Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة زواش قضاء الأحداث مصححة
مطبوعة زواش قضاء الأحداث مصححة
مطبوعة زواش قضاء الأحداث مصححة
الس نة اجلامعية2019-2018:
ﺗﻌﺘﱪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﳌﻌﺮﺿﲔ ﳋﻄﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ
ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ) (1ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺎ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻶﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﻨﺠﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺮﺻﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻛﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻀﻴﺔ
ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺪﻑ
ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳉﺰﺍﺀ )ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ( ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺳﻨﻪ ﻭﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﻭﻗﻠﺔ
ﲡﺎﺭﺑﻪ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﳉﺄﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺇﱃ ﺗﻔﺮﻳﺪ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻊ
ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺧﺎﺹ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻢ
ﺑﺸﺄﻧﻪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺇﱃ ﺍﲡﺎﻫﲔ:
- 1ﺍﲡﺎﻩ ﻳﺮﻯ ﻧﺰﻉ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻫﺎ
ﺇﱃ ﺟﻬﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻀﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻭﻣﻌﻠﻤﲔ ﻭﺑﺎﺣﺜﲔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﻧﺎﻓﻴﺔ ) ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ ،ﺍﻟﻨﺮﻭﻳﺞ ،ﺍﻟﺪﺍﳕﺎﺭﻙ( ،ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
- 2ﺍﲡﺎﻩ ﻳﺮﻯ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﳏﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺮﻑ ﲟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻣﺜﺎﻝ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ،ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﻭﳏﺎﻛﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﻇﻠﻪ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺟﻮ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺎ.
) (1ـ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﻔﺌﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲡﺴﺪ ﰲ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪﺎ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﰲ ، 1985/11/29ﻭﺩﻋﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺇﱃ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﳍﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻜﺲ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﻨﺤﺮﻓﲔ.
1
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ
ﻫﺬﻩ ﺇﱃ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺑﺎﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻀﻴﻖ ،ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﳊﻜﻢ ،ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺧﺺ ﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ
ﻛﻔﻠﻬﺎ ﻟﻪ ﰲ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳌﺮﺣﻠﺘﲔ.
2
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺎﺷﺮﻫﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗﺒﻞ
ﺑﺪﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺪﻑ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﻭﲡﻤﻴﻌﻬﺎ ﰒ
ﲤﺤﻴﺼﻬﺎ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﻛﻔﺎﻳﺘﻬﺎ ﻹﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ) (1ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﳊﺪﺙ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﲨﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ
ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻪ ﳍﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﺪﻟﻮﻝ
ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﺨﺺ ﺍﳊﺪﺙ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺕ ﺑﻪ
ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳉﺮﻡ ....ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﺑﲔ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﳉﺎﻧﺢ ﻭﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ).(2
ﻭﺗﻌﺘﲏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺟﺎﳓﺎ
ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺮ ،ﻓﺎﻋﻼ ﺃﻭ ﺿﺤﻴﺔ ،ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ
ﻟﻠﺤﺪﺙ ﻭﺧﺼﺘﻪ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﳑﻴﺰﺓ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ 12/15ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻭﻛﻞ
ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ:
-ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻘﻖ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺮ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﶈﺎﻟﲔ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺴﻢ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﳉﻨﺢ ﻃﺒﻘﺎ
ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ /79ﻑ 1/ﻕ ﺡ ﻁ.
) (1ـ ﺩ .ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ ﺭﺑﻴﻊ :ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻻﳓﺮﺍﻑ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻼﳓﺮﺍﻑ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺹ .109
) (2ـ ﺩ .ﺯﻳﺪﻭﻣﺔ ﺩﻟﺮﻳﺎﺱ :ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻁ ، 2007ﺹ .109
3
4
) (1ـ ﺃ .ﺟﻼﱄ ﺑﻐﺪﺍﺩﻱ :ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ) ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ( ،ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ،
ﻃﺒﻌﺔ ،1999ﺹ .100
) (2ـ ﺩ .ﺯﻳﻦ ﺃﲪﺪ ﻋﺮﻳﻦ :ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺳﻨﺔ ،2003ﺹ .170
5
ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﺟﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺃﻭ
ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ﺃﻧﻮﺍﻉ:
ﳐﺎﻟﻔﺎﺕ ،ﺟﻨﺢ ،ﻭﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ،ﻭﺣﺼﺮ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺗﺪﺧﻞ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ
ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺍﳉﻨﺢ ﻭ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﳜﺘﺺ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺮ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ
ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (02ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 12/15ﺃﻱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﺘﻬﻢ ﺃﻭ
ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺧﻄﺮ ﺃﻭ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﻇﺮﻭﻓﻬﻢ ﺍﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ
ﻣﻦ ﺷﺄﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﳌﻀﺮ ﲟﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ
ﺗﻌﺮﺽ ﺳﻼﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ.
) (1ـ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1975/04/22ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺭﻗﻢ .10132
6
ﻭﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (02ﻑ /8/ﻭ ، 9ﻭﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ
ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﳎﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺃﺧﺮ.
ﻭﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ
ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ.
) (1ـ ﺧﻮﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﻠﻮﱄ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ،ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺧﻄﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ
ﺍﳌﺎﺩﺓ 116ﳌﺪﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ 117ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
7
ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ 18 ﻣﻦ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻓﺒﻠﻮﻍ ﺳﻦ
ﺣﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ( ﻳﻌﲏ ﺑﻠﻮﻍ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺟﻌﻞ ﻓﺮﻭﻗﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺳﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺑﲔ 10ﻭ 13ﺳﻨﺔ ﻻ ﳜﻀﻌﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ،ﰲ ﺣﲔ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﲔ 13ﺳﻨﺔ ﻭ ﻗﺒﻞ ﲤﺎﻡ 18ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ
ﳜﻀﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﳐﻔﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ 49ﻭ 50ﻕ.ﻉ.ﺝ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﳜﺘﺎﺭ ﺳﻨﻪ 18ﺳﻨﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺭﳜﻴﺎ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻫﻮ ﺗﺄﺛﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ
) (375ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻫﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ
ﳝﻜﻦ ﲤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ) (21ﺳﻨﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲏ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻓﻌﻠﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 12/15ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻦ
) (21ﺳﻨﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻷﻣﺮ 72/03ﺍﳌﻠﻐﻰ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻥ ﳝﺪﺩ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ
ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ) (21ﺳﻨﺔ.
ﻭﺬﺍ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ،ﲝﻴﺚ ﴰﻠﺖ
ﺣﱴ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﲔ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ) (21ﺳﻨﺔ ،ﻭﺍﳍﺪﻑ ﻫﻮ ﲪﺎﻳﺔ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻌﲏ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﲏ
ﲟﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻠﻴﻢ ﰲ ﺭﺃﻳﻨﺎ.
ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺧﻄﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﳝﺔ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻼﳓﺮﺍﻑ ﻭﳜﺸﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻋﻠﻰ
9
ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻨﺤﺮﻑ ﻓﻌﻼ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ
ﺍﳊﺪﺙ ﳝﺜﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﰲ ﺍﳉﺮﳝﺔ.
ﻭﺗﻘﺮﺭ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺧﺎﺻﺔ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﺊ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻛﺒﲑ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ
ﺟﺮﳝﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻭﲡﻌﻞ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﳋﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﳘﻴﺔ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ 12/15ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺣﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﳋﻄﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (02ﻕ ﺡ ﻁ ،ﲝﻴﺚ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ
ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﻄﺮ ،ﰒ ﺫﻛﺮ ﺣﺎﻻﺕ ﳏﺪﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻟﻠﺨﻄﺮ.
ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (02ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،12/15
ﻭ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺴﻤﻬﺎ ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ﺣﺎﻻﺕ ﻫﻲ:
- ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﺃﻭ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﻣﻨﻪ ﰲ ﺧﻄﺮ ﺃﻭ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻪ.
- ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻣﻦ ﺷﺄﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﺿﺎﻩ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺍﶈﺘﻤﻞ
ﺃﻭ ﺍﳌﻀﺮ ﲟﺴﺘﻘﺒﻠﻪ.
- ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ .
ﲨﻊ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ،ﻭﺍﻋﺘﱪ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﻤﺎ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ
ﺣﺎﻻﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﰲ ﺧﻄﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ
ﺍﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﲑﺓ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻇﺮﻭﻓﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ
ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﳛﻈﻰ ﺑﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﲔ ،ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ.
10
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ
ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳚﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ
ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺧﻄﺮ ) ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﳉﻨﺴﻲ
ﻟﻠﻄﻔﻞ -ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ( ،ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﺩ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﺨﻄﺮ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﲟﺠﺮﺩ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ
ﺍﳊﺎﻻﺕ ﳊﻤﺎﻳﺘﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﳊﺼﺮ.
ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺑﻘﺎﺋﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﻨﺪ ﻋﺎﺋﻠﻲ.
-ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻺﳘﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﺩ.
-ﺍﳌﺴﺎﺱ ﲝﻘﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.
-ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﺘﺴﻮﻝ.
-ﻋﺠﺰ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ
ﺷﺄﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ.
-ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﺍﻟﺒﲔ ﻭﺍﳌﺘﻮﺍﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ.
-ﺳﻮﺀ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻪ
ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺯﻩ ﺃﻭ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺇﺗﻴﺎﻥ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺓ
ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ.
-ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺿﺤﻴﺔ ﺟﺮﳝﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻗﺘﻀﺖ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﲪﺎﻳﺘﻪ.
11
12
ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺘﺒﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺧﻄﺔ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﻋﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻪ.
13
ﻳﺘﻮﱃ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﻧﺼﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (34ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 12/15ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻛﺄﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻔﺤﻮﺹ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻭﳝﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻠﺘﻘﺪﻳﺮ ،ﺃﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﻳﺘﻠﻘﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻯ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﲰﺎﻋﻪ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﰲ ﺫﻟﻚ
ﲟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﺼﺮ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ،ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻋﺘﱪﻫﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺑﲔ
ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺷﺮﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﺇﺫﻥ ﻓﻠﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺑﻐﻴﺔ ﻛﺴﺐ ﺃﻛﱪ ﻗﺪﺭ ﳑﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ
ﺍﳊﺪﺙ ﻭﲨﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ.
ﻭﻳﻌﺪ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﻓﻴﺴﻤﺢ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﻇﺮﻭﻑ ﻋﻴﺸﻪ ،ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﲜﲑﺍﻧﻪ ﻭﻣﺸﻮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ
ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻊ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ
ﺳﻴﻨﺘﻬﺠﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ.
ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺤﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺮ
ﻭﻗﺪ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻔﺤﻮﺹ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﺎﱐ.
14
15
16
17
ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﳉﺎﻧﺢ ،ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻓﻌﻼ ﳎﺮﻣﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ
ﻋﻤﺮﻩ ﺑﲔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ) (10ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻦ 18ﺳﻨﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ /2ﻑ ، 2/1/ﻗﺎﻧﻮﻥ .12/15
ﻭﻳﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﺻﻼ ﻭﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺎ ﰲ ﺍﳉﻨﺢ ﻭﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ
ﻭﺟﻮﺍﺯﻱ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎ ﰲ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ /64ﻑ/1/ﻕ ﺡ ﻁ ،
ﻓﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ
ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻭﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﺨﺼﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ
ﺑﺘﻬﺬﻳﺒﻪ ،ﻭﻟﺒﻠﻮﻍ ﺫﻟﻚ ﺍﳍﺪﻑ ﺧﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﻛﺎﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﳊﺪﺙ،
ﲰﺎﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ،ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﳚﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻋﻦ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻭﺳﻮﺍﺑﻘﻪ ﻭﻋﻦ ﻣﻮﺍﻇﺒﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺵ ﻭﺗﺮﰉ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﻓﺤﺺ ﻃﱯ ﻭﻧﻔﺴﺎﱐ ﻭﻋﻘﻠﻲ ﺇﻥ ﻟﺰﻡ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ 68ﻑ 4/3/ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ .12/15
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﲜﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻡ ﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﺿﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ
ﲤﺲ ﺑﺸﺨﺺ ﺍﳊﺪﺙ.
ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺍﳉﻨﺢ ﻫﻮ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﻣﻴﺰ ﺑﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ،
ﲝﻴﺚ ﺟﻌﻠﻪ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﻟﻐﲔ) (1ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻞ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺟﻮﰊ ﰲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﰲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﳉﻨﺢ.
18
) (1ـ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (69ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ 12/15ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﳝﺎﺭﺱ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﲨﻴﻊ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ « .
19
ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﺎﲣﺎﺫ ﺃﻱ ﺗﺪﺑﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ
ﺗﻐﻴﲑﻫﺎ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻭﻳﻬﻤﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀﺍ.
ﻳﻘﻮﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﳌﻠﻒ ﺇﱃ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﺎﳌﺎﺩﺓ ) (77ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
12/15ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﺇﺫﺍ ﺗﺒﲔ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻗﺪ ﰎ
ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﳍﺎ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﳌﻠﻒ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﻗﻴﻤﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﱃ ﻭﻛﻴﻞ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻘﺪﱘ ﻃﻠﺒﺎﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﺃﺟﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﲬﺴﺔ ) (05ﺃﻳﺎﻡ
ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﳌﻠﻒ«.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ :ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻭﺟﻪ
ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺪﺭﻩ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﺪ
ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺩﻋﻮﻯ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﰎ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻳﻀﻊ ﺟﺪﺍ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻣﱴ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺩﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ) ﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (175ﺇ.ﺝ.ﺝ (.
ﻭﻳﺼﺪﺭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﱴ ﺗﺒﲔ ﻟـــﻪ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻻ ﺗﻜﹶﻮﻥ ﺃﻱ ﺟﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﻻﺋـﻞ
ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (78ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻄﻔﻞ » :12/15ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻱ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ
ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻻ ﺗﻜﹶﻮﻥ ﺃﻱ ﺟﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﻻﺋﻞ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﺻﺪﺭ ﺃﻣﺮﺍ
20
ﺑﺄﻥ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (163ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ « .
ﻣﺎ ﲡﺪﺭ ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (78ﻣﻦ ﻕ ﺡ ﻁ ،ﺇﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (163ﻕ
ﺇﺝ .ﺝ.ﺝ ،ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﻹﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻭﺟﻪ
ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭ ﻫﻲ:
- ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺟﺮﳝﺔ )ﺟﻨﺎﻳﺔ-ﺟﻨﺤﺔ ﺃﻭ ﳐﺎﻟﻔﺔ(.
- ﺃﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﺩﻻﺋﻞ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳌﺘﻬﻢ.
- ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﳎﻬﻮﻻ.
ﻭﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﳜﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﶈﺒﻮﺱ ﺣﺒﺴﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﰎ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ
ﻃﺮﻑ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﳏﺒﻮﺳﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻥ ﻳﻔﺼﻞ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺭﺩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﻀﺒﻮﻃﺔ.
ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺻﻞ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ
ﺍﳊﺪﺙ ﺗﻜﻮﻥ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺃﻭ ﺟﻨﺤﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺭﺃﻱ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻃﺒﻘﺎ
ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (77ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،12/15ﺃﺻﺪﺭ ﺃﻣﺮﺍ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻟﺪﻯ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/ (79ﻑ 1/ﻕ ﺡ ﻁ.
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻟﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺃﺻﺪﺭ ﺃﻣﺮﺍ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺴﻢ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﳌﻘﺮ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (79ﻕ 2/ﻣﻦ
ﻗﺎﻧﻮﻥ .12/15
ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ
ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻓﺘﺢ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻭﻛﻴﻞ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﺩﻋﺎﺀ ﻣﺪﱐ ﻭﺫﻟﻚ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﺎ ﺍﳌﺎﺩﺗﺎﻥ ) 67ﻭ (72ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ.ﺝ.
21
) (1ـ ﻋﻦ ﺃ .ﻓﺮﻭﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ :ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﲡﺎﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ، 2011/2010ﺹ .105
22
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﻨﺎﺯﻋﺔ ﰲ ﻃﻠﺐ
) (1ـ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 14/04ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ، 2004/11/10ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﳊﺼﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰲ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ
ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
) (2ـ ﺑﻮﺳﻘﻴﻌﺔ ﺃﺣﺴﻦ :ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺳﻨﺔ ، 2006ﺹ .204
23
ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺪﱐ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/74ﻍ 3/ﻕ
ﺇﺝ.ﺝ( ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻃﺒﻘﺎ
ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )/ 127ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ (.
ﻭﻓﻘﺎ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﺇﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻭ
ﺍﳊﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻪ ﻫﻲ :ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻮﱄ ﻣﻌﻪ ،ﻭ ﺣﻘﻪ ﰲ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺤﺎﻣﻲ.
ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ
)/68ﻑ ( 1/ﻣﻨﻪ ،ﲝﻴﺚ ﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﶈﻘﻖ ـ ﺃﻱ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ـ
ﺇﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺎﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ
ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﳌﺎ ﻳﺸﻜﻠﻪ ﺣﻀﻮﺭ
ﺍﻟﻮﱄ ﻣﻦ ﲪﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻓﺤﻀﻮﺭﻩ ﻣﻌﻪ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﲣﻠﻔﻬﺎ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ
ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (68ﻕ ﺡ ﻁ ،ﱂ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻴﺔ ﺣﻀﻮﺭ
ﺍﻟﻮﱄ ،ﲝﻴﺚ ﱂ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﺟﺰﺍﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﲣﻠﻒ ﻭﱄ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻻ ﺑﺒﻄﻼﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻳﱪﺭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻏﻴﺎﺏ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﰲ ﺣﻀﻮﺭ ﻭﱄ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﱪﺭﺍﺕ ﻣﻦ
ﺃﳘﻬﺎ :ﻋﺪﻡ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﲝﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ
ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﻭﱄ ﺍﻟﻄﻔﻞ).(1
) (1ـ ﺃﻧﻈﺮ ﺃ .ﻓﺮﻭﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ :ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .109
24
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ،ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺘﻮﺧﺎﺓ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ ﺗﻌﻠﻮ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻭﺟﺪ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ
ﺷﺄﺎ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻮﱄ ﻭﻫﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﳏﺎﻣﻲ ﻋﻨﻪ.
ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻏﺎﻳﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/67ﻑ ( 2/1/ﻣﻨﻪ ،ﺍﻟﱵ
ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﳏﺎﻣﻲ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺟﻮﰊ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﶈﺎﻛﻤﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﳏﺎﻡ ،ﻳﻌﲔ ﻟﻪ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﳏﺎﻣﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻳﻌﻬﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻧﻘﻴﺐ ﺍﶈﺎﻣﲔ .« ...
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﳏﺎﻡ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﺟﻮﺑﻴﺎ
ﻃﺒﻘﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ،ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺻﺮﻑ ﻧﻈﺮ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﻋﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﶈﺎﻣﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
25
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻫﻮ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻓﺈﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺧﺼﺖ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺧﺎﺹ ﲰﺘﻪ
ﳏﺎﻛﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻫﻲ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﻮ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺑﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ
12/15ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺛﻼﺙ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ :
27
28
29
ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/59ﻑ (1/ﻕ ﺡ ﻁ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻛﻞ ﳏﻜﻤﺔ ﻗﺴﻢ
ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ،ﳜﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳉﻨﺢ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ. « ...
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﻭﺻﻒ ﺟﻨﺤﺔ ﺃﻭ
ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻭ ﻃﻔﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ.
ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﰲ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﱃ ﻗﺎﺿﻲ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/79ﻑ (1/ﻕ ﺡ ﻁ.
ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳛﻴﻞ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﳏﻘﻘﺎ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮ ﺇﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﻨﻌﻘﺪﺓ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺟﻬﺔ ﺣﻜﻢ.
ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/82ﻑ (5/ﻕ ﺡ ﻁ ،ﻭﻫﻲ
ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺟﻨﺤﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﳚﺐ
ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﳛﻴﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﲟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻘﺮ ﺍﻠﺲ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻭﳚﻮﺯ ﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﲢﻘﻴﻖ
ﺗﻜﻤﻴﻠﻲ ،ﻭﻳﻨﺪﺏ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ.
ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/63ﻑ (1/ﻕ ﺡ ﻁ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﳝﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ
ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻀﺮﺭ ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﻃﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺴﻢ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.« ...
ﺇﺫﻥ ﳛﻖ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﻃﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﺎ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/63ﻑ (3/2/ﻕ.ﺡ.ﻁ.
30
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺣﺮﻛﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ .
ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﻀﻢ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ
ﺇﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﻀﺮﻭﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻜﻠﻒ
ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/63ﻑ (2/ﻕ ﺡ ﻁ(.
ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺍﳌﺪﱐ :ﻭﺇﻣﺎ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﲢﺮﻳﻚ .
ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ) ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻘﻢ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲢﺮﻳﻜﻬﺎ ( ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ
ﻟﻪ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻴﻢ
ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/63ﻑ (3/ﻕ ﺡ ﻁ.
.
ﺗﻘﺎﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻊ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﳌﺎﺩﺓ )/88ﻑ (1/ﻕ ﺡ ﻁ.
.ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺘﻬﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﻮﻥ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻃﻔﺎﻝ :ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﲟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﲔ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ
ﻻ ﳛﻀﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﻭﺇﳕﺎ ﳛﻀﺮ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﳑﺜﻠﻮﻫﻢ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻮﻥ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺇﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ
ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺣﻜﻢ ﺎﺋﻲ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﳌـﺎﺩﺓ )/88ﻑ(3/2/
ﻕ ﺡ ﻁ.
31
32
ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﲟﻘﺮ ﺍﻠﺲ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﳏﻠﻔﲔ ﺇﺛﻨﲔ ).(02
ﻳﻌﲔ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﺍﶈﻠﻔﻮﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻮﻥ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﻮﻥ ﳌﺪﺓ ﺛﻼﺙ )(03
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﳌﺨﺘﺺ ،ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﺑﻠﻮﻍ ﺳﻨﻬﻢ ﺛﻼﺛﲔ
) (30ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺘﻤﺘﻌﲔ ﺑﺎﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﺭﺍﻳﺘﻬﻢ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ
ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (80ﻣﻦ ﻕ ﺡ ﻁ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳑﺜﻠﺔ ﺑﻮﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ
ﻭﻛﺎﺗﺐ ﺟﻠﺴﺔ ) ﺃﻣﲔ ﺿﺒﻂ (.
ﻭﻳﺘﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﶈﻠﻔﲔ ﻣﻦ ﺟﺪﻭﻝ ﳏﺮﺭ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﳉﻨﺔ ﳐﺘﺼﺔ ﲡﺘﻤﻊ ﻟﺪﻯ
ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺗﺸﻜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺣﺎﻓﻆ
ﺍﻷﺧﺘﺎﻡ.
ﻭﻣﺎ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﱵ ﳚﻮﺯ ﺇﺛﺎﺭﺎ ﰲ ﺃﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻭﻟﻮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ).(1
ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻜﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ،ﻭﺗﺘﺸﻜﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻷﺣـﺪﺍﺙ
ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺇﺛﻨﲔ ﻳﻌﻴﻨﻮﻥ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣﻦ
) (1ـ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ، 1984/10/23ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺑﺎﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ، 1989
ﺹ .232
33
) (1ـ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1984/10/23ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺍﳌﻠﻒ ﺭﻗﻢ ،33695ﺍﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ،
ﺍﻟﻌﺪﺩ ، 03ﺳﻨﺔ ، 1989ﺹ .232
34
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﺘﺨﺬﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﻄﺮ ﻣﻬﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺧﻄﻮﺭﺎ ﳎﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻭﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﺃﻭ
ﺍﳊﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﳊﺪﺙ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ
ﺃﻫﻼ ﻟﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﺃﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﻘﻮﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﺪ ﻗﻔﻠﻪ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺧﻄﺮ
ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﳌﻠﻒ ﺇﱃ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﺑﺪﺍﺀ ﻃﻠﺒﺎﺗﻪ ﲞﺼﻮﺻـﻪ،
ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﶈﺎﻣﻲ ﲦﺎﻧﻴﺔ ) (8ﺃﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈـﺮ
ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺻﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (38ﻕ ﺡ ﻁ.
35
ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﶈﺪﺩ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺗﺘﻢ ﲟﻜﺘﺐ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
)ﺩﻭﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ( ،ﻭﳛﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳌﻌﲏ
ﻭﺍﳌﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﶈﺎﻣﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻯ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳊﻞ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺪﻡ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳊﺪﺙ.
ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳉﻠﺴﺔ ) ﺃﻭ ﺍﳌﺜﻮﻝ
ﺃﻣﺎﻣﻪ ( ،ﺃﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻛﻞ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ
ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (39ﻕ ﺡ ﻁ.
36
ﺟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻭﻋﱪ ﻋﻦ
ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ /82) :ﻑ (2/ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ... » :ﻳﻔﺼﻞ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻉ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ.« ....
ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/83ﻑ (2/ﻕ ﺡ ﻁ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ... » :ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﲝﻀﻮﺭ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ
ﻭﻷﻗﺎﺭﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . « ...
ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ ) (83 - 82ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺟﻌﻞ
ﲰﺎﻉ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﳝﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﳊﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﻣﻘﺼﻮﺭ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﳌﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ،ﻭﻟﻸﻗﺎﺭﺏ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
ﻳﺘﻢ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻸﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﲰﺎﻋﻬﻢ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻮﺍﺩ
ﻣﻦ ) (221ﺇﱃ ) (234ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/82ﻑ (2/ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ... » :ﻳﻔﺼﻞ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻉ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ، ...ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺘﺢ ﳍﻢ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳌﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ
ﻭﻷﻗﺎﺭﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﰲ )/83ﻑ (2/ﻕ ﺡ ﻁ،
ﻓﺎﻟﻘﻴﺪ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﺮﻳﺔ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻻ ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ.
37
ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﳏﺎﻡ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺟﻮﰊ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﻭﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ،ﻭﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﳏﺎﻣﻲ ،ﻳﻌﲔ ﻟﻪ
ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﳏﺎﻣﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺃﻭ ﻳﻌﻬﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻧﻘﻴﺐ ﺍﶈﺎﻣﲔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/67ﻑ ( 2/1/ﻣﻦ ﻕ ﺡ ﻁ.
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻴﺔ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﶈﺎﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﳊﺪﺙ ،ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (25ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 57/71ﺍﳌﻌﺪﻝ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 02/09ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ.
ﺃﺟﺎﺯﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/82ﻑ (3/ﻣﻦ ﻕ ﺡ ﻁ ،ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺃﺱ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺃﻥ
ﻳﺄﻣﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﻛﻞ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﰲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﲑﻫﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ
ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳊﺪﺙ ﺧﻼﻝ ﺍﳉﻠﺴﺔ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (82ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﳊﺪﺙ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳉﻠﺴﺔ
ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﲝﻀﻮﺭ ﺍﶈﺎﻣﻲ ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﳊﻜﻢ
ﺣﻀﻮﺭﻳﺎ.
ﻭﺭﺧﺼﺔ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﲑ
ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﺭﺑﻄﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (82ﻕ ﺡ ﻁ ،ﲟﺼﻠﺤﺔ ﺍﳊﺪﺙ ،ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺫﻟﻚ
ﻣﻌﻴﺎﺭﺍ ﺫﻭ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻣﺮﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﳍﻴﺌﺔ ﺍﳊﻜﻢ
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﳏﻜﻤﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ).(1
ﺃﻣﺎ ﻛﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺣﻀﻮﺭﻱ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﱂ ﳛﻀﺮ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ
ﻳﻔﺴﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﳑﺜﻼ ﲟﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﳏﺎﻣﻴﻪ.
) (1ـ ﺃﻧﻈﺮ ﻭﻫﺪﺍﻥ ﺃﲪﺪ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ :ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻋﻦ ﻓﺮﻭﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ :ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .118
38
ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (89ﻕ ﺡ ﻁ ،ﺍﻟﱵ
ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ « .
ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﳎﺴﺪﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺺ
ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﶈﺎﻣﻲ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ
ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ ) 67ﻭ /82ﻑ (2/ﻣﻦ ﻕ.ﺡ.ﻁ ،ﻛﻤﺎ ﰎ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﰲ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (25ﻣﻨﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻌﻴﲔ ﳏﺎﻣﻲ
ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻘﻢ ﻫﻮ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﳏﺎﻣﻲ ﻭ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﶈﺎﻣﻲ
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﺭﺷﺎﺩﻩ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ،ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺭﺃﻱ
ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ.
40
41
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ،ﻳﺆﻣﻦ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﳊﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻮ ﻋﺎﺟﺰ
ﻋﻦ ﺗﺄﻣﻴﻨﻪ ﳍﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﳑﺜﻠﻲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﳌﻬﺘﻤﺔ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻣﻨﺪﻭﰊ
ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﲟﺎ
ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ
ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻨﺎﺟﻊ).(1
ﻋﻤﻠﺖ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺣﻈﺮ ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﰲ
ﺟﻠﺴﺔ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﳌﺒﺪﺃ ﺳﺮﻳﺔ
ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﲨﻴﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﳌﺮﺋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﻤﻮﻋﺔ ،ﻭﻗـﺪ
ﺟﺴﺪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (137ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ) (6ﺃﺷﻬﺮ ﺇﱃ
ﺳﻨﺘﲔ ) (2ﻭﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ 10.000ﺩﺝ ﺇﱃ 200.000ﺩﺝ ﺃﻭ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﲔ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻓﻘﻂ،ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﻳﺒﺚ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﰲ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ
ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻣﻠﺨﺼﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻨﻬﺎ
ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺑﺄﻳﺔ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ « .
ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﻓﺬﻛﺮ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﰲ
ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻛﺎﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺷﺒﻜﺔ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ،ﻣﻊ
ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
42
ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ،ﰒ ﺃﺿﺎﻑ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻋﺒﺎﺭﺓ » :ﺃﻭ ﺑﺄﻳﺔ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ « .
ﻭﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﳊﻈﺮ ﺇﺫ ﺗﺸﻤﻞ ﺣﱴ
ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻏﲑ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻳﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ
ﺩﻭﺭ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﳊﻈﺮ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺗﺐ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻈﺮ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﻣﻦ )(6
ﺃﺷﻬﺮ ﺇﱃ ﺳﻨﺘﲔ ) ،(2ﻭﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ 10.000ﺩﺝ ﺇﱃ 200.000ﺩﺝ ﺃﻭ ﺑﺈﺣﺪﻯ
ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻓﻘﻂ.
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺣﻜﻤﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻦ ﻳﻨﺎﻝ ﺃﻭ ﳛﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺑﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺑﺒﺚ ﻧﺼﻮﺹ ﻭ /ﺃﻭ ﺻﻮﺭ ﺑﺄﻳﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺷﺄﺎ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ،ﻓﺮﺗﺐ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻋﻘﻮﺑﺔ
ﺍﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ) (1ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ) (3ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ 150.000ﺩﺝ ﺇﱃ
300.000ﺩﺝ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (140ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﲪﺎﻳﺔ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﳉﻠﺴﺔ ،ﲝﻴﺚ ﻳﻬﺪﻑ
ﺇﱃ ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﲤﺲ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ،ﻭﻟﻮ ﺻﺪﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﱪﺍﺀﺓ.
ﺗﻔﺼﻞ ﺟﻬﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺪﺙ ﺃﻭ ﻃﻔﻞ ﺇﻣﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﺑﲑ
ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ
ﺧﻄﺮ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﳝﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﻔﺼﻠـﻪ
ﰲ ﻓﺮﻋﲔ :
ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺧﻄﺮ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﺎ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (40ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻲ:
- ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﺎﺭﺱ ﺣﻖ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ ﻣﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ
ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﻜﻢ.
- ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ.
- ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﱃ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟﺪﻳﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ.
ﻭﳚﻮﺯ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻮﺳﻂ
ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﲟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴﺘﻪ ﻭﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﺩﻭﺭﻳﺎ ﻟﻪ ﺣﻮﻝ
ﺗﻄﻮﺭ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻛﻤﺎ ﳚﻮﺯ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺭ
ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (41ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻲ ﻭﺿﻊ
ﺍﻟﻄﻔﻞ:
- ﲟﺮﻛﺰ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﰲ ﺧﻄﺮ.
- ﲟﺼﻠﺤﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﲟﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.
44
45
ﺇﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﱵ ﻗﺮﺭﻫﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻠﺤﺪﺙ
ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻤﻞ 18ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،ﱂ ﳝﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺑﲔ ﺍﳊﺪﺙ
ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻤﻞ 13ﺳﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻤﻞ 13ﺳﻨﺔ ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ 18ﺳﻨﺔ ،ﻓﺠﻌﻞ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺎﺩﺓ
)/85ﻑ (3/2/1/ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ... » :ﻻ ﳝﻜﻦ ﰲ
ﻣﻮﺍﺩ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳉﻨﺢ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻻ ﺗﺪﺑﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﺑﲑ
ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺍﻵﰐ ﺑﻴﺎﺎ :
- ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﳌﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻭ ﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ.
- ﻭﺿﻌﻪ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﲟﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.
46
47
48
ﻭﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ) (98ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻳﻜﻮﻥ ﳐﺘﺼﺎ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ
ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻃﻠﺒﺎﺕ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﺘﺨﺬﺓ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺪﺙ ،ﻗﺎﺿﻲ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﺻﻼ ،ﻛﻤﺎ ﳛﻖ ﻟﻪ ﺗﻔﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﺇﱃ:
- ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻣﻮﻃﻦ
ﺍﳌﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﻣﻮﻃﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
- ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻣﻜﺎﻥ
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺣﺒﺴﻪ.
ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ،ﳝﻜﻦ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻘﻊ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺣﺒﺴﻪ ،ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﲣﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ
ﺍﳌﺆﻗﺘﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/98ﻑ (5/ﻣﻦ ﻕ.ﺡ.ﻁ .
ﻳﺘﻌﲔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﰲ ﻣﺪﺓ
ﳏﺪﺩﺓ ﺃﻗﺼﺎﻫﺎ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ )ﺃﻱ 18ﺳﻨﺔ( ،ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﳝﻨﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/58ﻑ (2/1/ﻣﻨﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ
ﻭﻟﻮ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﻈﺮ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺳﻨﻪ
ﻣﺎ ﺑﲔ 10ﻭ 13ﺳﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﺎﻭﺯ 13ﺳﻨﺔ ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ 18ﺳﻨﺔ ﻣﻦ
ﻋﻤﺮﻩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﺎﺯ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﲣﺎﺫ ﺃﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﲡﺎﻭﺯ 13ﺳﻨﺔ ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ 18ﺳﻨﺔ ،ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﳝﻜﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﲟﺮﻛﺰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﲜﻨﺎﺡ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ.
49
50
)(51 ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﰲ ﻣﻮﺍﺩ
ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﻨﻪ ﻣﻦ 13ﺇﱃ 18ﺳﻨﺔ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﻴﺦ
ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ « .
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (87ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ:
» ﳝﻜﻦ ﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﻮﺑﻴﺦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ
ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (51ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ.
ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ
) (10ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﱃ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ) (13ﺳﻨﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ . « ...
ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ)(1 ﺇﺫﻥ ﻻ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳌﺮﺗﻜﺐ ﳉﺮﳝﺔ ﳍﺎ ﻭﺻﻒ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺇﻻ
ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ.
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺐ ﺇﱃ ﺍﳊﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻪ ،ﻭﲢﺬﻳﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ «).(2
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻛﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ
ﺃﺻﻠﻴﺔ) ،(3ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻳﺒﻘﻰ ﳏﻞ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ) ،(4ﻭﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ
) (1ـ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺗﺪﺑﲑ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ 15ﻣﺎﻱ ، 1912
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺩﻭﻥ 16ﺳﻨﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺪﺍﳕﺮﻛﻲ ﻭﺍﻹﺳﺒﺎﱐ ﻭﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻱ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻟﺴﻨﺔ .1937
-ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ
ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ،ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﺣﺎﺝ ﻋﻠﻲ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ :ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘﺎﻳﺪ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ، 2010/2009ﺹ . 161
) (2ـ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺣﺎﺝ ﻋﻠﻲ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ :ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .161
) (3ـ ﺩ .ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺳﻼﻣﺔ :ﺃﺻﻮﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺳﻨﺔ ، 1983ﺹ .315
) (4ـ ﻓﺮﻭﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ :ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ . 130 -129
51
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﳝﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻋﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ
ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﱵ ﳜﺘﺎﺭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﳊﺎﻟﺔ
ﺍﳊﺪﺙ).(1
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻭﺻﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﰊ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ).(2
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (05ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ
ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (85ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﳚﻌﻠﻪ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻘﺮﺭ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ
ﺍﳊﺪﺙ ﻭﻓﻘﻂ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺳﻨﻪ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ 10ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭ 13ﺳﻨﺔ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ
ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺒﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺣﺪﻩ ﺃﻭ ﲡﺎﻭﺯ ﺳﻨﻪ 13ﺳﻨﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ 18ﺳﻨﺔ ،ﻭﰲ
ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﺘﺨﺬ ﲝﻘﻪ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ
ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻗﺪ ﺳﺎﻭﻯ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
)ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ( ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (51ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﺍﳌﺎﺩﺓ )/87ﻑ (1/ﻣﻦ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﱂ ﳛﺪﺩ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺗﺮﻙ
ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﲦﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺃﳘﻬﺎ ﺃﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻣﺘﺴﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺃﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﺳﻴﺌﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻴﺔ
) (1ـ ﻣﻨﺬﺭ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ :ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺿﺪ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻐﺪﺍﺩ ،ﺳﻨﺔ ، 1982ﺹ .83
) (2ـ ﻣﺎﻧﻊ ﻋﻠﻲ :ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ،
ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺳﻨﺔ ، 2002ﺹ .208 - 207
52
ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺮﺟﻮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ) ،(1ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ
ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﻄﺄ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﺄﻥ
ﻳﺴﻠﻚ ﺳﺒﻴﻼ ﺳﻮﻳﺎ ﻭﻳﻨﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺫﻟﻚ).(2
ﲤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﺍﺳﺘﺤﺪﺙ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 01/09ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 25ﻓﻴﻔﺮﻱ ، 2009ﺣﻴﺚ ﺗﻀﻤﻨﺖ
ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻔﺼﻞ ﺃﻭﻝ ﻣﻜﺮﺭ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺩ 05 :ﻣﻜﺮﺭ 05،01ﻣﻜﺮﺭ 02،05ﻣﻜﺮﺭ ،03
05ﻣﻜﺮﺭ ، 04ﻭ 05ﻣﻜﺮﺭ ، 05ﻭ 05ﻣﻜﺮﺭ .06
ﻓﻨﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ 05ﻣﻜﺮﺭ 01ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺒﺪﻝ
ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﻨﻄﻮﻕ ﺎ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ. « ...
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ
05ﻣﻜﺮﺭ 01ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﳊﺪﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 16ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ،ﻛﻤﺎ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ
ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺑﺄﻥ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﻨﻄﻮﻕ ﺎ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﻞ
ﻋﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ) (20ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ) (300ﺳﺎﻋﺔ.
ﺇﻥ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑـ 16ﺳﻨﺔ،
ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻦ ﻛﺴﻦ ﺃﺩﱏ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻣﻊ
ﺑﺴﻂ ﲪﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﺿﺤﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (15ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
) (1ـ ﻗﻮﺍﲰﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ :ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﺳﻨﺔ
1992ﺹ .174
) (2ـ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ :ﺣﺼﺮ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ
ﺳﻨﺔ ، 1975ﺹ .326
53
ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﻻ ﳝﻜﻦ ﰲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﺃﻥ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﻠﺘﻮﻇﻴﻒ ﻋﻦ ) (16ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ،ﺇﻻ ﰲ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ
ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻤﻬﲔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﻤـﺎ،
ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺇﻻ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺧﺼﺔ ﻣﻦ ﻭﺻﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ « .
ﻭﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﺙ ﺇﺫﻥ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 05ﻣﻜﺮﺭ 01ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻫﻲ:
- ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﳊﺪﺙ ﻏﲑ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ.
- ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﳊﺪﺙ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 16ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻭﻗﺖ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﺮﻣﺔ.
- ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ) (03ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﺒﺲ.
- ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﻨﻄﻮﻕ ﺎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺳﻨﺔ ) (01ﺣﺒﺴﺎ.
54
) (1ـ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺇﻧﺸﺎﺀﻫﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻸﻣﺮ 64/75ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﻜﻠﻔﺔ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ
ﻭﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ،ﺍﳌﻠﻐﻰ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ، 12/15ﺳﻨﺔ . 2015
55
ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ) (03ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ) (06ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﺍﳌﺪﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﻣﺸﻔﻮﻋﺎ
ﲟﻼﺣﻈﺎﺎ ﻭﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺍﲣﺎﺫﻩ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ
ﺍﳊﺪﺙ .
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ :ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻭﻣﻬﲏ ﻳﻨﺎﺳﺐ .
ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺳﻬﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻭﺩﻳﻨﻴﺎ ﻭﻭﻃﻨﻴﺎ ﻭﺭﻳﺎﺿﻴﺎ
ﺑﻐﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ
ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ.
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺒﻌﺪﻱ :ﻭﻫﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ .
ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﻢ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﳌﺘﺨﺬ ﺑﺸﺄﻢ ،ﻭﺧﻼﳍﺎ ﳝﻜﻦ ﺇﳊﺎﻗﻬﻢ ﺑﻮﺭﺷﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺃﻭ
ﲟﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻬﲏ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺬ ﺭﺃﻱ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ).(1
) (1ـ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) (03ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ 64/75ﺍﳌﻠﻐﻲ .
) (2ـ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (28ﺗﺼﻨﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ ﺇﱃ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ :
ﺃﻭﻻ :ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ :ﻓﻬﻲ - 1 :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻭﻗﺎﻳﺔ - 2 ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ - 3 ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ - 1 :ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ - 2 ،ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ..
56
) (1ـ ﻭﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (91ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 04/05ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﻳﻜﻠﻒ ﺍﳌﺨﺘﺼﻮﻥ ﰲ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳌﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﶈﺒﻮﺱ ﻭﻭﺿﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ « .
) (2ـ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (33ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 04/05ﻭﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ
ﻭﺯﻳﺎﺭﺎ ،ﻓﺘﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ » :ﲣﻀﻊ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ
ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺎ ﻗﻀﺎﺓ ،ﻛﻞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ :
-ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻭﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻣﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ.
-ﺭﺋﻴﺲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺎﻡ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﺛﻼﺙ ) (03ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ.
-ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﺔ ) (03ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ. « ...
57
58
ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺧﻄﺮ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﲑ
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/43ﻑ (2/ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔــﻞ :
» ...ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ، «...ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ
ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﺮﺑﻮﻱ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻫﻮ ﻗﻀﺎﺀ
ﺗﻘﻮﳝﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﻭﺇﺻﻼﺣﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﺩﻋﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ
ﲝﻀﻮﺭ ﺍﳊﺪﺙ ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﶈﺎﻛﻤﺔ .
60
ﻟﻠﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻏﻴﺎﺑﻴﺎ ﺃﻭ ﺑﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺃﻭ ﺣﻀﻮﺭﻳﺎ ﰲ
ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺩ ) 345ﻭ /347ﻑ (3/1/ﻭﺍﳌﺎﺩﺓ ).(350
ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺃﺣﺪ ﺍﳋﺼﻮﻡ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺨﺼﻮﻡ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻬﻠﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﲬﺴﺔ ) (05ﺃﻳﺎﻡ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ،ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ
) (418ﻣﻦ ﻕ.ﺇ ﺝ.ﺝ .
ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﳚﻮﺯ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ ﻭﺣﱴ
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﺘﺪﺑﲑ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (85ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﺍﳌﻌﺠﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﳌﺎﺩﺓ )/84ﻑ (3/ﻣﻦ ﻕ.ﺡ.ﻁ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ... » :ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻣﺸﻤﻮﻻ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﺍﳌﻌﺠﻞ ﺭﻏﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ « .
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ،ﺃﺧﺮﺝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/416ﻑ (2/ﺍﻟﱵ
ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻗﻀﺖ
ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﳌﺪﺓ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﲬﺴﺔ ) (05ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 100ﺩﺝ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﺷﻖ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﻖ
ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳊﺒﺲ،ﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﳊﺪﺙ ﻫﻲ ﺇﻣﺎ
ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﺳﻨﻪ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ )(10
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻦ ) (13ﺳﻨﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﺙ
ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺳﻨﻪ ﺑﲔ ) (13ﺳﻨﺔ ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻦ ) (18ﺳﻨﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﻮﺍﺩ ) 49ﻭ (50
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﳔﻠﺺ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻐﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺑﺸﺄﻥ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ) (100ﺩﺝ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﺣﺎﻟﺔ
61
ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (94ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ
ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ.
62
63
64
ـ ﺟﻼﱄ ﺑﻐﺪﺍﺩﻱ :ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ 05
ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ .1999
ـ ﺯﻳﺪﻭﻣﺔ ﺩﺭﻳﺎﺱ :ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ 06
ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻃﺒﻌﺔ .2007
ـ ﺯﻳﻦ ﺃﲪﺪ ﻋﺮﻳﻦ :ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺩﺍﺭ 07
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺳﻨﺔ .2003
ـ ﺣﺎﺝ ﻋﻠﻲ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ :ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ 08
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘﺎﻳﺪ،
ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ .2010/2009
ـ ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ ﺭﺑﻴﻊ :ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻻﳓﺮﺍﻑ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻼﳓﺮﺍﻑ، 09
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ .
ـ ﻣﺎﻧﻊ ﻋﻠﻲ :ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ 10
ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ،ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺳﻨﺔ .2002
65
ـ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﳏﻤﺪ ﺳﻼﻣﺔ :ﺃﺻﻮﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺳﻨﺔ 11
.1983
ـ ﻣﻨﺬﺭ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ :ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺻﺎﺩﺭ 12
ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺿﺪ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺑﻐﺪﺍﺩ ،ﺳﻨﺔ .1982
ـ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ :ﺣﺼﺮ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ، 13
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺳﻨﺔ .1975
ـ ﻓﺮﻭﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ :ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﲡﺎﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ 14
ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ .2011/2010
ـ ﻗﻮﺍﲰﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ :ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ 15
ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﺳﻨﺔ . 1992
ﺍﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،03ﻟﺴﻨﺔ . 1989 16
66
.
.
67
68
.
26
27 ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﳏﺎﻛﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
..................................................................................................................................................................
.
69
42 ........................... ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﺍﳊﺪﺙ
44 ............ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﺙ ﰲ ﺧﻄﺮ
46 ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﺍﳉﺎﻧﺢ
............................................................................................
.
70
58 ..................................... ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
58 ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ
............................................................................................................................
.
71