زينو الفصل الثاني

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم‬

‫التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫المبحث األول‪ :‬األطاريح المتعلقة بالمغرب األوسط " أطروحة داودي‬


‫األعرج نموذجا"‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األطاريح المتعلقة بالمغرب األقصى " أطروحة مغنية‬


‫غرداين نموذجا"‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األطاريح المتعلقة بالمغرب األدنى " أطروحة الطالبة سميرة‬
‫نميش نموذجا"‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫المبحث األول‪ :‬األط ‪33 3‬اريح المتعلق ‪33 3‬ة ب ‪33 3‬المغرب األوس ‪33 3‬ط " أطروح ‪33 3‬ة داودي‬
‫األعرج نموذجا"‬

‫المطلب األول‪ :‬دراسة ظاهرية‬

‫عنوان األطروحة‪ :‬تطور الفالحة في المغرب األوسط ما بين القرنين الثاني‬


‫والسادس الهجريين ' ق ‪12-8‬م'‬

‫جامعة االنتماء‪ :‬جامعة أبي بكر بلقايد‪-‬تلمسان‬

‫سنة المناقشة‪1438-1437 :‬م‪2017-2016/‬م‬

‫احت‪//‬وت ه‪//‬ذه الدراس‪//‬ة على مقدم‪//‬ة وأربع‪//‬ة فص‪//‬ول وخاتم‪//‬ة وقائم‪//‬ة مص‪//‬ادر‬
‫ومراج‪/‬ع‪ ،‬وق‪/‬د تط‪/‬رق الفص‪/‬ل التمهي‪/‬دي إلى واق‪/‬ع الفالح‪/‬ة وطبيع‪/‬ة اس‪/‬تغالل األرض‬
‫ببالد المغرب قبيل القرن ‪2‬ه‪ ،‬وتضمن عنصرين‪:‬‬

‫العنص ‪//‬ر األول تط ‪//‬رق إلى الفالح ‪//‬ة في المغ ‪//‬رب الق ‪//‬ديم‪ ،‬أم ‪//‬ا العنص ‪//‬ر الث ‪//‬اني تن ‪//‬اول‬
‫واقع الفالحة بالمغرب األوسط في ظل الفتح اإلسالمي‪.‬‬

‫أما الباب األول تضمن أربع‪/‬ة فص‪/‬ول‪ ،‬حيث تن‪/‬اول الفص‪/‬ل الم‪/‬ؤثرات الطبيعي‪/‬ة‪ ،‬أم‪/‬ا‬
‫الث‪//‬اني تط‪//‬رق إلى السياس‪//‬ية الزراعي‪//‬ة لل‪//‬دول المتعاقب‪//‬ة على حكم المغ‪//‬رب األوس‪//‬ط‪،‬‬
‫أم ‪//‬ا الفص ‪//‬ل الث ‪//‬الث رك ‪//‬ز على مس ‪//‬اهمة الجالي ‪//‬ات في تط ‪//‬ور الفالح ‪//‬ة‪ ،‬أم ‪//‬ا الفص ‪//‬ل‬
‫األخير تناول الصيد البري والبحري واستغالل الغابة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫أم‪// /‬ا فيم‪// /‬ا يخص الب‪// /‬اب الث‪// /‬اني فق‪// /‬د تط‪// /‬رق إلى وض‪// /‬ع الفالح‪// /‬ة ب‪// /‬المغرب األوس‪// /‬ط‪،‬‬
‫وتض ‪//‬من أربع ‪//‬ة فص ‪//‬ول‪ ،‬خص ‪//‬ص الفص ‪//‬ل األول إلى اإلنت ‪//‬اج الفالحي واليات ‪//‬ه‪ ،‬أم ‪//‬ا‬
‫الفص‪/‬ل الث‪/‬اني تن‪/‬اول اإلنت‪/‬اج ال‪/‬زراعي وط‪/‬رق الحف‪/‬ظ والتخ‪/‬زين‪ ،‬أم‪/‬ا الفص‪/‬ل الث‪/‬الث‬
‫تط‪//‬رق الى األخط‪//‬ار والص‪//‬عوبات ال‪//‬تي واجهت الفالح‪//‬ة‪ ،‬أم‪//‬ا الفص‪//‬ل األخ‪//‬ير تن‪//‬اول‬
‫نظام السقي والياته‪.‬‬

‫‪-‬مستخلص حول األطروحة‪:‬‬

‫لطالم ‪//‬ا ك ‪//‬انت منطق ‪//‬ة المغ ‪//‬رب اإلس ‪//‬المي وب ‪//‬األخص المغ ‪//‬رب األوس ‪//‬ط معقال‬
‫لمختل‪//‬ف النش‪//‬اطات‪ ،‬نظ‪//‬را لإلمكاني‪//‬ات ال‪//‬تي تتمت‪//‬ع به‪//‬ا في مختل‪//‬ف القطاع‪//‬ات ومنه‪//‬ا‬
‫القط ‪//‬اع الفالحي‪ ،‬وذل ‪//‬ك بفض ‪//‬ل ت ‪//‬وفر وتن ‪//‬وع اإلمكاني ‪//‬ات والم ‪//‬وارد الطبيعي ‪//‬ة مث ‪//‬ل‬
‫المياه‪ ،‬وتنوع البيئة الطبيعية ووفرة اليد العاملة الزراعية الماهرة‪ ،‬كما أن التواصل‬
‫الحض ‪//‬اري بين أق‪//‬اليم المغ ‪//‬رب واألن ‪//‬دلس أكس‪//‬ب المغ ‪//‬رب األوس‪//‬ط مع ‪//‬ارف وخ‪//‬برة‬
‫فالحي‪// /‬ة وتن‪// /‬وع التقني‪// /‬ات الزراعي‪// /‬ة ووس‪// /‬ائل وأس‪// /‬اليب ال‪// /‬ري واعتم‪// /‬اد نظم س‪// /‬قي‬
‫محكمة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك الدور الذي لعبه الفقهاء في سن القوانين وتحرير العق‪//‬ود‬
‫والمواثي ‪//‬ق لتنظيم الس ‪//‬قي وفض ال ‪//‬نزاع والمش ‪//‬اكل المترتب ‪//‬ة عن اس ‪//‬تغالل الم ‪//‬اء بم ‪//‬ا‬
‫يخدم الفالحة‪ ،‬ونجم عن هذا وفرة وتنوع المنتجات الزراعية والحيوانية‪ ،‬ال‪//‬تي ك‪//‬ان‬
‫له‪//‬ا االنعك‪//‬اس اإليج‪//‬ابي على دور الص‪//‬ناعة الغذائي‪//‬ة والنس‪//‬يجية والجلدي‪//‬ة الرتباطه‪//‬ا‬
‫بالموارد األولية التي تنتجها الفالحة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسة الباطنية‬

‫حظيت منطق‪//‬ة المغ‪//‬رب األوس‪//‬ط بموق‪//‬ع اس‪//‬تراتيجي س‪//‬مح له‪//‬ا أن تك‪//‬ون رائ‪//‬دة‬
‫في مج ‪// /‬ال الفالح ‪// /‬ة والزراع ‪// /‬ة‪ ،‬باإلض ‪// /‬افة إلى مناخه ‪// /‬ا المناس ‪// /‬ب‪ ،‬ووف ‪// /‬رة العي ‪// /‬ون‬
‫واألنهار المائية والترب‪//‬ة الخص‪//‬بة والق‪//‬وة البش‪/‬رية‪ ،‬ك‪//‬ل ه‪//‬ذه المقاوم‪//‬ات وأك‪//‬ثر جعلت‪//‬ه‬
‫يتميز عن غيره من األقاليم‪.‬‬

‫وق‪// /‬د ك‪// /‬ان العم‪// /‬ل ال‪// /‬زراعي يتطلب آلي‪// /‬ات لخدم‪// /‬ة األرض وتحص‪// /‬يل اإلنت‪// /‬اج‬
‫ال‪//‬زراعي ومن بين ه‪//‬ذه اآلالت نج‪//‬د المح‪//‬راث والث‪//‬يران وال‪//‬دواب‪ 1،‬وق‪//‬د اس‪//‬تخدمت‬
‫نفس التقني ‪// /‬ات واألدوات الفالحي ‪// /‬ة في رب ‪// /‬وع أق ‪// /‬اليم بالد المغ ‪// /‬رب‪ ،‬ولق ‪// /‬د تم تناق ‪// /‬ل‬
‫الخ‪//‬برات الفالحي‪//‬ة في الزراع‪//‬ة مم‪//‬ا س‪//‬اهم في انتش‪//‬ار األدوات والتقني‪//‬ات المس‪//‬تعملة‬
‫‪2‬‬
‫في الزراعة‪.‬‬

‫وتعت‪//‬بر طبيع‪//‬ة األرض ونوعي‪//‬ة الترب‪//‬ة أولى رك‪//‬ائز العم‪//‬ل ال‪//‬زراعي وق‪//‬د اهتم‬
‫علم‪// /‬اء الفالح‪// /‬ة بدراس‪// /‬تها وجم‪// /‬ع معلوم‪// /‬ات قيم‪// /‬ة إم‪// /‬ا من كتب من س‪// /‬بقهم أو عن‬
‫طري ‪//‬ق العم ‪//‬ل المي ‪//‬داني والتجرب ‪//‬ة أو اإللم ‪//‬ام بمع ‪//‬ارف ع ‪//‬وام الفالحين‪ ،‬ووفق ‪//‬ا ل ‪//‬ذلك‬
‫‪3‬‬
‫حددوا لكل نوع من التربة مايالئمه من التربة من مزروعات ويوافقه من أسمدة‪.‬‬

‫وك ‪//‬ان الفالح يس ‪//‬تعمل البق ‪//‬ر والمح ‪//‬راث لتقليب الترب ‪//‬ة‪ ،‬حيث يس ‪//‬تخدم زوجين‬
‫من البق‪// /‬ر لح‪// /‬رث لج‪// /‬ر المح‪// /‬راث‪ ،‬إلى ج‪// /‬انب اس‪// /‬تعمال أدوات أخ‪// /‬رى في خدم‪// /‬ة‬

‫عيسى أب‪//‬و االص‪//‬بغ ‪ ،‬دي‪//‬وان األحك‪//‬ام الك‪//‬برى أو اإلعالم بن‪//‬وازل األحك‪//‬ام وقط‪//‬ر من س‪//‬ير الحك‪//‬ام‪ ،‬تح‪ :‬يحي‬ ‫‪1‬‬

‫مراد‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.400‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ص ‪.96 ،95‬‬ ‫‪2‬‬

‫قس ‪//‬طوس بن اسكولس ‪//‬تيه‪ ،‬كت ‪//‬اب ال ‪//‬زرع‪ ،‬تح‪ :‬ب ‪//‬وراوي الطرابلس ‪//‬ي‪ ،‬ط ‪ ،1‬المجم ‪//‬ع التونس ‪//‬ي للعل ‪//‬وم واآلداب‬ ‫‪3‬‬

‫والفنون بيت الحكمة‪ ،‬تونس‪ ،2010 ،‬ص ص ‪،.69 ،68‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫األرض واإلنت ‪//‬اج ك ‪//‬الرفش‪ ،‬والمس ‪//‬حاة‪ ،‬المجرف ‪//‬ة‪ ،‬وفي بعض األحي ‪//‬ان ك ‪//‬ان الفالح‬
‫‪1‬‬
‫يلجأ إلى استغالل الدواب‪ ،‬في حالة األرض الواسعة‪.‬‬

‫أ‪-‬اإلنتاج الزراعي‪:‬‬

‫اش‪/‬تهر المغ‪//‬رب األوس‪/‬ط بك‪//‬ثرة ووف‪/‬رة اإلنت‪//‬اج وتنوع‪//‬ه‪ ،‬فق‪//‬د ك‪//‬ان يوص‪//‬ف ببل‪//‬د‬
‫الزرع والضرع‪ 2 ،‬وبفضل خصوبة التربة وج‪//‬ودة اإلنت‪//‬اج ش‪//‬به الكث‪//‬ير من الرحال‪//‬ة‬
‫الجغراف‪//‬يين م‪//‬دن وق‪//‬رى المغ‪//‬رب األوس‪//‬ط بمثيالته‪//‬ا في المش‪//‬رق‪ ،‬فاش‪//‬تهرت تيه‪//‬رت‬
‫‪3‬‬
‫بعراق المغرب لخصوبتها‪ ،‬وكثرة مياهها وتنوع وجودة منتجاتها‪.‬‬

‫ب‪-‬اإلنتاج الحيواني‪:‬‬

‫تعت‪// / /‬بر الماش‪// / /‬ية أس‪// / /‬اس االزده‪// / /‬ار الفالحي‪ ،‬حيث ت‪// / /‬وفر اللح‪// / /‬وم‪ ،‬واأللب‪// / /‬ان‪،‬‬
‫والس ‪//‬من‪ ،‬األص ‪//‬واف‪ ،‬والجل ‪//‬ود‪ ،‬وتس ‪//‬تغل ال ‪//‬دواب في الزراع ‪//‬ة‪ ،‬والنق ‪//‬ل‪ ،‬والترح ‪//‬ال‪،‬‬
‫والتجارة‪ ،‬وغيرها من حاجيات ومتطلبات الناس‪.‬‬

‫وق‪//‬د اش‪//‬تهر المغ‪//‬رب األوس‪//‬ط بالخص‪//‬ب وكث‪//‬ير الم‪//‬راعي مم‪//‬ا ش‪//‬جع الكث‪//‬ير من‬
‫القبائ‪// /‬ل لتربي‪// /‬ة الماش‪// /‬ية وال‪// /‬دواجن‪ ،‬وامتالك األن‪// /‬واع المختلف‪// /‬ة من ال‪// /‬دواب‪ 4 ،‬وق‪// /‬د‬
‫اشتهرت بالد المغرب األوسط بكثرة وتنوع الماش‪/‬ية مث‪/‬ل اإلب‪/‬ل‪ ،‬الخي‪/‬ل‪ ،‬وال‪/‬براذين‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫لبغال‪ ،‬والغنم والبقر وغيرها‪.‬‬

‫جــ‪-‬طرق الحفظ والتخزين‪:‬‬

‫عبد الكريم يوسف جودت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫اليعقوبي‪ ،‬كتاب البلدان‪ ،‬مطبعة بريل‪ ،‬ليدن‪ ،1890 ،‬ص ‪.142‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.143‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ص ‪.147 ،142‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬منشورات دار الحياة‪ ،‬بيروت "لبنان"‪ ،1992 ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫تمكن معظم الفالحين من تحص‪// /‬يل ط‪// /‬رق وتقني‪// /‬ات لحف‪// /‬ظ منتج‪// /‬اتهم الفالحي‪// /‬ة‬
‫وتخزينه‪//‬ا‪ ،‬وهن‪//‬اك الكث‪//‬ير من الش‪//‬واهد والق‪//‬رائن ال‪//‬تي ت‪//‬دل على ق‪//‬درة الفالحين على‬
‫حف‪//‬ظ وتخ‪//‬زين كاف‪//‬ة المنتج‪//‬ات الزراعي‪//‬ة والحيواني‪//‬ة‪ ،‬وق‪//‬د ك‪//‬انت المط‪//‬امير تس‪//‬تخدم‬
‫‪1‬‬
‫كادات لحفظ وتخزين المنتجات الزراعية‪.‬‬

‫ومن بين الط‪//‬رق المعم‪//‬ول به‪//‬ا في حف‪//‬ظ وتخ‪//‬زين الحب‪//‬وب ك‪//‬ان الش‪//‬عير يحف‪//‬ظ‬
‫من اآلف ‪//‬ات بترك ‪//‬ه في س ‪//‬نابله‪ ،‬وبه ‪//‬ذه الطريق ‪//‬ة يحف ‪//‬ظ ح ‪//‬تى لمائ ‪//‬ة س ‪//‬نة‪ ،‬واذا وض ‪//‬ع‬
‫الش‪//‬عير م‪//‬ع خلي‪//‬ط من ورق الرم‪//‬ان أو رم‪//‬اد حطب البل‪//‬وط فان‪//‬ه يس‪//‬لم من التس‪//‬وس‬
‫ومختل ‪//‬ف أن ‪//‬واع اآلف ‪//‬ات‪ ،‬وك ‪//‬ان ينش ‪//‬ر علي ‪//‬ه رم ‪//‬اد عي ‪//‬دان ش ‪//‬جر الك ‪//‬رم‪ ،‬فال يص ‪//‬يبه‬
‫‪2‬‬
‫تسوس‪.‬‬

‫وق‪//‬د ك‪//‬انت ه‪//‬ذه التقني‪//‬ات ناجح‪//‬ة في حماي‪//‬ة المنتج‪//‬ات الزراعي‪//‬ة والحيواني‪//‬ة من‬
‫التلف والفساد‪ ،‬وكان عموم الفالحين على علم بهذه التقنيات ويعملون على اس‪//‬تخدام‬
‫كاف‪// /‬ة الط‪// /‬رق والوس‪// /‬ائل لحف‪// /‬ظ منتج‪// /‬اتهم وإ بقائه‪// /‬ا س‪// /‬المة لف‪// /‬ترات طويل‪// /‬ة من أج‪// /‬ل‬
‫‪3‬‬
‫االستعانة بها في أوقات الحاجة‪.‬‬

‫د‪-‬األخطار والص‪3‬عوبات ال‪3‬تي تواج‪3‬ه الزراع‪3‬ة‪ :‬تع‪//‬د الص‪//‬راعات السياس‪//‬ية من‬


‫أهم المخاطر التي واجهت قطاع الفالحة ففي أغلب األحيان تراجعت بس‪//‬بب ت‪//‬دهور‬
‫‪4‬‬
‫الوضع األمني ووقوع ردة فعل انتقامية‪ ،‬فقد كان يجاز نهب وسلب والمزارع‪.‬‬

‫‪-1‬األزمات الطبيعية‪:‬‬

‫أفلح عبد الوهاب‪ ،‬من جوابات اإلمام أفلح عبد الوهاب‪ ،‬تح‪ :‬عمر بن الحاج‪ ،‬معه‪//‬د العل‪//‬وم الش‪//‬رعية‪ ،‬عم‪//‬ان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2005‬ص ‪.41‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.679‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن بصال‪ ،‬كتاب الفالحة‪ ،‬تر‪ :‬خوسي مارية‪ ،‬مطبعة كريماديس‪ ،‬تطوان‪ ،1955 ،‬ص ‪.179‬‬ ‫‪3‬‬

‫القاض ‪//‬ي النعم ‪//‬ان‪ ،‬كت ‪//‬اب المج ‪//‬الس والمس ‪//‬ايرات‪ ،‬تح‪ :‬الح ‪//‬بيب الفقي وآخ ‪//‬رون‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنتظ ‪//‬ر‪ ،‬ب ‪//‬يروت "‬ ‫‪4‬‬

‫لبنان"‪ ،1996 ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.170‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫وال‪//‬تي تجلت في ظ‪//‬واهر الطبيعي‪//‬ة كالقح‪//‬ط وال‪//‬برد والثل‪//‬وج والري‪//‬اح واجتي‪//‬اح‬


‫الج ‪//‬راد‪ ،‬واألوبئ ‪//‬ة والفيض ‪//‬انات ويص ‪//‬رح اليعق ‪//‬وبي ح ‪//‬ول ت ‪//‬اهرت ذل ‪//‬ك فيق ‪//‬ول‪ " :‬لم‬
‫يجذب زرع ذل‪//‬ك البل‪//‬د ق‪//‬ط إال أن يص‪//‬يبه ريح أو ب‪//‬رد"‪ 1 .‬كم‪//‬ا وص‪//‬فها الش‪//‬اعر بك‪//‬ر‬
‫بن حمادة بأنها باردة الطقس والمناخ‪ 2 .‬ويقل البكري عنها أنها شديدة ال‪//‬برد وكث‪//‬ير‬
‫الغيوم والثلج وقد قال في طقسها بكر بن حماد قصيدة فقال في ذلك‪:‬‬

‫وأطراف الشمس بتيهرت‬ ‫**‬ ‫ما أخشن البرد وريعانه‬

‫كأنها تنشر من تخت‬ ‫تبدو من الغيم إذا مابدت **‬

‫‪3‬‬
‫كفرحة الذمي بالسبت ‪.‬‬ ‫**‬ ‫فنحن في بحر بال لجة‬

‫‪-2‬الجفاف‪:‬‬

‫ويعت‪// / /‬بر الجف‪// / /‬اف من أخط‪// / /‬ر الظ‪// / /‬واهر الطبيعي‪// / /‬ة ال‪// / /‬تي تتس‪// / /‬بب فيم‪// / /‬ا تل‪// / /‬ف‬
‫المزروع‪// /‬ات وانع‪// /‬دامها‪ ،‬وك‪// /‬انت مدين‪// /‬ة سجلماس‪// /‬ة تع‪// /‬اني من قل‪// /‬ة المي‪// /‬اه واألنه‪// /‬ار‬
‫والعي‪//‬ون المائي‪//‬ة كم‪//‬ا تع‪//‬اني من نقص األمط‪//‬ار ف‪//‬ان انحس‪//‬ر عنه‪//‬ا الم‪//‬اء فلم يكن له‪//‬ا‬
‫زرع ويقول في ذل‪/‬ك اليعق‪/‬وبي‪ " :‬وسجلماس‪/‬ة مدين‪/‬ة على نه‪/‬ار يق‪/‬ال ل‪/‬ه زي‪/‬زو وليس‬
‫به ‪//‬ا عين وال ب ‪//‬ئر‪ ،... ،‬وأه ‪//‬ل سجلماس ‪//‬ة أخالط وزرعهم ال ‪//‬دخن وال ‪//‬ذرة وزرعهم‬
‫‪4‬‬
‫على األمطار لقلة المياه عندهم فان لم يمطروا لم يكن لهم زرع"‪.‬‬

‫‪ -3‬الغرائم‪:‬‬

‫أحمد بن أبي يعقوب إسحاق اليعقوبي‪ ، ،‬البلدان‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت " لبنان"‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الملك مرتاض‪ ،‬األدب الجزائري القديم دراسة في الجذور‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪2‬‬

‫أبي عبيد اهلل البكري‪ ،‬المسالك والممالك‪ ،‬تح‪ :‬جمال طلبة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت "لبنان"‪ ،2003 ،‬ج‪،2‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪.248‬‬
‫أحمد بن أبي يعقوب إسحاق اليعقوبي ‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫انتهج الف‪//‬اطميون سياس‪//‬ة التغ‪//‬ريم بص‪//‬فة واس‪//‬عة في المغ‪//‬رب اإلس‪//‬المي وك‪//‬انت‬


‫من بين العوام ‪//‬ل ال ‪//‬تي ت ‪//‬ؤدي إلى انتق ‪//‬ال األراض ‪//‬ي من أص ‪//‬حابها إلى الدول ‪//‬ة‪ ،‬وق ‪//‬د‬
‫اقتطع الخلفاء الفاطميون ضياعا وذلك من أجل تقديمها إلى أنصارهم والموالين لهم‬
‫فق ‪//‬د أقط ‪//‬ع المه ‪//‬دي ض ‪//‬يعة بك ‪//‬ورة الجزي ‪//‬رة لألس ‪//‬تاذ ج ‪//‬وذر‪ ،‬وك ‪//‬ان ل ‪//‬ه وكي ‪//‬ل ي ‪//‬دير‬
‫ش‪//‬ؤونها‪ .‬أم‪//‬ا بالنس‪//‬بة لنظ‪//‬ام الملكي‪//‬ة في العه‪//‬د الزي‪//‬ري فلم يع‪//‬رف أي جدي‪//‬د غ‪//‬ير م‪//‬ا‬
‫عرف‪//‬ه في العص‪//‬ر الف‪//‬اطمي حيث أقط‪//‬ع بن‪//‬و زي‪//‬ري وين‪//‬و حم‪//‬اد م‪//‬زارع ألنص‪//‬ارهم‬
‫‪1‬‬
‫وعمالهم‪ ،‬كما كان هناك نظام المغارسة والمناصفة في افريقية‪.‬‬

‫‪ -4‬الضرائب‪:‬‬

‫وقد قام عبيد اهلل المهدي بتنظيم شؤون الدولة في افريقية وبث مساعديه لجني‬
‫األم‪//‬وال واتب‪//‬ع سياس‪//‬ة ض‪//‬ريبية ك‪//‬انت مبني‪//‬ة على تنظيم دي‪//‬وان الخ‪//‬راج حيث وض‪//‬ع‬
‫عبي‪//‬د اهلل المه‪//‬دي ديوان‪//‬ا ش‪//‬امال لكاف‪//‬ة خ‪//‬راج بالد المغ‪//‬رب في مدين‪//‬ة الق‪//‬يروان‪ ،‬وتم‬
‫على مس‪//‬تواه تس‪//‬جيل أم‪//‬وال الجباي‪//‬ة من مختل‪//‬ف الجه‪//‬ات في المغ‪//‬رب األوس‪//‬ط‪ ،‬كم‪//‬ا‬
‫جاء بدواوين اخرى كديوان الضياع ودي‪//‬وان الكش‪//‬ف وعلى اث‪//‬ر ذل‪//‬ك امت‪//‬دت الجباي‪//‬ة‬
‫الى الض‪//‬ياع والبس‪//‬اتين والم‪//‬راعي‪ ،‬وه‪//‬ذا م‪//‬ا أزم وأره‪//‬ق الفالح‪//‬يين‪ ،‬وفرض‪//‬ت ع‪//‬دة‬
‫أن ‪//‬واع من الض ‪//‬رائب كض ‪//‬ريبة الخ ‪//‬راج‪ ،‬ض ‪//‬ريبة التقس ‪//‬يط ‪303‬ه‪916/‬م‪ ،‬ض ‪//‬ريبة‬
‫التض‪//‬ييع ‪305‬ه‪918/‬م‪ ،‬وه‪//‬ذا م‪//‬ا أجج مش‪//‬اعر الت‪//‬وتر والس‪//‬خط عن‪//‬د الفالحين‪ ،‬ه‪//‬ذا‬
‫‪2‬‬
‫ماكان له اثر سلبي على الفالحة‪.‬‬

‫الح ‪//‬بيب الجنح ‪//‬اني‪ ،‬المجتم ‪//‬ع الع ‪//‬ربي اإلس ‪//‬المي الحي ‪//‬اة االقتص ‪//‬ادية واالجتماعي ‪//‬ة‪ ،‬ع ‪//‬الم المعرف ‪//‬ة‪ ،‬الك ‪//‬ويت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2005‬ص ‪.237 ،236‬‬


‫دوادي األع‪// /‬رج " سياس ‪//‬ة الدول ‪//‬ة الزراعي‪// /‬ة وأثره‪// /‬ا على الفالح ‪//‬ة ب‪// /‬المغرب األوس ‪//‬ط م‪// /‬ابين الق ‪//‬رنين الراب‪// /‬ع‬ ‫‪2‬‬

‫والس‪//‬ادس الهج‪//‬ريين"‪ ،‬مجلة الحوار الفكري‪ ،‬المجل‪//‬د‪ ،11‬الع‪//‬دد‪ ،12‬المرك‪//‬ز الج‪//‬امعي ن‪//‬ور‪ ،‬الجزائ‪//‬ر‪،2016 ،‬‬
‫ص ص ‪.124 ،125‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫فالقاض‪//‬ي النعم‪//‬ان ي‪//‬رى أن الزك‪//‬اة تش‪//‬مل ك‪//‬ل م‪//‬ا يخ‪//‬رج من األرض ه‪//‬و مل‪//‬ك‬
‫الحاكم الفاطمي‪ ،‬ويفصل لنا النعمان كيفية دفع هذه االيت‪//‬وات فيق‪//‬ول‪..." :‬ال ب‪//‬أس أن‬
‫يعطي الرجل األرض عليه‪/‬ا الخ‪/‬راج على أن يكفي‪/‬ه خراجه‪/‬ا الي‪/‬ه‪ ،‬وي‪/‬دفع الي‪/‬ه ش‪/‬يئا‬
‫وان ك‪//‬ان فيه‪//‬ا نخ‪//‬ل أو ش‪//‬جر فال يعق‪//‬د ذل‪//‬ك ح‪//‬تى يب‪//‬دو ص‪//‬الح الثم‪//‬رة‪ ،‬اال أن يك‪//‬ون‬
‫‪1‬‬
‫فيها بعض البقول أو الرطاب أو الثمار‪ ،‬أو ماكان مما يقع عليه البيع"‪.‬‬

‫وق ‪//‬د مأل االس ‪//‬تياء قل ‪//‬وب األه ‪//‬الي ض ‪//‬د الف ‪//‬اطميين ال ‪//‬ذين أرهق ‪//‬وهم بالض ‪//‬رائب‬
‫‪2‬‬
‫الباهظة بغية دوافع اقتصادية‪.‬‬

‫‪-5‬االضطرابات والثورات السياسية‪:‬‬

‫إن ازدهار وتطور الزراعة مرتب‪//‬ط بانتش‪/‬ار األمن واس‪/‬تقرار األوض‪//‬اع العام‪//‬ة‬
‫حيث أن ذل ‪// /‬ك يس ‪// /‬اعد على أمنن ‪// /‬ة ط ‪// /‬رق القواف ‪// /‬ل التجاري ‪// /‬ة وبالت ‪// /‬الي ه ‪// /‬ذا يض ‪// /‬من‬
‫اس‪// /‬تمرار الفالح‪// /‬يين في عملهم وإ نت‪// /‬اجهم الفالحي‪ ،‬أم‪// /‬ا في وقت نش‪// /‬وب الح‪// /‬روب‬
‫واالض‪//‬طرابات السياس‪//‬ة فيتن‪//‬اقص اإلنت‪//‬اج الفالحي لقل‪//‬ة العناي‪//‬ة ب‪//‬ه‪ ،‬كم‪//‬ا تتل‪//‬ف بفع‪//‬ل‬
‫الصراعات‪ ،‬وهذا ما ينعكس أيضا على النشاط التجاري وقلة الس‪/‬لع‪ ،‬ولم يت‪/‬وفر في‬
‫المغ‪//‬رب اإلس‪//‬المي في العه‪//‬د الف‪//‬اطمي الج‪//‬و المالئم ل‪//‬وفرة اإلنت‪//‬اج ال‪//‬زراعي نظ‪//‬را‬
‫‪3‬‬
‫لكثرة الحروب والنزاعات‪.‬‬

‫وقد ذكر ابن حوقل أن عهد الفاطميين كثرت في‪//‬ه الفتن واالض‪//‬طرابات وذل‪//‬ك‬
‫‪4‬‬
‫ما أثر على تأثيرا مباشرا على مردوده الزراعي‪.‬‬

‫أبي حنيفة النعمان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.73 ،72‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد محمد إبراهيم زغروت‪ ،‬العالقات بين األمويين والفاطميين في األن ‪//‬دلس والش ‪//‬مال األف ‪//‬ريقي ‪ 300‬هـ‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 350‬هـ‪ ،‬دار التوزيع والنشر اإلسالمية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ،2006 ،‬ص ‪.52‬‬

‫محم‪//‬د الص‪//‬الح مرم‪//‬ول‪ ،‬السياس‪//‬ة الداخلي‪//‬ة للخالف‪//‬ة الفاطمي‪//‬ة في بالد المغ‪//‬رب اإلس‪//‬المي‪ ،‬دي‪//‬وان المطبوع‪//‬ات‬ ‫‪3‬‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1983 ،‬ص ‪.255‬‬


‫ابن حوقل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫كم‪// /‬ا تع‪// /‬رض الم‪// /‬زارعين للقم‪// /‬ع والتعس‪// /‬ف والبس‪// /‬اتين إلى التخ‪// /‬ريب على ي‪// /‬د‬
‫إس‪//‬ماعيل المنص‪//‬ور الف‪//‬اطمي حيث ق‪//‬ام بح‪//‬رق مدين‪//‬ة غ‪//‬ديروان وقلع‪//‬ة كيان‪//‬ة الواقع‪//‬ة‬
‫‪5‬‬
‫بالقرب من قلعة بني حماد‪.‬‬

‫المبحث الث‪33 3‬اني‪ :‬األط‪33 3‬اريح المتعلق‪33 3‬ة ب‪33 3‬المغرب األقص‪33 3‬ى " أطروح‪33 3‬ة مغني‪33 3‬ة‬
‫غرداين نموذجا"‬

‫المطلب األول‪ :‬الدراسة الظاهرية‬

‫عن‪33 3‬وان األطروح‪33 3‬ة‪ :‬نظ ‪// /‬ام الحكم في بالد المغ ‪// /‬رب في عه ‪// /‬دي الم ‪// /‬رابطين‬
‫والموحدين دراسة مقارنة ق ‪7-5‬ه‪13-11/‬م‪.‬‬

‫جامعة االنتماء‪ :‬جامعة أبي بكر بلقايد‪-‬تلمسان‬

‫سنة المناقشة‪1437-1436 :‬ه‪2016-2015/‬م‬

‫احت ‪//‬وت ه ‪//‬ذه الدراس ‪//‬ة على مقدم ‪//‬ة وأربع ‪//‬ة فص ‪//‬ول وخاتم ‪//‬ة وقائم ‪//‬ة مص ‪//‬ادر‬
‫ومراج‪//‬ع‪ ،‬وق‪//‬د ج‪//‬اء الفص ‪//‬ل األول لمح‪//‬ة عام ‪//‬ة عن جغرافي ‪//‬ة كت ‪//‬اريخ بالد المغ ‪//‬رب‬
‫اإلس‪// /‬المي‪ ،‬أم‪// /‬ا الفص‪// /‬ل األول فق‪// /‬د تط‪// /‬رق إلى المقارن‪// /‬ة في ظ‪// /‬روف قي‪// /‬ام دول‪// /‬تي‬
‫الم‪//‬رابطين والموح‪//‬دين ب‪//‬المغرب اإلس‪//‬المي‪ ،‬أم‪//‬ا الفص‪//‬ل الث‪//‬اني تناولن‪//‬ا في‪//‬ه المقارن‪//‬ة‬
‫في التنظيم السياس ‪// /‬ي واإلداري لل ‪// /‬دولتين المرابطي ‪// /‬ة والموحدي ‪// /‬ة‪ ،‬أم ‪// /‬ا فيم ‪// /‬ا يخص‬
‫الفص‪// /‬ل الث‪// /‬الث فق‪// /‬د خص‪// /‬ص للمقارن‪// /‬ة في انعكاس‪// /‬ات ك‪// /‬ل نظ‪// /‬ام على مجتم‪// /‬ع بالد‬
‫المغرب كاألندلس في مختلف الميادين ‪.‬‬

‫‪-‬مستخلص حول األطروحة‪:‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ص ‪.97،98‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫إن المقارن ‪//‬ة بين نظ ‪//‬امي الحكم الم ‪//‬رابطي والموح ‪//‬دي ببالد المغ ‪//‬رب ينض ‪//‬وي‬
‫على العدي‪//‬د من نق‪//‬اط التواف‪/‬ق‪ ،‬وبعض نق‪//‬اط االختالف‪ ،‬فمن أب‪//‬رز نق‪//‬اط التواف‪/‬ق بين‬
‫النظ ‪//‬امين ه ‪//‬و أن قي ‪//‬امهم اعتم ‪//‬د في تش ‪//‬كله على دع ‪//‬وة ديني ‪//‬ة ذات ص ‪//‬بغة إس ‪//‬المية‪،‬‬
‫مس‪//‬تمدا وج‪//‬وده السياس‪//‬ي والعس‪//‬كري من العص‪//‬بية القبلي‪//‬ة البربري‪//‬ة‪ ،‬وه‪//‬ذا م‪//‬ا أف‪//‬رز‬
‫االنسجام الكبير بين مؤسسات الدولة كالنظم السياسية واإلداري‪/‬ة‪ ،‬أم‪/‬ا أهم م‪/‬ا اختل‪/‬ف‬
‫في ‪//‬ه النظام ‪//‬ان ه ‪//‬و نش ‪//‬أة الن ‪//‬واة األولى للنظ ‪//‬ام الم ‪//‬رابطي ب ‪//‬ديار القبائ ‪//‬ل الص ‪//‬نهاجية‬
‫البربرية جنوب الصحراء‪ ،‬ونمو الفكرة بين جموع ه‪//‬ذه القبائ‪//‬ل باالعتم‪//‬اد عليهم في‬
‫إخض ‪//‬اع ب ‪//‬اقي القبائ ‪//‬ل لس ‪//‬لطتهم‪ ،‬ح ‪//‬تى قي ‪//‬ام الدول ‪//‬ة وتش ‪//‬كل نظ ‪//‬ام الحكم الم ‪//‬رابطي‪،‬‬
‫كنش‪// /‬أة الن‪// /‬واة األولى للنظ‪// /‬ام الموح‪// /‬دي ب‪// /‬المغرب األوس‪// /‬ط بتلمس‪// /‬ان م‪// /‬وطن القبائ‪// /‬ل‬
‫الزناتي ‪//‬ة البربري ‪//‬ة‪ ،‬إلى إن نم ‪//‬و الفك ‪//‬رة ك ‪//‬ان بين جم ‪//‬وع قبائ ‪//‬ل المص ‪//‬امدة ب ‪//‬المغرب‬
‫األقص‪//‬ى بس‪//‬وس باالعتم‪//‬اد على جم‪//‬وع المص‪//‬امدة لإلطاح‪//‬ة بالنظ‪//‬ام الم‪//‬رابطي‪ ،‬وق‪//‬د‬
‫انعكس ه ‪//‬ذا على الط ‪//‬رفين أنهم ‪//‬ا كالهم ‪//‬ا ح ‪//‬ل في حقب ‪//‬ة زمني ‪//‬ة معين ‪//‬ة مح ‪//‬ل حرك ‪//‬ة‬
‫مناوئة لنظام الحكم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسة الباطنية‬

‫ع‪//‬اش المغ‪//‬رب اإلس‪/‬المي في الف‪//‬ترة الممت‪//‬دة من ‪7-5‬ه المواف‪/‬ق ل ـ ‪11‬م‪13-‬م‬


‫تحت سلطة نظامي حكم إسالميين‪ ،‬قام كل واحد منهما بالدعوة إلى أفكار إصالحية‬
‫بصبغة دينية إسالمية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫أوال‪ :‬نظام الحكم المرابطي‬

‫استطاع يوسف بن تاشفين تأسيس دولته وبسط نفوذه على كامل بالد المغ‪//‬رب‬
‫ثم معظم أق‪// /‬اليم بالد األن‪// /‬دلس وق‪// /‬د ش‪// /‬رع في تنظيم مس‪// /‬ائل دولت‪// /‬ه وض‪// /‬بط أركانه‪// /‬ا‬
‫اإلداري ‪//‬ة والسياس ‪//‬ية وإ ح ‪//‬داث المناص ‪//‬ب وتع ‪//‬يين أص ‪//‬حابها‪ ،‬م ‪//‬ع االهتم ‪//‬ام بمختل ‪//‬ف‬
‫التنظيم‪//‬ات السياس‪//‬ية واإلداري‪//‬ة األخ‪//‬رى‪ ،‬وق‪//‬د ك‪//‬ان جه‪//‬از الحكم يتك‪//‬ون من‪ :‬الح‪//‬اكم‬
‫‪1‬‬
‫ونوابه والوالة والوزراء والكتاب‪.‬‬

‫أ‪-‬النظام المالي‪:‬‬

‫من أهم م ‪//‬ا اهتم ب ‪//‬ه المرابط ‪//‬ون في سياس ‪//‬تهم المالي ‪//‬ة هي جباي ‪//‬ة أو الض ‪//‬رائب‬
‫حيث أن في بداية عهد الدولة اتبع يوسف ابن تاشفين تعاليم عبد اهلل بن ياس‪/‬ين ال‪/‬تي‬
‫تتواف ‪//‬ق م ‪//‬ع أحك ‪//‬ام الش ‪//‬ريعة اإلس ‪//‬المية في جباي ‪//‬ة الض ‪//‬رائب إذ ك ‪//‬ان يل ‪//‬تزم بجباي ‪//‬ة‬
‫الزك‪//‬اة واألعش‪//‬ار‪ ،‬وأخم‪//‬اس الغن‪//‬ائم وجزي‪//‬ة أه‪//‬ل الذم‪//‬ة‪2 ،‬ويؤك‪//‬د على ذل‪//‬ك ابن أبي‬
‫ال‪// /‬زرع الفاس‪// /‬ي بقول‪// /‬ه‪... " :‬ولم يج‪// /‬د في بل‪// /‬د من بالده والعم‪// /‬ل من أعمال‪// /‬ه على‬
‫ط‪// /‬ول أيام‪// /‬ه‪...‬والخ‪// /‬راج ال في حاض‪// /‬رة وال في بادي‪// /‬ة اال م‪// /‬ا أم‪// /‬ر اهلل تع‪// /‬الى ب‪// /‬ه‬
‫وأوجبه حكم الكتاب والسنة من الزكاة والعش‪/‬ر وجزي‪/‬ات أه‪/‬ل الذم‪/‬ة وأخم‪/‬اس غن‪/‬ائم‬
‫‪3‬‬
‫المشركين"‪.‬‬

‫ب‪-‬النظام القضائي‪:‬‬

‫انطل‪// /‬ق اهتم‪// /‬ام الم‪// /‬رابطين بالنظ‪// /‬ام القض‪// /‬ائي من‪// /‬ذ تأس‪// /‬يس الدول‪// /‬ة حيث ك‪// /‬ان‬
‫لمنص‪/‬ب القاض‪/‬ي أهمي‪/‬ة كب‪/‬يرة في عه‪/‬د يوس‪/‬ف بن تاش‪/‬فين‪ ،‬اذ ك‪/‬ان يعينهم من كب‪/‬ار‬

‫حمدي عبد المنعم‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬التاريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.245‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪2‬‬

‫علي بن أبي زرع الفاسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫العلم‪// /‬اء دون االس‪// /‬تناد الى العص‪// /‬بية القبلي‪// /‬ة فمعظم القض‪// /‬اة ك‪// /‬انوا من غ‪// /‬ير قبيل‪// /‬تي‬
‫ص‪//‬نهاجة ولمتون‪//‬ة‪ ،‬اذ ك‪//‬ان يعتم‪//‬د على الدرج‪//‬ة العلمي‪//‬ة للقاض‪//‬ي وليس لنس‪//‬به وذل‪//‬ك‬
‫‪1‬‬
‫من أجل تحقيق العدالة وتطبيق تعاليم الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫وك‪//‬ان يمنحهم رتب عالي‪//‬ة في الدول‪//‬ة ح‪//‬تى ك‪//‬ثرت أم‪//‬والهم واتس‪//‬عت مكاس‪//‬بهم‬
‫وكانت أحالمهم وفق المذهب المالكي وينفذها الوالة‪ ،‬كما ك‪//‬ان لهم الح‪//‬ق في الجه‪//‬اد‬
‫باألندلس‪ ،‬وقد استشهد بمعركة الزالقة قاضي مراكش‪ 2‬عبد المالك مصمودي‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬نظام الحكم الموحدي‪:‬‬

‫ان التنظيم السياسي واالداري عند الموحدين سبق تأسيس الدولة بحيث عودهم‬
‫عليه المهدي بن تومرت في أثناء الدعوة حينما نظمهم وص‪//‬نفهم الى جماع‪//‬ات‪ ،‬لكن‬
‫بع ‪//‬د تأس ‪//‬يس الدول ‪//‬ة أح ‪//‬دث حك ‪//‬ام الدول ‪//‬ة الموحدي ‪//‬ة العدي ‪//‬د من النظم االداري ‪//‬ة وق ‪//‬د‬
‫اقتص ‪// /‬ر جه ‪// /‬از حكم الدول ‪// /‬ة الموحدي ‪// /‬ة في عه ‪// /‬د المه ‪// /‬دي بن ت ‪// /‬ومرت على طبق ‪// /‬ة‬
‫الموح‪//‬دين من أص ‪//‬حابه العش‪//‬رة وأه ‪//‬ل الخمس‪//‬ين‪ ،‬وأه ‪//‬ل الس‪//‬بعين‪ ،‬وق‪//‬د ك ‪//‬ان جه ‪//‬ازا‬
‫ض‪// /‬يقا في ع‪// /‬دد األف‪// /‬راد واس‪// /‬ع المه‪// /‬ام يت‪// /‬وفر على جمي‪// /‬ع الش‪// /‬روط الالزم‪// /‬ة الدارة‬
‫‪3‬‬
‫وتسيير شؤون الدولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االنعكسات السياسية والعسكرية‪:‬‬

‫ك‪// /‬ان لنظ‪// /‬امي الحكم الم‪// /‬رابطي والموح‪// /‬دي ببالد المغ‪// /‬رب انعكس‪// /‬ات سياس‪// /‬ية‬
‫وعس‪//‬كرية على الص‪//‬عيدين ال‪//‬داخلي والخ‪//‬ارجي منه‪//‬ا االجابي‪//‬ة ومنه‪//‬ا الس‪//‬لبية ومنه‪//‬ا‬

‫عب ‪//‬اس نص ‪//‬ر اهلل س ‪//‬عدون‪ ،‬دول ‪//‬ة الم ‪//‬رابطين واألن ‪//‬دلس عه ‪//‬د يوس ‪//‬ف بن تاش ‪//‬فين أم ‪//‬ير الم ‪//‬رابطين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1985 ،‬ص ‪.166‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.166‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن الس‪//‬ماك الع‪//‬املي‪ ،‬الحل‪//‬ل الموش‪//‬ية‪ ،‬تح‪ :‬عب‪//‬د الق‪//‬ادر بوباي‪//‬ة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمي‪//‬ة‪ ،‬لبن‪//‬ان‪ ،2000 ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.179‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫م‪// /‬اكنت في العص‪// /‬ور األولى لنظ‪// /‬امين‪ ،‬ايجابي‪// /‬ة ولكن بتغ‪// /‬ير األف‪// /‬راد في المناص‪// /‬ب‬
‫صارت سلبية وعادت على النظامين بالتفكك في أجهزة السياسية والعسكرية‪.‬‬

‫‪-1‬بالنسبة للدولة المرابطية‪:‬‬

‫ظه‪//‬رت ع‪//‬دة حرك‪//‬ات مناوئ‪//‬ة لنظ‪//‬ام الحكم الم‪//‬رابطي ومنه‪//‬ا حرك‪//‬ة ف‪//‬اس ال‪//‬تي‬
‫تزامن ظهورها مع وفاة يوسف بن تاشفين وتولي ابنه علي الحكم‪ ،‬والذي كتب الى‬
‫مختل‪// /‬ف أمص‪// /‬ار المغ‪// /‬رب واألن‪// /‬دلس يبلغهم بوف‪// /‬اة أبي‪// /‬ه وتولي‪// /‬ة الحكم‪ ،‬ويطلب من‬
‫والتها أخذ البيعة له‪ ،‬وق‪/‬د تس‪/‬لم البيع‪//‬ة من س‪/‬ائر البالد ماع‪//‬دا ف‪/‬اس ال‪//‬تي ك‪//‬انت تحت‬
‫س‪// /‬لطة يحي بن أبي بك‪// /‬ر‪ ،‬وق‪// /‬د رفض أداء البيع‪// /‬ة لعم‪// /‬ه وأعلن التم‪// /‬رد والعص‪// /‬يان‬
‫وخروج ‪//‬ه عن طاع ‪//‬ة أم ‪//‬ير المس ‪//‬لمين ووافقت ‪//‬ه ال ‪//‬رأي جماع ‪//‬ة من ق ‪//‬ادة لمتون ‪//‬ة ممن‬
‫كانوا معه بفاس‪.‬‬

‫‪-‬الجانب السياسي واالداري‪:‬‬

‫تمثلت انعكسات نظام حكم الدولة المرابطية سياسيا في جانبين أحدهما ايجابي‬
‫والث‪//‬اني س‪//‬لبي‪ ،‬فمن الج‪//‬انب االيج‪//‬ابي يمكن الق‪//‬ول ب‪//‬أن نظ‪//‬ام حكمه‪//‬ا لم يتح‪//‬ول من‬
‫ش ‪//‬وري الى وراثي عبث ‪//‬ا وانم ‪//‬ا خض ‪//‬ع لم ‪//‬ؤثرات قبلي ‪//‬ة مس ‪//‬توحاة من ط ‪//‬ابع الدول ‪//‬ة‬
‫وسياس ‪//‬تها القاض ‪//‬ية باحي ‪//‬اء الس ‪//‬نة ورف ‪//‬ع ل ‪//‬واء م ‪//‬ذهب مال ‪//‬ك فعن ‪//‬دما عق ‪//‬د يوس ‪//‬ف بن‬
‫تاشفين البيعة البنه علي بن يوسف لم يغفل مبدأ االختيار فاخت‪//‬ار أص‪//‬غر أبنائ‪//‬ه ألن‪//‬ه‬
‫رأى فيه أصلحهم وأقدرهم على أمور الدولة كما أنه لم يغفل مبدأ الشوى بل تمس‪//‬ك‬
‫به‪ ،‬اضافة أن البيعة كانت مشروطة بشروط تفيد مصلحة الدولة السياس‪/‬ية والديني‪/‬ة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫حسن أحمد محمود‪ ،‬قيام دولة المرابطين‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬لبنان‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.346 ،336‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫ومن انعكس‪// /‬ات نظ‪// /‬ام الحكم االيجابي‪// /‬ة على الدول‪// /‬ة سياس‪// /‬يا ه‪// /‬و مراقب‪// /‬ة أم‪// /‬ير‬
‫الدولة لوالت‪/‬ه‪ ،‬فك‪/‬ان أم‪/‬ير الدول‪/‬ة اذا عين أم‪/‬يرا على اح‪/‬دى امارات‪/‬ه أو والي‪/‬ا بمج‪/‬رد‬
‫أن ينص‪//‬رف ال‪//‬والي الى واليت‪//‬ه أو األم‪//‬ير الى امارت‪//‬ه ح‪//‬تى يرس‪//‬ل الي‪//‬ه رس‪//‬الة يح‪//‬دد‬
‫‪1‬‬
‫له السياسة التي يسير عليها في حكم الرعية‪ ،‬ويضع له قواعد اليتعداها‪.‬‬

‫‪-2‬بالنسبة لدولة الموحدين‪:‬‬

‫لق ‪//‬د واجهت الدول ‪//‬ة الموحدي ‪//‬ة الحرك ‪//‬ات الناش ‪//‬ئة من ‪//‬ذ نش ‪//‬أتها وبداي ‪//‬ة توس ‪//‬عها‬
‫وأولى ه‪// / /‬ذه الحرك‪// / /‬ات هي حرك‪// / /‬ة محم‪// / /‬د ابن عب‪// / /‬د اهلل بن ه‪// / /‬ود الماس‪// / /‬ي الملقب‬
‫باله ‪//‬ادي‪ ،‬فق ‪//‬د ث ‪//‬ار بع ‪//‬د فتح م ‪//‬راكش في ‪541‬ه المواف ‪//‬ق ل ‪1147‬م وس ‪//‬يطر على‬
‫البالد ماعدا مراكش وفاس وأوشك على العصف بالنصر الموحدي‪ ،‬لكن خبرة عبد‬
‫‪2‬‬
‫المؤمن مكنته من القضاء على عليه‪.‬‬

‫‪-‬الجانب السياسي واالداري‪:‬‬

‫ك ‪//‬ان لنظ ‪//‬ام الحكم الموح ‪//‬دي انعكس ‪//‬ات ايجابي ‪//‬ة وس ‪//‬لبية في الج ‪//‬انب السياس ‪//‬ي‬
‫واالداري فمن االنعكسات االيجابية تميز النظام الموحدي بنظام مؤسساتي وق‪//‬د مث‪//‬ل‬
‫ه‪// /‬ذا التنظيم مجلس أش‪// /‬ياخ الموح‪// /‬دين ال‪// /‬ذي أنش‪// /‬أه ابن ت‪// /‬ومرت وحاف‪// /‬ظ علي‪// /‬ه عب‪// /‬د‬
‫الم ‪// /‬ؤمن بجعل ‪// /‬ه هيئ ‪// /‬ة استش ‪// /‬ارية‪ 3،‬ك ‪// /‬ذلك من ايجابي ‪// /‬ات النظ ‪// /‬ام الموح ‪// /‬دي حص ‪// /‬ر‬
‫الوالي‪//‬ات على س‪//‬ادة ب‪//‬ني عب‪//‬د الم‪//‬ؤمن مم‪//‬ا س‪//‬اعد ص‪//‬مود الس‪//‬لطة العلي‪//‬ا للبالد لم‪//‬دة‬
‫طويلة‪.‬‬

‫‪-3‬المقارنة بين االنعكسات على النظامين‪:‬‬

‫المرجع نفسه‪.356 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن أبي الزرع الفاسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.124 ،123‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد اهلل علي عالم‪ ،‬الدولة الموحدية في عهد عبد المؤمن بن علي‪ ،‬دار المنار‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص ‪.258‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫فيم ‪//‬ا يخص انعكس ‪//‬ات نظ ‪//‬ام الحكم على بالد المغ ‪//‬رب من الن ‪//‬احيتين السياس ‪//‬ية‬
‫والعسكرية فيمكن تسجيل نقاط التشابه الموالية‪ ،‬حيث شهد النظم‪//‬ان حرك‪//‬ات مناوئ‪//‬ة‬
‫لسياس ‪//‬تهما بالع ‪//‬دوتين‪ ،‬فق ‪//‬د ش ‪//‬هد النظ ‪//‬ام الم ‪//‬رابطي ب ‪//‬المغرب حرك ‪//‬ة ف ‪//‬اس بع ‪//‬د وف ‪//‬اة‬
‫يوسف ابن تاش‪//‬فينن‪ 1،‬كم‪//‬ا ش‪//‬هدت األن‪//‬دلس ث‪//‬ورات ض‪//‬د الحك‪//‬ام الم‪//‬رابطين غ‪//‬ير أن‬
‫هذه الحركات المناوئة لم تظهر اال بع‪//‬د أن تمكنت الدول‪//‬ة الموحدي‪//‬ة بالعص‪//‬ف بنظ‪//‬ام‬
‫الحكم الم ‪//‬رابطي ب ‪//‬المغرب واألن ‪//‬دلس ألن م ‪//‬دبري الحرك ‪//‬ات المناوئ ‪//‬ة م ‪//‬البثوا ح ‪//‬تى‬
‫‪2‬‬
‫سارعوا الى مبايعة الموحدين بعد أن ثاروا على المرابطين‪.‬‬

‫كم‪//‬ا ش‪//‬هد النظ‪//‬ام الموح‪//‬دي ه‪//‬و االخ‪//‬ر العدي‪//‬د من الحرك‪//‬ات المناوئ‪//‬ة ام‪//‬ا قبلي‪//‬ة‬
‫كحرك‪//‬ة دكال‪//‬ة‪ ،‬وجزول‪//‬ة‪ ،‬ولمط‪//‬ة‪ 3،‬فوج‪//‬ه التش‪//‬ابه بين النظ‪//‬امين أن كالهم‪//‬ا ق‪//‬د ش‪//‬هد‬
‫حرمات مناوئة أما وجه االختالف فهو في أن الحركات المناوئة التي هددت النظ‪//‬ام‬
‫الموحدي أكثر خطورة من التي هددت النظام المرابطي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األطاريح المتعلقة بالمغرب األدنى " أطروحة الطالبة س‪33‬ميرة‬
‫نميش نموذجا"‬

‫المطلب األول‪ :‬الدراسة الظاهرية‬

‫حمدي عبد المنعم‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن االبار‪ ،‬الحلة السيراء‪ ،‬تح‪ :‬حسين مؤنس‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.206 ،205‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫عنوان األطروحة‪ :‬أهل الذمة ودورهم الحضاري ب‪//‬المغربين األدنى واألقص‪//‬ى‬


‫(‪10-6‬ه‪16-12/‬م)‬

‫جامعة االنتماء‪ :‬جامعة أبي بكر بلقايد‪-‬تلمسان‬

‫سنة المناقشة‪1439-1438 :‬ه‪2018-2017/‬م‬

‫احت‪//‬وت ه‪//‬ذه الدراس‪//‬ة على مقدم‪//‬ة وأربع‪//‬ة فص‪//‬ول وخاتم‪//‬ة وقائم‪//‬ة مص‪//‬ادر‬
‫ومراج ‪//‬ع‪ ،‬وق ‪//‬د تط ‪//‬رق الفص ‪//‬ل التمهي ‪//‬دي إلى أه ‪//‬ل الذم ‪//‬ة‪ ،‬وتض ‪//‬من ثالث ‪//‬ة عناص ‪//‬ر‪،‬‬
‫العنص‪//‬ر األول تع‪//‬رض إلى تعري‪//‬ف أه‪//‬ل الذم‪//‬ة‪ ،‬أم‪//‬ا العنص‪//‬ر الث‪//‬اني تن‪//‬اول أص‪//‬ناف‬
‫اليهود‪ ،‬أما الثالث خصص لواجبات وحقوق أهل الذمة‪.‬‬

‫أم ‪//‬ا الفص ‪//‬ل األول تن ‪//‬اول الهج ‪//‬رات الذمي ‪//‬ة إلى بالد المغ ‪//‬رب‪ ،‬وتض ‪//‬من ثالث ‪//‬ة‬
‫عناص‪// /‬ر‪ ،‬إذ أن العنص‪// /‬ر األول تط‪// /‬رق عوام‪// /‬ل انتش‪// /‬ار اليهودي‪// /‬ة والمس‪// /‬يحية ببالد‬
‫المغرب‪ ،‬أما الثاني تناول هجرات أهل الذم‪/‬ة إلى بالد المغ‪/‬رب من الق‪/‬ديم إلى بداي‪/‬ة‬
‫الق‪// / /‬رن ‪6‬ه‪12/‬م‪ ،‬أم‪// / /‬ا الث‪// / /‬الث تط‪// / /‬رق إلى من‪// / /‬اطق اس‪// / /‬تقرار اليه‪// / /‬ود والنص‪// / /‬ارى‬
‫ب‪// / /‬المغربيين األدنى واألقص‪// / /‬ى‪ ،‬وفيم‪// / /‬ا يخص الفص‪// / /‬ل الث‪// / /‬اني تط‪// / /‬رق إلى ال‪// / /‬دور‬
‫االجتم ‪//‬اعي أله ‪//‬ل الذم ‪//‬ة (‪10-6‬ه‪16-12/‬م)‪ ،‬وتض ‪//‬من أربع ‪//‬ة عناص ‪//‬ر‪ ،‬العنص ‪//‬ر‬
‫األول تناول الحياة العامة أله‪/‬ل الذم‪//‬ة ب‪//‬المغربين األدنى واألقص‪//‬ى‪ ،‬أم‪//‬ا الث‪//‬اني رك‪//‬ز‬
‫دور اليه ‪//‬ود في المحافظ ‪//‬ة على الع ‪//‬ادات والتقالي ‪//‬د‪ ،‬أم ‪//‬ا العنص ‪//‬ر الث ‪//‬الث تن ‪//‬اول دور‬
‫اليه‪//‬ود والنص‪//‬ارى في التنظيم االجتم‪//‬اعي‪ ،‬أم‪//‬ا العنص‪//‬ر الراب‪//‬ع تط‪//‬رق الى الحرك‪//‬ة‬
‫العلمية ألهل الذمة بالمغربين األدنى واألقصى ( ‪10-6‬ه‪16-13/‬م)‪،‬‬

‫أم ‪//‬ا الفص ‪//‬ل الث ‪//‬الث خص ‪//‬ص ل ‪//‬دور االقتص ‪//‬ادي أله ‪//‬ل الذم ‪//‬ة (‪10-6‬ه‪-12/‬‬
‫‪16‬م)‪ ،‬وتض ‪// /‬من ثالث ‪// /‬ة عناص ‪// /‬ر‪ ،‬حيث ج ‪// /‬اء العنص ‪// /‬ر األول لتوض ‪// /‬يح الوض ‪// /‬عية‬
‫االقتص‪// / /‬ادية أله‪// / /‬ل الذم‪// / /‬ة خالل الحكم الموح‪// / /‬دي‪ ،‬أم‪// / /‬ا الث‪// / /‬اني خص‪// / /‬ص لنش‪// / /‬اط‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫االقتص ‪// /‬ادي أله ‪// /‬ل الذم ‪// /‬ة‪ ،‬والعنص ‪// /‬ر الث ‪// /‬الث رك ‪// /‬ز على ال ‪// /‬دور التج ‪// /‬اري لليه ‪// /‬ود‬
‫والنصارى بالمغربين األدنى واألقصى‪.‬‬

‫أما فيما يخص الفصل الرابع فقد جاء بعنوان أهل الذمة ودورهم السياسي في‬
‫المغرب‪//‬يين األدنى واألقص‪//‬ى‪ ،‬وق‪//‬د احت‪//‬وى على أربع‪//‬ة عناص‪//‬ر‪ ،‬ج‪//‬اء العنص‪//‬ر األول‬
‫بعنوان الدور الدبلوماسي ألهل الذمة بالمغربين‪ ،‬أما العنصر الثاني فقد تناول الجند‬
‫المس ‪//‬يحي ودورهم العس ‪//‬كري ب ‪//‬المغربيين األدنى واألقص ‪//‬ى‪ ،‬وفيم ‪//‬ا يخص العنص ‪//‬ر‬
‫الثالث كان حول موق‪/‬ف العام‪/‬ة والخاص‪/‬ة من التواج‪/‬د ال‪/‬ذمي‪ ،‬وفيم‪/‬ا يخص العنص‪/‬ر‬
‫الرابع تطرق إلى أثر اليهود بالمغربين األدنى واألقصى‪.‬‬

‫‪-‬مستخلص حول األطروحة‪:‬‬

‫تتن ‪// /‬اول ه ‪// /‬ذه الدراس ‪// /‬ة ال ‪// /‬دور الحض ‪// /‬اري لش ‪// /‬ريحة من ش ‪// /‬رائح المجتم ‪// /‬ع في‬
‫المغرب اإلسالمي أال وهي أهل الذمة أي األش‪//‬خاص ال‪//‬ذين يكون‪//‬ون على م‪//‬ذهب أو‬
‫دين غير اإلسالم مثل النصارى واليهود‪ ،‬وقد كانوا يمتعون بالتسامح الديني وحس ن‬
‫الجوار‪ ،‬وقد برز دورهم في مختلف المي ادين س واء في المغ رب األدنى أو المغ رب‬
‫األقصى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسة الباطنية‬

‫ك‪//‬ان يتواج‪//‬د على مس‪//‬توى المغ‪//‬رب اإلس‪//‬المي فئ‪//‬ات متع‪//‬ددة ومن بينهم أه‪//‬ل‬
‫الذم ‪//‬ة ال ‪//‬ذين يعيش ‪//‬ون في مجتم ‪//‬ع مس ‪//‬لم وي ‪//‬دينون ديان ‪//‬ة مغ ‪//‬ايرة‪ ،‬بش ‪//‬رط أن ي ‪//‬دفعوا‬
‫الجزية للمسلمين وفق شروط ومبادئ نص عليها الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫أ‪-‬الدور االجتماعي ألهل الذمة‪:‬‬

‫لقد حافظ اليهود كغيرهم من الملل األخرى على عاداتهم وتقاليدهم ومن بينهما‬
‫أعي‪//‬ادهم الخاص‪//‬ة‪ ،‬حيث أنهم ك‪//‬انوا يحتفل‪//‬ون بأعي‪//‬ادهم في أزمن‪//‬ة معين‪//‬ة‪ ،‬وق‪//‬د ك‪//‬انت‬
‫لهم أعياد شرعية جاءت في الثوراة وأخرى غير شرعية‪ 1‬ن‪//‬ذكر منه‪//‬ا‪ :‬رأس هيش‪//‬ا‪،‬‬
‫الك‪// /‬ابور‪ ،‬عي‪// /‬د المظل‪// /‬ة‪ ،‬بيس‪// /‬اح " عي‪// /‬د الفص‪// /‬ح"‪ ،‬عي‪// /‬د الش‪// /‬لفوعوت‪ ،‬الب‪// /‬وريم‪ ،‬عي‪// /‬د‬
‫الحنوكة‪.‬‬

‫أما النصارى فكانت أعيادهم تتمثل في‪ :‬أعياد الميالد‪ ،‬عي‪//‬د الربي‪//‬ع‪ ،‬عي‪//‬د العنص‪//‬رة "‬
‫يوم ميالد القديس"‪ ،‬عيد الغطاس " يوم الغطاس"‪...‬الخ‪.‬‬

‫كما أن أشهر العادات ال‪//‬تي حاف‪/‬ظ عليه‪//‬ا اليه‪//‬ود على امت‪//‬داد ق‪/‬رون في المغ‪//‬رب‬
‫اإلس‪//‬المي هي التحدي‪//‬د ويخص ال‪//‬ذكر دون األن‪//‬ثى‪ ،‬اذ يوض‪//‬ع خ‪//‬ط من الرم‪//‬اد على‬
‫ج ‪//‬بين الطف ‪//‬ل‪ ،‬وتس ‪//‬تمر ه ‪//‬ذه المناس ‪//‬بة أس ‪//‬بوع كام ‪//‬ل‪ ،‬تليه ‪//‬ا مرحل ‪//‬ة الخت ‪//‬ان وتس ‪//‬مية‬
‫المولود‪ ،‬كما كان اليهود كثيري الخوف من العين والحسد ولهم ألفاظ معينة اذ عبر‬
‫‪2‬‬
‫لهم المسلم عن إعجابه‪.‬‬

‫كم‪// /‬ا أن النص‪// /‬ارى من أش‪// /‬هر ع‪// /‬اداتهم هي تق‪// /‬ديم العص‪// /‬يدة للمس‪// /‬لمين في ي‪// /‬وم‬
‫الميالد‪ 3،‬فكان المسلمون ي‪//‬رددون وراء المس‪//‬يح كالم دون أن ي‪//‬دركوا معن‪//‬اه خاص‪//‬ة‬

‫أحمد بن يحي الونشريسي‪ ،‬المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقي‪//‬ة واألن‪//‬دلس والمغ‪//‬رب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تح‪ :‬محمد حمي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،،1981 ،‬ج‪ ،11‬ص ‪.111‬‬
‫حاييم الزعفراني‪ ،‬يهود المغرب واألندلس‪ ،‬تر‪ :‬أحمد شحالن‪ ،‬مطبعة النجاح الجديد‪ ،‬المغرب‪ ،2000 ،‬ج‪،2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.427‬‬
‫حسين الحاج‪ ،‬النظم اإلسالمية‪ ،‬المؤسسة اإلسالمية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.61‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫وأن أعي ‪//‬ادهم ك ‪//‬انت م ‪//‬زيج من االبته ‪//‬اج والس ‪//‬رور‪ 1 .‬وق ‪//‬د اس ‪//‬تمرت ه ‪//‬ذه الع ‪//‬ادات‬
‫الش‪//‬عبية ال‪//‬تي خلفه‪//‬ا أه‪//‬ل الذم‪//‬ة في المغ‪//‬ربين األقص‪//‬ى واألدنى راس‪//‬خة في األوس‪//‬اط‬
‫االجتماعي ‪//‬ة توارثته ‪//‬ا األجي ‪//‬ال‪ ،‬وس ‪//‬اعد في ذل ‪//‬ك س ‪//‬ماحة ال ‪//‬دين اإلس ‪//‬المي واختالط‬
‫المسلمين بهم‪.‬‬

‫كم ‪//‬ا عم ‪//‬ل أه ‪//‬ل الذم ‪//‬ة على التنظيم االجتم ‪//‬اعي من خالل تنظيم نظ ‪//‬ام األس ‪//‬رة‬
‫ال ‪//‬تي تع ‪//‬د اللبن ‪//‬ة األساس‪//‬ية لتنظيم الحي ‪//‬اة االجتماعي ‪//‬ة‪ ،‬فأه ‪//‬ل الذم ‪//‬ة ب ‪//‬دورهم ك ‪//‬ان لهم‬
‫مبادئ رئيسية في تكوين األسري من خالل الزواج الذي يع‪/‬د من الف‪/‬روض الواجب‪/‬ة‬
‫على ك‪//‬ل ش‪//‬رائح المجتم‪//‬ع باس‪//‬تثناء الرهب‪//‬ان عن‪//‬د النص‪//‬ارى‪ ،‬كم‪//‬ا يع‪//‬د واجب مق‪//‬دس‬
‫‪2‬‬
‫عن اليهود والرجل العازب عندهم يعد إنسانا محترفا وليس برجل‪.‬‬

‫أم‪// /‬ا بالنس‪// /‬بة للب‪// /‬اس عن‪// /‬د اليه‪// /‬ود فق‪// /‬د اختل‪// /‬ف عن ألبس‪// /‬ة المس‪// /‬لمين ففي عه‪// /‬د‬
‫الموح‪//‬دين ف‪//‬رض عليهم لب‪//‬اس خ‪//‬اص وهي عب‪//‬ارة عن ثي‪//‬اب س‪//‬وداء وأكم‪//‬ام طويل‪//‬ة‬
‫تصل إلى أقدماهم نع عمائم على رأسهم‪ ،‬وقد فرضت عليهم خالل القرن ‪7‬ه‪13/‬م‬
‫‪3‬‬
‫في المغرب األدنى واألقصى‪.‬‬

‫ب‪-‬دور المرأة الذمية في المغرب األدنى واألقصى‪:‬‬

‫الحسن الوزان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.258‬‬ ‫‪1‬‬

‫مسعود كواتي‪ ،‬اليهود في المغرب اإلسالمي من الفتح إلى سقوط دولة الموحدين‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2000‬ص ‪.110‬‬
‫عبد الواحد المراكشي‪ ،‬المعجب في تخليص أخبار المغرب‪ ،‬تع‪ :‬محمد سعيد العريان ومحمد الع ‪//‬ربي العلمي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مطبعة االستقامة‪ ،‬القاهرة‪ ،1950 ،‬ص ص ‪.305 ،304‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫كما لعبت المرأة الذمية أدوار ايجابية في المجتم‪//‬ع اليه‪//‬ودي من خالل االهتم‪//‬ام‬
‫ب ‪//‬المنزل وأم ‪//‬ور األطف ‪//‬ال‪ ،‬وتخض ‪//‬ير األك ‪//‬ل وغيره ‪//‬ا من األعم ‪//‬ال المنزلي ‪//‬ة‪ 1 ،‬على‬
‫غرار ذلك لعبت المرأة النص‪/‬رانية دور ه‪/‬ام في بالط الس‪/‬لطان‪ ،‬وذل‪/‬ك لم‪/‬ا ق‪/‬امت ب‪/‬ه‬
‫الج‪// /‬واري النص‪// /‬رانيات في القص‪// /‬ور المغربي‪// /‬ة ح‪// /‬تى أص‪// /‬بحن يت‪// /‬دخلن في األم‪// /‬ور‬
‫‪2‬‬
‫السياسية‪ ،‬فحاولت قمر زوجة علي بن يوسف تولية إسحاق بن علي بدل تاشفين‪.‬‬

‫جــ‪-‬المساهمة العلمية ألهل الذمة‪:‬‬

‫انكب اليه ‪// /‬ود في بداي ‪// /‬ة الق ‪// /‬رن الس ‪// /‬ابع على تعلم أم ‪// /‬ور دينهم فأص ‪// /‬بح المعب ‪// /‬د‬
‫الخاص بهم مكانا لالتقاء والتعلم‪ ،‬فانكبوا على دراس‪//‬ة كتبهم المقدس‪//‬ة‪ ،‬كم‪//‬ا حرص‪//‬وا‬
‫‪3‬‬
‫على اللغة العبرية كمنهجا أساسيا للتعليم والتعلم‪.‬‬

‫ولق‪//‬د ع‪//‬رفت الحرك‪//‬ة العلمي‪//‬ة تق‪//‬دما وازده‪//‬ارا في الق‪//‬رن التاس‪//‬ع هج‪//‬ري خاص‪//‬ة‬
‫م‪// /‬ع ق‪// /‬دوم يه‪// /‬ود اس‪// /‬بانيا واس‪// /‬تقرارهم ببالد المغ‪// /‬رب اإلس‪// /‬المي‪ ،‬فق‪// /‬د ك‪// /‬انت ه‪// /‬ذه‬
‫التجمعات اليهودية بالقيروان‪ ،‬ثم فاس التي كانت ش‪//‬بيهة بالمعاب‪//‬د‪ 4 ،‬وق‪//‬د م‪//‬ر التعليم‬
‫عن ‪//‬د اليه ‪//‬ود ب ‪//‬المغربين األدنى واألقص ‪//‬ى بثالث مراح ‪//‬ل أساس ‪//‬ية منه ‪//‬ا‪ :‬حي ‪//‬در ال ‪//‬تي‬
‫تمث ‪// /‬ل مرحل ‪// /‬ة التعليم االبت ‪// /‬دائي‪ ،‬بيت هم ‪// /‬دراش‪ ،‬والياش ‪// /‬يفاه وتمث ‪// /‬ل مرحل ‪// /‬ة التعليم‬
‫العالي‪ ،‬وقد ع‪//‬رف المغ‪//‬رب األقص‪//‬ى واألدنى ب‪//‬روز ع‪//‬دة علم‪//‬اء يه‪//‬ود مث‪//‬ل‪ :‬إس‪/‬حاق‬
‫بن عمران‪ ،‬إسحاق اإلسرائيلي‪ ،‬ابن الجزار وغيرهم‪.‬‬

‫محمد شكري سرور‪ ،‬نظام ال‪//‬زواج في الش‪//‬رائع اليهودي‪//‬ة والمس‪//‬يحية‪ ،‬دار الفك‪//‬ر الع‪//‬ربي‪ ،‬الق‪//‬اهرة‪1979 ،‬م‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.59‬‬
‫ابن عذارى المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب‪ ،‬تح‪ :‬كوالن وليفيـ ط‪ ،2‬دار الثقافة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت‪ ،1980 ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.255‬‬


‫حاييم الزعفراني‪ ،‬المرحع السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.362‬‬ ‫‪3‬‬

‫علي عطا محمد شحاتة‪ ،‬اليهود في المغرب األقصى في عهد المرينيين والوطاسين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكلمة‬ ‫‪4‬‬

‫للطباعة والنشر‪ ،‬سوريا‪ ،1999 ،‬ص ‪.190‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كشاف أطاريح الدكتوراه بقسم التاريخ‪ /‬الوسيط بجامعة تلمسان‬

‫د‪-‬دور أهل الذمة في الجانب االقتصادي‪:‬‬

‫ان الوجود الذمي ببالد المغرب اإلسالمي كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأنش‪//‬طتهم‬
‫ال ‪//‬تي ك ‪//‬انوا يمارس ‪//‬ونها‪ ،‬حيث أن الس ‪//‬لطات الرس ‪//‬مية لم تقي ‪//‬دهم بح ‪//‬واجز أو عوائ ‪//‬ق‬
‫تعيقهم على ممارس‪// / / /‬ة حي‪// / / /‬اتهم االقتص‪// / / /‬ادية‪ ،‬فق‪// / / /‬د برع‪// / / /‬وا وتفنن‪// / / /‬وا في مختل‪// / / /‬ف‬
‫األنش‪//‬طة‪،،‬ف‪//‬برز منهم الص‪//‬ناع وأص‪//‬حاب الح‪//‬رف‪ ،‬كم‪//‬ا ت‪//‬ألق التج‪//‬ار منهم مس‪//‬تغلين‬
‫‪1‬‬
‫بذلك سياسة التسامح وحسن الجوار ببالد المغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫كما أن الوجود المسيحي ببالد المغ‪/‬رب اإلس‪/‬المي ك‪/‬ان من‪/‬ذ ف‪/‬ترات قديم‪/‬ة‪ ،‬وق‪/‬د‬
‫م‪//‬ارس المس‪//‬يحيون أنش‪//‬طتهم االقتص‪//‬ادية بك‪//‬ل حري‪//‬ة واس‪//‬تقاللية وذل‪//‬ك وف‪//‬ق ماتملي‪//‬ه‬
‫عليهم الش ‪//‬ريعة اإلس ‪//‬المية‪ ،‬وتش ‪//‬ير الدراس ‪//‬ات أن التج ‪//‬ارة ك ‪//‬ان له ‪//‬ا دور كب ‪//‬ير في‬
‫‪2‬‬
‫التطور والتبادل التجاري الذي كان له أهمية كبيرة في طبيعة األسواق وبنائها‪.‬‬

‫و‪-‬الدور السياسي ألهل الذمة‪:‬‬

‫لق‪//‬د ش‪//‬غل اليه‪//‬ود في بالد المغ‪//‬رب اإلس‪//‬المي مناص‪//‬ب س‪//‬امية‪ ،‬ومراك‪//‬ز إداري‪//‬ة‬
‫هامة‪ ،‬باستثناء الخالفة وإ مارة الجهاد التي كانت تس‪//‬تدعي إس‪//‬الم ص‪//‬احبها‪ 3،‬فش‪//‬غلوا‬
‫مناص‪//‬ب هام‪//‬ة مث‪//‬ل ال‪//‬وزارة ال‪//‬تي ك‪//‬ان أول من ش‪//‬غلها من اليه‪//‬ود يعق‪//‬وب ابن كلس‪،‬‬
‫باإلض‪// / /‬افة إلى الجباي‪// / /‬ة‪ ،‬كم‪// / /‬ا اش ‪// /‬تهر من النص‪// / /‬ارى في البالد الحفص‪// / /‬ي عب‪// / /‬د اهلل‬
‫الترجمان وهو قس نصراني اسمه‪ ،‬أنسالم تورميدا من مواليد ‪1355‬م‪.‬‬

‫علي عطا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحم ‪//‬د ع ‪//‬زاوي‪ ،‬العالق ‪//‬ات بين الع ‪//‬المين اإلس ‪//‬المي والمس ‪//‬يحي في العص ‪//‬ر الوس ‪//‬يط " ‪14-12‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبع ‪//‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،‬د‪..‬ت‪.‬ن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص ‪.29 ،18‬‬


‫وليد الخزاعي‪ ،‬تخريج الدالالت السمعية‪ ،‬دار النور‪ ،‬األردن‪ ،2020 ،‬ص ‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬

You might also like