154046

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫عَرضَُاألمانةَبنيَميثاقَالفطرةَوكَمالَالشرعة َ‬

‫درس حس ين‪ ،‬ألقاه العالمة س يدي املصطفى ال َبحياوي حفظه للا‬


‫ٌ‬

‫بي يدي مكل املغرب محمد بن احلسن العلوي نرصه للا ابلقرص املليك‪ ،‬ادلار البيضاء‬
‫َ‬
‫يوم السبت ‪ 12‬رمضان ‪1445‬ه‪ ،‬املوافق لـ ‪ 23‬مارس ‪2024‬م‬

‫اعتىن به‪:‬‬

‫محمد بن ادريس ال َعلمي‬


‫بسم للا الرمحن الرحمي‪..‬‬

‫خلق الساموات والرض ابحلق‪ ،‬وأرسل رسهل ابدلين الصدق‪ ،‬وجعل مسك ختاهمم س يدان‬
‫امحلد هلل اذلي َ‬
‫محمد ًا بدر الامتم‪َ ،‬‬
‫املرسل بشيعة اخلتام ومهنج القوام‪ ،‬املبعوث ابلبشى وامليرس ابليرسى‪ ،‬فاللهم صل عليه يف‬
‫الوىل والخرى‪ ،‬وسمل تسلاميً كثريا‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫السالم عىل املقام املبجل‪ ،‬املؤيد ابملدد الجل‪ .‬وأبقى للا س يدان املنصور به ابملكرمات‪ ،‬ودرأ عنه العوادي‬
‫والعوادي وكدر امللامت‪ ،‬وألبسه حلل العافية واللطاف اخلفية‪ ،‬بنفح هذه اجملالس السنية‪ ،‬اليت جتمع اىل عبق‬
‫من العناية الرابنية اليت نهبت علهيا احلمكة القائةل‪" :‬اذا‬
‫التأسيس‪ ،‬أنف َاس التقديس‪ ،‬يف اشارة سنية اىل ما يراد َ‬
‫ردت أن َ‬
‫تعرف َمقا َمك‪ ،‬فانظر أي َن أقا َمك"‪.‬‬ ‫أ َ‬

‫هذا وبعد اذنمك الشيف‪ ،‬يتناول العبد الضعيف‪ ،‬موضوع حديثه املقتضب من قطوف رايض اذلكر احلكمي‪،‬‬
‫مما يعرض الناظر واحلارض للهبات املوعودة يف اجامتع اذلاكرين ومدارس هتم‪.‬‬

‫موالي أمري املؤمني‪ ،‬غري خاف عىل َشيف علممك‪ ،‬أن هذه ادلروس الرمضانية‪ ،‬عندما بدأت يف جملس‬
‫جدمك س يدي محمد بن يوسف طيب للا ثراه‪ ،‬اكنت تسمى ادلروس احلديثية‪ ،‬عنوا ًان لعناية وصلتمك الشيفة‬
‫ابحلديث الشيف‪ ،‬ويه العناية املوصوةل من جنابمك املنيف‪ .‬ولكهنا يف الواقع‪ ،‬ظلت جما ًال يطرح فيه عىل‬
‫بساط ادلرس‪ ،‬واىل يومنا هذا‪ ،‬شح الصلي؛ القرأن الكرمي واحلديث النبوي‪ ،‬وما هل صةل هبام َ‬
‫من املباحث‬
‫اليت هتم ادلين فامي يس توجب التبليغ واالرشاد‪.‬‬

‫من القرأن الكرمي‪ ،‬يه أية المانة‪ ،‬جنيل مهنا‬


‫وقصدان يف هذا ادلرس‪ ،‬ختصيص الالكم لشح أية فذة َ‬
‫متضمهنا من أرسار البيان‪ ،‬وتكرمي للا لالنسان‪ ،‬والتنبيه عىل جليل مقامه َ‬
‫بي الكوان‪ ،‬وما يس توجبه حتمل‬
‫المانة بي املسؤولية واحلرية والاقرتان‪.‬‬
‫فاز فَوز ًا َعظامي‪ ،‬اان َع َرضنا المان َة عَىل الساموات‬
‫بسم للا الرمحن الرحمي‪(َ :‬و َمن يطع للا َو َرسوهل فَقَد َ‬
‫بي أن َيملهنَ ا َوأش َفق َن مهنا َو َ َمحلَها االنسان انه َ‬
‫اكن َظلوم ًا َجو ًال) َصدق للا العظمي‪.‬‬ ‫والرض َواجلبال فَأ َ‬
‫إ إ‬
‫يقصدون أية عرض محلها عىل الكوان‪ ،‬ومضهنا االنسان‪ ،‬لغاية اقامة‬
‫َ‬ ‫اهنا أية المانة‪ ،‬كام أسامها أهل القرأن‪،‬‬
‫فاكن من َشأهنا َوشأنه معها‪ ،‬ما حدثتنا به أيهتا يف اجياز واجعاز‪ ،‬حيث عظمت أمر العرض ابس ناد‬
‫املزيان‪َ ،‬‬
‫املتلكم املعظم جل جالهل‪ ،‬و َجلت املعروضة عليه مبا يؤذن جبالهل‪ ،‬ورصحت حبمل االنسان ملا عرض أمام‬
‫النداء املشفق لتلمك العوامل محللها‪ ،‬كام أحملت بدالةل الضد اىل مناط االئامتن والاختيار عىل سواء‪ ،‬لتتوىل أية‬
‫واكن للا‪ .‬لتتوىل الكشف عن مصري االنسان املتحمل‬
‫التعقيب يف مطالعه الثالثة‪ :‬ليعذ َب للا‪ ،‬ويتوب للا‪َ ،‬‬
‫للمانة واملتنصل مهنا واملعرض عهنا واملتعرض لها‪ ،‬وذكل برمس اجلزاء الوفاق‪ ،‬ولي َ‬
‫فتح عىل االثر ابب املتاب‬
‫للس باق؛ الباب اذلي ال يغلق حىت ترفع المانة لكيا‪ ،‬ونصادف يف اخلمت‪ ،‬رساةل توس مي موقع ًة ابمس للا الغفور‬
‫الرحمي‪ ،‬يف اشارة بينة اىل الغاية من حتميل االنسان المانة‪ ،‬واملمثةل يف تأهيهل ملقام التمكل والتمكيل‪ ،‬واملدخل‬
‫املتعي اىل ذكل‪ ،‬منازةل وص َفيه؛ ظلمه وجهل‪ ،‬والاس متداد من بركة الامسي الكرميي لربه الغفور الرحمي َسرت ًا‬
‫و َجبا‪ ،‬لتدارك القصور والتقصري العارضي يف سري املؤمتن يف عامل اس تخالفه‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ومن أفق االجامل اىل بساط التفصيل‪ ،‬يف كتاب أحمكت أايته مث فصلت‪ ،‬ومنه اىل مهنج تدبر‬
‫مقارب بنظران لي كتاب وص َف ابملتشابه واملثنوية‪ ،‬والتشابه يف وصفه هنا مقة تناسب يف نظم لكمه وفواصهل‬
‫وفصوهل‪ ،‬واملثنوية ذلمك الطي ادلال ومض املتقابالت العوال‪ ،‬مجع ًا َ‬
‫بي احلمكة والـحمك‪ ،‬عرض الضداد ملزيد‬
‫اس تجالء‪ .‬وعليه‪ ،‬فال مندوح َة للناظر املتدبر من أن يعدد مداخهل اىل أي الكتاب‪ ،‬فللك أية حد ومقط ٌع‬
‫و َمطلع‪ ،‬خصوص ًا ملا يرجع لن َسب النص الثالثة؛ فرقا ًان‪ ،‬وكتا ًاب‪ ،‬وذكرا‪.‬‬
‫اذ ًا‪ ،‬فأيتنا كنظائرها من مقاطع الامتم‪ ،‬لها وضع بيان يف الفرقان‪ ،‬وموضع نظم يف نسق ادليوان‪ ،‬وموضو ٌع‬
‫نب النفة من أيتنا ثالثهتا؛ موضوع ًا ووضع ًا وموضع ًا‪ ،‬تناو ًال‬
‫مضن مقاصد القرأن‪ ،‬وس نتناول اجلوا َ‬
‫ابعتبار تناولها َ‬
‫نراوح فيه وندرج نظر ًا لتداخلها‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫ان أية المانة من حيث موضوعها تعرف بأنباء غيب موغل يف القدم‪ ،‬متصل بتارخي ادلين ووحدته‪ ،‬منوه ًة‬
‫من خالل ذكل بعرض المانة‪ ،‬هكذا ابلــ‪ ،‬اليت للعهد؛ أي أهنا أمانة معهودة‪ ،‬معهو ٌد هبا ملعهود بقصد تمكيهل‪،‬‬
‫ديم َمن مت العرض عليه‪،‬‬
‫عرضها عىل العوامل املاثةل ومضهنا العوامل العاقةل للفت النظر اىل وصفي متأصلي‪ ،‬يف أ ّ‬
‫اكن ظلوم ًا جوال)‪ .‬أو قل‬
‫الك عائق ًا يف طريق حتمهل وائامتنه؛ ظلمه اللصيق‪ ،‬وجهل العميق‪( :‬انه َ‬
‫وصفي ش َ‬
‫جفور صد‬ ‫جفوره املزدوج‪ ،‬ممث ًال ابقتحامه‪ ،‬جبهاةل فامي حقه أن يتأىن فيه‪ ،‬وتعديه فامي شأنه أن َ‬
‫يتوقف عنده وفيه؛ ٌ‬
‫َ‬
‫املعظم عن االئامتن العظم‪(َ :‬ولوال فضل للا عَليمك َو َرمحته ما َزىك منمك من أ َحد أب َدا)‪.‬‬

‫وننظر أيتنا‪ ،‬ملزيد فَرس‪ ،‬من مثنوية موضوعها حبث ًا عن نظائرها يف الكتاب احلكمي‪ ،‬ننظرها عىل امتداد‬
‫فصول الكتاب‪ ،‬فاذا حنن بصدد ثالث أايت بضمميهتا‪ ،‬فهيي اكلتايل عىل ترتيب نزولها؛ أية العراف‪(َ :‬واذا أ َخ َذ‬
‫َرب َك من بين أ َد َم من ظهورمه ذرايهتم َوأشهَدَ مه عَىل أنفسهم ألَست بربمك‪ ،‬قالوا‪ :‬ب َىل‪َ ،‬شهدان)‪ ،‬وأية‬
‫الاس تخالف‪( :‬واذ قا َل ر َبك للمالئكة اين جاع ٌل يف الرض َخلي َفة)‪ .‬فأيتنا‪ :‬ولنسمها بويح عنوان سورهتا‪،‬‬
‫أية سورة تأمر الحالف عىل قمي الاس تخالف‪.‬‬

‫ووكد املراد املفاد مهنا مجع ًا‪ ،‬ملا هدى اليه التدبر املدكر‪.‬‬

‫‪ -‬أو ًال‪ ،‬التنبيه اىل قدم ال َعرض‪ ،‬بنا ًء عىل أنه مت حقيقة‪ ،‬خبطاب أفهم للا فيه املعروض عليه ابخلطاب‪،‬‬
‫وأنطقه ابجلواب‪ ،‬ومكنه مبا يتأىت به االابء واالشفاق والانسحاب‪ ،‬مت يف عامل االنسان‪ ،‬يف عامل اذلر‪،‬‬
‫حي أنزل أدم‬
‫حيث اذلرية يف ظهر أدم‪ ،‬ويشهد لهذا حديث مسمل يف حصيحه ومؤداه‪ ،‬أن للا تعاىل َ‬
‫يف أرض اس تخالفه‪ ،‬مسح ظهره بلطف خرق ورفق‪ ،‬فنرث ذريته اكذلر والنطف َ‬
‫بي يديه‪ ،‬وخاطبه‬
‫مشهد ًا اايمه عىل أنفسهم‪( :‬ألست بربمك قالوا‪ :‬بىل‪َ ،‬شهدان)‪.‬‬
‫‪ -‬اثني ًا‪ ،‬تقرير أصاةل الاس تخالف‪ ،‬وشف املس تخلف وأهليته‪ ،‬ابلتلقي املزدوج؛ تلقي السامء لكها‪ ،‬يف‬
‫اشارة اىل أن هذا الديم املتلقي‪ ،‬قاب ٌل للتعمل اىل غايته‪ ،‬كام أنه مؤه ٌل لتلقي املتاب اىل أن يوصد‬
‫الباب‪.‬‬
‫‪ -‬واثلث املعاين الـمفادة‪ ،‬ما أملح اليه العرض من تعريض مثىن؛ تعريض به‪ ،‬وتعريض هل‪ ،‬وهذا الخري‬
‫عىل حد قول املثل الشهري‪ :‬اايك أعين وامسعي اي جارة‪ ،‬وهو من ألطف أساليب اخلطاب‪ ،‬وأجنعها أثر ًا‬
‫يف ملتقيه‪ ،‬خصوص ًا يف مقام التقومي والعتاب‪ .‬أما التعريض به‪ ،‬بلفت نظره اىل ما فيه يفتأ يقطعه أو‬
‫يرصعه‪ ،‬وتنبهيه يف املقابل لرسار عروجه عب مدارج العمل والعدل‪ ،‬ضد ًا عىل الظمل واجلهل‪ ،‬وهبام كام‬
‫يقول أهل الزتكية‪ ،‬تصح العي‪ ،‬عي املنتسب‪ ،‬ويرتقي املتقدس هبا اىل مقام املصطفي‪.‬‬

‫مث ان وضع أيتنا بياني ًا‪ ،‬يشلك بالغ ًا اكمال يف جمىل بالغة فاصةل‪ ،‬جتعل من النص الكرمي كوثـ َر معان ال‬
‫من النص الكرمي‪ ،‬ختري الس ىن من اللفاظ اجلامعة‪ :‬لكفظ العرض‪ ،‬اذلي يمتل‬
‫تتناىه‪ ،‬ومن أجىل مأخذ ذكل َ‬
‫الانتداب ابخلطاب‪ ،‬كام ينتدب الانتداب خبلق أس باب‪ .‬ولفظ المانة اليت تصدق عىل ما يؤمتن به اكلعقل‬
‫واحلرية‪ ،‬وما يؤمتن عليه كحفظ الودائع والوالايت‪ .‬ولفظ امحلل كـ‪َ ( :‬و َ َمحلها)‪ ،‬واذلي تتسع داللته للقل اكلشوع‬
‫والبدء‪ ،‬وللمكل اكلامتم والوفاء‪ .‬اىل حذوف مقدرة بدالةل الاقتضاء والاحتباك‪ ،‬اىل أسلوب الاس تخدام‪ ،‬اىل‬
‫الاعرتاض املومه ابلوصل‪ ،‬اىل اعامتد أسلوب يتسع للمعاين الثالثة يف املورد الواحد‪.‬‬

‫ونرفع الطرف تدبر ًا من موضع الية اىل م ّطلع نظمها علامً بأن أوىف تدبر للكتاب العزيز‪ ،‬ما خص نظم لكمه‬
‫وأيه وفصوهل بفضل التدبر‪ ،‬وراعى مناس باته ذلكل عىل دقائق عمل الكتاب‪.‬‬
‫ان أيتنا س يدي مصحفي ًا‪ ،‬توجد مضن سورة الحزاب الثالثة والثالثي يف ترتيب التالوة‪ ،‬بي سورة‬
‫السجدة واحلامدتي؛ س بأ وفاطر‪ .‬ويه سورة ندائية‪ ،‬مدنية‪ .‬وموقعها هذا ببادئ الرأي بي عنوان السجود‬
‫وامحلد‪ ،‬يشري اىل كامل الانقياد عن كامل الاعتقاد‪ ،‬وهام مناط محل المانة املوفق‪.‬‬

‫أما نظم أيتنا يف الزنول؛ اثمنة سور الكتاب‪ ،‬بي سورة النور وسورة س يدان محمد صىل للا عليه وسمل‬
‫وعىل أهل‪ ،‬فيعطي ابتدا ًء من ويح املوقع‪ ،‬أن المانة واقعة بي نورين؛ نور للا املؤمن اذلي ائ َ‬
‫متن هذا االنسان‬
‫وأعانه؛ ائمتن وأعان وفنت‪ ،‬ولكف ولطف وامتحن‪ .‬وبي نور النبوءة احملمدية الهادية‪ ،‬الهادية بأمنوذج حمامدها‬
‫اخمللصة من ظلامت الارتاكس وهامً وظلامً وامثا‪ ،‬فقد َ‬
‫اكن صىل للا عليه وسمل فع ًال مؤمتن ًا ابحلق عليه‪ ،‬ومرشد ًا‬
‫ابلهدى اليه‪ ،‬والوراثة من بعده بشطها موصوةل ابملدد الس ىن وبرس السامء احلس ىن‪.‬‬

‫هذا ونقرأ يف مس هتل سورة أايتنا‪ ،‬هذا الندا َء االئامتين ال َعيل؛ (اي أّيا النبء اتق للا)‪ ،‬وهو ندا ٌء ينوه‬
‫بنبوءته صىل للا عليه وسمل ورسها‪ ،‬ويه أمانته اليت محلها ومثلها‪ ،‬مبا أنه أجل أمناء الويح االلهيي‪ ،‬والـمـشاد‬
‫بأمانته بشهادة للا‪(َ :‬و َكفى ابهلل َشهيدا) َ(وان َك لَ َعىل خلق َعظمي) َ(وان َك لَـهتَ دي اىل رصاط مس تَقمي)‪.‬‬
‫إ‬
‫ومن لطيف نظمها‪ ،‬أهنا تسلست بنداءات علية‪ ،‬نيفت عَىل ال َعش‪ ،‬لكها منو ٌه ومنبه‪ ،‬اىل ما يقتضيه االميان‬
‫وجذر االئامتن‪ .‬ففهيا نداء النب ابلنبوءة‪ ،‬ونداء نسائه َبشيف اضافته اليه؛ (اي نساء النبء)‪ ،‬ونداء أتباعه ابمس‬
‫االميان اذلي جيمعهم به‪ ،‬ويقتضيه الوفاء بأماانهتم‪ ،‬لتتصل سلسةل لنداءات خبامتها اجلامعة املذيةل‪( :‬اي أّيا َ‬
‫اذلين‬
‫أ َمنوا اتقوا للا وقولوا قَو ًال َسديد ًا يصلح لَمك أعاملمك َوي َغفر لَمك ذنوبمك)‪ ،‬انه ندا ٌء ابمس االميان اىل أمور متثل‬
‫مالك االئامتن‪ ،‬وأ ّسه اذلي ال بد منه ل ّي انسان مؤمتن‪ ،‬فالضمري اذلي يح بتقوى للا ومراقبته‪ ،‬ومعه َسداد‬
‫حي يعمل ويعاجل‪ ،‬لن‬
‫حي يقيض ويمك‪ ،‬وابلرفق َ‬ ‫التعبري لسا ًان ينطق ابلصدق َ‬
‫حي يدث وخيب‪ ،‬وابلعدل َ‬
‫اس تقامة اجلنان اذا انضافت اىل اس تقامة اللسان‪ ،‬فقد اس توت سفينة المان؛ المانة عىل جودي جناهتا‪ .‬واذا‬
‫رتب القرأن الكرمي عىل هاتي الصفتي كام َل مثرهتام؛ َصالح ًا للعمل‪ ،‬وجتاوز ًا َعن اخللل‪َ ،‬‬
‫لتوصل مجةل الوعد‬
‫فاز فَوز ًا َعظامي)‪ ،‬مرصح ًة بعظمي حظ هذا المي املس تقمي اذلي‬
‫جبمةل الشط‪(َ :‬و َمن يطع للا َو َرسوهل فَقَد َ‬
‫صلح من قلبه‪ ،‬وقـو َم من لسانه‪ ،‬فسددت خطاه ابلتوفيق وعدا‪ ،‬ابلتجاوز عن اخللل رفدا‪ ،‬ليفتح هل ابب‬
‫أ َ‬
‫الاقرتاب ابمس للا الوهاب التواب‪(َ :‬ويتوب للا عَىل املؤمني َواملؤمنات)‪.‬‬

‫ومن درر حبر سورة أيتنا‪ ،‬مبا هل ص ٌةل مبوضوعها‪ ،‬ذلمك التنويه الالفت املعرف مبقام س يدان رسول للا عليه‬
‫أزىك صلوات للا‪ ،‬ومبتبوأ وارثينه‪ ،‬نقرأ فيه‪( :‬ان للا و َمالئ َكته ي َص َ‬
‫لون عَىل النبء)‪ .‬ونصادف أية الصالة‬
‫انب النب َصىل للا عليه وسمل من صنوف االيذاء والاعتداء‪ ،‬م َن‬‫العطرة هذه يف أعطاف أايت تعرضت ملا َ‬
‫فناسب أن تـزف اليه البشى َبصالة للا الكبى‪ ،‬تطمين ًا هل صىل للا عليه وسمل بأنه مصىل‬
‫َ‬ ‫الحالف املتأمرة‪.‬‬
‫ومسمل عليه من قبهل يف املصط َفي‪( :‬قل امحلد هلل َو َسال ٌم عَىل عباده َ‬
‫اذلين‬ ‫عليه من ربه يف امللء العلي‪َ ،‬‬
‫اص َطفى)‪ .‬وبصحبهتا أية االشادة مبقام الاقتداء والقيادة‪( :‬لقَد َ‬
‫اكن لمك يف َرسول للا اس َو ٌة َح َس نَة)‪ .‬مضمومة‬
‫وحتت هذا الفق ال َعيل الوض‪ ،‬جند ذكر ًا َلصالة‬
‫ابملؤمني من أنفسهم)‪َ .‬‬
‫َ‬ ‫الهيا‪ ،‬أية الوالية وال َوالية‪( :‬النبء أوىل‬
‫للا العامة عىل أهل اذلكر والاس تقامة بصلهتم بنبيه‪ ،‬والتنويه مبقام صدقهم يف حصبته‪( :‬اي أّيا اذلي َن أمنوا‬
‫للا ذكر ًا َكثري ًا َو َس ّبحوه بكر ًة َوأصيال‪ ،‬ه َو اذلي ي َصيل عَلَيمك َو َمالئ َكته ليخر َجمك م َن الظلامت اىل‬
‫اذكروا َ‬
‫إ‬
‫مني َرحامي)‪.‬‬ ‫اكن ابملؤ َ‬‫النور‪َ ،‬و َ‬

‫ومن أية التنويه اىل الية اجمللية لقمي االئامتن؛ اىل جواهر عقده العشة‪ ،‬مرتبة عىل ما عليه بناؤها‪ ،‬وسط‬
‫السلسةل‪ ،‬موصوةل ابلمثرات واملمتامت‪ ،‬ومذكرة بأرسار الاس مترار والرتيق ابرصار‪ ،‬ومردها اىل ثالثة أقطاب‪:‬‬
‫املؤمني‬
‫َ‬ ‫اسالم واميان وشعهبام االحسانية‪ ،‬تعلقت بلسان أو جنان أو أراكن‪ ،‬وفهيا يقول للا تعاىل‪( :‬ان‬
‫الصابرات‪،‬‬
‫الصابر َين َو ّ‬
‫الصادقات‪َ ،‬و ّ‬‫ادقي و ّ‬
‫الص َ‬ ‫نتي َوالقانتات‪ ،‬و ّ‬
‫لمي واملسلامت‪ ،‬والقا َ‬ ‫َواملؤمنات‪َ ،‬واملس َ‬
‫وجم َواحلافظات‪،‬‬‫ظي فر َ‬‫الصامئات‪َ ،‬واحلاف َ‬
‫امئي َو ّ‬ ‫قي َواملتَ َصدّ قات‪َ ،‬و ّ‬
‫الص َ‬ ‫عي َواخلاشعات‪َ ،‬واملتصد َ‬
‫َواخلاش َ‬
‫َواذلاكر َين للا كثري ًا َواذلاكرات‪ ،‬أعد للا هلم َمغف َر ًة َوأجر ًا َعظامي)‪ .‬ويه أية توسطت َسامء السورة توسط الرثاي‪،‬‬
‫من الرجال والنساء‪ ،‬يف اشارة اىل أن‬
‫ورسدت بأسلوب اطناب بي‪ ،‬بغرض تعممي صفات َمن خوطبوا هبا َ‬
‫المان َة بقميها ال تعرتف ابلتذكري والتأنيث‪ ،‬فاللك راع واللك مسؤو ٌل َعن رعيته‪ .‬مع بسط لتجلية قمي االئامتن‬
‫ومراجعه املس توعبة‪.‬‬

‫وهذه العشة املنصوصة‪ ،‬يه قمي الزتكية اليت َمردها ومرجعها اىل قميتي جليلتي‪:‬‬

‫‪ -‬أوالهام‪ ،‬كامل املعرفة ابهلل واالنسان والنبوءة والرساةل‪.‬‬


‫من التطابق معها أو مقاربهتا‪.‬‬
‫‪ -‬والثانية‪ ،‬كامل الصفة ابالتصاف مبا يقتضيه معرفة العارف َ‬

‫فاملسمل ذلمك املنقاد بظهره للكمة الشهادة اليت أقر هبا‪ .‬واملؤمن املصدق مبعانهيا بقلبه تصديق ًا ال ر َ‬
‫يب فيه‪.‬‬
‫والقانت مدمي الطاعة والصادق اخمللص فهيا برتك الرايء َخفيه و َجليه‪ .‬والصابر ذلمك املتحمل ملشاق العبادة‬
‫والاس تقامة‪ .‬واخلاشع املتضع لربه برؤية قصوره وتقصريه يف أعامهل وعباداته‪.‬‬

‫مث اىل قمي الصون الثالثة‪ :‬أصول العفة‪ ،‬سواء تعلقت بيد أو جوف‪ ،‬واملنبه علهيا بقوهل تعاىل‪(َ :‬وامل َتصد َ‬
‫قي‬
‫اذلين ختلصوا‬
‫احلافظي فروجم واحلافظات)‪ .‬وهؤالء الثالثة‪ ،‬مه أولئك َ‬
‫َ‬ ‫وامل َتصدّ قات‪ ،‬وال َ‬
‫صامئي والصامئات‪ ،‬و‬
‫من اكراهات املنفصل وعنت املتصل‪ .‬وحبضور الزتكية هبذه القمي يرتقي َمن قامت به اىل َسامء اذلاكر َين للا كثري ًا‬
‫واذلاكرات‪ ،‬وذلكل ذكرت هذه اخلصةل أخري ًا‪ ،‬ترقي ًا الهيا‪ ،‬اذ يه كناي ٌة عن احملبة البالغة‪ ،‬مفن أحب شيئ ًا أكرث‬
‫من ذكره‪ ،‬ومن مث عوملوا من حمبوهبم َجل جالهل مبا هو مذهب احملبة َسرت ًا علهيم‪ ،‬و َجب ًا هلم‪ ،‬ويف احلديث‬
‫القديس الصحيح‪َ { :‬وال يَزال َعبدي يتقرب ايل ابلنوافل َحىت أحبه‪ ،‬فاذا أحببته كنت َمسعه اذلي يس َمع به‬
‫َوب َ َرصه اذلي يبرص به‪ }...‬احلديث‪.‬‬

‫مفن املناسب نظامً أن ختمت سور ٌة حفلت بتلمك املضامي‪ ،‬ببالغ املوجب للمؤمن املؤمتن‪ ،‬الشعاره بأنه‬
‫اذ ًا‪َ ،‬‬
‫ممتزيٌ غاية‪ ،‬حبرية ارادته وعقهل‪َ ،‬‬
‫فليس هو من جنس خملوقات حتمكها غرائز ال انفاكك مهنا‪ ،‬وال هو من قبيل‬
‫مالئكة معلو ٌم مقاهما‪ ،‬عىل حد قوهل تعاىل‪َ ( :‬وما منا اال هل َمقا ٌم َمعلوم)‪ ،‬وامنا هو من جنس َمن مه من نطفة‬
‫جورها َوتَقواها)‪ .‬انه هبذه النفس‪ ،‬يس تطيع أن ميتنع وأن‬
‫أمشاج لالبتالء‪ ،‬ونفس م َسواة عىل مقاس؛ (فأهل َمها ف َ‬
‫يطيع‪ ،‬ويس تطيع أن يس تقمي وأن ّيمي‪ ،‬وهنا رس اس تخالفه‪ .‬ومعىن محهل المانة أنه َ‬
‫حي يدرك رس احلق فيه‬
‫من خالل ما أودعه دليه ودعاه اليه‪ ،‬فينفتح عىل املعرفة املمنية لالدراك‪ ،‬ويقبل مبسأةل التدارك‪ ،‬حيهنا يدركه‬
‫اللطف اخلفي احلفي من ربه اذلي واله وتواله‪ ،‬حي عمل ضَ عفه فبسط اليه اليدين‪ ،‬ونهبه ابملالحظتي‪ ،‬ليك‬
‫املصطفي؛ مالحظة التقصري منه‪ ،‬ومالحظة املنة من ربه‪{ :‬أبوء َكل بنعمتك عَ ّيل‪ ،‬وأبوء َبذنب‬
‫يرتقي اىل مقام َ‬
‫نوب اال أنت}‪.‬‬
‫فاغفر يل‪ ،‬فانه ال يغفر اذل َ‬

‫نعم‪ ،‬ان خمت أية العرض مبا يذكر مبهمة االنسان ووظيفته يف الوجود ابعتباره احلر املسؤول‪ ،‬وأنه وضع ًا واق ٌع‬
‫بي عاملي يتجاذابنه ابلعرض والطول؛ العرض النس بة الرضية‪ ،‬والطول النس بة الساموية‪ ،‬هو مؤه ٌل للتسايم‬
‫َ‬
‫واالسفاف والاس تقامة والانعطاف واالنصاف والاعتساف‪ ،‬ذكل موقعه وتكل أمانته‪ ،‬فلرياع املقا َم ليحظى‬
‫بطيب الـمقام املرصح به يف َس ين الالكم‪َ ( :‬من َع َل صاحل ًا من َذكر أو أنىث َوه َو مؤم ٌن فَلنحينه َحيا ًة َطيبة)‪.‬‬

‫وعىل مشارف الطي موالي‪ ،‬نذكر ابلرساةل املس تصحبة‪ ،‬لتدبر أية المانة املس توعبة‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫رساةل الية تقرر‪ :‬أو ًال‪ ،‬ان المانة أودعت يف جذر قلوب الناس حيث جذر االميان‪ ،‬فهيي بذكل نزو ٌع‬
‫اكن متدينا أصاةل‪ ،‬انه يزنع اىل التوحيد بدل التعديد‪ ،‬ويزنع اىل احلق عوض‬
‫فطري دلى االنسان‪ ،‬ومبقتضاها َ‬
‫الباطل‪ ،‬واىل القصد ضد ًا عىل التطرف والشذوذ‪ ،‬واىل النظام رفض ًا للفوىض والعبث‪ ،‬مصداق ًا لقوهل تعاىل يف‬
‫احلديث القديس‪{ :‬اين َخلَقت عبادي حنفاء}‪ .‬اثني ًا‪ ،‬ان هذا اجلذر كلك جذر مس تنبت يف عامل الشهادة‪،‬‬
‫مناسب خلصيصته وطبيعته؛ تعهده ابذلكر‬
‫ٌ‬ ‫حباجة اىل أن يتعهدَ حىت ي َس َتوي عىل سوقه‪ ،‬وتعهده هنا‪ ،‬مبا هو‬
‫علامً وتزكي ًة و َمدد ًا َوس ندا‪ ،‬واال ظل مهم ًال و َمفتوح ًا عىل اخلارج املضاد بفتنته وضلته‪ ،‬فضا َع أو اكد‪ ،‬وسبب‬
‫نسان م ٌ‬
‫متدن بطبيعته وانسيته‪ ،‬يأنس جبنسه‪ ،‬ومن مث فهو قاب ٌل للتخلق‬ ‫ضَ ياعه عوم الفساد‪ .‬اثلهثا‪ ،‬أن اال َ‬
‫ابلخالق الفاضةل واملقابةل؛ انه أخاليق ابلفطرة‪ ،‬بل مضطر الهيا مبا هو مدين ال أانين‪ .‬رابعها‪ :‬ينبغي لالنسان أن‬
‫يرى أن الوجود املؤمتن بتسخري ممث ًال ابلعوامل املاثةل‪ ،‬امنا نص َب ليدل عىل للا بأايته‪ ،‬وليصل املوصول منه‬
‫مبدده وأالئه‪ ،‬فالعوامل لكها من غري اس تثناء مس بح ٌة حبمد للا‪ ،‬وساجدة جملد للا‪َ ( :‬وان من َشء اال ي َس ّبح‬
‫هون ت َسبي َحهم)‪ ،‬ومرسح وجودها من حول االنسان‪ ،‬يشلك حمرا ًاب وس يع ًا هميئ ًا َلصالته‬
‫حبمده‪َ ،‬ولكن ال تَفقَ َ‬
‫اجلامعة املوحدة بصفّها وقبلهتا‪ ،‬وهو ما قصده صىل للا عليه وسمل معرف ًا خبصائص شعته بقوهل‪َ { :‬وجعلَت يل‬
‫الرض لكها َمسجد ًا َوطهورا)‪ .‬خامس ما تنطق به الرساةل‪ ،‬أنه ينبغي لالنسان أن يرى الوجو َد املؤمتن‪ ،‬املؤ َمتن‬
‫ميان ابلتخيري‪ ،‬فيشعر بثقل المانة اليت محلها‪َ ،‬‬
‫وشف املسؤولية اليت ولكت اليه‪ ،‬فيخىش أن تغلب‬ ‫هو عليه ا ٌ‬
‫حريته أمانته‪ ،‬أو تصادر أاننيته غرييته‪ ،‬فيقطع عن رس الوصل ومدده املنبه عليه يف أية الاس تخالف ابلفعلي‪:‬‬
‫عَلـ َم َوتَلَقّى‪ ،‬فباملعرفة وتدارك النقائص املتل َفة يكون رس انهتاض االنسان والقيام مبهمته وأداء أمانته‪ .‬وخامتة‬
‫املس تصحب‪ :‬أنه ينبغي أن ينظر االنسان بعي االكبار لهذا القرار املمتثل ابنتدابه برمس العرض الس ىن يف حرضة‬
‫العوامل ذات املعىن‪ ،‬ليطلع منه عىل أنه ه َو هو‪ ،‬هو املراد‪ ،‬هو اخلليفة‪ٌ ،‬‬
‫منتدب من قبل ربه اذلي ه َو هو‪ ،‬علو‬
‫َشأن وكام َل حمكة‪ ،‬منتدَ ٌب لمر َكـب عَىل الكوان أن حتمهل‪ ،‬ليشهد من خالل ذكل رمح َة ربه به اذلي دهل عىل‬
‫ماكمن ضَ عفه‪ ،‬كام دهل عىل ثنايئ معراجيته ابلتنبيه بضد وص َفيه؛ علامً وعد ًال‪ .‬وخمت رسالته اليه برس احلب دليه‪،‬‬
‫حيث قاب َل نعيت عبده؛ ظلوم ًا جو ًال‪ ،‬بوص َفيه الكرميي‪ :‬غفور ًا رحاميً‪ .‬والغفر َسرت املعايب‪ ،‬والرمحة جب املعاص‪،‬‬
‫وهبام متام أمر العبد‪ ،‬ورفع ذكره ودفع ارصه‪ ،‬فلهل امحلد واجملد من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫واىل هنا س يدي تقف اللكامت يه الخرى َعن اخلوض يف جلة البحر الكبى‪( :‬قل لَو َ‬
‫اكن ال َبحر مداد ًا‬
‫للكامت َريب لَنَف َذ ال َبحر قَب َل أن تَن َف َذ لكامت ريب)‪ .‬تقف اللكامت لتس َبح حبمد مزنل الكتاب‪ ،‬ومبقي أيته عىل‬
‫امتداد الحقاب‪ .‬تقف اللكامت لتب َسط الايدي مس تقب ًةل سائ ًةل النوال من صاحب االفضال يف زمن النفحات‪:‬‬
‫(تَزنل املالئكة والروح فهيا ابذن رهبم من لك أمر‪َ ،‬سالم‪.)...‬‬

‫فاللهم ارمحنا ابلقرأن رمح ًة جتب الكرس‪ ،‬وتعظم الجر‪ ،‬وتغفر الوزر‪ ،‬وترفع القَدر‪ ،‬وتدرأ الرض‪.‬‬
‫نت ولينا فاغفر لنا‪ ،‬وارمحنا‬
‫اللهم نور ابلقرأن قلوبنا‪ ،‬وسدد به خطاان‪ ،‬وامجع به مشلنا اي ربنا‪ ،‬ودافع به عنا‪ ،‬أ َ‬
‫نت خري الغافرين‪ ،‬واكتب لنا يف هذه ادلنيا َحس ن ًة ويف الخرة‪ ،‬اان هدان اليك‪.‬‬
‫وأ َ‬

‫وخص اللهم ببكة امسك العظم‪ ،‬تبارك امسك‪ ،‬موالان املنصور بك‪ ،‬ابلفضل المت‪ ،‬اي واس َع الكرم‪ ،‬وأحطه‬
‫برسادقات حفظك‪ ،‬ولطائف رس امسك السالم املؤمن املهمين‪ .‬وتغمد بوافر رمحتك‪ ،‬وسابغ برك ومنتك‪ ،‬الوادل‬
‫املفدى أاب و َجدا‪ ،‬كفا َء ما قد َم وأسدى؛ قَدّ س روهحام ونـ ّور َرضيهام‪ .‬وأقـر اللهم عيين موالان‪ ،‬بويل عهده املوىل‬
‫احلسن‪ ،‬وأنبته اللهم النبات احلسن‪ ،‬وشد أزره بصنوه املوىل الرش يد‪ ،‬انك ويل التوفيق والتسديد‪ ،‬واخلمت من‬
‫موالان برسه‪.‬‬

You might also like