Professional Documents
Culture Documents
تدريس النحو
تدريس النحو
تدريس النحو
الحمد هلل وكفي ،وصالة وسالما على عبادة الذين اصطفي – وبعد
فلم تلق قضية نقاشا وجدال واهتماما بين فروع اللغة كما لقى النحو والصرف منذ الخليل بن أحمد
وأبى األسود الدؤلى حتى اآلن !! .
ولسنا بصدد معرفة أسباب صعوبة النحو ،ولكن سببا واحدا منها كاف لبيان حتمية فشل كل
الجهود المخلصة لتيسير النحو ،ذلك أن قواعد النحو شئ ولغة الناس العامية شئ آخر ،وبمعنى آخر
هو انعدام وظيفة النحو تماما وستظل المشكلة متفاقمة لو لم توضع خطط قومية على مستوى الوطن
العربي لتوظيف النحو والحديث بالفصحى على األقل في دور العلم جميعها وفي مراكز البحث العلمي
وفي المصالح والمؤسسات وترجمة كل العلوم إلى العربية وفرض غرامات مالية على كل من يستخدم
ألفاظا غير عربية أسوة بغرامات مخالفي النظام والنظافة لتنظيف اللغة ومعافاتها من األدران ،ويومئذ لن
نندب صعوبة القواعد أو جفافها !!
وجدير بالذكر أن محاوالت جادة وبناءة لم يسبق إليها بذلت في كتب وزارة التربية بدولة
اإلمارات باعتبار النص القرائي محورا لمعالجة الفنون اللغوية األربعة ثم استثمر ذلك في كتاب
التطبيقات اللغوية ولكن ما يخص النحو فقد وعى المنهج أهمية تعلم اللغة وتقديم التراكيب واألساليب
في صورة أنماط تحاكى وتستخدم ،وتعريض المتعلم لمواقف حياتية ،تستخدم فيها هذه التراكيب في
صورة وظيفية حياتية .
ولتحقيق هذه الغاية أفرد باب في كتاب اللغة العريقة الخاص بالثالث اإلعدادي وما دونه تحت
عنوان "اللغة والتراكيب" يعنى ببعض التراكيب المصطادة من النص القرائي ،ويعرض المتكلم
لمحاكاتها واستخدامها ،أو توظيفها في مواقف جديدة .
وعملنا في هذا المبحث القصير يركز األضواء على منزلة النحو بين فروع اللغة والسن التي يبدأ فيها
تدريس النحو وبعض طرق تدريس النحو والوسائل المساعدة لتعلم النحو .
وأرجو أن أكون موفقا في تكوين رؤية تساعدني أوال والقائمين على تعليم لغتنا الخالدة ثانيا
على إقالة عثرتها والعودة بها إلى نبعها الصافي وثوبها القشيب وذوقها الرائع ولياقتها المذهلة ..واهلل
من وراء القصد .
arabicme@yahoo.com
قبل أن نبدي الرأي الحاسم ونقول الكلمة الفاصلة ،بين رأى المعارضين والمؤيدين ،يجدر بنا أوال
أن نستحضر في أذهاننا هذه
-1أن الطفل يأتى إلى المدرسة ولغته هي العامية ،التي يستعملها ويسمعها في البيت والشارع
والمدرسة أيضا.
-2أن الطفل يأتى إلى المدرسة ،وقد اكتسب كثيرا من العادات اللغوية الفاسدة ،فهو يستعمل للمثنى
ضمير الجمع ،ويقف بالسكون على كل ما ينطق به…وهكذا .
-3أن التلميذ الصغير لم ينضج عقلة إلى الحد الذي يمكنه من التعليل والربط والتعميم ،واستنباط
القواعد .
ودراسة القواعد بطريقة منظمة هي في الواقع دراسة عقلية مركبة متعددة النواحي ،تستوجب جهودا
فكرية ،ال تتحملها عقلية صغار التالميذ ،فهي تتطلب قوة المالحظة ،ودقة الموازنة ،والمقدرة على
التجريد ،واستنباط الحكم العام ،من األمثلة الجزئية .
-4والقواعد – بطبيعتها – مادة جافة ،غير شائقة للتالميذ ،ألنها ال تحقق هدفا مباشرا ،مما يشوقهم
الوصول إلية .
-5أن االستعمال اللغوي الصحيح في التعبير والقراءة ،ال يستغني -مع طغيان العامية وسيادتها -عن
اإللمام بالقواعد الضرورية التي تعصم القلم ،وتقوم اللسان ،وتكشف عن وجه الصواب حين الشك
وااللتباس .
-6أن القواعد من أسس الدراسة لكل لغة أجنبية ،وكلما كثر االشتقاق في لغة ،كانت معرفة قواعدها
أكثر لزوما .
بعد تقرير هذه الحقائق ،يمكن التوفيق بين الفريقين بمراعاة ما يأتى :
-1استخدام الطريقة "العرضية" في السنوات األولى ،وتأجيل دراسة القواعد بالطريقة المنظمة
المقصودة إلى آخر المرحلة االبتدائية ،إذ يكون التلميذ أكثر نضجا وتقبال للقواعد العامة .
-2أن يختار من القواعد ما له أهمية ووظيفة ،وفائدة في الكالم ،والداعى إلى كثرة التفصيالت ،
وسرد المذاهب المختلفة ،وحفظ الصيغ المعهودة .
اختلف المربون في تحديد السن التي يجوز معها البدء بتدريس القواعد ،ومع هذا االختالف
انعقد إجماعهم على أن القواعد تستلزم تهيؤا
عقليا خاصا ،يمكن التالميذ من الموازنة ،والتعليل واالستنباط .
وقد مال أكثر المربين إلى إعفاء تلميذ المدرسة االبتدائية ،من دروس القواعد حتى سن العاشرة ،أي
إلى الصف الخامس ويرى آخرون في كتاب أساسيات في تعليم اللغة العربية :
يمكن أن نبدأ في تدريس القواعد باختيار السهل منها في الصف الخامس أو السادس ،ثم يتدرج في
المرحلة اإلعدادية بعد ذلك .
ويمكننا في ضوء النظم التعليمية السائدة أن نقسم سنوات الدراسة إلى مراحل ،وأن نوضح ما يناسب
كل مرحلة .
الحلقة األولى ،وتشمل الصفين األول والثاني ،وفي هذه الحلقة ال يعلم الطفل قواعد مطلقا ،وال
يؤخذ بنوع معين من التدريبات حول أسلوب خاص أو تأليف جمل بشكل معين ،ألن الطفل في هذه
الحلقة محدود الخبرات ،فحاجته ماسة إلى توسيع خبرته وتنمية محصوله اللغوي و ليستطيع التعبير عن
حاجاته دون توقف ،فمهمة المدرس في هذه الحلقة محصورة في تمكين الطفل من الكالم باللغة التي
يستطيعها ونغتفر له العامية ،ألن صحة األسلوب ستأتى بالتدريج .
الحلقة الثانية ،وتشمل الصفين الثالث والرابع ،وفي هذه الحلقة يدرب التلميذ على صحة األداء ،وقوة
التعبير ،بطريقتين :
( ا ) استمرار التدريب المباشر على التعبير كما هو متبع في الحلقة السابقة ،ولكن بصورة أرقى .
(ب)تدريبه على وحدات نحوية معينة ،مما يشيع في لغته ،ويستعمله استعماال خاطئا ،وذلك
كالتدريب على األسئلة واألجوبة ،وعلى بعض الضمائر ،وأسماء اإلشارة ،واألسماء الموصولة
ونستطيع – بهذا التدريب –أن نهذب لغة التلميذ ،ونعدل به عن كلمة"إحنا" إلى "نحن" وعن
كلمه"إزاى" إلى كلمة "كيف" وعن كلمة "اللي" إلى كلمة "الذي" وعن كلمة "ده" إلى "هذا" وعن
كلمة "فين" إلى" أين" وعن كلمة"إمته" إلى"متى" وعن كلمة "مين" إلى "من"..
وهذا النوع من التدريب ال نسميه قواعد ،وال تكوين جمل ولكن االسم المالئم له ،هو التدريب على
االستعمال اللغوي ،وفي هذه الحلقة أيضا يجب تيسير التدريب ،وتحبيبه إلى التالميذ باستعمال
البطاقات واأللعاب اللغوية ،والمحاورات ،والتمثيليات ،واستخدام القصة ،متى أمكن ذلك .
وهذا التدريب ال تخصص له حصص كاملة ،وإنما تقتطع له فترات من دروس القراءة والتعبير .
الحلقة الثالثة :وتشمل الصفين الخامس والسادس ،والتلميذ في هذه الحلقة يمكن أن نطمئن إلى نضج
فكره ،وقدرته على فهم القواعد بالطريقة القاصدة ،التي تعتمد على األمثلة والمناقشة واالستنباط
والتطبيق ،وال مانع من تخصيص إحدى الحصص لدراسة القواعد والتدريب عليها في هذه الحلقة ،مع
مراعاة التيسير على التالميذ بعدم ازدحام القواعد المختلفة في حصة واحدة .
معايير ،وأن تستخدم هذه المعايير في بناء منهج النحو ،وقد انطلقت هذه الدراسة من النظرة
الحديثة في بناء المناهج والتي تتلخص في البدء بتجديد أساسيات المادة النحوية ،ثم االختيار من هذه
األساسيات ما يساعد التلميذ على اإلسهام في فهم مشكالت مجتمعة .وإشباع حاجاته ،وتنمية ميوله
،وبذلك تكون هذه الدراسة قد أضافت إلى تعليم اللغة العربية إضافات هامة تتجلى في الطريقة العلمية
في اختيار الموضوعات النحوية للمرحلة اإلعدادية ،وهذه الطريقة يمكن أن تطبق في المراحل األخرى
من التعليم .
وإذا نظرنا إلى الطريقة المتبعة في تعليم القواعد عندنا نجد أنها مرت بمرحلتين أساسيتين :
المرحلة األولى :
وكانت تتبع فيها طريقة يمكن أن تسمى بالطريقة القياسية ،وفيها تورد القاعدة أو الحكم ،ثم
تساق الشواهد واألمثلة لتوضيح هذه القاعدة أو ذلك الحكم والمطلوب من المتعلم على حسب هذه
الطريقة هو استيعاب القواعد وحفظ الشواهد أو األمثلة التي تنطبق عليها ،وقلما كانت تتجه العناية إلى
الناحية التطبيقية ،وأساس هذه الطريقة أن المتعلم إذا ما عرف القاعدة معرفة صحيحة فأنة سيطبقها ،
وخير ما يمثل هذه المرحلة هو كتاب "قواعد اللغة العربية" للمرحوم حفنى ناصف وآخرين
فقد اتبعت فيها الطريقة التي تسمى الطريقة االستنباطية ،أو االستقرائية ،وفيها تورد األمثلة
أوال ،ثم يلفت نظر المتعلمون إلى أجزاء معينة من هذه األمثلة ليالحظوها ،ثم تجمع هذه المالحظات
في قاعدة واحدة ،تسجل ،وتطبق على أمثلة جديدة ،والمطلوب من المتعلم في هذه الطريقة أن يسير
وراء المعلم في اإلتيان باألسئلة ،وفي القيام بالمالحظة ،واالستنتاج ،ثم ينفرد بعد ذلك في التطبيق
ومعظم كتب النحو التي ترونها اليوم في المدارس تمثل هذه المرحلة من مراحل تطور الطريقة .
وأساس هذه الطريقة طريقة هر بارت .التي سيطرت على التربية فكريا وعمليا حتى مستهل القرن
العشرين .وقد كانت مهمة المعلم في ذلك تبدأ باستثارة المعلومات القديمة ،ثم االنتقال إلى عرض
المادة الجديدة ،ومقارنتها بالمعلومات القديمة ،ثم ربط القديم بالجديد عن طريق التعميم ،ثم تطبيق
هذه القاعدة على مادة مماثلة للمادة الجديدة .
وهناك طريقة ثالثة ظهرت متأخرا ،وهى"الطريقة المعدلة" وقد نشأت نتيجة تعديل في طريقة التدريس
السابقة وهى تقوم على تدريس القواعد النحوية من خالل األساليب المتصلة ،ال األساليب المتفرقة ،
ويراد باألساليب المتصلة قطعة من القراءة في موضوع واحد ،أو نص من
النصوص ،يقرأه الطالب ويفهمون معناه ثم يشار إلى الجمل وما فيها من الخصائص ،ويعقب ذلك
استنباط القاعدة منها ،وأخيرا تأتى مرحلة التطبيق .
وتعليم القواعد وفق هذه الطريقة إنما يجارى تعليم اللغة نفسها ،إذ أنه من الثابت الذي ال
جدال فيه أن تعليم اللغة إنما يجيء عن طريق معالجة اللغة نفسها ،ومزاولة عباراتها فليكن تعليم
القواعد إذن على هذا النهج الذي ترتكز فيه على اللغة الصحيحة ،ومعالجتها ،وعرضها على األسماع
واألنظار وتمرين األلسنة واألقالم على استخدامها .
وفي الحقيقة ال فرق بين الطريقة االستنباطية والمعدلة من حيث األهداف العامة ،لكن الفرق الوحيد
بين هاتين الطريقتين في النص الذي يعتمد علية ،فبينما نرى النص في الطريقة االستنباطية مجموعة من
األمثلة التي ال رابط بينها ،نراه في الطريقة المعدلة نصا متكامال يعبر عن فكرة متكاملة أما الخطوات
الرئيسية في الطريقتين فهي واحدة ،وعلى ذلك نعتقد أنه ال داعي للفصل بين هذين الطريقتين .
والخالصة أن النحو على الغم مما جرى ويجرى فيه من تعديل باإلضافة أو بالحذف ،وبالتقديم
أو التأخير ،وبإعادة التوزيع على الصفوف الدراسية ال يزال مشكلة رئيسية من مشكالت تعليم لغتنا
العربية ،وربما مرد ذلك إلى ما يلى – :
-4النظرة إلى النحو أنه على قواعد تعرف بها أواخر الكلمات إعرابا وبناءا ،مع أن إدراك العالقات بين
الكلمات في الجملة ،وبين الجمل جزء منه بحسب المفهوم الحديث .
واألساس الثاني :استغالل الدافعية لدى المتعلم ،وال شك أن هذه الدافعية تساعده على تعلم القواعد ،
وتفهمها ،ويمكن للمعلم هنا أن يجعل الدراسة في القواعد قائمة على "حل المشكالت" فاألخطاء التي
يحدثها التالميذ في كتاباتهم ،أو التي يخطئون فيها في قراءاتهم يمكن أن تكون مشكالت للدراسة مع
التالميذ .وهكذا يمكن أن يثير المدرس حماسة التالميذ نحو أسلوب معين ليوحد لديهم الدافع الذي
يجعل عملية التعلم مستساغة مقبولة لدى التالميذ .
األساس الثالث :تدريس القواعد في إطار األساليب التي في محيط المتعلم وفي دائرته ،والتي تربطه
بواقع حياته ،وفي قراءات التلميذ ألوان كثيرة تخدم هذه الغاية .
األساس الرابع :البعد بالمنهج عن الترتيب التقليدي في معالجة مشكالت النحو وتخليصه من الشوائب
التي ال تفيد التالميذ ،ومن كثير من المصطلحات الفنية .
األساس الخامس :االهتمام بالموقف التعليمي ،والوسائل المعينة ،وطريقة التدريس ،والجو المدرسي
،والنشاط السائد .
األساس السادس :االهتمام بالممارسة ،وكثرة التدريب على األساليب المتنوعة ،في هذا تثبيت
للمعلومات ،وتحقيق لألهداف المرجوة .
-1ينبغي أن يكون تعليم القواعد مرتبطا بالتعليم البنيوي ،بمعنى أن يتعامل التالميذ مع األبنية
اللغوية الصحيحة ،باالستماع ،والحديث ،والقراءة ،والكتابة ،فليس الهدف أن يحفظ التالميذ
قواعد النحو وإنما الهدف الذي ينبغي أن نتجه إليه هو أن يوظف القاعدة النحوية في أساليبه اللغوية .
-2ينبغي أال نفصل بين المصطلحات النحوية وبين األساليب العليا في مجال التطبيق ،فالتلميذ في
حاجة إلى أن يتعرف على معان سامية ،أو أحداث تاريخية ،أو خبرات في نواحي الحياة ،في إطار
لغوى مشرق .
-3ينبغي أال ننزعج من صعوبة القواعد ،فكل لغات العالم لها قواعدها وأحكامها ،وأصولها ،وليست
العربية بدعا فيما تشتمل علية من قواعد ،ولكن أهم ما ينبغي أن نعنى به أن نحسن اختيار المباحث
النحوية المالئمة لمستوى نمو الدارسين ،ومطالبهم اللغوية ،وأن ننشئ الدوافع لديهم ثم نستثمرها بعد
ذلك في توظيف اللغة ،في مواقف حية ،على أن يشعر التالميذ بقيمة اللغة ،وقد أشرنا إلى بعض هذه
المواقف في التعبير الشفوي والكتابي ،وتصويب أخطاء النطق في القراءة والنصوص واإلمالء والخط .
-4على معلم اللغة أن يضع في اعتباره دائما أن القواعد وسيلة وليست غاية .
-5ينبغي أن تكون الموضوعات التي تقدم إلى التالميذ في النحو موضوعات وظيفية تلبى حاجاتهم
اللغوية ،وتسهل لهم عمليات التفاعل االجتماعي بحيث يقرءون قراءة سليمة ويكتبون كتابة سليمة .
-6توظيف القواعد في حل المشكالت ،ويعد هذا األسلوب من أهم األساليب واالتجاهات الحديثة
في تدريس القواعد ،ويقوم على أساس النشاط اللغوي الذي يقوم به المعلم والمتعلم على السواء في
مجابهة مشكلة من المشكالت التي تعترض التلميذ .
-7الربط بين النحو وكل نشاط لغوى ،بمعنى أن النحو البد أن يكون في كل حديث وفي كل موقف
كتابي ،فهو تقويم اللسان من الخطأ وتقويم القلم من الزلل ،ومن الخطأ أن ينجح المعلم في أخذ
تالميذه بتطبيق القاعدة في درس النحو ثم يجيز لهم نقضها في درس القراءة مثال ،إن سهولة في
توظيف قواعده ،والمعلم الجيد هو الذي يأخذ نفسه وتالميذه بااللتزام بضبط الكلمات ضبطا صحيحا
,ومراعاة تطبيق القواعد في كل الدروس ،بحيث ينسحب ما يتعلمه في درس النحو على كل المواد
الدراسية األخرى .
-1تزود التلميذ بأساس محس لتفكيره ،وتجعل استجابته اللفظية للمواقف ذات مغزى ومعنى .
-2تزود التلميذ بالخبرة الحقيقية التي تخلق فيه النشاط الذاتي .
-4تساعد الوسائل على زيادة الحصيلة اللغوية للتلميذ ،وذلك بما تتيحة الوسائل من مواقف تدفع
التلميذ إلى استخدام اللغة .
-5تسهم الوسائل إسهاما واضحا في إبعاد النسيان عما تعلمه التلميذ .
-6تساعد الوسائل التعليمية في إثارة اهتمام التلميذ بالمادة التي يتعلمها .
-7تزود التلميذ بخبرات ليس من السهل تزويده بها من دونها ،كما تزودة بالعمق في التعلم ،وبكفاية
ظاهرة ،وتوفر الوقت والجهد .
وقواعد النحو – بطبيعتها – جافة ،ومنفرة للمتعلمين ،لبعدها التقليدي عن التوظيف الصحيح في
البيت والشارع والحياة العامة وهى من أجل ذلك محتاجة إلى جذب االنتباه إليها وشحنها بعناصر
التشويق واإلثارة ،لبسط مفاهيمها وتوضيح غامضها ،ومما ال شك فيه أن دراسة القواعد ميدان
تطبيقي لجميع فروع اللغة ،ولغير الدراسة اللغوية من المواد الدراسية المختلفة ،ولذلك تعد القواعد
النحوية مادة حية تؤثر في بقية المواد الدراسية ،وال غنى لمثقف عن دراستها ،ومن مظاهر العناية
بتدريسها تيسيرها للمتعلمين ،وتوظيف الوسائل التعليمية التي تذلل صعوباتها ،وتميط اللثام عن
أسرارها .
أوال :توظيف السبورة في درس القواعد
تعد السبورة من أهم الوسائل التعليمية في تدريس اللغة العربية وفي تدريس القواعد بوجه خاص ،
فالمعلم يسجل عليها األمثلة النحوية التي يجعلها مجاال للموازنة ،الستخالص الحقائق النحوية ،
واستنباط القواعد ثم يسجل هذه القواعد ،وتعد السبورة خير معين للمعلم والتالميذ ،فهي تساعد على
تصويب األخطاء التي يقع فيها التالميذ ،ويستطيع التلميذ أن يتعرف بجالء على الفرق بين الخطأ
والصواب ،وتسهم السبورة في تثبيت الصواب لدية .
-1ينبغي أن يكون تعليم القواعد مرتبطا بالتعليم البنيوي ،بمعنى أن يتعامل التالميذ مع األبنية
اللغوية الصحيحة ،باالستماع ،والحديث ،والقراءة ،والكتابة ،فليس الهدف أن يحفظ التالميذ
قواعد النحو وإنما الهدف الذي ينبغي أن نتجه إليه هو أن يوظف القاعدة النحوية في أساليبه اللغوية .
-2ينبغي أال نفصل بين المصطلحات النحوية وبين األساليب العليا في مجال التطبيق ،فالتلميذ في
حاجة إلى أن يتعرف على معان سامية ،أو أحداث تاريخية ،أو خبرات في نواحي الحياة ،في إطار
لغوى مشرق .
-3ينبغي أال ننزعج من صعوبة القواعد ،فكل لغات العالم لها قواعدها وأحكامها ،وأصولها ،وليست
العربية بدعا فيما تشتمل علية من قواعد ،ولكن أهم ما ينبغي أن نعنى به أن نحسن اختيار المباحث
النحوية المالئمة لمستوى نمو الدارسين ،ومطالبهم اللغوية ،وأن ننشئ الدوافع لديهم ثم نستثمرها بعد
ذلك في توظيف اللغة ،في مواقف حية ،على أن يشعر التالميذ بقيمة اللغة ،وقد أشرنا إلى بعض هذه
المواقف في التعبير الشفوي والكتابي ،وتصويب أخطاء النطق في القراءة والنصوص واإلمالء والخط .
-4على معلم اللغة أن يضع في اعتباره دائما أن القواعد وسيلة وليست غاية .
-5ينبغي أن تكون الموضوعات التي تقدم إلى التالميذ في النحو موضوعات وظيفية تلبى حاجاتهم
اللغوية ،وتسهل لهم عمليات التفاعل االجتماعي بحيث يقرءون قراءة سليمة ويكتبون كتابة سليمة .
-6توظيف القواعد في حل المشكالت ،ويعد هذا األسلوب من أهم األساليب واالتجاهات الحديثة
في تدريس القواعد ،ويقوم على أساس النشاط اللغوي الذي يقوم به المعلم والمتعلم على السواء في
مجابهة مشكلة من المشكالت التي تعترض التلميذ .
-7الربط بين النحو وكل نشاط لغوى ،بمعنى أن النحو البد أن يكون في كل حديث وفي كل موقف
كتابي ،فهو تقويم اللسان من الخطأ وتقويم القلم من الزلل ،ومن الخطأ أن ينجح المعلم في أخذ
تالميذه بتطبيق القاعدة في درس النحو ثم يجيز لهم نقضها في درس القراءة مثال ،إن سهولة في
توظيف قواعده ،والمعلم الجيد هو الذي يأخذ نفسه وتالميذه بااللتزام بضبط الكلمات ضبطا صحيحا
,ومراعاة تطبيق القواعد في كل الدروس ،بحيث ينسحب ما يتعلمه في درس النحو على كل المواد
الدراسية األخرى .
الوسائل التعليمية الزمة لجميع مواقف التدريس ،ألنها تقرب من ميدان العمل المباشر الذي يعد
أمثل الطرق وأقواها في اكتساب الخبرات ،وهى تدفع التلميذ إلى االنتباه ،ومحاولة التفاعل مع
عناصر البيئة المتصلة بموضوع الخبرة واالشتباك معها في صراع األخذ والرد ،والسؤال واإلجابة ،
واالندفاع واإلحجام ،والتصرف بطريقة إيجابية ،فيها حركة عقلية ،واتساق في اإلدراك وهى في
الوقت نفسه تخلق في المتعلم اهتماما بما يتعلمه ،فيتابعه وال ينقطع عنه ،فيستمر تذكره له ،ويدوم
نشاطه في ميدانه ،وهذا ما تسعى إليه التربية الحديثة في كل مواقف التعليم ،ولقد أثبتت بحوث
المربين أن الوسائل التعليمية إذا استخدمت استخداما صحيحا ودقيقا حققت النتائج اآلتية :
-1تزود التلميذ بأساس محس لتفكيره ،وتجعل استجابته اللفظية للمواقف ذات مغزى ومعنى .
-2تزود التلميذ بالخبرة الحقيقية التي تخلق فيه النشاط الذاتي .
-5تسهم الوسائل إسهاما واضحا في إبعاد النسيان عما تعلمه التلميذ .
-6تساعد الوسائل التعليمية في إثارة اهتمام التلميذ بالمادة التي يتعلمها .
-7تزود التلميذ بخبرات ليس من السهل تزويده بها من دونها ،كما تزودة بالعمق في التعلم ،وبكفاية
ظاهرة ،وتوفر الوقت والجهد .
وقواعد النحو – بطبيعتها – جافة ،ومنفرة للمتعلمين ،لبعدها التقليدي عن التوظيف الصحيح في
البيت والشارع والحياة العامة وهى من أجل ذلك محتاجة إلى جذب االنتباه إليها وشحنها بعناصر
التشويق واإلثارة ،لبسط مفاهيمها وتوضيح غامضها ،ومما ال شك فيه أن دراسة القواعد ميدان
تطبيقي لجميع فروع اللغة ،ولغير الدراسة اللغوية من المواد الدراسية المختلفة ،ولذلك تعد القواعد
النحوية مادة حية تؤثر في بقية المواد الدراسية ،وال غنى لمثقف عن دراستها ،ومن مظاهر العناية
بتدريسها تيسيرها للمتعلمين ،وتوظيف الوسائل التعليمية التي تذلل صعوباتها ،وتميط اللثام عن
أسرارها .
تعد السبورة من أهم الوسائل التعليمية في تدريس اللغة العربية وفي تدريس القواعد بوجه خاص ،
فالمعلم يسجل عليها األمثلة النحوية التي يجعلها مجاال للموازنة ،الستخالص الحقائق النحوية ،
واستنباط القواعد ثم يسجل هذه القواعد ،وتعد السبورة خير معين للمعلم والتالميذ ،فهي تساعد على
تصويب األخطاء التي يقع فيها التالميذ ،ويستطيع التلميذ أن يتعرف بجالء على الفرق بين الخطأ
والصواب ،وتسهم السبورة في تثبيت الصواب لدية .
تعد عملية التطبيق الشفوي والكتابي من أهم أساليب التدريب العملي المنظم لتنمية المهارات
اللغوية ،وتثبيت قواعد اللغة لدى التالميذ ،فدراسة القواعد وحدها ال تكفي لتعويد التالميذ صحة
التعبير ،وسالمة النطق ،ألن المهارات تكتسب من التدريب المتكرر ،فالتطبيق خير وسيلة لجعل
القواعد النحوية ملكة في نفس التلميذ ال يحتاج معها إلى التأمل والتفكير واإلرهاق .
وال شك أن توظيف التطبيق يرتبط ارتباطا وثيقا بتكوين العادات اللغوية الصحيحة في النطق والكتابة،
ويحقق أهدافا أخرى يمكن أن نوجزها فيما يلي :
-3يتيح للمعلم الفرصة لتقويم تالميذه ،وللوقوف على مستوياتهم ،ومدى الصعوبات التي تعترضهم ،
فيستطيع أن يمنح األقوياء فرصا لمزيد من التفوق والسبق وأن يفتح للضعاف مسالك التقدم والقوة .
-1يجب أن تكون األسئلة خالية من التكلف أو الغموض وكثرة القيود ،وأن تكون بعيدة عن
الصعوبات التي تربك التالميذ ،وتوقعهم في الحيرة .
-3أن تكون متنوعة حتى يتدرب التالميذ بها على استخدام القاعدة في صور متعددة من األساليب .
-4أن يراعى فيها التدريب على طرق توظيف األدوات اللغوية المختلفة ،مع مالحظة المعنى الدقيق
،واألثر الذي تحدثة هذه األدوات في الجمل .
-1يقوم المعلم بتوظيف الكتاب المدرسي ،ومناقشة األسئلة الواردة مع إشراك التالميذ في األداء
والمناقشة .
-2يقوم المعلم بكتابة األسئلة على السبورة األصلية أو اإلضافية ثم يناقش تالميذه فيها .
-3يقوم المعلم بإعداد األسئلة في بطاقات توزع عليهم ،ثم يناقشهم المعلم فيها ،
-4يوظف المعلم بعض القطع القرآنية في كتاب القراءة أو في الكتاب ذي الموضوع الواحد ،أو في
كتاب من كتب األدب ،ثم يكلف التالميذ قراءتها وضبط كلماتها ضبطا إعرابيا .
-5توظيف المواقف التي يخطئ فيها التالميذ في تعبيرهم الشفوي أو الكتابي ،ومناقشة التالميذ في
هذه األخطاء .
أوال – التهيئة
يرى المربون أن المعلومات الجديدة يقبل عليها التلميذ ويهضمها إذا كانت مرتبطة بمعلومات
قديمة لديه ،واستمدت منها ضوءا يزيد من نشاط التلميذ وشوقه وسروره ،فإن الجديد المحض يبدو
غريبا ،وال يؤلف بسهولة ،بينما ربط القديم بالجديد هو الذي يدفع التلميذ إلى التعلم ،وربط الحقائق
المتماسكة .ولذلك ينصح المربون بأن يثير المعلم في أول الحصة ما عند التالميذ من معلومات قديمة
مما يدخل في إطار الخبرة الجديدة ،وتعد التهيئة في النحو فنا يبدع فيه المعلمون ،وهى في الغالب
أسئلة يمهد بها المعلم للدرس ،وهذه األسئلة متصلة بموضوع النص الكامل ،أو القطعة المساعدة ،أو
األمثلة المتعددة ،ومن الممكن أن تكون التهيئة بمناقشة التالميذ في بعض القواعد السابقة التي تتصل
بموضوع الدرس ،وذلك في حالة االستغناء عن القصة .
من الحقائق المعروفة أن فروع اللغة متكاملة ،وأن مهارات النحو تحتاج إلى مهارات الفروع
األخرى وأن كل فرع ال يمكن أن ينعزل عن بقية فروع اللغة ،وال يمكن أن تكون دراسة القواعد
مجدية إذا عجز التلميذ عن قراءة النص ،أو درس قاعدة مستمدة من أمثلة ال يفهمها ،ولذلك يعنى
المعلم بتدريب تالميذه على قراءة النص ،ويساعدهم على فهمه ،ويذلل لهم بعض الصعوبات اللغوية
أو التركيبية .
في هذه الخطوة يلجأ المعلم إلى طرح أسئلة على تالميذه تساعدهم على استخراج األمثلة التي
تتناول حقائق الدرس ،ثم يقوم المعلم بتسجيل هذه األمثلة بالتدريج على الجانب األيمن من السبورة
في وضع رأسي منظم ،مع وضع خطوط بلون مخالف تحت الكلمات المطلوبة للمناقشة ومن الممكن
أن يكتب المعلم الكلمات بلون خاص لتيسير المالحظة على التالميذ ،ومن المفيد أن يزاوج المعلم بين
أمثلة مستمدة من القطعة ،وأمثلة أخرى من إنشاء التالميذ ،وينبغي أن ننبه إلى أهمية تعدد األمثلة ،إذ
من الخطأ الشائع االقتصار على عدد محدود من األمثلة ،ومحاولة استنباط القاعدة منها ،فمن شأن
ذلك أن يقلل من قيمة القاعدة ،ويفقدها معناها ،أما تعدد األمثلة فيقوى القاعدة ويرسخها في أذهان
التالميذ .
وفي هذه الخطوة يوازن المعلم بين الجزئيات أو األمثلة ليدرك التالميذ ما بينها من أوجه التشابه
واالختالف ،ومعرفة الصفات المشتركة ،والصفات الخاصة في بعضها دون بعض ،وعلى المعلم أن
يستقصي األمثلة ،وكلما كان المعلم متأنيا في موازنته وتتبعه واستقصائه وصل إلى الهدف الذي يريده
بسهولة ويسر ،ويتوقف نجاح الدرس على نجاح المعلم ومهارته في الموازنة بين األمثلة ،وإدراك
أوجه الربط بين المعلومات الجديدة وبين المعلومات القديمة التي مروا بها من قبل ،وفي كل ذلك
ينبغي أن يكون دور المعلم قاصرا على التوجيه واإلرشاد وتصحيح المسار ،أما إدراك أوجه التشابه
واالختالف والموازنة ،وإجراء عمليات الربط ،ومعرفة الصفات فذلك دور التلميذ في هذه الخطوة .
إذا نجح المعلم في تنفيذ الخطوات السابقة سهل على طالبه الوصول إلى القاعدة ،وعليهم أن
يعبروا بأنفسهم عن النتيجة التي توصلوا إليها ،وإذا أعوزتهم مصطلحات النحاة قدمها لهم المعلم دون
إسراف فيها ،ثم يقوم المعلم بتسجيل القاعدة على السبورة أمام األمثلة ،وبإمالء التالميذ ،وذلك بعد
إشراك عدد منهم في تقديم القاعدة الموجزة ،ثم يكلف عدد منهم قراءتها .
سادسا – التطبيق
يعد التطبيق من أهم خطوات تدريس القواعد ،ألنه يؤدى إلى ترسيخ القاعدة المستنبطة في أذهان
التالميذ ،باإلضافة إلى أن التطبيق في حقيقته قياس يتعرف المعلم من خالله على درجة استفادة التالميذ
،وعلى مدى استيعابهم حقائق الدرس ،ثم يقوم بعد ذلك بعالج نواحي الضعف عند التالميذ الذين
يحتاجون إلى مثل ذلك العالج ،وال شك أن دروس النحو في التطبيق اللغوي حافلة باألسئلة التطبيقية
التي ينبغي أن توظف بشكل مالئم .وال يفوتنا أن نشير إلى أن التطبيق يجب أن يكون بنائيا مستمرا على
كل جزئية من جزئيات القاعدة إضافة إلى التطبيق الختامي .