جاء تيار سؤال الذات ليقوم بزحزحة القواعد واملضامني اليت احتوهتا املدرسة التقليدية معلنا يف ذلك رفضه التام للعادات والتقاليد االجتماعية واإلبداعية اليت ترسخت مع مرور الزمن وأصبحت حائال دون تطور اجملتمع وسعادة أفراده ،وقد أخذ هذا التيار الوجداين مييل بشكل مفرط يف متجيد ذات الفرد وتقديسها ونفض الغبار على هذه الذات اليت لقيت هتميشا من املدرسة التقليدية ليعيد االعتبار هلا ويعتربها منبع ومنطلق التفكري االبداعي ،فظهر العديد من الشعراء كان هلم الفضل يف انتشار وشيوع هذا التيار يف األقطار العربية وكان من بينهم الشاعر ( أكتب الشاعر) والذي ترك إببداعاته بصمة قوية كان هلا وقع إجيايب على هذا التيار والدفع به إىل األمام ،ولعل هذه القصيدة اليت بني أيدينا اليت جاءت معنونة ب (أكتب العنوان) فالعنوان يوحي لنا دالليا (شرح العنوان) وجند الفرضيات اليت تطرح نفسها هي رمبا الشاعر سوف يتحدث يف هذه القصيدة عن ( )،،،،،،،أو رمبا عن ( )،،،،،،،،هذه التصورات اليت طرحناها جعلتنا نطرح العديد من التساؤالت وهي _ ماهو ايترى املوضوع الذي تدور حوله القصيدة _ ماهي الثوابت الفنية واملوضوعية اليت اعتمدها الشاعر يف قصيدته
_ مامدى متثيل القصيدة للتيار الذي تنتمي اليه
بعد قراءتنا للقصيدة يظهر أن مضموهنا يتناول فيه الشاعر ( موضوع
القصيدة ) يظهر أن مضمون القصيدة من املضامني اليت تطرق والوقوف اليها من طرف الشعراء الرومانسيون يف قصائدهم خملدين وممجدين الذات ابعتبارها املنبع األساسي واملصدر األول واألخري لإلبداع وذلك ما تظهره هذه القصيدة اليت يبدوا فيها الشاعر حائرا متوترا قلقا فهذه الصفة لطاملا هيمنت على الشعراء الرومانسيني ،وقد وجد الشاعر نفسه يف مضمونه هذا مرغما ابالستنجاد حبقلني دالليني أوهلما حقل دال على (احلقل األول) وفيما خيص األلفاظ الدالة على ذلك (األلفاظ الدالة على احلقل األول) و احلقل الثاين الدال على ( احلقل الثاين) وفيما خيص األلفاظ الدالة على ذلك ( األلفاظ الدالة على ذلك) بعد جردان هلذه احلقول الداللية يف القصيدة يظهر أن احلقل املهيمن هو احلقل الدال على (احلقل املهيمن) ويظهر كذلك أن هذين احلقلني جتمع بينها عالقة تقوم على (التفاعل ،التنافر،االنسجام)،،،، لرغبة الشاعر يف توضيح موضوع القصيدة و تسليط الضوء على جزئياته و التجربة الفريدة من نوعها اليت خاضها الشاعر وحىت اللغة املستعملة هي لغة واضحة سهلة بعيدا عن اللغة احملضة القوية اليت متيزت هبا القصيدة التقليدية لكن هذه اجلزئيات ال تكتمل إال من خالل الصور البالغية املوظفة يف القصيدة حيث جند االستعارة من خالل قول الشاعر يف البيت (أكتب البيت الشعري هنا ) و كذلك التشبيه من خالل قوله (التشبيه يف القصيدة) كما وظف اجملاز ( )،،،،،،،وكذلك الكناية ( )،،،،،،،ال تكتمل الصورة يف هذه القصيدة إال ابنسجام هذه العناصر وتفاعلها لتعطينا يف النهاية تلك اللوحة الفنية اجلديدة والسحرية اليت متيزت هبا املدرسة الرومانسية عن ابقي املدارس األخرى هذا من حيث الصورة الشعرية أما من حيث اإليقاع اخلارجي فالقصيدة جاءت على حبر (البحر) الذي يعترب من البحور القادرة على محل املضامني الرومانسية حليويته ومرونته مع املضامني اجلديدة اليت جاءت هبا الرومانسية وكذلك الروي فقد جاء (موحد أو خمتلف) والقافية كذلك جاءت (موحدة أو خمتلفة) هذا من حيث اإليقاع اخلارجي أما اإليقاع الداخلي فيقوم على التكرار حيث جند تكرار الكلمات ( )،،،،،،،،و تكرار املرادفات ( )،،،،،،،،وتكرار احلروف ( )،،،،،،وتكرار الصيغ ( )،،،،،،،حيدث هذا التكرار تناغما وانسجاما سحراي يف القصيدة حبيث الميكن للقارئ أن مير على القصيدة دون االصطدام وتذوق احلالوة اليت تضيفها للقصيدة وال غرابة يف ذلك إذا علمنا أن القصيدة املاثلة أمامنا تنتمي اىل تيار الذايت الذي عمل روادها على جتاوز الراتبة واجلمود يف القصيدة التقليدية كما أن الشاعر قد وظف يف قصيدته جمموعة من األساليب تتفرع بني األسلوب اإلنشائي من خالل قول الشاعر ()،،،،،،، واألسلوب اخلربي من خالل قول الشاعر ( )،،،،،،،،،،،،،،ويظهر هيمنة واضحة لألسلوب (أكتب األسلوب املهيمن ،اخلربي أو اإلنشائي ) وذلك لرغبة الشاعر امللحة يف تبليغ موضوعه للمتلقي عرب هذه القصيدة فيكون بذلك شاعران قد قام بقصيدته هذه بزحزحة القصيدة التقليدية وضرب عرض احلائط مضامينها اجلامدة واملتكررة وخلق جو جديد ميتاز ابحليوية واملرونة كما وظف الشاعر يف قصيدته هذه بعض الضمائر حيث جند الضمري املتكلم ( )،،،،،،،والضمري الغائب (إذا وجد ) والضمي املخاطب (إذا وجد) وبعد هذه املراحل الطويلة من التحليل ميكن القول أن هذه القصيدة قد مثلت تيار سؤال الذات أحسن متثيل وذلك لتطرقها ملواضيع جديدة خارقة للمألوف وغري معهودة لينضاف شاعران ضمن الشعراء الرومانسيني الذين عملوا بشكل كبري على إعطاء صورة أحسن هلذا التيار الوجداين اجلديد