Professional Documents
Culture Documents
التخييل والتداول عند محمد العمري
التخييل والتداول عند محمد العمري
التخييل والتداول عند محمد العمري
195
* Corresponding author at: Laboratory of Arabic language and literature, faculty of letters and languages, university Amar Telidji Laghouat, ALGERIA
Email : abdelbassetdif@gmail.com
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
أيضا من تاريخ بالغتهم[ ]...وكان من مظاهر هذا التفكري -1مقدمة
ربط الشعر بالعوامل غري العادية؛ باجلن والشياطني ،والتنبيه
إىل العيوب اإليقاعية واحلجاجية فيه .كانت هذه املالحظات عرفت البالغة العربية قدميا عدّة توجهات جعلتها ال تستقر
هي املصدر األول للبالغة العربية حيث مجعت الحقا حتت اسم عند مفهوم واحد ،فكانت وليدة املرحلة الزمنية اليت نشأت
البديع وحماسن الكالم( ابن املعتز) ،وقد تطور هذا املسار من فيها ،وهذا ما يفتح باب النقاش طويال لتحديد ماهيتها ،وامليدان
خالل اخلصومات حول ماهو بديع وماليس كذلك)( .العمري،
الذي ختوضه ،واملسلك الذي تسلكه ،فهناك من ربطها بالبيان
البالغة اجلديدة بني التخييل والتداول ،2012 ،صفحة )28
وحسن اإلبانة ،كما اختذها آخرون عنوانا ورديفا للبديع وما
من شأنه أن يدخل يف باب الزخرفة وحتسني وتنميق اللفظ،
وبذلك ميكننا رد الشعرية إىل جمال البديع الذي عد يف مرحلة أما حديثا فقد كما حدّدها البعض اآلخر يف علم املعانيّ .
سبقت من مراحل التفكري البالغي .ممثال شرعيا للبالغة ظهرت دراسات جادة حنت منحى مغايرا عن صاحبتها ،ونرصد
العربية اليت قامت يف بادئ أمرها على الشعر الذي شغل حيزا منها دراسة الباحث "حممد العمري" الذي حاول تقديم قراءة
كبريا ،وكان مرآة عاكسة تصور احلياة اليومية لإلنسان للبالغة العربية بتتبع مساراتها وأهم احملطات اليت شهدتها
العربي ،وعن هذه القيمة الشعرية يسوق لنا" العمري " كالما وصوال إىل بالغة جديدة قوامها احلجاج .وانطالقا من ذلك
استقاه من " حازم القرطاجين " ،هذا نصه: تتضح إشكالية البحث كاآلتي:
( ملا كان علم البالغة مشتمال على صناعيت الشعر واخلطابة، -كيف ا ّتسمت البالغة عند "حممد العمري" ؟ وما مدى
وكان الشعر واخلطابة يشرتكان يف مادة املعاني ويفرتقان تقاطعات القطبني :الشعري و اخلطابي وأثرهما على احلجاج ؟
بصورتي التخييل واإلقناع ...وكان القصد يف التخييل واإلقناع
محل النفوس على فعل شيء أو اعتقاده أو التخلي عن فعله ولإلجابة عن هذه اإلشكالية اعتمدنا على اجملالني :التداولي
واعتقاده ...وكانت علقة جل أغراض الناس وآرائهم باألشياء املم ّثل يف الشق اخلطابي ،والتخييلي املم ّثل يف الشق الشعري.
على اعتبار ّ
أن الباحث " حممد العمري " أطال البحث فيهما ،ملا
اليت اشرتك اخلاصة واجلمهور يف اعتقادهم أنها خري أو شر...
وجب أن تكون أعرق املعاني يف الصناعة الشعرية مااشتدت هلما من جزيل النفع وعظيم الفائدة يف احلقل األدبي عموما،
علقته بأغراض اإلنسان ...فأما بالنظر إىل حقيقة الشعر فال وعلى احلقل البالغي خصوصا.
فرق بني ماانفرد به اخلاصة دون العامة وبني ماشاركوهم وحتى يتسم مقالنا باجلدية يف الطرح والتناول ،اعتمدنا على
فيه ،وال ميزة بني مااشتدت علقته باألغراض املألوفة وبني مجلة من األهداف – اليت تع ّد من صميم البحث – متثلت
ماليس له علقة ،إذا كان التخييل يف مجيع ذلك على حد يف حتديد دقيق ملفهوم الشعرية وأهم املسارات اليت تناولتها
واحد ،إذ املعترب يف حقيقة الشعر إمنا هو التخييل واحملاكاة يف وتبلورت فيها ،إىل احلديث عن مفهوم اخلطابية ،وأهم أشكال
أي معنى اتفق ذلك)( .القرطاجين ،1986 ،الصفحات )20-19 التخاطب ومقاماته وفاعليته ضمن الدائرة الكالمية ،وصوال
ثم مايلبث " العمري " أن يثري انتباهنا إىل حقيقة الشعر اليت إىل صور احلجاج املتمثلة يف القياس الذي يعد آلية ناجعة يف
تتأرجح بني اإلهلام والصناعة .فالوعي الشعري -حسب رأيه- احلكم على اخلطاب وحتديد نتائجه ،مرورا إىل املثل باعتباره
إمنا هو يف موقع وسط بني الواقع واخليال ،وهنا تربز ملكة ركيزة جينح هلا اخلطيب يف تعزيز وتشفيع موقفه ،وأخريا
الشاعر ،ملكة تؤهله بأن جيعل من قوله قوة فاعلة ،فهو الوحيد الشاهد إذ يستحضره بني الفينة واألخرى للدحض أو التفنيد
الذي ينسج قوله انطالقا من شعوره به (.إن الوعي الشعري أو إثبات صحة ما يقول .ولإلحاطة مبوضوع البحث أكثر
املرتبط مبا وصلنا من القصيد العربي قبل اإلسالم كان وعيا وإيفائه حقه ،اعتمدنا على مجلة من املناهج واليت تتابعت
ملتبسا بني الواقعي و اخليالي ،أي مل يكن مقصديا صرفا وال كاآلتي :املنهج التارخيي ،الوصفي ،التحليلي.
خياليا صرف .فالشعر ،من جهة ،صنعة واعية تقوم على معاناة .2الشعرية
العمل مع اللغة واحمليط الطبيعي واإلنساني ملد اجلسور وخلق لقد ارتبطت البالغة العربية مبسارين شكال مادتها وجوهرها،
العالقات [ ]...والشعر ،من جهة أخرى ،وحي من اجلان أو من مسار شعري قائم على التخييل والتوهيم ،ومسار خطابي قائم
القرين الذي يوحي للشاعر ،ويلهمه من القول ماليس له على على التداول( الرتجيح ) ،ويرجع " العمري " مفهوم الشعرية
بال .هناك قوة شعرية سحرية تصل إىل حتويل القول إىل قوة إىل العناية مبحاسن الكالم وزخرفه ،وقد ظهر هذا التوجه
مادية فاعلة .لقد تأكد منذ العصر اجلاهلي أن الشاعر اليقول مع " ابن املعتز" يف كتابه البديع الذي عد نسقا يغذيه الطابع
األشياء املقصدية اجلاهزة ،بل يقول أشياء قد ال ختطر على الشعري ( .من البديهي أن أول تفكري يف اللغة كان تفكريا
بال أحد ،ألن الشاعر كما استقر عند النقاد والبيانيني فيما بالغيا؛ فقد ظهرت املالحظات األسلوبية قبل ظهور العروض
بعد ،هو من يشعر مبا ال يشعر به غريه ،ويبلوره لغويا)( .العمري، والنحو واملنطق ،كما روي من تاريخ تلقي الشعر العربي يف
اجلاهلية وصدر اإلسالم .أي قبل ظهور املصطلح البالغي أسئلة البالغة يف النظرية والتاريخ والقراءة ،2013 ،صفحة )198
كنسق لعلم .وهذه حقيقة استنبطها البالغيون الغربيون إن " العمري " بكالمه هذا يصف الشعرية وصفا يصنفها بأنها
196
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
قوة سحرية قادرة على أن حتول أي قول شعري إىل قوة ذات ويهتم بوسائل اإلقناع الشكلية واملضمونية (على مستوى اهليئة
تأثري وفاعلية ،وهذا ما جيعل الشعر منطويا على اعتبارات واخلطاب) .لذلك اهتم باملقام ومبحدداته وإمكاناته)( .الطلبة،
ومقاصد حجاجية( .إن عامل الشعرية يسيج موضوعه الذي احلجاج مدخل نظري تارخيي ،2013 ،الصفحات )885-884
يشتغل فيه ،وهو شكل النص ومجاليته .وهو الشكل الذي يتمتع وعلى ضوء تصور "العمري" لفكرة املقام ،واليت متهد الطريق
مبفاهيم ومصطلحات وجمال اشتغال متميز .غري أن ال شيء إلمكانية قيام بالغة إقناعية ،جند أن "برملان" و "تيتكاه" قد
مينع تدخل عامل احلجاج يف نفس حقل الشعر لدراسته باعتبار اشتغال على بالغة "أرسطو" اليت تولي عناية كبرية لإلقناع ،وال
يكون ذلك إال بتحقق املقصدية من اخلطاب ،فال خيلو حجاج مقاصده احلجاجية)( .الولي ،مدخل إىل احلجاج)2011 ،
من مقصد( .وهذا ،وقد حدد بريملان وتيتيكاه آراء أرسطو حينما .3اخلطابية
حاوال أن يعيدا إليها طابعها الفلسفي احلقيقي؛ ألن البالغة إذا ما كانت الشعرية تقوم على البعد التخيلي ،فإن اخلطابية
األرسطية حتصر البالغة يف اإلقناع ،فتعدها خطابا حجاجيا تقوم على البعد التداولي ،وكالهما مسخر خلدمة البالغة،
بامتياز .وقد استبعدا تصورات أفالطون والسوفسطائيني ألنها وجتدر اإلشارة إىل أن "العمري" كثريا ما يستعمل كلمة
تقوم على اجلدل ،والسفسطة ،والتشكيك ،واملنهج املغالطي، "خطابية" لتحل حمل "فن اخلطابة" مستدال بـ "الشعرية" اليت
واملناورة الواهمة ،واعتماد املثل العليا املطلقة .ويعين هذا أن
حلت حمل "فن الشعر"( .فاقرتحت كلمة "خطابية" مقابال
البالغة يف طابعها العام مرتبطة باملقصدية احلجاجية). "لفن اخلطابة" ،قياسا على "الشعرية" اليت حلت حمل "فن
الشعر" دون حرج) (العمري ،أسئلة البالغة يف النظرية والتاريخ (محداوي ،2014 ،صفحة )29
وال ميكن بأي حال من األحوال الوقوف على هاته املقصدية إال والقراءة ،2013 ،صفحة )28
وبهذا االعتبار فاخلطابية هي مفهوم واسع تعنى بأشكال بتفعيل دور املقام الذي هو يف حد ذاته طريق إلحداث التواصل.
اخلطاب (السياسي ،االجتماعي ،التارخيي )...وبأطرافه (املخاطب ( ،وال بد من مراعاة املقام احلجاجي أو مقتضى احلال ،ألن لكل
ِ
املخاطب ،اخلطاب) وهي عند "أرسطو" ممثلة يف (اإليتوس ،مقام مقاال ،وال بد من تكييف اخلطاب مع مقامات املخاطبني، َ
الباتوس ،اللوغوس) ،كما تنظر يف األحوال واملقامات اليت ترافق واإلحاطة مبجموع املعارف اخلاصة مبوضوع احملاجة املتعاقد
اخلطاب ،ولذلك عدها "العمري" مسألة وظيفية( .إن املسألة عليها ضمنيا أو ما يسمى بقاعدة احلجج املشرتكة اليت جتمع
اخلطابية هي مسألة وظيفية ،وال جمال لرتتيب اخلطاب ترتيبا املرسل اخلطيب والسامع املفرتض ،مع تغيري موجهات اخلطاب
قيميا بني الوضاعة والرفعة ،بل الرتتيب املمكن هو ترتيبه حبسب احلجاجي بتغري أمناط خماطبيه)( .الدهري ،2011 ،صفحة )33
ومما تقدم ذكره نلمس جبالء ووضوح تأكيد "العمري" على النجاعة ،والنجاعة والفعالية تتم مبراعاة املقامات واألحوال من
احلضور الفاعل للبعد اإلقناعي يف بالغتنا العربية( .إن هذا زاوية الفعالية ال من زاوية القيمة االجتماعية)( .العمري ،أسئلة
البعد هو أحد األبعاد "األساسية" يف البالغة العربية ،وهو بعد البالغة يف النظرية والتاريخ والقراءة ،2013 ،صفحة )137
جاحظي يف أساسه .وإن ختلي البديعيني عنه يف مرحلة الحقة حييلنا "العمري" بكالمه هذا إىل مسألة يف غاية األهمية ،تتعلق
أدى إىل اختزال البالغة العربية وتضييق جماهلا .وحتظى أساسا باخلطاب يف حد ذاته ،إذ تتوقف جناعته وفاعليته مبدى
نظرية التأثري واملقال حاليا بعناية كبرية يف الدراسات مراعاته لفكرة املقام ،هاته الفكرة اليت تناوهلا البالغيون العرب
السيميائية ،ومن ثم الشروع يف إعادة االعتبار إىل البالغة القدامى حبرص وإسهاب كبريين وعلى رأسهم "اجلاحظ"
العربية حتت عنوان جديد :التداولية)( .العمري ،البالغة العربية الذي ساق لنا "العمري" حديثه يف هذا الباب ( .ينبغي للمتكلم
أصوهلا وامتداداتها ،1999 ،الصفحات )293-292 أن يعرف أقدار املعاني ،ويوازن بينها وبني أقدار املستمعني
.4الوصل بني الشعرية واخلطابية وبني أقدار احلاالت فيجعل لكل طبقة مقاما ،حتى يقسم
لقد واجهت البالغة عدة مفاهيم ومصطلحات جعلتها ال أقدار الكالم على أقدار املعاني ،ويقسم أقدار املعاني على أقدار
تستقر عند مفهوم واحد يضبطها وحيدد ماهيتها ،فارتبطت املقامات ،وأقدار املستمعني على أقدار تلك احلاالت)( .اجلاحظ،
حينا باخلطابة ،وحينا آخر كانت وثيقة الصلة بالشعر ،ولعل ،1998الصفحات )139-138
هذا التأرجح الواقع للخطابة بني فين اخلطابة والشعر – على وبهذا ترتبط بالغة اخلطابة بعلم البيان الذي يؤسس لفكرة
اعتبار أن اخلطابة ممثلة يف اجلانب التداولي ،والشعر ممثل يف املقام ( .فبالغة اخلطابة قائمة على "علم البيان" الذي أرسى
اجلانب التخييلي – هو تأرجح متليه الظروف اليت مرت بها اجلاحظ دعائمه يف فرتة كانت فيها اجلداالت الكالمية،
البالغة يف تاريخ تطورها .وهذا ما دفع بـ "العمري" إىل البحث والبحث عن "الدليل" من القرآن والسنة واحملاورات والنقاشات،
عن إمكانية قيام بالغة عامة تنسق بني ما هو شعري وما هو حمتدة بني الفرق اإلسالمية ،اليت يسعى كل منها إىل إنتاج
خطابي ،لذلك جنده كثريا ما يستعمل مصطلحي "خطابية"و (خطاب) تكون "بالغته" كفيلة بكسب أكرب عدد من املؤيدين.
"شعرية" يف إشارة إىل اجلانبني التداولي والتخييلي ( .يوضح لذا فال غرو أن جند اجلاحظ يطابق بني املعنيني "اخلطابي
حممد العمري أن كلمة "بالغة" ال تطرح يف السياق العربي والبالغي" ( متاما مثل مطابقة بريملان بني البالغة واحلجاج)،
197
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
والتداول ،وهذا ما عناه "العمري" يف مطلع حديثه عن ضرورة إشكاال يف كونها علم اخلطاب االحتمالي بنوعيه التخييلي
االعتماد على نظام مصطلحي عند الوصل بني ما هو شعري والتداولي ،وذلك نتيجة الدمج الذي مارسه يف املرحلة الثانية
وما هو خطابي ،ألن ذلك ضروري لقيام بالغة عامة ( .إن قيام من تارخيها ،كل من عبد القاهر اجلرجاني و ابن سنان
بالغة عامة يتطلب منظومة مصطلحية تعرب عن املشرتك بني اخلفاجي ثم السكاكي وحازم القرطاجين ،وذلك بعد احملاولة
التخييل والتداول ،من جهة ،ومتيز بعض اخلصوصيات اليت اليت قام بها العسكري حتت عنوان :الصناعتني .ويقول أنه
مل تأخذ ما تستحقه من اهتمام يف الدرس العربي ،من جهة بالرغم مما أدت إليه عملية الدمج من إقصاء واختزال أحيانا.
ثانية .ومن املصطلحات اليت وجدنا حاجة لوضعها أو نفض ومن حتويل املركز أحيانا أخرى (من التخييل إىل التداول
املستمع واإلنشاء .وأول ما حنتاج إليه يف
َ الغبار عنها مصطلحا خاصة) ،فقد ظل شعار الوحدة البالغية مرفوعا .وينطلق
هذا الصدد كلمة تدل داللة اصطالحية على منتج اخلطاب العمري من أن املالحظات األسلوبية هي املصدر األول للبالغة
بقطع النظر عن كونه خطيبا أو شاعرا (أو كاتبا) ،الكلمة اليت العربية ،وستجمع الحقا حتت اسم البديع وحماسن الكالم (ابن
تقابل لفظ ( productionأي اإلنتاج) ،ويشتق منها يف الوقت املعتز) ،وأن الطموح إىل صياغة نظرية عامة للفهم واإلفهام
نفسه ما يقابل لفظ ( ( ( auteurأي املؤلف) .وقد وجدنا أن أو للبيان والتبيني (اجلاحظ) هو املصدر الثاني الكبري للبالغة
اللفظ العربي "اإلنشاء" ومنه "املنشئ" يعرب عن هذا املعنى بدقة، العربية)( .العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي ،2002 ،صفحة )34
فاعتمدناه بعد إعادة تعريفه)( .العمري ،أسئلة البالغة يف النظرية وهذا ما صرح به "العمري" يف كتابه " البالغة اجلديدة بني
والتاريخ والقراءة ،2013 ،صفحة )22 التخييل والتداول" والذي ألفه انطالقا من وعيه بضرورة
وعن مصطلح "اإلنشاء" الذي تكلم عنه "العمري" يسوق "حممد القيام مبثل هذا النوع من الدراسة ،حتى يصل بالطالب
الولي" كالما لـ "حازم القرطاجين" يصف فيه طبيعة الوصف اجلامعي خصوصا ،وبالقارئ العربي عموما إىل درجة من
بني الشعرية واخلطابية ،وطبيعة املنشئ يف كل منهما. الوعي والفهم ،متكنه من قراءة واستيعاب بالغة جديدة ذات
( إن التخيل هو قوام املعاني الشعرية واإلقناع هو قوام املعاني بعدين :ختييلي وتداولي .ويف ذلك يقول( :فللبالغة العربية،
اخلطابية .واستعمال اإلقناعات يف األقاويل الشعرية سائغ، إذن ،مهدان كبريان أنتجا مسارين كبريين :مسار البديع
إذا كان ذلك على جهة اإلملاع يف املوضع بعد املوضع ،كما يغذيه الشعر ،ومسار البيان تغذيه اخلطابة .ونظرا للتداخل
أن التخاييل سائغ استعماهلا يف األقاويل اخلطابية يف املوضع الكبري بني الشعر واخلطابة يف الرتاث العربي .فقد ظل املساران
بعد املوضع .وإمنا ساغ لكليهما أن يستعمل يسريا فيما تقوم به متداخلني وملتبسني رغم اجلهود الكبرية النرية اليت ساهم
ألن الغرض يف الصناعتني واحد ،وهو إعمال احليلة األخرىّ ، بها الفالسفة وهم يقرؤون بالغة أرسطو وشعريته)( .العمري،
يف إلقاء الكالم من النفوس مبحل القبول لتتأثر ملقتضاه. البالغة اجلديدة بني التخييل والتداول ،2012 ،صفحة )29
وبهذا الكالم يكون "العمري" قد لفت انتباهنا إىل النسق العام الذي فكانت الصناعتان متآخيتني ألجل اتفاق املقصد والغرض
تقف عنده البالغة ،وهو نسق يتمتع بثنائية التخييل والتداول .فيهما .فلذلك ساغ للشاعر أن خيطب لكن يف األقل من كالمه،
( وقد نشرنا مقالة يف جملة فكر ونقد ( ع )1999 ،25 ،بعنوان وللخطيب أن يشعر لكن يف األقل من كالمه)( .الولي ،احلجاج
" البالغة العامة والبالغة املعممة" ،حاولنا فيه رفع اللبس عن مدخل نظري تارخيي ،2013 ،الصفحات )74-73
موقع اخلطاب التداولي واإلقناعي من البالغة ،إذ جعلناه أحد فكالم "حازم" هنا يقودنا إىل مصطلح اإلنشاء ،حيث جيوز
وجهي هذه العملة ،ووجهها الثاني التخييل ،فالبالغة تضم يف للشاعر أن يعتمد على القليل من املقنعات ،كما أن اخلطيب هو
جانب منها كل اخلطابات التخييلية من شعر وسرد وغريهما ،اآلخر مرخص له أن يوظف القليل من التخييالت ( .وهلذا نبه
كما تضم يف جانبها الثاني كل مكونات اخلطاب التداولي) .الفالسفة ومعهم حازم إىل أن اخلطابة قد تستعمل التخييل،
والشعر قد يستعمل اإلقناع كل يف حدود)( .حيياوي،1991 ، (العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي ،2002 ،صفحة )6
صفحة )126 وانطالقا من ذلك فإن إمكانية الوصل بني ما هو شعري وما
(املستمع) الذي رصده "العمري" فقد
َ أما عن املصطلح الثاني هو خطابي أمر ال مناص منه ،فالعالقة بينهما عالقة اتصال
جاء ليدل على معنى أوسع من فكرة املقام ،ويف ذلك يقول( :أما ال انفصال ،وهذا ما عرب عنه "رشيد حيياوي" بقول نقله عن
"املستمع" ،على وزن جمتمع فتدل على ما اشتقت منه صيغة َ "اجلاحظ"( :إن العالقة بني اخلطابي والشعري مل تكن أبدا
وأصواتا :أي مستمعون يف سياق مكاني حمدد ،وهي كلمة عالقة تضاد ،بل كان الوعي بالتقارب بينهما قدميا ،وقد ذهب
دقيقة ال تغين عنها كلمة "مقام" وال كلمة "سياق" ،وال كلمة بعض النقاد إىل أن بإمكان بعض املبدعني اجلمع بني الشعري
"مستمعني" وال " مجهور" ،كما يف بعض الدراسات)( .العمري، واخلطابي كأن يكون املبدع شاعرا وخطيبا وإن كان ذلك
أسئلة البالغة يف النظرية والتاريخ والقراءة ،2013 ،صفحة )22 قليال)( .اجلاحظ ،1998 ،صفحة )121
وإذا ما أردنا الوقوف على طبيعة الفصل القائمة بني الشعرية (ومن هنا فإن اخلطابني التداولي/احلجاجي والتخييلي/
واخلطابية ،فإن ذلك يتطلب معرفة واسعة تستند إىل متحيص الشعري خطابان احتماليان ،وبذلك يكونان موضوعني للبالغة،
وتدقيق للمنطقة اليت يتقاطع فيها التخييل مع التداول ،وذلك وحنن هنا نتحدث عن ثنائية قطبية لضرورة منهاجية،
ما أشار إليه "العمري" بقوله( :إن ظهور مفهوم اخلطاب يف أما من حيث املمارسة فإن التداخل بني اخلطابني التداولي
والتخييلي حقيقة واقعة تتفاوت مسافتها حسب النصوص
اجملالني :اللساني ( التواصلي ) والفلسفي ( احلواري) ،وحماولة
تعميم نظرية شاملة ،سواء حتت مفهوم علم اخلطاب أو علم والتيارات اخلطابية عرب األزمنة واحلضارات (اخلطابة العربية
النص أو السيميائيات مل حيل املشكل ،ذاك أن جاذبية القطبني القدمية مثال خطابة شعرية ،كما بينا يف كتابنا يف بالغة
حنو اخلارج (االنفصال) والداخل (االتصال) ما انفكت تتقوى، اخلطاب اإلقناعي) .ومن هنا حتدث كل من ريكور و روبول
ولذلك تطلب األمر فحص املنطقة اليت يتقاطع فيها التخييل يف مناقشتهما لقضية احتمال قيام بالغة عامة للحجاجي
ممثال بالشعرية ،واحلجاج ممثال باخلطابية ( اخلطابية : والشعري ،وقبول ذلك عند أحدهما ورفضه عند اآلخر ،عن
ترمجة لكلمة Rhétoriqueباملفهوم األرسطي الضيق الذي منطقة التقاطع اليت استعمال فيها معا لفظ régionذي
احلمولة اجلغرافية ،أي اإلقليم .ويف هذا النطاق يدخل جهد
جيعلها مقابلة للشعرية ( )Poétiqueومعارضة هلا ) )( .النقاري،
بعض الباحثني يف بيان شعرية احلجة وحجية الصور .وهذا ،2006صفحة )10
مبحث يف غاية األهمية والعمق)( .العمري ،احلجاج مبحث بالغي
ويعد "بول ريكور" من الذين استعملوا لفظ Régionيف سياق فما البالغة؟ ،2013 ،صفحة )121
فصله بني الشعرية واخلطابية ،إذ ختتص كل واحدة منهما
إن هذا التداخل والتفاوت بني اخلطابني ( :التداولي والتخييلي ) بهدف ووظيفة معينة على خالف نظريتها( .وبرغم اعرتاف
ينبئ عن اخلصوصية اليت ينفرد بها كل منهما ،إذ يظل جمال الباحث بوجود منطقة تقاطع واسعة؛ تستحق لفظ régionذا
اشتغال كل خطاب ضمن حقل التخاطب مباينا ملثيله وقرينه ،الداللة اجلغرافية القوية ،فإن ذلك ال يكفي ،يف نظره ،جلعل
واعتمادا على هذه اخلصوصية اليت متيز بني اخلطابني ،فقد هذا اإلقليم املشرتك عاصمة فيدرالية للشعرية اخلطابية؛ مع
اقرتح "العمري" لفظني يشري كل منهما إىل اخلصوصية كل ما تضمنه هذه الفدرالية من حرية يف معاجلة خصوصيات
الطرفني .ويعلل هذا الرفض باختالف املبحثني يف املنطلق النوعية لكل خطاب.
( وللداللة على اخلصوصية النوعية لكل من اجملالني التداولي واهلدف [ ]...من األكيد أن هناك خطابة يف الشعر وشعرا يف
199
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
اخلطابة ،غري أن األمر ليس بنفس القوة يف احلالتني؛ فالشاعر نتائجه ،بسبب عدم اإلحاطة بصوره وجتلياته وخماتلته).
ال حياجج مبعنى الكلمة ،حتى وإن كانت شخصياته حتاجج؛ (صولة ،البالغة العربية يف ضوء البالغة اجلديدة (أو احلجاج)،
فاحلجاج عنده يساهم يف حدود تنمية احلبكة ،واخلطيب ال ،2013صفحة )175
خيلق حبكا للحكاية حتى وإن ضمن خطابه عنصرا سرديا .ومبا أن القياس ال خيضع يف بنائه إىل شروط علمية دقيقة،
إن نواة الشعرية تتبلور يف العالقة بني كلمات مفاتيح هي :فقد حصر "العمري" قيامه على الرأي مبا يضعه يف دائرة
اإلنتاج ( )poiesisواحلكي ( )Muthosواحملاكاة ( )mimesisاالحتمال ( .ففي حني يقوم القياس املنطقي على االستنتاج
واحلبكة ( ،)intrigueوبهذا يعارض نواة اخلطابية اليت هي العلمي الصارم ،يقوم القياس املضمر ،أي القياس اخلطابي على
احلجاج ،أما من حيث اهلدف والوظيفة فإن الشعر يستهدف الرأي [ ]...فالقياس املضمر هو قياس يقوم على االحتماالت).
التطهري يف حني تستهدف اخلطابة اإلقناع)( .العمري ،البالغة (العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي ،2002 ،صفحة )71
اجلديدة بني التخييل والتداول ،2012 ،الصفحات )18-17
ويقدم "العمري" مناذج للقياس اخلطابي تتمثل يف التعارض
احلجاج حني زعم الناس أنهومما تقدم ذكره فإن الفصل بني الشعرية واخلطابية ،فصل والتضاد ،ويضرب مثاال لذلك عن ّ
واحلجاج
ّ يف املكون املميز لكل منهما ،إذ يظل جمال الشعر التخييل ،ساحر ،والساحر يف القرآن الكريم ال يفلح حيث أتى،
وجمال اخلطاب التداول ،لتصبح البالغة بذلك علما يشمل أفلح .وهذا تعارض وتضارب يف القول ،فلو أنه كان ساحرا ملا
احلجاج :زعمتم أني ساحر ،وقد قال اهلل تعاىل" :وال
أفلح ( .قال ّ كل اخلطابات ،وهذا ما يصطلح عليه "البالغة العامة".
يفلح الساحر" ،وقد أفلحت .وخترجيه: .6صور احلجاج
ال يفلح الساحر 1.6القياس
يعد القياس آلية من اآلليات اليت تستعمل يف شتى العلوم أفلح احلجاج
احلجاج ساحرا ( ،أو هم كاذبون ،ألن تصديقهم ّ واجملاالت ،وذلك للوصول إىل حقائق األشياء ،أو اكتشاف إذن :ليس
خاصية من اخلصائص اليت متيز علما من العلوم ،أما يف اجملال يؤدي إىل تكذيب اهلل ،واهلل أكرب منهم ،فال مفر إذن من أن
البالغي اخلطابي فإن كلمة "القياس" ال ميكن حصرها يف ينكسر األصغر)) ( العمري ،2002،ص .) 73
قياس واحد ،وذلك لتباين اخلطابات من جهة ،واختالف طرق
الربهنة واالستدالل من جهة ثانية .وعلى هذا األساس جند فهذا النوع من القياس فيه تعارض لكون قائله يطلق كالما يف
أنفسنا أمام أقيسة كثرية ،حيث كل قياس يعنى خبطاب حق املتلقي ال يليق به وال يطابقه ،فهو كالم يدخل يف دائرة
بعينه ،إال أن القياس الذي اهتم به "العمري" هو القياس التناقض والتعارض.
اخلطابي الذي يراه قياسا فضفاضا ( .كثريا ما مجعت اآلليات وما أراد "العمري" أن يبينه هو أن مصطلح "القياس" عرف
املتعلقة بهذا اجلانب حتت عنوان شامل :القياس اخلطابي .وهو استعماال واسعا يف اخلطابة العربية مبختلف أمناطه وأشكاله.
يتسع ليشمل مجيع صور االستقراء واالستنتاج القائمة على (وقصارى ما نريد بيانه ،بعد ،هو أن اخلطابة العربية استعملت
االحتمال ال القطع ،قد يضيق ليدل على القياس الذي تضمر أقيسة عقلية متنوعة يدخل أغلبها فيما أحصاه أرسطو ،وذلك
نتيجته أو إحدى مقدمتيه)( .العمري ،البالغة اجلديدة بني التخييل حتى قبل اتصال العرب بالفلسفة اليونانية اتصال ترمجة
ودراسة وتأثر ،وهذه الرباهني واألقيسة تعود إىل طبيعة العقل والتداول ،2012 ،صفحة )71
وبذلك فالقياس ال يكون إال انطالقا من مقدمتني ( .إنه ال اإلنساني ومبادئه)( .العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي،2002 ،
الصفحات )80-79 جيب قياس إال عن مقدمتني إلحداهما باألخرى تعلق)( .ابن
ثم ما يلبث أن ينقلنا إىل أن القياس اخلطابي (املضمر) القائم وهب ،1969 ،صفحة )68
على االحتمال إمنا جماله الذي خيوض فيه هو جمال اخلطابة كما يؤكد "العمري" على أن نتائج القياس ال تكون نتائج
وخاصة القضائية منها ،يف إشارة منه إىل "أرسطو" ( .والقياس حمسومة بصفة قطعية ال تدع للشك جماال ،بل إن نتائجه
اخلطابي يقوم على االحتمال والرتجيح ،كما سبق ،وجماله مبنية على االحتمال والرتشيح .وبذلك عد جماال خصبا لقيام
األساسي يف نظرية أرسطو املرافعات القضائية .واملعروف أن احلجاج ،وال حييط بعلمه إال من أوتي حسنا يف استعماله
هذا النوع من اخلطابة مل تكن له أهمية كبرية يف العصر الذي ووقوفا على آلياته ومناذجه ( .واحلقيقة اليت نؤكدها هنا هي
ندرسه .على أن الواقع يقتضي االعرتاف بأن بعض املواقف اليت أن القياس جبميع أنواعه وتشكالته هو ركيزة رئيسة من
يسعى فيها اخلطباء إىل دفع التهمة أو التربؤ من الوشاية أو ركائز اخلطاب جبميع أجناسه .وال يوجد خطاب إال ويستعني
تربيء ذمة القبيلة ال ميكن فصلها عن اخلطابة القضائية إال بهذه الوسيلة ليقنع املتلقي أو يؤثر فيه ،أو ينقل إليه تصوراته
العتبارات تكاد تكون شكلية)( .العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي، وختيالته ،وأحيانا كي خيدعه ويغالطه .هلذا عد القياس
وسيلة خطرية ملن ال حيسن استعماله ،أو يسيء فهمه وينخدع ،2002صفحة )80
200
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
ونوه "العمري" بأن القدماء قد عرفوا املثل وجتاوبوا معه على وبذلك حيصر "العمري" القياس اخلطابي يف دائرة اخلطابة،
ألسنة اإلنس واحليوان من كالم نقله عن "ابن وهب" صاحب ليشمل كل أشكال االستنتاج واالستقراء اللذين حتدث
كتاب "الربهان يف وجوه البيان" ما نصه ( :وأما األمثال فإن عنهما "أرسطو" يف خطابته( .جند يف خطابة أرسطو وسيلتني
احلكماء والعلماء واألدباء مل يزالوا يضربون ويبينون للناس منطقيتني أساسيتني هما االستنتاج واالستقراء اللذان تعود
تصرف األحوال بالنظائر واألشكال ،ويرون هذا النوع من إليهما البنيتان املنطقيتان اخلطابيتان :الضمري واملثال]...[ ،
القول أجنع مطلبا ،وأقرب مذهبا .ولذلك قال اهلل عز وجل: فالضمري ،حينئذ ،إمنا هو أقرب إىل جمال اخلطابة منه إىل
"ولقد ضربنا للناس يف هذا القرآن من كل مثل" (سورة جمال املنطق ،فهو يتوفر على إنتاجية استثنائية وخصوبة
الروم ،اآلية )58وقال" :وسكنتم يف مساكن الذين ظلموا الفتة قائمة أساسا على اإلضمار وعدم التصريح ،فعنصره
أنفسهم ،وتبني لكم كيف فعلنا بهم ،وضربنا لكم األمثال" املفقود إمنا يبنيه السامع ويستنتجه من خالل حتريك
(سورة إبراهيم ،اآلية )45وكذلك جعلت القدماء أكثر املضمر وكشفه وتعرية الغائب وفضحه)( .الشبعان،2013 ،
آدابها وما دونته من علومها باألمثال والقصص عن األمم، الصفحات )954-953
ونطقت ببعضه على ألسن الطري والوحش ،وإمنا أرادوا 2.6املثل
بذلك أن جيعلوا األخبار مقرونة بذكر عواقبها ،واملقدمات
مضمومة إىل نتائجها)( .ابن وهب ،1969 ،صفحة )119،117 يعترب املثل وسيلة من الوسائل اليت جينح هلا اخلطيب يف
تعزيز آرائه ،والتدليل على صحة ما يقول ،وبذلك يكتسب
يستفاد من هذا الكالم أن املثل ليس حديث عهد بالبالغة املثل قيمة حجاجية كربى يف قيام جل اخلطابات اليت تقوم
العربية ،بل هو قديم وميثل زاوية من زوايا اخلطاب ( .وإذن، أساسا على صور املشابهة بني حالتني أو أـكثر ،وقد صور
فالعرب يف العصور اإلسالمية األوىل – سواء كانوا منتجني "العمري" املثل وعده صورا من صور احلجاج ،كما أشار إىل
للخطاب أو متلقني له ،أو باحثني فيه -على علم كبري مبا "أرسطو" وتصنيفه إياه إىل صنفني :تارخيي ومصطنع( .
للتمثيل من أهمية خاصة يف التأثري يف املتلقني من جهة ،ويف يقوم املثل يف اخلطابة مقام االستقراء يف املنطق ،أو املثل هو
مجاليات اخلطاب من جهة ثانية)( .صولة ،البالغة العربية استقراء بالغي .واملثل حجة تقوم على املشابهة بني حالتني
يف ضوء البالغة اجلديدة (أو احلجاج) ،2013 ،صفحة )181 يف مقدمتها ،ويراد استنتاج نهاية إحديهما بالنظر إىل نهاية
وهذا ما دفع بـ "العمري" إىل اعتبار املثل ركيزة أساسية يف مماثلتها .وهو عند أرسطو تارخيي ومصطنع)( .العمري ،يف
قيام اخلطابة ،وقد يتسع معناه ليشمل صور البيان ( .والواقع بالغة اخلطاب اإلقناعي ،2002 ،صفحة )82
أن املثل يعترب دعامة كربى من دعائم اخلطابة ملا حيققه وبهذا الكالم الذي ساقه "العمري" يكون قد أحالنا إىل البعد
من إقناع وتأثري ،وإذا أخذناه مبعناه الواسع الذي يشمل احلجاجي للمثل يف كونه ال يقف عند لون واحد فحسب،
التشبيه واالستعارة ،ولن نفعل ذلك إال يف حدود ضيقة ،صار بل تتعدد ألوانه وصوره تبعا لتغري املقامات ،لرياد به الوصول
أهم دعائم هذه البالغة)( .العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي، نهاية إىل نتيجة مشابهة للحالة اليت مثل هلا اخلطيب( .
،2002صفحة )85وبذلك تتضح معامل املثل كونه ال حييل فالتمثيل – إذن -وسيلة حجاجية ذات تأثريات يف املتلقي
إىل وظيفة إقناعية فقط ،بل يتجاوز ذلك إىل اخلوض يف من جهات عدة ،فهو خطاب للعقل بوصفه ينقل العقل من
أقسام البيان اليت أشار إليها "العمري". املعنى يف احلالة التصورية العادية إىل احلالة التصديقية؛
إال أن وظيفة املثل ال تقف عند البيان فحسب ،وإمنا تكمن ألنه مبثابة إحضار املعنى املدعى ليشاهد كما هو يف الواقع،
يف خاطر الفرد الواحد منا يتمثلها ويستحضرها يف كل فكأنه – واحلالة هذه -يقول لك هذا هو انظر إليه) (جمموعة
خطاب ،وهذا ما أشار إليه "ابن رشيق" ( .واملَ َثل واملِ ْثل :الشبيه من املؤلفني ،2013،ص ( .) 179فأنت إذن ،مع الشاعر وغري
والنظري ،وقيل :إمنا مسي مثال ألنه ماثل خباطر اإلنسان م َّث ٍل ثم مثله كمن
الشاعر إذا وقع املعنى يف نفسك غري مُ َ
أبدا ،يتأسى به ،ويعظ ويأمر ويزجر ،واملاثل :الشاخص خيرب عن شيء من وراء حجاب ،ثم يكشف عنه احلجاب
املنتصب ،من قوهلم :طلل ماثل أي شاخص)( .ابن رشيق، ُ
وصفت")( .اجلرجاني، ويقول " :هاهو ذا ،فأبصر جتده على ما
،2003صفحة )232 ،1991صفحة )122
( فهذا الكالم من ابن رشيق يدل داللة واضحة على أن كما يضيف "العمري" إضافة تضع املثل كعنصر فعال
وظيفة املثل هنا ليست البيان فقط ،وإمنا أن مييل خباطر يف حتقيق اإلقناع ،ملا له من أثر بالغ جاء على لسان القرآن
اإلنسان أبدا كما هو قا ّر عنده ،واملثل ينتصب بقوة الكريم ،وهذا ما فسح جماال واسعا الستثماره يف البالغة
كالشاخص على القضية املطروحة يف اخلطاب .فوظيفة العربية.
املثل – إذن -حجاجية ،وهي وظيفة أشار إليها ابن رشيق (وانتبه دارسو النص القرآني والبالغيون العرب باملمارسة
يف ثنايا كالمه ،ومل يصرح بها)( .صولة ،البالغة العربية يف واملثاقفة إىل أهمية املثل يف إحداث اإلقناع)( .العمري ،يف بالغة
ضوء البالغة اجلديدة (أو احلجاج) ،2013 ،صفحة )178 اخلطاب اإلقناعي ،2002 ،صفحة )83
201
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
ومن أمثال اخلطباء الذين اشتهروا ببناء خطبهم على الشواهد 3.6الشاهد
احلجاج وأمثاله كثر ،والعجب يف ذلك فقد عرفت الشعريةّ ،
يكتسي مفهوم "الشاهد" يف اخلطاب البالغي والنقدي قيمة
البالغة العربية رواجا واستقرارا يف تعاطيها مع النص الشعري
عليا ،إذ حيصره "أرسطو" يف اخلطابة القضائية اليت تقوم
وهي يف عهدة األمويني (.واعتمد علماء اللغة الشعر مصدرا أساسا
لالحتجاج واالستشهاد على صحة وسالمة ما ينقلونه من كالم على استحضار الشهود واألقوال .يف حني جنده يف اخلطابة
العرب .ومت يكن اعتمادهم الشعر عبثا ،وإمنا كان ذلك ملا يتمتع العربية شديد الصلة بالشعر الذي يعد ديوان العرب ولسانهم
به هذا اجلنس األدبي من أهمية تكمن يف كونه أصال من أصول الناطق ،ومع جميء اإلسالم أضحى القرآن الكريم وحديث
الثقافة العربية اإلسالمية [ ]...والشعر العربي إضافة إىل كونه رسوله صلى اهلل عليه وسلم من أجل وأعظم املصادر اليت
مصدرا من مصادر االستشهاد على القواعد الكلية للغة العربية، يستشهد بها ( .تسمى هذه الوسائل املستعملة يف هذا الصدد عند
وأداة لفهم معاني القرآن ومقاصده ،هو أيضا شاهد على إعجاز أرسطو احلجج اجلاهزة أو غري الصناعية .ويدخل يف نطاقها
القرآن)( .الرشدي ،2014 ،الصفحات )26-25 القوانني والشهود واالعرتافات وأقوال احلكماء ،وختتص إمجاال
باخلطابة القضائية .ومنها يف اخلطابة العربية تضمني اآليات
وعلى هذا تتعزز مكانة الشعر لتتصدر كل الشواهد ،إذ هو
القرآنية واآلحاديث وأبيات الشعر واألمثال واحلكم .وهي حجج
ديوان العرب ومصدر عزهم ،ومازاده عزا حسن اقرتانه بالقرآن
جاهزة تكتسب قوتها من مصدرها ومن مصادقة الناس عليها
ليكون وثيق الصلة به.
وتواترها ،وتدخل اخلطيب ينحصر يف اختيارها وتوجيهها إىل
(إن أهمية الشعر يف احلضارة العربية اإلسالمية باعتباره من الغرض املرصودة لالستدالل عليه)( .العمري ،يف بالغة اخلطاب
أبرز خصائصها ومدخال ضروريا لدراستها وفهم روحها أمر ال اإلقناعي ،2002 ،صفحة )90
حيتاج إىل دليل .يكاد جيمع املهتمون بها على أن شأن الشعر
قل أن نصادف يف تاريخ يستدل من هذا الكالم الذي أورده "العمري" أن طبيعة الشاهد فيها ال يوجد يف حضارة سواها .وأنه َّ
ال ميكن حصرها يف قول خمصوص مطلق ،بل إن متثله يف اإلنسانية الطويل قوما اهتموا بأدبهم اهتمام العرب بشعرهم").
(صمود ،1991 ،صفحة )23
اخلطاب يعزى إىل أشكال عديدة من القول متارس سلطة
َ
املخاطب يف إمكانية الرجوع إليها واالحتجاج بها .وبذلك على
تتحقق احلجاجية يف الشاهد ( .وهو يتحقق عندما يستند ( لذلك كانت للشعر قوته يف البناء اللغوي واملعريف واإلقناعي
اخلطاب إىل أقوال تشكل سلطة مرجعية يعرتف بها املخاطب ،داخل هذه الثقافة ،وليس أدل على ذلك من اعتماده آلة لتفسري
وحتظى بالنفوذ يف جماله السوسيوثقايف .وتسمى هذه األقوال القرآن وكشف مقاصده ،هذه املنزلة السامية اليت تبوأها
عند البالغيني :الشواهد ،وهي تقتبس حتديدا من القرآن الشعر يف عالقته بكتاب اهلل ،أكسبته حجية قوية وفعالة يف
حتقيق الرتجيح ويف قطع الشغب ،ويف إيقاع التصديق)( .عادل،
واحلديث النبوي والشعر واألمثال واحلكم .وهلذه الشواهد
،2013صفحة )234
وظيفة حجاجية مهمة)( .املودن ،2013 ،صفحة )446
إذ تتحدد الوظيفة احلجاجية للشاهد يف حتصيل اإلقناع لدى وإىل جانب اعتماد الشاهد الشعري كصورة حجاجية ،اجته
اخلطباء إىل توظيف الشاهد الديين .وهذا مانوه به"العمري" َ
املخاطب ،أو دفعه إىل االقتناع بالتسليم ،وذلك مانلمسه يف
حني أورد كالما لـ"اجلاحظ" هذا نصه:
املناظرة.
(وكانوا يستحسنون أن يكون يف اخلطب يوم احلفل ،ويف
(لتحقيق االقتناع ،تستند املناظرة إىل أقوال تشكل سلطة
الكالم يوم اجلمع آي من القرآن ،فإن ذلك مما يورث الكالم
مرجعية معرتف بها ،قادرة على جتاوز ومعارضة اخلصم
البهاء والوقار ،والرقة وسلس املوقع .وكان عمران بن حطان
وانتزاع تسليمه .وهذه األقوال هي الشواهد .وترتبط حتديدا
خطب خطبة أعجب بها الناس ،ثم إنه مر ببعض اجملالس
يف الرتاث العربي اإلسالمي باآليات القرآنية واحلديث النبوي
فسمع رجال يقول لبعضهم :هذا الفتى أخطب العرب لو كان
واألبيات الشعرية واألمثال واحلكم .وهي حسب الدكتور
يف خطبته شيء من القرآن)( .اجلاحظ ،1998 ،صفحة )118
حممد العمري " حجج جاهزة تكتسب قوتها من مصدرها ومن
يستفاد من هذا الكالم أن املعيار الذي تقاس به جودة اخلطاب مصادقة الناس عليها وتواترها)( .عادل ،2013 ،صفحة )233
هو مدى اقتباسه من القرآن الكريم ( .والشاهد القرآني هو أعلى
إذا ماتأملنا قول " العمري" عن الشاهد جنده قد ألبسه لباسا احلجج ،فال يقبل املخاطب خلو اخلطاب من اآليات القرآنية.
شعريا ،فكثريا ما اعتمدت العرب قدميا على الشاهد الشعري يف ولو بلغ هذا اخلطاب أعلى درجات البالغة ،فإن ذلك ال يعفيه
من االستشهاد بالقرآن)( .املودن ،2013 ،صفحة )447 خطبها ومناظراتها.
(وقد جرى خطباء العرب منذ العصر اجلاهلي على التمثل ثم يضيف "العمري" إضافة ال جتعل االقتباس حكرا على
بالشعر يف خطبهم ،وهي ظاهرة مميزة يف اخلطابة العربية) .اخلطباء الدينيني ،بل هو متاح لكل اخلطباء.
(العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي ،2002 ،صفحة )91
(ومل يكن االقتباس من القرآن مقصورا على اخلطباء الدينيني
202
ع,ضيف ،ع ,أخضري | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،اجمللد ،12العدد | 2020 ،02القسم (ج) اآلداب و الفلسفة ،ص،ص203 - 195 :
عبد القاهر اجلرجاني .)1991( .أسرار البالغة .القاهرة ،مصر :مطبعة املدني. بل استفاد من إمكانية تأثري النص القرآني مجيع اخلطباء،
عبد اللطيف عادل .)2013( .بالغة اإلقناع يف املناظرة (اجمللد األوىل) .الرباط، على تفاوت يف ذلك)( .العمري ،يف بالغة اخلطاب اإلقناعي،
املغرب :دار األمان. ،2002صفحة )92
عبد اهلل الرشدي .)2014( .الشاهد الشعري وأسئلة البالغة والتلقي (اجمللد
األوىل) .مراكش ،املغرب :املطبعة والوراقة الوطنية. .7خامتة
عبد اهلل صولة .)2013( .البالغة العربية يف ضوء البالغة اجلديدة (أو احلجاج). ومما تقدم ذكره خنلص إىل أن البالغة عند " العمري " ّ
تأليف حافظ إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد األوىل ،صفحة تراوحت بني قطبني :قطب ختييلي يُعزى إىل جمال شعري
.)175اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع.
يُعنى بالعبارة وما حتيل إليه من الصور اليت متثل جانبا من
عبد اهلل صولة .)2013( .البالغة العربية يف ضوء البالغة اجلديدة (أو احلجاج).
تأليف حافظ إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد األوىل ،صفحة
حياة اإلنسان ،وقطب تداولي يُعزى إىل جمال خطابي يُعنى
.)181اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع. باخلطاب ووظيفته ومدى فاعليته اليت تكمن يف مراعاته
آموسي احلجاج
علي الشبعان .)2013( .احلجاج وقضاياه من خالل مؤلف روث ّ لفكرة املقام ،حتقيقا للقصد منه ،وإحداثا للتواصل والتفاعل،
يف اخلطاب .تأليف حافظ إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد لتكون البالغة ذلك النسق العام الذي تتقاطع فيه ثنائية الشعر
األوىل ،الصفحات .)954-953اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع. واخلطابة ،مم يستدعي حضورا ملزما للحجاج وصوره املتمثلة
حممد األمني الطلبة .)2013( .احلجاج مدخل نظري تارخيي .تأليف حافظ يف ( القياس ،املثل ،الشاهد ).
إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد األوىل ،الصفحات .)74-73
اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع. وميكن أن نصوغ النتائج املتوصل إليها يف النقاط اآلتية:
حممد األمني الطلبة .)2013( .مفهوم احلجاج عند بريملان وتطوره يف البالغة -ترتبط البالغة العربية ارتباطا وثيقا بعنصري :التخييل
املعاصرة .تأليف حافظ إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد
األوىل ،الصفحات .)885-884اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع. والتداول.
حممد العمري .)2013( .أسئلة البالغة يف النظرية والتاريخ والقراءة .املغرب: -ميثل التخييل اجلانب الشعري ،والتداول اجلانب اخلطابي.
إفريقيا الشرق.
-البالغة العامة نسق عام يستوعب اجلانبني معا.
حممد العمري .)2013( .أسئلة البالغة يف النظرية والتاريخ والقراءة .املغرب:
إفريقيا الشرق. -إمكانية الوصل أو الفصل بني ماهو شعري وما هو خطابي.
حممد العمري .)2012( .البالغة اجلديدة بني التخييل والتداول (اجمللد الثانية).
املغرب :إفريقيا الشرق.
-التأكيد على احلجاج كقيمة ثابتة يف تقاطعاته مع البالغة.
حممد العمري .)1999( .البالغة العربية أصوهلا وامتداداتها .املغرب :إفريقيا تضارب املصاحل
الشرق.
* يعلن املؤلفان أنه ليس لديهما تضارب يف املصاحل.
حممد العمري .)2013( .احلجاج مبحث بالغي فما البالغة؟ تأليف حافظ
إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد األوىل ،صفحة .)123 -املصادر واملراجع
اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع. أبو احلسني ابن وهب .)1969( .الربهان يف وجوه البيان .القاهرة ،مصر :مطبعة
حممد العمري .)2002( .يف بالغة اخلطاب اإلقناعي (اجمللد الثانية) .املغرب: الرسالة.
إفريقيا الشرق. أبو علي احلسن ابن رشيق .)2003( .العمدة (اجمللد األوىل) .بريوت ،لبنان :دار
حممد الولي .)2013( .احلجاج مدخل نظري تارخيي .تأليف حافظ إمساعيلي صادر.
علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد األوىل) .اجلزائر :دار النديم للنشر اجلاحظ .)1998( .البيان والتبيني (اجمللد السابعة) .القاهرة ،مصر :مكتبة
والتوزيع. اخلاجني.
حممد الولي( .أكتوبر-ديسمرب .)2011 ,مدخل إىل احلجاج .عامل الفكر ، أمينة الدهري .)2011( .احلجاج وبناء اخلطاب يف صور البالغة اجلديدة (اجمللد
صفحة .15 األوىل) .الدار البيضاء :شركة النشر والتوزيع للمدارس.
مجيل محداوي .)2014( .من احلجاج إىل البالغة اجلديدة .املغرب :إفريقيا
الشرق.
حازم القرطاجين .)1986( .منهج البلغاء وسراج األدباء .بريوت ،لبنان :دار الغرب
اإلسالمي.
كيفية اإلستشهاد بهذا املقال حسب أسلوب : APA
حسن املودن .)2013( .دور املخاطب يف إنتاج اخلطاب احلجاجي .تأليف حافظ
املؤلف عبد الباسط ضيف ،عيسى أخضري ،)2020( ،التخييل والتداول إمساعيلي علوي ،احلجاج مفهومه وجماالته (اجمللد األوىل ،صفحة .)446
عند حممد العمري ،جملة األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية، اجلزائر :ابن النديم للنشر والتوزيع.
اجمللد ،12العدد ،02جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ،اجلزائر ،الصفحات. محادي صمود .)1991( .التفكري البالغي عد العرب .تونس :منشورات اجلامعة
ص ص203-195 : التونسية.
محو النقاري .)2006( .التحاجج طبيعته وجماالته ووظائفه (اجمللد االوىل) .الدار
البيضاء ،املغرب :مطبعة النجاح اجلديدة.
رشيد حيياوي .)1991( .الشعرية العربية (اجمللد األوىل) .املغرب :إفريقيا الشرق.
203