Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 50

‫شعبة القانون الخاص‬

‫بحث لنيل شهادة االجازة في موضوع‪:‬‬

‫قراءة يف قانون حماية المعطيات الخاصة‬

‫تحت إشراف الدكتورة‬ ‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫نجاة الحافض ي‬

‫‪20003323‬‬ ‫• هدى العباس ي علوي‬


‫‪20009235‬‬ ‫• مديحة البوعيش ي‬
‫‪18005430‬‬ ‫• رضا البوش‬
‫‪21001599‬‬ ‫• حبيبة العكاري‬
‫‪200003448‬‬ ‫• فريدة العكاري‬

‫الجامعية‪2024/2023:‬‬
‫‪1‬‬
‫السنة‬
‫إهداء‬
‫الكثث من الصعوبات وها نحن‬ ‫أكث من هم وعانينا‬ ‫بأكث من يد وقاسينا ر‬‫بدأنا ر‬
‫ر‬
‫الليال وتعب‬
‫ي‬ ‫اليوم والحمد هلل نطوي سهر‬
‫ضفت هذا العمل المتواضع‪ .‬إل منارة العلم‬ ‫بي‬‫األيام وخالصة مشوارنا ر ن‬
‫ي‬
‫ر ن‬
‫العالمي إل سيد الخلق‬ ‫علم‬ ‫الذي‬ ‫األم‬ ‫إل‬ ‫ن‬
‫المصطف‬ ‫واالمام‬
‫إهداء‬ ‫ي‬
‫إل رسولنا الكريم سيدنا محمد صىل هللا عليه وسلم‪ .‬إل الينبوع الذي ال‬
‫الحمد هلل فالق اإلصباح وخالق األرواح ‪ ،‬الحمد هلل بيده العظمة والسلطان والقدرة‬
‫بخيوط منسوجة من قلبها إل والداتنا‬ ‫ن‬ ‫سعادت‬
‫حاكتحسن ي‬ ‫يمل العطاء إل من‬
‫توفيقه لنا يف إنجاز هذا العمل المتواضع الذي ما‬ ‫كثثا عىل‬
‫والثهان‪ ،‬نحمده ر‬
‫ر‬
‫ات‬‫العزيز‬
‫هو إال ثمرة الجهود الت بذلت طيلة المشوار الدراىس الجامىع‪..‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫دفىع‬
‫ي‬
‫نتقدم‬
‫أجل‬ ‫بشء من‬ ‫يبخل ي‬
‫إنجاز هذا العمل‬
‫ن‬ ‫وشف ألنعم بالراحة والهناء الذي لم‬
‫بالجميل اتجاه من ساهم من قريب أو من بعيد يف‬ ‫ي‬ ‫سىع‬ ‫إل من‬
‫ن وعرفانا‬
‫فتإلعىلآبائنا‬
‫وصث‬ ‫بحكمة‬ ‫الحياة‬ ‫إل سلم‬ ‫أرتف‬ ‫ن‬
‫علمت أن‬ ‫الذي‬ ‫النجاح‬
‫إعداد‬ ‫الت أرس ر‬
‫ي‬ ‫مة‬ ‫المحث‬ ‫أستاذتنا‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزيل‬‫ي‬ ‫والشكر‬ ‫التقدير‬ ‫طريقرات‬ ‫يف‬
‫بأسىم عبا‬
‫ن‬
‫الت لم تبخل علينا بنصائحها وإرشاداتها‬ ‫األعزاء ي‬
‫ض"‬ ‫هذا البحث ‪ ،‬الدكتورة "نجاة الحاف ي‬
‫ن‬ ‫الت زادتنا إرصا نرا عىل النجاح ‪....‬‬‫القيمة ي‬
‫وأخوات‪ .‬إل‬
‫ي‬ ‫أخوات‬
‫ي‬ ‫إل‬ ‫فؤادي‬ ‫اهم‬ ‫ر‬ ‫بذك‬ ‫ويلهج‬ ‫عروف‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫يجري‬
‫ً ي‬ ‫حبهم‬ ‫إل من‬
‫ً‬
‫القانونيةإل من‬
‫والسياسية‬ ‫العلومواإلبداع‬
‫النجاح‬ ‫نحو‬
‫بكلية‬ ‫الطريق معا‬
‫أساتذتنا‬ ‫ونحن نشق‬
‫الحقوق وجميع‬ ‫سويابقسم‬ ‫إلمنكلرسنا‬
‫أساتذتنا‬
‫‪ ،‬الذين علمونا تخىط أشد المصاعب والوصول إل أعىل المراتب‪.‬‬
‫وزميالت‪ .‬إل من‬
‫ي‬ ‫صديقات‬
‫ي‬ ‫تكاتفنا يد بيد ونحن نقطف زهرة وتعلمنا إل‬
‫ن‬
‫عبارات‬
‫األهل‬ ‫وأجىلكل‬ ‫منف أسىم‬
‫عمرهما وإل‬ ‫أطالات‬
‫هللا ي‬ ‫العزيزينوعبار‬
‫الوالدينمن درر‬
‫ذهبإلوكلمات‬
‫هذامنالعمل‬
‫حروفا‬‫علمونانهدي‬
‫كما‬
‫تسعهم المذكرة ‪.‬‬ ‫ومن ولم‬
‫الذاكرة‪،‬‬ ‫اتسعت لهم‬ ‫ن‬
‫فكرهم‬ ‫حروفا‬ ‫من علمهم‬ ‫أصدقات‪ ،‬إل كل‬
‫صاغوا لنا‬ ‫من‬ ‫فجميع‬
‫العلم إل ي‬ ‫وإل‬
‫واألقارب ي‬
‫سثة العلم والنجاح‬
‫تثث لنا ر‬
‫منارة ر‬
‫إل‬
‫أساتذتنا الكرام‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كلمة شكر وتقدير‬

‫ر ن‬
‫العالمي والصالة والسالم عىل‬ ‫الحمد هللا رب‬
‫ر ن‬
‫المرسلي نتقدم بجزيل الشكر والعرفان‬ ‫أرسف‬
‫ن‬
‫إل أستاذتنا القديرة وقدوتنا يف مجال العلم‪،‬‬
‫الحافض " لك منا كل تحيات‬ ‫ن‬ ‫أستاذتنا"نجاة‬
‫ي‬
‫االحثام‬
‫واالمتنان لقبولك اإلرساف عىل بحثنا‪ ،‬وعىل ما‬
‫قدمت لنا من إرشادات ونصائح‬
‫ي‬
‫طيلة رحلتنا الدراسية‪.‬الفضل بعد هللا عز وجل‪،‬‬
‫لك أستاذتنا ‪ ،‬فلوالك ما استطعنا إنجاز هذا‬
‫يعود ي‬
‫العمل المتواضع‪،‬‬
‫شكرا جزيال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫﷽‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫‪4‬‬
‫الئحة فك الرموز‪:‬‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬

‫قانون املسطرة الجنائية‬ ‫قمج‬

‫قانون الجنائي‬ ‫قج‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫الجريدة الرسمية‬ ‫جر‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن الحق في الحياة الخاصة‪ ،‬أو ما يعرف حديثا بالحق في الخصوصية‪ ،‬يفيد حق الفرد في أن‬
‫يعيش متمتعا باحترام أشيائه الخاصة التي ينفرد بها‪ ،‬والتي غالبا ما يطويها عن غيره من‬
‫األشخاص‪ ،‬وذلك من خالل منع التدخل في هذه األشياء سواء كان هذا التدخل من طرف األفراد‬
‫أو من طرف السلطات العامة‪ ،‬إال في األحوال التي يسمح بها القانون وتقتضيها املصلحة العامة‪.1‬‬
‫الخصوصية بهذا املفهوم تؤمن للفرد الحماية ضد كل تدخل أو تطفل غير مشروع في كل ما له‬
‫عالقة بأشيائه السرية‪ .‬لذلك فاحترام هذه الخصوصية يعتبر من العناصر الالزمة لضمان حياة‬
‫آمنة للفرد في مجتمع يمتاز بتقدم علمي وتكنولوجي هائل في مجال املعلومات وتخزينها‬
‫واستعمالها‪ .‬مما يفرض ضمان حق الفرد في الخصوصية وحماية كل مظاهر حياته الخاصة بما‬
‫يصون كرامته اإلنسانية تحقيقا لألمن والسلم االجتماعيين‪.‬‬
‫ولقد كانت الشريعة اإلسالمية سباقة إلى االعتراف بحرمة الحياة الخاصة للفرد بجميع‬
‫مظاهرها‪.2‬‬
‫نظرا ملكانة هذا الحق في حفظ األعراض‪ ،‬والرتباطه الوثيق بأهم حقوق اإلنسان الفردية‬
‫وحرياته‪.‬‬

‫‪ 1‬تبقى الخصوصية من المفاهيم النسبية والمرنة‪ ،‬يتأثر تحديدها بعامل الزمن والتطور‪ ،‬وكذلك بالموروث الحضاري والثقافي للدول‪ ،‬وهي تتفرع‬
‫إلى عدة صور – الخصوصية المادية كالحق في حرمة المسكن والحق في سرية المعلومات والبيانات الخاصة الخصوصية المعنوية وترتبط‬
‫بحماية القيم والعناصر المعنوية للشخص‪.‬‬
‫‪ 2‬من هذه المظاهر ‪ - :‬حق الفرد في حرمة مسكنه والعيش فيه آمنا‪ .‬قال تعالى في كتابه الحكيم‪" :‬يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم‬
‫حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها‪ .‬ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون‪ .‬فإن لم تجدوا فيها أحدا فال تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا‬
‫هو أزكى لكم وهللا بما تعملون عليم" سورة النور‪ ،‬اآليتين ‪ 27‬و ‪.28‬‬
‫‪ -‬النهي عن التجسس على الغير وتتبع عوراته‪ ،‬قال تعالى في كتابه الحكيم‪" :‬يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن‪ ،‬إن بعض الظن إثم وال‬
‫تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا أيجب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا هللا إن هللا تواب رحيم"‪ .‬سورة الحجرات اآلية ‪.12‬‬
‫‪ -‬حفظ األسرار وعدم إفشائها‪ .‬قال تعالى‪" :‬والذين هم األماناتهم وعهدهم راعون" سورة المؤمنون اآلية ‪ .8‬وفي حديث عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة"‪ .‬رواه الترمذي‪ .‬قال المباركفوري في شرحه للحديث " حسن المجالس وشرفها بأمانة‬
‫حاضريها على ما يقع فيها من قول وفعل‪ ،‬فكأن المعنى ليكن صاحب المجلس أمينا لما يسمعه ويراه‪ .‬د‪ .‬بدر عبد الحميد هميسه من خلق المسلم‬
‫حفظ السر‪ .‬على الموقع ‪www.saaid.net/doat/hamesabadr/252.htm‬‬
‫‪ -‬منع استراق النظر والسمع‪ :‬قال تعالى‪" :‬إال من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين" سورة الحجر اآلية ‪.18‬‬

‫‪6‬‬
‫لذلك لم تتأخر العديد من املواثيق الدولية‪ 3‬والتشريعات الوطنية‪ 4‬في إقرار هذا الحق للفرد‬
‫وحمايته من كل استعمال مفرط أو غير مشروع للمعطيات املرتبطة بحياته الخاصة‪ ،‬خصوصا‬
‫أمام تغلغل الحاسوب في حياتنا بكل تفاصيلها وخصوصياتها‪ ،‬واتساع مجاالت استعماله عبر‬
‫مختلف شبكات التواصل االجتماعي‪ .‬كما تشكل باقي وسائل اإلعالم املرئية منها واملسموعة‬
‫واملقروءة تهديدا حقيقيا لحياة األفراد الخاصة بسبب تزايد التنافس على تحقيق السبق‬
‫اإلعالمي من خالل نشر أسرار وخصوصيات شخصيات مشهورة سعيا للحصول على أرباح‬
‫مادية وشهرة إعالمية على حساب أمن اآلخرين وسالمتهم‪.‬‬
‫وجاء تدخل هذه التشريعات من خالل وضع نصوص قانونية تنظم كيفية معالجة املعطيات‬
‫الشخصية وحماية األشخاص املعنيين من سوء استعمالها‪ ،‬بغية تحقيق نوع من التوازن بين‬
‫حق الفرد في حياة خاصة وحق الجهة املكلفة بجمع وتخزين البيانات الشخصية ومعالجتها‬
‫خدمة ملصلحة مشروعة‪.‬‬
‫واملشرع املغربي كغيره من التشريعات املقارنة تبنى الحق في الخصوصية دستوريا‪ ،5‬وأكده من‬
‫خالل القانون رقم ‪ 08.09‬املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة املعطيات ذات‬
‫الطابع الشخص ي‪ ،6‬الذي ضمن فيه للفرد حقه في حفظ معطياته الشخصية من كل اعتداء أو‬

‫‪ 3‬من بينها‪ :‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة ‪( 1948‬المادة ‪ )12‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة ‪( 1966‬المادة ‪)17‬‬
‫االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية لسنة ‪( 1950‬المادة ‪ ،)8‬االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان لسنة ‪( 1969‬المادة ‪ )11‬اتفاقية‬
‫بودابيست لمكافحة الجرائم المعلوماتية لسنة ‪.2001‬‬
‫‪ 4‬المشرع السوري من خالل المرسوم التشريعي رقم ‪ 17‬بتاريخ ‪ 8‬شباط ‪ 2012‬المتعلق بتنظيم التواصل على شبكة األنترنيت والجريمة‬
‫المعلوماتية المشرع التونسي قانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 2004‬المتعلق بحماية المعطيات الشخصية المشرع اإلماراتي قانون حماية البيانات الشخصية‬
‫لسنة ‪ ،2007‬المشرع السينغالي قانون رقم ‪ 2008-12‬حول حماية البيانات الشخصية‪.‬‬
‫راجع كذلك كل من ‪:‬‬
‫ــ فؤاد بن صغير البيانات الشخصية اإللكترونية‪ ،‬دار النشر ‪ Futur Objectif‬الطبعة األولى الدار البيضاء‪2011 ،‬‬

‫ــ مروة زين العابدين صالح الحماية القانونية الدولية للبيانات الشخصية عبر األنترنيت بين القانون الدولي االتفاقي والقانون الدولي الوطني‪ ،‬مركز الدراسات العربية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬

‫‪ 5‬ينص الفصل ‪ 24‬من الدستور المغربي الجديد على ما يلي‪" :‬لكل شخص الحق في حماية حياته الخاصة ‪"..‬‬
‫راجع ‪:‬‬
‫بن قارة مصطفى عائشة‪ ،‬الحق في الخصوصية املعلوماتية بين تحديات التقنية وواقع الحماية القانونية‪ ،‬املجلة العربية للعلوم ونشر االبحاث املجلد الثاني العدد ‪4 5‬‬
‫يوليوز ‪. 2016‬‬

‫‪ 6‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 1.09.15‬بتاريخ ‪ 22‬صفر ‪ 18 ( 1430‬فبراير (‪ .)2009‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر‬
‫‪ 23( 1430‬فبراير ‪ ،)2009‬ص ‪. 552 :‬‬

‫‪7‬‬
‫استعمال مفرط أو ال مسؤول يصدر من مؤسسة عامة أو خاصة ومن شأنه أن يمسه في هذا‬
‫الحق أو يهدده في حياته الخاصة‪.‬‬
‫فماذا يقصد باملعطيات ذات الطابع الشخص ي وما هي حدودها؟ ما هي ضوابط املعالجة‬
‫املشروعة لهذه املعطيات ؟ ما هي مظاهر الحماية التي كفلها املشرع املغربي للشخص املعني ؟‬
‫كلها أسئلة سنحاول اإلجابة عنها‪ ،‬بإذن هللا تعالى من خالل تقسيم املوضوع إلى مبحثين‬
‫أساسيين‪ ،‬نتناول في األول كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬ونخصص الثاني‬
‫للحماية القانونية لهذه املعطيات‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أهمية املوضوع‬

‫تكمن أهمية املوضوع في أن حماية املعطيات الشخصية من القضايا التي تشغل العالم‪ .‬أخذا‬
‫بعين االعتبار التحدي الذي بات مطروحا أمام مجموعة من الدول من اجل العمل على توحيد‬
‫الجهود بغية ضمان حماية فعالة‪ ،‬تنسجم مع املستوى املتطلب والحركية التي يعيشها العالم‪،‬‬
‫ومن جانب آخر فالحماية أيضا تهدف إلى تعزيز الحريات والحقوق األساسية لألفراد عبر تأمين‬
‫مزيد من الضمانات القانونية والدستورية‪ ،‬والحفاظ على حرمة الحياة الخاصة من االستغالل‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد فحماية املعطيات الشخصية باملغرب ترتبط بمجموعة من الرهانات‬
‫الحقوقية واالقتصادية‪ ،‬ورهان املحافظة على السيادة الرقمية ‪ .‬فاملغرب حاليا يتوفر على اطار‬
‫قانوني يشمل الفصل ‪ 27‬من الدستور واملتعلق بحماية الحق في الحياة الخاصة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫القانون ‪ 09.08‬املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي‪ ،‬ومجموعة من االتفاقيات الدولية في هذا املجال‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إشكالية املوضوع‬
‫تتجلى إشكالية البحث في املخاطر املحدقة باملعطيات الشخصية وأثرها على الحقوق‬
‫األساسية والحريات ومدى فعالية القوانين والتشريعات املرتبطة بحمايتها في االطار الوطني‬
‫والدولي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األسئلة الفرعية‪:‬‬
‫✓ ماذا يقصد باملعطيات الشخصية؟‬
‫✓ وماهي أنواعها ؟‬
‫✓ وما عالقتها بالحياة الشخصية ؟‬
‫✓ ماهي القيمة التي توليها الدول للمعطيات الشخصية من الناحية الدستورية والقانونية؟‬
‫✓ ماهي األشكال الجديدة لإلستغالل غير املشروع للمعطيات الشخصية ؟‬
‫✓ كيف تم تأطير القوانين املرتبطة بحماية املعطيات الشخصية في السياق الوطني ؟ ‪.‬‬
‫✓ ما هي املستجدات املرتبطة بتشريعات حماية املعطيات الشخصية ؟‬
‫✓ ما هي القوانين التي تؤطر حماية املعطيات الشخصية باملغرب ؟‬
‫✓ اين يتجلى دور اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية في مجال حماية‬
‫األشخاص؟‬
‫ثالثا ‪ :‬صعوبات الدراسة‬
‫إضافة إلى االطار القانوني فإن الباحث في هذا املوضوع يحتاج ألن يتوفر على خبرة في مجال‬
‫املعلوميات والبرمجة كشق تقني أساس ي باعتبار أن املخاطر التي تهدد املعطيات الشخصية هي‬
‫ذات طبيعة رقمية كالبرمجيات الخبيثة والفيروسات‪ .‬حيث أن الدارس للمجال ال يجب أن‬
‫يقتصر على الجوانب القانونية وحدها بل ينظر للجانب التقني أيضا‪ .‬إضافة إلى الجانب‬
‫االجتماعي والنفس ي والسياس ي‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مناهج الدراسة‬
‫املنهج الوصفي التحليلي‪ :‬سيتم اعتماد هذا املنهج ألجل وصف وتحليل التطور الحاصل في‬
‫مجال االنخراط في منظومة حماية املعطيات الشخصية من خالل وصف للقوانين املرتبطة‬
‫بحماية املعطيات الشخصية ثم تحليلها بناء على الدالالت التي تحملها وارتباطا بسياقها‪ .‬إضافة‬

‫‪9‬‬
‫إلى وصف وتحليل املؤسسات املناط لها مهمة اإلشراف واملراقبة حيال حماية املعطيات‬
‫الشخصية للمواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬املنهج املقارن‪ :‬سيتم اعتماد هذا املنهج لغرض القيام بمقارنة بين التشريعات الوطنية في مجال‬
‫حماية املعطيات الشخصية والتشريعات األجنبية في مجموعة من الدول‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬خطة الدراسة‬
‫سيتم دراسة املوضوع من خالل تقسيمه إلى مبحثين كاآلتي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬الحماية القانونية للحياة الخاصة لألفراد‬

‫‪10‬‬
‫كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي‬

‫‪11‬‬
‫املبحث األول‪ :‬كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫إن االستعمال املكثف لوسائل االتصال الحديثة كاألنترنيت‪ ،7‬وشبكات التواصل االجتماعي‬
‫وأجهزة التصوير والتسجيل عبر الهواتف الذكية‪ ،‬وتطور تقنيات رصد تحركات األشخاص‬
‫والتنصت على مراسالتهم ومكاملاتهم الهاتفية‪ ،‬كلها وسائل تقوم على االستعمال املفرط‬
‫للمعطيات الشخصية لألفراد من أرقام هواتف وصور ومراسالت وفيديوهات وغيرها‪ .‬وبما أن‬
‫هذه املعطيات تعتبر من خصوصيات الفرد‪ ،‬فإنه غالبا ما يحرص على كتمانها واالنفراد‬
‫باستعمالها والتصرف فيها‪ .‬لذلك فإن جمع هذه املعطيات وتخزينها ومعالجتها من طرف جهات‬
‫معينة يخضع لضوابط يحفظ بها املشرع حق الفرد في حياته الخاصة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املعطيات املعنية باملعالجة‬
‫لقد خرج املشرع املغربي عن قاعدة ترك اختصاص وضع التعريفات للفقه‪ ،‬ووضع مجموعة‬
‫من املفاهيم التي تعتبر أساسية لتحديد مجال إعمال القانون رقم ‪ ،08.09‬ولضمان حسن‬
‫تطبيقه من طرف كل املعنيين به سواء كمسؤولين عن معالجة املعطيات الشخصية جهات عامة‬
‫كانت (اإلدارات املؤسسات العمومية‪ ،‬الجماعات املحلية‪ ،‬املستشفيات‪ )..‬أو خاصة (األبناك‪،‬‬
‫الشركات املصحات الخاصة ‪ ،)..‬أو كقضاة أو كفاعلين اقتصاديين‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد مفهوم املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫بعدما حدد املشرع املغربي في املادة األولى من القانون رقم ‪ 08.09‬الفلسفة من وراء إصدار هذا‬
‫القانون بنصه على أن املعلومة في خدمة املواطن‪ ،‬وتتطور في إطار التعاون الدولي‪ ،‬ويجب أن ال‬
‫تمس بالهوية والحقوق والحريات الجماعية أو الفردية لإلنسان‪ ،‬وينبغي أال تكون أداة إلفشاء‬
‫أسرار الحياة الخاصة للمواطنين‪ ،‬عرف املعطيات ذات الطابع بأنها كل معلومة كيفما كان نوعها‬
‫بغض النظر عن دعامتها‪ ،‬بما في ذلك الصوت والصورة‪ ،‬واملتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل‬
‫للتعرف عليه"‪.‬‬

‫‪ 7‬لقد شهد التواصل الرقمي بالمغرب تطورا بارزا كما تشهد على ذلك أرقام الربط عبر األنترنيت تجاوز معدل انتشاره ‪ 30‬في المائة‪ ،‬في حين‬
‫بلغت خدمات الهاتف النقال ذروتها بأكثر من ‪ 130‬في المائة في سنة ‪ 2014‬عن كلمة السيد الحبيب بلكوش رئيس مركز دراسات حقوق اإلنسان‬
‫والديم قراطية بمناسبة افتتاح ندوة دولية حول الحكامة الجيدة بقطاع األمن في العهد الرقمي‪ ..‬تدبير وحماية المعطيات الشخصية بين متطلبات‬
‫األمن وحماية حقوق اإلنسان" المنعقدة يومي ‪ 19‬و ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2015‬على الموقع ‪www.telexpresse.com/news44359.html‬‬

‫‪12‬‬
‫ويكون الشخص قابال للتعرف عليه إذا كان بإمكان ذلك إما بصفة مباشرة أو غير مباشرة وال‬
‫سيما من خالل الرجوع إلى رقم تعريف أو عنصر أو عدة عناصر مميزة لهويته البدنية أو‬
‫الفزيولوجية أو الجينية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية (الفقرة األولى من‬
‫املادة ‪.)1‬‬
‫ويقصد بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي كل عملية أو مجموعة من العمليات تنجز‬
‫بمساعدة طرق آلية أو بدونها وتطبق على معطيات ذات طابع شخص ي مثل التجميع أو التسجيل‬
‫أو التنظيم أو الحفظ أو املالءمة أو التغيير أو االستخراج أو االطالع أو االستعمال أو اإليصال‬
‫عن طريق اإلرسال أو اإلذاعة أو أي شكل آخر من أشكال إتاحة املعلومة‪ ،‬أو التقريب أو الربط‬
‫البيني وكذا اإلغالق أو املسح أو اإلتالف ( الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪.)1‬‬
‫كما تخضع للمعالجة وفقا لقانون ‪ 08.09‬املعطيات الحساسة‪ ،‬وهي معطيات ذات طابع‬
‫شخص ي تبين األصل العرقي أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات الدينية أو الفلسفية أو‬
‫االنتماء النقابي للشخص املعني أو تكون متعلقة بصحته بما في ذلك املعطيات الجينية (الفقرة‬
‫‪ 3‬من املادة ‪.)1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق القانون رقم ‪08.09‬‬
‫يتحديد نطاق تطبيق قانون ‪ 08.09‬من خالل الوقوف على املعطيات الشخصية املشمولة‬
‫باملعالجة‪ ،‬وتلك املستثناة منها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املعطيات املشمولة باملعالجة‬
‫يطبق هذا القانون على‪:‬‬
‫‪ -‬املعالجة اآللية أو اآللية أو الجزئية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي الواردة أو املرتقب‬
‫ورودها في ملفات يدوية‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة املعطيات الشخصية التي تتم من طرف شخص ذاتي أو معنوي‪ ،‬ويكون املسؤول‬
‫عن هذه املعالجة مقيم على التراب الوطني‪ .‬ويعتبر املسؤول عن املعالجة مقيما فوق‬

‫‪13‬‬
‫التراب الوطني‪ 8‬إذا كان يمارس نشاطه فوق هذا التراب في إطار منشأة كيفما كان شكلها‬
‫القانوني‪.9‬‬
‫‪ -‬معالجة املعطيات الشخصية من طرف شخص ذاتي أو معنوي‪ ،‬ويكون املسؤول عن‬
‫هذه املعالجة غير مقيم على التراب املغربي‪ ،‬لكنه يلجأ في هذه املعالجة إلى وسائل آلية أو‬
‫غير آلية توجد فوق التراب املغربي‪ .10‬وفي هذه الحالة يجب على املسؤول عن املعالجة‬
‫تبليغ اللجنة الوطنية املراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي بهوية ممثل له‬
‫باملغرب‪. 11‬‬
‫ثانيا‪ :‬املعطيات املستثناة من املعالجة‬
‫ال ينسحب تطبيق قانون ‪ 08.09‬وفقا للفقرة الرابعة من املادة ‪ 2‬على‪:‬‬
‫‪ -‬معالجة املعطيات الشخصية التي تستعمل ألغراض العبور فوق التراب الوطني أو فوق‬
‫تراب دولة لها تشريع معترف بمعادلته للتشريع املغربي في مجال حماية املعطيات‬
‫الشخصية (ب من الفقرة الثانية من املادة (‪.)2‬‬
‫‪ -‬معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي التي تتم من طرف شخص ذاتي‪ ،‬ويكون الغرض‬
‫منها ممارسة نشاطات شخصية أو منزلية بصفة حصرية‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي التي يتم جمعها ومعالجتها ملصلحة الدفاع‬
‫الوطني واألمن الداخلي أو الخارجي للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬املعطيات ذات الطابع الشخص ي املحصل عليها تطبيقا لنص تشريعي خاص‪.‬‬
‫وهناك نوع من املعطيات قيد قانون ‪ 08.09‬خضوعها للمعالجة بتحقق شروط معينة‪ ،‬وهي‬
‫تلك املعطيات ذات الطابع الشخص ي التي يتم جمعها ومعالجتها ألغراض الوقاية من الجرائم‬
‫والجنح‪ .‬فهذه املعطيات ال تتم معالجتها إال وفق الشروط املحددة بالقانون أو بالنظام الذي‬

‫‪ 8‬الفقرة الخامسة من المادة ‪ 1‬من قانون ‪08.09‬‬


‫‪ 9‬الفقرة أ من الفقرة الثانية من المادة ‪ 2‬من قانون ‪. 08.09‬‬
‫‪ 10‬ب من الفقرة الثانية من المادة ‪ 2‬من قانون ‪08.09‬‬
‫‪ 11‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 2‬من قانون ‪08.09‬‬

‫‪14‬‬
‫تحدث بموجبه امللفات املعنية‪ ،‬بحيث يبين هذا النظام املسؤول عن املعالجة‪ ،‬شرط مشروعيتها‬
‫والغاية أو الغايات ‪.‬‬
‫منها‪ ،‬األشخاص املعنيين مصدر املعطيات األغيار املوصلة إليهم هذه املعطيات اإلجراءات‬
‫الواجبة اإلتباع لضمان سالمة عملية املعالجة‪ ،‬وال تتم املعالجة في هذه الحاالت إال بعد عرض‬
‫هذا النظام على اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية إلبداء رأيها بشأنه (الفقرة‬
‫‪ 4‬من‪ 2‬املادة )‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ضوابط معالجة املعطيات الشخصية‬
‫عمل املشرع من خالل قانون ‪ 08.09‬على حماية حق الفرد في الحياة الخاصة أوال‪ ،‬من خالل‬
‫االعتراف له بمجموعة من الحقوق يتعين على املسؤول عن املعالجة مراعاتها والحرص على‬
‫احترامها أثناء جمع وتخزين ومعالجة املعطيات وحفظها (الفقرة األولى)‪ ،‬ثانيا‪ ،‬من خالل وضع‬
‫مجموعة من القواعد املوضوعية واإلجرائية الغاية منها ضبط عملية معالجة املعطيات‬
‫الشخصية وحمايتها من أي اختراق أو إتالف أو استعمال غير مشروع أو مفرط (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحرص على ضمان حقوق الفرد املعني‬
‫الشخص املعني هو كل شخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه إما بصفة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ ،‬وذلك بالرجوع إلى عنصر أو عدة عناصر مميزة لهويته البدنية أو الفيزيولوجية أو‬
‫الجينية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية‪ .‬هذا الشخص أقر له املشرع‬
‫مجموعة من الحقوق وهي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الحق في حماية رضاه‬
‫لقد اشترط املشرع ضرورة رض ى الشخص املعني والرض ى يفيد تعبير عن اإلرادة الحرة واملميزة‬
‫وعن علم يقبل بموجبه الشخص املعني معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي املتعلق به‬
‫البند ‪ 9‬من املادة (‪ )1‬بحيث ال يمكن‪ ،‬كمبدإ‪ ،‬القيام بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫إال إذا كان الشخص املعني قد عبر بما ال يترك مجاال للشك عن رضاه عن العملية أو مجموع‬
‫العمليات املزمع إنجازها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫لكن املشرع استثنى من الرضا املسبق للمعني باألمر‪ ،‬الحاالت التي تكون فيها املعالجة ضرورية‪.‬‬
‫وتكون املعالجة كذاك في الحاالت التالية‪:‬‬
‫الحترام التزام قانوني يخضع له الشخص املعني أو املسؤول عن املعالجة‪.‬‬
‫‪ -‬لتنفيذ عقد يكون الشخص املعني طرفا فيه أو لتنفيذ إجراءات سابقة للعقد تتخذ‬
‫بطلب من الشخص املذكور‪.‬‬
‫‪ -‬للحفاظ على املصالح الحيوية للشخص املعني‪ ،‬إذا كان من الناحية البدنية أو القانونية‬
‫غير قادر على التعبير عن رضاه‪.‬‬
‫‪ -‬لتنفيذ مهمة تدخل ضمن الصالح العام أو ضمن ممارسة السلطة العمومية التي يتوالها‬
‫املسؤول عن املعالجة أو أحد األغيار الذي يتم إطالعه على املعطيات‪.‬‬
‫‪ -‬إلنجاز مصلحة مشروعة يتوخاها املسؤول عن املعالجة أو املرسل إليه‪ ،‬مع مراعاة عدم‬
‫تجاهل مصلحة الشخص املعني أو حقوقه وحرياته األساسية (املادة ‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحق في إخباره أثناء تجميع معطياته‬
‫تنظم هذا الحق املادة ‪ 5‬من قانون ‪ ،08.09‬إذ توجب على الشخص املسؤول عن املعالجة أو‬
‫من يمثله إخبار‪ ،‬وبشكل مسبق‪ ،‬كل شخص تم االتصال به من أجل تجميع معطياته‬
‫الشخصية‪ .‬وهذا اإلخبار يجب أن يكون صريحا ال لبس وال غموض فيه‪ ،‬ويجب أن ينصب على‬
‫العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬هوية املسؤول عن املعالجة‪ ،‬وعند االقتضاء هوية ممثله ؛‬


‫‪ -‬الغاية من املعالجة التي يتم تجميع املعطيات لها؛‬
‫‪ -‬املعلومات اإلضافية مثل‪ :‬املرسل إليهم أو فئات املرسل إليهم؛‬
‫‪ -‬إخباره بما إذا كان ملزما بالجواب على األسئلة أم ال‪ ،‬وما هي العواقب املحتملة لالمتناع‬
‫عن الجواب‬
‫‪ -‬إخباره بحقه في الولوج إلى املعطيات ذات الطابع الشخص ي املصرح بها وحقه في‬
‫تصحيحها؛‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬إخباره‪ ،‬في حالة جمع معلومات في شبكات مفتوحة‪ ،‬بأن املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي املتعلقة به يمكن تداولها في الشبكات دون ضمانات السالمة‪ ،‬وأنها قد‬
‫تتعرض للقراءة أومن لدن أغيار غير مرخص لهم‪ ،‬وذلك ما لم يكن على علم مسبق‬
‫بذلك‪.‬‬
‫غير أن نطاق هذا الحق محدود‪ ،‬فهو ال يطبق وفقا للمادة ‪ 6‬من نفس القانون على‪:‬‬
‫‪ -‬املعطيات الشخصية التي يكون جمعها ومعالجتها ضروريين للدفاع الوطني وأمن الدولة‬
‫الداخلي والخارجي أو للوقاية من الجريمة وزجرها؛‬
‫‪ -‬إذا تبين أن إخبار الشخص املعني متعذر‪ ،‬والسيما في حالة معالجة املعطيات ألغراض‬
‫إحصائية أو تاريخية أو علمية‪ .‬وفي هذه الحالة يكون املسؤول عن املعالجة ملزما بإخبار‬
‫اللجنة الوطنية املراقبة حماية املعطيات الشخصية باستحالة هذا اإلخبار وسببها؛‬
‫إيصالها ؟‬
‫‪ -‬إذا نصت النصوص التشريعية صراحة على تسجيل املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫أو وأخيرا ال يطبق حق اإلخبار على معالجة املعطيات الشخصية املنجزة حصريا ألغراض‬
‫صحافية أو فنية أو أدبية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في الولوج واالستفسار‬
‫إن املعلومة تبقى محافظة على طابعها الشخص ي حتى بعد اإلدالء بها للجهة املكلفة باملعالجة‬
‫وقيام هذه األخيرة بتجميعها وخزنها ومعالجتها‪ .‬لذلك ضمن قانون ‪ 08.09‬من خالل املادة ‪7‬‬
‫للمعني باألمر الحق في الولوج املشروع لتتبع معطياته الشخصية‪ ،‬وذلك بناء على طلب يتقدم به‬
‫إلى املسؤول عن املعالجة من أجل الحصول ودون عوض على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة ما إذا كانت معطياه الشخصية تعالج أم ال ؛‬


‫‪ -‬معرفة الغاية من املعالجة واملنطق الذي يحكمها‪ ،‬وفئات املعطيات التي تنصب عليها‬
‫ومصدرها؛‬
‫‪ -‬معرفة املرسل إليهم أو فئات املرسل إليهم الذين توصلوا بمعطياته الشخصية؛‬

‫‪17‬‬
‫يحق للمسؤول عن املعالجة أن يطلب من اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية‬
‫تحديد آجال اإلجابة على طلبات الولوج املشروعة‪ ،‬كما يمكنه التعرض إذا تبين له أن هذه‬
‫الطلبات تعسفية خصوصا من حيث عددها وطابعها التكراري‪ .‬وفي هذه الحالة عليه اإلدالء‬
‫للجنة الوطنية بالحجة التي تفيد شطط طلبات الولوج‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحق في التصحيح‬
‫باعتبار أن املعطيات ذات الطابع الشخص ي قابلة للتغيير‪ ،‬أعطى املشرع للمعني باألمر الحق‬
‫في تصحيح هذه املعطيات أو تحيينها أو مسحها أو إغالق الولوج إليها عندما تكون معالجتها غير‬
‫مطابقة لقانون ‪ 08.09‬وألزم املسؤول عن املعالجة القيام بهذه التصحيحات داخل أجل عشرة‬
‫أيام كاملة من تاريخ طلبها من طرف املعني باألمر‪.‬‬
‫غير أنه في حالة رفض املسؤول عن املعالجة القيام بالتصحيحات الالزمة‪ ،‬تقوم بها اللجنة‬
‫الوطنية بناء على طلب املعني باألمر‪ .‬وتبلغ هذه التصحيحات لألغيار الذين وصلت إليهم‬
‫املعطيات ذات الطابع الشخص ي (املادة ‪.)8‬‬
‫خامسا‪ :‬الحق في التعرض‬
‫للمعني باألمر الحق في التعرض املشروع وبدون مصاريف على معالجة معطياته الشخصية إذا‬
‫كان الغرض من هذه املعالجة استعمال معطياته الخاصة ألغراض تجارية‪ .‬غير أنه ال يحق له‬
‫التعرض إذا كانت املعالجة تستجيب اللتزام قانوني‪.‬‬
‫ضمانا لهذه الحقوق وضع املشرع على عاتق املسؤول عن املعالجة مجموعة من االلتزامات‬
‫الغاية منها ضبط وتأطير عملية معالجة املعطيات الشخصية وما يرتبط بها من تجميع‬
‫للمعلومات وخزنها وحفظها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضوابط معالجة املعطيات الشخصية‬
‫لقد أحاط املشرع معالجة املعطيات الشخصية وما يرتبط بها من عمليات بمجموعة من‬
‫الضوابط والشروط‪ ،‬بهدف ضمان مشروعيتها وتأمين تحقيق الغاية أو الغايات منها من هذه‬
‫الضوابط ما يتعلق باملعطيات محل املعالجة (أوال)‪ ،‬ومنها ما يرتبط باملسطرة الواجبة اإلتباع في‬
‫املعالجة (ثانيا)‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالتزامات املسؤول عن املعالجة (ثالثا)‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أوال‪ :‬نوعية املعطيات القابلة للمعالجة‬
‫لقد اشترط املشرع من خالل املادة ‪ 3‬من قانون ‪ 08.09‬أن تكون املعطيات الشخصية مجمعة‬
‫لغايات محددة ومشروعة‪ ،‬وأن تكون صحيحة وغير مغلوطة ومالئمة ومناسبة للغايات التي تم‬
‫تجميعها ومعالجتها الحقا من أجلها‪ ،‬وأن يتم اإلعالن عن هذه الغايات قبل عملية التجميع‪.‬‬
‫كما اشترط أن تتم معالجة هذه املعطيات بطريقة نزيهة ومشروعة‪ ،‬وأن يتم حفظها وفقا‬
‫للشكل الذي يمكن من التعرف على األشخاص املعنيين طوال مدة ال تتجاوز املدة الضرورية‬
‫إلنجاز الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجلها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املسطرة الواجبة اإلتباع‬
‫يتعين املسؤول عن املعالجة الحصول على إذن مسبق بذلك من طرف اللجنة الوطنية املراقبة‬
‫حماية املعطيات الشخصية‪ .‬وذلك كلما تعلقت املعالجة بمعطيات حساسة تبين األصل العرقي‬
‫أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات الدينية أو الفلسفية أو االنتماء النقابي للشخص‬
‫املعني‪ ،‬أو معطيات تتعلق بصحته بما فيها املعطيات الجينية بباستثناء تلك املستعملة ألغراض‬
‫طبية‪.‬‬
‫كما يشترط هذا اإلذن إذا همت املعالجة معطيات متعلقة باملخالفات أو اإلدانات أو التدابير‬
‫الوقائية‪ ،‬أو معطيات تتضمن رقم بطاقة التعريف الوطنية للمعني باألمر‪ ،‬أو كانت املعالجة تهم‬
‫الربط البيني امللفات تابعة لشخص أو عدة أشخاص معنويين يديرون مصلحة عمومية والذين‬
‫تكون غايات املصلحة العامة لديهم مختلفة‪ ،‬أو الربط البيني مللفات تابعة ألشخاص معنويين‬
‫آخرين تكون غاياتهم الرئيسية مختلفة‪.‬‬
‫الغاية من هذا التصريح تمكين اللجنة الوطنية من مراقبة احترام مقتضيات القانون رقم‬
‫‪ ،08.09‬والتأكد من إشهار معالجة املعطيات الشخصية من طرف املسؤول عنها أو من يمثله‬
‫(املادة ‪) 13‬‬
‫وهذا التصريح يجب أن يتضمن مجموعة من البيانات حددتها املادة ‪ 16‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اسم وعنوان املسؤول عن املعالجة وعند االقتضاء اسم وعنوان ممثله؛‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬تسمية املعالجة املزمع القيام بها والغاية أو الغايات منها؛‬
‫‪ -‬وصف فئة أو فئات األشخاص املعنيين واملعطيات املتعلقة بهم؛‬
‫‪ -‬املرسل إليهم أو فئات املرسل إليهم الذين قد توصل إليهم املعطيات؛‬
‫‪ -‬تحويالت املعطيات املعتزم إرسالها إلى دول أجنبية؛‬
‫‪ -‬مدة االحتفاظ باملعطيات‬
‫‪ -‬املصلحة التي يمكن للشخص املعني أن يمارس لديها حقوقه واإلجراءات املتبعة في ذلك؛‬
‫‪ -‬املقابلة أو الربط البيني أو جميع أشكال التقريب األخرى بين املعطيات‪ ،‬وكذا تفويتها‬
‫أوإسنادها إلى الغير كمعالجة من الباطن‬
‫ثالثا‪ :‬التزامات املسؤول عن املعالجة‬
‫باإلضافة إلى ضرورة حصول املسؤول عن املعالجة على إذن مسبق بذلك‪ ،‬حمله املشرع‬
‫مجموعة من االلتزامات تؤطر العملية استعمال املعطيات الشخصية وتعنى بكيفية تدبيرها‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ – 1‬االلتزام باملحافظة على سالمة املعطيات الشخصية من اإلتالف أو الضياع أو اإلذاعة أو‬
‫الولوج غير املرخص‪ ،‬ومن كل معالجة غير مشروعة‪ ،‬وذلك باتخاذ مجموعة من اإلجراءات‬
‫التقنية والتنظيمية املالئمة بالنظر إلى املخاطر التي تمثلها املعالجة‪ ،‬وطبيعة املعطيات الواجب‬
‫حمايتها (فقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 23‬من ق ‪ .)08.09‬وهذه اإلجراءات واجبة سواء من املسؤول عن‬
‫املعالجة مباشرة أو من املعالج من الباطن الذي يقوم بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫الحساب املسؤول عنها‪. 12‬‬

‫‪ 12‬نظم المشرع طبيعة العالقات التي تربط بين المسؤول عن المعالجة والمعالج من الباطن الذي يعمل لحسابه بموجب الفقرات ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬من‬
‫المادة ‪ 23‬من القانون ‪08.09‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ – 2‬االلتزام باملحافظة على سرية املعطيات الشخصية الحساسة أو التي لها صلة بصحة املعني‬
‫باألمر‪ ،‬وذلك من خالل مراقبة دخول املنشآت‪ ،13‬ودعامة املعطيات‪ 14‬ومراقبة اإلدراج‪، 15‬‬
‫والولوج‪ 16‬واإلدخال‪ 17‬واإلرسال‪ ،18‬والنقل‪.19‬‬
‫‪ – 3‬االلتزام باملحافظة على السر املنهي احتراما لحقوق وحريات األشخاص املعنيين ألزم املشرع‬
‫املسؤول عن معالجة املعطيات الشخصية‪ ،‬وكل من سهلت له مهمته اإلطالع على هذه املعطيات‬
‫باحترام السر املنهي‪ .‬وهذا االلتزام يمتد حتى بعد التوقف عن ممارسة املهمة‪ ،‬وذلك تحت طائلة‬
‫عقوبات جنائية ‪ (,‬املواد ‪ 446‬و ‪ 447‬و ‪ 448‬ق‪.‬ج)‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬مجال املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫إن حماية املعطيات الشخصية هي بمثابة حماية الحق في الحياة الخاصة الذي أصبح حقا‬
‫من الحقوق الدستورية املتعلقة بالشخصية اإلنسانية‪ .‬ومن هذا املنطق فإن مجال املعطيات‬
‫ذات الطابع الشخص ي مرتبط باألشخاص الذاتيين دون غيرهم‪ ،‬وهو الطرح الذي تبناه التوجه‬
‫األوروبي بشكل صريح‪ ،‬في املادة ‪/2‬أ وكذا أغلب التشريعات األجنبية‪ ،‬كالتشريع الفرنس ي‪،‬‬
‫البلجيكي مثال ‪.‬‬
‫ومن جهته فإن املشرع املغربي بدوره نهج نفس املنحى وصرح في املادة ‪ 1-1‬أن املعطيات ذات‬
‫الطابع الشخص ي يلزم أن تتعلق بالشخص ذاتي ‪.‬‬
‫فإذا كان مدلول الشخص املعرف ال يطرح أي إشكال بخصوص تحديد هويته‪ ،‬فإنه يطرح‬
‫بالنسبة للشخص القابل للتعرف عليه‪ ،‬وذلك حسب التعبير الوارد في املادة ‪ 1-1‬من القانون‬
‫‪ 09-08‬والتي تنص على أنه يكون الشخص قابال للتعرف عليه إذا كان باإلمكان التعرف عليه‪،‬‬

‫‪ 13‬ويتم ذلك من خالل منع ولوج أي شخص غير مأذون له إلى المنشآت المستعملة لمعالجة هذه المعطيات (أ‪ 24/‬ق ‪)08.09‬‬
‫‪ 14‬ويتم ذلك من خالل منع قراءة أو نسخ أو تعديل أو سحب دعامات المعطيات من قبل أشخاص غير مأذون لهم ( ب‪ 24/‬ق ‪) 08.09‬‬
‫‪ 15‬من خالل منع اإلدخال غير المأذون به للمعطيات الشخصية‪ ،‬والتعرف على المعطيات التي تم إدراجها أو تغييرها أو حذفها دون إذن مسبق (ج‪/‬‬
‫‪ 24‬ق ‪.)08.09‬‬
‫‪ 16‬عن طريق حصر ولوج هذه المعطيات في األشخاص المأذون والمرخص لهم فقط (هـ ‪ 24/‬ق ‪.)08.09‬‬
‫‪ 17‬عن طريق ضمان إمكانية المراجعة البعدية لطبيعة المعطيات ذات الطابع الشخصي التي تم إدخالها ولصالح من تم ذلك ( ز‪ 24/‬ق ‪) 08.09‬‬
‫‪ 18‬عن طريق التحقق من الهيئات التي يمكن أن تنقل المعطيات الشخصية إليها عبر معدات إرسال معطيات (و‪ 24/‬ق ‪) 08.09‬‬
‫‪ 19‬من خالل منع قراءة أو استنساخ أو تغيير أو حذف معطيات ذات طابع شخصي أثناء إرسال المعطيات أو دعامات المعطيات بدون إذن ( ك‬
‫‪ 24/‬ق ‪.)08.09‬‬

‫‪21‬‬
‫بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬والسيما بالرجوع إلى رقم تعريف أو عنصر أو عدة عناصر مميزة‬
‫لهويته املدنية أو الفزيولوجية‪ ،‬أو الجينية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية‬
‫‪"...‬‬
‫ويتبين من هذا التعريف أن التشريع الوطني سلك منهجا توسعيا في تحديده لألشخاص محل‬
‫الحماية بمقتض ى القانون ‪ 09-08‬وهو اتساع يفيد أن االقتصار على أو عناصر معينة يحمل‬
‫بين طياتها نظرة ضيقة تأخذ بعين االعتبار وسائل التعريف غير املباشرة‪.‬‬
‫ويمكن لكل أنواع املعطيات أن تكتسب الطابع الشخص ي ويتضح ذلك من خالل الصياغة‬
‫العامة الواردة في نفس املادة املشار إليها أعاله‪" :‬كل معلومة كيفما كان نوعها وبغض النظر عن‬
‫دعامتها"‪ .‬بل إن املشرع املغربي ذهب أبعد من ذلك عندما أدرج الصوت والصورة ضمن‬
‫املعطيات الشخصية املتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه مسايرة منه للتطور‬
‫الحاصل في ميدان تكنولوجيا الصوت والصورة‪ ،‬وانسجاما مع نص الحيثية ‪ 14‬من التوجه‬
‫األوروبي‪" :‬وحيث أنه‪ ،‬يأخذ باالعتبار التطور الجاري في مجتمع اإلعالم‪ ،‬تقنيات النقاط‪ ،‬إرسال‪،‬‬
‫إدارة‪ ،‬تسجيل‪ ،‬حفظ‪ ،‬االطالع على املعطيات املنشأة عن طريق األصوات أو الصور املتعلقة‬
‫باألشخاص الطبيعيين"‪.‬‬
‫وبالتالي فإن نوعية املعطيات املحمية ذات الطابع الشخص ي يجب أن تكون معالجة بطريقة‬
‫شخصية نزيهة ومشروعة ومجمعة لغايات محددة ومعلنة ومالئمة ومناسبة وغير مفرطة‬
‫وصحيحة ومحينة عند االقتضاء‪ ،‬ومحفوظة بشكل يمكن من التعرف على األشخاص املعنيين‬
‫طوال املدة املحددة والضرورية إلنجاز الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجلها‪.20‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أنه في الوقت الحاضر أصبحت جهات تكون ملفات متعلقة باملعطيات ذات‬
‫الطابع الشخص ي‪ ،‬وذلك إما في املؤسسات العمومية والجماعات الترابية كتلك املتعلقة‬
‫بمعطيات الحالة املدنية واللوائح االنتخابية أو في املستشفيات التي تتوفر على معطيات‬
‫شخصية خاصة بالفرد ضمن ما بات يعرف باإلدارة األساسية للسياسة الصحية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫البنوك فهي بدورها تتوفر على معطيات تعتبر ذات طابع شخص ي خاصة بزبنائها‪.‬‬

‫‪ 20‬المادة ‪ 1/3‬من القانون رقم ‪. 09-08‬‬

‫‪22‬‬
‫وتبقى املعايير التي تمكن من التعريف بالشخص بشكل مباشر أو غير مباشر ذات طبيعة‬
‫متنوعة ومعقدة في بعض األحيان مما يطرح صعوبات كثيرة أمام القضاء‪ ،‬خصوصا مع تنامي‬
‫حجم تكنولوجيا االتصال ونقل املعلومات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية للحياة الخاصة‬
‫لألفراد‬

‫‪24‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية للحياة الخاصة لألفراد‬
‫تنطوي عملية جمع وتخزين ومعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي وحفضها على مخاطر‬
‫كبيرة ومضار متعددة تهدد األفراد في أهم حقوقهم األساسية‪ ،‬يتعلق األمر بالحق في‬
‫الخصوصية‪ .‬لذلك أقر املشرع من خالل القانون رقم ‪ 08.09‬مجموعة من األدوات واآلليات‬
‫القانونية الغاية منها ضمان االستغالل الناجع واملشروع واملناسب لهذه املعطيات‪ ،‬منها ما هو‬
‫مؤسساتي (املطلب األول) ومنها ما اتخذ طابعا جزائيا (املطلب الثاني) على أن نخصص (املطلب‬
‫الثالث) للحديث عن املسؤولية الجنائية والجزاء في الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اآلليات الحمائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫باملوازاة مع املقتضيات القانونية املؤطرة لعملية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫عمل املشرع من خالل قانون ‪ 08.09‬على خلق أجهزة وآليات مهمتها السهر على قانونية هذه‬
‫املعالجة ومالءمتها للغاية أو الغايات املرتقبة منها‪ ،‬وهي اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات‬
‫ذات الطابع الشخص ي والسجل الوطني وسجالت مركزية الحماية هذه املعطيات‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اللجنة الوطنية ملر اقبة املعطيات الشخصية‬
‫يعتبر املغرب من بين البلدان العربية واإلسالمية واإلفريقية القليلة التي أسست لجنة وطنية‬
‫املراقبة حماية الحياة الخاصة واملعطيات الشخصية‪ ،21‬لضمان التطبيق السليم ملقتضيات‬
‫قانون ‪ 08.09‬املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي (املادة ‪ 27‬من القانون املذكور سابقا)‪.‬‬

‫‪ 21‬عن كلمة السيد رئيس الحكومة السابق عبد اإلله بنكيران بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي ‪ 38‬لمفوضي حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪،‬‬
‫والحياة الشخصية بمراكش المنظم من ‪ 17‬إلى ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2016‬على الموقع‪www.maroc.ma/ar/%D :‬‬

‫‪25‬‬
‫أوال ‪ :‬تشكيلة اللجنة‬
‫تتألف اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية من سبعة أعضاء وهم‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس يعينه جاللة امللك‬
‫‪ -‬أعضاء يعينهم جاللة امللك ويتم اقتراحهم كما يلي‪ :‬عضوان من طرف الوزير األول‪،22‬‬
‫وعضوان من طرف رئيس مجلس النواب وعضوان من طرف مجلس املستشارين ( املادة‬
‫‪ 2‬من املرسوم التطبيقي لقانون ‪.23).08.09‬‬
‫تعين اللجنة ملدة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬
‫األعضاء املشكلون للجنة يتم اختيارهم من بين شخصيات القطاع العام أو الخاص مؤهلين‬
‫للقيام بهذه املهمة بحكم كفاءتهم في امليادين القانونية والقضائية واإلعالمية وبحكم درايتهم‬
‫بقضايا الحريات الفردية‪ ،‬ويشترط فيهم الحياد والنزاهة الخلقية والخبرة والكفاءة (املادة ‪ 3‬من‬
‫املرسوم)‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املهام املوكولة للجنة‬
‫الهدف من إحداث اللجنة الوطنية مزدوج‪ ، 24‬اقتصادي يتمثل في تشجيع االستثمارات‬
‫األجنبية في املغرب عن طريق ترحيل الخدمات فيما يسمى باألفشورينغ‪ ،‬والذي يتطلب مستوى‬
‫كاف من حماية املعطيات الشخصية لألفراد وحقوقي يتمثل في حماية الحياة الخاصة لألفراد‬
‫وحرياتهم الشخصية إزاء االستعمال املفرط والالمسؤول املعطياتهم الشخصية‪. 25‬‬

‫‪ 22‬المادة ‪ 32‬من ق ‪ 09.08‬تنص على الوزير األول لكن المهمة تسند لرئيس الحكومة الذي عوض منصب الوزير األول‪.‬‬
‫‪ 23‬مرسوم رقم ‪ -09165-2‬صادر في ‪ 25‬جمادى األولى ‪ 21( 1430‬ماي ‪) 2009‬‬
‫‪ 24‬أهداف اللجنة الوطنية ال تنفصل عن أهداف قانون رقم ‪ 08.09‬وهي‪ - :‬حماية المواطنين من االستعمال التعسفي المعطياتهم الشخصية داخل‬
‫إطار قانوني مرن – الحرص على مالءمة التشريع المغربي لالتفاقات الدولية والتشريعات المقارنة – تطوير االقتصاد الوطني وتوفير مناخ‬
‫مناسب لجلب االستثمار األجنبي‪.‬‬
‫‪ 25‬عن كلمة السيد سعيد إهراي‪ ،‬رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي الجريدة هيسبريس‪ ،‬حاوره السيد عبد الحق‬
‫بلشكر بتاريخ ‪ 15‬فبراير ‪ 2013‬عن الموقع ‪www.hesspress.com : interviews/721654.html :‬‬
‫لقد حرصت اللجنة الوطنية منذ تأسيسها على نسج عالقات تعاون مع عدة قطاعات في أفق انخراطها في المالءمة مع المقتضيات القانونية‬
‫الخاصة بحماية المعطيات الشخصية في هذا اإلطار تم توقيع اتفاقية تعاون مع بنك المغرب ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني‪ .‬كما عملت‬
‫اللجنة على التأسيس لعالقات التعاون مع الفيدرالية المغربية الشركات التأمين والوكالة الوطنية لتقنين المواصالت ووزارة العدل والحريات‬
‫ووزارة الصحة ووزارة السياحة‪ .‬كما انضمت اللجنة إلى المؤتمر الدولي لسلطات حماية المعطيات الشخصية وإلى الجمعية الفرانكوفونية السلط‬
‫حماية المعطيات الشخصية وإلى عدد من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال‪ .‬كما صادق المغرب على اتفاقية مجلس أوربا عدد ‪108‬‬
‫وبرتوكولها اإلضافي في تصريح للسيد سعيد إهراي رئيس اللجنة الوطنية بتاريخ ‪www.aljazeera.net/news/ebusiness/ :‬‬
‫‪2015/5/29‬‬

‫‪26‬‬
‫ومن أجل تحقيق هذين الهدفين كلف املشرع اللجنة القيام بمجموعة من املهام تنضوي تحت‬
‫املحاور الكبرى التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مهمة إخبار وتحسيس األفراد والهيئات العمومية واملؤسسات الخاصة‬
‫‪ -‬مهمة تقديم االستشارة واالقتراح أمام الحكومة أو البرملان بشأن مشاريع أو مقترحات‬
‫القوانين أو بشأن النصوص التنظيمية ذات الصلة بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪،‬‬
‫أو بشأن كيفيات التقييد بالسجل الوطني أو بشأن القواعد املسطرية وحماية معالجة امللفات‬
‫األمنية الواجب تسجيلها ؟‬

‫• مهمة الحماية من أجل إضفاء املزيد من الشفافية في مجال استعمال املعطيات‬


‫الشخصية من طرف املؤسسات العمومية والخاصة‪ ،‬وكذل ضمان التوازن بين الحياة‬
‫الخاصة لألفراد وحاجة املؤسسات إلى استعمال املعطيات الشخصية في أنشطتها؛‬
‫• مهمة التحري واملراقبة من خالل مراقبة عمليات معالجة املعطيات الشخصية للتأكد‬
‫من توافقها مع مقتضيات القانون ‪ 08.09‬ونصوصه التطبيقية‬
‫• مهمة اليقظة القانونية والتكنولوجية من خالل قيام اللجنة الوطنية بمراقبة ودراسة‬
‫وتحليل التوجهات والتحوالت التكنولوجية واالقتصادية والقانونية واملجتمعية التي‬
‫يمكن أن تؤثر على مجال حماية املعطيات الشخصية باملغرب‪.26‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إحداث سجل وطني وسجالت مركزية‬
‫يحدث بموجب املادة ‪ 45‬ق ‪ 08.09‬سجل وطني لحماية املعطيات الشخصية تمسكه اللجنة‬
‫الوطنية تقيد به‪:‬‬

‫‪ 26‬اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي ‪CNDP‬على الموقع‪http://koun3labal.ma/ar/ .:‬‬
‫راجع كذلك‪:‬‬
‫ــ علي كريمي‪ ،‬تأثير التطور التكنولوجي على حقوق اإلنسان الحياة الخصوصية وحماية البيانات الشخصية نموذجاء مجلة ابحاث العدد ‪ 2014/1‬املغرب‪2014 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫• امللفات التي تكون السلطات العمومية أو الخواص مسؤولين عن معالجتها (أوب ‪ /‬م ‪46‬‬
‫ق ‪)08.09‬‬
‫• اإلحاالت على القوانين أو النصوص التنظيمية املنشورة الصادرة إلحداث ملفات‬
‫عمومية (ج ‪ /‬م ‪ 46‬ق ‪) 08.09‬‬
‫• األذون املسلمة تطبيقا لقانون ‪ ( 08.09‬د ‪ /‬م ‪ 46‬ق ‪)08.09‬‬
‫• املعطيات املتعلقة بامللفات الضرورية للسماح لألشخاص املعنيين بممارسة حقوق‬
‫اإلخبار والولوج والتصحيح والحذف والتعرض ( هـ ‪ /‬م ‪ 46‬ق ‪ )08.09‬؛‬
‫هذا السجل يوضع رهن إشارة العموم‪ ،‬ويجب أن يتضمن لزوما هوية الشخص املسؤول عن‬
‫املعالجة حتى يتمكن األشخاص املعنيون من ممارسة الحقوق التي يضمنها لهم ق ‪.08.09‬‬
‫وإلى جانب السجل الوطني تحدث سجالت مركزية تهم األشخاص املشكوك في قيامهم بأنشطة‬
‫غير مشروعة وبارتكابهم الجنح ومخالفات إدارية وكذا املقررات التي تنص على عقوبات وتدابير‬
‫وقائية وغرامات وعقوبات إضافية‪ .‬يعهد مسك هذه السجالت للمصالح العمومية وحدها والتي‬
‫تتوفر على اختصاص صريح بذلك‪ ،‬وهي تكون ملزمة باحترام املعطيات الشخصية عند إحداثها‬
‫ومسكها ومعالجتها للمعطيات التي تحتويها هذه السجالت‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الحماية الزجرية للمعطيات الشخصية‬
‫من اآلثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة وتوظيف املعلوميات في مختلف مناحي الحياة‬
‫العصرية ضيق نطاق الحياة الخاصة وسهولة االعتداء عليها‪ ،‬وفي ذلك تهديد صريح وخطير‬
‫لألمن االجتماعي‪ ،‬وزعزعة للثقة املفترضة في الوسائل املختلفة التي يحتويها عالم الرقمنة‪.‬‬
‫وللحد من هذه اآلثار وجعل التكنولوجيا في خدمة اإلنسان أقر املشرع املغربي حق الفرد في‬
‫حماية جنائية ملعطياته الشخصية سواء من خالل مجموعة القانون الجنائي (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫أو من خالل ق ‪ ( 08.09‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحماية الجنائية للمعطيات الشخصية وفقا لقانون ‪2707.03‬‬

‫لقد اكتسحت التكنولوجيا املجتمع املغربي من بابه الواسع وباملوازاة مع ذلك اتخذت الجريمة‬
‫املعلوماتية صورا متعددة دفعت باملشرع إلى التدخل بموجب قانون ‪ 07.03‬املتعلق باملساس‬
‫بنظم املعالجة اآللية للمعطيات جرم من خالله مجموعة من األفعال التي تخل بنظم املعالجة‬
‫وتهدد األفراد في معطياتهم الخاصة‪ ،‬كما تهدد السير العادي والطبيعي للمؤسسات سواء كانت‬
‫عامة أو خاصة‪ ،‬وخص لها عقوبات صارمة منها ما هو سالب للحرية ومنها ما يقتصر على الغرامة‬
‫املالية ومنها ما يجمع بين العقوبتين‪ .‬ومن بين الجرائم التي نص عليها هذا القانون نجد‪:‬‬
‫‪ -‬جريمة دخول نظام املعالجة اآلية للمعطيات عن طريق اإلحتيال‬
‫‪ -‬جريمة البقاء في نظام املعالجة اآللية للمعطيات تم دخوله عن طريق الخطأ‪.‬‬
‫لقد عاقب املشرع الجنائي عن هتين الجريمتين بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر وبغرامة مالية‬
‫تتراوح بين ‪ 2000‬درهم كحد أدنى و ‪ 10000‬كحد أقص ى‪ ،‬أو بإحدى هتين العقوبتين حسب‬
‫السلطة التقديرية للمحكمة‪.‬‬
‫وتضاعف هذه العقوبة إذا نتج عن األفعال السابقة حذف أو تغيير املعطيات املدرجة في نظام‬
‫املعالجة أو اضطراب في سيره (الفصل ‪ 607/3‬ق‪.‬ج)‪.‬‬
‫كما شدد املشرع من هذه العقوبات سواء السالبة للحرية أو املاسة بالذمة املالية للفاعل في‬
‫حالة ما إذا كان نظام املعالجة الذي تم دخوله عن طريق االحتيال أو عن طريق الخطأ مع البقاء‬
‫فيه‪ ،‬يفترض فيه أنه يتضمن معلومات أمن الدولة الداخلي أو الخارجي أو أسرار تهم االقتصاد‬
‫الوطني‪ .‬وتكون العقوبة في هذه الحالة الحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة من ‪ 10000‬إلى‬
‫‪ 100000‬درهم‪.‬‬

‫‪ 27‬يتعلق باإلخالل بنظم المعالجة الفعلية للمعطيات‪ ،‬وهو يحتوي على مادة فريدة تمم بموجبها المشرع مجموعة القانون الجنائي فيها يتعلق بالجرائم‬
‫المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.03.197‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 11( 1424‬نونبر ‪ ،)2003‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ ،5171‬بتاريخ ‪ 27‬شوال ‪( 1424‬الموافق لـ ‪ 22‬دسمبر ‪ ،)2003‬ص ‪. 4284‬‬

‫‪29‬‬
‫وترفع هذه العقوبة إلى الحبس من ‪ 2‬إلى ‪ 5‬سنوات وغرامة من ‪ 100000‬إلى ‪ 200000‬درهم إذا‬
‫نتج عن األفعال السابقة تغيير أو حذف أو اضطراب في سير نظام املعالجة أو كان الفاعل‬
‫موظف أو مستخدم ارتكب هذه األفعال أثناء مزاولته ملهامه‪ ،‬أو كانت هذه املهام هي من سهلت‬
‫ارتكابها (الفصل ‪ 607.4‬ق‪.‬ج )‬
‫‪ -‬جريمة العرقلة عمدا سير نظام املعالجة اآللية للمعطيات أو إحداث خلل فيه والعقوبة‬
‫املقررة لهذه الجريمة هي الحبس من سنة إلى ثالث سنوات وغرامة من ‪ 10000‬إلى‬
‫‪ 200000‬درهم أو بإحدى هتين العقوبتين‬
‫‪ -‬جريمة إدخال معطيات في نظام املعالجة اآللية للمعطيات أو إتالفها أو حذفها منه أو‬
‫تغييرها أو تغيير طريقة معالجتها أو طريقة إرسالها وذلك باستعمال االحتيال‪ .‬وعاقب‬
‫املشرع عن هذه الجرائم بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة مالية من ‪ 10000‬إلى‬
‫‪ 200000‬درهم أو بإحداهما (الفصل ‪ 607.6‬ق‪.‬ج)؛‬
‫‪ -‬جريمة تزوير أو تزييف وثائق املعلوميات إذا كان من شأن ذلك إلحاق ضرر بالغير؛‬
‫‪ -‬جريمة استعمال وثائق املعلوميات والفاعل يعلم أنها مزورة وقد أقر املشرع للجريمتين‬
‫عقوبة حبسية من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 1000000‬درهم‬
‫(الفصل ‪ 607.7‬ق‪.‬ج )‬
‫‪ -‬جريمة صنع تجهيزات أو أدوات أو إعداد برامج للمعلوميات أو أية معطيات من أجل‬
‫ارتكاب إحدى الجنح املشار إليها سابقا أو تملك هذه التجهيزات واألدوات أو املعطيات‬
‫أو حيازتها أو التخلي عنها للغير أو عرضها أو وضعها رهن إشارة الغير‪ .‬وخص املشرع هذه‬
‫األفعال بعقوبة حبسية من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 50000‬إلى ‪2000000‬‬
‫درهم (الفصل ‪ 607.10‬ق‪.‬ج)‪.‬‬
‫وإلى جانب هذه العقوبات أعطى املشرع الجنائي للمحكمة إمكانية الحكم بمصادرة األدوات‬
‫التي استعملت في ارتكاب األفعال الجرمية املشار إليها سابقا‪ ،‬كما يمكنها الحكم على الفاعل‬
‫بالحرمان من ممارسة واحد أو أكثر من الحقوق املدنية املنصوص عليها في املادة ‪ 26‬من ق‪.‬ج‪،‬‬

‫‪30‬‬
‫ومن مزاولة جميع املهام والوظائف العمومية ملدة تتراوح بين سنتين و ‪ 10‬سنوات إضافة إلى‬
‫الحكم بنشر أو بتعليق الحكم الصادر باإلدانة‪.‬‬
‫وغاية املشرع الجنائي من تنويع هذه العقوبات وتشديدها هي توفير األمن املعلوماتي الذي يعتبر‬
‫هاجس كل من املشرع واملؤسسات واألفراد‪ ،‬خصوصا أمام ارتفاع نسب الجريمة اإللكترونية‬
‫وتطورها وتعقدها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية الزجرية للمعطيات الشخصية وفقا لقانون ‪08.09‬‬
‫إيمانا من املشرع املغربي بخطورة انتهاك الحق في الحياة الخاصة عمل على تضمين قانون‬
‫‪ 08.09‬العديد من املقتضيات ذات الطابع الزجري الهدف منها تحديد األفعال اإلجرامية التي‬
‫تمس بنظم معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬وإقرار العقوبات املناسبة لها‪ .‬من هذه‬
‫األفعال ما هو ناتج عن اإلخالل ببعض القواعد املوضوعية املؤطرة للمعالجة السليمة‬
‫للمعطيات الشخصية (أوال)‪ ،‬ومنها ما هو ناتج عن اإلخالل باإلجراءات الشكلية الواجبة اإلتباع‬
‫في عملية املعالجة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الجرائم املرتبطية بخرق القواعد املوضوعية املؤطرة لعملية املعالجة‬
‫يقتض ي احترام الحق في الحياة الخاصة للشخص املعني الحرص على جمع ومعالجة معطياته‬
‫الشخصية بطريقة نزيهة ومشروعة ومتوافقة مع مبدأ الغائية الذي أقره قانون ‪ 2808.09‬كما‬
‫يتعين على املسؤول عن املعالجة التقيد باالستعمال املشروع وغير املفرط للبيانات الشخصية‬
‫وحفظها بالشكل الذي يمنع من إتالفها أو الولوج إليها ممن ال حق له‪ .‬وكل خرق لهذه املقتضيات‬
‫يجعلنا أمام جريمة املعالجة غير املشروعة للمعطيات الشخصية التي تتخذ عدة صور منها‪:‬‬
‫‪ -‬جريمة معالجة تمس باألمن الداخلي أو الخارجي للدولة أو بالنظام العام أو منافية‬
‫لألخالق واآلداب العامة‪ .‬جعل املشرع عقوبة هذه الجريمة إدارية وهي سحب توصيل‬

‫‪ 28‬يقتضي هذا المبدأ أن يكون تجميع المعطيات الشخصية قد تم الغايات محددة ومعلنة ومشروعة‪ ،‬وأن تكون كل معالجة الحقة متناسبة مع هذه‬
‫الغايات وبناء على ذلك فإن مبدأ الغائية يستلزم أمرين‪ :‬تجميع المعطيات الشخصية وفق غايات محددة معلنة ومشروعة‪ .‬احترام الغابات المجمعة‬
‫على أساسها المعطيات في كل معالجة الحقة مجلة قانون األعمال على الموقع ‪www.droitetentreprise.org/web/2 :‬‬

‫‪31‬‬
‫التصريح أو اإلذن باملعالجة من املسؤول من طرف اللجنة الوطنية ملراقبة حماية‬
‫املعطيات ذات الطابع الشخص ي (م ‪ 51‬ق ‪. ) 08.09‬‬
‫‪ -‬جريمة حرمان الشخص املعني من الحقوق التي أقرها له القانون ‪ 08.09‬وهي حق الولوج‬
‫وحق التصحيح وحق التعرض‪ .‬ويعاقب على خرق هذه الحقوق بغرامة من ‪ 20000‬إلى‬
‫‪ 200000‬درهم‬
‫‪ -‬جريمة جمع املعطيات ذات الطابع الشخص ي بطريقة تدليسية أو غير نزيهة أو غير‬
‫مشروعة أو إنجاز معالجة لها ألغراض غير تلك املصرح بها واملرخص بشأنها أو إخضاع‬
‫املعطيات املجمعة املعالجة الحقة متعارضة مع الغاية املصرح بها واملرخص بشأنها‪ ،‬وإلى‬
‫جانب الغرامة املالية املحددة بين ‪ 20000‬و ‪ 200000‬درهم‪ ،‬عاقب املشرع على هذه‬
‫األفعال بعقوبة سالبة للحرية وهي الحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنة أو بإحدى هتين‬
‫العقوبتين فقط‪ ،‬وذلك بالنظر لخطورة هذه األفعال على الحياة الخاصة لألفراد‪( .‬املادة‬
‫‪ 54‬من ق ‪)08.09‬؛‬
‫‪ -‬جريمة االحتفاظ باملعطيات‪ ...‬ملدة تتجاوز املدة املحددة لذلك أو االحتفاظ بها بالشكل‬
‫الذي ال يمكن من التعرف على األشخاص املعنيين بها‪ .‬خص املشرع هذه الجريمة بعقوبة‬
‫حبسية من ‪ 3‬أشهر إلى سنة وغرامة من ‪ 20000‬إلى ‪ 200000‬درهم أو بإحدى هتين‬
‫العقوبتين (م ‪ 56‬قي ‪)08.09‬‬
‫‪ -‬جريمة معالجة معطيات طابع شخص ي تبين بشكل مباشر أو غير مباشر األصل العرقي‬
‫أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو النقابية أو الفلسفية أو الدينية للشخص املعني وذلك‬
‫دون موافقته الصريحة‪ .‬ونظرا ألهمية املعطيات محل املعالجة عاقب املشرع على هذه‬
‫األفعال بعقوبة حبسية من ‪ 6‬أشهر إلى سنتين وغرامة مالية من ‪ 50000‬إلى ‪200000‬‬
‫درهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجرائم املرتبطة بخرق مسطرة املعالجة‬
‫لقد أحاط املشرع مسطرة معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي بمجموعة من اإلجراءات‬
‫الغاية منها حماية أمن املعطيات موضوع املعالجة‪ .‬وكل خرق لهذه اإلجراءات من طرف املسؤول‬
‫عن املعالجة بشكل جريمة يعاقب عليها القانون‪ .‬يمكن تصنيف هذه الجرائم في زمرتين‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫األولى‪ ،‬خاصة بالجرائم املترتبة عن خرق اإلجراءات السابقة على عملية املعالجة وتظم‪:‬‬
‫‪ -‬جريمة املعالجة بدون تصريح أو إذن مسبق؛‬
‫‪ -‬جريمة مواصلة املعالجة بعد سحب اإلذن أو التصريح من املسؤول‪ ،‬ملا في ذلك من خرق‬
‫املقتضيات املادة ‪ 12‬من قي ‪ 08.09‬وقد عاقب املشرع على هذه الجريمة بغرامة من‬
‫‪ 10000‬إلى ‪ 100000‬درهم ‪.‬‬
‫الثانية‪ ،‬خاصة بجرائم االمتناع عن التعاون مع اللجنة الوطنية‪ :‬أناط املشرع باللجنة الوطنية‬
‫مهمة السهر على حسن تطبيق مقتضيات في ‪ 08.09‬وتسهيال لهذه املهمة يكون املسؤول عن‬
‫املعالجة ملزما بالتعاون معها وتطبيق قراراتها وكل تهاون أو إخالل بهذا االلتزام يعرضه للمساءلة‬
‫الجنائية‪ .‬و من صور هذا اإلخالل‬

‫‪ -‬عرقلة ممارسة اللجنة الوطنية ملهام املراقبة املكلفة بها من طرف املشرع‬
‫‪ -‬رفض استقبال املراقبين وعدم السماح لهم بإنجاز مهامهم‬
‫‪ -‬رفض إرسال الوثائق أو املعلومات املطلوبة من طرف اللجنة‪ ،‬أو رفض نقلها‪.‬‬
‫يعاقب على هذه األفعال بالحبس من ‪ 3‬إلى ‪ 6‬أشهر وبغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 20000‬درهم أو‬
‫بإحدى العقوبتين فقط (م ‪ 62‬من ق ‪.)08.00‬‬
‫وإلى جانب العقوبات السالبة للحرية والغرامات املالية أقر املشرع عقوبة املصادرة الجزئية‬
‫لألموال واإلغالق في الحالة التي يكون فيها مرتكب الجرائم املشار إليها سابقا شخصا معنويا‬
‫(املادة ‪ 64‬من ق ‪.) 08.09‬‬
‫غير أن املالحظ بشأن الحماية الزجرية وفقا لقانون ‪ 08.09‬أن املشرع استعمل مصطلح‬
‫املخالفات والحال أن األمر يتعلق بالجنح وفقا للعقوبات املقررة لهذه األفعال الجرمية‪ ،‬كما أنه‬
‫غلب العقوبات املالية على العقوبات الحسية‪ ،‬ويظهر ذلك جليا من خالل عدم شمول‬
‫العقوبات السالبة للحرية ملجموعة من األفعال الجرمية التي اقتصر فيها املشرع على عقوبة‬
‫الغرامة‪ .‬وحتى بالنسبة للجرائم املشمولة بالعقوبة الحبسية فإن هذه األخيرة تبقى متواضعة‬
‫باملقارنة مع قيمة الغرامة املرتفعة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫إن إقرار قانون ‪ 08.09‬الخاص بمعالجة املعطيات الشخصية وإحداث اللجنة الوطنية املراقبة‬
‫حماية الحياة الخاصة يشكل تقدما مهما على املستوى الحقوقي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬غير‬
‫أن إنجاح هذا القانون رهين بتضافر جهود كل الفاعلين بما في ذلك اللجنة الوطنية والقطاعين‬
‫العام والخاص واملجتمع املدني واملواطنين من أجل ضمان التنزيل السليم القانونية‪ ،‬ونشر‬
‫ثقافة حماية املعطيات الشخصية‪ ،‬وتأمين بيئة سليمة لالقتصاد الوطني واألجنبي‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬املسؤولية الجنائية والجزاء في الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫تخضع املسؤولية الجنائية عن الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‬
‫ملجموعة من الضوابط (الفقرة األولى)‪ ،‬كما أن القانون ‪ 09-08‬حدد الئحة الجرائم املاسة‬
‫بعمليات املعالجة وحدد لها عقوبات (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬املسؤولية الجنائية عن الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية‪.‬‬
‫تقع املسؤولية الجنائية عن الجرائم التي تمس باملعطيات ذات الطابع الشخص ي على الشخص‬
‫املسؤول عن معالجة هذه املعطيات‪ .‬فبالرجوع إلى مقتضيات القانون رقم ‪ 09-08‬نجده ينص‬
‫في املادة ‪ 5/1‬على أن الشخص املسؤول عن املعالجة هو الشخص الذاتي أو املعنوي أو السلطة‬
‫العامة أو املصلحة أو أية هيئة تقوم سواء بمفردها أو باشتراك مع اآلخرين‪ ،‬بتحديد الغايات‬
‫من معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي ووسائلها‪ .‬إذا كانت الغايات من املعالجة ووسائلها‬
‫محددة بموجب نصوص تشريعية أو تنظيمية‪ ،‬تجب اإلشارة إلى املسؤول عن املعالجة في قانون‬
‫التنظيم والتسيير أو في النظام األساس ي للهيئة املختصة بموجب القانون أو النظام األساس ي في‬
‫ي املعنية‪29.‬‬ ‫معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص‬
‫وبذلك فالشخص الطبيعي املسؤول جنائيا هو ذاك الشخص املسؤول عن املعالجة سواء أكان‬
‫فاعال أصليا أو مساهما أو مشاركا في الجرائم التي تقع على املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪.‬‬

‫‪ 29‬ـ لتوسع راجع‪:‬‬


‫ــ العربي جنان معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ :‬الحماية القانونية في التشريع املغربي واملقارن القانون (‪ )09.08‬املطبعة والوراقة الوطنية الداوديات‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬مراكش‪ 2010 ،‬ص ‪38‬‬

‫‪34‬‬
‫ويلزم أن يكون هذا الشخص الطبيعي املسؤول جنائيا مقيما على التراب الوطني املغربي ويعتبر‬
‫مقيما على التراب املغربي كل مسؤول عن معالجة للمعطيات يمارس نشاطه فوق التراب املغربي‬
‫في إطار منشأة كيفما كان شكلها القانوني‪.30‬‬
‫أما عندما يكون املسؤول غير مقيم على التراب املغربي ولكن يلجأ ألغراض معالجة معطيات‬
‫ذات طابع شخص ي إلى وسائل آلية أو غير آلية توجد فوق التراب املغربي‪ ،‬باستثناء املعالجات‬
‫التي ال تستعمل إال ألغراض العبور فوق التراب الوطني أو فوق تراب دولة لها تشريع معترف‬
‫بمعادلته للتشريع املغربي في مجال حماية املعطيات الشخصية فإن املسؤول عن املعالجة يجب‬
‫أن يبلغ اللجنة الوطنية بهوية ممثل له مقيم باملغرب يقوم‪ ،‬دون اإلخالل بمسؤوليته الشخصية‪،‬‬
‫بالحلول محله في جميع حقوقه والتزاماته الناتجة عن أحكام هذا القانون والنصوص املتخذة‬
‫لتطبيقه‪.‬‬
‫أما عن املسؤولية الجنائية للشخص املعنوي فإن األمر هنا يتعلق بكل شخص معنوي ينتمي‬
‫للقانون الخاص متى قام بمفرده أو باشتراط مع اآلخرين بتحديد الغايات من معالجة املعطيات‬
‫ذات الطابع الشخص ي ووسائلها‪ .‬وتقوم مسؤولية الشخص املعنوي سواء كان مقيها فوق التراب‬
‫املغربي أم غير مقيم‪ ،‬وفق مقتضيات املادة ‪.2/2‬‬
‫كما يمكن أن يكون محال للمساءلة الجنائية املعالج من الباطن والذي يقصد به الشخص‬
‫الذاتي أو املعنوي أو السلطة العامة أو املصلحة أو أية هيئة أخرى تعالج املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي لحساب املسؤول عن املعالجة‪.‬‬
‫وأيضا األغيار واملقصود بهم حسب املادة ‪ 7/1‬الشخص الذاتي أو املعنوي أو السلطة العامة‬
‫أو املصلحة أو أية هيئة أخرى غير الشخص املعني‪ ،‬واملسؤول عن املعالجة واملعالج من الباطن‬
‫واألشخاص املؤهلون ملعالجة املعطيات الخاضعين للسلطة املباشرة للمسؤول عن املعالجة أو‬
‫للمعالج من الباطن‪.‬‬
‫إضافة إلى املرسل إليه وهو الشخص الذاتي أو املعنوي أو السلطة العامة أو املصلحة أو أية‬
‫هيئة أخرى تتوصل باملعطيات سواء كانت من األغيار أم ال‪ ،‬وال تعتبر كجهة مرسل الهيئات‬

‫‪ 30‬المادة ‪ 2/2‬من القانون رقم ‪09-08‬‬

‫‪35‬‬
‫السيما اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي املحدثة بموجب املادة‬
‫‪ 27‬أدناه واملسماة اللجنة الوطنية ‪ ،31‬التي يمكن أن تتوصل باملعطيات في إطار مقتضيات‬
‫قانونية‪.‬‬
‫وإذا كان هذا التعداد ال يطرح أي إشكال فيما يتعلق باملسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتية‬
‫واألشخاص املعنوية الخاصة‪ ،‬فإنه يبقى كذلك على مستوى املسؤولية الجنائية لألشخاص‬
‫املعنوية العامة‪ ،‬والتي أثير بشأنها نقاش كبير سواء على مستوى الفقه أو القضاء‪ ،‬لكون املرفق‬
‫العام هو بمثابة مؤسسة أساسية لجلب املنفعة االجتماعية وكفالة الحقوق األساسية‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى نص املادة ‪ 64‬من القانون ‪ 09-08‬نجدها قد تضمنت عبارة "الشخص املعنوي"‬
‫دون أي تحديد‪ ،‬وكذلك عندما نصت على العقوبات التي يمكن أن تطال الشخص املعنوي إذا‬
‫ما قام بخرق املقتضيات املضمنة في القانون ‪.0932-08‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التجريم والعقاب على ضوء القانون ‪09-08‬‬
‫إن املشرع ال يجرم من األفعال – إيجابية كانت أم سلبية – إال ما كان منها مضرا باملجتمع‪،‬‬
‫وبهذا القيد أصبح املشرع الجنائي ال يتحكم في موضوعي التجريم والعقاب بدون ضوابط‪. 33‬‬
‫ومن هذا املنطلق فإن الجريمة ال تتحقق قانونا ال إذا وجد نص قانوني يجرم الفعل أو االمتناع‬
‫ويعاقب عليه‪.‬‬
‫وقد عرف املشرع املغربي الجريمة في الفصل ‪ 110‬من القانون الجنائي بقوله‪" :‬الجريمة فعل أو‬
‫امتناع مخالف للقانون الجنائي واملعاقب عليه بمقتضاه"‪.‬‬

‫‪ 31‬تم تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي ابتداء من ‪ 20‬رمضان ‪ 31( 1431‬أغسطس (‪ ،)2010‬طبقا للمادة‬
‫األولى من مقرر للوزير األول رقم ‪ 3.62.10‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 31( 1431‬أغسطس ‪ )2010‬بشأن تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة‬
‫حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5891‬بتاريخ ‪ 8‬ذو الحجة ‪ 15( )1431‬نونبر ‪ ،)2010‬ص ‪. 5007‬‬
‫‪ 32‬وهو نفس التوجه الذي سلكه المشرع في الفصل ‪ 127‬من القانون الجنائي والذي ينص على أنه " ال يمكن أن يحكم على األشخاص المعنوية إال‬
‫بالعقوبات المالية والعقوبات اإلضافية ‪"...‬‬
‫‪ 33‬عبد الواحد العلمي ‪ :‬شرح القانون الجنائي المغربي ‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الطبعة ‪ 3‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ 2003 ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪36‬‬
‫و بالرجوع إلى القانون املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي‪ ،‬نجده قد نص على مجموعة من القواعد ذات الطبيعة الزجرية في الباب السابع‬
‫منه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بعض املواد املضمنة باملرسوم التطبيقي لهذا القانون‪ .34‬وذلك بغية توفير حماية‬
‫كافية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي ارتباطا بالحق في الحياة الخاصة‪.‬‬
‫واملالحظ في هذا املضمار أن املشرع املغربي تناول الجرائم املاسة بعملية املعالجة في شقين‬
‫أولهما موضوعي والثاني إجرائي‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بالجرائم املوضوعية للمعالجة فقد جرم مجموعة من األفعال املاسة باملعالجة‬
‫واملتعلقة أساسا بالجرائم الواقعة على تسمية املعطيات ذات الطابع الشخص ي ومن هذه‬
‫الجرائم‪:‬‬
‫جريمة املعالجة غير املشروعة حيث عاقب املشرع كل من قام بجمع معطيات ذات طابع‬
‫شخص ي بطريقة تدليسية أو غير نزيهة أو غير مشروعة‪ ،‬أو أنجز معالجة ألغراض أخرى غير‬
‫تلك املصرح بها أو املرخص لها‪ ،‬أو أخضع املعطيات املذكورة ملعالجة الحقة متعارضة مع‬
‫األغراض املصرح بها أو املرخص لها‪ .‬وأيضا كل من كل من احتفظ بمعطيات ذات طابع شخص ي‬
‫ملدة تزيد عن املدة املنصوص عليها في النصوص التشريعية الجاري بها العمل أو املنصوص عليها‬
‫في التصريح أو اإلذن‪ .‬وكذا كل من احتفظ باملعطيات املذكورة خرقا ألحكام (هـ) من املادة ‪ 3‬من‬
‫هذا القانون‪.35‬‬
‫و قد عاقب املشرع على هذه األفعال بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنة‪ ،‬وبغرامة مالية بين ‪20000‬‬
‫و ‪ 200000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫‪ 34‬المرسوم رقم ‪ 2.09.155‬الصادر في ‪ 25‬من جمادى األولى ‪ 21( 1430‬ماي ‪ ) 2009‬لتطبيق القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق بحماية األشخاص‬
‫تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ‪ :‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5744‬بتاريخ ‪ 24‬جمادى األولى ‪ 18( 1430‬يونيو ‪)2009‬‬
‫‪ 35‬ينص البند (ه) من المادة ‪ 3‬على أنه‪" :‬يجب أن تكون المعطيات ذات الطابع الشخصي ‪ ...‬محفوظة وفق شكل يمكن من التعرف على األشخاص‬
‫المعنيين طوال مدة ال تتجاوز المدة الضرورية إلنجاز الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجله‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫جريمة االستعمال غير املشروع للمعطيات من خالل الفصل ‪ 61‬من القانون رقم ‪ 09-08‬يتضح‬
‫أن كل مسؤول عن معالجة وكل معالج من الباطن وكل شخص‪ ،‬بالنظر إلى مهامه مكلف‬
‫بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي‪ ،‬يتسبب أو يسهل‪ ،‬ولو بفعل اإلهمال‪ ،‬االستعمال‬
‫التعسفي أو التدليس ي للمعطيات املعالجة أو املستلمة‪ ،‬أو يوصلها ألغيار غير مؤهلين‪ ،‬يعاقب‬
‫بالحبس من ‪ 6‬أشهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 20000‬إلى ‪ 300000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫زيادة على ذلك‪ ،‬يمكن للمحكمة أن تقض ي بحجز املعدات املستعملة في ارتكاب هذه املخالفة‪،‬‬
‫وكذا بمسح كل املعطيات ذات الطابع الشخص ي موضوع املعالجة التي أدت إلى ارتكاب املخالفة‪،‬‬
‫أو جزء منها‪.‬‬
‫الجرائم املتعلقة بحقوق الشخص املعني‪ ،‬ويتعلق األمر بجريمة املعالجة دون رض ى الشخص‬
‫املعني وكذا جريمة االعتداء على حقوق هذا الشخص ‪.‬‬
‫أما الجريمة األولى فقد نصت عليها املادة ‪ 56‬من القانون ‪ 09-08‬والتي تجرم معالجة البيانات‬
‫ذات الطابع الشخص ي خرقا ألحكام املادة ‪ ، 364‬وقد عاقب املشرع على هذه الجريمة بالحبس‬
‫من ‪ 20000‬و ‪ 200000‬درهم ‪.‬‬
‫أما جريمة االعتداء على حقوق الشخص املعني‪ :‬فقد حددتها املادتين ‪ 53‬و ‪ 59‬من القانون ‪08‬‬
‫‪ 09‬فتتحقق هذه الجريمة إما برفض حقوق الولوج أو التصريح أو التعرض أو بالقيام باملعالجة‬
‫رغم تعرض الشخص املعني‪ ،37‬ويعاقب على هذه الجريمة بغرامة من ‪ 20000‬إلى ‪200000‬‬

‫‪ 36‬وهذه المادة المحال عليها نجدها تنص على‪" :‬ال يمكن القيام بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي إال إذا كان الشخص المعني قد عبر بها ال‬
‫يترك مجاال للشك عن رضاه عن العملية أو مجموع العمليات المزمع إنجازها‪.‬‬
‫ال يمكن إطالع األغيار على المعطيات ذات الطابع الشخصي الخاضعة للمعالجة إال من أجل إنجاز الغايات المرتبطة مباشرة بوظائف المفوت‬
‫والمفوت إليه ومع مراعاة الرضى المسبق للشخص المعني‪.‬‬
‫غير أن الرضى ال يكون مطلوبا إذا كانت المعالجة ضرورية ‪:‬‬
‫االحترام التزام قانوني يخضع له الشخص المعني أو المسؤول عن المعالجة‬
‫لتنفيذ عقد يكون الشخص المعني طرفا فيه أو لتنفيذ إجراءات سابقة للعقد تتخذ بطلب من الشخص المذكور؛ للحفاظ على المصالح الحيوية للشخص‬
‫المعني إذا كان من الناحية البدنية أو القانونية غير قادر على التعبير عن رضاه ‪.‬‬
‫لتنفيذ مهمة تدخل ضمن الصالح العام أو ضمن ممارسة السلطة العمومية التي يتوالها المسؤول عن المعالجة أو أحد األغيار الذي يتم إطالعه على‬
‫المعطيات؛‬
‫اإلنجاز مصلحة مشروعة يتوخاها المسؤول عن المعالجة أو المرسل إليه مع مراعاة عدم تجاهل مصلحة الشخص المعني أو حقوقه وحرياته‬
‫األساسية"‪.‬‬
‫‪ 37‬تنص المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ 09-08‬على‪" :‬يعاقب بغرامة من ‪ 20.000‬درهم إلى ‪ 200.000‬درهم عن كل مخالفة كل مسؤول عن معالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي برفض حقوق الولوج أو التصريح أو التعرض المنصوص عليها في المواد ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 9‬أعاله"‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫درهم‪ ،‬أو إذا عولجت معطيات ذات طابع شخص ي تهم شخصا ذاتيا رغم تعرضه‪ ،‬إذا كان هذا‬
‫التعرض مبنيا على أسباب مشروعة أو إذا كان الغرض من املعالجة القيام بأعمال االستقراء‪،‬‬
‫السيما التجاري‪ ،‬على نحو ما هو منصوص عليه في املادة ‪ 9‬من هذا القانون ( ‪ )09-08‬أو عبر‬
‫وسائل إلكترونية وفق املادة ‪ 10‬من هذا القانون"‪ . 38‬وحددت العقوبة على هذا الفعل في الحبس‬
‫من ‪ 3‬أشهر إلى سنة وغرامة من ‪ 20000‬إلى ‪ 200000‬درهم أو إحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالجرائم املاسة بالقواعد الشكلية للمعالجة فتتجلى في الجرائم املتعلقة‬
‫بالشكليات املسبقة التي يمكن تقسيمها إلى جريمة املعالجة في غياب التصريح أو اإلذن‪ ،‬وجريمة‬
‫معالجة معطيات حساسة بدون رض ى الشخص املعني‪.‬‬
‫فبخصوص جريمة املعالجة بدون الحصول على اإلذن أو التصريح فقد نصت عليها املادة ‪52‬‬
‫من القانون ‪ 09-08‬حيث نصت على أنه دون املساس باملسؤولية املدنية اتجاه األشخاص الذين‬
‫تعرضوا ألضرار نتيجة هذه املخالفة‪ ،‬يعاقب بغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 100000‬درهم كل من أنجز‬
‫ملف معطيات ذات طابع شخص ي دون التصريح بذلك أو الحصول على اإلذن املنصوص عليه‬
‫في املادة ‪ 12‬أعاله أو واصل نشاط معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي رغم سحب وصل‬
‫التصريح أو اإلذن‪.‬‬
‫جريمة معالجة املعطيات الحساسة‪ 39‬بدون رض ى مسبق‪ ،‬فتنص عليها املادة ‪ 57‬التي جرمت‬
‫بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي تبين بشكل مباشر أو غير مباشر األصول العرقية أو‬
‫اإلثنية‪ ،‬أو اآلراء السياسية أو الفلسفية أو الدينية‪ ،‬أو االنتماءات النقابية لألشخاص املعنيين‬
‫أو املتعلقة بصحة هؤالء دون موافقة صريحة وعاقبت على هذه الجريمة بالحبس من ‪ 6‬أشهر‬
‫إلى سنتين وبغرامة من ‪ 50.000‬درهم إلى ‪ 300.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ .‬كما‬

‫‪ 38‬تنص المادة ‪ 59‬على‪" :‬يعاقب بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 20.000‬درهم إلى ‪ 200.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪،‬‬
‫كل من قام بمعالجة معطيات ذات طابع شخصي تهم شخصا ذاتيا رغم تعرضه إذا كان هذا التعرض مبنيا على أسباب مشروعة أو إذا كان‬
‫الغرض من المعالجة القيام بأعمال االستقراء‪ ،‬السيما التجاري‪ ،‬على نحو ما هو منصوص عليه في المادة ‪ 9‬من هذا القانون أو عبر وسائل‬
‫إلكترونية وفق المادة ‪ 10‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫‪ 39‬تنص المادة ‪ 3/1‬على أن "المعطيات الحساسة"‪ :‬هي معطيات ذات طابع شخصي تبين األصل العرقي أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات‬
‫الدينية أو الفلسفية أو االنتهاء النقابي للشخص المعني أو تكون متعلقة بصحته بما في ذلك المعطيات الجينية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫أنه يعاقب بنفس العقوبات كل من قام بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي متعلقة بمخالفات‬
‫أو إدانات أو تدابير وقائية‪.‬‬
‫فاملالحظ أن املشرع قد ألزم املسؤول عن املعالجة بضرورة القيام ببعض الشكليات قبل‬
‫القيام بعمليات املعالجة‪ ،‬واعتبر االمتناع عن ذلك جريمة يعاقب عليها‪.‬‬
‫وإضافة لهذه الجرائم نجد أن املادة ‪ 58‬من القانون ‪ 09-08‬تنص على أنه يعاقب بالحبس من‬
‫‪ 3‬أشهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 20.000‬درهم إلى ‪ 200.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‬
‫كل من قام أو عمل على القيام بمعالجة معطيات ذات طابع شخص ي دون إنجاز اإلجراءات‬
‫الهادفة إلى حماية أمن املعطيات املنصوص عليها في املادتين ‪ 23‬و ‪.24‬‬
‫فهذه املادة اعتبرت أن كل إغفال أو تقصير في حماية املعطيات الشخصية محل املعالجة من‬
‫كل املخاطر التي يمكن أن تلحق بها جريمة‪.‬‬
‫كما جرمت املادتين ‪ 62‬و ‪ 63‬االمتناع عن التعاون مع اللجنة الوطنية أو عرقلتها عن ممارستها‬
‫ملهامها ‪.‬‬
‫فنجد أن املادة ‪ 62‬تنص على أنه يعاقب بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى ‪ 6‬أشهر وبغرامة من ‪10.000‬‬
‫درهم إلى ‪ 50.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬كل من‪:‬‬
‫‪ .‬عرقل ممارسة اللجنة الوطنية ملهامها في املراقبة‬
‫‪ .‬رفض استقبال املراقبين ولم يسمح لهم بإنجاز تفويضهم؛‬
‫‪ .‬رفض إرسال الوثائق أو املعلومات املطلوبة‬
‫‪ .‬رفض نقل الوثائق التي ينص عليها القانون"‪.‬‬
‫أما املادة ‪ 63‬فتنص على أنه "يعاقب كل مسؤول يرفض تطبيق قرارات اللجنة الوطنية‬
‫بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪ 100.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‬
‫فقط"‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وبإجراء دراسة تحليلية سريعة لهذه الجرائم نالحظ أن املشرع املغربي ال يشترط لقيامها توفر‬
‫قصد خاص إلثبات النشاط اإلجرامي بعملية املعالجة‪ ،‬بل اكتفت بالقصد الجنائي العام‪.‬‬
‫وبمعنى آخر فإن الجرائم املاسة بعملية معالجة معطيات ذات طابع شخص ي تتحقق بمجرد‬
‫العلم بخرق النص القانوني‪ ،‬أو نتيجة إهمال أو عدم احتراز‪ .‬وبالتالي يمكن اعتبار الجرائم‬
‫املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية جرائم مادية ال يلزم لقيامها سوى إتيان السلوك املجرم‬
‫وتوافر اإلرادة الحرة في ذلك‪.‬‬
‫وعلى مستوى السياسة العقابية نالحظ أن املشرع الوطني لم يكن صارما في تعامله مع الجرائم‬
‫املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية على اعتبار أن جل الجرائم املنصوص عليها في القانون‬
‫‪ 09-08‬تبقى جنحا ضبطية تضمنت عقوبات حبسية جد مخففة ‪ ،‬وفي مقابل ذلك نجده –‬
‫املشرع – قد رفع من قيمة الغرامات التي يمكن الحكم بها وحدها أو إلى جانب العقوبات‬
‫الحبسية‪.‬‬
‫و إلى عقوبتي الحبس والغرامة‪ ،‬فقد نص املشرع املغربي على بعض العقوبات التكميلية‪،‬‬
‫كإمكانية حجز املعدات املستعملة في املخالفة ومسح املعطيات‪ ،‬واملصادر أو الجزئية‪ ،‬وإغالق‬
‫املؤسسة التي ارتكبت فيها الجريمة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫لقد أصبح للمعطيات الشخصية تأثير واسع في حياة األفراد‪ ،‬فبالقدر الذي تعتبر فيه مهمة‬
‫فهي في نفس خطيرة على الحياة الخاصة لهؤالء األفراد‪ .‬كما أن حماية املعطيات الشخصية لم‬
‫تعد ترتبط باألفراد وحدهم بل اصبح الرهان متمثال في حماية السيادة الرقمية وحماية الحريات‬
‫والحقوق األساسية‪ ،‬إضافة الى تعزيز االطار القانوني ليالئم كل الجزئيات املستجدة في هذا‬
‫املجال‬
‫وقد تبين فيما سبق في الفصل األول أن االطار التشريعي لحماية املعطيات الشخصية على‬
‫املستوى الدولي واإلقليمي مر بعدة مراحل أساسية‪ ،‬كلها مراحل ارتبطت بمدى التحديات التي‬
‫باتت تواجهها الدول أمام مجموعة من التطورات التي أصبحت الحرب فيها واالستنزاف ال‬
‫يتمظهران بالشكل املادي بقدر ما تكون يمارس األمر بالقوة الناعمة‪.‬‬
‫ولقد كان لزاما على الدولة أن تحمي املعطيات الشخصية أمام تزايد مجموعة نزعات تستبيح‬
‫الحياة الخاصة ملواطنيها وتعرض صحتهم النفسية والحميمية للخطر‪ ،‬من قبيل مجموعة من‬
‫النزعات‪: 40‬‬
‫‪ .‬النزعة التجارية عبر االستغالل بغرض الربح غير املشروع‬
‫‪ .‬النزعة األمنية وذلك باستغالل الصالحيات ألجل الضبط والتدخل في حقوق وحريات األفراد‬
‫‪ .‬النزعة اإلجرامية عبر االحتيال والنصب والسرقة ووصول األمر الى املجموعات اإلجرامية‬
‫العابرة للحدود‪.‬‬
‫وقد أصبح استغالل املعطيات الشخصية يماثل أعمال بيع املخدرات والدعارة بحيث أن لم‬
‫يعد لإلنسان إال القيام بما يمليه عليه من يستغل ويحوز معطياته الشخصية‪.41‬‬

‫‪ 40‬الدكتور محمد العوني‪ ،‬ندوة تحت عنوان " تحديات حماية المعطيات الشخصية‪ ،‬تنظيم منظمة حريات االعالم والتعبير‪ ،‬مقر نادي المحامين‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪.2019‬‬
‫‪ 41‬الرئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات الشخصية عبر السفروشني ‪ ،‬ندوة تحت عنوان " تحديات حماية المعطيات الشخصية"‪ .‬التنظيم‬
‫منظمة حريات االعالم والتعبير‪ ،‬مقر نادي المحامين‪ ،‬الرباط بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪.2019‬‬

‫‪42‬‬
‫ويمكن القول أن القواعد القانونية من الصعب ان تجاري مجال في تحرك مستمر خصوصا‬
‫اذا تم أخذ بعين االعتبار السرعة التي تظهر بها املخاطر ثم البطء الذي يتميز به إخراج القوانين‬
‫إلى الواقع وتعديلها ملا يتناسب مع الخطورة املستجدة‪.‬‬
‫وعليه فاملغرب وبسنه ملجموعة من املقتضيات املختلفة واملتعلقة بحماية املعطيات‬
‫الشخصية فإنه حاول السير على نهج مجموعة من الدول الرائدة في املجال خصوصا توفره على‬
‫اطار قانوني يستجيب للمعايير الدولية‪ ،‬إضافة إلى سلطات مراقبة وإشراف تسهر على مراقبة‬
‫حماية املعطيات الشخصية والتنصيص على مجموعة من املقتضيات في القانون ‪ 09.08‬والتي‬
‫تفرض على كل مسؤولي املعالجة احترام مجموعة من اتجاه األشخاص املعنيين كاملوافقة‬
‫املسبقة والحق في الولوج واإلخبار ثم الحق في التصحيح والتعرض‪ .‬وهي كلها حقوق تعزز من‬
‫قيمة الحريات والحقوق األساسية‪42.‬‬

‫وتصل خالصة الباحث أيضا إلى نفى أو تأكيد مجموعة من الفرضيات كاآلتي‪:‬‬

‫• الفرضية األولى‪ :‬معالجة املعطيات الشخصية لألفراد ال تشكل أي مساس بالحريات‬


‫والحقوق األساسية ألنها ال تمس حياتهم املادية‪.‬‬
‫هذه الفرضية تعتبر خاطئة نظرا ألن املعطيات الشخصية تشكل فعال خطرا على حياة األفراد‬
‫اذا ما تم استغاللها بشكل غير مشروع‪ ،‬وال يتخذ االعتداء عليها شكال مادي بالضرورة بل نتائج‬
‫نفسية واجتماعية تمس بشكل غير مباشر بالحياة الخاصة لألفراد وتهدد االستقرار وسيادة‬
‫الدولة في عالقة ‪ .‬مع ما قد يترتب عن اذا ما لم توفر للمعطيات الشخصية الحماية الكافية من‬
‫أخطار‪.‬‬

‫‪ 42‬ــ لتوسع راجع ‪:‬‬

‫ــ علي ارجدال ‪ :‬الحماية للمعطيات الشخصية دراسة تحليلية و مقارنة رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص جامعة محمد الخامس بالرباط ‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية السويس ي‪ ،‬الرباط السنة الجامعية ‪ ، 2018 /2019‬ص ‪77‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ايا خليل الحماية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي على ضوء القانون املغربي والقانون املقارن‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة الجامعية ‪ ، 2010.2009‬ص ‪97‬‬

‫‪43‬‬
‫• الفرضية الثانية‪ :‬واكبت التشريعات الدولية التطورات الحاصلة في مجال حماية‬
‫املعطيات الشخصية من مخاطر االستغالل غير املشروع‪.‬‬
‫فرضية صحيحة اذا ما تم النظر إلى التطور الذي أصبحت به التشريعات الدولية تحيط‬
‫بموضوع حماية املعطيات الشخصية من الجوانب التقنية وآخرها نظام ‪ RGPD‬األوروبي‪.‬‬

‫• الفرضية الثالثة‪ :‬يعتبر املغرب من أوائل الدول التي أولت أهمية خاصة للمعطيات‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫فرضية خاطئة ألن املغرب لم يعرف قانون حماية املعطيات الشخصية إال أواخر سنة ‪2008‬‬
‫مع القانون ‪ ، 09.08‬أما مجموعة من الدول اهتمت باملوضوع بشكل فعلي مند تسعينات القرن‬
‫املاض ي‪.‬‬

‫• الفرضية الرابعة‪ :‬تتمتع اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية بصالحيات‬
‫واسعة تمكنها من تعزيز دورها كسلطة إشراف ومراقبة كلما تعلق األمر بحماية األفراد‬
‫اتجاه معالجة معطياتهم الشخصية‪.‬‬
‫فرضية صحيحة مبدئيا‪ .‬فبالرجوع إلى صالحيات اللجنة فهي تدلي برأيها أمام البرملان‬
‫والحكومة‪ ،‬كلما تعلق األمر بموضوع حول حماية املعطيات الشخصية مقترح أو مشروع قانون‬
‫إضافة إلى إمكانية أن يلجأ إليها األفراد للتبليغ عن االنتهاكات التي تطال معطياتهم الشخصية‪.‬‬
‫كما يمكن للجنة أن تجري تحقيقات‪ ،‬وتتخذ ما يلزم قانونيا‪ ،‬وعند االقتضاء يمكن أن تحيل‬
‫الشكايات على النيابة العامة من اجل املتابعة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫❖ املراجع باللغة العربية‬
‫• الكتب‬
‫✓ عبد الواحد العلمي ‪ :‬شرح القانون الجنائي املغربي ‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الطبعة ‪3‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ 2003 ،‬ص ‪.69‬‬
‫✓ الدكتور محمد العوني‪ ،‬ندوة تحت عنوان " تحديات حماية املعطيات‬
‫الشخصية‪ ،‬تنظيم منظمة حريات االعالم والتعبير‪ ،‬مقر نادي املحامين‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪.2019‬‬
‫✓ العربي جنان معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ :‬الحماية القانونية في‬
‫التشريع املغربي واملقارن القانون (‪ )09.08‬املطبعة والوراقة الوطنية الداوديات‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬مراكش‪. 2010 ،‬‬
‫✓ فؤاد بن صغير البيانات الشخصية اإللكترونية‪ ،‬دار النشر ‪Futur Objectif‬‬
‫الطبعة األولى الدار البيضاء‪2011 ،‬‬
‫✓ مروة زين العابدين صالح الحماية القانونية الدولية للبيانات الشخصية عبر‬
‫األنترنيت بين القانون الدولي االتفاقي والقانون الدولي الوطني‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬

‫• املجالت العلمية‬

‫✓ بن قارة مصطفى عائشة‪ ،‬الحق في الخصوصية املعلوماتية بين تحديات‬


‫التقنية وواقع الحماية القانونية‪ ،‬املجلة العربية للعلوم ونشر االبحاث املجلد‬
‫الثاني العدد ‪ 4 5‬يوليوز ‪. 2016‬‬

‫‪45‬‬
‫✓ خليل يوسف الجندي‪ ،‬املواجهة التشريعية للجريمة املعلوماتية على املستويين‬
‫الدولي والوطني (دراسة مقارنة)‪ ،‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية‬
‫والسياسية املجلد ‪ ،7‬العدد ‪ 36‬دهوك العراق العام ‪2018‬‬
‫✓ علي كريمي‪ ،‬تأثير التطور التكنولوجي على حقوق اإلنسان الحياة الخصوصية‬
‫وحماية البيانات الشخصية نموذجاء مجلة ابحاث العدد ‪ 2014/1‬املغرب‪،‬‬
‫‪2014‬‬

‫• الرسائل واألطروحات‬

‫✓ ايا خليل الحماية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي على ضوء‬
‫القانون املغربي والقانون املقارن‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة‬
‫الجامعية ‪2010.2009‬‬
‫✓ ‪0‬حسن الحافيظي الحماية القانونية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي بين‬
‫التشريع الوطني واالتفاقيات الدولية رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون‬
‫الجنائي والتعاون الجنائي الدولي جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس السنة الجامعية ‪2017 2018‬‬

‫• التقاريروالندوات‬
‫✓ ندوة تحت عنوان " تحديات حماية املعطيات الشخصية‪ ،‬تنظيم منظمة حريات‬
‫االعالم والتعبير‪ ،‬مقر نادي املحامين‪ ،‬الرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪. 2019‬‬
‫✓ اليوم الدراس ي حول إجراءات التعاون الدولي وفقا ألحكام اتفاقية بودابست‬
‫املتعلقة بالجريمة املعلوماتية مراكش‪ 03 ،‬دجنبر ‪2018‬‬

‫‪46‬‬
‫✓ وزارة العدل والحريات‪ ،‬مذكرة تقديمية ملشروع قانون رقم ‪ 75.12‬يوافق بموجبه‬
‫على االتفاقية العربية ملكافحة تقنية املعلومات املوقعة القاهرة في ‪ 21‬دجنبر‬
‫‪. 2010‬‬
‫✓ تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون اإلسالمية واملغاربة املقيمين‬
‫بالخارج‪ ،‬مجلس النواب‪ ،‬دورة أبريل ‪ ، 2014‬الوالية التشريعية التاسعة‪ ،‬السنة‬
‫التشريعية الثالثة‬
‫✓ اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬حصيلة‬
‫األنشطة‪ ، 2010.2013 .‬منشور بالرابط ‪https://www.cndp.ma‬‬
‫✓ دليل إرشادي حول العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية‪ ،‬مركز‬
‫تطوير املؤسسات األهلية الفلسطينية ‪2015‬‬

‫❖ اإلتفاقيات والقوانين‬

‫✓ ظهير شريف رقم ‪ 1.09.15‬صادر في ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪09.08‬‬


‫املتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة املعطيات ذات الطابع‬
‫الشخص ي‪ .‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪. 2009‬‬
‫✓ ظهير شريف رقم ‪ 1.13.46‬صادر في ‪ 13‬مارس ‪ 2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪75.12‬‬
‫املوافق بموجبه على االتفاقية العربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ .‬املوقعة‬
‫بالقاهرة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 2010‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬الصادرة بتاريخ ‪4‬‬
‫أبريل ‪. 2013‬‬
‫✓ االتفاقية العربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات املوقعة بالقاهرة في ‪21‬‬
‫ديسمبر ‪. 2010‬‬
‫✓ القانون األساس ي عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 2004‬مؤرخ في ‪ 27‬يوليوز ‪ 2004‬يتعلق بحماية‬
‫املعطيات الشخصية تونس‬

‫‪47‬‬
‫❖ املو اقع اإللكترونية‬

‫املوقع الرسمي للجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات الشخصية باملغرب‪.‬‬


‫‪www.cndp.ma‬‬
‫موقع الهيئة الوطنية لحماية املعطيات الشخصية بتونس‬
‫‪www.inpdp.nat.tn‬‬
‫البوابة الرسمة للحالة املدنية‪.‬‬
‫‪www.alhalalmadania.ma‬‬

‫‪48‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬

‫مقدمة‪6 _____________________________________________________________________________ :‬‬


‫املبحث األول‪ :‬كيفية معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي ____________________________‪12‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املعطيات املعنية باملعالجة ____________________________________________‪12‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد مفهوم املعطيات ذات الطابع الشخص ي _________________________‪12‬‬
‫أوال‪ :‬املعطيات املشمولة باملعالجة ______________________________________________‪13‬‬
‫ثانيا‪ :‬املعطيات املستثناة من املعالجة ___________________________________________‪14‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ضوابط معالجة املعطيات الشخصية __________________________________‪15‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحرص على ضمان حقوق الفرد املعني ________________________________‪15‬‬
‫أوال ‪ :‬الحق في حماية رضاه ____________________________________________________‪15‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحق في إخباره أثناء تجميع معطياته ______________________________________‪16‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في الولوج واالستفسار ______________________________________________‪17‬‬
‫رابعا‪ :‬الحق في التصحيح _____________________________________________________‪18‬‬
‫خامسا‪ :‬الحق في التعرض _____________________________________________________‪18‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضوابط معالجة املعطيات الشخصية _______________________________‪18‬‬
‫أوال‪ :‬نوعية املعطيات القابلة للمعالجة __________________________________________‪19‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املسطرة الواجبة اإلتباع _________________________________________________‪19‬‬
‫ثالثا‪ :‬التزامات املسؤول عن املعالجة ____________________________________________‪20‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬مجال املعطيات ذات الطابع الشخص ي ________________________________‪21‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية للحياة الخاصة لألفراد _________________________________‪25‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اآلليات الحمائية للمعطيات ذات الطابع الشخص ي _______________________‪25‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اللجنة الوطنية ملر اقبة املعطيات الشخصية __________________________‪25‬‬
‫أوال ‪ :‬تشكيلة اللجنة _________________________________________________________‪26‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املهام املوكولة للجنة ____________________________________________________‪26‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إحداث سجل وطني وسجالت مركزية _________________________________‪27‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الحماية الزجرية للمعطيات الشخصية _________________________________‪28‬‬

‫‪49‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحماية الجنائية للمعطيات الشخصية وفقا لقانون ‪29______________ 07.03‬‬
‫أوال‪ :‬الجرائم املرتبطية بخرق القواعد املوضوعية املؤطرة لعملية املعالجة ___________‪31‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجرائم املرتبطة بخرق مسطرة املعالجة ___________________________________‪32‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬املسؤولية الجنائية والجزاء في الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية‪34 .‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬املسؤولية الجنائية عن الجرائم املاسة بمعالجة املعطيات الشخصية‪34____ .‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التجريم والعقاب على ضوء القانون ‪36___________________________ 09-08‬‬
‫خاتمة ‪42____________________________________________________________________________ :‬‬
‫قائمة املراجع _______________________________________________________________________‪45‬‬
‫الفهرس ‪49___________________________________________________________________________ :‬‬

‫‪50‬‬

You might also like