجوع إلى قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫نجد أن املشرع قد نظم دعوى اإللغاء بموجب إجراءات قضائية خاصة وهو ما لم يفعله في باقي‬
‫ٌة‬
‫الدعاوى اإلدارية‪ ،‬وهذا راجع إلى أن هذه الدعوى من أهم الدعاوى اإلدارية وأكثرها فعالية وحَّد في‬
‫حماية فكرة الدولة القانونية ومبدأ الشرعية‪ ،‬وتأكيد حماية حقوق وحريات اإلنسان في الدولة‬
‫املعاصرة‪.‬‬

‫‪ -‬دعوى عينية موضوعية‪ :‬تعتبر دعوى اإللغاء دعوى عينية موضوعية ألنها تركز بشكل أساسي على‬
‫القرارات اإلدارية املطعون في شرعيتها من قبل األشخاص ذوي الصفة واملصلحة‪ .‬فهي ال تستهدف أو‬

‫‪ 1‬عبد الرحمن بن جياللي‪ ،‬مفهوم دعوى اإللغاء وتمييزها عن الدعاوى اإلدارية األخرى‪ ،‬مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية واإلنسانية‬
‫املعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،2020 ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ 2‬عبد الرحمن بن جياللي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.289-287‬‬

‫‪65‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫تهاجم السلطات اإلدارية التي أصدرت تلك القرارات‪ ،‬بل تسعى إلى تحقيق املصلحة العامة من خالل‬
‫فرض الجزاء على عدم املشروعية التي ترتكبها اإلدارة وإزالة آثارها‪ .‬كما تهدف إلى دفع اإلدارة إلى تجنب‬
‫ًال‬
‫ارتكاب نفس األخطاء غير القانونية مستقب ‪.‬‬

‫‪ -‬تحكمها إجراءات خاصة‪ :‬وفًق ا لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬نجد أن دعوى اإللغاء تحظى‬
‫بعدد كبير من النصوص واألحكام الخاصة بها‪ ،‬وهو ما يميزها عن باقي الدعاوى‪ .‬السبب الرئيسي لذلك‬
‫يعود إلى خطورة هذه الدعوى وتميزها من حيث املوضوع عن الدعاوى األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى انتشارها‬
‫الواسع الذي دفع املشرع الجزائري إلى تخصيص الكثير من األحكام اإلجرائية لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعاوى قضاء املشروعية‪:‬‬

‫دعاوى رقابة املشروعية هي مجموع دعاوى املوضوعية ممثلة في‪ :‬دعاوى التفسير ودعاوى تقدير‬
‫املشروعية‪.‬‬

‫‪ -1‬دعوى التفسير‪:‬‬

‫دعوى التفسير االداري هي دعوى قضائية ترفع امام املحكمة االدارية يطلب فيهـا امام القاضي املختص‬
‫تفسير القرار االداري او التصرف القانوني الغامض او املهم من اجل تحديد املراكز القانونية وتوضيح‬
‫الحقوق وااللتزامات متبعا في ذلك مناهج واساليب علمية محددة للوصول الى املعنى الحقيقي للتصرف‬
‫االداري‪ .‬وبذلك اصبحت دعوى التفسير االداري وسيلة من وسائل عملية الرقابة القضائية التي‬
‫يمارسها القاضي على أعمال اإلدارة العامة في الدولة لحماية حقوق وحريات األفراد بهدف تجسيد مبدا‬
‫‪1‬‬
‫املشروعية‪.‬‬

‫يمكن رفع الدعوى بإحدى الطريقتين‪ :‬األولى هي الطريقة املباشرة‪ ،‬كما هو الحال في جميع الدعاوى‬
‫اإلدارية األخرى‪ .‬أما الثانية فهي عن طريق اإلحالة القضائية‪ ،‬وهي طريقة غير مباشرة لتحريك دعوى‬
‫ًة‬
‫التفسير اإلداري‪ .‬عاد ‪ ،‬تنشأ هذه الطريقة من نزاع قائم يجري النظر فيه ضمن دعوى قضائية أصلية‬
‫ًا‬
‫أمام القضاء العادي‪ .‬يتم إحالة املسألة إلى جهة القضاء اإلداري املختصة بالتفسير‪ ،‬والتي تصدر حكم‬

‫‪ 1‬علي موصدق‪ ،‬أحكام الدعوى التفسيرية في النظام القضاء االداري الجزائري‪ ،‬مجلة القانون والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬جامعو‬
‫جياللي اليابس‪ ،2016 ،‬ص ‪.649‬‬

‫‪66‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ًا ًا‬
‫قضائي نهائي يحمل قوة الشيء املقضي به‪ ،‬ويوضح املعنى الحقيقي للغموض املوجود‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم‬
‫‪1‬‬
‫إبالغ هذا الحكم إلى جهة القضاء العادي لتستأنف النظر والفصل في الدعوى األصلية‪.‬‬

‫‪ -2‬دعوى تقدير املشروعية‪:‬‬

‫دعوى قضائية إدارية موضوعية وعينية من دعاوى قضاء املشروعية‪ ،‬تتحرك وترفع بشكل مباشر‬
‫بعد اإلحالة القضائية وذلك من خالل الدفع بعدم الشرعية في أحد القرارات اإلدارية النهائية أثناء‬
‫النظر والفصل في دعوى قضائية عادية أصلية دعوى مدنية أو دعوى تجارية عادية أخرى‪ ،‬فيتوقف‬
‫للقاضي الفاصل في الدعوى العادية الفاصلة‪ ،‬ويحكم بإحالة مسالة النظر والفصل في الدفع بعدم‬
‫مشروعية التصرفات اإلدارية واألحكام القضائية النهائية على جهة القضاء اإلداري املختصة بالنظر‬
‫‪2‬‬
‫والفصل في تقدير مدي مشروعية األعمال اإلدارية‪.‬‬

‫كما يختص مجلس الدولة باالستئناف إضافة للدعاوى سالفة الذكر في‪:‬‬

‫األوامر االستعجالية الصادرة في أول درجة عن املحكمة اإلدارية لإلستئناف في الجزائر العاصمة‬
‫خالل أجل خمسة (‪ )15‬يوم من تاريخ التبليغ الرسمي أو التبليغ‪ .‬ويعتبر اختصاص االستئناف خروج‬
‫عما جاء به التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬والقانون العضوي رقم ‪ 11-22‬املتعلق باختصاصات‬
‫مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط وآثار االستئناف أمام مجلس الدولة‬


‫في عالم القانون اإلداري‪ ،‬تتجلى أهمية مجلس الدولة في النظام القانوني كهيئة قضائية متخصصة‬
‫في النظر في الطعون اإلدارية‪ .‬يأتي االستئناف أمام مجلس الدولة كآلية أساسية لضمان تطبيق العدالة‬
‫‪4‬‬
‫وحماية حقوق األفراد والجهات القانونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط االستئناف‪:‬‬


‫‪ 1‬عبير مرادس‪ ،‬اإلختصاص القضائي ملجلس الدولة بخصوص األقضية املتخصصة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر تخصص قانون‬
‫إداري‪ ،‬جامعة الشهيد الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،2023-2022 ،‬ص ‪.14-13‬‬
‫‪ 2‬عادل بوعمران‪ ،‬دروس في املنازعات اإلدارية دراسة تحليلية نقدية ومقارنة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.268‬‬
‫‪ 3‬عبير مرادس‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 4‬عبير مرادس‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.19-15‬‬

‫‪67‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫يشترط لقبول الطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة توفر مجموعة من الشروط‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط املتعلقة بالطاعن‪:‬‬

‫‪ -‬الصفة‪ :‬يتطلب طالب االستئناف أن يكون لديه الصفة القانونية املناسبة لرفع الدعوى‪ ،‬مما يعني أنه‬
‫يجب أن يكون في وضع قانوني يسمح له بالتوجه إلى القضاء‪.‬‬

‫‪ -‬املصلحة‪ :‬يجب أن يكون لطالب االستئناف مصلحة شخصية في الحكم الذي يسعى للطعن فيه‪ ،‬حيث‬
‫يسعى لتحقيق فائدة أو منفعة شخصية من الحكم املتوقع‪.‬‬
‫ًط‬
‫‪ -‬األهلية‪ :‬أصبحت األهلية شر ا أساسًي ا ملباشرة أي إجراء قضائي‪ ،‬بما في ذلك طلب االستئناف‪ .‬إذا‬
‫كان الشخص غير أهل ملباشرة الدعوى‪ ،‬فإن دعواه قد تكون مقبولة‪ ،‬ولكن إجراءاته في الخصومة‬
‫تكون باطلة‪..‬‬

‫‪ -2‬الشروط املتعلقة بمحل االستئناف‪:‬‬

‫إن محل االستئناف هو موضوع الطعن أمام مجلس الدولة‪ ،‬ووفقا للمستجدات اإلجرائية في املادة‬
‫اإلدارية وحسب املادة ‪ 902‬من القانون رقم ‪ 13-22‬واملادة ‪ 10‬من القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬نجد‬
‫أن محل االستئناف أمام مجلس الدولة هو القرار اإلداري والصادر عن املحكمة اإلدارية لإلستئناف‬
‫ملدينة الجزائر الصادرة الذي يخص دعاوى اإللغاء والتفسير وفحص املشروعية للهيئات العمومية‬
‫‪1‬‬
‫الوطنية واملنظمات املهنية والسلطات اإلدارية املركزية‪.‬‬

‫‪ -3‬شرط امليعاد واآلجال‬

‫‪ -‬امليعاد‪:‬‬

‫حدد املشرع الجزائري مدة شهرين كحد أقصى لالستئناف أمام مجلس الدولة ضد قرارات املحاكم‬
‫اإلدارية‪ .‬تبدأ هذه املدة من يوم التبليغ الرسمي للحكم‪ ،‬وتحسب املدة كاملة دون احتساب يوم التبليغ‬
‫ُت‬
‫أو انقضاء األجل‪ .‬شمل أيام العطل الرسمية وأيام الراحة األسبوعية في هذه املدة‪ ،‬وإذا صادف آخر‬
‫يوم عطلة‪ُ ،‬ي مدد إلى أول يوم عمل‪.‬‬

‫‪ 1‬عبير مرادس ‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.19-15‬‬

‫‪68‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫بالنسبة لألوامر االستعجالية الصادرة عن املحكمة اإلدارية لالستئناف في الجزائر العاصمة‪ ،‬يمكن‬
‫استئنافها أمام مجلس الدولة خالل ‪ 15‬يوًم ا من التبليغ الرسمي‪ ،‬ويجب على املجلس الفصل خالل ‪15‬‬
‫يوًم ا‪.‬‬

‫تمدد املدة لشهرين لألشخاص املقيمين خارج الجزائر‪ ،‬وتشمل الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬انقطاع اآلجال‪ :‬الطعن أمام جهة غير مختصة‪ ،‬وفاة املدعي أو تغير أهليته‪.‬‬

‫‪ -‬توقف اآلجال‪ :‬طلب املساعدة القضائية‪ ،‬القوة القاهرة أو الحادث الفجائي‪.‬‬

‫يتم التبليغ الرسمي لألحكام عبر محضر قضائي‪ ،‬ويمكن لرئيس املحكمة اإلدارية األمر بتبليغ الحكم‬
‫عبر أمانة الضبط في حاالت استثنائية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلجراءات‪:‬‬

‫لقبول الطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة‪ ،‬يتطلب االمتثال لإلجراءات املنصوص عليها في قانون‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬والتي تتضمن‪:‬‬

‫‪ .1‬تطبيق أحكام املواد من ‪ 815‬إلى ‪ ،825‬التي تتعلق بعريضة افتتاح الدعوى أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬رفع الدعوى أمام املحكمة بعريضة مكتوبة‪ ،‬موقعة ومؤرخة‪ ،‬وتودع بأمانة الضبط من قبل املدعي‬
‫أو وكيله أو محاميه‪ ،‬بعدد من النسخ يساوي عدد األطراف‪.‬‬

‫‪ .3‬يجب أن تتضمن عريضة افتتاح الدعوى البيانات األساسية مثل‪:‬‬

‫‪‬الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‪.‬‬


‫‪‬اسم ولقب املدعي وموطنه‪.‬‬
‫‪‬اسم ولقب وموطن املدعى عليه‪ ،‬وإذا لم يكن له موطن معلوم‪ُ ،‬ي ذكر آخر موطن له‪.‬‬
‫‪ ‬تسمية وطبيعة الشخص املعنوي ومقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني أو االتفاقي‪.‬‬
‫‪‬عرض موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس على الدعوى‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى املستندات والوثائق املؤيدة للدعوى عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ 1‬عبير مرادس‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.19-15‬‬

‫‪69‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ . 4‬يجب إشهار عريضة رفع الدعوى لدى املحافظة العقارية إذا كانت تعلق بعقار أو حق عيني عقاري‬
‫مشهًر ا طبًق ا للقانون‪ ،‬وتقديمها في أول جلسة ينادى فيها على القضية‪ ،‬مع ضرورة ثبوت إيداعها‬
‫لإلشهار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار االستئناف أمام مجلس الدولة‬

‫االستئناف أمام مجلس الدولة يحمل تأثيرين رئيسيين‪ :‬األثر الناقل للنزاع واألثر املوقف للحكم‪.‬‬
‫ُت‬ ‫ًال‬
‫أو ‪ :‬األثر الناقل للنزاع يعني أن جهة االستئناف عيد فتح امللف وتعيد دراسة الوقائع والقانون‪ ،‬مما‬
‫يسمح بتحويل النزاع من محكمة إلى أخرى‪ .‬هذا يهدف إلى تصحيح أي أخطاء محتملة أو إغفاالت أو‬
‫تفسيرات خاطئة للوقائع‪ ،‬وضمان تطبيق القانون بشكل صحيح‪.‬‬
‫ًا‬
‫ثاني ‪ :‬األثر املوقف للحكم يعني تعليق تنفيذ الحكم لسبب معين‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مجلس الدولة كقاض نقض‬


‫ًط‬
‫الطعن بالنقض يرتبط ارتبا ا وثيًق ا بالطعن باالستئناف فيما يتعلق بأحكام الجهات القضائية‬
‫اإلدارية‪ .‬فاألحكام التي ال يمكن طعنها باالستئناف تخضع للطعن بالنقض‪ ،‬وذلك بطرحها أمام مجلس‬
‫الدولة‪ .‬يعتبر الطعن بالنقض وسيلة ملراقبة حسن تطبيق القانون وتفسيره‪ ،‬وهو أيًض ا وسيلة غير‬
‫عادية للطعن في األحكام‪ ،‬ولكنها غير جائزة إال في حاالت معينة وظروف خاصة‪ ،‬ويتم ذلك أمام مجلس‬
‫الدولة كأعلى هيئة قضائية إدارية في النظام القضائي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أوجه وشروط الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‬


‫يعتبر الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة من السبل القانونية التي يلجأ إليها األفراد واملؤسسات‬
‫للطعن في القرارات القضائية اإلدارية‪ .‬يهدف هذا املطلب إلى استعراض أوجه الطعن بالنقض‬
‫وشروطه‪ ،‬باإلضافة إلى التطرق إلى آثار هذا الطعن على النزاعات القانونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أوجه الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‬


‫لقد أحالت املادة ‪ 959‬من قانون االجراءات املدنية واإلدارية فيما يتعلق بحاالت أوجه الطعن‬
‫بالنقض إلى القواعد العامة املنصوص عليها في املادة ‪ 358‬من نفس القانون والتي حددت حصرا حاالت‬

‫‪ 1‬عبير مرادس‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.19-15‬‬

‫‪70‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫الطعن بالنقض التي يمكن أن يستند عليها الطاعن‪ ،‬وهي تتمثل في املجال الطبيعي الذي يمارس فيه‬
‫القاضي رقابته لصيانة القانون‪ ،‬ولكن ما يالحظ أن هذه األخيرة تضمنت حاالت الطعن بالنقض‬
‫‪1‬‬
‫املطبقة على جتهي القضاء العادي واإلداري‪.‬‬

‫وتنص املادة ‪ 358‬من قانون االجراءات املدنية واإلدارية‪:‬‬

‫"ال يبنى الطعن بالنقض إال على وجه واحد أو أكثر من األوجه اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 1‬مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات‪،‬‬

‫‪ - 2‬إغفال األشكال الجوهرية لإلجراءات‪،‬‬

‫‪ - 3‬عدم االختصاص‪،‬‬

‫‪ - 4‬تجاوز السلطة‪،‬‬

‫‪ - 5‬مخالفة القانون الداخلي‪،‬‬

‫‪ - 6‬مخالفة القانون األجنبي املتعلق بقانون األسرة‪،‬‬

‫‪ - 7‬مخالفة االتفاقيات الدولية‪،‬‬

‫‪ - 8‬انعدام األساس القانوني‪،‬‬

‫‪ - 9‬انعدام التسبيب‪،‬‬

‫‪ - 10‬قصور التسبيب‪،‬‬

‫‪ - 11‬تناقض التسبيب مع املنطوق‪،‬‬

‫‪ - 12‬تحريف املضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪،‬‬

‫‪ - 13‬تناقض أحكام أو قرارات صادرة في آخر درجة‪ ،‬عندما تكون حجية الشيء املقضي فيه قد‬
‫أثيرت بدون جدوى‪ ،‬وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث التاريخ‪،‬‬
‫وإذا تأكد هذا التناقض‪ ،‬يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول‪،‬‬

‫‪ 1‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪71‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ - 14‬تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي‪ .‬في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال‪ ،‬ولو كان‬
‫أحد األحكام موضوع طعن بالنقض سابق انتهى بالرفض‪ .‬وفي هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض‬
‫حتى بعد فوات األجل املنصوص عليه في املادة ‪ 354‬أعاله‪ ،‬ويجب توجيهه ضد الحكمين‪ ،‬وإذا تأكد‬
‫التناقض‪ ،‬تقضي املحكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا‪،‬‬

‫‪ - 15‬وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار‪،‬‬

‫‪ - 16‬الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب‪،‬‬

‫‪ - 17‬السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية‪،‬‬

‫‪ - 18‬إذا لم يدافع عن ناقصي األهلية‪".‬‬

‫غير أن املادة ‪ 360‬من قانون االجراءات املدنية واإلدارية أجازت للمحكمة العليا أن تثير وجها‬
‫للنقض من تلقاء نفسها وهذا ما يثير تساؤلنا عن سبب منح هذا االمتياز للمحكمة العليا دون مجلس‬
‫الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار الطعن بالنقض‬


‫ًال‬
‫عند الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‪ ،‬يمكن أن يترتب عن ذلك إما رفض الطعن شك ‪ ،‬أو لعدم‬
‫ًع ‪1‬‬ ‫ًال‬
‫التأسيس‪ ،‬أو يمكن أن يقبل الطعن شك وموضو ا‪.‬‬
‫ًال‬
‫‪ .1‬رفض الطعن شك ‪:‬‬
‫ًال‬
‫ُي قضي مجلس الدولة برفض الطعن بالنقض شك عندما ال يستوفي املقدم الشروط الشكلية‬
‫ًا‬
‫املطلوبة قانون ‪ ،‬مثل عدم وجود صفة مطلوبة‪ ،‬أو عدم توقيع املحامي املعتمد‪ ،‬أو تقديم الطعن خارج‬
‫اآلجال القانونية‪.‬‬

‫‪ .2‬رفض الطعن لعدم التأسيس‪:‬‬


‫ًال‬
‫ُي مكن ملجلس الدولة قبول الطعن شك ورفضه لعدم التأسيس‪ ،‬وذلك في حالة عدم وجود أساس‬
‫قانوني يؤيد الطعن‪ ،‬مثل عدم وجود أحد األوجه املذكورة في القانون‪.‬‬

‫‪ 1‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصــاص القضــاء اإلداري القضــاء اإلداري في الجزائـر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون كلية الحقوق جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو الجزائر ‪ ،2011،‬ص ‪.351-350‬‬

‫‪72‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ًال‬
‫‪ .3‬قبول الطعن شك وموضوًع ا‪:‬‬

‫ُي عتبر مجلس الدولة كقاٍض نقض‪ ،‬حيث تتم محاكمة القرار املطعون فيه بالنقض‪ ،‬وليس املوقف‬
‫بشكل عام‪ .‬وعندما ينتهي إلى نقض الحكم‪ ،‬يتم إحالة النزاع إلى جهة قضائية أخرى في بعض الحاالت‪،‬‬
‫أو يمكن للمجلس أحياًن ا أن يقرر النقض دون الحاجة إلحالة النزاع‪ ،‬وذلك في حاالت معينة وفًق ا ملا‬
‫يحدده القانون‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شروط الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‬


‫يشترط املشرع في الطعن بالنقض جملة من الشروط منها ما يتعلق بالطاعن ومنها ما يتعلق‬
‫باإلجراءات ومنها ما يتعلق بمحل الطعن‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط متعلقة بالطعن‪:‬‬

‫ال يخرج الطعن بالنقض في شروط العامة املستوجبة في أشخاص الخصومة وهي الصفة‪ ،‬واملصلحة‬
‫واألهلية‪ 1‬عن تلك التي تخضع لها سائر الدعاوي والطعون القضائية‪ ،‬واملرفوعة بمقتضى املادة ‪ 13‬من‬
‫قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬والتي تقابلها املادة ‪ 459‬من القانون املدني امللغى‪.‬‬

‫تنص املادة ‪ 13‬على أنه‪" :‬ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة‪ ،‬وله مصلحة قائمة أو‬
‫محتملة يقرها القانون‪.‬‬

‫يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة واملصلحة في املدعي واملدعى عليه‪"...‬‬

‫‪ -2‬شروط متعلقة بعريضة الطعن‪:‬‬

‫حسب قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية فان الشروط املتعلقة بعريضة الطعن هي كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون موقعة من طرف محامي معتمد لدى مجلس الدولة‪:‬‬

‫كرس قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية في املادة ‪ 09‬الكتابة كقاعدة تخضع له كل إجراءات‬
‫التقاضي فنصت على‪" :‬األصل في إجراءات التقاضي أن تكون مكتوبة" وتم التأكيد على هذا املادة ‪14‬‬
‫اإلجراء بنص من نفس القانون فنص على "ترفع الدعوى أمام املحكمة بعريضة مكتوبة‪ ،‬موقعة‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون املنازعات اإلدارية ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2013‬ص‪.7‬‬

‫‪73‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ومؤرخة تودع بأمانة الضبط من قبل املدعي أو وكيله أو محامين‪ ،‬بعدد من النسخ يساوي عدد‬
‫األطراف"‪.‬‬

‫توقع العريضة من طرف محام معتمد لدى مجلس الدولة جاء في املادة ‪ 905‬من قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية‪ ،‬أنه يجب أن تقدم العرائض والطعون ومذكرات الخصوم تحت طائلة عدم القبول‬
‫من طرف محامي معتمد لدى مجلس الدولة باستثناء األشخاص املذكورين في املادة ‪ 800‬من نفس‬
‫القانون‪ ،‬ويتمثل أشخاص القانون العام في املادة السابقة في‪ :‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية واملؤسسة العامة‬
‫‪1‬‬
‫ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫ب‪ -‬استيفاء العريضة البيانات املحددة قانونا‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 904‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية التي جاء فيها‪" :‬تطبق أحكام املواد ‪825-815‬‬
‫املتعلقة بعريضة افتتاح الدعوى أمام مجلس الدولة"‪.‬‬

‫بالرجوع إلى املادة ‪ 816‬من نفس القانون نجدها تنص على‪" :‬يجب أن تتضمن عريضة افتتاح دعوى‬
‫البيانات املنصوص عليها في املادة ‪ 15‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫‪ -3‬الشروط املتعلقة بمحل الطعن‪:‬‬

‫تحتل دراسة الشرط املتعلق بمحل الطعن مساحة مهمة من بين الشروط املتبقية‪ ،‬ولعل سبب عدم‬
‫‪2‬‬
‫تحديد محل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة يرجع إلى األسباب التالية‪:‬‬
‫ًا‬
‫‪‬صعوبة تفسير املادة ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ 01-98‬املتعلق بمجلس الدولة‪ ،‬وخصوص فيما يتعلق‬
‫بعبارة‪ ..." :‬قرارات الجهات القضائية اإلدارية‪ ،"...‬والتي تشترك في الصياغة مع املادة ‪ 903‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬التجربة الحديثة للقضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬حيث لم تفتح الفرصة أمام توحيد املمارسة القضائية‬
‫التي تحدد القرارات التي يمكن الطعن فيها بالنقض‪.‬‬

‫‪ 1‬الحبيب تاهي‪ ،‬خالد ياسين شعبان‪ ،‬الطعون بالنقض املخولة ملجلس الدولة بموجب نصوص قانونية خاصة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة ماستر‪ ،‬جامعة الدكتور طاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪ ،2022 -2021 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬هوام شيخة‪ ،‬الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة طبقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.11‬‬

‫‪74‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫‪ ‬صعوبة التمييز بين دعوى اإللغاء ودعوى الطعن بالنقض في القضايا ذات األوجه املشتركة مثل عيوب‬
‫السبب‪ ،‬وعيوب الشكل‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬وعدم امتثال القانون بمفهومه الواسع‪.‬‬

‫ومن ثم فإن محل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة طبقا للمادة ‪ 11‬من القانون العضوي ‪01-98‬‬
‫السالف الذكر يقتضي أن يتوفر فيه شرطين وهما‪:‬‬

‫أن يكون القرار املطعون فيه عمال قضائيا‪ ،‬وذلك لتحديد الدعوى التي ترفع بشأنه أهي دعوى إلغاء أو‬
‫دعوى طعن بالنقض‪ ،‬وأن يكون ذلك القرار بصفة نهائية من إحدى الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القرارات القابلة للطعن بالنقض في التشريع الجزائري‬


‫لقد نصت املادة ‪ 901‬من القانون ‪ 09-08‬املعدل واملتمم بالقانون ‪ ،13-22‬على ما يلي‪" :‬يختص‬
‫مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في االحكام والقرارات الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫ويختص أيضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بنصوص خاصة‪".‬‬

‫أوال‪ :‬الطعن بالنقض في القرارات الصادرة في آخر درجة من الجهات القضائية اإلدارية‬
‫القرارات النهائية تشير إلى تلك التي تصدرها املحاكم االستئنافية‪ ،‬في حين تعنى األحكام النهائية‬
‫بالقرارات التي تصدرها املحاكم اإلدارية واملحكمة اإلدارية االستئنافية بالعاصمة‪ ،‬والتي تصبح نهائية‬
‫بعد انقضاء آجال االستئناف أو بموجب القوانين التي ال تسمح بالطعن إال بالنقض‪.‬‬

‫رغم وضوح اختصاص مجلس الدولة في الطعون بالنقض ضد قرارات املحاكم اإلدارية‬
‫لالستئناف‪ ،‬إال أن النقاش يثار بشدة حول األحكام النهائية التي تصدرها املحاكم اإلدارية االبتدائية‪،‬‬

‫‪75‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫خاصة إذا كانت تتخذ قرارات نهائية‪ُ .‬ي ذكر أن املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية تحدد‬
‫بوضوح إمكانية صدور أحكام ابتدائية من املحاكم اإلدارية قابلة لالستئناف في القضايا التي تتعلق‬
‫بالدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬أو املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬وكذلك الهيئات العمومية‬
‫‪1‬‬
‫الوطنية واملنظمات املهنية الوطنية‪.‬‬

‫التأكيد يأتي من خالل النصوص الخاصة التي ال تشير إلى إمكانية صدور أحكام نهائية من املحاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهو األمر الذي ينطبق خاصة في املنازعات االنتخابية وفًق ا لألمر رقم ‪ 01-21‬املتعلق بنظام‬
‫االنتخابات‪ 2،‬حيث تقرر مبدأ التقاضي على مرحلتين في هذه املنازعات‪ ،‬كما جاء في املادتين ‪ 129‬و‪186‬‬
‫التي تتناول الطعون ضد أعضاء مكتب التصويت ونتائج االنتخابات للمجالس املحلية على التوالي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يحق ملجلس الدولة النظر في الطعون ضد األوامر النهائية الصادرة عن املحاكم‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬وتتمثل هذه األوامر فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬األوامر االستعجالية الصادرة تطبيقا للمواد ‪ 922-921-912‬القانون ‪ 09-08‬املعدل واملتمم بالقانون‬


‫‪.13-22‬‬

‫‪ -‬الحكم القاضي بتصحيح الغلط عندما يصبح الحكم محل التصحيح حائز لقوة الشيء املقضي فيه‪،‬‬
‫والصادر عن املحكمة اإلدارية‪ ،‬فإنه ال يمكن الطعن في الحكم القاضي بالتصحيح والصادر عن املحكمة‬
‫نفسها‪ ،‬إال بواسطة الطعن بالنقض وفي هذا تأكيد لنص املادة ‪ 892‬من القانون ‪ 09-08‬املعدل واملتمم‬
‫بالقانون ‪.13-22‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطعن بالنقض ضد قرارات مجلس املحاسبة‬


‫يعتبر مجلس املحاسبة املؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات االقليمية واملرافق‬
‫العمومية وبهذه الصفة يدقق في شروط استعمال وتسيير املوارد والوسائل املادية واألموال العمومية‬
‫من طرف الهيئات التي تدخل في نطاق اختصاصه ويتأكد من مطابقة عملياتها املالية واملحاسبية‬
‫‪4‬‬
‫للقوانين والتنظيمات املعمول بها‪.‬‬

‫‪ 1‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫‪ 2‬األمر رقم ‪ 01–21‬املــؤرخ في ‪ 26‬رجــب عــام ‪ 1442‬املــوافــق ‪ 10‬مــارس س ـنــة ‪ ،2021‬واملتـضمــن القـانون الـع ـضـوي املتعـلـق بنظام‬
‫االنتخابات‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،17‬املؤرخة في ‪ 10‬مارس ‪.2021‬‬
‫‪ 3‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪76‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫تهدف الرقابة التي يمارسها مجلس املحاسبة من خالل النتائج التي يتوصل إليها‪ ،‬إلى تشجيع‬
‫االستعمال املنتظم والصارم للموارد والوسائل املادية واألموال العمومية وترقية إجبارية تقديم‬
‫الحسابات وتطوير شفافية تسيير املالية العمومية‪ .‬ويساهم مجلس املحاسبة في مجال اختصاصه ومن‬
‫خالل ممـارسـة صـالحـيـاتـه فـي تـعـزيـز الـوقـايـة ومكافحة جميع أشكال الغش واملمارسات غير القانونية أو‬
‫غير الشرعية التي تشكل تقصيرا في األخالقيات وفي واجب النزاهة أو الضارة باألمالك واألموال‬
‫العمومية‪ .‬وما يميزه عن غيره من الهيئات الرقابية هو تمتعه باإلستقالل العضوي وتمتعه بالسلطات‬
‫‪1‬‬
‫والصالحيات الكفيلة بقيامه برقابة بعدية فعالة على تسيير األموال العمومية‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 09‬من القانون العضوي ‪ 11-22‬املذكور سابقا على‪ " :‬يختص مجلس الدولة بالفصل في‬
‫الطعون بالنقض في االحكام والقرارات الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬ويختص‬
‫أيضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة‪".‬‬

‫وهو نفس ما نصت عليه سابقا املادة ‪ 11‬من القانون العضوي رقم ‪ 13-11‬املتعلق بمجلس الدولة‬
‫في فقرتها االخيرة‪ 2،‬حول اختصاص مجلس الدولة بالنقض في قضايا تخول له بموجب نصوص خاصة‪،‬‬
‫وكانت الفقرة األخيرة في املادة ‪ 11‬في صياغتها القديمة املنصوص عليها بموجب القانون العضوي ‪-98‬‬
‫‪ 01‬تنص على اختصاص مجلس الدولة بنظر الطعون بالنقض املوجهة ضد قرارات مجلس املحاسبة‬
‫التي نصت على‪ " :‬يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في األحكام الصادرة في آخر‬
‫درجة عن الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫ويختص أيضا بالنظر في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة‪".‬‬

‫املشرع الجزائري ألغى عبارة "مجلس املحاسبة" من الفقرة ‪ 901‬من القانون ‪ 13-22‬املعدل واملتمم‬
‫للقانون ‪ 09-08‬املتعلق بقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬الذي ينظم صالحيات مجلس الدولة في‬
‫فصل الطعون املقدمة عبر النقض‪.‬‬

‫‪ 4‬محمد عبد الباسط لطف اوي‪ ،‬مجلس املحاســبة أعلى هيئــة رقابيــة على املال الع ــام‪ ،‬مجل ة دراس ات وأبح اث‪ ،‬املجل ة العربي ة في العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2020 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ 1‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ 2‬القانون عضوي رقم ‪ 13-11‬املؤرخ في ‪ 26‬يوليو ‪ ،2011‬يعدل ويتمم القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬املؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬املتعلق‬
‫باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله ‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬املؤرخة في ‪ 30‬غشت ‪.2011‬‬

‫‪77‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫التي جاء نصها كما يلي‪ " :‬يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في االحكام والقرارات‬
‫الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫ويختص أيضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة‪".‬‬

‫يبدو من خالل النصوص السابقة أن عبارة " مجلس املحاسبة " لم يعد لها وجود في املادة ‪ 901‬من‬
‫قانون االجراءات املدنية و اإلدارية ‪ ،‬و ال في املادة ‪ 09‬من القانون العضوي ‪ 11-22‬املعدل و املتمم‬
‫للقانون العضوي ‪ 01-98‬و املتعلق بمجلس الدولة ‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن قرارات مجلس املحاسبة لم‬
‫تعد تقبل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‪ ،‬ألن قانون مجلس املحاسبة ال يزال يمنح مجلس الدولة‬
‫هذا االختصاص‪ ،‬وكان األجدر أن ينص القانون االجرائي وكذا القانون العضوي ملجلس الدولة على‬
‫ذلك صراحة‪ ،‬باعتبارها النصوص املنظمة لالختصاص القضائي لهذا املجلس‪.‬‬

‫ألن عبارة " ويختص ايضا بالفصل في الطعون بالنقض املخولة له بموجب نصوص خاصة " كافية‬
‫لتشمل قرارات مجلس املحاسبة‪ ،‬ولعل الهدف الذي يقصده املشرع من حذف عبارة " قرارات‬
‫مجلس املحاسبة " واستبدالها بالنصوص الخاصة‪ ،‬هو التوسيع من مجال اختصاص مجلس الدولة‬
‫بصفته قاضي نقض‪ ،‬ليشمل قرارات اخرى قد تنص عليها قوانين خاصة في املستقبل‪ ،‬إضافة إلى‬
‫‪1‬‬
‫اختصاصه في الطعن بالنقض في قرارات مجلس املحاسبة‪.‬‬

‫وفي نفس الصدد‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 110‬من األمر ‪ 02-10‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 20-95‬املتعلق‬
‫بمجلس املحاسبة‪ ،‬على‪:‬‬

‫"تكون قرارات مجلس املحاسبة‪ ،‬الصادرة عن تشكيلة كل الغرف مجتمعة‪ ،‬قابلة للطعن‬
‫بالنقض طبقا لقانون االجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬يمكن تقديم الطعن بالنقض بناءا على طلب‬
‫االشخاص املعنيين أو محام معتمد لدى مجلس الدولة أو بطلب من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬أو‬
‫السلطات السلمية‪ ،‬أو الوصية‪ ،‬أو الناظر العام‪.‬‬

‫إذ قضى مجلس الدولة بنقض القرار موضوع الطعن‪ ،‬تمتثل تشكيلة كل غرف مجتمعة‬
‫بالنقاط القانونية التي تم الفصل فيها‪".‬‬

‫‪ 1‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪78‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫بذلك‪ ،‬قد منح املشرع االختصاص ملجلس الدولة بالطعن بالنقض في قرارات مجلس املحاسبة عبر‬
‫النصوص الخاصة‪ ،‬كما جاء في املادة ‪ 110‬من األمر رقم ‪ 02-10‬املتعلق بمجلس املحاسبة‪ 1.‬وبهذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬نجح املشرع في تعديل نص املادة ‪ 902‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬مما فتح املجال‬
‫لضم اختصاصات أخرى في املستقبل‪ ،‬على الرغم من أن املشرع نص صراحة على اختصاص مجلس‬
‫الدولة بالنظر في الطعون بالنقض املوجهة ضد القرارات الصادرة عن مجلس املحاسبة‪ ،‬وذلك وفًق ا‬
‫للمادة ‪ 958‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ .‬وعبر هذه املادة‪ ،‬أقر املشرع اختصاص مجلس‬
‫الدولة بالطعون بالنقض‪ ،‬ورغم أن الطعن بالنقض ال ينظر في املوضوع‪ ،‬بل يسهر على التطبيق‬
‫اًل‬
‫‪2‬‬
‫الصحيح للقواعد القانونية‪ ،‬إال أنه فتح له مجا آخر للفصل في املوضوع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الطعن بالنقض ضد القرارات القضائية الصادرة عن املجلس األعلى للقضاء‬


‫أنشأ املجلس األعلى للقضاء من أجل تعزيز استقاللية السلطة القضائية عن باقي السلطات التشريعية والتنفيذية‬
‫املوجودة في الدولة‪ ،‬بغرض إدارة ومتابعة املسار املنهي للقضاة لزمالئهم‪ .‬وإبعاد أعضاء السلطة التنفيذية عن تولي هذه‬
‫‪3‬‬
‫املهام تخوفا من تأثيرها على استقاللية السلطة القضائية وإعطاء املجلس األعلى للقضاء مكانة التي تليق به‪.‬‬

‫وقد نصت املادة ‪ 67‬من القانون العضوي ‪ 12-22‬املؤرخ في ‪ 07‬جوان ‪ 42022‬املحدد لطرق انتخاب‬
‫أعضاء املجلس األعلى للقضاء وقواعد تنظيمه وعمله على‪:‬‬

‫" تكون قرارات املجلس في تشكيلته التأديبية قابلة للطعن بالنقض أمام مجلس الدولة "‪.‬‬
‫على الرغم من أن مجلس الدولة كان ُي عتبر نفسه املجلس األعلى للقضاء‪ ،‬سلطة إدارية مركزية‪ ،‬بناًء‬
‫على اجتهاد قضائي صدر عام ‪ ،1998‬إال أنه تراجع عن هذا املوقف في عام ‪ .2005‬وقد اعتبر املجلس‬
‫األعلى للقضاء هيئة إدارية خاصة‪ ،‬متأثًر ا بموقف املشرع الفرنسي الذي اعتبر املجلس األعلى للقضاء‬
‫في تشكيلته التأديبية هيئة إدارية خاصة‪ .‬األمر يتعلق هنا خاصة بأن املجلس األعلى للقضاء‪ ،‬عندما‬
‫يجتمع كهيئة تأديبية للنظر في القضايا املتعلقة بتنظيم مرافق القضاء‪ُ ،‬ي عتبر ذلك ضمن رقابة قضائية‬
‫‪ 1‬األمر رقم ‪ 02 - 10‬مؤرخ في ‪ 16‬رمضان عام ‪ 1431‬املوافق ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،2010‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 20 - 95‬املؤرخ ‪ 19‬صفر عام‬
‫‪ 1416‬املوافق ‪ 17‬يوليو سنة ‪ 1995‬واملتعلق بمجلس املحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬املؤرخة في ‪ 01‬سبتمبر‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ 2‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ،‬النظام القضائي الجزائري ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الريحانة النشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،2003‬ص ‪.342‬‬
‫‪ 4‬القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬مؤّر خ في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ‪ 9‬جوان سنة ‪ ،2022‬يعدل ويتمم القانون العضوي رقم ‪01-98‬‬
‫املؤرخ في ‪ 4‬صفر عام ‪ 1419‬املوافق ‪ 30‬مايو سنة ‪ 1998‬واملتعلق بتنظيم مجلس الدولة وسيره واختصاصاته‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬املؤرخة في ‪ 16‬جوان ‪.2022‬‬

‫‪79‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫في مجال املنازعات اإلدارية التي ُي ختص بها مجلس الدولة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن الصالحيات التي يتمتع بها‬
‫املجلس األعلى للقضاء كهيئة تأديبية بالنسبة للقضاة‪ ،‬تجعل منه هيئة إدارية خاصة تصدر قرارات‬
‫‪1‬‬
‫نهائية ال ُي مكن الطعن فيها إال أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الطعن بالنقض ضد قرارات اللجنة الوطنية للطعن‬


‫تتمتع املنظمات املهنية بصالحية فرض االنضباط على أعضائها‪ ،‬وذلك من خالل فرض عقوبات على‬
‫أي ممارسات تعتبر تقصيًر ا في التزاماتهم املهنية أو تتعارض معها‪ُ .‬ي نص على هذا في اللوائح والقوانين‬
‫ُت‬
‫التي تنظم عمل هذه املنظمات‪ ،‬وُي عبر عنها في قرارات تصدرها مجالس التأديب التي شكل داخل كل‬
‫منظمة‪ .‬وتكمن الغاية من هذا النظام في تصحيح وتحسين سلوك األعضاء الذين يخالفون القواعد‬
‫املهنية‪ ،‬وفي الحفاظ على سمعة ومكانة املهنة‪ ،‬وضمان جودة الخدمات املقدمة للجمهور‪ ،‬وتعزيز الثقة‬
‫‪2‬‬
‫العامة فيها‪.‬‬

‫وفًق ا للقانون رقم ‪ 07-13‬املؤرخ في ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2013‬الذي ينظم مهنة املحاماة‪ُ 3،‬ي عد القرار التأديبي‬
‫اًل‬
‫الصادر عن مجلس التأديب قاب للطعن أمام اللجان الوطنية للطعن‪ .‬تتألف هذه اللجان من ثالثة من‬
‫القضاة من املحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬بما في ذلك الرئيس‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلين عن املهنيين وقاض‬
‫يتولى النيابة العامة‪ ،‬ويتولى أمين ضبط اللجنة مسؤولية أمانتها‪ .‬يهدف هذا التكوين إلى ضمان توازن‬
‫وحياد‪ ،‬خاصة من جانب القضاة الذين ال يكون لهم مصلحة مباشرة في تأديب املهنيين‪.‬‬

‫تتولى اللجنة الوطنية للطعن البت في الطعون املقدمة ضد القرارات الصادرة عن مجالس التأديب‪،‬‬
‫من قبل األشخاص املعنيين بالقرار أو الوزير املسؤول عن القطاع‪ ،‬وتصدر اللجنة قراًر ا بأغلبية‬
‫األصوات‪ .‬تخضع هذه القرارات لرقابة القاضي اإلداري املمثل في مجلس الدولة‪ ،‬حيث تسمح املادة‬
‫‪ 132‬من القانون ‪ 07-13‬بطعن القرارات الصادرة عن اللجنة الوطنية للطعن أمام مجلس الدولة‪ ،‬والتي‬
‫جاء نصها كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.89‬‬


‫‪ 2‬أسماء زايدي‪ ،‬نورة موسى‪ ،‬اختصاص مجلس الدولة الجزائري بالنظر في منازعات املرافق العامة املهنية منظمة املحامين نموذجا‪،‬‬
‫مجلة الرسالة للدراسات والبحوث االنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،02‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،2022 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ 3‬قانون رقم ‪ 07 - 13‬مؤرخ في ‪ 24‬ذي الحجة عام ‪ 1434‬املوافق ‪ 29‬أكتوبر سنة ‪ ،2013‬يتضمن تنظيم مهنة املحاماة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،55‬املؤرخة في ‪ 30‬أكتوبر ‪.2013‬‬

‫‪80‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫" تبلغ قرارات الجنة الوطنية للطعن إلى وزير العدل حافظ األختام وإلى املحامي املعني وإلى النقيب‬
‫رئيس مجلس التأديب مصدر القرار وعند االقتضاء إلى الشاكي‪ ،‬الذين يجوز لهم الطعن فيها أمام‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬خالل شهرين (‪ )2‬من تاريخ التبليغ ال يوقف هذا الطعن تنفيذ قرارات اللجنة‬
‫الوطنية للطعن‪".‬‬

‫وهنا أكد املشرع بوضوح من خالل هذه املادة على اختصاص مجلس الدولة في النظر في‬
‫الطعون املقدمة بالنقض ضد قرارات اللجنة الوطنية للطعون‪ ،‬معتبًر ا إياها هيئة قضائية متخصصة‬
‫ومعتبًر ا قراراتها قرارات قضائية‪ .‬كما جعل التشابه بين تشكيلة اللجنة وتلك التي تصدر القرارات‬
‫‪1‬‬
‫القضائية اإلدارية‪ ،‬يرجح الكفة بينهما‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫في ختام هذا الفصل‪ ،‬يتضح بوضوح أن مبدأ التقاضي على درجتين يمثل ركيزة أساسية في النظام‬
‫القانوني الجزائري‪ ،‬حيث يهدف إلى توفير إطار قانوني يحقق العدالة ويحمي حقوق املواطنين‪ .‬من خالل‬
‫توسيع نطاق الدعاوى اإلدارية وتعميم األحكام املتعلقة بهذا املبدأ‪ ،‬يسعى املشرع الجزائري إلى تحقيق‬
‫العدالة اإلدارية وتوفير آليات فعالة لحماية حقوق املواطنين‪.‬‬

‫‪ 1‬يسمينه قزقوز‪ ،‬نادية شرايطي‪ ،‬املرجع السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪81‬‬
‫التقاضي في الدرجة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الثانية‬
‫ًا ًا‬
‫وتجسد املحاكم االستئنافية ومجلس الدولة دور بارز في تطبيق وتفعيل مبدأ التقاضي على‬
‫درجتين‪ ،‬حيث يقومون بضمان إعادة النظر الفعالة في القرارات الصادرة عن الجهات القضائية األولى‬
‫وضمان احترام القانون وتوفير العدالة اإلدارية‪.‬‬

‫بهذا‪ ،‬يتجلى االلتزام القوي من قبل النظام القضائي الجزائري بتعزيز مبدأ التقاضي على درجتين‪،‬‬
‫مما يسهم في تعزيز الثقة في النظام القضائي وتحقيق العدالة واملساواة للجميع‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫في الختام‪ُ ،‬ي عتبر مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري أحد الركائز األساسية‬
‫التي تعزز من مصداقية وعدالة النظام القضائي‪ .‬هذا املبدأ يتيح لألطراف املتنازعة فرصة إلعادة‬
‫النظر في األحكام القضائية التي قد تكون شابتها أخطاء في املرحلة االبتدائية‪ ،‬مما يضمن تحقيق العدالة‬
‫بمزيد من الدقة واإلنصاف‪ .‬من خالل تمكين محاكم االستئناف من مراجعة القضايا‪ ،‬ويتم تصحيح‬
‫األخطاء القانونية والواقعية‪ ،‬وبالتالي تعزيز الثقة في النظام القضائي‪.‬‬

‫ومن خالل بحثنا وصلنا بأهم للنتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حق املحاكمة العادلة يعد من الحقوق األساسية لإلنسان‪ ،‬وال يمكن احترامه إال من خالل إجراءات‬
‫محاكمة منصفة وعادلة تحترم فيها جميع الضمانات‪ ،‬بما في ذلك مبدأ التقاضي على درجتين‪ُ .‬ي َع ُّد مبدأ‬
‫التقاضي على درجتين من األسس األساسية للمحاكمة العادلة‪ ،‬حيث ُي مِّك ن من إعادة النظر في األحكام‬
‫الصادرة من املحاكم‪ ،‬ويتمثل ذلك في تنظيم القضاء القديم بوجود مجلس الدولة‪ ،‬وفي التعديل الجديد‬
‫بجعل املحاكم اإلدارية مكاًن ا لالستئناف‪.‬‬

‫‪ -‬املشرع الجزائري اعتمد مبدأ التقاضي على درجتين بشكل دستوري‪ ،‬وهو إنجاز قانوني هام ال يمكن‬
‫ُت‬
‫التخلي عنه‪ ،‬حيث عَت َب ر هذه الخطوة متماشية مع االلتزامات الدولية التي وافقت عليها الجزائر‪ .‬وقد‬
‫دعم املشرع هذا املبدأ بشكل صريح في التعديالت الجديدة لقوانين اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬مما‬
‫يمثل تطوًر ا هاًم ا في إرساء مبادئ التقاضي‪.‬‬

‫‪ -‬بفضل اإلصالح القضائي الذي بدأ منذ التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬تم تحسين هيكلة القضاء‬
‫اإلداري من خالل إنشاء املحاكم اإلدارية لالستئناف‪ ،‬مما يساهم في تقريب املواطن من القضاء‪ .‬كما‬
‫قلل هذا اإلصالح من العبء على مجلس الدولة من خالل تقليص صالحياته في النظر باالستئناف‪،‬‬
‫ونقل بعض صالحياته إلى محاكم االستئناف بالعاصمة‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر هذه الخطوة نحو املحاكم اإلدارية لالستئناف من شأنها تحقيق العدالة‪ ،‬وتسهيل الوصول إلى‬
‫القضاء للمواطنين‪ ،‬خاصة مع التركيز على توزيع املحاكم وفًق ا للتقسيم اإلداري للواليات‪.‬‬

‫‪ -‬من بين اإليجابيات التي أحدثها هذا التعديل أيًض ا‪ ،‬وإلغاء شرط التقاضي بواسطة محامي في املرحلة‬
‫االبتدائية‪ ،‬مما يقلل من األعباء املالية على املتقاضين‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬بجانب ذلك‪ ،‬سعى املشرع إلى توحيد اإلجراءات املتبعة أمام جهات االستئناف من خالل تطبيق نظام‬
‫اإلحالة في نصوص القانون‪ ،‬وذلك لتجنب تعقيد اإلجراءات وتكرار النصوص القانونية بشكل غير‬
‫مبرر‪.‬‬

‫من خالل ما تقدم نضع االقتراحات اآلتية والتي من شأنها أن تساهم في بناء قضاء إداري متكامل‪:‬‬

‫‪-‬من خالل الدراسة‪ ،‬الحظنا تشتت الهيئات القضائية اإلدارية بين املحاكم اإلدارية واملحاكم اإلدارية‬
‫لالستئناف ومجلس الدولة‪ ،‬وذلك بسبب تنظيمها في قوانين متعددة‪ .‬بناًء على ذلك‪ ،‬يفضل تجميع هذه‬
‫الهيئات في قانون واحد ينظم كل هيئة على حدة‪ ،‬وُي سمى "قانون القضاء اإلداري واإلجراءات اإلدارية"‪،‬‬
‫بهدف تبسيط إجراءات التقاضي وتجنب تشتت وتعقيد النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬كما نقترح العمل على توسيع االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف عبر إنشاء املزيد من‬
‫هذه املحاكم في بعض املناطق‪.‬‬

‫‪ -‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نوصي بتمديد االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية في الجزائر العاصمة لتكون‬
‫الجهة األولى للفصل في دعاوى املشروعية التي يكون أحد أطرافها السلطات اإلدارية املركزية أو الهيئات‬
‫العمومية الوطنية أو املنظمات املهنية الوطنية‪ .‬كما ُي فضل إبقاء اختصاص املحاكم اإلدارية لالستئناف‬
‫ًال‬
‫في الجزائر العاصمة كجهة استئناف بد من مجلس الدولة‪ ،‬ليظل األخير محكمة قانون فقط ويتفرغ‬
‫لوظيفته الدستورية كجهة تراقب أعمال الجهات القضائية اإلدارية وتوحيد االجتهاد القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن تعزيز التدريب والتأهيل للقضاة واملوظفين القضائيين في املحاكم اإلدارية‪ ،‬بما في ذلك التدريب‬
‫على القضايا اإلدارية املعقدة وتحديث املعرفة بالتشريعات واملمارسات القانونية الحديثة‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز الشفافية والحوكمة في النظام القضائي اإلداري من خالل تطبيق معايير وإجراءات موحدة‬
‫لضمان عدالة القضاء وتجنب أي انحيازات أو تعسف‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن االستفادة من التكنولوجيا في تحسين أداء املحاكم اإلدارية‪ ،‬مثل تطبيقات الكترونية لتقديم‬
‫الدعاوى ومتابعة حالتها وتقديم املستندات القانونية عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي توسيع الوصول إلى العدالة من خالل توفير املساعدة القانونية لألفراد الذين ال يمتلكون‬
‫القدرة املالية لتحمل تكاليف الدعاوى القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬أخيًر ا‪ ،‬يجب تشجيع الدراسات املقارنة في املجال اإلداري لالستفادة منها في املجال العلمي‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫خاتمة‬

‫‪86‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫قائمة املصادر‬
‫أوال‪ :‬النصوص الرسمية‬

‫‪ -‬الدساتير‪:‬‬
‫‪.1‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 438-96‬املؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر‬
‫‪ ،1996‬يتعل ق بإص دار نص تع ديل الدس تور املص ادق علي ه في اس تفتاء ‪ 28‬نوفم بر ‪ ،1996‬الجري دة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،76‬املؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر ‪.1996‬‬
‫‪.2‬التع ديل الدس توري لس نة ‪ ،2016‬الص ادر بم وجب الق انون رقم ‪ 01-16‬املؤرخ في ‪ 06‬م ارس ‪،2016‬‬
‫يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬املؤرخة في ‪ 07‬مارس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪.3‬التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬الصادر بموجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬املؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ،2020‬يتعل ق بإص دار التع ديل الدس توري املص ادق علي ه في اس تفتاء أول نوفم بر ‪ ،2020‬الجري دة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،82‬املؤرخة في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬

‫‪ -‬القوانين العضوية‪:‬‬
‫‪.1‬القانون العضوي ‪ 01-98‬املؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬املتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪،‬‬
‫املؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ ،1998‬يتعلق باملحاكم االدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬الصادرة في ‪ 01‬جوان‬
‫‪.1998‬‬
‫‪.2‬الق انون العض وي رقم ‪ 02-08‬املؤرخ في ‪ 30‬م اي ‪1998‬املتعل ق باملح اكم اإلداري ة‪ ،‬الجري دة الرس مية‪،‬‬
‫العدد ‪.1998 ،37‬‬
‫‪.3‬الق انون عض وي رقم ‪ 13-11‬املؤرخ في ‪ 26‬يولي و ‪ ،2011‬يع دل ويتمم الق انون العض وي رقم ‪01-98‬‬
‫املؤرخ في ‪ 30‬م اي ‪ 1998‬املتعل ق باختصاص ات مجلس الدول ة وتنظيم ه وعمل ه‪ ،‬الجري دة الرس مية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬املؤرخة في ‪ 30‬غشت ‪.2011‬‬
‫‪.4‬الق انون العض وي رقم ‪ 10-22‬م ؤّر خ في ‪ 9‬ذي القع دة ‪ 1443‬املواف ق ‪ 9‬ج وان س نة ‪ ،2022‬يتعل ق‬
‫بالتنظيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬املؤرخة في ‪ 16‬جوان ‪.2022‬‬
‫‪.5‬القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬مؤّر خ في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 1443‬املوافق ‪ 9‬جوان سنة ‪ ،2022‬يعدل ويتمم‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬املؤرخ في ‪ 4‬صفر عام ‪ 1419‬املوافق ‪ 30‬مايو سنة ‪ 1998‬واملتعلق بتنظيــم‬

‫‪88‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫مجلس الدولة وسيره واختصاصاته‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬املؤرخة في ‪16‬‬
‫جوان ‪.2022‬‬

‫‪ -‬القوانين‪:‬‬
‫‪.1‬الق انون رقم ‪ 02-98‬املؤرخ في ‪ 30‬م اي ‪ ،1998‬يتعل ق باملح اكم اإلداري ة‪ ،‬الجري دة الرس مية للجمهوري ة‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬املؤرخة في ‪ 01‬جوان ‪.1998‬‬
‫‪.2‬القانون رقم ‪ 07 - 13‬مؤرخ في ‪ 24‬ذي الحجة عام ‪ 1434‬املوافق ‪ 29‬أكتوبر سنة ‪ ،2013‬يتضمن تنظيم‬
‫مهنة املحاماة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،55‬املؤرخة في ‪ 30‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪.3‬الق انون رقم ‪ 112-19‬املؤرخ في ‪ 11‬ديس مبر ‪ ،2019‬يع دل ويتمم الق انون رقم ‪ 09-84‬املؤرخ في ‪04‬‬
‫فيف ري ‪ 1984‬واملتعل ق ب التنظيم اإلقليمي للبالد‪ ،‬الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة‪ ،‬الع دد ‪،78‬‬
‫املؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪.4‬القانون رقم ‪ 07-22‬املؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ،2022‬يتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬املؤرخة في ‪ 14‬ماي ‪.2022‬‬
‫‪.5‬الق انون رقم ‪ 13-22‬املؤرخ في ‪ 12‬يولي و ‪ ،2022‬يع دل ويتمم الق انون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ في ‪ 25‬فيف ري‬
‫‪ 2008‬واملتض من قانون اإلج راءات املدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 17 ،48‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪.6‬الق انون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ في ‪ 18‬ص فر ع ام ‪ 1429‬املواف ق ‪ 25‬ف براير س نة ‪ 2008‬املتض من ق انون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية املعدل واملتمم بالقانون ‪ 13-22‬في ‪ 12‬يوليو ‪ 2022‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 48‬املؤرخة في ‪.2022‬‬

‫‪ -‬األوامر‪:‬‬
‫‪.1‬أمر رقم ‪ ،08-95‬مؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ 1995‬املتعلق بمهنة املهندس الخبير العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،20‬‬
‫الصادرة في ‪ 16‬أفريل ‪.1995‬‬
‫‪.2‬األمر رقم ‪ 02 - 10‬مؤرخ في ‪ 16‬رمضان عام ‪ 1431‬املوافق ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،2010‬يع دل ويتمم األمر رقم ‪20 - 95‬‬
‫املؤرخ ‪ 19‬ص فر ع ام ‪ 1416‬املواف ق ‪ 17‬يولي و س نة ‪ 1995‬واملتعل ق بمجلس املحاس بة‪ ،‬الجري دة الرس مية للجمهوري ة‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬املؤرخة في ‪ 01‬سبتمبر ‪.2011‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ثانيا‪ :‬النصوص التنظيمية‬

‫‪ -‬املراسيم التنفيذية‪:‬‬
‫‪.1‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 356-98‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفم بر ‪ ،1998‬املتض من تط بيق الق انون رقم ‪،02-98‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪.2‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 195-11‬املؤرخ في م اي ‪ 2011‬ال ذي يع دل املرس وم التنفي ذي رقم ‪356-98‬‬
‫املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1998‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬املؤرخة في ‪ 22‬ماي ‪.2011‬‬
‫‪.3‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 435-22‬املؤرخ في ‪ 11‬ديس مبر ‪ ،2022‬يح دد دوائ ر اإلختص اص اإلقليمي‬
‫للمح اكم اإلداري ة لإلستئناف واملح اكم اإلداري ة‪ ،‬الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة‪ ،‬الع دد ‪،84‬‬
‫املؤرخة في ‪ 14‬ديسمبر ‪.2022‬‬
‫‪.4‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 120-23‬املؤرخ في ‪ 18‬م ارس ‪ ،2023‬يح دد كيفي ات التس يير اإلداري واملالي‬
‫للمح اكم اإلداري ة واملح اكم اإلداري ة لإلستئناف‪ ،‬الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة‪ ،‬الع دد ‪،18‬‬
‫املؤرخة في ‪ 21‬مارس ‪.2023‬املتعـلـق بنظام االنتخابات‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،17‬املؤرخة في ‪ 10‬مارس ‪.2021‬‬

‫‪90‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫قائمة املراجع‬
‫أوال‪ :‬الكتب واملؤلفات‬
‫‪.1‬برب ارة عب د الرحم ان‪ ،‬ش رح ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة‪ ،‬منش ورات بق راوي للطباع ة والنش ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪.2‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬املحاكم اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .4‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوسيط في املنازعات اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2009 ،‬‬
‫‪ .5‬بلطرش مياسة‪ ،‬املنازعات اإلدارية‪ ،‬التحدي للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2024 ،‬‬
‫‪.6‬بوحمي دة عط ا هللا‪ ،‬الوج يز في القض اء اإلداري‪ ،‬تنظيم عم ل وإختص اص‪ ،‬دار هوم ة‪ ،‬الطبع ة الثالث ة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .7‬بوضياف عمار‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الريحانة النشر‪ ،‬الجزائر ‪.2003‬‬
‫‪.8‬بوض ياف عم ار‪ ،‬القض اء اإلداري في الجزائ ر‪ ،‬دراس ة وص فية تحليلي ة مقارن ة‪( ،‬دط)‪ ،‬جس ور للنش ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .9‬بوضياف عمار‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية دراسة تشريعية وقضائية وفقهية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .10‬بوعلي سعيد‪ ،‬املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪.11‬ب وعمران ع ادل‪ ،‬دروس في املنازع ات اإلداري ة دراس ة تحليلي ة نقدي ة ومقارن ة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار اله دى للنش ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪.12‬ب وعمران ع ادل‪ ،‬دروس في املنازع ات اإلداري ة دراس ة تحليلي ة نقدي ة ومقارن ة‪ ،‬دار اله دى للطباع ة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪.13‬خل وفي رش يد‪ ،‬ق انون املنازع ات اإلداري ة‪ ،‬الج زء الث اني‪ ،‬ال دعاوى وط رق الطعن اإلداري ة‪ ،‬دي وان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .14‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2003 ،‬‬

‫‪91‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪.15‬خليف ة عب د العزي ز عب د املنعم‪ ،‬اإلثب ات في ال دعاوى اإلداري ة‪ ،‬ط ‪ ،1‬املرك ز الق ومي لإلص دارات‬
‫القانونية‪.2010 ،‬‬
‫‪.16‬زودة عم ر‪ ،‬اإلج راءات املدني ة واإلداري ة في ض وء آراء الفقه اء وأحكام القض اء‪ ،‬الطبع ة ‪ ،2‬أﻧﺳﯾﻛﻠوﺑدﯾﺎ‬
‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ .17‬سعيد بوعلي‪ ،‬املنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪.18‬الشنيكات مراد محمود‪ ،‬اإلثبات باملعاينة والخبرة في القانون املدني دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2001 ،‬‬
‫‪.19‬شيخة هوام‪ ،‬الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة طبقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪.20‬ش يهوب مس عود‪ ،‬املب ادئ العام ة للمنازع ات اإلداري ة الهيئ ات واإلج راءات‪ ،‬ج ‪ ،1‬دي وان املطبوع ات‬
‫الجامعية‪.2009 ،‬‬
‫‪.21‬ص قر نبي ل‪ ،‬الوس يط في ش رح ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة‪ ،‬دار اله دى للنش ر‪ ،‬عين مليل ة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .22‬صقر نبيل‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪.23‬ط اهري حس ين‪ ،‬ش رح وج يز لإلج راءات القض ائية املتبع ة في املواد اإلداري ة‪ ،‬دار الخلدوني ة للنش ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪.24‬الفاسي فاطم ة الزه راء‪ ،‬النظ ام القض ائي اإلداري الجزائ ري‪ ،‬محاض رات ألقيت على طلب ة ماس تر ‪2‬‬
‫قانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪.25‬مقيمي ريم ة‪ ،‬املنازع ات اإلداري ة‪ ،‬محاض رات في م ادة الق انون الع ام‪ ،‬جامع ة ‪ 08‬م اي ‪ ،1945‬قاملة‪،‬‬
‫‪.2020-2019‬‬

‫ثانيا‪ :‬أطروحات الدكتوراة‬


‫‪.1‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون كلية الحقوق جامعة مولود معمري تيزي وزو الجزائر ‪.2011،‬‬
‫‪.2‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪.3‬كم ون حس ين‪ ،‬املرك ز املمت از لإلدارة في املنازع ة اإلداري ة‪ ،‬أطروح ة لني ل ش هادة دكت وراه‪ ،‬تخص ص‬
‫قانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2018- 2017 ،‬‬

‫‪92‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪.4‬كم ون حن ان عكوس‪ ،‬التقاضي على درج تين في القض اء اإلداري الجزائ ري‪ ،‬رس الة لني ل ش هادة دكت ورا‬
‫تخصص قانون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2020 ،01‬‬

‫ثالثا‪ :‬مذكرات املاجيستر‬


‫‪.1‬العيش فضيل‪ ،‬الصلح في املنازعات اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون فرع اإلدارة واملالية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية الجزائر‪.2003-2002 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬مذكرات املاستر‬


‫‪.1‬تاهي الحبيب‪ ،‬شعبان خالد ياسين‪ ،‬الطعون بالنقض املخولة ملجلس الدولة بموجب نصوص قانونية‬
‫خاصة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر‪ ،‬جامعة الدكتور طاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪.2022 -2021 ،‬‬
‫‪.2‬تكوك شفيعة‪ ،‬تنظيم القضاء اإلداري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة املاستر‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪.2023-2022 ،‬‬
‫‪.3‬جنيدي نور اإلسالم‪ ،‬بالسالم علي‪ ،‬التقاضي على درجتين في النظام القضائي اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة املاستر ل‪.‬م‪.‬د في الحقوق‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫‪.2023-2022‬‬
‫‪.4‬عياشي هويدة‪ ،‬بن جرو الذيب مروي‪ ،‬الخصومة أمام املحكمة اإلدارية االستئنافية في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدم ة الس تكمال متطلب ات ني ل ش هادة املاس تر تخص ص ق انون إداري‪ ،‬جامع ة الع ربي التبسي‪ ،‬تبس ة‪،‬‬
‫‪.2023-2022‬‬
‫‪.5‬ق اتي ليلي ا‪ ،‬فرج وخ رابح‪ ،‬التقاضي على درج تين في النظ ام القض ائي اإلداري الجزائ ري‪ ،‬م ذكرة مكمل ة‬
‫لنيل شهادة املاستر في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪.6‬قزقوز يسمينه‪ ،‬شرايطي نادية‪ ،‬االختصاص القضائي للهيئات القضائية اإلدارية في ظل القانون ‪-22‬‬
‫‪ ،13‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاستر في القانون العام‪ ،‬جامع ــة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪.2023-2022 ،‬‬
‫‪.7‬مرادس عبير‪ ،‬اإلختصاص القضائي ملجلس الدولة بخصوص األقضية املتخصصة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل‬
‫شهادة ماستر تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة الشهيد الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪.2023-2022 ،‬‬

‫‪93‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫خامسا‪ :‬املقاالت‬
‫‪.1‬بلول فهيمة‪ ،‬املستجدات اإلجرائية في املادة اإلدارية (دراسة على ضوء القانون رقم ‪ 13-22‬الذي يعدل‬
‫ويتمم القانون رقم ‪ ،)09-08‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،04‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.2022 ،‬‬
‫‪.2‬بن جياللي عبد الرحمن‪ ،‬مفهوم دعوى اإللغاء وتمييزها عن الدعاوى اإلدارية األخرى‪ ،‬مجلة مفاهيم‬
‫للدراسات الفلسفية واإلنسانية املعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪.2020 ،‬‬
‫‪.3‬ب وقرة أم الخ ير‪ ،‬وظيف ة محاف ظ الدول ة في التش ريع الجزائ ري‪ ،‬مجلة االجته اد القض ائي‪ ،‬الع دد الثاني‬
‫عشر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪.4‬بوكوب ة خال د‪ ،‬قرس اس م روة‪ ،‬األحكام املنظم ة للمحكم ة االستئنافية اإلداري ة عض ويا ووظيف ا في‬
‫التش ريع الجزائ ري حس ب آخ ر املس تجدات القانوني ة الص ادرة توافق ا م ع أحكام التع ديل الدس توري‬
‫لس نة ‪ ،2020‬مجل ة الن براس للدراس ات القانوني ة‪ ،‬املجل د ‪ ،07‬الع دد ‪ ،02‬جامع ة محم د الش ريف‬
‫مساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪.2023 ،‬‬
‫‪.5‬ج وادي الی اس‪ ،‬ش ھادة الش هود وحجیتھ ا في اثب ات ال دعوى اإلداري ة‪ ،‬مجل ة آف اق علمی ة‪ ،‬املجل د ‪،13‬‬
‫العدد ‪ ،03‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪.6‬رابع ــي إبراهيم‪ ،‬اختصــاصات املنظمـ ــات املهني ـ ــة وطبيعتهــا في القانون الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪.2018 ،‬‬
‫‪.7‬زاي دي أس ماء‪ ،‬ن ورة موسى‪ ،‬اختص اص مجلس الدول ة الجزائ ري ب النظر في منازع ات املراف ق العام ة‬
‫املهنية منظمة املحامين نموذجا‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات والبحوث االنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد ‪،02‬‬
‫جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪.2022 ،‬‬
‫‪.8‬سعداوي محمد صغير‪ ،‬االختصاص االستثنائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة في ظل‬
‫تجس يد املش رع الجزائ ري ملب دأ التقاضي على درج تين في املواد اإلداري ة عن طري ق املح اكم اإلداري ة‬
‫لالستئناف‪ ،‬مجل ة الق انون والتنمي ة‪ ،‬املجل د ‪ ،04‬الع دد ‪ ،02‬جامع ة ط اهري محم د‪ ،‬بش ار‪ ،‬الجزائ ر‪،‬‬
‫‪.2023‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .9‬سنوساوي سمية‪ ،‬خصوصية مبدأ التقاضي على درجتين أمام القضاء اإلداري‪ ،‬املجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،54‬العدد ‪ ،3‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪.10‬غالبي بوزي د‪ ،‬مكي حمش ة‪ ،‬النظ ام الق انوني للمحكم ة اإلداري ة لإلستئناف في الجزائ ر‪ ،‬مجل ة املفك ر‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2023 ،‬‬
‫‪.11‬لشهب حورية‪ ،‬النظـام القانونـي ملجلـس الدولـة فـي الجزائـر‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬املجلد ‪ ،08‬العدد‬
‫‪ ،12‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪.12‬لطف اوي محم د عب د الباس ط‪ ،‬مجلس املحاس بة أعلى هيئ ة رقابي ة على املال الع ام‪ ،‬مجل ة دراس ات‬
‫وأبحاث‪ ،‬املجلة العربية في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪.2020 ،‬‬
‫‪.13‬لعري بي خديج ة‪ ،‬النظ ام الق انوني للمح اكم اإلداري ة لإلستئناف‪ ،‬مجل ة العل وم اإلنس انية‪ ،‬املجل د ‪،34‬‬
‫العدد ‪ ،04‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ديسمبر ‪.2023‬‬
‫‪.14‬لكحل سمية‪ ،‬بوغزالة محمد ناصر‪ ،‬االختصاص االستشاري ملجلس الدولة الجزائري‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،25‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪.15‬مراب ط عب د ال رزاق‪ ،‬إص الح النظ ام القض ائي اإلداري الجزائ ري على ض وء دس تور ‪ 2020‬التح ديات‬
‫واآلفاق‪ ،‬مجلة الفكر القانوني والسياسي‪ ،‬املجلد السادس‪ ،‬العدد األول‪ ،‬عنابة‪.2022 ،‬‬
‫‪.16‬مزي اني س هيلة‪ ،‬س لطات ال وزير األول ورئيس الحكوم ة في التع ديل الدس توري ‪ ،2020‬مجل ة الحق وق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،01‬خنشلة‪.2022 ،‬‬
‫‪.17‬مل وك ص الح‪ ،‬النظ ام الق انوني للمح اكم اإلداري ة لالستئناف (التنظيم واالختص اص)‪ ،‬مجل ة االجته اد‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬تامنغست‪.2023 ،‬‬
‫‪.18‬مودع محمد أمين‪ ،‬شروط قبول الدعوى على ضوء تعديل قانون اإلجراءات املدنية الجزائري‪ ،‬مجلة‬
‫صوت القانون‪ ،‬املجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،02‬جامعة على لونيسي‪ ،‬البليدة‪.2018 ،‬‬
‫‪.19‬موصدق علي‪ ،‬أحكام الدعوى التفسيرية في النظام القضاء االداري الجزائري‪ ،‬مجلة القانون والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬جامعو جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪.2016 ،‬‬

‫‪95‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪96‬‬
‫امللخص‬
‫امللخص‬

‫امللخص‬
‫مبدأ التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري الجزائري هو مبدأ قانوني يضمن للمتقاضين الحق في‬
،‫مراجعة القرارات القضائية الصادرة عن محكمة الدرجة األولى من خالل الطعن أمام محكمة أعلى‬
.‫ ويعزز ثقة الجمهور في النظام القضائي‬،‫مما يعزز العدالة ويقلل من احتمالية وقوع أخطاء قضائية‬
‫ وقد كرس هذا املبدأ من‬،‫هذا املبدأ هو من أهم مبادئ املحاكمة العادلة في النظام القضائي في الجزائر‬
‫ الذي أقر مبدأ التقاضي على درجتين في املادة اإلدارية بموجب‬2020 ‫خالل التعديل الدستوري لسنة‬
‫ وبالتالي تفعيل‬،‫ مما أدى إلى استحداث املحاكم اإلدارية لالستئناف كدرجة ثانية للتقاضي‬،179 ‫املادة‬
‫ تبرز أهمية هذه الدراسة في معرفة دور املشرع الجزائري في تفعيل مبدأ‬.‫هذا املبدأ بشكل فعلي‬
‫ من خالل تحديد اإلجراءات والجهات القضائية املستخدمة في‬،‫التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري‬
.‫القضاء اإلداري الجزائري لتحقيق مبدأ التقاضي على درجتين‬

،‫ مبدأ التقاضي على درجتين‬،‫ محكمة الدرجة األولى‬،‫ القضاء اإلداري‬،‫ التقاضي‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫ درجة ثانية للتقاضي‬،‫املحاكم اإلدارية لالستئناف‬

Abstract
The principle of two-tier litigation in Algerian administrative judiciary is a legal principle
that ensures litigants the right to have judicial decisions issued by the first-instance court
reviewed by appealing to a higher court. This principle enhances justice, reduces the likelihood
of judicial errors, and boosts public confidence in the judicial system. It is one of the most
important principles of fair trial in the judicial system in Algeria. This principle was enshrined
through the constitutional amendment of 2020, which established the principle of two-tier
litigation in administrative matters under Article 179. This led to the creation of administrative
appeal courts as the second tier of litigation, thereby effectively activating this principle. The
significance of this study lies in understanding the role of the Algerian legislator in activating the
principle of two-tier litigation in the administrative judiciary by outlining the procedures and
judicial bodies used in the Algerian administrative judiciary to achieve the principle of two-tier
litigation.

Keywords: litigation, administrative judiciary, first-instance court, principle of two-tier


litigation, administrative appeal courts, second tier of litigation.

98

You might also like