المحاضرة الثالثة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫وحدة‪ :‬الصواتة‬ ‫جامعة ابن طفيل‬

‫األستاذة‪ :‬اإلدريسية العبودي‬ ‫كلية اللغات واآلداب والفنون‬

‫ر‬
‫المحاضة‪ :‬الثالثة‬ ‫شعبة‪ :‬اللغة العربية وآدابها‬

‫الفصل‪ :‬الثالث‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2021-2020‬‬
‫ز‬
‫الممية‪Traits distinctifs :‬‬ ‫‪ -1 ‬نظرية السمات‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الممية من أهم النظريات ف التحليل الفونولوج‪ ،‬وه من إسهامات مدرسة براغ‪،‬‬ ‫‪ ‬تعد نظرية السمات‬
‫ر‬
‫إحدى أبرز المدارس اللسانية البنيوية ف أوروبا‪ .‬وتسىم هذه المدرسة بالمدرسة الوظيفية ألنها تعي‬
‫ر ر‬
‫الوظيف ف دراسة اللغة وذلك عىل جميع المستويات‪ :‬النحوي‪ ،‬والصوت‪،‬‬ ‫اهتماما خاصا للجانب‬
‫ر‬
‫والرصف‪ ،‬والدالل‪.‬‬

‫ز‬ ‫ر‬
‫الممية لمدرسة براغ اللغوية هي أنهيا نظرت إىل‬ ‫‪ ‬ف هذا السياق‪ ،‬يقول "جيفري سامبسون" ‪« :‬الصفة‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الوظيفي‪ .‬ز ي‬
‫أعن بهذيا أن أعضاء مدرسة براغ فقط فكرويا أ يو نظرويا إىل اللغة عىل أنهيا‬ ‫ف جانبهيا‬
‫اللغة ي‬
‫ز‬
‫تميهم عن غيهم‪ ،‬وق يد حللويا لغة معينة‬ ‫تعمل ككل من أجل خدمة الهدف‪ ،‬وهي الحقيقة الني‬

‫(جيفري‬ ‫الن تقوم بهيا المكونات البنيوية عن يد استعمال اللغة الكلية"‬ ‫زي‬
‫تبي الوظائف الخاصة ي‬ ‫بصورة‬
‫سامبسون‪ ،‬المدارس اللغوية‪-‬التطور والرصاع‪ -‬تر‪ :‬أحمد نعيم الكر ر‬
‫اعي)‪.‬‬
‫ولقد تأثرت المدرسة الوظيفية باآلراء اللسانية البنيوية لسوسي‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بفكرة النسق أو النظام‬

‫ر‬
‫بمعن أن اللغة عبارة عن نظام من العالمات أو الوحدات اللسانية الن ترتبط فيما بينها من‬ ‫)‪،)Système‬‬

‫ر‬
‫معي تغي النظام كامال‪.‬‬ ‫خالل مجموعة من العالقات‪ ،‬وإذا تغي عنرص‬

‫ر‬
‫التمي لمدرسة براغ عن المدارس اللغوية األخرى‪ .‬يقول أحمد مومن‪:‬‬ ‫إن النظرة الوظيفية للغة ه الن منحت‬

‫سوسي ق يد ذهب إىل القول بأن اللغة نظام من العالمات فإن مدرسة براغ ترى أن للغة نظام‬
‫ي‬ ‫«وإذيا كان دي‬

‫(أحمد مومن ‪« ،‬اللسانيات‪ ،‬النشأة والتطور»)‪.‬‬ ‫من الوظائف‪ ،‬وكل وظيفة نظام من العالمات»‬
‫ر‬
‫‪ ‬وضعت مدرسة براغ نظرية كاملة ف التحليل الفونولوج‪ ،‬وقدمت تصورا خاصا للفونيم‪ ،‬الذي ُيعرف ‪-‬عند‬

‫ر‬
‫الممية الن تنبع من الخصائص النطقية والسمعية المحددة لكل‬ ‫جاكبسون‪ -‬بكونه مجموعة من السمات‬
‫ر‬
‫ل‬
‫صوت من أصوات اللغة والن تدخل ف عالقة تقابل‪ .‬يقول جاكبسون‪« :‬إن الطبيعة الحقة للفونيم ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫ف العالقات التقابلية والسلبية الني تربط الفونيمات فيميا بينها»‪.‬‬
‫ف تفرده وإنميا ي‬
‫تكمن ي‬
‫ر‬ ‫رز‬
‫الوظيف بالفونيم‪ ،‬بل بسمة أو ملمح خاص‪ .‬فالسمات ه الن‬ ‫التميي‬ ‫‪ ‬حسب «جاكبسون»‪ ،‬ال يحدث‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تمييية يتفرد بها الفونيم ويدخل من خاللها ف عالقات تقابل مع غيه من الفونيمات‪،‬‬ ‫تقوم بوظيفة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫التميي‪ ،‬وه أساسية ف المنهج البنيوي‪.‬‬ ‫وبالتال فالسمات تؤدي وظيفة‬

‫ر‬
‫ممية وثنائية لكل‬ ‫‪ ‬لقد توصل «جاكبسون» إل وضع تنظيم فونولوج كىل يحتوي عىل ‪ 12‬سمة‬

‫صوت‪ ،‬وه تتجمع أو تتفرع عن ثالث سمات أساسية‪ :‬المخرج‪ ،‬وطريقة النطق‪ ،‬ووضع الوترين‬

‫ر‬
‫الصوتيي (مثال‪ :‬فونيم الباء‪ :‬شفوي‪ ،‬انفجاري‪ ،‬مجهور)‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫التميي ر‬
‫بي ‪ ،bain/pain‬فتقابلهما ال‬ ‫‪ ‬فالفونيمات ‪ /p/‬و ‪ /b/‬يتقابالن ف الفرنسية ألنهما ُيستخدمان ف‬

‫يقوم إال عىل سمة واحدة‪ ،‬وهو بالتال ليس تقابال كليا شامال وإنما ينحرص رف العالقة ر‬
‫بي المجهور ‪/b/‬‬

‫وغي المجهور ‪ /p/‬؛ إذن‪ ،‬ال يمكن أن ر‬


‫نمي الفونيم المجهور إال إذا كان هناك فونيم غي مجهور‪ ،‬وهذه‬
‫ر‬ ‫الثنائية ه الن تجعل السمة أكي وضوحا وبروزا‪ .‬فكل العالقات ر‬
‫بي الوحدات الصوتية التمايزية ف‬

‫اللغات المختلفة تخضع لنظام ثنات‪ ،‬أي وجود أو عدم وجود سمة تمايزية معينة‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بمعن أن الفونيمات تتطابق ف بعض‬ ‫التمييية‪،‬‬ ‫‪ ‬إذن‪« ،‬الفونيمات ذات قيم خالفية» عىل أساس سماتها‬

‫السمات وتختلف رف البعض اآلخر‪ ،‬ويتكون النظام الصوت عىل أساس التقابل ر‬
‫بي الفونيمات‪.‬‬

‫ر‬
‫نوعي من السمات هما‪ :‬السمات الفوق –قطعية‪ ،‬والسمات المالزمة أو‬ ‫‪ ‬ومن ثم ر‬
‫مي جاكبسون ر‬
‫بي‬

‫الجوهرية‪:‬‬

‫أ‪ -‬السمات الفوق‪-‬قطعية )‪ (Traits prosodiques‬ترتبط بالفونيمات الن تمثل المقطع فقط‪ .‬ونذكر منها‬

‫سمة النغم والكمية والني‪ ،‬ويطلق عليها أيضا فونيمات تطريزية‪.‬‬

‫ب‪ -‬السمات المالزمة أو الجوهرية )‪ (Traits intrinsèques‬تالزم الفونيم وال تفارقه‪ ،‬فه جوهره الذي ال‬

‫يقوم بدونها‪.‬‬
‫‪ -1.1 ‬مبديأ التقابل أ يو التعارض الصواتي ي‬
‫عي الثنائيات الصغرى‪:‬‬

‫بي مختلف األصوات اللغوية‪ ،‬ألن هذه األخية‬ ‫‪ ‬ما يهم علم وظائف األصوات هو التقابل والتضاد القائم ر‬
‫ز‬
‫ف اللسان س يوى الفروقات"‪.‬‬
‫ل يوج يد ي‬
‫إنما تستمد قيمتها األساسية من هذا التضاد كما يقول دي سوسي‪ " :‬ي‬
‫فعملية التقابل األصغر ر‬
‫بي المفردات اللغوية أساس مهم من أسس نظرية "الفونيم”‪ .‬ونسىم ثنائية صغرى‬
‫كل ثنائية من الكلمات يكون فيها‪:‬‬

‫‪ -‬الدال ال يختلف إال بفونيم واحد‬

‫‪ -‬المدلول مختلف‬
‫تي)‪ :‬الفرق الدالل بينهما يكمن رف ملمح التفخيم الذي ر‬
‫يمي الصوت ‪ /‬ط‪،/‬‬ ‫طي ‪ /‬ر‬
‫وكمثال عىل ذلك كلمتا ( ر‬
‫ر‬
‫أسنات لثوي ‪ +‬انفجاري ‪ +‬مهموس –مفخم]؛‬ ‫يمي الصوت ‪/‬ت‪ ./‬فسماتهما الصوتية ه‪ / :‬ت‪+[ :/‬‬ ‫وال ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫أسنات لثوي ‪ +‬انفجاري ‪ +‬مهموس ‪ +‬مفخم]‪ .‬يشيك هذان الصوتان ف ثالثة مالمح‪ ،‬ويختلفان‬ ‫‪/‬ط‪+[ :/‬‬
‫ي‪ /‬ر‬ ‫الكلمتي (ط ر‬
‫ر‬ ‫بي ر‬ ‫رز‬
‫يمي ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫تي)‪.‬‬ ‫معن‬ ‫التفخيم واليقيق‪ ،‬وهو الملمح الذي‬ ‫ف ملمح واحد‪ ،‬هو‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪ ‬وهذا ر‬
‫الكلمتي تختلفان ف صوت واحد فقط‪ ،‬ف نفس الموضع‪ ،‬ونتج عن اختالف الصوت‬ ‫يعن أن‬

‫ر‬ ‫ر‬
‫المعن‪.‬‬ ‫اختالف ف‬

‫ر‬
‫التمييية إن وجدت‪ .‬فعند‬ ‫‪ ‬وهكذا‪ ،‬تقوم الصواتة بإجراء اختبار االستبدال ر‬
‫بي األصوات إلبراز وظيفتها‬

‫ر‬
‫مختلفي‪ ،‬أما إذا لم نجد أي ثنائية صغرى‪ ،‬فنحن أمام‬ ‫ر‬
‫فونيمي‬ ‫وجود ثنائيات صغرى‪ ،‬نستنتج أننا أمام‬

‫بدائل تأليفية‪ ،‬أي تنوعات نطقية‪.‬‬


‫‪ -1.2 ‬اختبار الفونيم‪:‬‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الصوتي‬ ‫كلمتي تتشابهان ف جميع أصواتهما إال ف‬ ‫‪ ‬إن الوسيلة المثىل الختبار الفونيم تكون بالبحث عن‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المعن فهما فونيمان‪ ،‬وإذا‬ ‫المراد اختبارهما‪ ،‬ووضع كل واحد منهما ف مكان اآلخر‪ ،‬فإذا حدث اختالف ف‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المعن فهما عبارة عن ألوفونات لفونيم واحد أو بدائل صوتية‪ .‬إذن‪ ،‬ال يكون للفونيم‬ ‫لم يحدث تغيي ف‬
‫دور رف اللغة العربية إال إذا قام بوظيفة ر‬
‫تميه‪.‬‬

‫األصواتيالمرادياختبارها‬ ‫الثنائياتيالصغرى‬
‫الالم والراء‬ ‫لم‪/‬رم‬
‫التاء والطاء‬ ‫تاب‪ /‬طاب‬
‫الكاف والقاف‬ ‫كلب‪ /‬قلب‬
‫الميم والنون‬ ‫مال‪ /‬نال‬
‫ر‬
‫والعي‬ ‫الهمزة‬ ‫أليم‪ /‬عليم‬
‫ز ز‬
‫‪ -2 ‬المالمح الممية ي‬
‫ف النموذج المعيار‪:‬‬

‫‪ ‬لما نتحدث عن النموذج المعيار فإننا نتحدث داخل إطار اللسانيات التوليدية ( ‪Linguistique‬‬

‫‪ .)générative‬وقد ُسميت بالتوليدية ألن المتكلم قادر عىل توليد أو تركيب العديد من الجمل اعتمادا عىل‬

‫ر‬
‫التمييية للصوت‬ ‫عدد محدود من الكلمات (كما هو الحال بالنسبة لألرقام واألعداد)‪ .‬وقد احتلت المالمح‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫حيا كبيا ف النموذج المعيار للسانيات التوليدية‪ ،‬الن ظهرت مع «نعوم تشومسك» و «موريس هال» منذ‬
‫ر‬
‫الماض (وبالضبط سنة ‪ 1952‬بعد نش تشومسك لمؤلفه‪ :‬البنيات اليكيبية)‪ .‬وتندرج‬ ‫خمسينيات القرن‬
‫ر‬
‫اللسانيات التوليدية ه أيضا ف إطار اللسانيات البنيوية‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الممية‪ ،‬فإنها تشكل القاعدة األساسية ف الصواتة التوليدية عوض الوحدات القطعية‬ ‫‪ ‬فيما يخص المالمح‬

‫ر‬
‫الممية‪.‬‬ ‫ر‬
‫بمعن أن الوحدات القاعدية للفونولوجيا التوليدية ليست الفونيم وإنما صفاته‬ ‫مثل الفونيمات‪،‬‬

‫وهذه الصفات حددها كل من «تشومسك» و «هال» اعتمادا عىل أعمال جاكبسون‪.‬‬


‫ر‬
‫الممية للفونيمات‪ .‬عىل سبيل المثال‪،‬‬ ‫‪ ‬وداخل النموذج التوليدي المعيار تظهر مصفوفات من المالمح‬
‫ر‬
‫أسنات ‪+‬مهموس ‪+‬احتكاك)‪.‬‬‫الفونيم ‪/‬س‪ /‬عبارة عن مصفوفة من المالمح التالية‪ + ( :‬صامن ‪+‬‬

‫‪ ‬كما أن الصواتة التوليدية تخلت عن مفهوم الفونيم‪ ،‬الذي تستعمله الصواتة التقليدية‪ ،‬واعتمدت مفهوم‬

‫القطعة ‪ .segment‬والمورفيمات (الكلمات) عبارة عن متوالية من القطع‪ ،‬كل واحدة منها تتشكل من‬

‫ر‬
‫الممية‪ ،‬علما أن السمة يمكن أن تكون إيجابية فتأخذ القيمة (‪ )+‬الن تشي إل‬ ‫مصفوفة من السمات‬

‫وجودها رف القطعة‪ ،‬أو سلبية فتأخذ القيمة (‪ )-‬الن ر‬


‫تعن عدم وجودها‪.‬‬
‫ر‬
‫الممية‪ ،‬والن بلورها تشومسك‬ ‫‪ ‬وخالفا لما كان عليه األمر عند جاكبسون‪ ،‬فإن النظرية التوليدية للسمات‬

‫ر‬ ‫ر‬
‫اإلنجليية»‪ ،‬تعتمد عىل الجانب النطف وليس‬ ‫وهال سنة ‪ 1968‬ف كتابهما « النسق الصوت للغة‬

‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫حي أن الصواتة‬ ‫الممية ليصف التقابالت الصواتية‪ ،‬ف‬ ‫اإلصغات‪ .‬فجاكبسون ينطلق من السمات‬

‫ر‬
‫معي‪ ،‬مع وصف‬ ‫التوليدية تسىع إل تحديد التغيات السياقية الن تلحق بالقطع داخل نظام صوت‬

‫القواعد الصواتية‪ .‬وما ر‬


‫يمي الصواتة التوليدية هو كونها ذات طابع شمول‪ ،‬أي أنها قابلة لوصف أصوات‬

‫جميع اللغات‪ ،‬وذات طابع ثنات‪ ،‬أي أن السمات تتوفر إما عىل قيمة إيجابية (‪ )+‬أو قيمة سلبية (–)‪.‬‬
‫ر‬
‫ثالثي سمة مقسمة إل مجموعات من قبيل‬ ‫‪ ‬وتضم قائمة السمات الن اقيحها تشومسك وهال حوال‬

‫(‪+‬مصوت‪+ ،‬صامن‪+ ،‬مقطىع‪+ ،‬جهي)‪.‬‬

‫ز‬
‫شفتات‬
‫ي‬ ‫‪/‬بي‪+ :/‬صامن‪+ ،‬مقطع‪+ ،‬جهي‪+ ،‬انفجاري‪+ ،‬‬

‫ز‬ ‫‪/‬ني‪+ :/‬صامن‪+ ،‬مقطع‪ + ،‬ز‬


‫أنف‪+ ،‬جهي‪+ ،‬أسناتي‬

‫ز‬
‫ي‬
‫شفتات‬‫‪/‬بي‪+ :/‬صامن‪- ،‬مقطع‪+ ،‬جهي‪+ ،‬انفجاري‪+ ،‬‬

You might also like