رقمنة المدرسة الجزائرية الحديثة واقع و آفاق

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫المدرسة الجزائرية ‪ ..

‬االشكاالت والتحديات‬

‫رقمنة المدرسة الجزائرية الحديثة واقع و آفاق‬


‫‪ -‬ط‪.‬د‪ /‬حم عيد حسين جامعة مسيمة – الجزائر‬
‫‪ -‬ط‪.‬د‪ /‬حنة عبد القادر جامعة مسيمة – الجزائر‬
‫ممخص ‪:‬‬
‫الرقمنة االلكترونية في المدرسة الجزائرية‬
‫تيدف الدراسة الحالية الى الكشف عن مدى تطبيق ّ‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫الرقمنة االلكترونية‪ ،‬ومفيوم المدرسة الجزائرية الحديثة‪ ،‬والجوانب‬
‫وقد عالجت الدراسة مفيوم ّ‬
‫التي تمت عممية رقمنتيا في المدرسة باختالف أطورىا التعميمية الثالثة‪ ،‬كما عالجت االيجابيات‬
‫الرقمنة –عمى المستويين الداخمي و الخارجي لممؤسسة‬
‫والسمبيات التي صاحبت ىذه العممية‪ّ -‬‬
‫التربوية‪.‬‬
‫وقد خمصت الدراسة إلى جممة من التوصيات واالقتراحات أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة استحداث مركز وطني متخصص لتكوين المدراء واألساتذة واإلداريين والقائمين‬

‫بالشأن التربوي في المدارس و االدارات المركزية و الالمركزية‪ ،‬عمى التحكم بآليات ّ‬


‫الرقمنة‬
‫االلكترونية والتعامل مع مختمف البرامج والمواقع المخصصة ليذه العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب عقد دورات تكوينية لفائدة أولياء األمور والشركاء االجتماعيين لممؤسسة التربوية‬
‫قصد نقل ىذه التكنولوجيا ىم و التوضيح ليم كيفية استعمال الموقع االلكتروني الخاص‬
‫بالرقمنة والتعامل مع االيقونات داخل الموقع ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إدراج موضوع الرقمنة ضمن الدروس التي تقدم لمتالميذ باعتباره موضوعا حيويا حديثا‬
‫يرتبط كميا بتكنولوجيات التعميم الحديثة التي تتبانيا و تنتيج سياستيا أغمب الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ALCOMSAT1‬‬ ‫‪ -‬ضرورة االسراع في ربط المؤسسات التربوية باألقمار الصناعية‬
‫‪ ،2018‬تحت اشراف مدراء‬ ‫المخصصة لعممية الرقمنة‪ ،‬والذي بدأ العمل عميو بداية سنة‬
‫مديريات التربية عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬ومن اعداد خمية االعالم واالتصال لكل مديرية‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية ‪ :‬رقمنة قطاع التربية ‪ -‬المدرسة الجزائرية‬

‫‪306‬‬
‫ االشكاالت والتحديات‬.. ‫المدرسة الجزائرية‬

Abstract :
The present study aims to reveal the extent of the application of electronic
digitization in the modern Algerian school.
The study dealt with the concept of electronic digitization, the concept of the
modern Algerian school, and the aspects that have been digitized in the school in
all its three educational stages .It also addressed the pros and cons that
accompanied this process - digitization - at the internal and external levels of the
educational institution.
The study concluded a number of recommendations and suggestions, the most
important of which are:
- The need to create a specialized national center to train principals, professors,
administrators and educational officials in schools and central and decentralized
departments, to control the electronic digitization mechanisms and deal with
various programs and sites dedicated to this process.
The inclusion of the issue of digitization in the lessons provided to students as a
vital topic of modern fully linked to modern educational technologies adopted
and pursued by the policy of most developed countries.
- The need to expedite the linking of educational institutions to satellites
ALCOMSAT1 allocated for the digitization process, which began work on the
beginning of 2018, under the supervision of directors of education directorates
across the entire national territory, and the preparation of the Information and
Communication Cell for each directorate.
Keywords: Digitization of the Education Sector - Algerian School
‫مقدمة‬
‫يعرف قطاع التربية في الجزائر عمى غرار باقي دول العالم نقمة نوعية في مجال ادخال‬
‫ وذلك‬،‫التكنولوجيا الحديثة إلى مختمف قطاعاتيا و مؤسساتيا في كافة األطوار التعممية‬
‫لمحاق بركب الدول التي عرفت تطو ار كبي ار في مخرجاتيا من حيث تقدم نسبة التعميم‬
‫فييا بفضل التكنولوجيا الحديثة التي ساىمت بشكل كبير في تسييل عمميتي التعميم و‬
‫ و تقريب المدرسة من المؤسسات االجتماعية األخرى باعتبارىا المبنة األساسية‬،‫التعمم‬
.‫لمتعمم وصقل شخصية الطفل و اعداده ليكون فردا صالحا مساىما في بناء مجتمعو‬
‫لذلك عممت ىذه الدول و من بينيا الجزائر إلى انتياج سياسة رقمنة قطاع التربية و‬
‫الحرص عمى تعميم استعمال االنترنت في كافة المدارس االبتدائية والمتوسطات‬
‫والثانويات قصد التحكم السمس في كل المعطيات المتاحة وادارة القطاع عن بعد بكيفيات‬
‫تقرب المكاتب وتشكل جس ار بين اإلدارات المركزية والالمركزية من شأنو أن يسيل‬

307
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫التواصل اإلداري بنوعيو الرأسي واألفقي‪.‬‬

‫التعريف بمصطمحات الدراسة ‪:‬‬

‫عممية استعمال وسائل تكنولوجيا االعالم واالتصال‬


‫ىي ّ‬ ‫رقمنة قطاع التربية ‪:‬‬ ‫‪- 1‬‬

‫في تسيير مختمف المنشآت اإلدارية في قطاع التربية‪ .‬وىي كذلك إعطاء رقم تعريفي لكل‬
‫مؤسسة وموظف وتمميذ تابع الى قطاع التربية من خاللو يتم انشاء ممف الكتروني خاص‬
‫بو يحتوي عمى كافة المعمومات ليذه المؤسسة أو الموظف أو التمميذ‪.‬‬

‫‪- 2‬المدرسة‪ :‬ىي مؤسسة تعميمية يتعمم بيا التّالميذ الدروس بمختمف العموم وتكون‬

‫الدراسة بيا عدة مراحل وىي االبتدائية والمتوسطة أو اإلعدادية والثانوية وتسمى بالدراسة‬
‫األولية اإلجبارية في كثير من الدول‪ .‬وتنقسم المدارس إلى مدارس حكومية ومدارس‬
‫ّ‬
‫‪15‬‬
‫خاصة‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫تعتبر التربية في أي قطاعا ىاما تبنى عميو باقي القطاعات األخرى‪ ،‬لذلك تجد‬
‫حكومات ىذه الدول و من بينيا الجزائر تسعى جاىدة لمنيوض بيذا القطاع الحساس‬
‫والمضي قدما بو من أجل تحسينو وتطويره قصد الحصول عمى نتائج مرضية من شأنيا‬
‫أن تقدم تطو ار ونموا وازدىا ار في التنمية لصالح المجتمع‪.‬‬
‫لذلك سعت ىذه الدول إلى إدخال الرقمنة أو استعمال تكنولوجيات االعالم‬
‫واالتصال الحديثة في قطاع التربية لما شيدتو تجارب ىذا الرقمنة عمى القطاعات‬
‫األخرى من محاسن كثيرة‪.‬‬
‫كل ما سبق ذكره جعمنا نطرح التساؤالت التالية‪ :‬ما مدى تطبيق الرقمنة في المدرسة‬
‫الجزائرية الحديثة؟ ما ىي الجوانب التي تمت عممية رقمنتيا ؟ وماىي إيجابيات وسمبيات‬
‫رقمنة قطاع التربية في المدرسة الجزائرية الحديثة؟‬

‫أهمية الدراسة ‪:‬‬


‫تكمن أىمية الدراسة في أنيا تتناول موضوعا عصريا حديثا وىو رقمنة قطاع‬
‫‪308‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫التربية في الجزائر‪ ،‬حيث يعتبر ىذا القطاع حساس جدا لما لو من أىمية كبيرة في بناء‬
‫المجتمع الجزائري باعتباره موردا ومكسبا كبي ار تراىن عميو الحكومة الجزائرية منذ عقود‬
‫وتسعى جاىدة بكل الوسائل والطرق إلى تطويره وتنميتو وتحسينو‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬


‫تسعى الدراسة الحالية إلى مايمي ‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف عمى مفيومي الرقمنة في قطاع التربية والمدرسة الجزائرية الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬الكشف عمى مدى تطبيق الرقمنة في المدرسة الجزائرية الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬إلقاء الضوء عمى الجوانب التي تمت عممية رقمنتيا في قطاع التربية ‪.‬‬
‫‪ ‬الكشف عمى إيجابيات و سمبيات رقمنة قطاع التربية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم اقتراحات وتوصيات من شأنيا مساعدة القائمين عمى الشأن التربوي في تحسين‬
‫عممية رقمنة قطاع التربية‪.‬‬

‫الجوانب التربوية واإلدارية التي تمت عممية رقمنتها ‪:‬‬


‫‪ ،2015‬في حقبة وزيرة التربية‬ ‫كانت االنطالقة األولى لرقمنة قطاع التربية سنة‬
‫السابقة بن غبريت نورية‪ ،‬حيث فتحت و ازرة التربية الوطنية رابطا خاصا يمكن الدخول‬
‫اليو بإدخال اسم الدخول ‪ ID‬وكممة السر ‪MOT DE PASSE‬‬

‫‪309‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫الشكل ‪ 1‬يمثل واجهة الدخول الى موقع رقمنة وزارة التربية الوطنية‬

‫حيث يمثل الشكل السابق كيفية الدخول الى موقع الرقمنة الذي تشرف عميو و ازرة‬
‫التربية الوطنية بواسطة مكتب خاص بالرقمنة‪ ،‬ويمكن دخول الموقع بواسطة اسم دخول‬
‫أو اسم مستخدم و كممة سر يمنح الى مدير المدرسة شخصيا أو المكمف بعممبة الرقمنة‬
‫عمى مستوى المؤسسة التربوية وال يسمم إال يدا بيد بواسطة ظرف مغمق وىذا يدل عمى‬
‫الحرص التام الذي أولتو الو ازرة ليذه العممية‪ .‬ولكل مدرسة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية‬
‫اسم دخول وكممة سر خاصة بيا‪ ،‬كما يستطيع مدير المدرسة أو القائم عمى عممية‬
‫الرقمنة من تغيير كممة السر فيما بعد حفاظا عمى خصوصية تمك المؤسسة التربوية‪.‬‬
‫ويتم الدخول الى موقع الرقمنة من خالل الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪ https://amatti.education.gov.dz/‬باتباع الطريقة التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الدخول الى الموقع السابق ‪ ،‬موقع تسيير و ازرة التربية الوطنية ‪.‬‬
‫‪ -‬ادخال اسم مديرية التربية بالوالية‬
‫‪ -‬ادخال اسم المستخدم و الرقم السري و شيفرة التحقق‬
‫‪ -‬الضغط عمى تسجيل الدخول ‪.‬‬

‫و من أىم الجوانب التي تمت عممية رقمنتيا الى حد اآلن ىو رقمنة ممفات‬
‫الموظفين االداريين والتربويين والتالميذ‪ ،‬حيث تمت عممية الرقمنة من خالل إدراج رقم‬
‫تعريفي لألساتذة والموظفين وكذا التالميذ‪ ،‬مما سيمكن األولياء من االطالع عمى نتائج‬
‫أبنائيم وكذا سموكاتيم عن بعد ودون التنقل إلى المؤسسات التي يدرسون فييا‪.‬‬
‫وقد قامت الو ازرة بالسير عمى عممية مأل االستمارات الخاص ــة بموظفي وأساتذة‬
‫القط ــاع وكذا التالميذ قصد حجز المعمومات عمى مستوى مديريات التربية‪ ،‬وقد وزعت‬
‫مختمف المؤسسات التربوية استمارات عمى الموظفين واألساتذة تحمل جميع المعمومات‬

‫‪310‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫الخاصة بالموظف من تاريخ دخولو لممؤسسة‪ ،‬الحالة العائمية والشيادة التي وظف بيا‬
‫والمتحصل عمييا‪ ،‬وأقدميتو في الرتبة وسنوات عممو‪ ،‬مما سيساعد عمى التسيير والوقاية‬
‫من األخطاء التي قد تقع مع الموظفين في عمميات الترقية الخاصة بيم‪.‬‬
‫وقد امتدت العممية لمتالميذ عمى مستوى األطوار الثالثة لمتعميم‪ ،‬حيث وزعت عمييم‬
‫استمارات تتضمن مختمف المعمومات الخاصة بيم كالمستوى الدراسي واسم الوالدين‬
‫ومينتيما وعدد اإلخوة والحالة الجسدية والمرضية بما في ذلك فصيم ــة الـ ــدم‪ ،‬وما إن كان‬
‫التمميذ يعاني من أمراض‪ ،‬حيث ساىمت ىذه المعمومات من تسييل عممية تعامل‬
‫الوصاية مع التالميذ المرضى وذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬كما تضمنت االستمارة منحة‬
‫‪ 5‬آالف دج‪ ،‬وما إن كان التمميذ مستفيدا منيا لتسييل توزيع ىذه األخيرة عمى مستحقييا‪.‬‬
‫وبموجب ىذه اإلجراءات تم منح رقم تعريفي لكل موظف في القطاع أستاذ واداري‬
‫وعامل ميني وتمميذ‪ ،‬حيث من خالل ىذا الرقم التعريفي يمكن لألولياء من االطالع عمى‬
‫نتائج أبنائيم وحتى سموكاتيم ومالحظات أساتذتيم‪ ،‬دون المجوء إلى المؤسسات التربوية‪.‬‬
‫كما سمحت عممية الرقمنة ىذه‪ ،‬بتعامل الوصاية مع أرقام تعريفية وليس مع‬
‫أشخاص‪ ،‬كما ضمنت ىذه األخيرة الشفافية والسرعة في العمل‪ ،‬عمما أن كل وثيقة‬
‫خاصة بالمستخدمين ستحمل ىذا الرقم عمى غرار رقم الحساب البريدي‪.‬‬
‫وتدخل عممية رقمنة القطاع‪ ،‬في إطار تنفيذ برنامج الحكومة إلدراج تكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال بيدف “تحسين الخدمة العمومية‪”.‬‬

‫‪311‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫الشكل ‪ 2‬يمثل الصفحة ‪1‬و‪ 2‬من استمارة معمومات التمميذ‬

‫الشكل السابق يمثل استمارة التمميذ‪ ،‬وفييا يتم ادراج كامل المعمومات الخاصة بو‪،‬‬
‫من الحالة المدنية‪ ،‬الحالة االجتماعية‪ ،‬الحالة الصحية والحالة المدرسية‪ .‬وبذلك يتكون‬
‫لدى ىذا التمميذ ممف الكتروني يحتوي عمى جميع المعمومات السالفة الذكر‪ .‬مما يسيل‬
‫الدخول اليو من طرف األولياء لالطالع عمى الحالة الدراسية البنيم من عدد الغيابات أو‬
‫النتائج المدرسية أو طمب شيادة مدرسية أو تبرير غياب ابنيم الى غير ذلك من جوانب‬
‫اتصال األولياء باإلدارة المدرسية‪.‬‬
‫وبخصوص ممف الموظف فقد خصصت الو ازرة أيضا استمارة معمومات تم ادراج فييا‬
‫كافة المعمومات الخاصة بيذا الموظف‪ .‬و الشكل التالي يمثل نموذجا من ىذه االستمارة‬
‫‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫الشكل ‪ 3‬يمثل الصفحة ‪ 1‬من استمارة الموظف‬

‫حيث يقوم الموظف بتقديم ممف ورقي الى ادارة المؤسسة التي يعمل فييا يتكون من‬
‫‪:‬‬
‫‪-‬شيادة ميالد رقم ‪.12‬‬
‫‪-‬شيادة ميالد األب ‪.12‬‬
‫‪-‬شيادة ميالد االم ‪.12‬‬

‫‪313‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫‪-‬صورتان شمسيتان جديدتان بخمفية بيضاء‪.‬‬


‫‪-‬شيادة الحالة العائمية ‪ /‬حسب الحالة‪.‬‬
‫‪-‬شيادة الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪-‬نسخة من شيادة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬نسخة من بطاقة فصيمة الدم‪.‬‬
‫‪-‬صك بريدي مشطوب‪.‬‬
‫‪-‬نسخة من بطاقة االنخراط في التعاضدية الوطنية لعمال التربية‪.‬‬
‫‪-‬نسخة من بطاقة االنخراط في النقابة‪.‬‬
‫‪-‬نسخة من بطاقة االعفاء من الخدمة الوطنية أو التأجيل‪(.‬دليل استخدام أرضية رقمنة‬
‫قطاع التربية‪)2015 ،‬‬
‫كما تمت عممية رقمنة ىياكل المؤسسات التربوية من نوع البناء أىو صمب أم نصف‬
‫صمب‪ ،‬وعدد الحجرات الصالحة لمدراسة‪ ،‬عدد المخابر‪ ،‬عدد الورشات‪ ،‬عدد قاعات‬
‫االعالم اآللي‪ ،‬المكاتب االدارية‪ ،‬ساحة المدرسة‪ ،‬عدد أجيزة االعالم اآللي المخصصة‬
‫لمعمل وكذا المخصصة لتدريس التالميذ‪ ،‬قاعة الرياضة‪ ،‬قاعة المطعم المدرسي‪....‬إلى‬
‫غير ذلك من مكونات ىيكل المؤسسة التربوية‪ .‬وذلك باالعتماد عمى دفتر احصائي‬
‫استقصائي سنوي تنجزه أمانة مدير المدرسة في بداية شير أكتوبر من كل سنة‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫‪15‬‬
‫الشكل ‪ 4‬يمثل فهرس دفتر االستقصاء المدرسي الشامل الخاص بالتعميم المتوسط‬

‫‪315‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫‪316‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫الشكل ‪ 5‬يمثل الصفحة األولى من دفتر االستقصاء المدرسي الشامل الخاص بالتعميم المتوسط ‪.15‬‬

‫ومؤخ ار وصل جديد التحوالت في االدارات والمؤسسات العمومية في الجزائر في‬


‫مجاالت استخدام تكنولوجيا االعالم واالتصال إلى و ازرة التربية والتعميم في كل األطوار‬
‫التعميمية‪ ،‬فمن اعتماد المواقع الخاصة بيا في فترة التسجيل الجتياز امتحانات التعميم‬
‫االبتدائي والمتوسط والبكالوريا‪ ،‬واإلعالن عمى صفحاتيا نتائج االمتحانات التي تسمى‬
‫عندنا بالمصيرية‪ ،‬وتمتد إلى مواصمة التسجيل واختيار تخصصات ما بعد البكالوريا‬
‫إلكترونيا‪ ،‬ناىيك عن تخصيص أرضية الكترونية بالتوظيف في القطاع‪ ،‬وعمى الموقع‬
‫الرسمي لو ازرة التربية والتعميم عديد من الخدمات تعرضيا عمى متصفحييا مع محاولة‬
‫تحيينيا من فترة ألخرى‪ .‬ومن خدمات الموقع عرض دليل المؤسسات التربوية الخاص‬
‫بكل والية مبينة عناوين وأرقام ىواتفيم‪ ،‬وعرض لكافة النشاطات التي تقوم بيا الوزيرة‬
‫‪15‬‬
‫شخصيا حرصا عمى ترقية القطاع‪.‬‬
‫و قد تم في أفريل من سنة ‪ 2018‬البدء في عممية ربط المؤسسات التربوية بالقمر‬
‫الصناعي ألكوم سات ‪ )ALCOMSAT1) 1‬باشراف مباشر لمديري مديريات التربية لكل‬
‫والية عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬وذلك لمتخمص من تبعات المؤسسات التربوية لشبكات‬
‫األنترنت التي عرفت عدة مشاكل من خالل االنقطاعات المتكررة لألنترنت أو شبكات‬
‫الياتف الثابت‪ ،‬كما أن أغمب المدارس الواقعة في المناطق الريفية والنائية والتي يصعب‬
‫إيصال شبكة االنترنت إلييا قد شيدت تأخ ار كبي ار في عممية الرقمنة مما سبب مشاكل‬
‫كبيرة في تأخر تسجيل التالميذ ورقمنتيم خاصة أولئك الذين يدرسون في األقسام النيائية‬
‫والذين يجتازون االمتحانات الرسمية كامتحان نياية المرحمة االبتدائية‪ ،‬امتحان شيادة‬
‫التعميم المتوسط وامتحان البكالوريا‪ .‬كما تأخرت كذلك عممية استخراج كشوف النقاط‬
‫الخاصة بيم بسبب عدم ادراج النتائج في موقع الرقمنة‪.‬‬
‫‪ % 100‬من طرف عمماء‬ ‫ويعمل ىذا القمر الصناعي الجزائري الصنع بنسبة‬
‫‪317‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫جزائريين في الداخل وفي الخارج خاصة الذين يعممون في ‪ ،ASAL‬حيث يستطيع ىذا‬
‫القمر من بث ‪ 350‬قناة أرضية بتقنية ‪ HD‬و ‪ D3‬و ‪ 100‬قناة بتقنية ‪ K4‬و ‪1000‬‬
‫قناة بتقنية ‪ SD‬مع اإلذاعات التابعة ليا‪.‬‬
‫ومن خالل الكتيب الصادر من و ازرة التربية بخصوص ىذا القمر يتضح أن لو‬
‫أىمية كبيرة جدا في تسييل عممية الرقمنة والقضاء عمى مشكمة عدم توفر االنترنت في‬
‫المدارس خاصة النائية منيا حيث يكفي توفر صحن ىوائي مقعر وجياز استقبال فقط‬
‫لتتم عممية الرقمنة عمى أحسن وجو‪.‬‬

‫إيجابيات وسمبيات استعمال الرقمنة في قطاع التربية ‪:‬‬


‫* اإليجابيات ‪:‬‬
‫‪-‬التحكم االمثل في المسار الميني لمموظف من حيث‪:‬‬
‫الترقيات ‪ -‬التأىيل ‪ -‬التوظيف ‪ -‬االمتحانات المينية‪.‬‬
‫‪-‬ضبط االحتياجات الحقيقية لمقطاع من خالل حصر عدد المناصب الشاغرة‪.‬‬
‫‪-‬السرعة في تقديم الوثائق التي تيم الموظف ‪ :‬مجمل الخدمات ‪ ،‬شيادة العمل‪...‬‬
‫‪-‬العمل عمى الوقاية والتقميل من األخطاء التي قد تقع مع الموظفين في عمميات الترقية‬
‫الخاصة بيم‪.‬‬
‫‪-‬تسمح عممية الرقمنة بتعامل الوصاية مع أرقام تعريفية وليس مع أشخاص‪ ،‬كما‬
‫ستضمن ىذه األخيرة الشفافية والسرعة في العمل‪ ،‬عمما أن كل وثيقة خاصة‬
‫بالمستخدمين ستحمل ىذا الرقم عمى غرار رقم الحساب البريدي‪ ،‬وبالتالي االستغناء عمى‬
‫الممفات الورقية‪.‬‬
‫* السمبيات ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم امتالك الكثير من المؤسسات التربوية ألجيزة االعالم اآللي في استعماليا في الرقمنة‬
‫‪ -‬عدم توفر االنترنت في المدارس النائية مما عرقل السير الحسن لعممية الرقمنة وتوافقيا‬
‫مع خمية االعالم و االتصال عمى مستوى المديرية‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الخبرة و التكوين لدى الموظفين المكمفين بعممية الرقمنة عمى مستوى المؤسسات‬
‫‪318‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬االنقطاع المتكرر لألنترنت سببا تأخ ار كبي ار و نقصا شديدا في عممية تحيين المعمومات‬
‫عمى مستوى موقع الرقمنة لكثير من المؤسسات التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬جيل أولياء األمور بنجاعة وفعالية الرقمنة مستقبال‪ ،‬وعدم إلمام الكثير منيم بكيفية‬
‫استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة و كذا بكيفية استخدام أيقونات الموقع لالطالع عمى‬
‫نتائج أبنائيم المتمدرسين‪.‬‬
‫‪ ALCOMSAT1‬التي باشرت‬ ‫‪ -‬البطء الشديد في استبدال االنترنت بالقمر الصناعي‬
‫الو ازرة العمل عميو في بداية السنة الماضية ‪.2018‬‬

‫توصيات واقتراحات ‪:‬‬


‫‪ -‬ضرورة استحداث مركز وطني متخصص لتكوين المدراء واألساتذة واإلداريين والقائمين‬

‫بالشأن التربوي في المدارس و االدارات المركزية و الالمركزية‪ ،‬عمى التحكم بآليات ّ‬


‫الرقمنة‬
‫االلكترونية والتعامل مع مختمف البرامج والمواقع المخصصة ليذه العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب عقد دورات تكوينية لفائدة أولياء األمور والشركاء االجتماعيين لممؤسسة التربوية‬
‫قصد نقل ىذه التكنولوجيا ىم و التوضيح ليم كيفية استعمال الموقع االلكتروني الخاص‬
‫بالرقمنة والتعامل مع االيقونات داخل الموقع ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إدراج موضوع الرقمنة ضمن الدروس التي تقدم لمتالميذ باعتباره موضوعا حيويا حديثا‬
‫يرتبط كميا بتكنولوجيات التعميم الحديثة التي تتبانيا و تنتيج سياستيا أغمب الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ALCOMSAT1‬‬ ‫‪ -‬ضرورة االسراع في ربط المؤسسات التربوية باألقمار الصناعية‬
‫‪ ،2018‬تحت اشراف مدراء‬ ‫المخصصة لعممية الرقمنة‪ ،‬والذي بدأ العمل عميو بداية سنة‬
‫مديريات التربية عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬ومن اعداد خمية االعالم واالتصال لكل مديرية‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫في األخير ال يسعنا القول سوى أن الجزائر تسعى جاىدة إلى المحاق بركب الدول‬
‫المتطورة في مجال التربية و التعميم‪ ،‬من خالل انتياجيا سياسة الرقمنة التي تعتبر حديثة‬

‫‪319‬‬
‫المدرسة الجزائرية ‪ ..‬االشكاالت والتحديات‬

‫جدا بالمقارنة مع اإلمكانيات المتاحة والمتوفرة لمحكومة الجزائرية‪ ،‬حيث أن ىذه العممية‬
‫قد جاءت متأخرة جدا إذ أنو قد سبقتنا الييا دول أفقر و أقل إمكانيات وموارد ونجحت‬
‫نجاحا باى ار في رقمنة قطاع التربية وبذلك النيوض بيذا القطاع الحساس جدا الى مراتب‬
‫التطور والتقدم والنمو من خالل ربط واحتواء كافة جوانب التربية والتعميم في بوتقة واحدة‬
‫يسيل التعامل معيا و كذا التواصل بين مختمف مكونات القطاع وتسييل عممية إدارة‬

‫المنشآت والمؤسسات التربوية بمختمف أنماط القيادة المعروفة‪.‬‬


‫المراجع ‪:‬‬
‫‪ .1‬نفائس المدرسة الجزائرية والعربية(‪ ،)2019‬مقال تم استرجاعه بتاريخ ‪:‬‬
‫‪ 2019/10/14‬عمى الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪https://www.nfaes.net/134.html‬‬
‫‪ .2‬وزارة التربية الوطنية الجزائرية (‪ :)2018‬الدفتر االحصائي الخاص بالتعميم‬
‫المتوسط‪:‬االستقصاء المدرسي‪.‬‬
‫‪ .3‬وزارة التربية الوطنية الجزائرية (‪ :)2015‬الدليل األولي الستخدام أرضية رقمنة‬
‫قطاع التربية‪ .‬النسخة ‪ 0.1‬صادرة بتاريخ ‪.2015/12/06‬‬
‫بن يوسف‪ ،‬نبيمة (‪:)2018‬دور الوسائط اإللكترونية واستخداماتها في مجال التربية والتعميم ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪320‬‬

You might also like