Professional Documents
Culture Documents
الخـــــــــــــــــــــــــــــاتــــــمــــــة
الخـــــــــــــــــــــــــــــاتــــــمــــــة
الخـــــــــــــــــــــــــــــاتــــــمــــــة
كان إختيارنا لدراسة موضوع "إستراتيجية التكوين المستمر كآلية لنجاح التغيير التنظيمي" على
أساس ضرورة الوقوف عند المستوى الذي تعرفه الجزائر في الميدان التنظيمي والرهانات التي تشكلها
نظرا لما تمثله من دور حيوي في دفع عجلة التنمية و النهوض بالقطاع اإلداري واالقتصادي في البالد
بإعتباره حلقة من حلقاتها ،وقد حاولنا تسليط الضوء على أهم الطرق و العوامل التكوينية التي عرفها
الميدان اإلداري ،و إستقراء الواقع اإلداري في ظل تكوين و تدريب الموظفين للعمل المهني واإلداري
بالجزائر في ظل التغيرات التي تمر بها في مجال عصرنة اإلدارة وأغلب المؤسسات.
فيلعب التكوين دور أساسي في حياة األفراد والمجتمعات والمنظمات االقتصادية بما أنه استحوذ
على نشاط كل المنظمات بشتى أنواعها ومن هذه المنظمات المؤسسات الحكومية واالقتصادية كمؤسسة
سوناطراك وبعد التطور الشاسع الذي أفرزته التكنولوجيا أصبح من الضروري لهذه المؤسسة
االقتصادية أن تتبنى إستراتيجية لمواكبة هذه التطورات وأدى بها إلى حتمية تكوين موظفيها إلمكانهم
من القدرة بالتحكم بها كون أن أداء المورد البشري في المؤسسة هو سر بناء منظمة إدارية حديثة لكي
تواكب التطورات التي خلفتها العولمة و إتخذتها المؤسسات العالمية األخرى مما سيتيح لها القدرة على
المنافسة في األسواق الدولية و رفع من قيمة المنظمة اإلدارية و المورد البشري.
من خالل بحثنا الذي شمل أغلب جوانب التكوين المستمر و التغيير التنظيمي استنتجنا أن
التكوين له أهمية بالغة في تطوير و تحسين أداء الموظف و كذا أداء المؤسسة و استمراريتها بحيث
يعتبر التكوين المستمر آليةمن آليات التي تعتمد عليها المؤسسة والتي تعمل على تطوير المعلومات
لدى األفراد فهي تساهم في خلق المعرفة التي تمكن المنظمات من تحسین و تطوير قدرات األداء
التنظيمي و البشري مما هذا يؤكد لنا صحة الفرضية األولى " يؤدي إستخدام التكوين المستمر كآلية
في المؤسسة إلى رفع الكفاءة في األداء و تعزيز اإلندماج و التكيف للمورد البشري مع التغييرات
الجديدة ،".أما بالنسبة للفرضية الثانية المتمثلة في " يتأثر مستوى التغيير التنظيمي بمدى نجاح أو فشل
إستراتيجية التكوين المستمر في المؤسسة" فهي مؤكدة أيضا فيتوقف مستوى التغيير التنظيمي على
حسب الوسائل المتوفرة و اإلستراتيجيات التي تتخذها المؤسسة في زيادة من مستوى الدورة التكوينية
التي يقوم بها الموظف ،فتطوير الوسائل و األدوات المستخدمة في المنظمة خالل مرحلة تكوين المورد
114
البشري يلعب دور في رفع كفاءة المنظمة و عمالها وبالتالي يتغير المستوى التنظيمي للمؤسسة وينتج
عنه تطور مستمر لغاية الوصول إلى المستوى المطلوب.
أما من خالل دراستنا الميدانية في مؤسسة سوناطراك توصلنا إلى أن التكوين يلعب دور مهم في
المؤسسة كون أن المؤسسة تعتبر من أكبر المؤسسات في الجزائر و تعتمد بدرجة كبيرة على أداء
عمالها إلتمام صفقاتها التجارية واستمرار عملها و وجودها فبعد تحليل إجابات موظفي مؤسسة
سوناطراك توصلنا إلى أن التكوين في مؤسسة سوناطراك حظي بإهتمام المؤسسة فهي تقوم بتطوير
قدرات الموظفين وتحسين نوعية الخدمات المقدمة لهم وتسهيل العمل عليهم متبعة بأسلوب نظري و
تطبيقي لتجهيزهم بالمهارات األساسية المطلوبة ألداء وظائفهم وهذا للمساهمة في ربح الوقت والجهد
والمال للمؤسسة،إال انه رغم هذا فكانت بعض آراء الموظفين غير راضية كون أنه بالرغم من التطور
السائد في المؤسسة و طبيعة عملها المتغير نتيجة البيئة الخارجية إال أنه ليس كل موظف في المؤسسة
يحضى بفرصة التكوين لذا رأى البعض أن تكثيف البرامج التكوينية الحديثة وزيادة المدة المخصصة
لها شيء ضروري لتحسين وتطوير من كفاءة المؤسسة والمورد البشري وعليه فيمكن القول أن صحة
الفرضية الثالثة " ساهم التكوين المستمر في تحقيق تغييرات ناجحة في طبيعة عمل مؤسسة
سوناطراك".شبه مؤكدة.
و بعد دراستنا لمختلف جوانب موضوع دراستنا توصلنا إلى جملة من اإلستنتاجات و النتائج
تمثلت كالتالي:
-1نتائج الدراسة النظرية :
التكوين عملية دائمة وضرورية بالنسبة للفرد والمؤسسة.
إن التكوين سيرورة نظامية وجهود هادفة لتزويد المورد البشري في المؤسسة بالمعلومات
والمهارات والمعارف التي تزيد من كفاءة أدائه لعمله الحالي وأداء ذات مستوى أعلى في
المستقبل.
تمر عملية التكوين بأربع مراحل أساسية وهي :تحديد االحتياجات التكوينية ،وضع وتصميم
برامج تكوينية ،تنفيذ برامج التكوين وأخيرا تقييم عملية التكوين.
يعتبر التغيير التنظيمي من بين أبرز وأهم المداخل اإلدارية المعاصرة التي تسعى المؤسسات
االقتصادية الناجحة دائما لتبنيها ،وذلك لمواكبة أهم التغييرات والتطورات الحاصلة في بيئة
األعمال سواء كانت الداخلية أو الخارجية التي تتميز بالتغير السريع.
115
يمكن إحداث التغيير التنظيمي وفق عمليات أو مداخل إدارية عديدة وحديثة منها إعادة الهندسة
والتطوير التنظيمي.
ضرورة العمل على استثمار المورد البشري عن طريق التكوين بصفته المسؤول عن نجاح
عملية التغيير التنظيمي.
-2نتائج الدراسة الميدانية :
116
117