Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫ال@ه‬ ‫رحمه‬

‫أقسام التوحيد‬

‫عدى‬ ‫والصلاة والسلام‬ ‫وحده‬ ‫دله‬ ‫الحمد‬

‫بعد‪:‬‬ ‫وصحبه‪ ..‬أما‬ ‫وآله‬ ‫محمد‬ ‫نبينا‬

‫لأنه‬ ‫ة‬
‫فإن موضوع التوحيد موضوع عظيم‬
‫الرسل‬ ‫به‬ ‫جات‬ ‫ما‬ ‫وأساس‬ ‫الملة‪،‬‬ ‫أساس‬
‫جميع‬

‫عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم‪.‬‬


‫ط نما‬ ‫بالعنايقه‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫ولا‬
‫جدير‬ ‫المقام‬ ‫ريب‬

‫جهله بهذا‬ ‫من هلد بسبب‬ ‫ضل وهلك‬ ‫من‬ ‫ضل‬

‫وعمله بخلافه‪ ،‬وكان‬ ‫عنه‬ ‫الأصل‪ ،‬وإعراضه‬


‫يد‬ ‫من ت@‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫جهلوا‬ ‫قد‬ ‫المشركون‬
‫به‬ ‫بعثت‬ ‫الأساس الذي‬ ‫هو‬ ‫العبادة الذي‬
‫الكتبص وخلق من أجله‬ ‫به‬ ‫الرسل‪ ،‬وأنزلت‬
‫هم عليه‬ ‫ما‬ ‫الثق@ن (الجن والإنس) وظنوا أن‬
‫صالح‪ ،‬وقرية يتقريون بها إلى‬ ‫دين‬ ‫الشرك‬ ‫من‬
‫وأكبر الذنوب‬ ‫الفه‪ ،‬مع أنه أعظم الجرائم‬
‫وظنوا بجهلهم @ اعراضهم وتقليدهم لآبائهم‬
‫أنه دين وقرية وحق‪،‬‬ ‫الضاليئ‬ ‫من‬ ‫قبلهم‬ ‫ومن‬

‫هذا‬ ‫وأنكروا على الرسل وقاتلوهم على‬


‫(إنهم‬ ‫قال سبحانه‪.‬‬ ‫كما‬ ‫الأساس الباطل‪،‬‬
‫ويحسبون‬ ‫الله‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫اتخذوا الشياطين أولياء‬
‫مهتدون ‪ @1‬الأعراف‪ 1 3 :‬وقال جل و@كلا‪:‬‬
‫‪،0‬‬
‫أنهم‬
‫الله ما‬
‫و لا‬
‫لا يفحرهم‬ ‫@ؤويعبدون من دوب‬
‫ينفعهم ويقوتون هؤلاء شفعاؤنا عند الله @‬
‫(وا لذين اتخذوا‬ ‫وقال سبحانه‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪،!8‬‬ ‫أيينس‪:‬‬
‫الله‬
‫نعبدهم إلا ليقربونا إلى‬ ‫من دونه أولياء‬
‫ما‬

‫هم فيه‬ ‫ما‬


‫بينهم @ي‬ ‫زلفى إن الله يحكم‬
‫يهدي من هو كاذب كفايهو‬ ‫إن الله لا‬ ‫يختلفون‬
‫البلاء‪،‬‬ ‫هذا‬
‫وقع في‬ ‫من‬ ‫‪ 1‬الزمر‪ 1 :‬وأول‬
‫‪،3‬‬

‫واعتقد هذا الشرك قوم نوح‪-‬‬


‫عليه الصلاة‬

‫والسلام‪ -‬فإنهم أول الأمم الواقعة في‬


‫ذلك‪:‬‬ ‫بعدهم‪ ،‬وكان‬
‫سبب‬ ‫من‬ ‫الشرك‪ ،‬وقلدهم‬
‫في ود وسئواع‬ ‫غلوا‬ ‫الغلو في الصالحين‪ ،‬وأنهم‬
‫ويغوث ويعوق ونسر وكان هؤلاءرجالا‬
‫صالحين فيهم‪ ،‬فماتوا في زمن متقارب‪،‬‬

‫عظيما‪ ،‬وحزنوا عليهم‬ ‫أسفا‬ ‫فأسفوا عليهم‬


‫حزنا شديدا‪ .‬فزين لهم الشيطان الفلو فيهم‬
‫في مجالسهم‪،‬‬ ‫وتصويرهم‪ ،‬ونصب صيرهم‬

‫على طريقتهم‪ .‬وفي‬ ‫بهذا تسيرون‬ ‫وقال‪ :‬لعلكم‬


‫طال‬ ‫من بعدهم‪ ،‬فلما‬ ‫هلاكهم‪ ،‬وهلاك‬ ‫ذلك‬

‫من‬ ‫عليهم الأمد عبدوهم‪ .‬وقال جماعة‬


‫السلف‪ :‬فلما هلك‬
‫أولئك‪ ،‬وجاء من بعدهم‬
‫وأنفل القه‪ -‬جل وعلا‪-‬‬ ‫الأصنام‪،‬‬ ‫عبدت هذه‬

‫ولا تذرن‬ ‫(وقائوا لا تذرن آلهتكم‬ ‫فيهم قوله‪:‬‬


‫ونسر ا@‬ ‫ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق‬
‫إلا ضلالا‬ ‫وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين‬
‫@ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم‬
‫يجدوا لهم من دون الله أنصارا@ @ أنوح‪33:‬‬

‫البشر وفي‬ ‫من‬ ‫في الصالحين‬


‫هو أصل‬ ‫الملائكة والأنبياء والجن والأصنام‬
‫هذا البلاء‪ .‬والفه بين على أيدي الرسل أن‬
‫سبحانه‪ ،‬وأنه الإله‬ ‫@حده‬ ‫الواجب عبادته‬
‫بينه وبين‬ ‫الوسائط‬ ‫لا يجحز اتخاذ‬ ‫الحق‪ ،‬وأنه‬
‫من دون‬ ‫مباشرة‬ ‫وحده‬ ‫عباد@ بل يجب أن ئعبد‬
‫واسطة‪ ،‬وأرسل الرسل وأنفل الكتب بذلك‪،‬‬
‫خلقت‬ ‫قال تعالى‪( :‬وما‬ ‫لذلئه‬ ‫وخلق الثقلين‬
‫الجن والإنس إلا ليعبدون @ أ الذاريات@‪،!65‬‬
‫وقال سبحانه‪:‬أ يا أيها الناس اعبدوا ربكم‬
‫الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون @ه‬
‫ربك ألا‬ ‫عز وجل‪:‬أ وقضى‬ ‫‪ ،1‬وقال‬
‫أ البقرة‪1 2 :‬‬
‫أ الإسراء‪:‬‬ ‫إلا إياه وبالو الد ين إحسا نا ‪9‬‬ ‫تعئدوا‬
‫وإياك‬ ‫نعبد‬ ‫صها إ‪ ،‬وقال سبحانه‪@ :‬الا إياك‬
‫‪ ،5‬وقال عز وجل‪:‬أ ولقد‬
‫‪1‬‬ ‫أ الفاتحؤ‬ ‫نستعين ث@‬
‫واجتنبوا‬ ‫الله‬ ‫بعثنا في كل أمة رسولا أن اعئدوا‬
‫ا لنحل‪3 :‬‬
‫‪6!.‬‬ ‫ا لطا غوت ‪@1‬‬
‫دائما‬ ‫مقام التوحيد‪-‬‬ ‫المقام‪ -‬أعني‬ ‫وهذا‬
‫وأبدا يحتاج إلى مزيد العناية بتوجيه الناس‬
‫ة‬ ‫له‬ ‫الفه‪ ،‬وتوحيد@ @ اخلاص العبادة‬ ‫دين‬ ‫الى‬
‫فيه‬ ‫لأن الشرك هو أعظم الذنوب‪ ،‬وقد وقع‬
‫أكثر الناس قديما وحديثا‪ ،‬فالواجب بيانه‬

‫في كل وقت‪ ،‬وذلك‬ ‫منه‬ ‫للناس‪ ،‬والتحذير‬


‫عن‬ ‫والنهي‬ ‫بالدعوة إلى توحيد الفه سبحانه‪،‬‬

‫الشرك‪ ،‬وبيان أنواعه للناس حتى يحذرو@‬


‫وقد قام خاتم الأنبياء محمد‪@-‬ي@ بذلك أكمل‬
‫هذا فقد ملئت‬ ‫والمدينة‪،‬‬ ‫مكة‬
‫ومع‬ ‫قيام في‬
‫السوء‬ ‫علماء‬ ‫بسبب‬ ‫الشرك‬ ‫من هذا‬ ‫الدنيا‬
‫الفه‪،‬‬ ‫عن دين‬ ‫ط عراض الأكثر‬ ‫الضلالة‪،‬‬ ‫ودعاة‬
‫على‬ ‫اقبالهم‬ ‫الدين‪ ،‬وعدم‬ ‫وعدم تفقههم في‬
‫ظنهم بدعاة الباطل @دعاة‬ ‫وحسن‬ ‫الحق‪،‬‬
‫القه‪ ،‬كما قال القه‬ ‫من‬ ‫الشرك‪ ،‬إلا‬
‫رحم‬

‫حرصت‬ ‫سبحانه‪( :‬وما أكثر الناس ولو‬


‫وقال تعالى‪( :‬ولقد‬ ‫بمؤمنين @ أيحسف‪3011:‬‬
‫من‬ ‫فاتبعو‪ ،‬إلا فريقا‬ ‫ظنه‬ ‫صدق عليهم إبليس‬
‫‪ ،!0‬وقال عز وجل‪( :‬وإن‬
‫‪2‬‬
‫ا لمؤمنين @ أسبأ‪:‬‬
‫الله‬ ‫تطع أكثر من في الأرض يضلوك‬
‫سبيل‬ ‫عن‬

‫إن يتبعون إلا الظن وإن فم إلا يخرصون @‬


‫في الأمم‬ ‫‪ ،1‬فلهذا انتشر الشرك‬
‫‪1‬‬ ‫@لأ ا‬
‫أ الأنعام‬
‫شعيب‪،‬‬ ‫وقوم إبراهيم‪ ،‬وقوم‬ ‫عاد‪،‬‬
‫نوح في‬ ‫بعد‬

‫وقوم لوطله ومن بعدهم من سائر الأمم‪،‬‬


‫وصاروا يقلد بعضهم بعضا يقولون‪( :‬بل قالوا‬
‫أمة‬
‫وإنا علئ اثارهم‬ ‫إنا وجدنا اباءنا على‬
‫‪2‬‬
‫‪2.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ @1‬ا لزخرفذ‬ ‫مهتد ون‬

‫وطم ولم يسلم‬ ‫قد عم‬ ‫البلاء‬ ‫هذا‬ ‫@ ذا كان‬

‫إلا القليل‪ ،‬فالواجب على أهل العلم أن‬ ‫منه‬

‫بيان التوحيد وضده‬ ‫غيره‪ -‬أعني‬ ‫يقدموه على‬

‫أكثر من كل نوع‬ ‫وأن تكون عنايتهم‬


‫‪-‬‬

‫ملأ‬ ‫به‬

‫فسد هذا‬ ‫أنواع العلم‪ .‬لأنه الأساس‪ ،‬فإذا‬


‫من‬ ‫الأساس وخرب بالشرك بطل غيره‬
‫ا‬
‫(ولو أشركو‬ ‫قال سبحانه‪:‬‬ ‫كما‬ ‫الأعمال‪،‬‬
‫ما‬
‫يعملون ثه ‪ 1‬الأنعام‪ :‬لم@)‪،‬‬ ‫كانوا‬ ‫لحبط عنهم‬
‫@ولقد أوحي إليك وإلى الذين‬ ‫وقال سبحانه‪:‬‬

‫ولتكونن‬ ‫عملك‬ ‫قبلك لئن أشركت ليحبطن‬ ‫من‬

‫من‬ ‫بل الله فاعبد وكن‬ ‫@‬ ‫الخاسرين‬ ‫من‬

‫ا‬
‫‪ ،6‬فالصوم‬
‫‪16‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪،5‬‬ ‫ا لزمر‪:‬‬ ‫‪@11‬‬ ‫لشاكر ين‬
‫تتغمع اذا‬ ‫لا‬ ‫العبادات‬ ‫ذلك من‬ ‫وغير‬ ‫والحج‬
‫التوحيد‪.‬‬ ‫هو‬ ‫فسد الأصل الذي‬
‫بالاستقراء والنظر‬ ‫ثلاثة‪،‬‬ ‫التوحيد‬ ‫وأقسام‬
‫والتأمل في الآيات والأحاديث وما كان عليه‬

‫أقسام‪ ،‬ا@لان أقر‬ ‫ثلاثة‬ ‫أهل الشرك اتضح أنها‬

‫المشركون‪ ،‬وقام‬ ‫جحده‬ ‫بهما المشركون‪ ،‬والثالث‬


‫ذلك‪،‬‬
‫والقتال‬ ‫الرسل في‬ ‫وبين‬ ‫النزاع بينهم‬
‫والولاء والبراء والعداوة والبغضاء‪.‬‬

‫تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية‬ ‫ومن‬

‫والسلام‪-‬‬ ‫الصلاة‬ ‫وأحوال الرسل‪ -‬عليهم‬


‫ذلك‪،‬‬
‫وقد زاد بعضهم‬ ‫عرف‬ ‫وأحوال الأمم‬
‫سماه‪:‬‬ ‫رابعا‬ ‫قسما‬
‫(توحيد المتابعة) يعني‪:‬‬
‫اتباع الرسول‪ ،‬والتمسك بالشريعة‪،‬‬ ‫وجوب‬

‫متبع آخر غير الرسول‪ ،‬فهو‬ ‫هناك‬ ‫فليس‬

‫فلا يجهز الخروج‬ ‫المتبع‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫الإمام الأعظم‪،‬‬


‫شريعته‪ .‬فهي شريعة واحدف إمامها واحد‪،‬‬ ‫صحن‬

‫فليس‬ ‫والسلام‪-‬‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫وهو نبينا‪-‬‬

‫جميع‬ ‫على‬ ‫يجب‬ ‫شريعتص بل‬ ‫عن‬ ‫الخروج‬ ‫لأحد‬

‫الثقلين الجن والإنس أن يخضعوا لشريعته‪،‬‬

‫وأن يسيروا على منهاجه في التوحيد‪ ،‬وفي‬


‫جميع الأوامر والنواهي‪ .‬وهذا القسم الرابع‬
‫معليم‪ ،‬وهو داخل في قسم تهحيد العبادة ة لأن‬
‫الرب سبحانه أمر عباده باتباع الكتاب والسنة‪،‬‬
‫العلماء‬ ‫أجمع‬ ‫توحيد المتابعة‪ ،‬وقد‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬
‫اتباع الرسول‪ ،‬والسير على‬ ‫وجوب‬ ‫على‬
‫شريعته‬ ‫عن‬ ‫الخروج‬ ‫لا يسع أحدا‬ ‫منهاجه‪ ،‬وأنه‬

‫الخضر الخروج‬ ‫كما وسع‬


‫ة‬
‫موسى‬ ‫شريعة‬ ‫عن‬

‫ليس‬ ‫فإن الخضر نبي مستقل على الصحيح‪،‬‬


‫تابعا لموسى‪ ،‬وقد كان الأنبياء والرسل قبل‬
‫شريعة‪ ،‬كما قال القه‬ ‫له‬ ‫كثيرين‪ ،‬كل‬ ‫محمد‬
‫شرعة ومنهاجا‪،‬‬ ‫@ لكل جعلنا منكم‬ ‫سبحانه‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫ا لما ئد ة‪:‬‬
‫‪8!.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الأمة فليس لها إلا نبي واحد@صو‬ ‫هذه‬ ‫أما‬

‫والسلام‪ -‬فالواجب‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫محمد‪-‬‬

‫محمدا‬ ‫حين بعث الله نبيها‬ ‫من‬ ‫الأمة‬ ‫هذه‬ ‫عدى‬


‫هذا‬ ‫هذا‬ ‫‪@-‬يوط لى يومنا‬
‫القيامة اتباع‬ ‫يوم‬ ‫إلى‬
‫من‬ ‫والسير على شريعته المعلومة‬ ‫وحد@‬ ‫النبي‬
‫وليس لأحد‬ ‫كتاب الله وسنة رسوله جم@!‬
‫أتبع‬ ‫يقول‪ :‬أنا‬ ‫ليس لأحد أن‬ ‫عن ذلك‪،‬‬
‫الخروج‬
‫يجب‬ ‫التهراة أو الإنجيل‪ ،‬وفلانا أو فلانا‪ ،‬بل‬

‫زعم‬ ‫ومن‬ ‫على الجميع اتباع شريعة محمد‪-‬يخي@‪،‬‬


‫أنه يجهز لأحد الخروج عنها فهو كافر ضال‬

‫بإجماع المسلمين‪.‬‬

‫التوحيد‬ ‫سبق أن أقسام‬ ‫وقد علمنا مما‬

‫ثلاثة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫)‪ (1‬توحيدالريوبية‪.‬‬

‫الألوهية‪.‬‬ ‫توحيد‬ ‫)‪(2‬‬


‫)‪ (3‬توحيد الأسماء والصفات‪.‬‬

‫الإيمان بأفعال الرب‬ ‫هو‬ ‫فتوحيد الريوبية‪:‬‬


‫وأنه الخدق‬ ‫ئريد‪،‬‬ ‫لما‬ ‫سبحانه‪ ،‬وأنه فعال‬
‫أنكره المشركون بل‬ ‫ما‬
‫الرزاق‪ .‬وهذا القسم‬
‫العباد@ ويلزمهم‬ ‫توحيد‬ ‫وهو يستلزم‬ ‫به‪،‬‬ ‫أقروا‬
‫هو‬ ‫كونه‬ ‫الصفة من‬ ‫بذلك‪ ،‬فمن كان بهذه‬

‫الخ@ق‪ ،‬الرزاق‪ ،‬المحيي‪ ،‬المميتص مدبر الأمهر‪،‬‬


‫له‪،‬‬
‫ومصرف الأشياء وجب أن ئعبد وأن يخضع‬
‫من‬ ‫فإنه يقول سبحانه‪:‬أ قل من يرزقكم‬
‫ابسمع والأبصار‬ ‫يملك‬ ‫والأرض أمن‬ ‫السماء‬

‫من‬ ‫يخرج الحي من الميت ويخرج الميت‬ ‫ومن‬

‫أفلا‬ ‫ففل‬‫ومن يدبر الأمر فسيقولون الله‬


‫الحي‬
‫دمتم تعلمون‬ ‫ما‬ ‫‪ 1‬والمعنى‬ ‫ا ‪،3‬‬ ‫تتقون‪ ،‬أيخس‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫توحيد@‬ ‫أنه الفه‪ ،‬أفلا تتقون الفه‬
‫في‬
‫له‪،‬‬
‫به؟ وهم مقرون‬ ‫وترك الإشراك‬ ‫والإخلاص‬
‫وخالقهم @رازقهم‪،‬‬ ‫بهذا يعلمون أنه ربهم‬

‫ولكنهم اعتقدوا أن تقريهم إليه بعبادة الأوثان‬


‫قال الفه سبحانه‪:‬‬ ‫يرضيه‪ ،‬كما‬
‫والأصنام شيه@‬
‫و لا‬ ‫دون الله ما لا‬
‫يضرهم‬ ‫@ ويعبدون جمن‬
‫الله @‬ ‫عند‬
‫ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا‬
‫اعتقادهم الباطل (فريقا‬
‫@‬ ‫هذا‬ ‫أيونس ظ ا أ‪،‬‬
‫اتخذو ا‬
‫هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم‬
‫الشياط@ين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم‬
‫ل@‬ ‫زينت‬ ‫مهتدون‪ ،‬أ الأعراف‪ 1 3 :‬الشياطين‬
‫‪،0‬‬

‫والملائكة‬ ‫الأصنام‬ ‫السوء‪@ ،‬زينت عبادة‬


‫ذلك‪،‬‬ ‫وغير‬ ‫والأنبياء والأشجار والأحجار‬
‫يد‬ ‫به من ت@‬ ‫فاحتج القه عليهم بما أقروا‬
‫من‬ ‫أنكروه‬ ‫ما‬ ‫الريوبية والأسماء والصفات على‬
‫ويدبر‬ ‫يخلق ويرزف‬ ‫العبادة؟ لأن الذي‬ ‫توحيد‬

‫‪1‬‬
‫يعبد‬ ‫المستحق لأن‬ ‫هو‬ ‫الأمير ويحيي ؤيميت‬
‫ويطاع‪ -‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬وهكذا أسماؤه‬
‫المستحق للعباد@‬ ‫أنه هو‬ ‫كلها دليل ظاهر على‬
‫فهو الرحمن الرحيم‪ ،‬الرزاق العليم‪ ،‬المدبر‬
‫العالم بكل شيهكه والقادر‬ ‫مالك الملك‪،‬‬ ‫للأمهر‪،‬‬
‫فمن كان‬ ‫لما يريد‪،‬‬ ‫الفعال‬ ‫وهو‬ ‫على كل شيهى‬
‫سوا@‬ ‫يعبد وحده دون ما‬ ‫أن‬ ‫وجب‬ ‫بهذه المثابة‬
‫على معان عظيمة‪:‬‬ ‫دالة‬ ‫وهذه الأسماء كلها‬
‫الرحمن يدل على الرحمة‪ ،‬العزيز يدل على‬
‫يدل‬ ‫العز@ الرؤوف يدل على الرأفة‪ ،‬السميع‬
‫دعوات عباده وكلامهم‪،‬‬ ‫أنه يسمع‬ ‫على‬
‫إلى‬ ‫والبصير الذي يراهم ويشاهد أحوالهم‪،‬‬
‫على‬ ‫حسنى دالة‬ ‫غيرذلك‪ ،‬فهي أسماء عظيمة‬
‫وكلها ثابتة لفه‪-‬‬ ‫كلها حق‪،‬‬
‫معا@لىعظيمة‪،‬‬
‫لا‬ ‫سبحانه‪-‬‬ ‫به‪-‬‬ ‫يليق‬ ‫وجه‬ ‫سبحانه‪ -‬على‬
‫قال تعالى‪:‬‬ ‫كما‬ ‫فيها ولا نظير‪،‬‬ ‫له‬ ‫شبيه‬

‫‪1‬‬
‫البصير "‬ ‫‪ ،‬ليس كمثله شيء وهو السميع‬
‫يكن له‬
‫أ الشورى‪ .‬ا ‪ ،11‬وقال سبحانه‪( :‬ولم‬
‫‪ 1‬ا لإخلاص‪4!. :‬‬ ‫كفو ا أحد‪،‬‬
‫والصحابة رضوان القه عليهم‪ ،‬وأتباع‬
‫الرسول‪ -‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬كلهم‬
‫مجمعون على إثبات الأسماء والصفالص وأنها‬
‫حق ثابتة لفه‪ -‬تعالى‪ -‬على وجه يليق به‪ ،‬بلا‬
‫تحرلفا‪ ،‬ولا تعطيل‪ ،‬ولا تكييف‪ ،‬ولا تمثيل‪ ،‬وأن‬
‫الاستواء والنزول والسمع والبصر والكلام‬
‫كلها حق‪ ،‬وهكذا سائر‬ ‫الصفات‬
‫وسائر‬
‫الأسماء حق‪ ،‬ولهذا قال تعالى‪( :‬ولله الأسماء‬
‫‪18‬‬
‫‪ ،!0‬أي‬ ‫بها‪ ،‬أ الأعراف‪:‬‬ ‫الحسنئ فادعوه‬
‫ويسأل بأسمائه‪ :‬يا‬ ‫يدعى‬ ‫اسألوه بها فهو‬

‫اغفرلي‪،‬‬ ‫يا رحيم يا عزيزيا غفير‪:‬‬ ‫رحمن‬

‫إلى غير ذلك‪ .‬كما أنه‬


‫ارحمني‪ ،‬فرج كريتي‪،‬‬
‫كما قال‬ ‫به‪،‬‬ ‫والإيمان‬ ‫بتيحيد@‬ ‫يدعى أيضأ‬
‫‪1‬‬
‫إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن‬
‫تمالى‪:‬أ وبنا‬
‫ا!‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫لال عمران‪:‬‬ ‫آمنوا بربكم قآمنا"‬
‫أسألك‬
‫بأني‬ ‫اللهم إني‬ ‫"‬
‫وكما في الحديث‪:‬‬
‫أشهد أنك أنت الفه لا إله إلا أنت‪ ،‬الأحد‬
‫له‬ ‫لم يلد ولم يولد‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الصمد‪،‬‬
‫الذي‬
‫بتيحيده‬ ‫فهو يسأل‬ ‫(@واه الترمذي)‬ ‫أحد‪،‬‬ ‫كفوا‬
‫به‪ ،‬واعتراف العبد بأنه ربه ط لهه‬ ‫والإيمان‬
‫الحق‪ .‬وهكذا يسأل بالأعمال‬ ‫ومعبوده‬

‫كله من‬ ‫الصالحالثه ويتوسل إليه بها‪ ،‬فهذا‬


‫أصحاب الغار‬ ‫كما سأله‬ ‫أسباب الإجابة‪،‬‬
‫وهم قوم دخلوا غارا‬ ‫الصالحة‪،‬‬
‫بأعمالهم‬
‫المطر‪ ،‬فأنل الله‬ ‫من‬ ‫للمبيت فيه والاتقاء‬
‫الغار عليهم‪ ،‬فلم‬ ‫سدت‬
‫صخرة‬ ‫عليهم‬
‫يستطيعوا رفعها‪ ،‬فقالوا فيما بينهم‪ :‬إنه لن‬
‫الصخرة إلا الفه بسؤالكم‬ ‫من هذه‬
‫ئخلصكم‬
‫ببره‬ ‫فتوسل أحدهم‬ ‫الصالحة‪،‬‬
‫الفه بأعمالكم‬
‫الزنا‪ ،‬والثالث بأدائه‬ ‫عن‬ ‫بعفته‬ ‫بوالديه‪ ،‬والآخر‬

‫‪1‬‬
‫الأمانة‪ ،‬ففرج الله عنهم الصخرة فخرجوا‪،‬‬
‫كما صح بذلك الحديث عن النبي‪-‬لخرو‪ ،‬وهذا‬
‫@ن‬ ‫آياته العظيمة‪ -‬سبحانه وتعالى‪-‬‬ ‫من‬

‫يحب من‬ ‫الدلائل على قدرته العظيمة‪ ،‬فهو‬


‫ومن‬ ‫يتوسل إليه بأسمائه وصفاته‪،‬‬ ‫من‬ ‫عباده‬
‫التوسل بجاه‬ ‫أما‬ ‫يتوسل إليه بالأعمال الطيبة‪،‬‬
‫ف@ن‪ ،‬أو بحق ف@ن‪ ،‬أو بذات ف@ن‪ ،‬فهذا‬

‫لما‬
‫يتوسلون‬ ‫توفي النبي‪-‬لجوكانوا‬
‫ادع‬ ‫حياته‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا رسول الفه‪:‬‬ ‫بدعائه في‬
‫كما‬ ‫لنا‪،‬‬
‫الجدب‪،‬‬ ‫وقع في أيام‬ ‫ويدعو لهم‪-‬لجرو‪،‬‬
‫الله دهم‪،‬‬ ‫يدعو‬ ‫وكان عدى المنبر‪ ،‬فطدبوا أن‬
‫بعض‬ ‫فدعا الله لهم‪ ،‬واستجاب الله له‪ ،‬وفي‬
‫الأحيان كان يخرج إلى الصحراء فيصلي‬
‫ركعتين ثم يخطب ويدعو‪ .‬فلما توفي لجم عدل‬
‫إذا‬ ‫كنا‬ ‫انا‬ ‫عمر إلى‬
‫العباس‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم‬ ‫عمه‬

‫أجدبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا‪ ،‬وإنا‬

‫‪1‬‬
‫فقام العباس‬ ‫فاسقنا‪،‬‬ ‫نبينا‬ ‫نتوسل اليك‬
‫بعم‬

‫فسقاهم الله‪ .‬ولو‬ ‫دعائه‬ ‫على‬ ‫ودعا‪ ،‬فأفنوا‬


‫كان التوسل بالذات أو الجاه مشروعا لما عدل‬
‫عمر والصحابة‪ -‬رضي الفه عنهم‪ -‬الى‬
‫العباس‪ ،‬ولتوسل الصحابة بذاته ة لأن ذاته‪-‬‬

‫عظيمة حيا وميتا‪.‬‬ ‫والسلام‪-‬‬ ‫عليه الصلاة‬

‫صان‬ ‫أن الرسول‪-‬كلير‬ ‫من هذا‬ ‫والمقصيد‬


‫أن الواجب على‬ ‫وبين‬ ‫التوحيد وحما@‬ ‫هذا‬

‫يتيجهو ا‬ ‫وأن‬ ‫وحد@‬ ‫الأمة إخلاص العبادة دله‬

‫إليه‪ -‬جل وعلا‪ -‬بقلوبهم وأعمالهم في‬


‫عبادتهم‪ ،‬وأن لا يعبدوا معه سوا@ لا نبيا‪ ،‬ولا‬
‫ولا غير‬ ‫قمرأ‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫شمسا‪،‬‬ ‫ولا جنيا‪ ،‬ولا‬ ‫ملكا‪،‬‬

‫في‬ ‫ذلد‬ ‫سبحانه أوجب على عباده‬

‫يعبدوه وحد@‬ ‫كتابه الكريم‪ ،‬وعلمهم أن‬


‫ذللص‬ ‫والرسول‪-‬كلي@ أكمل‬ ‫وحد@‬ ‫ويتوجهوا اليه‬

‫‪1‬‬
‫التوحيد‪ ،‬وحذز‬ ‫وحمى حمى‬ ‫وبلغ البلاغ المبين‪،‬‬

‫وسائل الشرك‪ ،‬فوجب على الأمة أن‬ ‫من‬

‫تخدص دله العبادة‪ .‬فالعبادة حق دله‪ ،‬وديس‬

‫لأحد فيها نصيب‪ ،‬كما قال الله سبحانه‪.‬‬

‫الدين‬ ‫لله‬ ‫الدين @ ألا‬ ‫الله مخلصا له‬


‫@فاعئد‬
‫ما‬ ‫الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء‬
‫نعبلفم إلا ليقربونا إلى الله زلفئ إن اللل! يحكم‬
‫هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي‬ ‫ما‬
‫بينهم في‬
‫‪ ،3‬وقال‬
‫‪1‬‬ ‫‪،2‬‬ ‫‪ 1‬الزمر‪:‬‬ ‫في هو كاذب كفار@أ‬
‫له‬ ‫مخلصين‬ ‫الله‬ ‫سبحانه‪:‬أ فادعوا‬
‫الدين ولو‬
‫ا! وقال تعالى‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫الكافرون ‪ 9‬أغافر‪:‬‬ ‫كره‬
‫@اءياك نعئد وإياك نستعين‪ ،‬إ الفاتحة‪ 1 :‬وقال‬
‫‪،5‬‬

‫سبحانه‪( :‬وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين‬


‫هذا‬ ‫الدين حنفاء‪،‬‬ ‫له‬
‫‪ ،5‬والايات في‬
‫‪1‬‬ ‫أ البينة‪:‬‬

‫المعنى كثيرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫للحق الله على العباد أن‬ ‫النبي‪-‬كلي@‪:‬‬ ‫وقال‬
‫صحته‪.‬‬ ‫شيئاثا متفق على‬ ‫به‬ ‫ولا يشركوا‬ ‫يعبدوه‬

‫الكتاب والسنة‬ ‫من‬ ‫وهذا أمر معلوم بالنصوص‬


‫الحق أن‬ ‫علماء‬ ‫على‬ ‫يجب‬ ‫وبالض@حر@ ولهذا‬
‫الحق بالكتب‬ ‫هذا‬ ‫تبيين‬ ‫يبذلوا‬
‫في‬ ‫وسعهم‬

‫وا لخطب‬ ‫وا لرسائل‪@ ،‬وسائل ا لإعلام‪،‬‬


‫أعظم‬ ‫والمواعظص وبسائر الوسائل الممكنقش لأنه‬

‫وأعظم واجب‪ ،‬ولأنه أصل الدين وأساسه‪،‬‬ ‫حق‬

‫وعلى‬ ‫محمد‪،‬‬ ‫الله وسلم على نبينا‬


‫أجمعين‪.‬‬ ‫آله وصحبه‬

‫للمف‬ ‫حتوقي @ل@مع محموطة‬

You might also like