Professional Documents
Culture Documents
تتمة الورقةالمستند
تتمة الورقةالمستند
تتبعا للعمل القضائي الصادرة عن هذا االتجاه القضائي نجد انه بمجرد صدور قرار المحافظ على األمالك العقارية
بتأسيس رسم الملك يصبح هذا القرار نهائيا في مواجهة الكافة ،دون إمكانية مراجعته بالطعن ،حيث إن قاعدة التطهير
يواجه بها الخلف الخاص والغير على حد سواء.
وفي نفس السياق جاء في أحد أحكام محاكم الموضوع ما يلي “ :وحيث أن مطالب المدعين مؤسسة على أن العقار
المسمى … ..كان مملوكا لمورثهم وقام المدعى عليهم بتحفيظه في اسمهم ،وعليه فإنه طبقا للفصلين
2و 62من ظهير التحفيظ العقاري فإن تأسيس الرسم العقاري يطهر العقار من جميع التحمالت وبالتالي لم يبقى له إال
الحق في ال تعويض “….
و هو نفس االتجاه الذي سار فيه قضاء النقض ،حيث جاء في إحدى قراراته بأن :
” التحفيظ يطهر العقار المحفظ من جميع الشوائب التي كانت عالقة به قبل التحفيظ ،ويشكل نقطة االنطالق الوحيدة في
حياة العقار ،حيث يقطع صلته نهائيا بالماضي… و أن هذا التطهير ال يترك مجاال لتطبيق القواعد العامة لاللتزام"...
،ونفس االتجاه كذلك سلكته محاكم االستئناف ،حيث صدرت عنها عدة قرارات تؤكد األثر التطهيري الناتج عن تأسيس
الرسم العقاري ،حيث جاء في قرار لمحكمة االستئناف بالرباط بأن “ :عدم إ براز مشتري األرض عقد شرائه أثناء
مسطرة التحفيظ من شأنه أن يجعل عقد الشراء ال غيا بمجرد التحفيظ ،وغير قابل لإلجازة و كل ما يبقى هو استرداد ما
دفع من أصل و نفقات “.
وجاء كذلك في حكم صادر عن ابتدائية الناظور على أنه ”:طبقا للفصول 2و 62و 64من ظهير 2غشت 1913
المتعلق بالتحفيظ العقاري ،فإن الرسم العقاري يشكل نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتكاليف العقارية الكائنة
على العقار وقت تحفيظه ويترتب عن تأسيسه تطهير الملك من جميع الحقوق السابقة غير المسجلة به وال يمكن إقامة
دعوى في العقار بسبب حق وقع اإلضرار به من جراء التحفيظ ” .
ثانيا :استثناء الخلف الخاص من قاعدة التطهير طبقا للعمل القضائي
استقر المجلس األعلى سابقا محكمة النقض حاليا بكون قاعدة التطهير قاعدة عامة تطبق على الجميع بما فيه الخلف
الخاص للمستفيد من التحفيظ حتى صدر القرار عدد 2862سنة 1999بتاريخ 1999 /06/02ملف مدني عدد
1994/540وأعطى قراءة جديدة للفصل 84من ظهير التحفيظ العقاري واعتبر أن عقد إيداع المشتري لعقده أثناء
مسطرة التحفيظ ال يكون له أثر إال من حيث ترتيب أثره أو حقه في مواجهة الغير.
كما أصدرت أعلى هيئة قضائية بالبالد قرار يكرس نفس التوجه بحيث قضى المجلس األعلى سابقا محكمة النقض إن
الفصل 84من ظهير التحفيظ العقاري ال يمنع المشتري الذي اشترى هذا الحق خالل مسطرة التحفيظ من تسجيل شرائه
بالرسم العقاري الذي ًأصبح مسجال في اسم البائع له أو لورثته متى تبين أن عقد شرائه غير مطعون فيه ال من البائع وال
من ورثته وأن هذا اإلجراء ال يكون له أثر إال من حيث ترتيب أثره أو حقه في مواجهة الغير والمطلوبون باعتبارهم خلفا
عاما لمورثهم البائع للطالب ليسوا أغيارا والمحكمة لم طبقت الفصل 2دون اعتبار الفصل 84لم تجعل لقرارها مرتكزا
قانونيا سليما.
وصدر بعد ذلك قرار عدد 5925بتاريخ 1999/12/29في الملف عدد 1994/1151جاء فيه يعتبر مشتري العقار من
نفس طالب التحفيظ الذي تحول مطلبه إلى رسم عقاري خلفا خاصا ال يواجه كالخلف العام بقاعدة التطهير المنصوص
عليها في الفصل
وقضت محكمة النقض في القرار عدد 271/7بتاريخ 2013/45ملف مدني عدد 2011/7/1/3334جاء فيه” :لما كان
عقد البيع ينتج عنه التزام يقع على كاهل البائع بنقل ملكية المبيع إلى خلفه الخاص -المشتري -ويبقى ملزما بنقل ملكية
العقار إليه حتى بعد التحفيظ فإن المحكمة لما اعتبرت إنشاء الرسم العقاري يعتبر المنطلق الوحيد لجميع الحقوق المتعلقة
بالعقار المحفظ األمر الذي يعتبر معه إتمام إجراءات البيع المنجز قبل التحفيظ في غير محله حتى بالنسبة للخلف الخاص
لم ترتكز قرارها على أساس وعللته تعليال فاسد المنزل منزلة انعدمه وعرضته للنقض.
وفي نفس االتجاه جاء في قرار لمحكمة االستئناف بمكناس صادر بتاريخ 2109/01/08ملف عدد 2018/1201/1218
جاء في أن عقد البيع يرتب التزامات شخصية على البائع أهمها ضمان حوز المبيع والتصرف فيه بال معاوض ونقل
ملكيته للمشتري وال يمكن االحتجاج بمبدأ التطهير المنصوص عليه في الفصل 62في مواجهة الخلف الخاص وأن عدم
إيداع المشتري لرسم شرائه وتقييده بسجل التعرضات ال ينتج عنه سوى عدم إمكانية التمسك به في مواجهة الغير أم ضد
البائع فإن البيع يبقى صحيحا ومنتجا ألثاره تطبيقا للفصل.84
ولعل من أهم القرار القضائية القرار الصادر عن محكمة النقض بتاريخ 30يونيو 2020الذي جاء ليؤكد بضرورة
استثناء الخلف من قاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار المنصوص عليها في الفصل 1و 62من ظهير التحفيظ
العقاري.
أما مسألة الضمانات الممنوحة للخلف الخاص و التي دفع بها البعض لتبرير إطالق قاعدة التطهير و المتمثلة في تلك
اإلجراءات المعقدة و الطويلة التي يمر منها تحفيظ العقار و كذا إمكانية اإليداع و التي من المفروض أن يستغلها صاحب
الحق قبل فوات األوان فهي األخرى في نظ رنا تبقى قاصرة في حالة الخلف الخاص الذي قد ال يتلقى حقه إال بعد قطع
كل تلك األشواط الطويلة من مساطر اإلعالن ،و غيرها ،و قبل وقت وجيز من اتخاذ قرار التحفيظ .فال تبقى إثر ذلك أي
ضمانات لصاحب الحق خصوصا إذا لم يصرح له طالب التحفيظ بالمساطر التي يخضع لها العقار.