تدريس النحو

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل وكفي ‪ ،‬وصالة وسالما على عبادة الذين اصطفي – وبعد‬

‫فلم تلق قضية نقاشا وجدال واهتماما بين فروع اللغة كما لقى النحو والصرف منذ الخليل بن أحمد‬
‫وأبى األسود الدؤلى حتى اآلن !! ‪.‬‬

‫ولسنا بصدد معرفة أسباب صعوبة النحو ‪ ،‬ولكن سببا واحدا منها كاف لبيان حتمية فشل كل‬
‫الجهود المخلصة لتيسير النحو ‪ ،‬ذلك أن قواعد النحو شئ ولغة الناس العامية شئ آخر ‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫هو انعدام وظيفة النحو تماما وستظل المشكلة متفاقمة لو لم توضع خطط قومية على مستوى الوطن‬
‫العربي لتوظيف النحو والحديث بالفصحى على األقل في دور العلم جميعها وفي مراكز البحث العلمي‬
‫وفي المصالح والمؤسسات وترجمة كل العلوم إلى العربية وفرض غرامات مالية على كل من يستخدم‬
‫ألفاظا غير عربية أسوة بغرامات مخالفي النظام والنظافة لتنظيف اللغة ومعافاتها من األدران ‪ ،‬ويومئذ لن‬
‫نندب صعوبة القواعد أو جفافها !!‬

‫وجدير بالذكر أن محاوالت جادة وبناءة لم يسبق إليها بذلت في كتب وزارة التربية بدولة‬
‫اإلمارات باعتبار النص القرائي محورا لمعالجة الفنون اللغوية األربعة ثم استثمر ذلك في كتاب‬
‫التطبيقات اللغوية ولكن ما يخص النحو فقد وعى المنهج أهمية تعلم اللغة وتقديم التراكيب واألساليب‬
‫في صورة أنماط تحاكى وتستخدم ‪ ،‬وتعريض المتعلم لمواقف حياتية ‪ ،‬تستخدم فيها هذه التراكيب في‬
‫صورة وظيفية حياتية ‪.‬‬

‫ولتحقيق هذه الغاية أفرد باب في كتاب اللغة العريقة الخاص بالثالث اإلعدادي وما دونه تحت‬
‫عنوان "اللغة والتراكيب" يعنى ببعض التراكيب المصطادة من النص القرائي ‪ ،‬ويعرض المتكلم‬
‫لمحاكاتها واستخدامها ‪ ،‬أو توظيفها في مواقف جديدة ‪.‬‬

‫وعملنا في هذا المبحث القصير يركز األضواء على منزلة النحو بين فروع اللغة والسن التي يبدأ فيها‬
‫تدريس النحو وبعض طرق تدريس النحو والوسائل المساعدة لتعلم النحو ‪.‬‬
‫وأرجو أن أكون موفقا في تكوين رؤية تساعدني أوال والقائمين على تعليم لغتنا الخالدة ثانيا‬
‫على إقالة عثرتها والعودة بها إلى نبعها الصافي وثوبها القشيب وذوقها الرائع ولياقتها المذهلة ‪ ..‬واهلل‬
‫من وراء القصد ‪.‬‬

‫(أبو محمد ) محمود إبراهيم محمد علي‬

‫‪arabicme@yahoo.com‬‬

‫" القواعد النحوية "‬

‫منزلتها بين فروع اللغة ‪:‬‬


‫القواعد وسيلة لضبط الكالم ‪،‬وصحة النطق والكتابة‪ ،‬وليست غاية مقصودة لذاتها‪ ،‬وقد أخطأ كثير‬
‫من المعلمين حين غالوا بالقواعد‪ ،‬واهتموا بجمع شوا ردها‪ ،‬واإللمام بتفاصيلها‪ ،‬واإلثقال بهذا كلة على‬
‫التالميذ ‪ ،‬ظنا منهم أن في ذلك تمكينا للتالميذ من لغتهم ‪ ،‬واقتدارا لهم على إجادة التعبير والبيان‪.‬‬

‫تدريس النحو بين المؤيدين والمعارضين‪.‬‬

‫قبل أن نبدي الرأي الحاسم ونقول الكلمة الفاصلة ‪ ،‬بين رأى المعارضين والمؤيدين‪ ،‬يجدر بنا أوال‬
‫أن نستحضر في أذهاننا هذه‬

‫الحقائق والمبادئ ‪:‬‬

‫‪-1‬أن الطفل يأتى إلى المدرسة ولغته هي العامية ‪ ،‬التي يستعملها ويسمعها في البيت والشارع‬
‫والمدرسة أيضا‪.‬‬

‫‪-2‬أن الطفل يأتى إلى المدرسة ‪ ،‬وقد اكتسب كثيرا من العادات اللغوية الفاسدة ‪ ،‬فهو يستعمل للمثنى‬
‫ضمير الجمع ‪ ،‬ويقف بالسكون على كل ما ينطق به…وهكذا ‪.‬‬
‫‪-3‬أن التلميذ الصغير لم ينضج عقلة إلى الحد الذي يمكنه من التعليل والربط والتعميم ‪،‬واستنباط‬
‫القواعد ‪.‬‬

‫ودراسة القواعد بطريقة منظمة هي في الواقع دراسة عقلية مركبة متعددة النواحي ‪ ،‬تستوجب جهودا‬
‫فكرية ‪ ،‬ال تتحملها عقلية صغار التالميذ ‪ ،‬فهي تتطلب قوة المالحظة ‪ ،‬ودقة الموازنة ‪ ،‬والمقدرة على‬
‫التجريد ‪ ،‬واستنباط الحكم العام ‪ ،‬من األمثلة الجزئية ‪.‬‬

‫‪-4‬والقواعد – بطبيعتها – مادة جافة ‪ ،‬غير شائقة للتالميذ ‪ ،‬ألنها ال تحقق هدفا مباشرا ‪ ،‬مما يشوقهم‬
‫الوصول إلية ‪.‬‬

‫‪-5‬أن االستعمال اللغوي الصحيح في التعبير والقراءة ‪ ،‬ال يستغني ‪ -‬مع طغيان العامية وسيادتها‪ -‬عن‬
‫اإللمام بالقواعد الضرورية التي تعصم القلم ‪ ،‬وتقوم اللسان ‪ ،‬وتكشف عن وجه الصواب حين الشك‬
‫وااللتباس ‪.‬‬

‫‪-6‬أن القواعد من أسس الدراسة لكل لغة أجنبية ‪ ،‬وكلما كثر االشتقاق في لغة ‪ ،‬كانت معرفة قواعدها‬
‫أكثر لزوما ‪.‬‬

‫بعد تقرير هذه الحقائق ‪ ،‬يمكن التوفيق بين الفريقين بمراعاة ما يأتى ‪:‬‬

‫‪-1‬استخدام الطريقة "العرضية" في السنوات األولى ‪ ،‬وتأجيل دراسة القواعد بالطريقة المنظمة‬
‫المقصودة إلى آخر المرحلة االبتدائية ‪ ،‬إذ يكون التلميذ أكثر نضجا وتقبال للقواعد العامة ‪.‬‬

‫‪-2‬أن يختار من القواعد ما له أهمية ووظيفة ‪ ،‬وفائدة في الكالم ‪ ،‬والداعى إلى كثرة التفصيالت ‪،‬‬
‫وسرد المذاهب المختلفة ‪ ،‬وحفظ الصيغ المعهودة ‪.‬‬

‫متى ُيبدأ بتدريس القواعد ؟‬

‫اختلف المربون في تحديد السن التي يجوز معها البدء بتدريس القواعد ‪ ،‬ومع هذا االختالف‬
‫انعقد إجماعهم على أن القواعد تستلزم تهيؤا‬
‫عقليا خاصا ‪ ،‬يمكن التالميذ من الموازنة ‪ ،‬والتعليل واالستنباط ‪.‬‬

‫وقد مال أكثر المربين إلى إعفاء تلميذ المدرسة االبتدائية ‪ ،‬من دروس القواعد حتى سن العاشرة ‪ ،‬أي‬
‫إلى الصف الخامس ويرى آخرون في كتاب أساسيات في تعليم اللغة العربية ‪:‬‬

‫يمكن أن نبدأ في تدريس القواعد باختيار السهل منها في الصف الخامس أو السادس ‪ ،‬ثم يتدرج في‬
‫المرحلة اإلعدادية بعد ذلك ‪.‬‬

‫ويمكننا في ضوء النظم التعليمية السائدة أن نقسم سنوات الدراسة إلى مراحل ‪ ،‬وأن نوضح ما يناسب‬
‫كل مرحلة ‪.‬‬

‫مراحل تدريس القواعد‬

‫أوال ‪:‬في المدارس االبتدائية‬

‫الحلقة األولى ‪ ،‬وتشمل الصفين األول والثاني ‪ ،‬وفي هذه الحلقة ال يعلم الطفل قواعد مطلقا ‪ ،‬وال‬
‫يؤخذ بنوع معين من التدريبات حول أسلوب خاص أو تأليف جمل بشكل معين ‪ ،‬ألن الطفل في هذه‬
‫الحلقة محدود الخبرات ‪ ،‬فحاجته ماسة إلى توسيع خبرته وتنمية محصوله اللغوي و ليستطيع التعبير عن‬
‫حاجاته دون توقف ‪ ،‬فمهمة المدرس في هذه الحلقة محصورة في تمكين الطفل من الكالم باللغة التي‬
‫يستطيعها ونغتفر له العامية ‪ ،‬ألن صحة األسلوب ستأتى بالتدريج ‪.‬‬

‫الحلقة الثانية ‪،‬وتشمل الصفين الثالث والرابع ‪ ،‬وفي هذه الحلقة يدرب التلميذ على صحة األداء ‪ ،‬وقوة‬
‫التعبير ‪ ،‬بطريقتين ‪:‬‬

‫( ا ) استمرار التدريب المباشر على التعبير كما هو متبع في الحلقة السابقة ‪ ،‬ولكن بصورة أرقى ‪.‬‬

‫(ب)تدريبه على وحدات نحوية معينة ‪ ،‬مما يشيع في لغته ‪ ،‬ويستعمله استعماال خاطئا ‪ ،‬وذلك‬
‫كالتدريب على األسئلة واألجوبة ‪ ،‬وعلى بعض الضمائر ‪ ،‬وأسماء اإلشارة ‪ ،‬واألسماء الموصولة‬
‫ونستطيع – بهذا التدريب –أن نهذب لغة التلميذ ‪ ،‬ونعدل به عن كلمة"إحنا" إلى "نحن" وعن‬
‫كلمه"إزاى" إلى كلمة "كيف" وعن كلمة "اللي" إلى كلمة "الذي" وعن كلمة "ده" إلى "هذا" وعن‬
‫كلمة "فين" إلى" أين" وعن كلمة"إمته" إلى"متى" وعن كلمة "مين" إلى "من"‪..‬‬

‫وهذا النوع من التدريب ال نسميه قواعد ‪ ،‬وال تكوين جمل ولكن االسم المالئم له ‪ ،‬هو التدريب على‬
‫االستعمال اللغوي ‪ ،‬وفي هذه الحلقة أيضا يجب تيسير التدريب ‪ ،‬وتحبيبه إلى التالميذ باستعمال‬
‫البطاقات واأللعاب اللغوية ‪ ،‬والمحاورات ‪ ،‬والتمثيليات ‪ ،‬واستخدام القصة ‪ ،‬متى أمكن ذلك ‪.‬‬

‫وهذا التدريب ال تخصص له حصص كاملة ‪ ،‬وإنما تقتطع له فترات من دروس القراءة والتعبير ‪.‬‬

‫الحلقة الثالثة ‪:‬وتشمل الصفين الخامس والسادس ‪ ،‬والتلميذ في هذه الحلقة يمكن أن نطمئن إلى نضج‬
‫فكره ‪ ،‬وقدرته على فهم القواعد بالطريقة القاصدة ‪ ،‬التي تعتمد على األمثلة والمناقشة واالستنباط‬
‫والتطبيق ‪ ،‬وال مانع من تخصيص إحدى الحصص لدراسة القواعد والتدريب عليها في هذه الحلقة ‪ ،‬مع‬
‫مراعاة التيسير على التالميذ بعدم ازدحام القواعد المختلفة في حصة واحدة ‪.‬‬

‫معايير ‪ ،‬وأن تستخدم هذه المعايير في بناء منهج النحو ‪ ،‬وقد انطلقت هذه الدراسة من النظرة‬
‫الحديثة في بناء المناهج والتي تتلخص في البدء بتجديد أساسيات المادة النحوية ‪ ،‬ثم االختيار من هذه‬
‫األساسيات ما يساعد التلميذ على اإلسهام في فهم مشكالت مجتمعة ‪ .‬وإشباع حاجاته ‪ ،‬وتنمية ميوله‬
‫‪ ،‬وبذلك تكون هذه الدراسة قد أضافت إلى تعليم اللغة العربية إضافات هامة تتجلى في الطريقة العلمية‬
‫في اختيار الموضوعات النحوية للمرحلة اإلعدادية ‪ ،‬وهذه الطريقة يمكن أن تطبق في المراحل األخرى‬
‫من التعليم ‪.‬‬

‫ثانيا – طرق تدريس النحو ‪:‬‬


‫من الموضوعات الهامة التي شغل بها المربون قديما وحديثا طرق التدريس ‪ ،‬ويكفي أن ننظر إلى‬
‫كتب التربية حتى نجد أن الجزء األكبر منها حديث عن المناهج والطرق بل أنك لتجد أ‪ ،‬تاريخ التفكير‬
‫التربوي ليس إال محاوالت متصلة في سبيل الوصول إلى الطريقة الصالحة ‪ ،‬فإذا ما استمعت إلى‬
‫أحاديث المعلمين ورجال التعليم وجدت أن الطريقة تحتل في أقوالهم ‪ ،‬وتفكيرهم مكانا كبيرا فليس‬
‫بغريب إذن أن نقف اليوم لنسأل ما االتجاهات الحديثة في طرق تعليم القواعد؟‬

‫وإذا نظرنا إلى الطريقة المتبعة في تعليم القواعد عندنا نجد أنها مرت بمرحلتين أساسيتين ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪:‬‬

‫وكانت تتبع فيها طريقة يمكن أن تسمى بالطريقة القياسية ‪ ،‬وفيها تورد القاعدة أو الحكم ‪ ،‬ثم‬
‫تساق الشواهد واألمثلة لتوضيح هذه القاعدة أو ذلك الحكم والمطلوب من المتعلم على حسب هذه‬
‫الطريقة هو استيعاب القواعد وحفظ الشواهد أو األمثلة التي تنطبق عليها ‪ ،‬وقلما كانت تتجه العناية إلى‬
‫الناحية التطبيقية ‪ ،‬وأساس هذه الطريقة أن المتعلم إذا ما عرف القاعدة معرفة صحيحة فأنة سيطبقها ‪،‬‬
‫وخير ما يمثل هذه المرحلة هو كتاب "قواعد اللغة العربية" للمرحوم حفنى ناصف وآخرين‬

‫أما المرحلة الثانية ‪:‬‬

‫فقد اتبعت فيها الطريقة التي تسمى الطريقة االستنباطية ‪ ،‬أو االستقرائية ‪ ،‬وفيها تورد األمثلة‬
‫أوال ‪ ،‬ثم يلفت نظر المتعلمون إلى أجزاء معينة من هذه األمثلة ليالحظوها ‪ ،‬ثم تجمع هذه المالحظات‬
‫في قاعدة واحدة ‪ ،‬تسجل ‪ ،‬وتطبق على أمثلة جديدة ‪ ،‬والمطلوب من المتعلم في هذه الطريقة أن يسير‬
‫وراء المعلم في اإلتيان باألسئلة ‪ ،‬وفي القيام بالمالحظة ‪ ،‬واالستنتاج ‪ ،‬ثم ينفرد بعد ذلك في التطبيق‬
‫ومعظم كتب النحو التي ترونها اليوم في المدارس تمثل هذه المرحلة من مراحل تطور الطريقة ‪.‬‬

‫وأساس هذه الطريقة طريقة هر بارت ‪.‬التي سيطرت على التربية فكريا وعمليا حتى مستهل القرن‬
‫العشرين ‪ .‬وقد كانت مهمة المعلم في ذلك تبدأ باستثارة المعلومات القديمة ‪ ،‬ثم االنتقال إلى عرض‬
‫المادة الجديدة ‪ ،‬ومقارنتها بالمعلومات القديمة ‪ ،‬ثم ربط القديم بالجديد عن طريق التعميم ‪ ،‬ثم تطبيق‬
‫هذه القاعدة على مادة مماثلة للمادة الجديدة ‪.‬‬

‫وهناك طريقة ثالثة ظهرت متأخرا ‪ ،‬وهى"الطريقة المعدلة" وقد نشأت نتيجة تعديل في طريقة التدريس‬
‫السابقة وهى تقوم على تدريس القواعد النحوية من خالل األساليب المتصلة ‪ ،‬ال األساليب المتفرقة ‪،‬‬
‫ويراد باألساليب المتصلة قطعة من القراءة في موضوع واحد ‪ ،‬أو نص من‬
‫النصوص ‪ ،‬يقرأه الطالب ويفهمون معناه ثم يشار إلى الجمل وما فيها من الخصائص ‪ ،‬ويعقب ذلك‬
‫استنباط القاعدة منها ‪ ،‬وأخيرا تأتى مرحلة التطبيق ‪.‬‬

‫وتعليم القواعد وفق هذه الطريقة إنما يجارى تعليم اللغة نفسها ‪ ،‬إذ أنه من الثابت الذي ال‬
‫جدال فيه أن تعليم اللغة إنما يجيء عن طريق معالجة اللغة نفسها ‪ ،‬ومزاولة عباراتها فليكن تعليم‬
‫القواعد إذن على هذا النهج الذي ترتكز فيه على اللغة الصحيحة ‪ ،‬ومعالجتها ‪ ،‬وعرضها على األسماع‬
‫واألنظار وتمرين األلسنة واألقالم على استخدامها ‪.‬‬

‫وفي الحقيقة ال فرق بين الطريقة االستنباطية والمعدلة من حيث األهداف العامة ‪ ،‬لكن الفرق الوحيد‬
‫بين هاتين الطريقتين في النص الذي يعتمد علية ‪ ،‬فبينما نرى النص في الطريقة االستنباطية مجموعة من‬
‫األمثلة التي ال رابط بينها ‪ ،‬نراه في الطريقة المعدلة نصا متكامال يعبر عن فكرة متكاملة أما الخطوات‬
‫الرئيسية في الطريقتين فهي واحدة ‪ ،‬وعلى ذلك نعتقد أنه ال داعي للفصل بين هذين الطريقتين ‪.‬‬

‫والخالصة أن النحو على الغم مما جرى ويجرى فيه من تعديل باإلضافة أو بالحذف ‪ ،‬وبالتقديم‬
‫أو التأخير ‪ ،‬وبإعادة التوزيع على الصفوف الدراسية ال يزال مشكلة رئيسية من مشكالت تعليم لغتنا‬
‫العربية ‪ ،‬وربما مرد ذلك إلى ما يلى – ‪:‬‬

‫من الناحية التربوية ‪:‬‬

‫‪-1‬فقدان الدافع لتعلم النحو لدى التالميذ ‪.‬‬

‫‪-2‬أقسام هذا العلم بالتجريد ‪ ،‬والتعميم ‪.‬‬

‫‪-3‬البون الشاسع بين هذا العلم ‪ ،‬وأساليب الحياة اليومية ‪.‬‬

‫‪-4‬النظرة إلى النحو أنه على قواعد تعرف بها أواخر الكلمات إعرابا وبناءا ‪ ،‬مع أن إدراك العالقات بين‬
‫الكلمات في الجملة ‪ ،‬وبين الجمل جزء منه بحسب المفهوم الحديث ‪.‬‬

‫وهناك عدة أسس يمكن االعتماد عليها في تدريس القواعد ‪:‬‬


‫األساس األول ‪ :‬االتجاه في تعليم القواعد نحو الوظيفية ‪ ،‬ونعنى بذلك أن نتخير من النحو ما له صلة‬
‫وثيقة باألساليب التى تواجه التلميذ في الحياة العامة ‪ ،‬أو التي يستخدمها ‪.‬‬

‫واألساس الثاني ‪ :‬استغالل الدافعية لدى المتعلم ‪ ،‬وال شك أن هذه الدافعية تساعده على تعلم القواعد ‪،‬‬
‫وتفهمها ‪ ،‬ويمكن للمعلم هنا أن يجعل الدراسة في القواعد قائمة على "حل المشكالت" فاألخطاء التي‬
‫يحدثها التالميذ في كتاباتهم ‪ ،‬أو التي يخطئون فيها في قراءاتهم يمكن أن تكون مشكالت للدراسة مع‬
‫التالميذ ‪ .‬وهكذا يمكن أن يثير المدرس حماسة التالميذ نحو أسلوب معين ليوحد لديهم الدافع الذي‬
‫يجعل عملية التعلم مستساغة مقبولة لدى التالميذ ‪.‬‬

‫األساس الثالث ‪ :‬تدريس القواعد في إطار األساليب التي في محيط المتعلم وفي دائرته ‪ ،‬والتي تربطه‬
‫بواقع حياته ‪ ،‬وفي قراءات التلميذ ألوان كثيرة تخدم هذه الغاية ‪.‬‬

‫األساس الرابع ‪ :‬البعد بالمنهج عن الترتيب التقليدي في معالجة مشكالت النحو وتخليصه من الشوائب‬
‫التي ال تفيد التالميذ ‪ ،‬ومن كثير من المصطلحات الفنية ‪.‬‬

‫األساس الخامس ‪ :‬االهتمام بالموقف التعليمي ‪ ،‬والوسائل المعينة ‪ ،‬وطريقة التدريس ‪ ،‬والجو المدرسي‬
‫‪ ،‬والنشاط السائد ‪.‬‬

‫األساس السادس ‪ :‬االهتمام بالممارسة ‪ ،‬وكثرة التدريب على األساليب المتنوعة ‪ ،‬في هذا تثبيت‬
‫للمعلومات ‪ ،‬وتحقيق لألهداف المرجوة ‪.‬‬

‫اتجاهات بناءة في تدريس القواعد‬

‫‪-1‬ينبغي أن يكون تعليم القواعد مرتبطا بالتعليم البنيوي ‪ ،‬بمعنى أن يتعامل التالميذ مع األبنية‬
‫اللغوية الصحيحة ‪ ،‬باالستماع ‪ ،‬والحديث ‪ ،‬والقراءة ‪ ،‬والكتابة ‪ ،‬فليس الهدف أن يحفظ التالميذ‬
‫قواعد النحو وإنما الهدف الذي ينبغي أن نتجه إليه هو أن يوظف القاعدة النحوية في أساليبه اللغوية ‪.‬‬
‫‪-2‬ينبغي أال نفصل بين المصطلحات النحوية وبين األساليب العليا في مجال التطبيق ‪ ،‬فالتلميذ في‬
‫حاجة إلى أن يتعرف على معان سامية ‪ ،‬أو أحداث تاريخية ‪ ،‬أو خبرات في نواحي الحياة ‪ ،‬في إطار‬
‫لغوى مشرق ‪.‬‬

‫‪-3‬ينبغي أال ننزعج من صعوبة القواعد ‪ ،‬فكل لغات العالم لها قواعدها وأحكامها ‪ ،‬وأصولها ‪ ،‬وليست‬
‫العربية بدعا فيما تشتمل علية من قواعد ‪ ،‬ولكن أهم ما ينبغي أن نعنى به أن نحسن اختيار المباحث‬
‫النحوية المالئمة لمستوى نمو الدارسين ‪ ،‬ومطالبهم اللغوية ‪ ،‬وأن ننشئ الدوافع لديهم ثم نستثمرها بعد‬
‫ذلك في توظيف اللغة ‪ ،‬في مواقف حية ‪ ،‬على أن يشعر التالميذ بقيمة اللغة ‪ ،‬وقد أشرنا إلى بعض هذه‬
‫المواقف في التعبير الشفوي والكتابي ‪ ،‬وتصويب أخطاء النطق في القراءة والنصوص واإلمالء والخط ‪.‬‬

‫‪-4‬على معلم اللغة أن يضع في اعتباره دائما أن القواعد وسيلة وليست غاية ‪.‬‬

‫‪-5‬ينبغي أن تكون الموضوعات التي تقدم إلى التالميذ في النحو موضوعات وظيفية تلبى حاجاتهم‬
‫اللغوية ‪ ،‬وتسهل لهم عمليات التفاعل االجتماعي بحيث يقرءون قراءة سليمة ويكتبون كتابة سليمة ‪.‬‬

‫‪-6‬توظيف القواعد في حل المشكالت ‪ ،‬ويعد هذا األسلوب من أهم األساليب واالتجاهات الحديثة‬
‫في تدريس القواعد ‪ ،‬ويقوم على أساس النشاط اللغوي الذي يقوم به المعلم والمتعلم على السواء في‬
‫مجابهة مشكلة من المشكالت التي تعترض التلميذ ‪.‬‬

‫‪-7‬الربط بين النحو وكل نشاط لغوى ‪ ،‬بمعنى أن النحو البد أن يكون في كل حديث وفي كل موقف‬
‫كتابي ‪ ،‬فهو تقويم اللسان من الخطأ وتقويم القلم من الزلل ‪ ،‬ومن الخطأ أن ينجح المعلم في أخذ‬
‫تالميذه بتطبيق القاعدة في درس النحو ثم يجيز لهم نقضها في درس القراءة مثال ‪ ،‬إن سهولة في‬
‫توظيف قواعده ‪ ،‬والمعلم الجيد هو الذي يأخذ نفسه وتالميذه بااللتزام بضبط الكلمات ضبطا صحيحا‬
‫‪ ,‬ومراعاة تطبيق القواعد في كل الدروس ‪ ،‬بحيث ينسحب ما يتعلمه في درس النحو على كل المواد‬
‫الدراسية األخرى ‪.‬‬

‫توظيف الوسائل التعليمية في تدريس القواعد‬


‫الوسائل التعليمية الزمة لجميع مواقف التدريس ‪ ،‬ألنها تقرب من ميدان العمل المباشر الذي يعد‬
‫أمثل الطرق وأقواها في اكتساب الخبرات ‪ ،‬وهى تدفع التلميذ إلى االنتباه ‪ ،‬ومحاولة التفاعل مع‬
‫عناصر البيئة المتصلة بموضوع الخبرة واالشتباك معها في صراع األخذ والرد ‪ ،‬والسؤال واإلجابة ‪،‬‬
‫واالندفاع واإلحجام ‪ ،‬والتصرف بطريقة إيجابية ‪ ،‬فيها حركة عقلية ‪ ،‬واتساق في اإلدراك وهى في‬
‫الوقت نفسه تخلق في المتعلم اهتماما بما يتعلمه ‪ ،‬فيتابعه وال ينقطع عنه ‪ ،‬فيستمر تذكره له ‪ ،‬ويدوم‬
‫نشاطه في ميدانه ‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه التربية الحديثة في كل مواقف التعليم ‪ ،‬ولقد أثبتت بحوث‬
‫المربين أن الوسائل التعليمية إذا استخدمت استخداما صحيحا ودقيقا حققت النتائج اآلتية ‪:‬‬

‫‪-1‬تزود التلميذ بأساس محس لتفكيره ‪ ،‬وتجعل استجابته اللفظية للمواقف ذات مغزى ومعنى ‪.‬‬

‫‪-2‬تزود التلميذ بالخبرة الحقيقية التي تخلق فيه النشاط الذاتي ‪.‬‬

‫‪-3‬تزود التلميذ باستمرار التفكير ‪ ،‬وبخاصة في حالة العرض للوسيلة ‪.‬‬

‫‪-4‬تساعد الوسائل على زيادة الحصيلة اللغوية للتلميذ ‪ ،‬وذلك بما تتيحة الوسائل من مواقف تدفع‬
‫التلميذ إلى استخدام اللغة ‪.‬‬

‫‪-5‬تسهم الوسائل إسهاما واضحا في إبعاد النسيان عما تعلمه التلميذ ‪.‬‬

‫‪-6‬تساعد الوسائل التعليمية في إثارة اهتمام التلميذ بالمادة التي يتعلمها ‪.‬‬

‫‪-7‬تزود التلميذ بخبرات ليس من السهل تزويده بها من دونها ‪ ،‬كما تزودة بالعمق في التعلم ‪ ،‬وبكفاية‬
‫ظاهرة ‪ ،‬وتوفر الوقت والجهد ‪.‬‬

‫وقواعد النحو – بطبيعتها – جافة ‪ ،‬ومنفرة للمتعلمين ‪ ،‬لبعدها التقليدي عن التوظيف الصحيح في‬
‫البيت والشارع والحياة العامة وهى من أجل ذلك محتاجة إلى جذب االنتباه إليها وشحنها بعناصر‬
‫التشويق واإلثارة ‪ ،‬لبسط مفاهيمها وتوضيح غامضها ‪ ،‬ومما ال شك فيه أن دراسة القواعد ميدان‬
‫تطبيقي لجميع فروع اللغة ‪ ،‬ولغير الدراسة اللغوية من المواد الدراسية المختلفة ‪ ،‬ولذلك تعد القواعد‬
‫النحوية مادة حية تؤثر في بقية المواد الدراسية ‪ ،‬وال غنى لمثقف عن دراستها ‪ ،‬ومن مظاهر العناية‬
‫بتدريسها تيسيرها للمتعلمين ‪ ،‬وتوظيف الوسائل التعليمية التي تذلل صعوباتها ‪ ،‬وتميط اللثام عن‬
‫أسرارها ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬توظيف السبورة في درس القواعد‬

‫تعد السبورة من أهم الوسائل التعليمية في تدريس اللغة العربية وفي تدريس القواعد بوجه خاص ‪،‬‬
‫فالمعلم يسجل عليها األمثلة النحوية التي يجعلها مجاال للموازنة ‪ ،‬الستخالص الحقائق النحوية ‪،‬‬
‫واستنباط القواعد ثم يسجل هذه القواعد ‪ ،‬وتعد السبورة خير معين للمعلم والتالميذ ‪ ،‬فهي تساعد على‬
‫تصويب األخطاء التي يقع فيها التالميذ ‪ ،‬ويستطيع التلميذ أن يتعرف بجالء على الفرق بين الخطأ‬
‫والصواب ‪ ،‬وتسهم السبورة في تثبيت الصواب لدية ‪.‬‬

‫اتجاهات بناءة في تدريس القواعد‬

‫‪-1‬ينبغي أن يكون تعليم القواعد مرتبطا بالتعليم البنيوي ‪ ،‬بمعنى أن يتعامل التالميذ مع األبنية‬
‫اللغوية الصحيحة ‪ ،‬باالستماع ‪ ،‬والحديث ‪ ،‬والقراءة ‪ ،‬والكتابة ‪ ،‬فليس الهدف أن يحفظ التالميذ‬
‫قواعد النحو وإنما الهدف الذي ينبغي أن نتجه إليه هو أن يوظف القاعدة النحوية في أساليبه اللغوية ‪.‬‬

‫‪-2‬ينبغي أال نفصل بين المصطلحات النحوية وبين األساليب العليا في مجال التطبيق ‪ ،‬فالتلميذ في‬
‫حاجة إلى أن يتعرف على معان سامية ‪ ،‬أو أحداث تاريخية ‪ ،‬أو خبرات في نواحي الحياة ‪ ،‬في إطار‬
‫لغوى مشرق ‪.‬‬

‫‪-3‬ينبغي أال ننزعج من صعوبة القواعد ‪ ،‬فكل لغات العالم لها قواعدها وأحكامها ‪ ،‬وأصولها ‪ ،‬وليست‬
‫العربية بدعا فيما تشتمل علية من قواعد ‪ ،‬ولكن أهم ما ينبغي أن نعنى به أن نحسن اختيار المباحث‬
‫النحوية المالئمة لمستوى نمو الدارسين ‪ ،‬ومطالبهم اللغوية ‪ ،‬وأن ننشئ الدوافع لديهم ثم نستثمرها بعد‬
‫ذلك في توظيف اللغة ‪ ،‬في مواقف حية ‪ ،‬على أن يشعر التالميذ بقيمة اللغة ‪ ،‬وقد أشرنا إلى بعض هذه‬
‫المواقف في التعبير الشفوي والكتابي ‪ ،‬وتصويب أخطاء النطق في القراءة والنصوص واإلمالء والخط ‪.‬‬

‫‪-4‬على معلم اللغة أن يضع في اعتباره دائما أن القواعد وسيلة وليست غاية ‪.‬‬

‫‪-5‬ينبغي أن تكون الموضوعات التي تقدم إلى التالميذ في النحو موضوعات وظيفية تلبى حاجاتهم‬
‫اللغوية ‪ ،‬وتسهل لهم عمليات التفاعل االجتماعي بحيث يقرءون قراءة سليمة ويكتبون كتابة سليمة ‪.‬‬
‫‪-6‬توظيف القواعد في حل المشكالت ‪ ،‬ويعد هذا األسلوب من أهم األساليب واالتجاهات الحديثة‬
‫في تدريس القواعد ‪ ،‬ويقوم على أساس النشاط اللغوي الذي يقوم به المعلم والمتعلم على السواء في‬
‫مجابهة مشكلة من المشكالت التي تعترض التلميذ ‪.‬‬

‫‪-7‬الربط بين النحو وكل نشاط لغوى ‪ ،‬بمعنى أن النحو البد أن يكون في كل حديث وفي كل موقف‬
‫كتابي ‪ ،‬فهو تقويم اللسان من الخطأ وتقويم القلم من الزلل ‪ ،‬ومن الخطأ أن ينجح المعلم في أخذ‬
‫تالميذه بتطبيق القاعدة في درس النحو ثم يجيز لهم نقضها في درس القراءة مثال ‪ ،‬إن سهولة في‬
‫توظيف قواعده ‪ ،‬والمعلم الجيد هو الذي يأخذ نفسه وتالميذه بااللتزام بضبط الكلمات ضبطا صحيحا‬
‫‪ ,‬ومراعاة تطبيق القواعد في كل الدروس ‪ ،‬بحيث ينسحب ما يتعلمه في درس النحو على كل المواد‬
‫الدراسية األخرى ‪.‬‬

‫توظيف الوسائل التعليمية في تدريس القواعد‬

‫الوسائل التعليمية الزمة لجميع مواقف التدريس ‪ ،‬ألنها تقرب من ميدان العمل المباشر الذي يعد‬
‫أمثل الطرق وأقواها في اكتساب الخبرات ‪ ،‬وهى تدفع التلميذ إلى االنتباه ‪ ،‬ومحاولة التفاعل مع‬
‫عناصر البيئة المتصلة بموضوع الخبرة واالشتباك معها في صراع األخذ والرد ‪ ،‬والسؤال واإلجابة ‪،‬‬
‫واالندفاع واإلحجام ‪ ،‬والتصرف بطريقة إيجابية ‪ ،‬فيها حركة عقلية ‪ ،‬واتساق في اإلدراك وهى في‬
‫الوقت نفسه تخلق في المتعلم اهتماما بما يتعلمه ‪ ،‬فيتابعه وال ينقطع عنه ‪ ،‬فيستمر تذكره له ‪ ،‬ويدوم‬
‫نشاطه في ميدانه ‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه التربية الحديثة في كل مواقف التعليم ‪ ،‬ولقد أثبتت بحوث‬
‫المربين أن الوسائل التعليمية إذا استخدمت استخداما صحيحا ودقيقا حققت النتائج اآلتية ‪:‬‬

‫‪-1‬تزود التلميذ بأساس محس لتفكيره ‪ ،‬وتجعل استجابته اللفظية للمواقف ذات مغزى ومعنى ‪.‬‬

‫‪-2‬تزود التلميذ بالخبرة الحقيقية التي تخلق فيه النشاط الذاتي ‪.‬‬

‫‪-3‬تزود التلميذ باستمرار التفكير ‪ ،‬وبخاصة في حالة العرض للوسيلة ‪.‬‬


‫‪-4‬تساعد الوسائل على زيادة الحصيلة اللغوية للتلميذ ‪ ،‬وذلك بما تتيحة الوسائل من مواقف تدفع‬
‫التلميذ إلى استخدام اللغة ‪.‬‬

‫‪-5‬تسهم الوسائل إسهاما واضحا في إبعاد النسيان عما تعلمه التلميذ ‪.‬‬

‫‪-6‬تساعد الوسائل التعليمية في إثارة اهتمام التلميذ بالمادة التي يتعلمها ‪.‬‬

‫‪-7‬تزود التلميذ بخبرات ليس من السهل تزويده بها من دونها ‪ ،‬كما تزودة بالعمق في التعلم ‪ ،‬وبكفاية‬
‫ظاهرة ‪ ،‬وتوفر الوقت والجهد ‪.‬‬

‫وقواعد النحو – بطبيعتها – جافة ‪ ،‬ومنفرة للمتعلمين ‪ ،‬لبعدها التقليدي عن التوظيف الصحيح في‬
‫البيت والشارع والحياة العامة وهى من أجل ذلك محتاجة إلى جذب االنتباه إليها وشحنها بعناصر‬
‫التشويق واإلثارة ‪ ،‬لبسط مفاهيمها وتوضيح غامضها ‪ ،‬ومما ال شك فيه أن دراسة القواعد ميدان‬
‫تطبيقي لجميع فروع اللغة ‪ ،‬ولغير الدراسة اللغوية من المواد الدراسية المختلفة ‪ ،‬ولذلك تعد القواعد‬
‫النحوية مادة حية تؤثر في بقية المواد الدراسية ‪ ،‬وال غنى لمثقف عن دراستها ‪ ،‬ومن مظاهر العناية‬
‫بتدريسها تيسيرها للمتعلمين ‪ ،‬وتوظيف الوسائل التعليمية التي تذلل صعوباتها ‪ ،‬وتميط اللثام عن‬
‫أسرارها ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬توظيف السبورة في درس القواعد‬

‫تعد السبورة من أهم الوسائل التعليمية في تدريس اللغة العربية وفي تدريس القواعد بوجه خاص ‪،‬‬
‫فالمعلم يسجل عليها األمثلة النحوية التي يجعلها مجاال للموازنة ‪ ،‬الستخالص الحقائق النحوية ‪،‬‬
‫واستنباط القواعد ثم يسجل هذه القواعد ‪ ،‬وتعد السبورة خير معين للمعلم والتالميذ ‪ ،‬فهي تساعد على‬
‫تصويب األخطاء التي يقع فيها التالميذ ‪ ،‬ويستطيع التلميذ أن يتعرف بجالء على الفرق بين الخطأ‬
‫والصواب ‪ ،‬وتسهم السبورة في تثبيت الصواب لدية ‪.‬‬

‫دور المعلم في التطبيق على قواعد اللغة‬

‫تعد عملية التطبيق الشفوي والكتابي من أهم أساليب التدريب العملي المنظم لتنمية المهارات‬
‫اللغوية ‪ ،‬وتثبيت قواعد اللغة لدى التالميذ ‪ ،‬فدراسة القواعد وحدها ال تكفي لتعويد التالميذ صحة‬
‫التعبير ‪ ،‬وسالمة النطق ‪ ،‬ألن المهارات تكتسب من التدريب المتكرر ‪ ،‬فالتطبيق خير وسيلة لجعل‬
‫القواعد النحوية ملكة في نفس التلميذ ال يحتاج معها إلى التأمل والتفكير واإلرهاق ‪.‬‬

‫وال شك أن توظيف التطبيق يرتبط ارتباطا وثيقا بتكوين العادات اللغوية الصحيحة في النطق والكتابة‪،‬‬
‫ويحقق أهدافا أخرى يمكن أن نوجزها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬ينمى خبرات التالميذ ‪ ،‬ويزيد من ثروتهم اللغوية ‪.‬‬

‫‪ -2‬يعمق فهم التالميذ للقواعد المدروسة ‪.‬‬

‫‪-3‬يتيح للمعلم الفرصة لتقويم تالميذه ‪ ،‬وللوقوف على مستوياتهم ‪ ،‬ومدى الصعوبات التي تعترضهم ‪،‬‬
‫فيستطيع أن يمنح األقوياء فرصا لمزيد من التفوق والسبق وأن يفتح للضعاف مسالك التقدم والقوة ‪.‬‬

‫ما يراعيه المعلم في أسئلة التطبيق الشفوي والكتابي‬

‫‪-1‬يجب أن تكون األسئلة خالية من التكلف أو الغموض وكثرة القيود ‪ ،‬وأن تكون بعيدة عن‬
‫الصعوبات التي تربك التالميذ ‪ ،‬وتوقعهم في الحيرة ‪.‬‬

‫‪-2‬أن تكون بعيدة عن التعرض للمشكالت ا إلعرابية العويصة ‪.‬‬

‫‪-3‬أن تكون متنوعة حتى يتدرب التالميذ بها على استخدام القاعدة في صور متعددة من األساليب ‪.‬‬

‫‪-4‬أن يراعى فيها التدريب على طرق توظيف األدوات اللغوية المختلفة ‪،‬مع مالحظة المعنى الدقيق‬
‫‪،‬واألثر الذي تحدثة هذه األدوات في الجمل ‪.‬‬

‫أساليب التطبيق الشفوي‬


‫للتطبيق الشفوي أساليب متعددة ‪ ،‬يمكن للمعلم أن يختار منها ما يالئم تالميذه ‪ ،‬وأن يبتكر‬
‫أنماطا أخرى مالئمة ‪ ،‬ومن تلك األساليب ‪:‬‬

‫‪-1‬يقوم المعلم بتوظيف الكتاب المدرسي ‪ ،‬ومناقشة األسئلة الواردة مع إشراك التالميذ في األداء‬
‫والمناقشة ‪.‬‬

‫‪-2‬يقوم المعلم بكتابة األسئلة على السبورة األصلية أو اإلضافية ثم يناقش تالميذه فيها ‪.‬‬

‫‪-3‬يقوم المعلم بإعداد األسئلة في بطاقات توزع عليهم ‪ ،‬ثم يناقشهم المعلم فيها ‪،‬‬

‫‪-4‬يوظف المعلم بعض القطع القرآنية في كتاب القراءة أو في الكتاب ذي الموضوع الواحد ‪ ،‬أو في‬
‫كتاب من كتب األدب ‪ ،‬ثم يكلف التالميذ قراءتها وضبط كلماتها ضبطا إعرابيا ‪.‬‬

‫‪-5‬توظيف المواقف التي يخطئ فيها التالميذ في تعبيرهم الشفوي أو الكتابي ‪ ،‬ومناقشة التالميذ في‬
‫هذه األخطاء ‪.‬‬

‫الخطوات األساسية في درس القواعد‬

‫أوال – التهيئة‬

‫يرى المربون أن المعلومات الجديدة يقبل عليها التلميذ ويهضمها إذا كانت مرتبطة بمعلومات‬
‫قديمة لديه ‪ ،‬واستمدت منها ضوءا يزيد من نشاط التلميذ وشوقه وسروره ‪ ،‬فإن الجديد المحض يبدو‬
‫غريبا ‪ ،‬وال يؤلف بسهولة ‪ ،‬بينما ربط القديم بالجديد هو الذي يدفع التلميذ إلى التعلم ‪ ،‬وربط الحقائق‬
‫المتماسكة ‪ .‬ولذلك ينصح المربون بأن يثير المعلم في أول الحصة ما عند التالميذ من معلومات قديمة‬
‫مما يدخل في إطار الخبرة الجديدة ‪ ،‬وتعد التهيئة في النحو فنا يبدع فيه المعلمون ‪ ،‬وهى في الغالب‬
‫أسئلة يمهد بها المعلم للدرس ‪ ،‬وهذه األسئلة متصلة بموضوع النص الكامل ‪ ،‬أو القطعة المساعدة ‪ ،‬أو‬
‫األمثلة المتعددة ‪ ،‬ومن الممكن أن تكون التهيئة بمناقشة التالميذ في بعض القواعد السابقة التي تتصل‬
‫بموضوع الدرس ‪ ،‬وذلك في حالة االستغناء عن القصة ‪.‬‬

‫ثانيا –القراءة الصامتة والجهرية ‪ ،‬ثم مناقشة المعنى العام ‪:‬‬

‫من الحقائق المعروفة أن فروع اللغة متكاملة ‪ ،‬وأن مهارات النحو تحتاج إلى مهارات الفروع‬
‫األخرى وأن كل فرع ال يمكن أن ينعزل عن بقية فروع اللغة ‪ ،‬وال يمكن أن تكون دراسة القواعد‬
‫مجدية إذا عجز التلميذ عن قراءة النص ‪ ،‬أو درس قاعدة مستمدة من أمثلة ال يفهمها ‪ ،‬ولذلك يعنى‬
‫المعلم بتدريب تالميذه على قراءة النص ‪ ،‬ويساعدهم على فهمه ‪ ،‬ويذلل لهم بعض الصعوبات اللغوية‬
‫أو التركيبية ‪.‬‬

‫ثالثا – عرض األمثلة على السبورة ‪:‬‬

‫في هذه الخطوة يلجأ المعلم إلى طرح أسئلة على تالميذه تساعدهم على استخراج األمثلة التي‬
‫تتناول حقائق الدرس ‪ ،‬ثم يقوم المعلم بتسجيل هذه األمثلة بالتدريج على الجانب األيمن من السبورة‬
‫في وضع رأسي منظم ‪ ،‬مع وضع خطوط بلون مخالف تحت الكلمات المطلوبة للمناقشة ومن الممكن‬
‫أن يكتب المعلم الكلمات بلون خاص لتيسير المالحظة على التالميذ ‪ ،‬ومن المفيد أن يزاوج المعلم بين‬
‫أمثلة مستمدة من القطعة ‪ ،‬وأمثلة أخرى من إنشاء التالميذ ‪ ،‬وينبغي أن ننبه إلى أهمية تعدد األمثلة ‪ ،‬إذ‬
‫من الخطأ الشائع االقتصار على عدد محدود من األمثلة ‪ ،‬ومحاولة استنباط القاعدة منها ‪ ،‬فمن شأن‬
‫ذلك أن يقلل من قيمة القاعدة ‪ ،‬ويفقدها معناها ‪ ،‬أما تعدد األمثلة فيقوى القاعدة ويرسخها في أذهان‬
‫التالميذ ‪.‬‬

‫رابعا – البحث واالستكشاف ‪:‬‬

‫وفي هذه الخطوة يوازن المعلم بين الجزئيات أو األمثلة ليدرك التالميذ ما بينها من أوجه التشابه‬
‫واالختالف ‪ ،‬ومعرفة الصفات المشتركة ‪،‬والصفات الخاصة في بعضها دون بعض ‪ ،‬وعلى المعلم أن‬
‫يستقصي األمثلة ‪ ،‬وكلما كان المعلم متأنيا في موازنته وتتبعه واستقصائه وصل إلى الهدف الذي يريده‬
‫بسهولة ويسر ‪ ،‬ويتوقف نجاح الدرس على نجاح المعلم ومهارته في الموازنة بين األمثلة ‪ ،‬وإدراك‬
‫أوجه الربط بين المعلومات الجديدة وبين المعلومات القديمة التي مروا بها من قبل ‪ ،‬وفي كل ذلك‬
‫ينبغي أن يكون دور المعلم قاصرا على التوجيه واإلرشاد وتصحيح المسار ‪ ،‬أما إدراك أوجه التشابه‬
‫واالختالف والموازنة ‪ ،‬وإجراء عمليات الربط ‪ ،‬ومعرفة الصفات فذلك دور التلميذ في هذه الخطوة ‪.‬‬

‫خامسا – استنباط القاعدة‬

‫إذا نجح المعلم في تنفيذ الخطوات السابقة سهل على طالبه الوصول إلى القاعدة ‪ ،‬وعليهم أن‬
‫يعبروا بأنفسهم عن النتيجة التي توصلوا إليها ‪ ،‬وإذا أعوزتهم مصطلحات النحاة قدمها لهم المعلم دون‬
‫إسراف فيها ‪ ،‬ثم يقوم المعلم بتسجيل القاعدة على السبورة أمام األمثلة ‪ ،‬وبإمالء التالميذ ‪ ،‬وذلك بعد‬
‫إشراك عدد منهم في تقديم القاعدة الموجزة ‪ ،‬ثم يكلف عدد منهم قراءتها ‪.‬‬

‫سادسا – التطبيق‬

‫يعد التطبيق من أهم خطوات تدريس القواعد ‪ ،‬ألنه يؤدى إلى ترسيخ القاعدة المستنبطة في أذهان‬
‫التالميذ ‪ ،‬باإلضافة إلى أن التطبيق في حقيقته قياس يتعرف المعلم من خالله على درجة استفادة التالميذ‬
‫‪ ،‬وعلى مدى استيعابهم حقائق الدرس ‪ ،‬ثم يقوم بعد ذلك بعالج نواحي الضعف عند التالميذ الذين‬
‫يحتاجون إلى مثل ذلك العالج ‪ ،‬وال شك أن دروس النحو في التطبيق اللغوي حافلة باألسئلة التطبيقية‬
‫التي ينبغي أن توظف بشكل مالئم ‪.‬وال يفوتنا أن نشير إلى أن التطبيق يجب أن يكون بنائيا مستمرا على‬
‫كل جزئية من جزئيات القاعدة إضافة إلى التطبيق الختامي ‪.‬‬

You might also like