‫فقه المعامالت‬

‫باب المال و تقسيماته‬

‫اسم ‪ :‬تليتا أولياء صدقية‬
‫رقم الجامعي ‪٤٤٥٠١٤٠٦٤ :‬‬
‫قسم اإلدارية و المالية‬
 ‫المال‬

‫‪ .I‬تعريف المال‬

‫المال في في اللغة ‪:‬‬

‫هو ما ملكته من كل شيء‪ ،‬و على ذلك فالشيء الذي لم يملكه االنسان بعد‪ ،‬ال يسمى ا‬
‫ماال‪.‬‬
‫المال في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬
‫هو كل ما يمكن تملكه مع قابلية االنتفاع به على الوجه المأذون شرعاا عند السعة و‬
‫االختيار‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف يتبين لنا أنه ال بد أن يجتمع في الشيء عناصر ثالثة كي يسمى ماال‪ ،‬و‬
‫هذه العناصر هي ‪ :‬إمكان التملك‪ ،‬و قابلية االنتفاع‪،‬و إباحة الشارع االنتفاع به عند السعة و‬
‫االختيار‪.‬‬

‫‪ .II‬أقسام المال و أنواعه‬

‫ينقسم المال إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫• من ناحية ضمانه و عدمه إلى متقوم و غير متقوم‪.‬‬
‫• من ناحية استقراره في محله و عدم استقراره إلى عقار و منقول‪.‬‬
‫• من ناحية تماثل أجزائه إلى مثلي و قيمي‪.‬‬
 ‫‪ .III‬أنواع المال ‪:‬‬

‫المال من ناحية ضمانه و عدمه إلى متقوم و غير متقوم ‪:‬‬

‫فالمتقوم ‪ :‬اللذي له قيمة في نظر الشريعة اإلسالمية وهو ما يباح االنتفاع به شرعا‬
‫في حال السعة و االختيار ‪ ،‬و حيز بالفعل‪ ،‬مثال ‪ :‬كالنقود و الدور و السيارات و‬
‫غير ذلك من األشياء المملوكة ألصحابها‪.‬‬
‫وغير المتقوم ‪ :‬هو ما لم يحز بالفعل‪ ،‬أو حيز و لكن حرم الشارع االنتفاع بهفي‬
‫حالة السعة و االختيار‪ ،‬مثال ‪ :‬السمك في الماء‪ ،‬و الطير في الهواء و غير ذلك‪.‬‬
‫الفائدة هذا التقسيم ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬الضمان عند التعدي‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬صحة التصرف‪.‬‬
‫المال من ناحية االستقرار عدمه إلى عقار و منقول ‪:‬‬
‫فالعقار ‪ :‬هو ما ال يمكن نقله و تحويله من مكان آلخر‪ ،‬مثل المباني‪ ،‬المزارع و‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫و المنقول ‪ :‬هو ما أمكن نقله و تحويله من مكان إلى آخر‪ ،‬مثل الحيوان و سفن و‬
‫غير ذلك‪.‬‬

‫الفرق بين العقار و المنقول ‪:‬‬

‫أن الشفعة تثبت في العقار دون المنقول‪.‬‬ ‫•‬
‫أن العقار يجوز وقفه باتفاق الفقهاء‪.‬‬ ‫•‬
‫أنه يجوز لمشتري العقار أن يتصرف فيه بالبيع قبل أن يتسلمه‪.‬‬ ‫•‬
‫أنه ليس لوصي القاصر أن يبيع عقاره إال لمسوغ شرعي‪.‬‬ ‫•‬
‫أنه ال يباع عقار المدين إال إذا لم تف جميع منقوالته‪.‬‬ ‫•‬
‫المال من ناحية تماثل أجزائه و عدمها إلى مثلي و قيمي ‪:‬‬
‫فالمثلي ‪ :‬هو ما له نظير مثل و نظير في األسواق من غير تفاوت في أجزائه‪ .‬و يسمى‬
‫أيضا المعين بالنوع‪ ،‬ألنه يكفي في تعيينه ذكر نوعه‪.‬‬
‫و القيمي ‪ :‬هو ما ليس له نظير في األسواق‪ ،‬كالتحف النادرة‪.‬‬
‫الفرق بين المثلي و القيمي ‪:‬‬
‫أن المثلي يتعين بالوصف غالبا ا‪ ،‬و القيمي ال يتعين بالوصف‪.‬‬ ‫•‬
‫أن المثلي إذا تعيّن بالوصف ثبت في الذمة فيؤدي بمثله‪ ،‬أما القيمي فال يثبت في‬ ‫•‬
‫الذمة بل يكون أداؤه بعينه و ذاته‪.‬‬
‫أن المثلي يصح أن يكون ثمنا‪ ،‬و يقبل الثبوت في الذمة دينا‪ ،‬بخالف القيمي‪.‬‬ ‫•‬
‫أن المثلي إذا أتلف ضمن بمثله‪ ،‬بخالف القيمي فيضمن بقيمته‪.‬‬ ‫•‬
‫يجوز لكل شريك بعد قسمة المال المثلي أن يأخذ نصيبه في غيبة الشريك اآلخر ‪،‬‬ ‫•‬
‫أما إذا كان المال قيميا فال يجوز له‪.‬‬
‫إذا كان المال المثلي مشتركا فإن القسمة تدخله جبرا‪ ،‬بخالف القيمي إذا ال بد في‬ ‫•‬
‫قسمته من رضا الشركاء‪.‬‬

‫‪ .IV‬طرق اكتساب المال‬

‫طرق اكتساب المال هنا ستة طرق ‪:‬‬

‫البيع و الشراء‬ ‫‪.i‬‬
‫الهبة أو الهدية‬ ‫‪.ii‬‬
‫الميراث‬ ‫‪.iii‬‬
‫الوصية‬ ‫‪.iv‬‬
‫الوقف‬ ‫‪.v‬‬
‫إحياء الموات‬ ‫‪.vi‬‬

‫‪ .V‬طرق محافظة على المال‬

 ‫لمحافظة المال في اإلسالم كثيرة‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫▪ توثيق الدين ‪:‬‬
‫أمر هللا بكتابة الدين لتوثيقه‪ ،‬قال تعالى ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل‬
‫مسمى فاكتبوه و ليكتب بينكم كاتب بالعدل… } فهذا إرشاد من هللا لعباده المؤمنين اذا‬
‫تعالموا بمعامالت موجلة‪ ،‬أن يكتبوها‪ ،‬فيكون ذلك حفظا لمقدارها و ميقاتها و ضبطا‬
‫للشاهد فيها‪.‬‬
‫▪ إباحة قتال اإلنسان دون ماله ‪:‬‬
‫ذهب األئمة األربعة إلى أن الرجل يقاتل عن ماله في حالة االعتداء عليه‪ ،‬و إذا قتل‬
‫دون ماله فهو شهيد‪.‬‬
‫▪ الحجر‬
‫وهو منع اإلنسان من التصرف في ماله‪.‬‬
‫و ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫األول‪ :‬الحجر لحق الغير‪ ،‬مثل الحجر على المفلس‪ ،‬فإنه يمنع من التصرف في ماله‬
‫محافظة على حقوق الغير‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الحجر لحفظ النفس‪ ،‬مثل ‪ :‬الحجر على الصغير‪ ،‬و السفيه‪ ،‬و المجنون‪ ،‬فإن في‬
‫الحجر على هوالء مصلحة تعود عليهم‪.‬‬
‫▪ قطع يد السارق ‪:‬‬
‫حرم هللا السرقة‪ ،‬و جعل الجزاء العادل عليها قطع اليد التي سرقت‪ ،‬و في قطع يد‬
‫السارق زجر له حتى ال يعود إلى السرقة مرة أخرى‪ ،‬و ردع لغيره حتى ال يرتكب مثل‬
‫جريمته‪.‬‬
‫▪ عقوبة قطاع الطرق ( الحرابة ) ‪:‬‬
‫يقول هللا تعالى ‪ { :‬إنما جزاء الذين يحاربون هللا ورسوله و يسعون في األرض فسادا‬
‫أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خالف أو ينفون من األرض }‬
‫فاإلسالم قد فرض على قطاع الطرق أربع عقوبات و هي ‪:‬‬
‫القتل‪:‬على قاطع الطريق إذا قتل‪ .‬و الصلب مع القتل و هو مصلوب ‪ :‬يجب عليه إذا قتل‬
‫و أخذ المال‪ .‬و القطع ‪ :‬يجب إذا أخذ المال و لم يقتل‪ ،‬فتقطع يده اليمنى و رجله‬
‫اليسرى‪ .‬و النفي ‪ :‬يجب إذا أخاف الناس و لم يأخذ ماال و لم يقتل‪.‬‬
 ‫▪ تحريم الغصب ‪:‬‬
‫وهو استيالء اإلنسان على مال غيره عدوانا و قهرا‪ .‬وهو محرم باإلجماع‪.‬‬
‫▪ تحريم الميسر ‪:‬‬
‫الميسر هو أخذ الشيء عن طريق الصدفة و الحظ‪ ،‬و هو محرم باإلجماع‪.‬‬
‫▪ تحريم الربا ‪:‬‬
‫حرم هللا الربا بنوعيه ‪ :‬النسيئة ‪ ،‬و الفضل‪ ،‬ألنه طريق فاسد البتزاز مال المسلمين‪ .‬كما‬
‫حرم الربا … }‬
‫في قوله تعالى ‪ { :‬و أحل هللا البيع و ّ‬
‫▪ تحريم الرشوة ‪:‬‬
‫الراشي هو الذي يعطي ليصل إلى غير مكانه أو يأخذ غير حقه‪ ،‬و المرتشي هو اآلخذ‪،‬‬
‫و الرائش هو الذي يمشي بينهما‪.‬‬
‫و من أسرار تحريم الرشوة ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أنها سبب أكيد و مضمون لقطع الحق من صاحبه و إيصاله الى غيره الذي ال‬
‫يستحقه‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنها ترغم صاحب الحق أن يدفع شيئا من ماله حتى يدرك حقه‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬إن الذي يأخذها يميل إلى االتكال و السرقة و االنتهاب ألموال اآلخرين‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أنها طريق لنشر الفوضى و هضم الحقوق‪.‬‬

‫‪ .VI‬ما يدخل في حقوق المالية‬

‫الحقوق المالية تشمل مجموعة واسعة من الحقوق التي لها قيمة اقتصادية و يمكن تحويلها‬
‫إلى أموال‪ .‬هذه الحقوق قد تكون مملوكة من قبل األفراد أو الشركات أو الهيئات األخرى‪،‬‬
‫و تعتبر جزءا من األصول المالية‪ .‬من بين أهم الحقوق المالية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬حقوق الملكية‪:‬‬
 ‫• األسهم‪ :‬حقوق الملكية في الشركات التي تُم ِّ ّكن أصحابها من الحصول على جزء من‬
‫األرباح‪.‬‬
‫• العقارات‪ :‬ملكية األراضي والمباني‪.‬‬
‫‪ .2‬حقوق الديون‪:‬‬
‫• السندات‪ :‬حقوق على الديون التي تصدرها الحكومات أو الشركات وتدفع فوائد عليها‪.‬‬
‫• القروض‪ :‬األموال المقرضة إلى اآلخرين والتي يتم استردادها مع فوائد‪.‬‬
‫‪ .3‬حقوق الملكية الفكرية‪:‬‬
‫• براءات االختراع‪ :‬حقوق حصرية الستغالل اختراعات جديدة‪.‬‬
‫• حقوق التأليف والنشر‪ :‬حقوق حصرية على األعمال األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪ .4‬حقوق اإليجار‪:‬‬
‫• عقود اإليجار التي تتيح للمستأجر استخدام أصول معينة لفترة زمنية محددة مقابل دفعات‬
‫مالية‪.‬‬
‫‪ .5‬حقوق التعويض‪:‬‬
‫• حقوق الحصول على تعويضات مالية نتيجة أضرار أو خسائر‪.‬‬
‫‪ .6‬العقود المالية‪:‬‬
‫• العقود المالية مثل عقود التأمين وعقود االستثمار‪.‬‬
‫‪ .7‬حقوق التوزيع‪:‬‬
‫• حقوق الحصول على أرباح من شركات أو صناديق استثمارية‪.‬‬

‫هذه الحقوق يمكن تقييمها وتداولها في األسواق المالية‪ ،‬وتلعب دورا ا كبيرا ا في االقتصاد‬
‫العالمي ألنها تُم ِّ ّكن األفراد والشركات من تنويع استثماراتهم وتحقيق عوائد مالية‪.‬‬