Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬

‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫حلول مقترحة لتطوير البدائل الشرعية للفائدة‬


‫على القرض المصرفي‬
‫‪Proposed solutions for the development of legitimate alternatives to‬‬
‫‪interest on a bank loan‬‬

‫إن التقدم االقتصادي الحديث وتطور سوق النقد ‪ ،‬شهد تنوع أدو اته وتعدد مؤسساته‬
‫و اتسع نطاق التخصص فيه ‪ ،‬مما أدي إلى تسهيل تحريك األموال بين المدخرين و المستثمرين‬
‫في قنوات متنوعة ‪ ،‬وال غنى لمن يستشرف آفاق التقدم والرخاء بأن يعرفها ويتبناها ليحقق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية التي تعد التحدي الذي يواجه الدول النامية ‪.‬‬

‫لذا فإن االقتصاديون يقرون بأن عملية التنمية هذه تحتاج إلى أعباء تمويلية في مختلف‬
‫المراحل التي تمربها ‪ ،‬لهذا كان للجهازالبنكي دورهام وفعال لتعبئة و توجيه موارد املجتمع‪.‬‬

‫فالمؤسسات البنكية تقوم على الفائدة التي تضخم معها النشاط التمويلي‪ ،‬و انكمش‬
‫النشاط اإلنتاجي ؛ والحقيقة أن الفائدة لها نتائج سلبية على التنمية و االستقرار بعد أن تشعب‬
‫كأداة ال غنى عنها في أنسجة التمويل التقليدي ‪ ،‬وفي ظل هذه الظروف وجدت البنوك التشاركية‬
‫كمنافس للبنوك التقليدية والتي تقوم على نبذ الفائدة ‪ ،‬و العمل على إيجاد بديل لها يمكن‬
‫اإلنسان من تحقيق هدفه الذي هو الخالفة باألرض‪ ،‬عبر وضع حلول مقترحة لتطوير آليات‬
‫التمويل البديل عن الفائدة‪ ،‬فإلى أي مدي تعتبرتلك الحلول حال جذريا لعدم التعامل بالفائدة؟‪،‬‬
‫لإلجابة على اإلشكالية سنتبع المنهج التحليلي و الوصفي ‪ ،‬وذلك من خالل الحديث عن الحلول‬
‫المقترحة لتطوير آليات التمويل البديل (الفرع األول) ثم تطرق لتجربة بعض الدول العربية في‬

‫‪P 102‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫مجال المالية اإلسالمية كمثال على مدي نجاعة هذه الحلول التي يعتبرأصحابها أنها تشكل بديال‬
‫فعليات للعمليات التقليدية القائمة على الفائدة أخذا و عطاء ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحلول المقترحة لتطوير البدائل الشرعية للفائدة على القرض المصرفي‬

‫يقتض ي الحديث عن الحلول المقترحة لتطوير البدائل الشرعية للفائدة على القرض‬
‫المصرفي؛ الحديث عن آلية التمويل التشاركي وما تتطلبه من معالجة مشكلة املخاطراألخالقية‬
‫وتطوير استخدام المضاربة والمشاركة(الفقرة أولى)؛ واألساليب المقترحة لتجاوز المشكالت‬
‫المرتبطة بالرقابة المركزية و اقتراحات تفعيل الهندسة المالية اإلسالمية (الفقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬معالجة مشكلة املخاطراألخالقية و وتطويراستخدام المضاربة والمشاركة‬

‫سنتطرق في هذا الفرع لمعالجة مشكلة املخاطر األخالقية(أوال) ولتطوير واستخدام‬


‫المضاربة والمشاركة ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معالجة مشكلة املخاطراألخالقية‬

‫في إطار معالجة مشكلة املخاطر األخالقية سنتطرق للفرق بين الحماية والضمان ( أ) ثم‬
‫الحلول المقترحة لحماية رأس المال والتقليل من مشكلة املخاطراألخالقية(ب )‬

‫أ‪ :‬الفرق بين الحماية والضمان‬

‫ال بد من التمييزبين مفهوم حماية رأس المال وضمانه‪ ،‬فحماية رأس المال تعني السعي إلى‬
‫وقايته من النقص والخسارة ودرء املخاطرالتي يمكن أن تؤدي إلى هالكه؛ وذلك باعتماد الوسائل‬
‫التي ال تتعارض مع مبادئ الشريعة‪ ،166‬والحماية بالمفهوم السابق أمر مطلوب شرعا ومبرر‬
‫مقاصديا ‪ ،‬ألنه يحقق مقصد حفظ المال سواء من حيث العدم أو الوجود‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫وردت كثيرمن األحكام الشرعية التي تروم حفظ المال وحمايته من الضياع أواالعتداء عليه وأكل‬
‫مال الغيربالباطل‪ ،‬يقول تعالى‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون‬
‫تجارة عن تراض منكم﴾‪.167‬‬

‫‪ 166‬الدكتور حسين عبد الله آمين ـ الودائع المصرفي واستثمارها في اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ -167‬سورة النساء اآلية ‪.22‬‬

‫‪P 103‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫فاآلية الكريمة تدل على أن التصرف في األموال منوط بالحق والنفع‪ ،‬فكل عملية لتداول‬
‫المال بين الناس تتعارض مع أحكام الشرع لما تنطوي عليه من اإلضرار بالغير والظلم‬
‫واالستغالل‪ ،‬وكذا التحايل للحصول على أموال الغير بغيروجه حق‪ ،‬من أكل المال بالباطل‪.168‬‬

‫كما أمر الله تعالى بتوثيق العقود للحفاظ على حقوق المتعاقدين فقال‪ ﴿ :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه﴾‪ ،169‬وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بلال فقال‪" :‬ما هذا يا صاحب الطعام؟‬
‫قال أصابته السماء يا رسول الله ‪ ،‬قال‪ :‬أفال جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس‬
‫مني"‪ .170‬فالغش بمختلف صوره منهي عنه شرعا‪.‬‬

‫أما عن الضمان في االصطالح الفقهي فينبغي أن نميز فيه بين معنيين أساسيين ومختلفين‬
‫المعنى األول يقصد به االلتزام بتعويض الغيرعما لحقه من تلف المال أوضياع المنافع أوالضرر‬
‫الجزئي أو الكلي الحادث بالنفس اإلنسانية‪ ،‬فالضمان بالمعنى السابق يرتبط بتحمل الخسائر‬
‫وااللتزام بسالمة رأس المال بغض النظر عن األسباب ‪ ،‬وهو المفهوم الذي نقصده لتمييزه عن‬
‫الحماية‪ ،‬أما المعنى الثاني للضمان فيراد به أيضا في االصطالح الفقهي‪" :‬تحمل تبع الهالك أو‬
‫التلف أو الخسارة بناء على قواعد الملك أو العقد"‪ ،171‬وحكم هذا النوع من الضمان هو الجواز‬
‫‪ ،‬فهومقررشرعا ألن تعلق بمخاطرناشئة عن الملكية بحيث يتحمل المالك التبعية الناشئة عن‬
‫تلفها أو نقصان قيمتها‪ ،‬وهي مخاطر ترتبط بالعمليات االستثمارية بحكم طبيعتها وإن كانت غير‬
‫مقصود لذاتها‪ ،‬كما تشكل معيارا وشرطا للسالمة الشرعية الستحقاق العائد في عقود‬
‫المعاوضات‪ ،‬وهو ما يستفاد من النصوص الشرعية التي تربط بين الربح والضمان‪ ،‬فتملك‬
‫السلعة ينشأ عنها ضمانها وهذا الضمان تنشأ عنه مخاطرة وبه يستحق الربح‪.‬‬

‫فإذا تجرد عن هذا الضمان فال ربح ‪ ،‬لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربح ما‬
‫لم يضمن‪ ،‬وقال عليه الصالة والسالم‪ : ،‬الخراج بالضمان"‪ ،‬وبذلك يتبين أن أساس املخاطرة‬
‫المشروعة هو الربط بين نتائج العملية االستثمارية ربحا كانت أو خسارة بالمسؤولية عن‬

‫‪ 168‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪ -169‬سورة البقرة اآلية ‪.284‬‬
‫‪ -170‬الحديث أخرجه اإلمام مسلم في صحيحه‪ :‬كتاب اإليمان الجزء األول‪ :‬ص ‪ 22‬رقم الحديث ‪.431‬‬
‫‪ -171‬د‪ .‬عدنان عبد الله عويضة‪ ،‬نظرية المخاطرة في االقتصاد اإلسالمي ص ‪.12‬‬

‫‪P 104‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫الملكية‪ ،‬فالحد األدنى من املخاطر الضروري للحو افز والكفاءة يتمثل في وجوب تحمل مخاطر‬
‫الملكية‪ ،‬الالزمة لتحقيق الربح ونمو الثروة‪.172‬‬

‫وبالرجوع إلى مسألة املخاطر األخالقية في مجال التمويل التشاركي‪ ،‬ال بد من التأكيد على‬
‫أن الضمان بالمفهوم األول والذي يفيد – وكما سبقت اإلشارة إلى ذلك – تحمل الخسائر‬
‫وضمانها دون النظرإلى األسباب أمرال يجوزشرعا‪ ،‬ويختلف تماما االختالف عن أسلوب الحماية‪،‬‬
‫فالحماية بذل عناية وأما الضمان فهو االلتزام بغاية‪.173‬‬

‫إن اشتراط الضمان وإلزام المضارب بذلك ال يجوزعند فقهاء المذهب‪ ،‬فاألصل في طبيعة‬
‫المضاربة أن المضارب أمين‪ ،‬فإذا ما تم إلزامه بالضمان فسينقلب طبيعة العقد إلى قرض‬
‫مضمون وليس قراضا‪ ،‬يقول‪ :‬الدكتور عبد الستار أبو غدة‪ :‬إن الضمان في المشاركات بما فيها‬
‫المضاربة والوكالة باالستثمار يلغي الفرق بين االستثمار املحرم المضمون عائدة للمقرض مع‬
‫ضمان المقترض له‪ ،‬وبين االستثمارالحالل الذي يظل محتمال للربح أو الخسارة‪.174‬‬

‫وجاء في قرارملجمع الفقه اإلسالمي الدولي رقم (‪ : )2-1/11‬ال يجوزأن تشتمل نشرة اإلصدار‬
‫أو صكوك المقارضة على نص بضمان عامل المضاربة رأس المال أو ضمان ربح مقطوع أو‬
‫منسوب إلى رأس المال‪.‬‬

‫ب‪ :‬الحلول المقترحة لحماية رأس المال والتقليل من مشكلة املخاطراألخالقية‬

‫يمكن حصرأهم الحلول المقترحة في هذا اإلطارفيما يلي‪:‬‬

‫االقتراح األول‪ :‬تحميل المضارب أو الوكيل عبء اإلثبات‪ ،‬وذلك بتضمينه ما لم يثبت عدم‬
‫تعديه أو تقصيره‪ :‬مفاد هذه االقتراح هو أن يتم نقل عبء اإلثبات من رب المال إلى المضارب‬
‫بسبب صعوبة إثبات تقصيرالمضارب‪.‬‬

‫وقد بين الدكتور أنس الزرقا المقصود بهذا األسلوب المقترح بقوله‪ :‬الجديد الذي أقترحه‬
‫والذي يتطلب اجتهادا جماعيا هو اعتبارالمصرف مقصرا حكما إن وقع في خسارة كبيرة عرفا ما‬
‫لم يثبت المصرف أنها لم تنجم عن تعديه أو تقصيره‪ ،‬أي أنني أقترح نقل عبء اإلثبات حينئذ من‬

‫‪ .-172‬د‪ ,‬سالم سويلم‪ :‬التحوط ص ‪.41‬‬


‫‪ -173‬د‪ .‬يوسف بن عبد الله الشبيلي ‪ :‬تطبيقات الحماية البديلة عن عقود التحوط والضمان ص‪.8 :‬‬
‫‪ -174‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ :‬التمويل بالمشاركة‪ ،‬اآلليات العملية لتطويره‪ ،‬ص‪ ،2‬الدورة الفقهية الثالثة‪ ،‬مصرف أبو‬
‫ظبي اإلسالمي ص ‪.2044‬‬

‫‪P 105‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫رب المال إلى المضارب‪ ،‬والداعي إلى هذا االقتراح هوأن أصحاب الحسابات عاجزون من الناحية‬
‫العملية عن ممارسة حقهم الشرعي في إثبات تعدي المصرف أو تقصيره"‪.175‬‬

‫والمالحظ بخصوص هذا االقتراح هو أنه يستحضرمتغيرات العصر‪ ،‬ويأخذ بعين االعتبار‬
‫التحديات التي تطرحها املخاطر األخالقية على مستوى التمويل التشاركي‪ ،‬ودون المساس‬
‫بالقواعد التي وضعها الفقهاء في موضوع الضمان ومنها قاعدة‪" :‬المؤتمن غيرضامن مالم يفرط‬
‫أو يتعده" ‪ ،176‬لكن يبقى اإلشكال المطروح في هذا إلطار هو مسألة البينة بناء على القاعدة‬
‫المشهورة‪ :‬البينة على المدعي واليمين على من أنكر‪ ،‬ولرفع هذا اللبس أقول بأن مسألة اإلثبات‬
‫واإلتيان بالبينة على المدعي تكون في حالة ادعاء أمريخالف األصل‪ ،‬وبناء عليه إذا ثبت أن األصل‬
‫أو الغالب في زمن قل فيه الوازع الديني وتراجعت فيه القيم األخالقية هو عدم أمانة العميل‪،‬‬
‫فيبدوا أنه من العدل إلزام العميل بوصفه مضاربا أو شريكا بإثبات عدم تقصيره أو تعديه‪،‬‬
‫وأعتقد أن في عملية نقل عبء اإلثبات إلى األمناء فيما يدعون من تلف األموال التي يتولون إدارتها‬
‫ليس فيه مخالفة لمنهج الشرع‪ ،‬يقول الدكتور حسين حامد حسان‪" :‬وليس في هذا المنهج‬
‫مخالفة لحكم الشرع‪ ،‬في أن مناط ضمان األمين هوالتعدي والتقصير‪ ،‬بل إن ذلك تطبيق صحيح‬
‫لهذا الحكم باللجوء إلى قواعد اإلثبات الشرعية في إثبات الهالك والتلف‪ ،‬ذلك أنه من غيرالعدل‬
‫أن يقبل من كل مضارب أووكيل أوشريك مجرد دعوى هالك المال وخسارته‪ ،‬وليس الناس اليوم‬
‫أشد ورعا وتقوى من الصانع واألجيراللذين ضمنهم علي رض ي الله عنه‪.177‬‬

‫وفي السياق ذاته‪ ،‬ال بأس من اإلشارة إلى أن اقتراح تحميل المضارب عبء اإلثبات كان‬
‫موضوع املحور األول للمؤتمر الفقهي الثالث للمؤسسات المالية اإلسالمية الذي نظمته شركة‬
‫شورى لالستشارة الشرعية‪ ،‬سنة ‪0211‬هـ‪ 4112/‬في دولة الكويت‪ ،‬ومن النتائج التي خلص إليها‬
‫المؤتمر‪ :‬ما يلي‪:178‬‬

‫‪ -175‬د‪ .‬محمد أنس الزرقا‪ ،‬حماية الحسابات االستثمارية في إطار األعمال المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصادي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ع ‪ ،221‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 176‬د‪ .‬أبو بكر هاشم ‪ ،‬التحديات العملية لتطبيق صيغ المشاركات في المصارف اإلسالمية والرد ذلك على التنمية‬
‫االقتصادية ص ‪ ، 204‬الجامعة األمريكية المفتوحة‪ ،‬كلية الدراسات اإلسالمية‪ ،‬قسم االقتصاد اإلسالمي‪ .‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -177‬د‪ .‬حسين حامد حسان‪ :‬حماية رأس المال وحده أومع هامش ربح معين‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العد‪،221 :‬‬
‫ص ‪.22‬‬
‫‪ 178‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.481‬‬

‫‪P 106‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫األصل قبول قول المضارب وكذا الوكيل باالستثمار‪ ،‬واألخذ به في نفي الضمان عن نفسه‬
‫في حالة هالك ش يء من األموال التي يستثمرها أو خسارته بمجرد ادعائه أن ذلك إنما وقع من غير‬
‫تعد منه أو تقصير‪ ،‬دون مطالبته ببينة على صدق دعواه (باعتباره مدعى عليه‪ ،‬فال يطالب‬
‫بالبينة‪ ،‬إذ البينة على المدعي‪ ،‬واليمين على المدعى عليه) فإن أقام رب المال – وهو المدعى‪-‬‬
‫البينة على تعدي المضارب أو الوكيل باالستثمار‪ ،‬صارضامنا‪.‬‬

‫غيرأن استصحاب هذا األصل إنما يسوغ األخذ به والتعويل عليه في النظرالفقهي إذا غلب‬
‫في الناس الصدق واألمانة والتورع عن أكل مال الغير بالباطل‪ ،179‬فإذا تغيرت الحال‪ ،‬فإن داللة‬
‫الحال ‪ -‬وهي األمارة الظاهرة التي تدل على صورة الحال ‪ -‬مقدمة على األصل عند تعارضهما‪،‬‬
‫ألنها قرائن قوية‪ ،‬وشواهد قائمة تنبئ بحدوث أمر يغير حالة األصل‪ ،‬فتكون بمثابة دليل على‬
‫عدم صدق يتمسك بذلك األصل‪ ،‬ولهذا يترجح في الحكم جانب من شهدت له من المتداعيين ‪-‬‬
‫وهو صاحب المال – على من شهد له استصحاب األصل ‪ ،‬ويكون القول قوله في ذلك‪ ،‬ما لم يقم‬
‫أولئك األمناء ( المضارب‪ /‬الوكيل باالستثمار) بالبينة على صدق ادعائهم‪ ،‬إذ العلم الحاصل‬
‫اعتماد على القرائن واألمارات الظاهرة أقوى من الظن الحاصل باستصحاب األصل"‪.‬‬

‫كما أن العمل بهذا األصل مقيد بأن ال يكون مخالفا للعرف‪ ،‬فإذا جرى عرف الناس بعدم‬
‫قبول قوله (المضارب‪ /‬الوكيل باالستثمار) حتى يقيم البينة على صدق ادعائه عدم التعدي‬
‫أوالتقصير‪ ،‬فإن وصفه وحكمه الشرعي ينقلب من مدعى عليه إلى مدع أمر آخر خالف األصل‪،‬‬
‫فال يقبل قوله إال إذا أقام البينة على صدقه‪ ،‬ألن داللة العرف أقوى وأظهرمن استصحاب أصل‬
‫براءة ذمة األمين (المضاربة ‪ /‬الوكيل باالستثمار) عند تعارضهما‪.180‬‬

‫كما أن العمل بهذا األصل مقيد بانتفاء التهمة عن األمين – والمراد بالتهمة رجحان الظن‬
‫بعدم صدق األمين (المضارب‪ /‬الوكيل باالستثمار) في ادعائه عدم التعدي أو التقصير – إذا‬
‫التهمة موجب شرعي لنقل اإلثبات من أرباب المال إلى األمين الحائز إذا الدعي أن ذلك إنما وقع‬
‫بغير فعله أو تسببه‪ ،‬وهي متحققة في هذه القضية‪ ،‬إذ أن من المفترض في المضارب والوكيل‬

‫‪179‬نور الدين زعتير‪ ،‬المعامالت المصرفية و الربوية وعالجها في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة الرسالة بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،0901‬ص‬
‫‪.000‬‬

‫‪ 180‬د‪ /‬حسين حامد حسان ‪ ،‬حماية راس المال وحده أو مع هامش ربح معين ـ مجلة االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 221‬ص ‪.22‬‬

‫‪P 107‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫باالستثمار والمتوقع منه بحسب المعهود والدالالت العرفية الظاهرة حفظ رؤوس األموال‬
‫المستثمرين من الخسارة‪ ،‬وتحقيق األرباح والمكاسب لهم‪ ،‬و"قول المتهم ليس بحجة" كما هو‬
‫مقررفي القواعد الفقهية‪.181‬‬

‫و أيضا فإن المصلحة موجب شرعي لنقل عبء اإلثبات إلى هؤالء األمناء‪ ،‬وذلك لحماية‬
‫أموال المستثمرين من الخسارة عند ادعاء المضارب أو الوكيل باالستثمار هالك أموال‬
‫المستثمرين أو خسارتها إذا علموا أنهم مصدقون في نفي الضمان عن أنفسهم بمجرد ادعائهم‬
‫ذلك‪ ،‬من غيرتكليفهم إقامة البينة على صدق ادعائهم‪.182‬‬

‫االقتراح الثاني‪ :‬من األساليب المقترحة على ضوء االجتهادات الفقهية المعاصرة لحماية‬
‫أموال المودعين في إطارالتمويل التشاركي‪ ،‬وتحفيزهم على استثمارالتأمين على االستثمار تأمينا‬
‫تعاونيا وذلك من خالل إنشاء صندوق بتأمين التكافلي تديره شركة تأمين تعاوني مستقلة تتحدد‬
‫مواردها من خالل اقتطاعات محددة من رؤوس أموال المستثمرين‪ ،‬وينطلق هذا األسلوب من‬
‫مبدأ التبرع‪ ،‬ويهدف إلى تحقيق نوع من التكافل والتعاون من خالل توزيع املخاطربين المستثمرين‬
‫وضمان نوع من الحماية لألموال‪.183‬‬

‫ومن العلماء الذين دعو إلى هذا األسلوب الدكتورحسن عبد الله األمين والدكتورمحمد‬
‫شبير والدكتور محمد أنس الزرقا‪ ،‬كما تم اعتماده عمليا من قبل بعض المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية مثل البنك اإلسالمي األردني‪ ،‬وعلى المستوى التشريعي نجد أن المعياررقم ‪ 002‬بشأن‬
‫االحتياطات واملخصصات الصادرة عن هيأة املحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫تضمن تنظيم احتياطي مخاطراالستثماروالقائم على أساس اقتطاع جزء من أرباح المستثمرين‬
‫فقط‪.184‬‬

‫وعلى الرغم من أهمية الصيغة المقترحة لحماية األموال وتوزيع املخاطربين المستثمرين‪،‬‬
‫وكونها مقبولة من الناحية الشرعية كما ذهب إلى ذلك كثيرمن العلماء‪ ،‬إال أن ثمة بعض القضايا‬
‫الفقهية والعملية التي تطرح على مستوى التطبيق على رأسها‪ ،‬عدم استمرار نفس المودعين‪،‬‬

‫‪ 181‬د‪ /‬محمد أنس الزرقا ‪ ،‬حماية الحسابات االستثمارية في اطار األعمال المصرفية اإلسالمية ـ مجلة االقتصاد‬
‫اإلسالمي ـ العدد ‪ ، 221‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 182‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ــ ص ‪.481‬‬
‫‪ 183‬د‪ /‬محمد أنس الزرقا ‪ ،‬حماية الحسابات االستثمارية في اطار األعمال المصرفية ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 184‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ــ ص ‪.488‬‬

‫‪P 108‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫حيث ينسحب بعضهم ويدخل البعض اآلخر‪ ،‬في ظل استمرارية العمليات االستثمارية التي تشرف‬
‫عليها أو تقوم بها المصارف اإلسالمية‪ ،185‬باإلضافة إلى إشكالية التي تملك هذه املخصصات ‪،‬‬
‫وأخيرا التفاوت الحاصل في االستفادة منها ارتباطا لفترات االستثماروالحصيلة المتوفرة فيها‪.‬‬

‫االقتراح الثالث‪ :‬اعتماد إجراءات مصرفية فنية للتخفيف من مخاطر التمويل التشاركي‪،‬‬
‫ثمة إجراءات فنية مصرفية تهدف إلى تقليل مخاطر المضاربة والمشاركة‪ ،‬وتساعد على توفير‬
‫األمان وتعزيزقيم التواصل الثقة بين أطراف التعاقد‪ ،‬وبالتالي تحقيق معدالت أعلى على مستوى‬
‫نتائج االستثمار‪ ،‬وفيما يلي عرض ألهم اإلجراءات‪:‬‬

‫الدراسة الجيدة للجدوى االقتصادية للمشاريع المزمع إنجازها قبل اتخاذ القرار‬
‫االستثماري النهائي‪ ،‬ويتوقف ذلك بطبيعة الحال على مدى جدية الدراسات العملية‪ ،‬وفعالية‬
‫التدابيرالفنية‪ ،‬واإلجراءات املحاسبية المعتمدة لتقييم حجم وطبيعة املخاطرالمتوقعة‪.‬‬

‫اختيار العمالء وفق معايير دقيقة تستجيب لطبيعة وخصوصيات التمويل التشاركي‪،‬‬
‫وذلك بالتركيز على قيم الثقة واألمانة والكفاءة األزمة إداريا وتنظيما ‪ ،‬ويمكن للمؤسسة‬
‫المصرفية التحقق من هذه الشروط‪ ،‬والمواصفات من خالل اعتماد المعاييرالتالية عند انتقاء‬
‫العمالء‪:186‬‬

‫ـ ـ السجل المشرف للعمالء في العمليات األخرى ودرجة االلتزام‪.‬‬

‫ـ ـ قوائم االستعالم المركزية التي ينظمها البنك المركزي أو اتحاد المصارف‪.‬‬

‫ـ ـ الخبرة الكافية واالسم التجاري والتحارب العميقة للمضارب في مجاله‪.‬‬

‫الموازنة بين حجم التمويل وبين المالءة المالية للعميل‪.‬‬

‫تقييد المضاربة بالشروط والقيود التي يراها المصرف اإلسالمي – باعتباره رب المال –‬
‫والتي تروم التقليل من املخاطرالمرتبطة بالعمليات االستثمارية ‪ ،‬وهوأمرال مانع منه من الناحية‬
‫الشرعية لكونه يخدم مصلحة األطراف التعاقدية‪ ،‬ويروم حماية رأس المال من بعض املخاطر‬
‫املحتملة‪ ،‬ويكفي أن نستدل في هذا السياق بما روي عن ابن عباس رض ي الله عنهما‪ ،‬أنه قال‪:‬‬

‫‪ 185‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ :‬التمويل بالمشاركة‪ ،‬اآلليات العملية لتطويره‪.‬‬
‫‪ -186‬د‪ .‬أحمد محيي الدين‪ ،‬تطبيق المضاربة والمشاركة الثابتة والمتناقضة في التمويالت المصرفية‪ ،‬ورقة عمل‬
‫مقدمة إلى المؤتمر الرابع للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬ص‪ ،24 :‬السنة ‪ 2001‬البحرين‪.‬‬

‫‪P 109‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫كان العباس بن عبد المطلب إذا دفع مال مضاربة اشترط على صاحبه أال يسلك به بحرا‪ ،‬وال ينزل‬
‫به واديا‪ ،‬وال يشتري به دابة ذات كبد رطبة‪ ،‬فإن فعل ذلك ضمن‪ ،‬فبلغ شرطه رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فأجازه‪.187‬‬

‫الرقابة الدائمة والمتابعة المستمرة لعمل المضارب في مختلف المراحل‪ ،‬فالرقابة‬


‫المهنية الصارمة يمكن أن تحد من بعض املخاطر الناجمة عن عدم التي قد تصاحب إدارة‬
‫المشروعات االستثمارية بصيغة المضاربة‪ ،‬وخاصة إذا وظفت المؤسسة المالية أدواتها‬
‫المؤسسة توظيفا أمثل مثل األجهزة الرقابية الداخلية (الرقابة والتدقيق) واألجهزة اإلدارية‬
‫املختصة‪ ،‬فهذه األجهزة بمقدورها المتابعة الدقيقة والتنبيه في الوقت المناسب وعند الحاجة‬
‫على الخلل فتساعد بذلك على تحقيق المشروع ألهدافه‪.188‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطويراستخدام نظام المضاربة المشتركة‬

‫لقد تبين من خالل دارسة موقف الفقهاء مسألة خلط األموال‪ ،‬وكيفية توزيع األرباح أن‬
‫ثمة بعض التحديات التي أفرزها و اقع العمل المصرفي المعاصر في ارتباطه مع المتغيرات‬
‫القائمة‪ ،‬لذلك نتساءل في هذا اإلطار عن أهم الحلول التي يمكن اعتمادها لتطوير نظام‬
‫المضاربة المشتركة لكي يتواءم مع المستجدات المعاصرة ويراعي في نفس الوقت أحكام‬
‫الشريعة‪.189‬‬

‫فبخصوص خلط أموال المضاربة قد تبين على ضوء التحليل الفقهي السابق أن الموقف‬
‫الذي خلص إليه الفقهاء هو منع عملية خلط مال المضاربة بغيره بعد البدء في العمل‪ ،‬وذلك‬
‫بحجة أن الخلط في هذه الحالة ينطوي على الغرر والجهالة‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى أكل أموال الناس‬
‫بالباطل‪ ،‬الش يء الذي يطرح مشكلة عدم مالئمة هذه االجتهاد لطبيعة العمل المتبع في املجال‬
‫المصرفي‪.190‬‬

‫‪ -187‬البيهقي‪ :‬السنن الكبرى ‪.444/3‬‬


‫‪ -188‬د‪.‬العياشي فداد‪ :‬مخاطر الثقة في تطبيقات المضاربة وعالجها‪ ،‬ورقة معلومات أساسية ص ‪ ،213‬بحوث ندوة‬
‫البركة الحادية والثالثون لالقتصا د اإلسالمي‪4124 ،‬هـ ‪2040/‬م‪.‬‬
‫‪ 189‬د‪.‬العياشي فداد‪ :‬مخاطر الثقة في تطبيقات المضاربة وعالجها‪ ،‬ورقة معلومات أساسية ص ‪.211‬‬
‫‪ 190‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ :‬التمويل بالمشاركة‪ ،‬اآلليات العملية لتطويره‪.‬‬

‫‪P 110‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫فمن خصوصيات االستثمار المصرفي‪ ،‬مسألة الخلط المتالحق ألموال المودعين بصفة‬
‫مستمرة ومتتابعة‪ ،‬والمصارف تتلقى أمواال كثيرة من عمالء متعددين في أوقات مختلفة فتقوم‬
‫بدفع هذه األموال إلى قنوات االستثمارمع العلم أن العمل جارقبل ذلك بأموال أخرى سابقة‪.191‬‬

‫ومن الحلول التي تم اقتراح بخصوص هذه المسألة‪ ،‬النظر في العلة التي من أجلها منع‬
‫الفقهاء خلط أموال المضاربة ‪ ،‬بعد البدء في العمل‪ ،‬فكما هو معلوم العلة تكمن في كون هذه‬
‫األسلوب ينطوي على الغرر ألنه يمكن أن يؤدي إلى إيصال ربح أحد األطراف المضاربة إلى طرف‬
‫آخردون وجه حق‪ ،‬أو تحمل أحدهما نصيبا من خسارة ال تخصه‪ ،‬من أجل ذلك قامت التصورات‬
‫الجديدة على تفادي هذه السلبيات ‪ ،‬فكان البديل المقترح هو أن يتم تنظيم العمل في المضاربة‬
‫المصرفية على أساس تقسيمه إلى دورات مصرفية مستقلة‪ ،‬تمثل كل دورة منهما مضاربة‬
‫منفصلة تستقل بحسابات أرباحها وخسائرها عن الدورات األخرى الالحقة ‪ ...‬فإذا تم ذلك‪ ،‬كان‬
‫اإلسالمية أن يلتحق بدوره من هذه الدروات في بداية مدتها‬
‫لكل راغب في االستثمارلدى المصارف ٍ‬
‫المقررة‪ ،‬وقبل الشروع في أعمالها‪ ،‬فإذا فاته في هذا الوقت ‪ ،‬فبوسعه أن ينضم إلى دورة أخرى‬
‫الحقة‪ ،‬وله أن يحتفظ بأمواله في فترة االنتظار‪ ،‬أوأن يودعها لدى المصرف حسابا جاريا أووديعة‬
‫محضة ال صلة لها بأعمال االستثمار‪.192‬‬

‫أما فيما يتعلق بعملية التنضيض ومدى مالءمتها لطبيعة العمل المصرفي ‪،‬بالنظر إلى‬
‫طبيعة العمل المصرفي اإلسالمي الذي يقوم على استمرارية المضاربة في ظل االستثمارات ذات‬
‫الطابع الجماعي حيث األطراف متعددة والعالقات متشابكة‪ ،‬فإنه من الصعب إجراء تصفية‬
‫كلية ملختلف المشاريع االستثمارية في نهاية كل فترة من أجل تنضيض رأس المال‪ ،‬وبالتالي توزيع‬
‫الربح على أطراف المضاربة‪ ،‬كما أنه من شبه المستحيل أيضا تصور إمكانية انتظار أصحاب‬
‫األموال لعدة سنوات خصوصا بالنسبة للمشروعات متوسطة أو طويلة األجل حتى تتم تصفية‬
‫المشروع‪ ،‬بالتالي توزيع األرباح عليهم‪.193‬‬

‫وبناء على ذلك يمكن القول بأن فكرة تنضيض رأس المال التي وضعها الفقهاء بالنسبة‬
‫لعقد المضاربة بغية تحديد الربح بصورة دقيقة بعيدة عن الضرر أو الجهالة‪ ،‬تطرح صعوبات‬

‫‪ 191‬دظم محمد صالح الصاوي ــ مشكلة االستثمار في البنوك اإلسالمية وكيف عالجها اإلسالم ـ مرجع سابق ـ‬
‫ص ‪ 302‬ـ ‪.302‬‬
‫‪ -192‬د‪ .‬محمد صالح الصاوي ‪ :‬مشكلة االستثمار في البنوك اإلسالمية وكيف عالجها اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ 193‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ــ ص ‪.422‬‬

‫‪P 111‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫كثيرة على مستوى العمل المصرفي ٍ‬


‫اإلسالمي‪ ،‬الش يء الذي فتح املجال لكثير من االجتهادات‬
‫المعاصرة التي حاول أصحابها إيجاد حلول ناجعة لهذه المسائل‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األساليب المقترحة لتجاوز المشكالت المرتبطة بالرقابة المركزية‬


‫و اقتراحات تفعيل الهندسة المالية اإلسالمية‬

‫أوال‪ :‬األساليب المقترحة لتجاوزالمشكالت المرتبطة بالرقابة المركزية‬

‫يمكن حصر أهم االقتراحات لتجاوز مشكلة عدم التناسب بين أدوات الرقابة المركزية‬
‫وخصوصيات المصارف اإلسالمية فيما يلي‪:‬‬

‫بالنسبة لألسلوب االحتياطي النقدي‪ ،‬فهو يعتبر من الوسائل الحديثة التي تلجأ إليها‬
‫البنوك المركزية للتحكم في حجم االئتمان الذي تستطيع أن تمنحه البنوك التجارية‪ ،‬وبالتالي‬
‫التأثيرفي قدرتها على إنشاء النقود‪ ،‬ذلك ألن إمكانية خلق االئتمان يزداد أو ينقص نتيجة ازدياد أو‬
‫نقص الودائع النقدية التي يحصل عليها البنك التجاري‪ .194‬باإلضافة إلى ذلك يتم اللجوء إلى هذا‬
‫النوع من األساليب الرقابية يغرض الحفاظ على أموال المودعين‪.‬‬

‫وكما سبقت اإلشارة إلى ذلك فإن تطبيق أسلوب االحتياطي النقدي على المصارف‬
‫اإلسالمية يطرح إشكاالت وتحديات تعيق نمو العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬خاصة ما يرجع إلى‬
‫الودائع االستثمارية التي تعتمد بحكم طبيعتها على التمويالت العينية في إطار أنشطة حقيقية‬
‫وبناء على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬وال توجد في االقتراض النقدي كما هو الحال في‬
‫المصارف التقليدية‪ ،‬الش يء الذي يترتب عنه حجب نسبة مهمة من األرصدة النقدية‪ ،‬والحيلولة‬
‫دون توظيفها في عمليات تجارية واستثمارية‪ ،‬فتضعف بذلك القدرة التنافسية للمصارف‬
‫اإلسالمية ويتراجع دورها التنموي بشكل عام‪.‬‬

‫ومن الحلول المقترحة في هذا اإلطار االقتصار في تطبيق أسلوب االحتياطي النقدي على‬
‫الحسابات الجارية وإعفاء الودائع االستثمارية بناء على االعتبارات السابقة الذكر‪ ،‬وال شك أن‬
‫هذا االقتراح رغم أهميته فإن فاعليته تتوقف باألساس على مدى تفهم البنك المركزي له‬
‫وقبوله‪ ،‬ويمكن االستدالل في هذا السياق بما حدث بالفعل في السودان‪ ،‬حيث أصدر البنك‬
‫المركزي (قبل األسلمة) قرارا بإدخال ودائع االستثمار مع مصادر األموال التي يحسب عليها‬

‫‪ -194‬د‪ .‬عبد المنعم راضي‪ ،‬أساليب النقود والبنوك ص‪.422 :‬‬

‫‪P 112‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫االحتياطي القانوني‪ ،‬فأصدرت هيئة الرقابة الشرعية لبنك فيصل اإلسالمي السوداني فتوى‬
‫بعدم صحة ذلك‪ ،‬وطالبت بإلغاء اإلجراء فاستجاب البنك المركزي لرغبة هذه الهيئة‪ ،‬وإلى آلن‬
‫ال تخضع ودائع االستثمار لالحتياطي القانوني سواء بالعملة املحلية أو األجنبية‪.195‬‬

‫كذلك في إطار الحفاظ على أموال المودعين‪ ،‬ال بأس من اإلشارة في هذا اإلطار إلى أهمية‬
‫إنشاء صندوق لتأمين مخاطر االستثمار تساهم فيه مختلف المصارف اإلسالمية‪ ،‬ويكون تحت‬
‫إشراف البنك المركزي‪.‬‬

‫وبخصوص نسبة السيولة النقدية‪ ،‬فإن أساس المشكلة المطروحة بالنسبة للمصارف‬
‫اإلسالمية بخصوص هذه المسألة يكمن في كيفية التوفيق بين السيولة والربحية‪ ،‬ذلك أن‬
‫تطبيق نسبة السيولة يلزم المصارف اإلسالمية بأن توفرمعظمها على شكل نقدي‪ ،‬الش يء الذي‬
‫يترتب عنه حرمان عدد من المودعين من العوائد أو األرباح المستحقة لهم ‪ ،‬بينما نجد على‬
‫مستوى المصارف التقليدية توفرعناصرقابلة للتسييل كالسندات الحكومية واألوراق التجارية‬
‫املخصومة‪ ،‬ومن هذا المنطلق فإن المصارف اإلسالمية مدعوة إلى إيجاد قنوات أخرى لتحقيق‬
‫السيولة لديها‪ ،‬مثل االتفاق مع المودعين على اقتطاع نسبة من كل حساب استثماري ال تدخل‬
‫في حساب األرباح والخسائر كاحتياطي سيولة‪ ،‬أو القيام بعملية إصدار شهادات إيداع واستثمار‬
‫إسالمية تشارك في النشاط االستثماري العام للمصرف‪.196‬‬

‫أما عن وظيفة البنك المركزي باعتباره المسعف األخير‪ ،‬فمن أجل االستفادة من هذا‬
‫األسلوب وبعيدا عن أي تعامل ربوي‪ ،‬يقترح الدكتوركمال توفيق حطاب أن يقدم البنك المركزي‬
‫للبنك اإلسالمي قرضا حسنا‪ ،‬أو يقوم البنك المركزي نفسه بوضع أمواله بصيغة المضاربة مع‬
‫البك على أن يأخذ هامشا من الربح يختلف عن هامش بقية العمالء حتى يبقى هامشا للبنك‬
‫اإلسالمي‪ .197‬ويبدوا أن هذا االقتراح يصعب تطبيقه من الناحية الو اقعية‪ ،‬ألنه ليس من السهل‬
‫أو اليسير إقناع البنك المركزي الذي يتخذ من التعامل بالفائدة أساس ملختلف معامالته‪،‬‬

‫‪ -195‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬ص ‪ ،420‬بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪.2001/2001‬‬
‫‪ -196‬د‪ .‬أحمد محمد السعد‪ :‬العالقة بين البنوك اإلسالمية والبنوك اإلسالمية والبنك المركزي‪ ،‬مجلة التجديد العدد‬
‫الثالث السنة الثانية‪ 4 :‬ص ‪.32‬‬
‫اإلسالمي العدد‪ 238 :‬الصفحة ‪.48 :‬‬‫‪ -197‬د‪ .‬كمال توفيق خطاب‪ ،‬مجلة االقتصاد ٍ‬

‫‪P 113‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫وقاعدة ثابتة في فلسفته التشريعية والقانونية بأن يتخلى عنها ويتعامل بصيغة المضاربة‬
‫والقائمة على مبدأ الربح والخسارة‪.198‬‬

‫وخالصة لما سبق يمكن القول إن الحاجة أصبحت ملحة بشكل أكبرللعمل على توفيرلغة‬
‫مشتركة للتعامل بين نظام الرقابة المصرفية المركزية والطبيعة المتميزة للمصارف اإلسالمية‪،‬‬
‫وذلك من خالل إيجاد سبل عمل مشتركة بين النموذجين كخطوة أولى‪ ،‬ثم محاولة تذليل‬
‫العقبات فيما بعد بشكل تدريجي‪ ،‬وصوال إلى الهدف األسمى والمنشود وهو إقناع المسئولين على‬
‫المصارف المركزية والتقليدية بأهمية البديل اإلسالمي‪ ،‬وهو ما نأمل أن يتحقق األمرفي مختلف‬
‫البلدان اإلسالمي مستقبال؛ أسوة بالبلدان التي تمكنت من "أسلمة" نظامها المصرفي ككل‪،‬‬
‫ويتعلق األمربالسودان و إيران وباكستان‪.‬‬

‫‪ .0‬ثانيا‪ :‬اقتراحات لتفعيل الهندسة المالية اإلسالمية‬

‫من اآلليات العملية والضوابط األساسية التي يمكن اعتمادها لتحقيق نتائج أفضل على‬
‫مستوى الهندسة المالية اإلسالمية على ما يلي‪ :‬تحديد الشروط المناسبة لتحقيق المصداقية‬
‫الشرعية في إطارالهندسة المالية‪ ،‬ثم التركيزعلى اآلليات العملية لتحقيق الكفاءة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ :0‬تحديد الشروط المناسبة لتحقيق المصداقية الشرعية للهندسة المالية‪ :‬وذلك من‬
‫خالل‪:‬‬

‫‪ -‬االهتمام بالبحث عن حلول شرعية تراعي الثوابت وتستحضر المقاصد بعيدا عن‬
‫الصورية والحيل الفقهية والفهم الشكلي للنصوص الذي ال يعير اهتماما لمقاصد‬
‫الشريعة ومآالت األفعال‪ ،‬لهذا فاألحكام الشرعية التي تنسجم مع األصول والثوابت‪،‬‬
‫تحقق مقصود الشرع دون إضرار بالمكلف أو تحقق مصلحة المكلف دون إخالل‬
‫بمقصود الشرع‪ ،‬مثال األول الشفعة الثابتة بقوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬من كان له‬
‫شريك في ربع أو نخل فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكه فإن رض ي أخذ وإن كره ترك‪.199‬‬
‫فأوجب الشفعة ولكن بالسعر‪ ،‬فال يظلم الشريك البائع وال الشريك المشتري ‪ ،‬فهي‬
‫تحقق قصد الشرع دون إضراربالمكلف‪ ،‬ومثال الثاني حديث بالل المازني رض ي الله عنه‬

‫‪ 198‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ــ ص ‪.421‬‬
‫‪ -199‬أخرجه اإلمام مسلم في تصحيحه ‪ :‬كتاب المساقات ‪ ،‬باب الشفعة رقم الحديث ‪.2021‬‬

‫‪P 114‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫في شراء الجنيب بالجمع‪ ،‬فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى ما يحقق مصلحته‬
‫ومطلوبه دون إخالل بأحكام ربا الفضل‪.200‬‬

‫‪ -‬ضبط منهج الفتوى وذلك من خالل توضيح المبادئ واألسس المعتمدة إلصدارالفتاوى‬
‫‪ ،‬وتحديد وسائل التنسيق في المسائل الخالفية وعدم التوسع في تبريرالو اقع أوالمبالغة‬
‫في فقه التيسيرأو االقتصارفي النظرإلى مصلحة العمالء فقط‪.‬‬

‫‪ -‬الحرص على إيجاد حلول ناجعة ملختلف المشاكل المطروحة على أجهزة الرقابة‬
‫الشرعية ‪ ،‬وتوفيرالشروط المناسبة لتحقيق الحكامة في المؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫وذلك بالفصل مثال بين الفتوى والتدقيق وتوحيد المرجعية ‪ ،‬وتنظيم مهنة التدقيق‬
‫الشرعي ‪ ،‬واعتماد مبدأ اإللزامية القانونية لضمان التفعيل الصحيح ملختلف‬
‫الضوابط املحددة وتفادي السلبيات المترتبة عن كثرة االختالفات القائمة‪.201‬‬

‫‪ -‬اجتناب التلفيق بين المذاهب الفقهية دون منهجية علمية دقيقة تحكم الفروع لما‬
‫يترتب عن ذلك من تتبع الرخص والتحايل على األحكام الشرعية و إتباع األهواء‪.‬‬

‫‪ :4‬التركيزعلى اآلليات العملية لتحقيق الكفاءة االقتصادية وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عن االحتياجات الفعلية للعمالء والعمل على تصميم المنتجات المناسبة لها‪،‬‬
‫شرط أن تكون متو افقة ومبادئ الشرع اإلسالمي‪ ،‬وهذا المنهج يتطلب دراسة مستمرة‬
‫الحتياجات العمالء والعمل على تطوير األساليب التقنية والفنية الالزمة لها‪ ،‬وذلك‬
‫لضمان الكفاءة االقتصادية للمنتجات المالية‪ ،‬كما يتطلب وضع أسس واضحة‬
‫لصناعة هندسة مالية مستلقة عن الهندسة المالية التقليدية‪.202‬‬

‫‪ -‬تحديد الرؤية االستراتيجية لتطوير المنتجات ‪ ،‬وذلك من خالل إحداث تفاعل بين‬
‫معطيات البيئة الخارجية التي تعمل فيها المؤسسة (التنظيمية والتشريع‪ ،‬والسوقية)‬

‫‪ -200‬د‪ .‬سامي السويلم صناعة الهندسة اإلسالمية ص‪ 41 – 41 :‬مركز البحوث شركة ألراجحي المصرفية‬
‫لالستثمار‪.‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪.1 – 2 :‬‬
‫‪ -201‬ينظر بحث الدكتور عبد الباري مشعل‪ ،‬تحديات ومعوقات حوكمة المؤسسات المالية ٍ‬
‫‪ - 202‬د‪ .‬عبد الكريم قندور ‪ :‬الهندسة المالية اإلسالمية مجلة جامعة الملك عبد العزيز االقتصاد اإلسالمي م‪، 20 :‬‬
‫ص ‪ ، 1‬السنة ‪.4128/2001‬‬

‫‪P 115‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫مع معطيات البيئة الداخلية‪ ،‬والحرص على توضيح الرؤية المستقبلية‪ ،‬ألي منتج‬
‫وتحقيق التوازن بين المنتجات املختلفة للمؤسسات‪.203‬‬

‫‪ -‬االهتمام بالموارد البشرية والحرص على تأهيلها شرعيا ومصرفيا وإكسابها مهارات‬
‫وخبرات فنية وإدارية عن طريق تنظيم برامج ودورات تدريبية تمس مختلف مجاالت‬
‫الصناعة المصرفية باإلضافة إلى التركيز على غرس المفاهيم العقدية التي تمثل إحدى‬
‫األسس التي تقوم عليها الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬بحيث ينبغي أن يكون العامل بالمصرف‬
‫اإلسالمي مقتنعا بأهمية البديل اإلسالمي‪ ،‬وأولويته على المستوى العملي وفي ذلك يقول‬
‫الدكتور يوسف القرضاوي‪ " :‬البنك اإلسالمي في حاجة إلى عنصر بشري يعرف عمله‬
‫المصرفي جيدا‪ ،‬ويعرف واجبه الشرعي جيدا أيضا بأن يكون على قدرمعقول من الفقه‬
‫في الدين ‪ ..‬وأن يكون مؤمنا بفكرة البنك اإلسالمي‪ ،‬متحمسا لها بحيث يعمل في البنك‬
‫بروح صاحب الرسالة ال بروح الموظف املحترف‪ ،‬وأن يعتبر عمله في البنك عبادة وقربة‬
‫لله وجهادا في سبيله"‪.204‬‬

‫و إيمانا من المسئولين على المعاهد المصرفية اإلسالمية بأهمية االهتمام بالعنصر‬


‫البشري ومركزيته في تحقيق نجاح الصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬أصدرت الهيئات الدولية‬
‫العديد من القرارات والمعاييروالتوصيات الخاصة بتأهيل الموارد البشرية العاملة بالمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية نذكر من ذلك على سبيل المثال هيئة املحاسبة والمراجعة للمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية التي أصدرت في يونيو ‪ 0228‬ميثاق أخالقيات املحاسب‪ ،‬والمراج الخارجي‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية كما أصدرت في إبريل من عام ‪ 4114‬ميثاق أخالقيات العاملين في‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬كما أصدرمجمع الفقه اإلسالمي الدولي بجدة توصية بقراررقم‬
‫‪ 205)2/8(22‬تقض ي بضرورة اهتمام البنوك اإلسالمية بتأهيل القيادات والعاملين فيها بالخبرات‬
‫الوظيفة الواعية لطبيعة العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وتوفير البرامج التدريبية المناسبة‪206‬‬

‫‪ -203‬د‪ .‬عز الدين خوجة ‪ :‬تطوير المنتجات المالية اإلسالمية ‪ ،‬المنهجية واآللية ص‪.13 :‬‬
‫‪ -204‬د‪ .‬يوسف القرضاوي تعقيب على محاضرة الرقابة الشرعية المصرفية للدكتور سامي حمود‪ ،‬مجلة اقتصادنا‬
‫العدد‪ 14 :‬الصفحة ‪.21:‬‬
‫‪ 205‬طارق عبد العال حماد ‪ ،‬التطورات العالمية وانعكاسها على أعمال البنوك ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬سلسلة البنوك التجارية‬
‫‪ ،‬قضايا معاصرة ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬السكندرية ‪ ، 4222‬ص‪.441‬‬
‫‪ 206‬د‪ /‬سيدي محمد البارودي ــ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ــ ص ‪.422‬‬

‫‪P 116‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تجربة بعض الدول العربية مع البدائل الشرعية للفائدة‪ 207‬على القرض‬
‫المصرفي‬

‫شهد الربع األخيرمن القرن الماض ي انطالقة مسيرة المصارف االسالمية و انتشارها في‬
‫مختلف أنحاء العالم ‪ ،‬وقد عملت المصاريف المذكورة على بناء مؤسساتها و تثبيت دعائمها و‬
‫ارتياد مختلف العمل المصرفي المتو افق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬و حققت نجاحا‬
‫ملموسا في مجال عملها من خالل العمل المصرفي اإلسالمي ؛ بصيغة بعيدة عن قاعدة الديون‬
‫والربا التي تمارسها البنوك التقليدية ‪ ،‬وقد جاءت ردود السلطات املختصة في تنظيم العمل‬
‫المصرفي مختلفة ‪ ،‬إيجابية أحيانا و سلبية أحيانا أخري ‪ ،‬تبعا لتوجهاتها و نظرياتها االقتصادية‬
‫و االجتماعية و السياسية ‪ ،‬متمثلة في اتجاهين‪:‬‬

‫اتجاه يضم الدول التي دافعت عن البنوك االسالمية وفرضتها على الساحة المالية و‬
‫االقتصادية بتحويل نظامها البنكي كله إلى النمط اإلسالمي مثل باكستان و ايران و السودان‪.‬‬

‫و اتجاه يضم الدول التي لم تتحمس لهذه البنوك وفي نفس الوقت لم تحاربها وسمحت‬
‫بتعايش النمطين اإلسالمي و التقليدي ‪ ،‬فظهرت فيها إلى جانب البنوك التقليدية بنوك إسالمية‬
‫أو فروع لها أو قامت البنوك التقليدية فيها بتخصيص وحدات أو فروع للتعامالت اإلسالمية‪،‬‬
‫كمصر ودول الخليج العربي و األردن و ماليزيا و موريتانيا ‪ ،‬باإلضافة إلى دول غربية منها على‬
‫الخصوص بلدان أوربية عرفت الصيرفة اإلسالمية ؛ إما عن طريق إنشاء بنوك إسالمية بها أو‬
‫تخصيص بنوكها لفروع و شبابيك للمعامالت اإلسالمية ‪ ،‬كما هو الحال في السويد و الدانمارك‬
‫و اكليترا و هولندا‪.‬‬

‫‪ 207‬البدائع عبر الصيرفة اإلسالمية التي هي نتاج جهد جماعي من المصرفيين واالقتصاديين وعلماء الشريعة‬
‫اإلسالمية على مدى العقود العديدة الماضية لتطوير الحلول المالية التي تلبي االحتياجات الدينية للمسلمين بطريقة‬
‫أخالقية؛ تستمد مبادئها من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫و ال تزال تتطور وتوسيع ماليا وجغرافيا؛ حيث تقف اليوم في أكثر من تريليون دوالر‪ ،‬وتتكون من أكثر من ‪100‬‬
‫مؤسسة مالية داخل وخارج العالم اإلسالمي‪ .‬وتقدم خدماتها للمسلمين في المجتمعات ذات الغالبية اإلسالمية وكذلك‬
‫لألقليات المسلمة من البلدان غير اإلسالمية‪.‬‬
‫وقد تم إنشاء أول مصرف إسالمي في دبي أوائل سبعينات القرن الماضي‪ ,‬ثم أنشئ العديد من المصارف اإلسالمية‬
‫بعد ذلك التي بلغت حوالي ‪ 400‬مصرف في جميع أنحاء العالم ومن أشهرها مصرف فيصل اإلسالمي ومصرف دبي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪P 117‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫سنتناول في هذا الفرع تجربة المغرب مع البدائل الشرعية للفائدة (الفقرة األولى ) و تجربة‬
‫موريتانيا ( الفقرة ثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تجربة المغرب مع البدائل الشرعية للفائدة‬

‫يرجع مشروع انشاء المصارف اإلسالمية في المغرب إلى حوالي ثالثة عقود من الزمن ؛‬
‫عندما تبنته الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في االقتصاد اإلسالمي منذ إنشائها سنة‬
‫‪ 0222‬م ‪ ،‬و عندما تبنت مبادرة المشاركة بخبرتها في مشروع انطالق أول تجربة في المعامالت‬
‫المالية اإلسالمية مع بنك الوفاء سنة ‪ 0282‬حيث انطلقت ثالثة خدمات بنكية ( المرابحة‪،‬‬
‫المشاركة ‪ ،‬اإلجارة )‪ ،‬قبل أن يوقفها بنك المغرب طالبا مهلة لمراجعتها ؛ إال أن تلك المهلة دامت‬
‫‪ 02‬عاما‪ ،‬أقر بعدها أن لهذه المعامالت سوق يطلبها ؛ وبالتالي فال بأس أن تتبناها البنوك‬
‫المغربية إن شاءت ذلك؛ و بالتالي ظهرت العمليات اإلسالمية من جديد سنة ‪ ، 4112‬بعد أن‬
‫أعطيت الرخصة تحت مسمي المنتجات البديلة وهي ‪ :‬المرابحة و المشاركة و اإلجارة‪. 208‬‬

‫وبمجرد االنطالقة الرسمية لهذه التمويالت البديلة ‪ ،‬كان االمل معقودا على أنها ستلبي‬
‫مطالب شريحة من المتعاملين ( المستهلكين و المستوردين ) من خالل االستجابة لحاجياتهم‬
‫المرتبطة بالجوانب االقتصادية و االجتماعية ؛ ورفع الحرج عنهم ‪ ،‬وذلك بفتح املجال للتعامل‬
‫وفق صيغ شرعية تتالئم مع مقتضيات العقيدة ووفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ، 209‬كما ساد‬
‫االعتقاد آنذاك على أن هذه التمويالت ستعطي دفعة قوية القتصاد البالد وتعبئة الموارد‬
‫المالية وتشجيع االستثمارات ‪ ،‬والمساهمة في تحسين جودة الخدمات البنكية‪ ،‬غير أنه لوحظ‬
‫على مستوي التطبيق ‪ ،‬وبعد مرور أزيد من خمس سنوات من التجربة العملية فشل هذه‬
‫التمويالت في تلبية حاجيات المواطنين واالستجابة لتطلعاتهم ‪ ،‬كما فشلت أيضا في تشجيع‬
‫االستثمارو الرفع من نسبة اإلنتاج ‪ ،‬كما تبين على مستوي الترتيب العملي لهذه الصيغ التمويلية‬
‫بطئ شديد وتغيب تام لصيغة المشاركة رغم أهميتها العملية ودورها االقتصادي والتنموي ‪،‬‬
‫ومما يؤكد جليا فشل هذه التمويالت هو تدني حجم معامالتها ‪ ،‬فحسب بنك المغرب فإن قيمة‬

‫‪ 208‬د‪ /‬عبد الرحمن الحلو ‪ ،‬البنك اإلسالمي في المغرب المسار التاريخي و االنتظارات االقتصادية و المجتمعية ‪،‬‬
‫شركة النشر والتوزيع المدارس ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 3010 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 209‬فشل المنتجات اإلسالمية يحرم المغرب من حوالي ‪ 20‬مليار درهم ‪ ،‬جريدة الصباح ‪ ،‬العدد ‪ ، 3701‬الثالثاء‬
‫‪ ، 3002/03/32‬ص ‪.4‬‬

‫‪P 118‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫المعامالت أو المنتجات المالية البديلة وصلت إلى حدود شهرمارس ‪ 4101‬ما قيمته ‪ 211‬مليون‬
‫درهم ؛ وهو ما يعادل ‪ %1,0‬من حجم المعامالت البنكية التقليدية‪. 210‬‬

‫وبعد فشل تسويق المنتجات البنكية البديلة لدي البنوك التقليدية ‪ ،‬صادق المشرع‬
‫المغربي على قانون رقم ‪ 04.011‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪،211‬‬
‫والذي من اهم مستجداته التنصيص على إحداث البنوك اإلسالمية تحتى مسمي "البنوك‬
‫التشاركية" ‪ ،‬عوض المنتجات البديلة ‪ ،‬فخصص لها المشرع الباب الثالث في المواد من ‪ 22‬إلى‬
‫‪ ، 21‬تقوم بعرض منتجات إسالمية على زبنائها ( المرابحة ‪ ،‬اإلجارة ‪ ،‬المشاركة ‪ ،‬المضاربة ‪،‬‬
‫السلم ‪ ،‬االستصناع )‪ ،‬كما تقوم بخدمات بنكية و مالية وتجارية و استثمارية ما عدي الخدمات‬
‫ذات ذات الطابع الربوي‪. 212‬‬

‫وحسب مسودة المشروع ‪ ،‬فإن وضع اطارقانوني يحكم نشاط البنوك التشاركية يأتي وعيا‬
‫من السلطات العمومية بما يمكن أن تقدمه المنتوجات و الخدمات المالية التشاركية ‪ ،‬فيما‬
‫يخص تعبئة االدخاروالتمويل اإلضافي لالقتصاد الوطني‪ ،‬فإنه أصبح من الضروري وضع قانوني‬
‫يحكم المالية التشاركية‪ ،‬ومن أبرز العناصر التي تم أخذها بعين االعتبار من أجل ادخال‬
‫مقتضيات تهم البنوك التشاركية نذكرعلى وجه الخصوص‪: 213‬‬

‫‪ ‬النضج النظام المالي الوطني‬

‫‪ ‬آفاق االستثماروالتمويل‬

‫‪ ‬إحداث قطب مالي يتميز بإشعاع على المستوي الجهوي و العالمي ‪ ،‬والذي يستوجب‬
‫تو افرهذه الفئة من المالية العالمية‬

‫‪ 210‬د‪ /‬سيدي محمد الوردي ‪ ،‬التمويل التشاركي في المصارف السالمية بين المقصد التنموي والمنشود وواقع‬
‫التحديات المشهود ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ 211‬قانون رقم ‪ 42.402‬يتعلق " بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها " كما وافق عليه مجلس النواب‬
‫في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 2041‬ونشر في الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 3228‬يناير ‪.2041‬‬
‫‪ 212‬سكينة الوات ‪ ،‬عقد المرابحة العقارية ‪ ،‬قراءة استشرافية في البنوك التشاركية ‪ ،‬منشورات مجلة المنارة‬
‫للدراسات القانونية و اإلدارية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬سنة ‪. 2043‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 213‬ذة‪ /‬فاطمة آيت الغازي ‪ ،‬التمويل اإلسالمي بالمغرب من المنتجات البديلة إلى البنوك التشاركية ‪ ،‬مجلة األبحاث‬
‫والدراسات القانونية ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬سنة ‪ ، 2041‬ص ‪.30‬‬

‫‪P 119‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫‪ ‬ضرورة توفير منتجات وخدمات مالية لفائدة المواطنين المقيمين وكذلك الجالية‬
‫المغربية المقيمة في الخارج التي يوفر لها القطاع المالي لبلد إقامتها منتوجات منبثقة‬
‫عن المالية التشاركية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تجربة موريتانيا مع البدائل الشرعية للفائدة على القرض المصرفي‬

‫في موريتانيا كما في دول المغرب العربي عموما تعتبر التجربة في المالية اإلسالمية(‬
‫بإعتبارها البديل عن نظام الفائدة) قصيرة نسبيا ‪ ،‬فقد كانت البالد خاضعة في نظامها المالي‬
‫للبنك المركزي لدول غرب افريقيا الغربية ‪ BIAO‬الذي أنش ئ سنة ‪ ، 0224‬وباشر العمل سنة‬
‫‪ ، 0224‬وكان أول مصرف ينشأ على األراض ي الموريتانية بعد االستقالل هو البنك الموريتاني‬
‫للتنمية ‪ ،BMD‬وكان ذلك في ينايرمن ‪ ، 0221‬حين انسحبت البالد من النظام النقدي لدول غرب‬
‫افريقيا ‪ ،‬و اتخذت لها عملة خاصة بها تسمي األوقية ‪ ،‬ثم تتابعت بعد ذلك المؤسسات‬
‫المالية‪.214‬‬

‫أما في مجال الخدمات المالية اإلسالمية فقد كان بنك البركة الموريتاني والذي جاء‬
‫كمبادرة من مجموعة البركة في السعودية ( والذي يعرف حاليا ببنك الوفاء) هو أول مصرف‬
‫إسالمي ينشأ في موريتانيا‪ ،‬وكان ذلك في ‪ 40‬سبتمبر ‪ ،0282‬وكان يقدم خدمات مالية على أساس‬
‫غير الفائدة الربوية‪ ، 215‬وقد شهدت تلك الخدمات اقباال من العمالء ؛ ولم تلبث المصاريف‬
‫األخرى أن فتحت فروعا وشبابيك لتقديم تلك الخدمات لعمالئها‪ ،‬مثل البنك الوطني الموريتاني‬
‫والصناديق الشعبية لالدخار ‪ ،‬والبنك الموريتاني للتجارة الدولية ‪ ،‬و قد انضم إلى المشهد‬
‫المصرفي مؤخرا مجموعة من المصارف اإلسالمية في حدود ‪ ( 01‬مصرف موريتانيا الجديد ‪،‬‬
‫مصرف المعامالت الصحيحة ‪ ،‬البنك الشعبي الموريتاني ‪ ،‬البنك اإلسالمي الموريتاني وهو من‬
‫تمويل تركي ‪ ،)....‬مما جعل بعض املختصين في المالية يتساءلون عن قدرة السوق الموريتانية‬
‫على استيعاب هذا الكم الهائل من المصارف‪.‬‬

‫هذا وقد يبدو من المفارقة أن يحذو المشرع في الجمهورية اإلسالمية الموريتانية حذو‬
‫مقاربة التروي‪ ،‬ومحل المفارقة في هذا الصدد أن الصيرفة اإلسالمية دخلت البالد ‪ ،‬وحظيت‬

‫‪ 214‬د‪ .‬محمد فال الحسن ولد أمين ‪ ،‬االطار القانوني للخدمات المالية اإلسالمية في موريتانيا ‪ ،‬ندوة لمركز الدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬ــ اسويسي ــ الرباط ‪.2042‬‬
‫‪ 215‬ابراهيم ولد اعل ‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية في موريتانيا بين فرص النجاح و عوامل اإلخفاق ‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر في‬
‫المالية اإلسالمية ‪ ،‬جامعة انواكشوط العصرية ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية ‪،‬سنة ‪ ، 2041 /2043‬ص ‪.82‬‬

‫‪P 120‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫بترحيب واسع من قبل الجماهير ومن الفاعلين االقتصاديين ‪ ،‬في فترة كانت فيه النصوص‬
‫القانونية تخضع لعملية أسلمة شاملة ؛ إال أن المشرع بقي مترددا وخجوال في التعامل مع تلك‬
‫الصيرفة ‪ ،‬حيث لم يترجم ذلك الترحيب على الصعيد التشريعي ‪ ،‬وبقيت المادة مؤطر بنصوص‬
‫ال تتالءم مع طبيعتها‪ ،‬ألن أغلبها مستقي من القانون الفرنس ي ‪ ،‬ولم يضف إليها المشرع ما من‬
‫شأنه أن يالئم بينها وبين منطق الصيرفة اإلسالمية ‪ ،‬األمر الذي يجيز التساؤل عن مدي قبول‬
‫الخدمات المالية اإلسالمية في التشريعات الموريتانية ؟‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫حاولت من خالل هذا المقال المعنون بي " حلول مقترحة لتطوير البدائل الشرعية‬
‫للفائدة على القرض المصرفي" تسليط الضوء عن آلية التمويل التشاركي وما يتطلبه من معالجة‬
‫مشكلة املخاطر األخالقية وتطوير استخدام المضاربة والمشاركة؛ واألساليب المقترحة لتجاوز‬
‫المشكالت المرتبطة بالرقابة المركزية‪ ،‬و اقتراحات تفعيل الهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬كما تم‬
‫التطرق لتجربة بعد الدول العربية مع البدائل الشرعية للفائدة وذلك من خالل استعراض تجربة‬
‫المغرب مع البدائل الشرعية للفائدة و التجربة الموريتانية‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة توصلنا إلى أهمية هذه البدائل المقترحة عن الفائدة في القرض‬
‫المصرفي و التي من أهمها المقترحات لتطوير أليات التمويل التشاركي لما يقوم به من دور في‬
‫التمويل و التي من أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬معالجة مشكلة املخاطراألخالقية‬

‫‪ ‬تطويراستخدام المضاربة والمشاركة‪.‬‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الدكتورحسين عبد الله آمين ـ الودائع المصرفي واستثمارها في اإلسالمي‪.‬‬

‫سيدي محمد البارودي ـ التمويل التشاركي في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫الحديث أخرجه اإلمام مسلم في صحيحه‪ :‬كتاب اإليمان الجزء األول‪ :‬ص ‪ 22‬رقم الحديث‬
‫‪.022‬‬

‫عدنان عبد الله عويضة‪ ،‬نظرية املخاطرة في االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫‪P 121‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫يوسف بن عبد الله الشبيلي ‪ :‬تطبيقات الحماية البديلة عن عقود التحوط والضمان‪.‬‬

‫عبد الستار أبو غدة‪ :‬التمويل بالمشاركة‪ ،‬اآلليات العملية لتطويره‪ ،‬ص‪ ،2‬الدورة الفقهية‬
‫الثالثة‪ ،‬مصرف أبو ظبي اإلسالمي‪.‬‬

‫محمد أنس الزرقا‪ ،‬حماية الحسابات االستثمارية في إطار األعمال المصرفية اإلسالمية‪،‬‬
‫مجلة االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬ع ‪.112‬‬

‫أبو بكر هاشم ‪ ،‬التحديات العملية لتطبيق صيغ المشاركات في المصارف اإلسالمية والرد‬
‫ذلك على التنمية االقتصادية ص ‪ ، 410‬الجامعة األمريكية المفتوحة‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬قسم االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫حسين حامد حسان‪ :‬حماية رأس المال وحده أومع هامش ربح معين‪ ،‬مجلة االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬العد‪.112 :‬‬

‫نور الدين زعتير‪ ،‬المعامالت المصرفية و الربوية وعالجها في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪.0281‬‬

‫حسين حامد حسان ‪ ،‬حماية راس المال وحده أو مع هامش ربح معين ـ مجلة االقتصاد‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬العدد ‪.112‬‬

‫محمد أنس الزرقا‪ ،‬حماية الحسابات االستثمارية في اطار األعمال المصرفية اإلسالمية ـ‬
‫مجلة االقتصاد اإلسالمي ـ العدد ‪.112‬‬

‫أحمد محيي الدين‪ ،‬تطبيق المضاربة والمشاركة الثابتة والمتناقضة في التمويالت‬


‫المصرفية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الرابع للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪ ،10 :‬السنة ‪ 4112‬البحرين‪.‬‬

‫العياش ي فداد‪ :‬مخاطر الثقة في تطبيقات المضاربة وعالجها‪ ،‬ورقة معلومات أساسية ص‬
‫‪ ،422‬بحوث ندوة البركة الحادية والثالثون لالقتصا د اإلسالمي‪0210 ،‬هـ ‪4101/‬م‪.‬‬

‫العياش ي فداد‪ :‬مخاطرالثقة في تطبيقات المضاربة وعالجها‪ ،‬ورقة معلومات أساسية م م‪.‬‬

‫سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬ص ‪ ،021‬بحث مقدم لنيل‬
‫درجة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪.4112/4112‬‬

‫‪P 122‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 36‬من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ‪ /RJLGRS/‬هشـر فرباير ‪2024‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫أحمد محمد السعد‪ :‬العالقة بين البنوك اإلسالمية والبنوك اإلسالمية والبنك المركزي‪،‬‬
‫مجلة التجديد العدد الثالث السنة الثانية‪.‬‬

‫سامي السويلم صناعة الهندسة اإلسالمية ص‪ 02 – 02 :‬مركز البحوث شركة ألراجحي‬


‫المصرفية لالستثمار‪.‬‬

‫عبد الكريم قندور ‪ :‬الهندسة المالية اإلسالمية مجلة جامعة الملك عبد العزيز االقتصاد‬
‫اإلسالمي م‪ ، 41 :‬ص ‪ ، 2‬السنة ‪.0248/4112‬‬

‫عبد الرحمن الحلو ‪ ،‬البنك اإلسالمي في المغرب المسارالتاريخي و االنتظارات االقتصادية‬


‫و املجتمعية ‪ ،‬شركة النشروالتوزيع المدارس ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.4102 ،‬‬

‫سيدي محمد الوردي ‪ ،‬التمويل التشاركي في المصارف السالمية بين المقصد التنموي‬
‫والمنشود وو اقع التحديات المشهود‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 04.011‬يتعلق " بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها " كما و افق‬
‫عليه مجلس النواب في ‪ 42‬نوفمبر‪ 4102‬ونشرفي الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2148‬يناير‪.4102‬‬

‫سكينة الوات‪ ،‬عقد المرابحة العقارية‪ ،‬قراءة استشر افية في البنوك التشاركية‪،‬‬
‫منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ‪ ،‬العدد ‪ ، 0‬سنة ‪.4102‬‬

‫فاطمة آيت الغازي‪ ،‬التمويل اإلسالمي بالمغرب من المنتجات البديلة إلى البنوك‬
‫التشاركية‪ ،‬مجلة األبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬سنة ‪.4102‬‬

‫محمد فال الحسن ولد أمين‪ ،‬االطارالقانوني للخدمات المالية اإلسالمية في موريتانيا‪ ،‬ندوة‬
‫لمركز الدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬ـ اسويس ي ـ‬
‫الرباط ‪.4104‬‬

‫ابراهيم ولد اعل‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية في موريتانيا بين فرص النجاح و عوامل اإلخفاق‪،‬‬
‫بحث لنيل شهادة الماستر في المالية اإلسالمية‪ ،‬جامعة انواكشوط العصرية ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية ‪،‬سنة ‪.4102 /4102‬‬

‫‪P 123‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬

You might also like