Professional Documents
Culture Documents
Capture D'écran . 2024-05-27 À 09.56.46
Capture D'écran . 2024-05-27 À 09.56.46
نجاة الحافض ي
الجامعية2024/2023:
1
السنة
إهداء
الكثث من الصعوبات وها نحن أكث من هم وعانينا بأكث من يد وقاسينا ربدأنا ر
ر
الليال وتعب
ي اليوم والحمد هلل نطوي سهر
ضفت هذا العمل المتواضع .إل منارة العلم بياأليام وخالصة مشوارنا ر ن
ي
ر ن
العالمي إل سيد الخلق علم الذي األم إل ن
المصطف واالمام
إهداء ي
إل رسولنا الكريم سيدنا محمد صىل هللا عليه وسلم .إل الينبوع الذي ال
الحمد هلل فالق اإلصباح وخالق األرواح ،الحمد هلل بيده العظمة والسلطان والقدرة
بخيوط منسوجة من قلبها إل والداتنا ن سعادت
حاكتحسن ي يمل العطاء إل من
توفيقه لنا يف إنجاز هذا العمل المتواضع الذي ما كثثا عىل
والثهان ،نحمده ر
ر
اتالعزيز
هو إال ثمرة الجهود الت بذلت طيلة المشوار الدراىس الجامىع..
ي ي
دفىع
ي
نتقدم
أجل بشء من يبخل ي
إنجاز هذا العمل
ن وشف ألنعم بالراحة والهناء الذي لم
بالجميل اتجاه من ساهم من قريب أو من بعيد يف ي سىع إل من
ن وعرفانا
فتإلعىلآبائنا
وصث بحكمة الحياة إل سلم أرتف ن
علمت أن الذي النجاح
إعداد الت أرس ر
ي مة المحث أستاذتنا ي ، الجزيلي والشكر التقدير طريقرات يف
بأسىم عبا
ن
الت لم تبخل علينا بنصائحها وإرشاداتها األعزاء ي
ض" هذا البحث ،الدكتورة "نجاة الحاف ي
ن الت زادتنا إرصا نرا عىل النجاح ....القيمة ي
وأخوات .إل
ي أخوات
ي إل فؤادي اهم ر بذك ويلهج عروف
ي ف يجري
ً ي حبهم إل من
ً
القانونيةإل من
والسياسية العلومواإلبداع
النجاح نحو
بكلية الطريق معا
أساتذتنا ونحن نشق
الحقوق وجميع سويابقسم إلمنكلرسنا
أساتذتنا
،الذين علمونا تخىط أشد المصاعب والوصول إل أعىل المراتب.
وزميالت .إل من
ي صديقات
ي تكاتفنا يد بيد ونحن نقطف زهرة وتعلمنا إل
ن
عبارات
األهل وأجىلكل منف أسىم
عمرهما وإل أطالات
هللا ي العزيزينوعبار
الوالدينمن درر
ذهبإلوكلمات
هذامنالعمل
حروفاعلمونانهدي
كما
تسعهم المذكرة . ومن ولم
الذاكرة، اتسعت لهم ن
فكرهم حروفا من علمهم أصدقات ،إل كل
صاغوا لنا من فجميع
العلم إل ي وإل
واألقارب ي
سثة العلم والنجاح
تثث لنا ر
منارة ر
إل
أساتذتنا الكرام.
2
كلمة شكر وتقدير
ر ن
العالمي والصالة والسالم عىل الحمد هللا رب
ر ن
المرسلي نتقدم بجزيل الشكر والعرفان أرسف
ن
إل أستاذتنا القديرة وقدوتنا يف مجال العلم،
الحافض " لك منا كل تحيات ن أستاذتنا"نجاة
ي
االحثام
واالمتنان لقبولك اإلرساف عىل بحثنا ،وعىل ما
قدمت لنا من إرشادات ونصائح
ي
طيلة رحلتنا الدراسية.الفضل بعد هللا عز وجل،
لك أستاذتنا ،فلوالك ما استطعنا إنجاز هذا
يعود ي
العمل المتواضع،
شكرا جزيال.
3
﷽
4
الئحة فك الرموز:
الطبعة ط
الصفحة ص
5
مقدمة:
إن الحق في الحياة الخاصة ،أو ما يعرف حديثا بالحق في الخصوصية ،يفيد حق الفرد في أن
يعيش متمتعا باحترام أشيائه الخاصة التي ينفرد بها ،والتي غالبا ما يطويها عن غيره من
األشخاص ،وذلك من خالل منع التدخل في هذه األشياء سواء كان هذا التدخل من طرف األفراد
أو من طرف السلطات العامة ،إال في األحوال التي يسمح بها القانون وتقتضيها املصلحة العامة.1
الخصوصية بهذا املفهوم تؤمن للفرد الحماية ضد كل تدخل أو تطفل غير مشروع في كل ما له
عالقة بأشيائه السرية .لذلك فاحترام هذه الخصوصية يعتبر من العناصر الالزمة لضمان حياة
آمنة للفرد في مجتمع يمتاز بتقدم علمي وتكنولوجي هائل في مجال املعلومات وتخزينها
واستعمالها .مما يفرض ضمان حق الفرد في الخصوصية وحماية كل مظاهر حياته الخاصة بما
يصون كرامته اإلنسانية تحقيقا لألمن والسلم االجتماعيين.
ولقد كانت الشريعة اإلسالمية سباقة إلى االعتراف بحرمة الحياة الخاصة للفرد بجميع
مظاهرها.2
نظرا ملكانة هذا الحق في حفظ األعراض ،والرتباطه الوثيق بأهم حقوق اإلنسان الفردية
وحرياته.
1تبقى الخصوصية من المفاهيم النسبية والمرنة ،يتأثر تحديدها بعامل الزمن والتطور ،وكذلك بالموروث الحضاري والثقافي للدول ،وهي تتفرع
إلى عدة صور – الخصوصية المادية كالحق في حرمة المسكن والحق في سرية المعلومات والبيانات الخاصة الخصوصية المعنوية وترتبط
بحماية القيم والعناصر المعنوية للشخص.
2من هذه المظاهر - :حق الفرد في حرمة مسكنه والعيش فيه آمنا .قال تعالى في كتابه الحكيم" :يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم
حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها .ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون .فإن لم تجدوا فيها أحدا فال تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا
هو أزكى لكم وهللا بما تعملون عليم" سورة النور ،اآليتين 27و .28
-النهي عن التجسس على الغير وتتبع عوراته ،قال تعالى في كتابه الحكيم" :يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ،إن بعض الظن إثم وال
تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا أيجب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا هللا إن هللا تواب رحيم" .سورة الحجرات اآلية .12
-حفظ األسرار وعدم إفشائها .قال تعالى" :والذين هم األماناتهم وعهدهم راعون" سورة المؤمنون اآلية .8وفي حديث عن النبي صلى هللا عليه
وسلم قال" :إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة" .رواه الترمذي .قال المباركفوري في شرحه للحديث " حسن المجالس وشرفها بأمانة
حاضريها على ما يقع فيها من قول وفعل ،فكأن المعنى ليكن صاحب المجلس أمينا لما يسمعه ويراه .د .بدر عبد الحميد هميسه من خلق المسلم
حفظ السر .على الموقع www.saaid.net/doat/hamesabadr/252.htm
-منع استراق النظر والسمع :قال تعالى" :إال من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين" سورة الحجر اآلية .18
6
لذلك لم تتأخر العديد من املواثيق الدولية 3والتشريعات الوطنية 4في إقرار هذا الحق للفرد
وحمايته من كل استعمال مفرط أو غير مشروع للمعطيات املرتبطة بحياته الخاصة ،خصوصا
أمام تغلغل الحاسوب في حياتنا بكل تفاصيلها وخصوصياتها ،واتساع مجاالت استعماله عبر
مختلف شبكات التواصل االجتماعي .كما تشكل باقي وسائل اإلعالم املرئية منها واملسموعة
واملقروءة تهديدا حقيقيا لحياة األفراد الخاصة بسبب تزايد التنافس على تحقيق السبق
اإلعالمي من خالل نشر أسرار وخصوصيات شخصيات مشهورة سعيا للحصول على أرباح
مادية وشهرة إعالمية على حساب أمن اآلخرين وسالمتهم.
وجاء تدخل هذه التشريعات من خالل وضع نصوص قانونية تنظم كيفية معالجة املعطيات
الشخصية وحماية األشخاص املعنيين من سوء استعمالها ،بغية تحقيق نوع من التوازن بين
حق الفرد في حياة خاصة وحق الجهة املكلفة بجمع وتخزين البيانات الشخصية ومعالجتها
خدمة ملصلحة مشروعة.
واملشرع املغربي كغيره من التشريعات املقارنة تبنى الحق في الخصوصية دستوريا ،5وأكده من
خالل القانون رقم 08.09املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة املعطيات ذات
الطابع الشخص ي ،6الذي ضمن فيه للفرد حقه في حفظ معطياته الشخصية من كل اعتداء أو
3من بينها :اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة ( 1948المادة )12العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة ( 1966المادة )17
االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية لسنة ( 1950المادة ،)8االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان لسنة ( 1969المادة )11اتفاقية
بودابيست لمكافحة الجرائم المعلوماتية لسنة .2001
4المشرع السوري من خالل المرسوم التشريعي رقم 17بتاريخ 8شباط 2012المتعلق بتنظيم التواصل على شبكة األنترنيت والجريمة
المعلوماتية المشرع التونسي قانون عدد 63لسنة 2004المتعلق بحماية المعطيات الشخصية المشرع اإلماراتي قانون حماية البيانات الشخصية
لسنة ،2007المشرع السينغالي قانون رقم 2008-12حول حماية البيانات الشخصية.
راجع كذلك كل من :
ــ فؤاد بن صغير البيانات الشخصية اإللكترونية ،دار النشر Futur Objectifالطبعة األولى الدار البيضاء2011 ،
ــ مروة زين العابدين صالح الحماية القانونية الدولية للبيانات الشخصية عبر األنترنيت بين القانون الدولي االتفاقي والقانون الدولي الوطني ،مركز الدراسات العربية،
الطبعة األولى ،مصر.2016 ،
5ينص الفصل 24من الدستور المغربي الجديد على ما يلي" :لكل شخص الحق في حماية حياته الخاصة "..
راجع :
بن قارة مصطفى عائشة ،الحق في الخصوصية املعلوماتية بين تحديات التقنية وواقع الحماية القانونية ،املجلة العربية للعلوم ونشر االبحاث املجلد الثاني العدد 4 5
يوليوز . 2016
6الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.09.15بتاريخ 22صفر 18 ( 1430فبراير ( .)2009الجريدة الرسمية عدد 5711بتاريخ 27صفر
23( 1430فبراير ،)2009ص . 552 :
7
استعمال مفرط أو ال مسؤول يصدر من مؤسسة عامة أو خاصة ومن شأنه أن يمسه في هذا
الحق أو يهدده في حياته الخاصة.
فماذا يقصد باملعطيات ذات الطابع الشخص ي وما هي حدودها؟ ما هي ضوابط املعالجة
املشروعة لهذه املعطيات ؟ ما هي مظاهر الحماية التي كفلها املشرع املغربي للشخص املعني ؟
كلها أسئلة سنحاول اإلجابة عنها ،بإذن هللا تعالى من خالل تقسيم املوضوع إلى مبحثين
أساسيين ،نتناول في األول كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي ،ونخصص الثاني
للحماية القانونية لهذه املعطيات.
أوال :أهمية املوضوع
تكمن أهمية املوضوع في أن حماية املعطيات الشخصية من القضايا التي تشغل العالم .أخذا
بعين االعتبار التحدي الذي بات مطروحا أمام مجموعة من الدول من اجل العمل على توحيد
الجهود بغية ضمان حماية فعالة ،تنسجم مع املستوى املتطلب والحركية التي يعيشها العالم،
ومن جانب آخر فالحماية أيضا تهدف إلى تعزيز الحريات والحقوق األساسية لألفراد عبر تأمين
مزيد من الضمانات القانونية والدستورية ،والحفاظ على حرمة الحياة الخاصة من االستغالل.
وفي هذا الصدد فحماية املعطيات الشخصية باملغرب ترتبط بمجموعة من الرهانات
الحقوقية واالقتصادية ،ورهان املحافظة على السيادة الرقمية .فاملغرب حاليا يتوفر على اطار
قانوني يشمل الفصل 27من الدستور واملتعلق بحماية الحق في الحياة الخاصة ،إضافة إلى
القانون 09.08املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة املعطيات ذات الطابع
الشخص ي ،ومجموعة من االتفاقيات الدولية في هذا املجال.
ثانيا :إشكالية املوضوع
تتجلى إشكالية البحث في املخاطر املحدقة باملعطيات الشخصية وأثرها على الحقوق
األساسية والحريات ومدى فعالية القوانين والتشريعات املرتبطة بحمايتها في االطار الوطني
والدولي.
8
األسئلة الفرعية:
✓ ماذا يقصد باملعطيات الشخصية؟
✓ وماهي أنواعها ؟
✓ وما عالقتها بالحياة الشخصية ؟
✓ ماهي القيمة التي توليها الدول للمعطيات الشخصية من الناحية الدستورية والقانونية؟
✓ ماهي األشكال الجديدة لإلستغالل غير املشروع للمعطيات الشخصية ؟
✓ كيف تم تأطير القوانين املرتبطة بحماية املعطيات الشخصية في السياق الوطني ؟ .
✓ ما هي املستجدات املرتبطة بتشريعات حماية املعطيات الشخصية ؟
✓ ما هي القوانين التي تؤطر حماية املعطيات الشخصية باملغرب ؟
✓ اين يتجلى دور اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية في مجال حماية
األشخاص؟
ثالثا :صعوبات الدراسة
إضافة إلى االطار القانوني فإن الباحث في هذا املوضوع يحتاج ألن يتوفر على خبرة في مجال
املعلوميات والبرمجة كشق تقني أساس ي باعتبار أن املخاطر التي تهدد املعطيات الشخصية هي
ذات طبيعة رقمية كالبرمجيات الخبيثة والفيروسات .حيث أن الدارس للمجال ال يجب أن
يقتصر على الجوانب القانونية وحدها بل ينظر للجانب التقني أيضا .إضافة إلى الجانب
االجتماعي والنفس ي والسياس ي.
رابعا :مناهج الدراسة
املنهج الوصفي التحليلي :سيتم اعتماد هذا املنهج ألجل وصف وتحليل التطور الحاصل في
مجال االنخراط في منظومة حماية املعطيات الشخصية من خالل وصف للقوانين املرتبطة
بحماية املعطيات الشخصية ثم تحليلها بناء على الدالالت التي تحملها وارتباطا بسياقها .إضافة
9
إلى وصف وتحليل املؤسسات املناط لها مهمة اإلشراف واملراقبة حيال حماية املعطيات
الشخصية للمواطنين.
-املنهج املقارن :سيتم اعتماد هذا املنهج لغرض القيام بمقارنة بين التشريعات الوطنية في مجال
حماية املعطيات الشخصية والتشريعات األجنبية في مجموعة من الدول.
خامسا :خطة الدراسة
سيتم دراسة املوضوع من خالل تقسيمه إلى مبحثين كاآلتي:
املبحث األول :كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي
املبحث الثاني :الحماية القانونية للحياة الخاصة لألفراد
10
كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع
الشخص ي
11
املبحث األول :كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي
إن االستعمال املكثف لوسائل االتصال الحديثة كاألنترنيت ،7وشبكات التواصل االجتماعي
وأجهزة التصوير والتسجيل عبر الهواتف الذكية ،وتطور تقنيات رصد تحركات األشخاص
والتنصت على مراسالتهم ومكاملاتهم الهاتفية ،كلها وسائل تقوم على االستعمال املفرط
للمعطيات الشخصية لألفراد من أرقام هواتف وصور ومراسالت وفيديوهات وغيرها .وبما أن
هذه املعطيات تعتبر من خصوصيات الفرد ،فإنه غالبا ما يحرص على كتمانها واالنفراد
باستعمالها والتصرف فيها .لذلك فإن جمع هذه املعطيات وتخزينها ومعالجتها من طرف جهات
معينة يخضع لضوابط يحفظ بها املشرع حق الفرد في حياته الخاصة.
املطلب األول :املعطيات املعنية باملعالجة
لقد خرج املشرع املغربي عن قاعدة ترك اختصاص وضع التعريفات للفقه ،ووضع مجموعة
من املفاهيم التي تعتبر أساسية لتحديد مجال إعمال القانون رقم ،08.09ولضمان حسن
تطبيقه من طرف كل املعنيين به سواء كمسؤولين عن معالجة املعطيات الشخصية جهات عامة
كانت (اإلدارات املؤسسات العمومية ،الجماعات املحلية ،املستشفيات )..أو خاصة (األبناك،
الشركات املصحات الخاصة ،)..أو كقضاة أو كفاعلين اقتصاديين.
الفقرة األولى :تحديد مفهوم املعطيات ذات الطابع الشخص ي
بعدما حدد املشرع املغربي في املادة األولى من القانون رقم 08.09الفلسفة من وراء إصدار هذا
القانون بنصه على أن املعلومة في خدمة املواطن ،وتتطور في إطار التعاون الدولي ،ويجب أن ال
تمس بالهوية والحقوق والحريات الجماعية أو الفردية لإلنسان ،وينبغي أال تكون أداة إلفشاء
أسرار الحياة الخاصة للمواطنين ،عرف املعطيات ذات الطابع بأنها كل معلومة كيفما كان نوعها
بغض النظر عن دعامتها ،بما في ذلك الصوت والصورة ،واملتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل
للتعرف عليه".
7لقد شهد التواصل الرقمي بالمغرب تطورا بارزا كما تشهد على ذلك أرقام الربط عبر األنترنيت تجاوز معدل انتشاره 30في المائة ،في حين
بلغت خدمات الهاتف النقال ذروتها بأكثر من 130في المائة في سنة 2014عن كلمة السيد الحبيب بلكوش رئيس مركز دراسات حقوق اإلنسان
والديم قراطية بمناسبة افتتاح ندوة دولية حول الحكامة الجيدة بقطاع األمن في العهد الرقمي ..تدبير وحماية المعطيات الشخصية بين متطلبات
األمن وحماية حقوق اإلنسان" المنعقدة يومي 19و 20أكتوبر 2015على الموقع www.telexpresse.com/news44359.html
12
ويكون الشخص قابال للتعرف عليه إذا كان بإمكان ذلك إما بصفة مباشرة أو غير مباشرة وال
سيما من خالل الرجوع إلى رقم تعريف أو عنصر أو عدة عناصر مميزة لهويته البدنية أو
الفزيولوجية أو الجينية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية (الفقرة األولى من
املادة .)1
ويقصد بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي كل عملية أو مجموعة من العمليات تنجز
بمساعدة طرق آلية أو بدونها وتطبق على معطيات ذات طابع شخص ي مثل التجميع أو التسجيل
أو التنظيم أو الحفظ أو املالءمة أو التغيير أو االستخراج أو االطالع أو االستعمال أو اإليصال
عن طريق اإلرسال أو اإلذاعة أو أي شكل آخر من أشكال إتاحة املعلومة ،أو التقريب أو الربط
البيني وكذا اإلغالق أو املسح أو اإلتالف ( الفقرة 2من املادة .)1
كما تخضع للمعالجة وفقا لقانون 08.09املعطيات الحساسة ،وهي معطيات ذات طابع
شخص ي تبين األصل العرقي أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات الدينية أو الفلسفية أو
االنتماء النقابي للشخص املعني أو تكون متعلقة بصحته بما في ذلك املعطيات الجينية (الفقرة
3من املادة .)1
الفقرة الثانية :نطاق تطبيق القانون رقم 08.09
يتحديد نطاق تطبيق قانون 08.09من خالل الوقوف على املعطيات الشخصية املشمولة
باملعالجة ،وتلك املستثناة منها.
أوال :املعطيات املشمولة باملعالجة
يطبق هذا القانون على:
-املعالجة اآللية أو اآللية أو الجزئية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي الواردة أو املرتقب
ورودها في ملفات يدوية.
-معالجة املعطيات الشخصية التي تتم من طرف شخص ذاتي أو معنوي ،ويكون املسؤول
عن هذه املعالجة مقيم على التراب الوطني .ويعتبر املسؤول عن املعالجة مقيما فوق
13
التراب الوطني 8إذا كان يمارس نشاطه فوق هذا التراب في إطار منشأة كيفما كان شكلها
القانوني.9
-معالجة املعطيات الشخصية من طرف شخص ذاتي أو معنوي ،ويكون املسؤول عن
هذه املعالجة غير مقيم على التراب املغربي ،لكنه يلجأ في هذه املعالجة إلى وسائل آلية أو
غير آلية توجد فوق التراب املغربي .10وفي هذه الحالة يجب على املسؤول عن املعالجة
تبليغ اللجنة الوطنية املراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي بهوية ممثل له
باملغرب. 11
ثانيا :املعطيات املستثناة من املعالجة
ال ينسحب تطبيق قانون 08.09وفقا للفقرة الرابعة من املادة 2على:
-معالجة املعطيات الشخصية التي تستعمل ألغراض العبور فوق التراب الوطني أو فوق
تراب دولة لها تشريع معترف بمعادلته للتشريع املغربي في مجال حماية املعطيات
الشخصية (ب من الفقرة الثانية من املادة (.)2
-معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي التي تتم من طرف شخص ذاتي ،ويكون الغرض
منها ممارسة نشاطات شخصية أو منزلية بصفة حصرية.
-معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي التي يتم جمعها ومعالجتها ملصلحة الدفاع
الوطني واألمن الداخلي أو الخارجي للدولة.
-املعطيات ذات الطابع الشخص ي املحصل عليها تطبيقا لنص تشريعي خاص.
وهناك نوع من املعطيات قيد قانون 08.09خضوعها للمعالجة بتحقق شروط معينة ،وهي
تلك املعطيات ذات الطابع الشخص ي التي يتم جمعها ومعالجتها ألغراض الوقاية من الجرائم
والجنح .فهذه املعطيات ال تتم معالجتها إال وفق الشروط املحددة بالقانون أو بالنظام الذي
14
تحدث بموجبه امللفات املعنية ،بحيث يبين هذا النظام املسؤول عن املعالجة ،شرط مشروعيتها
والغاية أو الغايات .
منها ،األشخاص املعنيين مصدر املعطيات األغيار املوصلة إليهم هذه املعطيات اإلجراءات
الواجبة اإلتباع لضمان سالمة عملية املعالجة ،وال تتم املعالجة في هذه الحاالت إال بعد عرض
هذا النظام على اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية إلبداء رأيها بشأنه (الفقرة
4من 2املادة )
املطلب الثاني :ضوابط معالجة املعطيات الشخصية
عمل املشرع من خالل قانون 08.09على حماية حق الفرد في الحياة الخاصة أوال ،من خالل
االعتراف له بمجموعة من الحقوق يتعين على املسؤول عن املعالجة مراعاتها والحرص على
احترامها أثناء جمع وتخزين ومعالجة املعطيات وحفظها (الفقرة األولى) ،ثانيا ،من خالل وضع
مجموعة من القواعد املوضوعية واإلجرائية الغاية منها ضبط عملية معالجة املعطيات
الشخصية وحمايتها من أي اختراق أو إتالف أو استعمال غير مشروع أو مفرط (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :الحرص على ضمان حقوق الفرد املعني
الشخص املعني هو كل شخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه إما بصفة مباشرة أو غير
مباشرة ،وذلك بالرجوع إلى عنصر أو عدة عناصر مميزة لهويته البدنية أو الفيزيولوجية أو
الجينية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية .هذا الشخص أقر له املشرع
مجموعة من الحقوق وهي:
أوال :الحق في حماية رضاه
لقد اشترط املشرع ضرورة رض ى الشخص املعني والرض ى يفيد تعبير عن اإلرادة الحرة واملميزة
وعن علم يقبل بموجبه الشخص املعني معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي املتعلق به
البند 9من املادة ( )1بحيث ال يمكن ،كمبدإ ،القيام بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي
إال إذا كان الشخص املعني قد عبر بما ال يترك مجاال للشك عن رضاه عن العملية أو مجموع
العمليات املزمع إنجازها.
15
لكن املشرع استثنى من الرضا املسبق للمعني باألمر ،الحاالت التي تكون فيها املعالجة ضرورية.
وتكون املعالجة كذاك في الحاالت التالية:
الحترام التزام قانوني يخضع له الشخص املعني أو املسؤول عن املعالجة.
-لتنفيذ عقد يكون الشخص املعني طرفا فيه أو لتنفيذ إجراءات سابقة للعقد تتخذ
بطلب من الشخص املذكور.
-للحفاظ على املصالح الحيوية للشخص املعني ،إذا كان من الناحية البدنية أو القانونية
غير قادر على التعبير عن رضاه.
-لتنفيذ مهمة تدخل ضمن الصالح العام أو ضمن ممارسة السلطة العمومية التي يتوالها
املسؤول عن املعالجة أو أحد األغيار الذي يتم إطالعه على املعطيات.
-إلنجاز مصلحة مشروعة يتوخاها املسؤول عن املعالجة أو املرسل إليه ،مع مراعاة عدم
تجاهل مصلحة الشخص املعني أو حقوقه وحرياته األساسية (املادة .)4
ثانيا :الحق في إخباره أثناء تجميع معطياته
تنظم هذا الحق املادة 5من قانون ،08.09إذ توجب على الشخص املسؤول عن املعالجة أو
من يمثله إخبار ،وبشكل مسبق ،كل شخص تم االتصال به من أجل تجميع معطياته
الشخصية .وهذا اإلخبار يجب أن يكون صريحا ال لبس وال غموض فيه ،ويجب أن ينصب على
العناصر التالية:
16
-إخباره ،في حالة جمع معلومات في شبكات مفتوحة ،بأن املعطيات ذات الطابع
الشخص ي املتعلقة به يمكن تداولها في الشبكات دون ضمانات السالمة ،وأنها قد
تتعرض للقراءة أومن لدن أغيار غير مرخص لهم ،وذلك ما لم يكن على علم مسبق
بذلك.
غير أن نطاق هذا الحق محدود ،فهو ال يطبق وفقا للمادة 6من نفس القانون على:
-املعطيات الشخصية التي يكون جمعها ومعالجتها ضروريين للدفاع الوطني وأمن الدولة
الداخلي والخارجي أو للوقاية من الجريمة وزجرها؛
-إذا تبين أن إخبار الشخص املعني متعذر ،والسيما في حالة معالجة املعطيات ألغراض
إحصائية أو تاريخية أو علمية .وفي هذه الحالة يكون املسؤول عن املعالجة ملزما بإخبار
اللجنة الوطنية املراقبة حماية املعطيات الشخصية باستحالة هذا اإلخبار وسببها؛
إيصالها ؟
-إذا نصت النصوص التشريعية صراحة على تسجيل املعطيات ذات الطابع الشخص ي
أو وأخيرا ال يطبق حق اإلخبار على معالجة املعطيات الشخصية املنجزة حصريا ألغراض
صحافية أو فنية أو أدبية.
ثالثا :الحق في الولوج واالستفسار
إن املعلومة تبقى محافظة على طابعها الشخص ي حتى بعد اإلدالء بها للجهة املكلفة باملعالجة
وقيام هذه األخيرة بتجميعها وخزنها ومعالجتها .لذلك ضمن قانون 08.09من خالل املادة 7
للمعني باألمر الحق في الولوج املشروع لتتبع معطياته الشخصية ،وذلك بناء على طلب يتقدم به
إلى املسؤول عن املعالجة من أجل الحصول ودون عوض على ما يلي:
17
يحق للمسؤول عن املعالجة أن يطلب من اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية
تحديد آجال اإلجابة على طلبات الولوج املشروعة ،كما يمكنه التعرض إذا تبين له أن هذه
الطلبات تعسفية خصوصا من حيث عددها وطابعها التكراري .وفي هذه الحالة عليه اإلدالء
للجنة الوطنية بالحجة التي تفيد شطط طلبات الولوج.
رابعا :الحق في التصحيح
باعتبار أن املعطيات ذات الطابع الشخص ي قابلة للتغيير ،أعطى املشرع للمعني باألمر الحق
في تصحيح هذه املعطيات أو تحيينها أو مسحها أو إغالق الولوج إليها عندما تكون معالجتها غير
مطابقة لقانون 08.09وألزم املسؤول عن املعالجة القيام بهذه التصحيحات داخل أجل عشرة
أيام كاملة من تاريخ طلبها من طرف املعني باألمر.
غير أنه في حالة رفض املسؤول عن املعالجة القيام بالتصحيحات الالزمة ،تقوم بها اللجنة
الوطنية بناء على طلب املعني باألمر .وتبلغ هذه التصحيحات لألغيار الذين وصلت إليهم
املعطيات ذات الطابع الشخص ي (املادة .)8
خامسا :الحق في التعرض
للمعني باألمر الحق في التعرض املشروع وبدون مصاريف على معالجة معطياته الشخصية إذا
كان الغرض من هذه املعالجة استعمال معطياته الخاصة ألغراض تجارية .غير أنه ال يحق له
التعرض إذا كانت املعالجة تستجيب اللتزام قانوني.
ضمانا لهذه الحقوق وضع املشرع على عاتق املسؤول عن املعالجة مجموعة من االلتزامات
الغاية منها ضبط وتأطير عملية معالجة املعطيات الشخصية وما يرتبط بها من تجميع
للمعلومات وخزنها وحفظها.
الفقرة الثانية :ضوابط معالجة املعطيات الشخصية
لقد أحاط املشرع معالجة املعطيات الشخصية وما يرتبط بها من عمليات بمجموعة من
الضوابط والشروط ،بهدف ضمان مشروعيتها وتأمين تحقيق الغاية أو الغايات منها من هذه
الضوابط ما يتعلق باملعطيات محل املعالجة (أوال) ،ومنها ما يرتبط باملسطرة الواجبة اإلتباع في
املعالجة (ثانيا) ،ومنها ما يتعلق بالتزامات املسؤول عن املعالجة (ثالثا).
18
أوال :نوعية املعطيات القابلة للمعالجة
لقد اشترط املشرع من خالل املادة 3من قانون 08.09أن تكون املعطيات الشخصية مجمعة
لغايات محددة ومشروعة ،وأن تكون صحيحة وغير مغلوطة ومالئمة ومناسبة للغايات التي تم
تجميعها ومعالجتها الحقا من أجلها ،وأن يتم اإلعالن عن هذه الغايات قبل عملية التجميع.
كما اشترط أن تتم معالجة هذه املعطيات بطريقة نزيهة ومشروعة ،وأن يتم حفظها وفقا
للشكل الذي يمكن من التعرف على األشخاص املعنيين طوال مدة ال تتجاوز املدة الضرورية
إلنجاز الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجلها.
ثانيا :املسطرة الواجبة اإلتباع
يتعين املسؤول عن املعالجة الحصول على إذن مسبق بذلك من طرف اللجنة الوطنية املراقبة
حماية املعطيات الشخصية .وذلك كلما تعلقت املعالجة بمعطيات حساسة تبين األصل العرقي
أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات الدينية أو الفلسفية أو االنتماء النقابي للشخص
املعني ،أو معطيات تتعلق بصحته بما فيها املعطيات الجينية بباستثناء تلك املستعملة ألغراض
طبية.
كما يشترط هذا اإلذن إذا همت املعالجة معطيات متعلقة باملخالفات أو اإلدانات أو التدابير
الوقائية ،أو معطيات تتضمن رقم بطاقة التعريف الوطنية للمعني باألمر ،أو كانت املعالجة تهم
الربط البيني امللفات تابعة لشخص أو عدة أشخاص معنويين يديرون مصلحة عمومية والذين
تكون غايات املصلحة العامة لديهم مختلفة ،أو الربط البيني مللفات تابعة ألشخاص معنويين
آخرين تكون غاياتهم الرئيسية مختلفة.
الغاية من هذا التصريح تمكين اللجنة الوطنية من مراقبة احترام مقتضيات القانون رقم
،08.09والتأكد من إشهار معالجة املعطيات الشخصية من طرف املسؤول عنها أو من يمثله
(املادة ) 13
وهذا التصريح يجب أن يتضمن مجموعة من البيانات حددتها املادة 16وهي:
-اسم وعنوان املسؤول عن املعالجة وعند االقتضاء اسم وعنوان ممثله؛
19
-تسمية املعالجة املزمع القيام بها والغاية أو الغايات منها؛
-وصف فئة أو فئات األشخاص املعنيين واملعطيات املتعلقة بهم؛
-املرسل إليهم أو فئات املرسل إليهم الذين قد توصل إليهم املعطيات؛
-تحويالت املعطيات املعتزم إرسالها إلى دول أجنبية؛
-مدة االحتفاظ باملعطيات
-املصلحة التي يمكن للشخص املعني أن يمارس لديها حقوقه واإلجراءات املتبعة في ذلك؛
-املقابلة أو الربط البيني أو جميع أشكال التقريب األخرى بين املعطيات ،وكذا تفويتها
أوإسنادها إلى الغير كمعالجة من الباطن
ثالثا :التزامات املسؤول عن املعالجة
باإلضافة إلى ضرورة حصول املسؤول عن املعالجة على إذن مسبق بذلك ،حمله املشرع
مجموعة من االلتزامات تؤطر العملية استعمال املعطيات الشخصية وتعنى بكيفية تدبيرها
وهي:
– 1االلتزام باملحافظة على سالمة املعطيات الشخصية من اإلتالف أو الضياع أو اإلذاعة أو
الولوج غير املرخص ،ومن كل معالجة غير مشروعة ،وذلك باتخاذ مجموعة من اإلجراءات
التقنية والتنظيمية املالئمة بالنظر إلى املخاطر التي تمثلها املعالجة ،وطبيعة املعطيات الواجب
حمايتها (فقرة 1من املادة 23من ق .)08.09وهذه اإلجراءات واجبة سواء من املسؤول عن
املعالجة مباشرة أو من املعالج من الباطن الذي يقوم بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي
الحساب املسؤول عنها. 12
12نظم المشرع طبيعة العالقات التي تربط بين المسؤول عن المعالجة والمعالج من الباطن الذي يعمل لحسابه بموجب الفقرات 2و 3و 4من
المادة 23من القانون 08.09
20
– 2االلتزام باملحافظة على سرية املعطيات الشخصية الحساسة أو التي لها صلة بصحة املعني
باألمر ،وذلك من خالل مراقبة دخول املنشآت ،13ودعامة املعطيات 14ومراقبة اإلدراج، 15
والولوج 16واإلدخال 17واإلرسال ،18والنقل.19
– 3االلتزام باملحافظة على السر املنهي احتراما لحقوق وحريات األشخاص املعنيين ألزم املشرع
املسؤول عن معالجة املعطيات الشخصية ،وكل من سهلت له مهمته اإلطالع على هذه املعطيات
باحترام السر املنهي .وهذا االلتزام يمتد حتى بعد التوقف عن ممارسة املهمة ،وذلك تحت طائلة
عقوبات جنائية (,املواد 446و 447و 448ق.ج).
املطلب الثالث :مجال املعطيات ذات الطابع الشخص ي
إن حماية املعطيات الشخصية هي بمثابة حماية الحق في الحياة الخاصة الذي أصبح حقا
من الحقوق الدستورية املتعلقة بالشخصية اإلنسانية .ومن هذا املنطق فإن مجال املعطيات
ذات الطابع الشخص ي مرتبط باألشخاص الذاتيين دون غيرهم ،وهو الطرح الذي تبناه التوجه
األوروبي بشكل صريح ،في املادة /2أ وكذا أغلب التشريعات األجنبية ،كالتشريع الفرنس ي،
البلجيكي مثال .
ومن جهته فإن املشرع املغربي بدوره نهج نفس املنحى وصرح في املادة 1-1أن املعطيات ذات
الطابع الشخص ي يلزم أن تتعلق بالشخص ذاتي .
فإذا كان مدلول الشخص املعرف ال يطرح أي إشكال بخصوص تحديد هويته ،فإنه يطرح
بالنسبة للشخص القابل للتعرف عليه ،وذلك حسب التعبير الوارد في املادة 1-1من القانون
09-08والتي تنص على أنه يكون الشخص قابال للتعرف عليه إذا كان باإلمكان التعرف عليه،
13ويتم ذلك من خالل منع ولوج أي شخص غير مأذون له إلى المنشآت المستعملة لمعالجة هذه المعطيات (أ 24/ق )08.09
14ويتم ذلك من خالل منع قراءة أو نسخ أو تعديل أو سحب دعامات المعطيات من قبل أشخاص غير مأذون لهم ( ب 24/ق ) 08.09
15من خالل منع اإلدخال غير المأذون به للمعطيات الشخصية ،والتعرف على المعطيات التي تم إدراجها أو تغييرها أو حذفها دون إذن مسبق (ج/
24ق .)08.09
16عن طريق حصر ولوج هذه المعطيات في األشخاص المأذون والمرخص لهم فقط (هـ 24/ق .)08.09
17عن طريق ضمان إمكانية المراجعة البعدية لطبيعة المعطيات ذات الطابع الشخصي التي تم إدخالها ولصالح من تم ذلك ( ز 24/ق ) 08.09
18عن طريق التحقق من الهيئات التي يمكن أن تنقل المعطيات الشخصية إليها عبر معدات إرسال معطيات (و 24/ق ) 08.09
19من خالل منع قراءة أو استنساخ أو تغيير أو حذف معطيات ذات طابع شخصي أثناء إرسال المعطيات أو دعامات المعطيات بدون إذن ( ك
24/ق .)08.09
21
بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،والسيما بالرجوع إلى رقم تعريف أو عنصر أو عدة عناصر مميزة
لهويته املدنية أو الفزيولوجية ،أو الجينية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية
"...
ويتبين من هذا التعريف أن التشريع الوطني سلك منهجا توسعيا في تحديده لألشخاص محل
الحماية بمقتض ى القانون 09-08وهو اتساع يفيد أن االقتصار على أو عناصر معينة يحمل
بين طياتها نظرة ضيقة تأخذ بعين االعتبار وسائل التعريف غير املباشرة.
ويمكن لكل أنواع املعطيات أن تكتسب الطابع الشخص ي ويتضح ذلك من خالل الصياغة
العامة الواردة في نفس املادة املشار إليها أعاله" :كل معلومة كيفما كان نوعها وبغض النظر عن
دعامتها" .بل إن املشرع املغربي ذهب أبعد من ذلك عندما أدرج الصوت والصورة ضمن
املعطيات الشخصية املتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه مسايرة منه للتطور
الحاصل في ميدان تكنولوجيا الصوت والصورة ،وانسجاما مع نص الحيثية 14من التوجه
األوروبي" :وحيث أنه ،يأخذ باالعتبار التطور الجاري في مجتمع اإلعالم ،تقنيات النقاط ،إرسال،
إدارة ،تسجيل ،حفظ ،االطالع على املعطيات املنشأة عن طريق األصوات أو الصور املتعلقة
باألشخاص الطبيعيين".
وبالتالي فإن نوعية املعطيات املحمية ذات الطابع الشخص ي يجب أن تكون معالجة بطريقة
شخصية نزيهة ومشروعة ومجمعة لغايات محددة ومعلنة ومالئمة ومناسبة وغير مفرطة
وصحيحة ومحينة عند االقتضاء ،ومحفوظة بشكل يمكن من التعرف على األشخاص املعنيين
طوال املدة املحددة والضرورية إلنجاز الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجلها.20
وتجب اإلشارة إلى أنه في الوقت الحاضر أصبحت جهات تكون ملفات متعلقة باملعطيات ذات
الطابع الشخص ي ،وذلك إما في املؤسسات العمومية والجماعات الترابية كتلك املتعلقة
بمعطيات الحالة املدنية واللوائح االنتخابية أو في املستشفيات التي تتوفر على معطيات
شخصية خاصة بالفرد ضمن ما بات يعرف باإلدارة األساسية للسياسة الصحية ،إضافة إلى
البنوك فهي بدورها تتوفر على معطيات تعتبر ذات طابع شخص ي خاصة بزبنائها.
22
وتبقى املعايير التي تمكن من التعريف بالشخص بشكل مباشر أو غير مباشر ذات طبيعة
متنوعة ومعقدة في بعض األحيان مما يطرح صعوبات كثيرة أمام القضاء ،خصوصا مع تنامي
حجم تكنولوجيا االتصال ونقل املعلومات.
23
املبحث الثاني :الحماية القانونية للحياة الخاصة
لألفراد
24
املبحث الثاني :الحماية القانونية للحياة الخاصة لألفراد
تنطوي عملية جمع وتخزين ومعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي وحفضها على مخاطر
كبيرة ومضار متعددة تهدد األفراد في أهم حقوقهم األساسية ،يتعلق األمر بالحق في
الخصوصية .لذلك أقر املشرع من خالل القانون رقم 08.09مجموعة من األدوات واآلليات
القانونية الغاية منها ضمان االستغالل الناجع واملشروع واملناسب لهذه املعطيات ،منها ما هو
مؤسساتي (املطلب األول) ومنها ما اتخذ طابعا جزائيا (املطلب الثاني) على أن نخصص (املطلب
الثالث) للحديث عن املسؤولية الجنائية والجزاء في الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات
الشخصية.
املطلب األول :اآلليات الحمائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي
باملوازاة مع املقتضيات القانونية املؤطرة لعملية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي
عمل املشرع من خالل قانون 08.09على خلق أجهزة وآليات مهمتها السهر على قانونية هذه
املعالجة ومالءمتها للغاية أو الغايات املرتقبة منها ،وهي اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات
ذات الطابع الشخص ي والسجل الوطني وسجالت مركزية الحماية هذه املعطيات.
الفقرة األولى :اللجنة الوطنية ملر اقبة املعطيات الشخصية
يعتبر املغرب من بين البلدان العربية واإلسالمية واإلفريقية القليلة التي أسست لجنة وطنية
املراقبة حماية الحياة الخاصة واملعطيات الشخصية ،21لضمان التطبيق السليم ملقتضيات
قانون 08.09املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة املعطيات ذات الطابع
الشخص ي (املادة 27من القانون املذكور سابقا).
21عن كلمة السيد رئيس الحكومة السابق عبد اإلله بنكيران بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي 38لمفوضي حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي،
والحياة الشخصية بمراكش المنظم من 17إلى 20أكتوبر 2016على الموقعwww.maroc.ma/ar/%D :
25
أوال :تشكيلة اللجنة
تتألف اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية من سبعة أعضاء وهم:
-رئيس يعينه جاللة امللك
-أعضاء يعينهم جاللة امللك ويتم اقتراحهم كما يلي :عضوان من طرف الوزير األول،22
وعضوان من طرف رئيس مجلس النواب وعضوان من طرف مجلس املستشارين ( املادة
2من املرسوم التطبيقي لقانون .23).08.09
تعين اللجنة ملدة 5سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
األعضاء املشكلون للجنة يتم اختيارهم من بين شخصيات القطاع العام أو الخاص مؤهلين
للقيام بهذه املهمة بحكم كفاءتهم في امليادين القانونية والقضائية واإلعالمية وبحكم درايتهم
بقضايا الحريات الفردية ،ويشترط فيهم الحياد والنزاهة الخلقية والخبرة والكفاءة (املادة 3من
املرسوم).
ثانيا :املهام املوكولة للجنة
الهدف من إحداث اللجنة الوطنية مزدوج ، 24اقتصادي يتمثل في تشجيع االستثمارات
األجنبية في املغرب عن طريق ترحيل الخدمات فيما يسمى باألفشورينغ ،والذي يتطلب مستوى
كاف من حماية املعطيات الشخصية لألفراد وحقوقي يتمثل في حماية الحياة الخاصة لألفراد
وحرياتهم الشخصية إزاء االستعمال املفرط والالمسؤول املعطياتهم الشخصية. 25
22المادة 32من ق 09.08تنص على الوزير األول لكن المهمة تسند لرئيس الحكومة الذي عوض منصب الوزير األول.
23مرسوم رقم -09165-2صادر في 25جمادى األولى 21( 1430ماي ) 2009
24أهداف اللجنة الوطنية ال تنفصل عن أهداف قانون رقم 08.09وهي - :حماية المواطنين من االستعمال التعسفي المعطياتهم الشخصية داخل
إطار قانوني مرن – الحرص على مالءمة التشريع المغربي لالتفاقات الدولية والتشريعات المقارنة – تطوير االقتصاد الوطني وتوفير مناخ
مناسب لجلب االستثمار األجنبي.
25عن كلمة السيد سعيد إهراي ،رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي الجريدة هيسبريس ،حاوره السيد عبد الحق
بلشكر بتاريخ 15فبراير 2013عن الموقع www.hesspress.com : interviews/721654.html :
لقد حرصت اللجنة الوطنية منذ تأسيسها على نسج عالقات تعاون مع عدة قطاعات في أفق انخراطها في المالءمة مع المقتضيات القانونية
الخاصة بحماية المعطيات الشخصية في هذا اإلطار تم توقيع اتفاقية تعاون مع بنك المغرب ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني .كما عملت
اللجنة على التأسيس لعالقات التعاون مع الفيدرالية المغربية الشركات التأمين والوكالة الوطنية لتقنين المواصالت ووزارة العدل والحريات
ووزارة الصحة ووزارة السياحة .كما انضمت اللجنة إلى المؤتمر الدولي لسلطات حماية المعطيات الشخصية وإلى الجمعية الفرانكوفونية السلط
حماية المعطيات الشخصية وإلى عدد من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال .كما صادق المغرب على اتفاقية مجلس أوربا عدد 108
وبرتوكولها اإلضافي في تصريح للسيد سعيد إهراي رئيس اللجنة الوطنية بتاريخ www.aljazeera.net/news/ebusiness/ :
2015/5/29
26
ومن أجل تحقيق هذين الهدفين كلف املشرع اللجنة القيام بمجموعة من املهام تنضوي تحت
املحاور الكبرى التالية:
-مهمة إخبار وتحسيس األفراد والهيئات العمومية واملؤسسات الخاصة
-مهمة تقديم االستشارة واالقتراح أمام الحكومة أو البرملان بشأن مشاريع أو مقترحات
القوانين أو بشأن النصوص التنظيمية ذات الصلة بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي،
أو بشأن كيفيات التقييد بالسجل الوطني أو بشأن القواعد املسطرية وحماية معالجة امللفات
األمنية الواجب تسجيلها ؟
26اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي CNDPعلى الموقعhttp://koun3labal.ma/ar/ .:
راجع كذلك:
ــ علي كريمي ،تأثير التطور التكنولوجي على حقوق اإلنسان الحياة الخصوصية وحماية البيانات الشخصية نموذجاء مجلة ابحاث العدد 2014/1املغرب2014 ،
27
• امللفات التي تكون السلطات العمومية أو الخواص مسؤولين عن معالجتها (أوب /م 46
ق )08.09
• اإلحاالت على القوانين أو النصوص التنظيمية املنشورة الصادرة إلحداث ملفات
عمومية (ج /م 46ق ) 08.09
• األذون املسلمة تطبيقا لقانون ( 08.09د /م 46ق )08.09
• املعطيات املتعلقة بامللفات الضرورية للسماح لألشخاص املعنيين بممارسة حقوق
اإلخبار والولوج والتصحيح والحذف والتعرض ( هـ /م 46ق )08.09؛
هذا السجل يوضع رهن إشارة العموم ،ويجب أن يتضمن لزوما هوية الشخص املسؤول عن
املعالجة حتى يتمكن األشخاص املعنيون من ممارسة الحقوق التي يضمنها لهم ق .08.09
وإلى جانب السجل الوطني تحدث سجالت مركزية تهم األشخاص املشكوك في قيامهم بأنشطة
غير مشروعة وبارتكابهم الجنح ومخالفات إدارية وكذا املقررات التي تنص على عقوبات وتدابير
وقائية وغرامات وعقوبات إضافية .يعهد مسك هذه السجالت للمصالح العمومية وحدها والتي
تتوفر على اختصاص صريح بذلك ،وهي تكون ملزمة باحترام املعطيات الشخصية عند إحداثها
ومسكها ومعالجتها للمعطيات التي تحتويها هذه السجالت.
املطلب الثاني :الحماية الزجرية للمعطيات الشخصية
من اآلثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة وتوظيف املعلوميات في مختلف مناحي الحياة
العصرية ضيق نطاق الحياة الخاصة وسهولة االعتداء عليها ،وفي ذلك تهديد صريح وخطير
لألمن االجتماعي ،وزعزعة للثقة املفترضة في الوسائل املختلفة التي يحتويها عالم الرقمنة.
وللحد من هذه اآلثار وجعل التكنولوجيا في خدمة اإلنسان أقر املشرع املغربي حق الفرد في
حماية جنائية ملعطياته الشخصية سواء من خالل مجموعة القانون الجنائي (الفقرة األولى)،
أو من خالل ق ( 08.09الفقرة الثانية).
28
الفقرة األولى :الحماية الجنائية للمعطيات الشخصية وفقا لقانون 2707.03
لقد اكتسحت التكنولوجيا املجتمع املغربي من بابه الواسع وباملوازاة مع ذلك اتخذت الجريمة
املعلوماتية صورا متعددة دفعت باملشرع إلى التدخل بموجب قانون 07.03املتعلق باملساس
بنظم املعالجة اآللية للمعطيات جرم من خالله مجموعة من األفعال التي تخل بنظم املعالجة
وتهدد األفراد في معطياتهم الخاصة ،كما تهدد السير العادي والطبيعي للمؤسسات سواء كانت
عامة أو خاصة ،وخص لها عقوبات صارمة منها ما هو سالب للحرية ومنها ما يقتصر على الغرامة
املالية ومنها ما يجمع بين العقوبتين .ومن بين الجرائم التي نص عليها هذا القانون نجد:
-جريمة دخول نظام املعالجة اآلية للمعطيات عن طريق اإلحتيال
-جريمة البقاء في نظام املعالجة اآللية للمعطيات تم دخوله عن طريق الخطأ.
لقد عاقب املشرع الجنائي عن هتين الجريمتين بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر وبغرامة مالية
تتراوح بين 2000درهم كحد أدنى و 10000كحد أقص ى ،أو بإحدى هتين العقوبتين حسب
السلطة التقديرية للمحكمة.
وتضاعف هذه العقوبة إذا نتج عن األفعال السابقة حذف أو تغيير املعطيات املدرجة في نظام
املعالجة أو اضطراب في سيره (الفصل 607/3ق.ج).
كما شدد املشرع من هذه العقوبات سواء السالبة للحرية أو املاسة بالذمة املالية للفاعل في
حالة ما إذا كان نظام املعالجة الذي تم دخوله عن طريق االحتيال أو عن طريق الخطأ مع البقاء
فيه ،يفترض فيه أنه يتضمن معلومات أمن الدولة الداخلي أو الخارجي أو أسرار تهم االقتصاد
الوطني .وتكون العقوبة في هذه الحالة الحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة من 10000إلى
100000درهم.
27يتعلق باإلخالل بنظم المعالجة الفعلية للمعطيات ،وهو يحتوي على مادة فريدة تمم بموجبها المشرع مجموعة القانون الجنائي فيها يتعلق بالجرائم
المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات ،صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.03.197بتاريخ 16رمضان 11( 1424نونبر ،)2003ج.ر عدد
،5171بتاريخ 27شوال ( 1424الموافق لـ 22دسمبر ،)2003ص . 4284
29
وترفع هذه العقوبة إلى الحبس من 2إلى 5سنوات وغرامة من 100000إلى 200000درهم إذا
نتج عن األفعال السابقة تغيير أو حذف أو اضطراب في سير نظام املعالجة أو كان الفاعل
موظف أو مستخدم ارتكب هذه األفعال أثناء مزاولته ملهامه ،أو كانت هذه املهام هي من سهلت
ارتكابها (الفصل 607.4ق.ج )
-جريمة العرقلة عمدا سير نظام املعالجة اآللية للمعطيات أو إحداث خلل فيه والعقوبة
املقررة لهذه الجريمة هي الحبس من سنة إلى ثالث سنوات وغرامة من 10000إلى
200000درهم أو بإحدى هتين العقوبتين
-جريمة إدخال معطيات في نظام املعالجة اآللية للمعطيات أو إتالفها أو حذفها منه أو
تغييرها أو تغيير طريقة معالجتها أو طريقة إرسالها وذلك باستعمال االحتيال .وعاقب
املشرع عن هذه الجرائم بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة مالية من 10000إلى
200000درهم أو بإحداهما (الفصل 607.6ق.ج)؛
-جريمة تزوير أو تزييف وثائق املعلوميات إذا كان من شأن ذلك إلحاق ضرر بالغير؛
-جريمة استعمال وثائق املعلوميات والفاعل يعلم أنها مزورة وقد أقر املشرع للجريمتين
عقوبة حبسية من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 10000إلى 1000000درهم
(الفصل 607.7ق.ج )
-جريمة صنع تجهيزات أو أدوات أو إعداد برامج للمعلوميات أو أية معطيات من أجل
ارتكاب إحدى الجنح املشار إليها سابقا أو تملك هذه التجهيزات واألدوات أو املعطيات
أو حيازتها أو التخلي عنها للغير أو عرضها أو وضعها رهن إشارة الغير .وخص املشرع هذه
األفعال بعقوبة حبسية من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 50000إلى 2000000
درهم (الفصل 607.10ق.ج).
وإلى جانب هذه العقوبات أعطى املشرع الجنائي للمحكمة إمكانية الحكم بمصادرة األدوات
التي استعملت في ارتكاب األفعال الجرمية املشار إليها سابقا ،كما يمكنها الحكم على الفاعل
بالحرمان من ممارسة واحد أو أكثر من الحقوق املدنية املنصوص عليها في املادة 26من ق.ج،
30
ومن مزاولة جميع املهام والوظائف العمومية ملدة تتراوح بين سنتين و 10سنوات إضافة إلى
الحكم بنشر أو بتعليق الحكم الصادر باإلدانة.
وغاية املشرع الجنائي من تنويع هذه العقوبات وتشديدها هي توفير األمن املعلوماتي الذي يعتبر
هاجس كل من املشرع واملؤسسات واألفراد ،خصوصا أمام ارتفاع نسب الجريمة اإللكترونية
وتطورها وتعقدها.
الفقرة الثانية :الحماية الزجرية للمعطيات الشخصية وفقا لقانون 08.09
إيمانا من املشرع املغربي بخطورة انتهاك الحق في الحياة الخاصة عمل على تضمين قانون
08.09العديد من املقتضيات ذات الطابع الزجري الهدف منها تحديد األفعال اإلجرامية التي
تمس بنظم معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي ،وإقرار العقوبات املناسبة لها .من هذه
األفعال ما هو ناتج عن اإلخالل ببعض القواعد املوضوعية املؤطرة للمعالجة السليمة
للمعطيات الشخصية (أوال) ،ومنها ما هو ناتج عن اإلخالل باإلجراءات الشكلية الواجبة اإلتباع
في عملية املعالجة (ثانيا).
أوال :الجرائم املرتبطية بخرق القواعد املوضوعية املؤطرة لعملية املعالجة
يقتض ي احترام الحق في الحياة الخاصة للشخص املعني الحرص على جمع ومعالجة معطياته
الشخصية بطريقة نزيهة ومشروعة ومتوافقة مع مبدأ الغائية الذي أقره قانون 2808.09كما
يتعين على املسؤول عن املعالجة التقيد باالستعمال املشروع وغير املفرط للبيانات الشخصية
وحفظها بالشكل الذي يمنع من إتالفها أو الولوج إليها ممن ال حق له .وكل خرق لهذه املقتضيات
يجعلنا أمام جريمة املعالجة غير املشروعة للمعطيات الشخصية التي تتخذ عدة صور منها:
-جريمة معالجة تمس باألمن الداخلي أو الخارجي للدولة أو بالنظام العام أو منافية
لألخالق واآلداب العامة .جعل املشرع عقوبة هذه الجريمة إدارية وهي سحب توصيل
28يقتضي هذا المبدأ أن يكون تجميع المعطيات الشخصية قد تم الغايات محددة ومعلنة ومشروعة ،وأن تكون كل معالجة الحقة متناسبة مع هذه
الغايات وبناء على ذلك فإن مبدأ الغائية يستلزم أمرين :تجميع المعطيات الشخصية وفق غايات محددة معلنة ومشروعة .احترام الغابات المجمعة
على أساسها المعطيات في كل معالجة الحقة مجلة قانون األعمال على الموقع www.droitetentreprise.org/web/2 :
31
التصريح أو اإلذن باملعالجة من املسؤول من طرف اللجنة الوطنية ملراقبة حماية
املعطيات ذات الطابع الشخص ي (م 51ق . ) 08.09
-جريمة حرمان الشخص املعني من الحقوق التي أقرها له القانون 08.09وهي حق الولوج
وحق التصحيح وحق التعرض .ويعاقب على خرق هذه الحقوق بغرامة من 20000إلى
200000درهم
-جريمة جمع املعطيات ذات الطابع الشخص ي بطريقة تدليسية أو غير نزيهة أو غير
مشروعة أو إنجاز معالجة لها ألغراض غير تلك املصرح بها واملرخص بشأنها أو إخضاع
املعطيات املجمعة املعالجة الحقة متعارضة مع الغاية املصرح بها واملرخص بشأنها ،وإلى
جانب الغرامة املالية املحددة بين 20000و 200000درهم ،عاقب املشرع على هذه
األفعال بعقوبة سالبة للحرية وهي الحبس من 3أشهر إلى سنة أو بإحدى هتين
العقوبتين فقط ،وذلك بالنظر لخطورة هذه األفعال على الحياة الخاصة لألفراد( .املادة
54من ق )08.09؛
-جريمة االحتفاظ باملعطيات ...ملدة تتجاوز املدة املحددة لذلك أو االحتفاظ بها بالشكل
الذي ال يمكن من التعرف على األشخاص املعنيين بها .خص املشرع هذه الجريمة بعقوبة
حبسية من 3أشهر إلى سنة وغرامة من 20000إلى 200000درهم أو بإحدى هتين
العقوبتين (م 56قي )08.09
-جريمة معالجة معطيات طابع شخص ي تبين بشكل مباشر أو غير مباشر األصل العرقي
أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو النقابية أو الفلسفية أو الدينية للشخص املعني وذلك
دون موافقته الصريحة .ونظرا ألهمية املعطيات محل املعالجة عاقب املشرع على هذه
األفعال بعقوبة حبسية من 6أشهر إلى سنتين وغرامة مالية من 50000إلى 200000
درهم.
ثانيا :الجرائم املرتبطة بخرق مسطرة املعالجة
لقد أحاط املشرع مسطرة معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي بمجموعة من اإلجراءات
الغاية منها حماية أمن املعطيات موضوع املعالجة .وكل خرق لهذه اإلجراءات من طرف املسؤول
عن املعالجة بشكل جريمة يعاقب عليها القانون .يمكن تصنيف هذه الجرائم في زمرتين:
32
األولى ،خاصة بالجرائم املترتبة عن خرق اإلجراءات السابقة على عملية املعالجة وتظم:
-جريمة املعالجة بدون تصريح أو إذن مسبق؛
-جريمة مواصلة املعالجة بعد سحب اإلذن أو التصريح من املسؤول ،ملا في ذلك من خرق
املقتضيات املادة 12من قي 08.09وقد عاقب املشرع على هذه الجريمة بغرامة من
10000إلى 100000درهم .
الثانية ،خاصة بجرائم االمتناع عن التعاون مع اللجنة الوطنية :أناط املشرع باللجنة الوطنية
مهمة السهر على حسن تطبيق مقتضيات في 08.09وتسهيال لهذه املهمة يكون املسؤول عن
املعالجة ملزما بالتعاون معها وتطبيق قراراتها وكل تهاون أو إخالل بهذا االلتزام يعرضه للمساءلة
الجنائية .و من صور هذا اإلخالل
-عرقلة ممارسة اللجنة الوطنية ملهام املراقبة املكلفة بها من طرف املشرع
-رفض استقبال املراقبين وعدم السماح لهم بإنجاز مهامهم
-رفض إرسال الوثائق أو املعلومات املطلوبة من طرف اللجنة ،أو رفض نقلها.
يعاقب على هذه األفعال بالحبس من 3إلى 6أشهر وبغرامة من 10000إلى 20000درهم أو
بإحدى العقوبتين فقط (م 62من ق .)08.00
وإلى جانب العقوبات السالبة للحرية والغرامات املالية أقر املشرع عقوبة املصادرة الجزئية
لألموال واإلغالق في الحالة التي يكون فيها مرتكب الجرائم املشار إليها سابقا شخصا معنويا
(املادة 64من ق .) 08.09
غير أن املالحظ بشأن الحماية الزجرية وفقا لقانون 08.09أن املشرع استعمل مصطلح
املخالفات والحال أن األمر يتعلق بالجنح وفقا للعقوبات املقررة لهذه األفعال الجرمية ،كما أنه
غلب العقوبات املالية على العقوبات الحسية ،ويظهر ذلك جليا من خالل عدم شمول
العقوبات السالبة للحرية ملجموعة من األفعال الجرمية التي اقتصر فيها املشرع على عقوبة
الغرامة .وحتى بالنسبة للجرائم املشمولة بالعقوبة الحبسية فإن هذه األخيرة تبقى متواضعة
باملقارنة مع قيمة الغرامة املرتفعة.
33
إن إقرار قانون 08.09الخاص بمعالجة املعطيات الشخصية وإحداث اللجنة الوطنية املراقبة
حماية الحياة الخاصة يشكل تقدما مهما على املستوى الحقوقي واالقتصادي واالجتماعي ،غير
أن إنجاح هذا القانون رهين بتضافر جهود كل الفاعلين بما في ذلك اللجنة الوطنية والقطاعين
العام والخاص واملجتمع املدني واملواطنين من أجل ضمان التنزيل السليم القانونية ،ونشر
ثقافة حماية املعطيات الشخصية ،وتأمين بيئة سليمة لالقتصاد الوطني واألجنبي.
املطلب الثالث :املسؤولية الجنائية والجزاء في الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات
الشخصية.
تخضع املسؤولية الجنائية عن الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي
ملجموعة من الضوابط (الفقرة األولى) ،كما أن القانون 09-08حدد الئحة الجرائم املاسة
بعمليات املعالجة وحدد لها عقوبات (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :املسؤولية الجنائية عن الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية.
تقع املسؤولية الجنائية عن الجرائم التي تمس باملعطيات ذات الطابع الشخص ي على الشخص
املسؤول عن معالجة هذه املعطيات .فبالرجوع إلى مقتضيات القانون رقم 09-08نجده ينص
في املادة 5/1على أن الشخص املسؤول عن املعالجة هو الشخص الذاتي أو املعنوي أو السلطة
العامة أو املصلحة أو أية هيئة تقوم سواء بمفردها أو باشتراك مع اآلخرين ،بتحديد الغايات
من معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي ووسائلها .إذا كانت الغايات من املعالجة ووسائلها
محددة بموجب نصوص تشريعية أو تنظيمية ،تجب اإلشارة إلى املسؤول عن املعالجة في قانون
التنظيم والتسيير أو في النظام األساس ي للهيئة املختصة بموجب القانون أو النظام األساس ي في
ي املعنية29. معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص
وبذلك فالشخص الطبيعي املسؤول جنائيا هو ذاك الشخص املسؤول عن املعالجة سواء أكان
فاعال أصليا أو مساهما أو مشاركا في الجرائم التي تقع على املعطيات ذات الطابع الشخص ي.
34
ويلزم أن يكون هذا الشخص الطبيعي املسؤول جنائيا مقيما على التراب الوطني املغربي ويعتبر
مقيما على التراب املغربي كل مسؤول عن معالجة للمعطيات يمارس نشاطه فوق التراب املغربي
في إطار منشأة كيفما كان شكلها القانوني.30
أما عندما يكون املسؤول غير مقيم على التراب املغربي ولكن يلجأ ألغراض معالجة معطيات
ذات طابع شخص ي إلى وسائل آلية أو غير آلية توجد فوق التراب املغربي ،باستثناء املعالجات
التي ال تستعمل إال ألغراض العبور فوق التراب الوطني أو فوق تراب دولة لها تشريع معترف
بمعادلته للتشريع املغربي في مجال حماية املعطيات الشخصية فإن املسؤول عن املعالجة يجب
أن يبلغ اللجنة الوطنية بهوية ممثل له مقيم باملغرب يقوم ،دون اإلخالل بمسؤوليته الشخصية،
بالحلول محله في جميع حقوقه والتزاماته الناتجة عن أحكام هذا القانون والنصوص املتخذة
لتطبيقه.
أما عن املسؤولية الجنائية للشخص املعنوي فإن األمر هنا يتعلق بكل شخص معنوي ينتمي
للقانون الخاص متى قام بمفرده أو باشتراط مع اآلخرين بتحديد الغايات من معالجة املعطيات
ذات الطابع الشخص ي ووسائلها .وتقوم مسؤولية الشخص املعنوي سواء كان مقيها فوق التراب
املغربي أم غير مقيم ،وفق مقتضيات املادة .2/2
كما يمكن أن يكون محال للمساءلة الجنائية املعالج من الباطن والذي يقصد به الشخص
الذاتي أو املعنوي أو السلطة العامة أو املصلحة أو أية هيئة أخرى تعالج املعطيات ذات الطابع
الشخص ي لحساب املسؤول عن املعالجة.
وأيضا األغيار واملقصود بهم حسب املادة 7/1الشخص الذاتي أو املعنوي أو السلطة العامة
أو املصلحة أو أية هيئة أخرى غير الشخص املعني ،واملسؤول عن املعالجة واملعالج من الباطن
واألشخاص املؤهلون ملعالجة املعطيات الخاضعين للسلطة املباشرة للمسؤول عن املعالجة أو
للمعالج من الباطن.
إضافة إلى املرسل إليه وهو الشخص الذاتي أو املعنوي أو السلطة العامة أو املصلحة أو أية
هيئة أخرى تتوصل باملعطيات سواء كانت من األغيار أم ال ،وال تعتبر كجهة مرسل الهيئات
35
السيما اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي املحدثة بموجب املادة
27أدناه واملسماة اللجنة الوطنية ،31التي يمكن أن تتوصل باملعطيات في إطار مقتضيات
قانونية.
وإذا كان هذا التعداد ال يطرح أي إشكال فيما يتعلق باملسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتية
واألشخاص املعنوية الخاصة ،فإنه يبقى كذلك على مستوى املسؤولية الجنائية لألشخاص
املعنوية العامة ،والتي أثير بشأنها نقاش كبير سواء على مستوى الفقه أو القضاء ،لكون املرفق
العام هو بمثابة مؤسسة أساسية لجلب املنفعة االجتماعية وكفالة الحقوق األساسية.
وبالرجوع إلى نص املادة 64من القانون 09-08نجدها قد تضمنت عبارة "الشخص املعنوي"
دون أي تحديد ،وكذلك عندما نصت على العقوبات التي يمكن أن تطال الشخص املعنوي إذا
ما قام بخرق املقتضيات املضمنة في القانون .0932-08
الفقرة الثانية :التجريم والعقاب على ضوء القانون 09-08
إن املشرع ال يجرم من األفعال – إيجابية كانت أم سلبية – إال ما كان منها مضرا باملجتمع،
وبهذا القيد أصبح املشرع الجنائي ال يتحكم في موضوعي التجريم والعقاب بدون ضوابط. 33
ومن هذا املنطلق فإن الجريمة ال تتحقق قانونا ال إذا وجد نص قانوني يجرم الفعل أو االمتناع
ويعاقب عليه.
وقد عرف املشرع املغربي الجريمة في الفصل 110من القانون الجنائي بقوله" :الجريمة فعل أو
امتناع مخالف للقانون الجنائي واملعاقب عليه بمقتضاه".
31تم تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي ابتداء من 20رمضان 31( 1431أغسطس ( ،)2010طبقا للمادة
األولى من مقرر للوزير األول رقم 3.62.10صادر في 20من رمضان 31( 1431أغسطس )2010بشأن تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة
حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي؛ الجريدة الرسمية عدد 5891بتاريخ 8ذو الحجة 15( )1431نونبر ،)2010ص . 5007
32وهو نفس التوجه الذي سلكه المشرع في الفصل 127من القانون الجنائي والذي ينص على أنه " ال يمكن أن يحكم على األشخاص المعنوية إال
بالعقوبات المالية والعقوبات اإلضافية "...
33عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي المغربي ،القسم العام ،الطبعة 3مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء 2003 ،ص .69
36
و بالرجوع إلى القانون املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة املعطيات ذات الطابع
الشخص ي ،نجده قد نص على مجموعة من القواعد ذات الطبيعة الزجرية في الباب السابع
منه،
باإلضافة إلى بعض املواد املضمنة باملرسوم التطبيقي لهذا القانون .34وذلك بغية توفير حماية
كافية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي ارتباطا بالحق في الحياة الخاصة.
واملالحظ في هذا املضمار أن املشرع املغربي تناول الجرائم املاسة بعملية املعالجة في شقين
أولهما موضوعي والثاني إجرائي.
ففيما يتعلق بالجرائم املوضوعية للمعالجة فقد جرم مجموعة من األفعال املاسة باملعالجة
واملتعلقة أساسا بالجرائم الواقعة على تسمية املعطيات ذات الطابع الشخص ي ومن هذه
الجرائم:
جريمة املعالجة غير املشروعة حيث عاقب املشرع كل من قام بجمع معطيات ذات طابع
شخص ي بطريقة تدليسية أو غير نزيهة أو غير مشروعة ،أو أنجز معالجة ألغراض أخرى غير
تلك املصرح بها أو املرخص لها ،أو أخضع املعطيات املذكورة ملعالجة الحقة متعارضة مع
األغراض املصرح بها أو املرخص لها .وأيضا كل من كل من احتفظ بمعطيات ذات طابع شخص ي
ملدة تزيد عن املدة املنصوص عليها في النصوص التشريعية الجاري بها العمل أو املنصوص عليها
في التصريح أو اإلذن .وكذا كل من احتفظ باملعطيات املذكورة خرقا ألحكام (هـ) من املادة 3من
هذا القانون.35
و قد عاقب املشرع على هذه األفعال بالحبس من 3أشهر إلى سنة ،وبغرامة مالية بين 20000
و 200000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين.
34المرسوم رقم 2.09.155الصادر في 25من جمادى األولى 21( 1430ماي ) 2009لتطبيق القانون رقم 09-08المتعلق بحماية األشخاص
تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي :الجريدة الرسمية عدد 5744بتاريخ 24جمادى األولى 18( 1430يونيو )2009
35ينص البند (ه) من المادة 3على أنه" :يجب أن تكون المعطيات ذات الطابع الشخصي ...محفوظة وفق شكل يمكن من التعرف على األشخاص
المعنيين طوال مدة ال تتجاوز المدة الضرورية إلنجاز الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجله.
37
جريمة االستعمال غير املشروع للمعطيات من خالل الفصل 61من القانون رقم 09-08يتضح
أن كل مسؤول عن معالجة وكل معالج من الباطن وكل شخص ،بالنظر إلى مهامه مكلف
بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي ،يتسبب أو يسهل ،ولو بفعل اإلهمال ،االستعمال
التعسفي أو التدليس ي للمعطيات املعالجة أو املستلمة ،أو يوصلها ألغيار غير مؤهلين ،يعاقب
بالحبس من 6أشهر إلى سنة وبغرامة من 20000إلى 300000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين.
زيادة على ذلك ،يمكن للمحكمة أن تقض ي بحجز املعدات املستعملة في ارتكاب هذه املخالفة،
وكذا بمسح كل املعطيات ذات الطابع الشخص ي موضوع املعالجة التي أدت إلى ارتكاب املخالفة،
أو جزء منها.
الجرائم املتعلقة بحقوق الشخص املعني ،ويتعلق األمر بجريمة املعالجة دون رض ى الشخص
املعني وكذا جريمة االعتداء على حقوق هذا الشخص .
أما الجريمة األولى فقد نصت عليها املادة 56من القانون 09-08والتي تجرم معالجة البيانات
ذات الطابع الشخص ي خرقا ألحكام املادة ، 364وقد عاقب املشرع على هذه الجريمة بالحبس
من 20000و 200000درهم .
أما جريمة االعتداء على حقوق الشخص املعني :فقد حددتها املادتين 53و 59من القانون 08
09فتتحقق هذه الجريمة إما برفض حقوق الولوج أو التصريح أو التعرض أو بالقيام باملعالجة
رغم تعرض الشخص املعني ،37ويعاقب على هذه الجريمة بغرامة من 20000إلى 200000
36وهذه المادة المحال عليها نجدها تنص على" :ال يمكن القيام بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي إال إذا كان الشخص المعني قد عبر بها ال
يترك مجاال للشك عن رضاه عن العملية أو مجموع العمليات المزمع إنجازها.
ال يمكن إطالع األغيار على المعطيات ذات الطابع الشخصي الخاضعة للمعالجة إال من أجل إنجاز الغايات المرتبطة مباشرة بوظائف المفوت
والمفوت إليه ومع مراعاة الرضى المسبق للشخص المعني.
غير أن الرضى ال يكون مطلوبا إذا كانت المعالجة ضرورية :
االحترام التزام قانوني يخضع له الشخص المعني أو المسؤول عن المعالجة
لتنفيذ عقد يكون الشخص المعني طرفا فيه أو لتنفيذ إجراءات سابقة للعقد تتخذ بطلب من الشخص المذكور؛ للحفاظ على المصالح الحيوية للشخص
المعني إذا كان من الناحية البدنية أو القانونية غير قادر على التعبير عن رضاه .
لتنفيذ مهمة تدخل ضمن الصالح العام أو ضمن ممارسة السلطة العمومية التي يتوالها المسؤول عن المعالجة أو أحد األغيار الذي يتم إطالعه على
المعطيات؛
اإلنجاز مصلحة مشروعة يتوخاها المسؤول عن المعالجة أو المرسل إليه مع مراعاة عدم تجاهل مصلحة الشخص المعني أو حقوقه وحرياته
األساسية".
37تنص المادة 53من القانون رقم 09-08على" :يعاقب بغرامة من 20.000درهم إلى 200.000درهم عن كل مخالفة كل مسؤول عن معالجة
المعطيات ذات الطابع الشخصي برفض حقوق الولوج أو التصريح أو التعرض المنصوص عليها في المواد 7و 8و 9أعاله".
38
درهم ،أو إذا عولجت معطيات ذات طابع شخص ي تهم شخصا ذاتيا رغم تعرضه ،إذا كان هذا
التعرض مبنيا على أسباب مشروعة أو إذا كان الغرض من املعالجة القيام بأعمال االستقراء،
السيما التجاري ،على نحو ما هو منصوص عليه في املادة 9من هذا القانون ( )09-08أو عبر
وسائل إلكترونية وفق املادة 10من هذا القانون" . 38وحددت العقوبة على هذا الفعل في الحبس
من 3أشهر إلى سنة وغرامة من 20000إلى 200000درهم أو إحدى هاتين العقوبتين .
وفيما يتعلق بالجرائم املاسة بالقواعد الشكلية للمعالجة فتتجلى في الجرائم املتعلقة
بالشكليات املسبقة التي يمكن تقسيمها إلى جريمة املعالجة في غياب التصريح أو اإلذن ،وجريمة
معالجة معطيات حساسة بدون رض ى الشخص املعني.
فبخصوص جريمة املعالجة بدون الحصول على اإلذن أو التصريح فقد نصت عليها املادة 52
من القانون 09-08حيث نصت على أنه دون املساس باملسؤولية املدنية اتجاه األشخاص الذين
تعرضوا ألضرار نتيجة هذه املخالفة ،يعاقب بغرامة من 10000إلى 100000درهم كل من أنجز
ملف معطيات ذات طابع شخص ي دون التصريح بذلك أو الحصول على اإلذن املنصوص عليه
في املادة 12أعاله أو واصل نشاط معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي رغم سحب وصل
التصريح أو اإلذن.
جريمة معالجة املعطيات الحساسة 39بدون رض ى مسبق ،فتنص عليها املادة 57التي جرمت
بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي تبين بشكل مباشر أو غير مباشر األصول العرقية أو
اإلثنية ،أو اآلراء السياسية أو الفلسفية أو الدينية ،أو االنتماءات النقابية لألشخاص املعنيين
أو املتعلقة بصحة هؤالء دون موافقة صريحة وعاقبت على هذه الجريمة بالحبس من 6أشهر
إلى سنتين وبغرامة من 50.000درهم إلى 300.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط .كما
38تنص المادة 59على" :يعاقب بالحبس من 3أشهر إلى سنة وبغرامة من 20.000درهم إلى 200.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط،
كل من قام بمعالجة معطيات ذات طابع شخصي تهم شخصا ذاتيا رغم تعرضه إذا كان هذا التعرض مبنيا على أسباب مشروعة أو إذا كان
الغرض من المعالجة القيام بأعمال االستقراء ،السيما التجاري ،على نحو ما هو منصوص عليه في المادة 9من هذا القانون أو عبر وسائل
إلكترونية وفق المادة 10من هذا القانون".
39تنص المادة 3/1على أن "المعطيات الحساسة" :هي معطيات ذات طابع شخصي تبين األصل العرقي أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات
الدينية أو الفلسفية أو االنتهاء النقابي للشخص المعني أو تكون متعلقة بصحته بما في ذلك المعطيات الجينية.
39
أنه يعاقب بنفس العقوبات كل من قام بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي متعلقة بمخالفات
أو إدانات أو تدابير وقائية.
فاملالحظ أن املشرع قد ألزم املسؤول عن املعالجة بضرورة القيام ببعض الشكليات قبل
القيام بعمليات املعالجة ،واعتبر االمتناع عن ذلك جريمة يعاقب عليها.
وإضافة لهذه الجرائم نجد أن املادة 58من القانون 09-08تنص على أنه يعاقب بالحبس من
3أشهر إلى سنة وبغرامة من 20.000درهم إلى 200.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط
كل من قام أو عمل على القيام بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي دون إنجاز اإلجراءات
الهادفة إلى حماية أمن املعطيات املنصوص عليها في املادتين 23و .24
فهذه املادة اعتبرت أن كل إغفال أو تقصير في حماية املعطيات الشخصية محل املعالجة من
كل املخاطر التي يمكن أن تلحق بها جريمة.
كما جرمت املادتين 62و 63االمتناع عن التعاون مع اللجنة الوطنية أو عرقلتها عن ممارستها
ملهامها .
فنجد أن املادة 62تنص على أنه يعاقب بالحبس من 3أشهر إلى 6أشهر وبغرامة من 10.000
درهم إلى 50.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،كل من:
.عرقل ممارسة اللجنة الوطنية ملهامها في املراقبة
.رفض استقبال املراقبين ولم يسمح لهم بإنجاز تفويضهم؛
.رفض إرسال الوثائق أو املعلومات املطلوبة
.رفض نقل الوثائق التي ينص عليها القانون".
أما املادة 63فتنص على أنه "يعاقب كل مسؤول يرفض تطبيق قرارات اللجنة الوطنية
بالحبس من 3أشهر إلى سنة وبغرامة من 10.000إلى 100.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين
فقط".
40
وبإجراء دراسة تحليلية سريعة لهذه الجرائم نالحظ أن املشرع املغربي ال يشترط لقيامها توفر
قصد خاص إلثبات النشاط اإلجرامي بعملية املعالجة ،بل اكتفت بالقصد الجنائي العام.
وبمعنى آخر فإن الجرائم املاسة بعملية معالجة معطيات ذات طابع شخص ي تتحقق بمجرد
العلم بخرق النص القانوني ،أو نتيجة إهمال أو عدم احتراز .وبالتالي يمكن اعتبار الجرائم
املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية جرائم مادية ال يلزم لقيامها سوى إتيان السلوك املجرم
وتوافر اإلرادة الحرة في ذلك.
وعلى مستوى السياسة العقابية نالحظ أن املشرع الوطني لم يكن صارما في تعامله مع الجرائم
املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية على اعتبار أن جل الجرائم املنصوص عليها في القانون
09-08تبقى جنحا ضبطية تضمنت عقوبات حبسية جد مخففة ،وفي مقابل ذلك نجده –
املشرع – قد رفع من قيمة الغرامات التي يمكن الحكم بها وحدها أو إلى جانب العقوبات
الحبسية.
و إلى عقوبتي الحبس والغرامة ،فقد نص املشرع املغربي على بعض العقوبات التكميلية،
كإمكانية حجز املعدات املستعملة في املخالفة ومسح املعطيات ،واملصادر أو الجزئية ،وإغالق
املؤسسة التي ارتكبت فيها الجريمة .
41
خاتمة :
لقد أصبح للمعطيات الشخصية تأثير واسع في حياة األفراد ،فبالقدر الذي تعتبر فيه مهمة
فهي في نفس خطيرة على الحياة الخاصة لهؤالء األفراد .كما أن حماية املعطيات الشخصية لم
تعد ترتبط باألفراد وحدهم بل اصبح الرهان متمثال في حماية السيادة الرقمية وحماية الحريات
والحقوق األساسية ،إضافة الى تعزيز االطار القانوني ليالئم كل الجزئيات املستجدة في هذا
املجال
وقد تبين فيما سبق في الفصل األول أن االطار التشريعي لحماية املعطيات الشخصية على
املستوى الدولي واإلقليمي مر بعدة مراحل أساسية ،كلها مراحل ارتبطت بمدى التحديات التي
باتت تواجهها الدول أمام مجموعة من التطورات التي أصبحت الحرب فيها واالستنزاف ال
يتمظهران بالشكل املادي بقدر ما تكون يمارس األمر بالقوة الناعمة.
ولقد كان لزاما على الدولة أن تحمي املعطيات الشخصية أمام تزايد مجموعة نزعات تستبيح
الحياة الخاصة ملواطنيها وتعرض صحتهم النفسية والحميمية للخطر ،من قبيل مجموعة من
النزعات: 40
.النزعة التجارية عبر االستغالل بغرض الربح غير املشروع
.النزعة األمنية وذلك باستغالل الصالحيات ألجل الضبط والتدخل في حقوق وحريات األفراد
.النزعة اإلجرامية عبر االحتيال والنصب والسرقة ووصول األمر الى املجموعات اإلجرامية
العابرة للحدود.
وقد أصبح استغالل املعطيات الشخصية يماثل أعمال بيع املخدرات والدعارة بحيث أن لم
يعد لإلنسان إال القيام بما يمليه عليه من يستغل ويحوز معطياته الشخصية.41
40الدكتور محمد العوني ،ندوة تحت عنوان " تحديات حماية المعطيات الشخصية ،تنظيم منظمة حريات االعالم والتعبير ،مقر نادي المحامين،
الرباط ،بتاريخ 29ماي .2019
41الرئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات الشخصية عبر السفروشني ،ندوة تحت عنوان " تحديات حماية المعطيات الشخصية" .التنظيم
منظمة حريات االعالم والتعبير ،مقر نادي المحامين ،الرباط بتاريخ 29ماي .2019
42
ويمكن القول أن القواعد القانونية من الصعب ان تجاري مجال في تحرك مستمر خصوصا
اذا تم أخذ بعين االعتبار السرعة التي تظهر بها املخاطر ثم البطء الذي يتميز به إخراج القوانين
إلى الواقع وتعديلها ملا يتناسب مع الخطورة املستجدة.
وعليه فاملغرب وبسنه ملجموعة من املقتضيات املختلفة واملتعلقة بحماية املعطيات
الشخصية فإنه حاول السير على نهج مجموعة من الدول الرائدة في املجال خصوصا توفره على
اطار قانوني يستجيب للمعايير الدولية ،إضافة إلى سلطات مراقبة وإشراف تسهر على مراقبة
حماية املعطيات الشخصية والتنصيص على مجموعة من املقتضيات في القانون 09.08والتي
تفرض على كل مسؤولي املعالجة احترام مجموعة من اتجاه األشخاص املعنيين كاملوافقة
املسبقة والحق في الولوج واإلخبار ثم الحق في التصحيح والتعرض .وهي كلها حقوق تعزز من
قيمة الحريات والحقوق األساسية42.
وتصل خالصة الباحث أيضا إلى نفى أو تأكيد مجموعة من الفرضيات كاآلتي:
ــ علي ارجدال :الحماية للمعطيات الشخصية دراسة تحليلية و مقارنة رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص جامعة محمد الخامس بالرباط ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية السويس ي ،الرباط السنة الجامعية ، 2018 /2019ص 77
ـ ـ ـ ـ ايا خليل الحماية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي على ضوء القانون املغربي والقانون املقارن ،رسالة لنيل شهادة املاستر ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة الجامعية ، 2010.2009ص 97
43
• الفرضية الثانية :واكبت التشريعات الدولية التطورات الحاصلة في مجال حماية
املعطيات الشخصية من مخاطر االستغالل غير املشروع.
فرضية صحيحة اذا ما تم النظر إلى التطور الذي أصبحت به التشريعات الدولية تحيط
بموضوع حماية املعطيات الشخصية من الجوانب التقنية وآخرها نظام RGPDاألوروبي.
• الفرضية الثالثة :يعتبر املغرب من أوائل الدول التي أولت أهمية خاصة للمعطيات
الشخصية.
فرضية خاطئة ألن املغرب لم يعرف قانون حماية املعطيات الشخصية إال أواخر سنة 2008
مع القانون ، 09.08أما مجموعة من الدول اهتمت باملوضوع بشكل فعلي مند تسعينات القرن
املاض ي.
• الفرضية الرابعة :تتمتع اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية بصالحيات
واسعة تمكنها من تعزيز دورها كسلطة إشراف ومراقبة كلما تعلق األمر بحماية األفراد
اتجاه معالجة معطياتهم الشخصية.
فرضية صحيحة مبدئيا .فبالرجوع إلى صالحيات اللجنة فهي تدلي برأيها أمام البرملان
والحكومة ،كلما تعلق األمر بموضوع حول حماية املعطيات الشخصية مقترح أو مشروع قانون
إضافة إلى إمكانية أن يلجأ إليها األفراد للتبليغ عن االنتهاكات التي تطال معطياتهم الشخصية.
كما يمكن للجنة أن تجري تحقيقات ،وتتخذ ما يلزم قانونيا ،وعند االقتضاء يمكن أن تحيل
الشكايات على النيابة العامة من اجل املتابعة.
44
قائمة املراجع
❖ املراجع باللغة العربية
• الكتب
✓ عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي املغربي ،القسم العام ،الطبعة 3
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء 2003 ،ص .69
✓ الدكتور محمد العوني ،ندوة تحت عنوان " تحديات حماية املعطيات
الشخصية ،تنظيم منظمة حريات االعالم والتعبير ،مقر نادي املحامين،
الرباط ،بتاريخ 29ماي .2019
✓ العربي جنان معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي :الحماية القانونية في
التشريع املغربي واملقارن القانون ( )09.08املطبعة والوراقة الوطنية الداوديات،
الطبعة الثانية ،مراكش. 2010 ،
✓ فؤاد بن صغير البيانات الشخصية اإللكترونية ،دار النشر Futur Objectif
الطبعة األولى الدار البيضاء2011 ،
✓ مروة زين العابدين صالح الحماية القانونية الدولية للبيانات الشخصية عبر
األنترنيت بين القانون الدولي االتفاقي والقانون الدولي الوطني ،مركز الدراسات
العربية ،الطبعة األولى ،مصر.2016 ،
• املجالت العلمية
45
✓ خليل يوسف الجندي ،املواجهة التشريعية للجريمة املعلوماتية على املستويين
الدولي والوطني (دراسة مقارنة) ،مجلة كلية القانون للعلوم القانونية
والسياسية املجلد ،7العدد 36دهوك العراق العام 2018
✓ علي كريمي ،تأثير التطور التكنولوجي على حقوق اإلنسان الحياة الخصوصية
وحماية البيانات الشخصية نموذجاء مجلة ابحاث العدد 2014/1املغرب،
2014
• الرسائل واألطروحات
✓ ايا خليل الحماية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي على ضوء
القانون املغربي والقانون املقارن ،رسالة لنيل شهادة املاستر ،جامعة الحسن
األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة
الجامعية 2010.2009
✓ 0حسن الحافيظي الحماية القانونية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي بين
التشريع الوطني واالتفاقيات الدولية رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون
الجنائي والتعاون الجنائي الدولي جامعة موالي إسماعيل ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مكناس السنة الجامعية 2017 2018
• التقاريروالندوات
✓ ندوة تحت عنوان " تحديات حماية املعطيات الشخصية ،تنظيم منظمة حريات
االعالم والتعبير ،مقر نادي املحامين ،الرباط ،بتاريخ 29ماي . 2019
✓ اليوم الدراس ي حول إجراءات التعاون الدولي وفقا ألحكام اتفاقية بودابست
املتعلقة بالجريمة املعلوماتية مراكش 03 ،دجنبر 2018
46
✓ وزارة العدل والحريات ،مذكرة تقديمية ملشروع قانون رقم 75.12يوافق بموجبه
على االتفاقية العربية ملكافحة تقنية املعلومات املوقعة القاهرة في 21دجنبر
. 2010
✓ تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون اإلسالمية واملغاربة املقيمين
بالخارج ،مجلس النواب ،دورة أبريل ، 2014الوالية التشريعية التاسعة ،السنة
التشريعية الثالثة
✓ اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي ،حصيلة
األنشطة ، 2010.2013 .منشور بالرابط https://www.cndp.ma
✓ دليل إرشادي حول العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية ،مركز
تطوير املؤسسات األهلية الفلسطينية 2015
❖ اإلتفاقيات والقوانين
47
❖ املو اقع اإللكترونية
48
الفهرس :
49
الفقرة األولى :الحماية الجنائية للمعطيات الشخصية وفقا لقانون 29______________ 07.03
أوال :الجرائم املرتبطية بخرق القواعد املوضوعية املؤطرة لعملية املعالجة ___________31
ثانيا :الجرائم املرتبطة بخرق مسطرة املعالجة ___________________________________32
املطلب الثالث :املسؤولية الجنائية والجزاء في الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية34 .
الفقرة األولى :املسؤولية الجنائية عن الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية34____ .
الفقرة الثانية :التجريم والعقاب على ضوء القانون 36___________________________ 09-08
خاتمة 42____________________________________________________________________________ :
قائمة املراجع _______________________________________________________________________45
الفهرس 49___________________________________________________________________________ :
50