دعامة القانون البنكي

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 30

‫األستاذ‪ 18‬ماي ‪2021‬‬

‫عبدالرحيم المودن‬

‫مجزوءة القانون البنكي‬

‫السداسية السادسة‬

‫جامعة المولى إسماعيل‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‬

‫الدعامة االلكترونية الثالثة‬

‫أثار اتفاقية عقد الحساب االطالع‬

‫تتمثل أهم هذه اآلثار في التجديد وعدم تجزئة مفردات الحساب‬


‫باالطالع ‪،‬وبصرف النظر عن هذا األثر الثاني‪ ،‬فالقول بوجود تجديد داخل عقد‬
‫الحساب باالطالع يعني أن هذا التجديد هو من نوع خاص داخل عقد الحساب‬
‫الجاري البنكي أو الحساب باالطالع مقارنة مع قواعد التجديد داخل القانون‬
‫المدني ‪ ،‬وهو ما يعني ضمنيا أن هذا األخير ليس هو المكان األصلي للتجديد الذي‬
‫يوجد داخل القانون المدني‪ ،‬وبالضبط داخل القسم المتعلق بانقضاء‬
‫االلتزامات ‪،‬فالتجديد هو عملية قانونية ينشأ بمقتضاها التزام جديد محل االلتزام‬
‫األصلي نتيجة تغيير يطرأ على العناصر األساسية لهذا األخير يؤدي إلى انقضائه‬
‫‪.‬وإحالل التزام جديد محله‬
‫ويأتي اعتماد مؤسسة التجديد داخل عقد الحساب الجاري كتقنية قانونية‬
‫اقتبست بطريقة خاصة من القانون المدني‪ ،‬بهدف تدعيم دور الحساب الجاري‬
‫البنكي او الحساب باالطالع في مجال التسوية السريعة للمعامالت المتبادلة بين‬
‫طرفي هذا الحساب‪ ،‬وذلك عبر تجدد الدين األصلي وتحوله إلى مفرد محاسبي‬
‫‪1‬‬
‫يحل محله حتى يصبح قابال للمقاصة السريعة مع باقي المفردات المحاسبية‬
‫الموجودة بالحساب من أجل استخراج رصيد مؤقت يظهر في كل لحظة يحق‬
‫التصرف فيه‪ ،‬في انتظار الرصيد النهائي الذي يسفر عنه قفل الحساب‪ ،‬والذي‬
‫‪.‬يشكل دينا ألحد الطرفين على اآلخر‬
‫وتجب اإلشارة‪ ،‬إلى أن التجديد الذي يعرفه عقد الحساب الجاري البنكي ال‬
‫يجب أن يفسر بمفهوم مدني محض بل بطريقة خاصة تراعي خصوصية هذا‬
‫‪.‬العقد‪ .‬ويصح االصطالح عليه بشبه تجديد أو تجديد من نوع خاص‬
‫انطالقا من هذا التصور المقتضب‪ ،‬يبقى التجديد أو شبه التجديد داخل عقد‬
‫الحساب باالطالع أو عقد الحساب الجاري البنكي مرتكزا هاما لهذا العقد‪ ،‬ووسيلة‬
‫ناجعة يعتمد عليها للقيام بوظيفته في مجال التسوية السريعة للمعامالت المتبادلة‬
‫عبر االتفاق على اعتماده كأساس النقضاء الدين األصلي‪ ،‬وليس المقاصة أو‬
‫التأجيل االتفاقي لالستحقاق كما يذهب إلى ذلك خصوم فكرة التجديد داخل الحساب‬
‫الجاري‪ .‬فهل فعال يعتبر التجديد هو األساس الحقيقي النقضاء الدين األصلي الذي‬
‫يدخل عقد الحساب الجاري؟‬
‫على ضوء هذه األسئلة‪ ،‬سندرس هذا المبحث من خالل أربعة مطالب‬
‫‪ :‬كالتالي‬
‫‪.‬المطلب األول ‪ :‬التجديد أساس انقضاء الدين األصلي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر خصوصية التجديد ‪.‬‬

‫‪ .‬المطلب الثالث ‪ :‬النتائج المترتبة عن التجديد‬


‫‪.‬المطلب الرابع‪ :‬موقف المشرع المغربي من التجديد‬
‫المطلب األول‪ :‬التجديد أساس انقضاء الدين األصلي‬

‫إن التحول الحاصل للحق من مدفوع إلى مفرد محاسبي هو تجديد من نوع‬
‫خاص هكذا فعندما يعطي الموكل األمر للوكيل ببيع البضاعة ووضع ثمنها في‬
‫الجانب الدائن للحساب الجاري للموكل في مواجهة الوكيل‪ ،‬ينتهي الدين األصلي‬
‫المجسد لعملية البيع التي تمت عبر الوكالة بالعمولة وذلك بمجرد إدراج الثمن‬
‫بداخل هذا الحساب في شكل مفرد محاسبي يرمز إلى قيمة العملية األصلية‪ .‬ونفس‬

‫‪2‬‬
‫المثال ينطبق كذلك على الزبون الذي يسلم ورقة تجارية لبنكه تمثل ثمن بضاعة‬
‫معينة من اجل إدراجها بالحساب الجاري البنكي مما يؤدي إلى انقضاء عالقتها‬
‫‪.‬بالدين األصلي وتحولها إلى مفرد محاسبي بفعل األثر التجديدي للحساب الجاري‬
‫على العموم‪ ،‬وعلى فرض إبعاد فكرة التجديد كأساس مالئم لتفسير انقضاء‬
‫الدين األصلي وتحوله إلى مفرد محاسبي‪ ،‬فما هو األساس البديل والمالئم الذي‬
‫‪.‬يمكن على ضوئه تفسير هذا التحول؟‬
‫في إطار الجواب على هذا السؤال فإنه فال يمكن تفسير انقضاء الدين األصلي‬
‫بنظرية المقاصة المتتابعة‪ ،‬ألن المقاصة هي وسيلة الندماج الدين األصلي بعد‬
‫تحوله لمفرد محاسبي داخل الرصيد مما يؤدي إلى انقضائه‪ ،‬وليست أساسا لهذا‬
‫االنقضاء وهذا ما جعل هذه النظرية عرضة للنقد بسبب إنكارها لفكرة التجديد‬
‫‪.‬حيث لم تر في الحساب الجاري سوى اتفاق مقاصة‬
‫ويتأكد انقضاء الدين األصلي على أساس التجديد وليس المقاصة من الناحية‬
‫‪:‬العملية في المثال الذي نرفقه برسم محاسبي لعقد الحساب الجاري‬

‫الرصيد المؤقت‬ ‫ت‪pppppppppp‬اريخ الج‪pppppppp‬انب الجانب الدائن‬ ‫نوع العملية‬ ‫ت‪ppppppppppp‬اريخ‬


‫المدين‬ ‫القيمة‬ ‫العملية‬

‫‪110،000، 70،000،‬‬ ‫‪07/‬‬ ‫تحص‪pppp‬يل كمبيال‪pppp‬ة‬ ‫‪07/06‬‬


‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪06‬‬ ‫لفائدة الزبون‬

‫‪125،000،‬‬ ‫‪15000،00 25/‬‬ ‫‪ 24/0‬أداء شيك صادر عن‬


‫‪00‬‬ ‫‪06‬‬ ‫الزبون‬ ‫‪6‬‬

‫‪3‬‬
‫‪60،000،0‬‬ ‫‪65،000،0‬‬ ‫‪28/‬‬ ‫تحص‪ppp‬يل كمبيال‪ppp‬ة‬ ‫‪28/0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪ 6‬لصالح الزبون‬

‫فمبلغ ‪ 15000،00‬الذي سطرنا عليه هو الذي يهمنا‪ ،‬فهو يمثل في هذا المثال‬
‫قيمته العملية أو الدين األصلي الذي يعتبر السبب الرئيسي والمباشرة ألداء هذا‬
‫المبلغ من طرف البنك لصالح الزبون‪ .‬وبهذا تنتهي العملية األصلية ويحل محلها‬
‫المفرد المحاسبي ‪ 15,00000‬الذي يتقاص بفعل المقاصة السريعة مع المفردات‬
‫المدينة‪ ،‬ويندمج داخل الرصيد المؤقت الذي أصبحت قيمته ‪ ،60،000،00‬إال أن‬
‫العالقة األولية بين الدين األصلي والمفرد المحاسبي هي عالقة تجديد من نوع‬
‫خاص فالدين األصلي انقضى‪ ،‬وتم تعويضه بمفرد محاسبي أما المقاصة فما هي‬
‫سوى وسيلة إلدماج هذا المفرد داخل الرصيد المؤقت طبقا لألعراف البنكية في‬
‫‪.‬هذا الصدد‬
‫من هنا‪ ،‬يبقى القول بأن المقاصة هي أساس انقضاء الدين األصلي قول‬
‫مردود‪ ،‬ألنه ليس من الضروري وجود المقاصة النقضاء الدين الذي يدخل‬
‫‪.‬الحساب الجاري‪،‬في حين أنه من الضروري حصول التجديد النقضائه‬
‫انطالقا مما تقدم يبقى التجديد هو األساس الوحيد والمالئم الذي يجب اعتماده‬
‫لتفسير انقضاء الدين األصلي ودخوله الحساب الجاري في شكل مفرد محاسبي‬
‫‪.‬ليخضع للنظام الخاص لهذا العقد‬
‫أخيرا‪ ،‬رغم كون المكان القانوني األصلي للتجديد هو داخل القانون المدني‪،‬‬
‫فإن اإلجماع الفقهي قائم على أن التجديد داخل عقد الحساب الجاري البنكي هو‬
‫تجديد من نوع خاص‪ .‬فما هي مظاهر هذه الخصوصية؟هذا ما سنجيب عنه من‬
‫‪.‬خالل في المطلب الموالي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر خصوصية التجديد‬

‫يتحدد مفهوم التجديد وفق القواعد العامة بأنه تصرف قانوني ذا أثر مزدوج‬
‫‪.‬ينقضي بمقتضاه التزام قديم ليحل محل التزام آخر جديد‬

‫‪4‬‬
‫ويعرف الفصل ‪ 347‬من قانون االلتزامات والعقود بأن التجديد هو انقضاء التزام‬
‫‪.‬مقابل إنشاء التزام آخر محله‬
‫لكن‪ ،‬التجديد الذي يشمل المدفوعات التي تدخل عقد الحساب الجاري ليس هو‬
‫نفسه الذي يتم في إطار القانون المدني‪ .‬فإذا كان التجديد في إطار هذا األخير يتعلق‬
‫بالتزامين يحل االلتزام الجديد محل االلتزام القديم‪ ،‬فإنه في إطار عقد الحساب الجاري‬
‫يتعلق بانقضاء الدين األصلي ليحل محله مفرد محاسبي يندمج مع غيره من المفردات‬
‫داخل هذا الحساب‪ .‬وهو ما يتم عبر إحالل حق محل حق آخر‪ .‬ولكن الدائنية التي‬
‫يمثلها المفرد الدائن ال يمكن أن تعتبر حقا أو نوعا من الحق استنادا إلى مبدأ عدم‬
‫تجزئة مفردات الحساب الجاري الذي يقضي بعدم وجود دين أو حق خالل سريان‬
‫الحساب‪ .‬و هذا ما يجعل من تحول الحق إلى مفرد محاسبي تجديدا من نوع خاص‪.‬‬
‫وهذا هو الرأي المجمع عليه بسبب استحالة تصور تجديد بمفهوم القانون المدني داخل‬
‫الحساب الجاري‪ ،‬وبسبب ضرورة وجود تجديد من نوع خاص لغاية تحقيق التسوية‬
‫السريعة للمعامالت المتبادلة والجارية‪ .‬وبالتالي يجب تكييف هذا التجديد مع طبيعة عقد‬
‫الحساب الجاري البنكي‪ ،‬وذلك بتجريد المدفوع من صفته السابقة لكي يندمج ضمن‬
‫مفردات الحساب الجاري ألن وهذا يعني‪ ،‬تعويض الدين القديم بمفرد محاسبي داخل‬
‫الحساب الجاري حتى يتمكن هذا العقد من القيام بدوره كامال في مجال التسوية‬
‫وهذا لن يتأتى له إال بتجرد الدين األصلي من نظامه القانوني السابق الذي كان‬
‫‪.‬يحكمه قبل دخوله الحساب الجاري‪ ،‬ويصبح خاضعا لنظام الحساب الجاري‬
‫ويعتبر هذا التحول ضروريا من أجل فتح المجال للمقاصة السريعة والمتتابعة‬
‫التي ال يمكن أن تقوم بدورها دون تحول الديون األصلية إلى مفردات محاسبية‬
‫مجزأة بين الجانبين الدائن والمدين مما يؤدي إلى اندماج كل مفرد يدخل هذا‬
‫‪.‬الحساب داخل الرصيد المؤقت الذي يظهر في كل لحظة‬
‫ونعتقد في هذا الصدد‪ ،‬وعلى خالف ما نصت عليه الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫‪ 347‬من قانون العقود وااللتزامات المغربي بأن التجديد يفترض داخل عقد‬
‫الحساب الجاري وأن التصريح بالرغبة باالشتغال بهذا العقد يعني ضمنيا القبول‬
‫بانقضاء الديون األصلية وتحولها إلى مفردات محاسبية مما يعني افتراض القبول‬
‫بتجديد هذه الديون‪ ،‬وهو ما يجب أن يأخذه قاضي الموضوع بعين االعتبار عند‬
‫البحث في النزاع من أجل استخالص نية التجديد‪ ،‬ألن هذا يدخل في تفسير العقد‬
‫‪.‬الذي يعد من مسائل أو وقائع الموضوع التي يستقل بها قاضي الموضوع‬
‫وفي الواقع العملي للحسابات الجارية البنكية باألبناك المغربية‪ ،‬نجد هذه‬
‫األخيرة تضمن هذا المبدأ ضمن نموذج اتفاقية الحساب باالطالع الذي تعده مسبقا‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫حيث تتم اإلشارة دائما إلى تحول جميع العمليات الناشئة عن مدفوعات متبادلة إلى‬
‫مجرد مفردات حسابية دائنة ومدينة‪ .‬وهذا ما أشار إليه الفصل األول من نموذج‬
‫اتفاقية الحساب الجاري لبنك الوفاء مع زبنائه بنصه على ما يلي ‪" :‬يفتح بنك‬
‫الوفاء لزبونه القابل لذلك حسابا جاريا في دفاتره منتجا لكافة اآلثار القانونية‬
‫المتعلقة بالحساب الجاري ومحوال جميع العمليات الناشئة عن تسليمات متبادلة إلى‬
‫مجرد فصلي دائن و مديون ينجم عنهما عند االختتام رصيد يبين وحده وبقوة‬
‫‪".‬الثبوت لكشف حساب بنك الوفاء دينا له أو عليه تحق المطالبة به‬
‫ويتضح مما تقدم‪ ،‬أن إسناد تحول الدين الذي يدخل الحساب الجاري إلى فكرة‬
‫التجديد‪ ،‬يترتب عليه فقدان هذا الدين لصفاته السابقة مما يؤدي إلى اختفاءه‬
‫وانقضاء الضمانات والدعاوى التي كانت تحميه‪ .‬وهذا يعني أن األثر التجديدي‬
‫لعقد الحساب الجاري تترتب عليه نتائج هامة‪ .‬فما هي هذه النتائج؟ هذا ما سنجيب‬
‫‪.‬عليه من خالل المطلب الثالث الجواب‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬نتائج األثر التجديدي‬

‫يترتب على التجديد طبقا للقواعد العامة زوال الدين القديم بما له من صفات‪،‬‬
‫وما له من تأمينات تضمن الوفاء به ليحل محله دين جديد‪ .‬وال يمكن تطبيق هذه‬
‫اآلثار بهذه الصورة عندما يتعلق األمر بالتجديد الذي يطال المدفوعات التي تدخل‬
‫عقد الحساب الجاري‪ .‬وهو ما يتطلب مراعاة طبيعة هذا العقد والبيئة التي يعمل‬
‫فيها‪ ،‬وما يحيط بها من ظروف اقتصادية تختلف عما نشأ فيه التجديد كنظام قانوني‬
‫‪.‬بالصورة التي هو عليها ضمن القواعد العامة‬
‫وتكتسي اآلثار التي تنتج عن التجديد داخل عقد الحساب الجاري البنكي‬
‫أهمية خاصة مصدرها تحول الدين الذي يدخل هذا الحساب إلى مفرد محاسبي يقيد‬
‫بالجانب الدائن لحساب الدافع‪ ،‬فاقد بذلك لكل صلة مع الدين األصلي الذي يعد سببا‬
‫‪.‬في وجوده‪ ،‬ومجردا من كل الضمانات والدعاوى التي كانت تحميه‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬فدراسة هذه اآلثار ستتم من خالل الحديث عن تغير طبيعة‬
‫المدفوعات من خالل الفقرة األولى‪ ،‬وعن فقدان الضمانات والدعاوى التي كانت‬
‫‪.‬تحمي هذه المدفوعات من خالل الفقرة الثانية‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تغير طبيعة المدفوع‬
‫‪6‬‬
‫إن الدين أو الحق بمجرد دخوله الحساب الجاري‪ ،‬وبفعل األثر التجديدي لهذا‬
‫األخير‪ ،‬يتحول إلى مفرد محاسبي مستقل بذاته وفاقد ألية عالقة مع الدين أو الحق‬
‫األصلي الذي كان سببا في وجود هذا المفرد ليصبح خاضعا لألحكام والقواعد‬
‫الخاصة لعقد الحساب الجاري وهذا يتطلب ضرورة التعامل معه على هذا‬
‫األساس‪ ،‬ومع األخذ بعين االعتبار لآلثار المترتبة عن هذا التحول سواء على‬
‫‪.‬مستوى التقادم أو الفوائد أو االختصاص‬
‫فعلى مستوى التقادم ‪ :‬فال يمكن إعمال مدة تقادم الدين األصلي الذي يدخل‬
‫عقد الحساب الجاري‪ ،‬ألنه من مظاهر التحول أو التغيير الذي يصيب الدين هو‬
‫عدم خضوعه للتقادم الذي كان يسري عليه قبل دخوله هذا الحساب‪ ،‬بل يصبح‬
‫خاضعا للتقادم المقرر للرصيد الناشئ بعد انتهاء الحساب الجاري أي التقادم‬
‫العادي‪ .‬فالتقادم ال يسري على أحد عناصر الحساب الجاري البنكي بصورة‬
‫مستقلة‪ .‬ألنه إذا كان ألحد طرفي الحساب دين عند اآلخر‪ ،‬يتوقف التقادم الخاص‬
‫بذلك الدين‪ .‬وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪28/12/1981‬‬
‫بقولها ‪" :‬مادام الحساب الجاري في حالة حركة وسريان ليس هناك دائن أو مدين‬
‫بل مجرد مفردات ال تجوز المطالبة بها إلى حين قفل الحساب‪ ،‬وبذلك يظل الدين‬
‫معلقا بالنسبة للطرفين ويقف التقادم الخاص به") ومن الطبيعي أن ال يسري التقادم‬
‫نهائيا في مواجهة الديون التي تدخل الحساب الجاري‪ ،‬مادامت هذه األخيرة قد‬
‫‪.‬انقرضت وانقضت‪ ،‬وال يبدأ سريان التقادم العادي إلى حين إقفال هذا الحساب‬
‫وتطبيقا لهذا‪ ،‬فإذا كان الدين القديم الذي أدرج في الحساب باالطالع ثابتا في‬
‫ورقة تجارية‪ ،‬وخاضعا للتقادم الصرفي وهو تقادم قصير فإنه يفلت من هذا التقادم‬
‫بمجرد دخوله في الحساب الجاري‪ ،‬وتحوله إلى مفرد محاسبي بداخله‪ .‬وال يمكن‬
‫أن يخضع ألي تقادم خالل اشتغال هذا الحساب‪ ،‬حتى إذا حل ميعاد إقفاله‪ ،‬ساهم‬
‫هذا المفرد مع غيره من المفردات في تكوين الرصيد النهائي الذي يخضع للتقادم‬
‫‪.‬العادي في المواد التجارية‬
‫على مستوى الفوائد ‪ :‬يؤدي دخول الدين األصلي في الحساب باالطالع إلى‬
‫وقف سريان الفوائد التي كان ينتجها قبل دخوله هذا الحساب‪ ،‬إذ بمجرد تحول هذا‬
‫الدين إلى مفرد محاسبي يفقد طبيعته األولى التي كانت أساس إنتاج الفوائد‪،‬‬
‫وتخضع مفردات الحساب للقواعد المتفق عليها بين الطرفين بشأن الفوائد في‬
‫الحساب التي تساهم في تكوين الرصيد النهائي عند إقفاله وتنتج بدورها فوائد‬
‫‪.‬خالل اشتغال الحساب الجاري‬

‫‪7‬‬
‫تطبيقا لهذا فإذا كان الدين الذي دخل الحساب ينتج فوائد مدنية‪ ،‬فإنه داخل عقد‬
‫الحساب الجاري ينتج فوائد بالسعر التجاري‪ .‬كما أن الفوائد التي ينتجها هذا الدين‬
‫‪.‬لن تتقادم إال بالتقادم المقرر لرصيد الحساب الجاري‬
‫وعلى مستوى االختصاص ‪ :‬إذا كان الدين األصلي قبل دخوله الحساب‬
‫الجاري من اختصاص القضاء العادي في حالة وقوع نزاع بشأنه بسبب طبيعته‬
‫المدنية‪ ،‬فإنه بمجرد دخوله عقد الحساب الجاري يصبح من اختصاص القضاء‬
‫التجاري بسبب الطبيعة التجارية لهذا العقد‪ ،‬وذلك بالنسبة للتشريعات التي تعتمد‬
‫هذا النظام القضائي‪ ،‬كما هو الحال في المغرب حيث المحاكم التجارية هي‬
‫‪.‬المختصة بالنظر في العقود التجارية‬
‫و إضافة إلى تحول طبيعة الدين بعد دخوله الحساب الجاري كنتيجة للتجديد‬
‫داخل عقد الحساب الجاري‪ ،‬يشكل انقضاء الدعاوى والتأمينات التي كانت تحمي‬
‫الدين األصلي قبل دخوله الحساب الجاري نتيجة هامة يرتبها هذا التجديد‪ .‬فكيف‬
‫يتم هذا االنقضاء؟ وما هي مبرراته القانونية؟ هذا ما سنجيب عليه من خالل الفقرة‬
‫‪.‬الثانية‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬فقدان دعاوى وضمانات المدفوع‬

‫يتعلق األمر هن‪pp‬ا بعنص‪pp‬رين ه‪pp‬امين يترتب‪pp‬ان عن األث‪pp‬ر التجدي‪pp‬دي داخ‪pp‬ل عق‪pp‬د‬
‫الحساب الجاري هما ‪ :‬فقدان دع‪p‬اوى ال‪p‬دين األص‪p‬لي ( أوال ) وانقض‪p‬اء ض‪p‬مانات‬
‫هذا األخير ( ثانيا )‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬فقدان دعاوى الدين األصلي‬


‫بمجرد دخول الديون القديمة إلى الحساب الجاري البنكي‪ ،‬فإنها تفقد طبيعتها‬
‫وصفاتها وكيانها الذاتي نتيجة األثر التجديدي لهذا الحساب‪ ،‬وهذا يؤدي بطبيعة‬
‫الحال إلى انقضاء الدعاوى المتعلقة بها بمجرد قيد المدفوعات الممثلة لها داخل‬
‫الحساب الجاري‪ .‬وتتحول هذه المدفوعات إلى مجرد مفردات دائنة وأخرى مدينة‬
‫تتقاص فيما بينها عند إقفال هذا الحساب‪ ،‬وتساهم في تكوين الرصيد النهائي الذي‬
‫يمثل دينا حقيقيا ألحد الطرفين لآلخر‪ ،‬وقبله الرصيد المؤقت الذي يظهر في كل‬
‫لحظة‪ ،‬ومن تم ال توجد بشأن الحساب الجاري سوى دعوى واحدة وهي الدعوى‬
‫‪.‬التي تحمي هذا الرصيد أو ذاك‬

‫‪8‬‬
‫أما خالل اشتغال الحساب الجاري البنكي أو الحساب باالطالع ‪ ،‬وطبقا لمبدأ‬
‫عدم تجزئة مفردات هذا الحساب فال يوجد دائن أو مدين‪ .‬وبالتالي ال يتمتع أي‬
‫طرف في هذا الحساب بأية دعوى تسمح له بالمطالبة بتسوية أي مدفوع من‬
‫المدفوعات المدرجة به بصفة مستقلة‪ ،‬وهذا يعني أن دخول المدفوعات في الحساب‬
‫‪.‬الجاري يؤدي إلى انقضاء الدعاوى التي كانت تحمي الديون القديمة‬
‫ويعتبر انقضاء الدعاوى المرتبطة بالدين األصلي أثرا رئيسيا للتجديد الذي‬
‫يصيب المدفوعات التي تدخل الحساب الجاري مما يمنع من المطالبة بتحصيل هذه‬
‫الديون بمفردها أو المطالبة بها بالتخصيص‪ .‬وهذا االنقضاء هو نتيجة منطقية‬
‫النتهاء أي صلة بين الدين األصلي والمفرد المحاسبي الذي أصبح يمثله داخل هذا‬
‫الحساب‪ ،‬والذي بمجرد دخوله هذا األخير يندمج مباشرة في الرصيد الذي يظهر‬
‫في كل لحظة خالل اشتغال الحساب أو الرصيد النهائي عند إقفاله‪ .‬وهذا االندماج‬
‫يؤدي إلى ضرورة التزام كل طرف باالمتناع عن االدعاء بشأن هذا الدين األصلي‬
‫على أساس العقد الذي أنشأه‪ ،‬ويبقى له االستناد إلى عقد الحساب الجار فقط‬
‫ولتفادي هذا‪ ،‬استقر الرأي على جواز االتفاق على إبعاد بعض المدفوعات‬
‫كاألوراق التجارية من نطاق الحساب الجاري حتى يظل الدائن متمتعا بالضمانات‬
‫الخاصة بالديون القديمة‪ ،‬وبالدعاوى التي كانت تحميها استثناء من مبدأ عمومية‬
‫الحساب الجاري‬
‫يفهم من هذا‪ ،‬أن األثر التجديدي للحساب باالطالع يؤدي إلى انقضاء الضمانات‬
‫أو التأمين‪pp‬ات ال‪pp‬تي ك‪pp‬انت تحمي ال‪pp‬دين األص‪pp‬لي قب‪pp‬ل دخول‪pp‬ه ه‪pp‬ذا الحس‪pp‬اب‪ ،‬فم‪pp‬ا هي‬
‫مبررات هذا االنقضاء؟ وما هي الحلول الحمائية للطرف المتضرر وللغير؟‬

‫ثانيا‪ :‬انقضاء ضمانات الدين األصلي‪:‬‬

‫أو التأمينات ال‪pp‬تي ك‪pp‬انت تض‪pp‬من ال‪pp‬ديون القديم‪pp‬ة س‪pp‬واء ك‪pp‬انت ه‪pp‬ذه التأمين‪pp‬ات‬
‫قانونية أو اتفاقي‪pp‬ة‪ ،‬وه‪pp‬ذا األث‪pp‬ر يض‪pp‬ر بطبيع‪pp‬ة الح‪pp‬ال ب‪pp‬الطرف ال‪pp‬ذي ك‪pp‬انت ديون‪pp‬ه‬
‫األصلية قبل دخولها الحساب مضمونة بتأمينات توفر له حماية أقوى‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫هكذا إذ دخل ثمن البيع الحساب الجاري تحول إلى مفرد محاسبي خاضع‬
‫للنظام القانوني لهذا العقد‪ ،‬وبذلك ينقضي االمتياز الضامن له‪ ،‬وإذا كان للبنك رهن‬
‫ضمانا لدين قبل دون تحفظ منه بأن يدخل الحساب الجاري‪ ،‬سقط هذا الرهن‬
‫إذن‪ ،‬وبالنظر النقطاع العالقة القانونية بين الدين األصلي والمفرد المحاسبي‬
‫الذي يمثله‪ ،‬فإنه من الطبيعي‪ ،‬وبفعل التجديد – أحد أهم مرتكزات عقد الحساب‬
‫الجاري – أن تنقطع العالقة بين التأمينات أو ضمانات الدين األصلي والمفرد‬
‫المحاسبي‪ .‬ويتجسد هذا االنقضاء في عدم استفادة المفرد الممثل للدين المضمون‬
‫من تلك الضمانات‪ .‬إال أن هذا‪ ،‬قد يسبب في غالب األحيان أضرارا ألحد‬
‫األطراف‪ ،‬وحتى للغير‪ .‬ومن أجل تفادي هذه األضرار البالغة الخطورة‪ ،‬تم‬
‫االستقرار فقها وقضاء وتشريعا على حلين‪ .‬فما هما؟‬
‫الحل األول ‪ :‬االتفاق على عدم إدخال الديون المضمونة إلى حظيرة الحساب‬
‫‪.‬باالطالع‬
‫‪:‬الحل الثاني ‪ :‬انتقال الضمانات إلى رصيد الحساب‬
‫حيث أن إرادة الطرفين يمكن أن تلعب دورا جوهريا في هذا الصدد‪ ،‬إذ بإمكان‬
‫الطرف الذي يتوفر على ديون مضمونة ستدخل الحساب الجاري‪ ،‬أن يشترط انتقال‬
‫الضمانات التي تحمي تلك الديون لضمان رصيد هذا الحساب‪.‬وإذا كانت المادة ‪355‬‬
‫من قانون االلتزامات والعقود تنص على ان ‪" :‬االمتيازات والرهون الرسمية‬
‫الضامنة للدين القديم ال تنتقل إلى الدين الذي يحل محله إال إذا احتفظ به‬
‫صراحة‪ "...‬فيمكن اعتبار الرصيد الذي سيسفر عليه الحساب الجاري دينا جديدا‬
‫‪.‬يحق للطرفين االتفاق على تحويل ضمانات الدين القديم لضمانه‬
‫وقد نص القانون التجاري المغربي على هذا الحل صراحة من خالل المادة‬
‫‪ 498‬من مدونة التجارة المغربية في فقرتها الثانية‪" :‬تنقضي الضمانات الشخصية‬
‫أو العينية المرتبطة بالديون المحولة في الحساب‪ ،‬إال إذا حولت باتفاق صريح على‬
‫‪".‬رصيد الحساب‬
‫وهكذا‪ ،‬فكيفما كانت طبيعة هذه الضمانات يبقى من حق الطرفين االتفاق على‬
‫إبقائها للتحول إلى الرصيد الدائن للحساب الجاري‪ ،‬أو االتفاق على إنشاء ضمانات‬
‫خاصة للرصيد النهائي لنفس الحساب‪ .‬بعد هذا ننتقل للحديث عن موقف المشرع‬
‫‪.‬المغربي في الموضوع وذلك من خالل المطلب الموالي‬
‫المطلب الرابع‪ :‬موقف المشرع المغربي‬
‫‪10‬‬
‫نصت المادة ‪ 498‬من مدونة التجارة على ما يلي ‪" :‬تفقد الديون المسجلة في‬
‫الحساب صفاتها المميزة وذاتيتها الخاصة وتعتبر مؤداة‪ ،‬آنذاك ال يمكنها أن تكون‬
‫‪.‬موضوع أداء أو مقاصة أو متابعة أو إحدى طرق التنفيذ أو التقادم بصورة مستقلة‬
‫تنقضي الضمانات الشخصية أو العينية المرتبطة بالديون المحولة في‬
‫‪".‬الحساب‪ ،‬إال إذا حولت باتفاق صريح على رصيد الحساب‬
‫يفهم من هذا النص أن المشرع التجاري المغربي لم يأخذ بنظرية التجديد‬
‫صراحة كأساس النقضاء الديون األصلية التي تدخل الحساب الجاري البنكي أو‬
‫الحساب باالطالع‪ ،‬بل اعتمد موقف الفقه والقضاء الفرنسيين الحديث الذي يؤسس‬
‫انقضاء الديون األصلية على أساس أن الدفع في الحساب يساوي الوفاء‬
‫بعد هذا كله يمكن القول بأن األثر التجديدي للحساب باالطالع من خالل‬
‫المدونة التجارية المغربية يستند إلى كون الديون التي تم تقييدها في هذا الحساب‬
‫تعتبر مؤداة وهذا يؤكد أن المشرع المغربي هو اآلخر يأخذ بفكرة التجديد كأساس‬
‫النقضاء الديون التي تدخل الحساب الجاري البنكي‪ ،‬وليس بفكرة الوفاء كأساس‬
‫‪.‬لهذا االنقضاء‬
‫وبعد استكمال الحديث عن آثار عقد الحساب باالطالع ننتقل من خالل‬
‫‪.‬المبحث الموالي للحديث عن إقفال الحساب البنكي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إقفال الحساب البنكي‬

‫سنتناول إقفال الحساب باالطالع أو الحساب الجاري البنكي من خالل مطلبين‬


‫نتحدث في المطلب األول عن أسباب إقفال هذا النوع من الحساب وهي نفس‬
‫األسباب التي تقفل بها باقي أنواع الحسابات البنكية األخرى على أن نخصص‬
‫المطلب الثاني للحديث القانوني عن اآلثار المترتبة على إقفال الحساب باالطالع أو‬
‫الحساب الجاري البنكي‪ .‬قفل الحساب‬
‫وقبل الدخول في تفاصيل هذين المطلبين نشير إلى المستجدات القانونية التي‬
‫عرفها إقفال الحساب البنكي ‪ ،‬والتي التزاما بها يجب على المؤسسات البنكية أال‬
‫تستغل جهل المواطنين وتتعمد ترك حساباتهم مفتوحة لسنوات (مع أنه ليس من‬
‫حقها فعل ذلك ) حتى تراكم مبلغا كبيرا نتيجة االقتطاعات البنكية‪ ،‬حتى إذا انتبه‬
‫‪.‬صاحبه أو تذكره وجده مدينا بمبلغ كبير نتيجة تراكم االقتطاعات البنكية‬

‫‪11‬‬
‫فالمؤسسة البنكية ملزمة بقوة القانون بإغالق أي حساب بنكي يقل رصيده عن‬
‫‪ 100‬درهم ومر عليه عام كامل دون أن يستخدمه صاحبه‪ ،‬مضيفين أنه إذا “طالب‬
‫أحد البنوك بديون متراكمة على حسابك الذي لم تترك فيه أقل من ‪ 100‬درهم ولم‬
‫تتعامل به لمدة سنة كاملة فال تدفع لهم أي درهم بقوة القانون حسب المادة ‪ 503‬من‬
‫‪”.‬مدونة التجارة‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب اإلقفال‬

‫تنص المادة ‪ 503‬من مدونة التجارة المغربية على انه ‪" :‬يوضع حد للحساب‬
‫باالطالع بإرادة أي من الطرفين‪ ،‬بدون إشعار إذا كانت المبادرة من الزبون‪ ،‬ومع‬
‫مراعاة اإلشعار المنصوص عليه في هذا الباب المتعلق بفتح االعتماد إذا كانت‬
‫‪.‬المبادرة من البنك‬
‫يقفل الحساب أيضا بالوفاة أو انعدام األهلية أو التسوية أو التصفية القضائية‬
‫‪".‬للزبون‬
‫انطالقا من هذه المادة‪ ،‬فإقفال الحساب البنكي بصفة عامة والحساب الجاري‬
‫البنكي بصفة خاصة هو نتيجة حتمية تفرضها أسباب متعددة‪ ،‬قد يكون لإلرادة‬
‫دخل فيها‪ ،‬وقد ال يكون لها أي دخل عندما يكون إقفاله نتيجة تغير الوضعية‬
‫‪.‬القانونية للزبون‬
‫يفهم من هذا أن أسباب إقفال هذا الحساب قد تكون إرادية (الفقرة األولى) وقد‬
‫‪.‬تكون أسبابا غير إرادية (الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب اإلرادية‬

‫رغم أن فتح الحساب الجاري البنكي أصبح التزاما تجاريا على عاتق الزبون‬
‫التاجر بمقتضى المادة ‪ 18‬من مدونة التجارة‪ ،‬فهو ليس عقدا أبديا يفرض عليه‬
‫االستمرار في هذه العالقة طيلة حياته‪ ،‬حيث يمكنه أن يلجأ إلى قفل هذا الحساب‬
‫بإرادته دون قيد أو شرط‪ .‬وهو نفس الحق المخول للبنك شريطة مراعاة إشعار في‬
‫‪.‬هذا الصدد‬

‫‪12‬‬
‫وكيفما كان مصدر إقفال الحساب‪ ،‬سواء من طرف البنك أو الزبون فهذا‬
‫‪.‬اإلقفال قد يكون صراحة‪ ،‬وقد يستفاد ضمنيا‬
‫مبدئيا‪ ،‬فاتفاقية الحساب الجاري البنكي تنتهي كباقي االتفاقات بحلول أجلها‬
‫في مجال تسوية المعامالت المتبادلة بين الطرفين إذا كان الحساب الجاري محدد‬
‫المدة‪ ،‬وإذا لم يكن محدد المدة‪ ،‬وهذا هو الوضع الغالب بالنسبة للحسابات الجارية‬
‫‪.‬البنكية‪ ،‬يحق لكل طرف إقفال هذا الحساب تحت ضغط أسباب معقولة بالطبع‬
‫ويالحظ‪ ،‬أن القانون المغربي في هذا المجال وعلى خالف بعض القوانين‪،‬لم‬
‫يتحدث عن أجل محدد الشتغال الحساب باالطالع‪ ،‬وهو ما يفسر اعتماد واضعي‬
‫هذا القانون على العرف البنكي الذي يدخل ضمن القوانين الخاصة للمهنة البنكية‬
‫كمصدر‪ ،‬حيث يجعل من الحسابات الجارية البنكية عقودا مستمرة مادام الهدف من‬
‫االشتغال بها يرتبط بتسوية عمليات متعددة يطبعها التبادل واالسترسال‬
‫‪.‬واالستمرار‬
‫ونعتقد أن عدم تحديد مدة االشتغال بالنسبة لهذا النوع من الحسابات هو‬
‫إيجابي‪ ،‬بالنظر لسمو الهدف من االشتغال بعقد الحساب الجاري بين البنك‬
‫والزبون‪ ،‬وذلك على خالف الحساب ألجل والذي ‪-‬وانطالقا من تسميته‪ -‬يجب أن‬
‫‪.‬يكون محددا بمدة معينة‬
‫هنا‪ ،‬ال يمكن إغفال دور االعتبار الشخصي في مجال اإلقفال اإلرادي‬
‫للحساب الجاري بالنظر الرتباطه بطبيعة هذا الحساب‪ ،‬ولكونه عنصرا محددا‬
‫للتعاقد في هذا الصدد‪ .‬وهذا ما يبرر حق كل طرف في التخلص من هذا العقد إذا‬
‫ما تأثر االعتبار الشخصي للطرف اآلخر أو ارتكب الزبون خطأ‪ .‬فتأثر االعتبار‬
‫الشخصي يعتبر من أهم األسباب التي تؤدي باألبناك إلى إقفال الحسابات الجارية‬
‫‪.‬لبعض الزبناء نتيجة تقلص عوامل الثقة والمالءة أو انعدامها لدى هؤالء‬
‫وال يوجد ما يمنع ‪-‬خصوصا في ظل المنافسة على اجتذاب الزبناء‪ -‬من أن‬
‫يكون تأثر ذات االعتبار سببا إلقدام الزبون على إقفال حسابه‪ ،‬إذا ما تبين له أن‬
‫البنك الذي يتعامل معه ال يوفر له امتيازات‪ ،‬أو تنقصه الشفافية في التعامل‪ ،‬أو أن‬
‫معدالت الفائدة التي يشترطها مرتفعة‪ ،‬وأن هناك أبناك أخرى أفضل لكي يتعامل‬
‫معها في هذه الحالة‪ ،‬فيقوم بإقفال حسابه‪ ،‬مادامت اإلمكانية القانونية متوفرة له في‬
‫‪.‬هذا الصدد بمقتضى المادة ‪ 503‬من مدونة التجارة المغربية‬

‫‪13‬‬
‫إضافة إلى ما تقدم‪ ،‬فقد يقفل الحساب الجاري البنكي بصورة ضمنية‪ ،‬ودون‬
‫‪.‬حاجة إلى التعبير صراحة عن إرادة أحد الطرفين في توقيف التعامل بهذا الحساب‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬وانطالقا من الشرط المادي لصحة اتفاقية الحساب‬
‫الجاري‪ ،‬فبإمكان كل طرف داخل هذا الحساب أن ُيغيب هذا الشرط عبر التوقف‬
‫‪.‬عن تغذية حسابه‪ ،‬مما يفَّسر بعدم اهتمام هذا الطرف بتشغيله ورغبته في إقفاله‬
‫وإذا كان التعبير الصريح عن إقفال الحساب الجاري ال يثير أي إشكال‪ ،‬فإن‬
‫التعبير الضمني يستخلصه القضاء من ظروف الحال ووقائع النازلة المعروضة‬
‫عليه‪ ،‬كما لو كانت العمليات بين الطرفين قد توقفت لمدة طويلة‪ .،‬لكن اإلشكال‬
‫يثور في هذه الحالة بالنسبة لتاريخ اإلقفال النهائي للحساب‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أتيح‬
‫للقضاء الفرنسي فرصة النظر في قضية تتعلق بتوقف الزبون عن تغذية الحساب‬
‫ورصيده مدينا لفائدة البنك‪ ،‬فقضت محكمة النقض الفرنسية بأن الحساب يعتبر‬
‫مقفال من تاريخ آخر عملية قيدت به‪ ،‬وأن الرصيد المدين ينتج فوائد ابتداء من هذا‬
‫التاريخ‪ .‬كما اعتبر القضاء المصري توقف الحساب الجاري البنكي عن الحركة‬
‫سببا يؤدي إلى إقفاله‪ ،‬حيث فضت محكمة النقض المصرية بما يلي ‪" :‬قفل‬
‫الحساب الجاري وتصفيته يكون بانتهاء العمليات المتبادلة بين العميل والبنك وعدم‬
‫االستمرار فيها‪ ،‬أثره وقوع المقاصة العامة فورا وتلقائيا بين مفرداته الموجودة في‬
‫جانبيه واستخالص رصيد وحيد يحل محل جميع حقوق طرفيه كل في مواجهة‬
‫‪.‬اآلخر‬
‫وعلى غرار القضاء ين الفرنسي والمصري‪ ،‬أتيح للقضاء المغربي النظر في‬
‫هذا اإلشكال المتعلق بتاريخ قفل الحساب‪ .‬وفي هذا اإلطار جاء في قرار للمحكمة‬
‫التجارية بمراكش بتاريخ ‪10/10/2001‬ما يلي ‪" :‬أن الكشوف الحسابية الموجودة‬
‫في الملف تفيد أن الحساب توقف عن الحركة منذ ‪ 28/10/97‬وتم حصر المديونية‬
‫آنذاك في ‪ ...‬وأنه منذ هذا التاريخ لم يعرف أي دفعات متبادلة وما تم تسجيله‬
‫بالجانب المدين لم يكن سوى فوائد بنكية احتسبها البنك لوحده‪ ،‬على الرغم من‬
‫‪".‬كونه ال تستحق بعد إقفال الحساب سوى الفوائد القانونية‬
‫ويفهم من هذا القرار‪ ،‬أن المحكمة فسرت التوقف عن تغذية الحساب الجاري‬
‫بمدفوعات متبادلة‪ ،‬بالرغبة في إقفال هذا الحساب‪ ،‬وأن تاريخ اإلقفال يرجع آلخر‬
‫‪.‬حركية أو ألخر عملية عرفها هذا الحساب‬
‫وإذا عدنا إلى مضمون نص المادة ‪ 503‬من مدونة التجارة السالف الذكر‪،‬‬
‫يمكن القول بأن المقصود من هذا التصرف والمتمثل في التوقف عن الدفع‬
‫‪14‬‬
‫بالحساب‪ ،‬هو الزبون أكثر من البنك مادام األول يعفي من أية شكلية إذا ما أراد‬
‫إقفال الحساب‪ ،‬على خالف البنك الذي يظل مقيدا باحترام إشعار نصت عليه هذه‬
‫‪.‬المادة‪ ،‬حيث يلزم بالقيام به ولو توقف عن الدفع بالحساب لمدة طويلة‬
‫وانطالقا من نص المادة ‪ 503‬كذلك‪ ،‬يفهم أن المشرع يقرر مبدأ حق كل‬
‫طرف في وضع حد للحساب الجاري البنكي أو الحساب باالطالع‪ ،‬وبعد ذلك يورد‬
‫استثناء يقول بأن هذا الحق هو مطلق بالنسبة للزبون‪ ،‬بينما هو مقيد بالنسبة للبنك‪،‬‬
‫مقيد بماذا؟ مقيد بإشعار تم التنصيص عليه داخل الباب الخامس من القسم السابع‬
‫من مدونة التجارة المغربية المتعلق بعقد االعتماد بمقتضى المادة ‪ ،525‬غير أنه‬
‫ليست فقرات هذه المادة كلها مقصودة باإلحالة‪ ،‬وإنما األمر يتعلق فقط بالفقرة‬
‫الثانية التي جاء فيها ‪" :‬ال يمكن فسخ االعتماد المفتوح لمدة غير معينة بصورة‬
‫صريحة أو ضمنية‪ ،‬وال تخفيض مدته إال بعد تبليغ إشعار كتابي وانتهاء أجل يحدد‬
‫‪".‬عند فتح االعتماد دون أن يقل هذا األجل عن ستين يوما‬
‫وهذا يعني‪ ،‬أن البنك إذا ما أراد قفل هذا الحساب باالطالع‪ ،‬فهو ملزم بتبليغ‬
‫الزبون بإشعار كتابي باإلقفال‪ ،‬وأن ال يبادر إلى هذا اإلقفال إال بعد مرور ‪ 60‬يوما‬
‫تبتدئ من تاريخ توصل الزبون باإلشعار‪ .‬فهل يمكن تفسير هذا النص بكونه أتى‬
‫تدعيما لمبدأ حق الزبون في الحساب أو أن المسطرة التي ألزم المشرع البنك‬
‫بإتباعها جاءت حماية للزبون من اإلقفال الفجائي والتعسفي؟‬
‫إن الواقع البنكي المغربي إذا سمح لنا بالجواب باإليجاب على الشق األول من‬
‫السؤال ‪-‬وحتى هذا اإليجاب يبقى مغازلة من البنك للزبون يؤطرها المشرع‪ -‬فإن‬
‫القول أن هذا اإلشعار جاء لحماية الزبون ال يمكن القبول به كجواب على الشق‬
‫الثاني الن اإلشعار المنصوص عليه في المادة ‪ 503‬من السالفة الذكر ال يقصد به‬
‫أن تخبر المؤسسة البنكية الراغبة في وضع حد للحساب باالطالع لزبونها صاحب‬
‫هذا الحساب بذلك‪ ،‬وإنما يقصد به ذلك األجل الذي يجب على المؤسسة البنكية أن‬
‫تعطيه لصاحب الحساب باالطالع لكي يتدبر شؤونه قبل أن يصير قرارها المتعلق‬
‫‪".‬بإقفال هذا الحساب نهائيا‬
‫أما بالنسبة للزبون‪ ،‬فطبقا لنفس المادة أعاله ‪ ،‬فإذا ما أراد وضع حد للحساب‬
‫الجاري الذي يجمعه بالبنك‪ ،‬فهو غير ملزم بتاتا باحترام أية مهلة إشعار‪ .‬ومع ذلك‬
‫‪.‬يتعين عليه إخبار المؤسسة البنكية برغبته هاته بسبب أهمية اإلخبار بالنسبة للبنك‬
‫وأمام شيوع تنفيذ عقد االعتماد داخل الحساب الجاري‪ ،‬ففي هذه الحالة‪ ،‬فرغبة‬
‫البنك في إنهاء الحساب بإرادته هي رغبته كذلك في إنهاء فتح االعتماد‪ .‬فهل سيسلك‬
‫‪15‬‬
‫المسطرة المنصوص عليها داخل المادة ‪ 503‬المتعلقة بشكليات إقفال الحساب بإرادة‬
‫من البنك فقط‪ ،‬أم سيسلك هذه المسطرة األخيرة والمسطرة المنصوص عليها داخل‬
‫المادة ‪ 525‬المتعلقة بشكليات فسخ االعتماد؟‬
‫من الناحية القانونية‪ ،‬فالبنك ملزم في ‪-‬حالة إقفال اعتماد في حساب جار‬
‫بمبادرة منه بإشعار الزبون كتابة بفسخ االعتماد‪ ،‬وإشعاره في نفس الوقت بإقفال‬
‫الحساب الجاري‪ ،‬ألن األحكام القانونية لفتح االعتماد مستقلة عن مثيالتها بالنسبة‬
‫‪.‬للحساب الجاري البنكي‬
‫وبصرف النظر عن هذا‪ ،‬ولنبقى داخل اإلشعار المنصوص عليه داخل المادة‪.‬‬
‫‪ 503‬من القانون التجاري المغربي‪ ،‬فماذا لو أن المؤسسة البنكية لم تحترم هذا‬
‫اإلشعار؟ الجواب نجده داخل المادة ‪ 525‬من المدونة التجارية المغربية رغم أن‬
‫المادة ‪ 503‬لم تحسم في هذا صراحة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فعدم احترام هذا اإلجراء يؤدي إلى‬
‫اعتبار هذا الحساب مازال مفتوحا‪ ،‬وفي حالة اشتغال بالنسبة للزبون‪ .‬وبالتالي‬
‫تترتب المسؤولية البنكية عن األضرار التي يمكن أن تلحق الزبون من جراء إقفال‬
‫الحساب الجاري الذي يجمعها بالبنك دون سابق إعالم وفق القانون في هذا الصدد‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه الفقرة األخيرة من المادة ‪ 525‬والتي جاء فيها ‪" :‬يؤدي عدم‬
‫احترام هذه المقتضيات من طرف المؤسسة البنكية إلى تحميلها المسؤولية المالية"‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يحق للزبون مقاضاة هذا األخير إذا امتنع دون مبرر معقول عن وفاء شيك‬
‫سحبه الزبون أو رفض أمر تحويل صادر عن هذا األخير‪ ،‬دون أن يتوصل‬
‫‪.‬الزبون بإشعار بإقفال الحساب‬
‫ونفس المسؤولية تظل قائمة في حالة عدم احترام المدة المنصوص عليها التي‬
‫يجب أن تلي تبليغ الزبون بإشعار كتابي‪ .‬ويمكن تفسير هذه المدة بمهلة قانونية تتحدد‬
‫في ‪ 60‬يوما‪ ،‬يجب أن يمنحها البنك للزبون قبل اإلقفال النهائي للحساب الجاري‬
‫‪.‬البنكي‬
‫وبصدد نفس الموضوع ‪ :‬موضوع إشعار الزبون بإقفال الحساب الجاري‬
‫كتابة وانتظار البنك مدة ‪ 60‬يوما لتنفيذ هذا اإلقفال‪ ،‬يثار تساؤلين هامين‪ ،‬األول‬
‫يقول ‪ :‬هل يمكن للبنك إقفال هذا الحساب دون القيام بإشعار الزبون كتابة؟ والثاني‬
‫يتعلق بمدى أحقية البنك في التراجع عن هذا اإلشعار خالل هذه المدة؟‬
‫فيما يخص الجواب عن السؤال األول‪ ،‬فيجد أساسه داخل إحدى حيثيات قرار‬
‫عن المجلس األعلى سابقا محكمة النقض حاليا مؤخرا‪ ،‬وجاء فيها‪ ..." :‬وحيث‬
‫أن الحساب الجاري الذي هو حساب االطالع يعد من العقود غير المحددة المدة‬
‫‪16‬‬
‫التي ال يمكن ألي أحد من طرفيه وضع حد له‪ ،‬فالمادة ‪ 503‬من قانون مدونة‬
‫التجارة أوردت أن الزبون يمكنه أن يبادر إلنهاء الحساب دون إعطاء البنك مهلة‬
‫إشعار‪ ،‬وإن كانت المبادرة من البنك لزمه مراعاة اإلشعار المنصوص عليه في‬
‫الباب المتعلق بفتح االعتماد الذي أوردت بشأنه المادة ‪ 525‬من نفس المدونة أنه ال‬
‫يمكن فتح االعتماد المفتوح لمدة غير معينة إال بعد تبليغ كتابي للمدين وهو ما لم‬
‫تعبر عنه ال المدينة وال البنك مما يجعل الحساب الجاري الزال مسترسال ومرتبا‬
‫"‪...‬للفوائد االتفاقية طبقا للقانون‬
‫ويفهم من هذا القرار‪ ،‬أن المجلس األعلى اعتبر إقفال الحساب الجاري البنكي‬
‫بمبادرة من البنك ال يمكن أن ينتج آثاره إال بعد تبليغ البنك الزبون كتابة برغبته في‬
‫إقفال هذا الحساب مع واحترام اإلشعار المنصوص عليها في الباب المتعلق بفتح‬
‫االعتماد‪ .‬وفي غياب هذين الشرطين فالحساب يظل ساريا وفي حالة اشتغال بين‬
‫‪.‬الطرفين‬
‫أما فيما يخص الجواب على السؤال الثاني‪ ،‬فإنه ال يوجد داخل النص المنظم‬
‫لهذا اإلشعار داخل المواد القانونية المنظمة إلقفال الحساب الجاري البنكي ما يمنع‬
‫المؤسسة البنكية من التراجع عن هذا اإلشعار والعدول عن إقفال هذا الحساب‪،‬‬
‫شريطة إخبار الزبون بهذا العدول‪ ،‬وبرغبتها في استمرارية هذا الحساب الذي‬
‫‪.‬يجمعهما به بدل إقفاله‬
‫وهنا نورد بعض القرارت القضائية الصادرة عن القضاء المغربي في‬
‫موضوع اقفال الحساب البنكي‬

‫‪17‬‬
‫قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس‬
‫رقم ‪1539‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪29/10/2009‬‬
‫ملف عدد ‪815/09‬‬
‫‪ :‬القاعدة‬
‫مقتضيات المادة ‪ 503‬من م‪.‬ت‪ ،‬أعطت الحق لزبون البنك في وضع حد‬
‫لحسابه باإلطالع حتى بدون إشعار البنك بلك ولم يوقف ذلك على شرط من‬
‫‪.‬الشروط‬
‫إعالم الزبون لبنكه بضرورة قفل الحساب وإغالقه يلزم المؤسسة البنكية‬
‫‪.‬تطبيقه فورا‬
‫وبعد إقفال الحساب وتوقيفه عن أية حركية يتحدد الرصيد النهائي للحساب‬
‫الذي يعطي الحق للطرف الدائن في المطالبة بالوفاء مما أسفرت عنه هذه‬
‫‪.‬العملية‬
‫‪.‬الحكم الذي راعى كل ذلك يعد في محله ويتعين تأييده‬
‫‪ :‬التعليل‬
‫حيث أثار الطاعن في أسباب استئنافه كون الحكم المطعون فيه جاء فاسد‬
‫التعليل لما اعتمد في الحكم بإغالق الحساب على مقتضيات المادة ‪ 503‬م‪.‬ت و‬
‫الحال أن قفل الحساب من طرف الزبون مرهون بوضعية الحساب عند اإلغالق و‬
‫كون المستأنف عليه استمر في تشغيل حسابيه ولم يحترم مدة تصفيتها ولم يفسخ‬
‫‪.‬عقدي التأمين ولم يرجع بطاقة األداء ولم يؤد المبالغ التي بذمته‬
‫لكن وخالف ما ذهب إليه المستأنف فإن مقتضيات المادة ‪ 503‬من مدونة‬
‫التجارة جاءت واضحة وال تتضمن أي لبس إذا أعطت للزبون الحق في وضع حد‬
‫لحسابه باإلطالع حتى بدون إشعار البنك بذلك‪ ،‬ولم توقف ذلك على أي شرط من‬
‫‪18‬‬
‫الشروط التي احتج بها المستأنف‪ ،‬وهو احتجاج في غير محله ما دام ما أدلى به‬
‫البنك إلثبات التزامه بأداء أقساط التأمين والتحويالت البنكية نتيجة العقود الثالثية‬
‫األطراف التي يدعي قيامها مجرد صور شمسية ال يمكن اعتمادها للقول بأن قفل‬
‫الحساب يتوقف على فسخها‪ ،‬وما دام المسـتأنف عليه وجه للبنك عدة أوامر‬
‫اإلغالق آخرها األمر المتوصل به بتاريخ ‪ 29/12/2005‬وما دامت الحركية التي‬
‫عرفتها الحسابات كانت نتيجة قيام البنك بخصم األوراق البنكية وأقساط التأمين‬
‫المقدمة له رغم اعتراض المستأنف عليه على الوفاء بها بموجب األوامر باإلغالق‬
‫المذكورة ‪ .‬إضافة إلى أن مدة التصفية النهائية التي نص عليه المشرع بموجب‬
‫المادة ‪ 504‬م‪.‬ت هي مرحلة تالية تأتي بعد إقفال الحساب وتوقيفه عن أية حركية‬
‫والذي يجب أن يكون فوريا بمجرد تعبير الزبون عن رغبته في اإلغالق ‪ ،‬والغاية‬
‫منها تحديد الرصيد النهائي للحساب الذي يعطي الحق للطرف الدائن في المطالبة‬
‫‪.‬بالوفاء بما أسفرت عنه هذه العمليـــة‬
‫وحيث أنه اعتبارا لذلك يتعين رد االستئناف وتكون المحكمة مصدرة الحكم‬
‫المطعون فيه قد أقامت قضاءها على أساس قانوني سليم الشيء الذي يستوجب‬
‫‪.‬تأييده‬
‫‪.‬حيث أن من خسر الدعوى يتحمل صائرها‬

‫‪19‬‬
‫القرار رقم‪14:‬‬
‫قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس‬
‫رقم ‪1596‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪5/11/2009‬‬
‫ملف عدد ‪479/09‬‬
‫‪ :‬القاعدة‬
‫قفل الحساب من طرف البنك وعرضه على قسم المنازاعات يضع حدا‬
‫للعالقة التعاقدية بين البنك والزبون وال يستحق البنك معه أي فوائد اتفاقية ما‬
‫‪.‬دام له يقع أي اتفاق على استمرارها بعد حصر الحساب‬
‫عدم التوصل باإلنذار أساس طلب التعويض يجعل التماطل غير ثابت والبنك‬
‫‪ .‬غير مستحق له‬
‫‪.‬الحكم الذي راعى ذلك يعد في محله ويتعين تـأييده‬
‫‪ :‬التعليل‬
‫حيث تمسك المستأنف بكون الحكم المستأنف لم يقض له بالفوائد االتفاقية‬
‫‪.‬بنسبة ‪ 12.50‬في المائة بعد قفل الحساب كما لم يقض له بالتعويض عن التماطل‬
‫لكن حيث أنه بالنسبة للنقطة المتعلقة بالفوائد االتفاقية فإن الطاعن بعد قفل‬
‫الحساب لم يعد يستحقها على اعتبار أنه بعد قفل الحساب وعرضه على قسم‬
‫المنازعة لم تعد تربطه بالمستأنف عليه أي عالقة تعاقدية ‪ ،‬والفصل ‪ 8‬في فقرته‬
‫‪ 11‬من عقد القرض المبرم بين الطرفين ليس فيه ما يفيد اتفاق الطرفين على‬
‫استمرار احتساب الفوائد االتفاقية إلى ما بعد حصر الحساب ومن تم فإن ما قضى‬
‫‪.‬به الحكم المستأنف بخصوص هذه النقطة يكون في محله‬
‫وحيث بخصوص السبب الثاني فإن ال دليل بالملف على توصل المستأنف‬
‫عليه باإلنذار الموجه له ذلك أن اإلشعار باالستيالم المدلى بصورة منه في الملف‬
‫ال يفيد التوصل بل رجع بمالحظة بخصوص العنوان والذي تبين أنه ال يتطابق‬
‫‪20‬‬
‫وعنوان المستأنف عليه الوارد بعقد القرض المبرم بين الطرفين ‪ .‬ومن تم يكون‬
‫التماطل غير قائم والسبب المذكور غير مؤسس ويتعين رده والحكم المستأنف‬
‫‪.‬بخصوص هذه النقطة في محله أيضا مما ينبغي تأييده‬
‫‪.‬وحيث أن من خسر الدعوى يتحمل صائرها‬
‫و في ختام ه>ا المطلب ‪،‬نشير إلى انه إذا كانت مبادرة اإلقفال هنا غالبا ما‬
‫تكون مبنية على االعتبار الشخصي‪ ،‬فإن انقراض العوامل التي يمكن أن تؤثر فيه‬
‫ال تمنع الطرفين من االستمرار في تسوية معامالتهما المتبادلة بواسطة الحساب‬
‫الجاري‪ .‬إال أن هذه االستمرارية تستحيل إذا ما أقفل الحساب الجاري البنكي نتيجة‬
‫أسباب ال دخل إلرادة طرفيه فيها‪ .‬فما هي األسباب الغير اإلرادية إلقفال هذا‬
‫‪.‬الحساب؟ هذا ما سنجيب عليه داخل المطلب الموالي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األسباب الغير اإلرادية‬

‫تكتسي األسباب الغير اإلرادية إلقفال الحساب باالطالع أو الحساب الجاري‬


‫البنكي أهمية على المستوى القانوني أكثر من تلك التي تكتسيها األسباب اإلرادية‪،‬‬
‫على اعتبارها األكثر شيوعا في الواقع العملي مقارنة مع هذه األخيرة‪ ،‬خصوصا ما‬
‫‪.‬تعلق منها بالتسوية أو التصفية القضائية للزبون‬
‫وتتمثل األسباب الغير اإلرادية التي تؤدي إلى إقفال الحساب الجاري البنكي‬
‫في وقائع ال دخل إلرادة الطرفين في ترتيبها‪ ،‬بحيث تؤدي حدوث واقعة منها إلى‬

‫‪21‬‬
‫إقفال هذا الحساب بقوة القانون‪ ،‬ألنها غالبا ما تمس االعتبار الشخصي الذي يقوم‬
‫‪.‬عليه الحساب الجاري‬
‫وقد نصت المادة ‪ 503‬من مدونة التجارة المغربية في فقرتها األخيرة على‬
‫أنه ‪" :‬يقفل الحساب أيضا بالوفاة أو انعدام األهلية أو التسوية أو التصفية القضائية‬
‫‪".‬للزبون‬
‫انطالقا من هذه الفقرة القانونية‪ ،‬سنتناول األسباب الغير اإلرادية إلقفال‬
‫الحساب الجاري البنكي من خالل الحديث عن الوفاة وانعدام األهلية من خالل‬
‫‪.‬البند األول‪ ،‬و عن التسوية والتصفية القضائية من خالل البند الثاني‬

‫البند األول‪ :‬الوفاة وانعدام األهلية‬

‫نظرا لقيام عقد الحساب الجاري على االعتبار الشخصي‪ ،‬وقوة أهمية هذا األخير‬
‫داخل مجال التعاقد في إطار هذا العقد‪ ،‬فهو يقفل فورا وبقوة القانون وفقا لمقتضيات‬
‫المادة ‪ 503‬السالفة الذكر كلما طرأ طارئ يؤثر في هذا االعتبار‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫‪.‬بالنسبة للوفاة وانعدام األهلية‬
‫ويرتبط هذين السببين بالزبون أكثر من ارتباطهما بالبنك بسبب الشخصية‬
‫المعنوية لهذا األخير‪ ،‬وارتباط الوفاة وانعدام األهلية اصطالحا في الواقع‬
‫‪.‬بالشخصية الطبيعية‬
‫وإذا كانت وفاة الزبون تؤدي مباشرة إلى إقفال حسابه الجاري البنكي من‬
‫طرف البنك‪ ،‬أفال يمكن استمرار اشتغال هذا الحساب مع ورثته؟‬
‫لم يطرح هذا السؤال على القضاء المغربي‪ ،‬وطرح على نظيره الفرنسي‬
‫فقضى هذا األخير بأن‪" :‬موت أحد طرفي الحساب الجاري ال تنهي بالضرورة هذا‬
‫الحساب‪ ،‬إذا استمر ورثته في استغالل المؤسسة التجارية التي كان يديرها‬
‫المتوفى‪ ،‬واحترموا عقد الحساب الجاري المبرم بينه وبين زبونه"‪ .‬وقد فسر‬
‫القضاء الفرنسي هذا المبدأ بكون عقد الحساب الجاري فضال أنه يقوم على اعتبار‬

‫‪22‬‬
‫شخصي‪ ،‬فهو يقوم على رغبة الطرفين في تبسيط تسوية المعامالت المتبادلة‬
‫‪.‬بينهما الهدف المتوخى من هذا العقد‬
‫وكما يالحظ‪ ،‬فالقضاء الفرنسي اعتمد الوظيفة الحديثة لعقد الحساب الجاري‬
‫باعتباره أداة تسوية سريعة لتبرير قضائه باستمرار اشتغال الحساب الجاري دون‬
‫‪.‬أخذ باالعتبار للطابع الشخصي للتعاقد‬
‫وإذا كان القضاء الفرنسي قد قال باستمرارية تشغيل الحساب الجاري المتوفى‬
‫صاحبه مع الورثة شريطة االلتزام ببنود اتفاقية فتح هذا الحساب‪ ،‬فإنه هناك رأي‬
‫‪.‬قديم من جنسية هذا القضاء يقول بنفس االستمرارية‪ ،‬شريطة إبرام عقد جديد‬
‫ونؤيد هذا الرأي األخير لكونه األقرب إلى واقع العمل البنكي ببالدنا‪ ،‬حيث‬
‫أن وفاة ماسك الحساب الجاري ال تمنع من االستمرارية في تشغيله مع الورثة‬
‫شريطة تقديم طلب صريح من الورثة أو من ينوب عنهم في هذا الصدد‪ .‬وبعد‬
‫ذلك‪ ،‬يتحول هذا الحساب إلى حساب للتركة حيث يصبح مملوكا من طرف جميع‬
‫‪.‬الورثة‬
‫وتجد هذه االستمرارية أساسها‪ ،‬في كون الحساب الجاري هو معد في األصل‬
‫الستقبال نتائج عمليات متعددة‪ ،‬منها من دخل الحساب واستقر به في شكل مفردات‬
‫محاسبية‪ ،‬ومنها من لم يدخله بعد وفاة صاحبه‪ ،‬حيث أن من شأن إقفاله مباشرة في‬
‫حالة الوفاة أن يضر بذوي الحقوق أي الورثة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فمن مصلحة هؤالء وبعد‬
‫موافقة المؤسسة البنكية استمرار تشغيل هذا الحساب‪ .‬وتبقى هذه االستمرارية‬
‫مرتبطة بالرغبة في التسوية السريعة للمعامالت المتبادلة بمقتضى عقد الحساب‬
‫‪..‬الجاري البنكي‬
‫أما بالنسبة للشخص المعنوي‪ ،‬فحل هذا األخير يعادل من الناحية القانونية‬
‫وفاة الشخص الطبيعي‪ .‬لكن حسابه الجاري البنكي يجب أن يستمر لغايات‬
‫‪.‬التصفية‬
‫وفيما يتعلق بانعدام األهلية كسبب إلقفال الحساب الجاري‪ ،‬فتجدر اإلشارة‬
‫إلى أن هذا الحساب ال يفتح مبدئيا إال لكامل األهلية‪ .‬وبالتالي فتأثر أهلية الزبون‬
‫‪.‬وفق قانون االلتزامات والعقود المغربي في هذا الصدد تؤدي إلى إقفاله‬
‫وإذا كانت الوفاة كواقعة ترتبط بالشخص الطبيعي دون الشخص المعنوي‪،‬‬
‫فتسوية بل تصفية هذا األخير قضائيا تعد مساوية لوفاته‪ .‬وهو ما يحيلنا مباشرة‬

‫‪23‬‬
‫للحديث عن التسوية أو التصفية القضائية كسبب غير إرادي إلقفال الحساب‬
‫‪.‬الجاري التي غالبا ما يتعرض لها الزبون وليس البنك‬
‫البند الثاني‪ :‬التسوية أو التصفية القضائية‬

‫من بين أهم المؤسسات الجديدة التي جاءت بها مدونة التجارة المغربية لسنة‬
‫‪ 1996‬مقارنة مع القانون التجاري لسنة ‪ 1913‬نجد مؤسسة صعوبات المقاولة‬
‫كنظام عام يهدف إلى مساعدة المقاولة على اجتياز الصعوبات التي تعاني منها‬
‫بتوفير مجموعة من اآلليات التي تلجأ إليها بهدف تسوية وضعيتها‪ ،‬بدل اللجوء‬
‫‪.‬مباشرة إلى تصفيتها قضائيا‪ ،‬حيث تبقى هذه التصفية آخر هاته اآلليات‬
‫ويتضمن هذا النظام مجموعة من المساطر تهم المقاولة التي تعاني من‬
‫صعوبات والتي تتحدد في ثالث‪ :‬مساطر الوقاية من الصعوبات تم مساطر‬
‫‪.‬المعالجة وأخيرا التصفية القضائية‬
‫وفيما يرتبط بفقرتنا هاته‪ ،‬التي تتعلق بالتسوية أو التصفية القضائية كسبب‬
‫غير إرادي إلقفال الحساب الجاري البنكي‪ ،‬فإن إقفال هذا األخير في حالة وجود‬
‫هذا السبب يتم بقوة القانون استنادا إلى نص المادة ‪ 503‬السالفة الذكر‪ .‬ووفق نص‬
‫هذه المادة‪ ،‬فاألمر ال يتعلق بسبب واحد بل بسببين مستقلين من حيث األحكام‬
‫‪.‬والغاية يؤديان قانونا إلى إقفال الحساب الجاري البنكي‬
‫وإذا كان السبب األول كمؤسسة أتى بها المشرع ألول مرة بمقتضى مدونة‬
‫التجارة المغربية لسنة ‪ 1996‬من أجل ضمان استمرارية نشاط المقاولة‪ ،‬فألن هذه‬
‫‪.‬المقاولة الزالت في وضعية قابلة لتذليل صعوباتها وإصالحها‬
‫وإذا كان الحساب الجاري البنكي شرطا إلزاميا بمقتضى االلتزامات التجارية‬
‫المفروضة على التجار‪ ،‬فهو في نفس الوقت يشكل أهم مظاهر تجسيد مدى قابلية‬
‫المقاولة للخضوع الستمرارية االستغالل التي تؤكدها مقتضيات المادة ‪ 571‬من‬
‫مدونة التجارة التي جاءت تحت عنوان ‪" :‬استمرارية االستغالل"‪ ،‬وجاء فيها ‪:‬‬
‫‪"".‬يتابع نشاط المقاولة بعد إصدار حكم التسوية القضائية‬
‫وعلى ضوء هذا‪ ،‬كيف يمكن اعتبار التسوية القضائية سببا إلقفال هذا‬
‫الحساب؟‪ .‬وإذا كان هذا التعارض محيرا من الناحية القانونية‪ ،‬فهل يمكن القول بأن‬
‫المشرع يقصد إقفال الحساب القديم للزبون نتيجة وجوده في حالة تسوية قضائية‬
‫وفتح حساب جديد لغاية مسايرة استمرارية أعماله ونشاطه؟‬
‫‪24‬‬
‫وال يوجد داخل القانون المغربي ما يفيد هذا‪ ،‬بل يوجد ما يفيد عكس هذا‪،‬‬
‫وهو المادة ‪ 577‬والتي جاء فيها ‪" :‬يمكن في جميع األحوال للسنديك أن يستعمل‬
‫حسابات المقاولة البنكية أو البريدية لما فيه مصلحة المقاولة"‪ .‬كما أن الزبون يبقى‬
‫ماسكا للحساب‪ ،‬وال يتم إقفاله رغم وجود الزبون في حالة تسوية قضائية‪ ،‬ألن‬
‫الحكم بالتسوية القضائية ال يؤدي إلى تخلي المدين عن إدارة أمواله‪ ،‬والتصرف‬
‫‪.‬فيها‬
‫صحيح أن وجود الزبون في وضعية صعوبات يقتضي األمر معالجتها وفق‬
‫القانون‪ ،‬مما يفرض على المؤسسة البنكية أن ال تستمر في دعم هذا الزبون ماديا‪،‬‬
‫بتقديم اعتمادات مالية له وهو في هذه الوضعية إذا لم يكن من شأن هذه االعتمادت‬
‫سوى إعطاء صورة مغلوطة عن وضعيته المالية الحقيقية‪ .‬ألن من شأن هذا‪ ،‬أن‬
‫يضر بمصالح الدائنين بإعطائهم صورة ظاهرية غير حقيقية عن وضعية الزبون‪،‬‬
‫وأن يؤدي في نفس الوقت إلى تأخير اللجوء للمساطر القانونية التي تفرضها‬
‫‪.‬مرحلة الصعوبات‪ ،‬والتي تهم المعالجة‬
‫أما إذا تم اللجوء إلى مسطرة التسوية القضائية باعتبارها أولى مساطر‬
‫المعالجة‪ ،‬فكيف يمكن تصور تطبيقها وحسابات الزبون الجارية مقفلة؟‪ .‬وذلك على‬
‫فرض أن التسوية القضائية تؤدي إلى إقفال الحساب الجاري البنكي وفقا لنص‬
‫‪.‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 503‬من القانون التجاري المغربي‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يجب التمييز داخل مسطرة التسوية القضائية بين وسيلتين‬
‫لتطبيق هذه المسطرة‪ ،‬تتعلق األولى بتنفيذ مخطط االستمرارية‪ ،‬والثانية بتفويت‬
‫‪.‬مقاولة الزبون‬
‫وعلى ضوء هذا التمييز‪ ،‬إذا كان باإلمكان القبول بكون التفويت يؤدي حتما‬
‫إلى إقفال الحساب الجاري البنكي للزبون ليحل محله الحساب الجاري للمفوت إليه‬
‫في استمرارية نشاط المقاولة األصلي بسبب الطابع الشخصي لهذا الحساب‪ ،‬فإن‬
‫اللجوء إلى مخطط االستمرارية الذي يؤدي حسب المادة ‪ 592‬من مدونة التجارة‬
‫المغربية إلى استمرارية المقاولة في حالة وجود إمكانات جدية لتسوية وضعها‬
‫وسداد خصومها‪ ،‬يجعل من المستحيل تصور إقفال الحساب الجاري في هذه‬
‫‪.‬المرحلة التي يجب أن ال يقفل فيها الحساب لغايات التسوية القضائية‬
‫ويؤكد هذا‪ ،‬مقتضيات المادة ‪ 593‬من نفس المدونة التي جاء فيها ‪" :‬حينما‬
‫تكون المقاولة موضوع منع إصدار شيكات عن وقائع سابقة لحكم فتح التسوية‬
‫يمكن للمحكمة أن تأمر بوقف آثار المنع خالل مدة تنفيذ المخطط وسداد خصوم‬
‫‪25‬‬
‫المقاولة"‪ .‬فهذه المادة تعطي الصالحية للمحكمة التجارية باعتبارها المشرفة على‬
‫مسطرة التسوية القضائية بإيقاف آثار المنع من إصدار الشيكات سواء أكان هذا‬
‫المنع بنكيا أو حتى قضائيا‪ .‬وهذا يعني تمكين الزبون من دفتر شيكات‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يمكن تصور وجوده دون وجود حساب بنكي على اعتبار أن تسليم دفتر الشيكات‬
‫للزبون هو نتيجة منطقية لفتح هذا الحساب ووسيلة فعالة لتشغيله‪ .‬وهذا يعتبر دليال‬
‫على أن التسوية القضائية في شقها االستمراري لنشاط الزبون وليس التفويتي لهذا‬
‫النشاط للغير‪ ،‬ال يقفل الحساب الجاري البنكي‪ ،‬بل يصبح استمرار تشغيله‬
‫ضروريا لغاية التسوية القضائية‪ .‬فقد يشكل فتح اعتماد من لدن المؤسسة البنكية‬
‫داخل هذا الحساب في هذه الحالة وسيلة ناجعة لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها‬
‫هذا الزبون‪ ،‬تساعده في ذلك وظيفة هذا الحساب في مجال التسوية التي من شأنها‬
‫‪.‬أن تساهم في إنجاح مسطرة التسوية القضائية لهذا الزبون‬
‫إضافة إلى ما تقدم‪ ،‬فإذا كان إقفال الحساب الجاري البنكي نتيجة التسوية‬
‫القضائية يتنافى والغاية من اللجوء إلى هذه المسطرة‪ ،‬فإن هذا اإلقفال هو مؤكد‬
‫نتيجة الحكم بالتصفية القضائية في الحالة التي تصبح فيها وضعية المقاولة مختلفة‬
‫بشكل الرجعة فيه طبقا للمادة ‪ 619‬من مدونة التجارة المغربية ‪ .‬ويعد الحساب‬
‫مقفال من تاريخ الحكم بالتصفية القضائية‪ ،‬حيث يدخل الحساب مرحلة التصفية‬
‫التي نصت عليها المادة ‪ 504‬والتي جاء فيها ‪" :‬عند إقفال الحساب تمنح مدة‬
‫‪".‬لتصفيته وبانتهائها يتحدد الرصيد النهائي‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال يمكن القول كما ذهب إلى ذلك بعض الفقه المغربي بخلو‬
‫القانون المغربي من أي نص يجيز إبقاء حساب المقاولة الموضوعة في حالة‬
‫تصفية قضائية مفتوحا لمدة معينة لحاجات التصفية على غرار ما هو مقرر في‬
‫هذا اإلطار في القانون الفرنسي‪ .‬ألن مقتضيات المادة ‪ 504‬جاءت لتبين مصير‬
‫الحساب الجاري البنكي المقفل نتيجة أحد األسباب الواردة في المادة ‪ 503‬من‬
‫القانون التجاري المغربي‪ ،‬إذ بمجرد حدوث أحد أسباب اإلقفال يدخل هذا الحساب‬
‫مرحلة التصفية التي ال تتم مباشرة‪ ،‬وإنما تتطلب مدة معينة لتحديد وضعية‬
‫الحساب‪ ،‬وبانتهائها يتحدد الرصيد النهائي‪ .‬والخالف بيننا وبين القانون الفرنسي‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬هو أن النص المغربي جاء بشكل عام ودون مرسوم تطبيقي‪،‬‬
‫بحيث إذا ما توسعنا في تفسيره‪ ،‬فبالتأكيد سنصل إلى ما أقره المرسوم الصادر في‬
‫‪ 27‬دجنبر ‪ 1985‬لتطبيق القانون الفرنسي ل ‪ 25‬يناير ‪ 1985‬المتعلق بصعوبات‬
‫‪.‬المقاولة‬

‫‪26‬‬
‫وإذا كان من سبب من أسباب اإلقفال الغير اإلرادية التي يمكن أن تتعرض‬
‫إليه المؤسسة البنكية فهو هذا األخير‪ ،‬حيث يمكن تصور تعرض البنك باعتباره‬
‫شركة مساهمة لصعوبات من شأنها أن تؤدي إلى تصفيته قضائيا مما يؤدي إلى‬
‫إقفال الحساب الجاري الذي يجمعه بالزبون رغم صعوبة تصور مثل هذا في‬
‫الواقع العملي‪ .‬كما انه إذا كانت التصفية القضائية هي السبب القانوني األخير الذي‬
‫نصت عليه المادة ‪ 503‬من مدونة التجارة المغربية ضمن أسباب إقفال الحساب‬
‫الجاري البنكي‪ ،‬فهذا ال يعني أن هذه األسباب وردت على سبيل الحصر‪ ،‬بل هي‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬بدليل عدم تعرض هذه المادة ألسباب أخرى مثل الحجز على‬
‫الرصيد المؤقت الدائن‪ ،‬والذي وإن كان يؤدي خالل مرحلة اشتغال الحساب إلى‬
‫تجميد هذا األخير‪ ،‬فبالتأكيد أن هذا الحساب سيقفل نهائيا بعد تنفيذ إجراءات‬
‫‪".‬الحجز‬
‫أخيرا‪ ،‬فسواء أقفل الحساب نتيجة إرادة صريحة أو ضمنية‪ ،‬وفاة أو انعدام‬
‫أهلية‪ ،‬أو نتيجة حكم بالتصفية القضائية أو حجز‪ ،‬فهو يخضع لمدة معينة تتم فيها‬
‫تصفيته فكيف تتم هذه التصفية؟ وهل يمكن للحساب أن يستقبل عمليات جديدة؟‬
‫وغيرها من األسئلة التي تهم مرحلة التصفية والتي سنعمل على اإلجابة عليها من‬
‫‪.‬خالل المطلب الموالي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار إقفال الحساب الجاري البنكي‬

‫بمجرد إقفال الحساب الجاري البنكي‪ ،‬يلزم تهيئته إلجراء المقاصة االجمالية‬
‫بين المفردات الدائنة وتلك المدينة الستخراج الرصيد النهائي الذي يحدد مركز كل‬
‫‪.‬من الطرفين‪ ،‬ويصبغ عليهما صفة الدائن والمدين‬
‫إال أن هذه النتيجة ال يتم التوصل إليها بسهولة بالنسبة لحساب كالحساب‬
‫الجاري البنكي الذي يكون معدا في األصل الستقبال عمليات متعددة‪ ،‬منها من لم‬
‫تتوافر فيها شروط دخولها إليه إال بعد تاريخ إقفاله بمدة‪ ،‬ومنها من هي موجودة‬
‫بهذا الحساب‪ ،‬لكن في جانبه المؤجل عند إقفاله‪ ،‬حيث لم توافر بعد على شروط‬
‫انتقالها للجانب الحال عند اإلقفال‪ .‬وهذا يعني أن إقفال الحساب الجاري ال يمكن أن‬
‫‪،‬يتم مباشرة‬
‫على هذا األساس‪ ،‬فمن غير الممكن إقفال الحساب الجاري البنكي مباشرة‪ ،‬مما‬
‫يفرض منح مهلة لتصفية هذا األخير‪ .‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 504‬من م‪.‬ت‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫والتي جاء فيها ‪" :‬عند إقفال الحساب‪ ،‬تمنح مدة لتصفيته‪ ،‬وبانتهائها يتحدد الرصيد‬
‫‪".‬النهائي‬
‫بناء على ما تقدم نقسم هذا المطلب إلى فقرتين نتناول في الفقرة األولى مفهوم‬
‫اثر عدم تقييد مدفوعات جديدة بينما نخصص الفقرة الثانية للحديث عن تصفية‬
‫‪.‬العمليات الجارية‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عدم تقييد عمليات جديدة‬

‫في بداية هذه الفقرة‪ ،‬البد من التوضيح بأن المقصود بالعمليات الجديدة هي‬
‫تلك العمليات التي يقصد الطرفان من دخولها عقد الحساب الجاري البنكي أو‬
‫الحساب باالطالع الذي يجمعهما تسويتها بواسطة هذا العقد عبر إخضاعها لقواعده‬
‫الخاصة في مجال التسوية في هذا الصدد‪ ،‬وهو ما ال يمكن أن يتم في هذه الحالة‬
‫بسبب إقفال هذا الحساب وانتقاء العنصر اإلرادي الذي كان يتجه إلى هذه التسوية‬
‫‪.‬عندما كان الحساب ساريا بينهما‬
‫وتتم تصفية هذا الحساب على أساس تصفية العمليات القديمة قبل تاريخ إقفاله‬
‫وعدم تسجيل عمليات جديدة بعد هذا اإلقفال‪ ،‬ألن هذا الحساب لم يعد مستعدا‬
‫الستقبالها‪ .‬لكن خصوصية العمل البنكي‪ ،‬وكذا خصوصية قواعد الحساب الجاري‬
‫البنكي ال تسمح بقيام هذه التصفية بهذه السهولة‪ ،‬بسبب تعدد أسباب إقفال‬
‫الحساب‪ ،‬األمر الذي يتطلب القيام بمحاولة لتحديد العمليات القديمة من الجديدة‬
‫‪.‬على ضوء هذه األسباب‬
‫وعليه‪ ،‬فمبادرة الزبون بإقفال الحساب‪ ،‬ال تتطلب أية شكلية معينة خالفا لما‬
‫هو عليه األمر بالنسبة للبنك‪ .‬ورغم هذا‪ ،‬فالبد من إعالن رغبة الزبون في إقفال‬
‫الحساب‪ ،‬والتي غالبا ما تتم بتقديم طلب كتابي للبنك يتجسد في الواقع العملي في‬
‫‪.‬ملئ مطبوع يقدمه البنك إلى الزبون يعكس هذا الطلب الكتابي‬
‫وفي هذه الحالة‪ ،‬فالعملية تعتبر قديمة هي تلك التي أنجزت قبل تقديم الزبون‬
‫للبنك ما يفيد رغبته في إقفال هذا الحساب‪ ،‬وبعد توصل البنك بما يفيد هذه الرغبة‬
‫‪.‬فال يمكن إجراء أية عملية جديدة‬
‫ويصعب هذا التمييز في الحالة التي يقفل الحساب الجاري البنكي بإرادة‬
‫الزبون الضمنية‪ ،‬خصوصا عند توقفه عن تغذية هذا الحساب‪ .‬وفي هذه الحالة‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫تؤخذ بعين االعتبار آخر حركية لهذا الحساب أو آخر عملية أدرجت فيه‪ .‬وقد‬
‫‪.‬جرى القضاء المغربي على اعتبار توقف حركية الحساب معادال لوقفه النهائي‬
‫أما في حالة إقفال هذا الحساب بمبادرة من البنك‪ ،‬فالعمليات الجديدة التي ال‬
‫يمكن أن تدخل الحساب الجاري من أجل التسوية‪ ،‬هي تلك التي يمكن أن تتم بعد‬
‫انتهاء أجل الستين يوما الذي يلي إشعار البنك للزبون بإقفال الحساب الجاري‬
‫بمقتضى المادة ‪ 525‬من م‪.‬ت‪.‬م‪.‬ج التي أحالت عليها المادة ‪ 503‬من نفس المدونة‪.‬‬
‫أما التقييدات التي تمت قبل هذا اإلشعار‪ ،‬وحتى انتهاء مدة الستين يوما‪ ،‬فتدخل‬
‫‪.‬خانة العمليات القديمة على اعتبار أن هذا األجل ال يدخل ضمن مدة التصفية‬
‫عمليا‪ ،‬فاألبناك المغربية بمجرد ما تشعر الزبون بإقفال حسابه الجاري‬
‫البنكي‪ ،‬تتوقف عن تقييد أية عملية دون احترام أجل الستين يوما الذي غالبا ما‬
‫يحتسب ضمن مرحلة تصفية هذا الحساب‪ ،‬رغم أن القانون في هذه الحالة ينص‬
‫‪.‬على مدة لتصفية الحساب بعد مرور أجل الستين يوما‬
‫وفي حالة الوفاة أو انعدام األهلية فالعمليات القديمة هي تلك التي تمت قبل تغير‬
‫الوضعية القانونية للزبون‪ ،‬أما العمليات الجديدة فهي تلك التي يمكن أن يجريها الورثة‬
‫‪.‬أو الموصون‬
‫أما في حالة التسوية القضائية‪ ،‬فهذه المرحلة كما رأينا ال يمكن تصور إقفال‬
‫الحساب الجاري البنكي الذي يستمر بعد الحكم بفتح مسطرة التسوية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫وإن كانت هناك ضرورة للتمييز في حالة استقرار هذه المسطرة على حل‬
‫التفويت‪ ،‬فيمكن القول بأن العمليات الجديدة هي تلك التي قد تتم بعد الحكم بفتح‬
‫التسوية‪ ،‬أما العمليات القديمة فهي تلك التي تمت قبل هذا الحكم‪ .‬ونفس المعيار‬
‫ينطبق على التمييز بين العمليات القديمة والجديدة في حالة التصفية القضائية عند‬
‫‪.‬توافر مقتضيات المادة ‪ 619‬من مدونة التجارة المغربية‬
‫ويترتب عن هذا‪ ،‬أن ك‪pp‬ل من البن‪pp‬ك والزب‪pp‬ون يتعين علي‪pp‬ه اح‪pp‬ترام آث‪pp‬ار إقف‪pp‬ال‬
‫الحساب الج‪p‬اري البنكي‪ ،‬حيث يل‪p‬تزم البن‪p‬ك بع‪p‬دم تقيي‪p‬د مص‪p‬اريف مس‪p‬ك الحس‪p‬اب‬
‫وبالمقابل يلتزم الزبون باحترام عدم القيام بأية عملي‪p‬ة جدي‪p‬دة ق‪pp‬د ت‪p‬ؤثر في الرص‪pp‬يد‬
‫المؤقت عند تصفية هذا الحساب‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمنع عليه استعمال هذا الحس‪pp‬اب س‪pp‬واء‬
‫بإصدار شيكات أو أوامر تحويل أو تقديم كمبي‪pp‬االت لالس‪pp‬تخالص أو للخص‪pp‬م‪ .‬وفي‬

‫‪29‬‬
‫حالة قيام الزبون بإحدى هذه العمليات‪ ،‬فالبنك لن يقيدها دون أن تترتب مسؤولية في‬
‫هذا الصدد‪.‬‬

‫انظر األحكام القضائية داخل مطبوع تطبيقات القانون البنكي‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تصفية العمليات الجارية‬

‫بمج‪pp‬رد إقف‪pp‬ال ه‪pp‬ذا الحس‪pp‬اب يل‪pp‬زم تهيئت‪pp‬ه إلج‪pp‬راء المقاص‪pp‬ة اإلجمالي‪pp‬ة بين‬
‫المفردات الدائنة والمفردات المدينة الستخراج الرصيد النهائي الذي ال يتطلب فق‪pp‬ط‬
‫التوقف عن تقييد العمليات الجديدة‪ ،‬بل يقتضي كذلك تصفية العمليات الجارية ال‪pp‬تي‬
‫تمت قبل إقفال الحساب‪ ،‬والتحقت بجانب الحقوق المؤجلة في انتظار توافر ش‪pp‬روط‬
‫انتقالها للجانب الحال‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬نصت المادة ‪ 505‬من مدونة التجارة المغربية على أنه‪:‬‬
‫"طيلة فترة التصفية تنقل الديون الناتجة عن عمليات جارية يوم اإلقفال إلى‬
‫‪.‬الحساب‬
‫ال يؤدي قيدها إلى انقضائها إال في الحدود التي تتم مقاصتها مع الرصيد‬
‫‪".‬المؤقت الموجود يوم اإلقفال مع احتمال تغييره بعد ذلك‬
‫هكذا‪ ،‬فاألوراق التجارية التي يدفعها الزبون إلى البنك من اجل استخالصها‬
‫تقيد بالجانب المؤجل للحساب‪ .‬وإذا ما طرأ سبب أدى إلى إقفال هذا األخير‪ ،‬فهي‬
‫تنتقل إلى الجانب الحال‪ ،‬وتندمج داخل الرصيد المؤقت بواسطة المقاصة‪ .‬ولكن‪،‬‬
‫ليس بهدف التسوية‪ ،‬وإنما لغاية التصفية‪ .‬وهو ما عبر عنه المشرع المغربي‬
‫باحتمال تغير الرصيد المؤقت بعد قيد هذه العملية داخل الحساب‪ ،‬ألن الرصيد‬
‫النهائي هو المطلوب من إقفال الحساب الجاري البنكي‪ .‬بعد هذا ننتقل للحديث عن‬
‫‪.‬عقد فتح االعتماد خالل الفرع الموالي‬

‫‪30‬‬

You might also like