Professional Documents
Culture Documents
سلطة المحافظ في مراقبة صحة الوثيقة
سلطة المحافظ في مراقبة صحة الوثيقة
ر
ماست العقار و التعمت عرض يف مجزوءة التوثيق
تحت عنوان:
حليمة الزبايري
2019/2018
مقدمة:
ى ى
يحظ به العقار يف تحقيق التنمية لقد أضىح من نافلة القول التأكيد عىل الدور المحوري الذي
التغيي
ر المستدامة ىف ى
شت تجلياتها ،فقد كان وال زال أساس تقدم األمم ونهضتها ،باعتباره – أي العقار -مركز ي
الت تعي من خاللها األمم بحر التخلف ،ى
فيسوا سفينتها بأمان وأساس التنمية ،فهو بمثابة قنطرة من القناطر ى ي ر
ى
فوق ساحل التقدم واالزدهار ،فإذا أردت أن تقييس مدى تقدم أمة يف منظومتها القانونية ،فانظر إىل مدى
اهتمامها بالتنظيم العقاري.
ى
باف الدول الرامية إىل تحقيق نهضة وازدهار ما ى ئ
فت يهتم بتطوير نظامه العقاري من والمغرب شأنه شأن ي
ى
المغرب يف التأسيس ىليسانة قانونية يكون
ري
ر
المشع رى
العقاريي ،حيث إجتهد أجل تحقيق االستقرار واألمن
الغرض منها حماية الملكية.
فقد أوكل ر
المشع للمحافظ عىل األمالك العقارية العديد من اإلختصاصات ،باعتباره سلطة إدارية يسهر
عىل التطبيق السليم لل قانون العقاري من خالل مسكه العديد من السجالت العقارية و القيام بمجموعة من
المساطر المقررة ى يف شأن قانون التحفيظ العقاري.
و من خالل هذه اإلختصاصات ،و وقوفا ألهم مقتضيات قانون التحفيظ العقاري يظهر لنا جليا عناية
ر
المشع بتأكد المحافظ من الحجج و السندات المعروض ة عليه سواء عىل مستوى مسطرة التحفيظ أو ما
بعدها و الحديث هنا عن عملية إشهار الحقوق الواردة عىل العقار بالرسوم العقارية.
و لعل ذلك يظهر من خالل مجموعة من المقتضيات ( الفصل 41؛ 52؛ 03؛ 05؛ 25؛ 20و )....21
ظهي التحفيظ العقاري ،1و من المعلوم أن مراقبة المح افظ عىل األمالك العقارية لهذه الحجج تختلف
من ر
بإختالف الحاالت المعروضة عليه لكننا سنخص دراستنا بتلك المتعلقة بتقييد الحقوق الواردة عىل العقار.
ولعل المعامالت الواردة عىل العقار ال تخرج نوعا ما عما هو مؤطر ىف الفصل 52من ظ.ت.ع ى
والت
ي ي
للغي أو اإلقرار به أو ى
عيت أو نقله ر
تكون إما وقائع أو ترصفات أو إتفاقات أو مقررات قضائية تروم تأسيس حق ي
والت ال محالة تكون محل وثائق إلحكامها و توثيقها ،ومن هنا يظهر مناط إحتكاك تغييه أو إسقاطه ،ىر
ي
المحافظ مع الوثيقة و مراقبة صحتها.
-1الظهير الشريف الصادر في 9رمضن 4000الموافق 45غشت 4940المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تتميمه و تغييره بالقانون 41.32الصادر
بتنفيذه الظهير الشريف 4.44.422في 52ذي الحجة 4105الموافق 55نونبر ،5344منشور بالجريدة الرسمية عدد 2995بتاريخ 52ذي الحجة
4105الموافق 52نونبر ،5344ص 2222
2
ى ى
ولما كانت الوثائق المعروضة عىل المحافظ يف إطار ممارسة إختصاصه هذا تكون إما يف شكل محررات
رسمية أو عرفية ،يكون تبعا له محور دراستنا هو مراقبة المحافظ لصحة المحررات الرسمية و العرفية ،نظرا
لما تلعبه هذه المراقبة من أهمية تظهر من خالل:
ى
الت تنبثق عنها مجموعة من التساؤالت من قبيل:
هذه االشكالية ي
ر
الت _ ي
ماه حدود سلطات المحافظ يف مراقبة صحة المحررات الرسمية و العرفية؟ و اإلستثناءات ي
ترد عليها ؟
_كيف نظم ر
المشع تداخل اإلختصاص أثناء المراقبة بي المحافظ و القضاء ؟
التاىل:
ي وإجابة عن هذه التساؤالت نضع التصميم
3
المبحث األول :حدود سلطة المحافظ يف مراقبة صحة
المحررات الرسمية
ى
الت يتلقاها الموظفون العموميون 2
الورقة الرسمية حسب الفصل 145من ق.ل.ع
ه تلك يالمغرب ي
ري
ى ى
الذين لهم صالحية التوثيق يف مكان تحرير العقد و ذلك يف الشكل الذي يحدده القانون.
ى
وقد أضافت الفقرة الثانية منه عىل أنه تكون رسمية أيضا األوراق المخاطب عليها من القضاة يف
محاكمهم؛ األحكام الصادرة من المحاكم المغربية و األجنبية.
وبالرجوع كذلك للمادة 02من القانون 05.393المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق العرصي نجد أنها تنص
الت يفرض القانون إعطاءها ر ر
مايىل" يتلق الموثق-ما لم ينص القانون عىل خالف ذلك -العقود يي عىل
ر
الت يرغب األطراف يف إضفاء هذا الطابع عليها."...
الصبغة الرسمية المرتبطة بأعمال السلطة العمومية ي
رى
البياني و جعل المحافظ عىل األمالك المغرب أوىل أهمية خاصة لهاذين ومن هنا يتجىل لنا أن ر
المشع
ري
ى ى ى
المفيض يف أن العقارية مسؤوال شخصيا عن التحقق منهما و شدد عىل الخصوص يف أهلية المفوت ألنه هو
ى
ستترصر . حقوقه
تعتي
إعتي أن هوية كل طرف وصفته و أهليته ر
الظهي نجد أنه ر
ر غي أنه بالرجوع إىل لفصل 20من نفس
ر
محققة إذا استند الطلب عىل محررات رسمية.
وهو ما يدفعنا للتساؤل عىل حدود مراقبة المحافظ لهوية و أهلية األطراف ى يف المعاملة العقارية بالنسبة
للمحررات الرسمية و عىل الخصوص التوثيقية و العدلية.
الرسم
ي أوال :حدود مراقبة المحافظ لهوية األطراف يف المحرر
ى
الت
ه مجموع المعلومات و المعطيات البيانات و العالمات و األوصاف الذاتية يالهوية و كما هو معلوم ي
تعيي الشخص بذاته وعينه بكيفية دقيقة وواضحة.تعمل مجتمعة عىل تشخيص و ر ى
وهكذا تشتمل الهوية عىل عنارص معنوية و قانونية كالجنسية و األسماء الكاملة و الشخصية و الحالة
العائلية ،كما تشتمل عىل عنارص مادية و مكانية كمكان اإلزدياد و العنوان و محل المخابرة و الصورة الشخصية
غي ذلك من البيانات.5
و شكل التوقيع إىل ر
ى
مقتض مماثل إال أن المادة 04من القانون و بالنسبة للمحرر العدىل ،و رغم أن ر
المشع لم ينص عىل ي
رى
تضمي الشهادة هوية المشهود عليه الكاملة. 45.306المتعلق بتنظيم خطة العدالة أشارت ى
لرصورة
- 5دمحم ابن الحال السلمي ،التقييد و التش يا بالسجا ت العقارية علو ضوس مستجدات القانون ،41.32م بعة دار القلم الربا ،ال بعة
األولو ،5342ص 042
-6القانون 45.30المتعلق بخ ة العدالة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.35.25بتاريخ 42محرم ،4152منشور بالجريدة الرسمية عدد 2133
الصادرة بتاريخ 5مارس ،5335ص 225
5
المشع ألزم محرر الوثيقة الرسمية ى
برصورة تحققه من هوية األطراف ،ألنه عاد وهو ما يستفاد منه أن ر
ى
ورتب عىل ذلك أثر مهم و هو إعفاء المحافظ عىل األمالك العقارية من المسؤولية الشخصية عندما نص يف
الفصل 92من ظ.ت.ع عىل عبارة" ما عدا اإلستثناء المذكور يف الفصل ،"37و الذي ان عدنا له نجده نص
تعتت هوية األطراف و صفتهم و أهليتهم محققة اذا استند الطلب عىل محررات ر مايىل"
ي رصاحة عىل
رسمية" ،و كأن ر
المشع أراد بذلك تحميل المسؤولية كاملة لمحرري المحررات الرسمية فيما يتعلق بالتثبت
رى
الموقعي أمامهم. من هوية األطراف
رى
المعنويي، رى
الذاتيي و كذا و تبعا لذلك فمراقبة المحافظ تنرصف إىل التحقق من هوية األشخاص
فيستطيع التأكد من هوية المفوت إعتمادا عىل المعلومات المتوفرة لديه بالرسم العقاري حيث يجب أن
تكون تلك البيانات مطابقة لما هو مذكور ى يف المحرر.
أم ا بالنسبة للمفوت إليه فال سبيل إىل معرفته من طرف المحافظ إال بواسطة المحرر المقدم إليه الذي
المشع ر ئ
عت التحقق من هويته عىل محرر الوثيقة الرسمية. ى
ألف ر
فمثال إن ر ى
تبي أن الشخص من جنسية أجنبية وجب عىل المحافظ أن يطالبه باإلدالء بشهادة أحواله
ينتم إليه
ي الشخصية أو ما يصطلح عليه شهادة العرف و تمنح عادة من طرف قنصليته أو سفارة البلد الذي
الماىل للزواج الذي ى
المعت باألمر ،و تشتمل عىل البيانات المتعلقة بأهليته طبقا ألحواله الشخصية و النظام
ي ي
يخضع له و وضعيته المدنية.9
أما بالنسبة لألشخاص اإلعتبارية ،فالمستجدات أثارت إمكانية إحداث ملفات خاصة بال رشكات ر
وغيها
التغييات المحدثة
ر من األشخاص اإلعتبارية داخل كل محافظة عقارية تتضمن البيانات المتعلقة بالتأسيس و
-7سعيد فوزي ،مقال بعنوان" مراقبة المحافظ صحة سندات التقييد ،منشور بالمجلة المغربية للدراسات العقارية و الطبغرافية ،إصدارات
الجمعية الوطنية ألطر الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري و الخرائطية ،مكتبة الرشاد سطات للنشر و التوزيع ،العدد األول
،5345ص 12
-8دمحم ابن الحاج السلمي ،التقييد و التشطيب بالسجالت العقارية ،م،س ،ص 045
-9دمحم خيري ،العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ،5345ص 145
6
األخي حقوق عينية عقارية أصلية أو تبعية ،10حيث يتبعها وجودا و
ر رهي بأن تكون لهذهغي أن ذلك ر ىبها ،ر
ى
محارص اإلجتماعات العامة و اإلستثنائية؛ الئحة أسماء األساس؛ عدما وتتضمن الملفات بيانات منها(النظام
ي
تعيي األشخاص المفوض لهم التوقيع بإسم ر
الشكة) المترصفي و مدة صالحيتهم ر ى
رى
ى
القانوب باإلعتماد عىل وتبعا لذلك فالمحافظ عليه التأكد من هوية الشخص المعنوي كيفما كان مركزه
ي
الوثائق المضمنة بالملفات الخاصة المذكورة.
الرسم
ي ثانيا :حدود مراقبة المحافظ ألهلية األطراف يف المحرر
القانوب ه صالحية الشخص لثبوت الحقوق و ى ى ى ى
اإلليامات له و عليه و كذا ي ي األهلية يف مفهومها
صالحيته لممارسة الترصفات و الحقوق عىل وجه يعتد به قانونا.
ى
التحجي فأمر عارض و قابل للزوال و
ر و من المعلوم أن األصل يف األشخاص كمال األهلية أما القصور و
ر ى ى ى
ع.11 القانوب أو الش ي
ي إذا حدث فإنه يسلب الشخص حريته يف الترصف يف حقوقه إال بإذن من وليه
المشع ينص بموجب الفصل 25من ظ.ت.ع عىل إلزام المحافظ بالتحقق من أهلية المفوت و إذا كان ر
دون اإلشارة إىل المفوت إليه ،فإن مراقبة المحافظ لسندات التقييد يجب أن تمتد لتشمل كال منهما ألن
المفوت إليه قد يصبح هو اآلخر مترصفا ىف الحق المفوت إليه ر
مباشة بعد تقييد حقه بالرسم العقاري ،ويؤكد ي
ى
اعتيت أن هوية كل طرف و أهليته محققة اذا هذا المنىح مقتضيات الفصل 20من نفس ظ.ت.ع و ي
الت ر
استند الطلب عىل محررات رسمية.
وبالتاىل فإن اإلشارة ى يف الفصل 25أعاله إنما أتت فقط ى يف سياق تشديد مسؤولية المحافظ عند
ي
12
إخالله بواجب التحقق من أهلية المفوت قصد حماية الشخص المقيد بالرسم العقاري .
قانوب من أطراف ى المشع كال من الموثق العرصي و العدول قبل أن ى
يتلف أي عقد أو ترصف وقد ألزم ر
ي
المعاملة العقارية ،بالتحقق من أهليتهم وأهلية الشهود ان وجدوا و ذلك تحت طائلة إثارة مسؤوليته ،وهذا ما
أكدته المادة 02من القانون 05.39المنظم لمهنة التوثيق العرصي و المادة 04من القانون 45.30المنظم
لخطة العدالة.
ى
الت يجب كما سلف أن تتضمن البيانات
و يراقب المحافظ األهلية إنطالقا من السندات المقدمة إليه ي
المتعلقة بأسماء األطراف و صفاتهم و حالتهم المدنية ،وفقا لمضمون الفصل 51من القرار الوزيري 13المؤرخ
ظهي التحفيظ العقاري. ى
يف 0يونيو 4942المتعلق بتطبيق ر
-14القانون 59.49الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.42.23بتاريخ 5ذي الحجة (4105الموافق 03غشت ،)5342القاضي بتتميم المادة 1من
القانون 09.35المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5531بتاريخ 41شتنبر ،5342ص 2355
-15مقال مشترك بين حميد الربيعي و عبد اإلله مراب ،الدور الرقابي للمحافظ في حماية حق الملكية العقارية ،سلسلة المنازعات العقارية ،ل،0
منشورات مجلة القضاس المدني ،ص 442
8
ه مجرد بيانات ،16وقد عزز موقفه هذا بقرارين صادرين عن المجلس فه ليست من الحقوق العينية بل ي ي
التواىل:
ي األعىل سابقا ( محكمة النقض حاليا) جاء فيهما عىل
_ "إن قضاة الموضوع يحتفظون بسلطتهم التقديرية ليتحققوا بناء عىل الوثائق المدىل بها أمامهم
بالدفت العقاري و المنسوب إىل أحد المالكي يف العقار و ذلك يشكل نقطة ر من صحة العنوان المسجل
واقعية ال تخضع لرقابة المجلس األعىل"17؛
ينبغ أن تمتد هذه
ي _"إذا كانت مراقبة المحافظ تستلزم منه التأكد من هوية و أهلية المفوت فال
المراقبة إىل الظروف الخارجية غت المرصح بها من طرف الطالب نفسه إذا كانت تؤدي إىل عيب يف أهلية
هذا األخت".18
كما أكد عىل أنه ما دام الرسم العقاري ال يتضمن التنصيص عىل عدم أهلية صاحب الحق فإنه ال يمكن
ى
الغي المقيد عن حسن نية و من حقه اإلطمئنان لقيود السجل العقاري واإلعتداد بعدم األهلية يف مواجهة ر
يشي إىل أن صاحب الحق هو قارص أو ناقص األهلية.
الت ليس فيها ما ر ى
ي
غي أن جانب آخر من الفقه 19يرى بخالفه بحيث أكد بأن لبيانات الحالة المدنية و الشخصية و ر
ه ى
الت ي
األهلية للمالك و أصحاب الحقوق العينية المقيدين بالرسم العقاري نفس القوة الثبوتية و الحجية ي
بي األطراف و ر ى
بي بي الحجية ر ى رى
التميي ر ى للتقييدات اإلسمية و المشخصة للحقوق العينية و ذلك عىل أساس
الغي المقيد عن حسن نية إال فيما يتعلق بالعنوان و محل المخابرة حيث ال حجية له ال ر ى
بي األطراف و ال ر
الغي.
ر
و من وجهة نظرنا يجب أن يتم إعمال مقتضيات النظام العام ى يف هذا المقام فال يعقل أن يصبغ الرسم
حت و إن كان الرسم العقاري يملك القوة الثبوتيةالمشوعية عىل ترصف ال يتمتع بها ىف األصل ىالعقاري صفة ر
ي
تعتي من النظام العام و يجب مراعاتها وفق ما أقره القانون.
ألن األهلية ر
النوع و
ي تبدأ الرقابة الشكلية عىل الوثيقة الرسمية من الجهة المكلفة بتحريرها و ما مدى إختصاصها
المحىل ،و إنتهاء بشكلية المحرر و توقيع األطراف و الجهة المختصة بالتحرير.
ي
ى
فبالنسبة للموثق العرصي :فأهليته للتوثيق ال ي
يكف فيها أن تكون واليته ثابتة و مؤكدة ،أي يتم تعيينه
حت يكون كذلك ى
يشيط أال تكون له ى
لتلف و تحرير العقود الرسمية ،و ى
بصفة قانونية بل يجب أن يكون أهال ي
غي ر
مباشة ،و أال توجد قرابة أو مصاهرة بينه و فيها أو لزوجه أو أصوله أو فروعه مصلحة شخصية ر
مباشة أو ر
رى
بي ما ذكر مع أحد أطراف المعاملة إىل الدرجة الرابعة مع إدخال الغاية(المادة 03من القانون ...)05.39
و من حيث اإلختصاص ،فيجب أن يكون الموثق مختصا نوعيا بتحرير الترصف قانونا ،كما أنه و حسب
يتعي عىل هذا األخي أن ى
يتلف العقود و توقيع األطراف بمكتبه ،إال إستثناء المادة 45من القانون 05.39ر ى
ر
رى
للموثقي و إشعار الوكيل العام للملك لدى المحكمة حيث يمكنه ذلك بعد إذن رئيس المجلس الجهوي
رى
المعي بدائرة نفوذها.
القاض
ي المشع نص ى يف المادة 02من القانون 45.30عىل أنه " يخاطب ر و من جهة أخرى فإن
المكلف بالتوثيق عىل الشهادات بعد إتمام اإلج راءات الالزمة ،و التأكد من خلوها من النقص و سالمتها
من الخلل ،و ذلك باإلعالم بأدائها و مراقبتها ،"...وتبعا لذلك يكون ر
المشع قد جعل نقطة إنطالق رسمية
العدىل من حيث الشكل تنصب الوثيقة من خطاب ى
قاض التوثيق عليها ،و بالتبع فمراقبة المحافظ للمحرر
ي ي
رى
العدلي. غي أن ذلك ال يمنع من التأكد من خاتمعىل الخصوص عىل الخطاب ،ر
الرسم
ي ثانيا :مراقبة المحافظ لشكلية التوقيع يف المحرر
يعتي وسيلة من وسائل التصديق عىل الترصفات القانونية ،و يهدف باألساس من المعلوم أن التوقيع ر
الخارج.
ر ي للتعبي عن حالة نفسية تتمثل ى يف نقل القبول و اإليجاب إىل رحاب العالم
ر إىل خلق حالة واقعية
غي أن القاسم
المشع أهمية بالغة ،و وضع له أحكاما تختلف بإختالف المحرر ،ر ر و تبعا لذلك أواله
الخارج للوثيقة و مدى ى
إحيامها ر ى
لشوط ر ي المشيك بينها هو رقابة المحافظ لهذه الشكلية إىل جانب المظهر
كينا ى
يبف منصبا عىل التوقيع. غي أن تر ر ى
التنظيم من حيث األلفاظ الواضحة ،و لغة التحرير ر
10
عىل شكلية التوقيع ،و من هذا 21
العدىل 20و العرصي رى
القواني المنظمة لكل من التوثيق و قد أكدت
ي
الرسم.
ي المنطلق تبدأ رقابة المحافظ الالحقة عىل المحرر
فبالنسبة للمحرر الصادر عن الموثق ،يتأكد من إسم الموثق و ت وقيعه و خاتمه و تاري خ و ساعة توقيع
ى األطراف ،كما يتحقق من عدم وجود بياض أو تشطيب أو إقحام أو إلحاق أو تناقض ر ى
بي األسماء المدرجة يف
تأشي األطراف و الموثق عىل جميع ر صلب العقد و الموضوعة أسفله ،و يتحقق كذلك من توقيع و
الصفحات.
العدلي مقرونا بإسميهما ،و كذا تاري خ ى
التلف و رى العدىل ،رفياقب المحافظ توقيع أما بالنسبة للمحرر
ي ي
ى
مراجع مذكرة الحفظ و رقمها و عدد الشهادة بها ،كما يتأكد من التنصيص يف هامش الشهادة و بنسختها عىل
قاضتضمي الشهادة ،وكذا من خطاب ى رى تيت و الصفحة و تاري خ ى رى
ي التضمي و رقمه و العدد الي ر ي اسم سجل
التوثيق بصيغة" الحمد هلل بأدائها و مراقبتها" ،مع توقيعه بإسمه و وضع طابعه و التنصيص عىل تاري خ
الخطاب.22
ى
الت يجب أن يحتاط لها المحافظ ،هو تاري خ التوقيع ى
ومما تجدر اإلشارة إليه أن من ربي البيانات ي
التوثيف ذلك أنه يفيد غالبا ى يف:
ي
ى بالنسبة للمحرر
الت تمت من قبل الموثق رغم علمه بقرار العزل أو التوقيف ،حيث تكون باطلة ى
_ معرفة المحررات ي
كمحررات رسمية ألنه ى يف هذه الحالة يكون قد فقد أهلية التوثيق؛
_معرفة ى
مت أصبح المحرر رسميا بالرجوع إىل هذا التاري خ حيث جعلت المادة 11من القانون المنظم
لمهنة التوثيق العرصي تاري خ توقيع الموثق عىل المحرر هو منطلق الرسمية.
ى
الت بموجبها يستطيع مراقبة كل ما سبق
وهو ما يطرح التساؤل ،حول مدى توفر المحافظ عىل اآلليات ي
رى
القواني علما أن الفصل 25من ظ.ت.ع جعل مراقبته عامة شاملة ،فناهيك عن ىرصورة إلمامه بكل تلك
ى
فيفيض فيه اإلحتياط لوضعية الموثق القانونية أثناء التحرير.
العتء ،حيث
و جوابا عىل ذلك وبرجوعنا للمادة 50من القانون 05.39نجدها تخفف نوعا ما من هذا ر
جاء فيها أنه" يشعر رئيس اللجنة كال من الوزير المكلف بالمالية و المحافظ العام عىل الملكية العقارية
بعقوبة اإليقاف و العزل الصادرة يف حق الموثق".
-20نصت المادة 00من القانون 45.30علو أنه" ...تذيل الوثيقة بتوقيع عدليها مقرونا بإسميهما مع التنصيص دائما علو تاريخ التحرير"...
وتنص المادة 49في فقرتها السابعة من المرسوم الت بيقي 5.35.025علو أنه" يقوم العدالن بتا وة الشهادة فور اإلنتهاس من إدراجها بمذكرة الحفظ علو
المتعاقدين و الشهود و الترجمان عند اإلقتضاس مع اإلشارة في الشهادة إلو ذلك و توقع من رفهم بإمضائهم أو بصمتهم إن تعذر اإلمضاس وذلك دون ترك
بياض أو مسافة بين التوقيعات و بين نص الشهادة ،"...مرسوم صادر بتاريخ 55أكتوبر 5335بت بيق أحكام القانون رقم 45.30المتعلق بخ ة العدالة،
منشور بالجريدة الرسمية عدد 2552بتاريخ فاتح دجنبر ،5335ص 1130
-21تنص المادة 10من القانون 05.39علو أنه" تذيل أصول العقود-تحت ائلة الب ا ن -باألسماس الكاملة و توقيعات األ راف و الترجمان و الشهود ان
وجدوا ،ثم الموثق مع خاتمه"....
-22إدريس لزرق ،مقال بعنوان " مسؤولية المحافظ علو األما ك العقارية في ضوس مستجدات القانون ،41.32م س ،ص 542
11
رى ى
المحافظي عىل األمالك العقارية بالقرار بواسطة باف
ومما ال شك فيه أن المحافظ العام يحيط ي
دوريات و مذكرات و إال لما كانت الفائدة من هذا اإلشعار الذي يصله.
غي مطروحة بالنسبة للعدول ذلك أن المواد 23و 24من القانون 45.30 و هذه المسألة نوعا ما ر
جعلت العدل ملزم بالتخىل عن ممارسة مهنته ،كلما صدر بحقه قرار مماثل ،بل ى
حت و إن تجاوز ذلك و ي
ى ى
القاض المكلف بالتوثيق ،و الذي لن يخاطب عىل محرره و لن
ي خالف القانون سيجد ال محالة يف مواجهته
يمنحه الصيغة الرسمية و هو عالم بقرار العزل و اإليقاف.
إن كل من الموثق و العدل ملزم قانونا بالتحقق من وجود اإليجاب و القبول ألطراف المعاملة ،حيث
ى
الت يتلقاها الموثق عىل الخصوص أركان و
تنص المادة 05من القانون 05.39عىل يجب أن تتضمن العقود ي
رى
الطرفي و رشوط العقد ،وتبعا لذلك فالمحافظ يتحقق من مضمون العقد إىل ما يفيد إيجاب و قبول
مبت عىلى ى
تطابقهما و كذا إىل تحقق ركن الرضا يف المترصف بإرادة منفردة ،و خلوه من كامل شوائبه و كل ذلك ي
ما راقبه و ضمنه الموثق أثناء إبرام الترصف.
حيث من شأن ذلك أن يجعل المحافظ يضمن بالرسم العقاري أسباب الفسخ و رشوط األطراف
غيها...لتمتد بذلك رقابته عىل هذه ر
الشوط كلما ثبت لديه مخالفتها لنص المانعة من التفويت أو الرهن و ر
رى
بتعيي العقار المحفظ وفق ما ضمن بالرسم العقاري ومن هنا فإن كان كل من الموثق و العدول ملزمون
ى ى
لك ال يطرح اإلشكال
بحيث يلزم أن تكون البيانات المذكورة يف المحرر مطابقة لما ضمن يف الرسم العقاري ،ي
من حيث مراجع العقار و كذا وصفه...و إن كان هذا من حيث ر ى
تعيي المحل ،فمراقبة المحافظ تمتد للتحقق
الت ى
ستيتب للمترصف إليه.25 ى ى من رشعية الترصف
القانوب حماية لحق المالك المقيد و ضمانا للحقوق ي
ي
ى
بمعت أال ى
القانوب، فالمحافظ يتحقق من كون الحق من الحقوق القابلة للتداول إنطالقا من نظامها
ي
يكون مرتبطا بعقارات محبسة أو ملك عام للدولة ...و كذا من كونه من الحقوق القابلة للتفويت إنطالقا من
وجود أو عدم وجود بعض اإلجراءات التحفظية أو بعض القيود المانعة من الترصف...
طبيغ إعتبارا
ي أجنت
ري و من جهة أخرى التحقق من أن الحق من الممكن إكتسابه من طرف شخص
كشكات لقواني التملك الجاري بها العمل ر
رى لجنسيته ،أو من طرف شخص إعتباري حسب طبيعته و بالنظر
المساهمة.26
و إىل جانب ذلك ،يتحقق المحافظ من بيان نصيب كل واحد من الورثة أو الموض لهم ى يف الوثيقة
األخي ملزم بمراجعة و مراقبة اإلراثة من حيث إحتسابه لألنصبة لكل
ر العدلية ،و ذلك راجع باألساس أن هذا
المشع ى يف الفصل 55من ظ.ت.ع أوجب أن تنص الوثائق المثبتة إلنتقال وارث أو موض له إذا وجد ألن ر
الحق عىل نصيب كل واحد من الورثة أو الموض لهم.
ى
القانوب ،إىل رشعية الترصف المادي و هو األمر الذي ريير إمتداد مراقبة المحافظ من رشعية الترصف
ي
ىف العقار للتأكد من صحته و مطابقته للقانون ،و كذا من نظامية األبنية تكريسا ر
لمشوعية التقييد من كونها ي
27 رى
القواني المجالية كالقانون رقم 55.53المتعلق بالمحافظة عىل غيها منالتعمي ،و ر
ر رى
قواني منسجمة مع
ى
المباب التاريخية و المناظر و الكتابات المنقوشة و التحف الفنية.
ي
كما يتحقق المحافظ من رشعية تقسيم األبنية ،28وهذا ما أكدته محكمة النقض ى يف قرار لها جاء فيه
الت قررها ظهت 12غشت 1117الذي يلزم ر ر
التقييد بالرسم العقاري ،يخضع للشوط و المقتضيات ي
المحافظ بالتحقق تحت مسؤوليته الشخصية من صحة الوثائق المدىل بها شكال و جوهرا و من حيث
المعت و يف كونها غت متوقفة عىل وثائق أخرى و
ي كون مضمونها ال يتعارض مع مضمون الرسم العقاري
ر
الت تتضمنها".29
من كونها تجت تقييد الحقوق ي
27
-القانون رقم 55.53المتعلق بالمحافظة علو المباني التاريخية و المن اظر و الكتابات المنقوشة و التحف الفنية و العاديات ،الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 4.53.014بتاريخ 42صفر 52 ( 4134دجنبر ،)4953منشور بالجريدة الرسمية عدد 0251يتاريخ 45فبراير ،4954ص 455
-28مقال مشترك بين حميد الربيعي و عبد اإلله مراب تحت عنوان" الدور الرقابي للمحافظ في حماية الملكية العقارية،م س ،ص 459
-29قرار عدد 4352بتتاريخ ،5333/2/5في الملف اإلداري عدد ، 212/1/99منشور بمجلة المتوس للدراسات القانونية و القضائية ،العدد
،5دجنبر ،5345ص 592
-30إدريس لزرق .مقال بعنوان مسؤولية المحافظ علو األما ك العقارية في ضوس مستجدات القانون .م س ،ص032
14
الفقرة األوىل :مراقبة المحافظ لصحة المقررات القضائية الصادرة عن
المحاكم المغربية
ى
سنعمل خالل هذه الفقرة عىل إبراز سلطات المحافظ يف مراقبة صحة األحكام و القرارات و األوامر
ى
القضائية ،من حيث الشكل و من حيث الجوهر عىل اعتبار أن كل ما سلف ذكره يندرج يف إطار المقررات
القضائية.
السء -كذلك يتأكد المحافظ من مرور األجل المقرر قانونا للطعن و اكتساب الحكم أو القرار لقوة ر
ي
ى ى
المقض به خاصة وأن الطعن بالنقض يوقف التنفيذ يف قضايا التحفيظ العقاري طبقا للفصل 054ق م.م ي
وذلك من خالل تفحصه تاري خ التبليغ ومقارنته بشهادة عدم الظعن بالنقض ،خاصة و أن بعض الشهادات
ه ال ى
والت تفيد بأن الحكم لم يتم الطعن فيه ،تمنح قبل فوات أجل الطعن ،و ي
الممنوحة من كتابة الضبط ،ي
تفيد ان الحكم أصبح نهائيا ،بل تفيد فقط أنه ى يف تاري خ منح الشهادة لم يسجل أي طعن ،وقد وردت اإلشارة
إىل ذلك ى يف عدة أحكام جاء ى يف إحداها " ....جاء يف شهادة عدم االستئناف الصادرة عن كتابة الضبط
يعت البتة أن الحكموالمرفقة بالحكم المراد تذييله أنه لم يودع إىل اليوم أي ترصي ح باالستئناف ،وهذا ال ي
أصبح نهائيا ".31
-كذلك يتأكد المحافظ من كون شهادة عدم الطعن ترتبط بالحكم المدىل به ،والحكم المدىل به مرتبط
بالرسم العقاري موضوع ى ى
الياع ،ويتم ذلك من خالل التأكد من رقم الرسم العقاري المضمن بالحكم ،مع رقم
الرسم العقاري المضمن بالسجالت العقارية .و البيانات المتعلقة بأطراف الدعوى ،خاصة بيانات المدع
عليه المقيد بالرسم العقاري ،فليس للمحافظ أن يقبل تقييد الحكم ىف حالة وجود أي تباين ر ى
بي االسم المدرج ي
ى يف الحكم و االسم المدرج ى يف الرسم العقاري.
-31حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمراكش .ملف رقم . 5345 /4541 /4922بتاريخ ،5345/43/31غير منشور
-32المادة " 452االتفاقات والمحررات الخاضعة إلجراءات التسجيل ،التسجيل اإلجباري :تخضع وجوبا إلجراءات وواجبات التسجيل ولو
كانت بسبب ما يشوبها من عيب شكلي ,عديمة القيمة ....األحكام القضائية و المحررات القضائية و غير القضائية لكتاب الضبط بالمحاكم وكذا
أحكام المحكمين التي تخضع بحكم طبيعتها أو حسب مضمونها لواجبات التسجيل النسبية.
15
ى ى
إحتياط ،أو
ي والت يف الغالب ما يكون موضوعها إجراء تقييد
ي كذلك األمر بالنسبة لألوامر القضائية،
ى
كبي عن األحكام و القرارات القضائية ،مع مراعاة
فه ال تختلف بشكل ر جيي ...ي ظ أو رهن ر حجز تحف ي
ى
الت يرفض المحافظ تقييدها بعد فرض رقابته عليها وتظهر هذه
خصوصية بعض األوامر القضائية ،ي
الخصوصية ى يف مراقبة:
وقد كان هذا أبرز ما يراقبه المحافظ عىل مستوى الشكل فقط ،فيما يخص األحكام و القرارات و األوامر
القضائية ،وهو ما يستشف معه أن للمحافظ رقابة واسعة كما سبق بيانه ،تستوجب منه اإللمام الدقيق
ظهي التحفيظ العقاري ،أو المسطرة المدنية بل و تمتد إىل مدونة ى
الرصائب، بقواعد القانون عىل مستوى ر
فهل سيكون من المستطاع أن يمارس المحافظ كل هذه الرقابة ؟
المشع لم يوضح بالشكل الدقيق ظهي التحفيظ العقاري ،نجد فعال أن رلكن وبعد تفحصنا لمقتضيات ر
حدود سلطات المحافظ ى يف مراقبة صحة المقررات القضائية من حيث الجوهر ،ولم يفرد لها قواعد إستثنائية
رى
بفرضيتي: خاصة بها ،وبقراءتنا للمعطيات والنصوص المتوفرة نجد أن األمر يتعلق
-33الفصل 55من ظ.ت.ع....." .يحدد أجل التقييد ا الحتياطي بناء أمر من رئيس المحكمة اإلبتدائية في ثالتة أشهر إبتداء من تاريخ
صدوره"....
-34الفصل 52من ظ.ت.ع " ....يضمن طلب التقييد اإلحتياطي من طرف المحافظ بالرسم العقاري إما - :بناء على أمر قضائي صادر عن
رئيس المحكمة اإلبتدائية التي يقع العقار في دائرة نفودها "...
16
ى ى
األوىل :أنه حقا ليس للمحافظ مناقشة وقائع المقررات القضائية ،أو االعتبارات ي
الت كانت سببا يف
يعتي اختصاصا أصيال للقضاء.
صدور الحكم أو مناقشة وسائل اإلثبات ،فكل ذلك ر
الثانية :أنه طبقا للفصل 21من ظ.ت.ع فإن " المحافظ ملزم بالتحقق من مدى مطابقة الوثائق
المدىل بها للمقتضيات ظهت التحفيظ العقاري ،و أنها تجت التقييد " ،وكذلك الفصل 91من نفس القانون
والذي ألزم المحافظ من التأكد من أن الوثائق المدىل بها ر ى
تجي التشطيب كيفما كان نوع الوثائق المدىل بها.
ر
فالمشع لم يفرد وقد وردت هذه النصوص بشكل عام حيث أنها لم ر ى
تمي ر ى
بي الحكم أو القرار أو العقد .كذلك
قواعد خاصة أو استثنائية لمراقبة المقررات القضائية ،مما يجعلها خاضعة للمبدأ العام المنصوص عليه
المادة 21من ض.ت.ع.
ى
و ما يزيد هذا الطرح تأكيدا ،القرار الصادر عن المجلس األعىل و الذي جاء يف منطوقه " ...وحيث أنه
من الرصوري وجوب التميت بي التنفيذ و التقييد الذي يجرى عىل الرسم العقاري .فالتقييد عىل الرسم
الت قررها ظهت 12/80/1117الذي يلزم المحافظ بالتحقق ر ر
العقاري يخضع للشوط و المقتضيات ي
تحت مسؤوليته الشخصية والتأكد من صحة الوثائق المدىل بها شكال و جوهرا ،ومن كون مضمونها ال
المعت ومن كونها غت متوفرة عىل وثائق أخرى ومن كونها تجت تقييد
ي يتعارض مع مضمون الرسم العقاري
ر
الت تتضمنها "35؛
الحقوق ي
ر
التاىل الذي يؤكد نفس التوجه و الذي ج اء فيه " ...إن المحكمة ي
الت عرض عليها طلب و كذلك القرار ي
تصحيح عقد بيع عقار محفظ ،ال يمكنها أن توجه األمر إىل المحافظ العقاري بتقييد حكمها يف السجل
اإلبتدان يف جميع مقتضياته بما فيه األمر بتقييد
ي العقاري دون أن تتجاوز سلطتها .وأنها لما أيدت الحكم
بالتاىل معرض
ي الحكم يف الرسم العقاري يكون قرارها مشوبا بالشطط و خرقا للفصل 32المشار إليه و
للنقض ".36
أ -حالة تخلف بعض البيانات بالمقررات القضائية ،و من األمثلة الشائعة عىل هذه الحالة:
-35قرار رقم 7201بتاريخ 6يوليوز . 0222منشور بسلسلة دفاتر محكمة النقض عدد 07
-36قرار عدد 7271مؤرخ 01/20/7191منشور بسلسلة دفاتر محكمة النقض عدد 07
17
ى ى قضاب ىئ
التحفظ عىل شخص مقيد بالرسم العقاري يف حالة شياع
ي يقض بالحجز
ي ي -صدور أمر أو مقرر
ى
التحفظ من لدن المحافظ ،و يبي بالتدقيق حصته المشاعة ،وهو ما سيتعذر معه تقييد الحجز دون أن ر ى
ي
ى
حرصه يف حصة المطلوب ضده التقييد.
مشوع تجزئة ،دون تحديد يقض بالتقييد االحتياط متعلق بقطعة أرضية تدخل ضمن ر -صدور أمر ى
ي ي
ى
االحتياط يف حالة تقسيم الرسم العقاري
ي رقم القطعة و مساحتها ،و هو ما سيمنع المحافظ من نقل التقييد
االحتياط سييتب عن عدم تحديد القطعة المعنية انتقال التقييد األم ونقل التقييد للقطعة المعنية ،و ى
ي
غي معنية به.
لمجموع البقع األرضية المستخرجة رغم أنها ر
ى
الت قد يتعارض فيها المقرر
ب -حالة مخالفة الم قررات القضائية لمقتضيات القانون ،و من الحاالت ي
ئ
القضاب و مقتضيات القانون نجد:
ي
فالج واقع داخل دوائر الري إىل مساحات تقل عن خمسة يقض بقسمة عقار -طلب تقييد حكم ى
ي ي
اض داخل دوائر الري يمنع رصاحة تجزئة القطعى
هكتارات ،و الحال أن القانون المتعلق بالحد من تقسيم األر ي
ألقل من 2هكتارات.37
الت يفرض فيها المحافظ رقابته عىل صحة األوامر القضائية ،حالة صدور أمر ى
كذلك من الحاالت ي
شخض ،و الحال أن الفصل 55من ظ.ت.ع ينص عىل أنه " يمنع إجراء أيي احتياط موضوعه حق
ي بتقييد
الشخض ال يمكن
ي النهان" ،و الحق
ي احتياط بناء عىل سند إذا كانت مقتضيات القانون تمنع تقييده
ي تقييد
ئ
نهاب بالرسم العقاري.
تقييده بشكل ي
-37إدريس لزرق .مقال بعنوان مسؤولية المحافظ علو األما ك العقارية في ضوس مستجدات القانون .م س ،ص 030
18
أوال :مراقبة المصادقة أو شكلية األبوستيل
األصل أن المحافظ يراقب بالدرجة األوىل أن الحكم أو العقد الصادر عن دولة أجنبية والمدىل به
مصادق عليه ،والمقصود بالمصادقة اإلشهاد عىل صحة التوقيع المضمن بالعقد من لدن السلطات المختصة
ى
المفيض أن يقوم ى
الت من 38
( الوزارة المكلفة بالخارجية إن وجدت أو السفارة أو القنصلية ) ،هذه المصادقة ي
ى
أجنت.
بها الشخص الراغب باإلدالء بوثيقته يف بلد ر ي
لكن يجب اإلشارة هنا أنه و بتاري خ 41غشت ،5345صادق المغرب عىل نظام األبوستيل ،وهو
تعف الدول المنظمة لهده اإلتفاقية من المصادقة عىل اتفاقية منبثقة عن مؤتمر الهاي ،الذي بموجبه ى
الت كانى الوثائق ،لكن ر
تيسي اإلجراءات و المساطر المعقدة ،ي
ر بشط اإلدالء بشهادة األبوستيل ،و ذلك بهدف
يعرفها نظام المصادقة عىل األحكام و العقود ،بحيث أصبحت تمنح هذه الشهادة من المحكمة االبتدائية
الصادر عنها الحكم أو محكمة النقض إذا تعلق األمر بحكم صادر عن محكمة النقض ،أو الكاتب العام للوزارة
العدل إذا تعلق األمر بوثيقة صادرة عن هذه الوزارة ،أو العمالة أو اإلقليم إذا تعلق األمر بوثيقة صادرة عن
اإلدارة العمومية.
رى
المحافظي بتفعيل و قد صدرت مذكرة السيد الحافظ العام بهاذنا الشأن عدد 55/5345تذكر السادة
يعف من المصادقة عىل األحكام و العقود و يدىل فقط للشوط التالية ،أنه ىنظام األبوستيل وذلك وفقا ر
بشهادة األبوستيل لألجانب المنظمون التفاقية الهاي الدولية ر
بشط أنه :
-يجب التأكد قبل تقييد العقود ،من أن العقد صادر عن دولة أجنبية منظمة إلتفاقية الهاي ،و إال تم
رفض التقييد و طلب إجراء المصادقة؛
-يجب التأكد من ان الدولة مصدرة العقد ،لم ى
تعيض عىل انضمام الدولة المغربية لهذه االتفاقية ،كما
هو الحال بالنسبة لدولة ألم انيا ،فرغم أنها منظمة التفاقية الهاي ،إال أنها ال تستفيد من هذا النظام و يجب
عيعىل األحكام و العقود الصادرة عنها ان تخضع لنظام المصادقة و ليس األبوستيل .وقد تم وضع موقع ر
التى 39 ى
األنينيت ،يمكن للمحافظ الولوج له ليتأ كد أن الدولة مصدرة الحكم أو العقد من الدول المنضمة ،و ي
بلغ عددها حسب آخر ر ى
تحيي للموقع المذكور 435دولة.
الت يجب اإللمام بها من لدن المحافظ ،ليمارس رقابته الدقيقة عىل ى
ومن اإلتفاقيات الدولية الرئيسية ي
41 بي المغرب و دولة فرنسا ،40و ر ى
بي المغرب ودولة إسبانيا ئ
القضاب ر ى الوثائق المدىل بها إليه ،إتفاقية التعاون
ي
رى
والفرنسيي سواء من التصديق أو من شهادة األبوستيل؛ رى
المواطني اإلسبان ى
تعف ى
والت يي
-38الفصا ن 01و 32من المرسوم 01/27/12المتعلق بت بيق الظهير 72/72/61المحدد الختصاصات األعوان الدبلوماسيون و
القناصل العاملين بالخارل .
https://www.hcch.net -39و www.apostille.ma
-40الفصل 3من إتفاقية التعاون القضائي بين المغرب و فرنسا المؤرخة في 29-72-7191و التي تتضمن 02فصال .باإلضافة إلى
البروتوكول اإلضافي المؤرخ في 72 - 29 -7197و الذي يتضمن 0فصول .
-41الفصل 02من إتفاقية التعون القضائي بين إسبانيا و المغرب بتاريخ 32 - 29 -7111و التي تتضمن 91فصل.
19
الميمة ر ى
بي المغرب و السينغال بتاري خ 52/30/4950والمتعلقة باقتناء عقارات فالحية خارج -اإلتفاقية ر
المدار الحضاري ،و الحال أن البيوع المتعلقة بالدول األخرى تحتاج ترخيص إداريا تحت طائلة رفض التقييد؛
ى ى 42 الميمة ر ى
الت تخول لهم التملك يف
و ي بي المغرب و تونس بتاري خ 39/45/4951 -اتفاقية االستيطان ر
اض فالحية دون ترخيص ،و حيازة العقارات عىل خالف الدول األخرى.43ى
األر ي
و هنا يظهر أن المحافظ ملزم بالتحقق من أن كل حك م أو عقد صادر عن دولة أجنبية ،يجب أن يرفق
يىل: ى
القاض بالتذييل بالصيغة التنفيذية تحت طائلة رفض التقييد ومراقبة المحافظ تتجىل فيما ي
ي به الحكم
ى ى
اض بالتذييل
-أن المحافظ يلزم طالب التقييد باإلدالء بشهادة عدم الطعن باالستئناف يف الحكم الق ي
نش الدعوى و قد يصدر قرار بالصيغة التنفيذية ،و حيث أن الطعن باالستئناف يوقف التنفيذ ،ويعيد ر
ى
القاض بالتذييل بالصيغة التنفيذية ،لذلك فليس عىل المحافظ تقييد ئ
االبتداب ى
استئناف ى
يقض بإلغاء الحكم
ي ي ي ي
ى
المقض به . السء ر
ي الحكم الذكور ،إال بعد أن يصبح حائزا لقوة ي
-42تنص المادة 9على أنه " لرعايا كل من البلدين لدى البلد األخر الخق في ممارسة العمل و حيازة األمالك العقارية و المنقولة".....
-43السباعي مبارك مقال تحت عنوان تقييد األحكام و العقود الصادرة بالخارل بالرسم العقاري منشور بالمجلة المغربية للدراسات العقارية
العدد الثاني ،0271ص .00
-44ظهير شريف بمثابة قانون رقم 4.21.112بتاريخ 44رمضان 55( 4091شتنبر )4921بالمصادقة علو نص قانون المس رة المدنية
صدر بالجريدة الرسمية عدد 0503مكرر بتاريخ ، 4921.39.03ص 5214إلو 5295
20
ى ى
الت بينها و
و يطرح اإلشكال يف هذا الصدد ،بالنسبة لبعض العقود الرسمية الصارة عن دولة أجنبة ،و ي
بي المغرب اتفاقيات ثنائية تعفيها من بعض اإلجراءات الشكلية ،و يعمل المحافظ عىل تقييدها دون طلب رى
ى ى
تاىل :
تسيي يف هذا النحو ،كما جاء يف منطوق القرار ال ي
ر تذييلها بالصيغة التنفيذية ،و كانت بعض القرارات
"يمكن للمحافظ إجراء تقييد بالرسم العقاري ،استنادا إىل عقد بيع تم إنجازه يف فرنسا من طرف
عموم مخول له بمقتض قانون بلده إضفاء الصبغة الرسمية عىل العقودي الموثق و الذي له صفة موظف
الت يحررها و هذا العقد معق من التصديق ومن كل إجراء مماثل عند اإلدالء به لإلدارات المغربية ر
والت ر
ي ي
اإلضاف بي المملكة المغربية و
ي التوتوكول
من بينها المحافظة العقارية ودلك بمقتض الفصل الثالث من ر
الجمهورية الفرنسية.45"...
ى
و عكس القرار المذكور صدرت الدورية رقم 025و الدورية رقم 011عن المحافظ العام 46جاء يف
ر
الت لها قوة تنفيذية ،البد من تذييلها بالصيغة التنفيذية تماشيا مع
مضمونهم " أن المحررات الرسمية و ي
مقتضيات الفصل 272رغم وجود أي اتفاقية دولية يف هذا الباب ".
و هذا هو االتجاه الذي نؤيده بدورنا ،ألن االتفاقيات الدولية ال يكون الهدف منها سوى تبسيط
المساطر واإلجراءات ،أما الوقوف عىل مضمون العقد وصحته و عدم مخالفته للنظام العام ،فال يمكن إال من
خالل تذييله بالصيغة التنفيذية لدى المحكمة المختصة ،و ليس للمحافظ قبول أي عقد أو حكم دون تذييله
التاىل و الذي جاء ى يف منطوقه " قيام المحافظ عىل األمالك العقارية
بالصيغة التنفيذية ،و هو ما يؤكده القرار ي
مباشة مسطرة طلب الصيغة التنفيذية له أمام ر أجنت بالرسم العقاري ،دون أن يتم بتسجيل عقد بيع
ري
العموم ثابتة". 47
ي المحاكم المغربية المختصة طبقا للفصل 272من ق.م.م يجعل مسؤولية المرفق
رى
الفصلي 105و 001من ق.م.م بمراقبة المشع ألزم المحكمة من خالل مقتضيات ونشي هنا إىل أن ر
ر
الت يكون موضوعها التذييل بالصيغة التنفيذية ،من عدة جوانب أهما صحة الحكم و عدم مخالفة ى
األحكام ي
الحكم أو العقد الصادر بالدولة األجنبية لمقتضيات النظام العام و مطابقته للقانون ،لذلك فهل المحافظ ى يف
معف من مراقبة صحة األحكام و العق ود األجنبية من كل ما سلف ذكره ،بحجة أنها خضعت هذه الحالة ى
لمراقبة قبلية من لدن المحكمة المغربية المختصة ،أم أنه يضل ملزما طبقا لمقتضيات الفصل 21من
ظ.ت.ع من التأكد من أن الوثيقة المدىل بها ال تتعارض ومقتضيات ر
ظهي التحفيظ العقاري ،و أن يتأكد من
أنها ر ى
تجي التقييد.
-45قرار رقم .7397بتاريخ .73/23/0270 .منشور بالمجلة المغربية للدراسات العقارية عدد 0271 0
-46األستاذ السباعي مبارك ،مقال تحت عنوان تقييد األحكام و العقود الصادرة بالخارج بالرسم العقاري ،م س ،ص .91
-47القرار رقم 007بتاريخ ،73/20/0273منشور بالمجلة المغربية للدراسات العقارية عدد ،0271 _0ص 00
21
نرى أن ما يقتضيه المنطق هو إعفاء المحافظ من كل فساد او بطالن يشوب العقود أو األحكام المقيدة
الت سبقى
نتيجة تذييلها بالصيغة التنفيذية ،خاصة إذا كان سبب البطالن أو التشطيب يتعلق بإحدى النقاط ي
و نص رصي ح الفصل 105و 100من ق.م.م أن مراقبتها من اختصاص المحكمة.
رى
حالتي: بي رى
التميي ر ى جوابا عن هذا التساؤل يجب
قضاب ،وهذه الحالة تطرقئ الحالة األوىل :حينما ال يكون المحافظ طرفا ىف ى ى
الياع الصادر بشأنه مقرر
ي ي
المشع من خالل الفصل 95من ظ.ت.ع و الذي نص عىل أنه " يجب عىل المحافظ عىل األمالك لها ر
عيت أو التشطيب عليه أن يعلل قراره و يبلغه الت يرفض فيها تقييد حق ر
ي العقارية يف جميع الحاالت ي
للمعت باألمر يكون هذا القرار قابال للطعن أمام المحكمة االبتدائية".
ي
الحالة الثانية :حينما يتم الطعن ى يف قرار المحافظ برفض التقييد ،و تلزمه المحكمة بإجراء التقييد،أو
حينما يتم إدخال المحافظ ى يف الدعوى من لدن أحد األطراف ،و ى يف هذه الحالة يمكن للمحافظ االمتناع عن
التقييد ،و لكن ليس بإصدار قرار طبقا للفصل 95من ظ.ت.ع بل عن طريق إثارة صعوبة التنفيذ ،هذه
الت لم يكن للمحافظ أن يستعملها ى يف الحالة األوىل ألنها ال تقرر إال لمن كان طرفا ى يف الحكم طبقا
ى
المكنة ي
للفصل 105من ق.م.م .و المحافظ و الحالة هذه طرفا ى يف الحكم ،و هذا ما أكدته دورية السيد المحافظ
الت جاء ى يف مضمونها " ومع ذلك فإنه يف بعض الحاالت يصبح المحافظ طرفا يف الحكم وليس غتا ى
العام ي
يف التنفيذ كما يف حالة الطعن يف قراره أمام القضاء فالحكم الصادر يف هذه الدعوى يكون يف مواجهة
48
وبالتاىل يكون من حقه رفع دعوى الصعوبة يف التنفيذ"...
ي المحافظ عىل األمالك العقارية
وعىل العكس من ذلك ،فحينما ال يكون المحافظ طرفا ى يف الحكم أو سبق إدخاله ى يف الدعوى من لدن
األطراف ،حيث جاء ى يف قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط " إثارة صعوبة التنفيذ ال يثبت الحق فيها
إال لألطراف و ليس لعون التنفيذ أو المحافظ عىل األمالك العقارية إثارتها .49"...
-48دورية صادرة عن المحافظ العام إلى المحافظين ،رقم ، 3092الصادرة بتاريخ 32غشت 0229
-49قرار عدد 07الصادر بتاريخ 0229/0/1في الملف المدني عدد ،0/609منشور بمجلة المغربية للدراسات العقارية و الطبغرافية ،م
س ،ص 62
22
رى ى
القواني و األنظمة الداخلية و وخالصة القول إن المحافظ يجد نفسه يف مواجهة مجموعة من
الخارجية ،و هو الموقف الذي يستوجب منه ى
الييث و البحث و االطالع الدائم عىل الدوريات و المذكرات و
اإلجتهادات القضائية ذات الصلة ،خاصة أنه ملزم باتخاذ قراره سواء بالرفض أو قبول التقييد و الذي
سيتحمل تبعاته سلبا و إيجاب.
أكي حرصا عىل إستيفائها الشكل المقرر قانونا ،نظرا لما ينتج عن هذه المحررات من نقصانبل و يكون ر
العرف:
ي أوال :المحرر
الت يقوم بتحريرها األطراف أنفسهم ر
مباشة ،أو عن ى
ه المحررات ي
يمكن القول أن المحررات العرفية ي
ى
تلف رى
غيهم ممن ال صفة لهم لتحرير أو يالعموميي أو من طرف وكالء األعمال أو من طرف ر طريق الكتاب
ى
يكف ى ر
األخية بعض الشوط األساسية ،وتحمل يف الوقت نفسه ما ي
ر المحررات الرسمية ،50أو لم تتوفر ى يف هذه
-50ينص الفصل 155من ق.ل.ع ،علو أنه" يسوغ أن تكون الورقة العرفية مكتوبة بغير يد الشخص الملتزم بها بشر أن تكون موقعة منه"...
23
ر ى 51
العتبارها أوراقا عرفية ،وذلك استنادا لما جاء يف الفصل 151من ق.ل.ع عىل أن "الورقة ي
الت ال تصلح
لتكون رسمية ،بسب عدم اختصاص أو عدم أهلية الموظف ،أو بسبب عيب يف الشكل ،تصلح العتبارها
محررا عرفيا إذا كان موقعا عليها من األطراف الذين يلزم رضاهم لصحة الورقة".
وبالرجوع للفصل 159من ق.ل.ع نجده ينص عىل أنه "إذا كان المبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء
أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا وجب أن يجري البيع كتابة يف محرر ثابت التاري خ ،وال يكون له أثر يف
مواجهة الغت إال إذا سجل يف الشكل المحدد بمقتض القانون".
لذلك فالمحرر الثابت التاري خ ليس كما يظن البعض إكتسب هذه الصفة إنطالقا من شخص محرره بل
المشع من موجبات إكتساب صفة ثبوت التاري خ المنصوص عليها ى يف الفصل 152أعاله ،و الدليل مما أقره ر
إشيط فيها ر
المشع ثبوت التاري خ عىل ذلك أن هناك مجموعة من العقود تعرض عىل المحافظ لمراقبتها و ى
المشع ىف الفصل 530/545مكرر ر ى
مرتي من القانون بمهت أو محام و من بينها ما نص عليه ر ى دون ربط ذلك
ي ي
المشع لم يفرض ى يف هذه المعاملةر بمقتض القانون 432.45و من تم ر ى
يتبي أن ى 11.33المعدل و المتمم
العقارية سوى صفة ثبوت التاري خ ى يف العقد دون أن يكون محرره محاميا أو مهنيا معينا .
ى
عرف ألحقتبناء عىل ما ذكر نخلص إىل القول أن المحرر ثابت التاري خ ،ال يعدو ان يكون مجرد محرر ي
الت جاء ذكرها ى يف الفصل ،152سنتوىل تفصيلها ى يف الفقرة الثانية من
ى
به صفة ثبوت التاري خ بتحقق األمور ي
هذا المطلب.
51
-ادريس لزرق ،نظام التحفيظ العقاري دعامة أساسية للتنمية،م س ،ص 544
-52عبد الهادي نجار ،المحرر ثابت التاريخ في القوانين العقارية الجديدة ،ص 432
" -53يمكن للبائع و المشتري قبل تحرير العقد اإلبتدائي إبرام عقد التخصيص من أجل إقتناس عقار في ور اإلنجاز يحرر إما في محرر رسمي أو محرر
عرفي ثابت التاريخ وفق الشكل المتفق عليه من األ راف"...
24
ثالثا :المحرر ثابت التاري خ المحرر من قبل محام مقبول ر
للتافع أمام محكمة النقض ي
يستدع منا استحضار النقاش الدائر حوله ،من حيث اعتباره محررا رسميا أو
ي إن الحديث عن هذا النوع
عرفيا أم محرر من نوع خاص ،فالجدل هنا منصب عىل تكييف هذا النوع من المحررات ،فإذا كان البعض
يعتيه محررا عرفيا انطالقا من المفاهيم المنصوص عليها ىف القواعد العامة أي قانون ى ى
االليامات والعقود ،فإن ر
ي
ى ى
يعتيه محررا رسميا ،وذلك راجع يف نظرهم لتدخل الدولة يف تحديد الجهات المكلفة بتحريره فريقا آخر ر
ى عرف من نوع خاص أسند ر ى 54
المشع االختصاص يف وتزكيتها ،إال أن الغالب من اآلراء تتجه للقول بأنه محرر ي
ى توثيقه للمحام المقبول ى
لليافع أمام محكمة النقض ،وهو اآلخر خاضع لمسألة ثبوت التاري خ و يتجىل ذلك يف ي
المحام. ى
الت يمارس بدائرتها
ي المحام لدى رئيس كتابة ضبط المحكمة االبتدائية ي
ي تصحيح أمضاء
ى ى
و قد أكد ذلك قضاء النقض يف قرار له جاء يف حيثياته " لكن وردا عىل السبب أعاله ،فإنه بمقتض
رسم ،و إنه إستنادا
ي المادة 232من م.ح.ع فإن عقد الهبة يجب تحت طائلة البطالن أن ريتم يف محرر
لمفهوم المخالفة المستفاد من المادة الرابعة من نفس المدونة فإن عقد الهبة الذي رفض المطلوب
محام مقبول
ي متم منطرفتقييده بالرسم العقاري ليس محررا رسميا وإنها هو مجرد محرر ثابت التاري خ ر
بالتاىل فإنه واقع تحت طائلة البطالن المذكور ،مما يجعل قرار المحافظ ر
للتافع أمام محكمة النقض ،و
ي
برفض لتقييد بالرسم العقاري معلال يف إطار السلطة المخولة له بمقتض الفصل 32من ظ.ت.ع الذي
أوجب عليه التحقق من أن الوثائق المدىل بها أمامه تجت التقييد".55
54
-ادريس نجار ،مرجع سابق ،ص 435
1ينص الفصل 25علو ما يلي" يتحقق المحافظ على األمالك العقارية ،تحت مسؤوليته ،من هوية المفوت و أهليته و كذا من صحة الوثائق المدلى بها
تأييدا للطلب شكال و جوهرا "
-55قرار عدد 5/229بتاريخ 5341/45/45في الملف المدني عدد ،0921/4/5/5341منشور بالموقع اإللكتروني
www.jurisprudencemaroc.com
25
ثانيا :المراقبة من حيث الشكل:
العرف
ي أ :المحرر
كرست المادة 1من مدونة الحقوق العينية رسمية الترصفات المنصبة عىل العقار ،حيث استوجبت
ىرصورة تحرير هذه الترصفات إما ىف محرر رسم أو محرر ثابت التاري خ يحرره محام مقبول ى
لليافع أمام ي ي ي
ى ر
المشع رغم سنه لهذا التوجه ،إال أنه عاد يف آخر الفقرة من نفس المادة ونص عىل محكمة النقض ،لكن
"مالم ينص قانون خاص عىل خالف ذلك" ،مما يحيلنا عىل وجود إستثاءات عن هذا المبدأ من بينها المادة
بمقتض القانون 55.4058و هذا ى الت عدلت 421من مدونة الحقوق العينية ،بخصوص الرهن اال ى ى
تفاف ي
ي
التعديل الذي طال هذه المادة نتج عنه االستثناء من تطبيق مقتضيات المادة الرابعة المذكورة ،حيث نصت
ر
االتفاف كتابة برض الطرفي وال يكون صحيحا إال إذ ا قيد بالرسم العقاري ،ال
ي يىل "ينعقد الرهن
عىل ما ي
ي
ر
االتفاف المقرر لضمان دين ال
ي تشي أحكام المادة 2أعاله عىل إنشاء أو نقل أو تعديل أو إسقاط الرهن
تنظيم".
ي الماىل المحدد بنص
ي تتجاوز قيمته المبلغ
-57دمحم خيري ،العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي،م س ،ص 159
-58القانون 55.40القاضي بتتميم المادة 421من القانون رقم 09.35المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،الجريدة الرسمية عدد 5535بتاريخ
51محرم 55{ 4102نوفمبر ،}5340ص 2055
-59مرسوم رقم 5.41.554صادر في 52جمادى الثانية 42{ 4105أبريل }5342بت بيق المادة 421من مدونة الحقوق العينية ،الجريدة
الرسمية عدد 5025بتاريخ 44رجا 03{ 4105ابريل }5342ص .1449
- 60القرار المشترك لوزير الفا حة ووزير العدل و الحريات و وزير االقتصاد و المالية رقم 1242.41صادر في 52جمادى الثانية
42{4105أبريل }5342بتحديد المبلغ المالي للدين موضوع الرهن االتفاقي المستثنو منة أحكام المادة 1من مدونة الحقوق العينية ،الجريدة
الرسمية عدد 5059بتاريخ 52شعبان 42{ 4105يونيو ،}5342ص .2252
26
انطالقا مما سبق ذكره يتضح لنا أنه بمناسبة تقديم هذا الرهن لدى المحافظ عىل األمالك العقارية ،إما
ى
عىل الرسم العقاري إذا تعلق األمرمن أجل إيداعه إذا تعلق األمر بعقار يف طور التحفيظ ،أو من أجل تقييده ي
ى مت ر ىنبت عليه هذا التقييد و بالتاىل ى
ى
تبي له أنه وارد يف ي بعقار محفظ ،فإن المحافظ ملزم بمراقبة السند الذي ي ي
ى
عرف فإنه يتأكد من أن المبلغ موضوع الرهن ال يتجاوز 208.888.88درهم ،باإلضافة إىل أنه ملزم ي محرر
احيامه ر ى
العرف ،و التأكد من مدى ى
للشوط الواجبة لصحته، ي بمراقبة البيانات الشكلية المضمنة بهذا المحرر
ى وتتلخص هذه ر
الشوط يف الكتابة ( )1و التوقيع (:)2
:1رشط الكتابة
ى
الت جاء فيها "يسوغ أن تكون الورقة العرفية استنادا للفقرة األوىل من الفصل 224من ق.ل.ع ي
ىى
المليم بالورقة العرفية بشط أن تكون موقعة منه" يستفاد منها أن ر
الملتم بها ر مكتوبة بيد غت الشخص
المشع لم ى
يشيط أن غي أن رملزم بتحرير محرر مكتوب ،وأن يكون بالمحرر كتابة مدونة مثبتة لواقعة معينة ،ر
غيه ،أو قد يكون مطبوعا بأية آلة للطبع،المليم بها ،فقد يكون بخط ر ىى يكون هذا المحرر مكتوب بيد
فالمقصود هو أن تكون هناك كتابة منصبة عىل إثباتها الواقعة المراد بهذا المحرر. 61
:2رشط التوقيع.
ىى
المليم، يشيط ى يف هذا المحرر أن يكون مذيال بتوقيع ى
العرف ،لذا ى
ي يعتي التوقيع رشطا جوهريا ى يف المحرر
ر
ى
وتيكز مراقبة المحافظ أساسا بالنسبة للمحررات العرفية حول توقيعات األطراف والمصادقة عىل صحتها من
طرف الجهات المختصة ،وهذا ما أكده الفصل 37من قانون التحفيظ العقاري ،62كما أنه ملزم بالتأكد من
طبيعة التوقيع ألن الفصل 224من ق.ل.ع أكد عىل أن الطاب ع والختم ال يقومان مقام التوقيع ،إىل جانب
التأكد من ىرصورة تصحيح إمضاءات األطراف من لدن السلطات المختصة إلضفاء المصداقية عليها.
وف هذا الصدد جاءت المادة 422من مدونة الحقوق العينية بالبيانات الالزمة توفرها ى يف عقد الرهن
ى
ي
يىل "يجب لصحة عقد ى
والت من الواجب عىل المحافظ أن يتحقق من وجودها ،حيث نصت المادة عىل ما ي
ي
يىل :هوية أطراف العقد ،تعيي الملك المرهون ببيان اسمه وموقعه الرسم أن يتضمن ما ي
ي الرهن
ومشتمالته ورقم رسمه العقاري أو مطلب تحفيظه ،بيان مبلغ الدين المضمون بالرهن والمدة المحددة
ألدائه" .
- 61جيهان بونبات ،ماهية الكتابة التوثيقية ،مجلة األما ك العدد 44و 45سنة ،5340ص 405
- 62ينص الفصل 20علو ما يلي" تعتبر هوبة كل طرف ........و تعتبر هويته محققة إذا كانت التوقيعات الموضوعة بالطلب و بالعقود
المدلى بها مصادق عليها من طرف السلطات المختصة".
27
العرف ثابت التاري خ
ي ب :المحرر
ى ى
العرف فإن المحرر الثابت التاري خ يستوجب
ي الت يقوم بها المحافظ بالنسبة للمحرر
إضافة إىل المرقبة ي
ى
من المحافظ التحقق من توفر رشوط و مقومات صحته ،وأول ما يجب التأكد منه يف هذا الصدد هو مسألة
كشط لصحة هذا المحرر . ثبوت التاري خ ر
ى
القاض ،إذ ثبوت التاري خ :وضعت هذه القاعدة لحماية ر
الغي الذي يسوغ له قانونا التنازل عنها أمام
ي
ى
والت ال يمكن التمسك بها ى
الت يختلط فيها القانون بالواقع ،يوتعتي من المسائل ي
ر أنها ال تتعلق بالنظام العام،
ألول مرة أمام محكمة النقض وبالرجوع للفصل 152من ق.ل.ع يتضح لنا أن مسألة ثبوت التاري خ تتم من
خالل الوقائع التالية:
ى ى
-4من يوم تسجيل المحرر ،سواء كان ذلك يف المغرب أو يف الخارج ،ويقصد به تقديمه لإلدارة المكلفة
والتمي التابعة لوزارة المالية
ر وه إدارة التسجيل
باستخالص رسوم التسجيل ي
عموم ،كاإلدالء به لدى المحافظ ألجل تقييد أو تعرض أو إيداع -5من يوم إيداعه ر ى
بي يدي موظف
ي
مطلب تحفيظ
-0من يوم الوفاة أو من يوم العجز الثابت إذا كان الذي وقع عىل الورقة بصفته متعاقدا أو شاهدا أو قد
يعتي تاري خ العجز قرينة بسيطة عىل إثبات التاري خ قابلة إلثبات توف أو أصبح عاجزا عن الكتابة بدنيا،ى
ر ي
عكسها.
التأشي أو المصادقة عليه من طرف موظف مأذون له بذلك أو من طرف قاض ،سواء ى يفر - 1من يوم
63
المغرب أو ى يف الخارج ،كأن يتم تقديم المحرر لدى السلطات المختصة بتصحيح االمضاء ...
إضافة لما يراقبه ال محافظ بالنسبة للمحررات العرفية و المحررات الثابتة التاري خ فإن مراقبة المحافظ
محام مقبول تنصب بالخصوص عىل الجهة المصدرة للعقد وفق
ي للمحرر الثابت التاري خ المحرر من قبل
التاىل:
ي الشكل
:1أن يكون المحام مقبول ر
للتافع ي
رى
المقبولي رى
المحامي ى
اشيطت المادة 1من مدونة الحقوق العينية أن يتم تحرير هذه المحررات من قبل
أمض المحام 42سنة من ى
اليافع وذلك طبقا المقتض إال إذا ى
ى ى
لليافع أماكم محكمة النقض ،وال يتحقق هذا
ي
-63بوبكري عبد القادر ،ضواب توثيق التصرفات العقارية في المحررات التاريخ ،قراسة في مدونة الحقوق العينية ،مجلة المحاكم المغربية 402و،405
5345ص .24
28
ى ى
المقتض للمادة 00من القانون المنظم لمهنة المحاماة 64إال أن ما يمكن مالحظته يف هذا الصدد أن هذا
رى
المحامي بي جميع يشكل تناقضا مع المادة 03من نفس القانون ،فمن خالل هذه المادة قد سوى ر
المشع ر ى
ى رى وخولهم إمكانية إبرام العقود ،ر ئ
مير له
التميي الذي أقامه يف هذا الصدد ال ر الس الذي يدفعنا للقول أن
العائىل أو جزء
ي الشخض أو
ي والتأشي هو مخترص التوقيع الذي يعرف بكتابة األحرف األوىل من االسم
ر
ى 65
المعت
ي من التوقيع
الوطت ،وعليهى وف هذا الصدد نشي إىل أن هذه السلطات المقصود بها تلك الموجودة داخل ى
الياب ى
ي ر ي
محام مقبول الت تستند عىل وكالة محررة من طرف ى
ي فإن المحافظ ملزم برفض طلبات التقييد أو االيداع ي
ى
لليافع أمام محكمة النقض تم التعريف بتصحيح إمضائه لدي سفارة أو قنصلية مغربية بالخارج وذلك استنادا
دجني 5342بخصوص تطبيق المادة 1من مدونة
ر لدورية المحافظ العام تحت عدد 141بتاري خ 59
الحقوق العينية.66
المحام
ي :2اإلشهاد عىل إمضاء
المحام المؤهل الت جاءت به المادة 1من مدونة الحقوق العينية ،أنها ألزمت ى ر
ي من جملة الشوط ي
الت يمارسى
لتحرير العقود العقارية اإلشهاد عىل إمضائه لدى رئيس مصلحة كتابة الضبط المحكمة االبتدائية ي
لليافع أماممهامه داخل نفوذها ،من أجل المصادقة عىل صحة توقيعه ومدى توفره عىل رشط األقدمية ى
-64تنص المادة 00من القانون المنظم لمهنة المحاماة علو أنه" اليقبل لمؤازرة األطراف أمام المجلس األعلى مع مراعاة الحقوق المكتسبة إال :المحامون
المسجلون بالجدول منذ 10سنة كاملة على األقل."...
-65عبد الرحيم بوبكر ،توثيق التصرفات العقارية علو ضوس مقتضيات مدونة الحقوق العينية و ظهير التحفيظ العقاري ،مجلة محكمة النقض ،عدد 55
بعة 5342ص 459
-66العربي مياد ،قراسة في دورية المحافظ العام تحت عدد ، 141منشور بالموقع الكتروني ،https//hespress.comتاريخ ال ا ع 53مارس 5349
علو الساعة 54:45
29
ى الشوط المذكورة أعاله ى وعليه نخلص إىل أن ر
مت اجتمعت يف المحرر كان آنذاك سندا صحيحا وموجبا
ينبت للتقييد بالرسم العقاري ،ومنه فإن دور المحافظ ىف هذا اإلطار التحقق من مدى ى
احيام المحرر الذي ى
ي ي
ى
وف حالة اختل أحدها ،كان للمحافظ أن يرفض التقييد. ر
عليه التقييد لهذه الشوط ،ي
ى
الت تكون موضوع لطلب التقييد
إن مراقبة المحافظ لصحة الوثائق ال تتوقف عند السندات األصلية ي
بل إنها تمتد لمراقبة مرفقات طلب التقييد المدعمة للسند ،مما يتوجب معه أن يكون المحافظ ملما بجميع
الت قد تفرض ترخيصا إداريا او إذن قضائيا مسبقا و لصعوبة حرص هذه ى رى
القواني التنظيمية ،و ي النصوص
ى
فسنكتف بإبراز األمثلة الشائعة منها : الت تختلف حسب العملية المراد تقييدهاى
ي المرفقات ي
-تنص المادة 414من م.ح.ع عىل أنه " ال يجوز لصاحب حق الهواء و التعلية أن يفوت الهواء
السفىل " و من ثم فإنه عىل المحافظ أن يرفض إجراء أي تقييد
ي العمودي الذي يعلو بناءه بغت رض مالك
السفىل.
ي يخص هذا العمل إال بعد اإلدالء بما يفيد موافقة مالك
ى
القاض المكلف بشؤون القارصين كلما تعلق األمر ببيع عقار للمحجور عليه تتجاوز -اإلدالء بإذن
ي
قيمته 533.333درهم المادة 513و 559من مدونة األشة.67
-وجوب مراقبة و طلب اإلدالء بشهادة عدم الصبغة الفالحية ،كلما تعلق األمر باقتناء عقارات فالحية
أجنت أو ى أو ذات صبغة فالحية الواقعة بشكل كىل أو ئ
جزب خارج المدار الحرصي كلما كان المفوت إليه شخص ر ي ي ي
رشكات مساهمة
-إذا تعلق األمر بعقار ىف طور اإلنجاز فيجب عىل المحافظ أن يطلب ى
دفي التحمالت و تصاميم البناء ي
واإلسمنت و البطاقة التقنية ( المادة ) 545-1من القانون .69432.45
-67القانون رقم 23.30بمثابة مدونة األسرة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف 4,31.55بتاريخ 45ذي الحجة 0 (4151فبراير ،)5331
منشور بالجريدة الرسمية عدد 2451بتاريخ 2فبراير ،5331ص 145
-68المادة 5من المرسوم رقم 5.31.550الصادر بتاريخ .5331.45.59منشور بالحريدة الرسمية عدد 2553بتاريخ 51ذي القعدة ( 4152
5يناير .) 5332
-69القانون رقم 432.45القاضي بتغييرو تتميم القانون 11.33بشأن بيع العقارات في ور اإلنجاز الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.45.32بتاريخ
0فبراير ،5345منشور بالجريدة الرسمية عدد ،5113ص 905
30
فإذا سلمنا بالقول بأن هذه المراقبة و حدودها تخضع حسب األحول ،للقانون المنضم للعملية المراد
تقييدها ،و أن المحافظ ليس عليه سوى الرجوع للنصوص القانونية المؤطرة لتلك العملية ،ليمارس رقابته.
ى ى
الكثي من الحاالت ولتبسيط هذا األمر وفهم اإلشكال الدي قد يواجهه المحافظ
ر بالهي يف
لكن هذا األمر ليس ر
وهو عىل إثر مراقبة هاته المرفقات فقد عملنا عىل تجسيده من خالل نازلة .صدر فيها اجتهاد لمحكمة
ى
وه القسمة القضائية النقض ،قلص من خالله سلطات المحافظ يف مراقبة احدى اهم العمليات ،ي
النازلة :تلخيص
يتعلق األمر بأن أشخاص استصدروا حكما صادرا عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء 70بإجراء قسمة
ى
المقض به تم اإلدالء به ر
السء
ي الخية و إجراء قرعة ،و بعد حيازة الحكم لقوة ي
عقار و ذلك بعد المصادقة عىل ر
لسيد المحافظ بغية تقييده ،و قد رفض المحافظ تقييد الحكم بحجة و جوب اإلدالء باإلذن بالتقسيم
ى
المنصوص عليها يف المادة 7125والمادة 7253من القانون 52.9373المتعلق بالتجزءات العقارية و
المجموعات السكنية أو شهادة تفيد بأن عملية التقسيم ال تخضع لمقتضيات هذا القانون ،و كذا وجوب
تقت يحدد القطع المستخرجة ،و كذا ىرصورة تسجيل الحكم بمصلحة التسجيل و ر
التني طبقا ى
اإلدالء بملف ي
التني.
للمادة 5من مدونة التسجيل و ر
تقض ىالت ى
ى
برصورة ي وقد عزز المحافظ جوابه بمذكرة السيد المحافظ العام عدد /4411م ع 50و ي
طلب مرفقات القسمة كيفها كانت نوعها سواء قضائية أو اتفاقية ،وقد علل المحافظ ى يف معرض جوابه ان
مقتضيات المادة 5474من القانون 52.93تمنع عىل المحافظ تسجيل أي عقد إال بعد اإلدالء له بشهادة
الجماع تفيد أن العملية ال تدخل ى يف نطاق القانون المذكور ،و أن المحكمة لم رتيز
ي إدارية من رئيس المجلس
الت دفعتها عىل عدم إعمال مقتضيات الفصول 25و 54من قانون . 52.93 ى
العنارص القانونية ي
-70حكم عدد 5354/5332بتاريخ " 54/35/5335أورده سعيد فوزي في مقاله بعنوان" خضوع التقسيم القضائي لمقتضيات قانون
التعمير" ،منشور في المجلة المغربية للدراسات العقاري و الطبوغرافية عدد 5349 5ص 455
-71تنص المادة 25من القانون ...... " 52.93يتوقف على الحصول على إذن سابق للتقسيم :
-كل بيع أو قسمة يكون الهدف منها او يترتب عليها تقسيم عقار إلى بقعتين أو أكثر معدة إلقامة بناء عليها "....
-72تنص المادة 53من القانون 52.93علو أنه" ال يقبل لا الحصول علو اإلذن المنصوص عليه في المادة 25أعا ه إذا كانت األرض
المعنية تقع في من قة يباح البناس بها بمقتضو وثيقة من وثائق التعمير .وفي هذه الحالة ال يجوز اإلذن في إجراس العملية إال وفق الشرو
المنصوص عليها في الباا األول من هذا القانون".
-73القانون 52.93المتعلق بالتجزئات العقارية و المجموعات السكنية و تقسيم العقارات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.95.2
الصادر في 42من ذي الحجة (4145الموافق 42يونيو ،)4995منشور بالجريدة الرسمية عدد 1429بتاريخ 42يوليوز ،4995ص
553
-74تنص المادة 54من القانون 52.93علو أنه" ال يجوز للعدول والموثقين والمحافظين علو األما ك العقارية ومأموري مصلحة التسجيل
أن يحرروا أو يتلقوا أو يسجلوا أي عقد يتعلق بعملية من عمليات البيع أو القسمة المشار إليها في المادة 25أعا ه ما لم يكن مصحوبا باإلذن
الم نصوص عليه في نفس المادة أو بشهادة من رئيس مجلس الجماعة الحضرية أو القروية تثبت أن العملية ال تدخل في ن اق ت بيق هذا
القانون".
31
ى ى
الت قضت بإلغاء قرار المحافظ و إلزامه
و قد تم الطعن يف هذا القرار لدى المحكمة اإلدارية االبتدائية /ي
ى
الخية و المصادق عليه
بتقييد حكم المحكمة االبتدائية ،دون أي مرفقات معللة حكمها بأن التصميم الوارد يف ر
التقت المنصوص عليه والرخصة اإلدارية. ى قضائيا يقوم مقام الملف
ي
ئ
االبتداب و عاد المحافظ ليمارس الطعن بالنقض وقد أيدت محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط الحكم
ي
لتصدر محكمة النقض من خالل الغرفة اإلدارية قرارها 75بتأييد قرار محكمة االستئناف.
نثي
-أن مقتضيات المادة 25و من القانون 52.93ال تنطبق عىل القسمة القضائية ،و نحن بدورنا ر
كيف كان للمحافظ ان يعلم ان القسمة القضائية مستثناة من مقتضيات المادة 25خاصة و أن هذه المادة
ى
تستثت القسمة القضائية برصي ح النص. وردت شاملة و لم
ي
ى
التقت و الشهادة االدارية ،يقوم مقامه التصميم الوارد بتقرير -كذلك أثارت محكمة النقض أن الملف
ي
نثي أن التصميم المشار إليها ى يف الحكم هو تصميم يقوم به المهندس الخية المصادق عليه قضائيا ،ونحن ر
ر
ى ى ى
األخية" تصدر المحكمة ر اف طبقا لمقتضيات المادة 040من م.ح.ع و ي
الت جاء يف فقرتها المساح الطبغر ي
اف يعي موقع و حدود و مساحة كل نصيب حكمها بناء عىل التصميم الذي ينجزه خبت يف المسح الطبغر ي
غي
الت تفيد بأن القسمة ر ى مفرز ،"....لذلك
فالخية و التصميم ال يمكن أن يقوما مقام الشهادة اإلدارية ي ر
المشع حرصا الجهة المانحة لها من خالل المادة 53من الت حدد ر ى
التعمي ،هذه الشهادة ي
ر مخالفة لوثائق
لجماع و الذي ال يمنحها إال بعد استشارة المصالح الخارجية ي المرسوم رقم 5.95.500ى يف رئيس المجلس ا
التعمي .
ر بالتعمي و ذلك لما تتوفر عليه من وسائل تطلعها عىل وثائق
ر التابعة للسلطة الحكومية المكلفة
-75القرار عدد 4142/4المؤرخ في 5341/45/31ملف إداري عدد 4925/1/4/5340الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ،منشور بالمجلة
المغربية للدراسات العقارية و الطبوغرافية ،العدد االول ،5345م س ،ص 451
-76قرار عدد 4521في الملف رقم 535/40/5بتاريخ ،55/1/5341أورده سعيد فوزي ،م س ،ص 401
32
أعاله فاإلدالء بالشهادة اإلدارية من القواعد القانونية األمرة .وكذلك القرار الصادر عن محكمة االستئناف
ى
اإلدارية بالرباط و الذي جاء يف منطوقه " حيث صح ما جاء يف جزء من أسباب الطعن ذلك أنه لي كان
الحكم المستدل به أمام المحافظ قد أنشأ لطرفيه حق قسمة العقار المشاع بينهما ,فإن إنجاز القسمة
ر
لباف رشوط التجزئة وقسمة العقارات ،خاصة تلك المنصوص عليها يف القانون 20.18 يوجب االنضباط ي
المتعلق بالتجزءات العقارية ".77
و خالصة لما سلف فما يهمنا من خالل النازلة أعاله هو إبراز صعوبة تحديد نطاق سلطات المحافظ
بي النصىف مراقبة صحة الوثائق و مرفقاتها ،فالنازلة أعاله يتجاذبها تحديد هذا النطاق الذي يختلف ما ر ى
ي
ى
القضاب و اإلجتهاد اإلداري ،و الذي يضع المحافظ ف وضع صعب ر ى ئ ر
حي إتخاذ القرار مع ي ي يغ و اإلجتهاد
التش ي
اإلشارة عىل أن كل قرار له لم يصادف الصواب ستثار مسؤوليته من بعد.
-77قرار عدد 0030في الملف عدد 459/44/2بتاريخ ،2/45/5344أورده سعيد فوزي ،م س ،ص 401
33
خاتمة:
وجىل من خالل هذه الدراسة أن المحافظ عىل األمالك العقارية
ي صفوة القول ،يتضح بشكل واضح
ى
وه سلطات يقوم بدور هام ومركزي يف تحقيق الملكية العقارية وفقا لمستجدات القانون رقم ،41.32ي
شاسعة إذا ما قورنت بسلطة القضاء.
ى
وف سبيل توضيح الدور الذي يقوم به ال محافظ العقاري حاولنا أن نحيط بمختلف الجوانب األساسية ي
الت تهم دوره ى يف مراقبة صحة الوثيقة.
ي
ى
ى
كالتاىل :
ي ه
و نعود لنؤكد فكرتنا المحورية يف هذا العرض و ي
ر ى ى
يغ
-إن تحديد سلطات المحافظ يف مراقبة صحة الوثائق يجد سنده يف عدة مصادر أهمها النص التش ي
ظهي التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية أو النصوص العام ،كما رأينا بالنسبة للفصول 25و 21من ر
ى ى ى ر
الت تنظم عمليات بعينها كما يف بيع العقار يف طور اإلنجاز أو نزع الملكية من أجل المنفعةالتشيعية الخاصة ي
ى ى
اض الفالحية ...و قد يجد مصدره يف المعاهداة و اإلتفاقيات الدولية كما العامة أو القانون المتعلق بضم األر ي
رأينا بالنسبة إلتفاقية الهاي ،و قد يجد مصدره ى يف االجتهاد اإلداري كما رأينا بالنسبة لمذكرات المحافظ العام
ئ
القضاب كما رأينا بالنسبة للقسمة القضائية.
ي أثناء مراقبة الوصية ،و قد يجد مصدره ى يف اإلجتهاد
_ كما أن ما نريد إبرازه أن سلطات المحافظ ى يف مراقبة الوثائق األصل فيها أنها سلطة مطلقة و اإلستثناء
أن تقيد.
يبف التساؤل المطروح كيف يمكن لشخص مهما إمتلك من المؤهالت و الكفاءة أن يكون ملما و ى
الت سبق اإلشارة إليها و إتخاذ القرار السليم بشأنها. رى ى
القواني ي بمجموع
34
الئحة المراجع:
الكتب:
المغرب ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط، خيي ،العقار و قضايا التحفيظ العقاري ىف ر
التشي ع _دمحم ر
ري ي
طبعة 5345
المقاالت و المجالت:
ى
_عبد العزيز توقيف ،قضاء محكمة النقض يف القسمة من سنة 4953إىل ،5342المكتبة القانونية
_ سعيد فوزي ،مقال بعنوان" مراقبة المحافظ صحة سندات التقييد ،منشور بالمجلة المغربية
للدراسات العقارية و الطبغرافية ،إصدارات الجمعية الوطنية ألطر الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و
للنش و التوزي ع ،العدد األول .5345ر
نش و توزي ع مكتبة المسح العقاري و الخرائطية ،مكتبة الرشاد سطات ر
الرشاد سطات.
_ بوبكري عبد القادر ،ضوابط توثيق الترصفات العقارية ى يف المحررات التاري خ ،قراءة ى يف مدونة الحقوق
العينية ،مجلة المحاكم المغربية 402و.5345 ،405
المواقع اإل ر
لكتونية:
www.jurisprudencemaroc.com
https://www.hcch.net www.apostille.ma
35
الفهرس
مقدمة5.......................................................................................................................... :
ى
المبحث األول :حدود سلطة المحافظ يف مراقبة صحة المحررات الرسمية 1........................................
ى
المطلب األول :سلطة المحافظ يف مراقبة المحررات الصادرة عن العدل و الموثق 1................................
الفقرة األوىل :مراقبة المحافظ لمحررات العدل و الموثق من حيث الهوية و األهلية 2..............................
الفقرة الثانية :المقررات القضائية والعقود الصادرة عن المحاكم والمؤسسات األجنبية 45 .........................
الثاب :حدود سلطة المحافظ ى يف مراقبة المحررات العرفية و المرفقات 50 .................................
ى
المبحث ي
المطلب األول :مراقبة المحافظ للمحررات العرفية 50 ...................................................................
الفقرة الثانية :حدود سلطة المحافظ ى يف مراقبة صحة المحررات العرفية 52 .........................................
36