Professional Documents
Culture Documents
معاينة مخالفات التعمير و البناء .العرض الثالت
معاينة مخالفات التعمير و البناء .العرض الثالت
الصفحة :ص
مرجع سابق :م س
المرجع نفسه :م ن
قانون المسطرة الجنائية :ق م ج
1
مقدمة:
مما ال شك فيه أن مجال السكنى والتعمير من المجاالت الحيوية للدولة إلرتباطها المباشر
بالمواطن والحاجيات اليومية واألساسية للسكان ،خصوصا أمام النمو الديموغرافي المطرد
والذي توازيه ظاهرة الهجرة القروية نحو المدن ونواحيها ، 1
وإذ البد لكل مجتمع من واقع اقتصادي واجتماعي يتحدد من خالل عالقة هذا المجتمع
بالقانون المؤطر له والسلطة المكلفة بتنفيذه ومدى انضباطها وخضوعها لمقتضياته
,فالمجتمع هو عبارة عن عالقة مشتركة تجمع بين ثالت عناصر ،العنصر األول اقتصادي
واجتماعي وهو الذي يشكل القاعدة والعنصر الثاني يتمثل في اإلطار وهو القانون باعتباره
الوسيلة المنظمة ثم العنصر الثالت المتمثل في اإلدارة التي تعد هي األداة التي عبرها يتم
تنفيذ القانون ,فهذا األخير يسعى إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة المتمثلة في تهيئة
المجال العمراني ومراقبته بكيفية عقالنية ,والمصلحة الخاصة التي تتجلى في حق اإلستفادة
من الملكية العقارية كحق كوني ودستوري ،2وفي بالدنا قد يبدو أحيانا أن هذه المقاربة
الثالتية األبعاد غائبة أو غير منسجمة ومنظبطة ،وهو الشيء الذي ينتج عنه ضياع الجهد
اإلداري خاصة إن كان القانون ال يتالئم مع خصوصيات المجتمع
فال أحد ينكر أن العوامل االقتصادية واالجتماعية تنعكس إما باإليجاب أو السلب على
المشهد العمراني لكل مدينة ،وأمام أزمة الفقر والسكن ال غرابة في اتصاف المشهد
العمراني بالفوضى المعمارية ،إذ ال تخلو مدينة من المدن المغربية بل ال يخلو حي من
أحياء المدينة الواحدة من مساكن وأبنية غير منظمة سواء من حيث ألوانها أو من حيث
ارتفاعها أو شكلها ووضعها القانوني ،فكل تلك األشكال وغيرها هي ما تعرف بمخالفات
التعمير والبناء ,والمشرع المغربي حاول ومنذ عهد الحماية الفرنسة واإلسبانية أن يقلص
من حدة هذه األخيرة من خالل إصداره لمجموعة من القوانين
فبعد ظهير 16أبريل 1914الذي شكل الشرارة األولى إلرساء منظومة تشريعية في
قطاع التعمير والسكنى بالمغرب ،جاء ظهير 1952المتعلق بالتعمير الذي وسع مجال
تطبيقه وجاء بمجموعة من المستجدات راهن من خاللها المشرع على تجاوز الثغرات التي
_ 1جمال بوصوابي ،القانون الجديد للتعمير تكريس لإلشكاليات أم إيجاد للحلول ،التعمير والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية ،أشغال
الندوة الوطنية المنظمة من طرف الماستر المتخصص في قانون العقار والتعمير بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور ،أيام 2و 3و4
مارس ، 2017ص 156:
_ 2عبد هللا المكينسي ،السكن العشوائي والقانون) ،دراسة قدمت في ندوة معالجة السكن العشوائي ,مجلة اإلسكان والتعمير العدد الثالت
أكتوبر ، 1985جامعة القرويين فاس ،ص 6:
2
خلفها تطبيق ظهير ، 1914واستمر تطبيق هذا القانون لمدة أربعة عقود إلى حين إصدار
القانون رقم 3 12.90الذي نسخ ظهير 1952وجاء نتيجة عمل فكري جاد ومعقول حول
موضوع التعمير بالمغرب ,وذلك رغبة في تجاوز اإلرث الثقيل الذي تكرس خالل السنين
الماضية 4والمشرع من خالل هذا القانون نص على مجموعة من المقتضيات القانونية التي
تروم تنظيم عمليات المراقبة لجعلها أداة فعالة في مسلسل االنتاج الجيد للمجال الحضري
من خالل احترام المعمول بها في منظومة التدبير العمراني ,كما صدرت مجموعة من
الدوريات المفسرة والموحدة ألساليب التدخل ومعاينة المخالفات غير أن هذه المرحلة
تميزت بتعدد الجهات المتدخلة في عملية المراقبة ,وكان العيب الظاهر بشكل بارز هو
إسناد مهمة المراقبة لرئيس المجلس الجماعي مع العلم أنه هو نفس الجهة التي يسند لها
االختصاص في منح التراخيص وغالبا ما كان يتم غض الطرف عن المخالفات واجتناب
تحرير المحاضر واتباع المساطر اإلدارية المعمول بها ضمانا لمصالحه اإلنتخابية ،كما أن
المراقبة التي تمارسها اإلدارة الجماعية ظلت مقتصرة على الوثائق والمستندات أكثر من
تركيزها على المراقبة في عين المكان بشكل دوري ومباغث ،5فكانت الغاية التشريعية في
مراقبة و ضبط مخالفات التعمير والبناء قاصرة
وبالتالي فالنظام القانوني الذي كان معموال به لم يحقق األهداف التي كانت مرجوة منه ،
وهو األمر الذي دفع المشرع إلصدار القانون رقم 6 66.12بتاريخ 19شتنبر 2016
المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء القاضي بتغيير وتتميم ونسخ
بعض مقتضيات القانون رقم 12.90المتعلق بالتعمير( والقانون 25.90المتعلق
بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات وكذا الظهير الشريف رقم
1.60.063بشأن توسيع نطاق العمارات القروية )فأعاد النظر في مجموعة من المقتضيات
_ 3الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.92.31صادر في 15ذي الحجة 17( 1412يونيو )1992الجريدة الرسمية عدد4159
بتاريخ 14محرم 15(1413يوليوز )1992ص 887:
_ 4سعيد الوردي ،اإلجراءات المسطرية لمراقبة وزجر مخالفات التعمير والبناء ،الطبعة الثالتة ، 2020ص 6:
_ 5حنان النحاس ،نظام المراقبة والزجر في مجال التعمير والبناء بالمغرب دراسة حول إشكاالت تفعيل مستجدات القانون رقم 66.12
في مجال التعمير والبناء ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني
https://www.takamoul.org/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-
%D9%88%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB/%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB-
%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A8%D8%A9-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AC%D8%B1-%D9%81%D9%8A-
%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1-
, /88%9%Dتاريخ زيارة الموقع 2023/03/18
_ 6الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.124صادر في 21من ذي القعدة 25(1437غشت )2016الجريدة الرسمية عدد6501
بتاريخ 17ذو الحجة 19(1437شتنبر )2016ص 6630:
3
التي تهم تحديد المخالفات واألجهزة المكلفة بمراقبتها وضبطها والمسطرة القانونية المتبعة
في هاته العملية .
أهمية الموضوع:
بالنسبة لألهمية العملية :فإنه ال شك أن موضوع البحث عن مخالفات التعمير معاينتها من
المواضيع التي ال طالما اهتم بها المواطن قبل أن يهتم بها الباحث القانوني ،ذلك أن فئات
عريضة من المجتمع تجهل أنواع هذه المخالفات وال تعي األمر إال بعد اقترافها وضبطها
,بل إن البعض له تصور عام على أن أجهزة المراقبة تقتصر على السلطة المحلية اإلدارية
وأعوانها فقط ،ثم إن عدم اإللمام بالمسطرة المتبعة في باب ضبط المخالفات ومعاينتها وما
قد يتبعه من إجراءات قانونية زجرية في فترة الحقة ,يؤدي دون أدنى شك الستفحال ظاهرة
اقتراف مخالفات التعمير
بالنسبة لألهمية العلمية :يعد القانون 66.12من القوانين المستجدة على صعيد الساحة
القانونية رغم صدوره سنة ، 2016ذلك أن األبحاث القانونية في شأنه يمكن أن تحصى
باألصابع ،كما أن هذا الموضوع في جوهره يمهد للمرحلة التي تلي معاينة وضبط
مخالفات التعمير والمتعلقة بزجر هذه األخيرة
إشكالية الموضوع
اإلشكالية الرئيسية :
إلى أي حد استطاع المشرع من خالل القانون رقم 66.12المعدل والمتمم للقانون رقم
12.90أن ينظم مجال البحث عن مخالفات التعمير ومعاينتها ؟
اإلشكاالت الفرعية :
ما هي مخالفات التعمير؟ وما هي األجهزة المكلفة بالبحث عن مخالفات التعمير ومعاينتها؟
وعلى اعتبار أن محضر المعاينة هو ثمرة للمجهود المبدول في اتباع المسطرة الجاري بها
العمل ،فكيف يتم انجازه ؟ وما حجيته القانونية ؟
4
7
المنهج المعتمد:ولمقاربة هذا الموضوع اخترنا المنهج الوصفي التحليلي
اإلعالن عن التصميم:
المبحث األول :أنواع مخالفات التعمير والجهات المؤهلة لضبطها
المبحث الثاني :اإلجراءات المسطرية لضبط مخالفات التعمير
_ 7يمكن تعريف المنهج التحليلي الوصفي بأنه عبارة عن إجتماع منهجين مع بعضهما البعض وهما المنهج الوصفي والمنهج التحليلي
حيث يكون المنهج الوصفي هو ا لمنهج األساسي المعتمد في البحث يساعده المنهج التحليلي من أجل البحث عن الظاهرة وإيجاد الحلول
المناسبة لها وكل ذلك بهدف نجاح عملية البحث ،تعريف من موقع BTS-ACADEMY.COM
5
المبحث األول :أنواع مخالفات التعمير والجهات المؤهلة لضبطها
بقطع النظر عن التأثير السلبي الذي يلحق المشهد العمراني نتيجة انتشار مخالفات التعمير
والبناء ،فإن تجريم األفعال المخالفة لقانون التعمير حقيقة هي في جوهرها ،ال تعد سوى
حماية للسكان من الخسائر البشرية والمادية التي قد تصيبهم ،فأحيانا قد يكون الطقس الممطر
أو الريح العاصف سببا في انهيار بنايات آهلة بالسكان ،بغض النظر عن الكوارث
الطبيعية األخرى كالزالزل أو انجراف التربة وعدم استقرارها وغيرها .
بل أحيانا يكون الزمن كفيال بالتأثير على إستقرار البنايات وبقائها ،غير أن مخالفات التعمير
الواردة في المادة 64من القانون رقم 12.90كما جرى تعديله وتتميمه بالقانون رقم 66.12
هي واردة على سبيل المثال ال الحصر ،وتختلف تصنيفات هذه المخالفات من باحث آلخر
فالبعض يصنفها في خانتين خانة المخالفات التي يمكن تداركها وخانة المخالفات التي ال
يمكن تداركها ،ثم يصنفها البعض بالمخالفات المرتبطة بالرخص ومخالفات غير مرتبطة
بالرخص وغيرها من التصنيفات , ...وهذا سنحاول بسطه من خالل (المطلب األول) ،
ثم التثبت من وجود هذه األخيرة باعتبارها مخالفة للقانون هو أمر أسنده المشرع لبعض
الجهات التي لها تكوين و دراية قانونية وتقنية مهمة في مجال التعمير والبناء حسب المادة
65من نفس القانون وهذا ما سنعالجه من خالل (المطلب الثاني) .
6
الجماعات الترابية من غير الحصول على الرخص المنصوص عليها في القوانين و األنظمة
64.8الجاري بها العمل حسب ما ورد بالمادة
تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي لم يعرف رخصة البناء في القانون رقم 12.90
المتعلق بالتعمير ،لكن عرفها جانب من الفقه بكونها "القرار الصادر من سلطة مختصة يمنح
بمقتضاه الحق للشخص طبيعيا أو معنويا بإقامة بناء جديد أو تغير بناء قائم قبل البدئ في
أعمال البناء التي يجب أن تحترم قواعد قانون العمران" .ه
فهي الرخصة التي تمنحها سلطة إدارية مختصة إلقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم قبل البدء
في تنفيذ أعمال البناء ،وكل شروع في تنفيذ هذه األعمال قبل الحصول على الرخصة يعتبر
9.ه
بناء يعتبر بناء بدون رخصة
وتعتبر جريمة البناء أو التشييد من غير الحصل على رخصة سابقة أو في منطقة غير قابلة
بموجب النظم المقررة ،ألن يقام بها المبني المشيد أو الموجود في طور التشييد ،من صنف
المخالفات التي ال يمكن تداركها ،حيث إذا تبين للضابطة القضائية عند انتهاء األجل أدناه
عشرة أيام و أقصاه شهر واحد ،أن المخالف لم يقم بتنفيذ األوامر المبلغة إليه من اجل انهاء
المخالفة ،تقوم السلطة اإلدارية المحلية في شخص قائد المنطقة التي توجد بها المخالفة
بإصدار أمر بهدم األشغال أو األبنية المخالفة ،ويعهد إلى لجنة إدارية تطبيق األمر بالهدم أو
10.ه
عن طريق حكم تصدره المحكمة العادية
ه -2حالة إدخال تغيرات على البناء موجود من غير الحصول رخصة البناء
"8يعد ارتكاب األفعال المبينة ادناه مخالفة للقانون الجاري به العمل في مجال التعمير :
-انجاز بناء او الشروع في إنجازه:
-من غير رخصة سابقة
-دون احترام مقتضيات الوثائق المكتوبة و المرسومة موضوع الرخص المسلمة في شأنها
-في منطقة غبر قابلة الستقبالها بموجب النظم المقررة
-فوق ملك من األمالك العامة أو الخاصة للدولة و الجماعات الترابية و كذا األراضي التابعة للجماعات الساللية بدون رخصة سابقة
يجب الحصول عليها قبل مباشرة ذلك من طرف السلطات الوصية على تسير هذه األمالك "...
9سعيد الوردي ،م س ،ص.26
10محمد الحلمي ،العمل القضائي المغربي في زجر مخالفات التعمير و البناء .الطبعة األولى ،2021 ،ص 49و50
7
تعتبر هذه المخالفة من المخالفات الجديدة بقانون 66.12حيث لم تكن مدرجة بالقانون السابق
،إذ ألصق لها عقوبات تتعلق بالغرامة من 10000إلى 100000درهم ،وتتضاعف هذه
11.ه
العقوبة في حالة العود طبقا للمادة 71من القانون رقم 66.12
ه-3تشييد بناء مخاف للرخصة المسلمة بتغير العلو او االحكام أو المساحة الرخصة له
إن ضبط مجال التعمير ال يعني فقط الحصول على رخصة البناء للقيام بكل األشغال
المرغوب فيها ،بل البد من احترام مضمون الرخصة و التصاميم المرفقة بها ،والتي كانت
موضوع مصادقة من طرف اللجنة التقنية التي تتولى دراسة طلبات رخص البناء و البث
.فيها
فغالبا ما يعمد األشخاص الى مخالفة التصاميم المرخصة و يقومون بإدخال تعديالت عليها،
مما يجعل هذا الفعل يقع تحت طائلة الممنوع ،فتسري عليه األحكام الجزائية الواردة في
قانون التعمير ،فمخالفة التصميم المرخص كانت دائما تعتبرها المحاكم بمثابة البناء بدون
12.ه
ترخيص ويسري عليها نفس الحكم
ه-4حالة تشييد بناء خالفا للرخص المسلمة و ذلك بزيادة طابق أو طوابق أو كل تغير في واجهة البنايات
هذه المخالفة لم يتطرق لها المشرع في القانون السابق 12.90و تم تدارك األمر في قانون
وتعتبر هذه العقوبة أول عقوبة تسن الحبس بشكل مباشر 66.12 72 13،وذلك حسب المادة
وليس في حالة العود ،ربما لما تحمل في طياتها من خطورة على تشويه المجال و إدخال
.أضرار على الغير
أما في حالة كل تغير كيف ما كانت طبيعته ،يتم إدخاله على واجهة البناية دون الحصول
على رخص ،فقد خصص لها المشرع و ألول مرة عقوبة تقدر بغرامة ما بين 2000الى
20000درهم ،مع مضاعفة الغرامة في العود داخل أجل سنة من تاريخ إصدار الحكم
14.ه
المقضي بحجيته
ه-5حالة إقامة بناية فوق ملك من األمالك العامة أو الخاصة للدولة دون الحصول على رخصة
8
نشير بهذا الخصوص أنه من المستجدات التي جاء بها القانون رقم 66.12أنه اعتبر البناء
.فوق األمالك الخاصة ضمن الحاالت التي تستوجب الهدم التلقائي من طرف السلطة المحلية
تعتبر هذه الحالة األشد من حيث الغرامة ،إذ فرضت على كل من يقيم بناية فوق ملك من
األمالك العامة أو الخاصة للدولة و الجماعات الترابية وكذا على األراضي التابعة للجماعات
الساللية ،من غير الحصول على الرخص المنصوص عليها في القوانين و األنظمة الجاري
15.ه
بها العمل ،غرامة من َ 100000الى 200000درهم
وتضاعف الغرامات في حالة العود داخل أجل سنة من إصدار الحكم الصادر في المخالفة
،كما يجب على السلطة اإلدارية المحلية أن تقوم 16األولى مكتسبا لقوة الشيء المقضي به
بهدمها تلقائيا على نفقة المخالف وال يحول هدم البناء دون تحريك الدعوى العمومية وال
17.ه
يترتب انقضاؤها اذا كانت جارية
تعتبر هذه المخالفة أيضا من مستجدات قانون 66.12إذ لم يتطرق لها المشرع بالقانون
السابق حيث نصت المادة 76على "المعاقبة بغرامة من 5000الى 10000درهم
على كل اخالل بمقتضيات الفقرة األولى من المادة 54-2أعاله والمتعلقة بمسك دفتر
الورش ،كما يعاقب بضعف هذه الغرامة إذا كانت هذه المخالفة تمس باألنسجة
.التقليدية أو بالمعالم التاريخية ومحطيها ،المعينة بموجب التشريع الجاري به العمل
9
هذا ويجب على المهندس المعماري المشرف على إدارة األشغال ،أن يمسك داخل الورش و
18.ه
طيلة مدة االشغال بدفتر الورش ،يتم إعداد نموذجه من طرف اإلدارة المختصة
ه-2حالة استعمال المبنى من غير الحصول على رخصة السكن أو شهادة المطابقة
عمل المشرع في هذه المخالفة على التخفيض من قيمة الغرامة التي كانت مفروضة في
القانون السابق بعدما كانت محددة في المادة 79ما بين 10000الى 100000درهم،
و تضاعف الغرامة في حالة العود خالل اصدار الحكم ،الى غرامة من 2000الى
10000درهم و مضاعفتها في حالة العود في أجل سنة من التاريخ الذي صار فيه
19.ه
الحكم مكتسب لقوة الشيء المقضي به
ه-3حالة جعل المبنى في متناول الغير قبل الحصول على رخصة السكن أو المطابقة
احتفظ المشرع بنفس عقوبة المادة 79بالمادة 75من القانون رقم 66.12إذ سن غرامة من
10000إلى 100000درهم ،مع مضاعفتها في حالة العود حسب المادة ، 80وذلك
عند جعل المبنى في متناول الغبر الستعماله قبل الحصول رخصة السكن أو شهادة
المطابقة .ه
والسؤال المطروح في هذه الحالة ،هو هل شهادة المطابقة الممنوحة عند انتهاء االشغال
؟ تكفي لرفع هذه العقوبة
في هذا الصدد هناك اتجاهين مختلفين ،االتجاه األول يعتبر شهادة المطابقة مجرد شهادة
مكملة للحصول على شهادة السكن ،حيث يجعل منها بعض رؤساء الجماعات عامال
للكسب الغير مشروع و دفع المواطنين من اجل المواطنين من اجل الحصول على
مبالغ غير مشروعة تشكل إثراء بال سبب .ه
أما االتجاه الثاني فيعتبر وجود شهادة المطابقة يفضي بشكل مباشر الى تسليم شهادة
السكن،بحيث تصبح رخصة السكن بحيث تصبح رخصة السكن مجرد عمل إداري ،
غذ يتوجب على رئيس الجماعة تسليم رخصة السكن بدون شروط أو قيد مع اإلعفاء
55.من القيام بالمعاينة ،وهذا االتجاه هو ما تبناه المشرع المغربي خالل المواد 75و
وفي حالة عدم تسليم رخصة السكن أو شهادة المطابقة خالل شهر يبتدئ من تاريخ التصريح
بانتهاء البناء يجوز لمالك المبنى أن يطلب من العامل ممارسة حقه في الحلول محل
10
رئيس الجماعة المعني ،كما تحل رخصة التسوية المنصوص عليها في المادة 40
20.ه
محل رخصة السكن و المطابقة
ومن بين أبرز المستجدات التي جاء بها القانون 66.12أنه أصبح بإمكان بعض الموظفين
العموميين التابعين للوالي أو العامل أو االدارة إكتساب صفة ضباط شرطة من أجل القيام
بمهام مراقبة مخالفات التعمير
24
حيث إن المشرع المغربي حدد بموجب المادة 2023من قانون المسطرة الجنائية
األشخاص الحاملين لصفة ضباط الشرطة القضائية والذين ينتمون إلحدى األجهزة التالية
11
األمن الوطني ,الدرك الملكي ,رجال السلطة ,وإدارة مراقبة التراب الوطني ,
وهؤالء يحق لهم جميعا ,بل هم ملزمون بضبط وزجر مخالفات قانون التعمير والبناء كل في
نطاق إختصاصه الترابي ,غير أن ما تجدر إليه اإلشارة في هذا اإلطار هو ما جرى به
25
العمل من ترك مجال التعمير لرجال السلطة
وبصفة أساسية القواد والباشوات الذين يتدخلون في مراقبة التعمير وضبط المخالفات
باعتبارهم من ضباط الشرطة القضائية طبقا للمادة 20أعاله ,أما خلفاء القواد والباشوات
فيعتبرون من أعوان الشرطة القضائية حسب المادة 25
26
من ق م ج
غير أن الواقع العملي يشهد على أن ضباط الشرطة القضائية المنتمين لسلكي األمن والدرك
ينأون بأنفسهم عن ممارسة اختصاصاتهم الضبطية في مجال التعمير ,إذ نكاد نجزم بكون جل
27
محاضر مخالفات التعمير يتم تحريرها من طرف رجال السلىطة
ومن تم مادامت هذه الفئات تتحاشى اإلنخراط في عملية معاينة المخالفات ,فإن هذا
اإلختصاص يبقى ذو طابع نظري غير متسم بالفعالية في هذا المجال ,وكنتيجة حتمية لذلك
يتم إثقال كاهل السلطة المحلية 28سيما مع تعدد مجاالت تدخلهم وكثرة مخالفات التعمير
29
وضعف اإلمكانيات المتوفرة لديهم للقيام بهذه المهام
غير أن عمل السلطة المحلية في التصدي لمخالفات التعمير ال تواكبه ترسانة قانونية كفيلة
بمعالجة أسباب تنامي ظاهرة مخالفات التعمير وكذا حماية رجال السلطة المحلية أثناء تأديتهم
لمهامهم في فرض احترام ضوابط التعمير والبناء
لذلك نقترح بعض الحلول التي نأمل أن تساعد السلطة اإلدارية المحلية في التصدي لهذه
المخالفات ومن ذلك
لمفتشي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن قضو على األقل ثالت سنوات بهذه الصفة بقرار مشترك صادر من وزير العدل
ووزير الداخلية
للدركيين الذين قضوا على األقل ثالت سنوات من الخدمة بالدرك الملكي وعينوا اسميا بقرار مشترك من وزير العدل والسلطة
الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني
_ 24ظهير شريف رقم 1.02.255الصادر في 3أكتوبر بتنفيذ القانون رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية ،الجريدة الرسمية
عدد 5078بتاريخ 30يناير 2003ص315:
_ 25ظهير شريف رقم 1-08-67صادر في 27من رجب 31( 1429يوليو )2008في شأن هيئة رجال السلطة ،الجريدة
الرسمية عدد 5677بتاريخ 27أكتوبر 2008
_ 26سعيد الوردي ،م س ،ص 17 :
_ 27سعيد الوردي ،ن م ،ص 18:
_ 28محمد أمزيان ،الضبط التشريعي الجديد لعملية مراقبة مخالفات التعمير والبناء ،منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية
والسياسية ،العدد الخاص رقم ، 11الطبعة األولى ، 2019ص 138:
_ 29سعيد الوردي ،م س ،ص 18:
12
■ توفير الضمانات القانونية الكافية لقيام السلطة اإلدارية المحلية بعملها في ظل تكرار
وتنامي اإلعتداءات على رجال السلطة
■ تعديل القانون رقم 66.12في الجانب المتعلق بتمكين هذه السلطة من حجز معدات
30.
وأدوات البناء على غرار مراقبي التعمير
_ 30المصطفى طايل ،السلطة المحلية والتصدي لمخالفات التعمير والبناء وفق قانون رقم 66.12أية نجاعة ؟ التعمير والبناء
ومتطلبات الحكامة الترابية ،أشغال الندوة الوطنية المنظمة من طرف الماستر المتخصص في قانون العقار والتعمير بالكلية المتعددة
التخصصات بالناظور ,أيام 2و3و4مارس , 2017ص 405:
_ 31دليل مراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء ,سلسلة دالئل موضوعاتية ,العدد األول يونيو , 2022مديرية الشؤون
القانونية والمنازعات ,ص 14 :
_ 32مرسوم رقم 2.19.409صادر في 9صفر 1441الموافق ل 8اكتوبر , 2019المتعلق بتحديد كيفيات مراقبة وزجر المخالفات
في ميدان التعمير والبناء ,الجريدة الرسمية عدد 6859بتاريخ 24فبراير 2020
_ 33سعيد الوردي ،م س ،ص 19:
13
ولقد جاءت المادة 3من المرسوم رقم 2.19.409لتنص على أنه تمنح صفة ضابط الشرطة
القضائية لممارسة مهام مراقب التعمير والبناء
للموظفين التابعين للوالي أو العامل المحددة أسماؤهم بموجب قرار مشترك للسلطة الحكومية
34
المكلفة بالداخلية والسلطة الحكومية المكلفة بالعدل
للموظفين العاملين بالمصالح الالممركزة التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالتعمير المحددة
أسماؤهم بموجب قرار مشترك للسلطة الحكومية المكلفة المكلفة بالتعمير والسلطة الحكومية
المكلفة بالعدل
وبذلك تكون هذه المادة قد حسمت الجدل القائم حول المقصود باإلدارة ,وسايرت في نفس
الوقت التوجه الذي سبق أن عبرنا عنه في هذا اإلطار ,حيث قلنا أن تفسير مصطلح اإلدارة
يجب أن ينصب على المندوبيات الجهوية لوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة
,باعتبارها تمثل الوزارة الوصية على القطاع ,وكذا انسجاما مع الدور الذي منحه إياها
القانون رقم 66.12في إمكانية الحضور أمام القضاء في قضايا مخالفات التعمير والبناء
وسواء تعلق األمر بالموظفين التابعين للوالي أو العامل أو التابعين لإلدارة ,فإن المادة 435
من المرسوم السالف الذكر قد حددت الشروط الواجب توافرها فيهم.36
ويالحظ من خالل هذه الشروط أن المشرع لم يضع شرط التخصص في مجال التعمير
والبناء كشرط إلزامب إلكتساب صفة المراقب ,بل يمكن أن يكتسب هذه الصفة أي موظف
توافرت فيه الشروط المتعلقة بالدبلوم واألقدمية بغض النظر عن تخصصه ,وهذه المالحظة
تقتضي القول بضرورة إخضاع هؤالء المراقبين بعد تعيينهم لتكوين في هذا المجال لتفادي
األخطاء الشكلية والموضوعية التي قد تعيب المسطرة ويترتب عنها عدم قبول الدعوى أو
37
الحكم ببراءة المتهم .
14
ب :إنهاء مهام المراقب
يمكن للمراقب أن يتقدم بطلب إلعفائه من مهام المراقبة في مجال التعمير والبناء ,وليس
هناك مايجبره على اإلستمرار في القيام بهذه المهام إن هو رفض ذلك
غير أنه وحسب المادة 7من المرسوم أعاله فإنه في حالة تقديم المراقب لطلب إعفائه من
مهام المراقبة يتعين عليه وجوبا اإلستمرار في أداء مهامه إلى غاية قبول طلب إعفائه ونزع
الصفة الضبطية عنه
واإلعفاء من مهام المراقبة قد يكون أيضا بمبادرة من اإلدارة ,وذلك حسب المادة 8من نفس
المرسوم التي منحت اإلمكانية للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو السلطة الحكومية المكلفة
بالتعمير ,حسب الحالة ,في أن تقرر إعفاء المراقب التابع لها من مهامه إذا أخل بمسؤولياته
الوظيفية المتعلقة بالمراقبة وذلك بناءا على اقتراح معلل من الجهة التي يتبع لها مباشرة ,فيتم
نزع صفة ضابط الشرطة القضائية في مجال التعمير والبناء وفق نفس الشكليات المقررة
لمنحها
ويتولى الوالي أو العامل أو ممثل السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير حسب الحالة إخبار وكيل
الملك المختص فورا بقرار اإلعفاء ونزع الصفة الضبطية عن المراقب في مجال التعمير
38
والبناء ,سواء كان اإلعفاء بناءا على طلب المعني باألمر أو بناءا على إخالله بمهامه
المعلوم أن نظام الرقابة في نظام التعمير يعد من أصعب العمليات بسبب ديناميكية الظاهرة
و اإلمكانيات الضخمة التي تحتاجها أجهزة المراقبة والهيئات المكلفة ،فتكريس سياسة
المراقبة و المتابعة جاءت بهدف شيوع ظاهرة المخالفات في ميدان التعمير و البناء مما
يقتضي األمر منعها سواء على مستوى الوطني أو المحلي و ذلك بإعتماد على إجراءات
وآليات قانونية 39،و المتمثلة في محضر المعاينة 40التي تقوم به السلطات اإلدارية
والقضائية في إطار مراقبة المخالفات في مجال التعمير و معاينتها ،وسوف نتطرق في هذا
15
الصدد لعرض هاته اإلجراءات من خالل بيان كيفية إنجاز محضر المعاينة (المطلب
االول)،
ثم نعرض الحديث عن حجيته و دوره في تحريك الدعوى العمومية من خالل
(المطلب الثاني)
تتم المتابعة القضائية في إطار المخالفات المرتكبة في مجال التعمير بناءا على محضر
المعاينة الذي يشكل العمود الفقري لمسطرة ضبط مخالفات التعمير وألجل ذلك يتعين على
المراقب احترام ضوابط تحرير محضر المعاينة وفق المقتضيات المقررة في القانون
( 66.12الفقرة االولى ) وإرساله إلى الجهات المعنية ( الفقرة الثانية ) .
يقوم بمعاينة المخالفات وتحرير محاضر بشأنها حسب المادة 65من القانون 66.12
ضباط الشرطة القضائية ،ومراقبو التعمير التابعون للوالي أو للعامل أو لإلدارة المخولة
لهم صفة ضباط الشرطة القضائية ،غير أن طريقة تحرير هذه المحاضر تتم وفق شكلية
خاصة .
وبالرجوع إلى المادة 65في فقرتها الثالتة نجدها تنص على أن المراقب الذي عاين
المخالفة يتعين عليه أن يقوم بتحرير محضر لذلك طبقا ألحكام المادة 24من قانون
41
المسطرة الجنائية ،ذلك أن المحضر يحرر طبقا لمقتضيات هذه المادة .
وقد عرف المشرع المغربي المحضر في الفقرة األولى من المادة 24التي تنص على
أن ” :المحضر في مفهوم المادة السابقة هو الوثيقة التي يحررها ضابط الشرطة القضائية
أثناء ممارسة مهامه و يضمنها ما عاينه أو ماتلقاه من تصريحات أو ما قام به من عمليات
42
ترجع إلختصاصه ”
وأثناء تحرير المحضر يتعين على المراقب تضمينه بالبيانات التالية كما حددتها المادة
24ق.م.ج :
_ 41راجع المادة 65من القانون رقم 66.12المتعلق بمراقبة وزجرالمخالفات في مجال التعمير والبناء
_42راجع المادة 24من القانون رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية
16
– اسم محرر المحضر إذ ال قيمة لمحضر يجهل محرره لما ينتج عن ذلك من غياب
المراقبة القضائية في حالة جهل اسم محرر المحضر.
– صفة محرر المحضر ،فالصفة هي التي تمكن من التأكيد من توفره على صفة ضابط
الشرطة القضائية ويشار إلى ذلك مثال :
– نحن الرقيب األول فالن ضابطا للشرطة القضائية .
– مكان عمل محرر المحضر أي اإلشارة إلى الوحدة اإلدارية الملحق بها كدائرة شرطة
القضائية ،أو مركز الدرك الملكي .
– توقيع محرر المحضر أي توقيع ضابط الشرطة القضائية وليس مساعده كاتب المحضر
وتتجلى أهمية التوقيع في تسهيل تحديد المسؤوليات فيما يتعلق باختصاص محرر المحضر.
– تاريخ وساعة إنجاز اإلجراء ،ذلك أن الكثير من اإلجراءات المسطرية محددة بالساعة
كالحراسة النظرية وتفتيش المنازل ،وللتاريخ أهمية في احتساب أجل التقادم.
وإذا تعلق األمر بمحضر االستماع إلى شخص سواء كان متهما أو مشتبها فيه أو شاهدا أو
ضحية أو مجرد مصرح فيجب إدراج البيانات التالية :
– ضرورة إدراج هوية الشخص المستمع إليه بالمحضر ورقم بطاقة تعريفه عند االقتضاء
،وتدون بمحضر االستماع التصريحات التي يدلي بها المصرح واألجوبة التي يرد بها على
أسئلة ضابط الشرطة القضائية ،وليس ضروريا تدوين األسئلة نفسها .وينبغي إشعار
المشتبه فيه باألفعال المنسوبة إليه .
ويقرأ المصرح تصريحاته بنفسه أو تتم قراءتها عليه ويشار إلى ذلك بالمحضر .وإذا تم
إدخال تغيير ات أو إضافات أو مالحظات على أقواله تدون أيضا بالمحضر أو يشار إلى
عدم وجودها .كقوله مثال ” :بعد أن تال تصريحاته بنفسه أو تليت عليه تمسك بها ولم يبد
أي مالحظة بشأنها “.43
وفي األخير يوقع المصرح إلى جانب ضابط الشرطة القضائية على المحضر وعلى
اإلضافات ويدون اسمه بخط يده إلى جانب التوقيع وإذا كان ال يحسن الكتابة التوقيع يضع
بصمته ويشار في المحضر إلى ذلك.44
وفي حالة رفضه التوقيع أو اإلبصام أو عجز عن ذلك فيشار إلى ذلك.45
يترتﺐ عﻦ عﺪ م احترام الجانب الشكلي لمحضر الضابطة القضائية فقدانه لقوته اإلثﺒاتﻴة
فيصبح تبعا لذلك مﺠﺮد بﻴانات عادية ،وغير ملﺰمة لقﻀاة اﳌﻮضﻮع ، 46وهذا ما أكدته
المحكمة االبتدائية بالناظور حيث قالت " يترتب عن مخالفة مقتضيات المادة 24من قانون
_ 43مراد علوي ،محاضر الشرطة القضائية وإشكالية التو قيع على ضوء ق م ج ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في
القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط ،السنة 2022/2021
44أنظر الملحق رقم 2في أخر العرض في صفحات المالحق
45أنظر الملحق رقم 3في أخر العرض في صفحات المالحق
_ 46محمد احداف شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد الجزء األول الطبعة الثانية 2011-2010ص 470
17
المسطرة الجنائية عند تحرير محاضر الضابطة القضائية ،والتي توجب ،حصرا ،تحريرها
من قبل ضباط الشرطة القضائية وليس أعوانهم ،عدم االعتداد بها وإبعادها عن دائرة
االعتبار.
لما كانت القوة الثبوتية لمحاضر الضابطة القضائية واضحة وال لبس فيها طبقا للمادة 290
من قانون م ج ،فإنه يدخل ضمن السلطة التقديرية للمحكمة أال تأ ُخذ بما يرد فيها بخصوص
الجنح والمخالفات لعدم اطمئنانها لها"47 .
بعد تحرير محضر المعاينة يوجه اصله مباشرة إلى وكيل الملك 48في أجل أقصاه 3
أيام من تاريخ معاينة المخالفة مرفقا بنسختين منه ،مشهود بمطابقتها لألصل وكذا بجميع
الوثائق والمستندات المتعلقة بالمخالفة ،كما توجه نسخة من محضر معاينة المخالفة إلى كل
من :49
-السلطة اإلدارية المحلية
-ورئيس المجلس الجماعي
-ومدير الوكالة الحضرية وكذا إلى المخالف.50
والمالحظ أن ما يقوم به رئيس المجلس الجماعي الذي وقعت المخالفة في دائرة نفوذه بعد
توصله
بمحضر المعاينة من قبل العون المكلف بذلك ،هو القيام بفحص المحضر من خالل الوقوف
على نوع المخالفة المرتكبة وتقدير جسامتها ،عن طريق عملية تكييف يقوم بها ليصل إلى
مدى فاعلية المخالفة ويحدد
مدى خطورتها وهل من الممكن تداركها أم ال ؟ ونتائج هذا التكيف هي التي تحدد بطبيعة
الحال المسطرة التي يجب إتباعها.
فإذا كانت المخالفة بسيطة ويمكن تداركها فإن المسطرة تتخد الشكل التالي:
-يتخذ المراقب مباشرة بعد معاينة المخالفة أمرا بإيقاف األشغال في الحال إذا كانت أشغال
البناء المكونة للمخالفة ما زالت في طور اإلنجاز.
_ 47حكم المحكمة اإلبتدائية بالقنيطرة ،الصادر بتاريخ 27أكتوبر ، 2014في الملف الجنحي رقم ، 3694-2106-13منشور
بالموقع اإللكتروني m.marocdroit.com
48أنظر الملحق رقم 6في أخر العرض في صفحات المالحق
49أنظر الملحق رقم 5في أخر العرض في صفحات المالحق
_50راجع المادة 66من القانون 66.12
18
-وإذا لم ينفذ المخالف األمر المبلغ إليه 51بإيقاف األشغال في الحال يمكن للمراقب حجز
المعدات واألدوات ومواد البناء وكذا إغالق الورش ووضع األختام عليه ،ويحرر محضرا
تفصيليا بذلك يوجهه إلى وكيل الملك .52
وعندما يصدر المراقب الذي عاين المخالفة أمرا إلى المخالف باتخاذ التدابير الالزمة
إلنهاء المخالفة ،يتعين عليه طبقا للمادة 68من القانون 66.12أن يقوم بذلك في أجل ال
يمكن أن يقل عن 10أيام وال يتجاوز شهرا واحدا إذا كانت األفعال المكونة للمخالفة يمكن
تداركها لكونها ال تمثل إخالال خطيرا بضوابط التعمير والبناء التي تم خرقها ويبلغ ذلك إلى
كل من السلطة اإلدارية المحلية ورئيس المجلس الجماعي ومدير الوكالة الحضرية .53
أما إذا كانت المخالفة المرتكبة خطيرة فإن السلطة اإلدارية المحلية تقوم بإصدار أمر
بإنهاء األشغال المخالفة ،إذا لوحظ عند انتهاء األجل المشار اليه في الفقرة األولى أعاله أن
المخالف لم ينفذ األوامر المبلغة
إليه .
ويبلغ األمر بالهدم إلى المخالف ويحدد فيه األجل المضروب له إلنجاز أشغال الهدم ،
وإذا لم ينجز الهدم في االجل المضروب له تتولى لجنة إدارية القيام بذلك داخل أجل ال
يتعدى ال 48ساعة وعلى نفقة
المخالف .
وإذا تعلق األمر بمخالفة تستوجب اتخاد قرار هدم البناء فإن األمر ال يتطلب بالضرورة
إستنفاد إجراءات التبليغ إلى المخالف أي تبليغ محضر المعاينة مادام أن المخالف موجود
في وضعية مخالفة قوانين التعمير وهذا ما أكدته محكمة النقض في أحد قراراتها .54
والجديﺮ بالذكر أن السلطات اإلدارية ال تتدخل مباشرة بالهدم أو بإيقاف األشغال إال في
حالة تجهيز التجزئات أو إقامة مﺠﻤﻮعة سﻜﻨﻴة دون إذن مﺴﺒق .55
هذا وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع قد حدد الجهات المخول لها الحق في توقيف االشغال
في مجال تجهيز العقارات و المتمثلة في :
ــ والي الجهة أو عامل العمالة أو اإلقليم و من يمثله بصفته رئيسا
ــ رئيس المجلس الجماعي أو من يمثله.
19
وكما هو معلوم فالقانون رقم 25.90المتعلق بتنظيم التجزئات العقارية والمجموعات
السكنية تطبق عليه نفس مسطرة المعاينة المطبقة في قانون، 12.90
إذ أنه في حالة ضبط المخالفة من لدن العون المكلف فإنه يحرر محضرا بذلك يوجهه إلى
كل من السلطة اإلدارية المحلية ورئيس المجلس الجماعي ومدير الوكالة الحضرية كما
ترسل نسخة منه إلى المخالف حسب ما تنص عليه المادة 63/2من القانون .56 66.12
وطبقا لنفس مقتضيات المادة أعاله يمكن للمراقب في حالة الحجز أن يعين المخالف
حارسا على األشياء أو أن يأمر بنقلها إلى مستودع خاص ،ويعتبر هذا اإلجراء األخير
من الخصوصيات التي تتميز بها
مسطرة ضبط المخالفات في مجال التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم
العقارات .
بعد إنجاز محضر المعاينة يتم توجيهه إلى الجهات المخولة قانونا وذلك من أجل البدء في
تحريك المتابعة القضائية وهو ما سيتضح في إطار (الفقرة الثانية) لكن قبلها سوف نحاول
الحديث عن القوة الثبوتية لمحضر المعاينة من خالل حجيته في اإلثبات
(الفقرة األولى).
تعتبر المحاضر المنجزة من طرف الشرطة القضائية و األشخاص المكلفين قانونا ببعض
مهام الشرطة القضائية من أهم وسائل اإلثبات المعتمدة من طرف القضاء الجنائي في
المتابعة و العقاب ،لذلك أحاط المشرع هاته المحاضر المتضمنة لمعاينة وضبط الجرائم
مجموعة من الشروط والشكليات التي سبق االشارة إليها ،و احترامها أثناء التحرير يكسب
هاته المحاضر حجيتها في المخالفات والجنح كيفما كان نوعها 57،و يكون نطاق هذه الحجية
خاضعة إما للمادة 290أو 292من ق م ج.
20
فبالنسبة لحجية المحاضر في إطار المادة 290من ق م ج فإن لهذه المحاضر حجية نسبية
قابلة إلثبات العكس 58،حيث جاء فيها "المحاضر والتقارير التي يحررها ضباط الشرطة
القضائية في شأن التثبت من الجنح و المخالفات ،يوثق بمضمونها إلى أن يثبت العكس بأي
وسيلة من وسائل اإلثبات" 59،و المقصد أنه من حيث المبدأ تقع جميع المحاضر التي يتم
إنجازها من طرف ضباط الشرطة القضائية و غيرهم في إطار البحث التمهيدي في الجنح
و المخالفات تحت طائلة األحكام الواردة في هاته المادة فهي تعتبر حجة في اإلثبات يوثق
بمضمونها لكن يمكن المتهم (المخالف في إطار قانون التعمير) إثبات ما يخالفها بمختلف
60
الوسائل دون أن يحدد المشرع هاته الوسائل ،
أما مانصت عليه المادة 292من ق م ج و التي أشارت "إذا نص قانون خاص على أنه
ال يمكن الطعن في مضمون بعض المحاضر أو التقارير إال بالزور ،فال يمكن -تحت طائلة
البطالن -إثبات عكسها بغير هذه الوسيلة" .
فهي حجة قاطعة إذا لمحنا المحاضر بمنظور هذه المادة ما دام نص خاص يقضي بذلك ،
وهو ما يحتم علينا التنقيب في قوانين الخاصة ،وبالرجوع للقوانين المتعلقة بالبناء
والتعمير ال نجد فيها ما ينص على هذه الحجية المطلقة مما يعني أن المحاضر التي يحررها
ضباط الشرطة القضائية و المراقبين المختصين تكون خاضعة للمادة 290سالفة الذكر
كمبدأ عام يقر بالحجية نسبية لمحاضر المعاينة حيث تبقى للقاضي السلطة التقديرية الذي له
61
أن يأخد بالدليل الذي يُكون به قناعته و يطرح منها ما يراه غير جدير باالعتبار،
تطبيقات للمادة 286من ق م ج .62،
وأمام هذا السكوت لمشرع قوانين التعمير عن القوة الثبوتية المحاضر التي تم تحريرها
بشأن معاينة "الجرائم التعمرية" خالفا لما نص عليه المشرع المغربي بالنسبة المحاضر
المحررة في إطار ظهير أكتوبر 1917المتعلق بالمحافظة على الغابات في فصل 322
منه و ظهير 23نونبر 1973المتعلق بالصيد البحري و ظهير 9أكتوبر المتعلق بمدونة
الجمارك و الضرائب غير المباشرة ،فال بد من توجه لما قضى به القضاء المغربي ،و
_ 58محفوض حجويو ،حجية محاضر األجهزة المكلفة بمعاينة مخالفات البناء و التعمير أمام القضاء الجنائي على ضوء قانون-
، 66.12أحمد خرطة ،التعمير و البناء و متطلبات الحمامة الترابية ،مختبر البحث في قانون العقار و التعمير ،كلية متعددة
التخصصات جامعة محمد األول بالناظور،طبعة االول سنة ،2018ص485
_59ظهير شريف رقم 1.02.255صادر في 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 22.01المتعلق
بالمسطرة الجنائية المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5078بتاريخ 27ذي القعدة 30( 1424يناير ،)2003ص 403,404
21
علم ا أن قاعدة حرية اإلثبات تعد من القواعد الراسخة في إطار اإلثبات الجنائي إذ يمكن
بنيا بة العامة إثبات التهمة بكافة وسائل اإلثبات المعروفة جنائيا و من بينها المحاضر حيث
هي حجة و دليل على صحة محتواها وال يمكن استبدالها إلى بإثبات ما يخالفها 63،وهو ما
أكده قرار محكمة النقض عدد 504الصادر بتاريخ 11/5/2011في الملف عدد
3427/6/10/2011حيث جاء فيه لقد خول القانون المتعلق بالتعمير لضباط الشرطة
القضائية إسوة بموظفي الجماعات المكلفين لمراقبة المباني أو المفوض لهم بذلك معاينة
مخالفات البناء و أن المحاضر المنجزة من طرف ضباط الشرطة القضائية في شأن معاينة
هذه المخالفات يوثق بمضمونها إلى أن يثبت عكسها بأي وسيلة إثبات و ال يتطلب القانون
الطعن فيها بالزور لعدم قوتها التبوثية ،
حيث أن الطاعن أنكر كونه قام بتشييد بناء بدون ترخيص و أكد أن السور موضوع محضر
المعاينة سور قديم بناه خالل سنة 1980قبل صدور التشريع المتعلق بالتعمير وأثبت ذلك
بشهادة شاهدين استمعت إليهما المحكمة االبتدائية واستبعدت شهادتهما بعلة أن محضر
المعاينة يوثق بمضمونه و هو محضر رسمي ال يطعن في إال بالزور ،مما خرق المادة
290من قانون المسطرة الجنائية التي جعلت المحضر موثوق بمضمونه إلى أن يثبت ما
يخالفه بأي وسيلة و لم تنص بتاتا على أنه ال يمكن الطعن فيه إال يزور وهو ما يعرضه
64
للنقض و اإلبطال .
و في نفس اإلتجاه إتجهت المحكمة االبتدائية بصفرو لتطبيق المادة 290من قانون
المسطرة الجنائية في حكمها في ملف الجنحي العادي رقم 1481/ 17بتاريخ
11/06/2018حيث اعتبرت أن إدالء المتهم لمحضر خبرة بناء على طلب أنجزه خبير
محلف يفيد أن البناية البالغة مساحتها 60متر مربع هي بناية قديمة و اإلصالحات التي
طالتها ال تتجاوز التبليط و الصباغة و أدلى بشهادة المهندس المساح الطبوغرافي التي
تفيد يتواجد البناية بالعقار المسمى مطامطة و هذه الوثيقتين تقومان دليال على إثبات ما
يخالف محضر المعاينة و هو ما يجعل من األفعال المنسوبة المتهم غير ثابتة و يتعين
التصريح ببراءته منها 65،و هذه اإلتجاهات ذهبت للصواب و ماهو مفرز في إطار
التشريع العام.
_ 63عبد المولى المساعيد ،العمل القضائي المغربي في زجر مخالفات التعمير والبناء،مجلة مسارات في االبحاث و الدراسات
القانونية ،سلسلة أعمال أكاديمية عدد األول طبعة األولى ،سنة ،2021ص 121
_ 64قرار محكمة النقض عدد 504الصادر بتاريخ 11/5/2011في الملف عدد 3427/6/10/2011منشور بنشرة قرارات
مجلس األعلى ص43,44
_ 65حكم الصادر عن المحكمة االبتدائية صفرو في الملف الجنحي العادي رقم 1481/17بتاريخ11/06/2018منشور في مؤلف ذ
سعيد الوردي ،اإلجراءات المسطرية بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء ،دار األفاق المغربية للنشر و التوزيع
مطبعة أمنية الرباط سنة ،2020ص 202,205
22
لكن بالمقابل و ما تجدر اإلشارة إليه هو أن عددا مهما من األحكام القضائية تشير إلى أن
محضر المعاينة ال يمكن الطعن فيها إال بالزور و ذلك راجع بحسب قول أستذنا دكتور
سعيد الوردي إلى عدم التدقيق في المقتضيات القانونية المنظمة أو اإلستهانة بملفات
مخالفات التعمير و الدأب على تحرير األحكام المتعلقة بها ضمن نماذج معدة سلفا لهذه
66
الغاية دون تمحيصها و التدقيق فيما يرد فيها ،
حيث دأبت بعض المحاكم على وصف محاضر المعاينة المحررة من قبل األعوان
المكلفين بمراقبة المباني بشأن التثبت من مخالفات التعمير بقوة مطلقة في اإلثبات في
غياب نص صريح ،و تكون بإتجاهها قد أنزلت محاضر المعاينة منزلة الحجة القطعية
و ال يطعن فيها إال بزور كما هو الشأن في حكم الصادر عن محكمة االبتدائية أنفا حيث
إن المحاضر المنجزة من طرف أعوان مصلحة التصميم يوثق بمضمونها وال يمكن الطعن
67
فيه إال بالزور ،
كما أكدت على هذا التوجه الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض من خالل قرارها عدد 1/566
الصادر بتاريخ 2016/03/31في ملف اإلداري رقم 2014/1/4/2680و التي عتبرت
فيه أن السلطة القضائية المختصة بدورها تعتبر المحاضر الوثيقة التي يعتد بها و ال يمكن
األخد بأي وثيقة أخرى غيرها،
وعلى فرض التسليم بأن حجية محضر المعاينة في شأن التثبت من مخالفات التعمير
والبناء تحوز حجية مطلقة و التي تنجز بإعتبارها تنصب على و قائع مادية و ليس على
مجرد تصريحات المخالف فإن ذلك أيضا سيواجه بأفق مسدود مادام أنه من الممكن
االحتفاظ بهذه الحجة على إطالقها هدر حقوق الدفاع في مسأل تكتسي صبغة تقنية و فنية
موكولة أصالة لذوي اإلختصاص فعندما بحال الملف على القضاء معزز بمحضر المعاينة
المذكور و يبادر المخالف إلى اإلدالء بتصميم هندسي مصادق عليه من طرف مهندس
معماري فالمنطق القانوني السليم يستلزم جنوح القضاء الجنائي إلى األخذ بما ورد في
68
تقرير المهندس ألنه من أهل االختصاص في ذلك
_67حكم الصادر عن المحكمة االبتدائية أنفا بتاريخ 20/1/1999تحت ملف عدد 10/11/99/4311منشور في مؤلف ذ سعيد
الوردي ،اإلجراءات المسطرية بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء ،دار األفاق المغربية للنشر و التوزيع مطبعة
أمنية الرباط سنة ،2020ص 55
_68محفوض حجويو ،مرجع سابق ،ص 487
23
الفقرة الثانية :دور محاضر المعاينة في تحريك الدعوى العمومية
برجوع الفقرة الثالثة من المادة 66من قانون التعمير التي أشارت إلى أنه "يقوم المراقب
الذي عاين مخالفة من المخالفات المشار إليها في المادة 64أعاله ،بتحرير محضر بذلك
طبقا ألحكام المادة 24من قانون المسطرة الجنائية ،يوجه أصله إلى وكيل الملك في أجل
أقصاه ثالثة أيام من تاريخ معاينة المخالفة مرفقا بنسختين منه ،مشهود بمطابقتها لألصل
وكذا بجميع الوثائق والمستندات المتعلقة بالمخالفة".
توجه كذلك نسخة من محضر معاينة المخالفة إلى كل من السلطة اإلدارية المحلية ورئيس
المجلس الجماعي ومدير الوكالة الحضرية وكذا إلى المخالف ،
و تبلغ وفق وسائل التبليغ القانونية مقابل وصل بالتسلم و عند امتناع المخالف عن تسلم
محضر المعاينة يوجه ضابط الشرطة القضائية ،فورا هذه الوثيقة األخيرة مرفقة باإلشعار
باإلمتناع عن التسلم إلى السلطة اإلدارية المحلية و إلى وكيل الملك لدى المحكمة المختصة
69
و في جميع الحاالت فإن اإلمتناع ال يحول دون إتمام اإلجراءات القانونية و المسطرية ،
و ما يجب اإلشارة إليه أن توجيه المخالفة من المراقب مباشرة إلى السيد وكيل الملك يعتبر
مستجد أتت به مفرزات قانون رقم 66.12و هو عكس مقتضيات السابقة لنفس المادة 66
قبل التعديل حيث كانت تشير إلى" أنه يقوم رئيس مجلس الجماعة بإيداع شكوى لدى وكيل
الملك المختص استولى متابعة المخالف… " و بالتالي لم يكن بنيابة العامة الحق في تحريك
الدعوى العمومية و المتابعة _تحت طائلة عدم قبوله إلى بناء على شكاية مقدمة من طرف
رئيس مجلس وحده ،وتعديل شكل طفرة في قانون التعمير حيث حد من دور رئيس مجلس
وكرس اإلحالة المباشرة على النيابة العامة ،
و في معرض الحديث عن دور محضر المعاينة في تحريك الدعوى العمومية ،فإنه تستند
المتابعة القضائية على المحضر باعتباره وسيلة و أساس المخالفة بحيث تظهر أهميته من
خالل الدورية المشتركة و التي أكدت أن على السادة أعضاء النيابة العامة في اإلسراع
باإلحالة المحاضر المتعلقة بمخالفات التعمير و البناء على المحكمة مع السهر على تهيء
70
الملفات ضمانا للبث فيها من طرف القضاء دون تأخير ،
و بالتالي أصبح المحضر الوثيقة األساسية في تحريك الدعوى العمومية فاإلدعاء أصبح حقا
مخوال بنيابة العامة دون غيرها على غرار باقي الجرائم التي ال يشترط فيها المشرع
الشكاية بتحريك المتابعة القضائية و أصبح رئيس المجلس الجماعي يتوصل بمحضر
المعاينة على سبيل اإلخبار فقط ،
_69دورية المشتركة دورية مشتركة رقم 17-07تشرح مقتضيات القانون رقم 12.66المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال
التعمير والبناء صادرة بتاريخ 7شتنبر 2017
_70حاج شكرة ،الوجيز في قانون التعمير المغربي ,الطبعة السادسة 2012دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،ص 177
24
كما تجدر اإلشارة إلى أن النيابة العامة ال تتفحص المحاضر إلى بعد االنتهاء من إعداده و
عدم امتثال المخالف إلنذارالموجه له مع نسخة من المحضر ،وتأكد من كافة الوثائق
المرفقة مع محضر و سالمته .
و في األخير و إستنادا لما سبق يمكن القول بأن تحرير محضر المعاينة المخالفة و توجيهها
إلى النيابة العامة يعتبر نقطة إنطالق عملية زجر مخالفات البناء و التعمير و التي تتوج
بتدابير أخرى منها ماهو إداري و ما هو قضائي.71،
25
خاتمة:
إن مشرع قوانين التعمير المغربي أعد ترسانة قانونية مهمة قائمة على ضبط و تنظيم
المجال الحضري و القروي و ذاك بتخصيص حزمة من اإلجراءات و المساطر بمعاينة
مخالفة أحكام هذه القوانين و التي تقوم على تنفيذها كل من السطلتين اإلدارية والقضائية.
وعليه يأتي قانون رقم 66.12المتعلق بمراقبة و زجر المخالفات في مجال التعمير و
البناء ،كاست جابة الهتمام ذو بعدين يتمثل البعد األول في بلورة إطار تدخل قوانين التعمير
في مواجهة الخروقات و االختالالت التي يعرفها هذا الميدان ،و مساطر ضبطها ،و تحديد
مجال تدخل األجهزة اإلدارية لما لها من آليات في فرض احترام قانون التعمير ،وضمان
تطبيقه تطبيقا سليما على أرض الواقع و الثاني من خالل الدور المتنامي للجهاز القضائي
كسلطة فاعلة في ميدان التعمير ،و ركيزة أساسية للحماية المجال من العشوائية
وفي الختام فإن التفعيل األمثل يتطلب وعي مشترك و متكامل بين كل الفرقاء المتدخلين في
العملية التعميرية وتجاوز األمر إلى إيجاد سياسة متكاملة تستهدف الحفاظ على النظام
التعميري من أجل تحرير محاضر متكاملة تحقق إنطالقة لعملية زجر المخالفات.
26
المالحق
27
ملحق رقم 1
28
ملحق رقم 2
29
ملحق رقم 3
30
31
ملحق رقم 5
32
ملحق رقم 6
33
ملحق رقم 7
34
الئحة المراجع
الكتب :
سعيد الوردي ,اإلجراءات المسطرية لمراقبة وزجر مخالفات التعمير والبناء ,الطبعة -
الثالتة 2020
الحاج شكرة الوجيز في قانون التعمير المغربي ,الطبعة السادسة 2012دار القلم -
للطباعة والنشر والتوزيع
محمد احداف شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد الجزء األول الطبعة الثانية -
2011-2010
محمد الحلمي .العمل القضائي المغربي في زجر مخالفات التعمير و البناء .الطبعة -
األولى 2021.
الرسائل :
-مراد علوي ،محاضر الشرطة القضائية وإشكالية التوقيع على ضوء ق م ج ،
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط 2022/2021
-زهور أبو الخير ،اختصاص القضاء في حل منازعات التعمير ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية اكدال الرباط ،السنة 2004-2003
المجالت :
-عبد المولى المساعيد ،العمل القضائي المغربي في زجر مخالفات التعمير
والبناء،مجلة مسارات في االبحاث و الدراسات القانونية ،سلسلة أعمال أكاديمية عدد
األول طبعة األولى ،سنة 2021
-محمد أمزيان ,الضبط التشريعي الجديد لعملية مراقبة مخالفات التعمير والبناء
,منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية والسياسية ,العدد الخاص رقم ,11
الطبعة األولى 2019
الندوات :
35
-دراسة قدمت في ندوة معالجة السكن العشوائي ,مجلة اإلسكان والتعمير العدد الثالت
أكتوبر , 1985جامعة القرويين فاس
-التعمير والبناء ومتطلبات الحكامة الترابية ,أشغال الندوة الوطنية المنظمة من طرف
الماستر المتخصص في قانون العقار والتعمير بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور
,أيام 2و 3و 4مارس 2017
القوانين:
-القانون رقم 12.90الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.92.31صادر في 15ذي
الحجة 17( 1412يونيو )1992الجريدة الرسمية عدد 4159بتاريخ 14محرم
15(1413يوليوز )1992ص 887:
36
-القانون رقم 22.01الصادر بتنفيذه الظهير شريف رقم 1.02.255الصادر في 3
أكتوبر ,الجريدة الرسمية عدد 5078بتاريخ 30يناير 2003ص315:
الظهائر :
-ظهير شريف رقم 1-08-67صادر في 27من رجب 31( 1429يوليو )2008
في شأن هيئة رجال السلطة ,الجريدة الرسمية عدد 5677بتاريخ 27أكتوبر
2008
المراسيم :
-مرسوم رقم 2.19.409صادر في 9صفر 1441الموافق ل 8اكتوبر 2019
,المتعلق بتحديد كيفيات مراقبة وزجر المخالفات في ميدان التعمير والبناء ,الجريدة
الرسمية عدد 6859بتاريخ 24فبراير 2020
37
الفهرس
الئحة المخترصات 1......................................................................................
مقدمة .....................................................................................................
2
38
39