Droit - Droit Des Affaires

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 108

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫تخصص قانون أعمال‬ ‫قسم العلوم اإلدارية والقانونية‬

‫مذكرة مكملة لمتطلبات نيل شهادة الماستر في القانون‬

‫آليات الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬

‫على ضوء القانون ‪21/02‬‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫الدكتور‪ :‬يزيد بوحليط‬ ‫القارو شيماء‬


‫بن رجم أمال‬

‫تشكيل لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫الجامعة‬ ‫األستاذ‬ ‫الرقم‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر "ب"‪.‬‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬ ‫د‪ /‬مريم فلكاوي‬ ‫‪10‬‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‪.‬‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬ ‫د‪ /‬يزيد بوحليط‬ ‫‪10‬‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫أستاذ مساعد "أ"‪.‬‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬ ‫د‪/‬كمال مهيدي‬ ‫‪10‬‬

‫السنة الجامعية‪0205-0202 :‬‬


‫أول من يشكر ويحمد أناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬هو العلي القهار‪ ،‬األول واآلخر‬
‫والظاهر والباطن‪ ،‬الذي أغرقنا بنعمه التي ال تعد وال تحصى‪ ،‬وأغدق علينا‬
‫برزقه الذي ال يفنى‪ ،‬وأنار دروبنا‪ ،‬فله جزيل الحمد والثناء العظيم‪ ،‬هو الذي‬
‫أنعم علينا إذ أرسل فينا عبده ورسوله" محمدا بن عبد اهلل" عليه أزكى الصلوات‬
‫وأطهر التسليم‪ ،‬أرسله بقرآنه المبين‪ ،‬فعلمنا ما لم نعلم‪ ،‬وحثنا على طلب العلم‬
‫أينما وجد‪.‬‬

‫وفاءا وتقدي ار واعترافا منا بالجميل نتقدم بجزيل الشكر ألولئك المخلصين الذين‬
‫لم يبخلوا علينا بجهدهم لمساعدتنا في مجال البحث العلمي ونخص بالذكر‬
‫الدكتور الفاضل" يزيد بوحليط" صاحب الفضل في توجيهنا ومساعدتنا في‬
‫تجميع المادة البحثية‪ ،‬وامتنانا له إلشرافه على مذكرة التخرج ‪.‬‬

‫مع دعائنا له بدوام الصحة والعافية ودوام العطاء دمت أستاذنا الكريم‪.‬‬

‫وال ننسى أن نتقدم بجزيل الشكر إلى جميع األساتذة الذين وقفوا معنا طيلة‬
‫المشوار الجامعي‪.‬‬

‫و أخي ار نشكر كل من مد لنا يد العون من قريب أو بعيد في إنجاز هذه الدراسة‬


‫على أكمل وجه‪.‬‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع‬

‫إلى‪:‬‬

‫‪ -‬الشمعة التي أذابت نفسها لكي يضاء طريقي إلى أبي منبع طموحي‪:‬‬
‫أطال اهلل بقائك وألبسك ثوب الصحة والعافية‪.‬‬
‫‪ -‬إلى أمي‪ ،‬اليتيم كل طفل لست أمه‪ ،‬إليك يا من كنت بين القصيدتين القافية‪:‬‬
‫لو كان لدي دولة لجعلت صوتك نشيدا لها‪.‬‬
‫‪ -‬إلى جدتي التي قبلتني لحظة قدومي لهذه الحياة دون وعي مني‪ ،‬وقبلتها لحظة‬
‫رحيلها دون وعي منها‪ " :‬ملتقانا الجنة بإذن اهلل"‪.‬‬
‫‪ -‬إلى بنت الخمس سنين التي رحلت وجوار ربها مكثت‪ ،‬تلك التي احتضنتها ظلمات‬
‫القبر‪ " :‬لجينة قلبي"‪.‬‬
‫‪ -‬إلى الستة أقمار التي كنت أنا سابعها‪ ،‬إلى من يزرعون وردا‪ ،‬يحصدون حبا‪ ،‬يكنسون‬
‫الخطايا إخوتي أنتم الضلع ونصف القلب‪ ،‬أنتم قطعة من الجنة‪.‬‬
‫اي‪:‬‬
‫ُختَ ْ‬
‫‪ -‬إلى فلذة كبد أ ْ‬
‫ِّ‬
‫الحب وأعذبه‪.‬‬ ‫‪ -‬شقراء الهديل الناعم صوتها عند تالوة القرآن كالحرير‪ :‬أنت أول‬
‫‪ -‬إلى مسك البيت " َدرين" أنت اليد اليمين أنت الضلع الثابت الذي ال يميل‪.‬‬
‫‪ -‬إلى كل األهل واألصحاب من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫إلى كل من علمني ولو حرف وكان سراجا وهاجا يضئ ظلمات دربي‪ ،‬إلى كل من‬
‫أمسك بيدي ألتجاوز عثرات هذا الدرب‪.‬‬

‫" شيماء"‬
‫إلى أحلى هدية في الحياة إلى معنى الحب والحنان وسر وجودي وأنقى إنسان‬
‫على وجه األرض‪ ،‬إلى من كان دعائها سر نجاحي‬

‫" أمي الحبيبة "‪.‬‬

‫إلى اليد الطاهرة التي أزالت من أمامي أشواك الطريق ورسمت بخطوط من األمل‬
‫والثقة‪ ،‬إلى الذي ال تفيه الكلمات والشكر والعرفان بالجميل‬

‫" أبي الغالي"‪.‬‬

‫إلى من شجعني وال يزال على مواصلة الدرب زوجي العزيز‬

‫"عماد"‪.‬‬

‫إلى من كانوا سندي وقوتي في الحياة واقتسمت معهم الحلوة والمرة إخوتي‬

‫" وفاء وريان"‪.‬‬

‫إلى كل من ساهم في مساعدتي من قريب أو بعيد ولو بكلمة طيبة في إنجاز‬


‫هذا البحث‪.‬‬

‫" أمال"‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫يجتاح التمييز وخطاب الكراهية جميع أنحاء العالم‪ ،‬حيث عرف انتشا ار واسعا لمظاهر التهميش‬
‫واإلقصاء الذي تقوم به العديد من األنظمة اإلستبدادية اتجاه فئات معينة في المجتمع‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫حرمانهم من حقوقهم وحرياتهم األساسية‪ ،‬وتتجسد هذه المظاهر في وباء العنصرية الذي كان وال يزال يعم‬
‫الواليات المتحدة منذ عهد طويل‪ ،‬وكذا خطاب الكراهية الذي يعد من أقبح الحروب وأكثرها وحشية والتي‬
‫تقوم على الجنس أو اللون أو العرق أو الدين يبقى كذلك متجذ ار في دولة تدعي احترام الحريات وحقوق‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن أمريكا عرفت حاالت تحريض على الكراهية والعنصرية الدينية التي تدمر‬
‫المجتمعات وتزرع بذور الخوف وانعدام الثقة في نفوس أفرادها‪ ،‬ومن ذلك ما حدث في جمهورية فنزويال‬
‫البوليفارية‪ ،‬التي شهدت أعمال عنف ضد الكاثوليك واليهود‪ ،‬كما عرفت الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪2‬‬
‫هجمات عنصرية وحمالت تشويه تستهدف اإلسالم والمسلمين‪.‬‬

‫ومثال ذلك تعرض إمرأة مسلمة وزوجها بالواليات المتحدة األمريكية لحادثة إعتداء عنصرية بالشتم و‬
‫السب من إ حدى السيدات وذلك بسبب ارتدائها الزي اإلسالمي‪ ،‬حيث قامت المعتدية التي هي من أصول‬
‫أوكرانية بتصوير الحادثة بهاتفها ونشرها على صفحتها عبر الفيسبوك‪ ،‬وتوجيه كل عبارات الشتم واأللفاظ‬
‫العنيفة ضد المسلمين وتبليغ الشرطة بوجود مسلمين داخل المتاجر األمريكية‪.‬‬

‫كما اليخفى أن التمييز وخطاب الكراهية ليس جديدا على أوروبا حيث شهدت أوروبا موجة تحريض ضد‬
‫الغجر (روما)‪ ،‬وممارسات عنيفة ارتكبت من قبل جماعات النازيين الجدد ضد األقليات غير األوروبية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫عن طريق القيام بنشر رسومات كاريكاتورية تصور النبي محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موقع‪https// : aljadeed-،‬‬ ‫الجديد‪ ،‬خطاب الكراهية‪ ،‬األشقاء واألعداد يتشاركون في صناعة الشقاء‪ ،‬منشورة على‬
‫‪ ،magasine.com‬بتاريخ ‪ ،1612/60/12‬على الساعة ‪.26:06‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬مذكرة األمين العام‪ ،‬تعزيز الحق في حرية الرأي والتعبير وحمايته‪ ،‬الدورة السابعة‬
‫والستون‪ ،‬البند ‪(06‬ب) من جدول األعمال المؤقت‪ ،‬مسائل حقوق اإلنسان‪ ،‬بما في ذلك النهج البديلة لتحسين التمتع الفعلي‬
‫بحقوق اإلنسان والحريات األساسية ‪ ،1621‬ص ‪.26‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.26-9‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫كما اتخذت دول أوروبية من بينها فرنسا وبلجيكا قوانين تحظر ارتداء النقاب‪ ،‬والرموز الدينية في‬
‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬وادعائهم بأن اإلسالم هو عدو ألوروبا‪ ،‬وهذا يفسر على أساس اختالف الثقافات‬
‫‪1‬‬
‫واعتبار المسلمين أنهم بمثابة إرهاب‪.‬‬

‫ومما الشك فيه أن آسيا والشرق األوسط قد شهدوا هم اآلخرون حاالت تحريض على العنف والكراهية من‬
‫خالل عمليات قتل رؤساء الجماعة األحمدية في باكستان بسبب تصريح اثنان من األئمة أن أفراد جماعة‬
‫األحمدية يستحقون الموت‪ ،‬وتحريض الحكومة إلمام معين في المملكة العربية السعودية على القضاء‬
‫‪2‬‬
‫على جميع المؤمنين بالمذهب الشيعي‪.‬‬

‫وفي إفريقيا‪ ،‬ظهرت أعمال شغب عنيفة واعتداءات من جانب سكان قرى من المسلمين ضد السكان‬
‫األقباط المسيحيين في مصر‪ ،‬والعديد من أشكال التحريض على العنف والكراهية على أساس الميوالت‬
‫‪3‬‬
‫الجنسية من جانب سياسيين وزعماء دينيين في أوغندا‪.‬‬

‫كما ساد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بين ‪ 2901‬و‪ ،2992‬وحكمت من خالله األقلية‬
‫‪4‬‬
‫البيضاء األغلبية السوداء‪.‬‬

‫وعليه فإن التمييز هو‪ " :‬التعميم المطلق لقيمة فروق فعلية أو وهمية لتحقيق منفعة من يدعيها لنفسه‬
‫ويلحق الضرر بضحيته‪ ،‬ليسوغ تمييزه وعدوانيته"‪ ،‬أو هو " التفريق بين إنسان وآخر بالنظر إلى العنصر‬
‫‪5‬‬
‫والجنس واللون‪".‬‬

‫أما خطاب الكراهية هو عبارة عن أي فعل يحرض على العنف والدعوة إلى الكراهية والعداوة‪ ،‬والتعصب‬
‫اتجاه فئة أو طبقة أو مجموعة من الناس‪ ،‬كما يتضمن هجوما وتحريضا وانتقاصا وتحقي ار من شخص أو‬
‫مجموعة من األشخاص تجاه مجموعة أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التمييز ضد مسلمي أوروبا بتقرير" أمنستي"‪ ،‬منشور على موقع‪ ،https://www.aljazeera.net :‬بتاريخ ‪،1612/60/12‬‬
‫على الساعة ‪.22:19‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬مذكرة األمين العام‪ ،‬تعزيز الحق في حرية الرأي والتعبير وحمايته‪ ،‬ص ص‪.26-9‬‬
‫‪4‬‬
‫موقع ‪.https://www.aljazeera.net :‬‬ ‫األبارتيد‪ ،‬نشأة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا‪ ،‬منشورة على‬
‫‪5‬‬
‫محمد ممدوح شحاتة خليل‪ ،‬التمييز العنصري وأحكامه في الفقه اإلسالمي(دراسة مقارنة)‪ ،‬حولية كلية الدراسات اإلسالمية‬
‫والعربية للبنات‪ ،‬المجلد(‪ ،)61‬العدد ‪ ،40‬قسم الدراسات اإلسالمية‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬جامعة المنيا‪ ،‬االسكندرية‪( ،‬د س ن)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫وجدير بالذكر أن ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية لم تقتصر على الدول الغربية فقط‪ ،‬بل تعدت إلى‬
‫المجتمعات العربية وبدأت في التنامي بين الجزائريين خاصة أثناء الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر في‬
‫األونة األخيرة‪.‬‬

‫حيث شهدت سلسلة تظاهرات عدة‪ ،‬شارك فيها اآلالف في إطار الحراك الشعبي المطالب بتفكيك النظام‬
‫السياسي القائم منذ استقالل الجزائر‪ ،‬وقد استؤنفت تظاهرات الحراك بعد عام من تعليقها بسبب جائحة‬
‫كورونا حيث ظهرت مؤخ ار حمالت مختلفة من التمييز وخطاب الكراهية كقضية مصابي كورونا والخطاب‬
‫الموجه ضدهم‪ ،‬الذي بدأ يأخذ صدى كبير في ظل التصاعد نحو نقل المعلومات حول فيروس كورونا‪،‬‬
‫والمصابين وأسمائهم وأماكن تواجدهم‪ ،‬مما يجعلهم من المحضورات في األماكن العامة‪ ،‬ومحل للسخرية‬
‫واإلستهزاء وكأنهم مرتكبوا جريمة وحتى بعد شفائهم يبقى من الصعب عودة اختالطهم بالمجتمع بسبب‬
‫خطاب الكراهية الموجه لهم من خالل اإلعالم الذي أصبح له عالقة بانتشار ثقافة الكراهية والحقد بين‬
‫األفراد‪.‬‬

‫ويرجع السبب في اتساع ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية وازديادها عبر وسائل اإلعالم إلى عدم الكشف‬
‫عن هوية القائمين بها‪.‬‬

‫ونظ ار لخطورة جريمة التمييز وخطابات الكراهية في تأثيرها على السلم واألمن الداخلي للدولة‪ ،‬فقد اتخذت‬
‫الجزائر مجموعة من اإلجراءات واألوامر‪ ،‬وقامت بتوجيهها لوسائل اإلعالم للتحسيس حول مخاطر‬
‫التمييز وخطاب الكراهية والحد منهما‪.‬‬

‫وفي خضم كل هذه األحداث التي عرفتها الجزائر فقد سارع المشرع الجزائري باستحداث القانون ‪61-16‬‬
‫المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما لردع ومعاقبة كل من يرتكب هذه الجريمة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى وضع آليات لمحاربة كل األعمال والتصرفات التي من شأنها إحداث التمييز وخطاب‬
‫الكراهية في أواسط المجتمع‪ ،‬كما حظرها من خالل فقرة الديباجة من التعديل الدستوري الجديد‪.‬‬

‫‪ -1‬دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ -‬الدوافع الذاتية‪:‬‬
‫‪ ‬الرغبة والميل للبحث في مجال الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬
‫‪ ‬الرغبة في النظر إلى كيفية تنظيم المشرع الجزائري لجريمة التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬تزويد المكتبة بهذه الدراسة نظ ار لندرة الدراسات القانونية في هذا الموضوع‪ ،‬وافتقارها‬
‫لمؤلفات تتناول هذه الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬الدوافع الموضوعية‪:‬‬
‫‪ ‬أن هذا الموضوع من مواضيع الساعة‪ ،‬وأن هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا‪.‬‬
‫‪ ‬كون الموضوع يطرح عدة إشكاليات تحتاج إلى البحث واإلجابة عنها‪.‬‬
‫‪ ‬تعلق موضوع البحث بحرية اإلنسان التي تعتبر من أهم وأعظم حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬التطور الكبير لجريمة التمييز وخطاب الكراهية وتنوع أشكالها‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تتجلى أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية في بعض القوانين‬
‫والدول التي تعاني من هذه الظاهرة وتأثيرها عليها‪ ،‬والتي تعتبر دخيلة على المجتمع الجزائري‪ ،‬وتزداد‬
‫أهمية هذه الدراسة بإبراز كل ما من شأنه خلق فروقات وعداوة بين األفراد‪ ،‬وتوضيح األطر والتنظيمات‬
‫القانونية المنظمة لهذه الجريمة‪ ،‬وجميع المعلومات المتعلقة بالموضوع واستخالص النتائج‪ ،‬واإلجابة على‬
‫اإلشكال المطروح‪.‬‬

‫‪ -3‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى تحليل النصوص القانونية التي تضمنها القانون ‪ 61-16‬المتعلق‬
‫بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪ ،‬والتعرض لمختلف المواثيق الدولية والقوانين المقارنة‬
‫التي تناولت الموضوع بالدراسة وتبيان أهم آليات الوقاية واإلجراءات التي جاء بها هذا القانون لمحاربة‬
‫جميع أشكال التمييز وخطابات الكراهية‪.‬‬

‫‪ -4‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬قلة المراجع وعدم وجود دراسات سابقة لحداثة الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الموضوع في حد ذاته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -5‬اإلشكالية‪:‬‬

‫وبناءا على ما سبق ذكره‪ ،‬يمكن طرح اإلشكالية اآلتية‪:‬‬

‫ما هي آليات الوقائية من التمييز وخطاب الكراهية ؟‬

‫‪ -6‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫لمعالجة موضوع البحث واإلحاطة بجوانبه المتعددة واإلجابة على اإلشكالية المطروحة فقد تم‬
‫توظيف المنهج التحليلي الذي يقوم على جمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث‪ ،‬وتحليل النصوص‬
‫القانونية ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬كما تم اتباع المنهج الوصفي وكذلك استعمال أداة المقارنة لتوضيح‬
‫اإلختالف بين بعض النصوص القانونية محل البحث‪ ،‬وبعض المواثيق الدولية والقوانين المقارنة‪.‬‬

‫‪ -7‬خطة البحث‪:‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية‪ ،‬فقد اعتمدنا على المناهج السابقة الذكر في خطة مقسمة كاآلتي‪:‬‬

‫الفصل األول يتضمن ماهية التمييز وخطاب الكراهية في مبحثين‪ ،‬تناولنا في المبحث األول مفهوم‬
‫التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬وخصصنا المبحث الثاني ألشكال التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد خصصناه للحديث عن التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز و خطاب‬
‫الك ارهية و الذي بدوره ينقسم إلى مبحثين‪ ،‬المبحث األول اآلليات الموضوعية للوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪ ،‬و المبحث الثاني يتضمن التصدي اإلجرائي لجرائم التمييز و خطاب الكراهية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫ماهيــــــــــــــــــــــــــــة التمييز وخطـــــاب الكراهية‬


‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬

‫تمهيد‬

‫تعتبر المساواة من أكثر المبادئ التي تستقر عليها كل دساتير العالم التي تمجد وتكرس حرية‬
‫اإلنسان وحقه في الحياة‪ ،‬كما تعد المساواة من أهم قيم المواطنة التي تمنح اإلنسان صفته‬
‫الوطنية واإلنسانية‪ ،‬غير أنه ال يزال هناك من يعترض هذا المبدأ وذلك بالقيام بتصرفات تمييزية تؤدي‬
‫إلى إحداث تفاوت بين األفراد عن طريق نشر خطابات تحمل في فحواها عبارات الحقد واإلزدراء والكراهية‬
‫التي تنشأ عنها تفرقة وتمييز بين مختلف شرائح المجتمع الواحد‪ ،‬والتي من شأنها تقييد اإلنسان وحرمانه‬
‫من أبسط حقوقه‪ ،‬ولهذا سنتطرق لمفهوم التمييز وخطاب الكراهية من خالل(المبحث األول)‪ ،‬ونخصص‬
‫(المبحث الثاني) إلى تعديد أشكال التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التمييز وخطاب الكراهية‬

‫إن مصطلحي التمييز وخطاب الكراهية من المفاهيم الموجودة منذ القدم والتي تطرقت لها العديد‬
‫من اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬ونظ ار لتشابك هذا الموضوع مع الحق في حرية التعبير المكفول قانونا لجميع بني‬
‫البشر وجب تحديد وضبط مفهوم دقيق للتمييز وخطاب الكراهية قبل وضع اإلطار التجريمي له‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنتناوله بالدراسة من خالل (المطلب األول) تعريف التمييز‪ ،‬و (المطلب الثاني) تعريف خطاب الكراهية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التمييز‬

‫إن التمييز من أخطر الجرائم التي تهدد كيان واستقرار المجتمع وتساهم في تفشي ظاهرة العنف‬
‫والكره والتفريق بين أفراد المجتمع الواحد إضافة إلى زرع الفتنة بين الشعوب واألمم‪ .‬ونظ ار لخطورة فعل‬
‫التمييز فقد تطرقت مختلف المواثيق الدولية لتعريفه وخطورته على المجتمع‪ ،‬ولهذا سنقوم بدراسة التعريف‬
‫اللغوي واإلصطالحي للتمييز من خالل(الفرع األول)‪ ،‬ثم تعريف التمييز في بعض المواثيق الدولية‬
‫والقوانين المقارنة (الفرع الثاني)‪ ،‬إضافة إلى تعريف التمييز في التشريع الجزائري من خالل (الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي و اإلصطالحي للتمييز‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التمييز لغة‪.‬‬

‫إ ن كلمة التمييز لها معاني عديدة في معاجم اللغة وقواميسها حيث يقصد بكلمة التمييز في اللغة‬
‫مايلي‪ :‬التمييز من ماز الشيء أي عزله وفرزه وكذا تميز تميي از أي يقال إمتاز القوم إذ تميز بعضهم عن‬
‫بعض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويقال إستماز عن الشيء تباعد عنه ‪ ،‬ويقال ماز الشيء عن الطريق أي نحاه وأزاله‪.‬‬

‫ممي از)‪.‬‬
‫ميز‪ُ ،‬يميِّز‪ ،‬تميِّيزا‪ ،‬فهو ّ‬
‫‪ -‬وكلمة التمييز هي كلمة مشتقة من كلمة ( ً‬

‫ميز الشيء أي فرزه عن غيره عزله‪.‬‬


‫ميز ّ‬
‫تمييز) اسم مصدر ميز والمفعول ُم ّ‬
‫‪ -‬و( ْ‬

‫‪1‬‬
‫جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم (المشهور بابن المنظور)‪ ،‬لسان العرب ‪،‬المجلد ‪ ،6‬دار المعارف ‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫(د س ن)‪ ،‬ص‪.062‬‬
‫‪8‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ميز‪.‬‬
‫ِّيز‪ ،‬تعني اسم تمييز‪ :‬مصدر ّ‬
‫التمي ْ‬
‫‪ -‬فكلمة ْ‬
‫‪1‬‬
‫فضله على غيره‪.‬‬
‫مي ْز)‪:‬ماز‪ّ ،‬‬ ‫‪ -‬و(ميَّز)‪ :‬فعل (ميَّز‪ُ ،‬يمي ُُّز‪ٍّ ،‬‬
‫تميزا‪ ،‬فهو ُم ّ‬
‫‪2‬‬
‫ويقصد بلفظ تمييز الشيء أي إنفصل عن غيره‪ ،‬ظهر فضله على غيره ‪.‬‬

‫ومرادف لفظ التمييز لغويا هو التفرقة أي تفرقة األشياء أو الموجودات عن بعضها البعض وجمع البعض‬
‫منها وجعلها في فئات خاصة‪ ،‬والتفرقة هي فعل إرادي أو طبيعي يقوم على أساس الفصل ‪.‬‬

‫والتمييز هو التفريق واإلستثناء الذي يقوم على أساس أحد العناصر المكونة للتمييز‪ ،‬والذي ينتج عنه عدم‬
‫التمتع بالحقوق األساسية وعدم المساواة سواء في المجال السياسي أو الثقافي أو اإلجتماعي أو أي مجال‬
‫آخر‪ ،‬وعليه فإن مصطلح التمييز في اللغة العربية والمعاجم والقواميس العربية يعني التفرقة والتفضيل‬
‫‪3‬‬
‫واستثناء الناس واألشياء على أساس األصل أو الجنس أو الدين ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫والتمييز في اللغات األجنبية له مرادفات متعددة‪ ،‬ففي اللغة الفرنسية نجد مرادفات منها‬
‫‪ ،Racisme،Discrimination،Apartheird‬والتمييز في اللغة الفرنسية يعني تلك اإليديولوجية التي تنسب‬
‫التفوق إلى العرق أوالسلوك الناتج عن جماعة إثنية يعتقدون أن البشر منقسمون إلى أعراق وأن بعض‬
‫‪4‬‬
‫األجناس تتفوق على غيرها‪.‬‬

‫أما التمييز في اللغة اإلنجليزية هو ‪ ،Discrimination‬ومعناه إحداث فروقات بين أشخاص أو مجموعات‬
‫من خالل معاملة شخص أو فرد معاملة أسوء من األفراد اآلخرين وهو عمل غير قانوني‪ ،‬ويقوم التمييز‬
‫إما على أساس الجنس أو اللون أو الدين‪...‬الخ‪ ،‬وبالتالي فالتمييز هو عبارة عن معاملة على أساس‬
‫‪5‬‬
‫التفضيل بشكل غير عادل وغير منصف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬طبعة ‪ ،8‬مؤسسة الرسالة ‪،‬بيروت ‪ ،0222،‬ص ‪.206‬‬
‫‪2‬‬
‫عربي عربي‪ ،‬معجم الكنز‪ ،‬منشورات عشاش‪ ،‬الجزائر ‪ ،0222،‬ص ‪.52‬‬
‫‪3‬‬
‫مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫‪4‬‬
‫‪La Rousse ,Nouveau dictionnaire des débutants ,France ,2005 ,page 87.‬‬
‫‪5‬‬
‫شرون‪ ،‬أسباب إباحة جريمة التمييز في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫حسينة ّ‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،0206 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪9‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمييز إصطالحا‪.‬‬

‫يقصد بالتمييز كل تفرقة أو إستثناء أو تفضيل بين الناس يقوم على أساس اللون أو الجنس أو‬
‫العرق أو األصل القومي أو اإلثني أو اللغوي أو اإلنتماء الجغرافي أو اإلعاقة‪ ،‬والذي يكون من شأنه عدم‬
‫تحقيق المساواة وعدم التمتع بالحقوق والحريات األساسية ‪.‬‬

‫ويعرف التمييز أيضا على أنه كل عمل أو ممارسة تعكس صورة عنصرية عن طريق التقسيم بين البشر‬
‫إلى مجموعات وتفريقها على أساس الجنس أو اللون أو العرق أو الدين أو اإلعاقة وغيرها من السمات‬
‫‪1‬‬
‫الجسدية أو السلوكية ‪.‬‬

‫يث ِم َن اَْلطَِّّي ِب َوَي ْج َع َل اَْل َخبِ َ‬


‫يث‬ ‫وقد ورد في القرآن الكريم عن التمييز حيث قال اهلل تعالى ‪":‬لِ َي ِمي َز اْللّهُ اَْل َخبِ َ‬
‫‪2‬‬
‫ون‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫يعا فََي ْج َعلَهُ ِفي َجهَنَّ َم أُ ْولَئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضهُ َعلَى َب ْع ِ‬
‫ك ُه ُم اَْل َخاس ُر َ‬ ‫ض فََي ْرُك َمهُ َجم ً‬ ‫َب ْع َ‬

‫وميز بين المؤمن الطِّيب من أهل السعادة والخبيث الكافر من‬


‫فمعنى هذه اآلية أن اللّه تعالى قد فضل ّ‬
‫أهل الشقاوة وجمعهم فوق بعض حتى يكثروا وجعلهم هؤالء الخاسرون في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫الطيب على الخبيث حتى ال يختلط به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حيث أن اللّه في هذه اآلية يريد تمييز‬
‫ون" فالمعنى المقصود في هذه اآلية هو أن يتميز‬‫امتَ ُازوْا اَْل َي ْوَم أَُّيهَا اَْل ُم ْج ِرُم َ‬
‫كما جاء في قوله تعالى ‪َ ":‬و ْ‬
‫تميزهم وتالزمهم دائما وتكون‬
‫وينفرد الكافرون عن المؤمنين عند اختالطهم بهم وذلك بامتيازهم بعالمات ّ‬
‫‪3‬‬
‫لهم سمات يعرفون بها وهذه العالمات هي عالمة الغضب وسواد الوجه‪.‬‬

‫والتمييز بهذا المفهوم يعني أنه كل ظاهرة سلبية سواء كانت سياسية أو إجتماعية يتم فيها التفريق بين‬
‫األفراد على أساس الجنس أو اللون أو الدين أو األصل‪ ،‬وذلك باإلعتقاد أن ذلك الفرد أو المجموعة تتميز‬
‫بالتفوق مما يدفعها للتحكم في مجموعة أخرى ومنعهم من كافة حقوقهم وحرياتهم على أساس أن تلك‬
‫‪4‬‬
‫المجموعة ال تعد منهم‪.‬‬

‫‪ 1‬تعريف التمييز‪ ،‬منشور على موقع‪ ، https://www.mawdo3.com :‬بتاريخ ‪ ،0200/21/01‬على الساعة ‪.02:02‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة األنفال‪ ،‬اآلية ‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة ياسين‪ ،‬اآلية ‪.25‬‬
‫‪4‬‬
‫خان محمد رضا عادل‪ ،‬جريمة التمييز العنصري في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة من مقتضيات نيل شهادة الماستر‬
‫في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،0206/0202 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪01‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولقد جاء في الكتاب والسنة النبوية وجوب تحقيق المساواة وعدم التفريق بين عربي وال أعجمي إال‬
‫بالتقوى‪ ،‬حيث أن التاريخ اإلسالمي عامر باألحداث التي تحث على المساواة بين كافة الناس في‬
‫المعامالت والتعليم والتعلم‪...‬الخ‪ ،‬دون أي تفريق بين األفراد سواء بسبب العرق أو اللون أو الجنس‬
‫أو الدين أو بسبب الوضع اإلجتماعي‪ ،‬والدليل على هذا أن التاريخ اإلسالمي حافل بالعديد من‬
‫الشخصيات التي تنتمي إلى أجناس وأديان وثقافات مختلفة ومتعددة‪ ،‬كما أن اإلسالم قد وضع قانونا يؤكد‬
‫‪1‬‬
‫على الوحدة بين كل الناس دون تمييز ودون تفريق‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫حيث قال اللّه تعالى في محكم تنزيله‪َ " :‬كان اَ َّلناس أُ َّمةً و ِ‬
‫اح َدةً‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫اح َد ِة‪".‬‬
‫سوِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬يأَُّيهَا اَ ّلن ُ ِ َّ‬
‫اس اتقُوْا َرَّب ُك ُم اَلذي َخلَق ُكم ِّمن َّن ْف َ‬
‫‪3‬‬

‫وبهذا فإن التمييز هو فعل منبوذ في اإلسالم حيث يعرف علماء المسلمين التمييز بأنه تفريق بين لون‬
‫سوى اللّه بين جميع البشر‬
‫ولون أو جنس وجنس أو عرق وعرق‪ ،‬وعليه وبناءا على وحدة اإلنسانية فقد ّ‬
‫دون تمييز‪.4‬‬

‫يميز بين الناس وال يفرق بينهم عند اللّه تعالى إال بمقدار ما يتفاضلون به من‬ ‫وعليه فإن اإلسالم ال ّ‬
‫وبا َوقََبائِ َل‬ ‫اس إِ َنأّ َخلَ ْق َنا ُكم ِّمن َذ َك ِر َوأُنثى َ‬
‫وج َعْل َنا ُك ْم ُش ُع ً‬ ‫العبادات‪ ،‬والدليل على هذا قوله تعالى ‪َ ":‬يأَُّيهَا اَلنَّ ُ‬
‫‪5‬‬
‫يم َخبِير‪".‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫لِتَعارفُوْا إِ َّن أَ ْكرم ُكم ِع َ َّ ِ‬
‫ند اَْلله أَتْقا ُك ُم إ َّن اَللـهَ َعل ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف التمييز في بعض المواثيق الدولية والقوانين المقارنة‪.‬‬

‫نتيجة لألضرار التي يلحقها التمييز باألفراد في المجتمعات الدولية والمحلية فقد ورد تعريفه‬
‫والتحدث عنه في العديد من المواثيق واإلتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬جرائم التمييز والحض على الكراهية والعنف‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة ‪( ،‬د س ن)‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة البقرة ‪،‬اآلية ‪.000‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.0‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة الحجرات‪ ،‬اآلية ‪.02‬‬
‫‪00‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التمييز في اإلتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لسنة ‪.1691‬‬

‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم (‪ )0026‬المؤرخ في ‪ 00‬كانون األول‪/‬ديسمبر‬
‫‪ 0562‬تم إعتماد اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬حيث أن جميع الدول‬
‫األطراف في هذه اإلتفاقية ترى أن مبدأ الكرامة والمساواة هو مبدأ ضروري وال بد منه في جميع‬
‫المجتمعات والدول‪.‬‬

‫كما أن جميع الدول األعضاء قد تعهدت باتخاذ إجراءات وتدابير من شأنها تحقيق وتشجيع التعاون‬
‫واإلحترام العالمي لحقوق اإلنسان بين كافة البشر دون تمييز سواء بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو‬
‫الدين‪ ،‬وأن جميع البشر متساوون أمام القانون ولكل منهم كل الحق في حمايته من أي تمييز ومن أي‬
‫‪1‬‬
‫تحريض على التمييز‪.‬‬

‫وعليه فقد عرفت اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التمييز في المادة األولى‬
‫منها بأنه‪ ":‬أي تمي يز أو إستثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو األصل‬
‫القومي أو اإلثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة اإلعتراف بحقوق اإلنسان والحريات األساسية‬
‫أو التمتع بها أو ممارستها على قدم المساواة في الميدان السياسي أو اإلقتصادي أو اإلجتماعي أو الثقافي‬
‫‪2‬‬
‫أو أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة ‪".‬‬

‫فالتمي يز وفق هذا النص يعني الفصل بين األفراد على أساس أحد العناصر المنصوص عليها في‬
‫مضمون النص‪ ،‬والذي يكون من شأنه تعطيل وعدم اإلعتراف بالحقوق األساسية لألفراد في أي مجال من‬
‫مجاالت الحياة‪ ،‬وفي نص المادة ‪ 2‬من ذات اإلتفاقية فإن الدول األعضاء تتعهد بعدم القيام وعدم ممارسة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬فقرة الديباجة‪ ،‬قرار الجمعية العامة (‪ )0026‬ألف (د‪ )02-‬المؤرخ في ‪ 00‬كانون‪/‬ديسمبر‪ ،0562‬اعتمد وفتح باب‬
‫التوقيع والتصديق على اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ‪ ،0562‬دخل حيز النفاذ ‪1‬كانون‪/‬يناير‬
‫‪.0565‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،0‬من االتفاقية نفسها‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪01‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أي فعل يكون من شأنه التمييز بين األشخاص أو األفراد كما تعهدت بمنع كل أشكال التمييز العنصري‬
‫‪1‬‬
‫في األقاليم الخاضعة لواليتها‪.‬‬

‫أما في نص المادة ‪ 1‬من نفس اإلتفاقية فإن جميع الدول األعضاء في اإلتفاقية تحظر وتمنع جميع‬
‫الدعايات والتنظيمات القائمة على األفكار والنظريات القائلة بتفوق أي عرق أو أية جماعة من لون‬
‫أو أصل إثني واحد أو التي تحاول تبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال التمييز العنصري‪ ،‬كما تتعهد‬
‫‪2‬‬
‫الدول األعضاء باتخاذ كل التدابير الالزمة للقضاء على كل أساليب وأشكال التمييز‪.‬‬

‫كما نصت اإلتفاقية في المادة ‪ 2‬منها على ضرورة توفير كل الحقوق الالزمة لكل إنسان دون تمييز‬
‫كالحق في المعاملة على قدم المساواة أمام المحاكم وجميع الهيئات األخرى التي تتولى إقامة العدل‪،‬والحق‬
‫في األمن على شخصه وفي حماية الدولة له من أي عنف أو أذى بدني يصدر سواء عن موظفين‬
‫رسميين أوعن أية جماعة أو مؤسسة‪.‬‬

‫إضافة إلى الحقوق السياسية ال سيما حق اإلشتراك في اإلنتخابات إقتراعا وترشيحا على أساس اإلقتراع‬
‫العام المتساوي واإلسهام في الحكم وفي إدارة الشؤون العامة على جميع المستويات وتولي الوظائف العامة‬
‫على قدم المساواة‪.‬‬

‫ومن بين الحقوق التي أقرتها اإلتفاقية لجميع األفراد دون تمييز‪ ،‬الحق في حرية الحركة واإلقامة داخل‬
‫حدود الدولة‪ ،‬الحق في الجنسية‪ ،‬الحق في التزوج واختيار الزوج‪،‬حق اإلرث والحق في السكن‪،‬الحق في‬
‫حرية الرأي والتعبير‪ ،‬الحق في الفكر والعقيدة والدين والتعليم والتدريب‪ ،‬الحق في التمتع بالخدمات‬
‫الصحية العامة والرعاية الطبية والضمان اإلجتماعي والخدمات اإلجتماعية‪ ،‬إضافة إلى الحق في دخول‬
‫‪3‬‬
‫أي مكان أو مرفق مخصص لإلنتفاع كالفنادق والمطاعم والمقاهي‪.‬‬

‫وعليه فإن اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري قد أبرمت ألجل الحد من كل‬
‫أشكال وأساليب التمييز العنصري التي تمارس ضد األفراد في مختلف دول العالم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر ‪:‬المادة ‪ 2‬من اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،1‬من االتفاقية نفسها ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،2‬من االتفاقية نفسها ‪ ،‬ص ص‪.8 -5‬‬
‫‪01‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬اإلتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها سنة ‪.1691‬‬

‫بالرغم من أن اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري المبرمة سنة ‪0562‬‬
‫كان لها دور كبير في محاربة كل أشكال التمييز إال أنها لم تحقق األهداف المرجوة مما دفع بالدول إلى‬
‫إبرام إتفاقية أخرى سنة ‪ 0552‬وأطلق عليها باإلتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة‬
‫عليها التي إعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واإلنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم‬
‫‪ 2268‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،0552‬حيث جاءت هذه اإلتفاقية لتحقيق اإلحترام والمراعاة العالميين‬
‫‪1‬‬
‫لحقوق اإلنسان والحريات األساسية للناس جميعا دون تمييز ألي سبب من أسباب التمييز‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 0‬من اإلتفاقية أن التمييز العنصري هو جريمة ضد اإلنسانية وتشكل تهديدا للسلم‬
‫واألمن الدوليين‪ ،‬كما تتفق الدول األعضاء في هذه اإلتفاقية على تجريم كل المنظمات واألشخاص‬
‫‪2‬‬
‫والمؤسسات الذين يرتكبون جريمة الفصل العنصري‪.‬‬

‫ولقد عرفت اإلتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها في المادة ‪ 0‬منها بأنه‪" :‬يشمل‬
‫سياسات وممارسات العزل والتمييز العنصريين المشابهة لتلك التي تمارس في الجنوب اإلفريقي على‬
‫األفعال الالإنسانية المرتكبة لغرض إقامة هيمنة وادامة فئة عنصرية ما من البشر على أية فئة عنصرية‬
‫‪3‬‬
‫أخرى من البشر واضطهادها كحرمان عضو من فئات عنصرية من الحق في الحياة‪.‬‬

‫والحاق ضرر خطير بدني أو عقلي بأعضاء الفئات العنصرية‪ ،‬وذلك بقتلهم أو بالتعدي على حريتهم‬
‫أو كرامتهم‪ ،‬إضافة إلى توقيف الفئات العنصرية وسجنهم بصورة غير قانونية واخضاعهم عمدا لظروف‬
‫معيشية الهدف منها أن تقضي بها إلى الهالك الجسدي كليا أو جزئيا‪ ،‬واتخاذ أية تدابير تشريعية وغير‬
‫تشريعية لمنع الفئات العنصرية من المشاركة في الحياة السياسية والتشريعية واإلقتصادية والثقافية للبلد‬
‫وحرمانهم من حقوقهم األساسية‪ ،‬كالحق في العمل والتعليم والحق في إنشاء نقابات معترف بها‪ ،‬والحق‬
‫في الحصول على الجنسية وحرية ال أري والتعبير وتشكيل جمعيات سلمية‪ ،‬إضافة إلى القيام بتدابير‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬فقرة الديباجة‪ ،‬قرار الجمعية العامة ‪(2268‬د‪ )08-‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر سنة ‪ ،0552‬المتضمن اإلتفاقية الدولية‬
‫لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واإلنضمام ‪ ،0552‬دخلت بدء النفاذ‬
‫في ‪ 08‬تموز ‪.0556‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪:‬المادة ‪ ،0‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ ،0‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪01‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من شأنها تقسيم السكان وفق معايير عنصرية وحظر التزاوج بين فئات عنصرية مختلفة‪ ،‬وأيضا بإخضاع‬
‫الفئات العنصرية للعمل القاسي إضافة إلى إضطهاد المنظمات واألشخاص بحرمانهم من حقوقهم‬
‫‪1‬‬
‫وحرياتهم األساسية لمعارضتهم الفصل العنصري‪.‬‬

‫وتتعهد الدول األعضاء في هذه اإلتفاقية باتخاذ جميع التدابير الالزمة لردع أي حث أو تشجيع على‬
‫إرتكاب جريمة الفصل العنصري‪ ،‬ومعاقبة األشخاص الذين يرتكبون هذه الجريمة سواء كانوا من رعايا‬
‫‪2‬‬
‫هذه الدولة أو رعايا دولة أخرى أو كانوا بال جنسية‪.‬‬

‫‪-1‬إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لسنة ‪.1696‬‬

‫جاءت هذه اإلتفاقية الدولية في ‪ 08‬ديسمبر سنة ‪ ،0555‬واعتمدت من طرف الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة‪ ،‬وتم عرضها للتوقيع والتصديق واالنضمام بالقرار ‪ 082/21‬في ديسمبر ‪. 0555‬‬

‫وهي تضم حقوق المرأة وجاءت هذه اإلتفاقية لتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وذلك باتخاذ‬
‫‪3‬‬
‫التدابير الالزمة للقضاء على ذلك التمييز بجميع أشكاله لتحقيق المساواة في كل مكان ‪.‬‬

‫عرفت إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة مصطلح التمييز ضد المرأة من خالل‬
‫وقد ّ‬
‫نص المادة ‪ 0‬بأنه‪ ":‬أي تفرقة أو إستبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من آثاره أو أغراضه‬
‫النيل من االعتراف للمرأة على أساس تساوي الرجل والمرأة بحقوق اإلنسان والحريات األساسية في‬
‫الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر أو إبطال االعتراف‬
‫‪4‬‬
‫للمرأة بهذه الحقوق أو تمتعها بها وممارستها لها بغض النظر عن حالتها الزوجية‪".‬‬

‫وبالتالي فإن هذه اإلتفاقية قد جاءت لمنح المرأة الحق في المساواة مع الرجل في جميع الحقوق‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،0‬من اإلتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،1‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬مقدمة إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،0555 ،‬ص ‪.0‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬من اإلتفاقية نفسها‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪01‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والحريات األساسية التي منحها لها اإلسالم‪ ،‬كالحق في التعبير‪ ،‬الحق في الحياة‪ ،‬والحق في التعليم‬
‫‪1‬‬
‫والتعلم ‪.‬‬

‫‪ -4‬إعالن بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد‬
‫سنة ‪.1691‬‬

‫لقد جاء هذا اإلعالن بهدف تعزيز وتشجيع اإلحترام والحفاظ على الحريات األساسية للجميع دون‬
‫تمييز بسبب الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين‪ ،‬وأن هذا اإلعالن جاء بمبدأ الكرامة والمساواة وعدم‬
‫التمييز بين كافة األفراد‪.‬‬

‫كما أن الد ين أو المعتقد هو حق مكفول لكل شخص يؤمن به ومن الواجب إحترامه من طرف الغير‬
‫‪2‬‬
‫وضمانه بصورة مطلقة‪.‬‬

‫حيث جاء في نص المادة ‪ 0‬منه مايلي‪:‬‬


‫"‪ -‬لكل إنسان الحق في حرية التفكير والوجدان والدين ويشمل هذا الحق حرية اإليمان بدين أو بأي معتقد‬
‫يختاره‪ ،‬وحرية إظهار دينه أو معتقده عن طريق العبادة‪ ،‬واقامة الشعائر والممارسات والتعليم سواء بمفرده‬
‫أو مع جماعة وسواء جه ار أو س ار ‪.‬‬

‫‪ -‬وال يجوز تعريض أحد لقسر يحد من حريته في أن يكون له دين أو معتقد من اختياره‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز إخضاع حرية المرء في إظهار دينه أو معتقداته إال لما قد يفرضه القانون من حدود تكون‬
‫ضرورية لحماية األمن العام أو النظام العام أو الصحة العامة أو األخالق العامة أو حقوق اآلخرين‬
‫‪3‬‬
‫وحرياتهم األساسية ‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫سيد إبراهيم الدسوقي‪ ،‬الحماية الدولية لحقوق المرأة على ضوء إتفاقية منع التمييز الجنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،0225‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬فقرة الديباجة من قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 26/22‬المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ 0580،‬المتضمن إعالن‬
‫بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد‪ ،‬إعتمد ونشر على المأل سنة‬
‫‪.0580‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬من اإلعالن نفسه‪.‬‬
‫‪01‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فمن خالل هذا النص نجد أن لكل فرد الحق والحرية في اختيار دينه وممارسته أمام الجميع دون اعتراض‬
‫‪1‬‬
‫ودون تمييز من طرف أحد‪.‬‬

‫ويقصد بمصطلح التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد " أي ميز أو استثناء أو تقييد أو‬
‫تفضيل يقوم على أساس الدين أو المعتقد ويكون غرضه أو أثره تعطيل أو إنقاص االعتراف بحقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية أو التمتع بها أو ممارستها على أساس من المساواة‪".‬‬

‫فمن هذا النص نستنتج أن التمييز هو كل سلوك أو أسلوب يمارس من شأنه الحد والقضاء على حرية‬
‫اختيار الدين أو المعتقد وعدم ممارسته وعدم اإلقرار لألفراد بحقوقهم و حرياتهم األساسية‪.‬‬

‫ثم إن التمييز بين األفراد على أساس الدين أو المعتقد يشكل إهانة للكرامة اإلنسانية وانتهاك لحقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬ووصفه بعقبة تعرقل وتقف أمام قيام عالقات ودية وسليمة بين الشعوب‬
‫‪2‬‬
‫والدول‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف التمييز في بعض القوانين المقارنة ‪.‬‬

‫لقد أخذت العديد من التشريعات الوطنية في تعريف التمييز ومكافحة جميع أشكاله ومن بين هذه‬
‫التشريعات الوطنية نجد مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التمييز في القانون الفرنسي‪.‬‬

‫لقد أ نشئت في فرنسا سلطات إدارية مستقلة تسهر على حماية المواطنين عن طريق إنشاء اللجنة‬
‫االستشارية للمعايير األخالقية واللجنة الوطنية لقواعد السلوك وغيرها‪ ،‬وكذلك الهيئة العليا لمكافحة التمييز‬
‫وتشجيع المساواة في ‪ ،0226‬كما أنشئت في فرنسا مؤسسات أخرى لمكافحة االنتهاكات المرتكبة في حق‬
‫‪3‬‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫وقد صادقت فرنسا على أهم الصكوك القانونية الدولية في مجال حقوق اإلنسان وهي العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬من إعالن بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬و‪ 2‬من اإلعالن نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬فقرة الديباجة‪ ،‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬اعتمد تقرير وطني مقدم وفقا للفقرة ‪(02‬أ) من مرفق قرار‬
‫مجلس حقوق اإلنسان ‪ 0 ،0/2‬ماي ‪.0228‬‬
‫‪07‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واتفاقية التعذيب‪ ،‬واإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واتفاقية حقوق‬
‫الطفل‪...‬الخ‪.‬‬

‫كما تقوم فرنسا بالتعاون مع كل التدابير واآلليات الدولية لحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬كما أن الدستور الفرنسي‬
‫يكرس مبدأ حقوق اإلنسان ومبادئ السيادة الوطنية حيث يضمن المساواة بين جميع األفراد دون تمييز‬
‫بسبب األصل أو العرق أو الجنس‪ ،‬كما يكرس القانون الفرنسي الحقوق األساسية والفردية لكل رجل وامرأة‬
‫على قدم المساواة دون تمييز بأي شكل من أشكال التمييز‪.‬‬

‫كما أن القانون الفرنسي يكفل لألشخاص المنتمين إلى األقليات التمتع بكافة حقوقهم منها حرية الدين‬
‫والمعتقد والتي هي من الحقوق المعترف بها قانونا في فرنسا حيث لكل فرد الحق والحرية في ممارسة دينه‬
‫والشعائر المتعلقة بذلك الدين‪ ،‬وعدم تدخل السلطات العامة لفرنسا في تلك األديان واحت ارمها لجميع‬
‫المعتقدات وهذا راجع إلى أن دولة فرنسا هي دولة علمانية وهذا ما يضمن ويحمي حرية اإليمان وعدم‬
‫اإليمان‪.‬‬

‫وقد عمل القانون الفرنسي على تحقيق مبدأ المساواة كذلك بين الرجال والنساء فيما يتعلق بشؤون الزواج‬
‫‪1‬‬
‫والطالق وحضانة األطفال‪ ،‬وكذلك من حيث تولي المناصب االنتخابية والواليات وتكافئ الفرص‪.‬‬

‫كما أن فرنسا قد إلتزمت بحظر ومنع كل أشكال التمييز سواء على أساس الجنس‪ ،‬العرق‪ ،‬اللون‪ ،‬األصل‬
‫العرقي‪ ،‬اإلجتماعي‪ ،‬الخصائص الوراثية‪ ،‬اللغة‪ ،‬الدين‪ ،‬المعتقد‪ ،‬اآلراء السياسية ‪ ،‬أو أية آراء أخرى‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أو اإلنتساب إلى أقلية قومية‪ ،‬أو بسبب الممتلكات‪ ،‬النسب‪ ،‬اإلعاقة‪ ،‬السن أو الميل الجنسي‪.‬‬

‫وقد صدر في فرنسا أيضا في ‪ 02‬يوليو ‪ 0552‬تشريع متعلق بمكافحة التمييز العنصري وتجريم األفعال‬
‫المعادية للسامية والتي يكون من شأنها إحداث تمييز بين الناس حيث قام هذا التشريع بمنع كل تمييز‬

‫سواء على أساس العرق أو الجنسية أو الدين أو اإلثنية وتسليط عقوبات شديدة على كل من يقوم بجريمة‬
‫‪3‬‬
‫التمييز أو يحرض على القيام بها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬قرار الجمعية المتضمن تقرير وطني مقدم من مرفق قرار مجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪08‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬التمييز في القانون المصري‪.‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 22‬من الدستور المصري على أن جميع األفراد متساوون أمام القانون وال تمييز‬
‫بينهم سواء على أساس الدين أو العرق أو الجنس‪ ،‬أو األصل أو اللغة أو اإلعاقة أو المستوى االجتماعي‬
‫أو االنتماء السياسي أو الجغرافي‪ ،‬كما أنه يمنع ويكافح كل أشكال التمييز ومعاقبة مرتكبيه‪.‬‬

‫كما تقوم الدولة على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وتوفير كل الحقوق المدنية والسياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية الثقافية‪ ،‬واتخاذ كل التدابير واإلجراءات الالزمة لضمان تلك الحقوق مع ضرورة‬
‫‪1‬‬
‫تمثيل المرأة تمثيال جيدا ووفق ما يحدده القانون‪.‬‬

‫إضافة إلى حق المرأة في تولّي الوظائف العامة و وظائف اإلدارة العليا دون تمييز ضدها‪ ،‬وينص القانون‬
‫المصري كذلك على حماية المرأة من كل تمييز‪ ،‬كما أنه قد جاء في التشريع المصري على ضرورة‬
‫تجسيد مبدأ المساواة بين كافة األفراد دون تمييز ‪.‬‬

‫ومن بين القوانين المصرية التي نصت على عدم التمييز منها‪:‬‬

‫‪ -‬قانون العمل رقم ‪ 00‬سنة ‪.0222‬‬

‫‪ -‬قانون العقوبات المصري وتعديالته‪.‬‬

‫‪ -‬أحكام المحكمة الدستورية العليا المصرية‪.‬‬

‫إضافة إلى المواثيق الدولية التي تنادي بعدم التمييز والتي صدقت عليها مصر منها‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

‫‪ -‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪ -‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التمييز وخطابات الكراهية ما بين مصر والعالم‪ ،‬نحتاج إلى عالم أكبر من التسامح والعدالة‪ ،‬مركز هردو لدعم التعبير‬
‫الرقمي‪ ،‬القاهرة‪ ،0206 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪09‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اتفاقية حقوق األشخاص من ذوي اإلعاقة والبروتوكول االختياري الملحق بها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف التمييز في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫إن التمييز هو جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون الجزائري بأشد العقوبات ألنها تؤدي إلى انتهاك‬
‫الحقوق وحرمان أصحابها منها‪ ،‬ونظ ار للنتائج التي يخلفها ويؤدي إليها التمييز فإن الجزائر كانت من بين‬
‫الدول ال تي صادقت على العديد من االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان منها االتفاقية الدولية‬
‫للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪.‬‬

‫كما أنها نص ت في دستورها وكذلك في قانون العقوبات وقوانين أخرى على تجريم فعل التمييز وتسليط‬
‫أقصى العقوبات على من يقوم به‪ ،‬وذلك بتحديد اإلجراءات الواجب إتباعها والعقوبات المقررة لهذا الفعل‬
‫‪2‬‬
‫المهين لكرامة اإلنسان‪ ،‬حيث تعتبر المساواة من أهم المبادئ التي يقوم عليها دستور كل دولة‪.‬‬

‫ولهذا فقد نص المشرع الجزائري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 0202‬من خالل المادة ‪ 25‬حيث جاء فيها‬
‫مايلي‪ ":‬كل المواطنين سواسية أمام القانون ‪ ،‬ولهم الحق في حماية متساوية وال يمكن أن يتذرع بأي تمييز‬
‫‪3‬‬
‫يعود سببه إلى المولد أو العرق أو الجنس أو الرأي أو أي شرط أو ظرف آخر شخصي أو اجتماعي‪".‬‬

‫فمن خالل هذا النص يتبين أن المشرع الجزائري قد أصر وأكد بشكل واضح وصريح على مبدأ المساواة‬
‫وعدم التمييز بين المواطنين ألي سبب من األسباب سواء بسبب المولد أو العرق أو الجنس أو الرأي أو‬
‫أي نوع آخر من أنواع التمييز‪ ،‬كما يتضح أيضا من خالل النص أن األسباب التي عددها المشرع‬
‫‪4‬‬
‫الجزائري التي يقوم عليها التمييز هي على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التمييز وخطابات الكراهية ما بين مصر والعالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.02-01‬‬
‫‪2‬‬
‫بلحرش عالل‪ ،‬أمال جبار‪ ،‬تجريم قانون العقوبات الجزائري لظاهرة التمييز العنصري‪ ،‬المجلة الجزائرية للدراسات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،0‬العدد‪ ، 0‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،0202 ،‬ص ص‪.56-52‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 25‬من التعديل الدستوري الجزائري الجديد لسنة ‪ ،0202‬الصادر بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،110/02‬بتاريخ‬
‫‪ 02‬جمادى األولى عام ‪ ،0110‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪80‬الموافق ل ‪22‬‬
‫ديسمبر‪ ،0202‬عدد صفحاته من ‪.50-2‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،25‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يتضح تأكيد المشرع على ضمان الحقوق والحريات األساسية من خالل نص المادتين ‪ 21‬و‪ 22‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪.0202‬‬

‫إذ تنص المادة ‪ 21‬على منع الدولة كل تقييد للحقوق والحريات األساسية والضمانات إال بموجب قانون‬
‫أو ألسباب مرتبطة بالنظام العام واألمن وحماية الثوابت الوطنية أو تلك التي من شأنها جملة حقوق‬
‫‪1‬‬
‫وحريات أخرى يكرسها الدستور دون المساس بالحقوق والحريات األساسية‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 22‬فقد نصت على أن الدولة تضمن كل الحقوق والحريات وضمان المساواة لكل المواطنين في‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬وذلك بمنع أي فعل يحد من حرية اإلنسان ويمنعه من المشاركة في الحياة السياسية‬
‫‪2‬‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫كما نصت كذلك المادة ‪ 25‬على ضمان الدولة عدم انتهاك حرمة اإلنسان وأن القانون يعاقب على جميع‬
‫‪3‬‬
‫أشكال التعذيب والمعامالت القاسية والالإنسانية أو المهينة واالتجار بالبشر‪.‬‬

‫ونظ ار لخطورة فعل التمييز بين األشخاص وما يخلفه من أضرار جسيمة خاصة من الناحية النفسية في‬
‫حق األفراد فقد نص المشرع الجزائري أيضا على تجريم فعل التمييز من خالل قانون العقوبات لسنة‬
‫‪ ،0201‬حيث أدرجها كجريمة مستحدثة لم تشملها من قبل التعديالت التي طرأت على قانون العقوبات‬
‫سابقا وهذا من خالل المواد ‪ 052‬مكرر‪ 0‬و‪ 052‬مكرر‪ 0‬و ‪ 052‬مكرر‪ 2‬وأصبحت جريمة يعاقب عليها‬
‫القانون‪.‬‬

‫وقد ورد تعريف التمييز في المادة ‪ 052‬مكرر‪ 0‬فقرة ‪ 0‬كمايلي‪ ":‬يشكل تميي از كل تفرقة أو استثناء‬
‫أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو النسب أو األصل القومي أو اإلثني‬
‫أو اإلعاقة ويستهدف ويستتبع تعطيل أو عرقلة االعتراف بحقوق اإلنسان والحريات األساسية أو التمتع‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ، 21‬من التعديل الدستوري الجزائري الجديد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ، 22‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ، 25‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بها أو ممارستها على قدم المساواة في الميدان السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي أو في أي‬
‫‪1‬‬
‫ميدان آخر من ميدان الحياة العامة‪".‬‬

‫وبالتالي ووفقا للمادة ‪ 052‬مكرر‪ 0‬من قانون العقوبات فإن المشرع يمنع كل فعل من شأنه التفرقة بين‬
‫جنس وجنس أو لون ولون‪ ،‬أو غير ذلك من أشكال التمييز والتي من شأنها عدم السماح لألفراد بالتمتع‬
‫بالمساواة في حقوقهم وواجباتهم في أي مجال‪.‬‬

‫ونظ ار لخطورة فعل التمييز ومساهمته في نشر العداوة والكراهية والفتنة بين الشعوب‪ ،‬فإن المشرع الجزائري‬
‫قد أفرد له قانونا خاص به يضم كافة أشكال التمييز المحظورة‪ ،‬وهو القانون ‪ 22-02‬المتعلق بالوقاية من‬
‫التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪ ،‬حيث عرف المشرع الجزائري التمييز من خالل نص المادة ‪ 0‬فقرة‬
‫‪ 0‬كمايلي‪" :‬يقصد في مفهوم هذا القانون‪ ،‬فيما يأتي‪:‬‬

‫‪" -‬التمييز"‪ :‬كل تفرقة أو إستثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو‬
‫النسب أو األصل القومي أو اإلثني أو اللغة أو اإلنتماء الجغرافي أو اإلعاقة أو الحالة الصحية‪،‬‬
‫يستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة اإلعتراف بحقوق اإلنسان والحريات األساسية أو التمتع بها أو‬
‫ممارستها على قدم المساواة في المجال السياسي أو اإلقتصادي أو اإلجتماعي أو الثقافي أو في أي‬
‫‪2‬‬
‫مجال آخر من مجاالت الحياة العامة"‪.‬‬

‫فوفقا للتعريف الذي وضعه المشرع الجزائري للتمييز نجد أن التمييز هو كل تفرقة أو مفاضلة بين شخص‬
‫وشخص أو عدة أشخاص آخرين في المعاملة أو في توزيع الخدمات أو من حيث التمتع بالحقوق‪ ،‬وذلك‬
‫إما على أساس الجنس أو اللون أو األصل القومي أو اإلثني أو العرق‪...‬الخ‪.‬‬
‫وغيرها من األسباب المذكورة في نص المادة السالفة الذكر والتي يكون من شأنها حرمان األفراد من‬
‫التمتع بحقوقهم واهانتهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 052‬مكرر‪ 0‬من األمر رقم ‪ 026-66‬المؤرخ في ‪ 08‬صفر عام ‪ 0286‬الموافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪،0566‬‬
‫المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،0202 ،‬عدد صفحاته من ‪.086-0‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬من القانون ‪ 22-02‬مؤرخ في ‪ 2‬رمضان ‪ ،0110‬الموافق ل‪ 08‬أبريل ‪ ،0202‬يتعلق بالوقاية من‬
‫التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬عدد صفحاته‬
‫من ‪.02 - 0‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يالحظ أن هذا التعريف قد نقل حرفيا عن نص المادة ‪052‬مكرر‪ 0‬من قانون العقوبات مما يجعل‬
‫تعريف التمييز الذي ورد في القانون هذا ال يختلف عن التعريف الذي ورد في قانون العقوبات ماعدا‬
‫إضافة المشرع لثالثة أسس جديدة تقوم عليها جريمة التمييز في القانون ‪ 22-02‬وهي ( اللغة واإلنتماء‬
‫الجغرافي والحالة الصحية)‪ ،‬وهذه األسس الجديدة قد وضعها المشرع الجزائري بالنظر للواقع الذي تعيشه‬
‫الجزائر بعد أحداث الحراك الشعبي في ‪ 00‬فيفري ‪ 0205‬حيث أصبحت بعد أحداث الحراك الشعبي في‬
‫حاجة ماسة إلى سن قانون جديد وأكثر دقة لمواجهة ومكافحة ظاهرة التمييز التي عرفت إنتشار كبير في‬
‫تلك المرحلة وهذا ما أدى إلى صدور القانون ‪ 22-02‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬
‫‪1‬‬
‫ومكافحتهما بتاريخ ‪ 08‬أفريل ‪.0202‬‬

‫وبإستقراء التعريف الخاص بالتمييز الذي جاء في القانون ‪ 22-02‬نجد أن المشرع الجزائري على خالف‬
‫مختلف المواث يق الدولية التي إعتمدت عنصر الدين كأساس من أسس التمييز‪ ،‬حيث أن المشرع لم يتناول‬
‫عنصر الدين في تعريفه ضمن أسس التمييز الواردة في المادة األولى من هذا القانون وهذا ألن الجزائر‬
‫هي دولة مسلمة ودينها هو اإلسالم والتوجد أي إعتناقات لديانات أخرى كما أن الجزائر ال تعرف نظام‬
‫الطوائف بل تقوم على وحدة الشعب ووحدة الدين داخل الجزائر ‪.‬‬

‫وبالتالي ال يوجد أي تمييز بين األفراد أو الشعب بشأن ديانات أخرى ولهذا فإن عدم إعتماد المشرع‬
‫الجزائري لعنصر الدين ضمن تعريفه للتمييز فإنه قد أحسن عمال وقد أصاب في ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف خطاب الكراهية‬


‫خطاب الكراهية بشكل عام هو بث الكراهية والتحريض على النزاعات والصراعات الطائفية واإلقليمية‬
‫الضيقة والتحريض على إنكار وجود اآلخر وانسانيته وتهميشه ونشر الفتنة والتحريض على العنف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية في التشريع الجزائري (قراءة في القانون رقم ‪ 22/02‬المتعلق بالوقاية من‬
‫التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما على ضوء اإلتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان)‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،0‬مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية بالجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫بجامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،0202،‬ص‪.12‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي واإلصطالحي لخطاب الكراهية‬


‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي لخطاب الكراهية‬
‫‪ /1‬الخطاب لغة‪:‬‬

‫هو مصدر للفعل(يخاطب)‪ ،‬وقد جاء من كلمة الخطب أي األمر والشأن والخطاب هو سبب الشيء‬
‫‪1‬‬
‫ويقال للمرء ما خطبك؟ أي ما شأنك‪ ،‬ويقال خطب عظيم أو جليل‪.‬‬
‫الم َخاطَ َبة مراجعة الكالم وقد خاطبه‬ ‫ِ‬
‫اب و ُ‬
‫ويقول ابن منظور في لسان العرب‪ ،‬في فصل الخطاب‪" :‬الخطَ ُ‬
‫‪2‬‬
‫ط َب ِ‬
‫ان"‪.‬‬ ‫طبة‪ِ ،‬‬
‫وخطَ ًابا وهما َيتَ َخا َ‬ ‫بالكالم ُم َخا َ َ‬
‫البين من الكالم الملخص الذي يتبينه من يخاطب به وال‬
‫كما يفسر الزمخشري فصل الخطاب بقوله‪" :‬إنه ّ‬
‫‪3‬‬
‫يلتبس عليه"‪.‬‬
‫ويحمل مصطلح الخطاب من حيث اللغة دالالت ومفاهيم تكاد تصب في واد واحد ومعنى واحد ويقول‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وخاطََبهُ‪ :‬وجه إليه كالما‪ ،‬الخطَ ُ‬
‫ادثَهُ‪َ ،‬‬
‫وح َ‬
‫صاحب المعجم الوسيط َخاطَ َبهُ ُمخاطََبة‪ ،‬وخطَ ًابا‪َ :‬كالَ َمهُ َ‬
‫‪4‬‬
‫الكالم‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ط ِ‬
‫اب"‪.‬‬ ‫ال أَ ْك ِفْلنِ ْيها وع َّزنِي ِفي ِ‬
‫الخ َ‬ ‫وفي القرآن الكريم قوله تعالى‪" :‬فَقَ َ‬
‫َ ََ ْ ْ‬

‫اب) أي َغلََبنِي يقال عز يعز إذا قهر وغلب‪ ،‬وقوله أيضا‬‫ط ِ‬ ‫عز وج ّل(وع ّزنِي ِفي ِ‬
‫الخ َ‬ ‫ََ ْ ْ‬ ‫والمقصود بقوله ّ‬
‫‪6‬‬
‫ط ِ‬
‫اب‪.‬‬ ‫الح ْكمةً وفَص َل ِ‬
‫الخ َ‬ ‫" و َش َد ْد َنا مْل َكه وآتَْي َناه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ ُ‬

‫‪ 1‬مفهوم الخطاب لغة‪ -‬حروف عربي‪ -‬حروف عربي‪ ،‬موسوعة المحتوى العربي‪ ،‬مفاهيم عامة‪ ،‬منشور على موقع‪:‬‬
‫‪ ،https://horofar.com‬بتاريخ ‪ ،0200/21/02‬على الساعة ‪.00:00‬‬
‫‪2‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪،0552 ،‬‬
‫مادة (خ ط ب)‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪3‬‬
‫الزمخشري‪ ،‬الكشاف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،0555 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪4‬محمد ملياني‪ ،‬محاضرات في تحليل الخطاب‪ ،‬دراسات أدبية‪ ،‬كلية اآلداب واللغات‪ ،‬قسم اللغة واألدب العربي‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة "ص"‪ ،‬اآلية ‪.00‬‬
‫‪6‬‬
‫سورة "ص"‪ ،‬اآلية ‪.05‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويعني "فَص ُل ِ‬
‫الخطَاب" الشهود واأليمان وقال قتادة شاهدان على المدعي أو يمين المدعى عليه وهو‬ ‫ْ‬
‫‪1‬‬
‫فصل الخطاب الذي فصل به األنبي ْاء والرسل‪.‬‬

‫الخطب‬
‫ب‪ :‬عمل الخطيب وحرفته‪ ،‬و ُ‬ ‫ِ‬
‫وفي معجم الكافي لصاحبه محمد الباشا‪،‬الخطاب‪" :‬مصدر َخطَ َ‬
‫ب‪ :‬الحال والشأن" ‪.‬‬
‫طَ‬
‫مصدر َخ َ‬

‫أما في المعاجم األجنبية فإن الخطاب مصطلح ألسني حديث يعني في اللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪"discrours n m :1 .dévellopement oratoire ,allocution prononcés en public‬‬


‫"‪2 ,conversation ,entretien 3, développement inutil 2‬‬

‫وتعني خطاب ألقاه في األماكن العامة‪ ،‬محادثات‪ ،‬مقابالت‪ ،‬وتطوير الخطابة‪.‬‬

‫‪/2‬الكراهية لغة‪:‬‬

‫الكراهية من ال َكره وال ُكره‪ ،‬وال ُكره ما أَكرهت نفسك عليه‪ ،‬وال َكره ما أكرهك غيرك عليه‪ ،‬وقيل ال ُكره‬
‫المشقة‪ ،‬وال َكره اإلباء وتكلف المشقة وتحملها‪ ،‬والمكاره ما يكرهه اإلنسان ويشق عليه‪ ،‬والمكروه ضد‬
‫‪3‬‬
‫المحبوب‪.‬‬

‫وقال إبن فارس‪( :‬كره) الكاف والراء والهاء أصل صحيح واحد‪ ،‬يدل على خالف الرضا والمحبة‪ ،‬يقال‬
‫كرهت الشئ أكرهه كرها والكره اإلسم ‪ ،‬ويقال بل ال ُكره بالضم ‪ :‬المشقة‪ ،‬وال َكره بالفتح‪ :‬أن تُكلف الشئ‬
‫فتعمله ِ‬
‫كارها‪ ،‬وال ُكره وال َكره ‪ -‬بالضم والفتح –خالف الرضا‪ ،‬وهو المشقة لتحمل اإلنسان ما اليحبه وال‬
‫‪4‬‬
‫يرغب فيه‪.‬‬

‫ويقصد أيضا بالكراهية لغة القبح واثارة اإلشمئزاز والبغض حول شئ ما‪ ،‬أن يكره اإلنسان شيئا هذا يعني‬
‫مقته‪،‬أي لم يحبه وأبغضه ونفر منه ‪ ،‬والكراهية أيضا هي الحقد والغضب والشعور بالضغينة تجاه‬

‫‪1‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪0122،‬‬
‫أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القُرشي ّ‬
‫ه‪0200 ،‬م‪ ،‬ص‪.0552‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Larousse ,dictionnaire de francais,2006,p125‬‬
‫‪3‬‬
‫مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.625‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد اللّه بن محمد العمرو‪ ،‬ثقافة الكراهية وصلتها بالثقافتين اإلسالمية والغربية‪ ،‬مجلة العلوم الشرعية‪ ،‬العدد ‪ 21‬محرم‬
‫‪0126‬ه‪ ،‬قسم الثقافة اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ، ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شخص ما أو في األفعال القولية التي تصدر عن دولة أو جماعة أو أفراد وتدعو صراحة إلى الكراهية‬
‫‪1‬‬ ‫طاب ال َكر ِ‬
‫اهية"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يطلق عليها "خ َ ُ‬

‫والكره لفظ عربي ورد إستعماله في لسان العرب وهو على معان أبرزها ‪:‬‬

‫‪-0‬خالف اإلرادة ‪ :‬والكراهية هي ضد اإلرادة والرضا‪.‬‬

‫‪ -0‬والكره يأتي بمعنى القبح وهو ضد الحب ‪ ،‬نقول كرهته وأكرهه‪ ،‬كرها فهو مكروه‪.‬‬

‫‪ -2‬وتأتي بمعنى القهر‪ ،‬وأكرهته على األمر إكراها‪ :‬حملته عليه قه ار‪ ،‬و َك ِرهَ األمر والمنظر كراهة فهو‬
‫كريه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬والكريهة ‪ :‬الشدة في الحرب‪ ،‬وكذلك الكرائه وهي نوازل الدهر‪.‬‬

‫ويراد بالكراهية لغة في القواميس األجنبية‪ ،‬ففي اللغة الفرنسية تعني كلمة الكراهية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ )haine:sentiment de fort animosité ou de vive‬ومعناها الشعور بالعداء الشديد أو اإلشمئزاز‪.‬‬
‫( ‪repugnance.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف اإلصطالحي لخطاب الكراهية‬

‫إن مصطلح خطاب الكراهية مصطلح إشكالي ‪ ،‬بسبب اإلختالفات الجمة حول تعريفه‪ ،‬فال يوجد‬
‫عالميا‪ ،‬وليس له معنى محددا يمكن أن يكون محل قبول من الجميع‪ ،‬ليتم إعتماده‬
‫ً‬ ‫له تعريف موحد مقبول‬
‫عالميا‪ ،‬فلفظ الكراهية يعني القبح واثارة اإلشمئزاز وبغض شئ ما‪ ،‬والحقد والغضب والشعور بالضغينة‬
‫تجاه شخص ما‪ ،‬فأن يكره اإلنسان شيئا ما فهذا يعني أنه مقَتَه أي أبغضه ولم يحبه‪ ،‬كما عرفها أخرون‬
‫على أنها حالة طبيعية تنتج من عدم قبول جزء من العقل المختص بالمشاعر واألحاسيس في بعض‬

‫‪1‬‬
‫بن عودة نبيل‪ ،‬بن قارة مصطفى عائشة‪ ،‬التعاون القضائي بين الدول ودوره في مكافحة الجرائم المتعلقة بالتمييز وخطاب‬
‫الكراهية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية العدد‪ ،02‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،0202 ،‬ص‪.262‬‬
‫‪2‬‬
‫علي محمد العطر‪ ،‬اسماعيل كاظم العيساوي‪ ،‬الكراهية مفهومها وأحكامها في ضوء الفقه اإلسالمي‪ ،‬مجلة الصراط‪،‬‬
‫المجلد‪ ،00‬العدد‪ ،0‬جامعة الشارقة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،0205 ،‬ص‪.028‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Larousse.op.cit.p201‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العناصر الداخلة إليه عن طريق األعصاب الدقيقة‪ ،‬وذلك نتيجة تأثير العالم الخارجي على هذا‬
‫‪1‬‬
‫الشخص‪.‬‬

‫فخطاب الكراهية دائما ما يكون أداة إلثارة المشاعر العدوانية لدى فئة أو مجتمع معين‪ ،‬فهو كل كالم‬
‫يثير مشاعر الكره و ينادي بتقليص حقوق األفراد‪ ،‬كما يتضمن هذا الخطاب ضمنا أو علنا كل كتابة‪ ،‬أو‬
‫لفظ أو عمل ينتج منه إثارة ثغرات مذهبية أو عنصرية أو دعوة للعنف‪ ،‬فكل قول حرص على العنفأو مهد‬
‫لبيئة الفتنة‪ ،‬و أحدث خلال في األمن الفكري والنفسي والمجتمعي ‪،...‬عد خطاب كراهية‪ ،‬بل وكل عنف‬
‫لفظي وكل خطاب مصحوب بإقصاء لألخر‪ ،‬والكره البين والتعصب الفكري والتمييز العنصري يمكن أن‬
‫‪2‬‬
‫يدخل دائرة خطاب الكراهية‪.‬‬

‫كما يعرف أيضا بأنه نوع من الحديث أو الخطابات التي تتضمن هجوما أو تحريضا أو إنتقاصا أو تحقي ار‬
‫من شخص أ و مجموعة من األشخاص بسبب أن أحدهم أو جميعهم يحملون صفة إنسانية مميزة‪ ،‬كالعرق‬
‫أ و الدين أوالنوع اإلجتماعي أو اإلعاقة أو الرأي السياسي أو الطبقة اإلجتماعية أو الهوية أو الجنسية أو‬
‫يرتبطون بأشخاص حاملين لتلك الصفة‪ ،‬وعادة يستخدم هذا الخطاب ويتطور لينشر دعوة إلى الكراهية‬
‫والتمييز ضد تلك الصفات‪ ،‬باإلضافة إلى إجماع كل من الفقه والممارسة الدولية على أن خطاب الكراهية‬
‫‪3‬‬
‫هو المقدمة النظرية لجرائم خطيرة السيما جرائم اإلبادة الجماعية ومختلف أشكال العنف‪.‬‬

‫وقد استعمل القرآن الكريم لفظ الكراهية في كثير من المواضع وبمعاني مختلفة منها‪:‬‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعتْهُ‬
‫ُمهُ َك ْرًها َوَو َ‬
‫ص ْي َن ْا اَ ْإل ْن َس ْا َن ب َوْال َد ْيه ُح ْسًنا َح َملَتْهُ أ ُ‬
‫‪-0‬معنى المشقة والكره‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪َ ":‬وَو َ‬
‫‪4‬‬
‫َك ْرًها"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعد عبد السالم‪ ،‬جذور صناعة خطاب الكراهية في ثقافة المجتمع المعاصر‪ ،‬مجلة التمييز الفكري للعلوم اإلجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،0200 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫سعد عبد السالم‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪3‬‬
‫قاسمي سمير‪ ،‬التمييز وخطاب الكراهية بين القانون ‪ 22/02‬واإلتفاقيات الدولية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪،‬‬
‫العدد‪ ،2‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،0200،‬ص ‪.022‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة األحقاف‪ ،‬اآلية ‪.01‬‬
‫‪17‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والكره هنا جاء بمعنى المشقة في الحمل‪ ،‬و المشقة في الوضع عند الطلق ومعنى الكره قريب من هذا‬
‫‪1‬‬
‫أي‪ :‬على َك َْار َه ٍة منها‪.‬‬

‫َسلَم َم ْن ِفي اَْل َس َموْا ِت واَ ْأل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ض‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪-0‬بمعنى القهر والغلبة كما في قوله تعالى‪":‬أَفَ َغ ْي َر د ْي ِن اَْللَه َي ْبتَ ُغ ْو َن َولَهُ أ ْ َ‬
‫‪2‬‬
‫ط ْو ًعا َو َك ْرًها"‪.‬‬
‫َ‬

‫‪3‬‬
‫ب َعلَ ْي ُك ُم اَْل ِقتَْا ُل َو ُه َو ُك ْره لَ ُك ْم َو َع َس ْى أَن تَ ْك َرُهوا َش ْيًئ َاو ُه َو َخ ْير لَ ُك ْم "‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪-2‬خالف اإلرادة في قوله تعالى ‪ُ ":‬كت َ‬

‫ويراد ب‪َ ":‬و ُه َو ُك ْره لَ ُك ْم" أي شديد عليكم ومشقة وهو كذلك‪ ،‬فإنه إما أن يقتل أو ُيجرح مع مشقة السفر‬
‫َن تَ ْك َرُهوْا َش ْيًئا َو ُه َو َخ ْير لَ ُك ْم "‪ ،‬أي ألن القتال يعقبه النصر‬
‫ومجالدة األعداء‪ ،‬ثم قال تعالى ‪َ ":‬و َع َسى أ ْ‬
‫‪4‬‬
‫والظفر على األعداء واإلستيالء على بالدهم وأموالهم وذ ارريهم وأوالدهم "‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى التعريف الفقهي لخطاب الكراهية نجد أن هناك من عرفه من حيث كونه خطاب يحمل‬
‫معاني للتعبير عن الكراهية ضد مجموعة ما تعود إلى عرق معين ويصرح به في ظروف معينة من‬
‫المرجح أن يتسبب بإثارة العنف المتبادل‪ ،‬وبمعنى أخر خطاب يتضمن توجيه رسالة لألخرين عن الكراهية‬
‫بسبب العرق أو األصل ذات الصلة بالكراهة وشخصية الضحية‪ ،‬ويذهب جانب أخر من الفقه إلى أنه‬
‫خطاب سئ‪،‬أو يهدد أو يهين مجموعات على أساس العرق أو اللون أو الدين أو األصل القومي أو التوجه‬
‫‪5‬‬
‫الجنسي أو صفات أخرى‪.‬‬

‫هذا وقد حاولت األمم المتحدة في إيجاد مفهوم لخطاب الكراهية ليتم إدراجه في المواثيق الدولية التي‬
‫تفتقر إلى تعريف خطاب الكراهية وما يمكن أن تشتمله وطبيعة العقوبة التي تسلط على المجرم في ذلك‪،‬‬
‫ومثاله التوصية التي أوردها مجلس أوروبا للمفوضية السامية لحقوق اإلنسان حيث عرفتها بأنها جميع‬
‫أشكال التعبير التي تنشر أو تعرض أو تشجع أو تبلور الكراهية العرفية أو كره األجانب‪ ،‬أو غير ذلك من‬

‫‪1‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0520‬‬
‫أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القُرشي ّ‬
‫‪2‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.80‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.001‬‬
‫‪4‬‬
‫أبي الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.018‬‬
‫‪5‬‬
‫وافي حاجة‪ ،‬خطاب الكراهية بين حرية التعبير والتجريم‪ ،‬دراسة من منظور أحكام القانون والقضاء الدوليين‪ ،‬المجلة‬
‫الدولية للبحوث القانونية والسياسية‪،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،0‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ 0202 ،‬ص ص‬
‫‪.52-65‬‬
‫‪18‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أشكال الكراهية المبنية على التعصب بما في ذلك الذي يحمل في طياته النزعة القومية واإلعتداء‬
‫‪1‬‬
‫باإلنتماء اإلثني والتمييز ضد األقليات والمهاجرين‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تعريف خطاب الكراهية ضمن بعض اإلتفاقيات الدولية والقوانين المقارنة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف خطاب الكراهية ضمن بعض اإلتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫إن اللجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب تؤكد على األهمية األساسية لحرية التعبير‬
‫والرأي والتسامح واحترام المساواة في الكرامة لجميع البشر من أجل مجتمع ديمقراطي وتعددي‪ ،‬كما تقوم‬
‫بتسجيل الطرق المختلفة التي يتم من خاللها تعريف مفهوم خطاب الكراهية وفهمه على المستويين‬
‫الوطني والدولي واألشكال المختلفة التي يمكن أن يتخذها هذا الخطاب‪ ،‬فيقصد بخطاب الكراهية حسبها‬
‫بالترويج أو التشجيع بأي شكل كان من األشكال على تحقير أي شخص أو مجموعة من األشخاص‬
‫أو الدعوة إلى كراهيتهم والتشهير بهم باإلضافة إلى التحرش أو السب أو الصور النمطية السلبية أوالتهديد‬
‫تجاه شخص أو مجموعة من األشخاص‪ ،‬وتبرير جميع أنواع التعبير السابقة على أساس العرق‪ ،‬اللون‪،‬‬
‫اإلنتماء العائلي ‪،‬األصل القومي أو اإلثني‪ ،‬السن اإلعاقة‪ ،‬اللغة‪ ،‬المعتقدات‪ ،‬الجنس‪ ،‬النوع اإلجتماعي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بالوضع‪.‬‬ ‫مرتبطة‬ ‫أو‬ ‫أخرى‬ ‫شخصية‬ ‫وسمات‬ ‫الجنسي‪،‬‬ ‫التوجه‬ ‫الجنسانية‪،‬‬ ‫الهوية‬
‫باإلضافة إلى ذلك تقر التوصية حسب المادة ‪ 01‬منها بأن خطاب الكراهية في بعض الحاالت يتميز‬
‫بالغرض المتوخى منه‪ ،‬أو الذي يمكن التوقع بشكل معقول أن يؤدي إليه‪ ،‬والمتمثل في تحريض اآلخرين‬
‫على إرتكاب أفعال العنف أو التخويف أو العداء أو التمييز ضد أشخاص مستهدفين‪ ،‬ويفترض العنصر‬
‫التحفيزي‪ ،‬سواء وجود نية واضحة إلرتكاب أعمال العنف أو التخويف أو العداء أو التمييز‪ ،‬أو وجود‬
‫‪3‬‬
‫المعني‪.‬‬ ‫الخطاب‬ ‫إلستعمال‬ ‫نتيجة‬ ‫األفعال‬ ‫هذه‬ ‫لمثل‬ ‫الحدوث‬ ‫وشك‬ ‫على‬ ‫خطر‬
‫كما نصت اللجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب على أسباب خطاب الكراهية ونطاقه ضمن‬

‫‪1‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص‪.22-20‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬مجلس أوروبا‪ ،‬اللجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب (‪ ،02 )0206‬توصية السياسة العامة رقم‬
‫‪02‬للّجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب بشأن مكافحة خطاب الكراهية المعتمدة في ‪ 28‬ديسمبر‪ /‬كانون األول‬
‫‪ ،0202‬ستراسبورغ‪ ،‬في ‪ 00‬مارس‪ /‬أذار ‪،0206‬إنجاز الترجمة في إطار شراكة الجوار مع المغرب ‪،0200 ،0208‬‬
‫بتمويل من مملكة النرويج ص ‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،01‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪19‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد(‪.)50،52،51،52‬‬
‫‪2‬‬
‫كما نصت اللجنة على مجموعة من المعايير لمناهضة العنصرية والتعصب ضمن المواد(‪.)62،60‬‬
‫وتنص المادة ‪ 15‬على أن توصية لجنة الوزراء رقم ‪ )55(02‬الموجهة للدول األعضاء بشأن خطاب‬
‫الكراهية تعرف هذا الخطاب على أنه" يشمل جميع أشكال التعبير التي تنشر أو تحرض أو تعزز أو تبرر‬
‫الكراهية العنصرية‪ ،‬كره األجانب‪ ،‬معاداة السامية‪ ،‬أو غيرها من أشكال الكراهية القائمة على التعصب‬
‫بما في ذلك التعصب المعبر عنه في شكل النزعة القومية العدوانية واإلعتداء بالعرق‪ ،‬والتمييز والعداء‬
‫‪3‬‬
‫تجاه األقليات والمهاجرين واألشخاص المنحدرين من مهاجرين"‪.‬‬

‫وتوص ـ ـ ـ ــي ال ـ ـ ـ ــدول األعض ـ ـ ـ ــاء باتب ـ ـ ـ ــاع مجموع ـ ـ ـ ــة م ـ ـ ـ ــن المب ـ ـ ـ ــادئ لمكافح ـ ـ ـ ــة خط ـ ـ ـ ــاب الكراهي ـ ـ ـ ــة ف ـ ـ ـ ــي‬
‫قوانينهـ ـ ـ ـ ـ ــا وممارسـ ـ ـ ـ ـ ــاتها الوطنيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وبالمثـ ـ ـ ـ ـ ــل تـ ـ ـ ـ ـ ــدعو توصـ ـ ـ ـ ـ ــيات وق ـ ـ ـ ـ ـ ـ اررات أخـ ـ ـ ـ ـ ــرى إلـ ـ ـ ـ ـ ــى إعتمـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫ت ـ ـ ـ ــدابير إداري ـ ـ ـ ــة ومدني ـ ـ ـ ــة وجنائي ـ ـ ـ ــة مختلف ـ ـ ـ ــة لمكافح ـ ـ ـ ــة خط ـ ـ ـ ــاب الكراهي ـ ـ ـ ــة‪ ،‬م ـ ـ ـ ــع احتـ ـ ـ ـ ـرام الح ـ ـ ـ ــق ف ـ ـ ـ ــي‬
‫حري ـ ـ ـ ــة التعبي ـ ـ ـ ــر والـ ـ ـ ـ ـرأي باإلض ـ ـ ـ ــافة إل ـ ـ ـ ــى ذل ـ ـ ـ ــك تس ـ ـ ـ ــعى ه ـ ـ ـ ــذه التوص ـ ـ ـ ــيات والقـ ـ ـ ـ ـ اررات إل ـ ـ ـ ــى تعزي ـ ـ ـ ــز‬
‫‪4‬‬
‫ثقافـ ـ ـ ـ ـ ــة التسـ ـ ـ ـ ـ ــامح‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ــع التأكيـ ـ ـ ـ ـ ــد فـ ـ ـ ـ ـ ــي هـ ـ ـ ـ ـ ــذا الصـ ـ ـ ـ ـ ــدد علـ ـ ـ ـ ـ ــى دور مختلـ ـ ـ ـ ـ ــف وسـ ـ ـ ـ ـ ــائل اإلعـ ـ ـ ـ ـ ــالم‪.‬‬
‫وتج ـ ـ ـ ــدر اإلشــ ـ ـ ــارة إلــ ـ ـ ــى ضـ ـ ـ ـ ــرورة ع ـ ـ ـ ــدم إغفـ ـ ـ ـ ــال أحــ ـ ـ ــد المب ـ ـ ـ ــادئ الدس ـ ـ ـ ــتورية والمتمثل ـ ـ ـ ــة فــ ـ ـ ــي حريــ ـ ـ ــة‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـرأي والتعبيـ ـ ـ ـ ـ ــر وهـ ـ ـ ـ ـ ــو مبـ ـ ـ ـ ـ ــدأ تضـ ـ ـ ـ ـ ــمنته مختلـ ـ ـ ـ ـ ــف المواثيـ ـ ـ ـ ـ ــق ذات الصـ ـ ـ ـ ـ ــلة بالشـ ـ ـ ـ ـ ــرعية الدوليـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫لحقـ ـ ـ ــوق اإلنسـ ـ ـ ــان‪ ،‬وهـ ـ ـ ــذا بـ ـ ـ ــالنظر إلـ ـ ـ ــى أهميـ ـ ـ ــة هـ ـ ـ ــذا الحـ ـ ـ ــق بالنسـ ـ ـ ــبة للفـ ـ ـ ــرد والدولـ ـ ـ ــة معـ ـ ـ ــا‪ ،‬فعلـ ـ ـ ــى‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ــعيد الع ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي أق ـ ـ ـ ـ ـ ــرت الجمعي ـ ـ ـ ـ ـ ــة العام ـ ـ ـ ـ ـ ــة لألم ـ ـ ـ ـ ـ ــم المتح ـ ـ ـ ـ ـ ــدة لس ـ ـ ـ ـ ـ ــنة ‪ 0518‬عل ـ ـ ـ ـ ـ ــى ض ـ ـ ـ ـ ـ ــوء‬
‫اإلعـ ـ ـ ــالن العـ ـ ـ ــالمي لحقـ ـ ـ ــوق اإلنسـ ـ ـ ــان بحـ ـ ـ ــق كـ ـ ـ ــل شـ ـ ـ ــخص التمتـ ـ ـ ــع بحريـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـرأي والتعبيـ ـ ـ ــر‪ ،‬حيـ ـ ـ ــث‬
‫ت ـ ـ ـ ــنص الم ـ ـ ـ ــادة ‪ 0‬من ـ ـ ـ ــه عل ـ ـ ـ ــى أن لك ـ ـ ـ ــل إنس ـ ـ ـ ــان ح ـ ـ ـ ــق التمت ـ ـ ـ ــع بكاف ـ ـ ـ ــة الحق ـ ـ ـ ــوق والحري ـ ـ ـ ــات الـ ـ ـ ـ ـواردة‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ــي هـ ـ ـ ـ ـ ــذا اإلعـ ـ ـ ـ ـ ــالن‪ ،‬دون أي تمييـ ـ ـ ـ ـ ــز‪ ،‬كـ ـ ـ ـ ـ ــالتمييز بسـ ـ ـ ـ ـ ــبب العنصـ ـ ـ ـ ـ ــر أو الل ـ ـ ـ ـ ـ ـون أو الجـ ـ ـ ـ ـ ــنس أو‬
‫اللّغـ ـ ـ ـ ـ ــة أو الـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدين أو ال ـ ـ ـ ـ ـ ـرأي السياسـ ـ ـ ـ ـ ــي أو أي رأي آخ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‪ ،‬أو األصـ ـ ـ ـ ـ ــل الـ ـ ـ ـ ـ ــوطني أو اإلجتمـ ـ ـ ـ ـ ــاعي‬
‫أو الث ـ ـ ـ ـ ــروة أو الم ـ ـ ـ ـ ــيالد أو أي وض ـ ـ ـ ـ ــع آخ ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬دون أي ـ ـ ـ ـ ــة تفرق ـ ـ ـ ـ ــة ب ـ ـ ـ ـ ــين الرج ـ ـ ـ ـ ــال والنس ـ ـ ـ ـ ــاء‪ ،‬وفض ـ ـ ـ ـ ــال‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المواد (‪ ،)52 ،51 ،52 ،50‬مجلس أوروبا‪ ،‬اللجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص‪.12-25‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المواد(‪ ،)61،62‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة (‪ ،)15‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة (‪ ،)15‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عمـ ـ ـ ـ ــا تقـ ـ ـ ـ ــدم فلـ ـ ـ ـ ــن يكـ ـ ـ ـ ــون هنـ ـ ـ ـ ــاك أي تمييـ ـ ـ ـ ــز أساسـ ـ ـ ـ ــه الوضـ ـ ـ ـ ــع السياسـ ـ ـ ـ ــي أو القـ ـ ـ ـ ــانوني أو الـ ـ ـ ـ ــدولي‬
‫لبل ـ ـ ــد م ـ ـ ــا أو البقع ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي ينتم ـ ـ ــي إليه ـ ـ ــا الف ـ ـ ــرد سـ ـ ـ ـواء ك ـ ـ ــان ه ـ ـ ــذا البل ـ ـ ــد أو تلـ ـ ـ ـك البقع ـ ـ ــة مس ـ ـ ــتقال أو‬
‫تحـ ـ ـ ـ ــت الوصـ ـ ـ ـ ــاية أو غيـ ـ ـ ـ ــر متمتـ ـ ـ ـ ــع بـ ـ ـ ـ ــالحكم الـ ـ ـ ـ ــذاتي أو كانـ ـ ـ ـ ــت سـ ـ ـ ـ ــيادته خاضـ ـ ـ ـ ــعة ألي قيـ ـ ـ ـ ــد مـ ـ ـ ـ ــن‬
‫‪1‬‬
‫القيود‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 25‬على أن كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحمايـة متكافئـة عنـه‬
‫دون أية تفرقة‪ ،‬كما أن لهم جميعـا الحـق فـي حمايـة متسـاوية ضـد أي تمييـز يخـل بهـذا اإلعـالن وضـد أي‬
‫‪2‬‬
‫تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريض علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى تمييـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز كهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا‪.‬‬
‫أي أن كــل األف ـراد متســاوون أمــام القــانون فــال يوجــد أي تمييــز أو تفضــيل ألحــد علــى حســاب اآلخــر‪ ،‬كمــا‬
‫يتمتعون بحماية عادلة دون أي تفريق‪ ،‬كما لهم الحق جميعا في حماية متساوية وعادلـة ومتكافئـة ضـد أي‬
‫تمييز ال يتماشى وهذا اإلعالن وضد أي تحريض على مثل هذا التمييز وهـو مـا تبنـاه كـذلك العهـد الـدولي‬
‫للحقوق المدنية والسياسية لعام ‪ 0566‬بموجب المادة ‪ 05‬منه حيث جاء في معناهـا أنـه لكـل إنسـان الحـق‬
‫في إعتناق واعتماد آراء دون مضايقة ‪ ،‬ولكل إنسان الحق في حرية التعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحـق حريتـه فـي‬
‫التمــاس مختلــف ضــروب المعلومــات واألفكــار وتلقيهــا ونقلهــا إلــى آخـرين دونمــا إعتبــار للحــدود سـواء علــى‬
‫شـ ــكل مكتـ ــوب أو مطبـ ــوع أو فـ ــي قالـ ــب فنـ ــي أو بأيـ ــة وسـ ــيلة أخـ ــرى يختارهـ ــا وتسـ ــتتبع ممارسـ ــة الحقـ ــوق‬
‫المنصــوص عليهــا فــي الفق ـرة ‪ 20‬مــن هــذه المــادة واجبــات ومســؤوليات خاصــة‪ ،‬مــن بينهــا احت ـرام حقــوق‬
‫‪3‬‬
‫اآلخ ـرين وســمعتهم‪ ،‬وكــذلك حمايــة األمــن القــومي أو النظــام العــام أو الصــحة العامــة أو اآلداب العامــة‪.‬‬
‫أي أنه أي إنسان مهما كانت صفته له الحق في التعبير واتخاذ آراء دون أي مضايقة من أحد ويشمل هذا‬
‫الحق حريته في مختلف أنواع وأشكال المعلومات واألفكار وتلقيها ونشرها إلى آخرين سواء كانت لفظية أو‬
‫شــفوية أو غيــر لفظيــة أي مكتوبــة أو مدونــة‪ ،‬كمــا نصــت المــادة ‪ 02‬منــه علــى أنــه" تحضــر بالقــانون أيــة‬
‫دعاي ــة للح ــرب‪ ،‬وتحض ــر أيض ــا بالق ــانون أي ــة دع ــوة إل ــى الكراهي ــة القومي ــة أو العنصــرية أو الديني ــة تش ــكل‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،20‬من مفوضية األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‪ ،‬حقوق اإلنسان والسجون‪ ،‬سلسلة التدريب المهني رقم ‪،00‬‬
‫اإلضافة ‪ ،0‬مجموعة صكوك دولية لحقوق اإلنسان في مجال إقامة العدل‪ ،‬نيويورك وجنيف‪ ،0221،‬ص‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،25‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ ،05‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واإلنضمام‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 0022‬ألف (دـ‪ )00‬المؤرخ في ‪ 06‬كانون‪ /‬ديسمبر ‪ 0566،02‬آذار‪/‬مارس‬
‫‪ 0556‬وفقا ألحكام المادة ‪.15‬‬
‫‪10‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تحريض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى التميي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز أو الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداوة أو العن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف"‪.‬‬
‫يفهم من المادة أن القانون يمنع ويردع ويضع العقوبات ضد التحريض على الكراهية ‪ ،‬وعليه ال يجـوز أن‬
‫يبل ــي أي مظه ــر م ــن مظ ــاهر ال ــدين أو اإلعتق ــاد ح ـ ّـد الدعاي ــة للح ــرب أو دع ــوة إل ــى الكراهي ــة القومي ــة أو‬
‫العنص ـرية الدينيــة التــي تشــكل تحريضــا علــى التمييــز أو العــداء أو العنــف‪ ،‬والــدول األط ـراف ملزمــة بســن‬
‫القـوانين لمنــع مثــل هــذه األفعــال واتخــاذ اآلليــات والتــدابير الالزمــة للوفــاء باإللت ازمــات الـواردة فــي المــادة ‪02‬‬
‫مــن العهــد الــدولي الخــاص بــالحقوق المدنيــة والسياســية وأن تمتنــع عــن أي دعايــة أو دعــوة مــن هــذا القبيــل‪،‬‬
‫كمــا أن التــدابير والق ـوانين التــي تســنها هاتــه الــدول تكــون مــن أجــل تــوفير الحمايــة ضــد أي أفعــال تشــكل‬
‫تحريضا على العنف ضد األشـخاص أو المجموعـات اسـتنادا إلـى تمييـز قـومي أو عرقـي أو إثنـي أو دينـي‬
‫أو علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء أو الكراهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ذلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاداة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامية‪.‬‬
‫ومن بين المبـادئ التـي اتفقـت عليهـا الـدول فـي ذلـك العهـد نـذكر منهـا‪ :‬احتـرام الحقـوق والحريـات وحمايتهـا‬
‫واجب على كل دولة طرف في العهد وهو ما نصت عليه المادة ‪ 20‬من الجزء األول‪ ،‬أيضا وضع القواعد‬
‫القانونيــة التــي تكفــل ذات الحقــوق والحريــات وهــو مــا نصــت عليــه ذات المــادة‪ ،‬أيضــا القيــود فــي الظــروف‬
‫اإلستثنائية في أضيق الحدود وهو ما أشارت إليه المادة ‪ 21‬من ذات القانون على أنه في حاالت الطوارئ‬
‫اإلستثنائية‪ -‬مثل حالة الحرب أو الفيضانات والزالزل والبـراكين وغيرهـا مـن عناصـر القـوة القـاهرة والحـادث‬
‫المفــاجئ‪ -‬والتــي قــد تهــدد حيــاة الدولــة يجــب وضــع قيــود لهــا‪ ،‬وهــي الحــاالت المعلــن قيامهــا رســميا‪ ،‬يجــوز‬
‫لل ــدول األطـ ـراف ف ــي ه ــذا العه ــد أن تتخ ــذ‪ -‬ف ــي أض ــيق الح ــدود الت ــي يتطلبه ــا الوض ــع‪ -‬ت ــدابير ال تتقي ــد‬
‫باإللت ازم ــات المترتب ــة عليه ــا بمقتض ــى ه ــذا العه ــد‪ ،‬شـ ـريطة ع ــدم مناف ــاة ه ــذه الت ــدابير لإللت ازم ــات األخ ــرى‬
‫المترتبة عليها بمقتضى القانون الدولي وعدم انطوائهـا علـى تمييـز يكـون مبـرره الوحيـد هـو العـرق أو اللـون‬
‫أو الجــنس أو اللغــة أو الــدين أو األصــل اإلجتمــاعي‪ ،‬وهــذا القيــد معنــاه أال يكــون الــدين ســببا فــي اســتبعاد‬
‫بعض الفئات من حماية الدولة في وقت الحرب‪ ،‬ولكـن يجـب مـنحهم الفرصـة الكاملـة للتعبيـر عـن إنتمـائهم‬
‫‪2‬‬
‫الـ ـ ــوطني‪ ،‬وحتـ ـ ــى ال تخلـ ـ ــق نوعـ ـ ــا مـ ـ ــن التمييـ ـ ــز بـ ـ ــين العناصـ ـ ــر التـ ـ ــي يتكـ ـ ــون منهـ ـ ــا الـ ـ ــوطن الواحـ ـ ــد‪.‬‬
‫إضافة إلى حرية الفكر والوجدان والدين واعتناق أي دين وممارسته حسب نص المادة ‪ 08‬منـه كمـا أكـدت‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ ،02‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الحماية القانونية للمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية وعدم التمييز في إطار االتفاقيات الدولية‬
‫والقانون الوضعي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬كلية الحقوق اإلسكندرية‪ ،0200 ،‬ص ص‬
‫‪.61-62‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية من ذات المادة على مبدأ أساسي وهو ال إكراه في الدين‪ ،‬وعليه فإنه من غير الممكن أن يتم‬
‫الضغط على أحـد أو أن يتعـرض إلـى إجبـار مـن شـأنه أن يمـس بحريتـه فـي أن يعتنـق أو يـدين بـدين أو‬
‫معتقــد مــا يختــاره‪ ،‬مبــدأ حمايــة النشــئ أي حمايــة الجيــل الجديــد الصــاعد دون تمييــز بســبب الــدين‪ ،‬إعتنــاق‬
‫األفكـ ـ ــار والمعلومـ ـ ــات أي اختيارهـ ـ ــا أو اتباعهـ ـ ــا دون قيـ ـ ــد أو شـ ـ ــرط ‪ ،‬والمسـ ـ ــاواة أمـ ـ ــام القـ ـ ــانون بـ ـ ــدون‬
‫‪1‬‬
‫تمييز‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وقد أكدت كذلك اإلتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان لسنة ‪0522‬على حرية الرأي والتعبير من خالل نص‬
‫المادة ‪ 02‬منه والذي يعتبر حق أساسي من حقوق اإلنسان وذلك عن طريق إلتماس مختلف أصناف‬
‫المعلومات واألفكار وتلقيها ونقلها وايصالها دونما مضايقة من أحد ولكن في الحدود المعقولة والمشروعة‬
‫قانونا لكي ال يتعدى ذلك إلى شتائم واهانات وتهديدات واال أصبح ذلك مندرجا ضمن خطاب الكراهية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و نصت كذلك على حظر التمييز من خالل المادة ‪ 01‬منها‪.‬‬

‫وكذا المادة ‪ 0‬من البروتوكول رقم ‪ 00‬الملحق باتفاقية حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬روما‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫في‪ 1‬نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪.0222‬‬
‫‪4‬‬
‫وهوما صرح به كذلك الميثاق األمريكي لحقوق اإلنسان لسنة ‪ 0565‬من خالل المادة ‪.02‬‬
‫‪5‬‬
‫وما أثبته الميثاق العربي لحقوق اإلنسان سنة ‪ 0221‬من خالل المادة ‪.0‬‬
‫وجدير بالذكر أن اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري المتعلقة بمكافحة خطاب‬
‫التحريض على الكراهية العنصرية تنص على أنه" يمكن أن يتخذ خطاب التحريض على الكراهية‬
‫العنصرية العديد من األشكال ال تقتصر على إبداء مالحظات عنصرية صريحة‪ ،‬وكما هو الحال بالنسبة‬
‫للتمييز في إطار المادة ‪ ،0‬قد يستخدم الخطاب المهاجم لمجموعات عرقية أو إثنية بعينها لغة غير‬

‫‪1‬‬
‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.65-61‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادتين ‪ 02‬و ‪ ،01‬من اإلتفاقية األوروبية لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬معدلة بالبروتوكولين رقم‬
‫‪ 00‬و ‪ ،01‬ومتممة بالبروتوكول اإلضافي والبروتوكوالت رقم ‪ ،00 ،25 ،26 ،21‬و ‪ ،02‬روما في ‪ 1‬نوفمبر‪/‬تشرين‬
‫الثاني ‪ ،0522‬ص ص ‪.02-00‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،0‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،02‬من اإلتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬سان خوسيه‪ ( ،‬أعد النص في إطار منظمة الدول‬
‫األمريكية)مكتبة حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة منيسوتا‪ ،0565،‬ص ‪.2‬‬
‫‪5‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،0‬من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان ديوان المظالم‪ ،‬قرار مجلس جامعة‬
‫الدول العربية‪ ،0221 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مباشرة للتستر على أهدافه ومقاصده‪ ،‬وينبغي للدول األطراف‪ ،‬تماشيا مع إلتزاماتها بموجب اإلتفاقية‪ ،‬أن‬
‫تولي اإلهتمام الواجب لجميع مظاهر خطاب التحريض على الكراهية العنصرية وأن تتخذ تدابير فعالة‬
‫لمكافحتها‪ ،‬وتسري المبادئ المعبر عنها في هذه التوصية على خطاب التحريض على الكراهية‬

‫العنصرية‪ ،‬سواء جاء من أفراد أو جماعات‪ ،‬وأياً يكن الشكل الذي يتخذه‪ ،‬وسواء أكان شفوياً أو مطبوعاً‬
‫أو نشر من خالل وسائط اإلعالم اإللكترونية‪ ،‬بما فيها شبكة اإلنترنت ومواقع شبكات التواصل‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬وكذا أشكال التعبير غير الشفوية من قبيل إبداء الرموز والصور وأنواع السلوك العنصرية في‬
‫‪1‬‬
‫التجمعات العامة‪ ،‬بما في ذلك المناسبات الرياضية"‪.‬‬
‫واستنادا إلى ما سبق فإن لمحاربة خطاب الكراهية وتجريمه والتفريق بينه وبين حرية التعبير برامج دولية‬
‫مقبولة ومعترف بها أهمها تلك المبادئ التي عرفت دوليا بمبادئ كامدن حول حرية التعبير والمساواة التي‬
‫أصبحت فيما بعد جزءا هاما وأساسيا معتمدا فيما يتعلق بالفصل بين حرية التعبير المشروع وبين حرية‬
‫التعبير الذي يشجع على العنف والكراهية والتمييز‪ ،‬كما أن هذه المبادئ ترتكز على فكرة أن حرية التعبير‬
‫والمساواة هي حقوق جوهرية وأساسية ومكملة لبعضها البعض وتلعب دو ار ضروريا في حماية كرامة‬
‫‪2‬‬
‫اإلنسان وتضمن الديمقراطية وتدعم السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف خطاب الكراهية ضمن بعض القوانين المقارنة‬

‫لقد حرصت معظم التشريعات على حماية الوحدة الوطنية والسلم اإلجتماعي فعاقبت بنصوص‬
‫واضحة على الحض على الكراهية أو إثارة خطاب الكراهية ضد بعض فئات المجتمع‪ ،‬ألن المجتمع‬
‫القوي والمتماسك هو الذي ال يكون بين أفراده بغض وحقد وكراهية بسبب اللون أو الدين أو المعتقد أو‬
‫العرق أو األصل اإلثني‪ ،‬وانما يعيش أفراده في حالة من التوافق والتسامح‪ ،‬وكمثال ندرج النماذج التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬في الدول الغربية‪:‬‬


‫في أمريكا‪ :‬لقد عرفت الواليات المتحدة األمريكية تاريخا طويال مع جرائم الكراهية‪ ،‬حيث دعت مشكلة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬مكافحة خطاب التحريض على الكراهية العنصرية‪،‬‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬لجنة القضاء على التمييز العنصري‪ ،‬التوصية العامة رقم ‪ ،22‬ثانيا‪ ،0202 ،/25/‬ص‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫بسيوني حمادة‪ ،‬كفانا فرقة "معاضد إعالم الكراهية"‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‪ ،‬قسم اإلعالم‪ /‬مسار اإلتصال اإلستراتيجي‪،‬‬
‫مشروع التخرج ‪ ،0206‬ص ص ‪ ،05 -08‬منشور على موقع‪ ،HTTPS:// WWW.QU.EDU.QA :‬بتاريخ ‪0200/1 /08‬‬
‫على الساعة ‪.00:12‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العنف بدافع الكراهية في الواليات المتحدة األمريكية إلى سن تشريعات متعلقة بالتمييز وجرائم الكراهية‪،‬‬
‫كان أولها قانون الحقوق المدنية عام ‪ ،0850‬والذي منع العنف العرقي ضد السود‪ ،‬حيث صدر هذا‬
‫القانون لحماية السود الجنوبيين من جماعة" كوكلوكس كالن" وهم جماعة عنصرية متطرفة و التي قامت‬
‫على اإليمان بتفوق العرق األبيض و نفذت هجمات أريقت فيها الدماء بحق السود‪ ،‬وقد عالج القانون وقدم‬
‫‪1‬‬
‫الحلول لهؤالء الذين ترتكب بحقهم هذه الجرائم‪.‬‬

‫وألن التمييز وجرائم الكراهية مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها‪ ،‬حيث أن تلك األفكار والمشاعر الطاغية‬
‫على روح اإلنسان والتي تؤدي به إلى التمييز‪ ،‬يمكن أن تدفعه الرتكاب أفعاال واعتداءات جسيمة إذا ما‬
‫تحولت إلى مشاعر كراهية‪ ،‬وألن المنع وحده ال يكفي للردع‪ ،‬فقد أصدر المشرع األمريكي القانون رقم‬
‫جرم بموجبه أفعال التمييز وجرائم الكراهية ‪ ،‬كما حدد‬
‫‪08‬لعام ‪ 0568‬وهو جزء من قانون الحقوق المدنية ّ‬
‫‪2‬‬
‫جرائم الكراهية والعقوبات المستحقة لمرتكبيها‪.‬‬
‫ونظ ار لضيق نطاق هذا القانون‪ ،‬فقد تم إصدار العديد من التشريعات من بينها قانون جرائم الكراهية لسنة‬
‫‪ ،0558‬ثم تاله قانون إحصائيات جرائم الكراهية لسنة ‪ ،0552‬وأيضا صدور قانون مكافحة جرائم العنف‬
‫وانفاذ القانون الذي نص على تشديد عقوبات الجرائم إذا تبين أنها ارتكبت بسبب العرق أو اللون أو الدين‬
‫أو األصل القومي أو الجنس ضد أي شخص‪ ،‬وصوال إلى تعديل ‪ 0225‬المتعلق بمنع جرائم الكراهية‪،‬‬
‫فعلى الرغم من اجتهاد المشرع األمريكي على إقرار القوانين التي تجرم أفعال الكراهية إال أن نسبة جرائم‬
‫الكراهية ال تزال مرتفعة ‪ ،‬بل قد زادت بصورة كبيرة في السنوات األخيرة‪ ،‬وتغيرت مع الوقت ففي الماضي‬
‫‪3‬‬
‫كانت جرائم الكراهية األكثر إرتكابا هي الجرائم التي يرتكبها البيض بحق السود‪.‬‬

‫ولكن ارتفعت بعد ذلك لتصبح جرائم مرتكبة على أساس الدين حيث ارتفعت بصورة كبيرة جرائم الكراهية‬
‫ضد العرب والمسلمين‪ ،‬وقد شاع في الواليات المتحدة األمريكية مصطلح جديد وهو اإلرهاب اإلسالمي‬
‫الذي ربط بين اإلرهاب واإلسالم‪ ،‬حيث أن نسبة كبيرة من األمريكيين اليوم تؤمن بأن المسلم هو شخص‬
‫إرهابي يقتل وينحر ويذبح ويفجر‪ ،‬ويعود ذلك إلى التنظيمات اإلرهابية التي تقترف جرائمها كل يوم باسم‬

‫‪1‬‬
‫منال مروان منجد‪ ،‬جرائم الكراهية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪ ،‬دورية علمية محكمة للعلوم القانونية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،0‬رمضان ‪0125‬ه‪/‬يونيو ‪0208‬م‪ ،‬ص ص‪.085-085‬‬
‫‪2‬‬
‫منال مروان منجد‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص ص‪.085-085‬‬
‫‪3‬‬
‫منال مروان منجد‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص ص ‪.052-085‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلسالم والتي نشرت الرعب والخوف من اإلسالم والكراهية لهذا الدين العظيم‪ ،‬وقد ترتب على ذلك ارتفاع‬
‫نسبة جرائم الكراهية المرتكبة بحقهم من اعتداءات جسدية إلى حرق للمساجد إلى التعدي على الممتلكات‬
‫‪1‬‬
‫وغير ذلك‪.‬‬

‫باإلضافة إلى التهديدات األمريكية للعرب بأنهم يكرهون كل ما هو أمريكي‪ ،‬أو بأسلوب آخر الحلم‬
‫األمريكي وهو مصطلح مرتبط بحلم الهجرة واإلستقرار في أمريكا والذي ترسخ في أذهان الكثيرين في‬
‫العا لم بالتسويق لمجموعة من القيم والحوافز األمريكية التي تدعم فرص الفرد في النجاح الشخصي بعمله‬
‫‪2‬‬
‫الجاد دون أية فوارق إجتماعية أو عرقية أو غيرها‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أن أمريكا لم تسلم أبدا في القضاء على العنصرية ‪ ،‬والدليل على ذلك مقتل مواطن‬
‫أمريكي من أصل إفريقي "جورج فلويد" في ‪ 02‬مايو ‪ 0202‬من طرف ضابط شرطة" ديريك تشوفين"‪،‬‬
‫تطورت وتصاعدت بعد‬
‫حيث انطلقت بعد هذه الحادثة مظاهرات واحتجاجات كانت سلمية في البداية‪ ،‬ثم ّ‬
‫ذلك لتصل إلى أعمال شغب‪ ،‬وعليه فإن وباء العنصرية الذي يجتاز الواليات المتحدة منذ عهد طويل‪،‬‬
‫وخطاب الكراهية في دولة تدعي احترام الحريات وحقوق اإلنسان يبقى محافظا على أصوله في المجتمع‬
‫األمريكي‪ ،‬وهذا ما يكشف التفاوت اإلجتماعي العميق داخل هذا المجتمع‪.3‬‬

‫في فرنسا‪ :‬تضمن قانون حرية الصحافة الفرنسي لسنة ‪ 0880‬بتعديله بموجب القانون رقم ‪86-0205‬‬
‫العديد من النصوص التي تحضر الكراهية والتمييز‪ ،‬فالمادة‪ 0/ 05‬تنص على أنه" يعد إهانة كل تعبير‬
‫حقيقية"‪.‬‬ ‫واقعية‬ ‫حالة‬ ‫على‬ ‫يحتوي‬ ‫ال‬ ‫ازدراء‬ ‫أو‬ ‫ذم‬ ‫على‬ ‫ينطوي‬
‫كما تعاقب المادتان ‪ 6/01‬والمادة ‪22‬من ذات القانون على أفعال التحريض على الكراهية أو التمييز ضد‬
‫شخص أو أكثر بسبب إنتمائهم إلى دين معين‪ ،‬ولإلشارة فإن إهانة أي شخص أو التحريض على كراهيته‬
‫بسبب ديانته أو أصوله العرقية يتم إدراجه ضمن جرائم التشهير والتحريض على التمييز والكراهية والعنف‬

‫‪1‬‬
‫أحمد يوسف أحمد وممدوح حمزة‪ ،‬صناعة الكراهية في العالقات العربية‪-‬األمريكية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ص ص ‪.02-5‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد يوسف أحمد وممدوح حمزة‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص ص ‪.02-5‬‬
‫موقع‪، https:// aljazeera.net.news :‬‬ ‫‪3‬محمد المنشاوي‪ ،‬عام على مقتل جورج فلويد‪..‬ماذا تغير في أمريكا؟‪ ،‬منشور على‬
‫بتاريخ ‪ ،0200/2/02‬على الساعة ‪.02:25‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التي حظرها قانون الصحافة‪ ،‬وقد صدر في ‪ 02‬يوليو‪ 0552‬تشريع متعلق بمكافحة التمييز العنصري‬
‫‪1‬‬
‫وتجريم األفعال المعادية للسامية‪.‬‬

‫كما إهتم المشرع الفرنسي بتجريم الكراهية والتمييز وأصدر التشريع رقم ‪ 0266-0220‬الصادر في‪06‬‬
‫نوفمبر ‪ 0220‬بشأن مكافحة التمييز وقد تمت حماية األشخاص من خالل شبكة اإلتصاالت في فرنسا‪،‬‬
‫بحيث ال يجوز بث الوسائل المنافية لآلداب‪ ،‬وال يجوز التحريض على التمييز العنصري أو الحقد أو‬
‫العنف العنصري من خالل شبكات اإلتصاالت في فرنسا‪.2‬‬

‫‪ -2‬في الدول العربية‪:‬‬


‫في فلسطين‪ :‬تشهد الساحة الفلسطينية تزايدا ملحوظا في استخدام خطاب الكراهية بالتزامن مع‬
‫اإلضطرابات السياسية اإلقليمية بشكل عام كالقضية السورية والحرب في اليمن‪ ،‬وما تمر به الساحة‬
‫الفلسطينية من اضطرابات داخلية بشكل خاص‪ ،‬كالذي يحدث في مدينة القدس‪ ،‬وحالة اإلنقسام‬
‫الفلسطيني‪ ،‬ضف إلى ذلك أن األجهزة العسكرية لسلطات اإلحتالل تستخدم القوة والعنف المفرط في‬
‫مواجهة المدنيين الفلسطينيين‪ ،‬كما تنتهج ممارسات التعذيب والمعاملة القاسية الخالية من الرحمة ضدهم‬
‫بما يشمل الضرب وتكبيل اليدين والساقين‪ ،‬واجبار المعتقلين على البقاء في أوضاع مؤلمة لوقت طويل‬
‫‪3‬‬
‫وتخويفهم وتوعدهم بالعقوبة وغير ذلك من ضروب المعاملة المؤلمة والحاطة للكرامة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن خطاب الكراهية في فلسطين ظهر بطريقة غير مسبوقة باعتباره أحد التداعيات الكبرى‬
‫لإلنقسام السياسي الداخلي‪ ،‬لذلك عملت بعض الجهات اإلعالمية الفلسطينية‪ ،‬نتيجة الحاجة للتصدي‬
‫للتعصب والعنف والدعوة إلى الكراهية في وسائل اإلعالم في كثير من األحيان‪ ،‬والتي انبثقت من‬
‫المشاكل الداخلية واإلختالفات السياسية‪ ،‬ووجود اإلحتالل الذي يبث الكراهية في كل مكان‪ ،‬على‬
‫إستحداث معايير لمنع هذا الخطاب واعتماد قواعد سلوك تدعو إلى قيم التسامح‪ ،‬حيث اعتمدت إذاعة‬
‫" نساء أف أم" مدونة لقواعد السلوك تحظر بث األخبار التي تشجع على العنف والكراهية أو التعصب‬

‫‪1‬‬
‫علياء زكرياء‪ ،‬اآلليات القانونية المستحدثة لدحض الكراهية والتمييز وتطبيقاتها المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة كلية‬
‫القانون الكويتية العالمية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،0205 ،‬ص ص‬
‫‪.220-220-215‬‬
‫‪2‬‬
‫علياء زكرياء‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص ص ‪.220-220-215‬‬
‫‪3‬‬
‫دولة فلسطين‪ ،‬و ازرة الخارجية والمغتربين‪ ،‬من مسودة التقرير الوطني األول المعد بموجب المادة ‪ 5‬لإلتفاقية الدولية‬
‫للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬ص ص‪.20-20‬‬
‫‪17‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو الجنسية‪ ،‬وتدين التشهير والتحريض بهم‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك ما تقوم به مواقع من تعاون مع إسرائيل في حذف منشورات لصحافيين فلسطينيين وتقييد‬
‫حساباتهم بسبب مشاركاتهم المناصرة للقضية الفلسطينية ومنعهم من نشر فيديوهات أو رسوم أو بث‬
‫مباشر يندرج تحت هذا اإلطار‪ ،‬وتوجيه تهديدات العنف مثل التهديد بالقتل واإلغتصاب واإلهانات‬
‫المرتبطة باألصل أو العرق‪ ،‬ورموز الكراهية مثل الصليب المعقوف‪ ،‬وتشجيع اآلخرين على مضايقة‬
‫الجنسية‪.2...‬‬ ‫هويتهم‬ ‫بسبب‬ ‫اإلنترنيت‬ ‫عبر‬ ‫واهانتهم‬ ‫ما‬ ‫أشخاص‬
‫في اإلمارات‪ :‬بالرجوع إلى التشريعات اإلتحادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة نجد أن المشرع‬
‫اإلتحادي عاقب في أكثر من قانون على جرائم التحريض على الكراهية من بينها قانون العقوبات‬
‫بالسجن المؤقت وبالغرامة التي ال تقل عن مائتي ألف درهم وال تزيد عن خمسمائة ألف درهم لكل من‬
‫حرض جه ار لطائفة من الناس أو على اإلزدراء بها إذا كان هذا التحريض يشكل مساسا بالنظام العام‪،‬‬
‫كما نص كذلك من خالل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على عقوبة السجن المؤقت والغرامة لكل‬
‫من أنشأ أو أدار موقعا إلكترونيا أو أشرف عليه أو نشر معلومات على شبكة معلوماتية أو إحدى وسائل‬
‫تقنية المعلومات للترويج ألي برامج أو أفكار من شأنها إثارة الفتنة أو العنصرية أو الكراهية أو اإلضرار‬
‫بالوحدة الوطنية أو السلم اإلجتماعي أو اإلخالل بالنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وعليه يمكن القول أن‬
‫المشرع اإلماراتي حرص على مكافحة العنصرية والكراهية بكافة أصنافها وأشكالها‪ ،‬وحماية السلم واألمن‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬كما أنه الي فرق بين الجرائم التي تكون بدافع الكراهية لفئة إجتماعية معينة‪ ،‬فال يخصها بحكم‬
‫معين بذاته أو يميزها بحسب دافع الكراهية الذي توافر فيها كالقتل بدافع الكراهية للعرق أو الطائفة الدينية‬
‫أو الجنسية التي يحملها الشخص أي أنه ال يميز بين جريمة القتل وجريمة القتل بدافع الكراهية العنصرية‬
‫أو الدينية أو العرقية‪ ،‬كما أنه حرص على إصدار قوانين تعاقب على اإلساءة للمقدسات اإلسالمية أو‬
‫‪3‬‬
‫لسب أحد األديان السماوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫دولة فلسطين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.20-20‬‬
‫‪2‬‬
‫شريف سليمان‪ ،‬الدليل التدريبي حول مواجهة خطاب الكراهية في فلسطين‪ ،‬المركز الفلسطيني للتنمية و الحريات‬
‫اإلعالمية "مدى"‪ ،0208 ،‬ص ص ‪.25-28‬‬
‫‪3‬‬
‫منال مروان منجد‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص ‪.052-050‬‬
‫‪18‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف خطاب الكراهية في التشريع الجزائري‬

‫نظ ار لتصاعد خطاب الكراهية في اآلونة األخيرة التي ظهرت مع الحراك الشعبي في مواقع التواصل‬

‫اإلجتماعي وأمام هذا المنحى الخطير للظاهرة‪ ،‬جاء القانون رقم ‪ 22/02‬المتعلق بالوقاية من التمييز‬
‫وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪ ،‬ليجرم كل مظاهر العنصرية والجهوية وخطاب الكراهية في البالد‪ ،‬حيث‬
‫جاء هذا القانون بعدما تفاقمت خطابات الكراهية والحث على الفتنة خاصة في وسائل التواصل‬
‫اإلجتماعي وللتضييق على أولئك الذين يستغلون حرية وسلمية الحراك عن طريق رفعهم لشعارات تهدد‬
‫تآلف وتوافق المجتمع والوطن الواحد‪.‬‬
‫عرف المشرع الجزائري خطاب الكراهية في نص المادة ‪ 0‬من القانون السالف الذكر بأنه‪ " :‬جميع‬
‫لقد ّ‬
‫أشكال التعبير التي تنشر أو تشجع أو تبرر التمييز‪ ،‬وكذا تلك التي تتضمن أسلوب اإلزدراء أو اإلهانة أو‬
‫العداء أو البغض أو العنف الموجهة إلى شخص أو مجموعة أشخاص على أساس الجنس أو العرق أو‬
‫النسب أو األصل القومي أو اإلثني أو اللغة أو اإلنتماء الجغرافي أو اإلعاقة أو الحالة‬
‫اللون أو ّ‬
‫‪1‬‬
‫الصحية"‬
‫والمالحظ أن هذا التعريف إنما هو تعريف يفتق ارلى الدقة والوضوح حيث أنه يبدو شامال وعاما‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يخلق من المشاكل أكثر مما يعالجها‪ ،‬ذلك أن مصطلحات مثل "الكراهية" و"العداء" و"البغض"‬
‫و"اإلزدراء" و"اإلهانة" تحتاج هي أيضا إلى توضيح‪.‬‬

‫وتماشيا مع ما تم ذكره فإنه عند إجراء مقارنة بين نصي المادتين ‪ 0‬من القانون ‪ 22/02‬والمادة ‪ 02‬من‬
‫العهد الدولي‪ ،‬فيظهر اإلختالف جليا بين مفهومي خطاب الكراهية على المستويين الوطني والدولي‪ ،‬ففي‬
‫حين تضمن القانون الجديد جميع مظاهر الكراهية المنصوص عليها في العهد الدولي وهي "التمييز"‬
‫و"العداوة" و"العنف"‪ ،‬إال أنه قد تم إضافة مصطلحات أخرى ال يوجد لها أثر في العهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وال في اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ومثال‬
‫ذلك مصطلحي "اإلزدراء" و "اإلهانة" فضال عن غياب األساس "الديني" كمعيار تقوم عليه خطابات‬
‫‪2‬‬
‫الكراهية‪ ،‬فإهانة موظف عام أثناء تأدية مهامه ال تؤدي بالضرورة إلى كراهيته‪.‬‬
‫وقد نص المشرع الجزائري على اإلهانة سواء كانت بالقول أو اإلشارة أو التهديد أو الكتابة أو الرسم‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،0‬من القانون رقم ‪ 22/02‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص‪.26-22‬‬
‫‪19‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أو السب أو القذف‪ ،‬وكذلك اإلساءة إلى الرسول (صلى اللّه عليه وسلم) أو بقية األنبياء أو بأية شعيرة من‬
‫شعائر اإلسالم عن طريق كتابة أو رسم أو بأية و سيلة إلكترونية أو معلوماتية أو إعالمية أخرى‪ ،‬وذلك‬
‫‪1‬‬
‫من خالل المواد ‪ 011 ،011‬مكرر‪ 011 ،‬مكرر‪ 0‬من قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬
‫كما نص أيضا على العقوبات المقررة لكل من يقوم بإهانة أحد مهنيي الصحة سواء بالقول أو التهديد‬
‫أو الكتابة أثناء تأدية مهامهم‪ ،‬وكذا كل أعمال العنف والقوة ضدهم من خالل المادة ‪ 015،015‬مكرر‬
‫‪2‬‬
‫من قانون العقوبات الجديد‪.‬‬

‫وفي هذا المقام فقد نص المشرع الجزائري كذلك على إهانة الصحفيين أثناء تأدية مهامهم من خالل‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 006‬من قانون اإلعالم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال التمييز وخطاب الكراهية‬

‫تعد من أخطر األفعال‬


‫إن التمييز وخطابات الكراهية التي يمارسها بعض الفئات إتجاه فئات أخرى ّ‬
‫المهينة لكرامة اإلنسان والتي ال تمد بأي صلة لإلنسانية‪ ،‬كما أنها تعرض األشخاص إلى شتى أنواع‬
‫التعذيب أحيانا والتعبيد واإلحتقار التي تحط من كرامة وقيمة اإلنسان وتحرمه من أبسط حقوقه األساسية‬
‫كالحق في الحياة والتعليم والصحة ‪...‬الخ‪ ،‬وغيرها من الحقوق األساسية الممنوحة لكل إنسان‪.‬‬

‫كما أن هذه الممارسات من شأنها إيقاد نار الفتنة والكراهية والحقد بين الشعوب واألفراد‪ ،‬حيث أن التمييز‬
‫الممارس إتجاه فئات معينة وكذا خطاب الكراهية الذي يكون من شأنه التفريق بين المجتمعات والشعوب‬
‫فإنه له أشكال أو أسباب كثيرة سنتطرق لها بالدراسة بالتفصيل من خالل المطلب األول(أشكال التمييز)‬
‫والمطلب الثاني (أشكال خطاب الكراهية)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المواد ‪ 011 ،011‬مكرر‪011 ،‬مكرر‪ ،0‬من األمررقم ‪ 026-66‬المؤرخ في ‪ 08‬صفر عام ‪ 0286‬الموافق‬
‫‪ 8‬يونيو ‪ ،0566‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬عدد صفحاته من ‪.056-0‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر ‪ :‬المواد ‪ 015 ،015‬مكرر من األمر رقم ‪ ،20-02‬المؤرخ في ‪ 5‬ذي الحجة عام ‪0110‬الموافق ‪ 22‬يوليو سنة‬
‫‪ ،0202‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 026-66‬المؤرخ في ‪ 08‬صفر عام ‪ 0286‬الموافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 0566‬والمتضمن قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬عدد صفحاته من ‪.2-1‬‬
‫‪3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 006‬من القانون العضوي رقم ‪ 22-00‬المؤرخ في ‪ 08‬صفر عام ‪ 0122‬الموافق ‪ 00‬يناير سنة ‪،0200‬‬
‫يتعلق باإلعالم‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أشكال التمييز‪.‬‬

‫يعاني العالم حاليا من مشكلة كبيرة وهي التمييز الذي يعد إنتهاك خطير لحقوق اإلنسان حيث أنه‬
‫وبالرغم من الجهود المبذولة على المستوى الدولي والمحلي لتعزيز الحماية القانونية لألفراد من التمييز‪ ،‬إال‬
‫أنها لم تقضي على جميع أشكال التمييز والزال قائما ويمارس في حق األفراد إلى يومنا هذا حيث يؤثر‬
‫بدرجات متفاوتة على طريقة معاملة األشخاص في جميع المجاالت والميادين والذي يعرقل عملية تحقيق‬
‫العدل والمساواة بين جميع األفراد حيث قد ينشأ التمييز بمختلف األشكال أو األسباب التي تؤثر على‬
‫األشخاص المنتمين إلى أصول عرقية أو ثقافية أو لغوية أو دينية مختلفة عن أصول الفئة الممارسة‬
‫للتمييز‪.‬‬

‫والتمييز يأخذ أشكال مختلفة تم ذكرها في مختلف الوثائق الدولية والتي تؤثر على حياة األفراد سلبيا وهذا‬
‫ما سندرسه بالتفصيل من خالل الفرع األول( التمييز على أساس الجنس واللون) والفرع الثاني (التمييز‬
‫على أساس النسب واإلعاقة) والفرع الثالث (التمييز على أساس العرق والدين أو المعتقد) والفرع الرابع‬
‫(التمييز على أساس األصل القومي واإلثني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التمييز على أساس الجنس واللون‬

‫‪ -0‬التمييز على أساس الجنس‪ :‬هذا النوع من التمييز ذكرته أغلب اإلتفاقيات الدولية والدساتير الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫أيضا حيث نصت على وجوب تحقيق المساواة بين الجنسين أي الرجل والمرأة دون تمييز ضدهما‪.‬‬

‫حيث يرجع سبب التمييز بين الجنسين إلى الناحية البيولوجية أساسا إضافة إلى بعض العوامل التاريخية‬
‫واالجتماعية التي جسدت مبدأ التمييز بين الجنسين ومنها ما يؤدي إلى إنتهاك البعض من حقوق المرأة‬
‫كفرض الرجل سيطرته على المرأة لينتزع منها الحق األول وهو أن يقوم بنسب أوالده إليه ‪.‬‬

‫ونظ ار لآلثار التي يخلفها التمييز على أساس الجنس ظهرت المنظمات النسائية العالمية مثل اللجنة‬
‫العالمية التي تأسست سنة ‪ 0885‬والرابطة النسائية العالمية لإلنتخابات سنة ‪ 0522‬واللتان بموجبهما‬
‫حصلت المرأة على بعض من حقوقها غير أن التمييز بقي موجودا بين الرجل والمرأة‪ ،‬مما أدى إلى‬

‫‪1‬‬
‫جمال قاسمية‪ ،‬منع التمييز في القانون الدولي لحقوق اإلنسان وآثاره‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0225/0226 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪10‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ظهور المعاهدات واإلتفاقيات الدولية التي تنص على ضمان وتكريس منع التمييز ضد المرأة منها إتفاقية‬
‫القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي نادت بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في التمتع‬
‫‪1‬‬
‫بجميع الحقوق اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية و تحقيق السالم بين الرجل والمرأة ‪.‬‬

‫كما أن هذه اإلتفاقية لم تأتي إللغاء التمييز من طرف الحكومات فقط بل أيضا إللغاء التمييز الواقع من‬
‫طرف المنظمات وحتى أفراد األسرة التي تقوم بإهانة المرأة والتمييز ضدها ولهذا جاءت هذه اإلتفاقية‬
‫‪2‬‬
‫لمطالبة الحكومات بالتعجيل لوضع إجراءات للحد من ظاهرة التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫وغيرها من اإلعالنات والمعاهدات التي نصت على منع التمييز على أساس الجنس منها اإلعالن العالمي‬
‫‪3‬‬
‫للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لسنة ‪.0555‬‬

‫‪ -2‬التمييز على أساس اللون‪ :‬هذا السبب جاء ذكره في مختلف الوثائق الدولية سواء اإلتفاقيات الدولية‬
‫أو اإلعالنات العامة حيث يتمثل التمييز على أساس اللون في وجود فئة أو مجموعة من البشر تحمل‬
‫‪4‬‬
‫نفس اللون‪ .‬فتعتبر نفسها أنها أفضل من الفئة الثانية وبالتالي من الضروري تمييزها عن الفئة الثانية‪.‬‬

‫من حيث المعاملة ومن حيث إكتساب الحقوق والحريات األساسية وتصبح ترى نفسها أنها أحسن منها‪،‬‬
‫مم ا يتولد لديها شعو ار باحتقار الفئة التي تختلف عنها في اللون وأبرز مثال على ذلك التمييز الممارس‬
‫‪5‬‬
‫من طرف األبيض ضد األسود‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬التمييز على أساس النسب واإلعاقة‪.‬‬

‫‪ -0‬التمييز على أساس النسب‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫رشدي شحاتة‪ ،‬إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة من المنظور اإلسالمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪،0205،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫رشدي شحاتة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫جمال قاسمية‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪4‬‬
‫بلحرش عالل‪ ،‬أمال جبار‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪5‬‬
‫بلحرش عالل‪ ،‬أمال جبار‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النسب الواردة في الفقرة ‪ 0‬من‬


‫تؤكد التوصية العامة رقم ‪( 05‬الدورة الحادية والستون‪ )0220-‬أن‪ " :‬كلمة َ‬
‫يكمالن أسباب التمييز األخرى‬
‫المادة ‪ 0‬من اإلتفاقية ال تشير فقط إلى "العرق" بل إن لها معنى وانطباقا ِّ‬
‫المحظورة‪،‬‬

‫واذ تعيد التأكيد بقوة أن التمييز على أساس "النسب" يشتمل التمييز الممارس ضد أفراد المجتمعات بناءا‬
‫على أشكال الشرائح اإلجتماعية‪ ،‬كنظام الطبقية الطائفية وما شابهه من نظم األوضاع الموروثة التي‬
‫تعوق أفراد هذه المجتمعات عن التمتع بحقوق اإلنسان على قدم المساواة مع غيرهم من أفراد‬
‫تمنع أو ّ‬
‫المجتمع‪،‬‬

‫واذ تخلص إلى ضرورة بذل جهود جديدة وتكثيف الجهود الحالية‪ ،‬على صعيد القوانين والممارسات‬
‫المحلية‪ ،‬للقضاء على آفة التمييز على أساس النسب وتمكين المجتمعات المتأثرة به من إعمال حقوقها‪،‬‬
‫واذ تدين بشدة التمييز على أساس النسب‪ ،‬كالتمييز على أساس نظام الطبقية الطائفية وما شابهه من نظم‬
‫‪1‬‬
‫األوضاع الموروثة‪ ،‬بوصفها إنتها ًكا لإلتفاقية"‪.‬‬

‫كما توصي اإلتفاقية الدول األطراف بأن تعمل على تحديد المجتمعات الخاضعة لواليتها والقائمة على‬
‫النسب‪ ،‬التي تعاني التمييز‪،‬السيما التمييز على أساس نظام الطبقية الطائفية‪ ،‬والتي يمكن اإلعتراف‬
‫َ‬
‫بوجودها باإلستناد على العديد من العوامل من بينها عدم قدرة هذه المجتمعات على تغيير أوضاعها‬
‫الموروثة‪ ،‬أو قدرتها المحدودة على القيام بذلك‪ ،‬القيود التي يفرضها المجتمع على الزواج من خارج‬
‫المجتمع المحلي‪ ،‬العزل على الصعيدين الخاص والعام‪ ،‬بما في ذلك اإلسكان والتعليم‪ ،‬وكذا تمكينهم من‬
‫المدينين‬
‫الوصول إلى أماكن العبادة واألماكن العامة‪ ،‬والحد من حرية ممارسة األعمال المهينة واخضاع َ‬
‫لإلستعباد‪ ،‬ونعتهم في خطابات بصفات مجردة من اإلنسانية‪ ،‬وعدم احترام المجتمع عموما للكرامة‬
‫‪2‬‬
‫اإلنسانية لهذه المجتمعات وعدم معاملته إياها على قدم المساواة مع مختلف الفئات‪.‬‬

‫عرفت‬
‫‪ -2‬التمييز على أساس اإلعاقة‪ :‬بالرجوع إلى إتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة نجدها قد ّ‬
‫التمييز على أساس اإلعاقة بأنه‪ ":‬أي تمييز أو إستبعاد أو تقييد على أساس اإلعاقة يكون غرضه أو أثره‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬التوصيات العامة للجنة القضاء على التمييز العنصري‪ ،‬التوصية العامة رقم ‪( 05‬الدورة الحادية والستون‪،)022-‬‬
‫مركز األمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق اإلنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر‪-0552‬‬
‫‪ ،0208‬ص ص ‪.20-22‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.20-20‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إضعاف أو إحباط اإلعتراف بكافة حقوق اإلنسان والحريات األساسية أو التمتع بها أو ممارستها على قدم‬
‫المساواة مع اآلخرين في الميادين السياسية أو اإلقتصادية أو االجتماعية أو الثقافية أو المدنية أو أي‬
‫‪1‬‬
‫ميدان آخر ويشمل جميع أشكال التمييز بما في ذلك الحرمان من ترتيبات تيسيرية معقولة‪".‬‬

‫وبناءا على هذا التعريف نجد أن هذه اإلتفاقية قد جاءت لحماية وضمان إحترام كرامة األشخاص‬

‫ذوي اإلعاقة واستغاللهم الذاتي وحرية تقرير إختياراتهم بأنفسهم إضافة إلى فرض قبول األشخاص‬
‫المعوقين واحترام قدرات األشخاص ذوي اإلعاقة والحفاظ على هويتهم‪ ،‬كما تتعهد الدول األعضاء في هذه‬
‫اإلتفاقية على تعزيز وكفالة جميع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة دون أي تمييز على أساس اإلعاقة‬
‫وتكريس مبدأ المساواة والحماية القانونية الفعالة من التمييز‪.‬‬

‫كما عرف اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين من خالل نص المادة ‪ 0‬كلمة المعوق بأنها تعني‪ ":‬أي‬
‫شخص عاجز عن أن يؤمن بنفسه بصورة كلية أو جزئية ضرورات حياته الفردية أو االجتماعية العادية‬
‫بسبب قصور خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمانية أو العقلية‪".‬‬

‫حيث أن األشخاص ذوي اإلعاقة وفق مفهوم هذه المادة هو كل شخص ال يملك القدرة على القيام بتسيير‬
‫‪2‬‬
‫شؤون حياته بنفسه‪.‬‬

‫أما في القانون الجزائري وحماية لألشخاص ذوي اإلعاقة فقد أصدر المشرع الجزائري القانون رقم ‪25/20‬‬
‫المتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم بالجزائر‪ ،‬حيث نجده أنه نص فيه على ضرورة تعزيز‬
‫المعوق‬
‫ّ‬ ‫وتكريس الحماية الفعلية والقانونية للفئات الخاصة حيث تطرق في نص المادة ‪ 0‬منه إلى تعريف‬
‫تحد من‬
‫سنه وجنسه يعاني من إعاقة أو أكثر وراثية أو خلقية أو مكتسبة ّ‬
‫بأنه‪ ":‬كل شخص مهما كان ّ‬
‫قدراته على ممارسة نشاط أو عدة نشاطات أولية في حياته اليومية الشخصية أو االجتماعية نتيجة إصابة‬
‫وظائفه الذهنية أو الحركية أو العضوية الحسية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 60/026‬المؤرخ في ‪ 02‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،0226‬المتضمن إتفاقية حقوق‬
‫األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬إعتمدت ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 2‬مايو ‪.0228‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪( 2115‬د‪ )22-‬المتضمن اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين‪ ،‬إعتمد ونشر‬
‫على المأل في ‪ 5‬كانون‪ /‬دسيمبر ‪.0552‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تحدد هذه اإلعاقات حسب طبيعتها ودرجتها عن طريق التنظيم‪".1‬‬

‫المعوق بأنه كل شخص ال يستطيع أن‬


‫ّ‬ ‫فمن خالل هذا النص نجد أن القانون قد وضح من هو الشخص‬
‫يمارس أي نشاط من نشاطات حياته بسبب إصابة أو إعاقة تحرمه وتمنعه من الممارسة بنفسه سواء‬
‫كانت ذهنية أو حركية أو عضوية وسواء كانت عاهة دائمة أو غير دائمة مما يستلزم عليه تكليف شخص‬
‫آخر يقوم هو بنشاطاته نيابة عنه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التمييز على أساس العرق والدين أو المعتقد‪.‬‬

‫‪ -1‬التمييز على أساس العرق‪ :‬ويسمى أيضا بالتمييز ضد الجماعة العنصرية والتمييز على أساس‬
‫العرق يعني وجود جماعة ذات عرق يختلف عن عرق جماعة أخرى التي ترتكب التمييز‪ ،‬والذي على‬
‫أساسه يتم تصنيف مجموعة من األفراد عن مجموعة أخرى وهذا على أساس الفروقات الموجودة إما‬
‫الذكاء أو القدرات الفطرية التي تتمتع بها مجموعة دون األخرى مما يجعل المجموعة التي تملك القدرات‬
‫الفطرية تمارس التمييز ضد المجموعة األخرى مثل نظرية العرق اآلري التي قامت عليها النازية في‬
‫‪2‬‬
‫ألمانيا‪.‬‬

‫‪ -2‬التمييز على أساس الدين أو المعتقد‪ :‬يعد التمييز على أساس الدين من أقدم أشكال أو أسباب‬
‫التمييز حيث يعد في بعض الوثائق الدولية من أهم أسباب التمييز التي تم التركيز عليها وذكرها في‬
‫العديد من المواثيق‪ ،‬ويشمل التمييز على أساس الدين شتى العقائد الدينية والمعتقدات األخرى فهذا التمييز‬
‫الذي يقوم على أساس الدين فإنه يشمل جميع المعتقدات سواء اإللهية أو غير اإللهية ويؤدي هذا النوع‬
‫من أنواع التمييز إلى إثارة الحقد والكره من طرف مجموعة من األفراد ضد مجموعة أخرى تمارس ديانة‬
‫‪3‬‬
‫أو معتقد مختلف عن ديانتهم ويصل بهم األمر إلى درجة إضطهادم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬من القانون ‪ ،25-20‬المؤرخ في ‪ 02‬صفر ‪ 0102‬الموافق ل ‪ 8‬مايو ‪ ،0220‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص المعوقين وترقيتهم بالجزائر‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادرة بتاريخ ‪ 01‬ماي‬
‫‪ ،0220‬عدد صفحاته من‪.02-2‬‬
‫‪2‬‬
‫شرون‪ ،‬أحكام جريمة التمييز المستحدثة في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫حسينة ّ‬
‫بسكرة‪ ،0202،‬ص‪.022‬‬
‫‪3‬‬
‫جمال قاسمية‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص‪.025‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وينتج عن التمييز على أساس الدين أو المعتقد إنتهاكات خطيرة لحقوق اإلنسان كحرمان األفراد من حرية‬
‫الفكر والدين والمعتقد وحرمانهم أيضا من ممارسة شعائرهم الدينية في األماكن المخصصة لها‬
‫والمحافظة عليها أو التمتع بأيام الراحة واإلحتفال باإلجازات واألعياد وفقا لقوانين دينهم أو معتقدهم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن التمييز على أساس الدين أو المعتقد يؤدي إلى عدم تحقيق المساواة والعدل بين األفراد‬
‫وعدم تحقيق اإلحترام بين الشعوب واألمم ومن أهم اإلتفاقيات أو اإلعالنات الدولية التي نادت بعدم‬
‫التمييز على أساس الدين أو المعتقد‪ ،‬و اإلعالن بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب و التمييز‬
‫‪1‬‬
‫الدين أو المعتقد لسنة ‪.0580‬‬
‫القائمين على أساس ّ‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التمييز على أساس األصل القومي واإلثني‪.‬‬

‫‪ -1‬التمييز على أساس األصل القومي‪ :‬ويسمى أيضا باألصل الوطني والمقصود به هو وجود جماعة‬
‫قومية من البشر تحمل جنسية وثقافة وتقاليد تختلف عن جنسية وثقافة وتقاليد الدولة التي تعيش بها‪.‬‬

‫‪ -2‬التمييز على أساس األصل اإلثني‪ :‬ويقصد باألصل اإلثني ذلك العامل الجغرافي حيث توجد جماعة‬
‫تنتمي إلى دولة ما وتحمل نفس جنسية الدولة التي تعيش فيها‪ ،‬ولكنها تختلف عنها من حيث التقاليد‬
‫واألعراف والثقافة مما يؤدي بالسكان األصليين للدولة بالقيام بالتمييز ضد األفراد الذين يعيشون في الدولة‬
‫والمختلفين عنهم‪.‬‬

‫إضافة إلى هذه األشكال فإنه توجد أشكال أخرى للتمييز منها التمييز على أساس اللغة والتمييز على‬
‫‪2‬‬
‫أساس الرأي السياسي‪ ،‬والتمييز على أساس الرأي النقابي‪ ،‬والتميز على أساس المولد ‪...‬الخ‪.‬‬
‫وبعد دراسة مختلف األشكال التي يقوم عليها التمييز نجد أن المشرع الجزائري من خالل تعريفه للتمييز‬
‫غيب التمييز على أساس‬
‫في القانون ‪ 22-02‬المتعلق بمكافحة التمييز وخطاب الكراهية نجده أنه قد ّ‬
‫الدين وهو التمييز الذي يستهدف جماعة دينية ما سواء بالتفرقة أو التفضيل أو اإلستثناء أو التقييد‪ ،‬كما‬
‫أن اإلختالف الديني قد يكون حتى بسبب اإلختالف بين مذهبين كالسنة والشيعة‪ ،‬والجزائر حتى وان‬
‫كانت بلد يقوم على دين اإلسالم وال يوجد طوائف لكن هذا ال يمنع من وجود بعض الجزائريين على ديانة‬
‫أخرى غير اإلسالم‪ ،‬ولكن بالرغم من وجودهم فالمشرع لم يضع التمييز على أساس الدين من بين أشكال‬

‫‪1‬‬
‫جمال قاسمية‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.025‬‬
‫‪2‬‬
‫شرون‪ ،‬أحكام جريمة التمييز المستحدثة في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.020‬‬
‫حسينة ّ‬
‫‪11‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أو أسباب التمييز ألن هذه الفئة ماهي إال أقلية صغيرة ال تؤثر على المجتمع بأي صفة كانت كما أنها‬
‫تمارس شعائرها الدينية في سرية وليس عالنية األمر الذي يجعلها ال تظهر في المجتمع أو داخل الدولة‪.‬‬

‫الدين الذي هو اإلسالم باستثناء تلك األقلية الصغيرة‪ ،‬وعليه فالمشرع‬


‫كما أن الجزائر تقوم على وحدة ّ‬
‫الجزائري قد أصاب في عدم ذكره وتصنيفة للتمييز على أساس الدين ضمن أشكال أو أسباب التمييز‬
‫وهذا ما يجنب الجزائر ظهور نظام تعدد الطوائف الذي يؤدي إلى وقوع مشاكل وكره بين أصحاب‬
‫الديانات المختلفة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال خطاب الكراهية‬

‫يتخذ خطاب الكراهية مجموعة من الصور تختلف حسب ما يدل عليه المعنى المراد الوصول إليه‬
‫من خالل هذا الخطاب‪ ،‬ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خطاب التمييز والعنصرية‬

‫إن خطاب الكراهية هو أي تعبير عن الكراهية التمييزية تجاه األشخاص على أساس جانب معين‬
‫من هويتهم‪ ،‬ويمكن لهذا الخطاب أن يشكل خط ار إذا ما اتجه نحو تحريض الناس على استعمال العنف‬
‫أو الشتم أو اإلفتراء أو الصور النمطية المؤذية ضد فئات أو مجموعات مهمشة مما يؤدي ذلك إلى نشوء‬
‫بيئات يسودها الحقد والكراهية‪ ،‬كما أن خطاب التمييز والعنصرية يشمل كل خطاب يقوم على أساس‬
‫تمييزي أو عنصري بسبب اإلنتماء الديني‪ ،‬السياسي أو الفكري‪ ،‬أو الجنس أو العرق‪ ،‬وهذا ما يساهم في‬

‫حرمان تلك الفئات من التمتع بحقوق اإلنسان على قدم المساواة مع غيرهم من الناس‪ ،‬والتمييز أو‬
‫الخطاب الذي يحض على الكراهية ال يمس فقط بمشاعر األفراد أو الجماعات التي ُوجهت لها تلك‬
‫الخطابات وانما قد يساهم في الحث على إشعال نار الصراعات والنزاعات مما ينجر عن ذلك إرتكاب‬
‫جرائم بحقها باإلضافة إلى التشجيع على ممارسة العنف ضد فئات مجتمعية كالنساء واألطفال‬
‫والالجئين والمهاجرين واألقليات‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خطاب التحريض‬
‫يشمل كل خطاب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر يشجع على القيام بفعل سلبي يشكل ضر ار‬

‫‪1‬‬
‫وافي حاجة‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪17‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جسديا كان أو معنوي‪ ،‬مثل ممارسة العنف ضد اآلخرين والتحريض على اإلنتقام واإلساءة لهم‪ ،‬ويعتبر‬
‫الجانب األسوء للكراهية هو التحريض على العنف ومن ثمة العنف نفسه‪ ،‬وكلمة" تحريض" تحمل معنيين‪،‬‬
‫التحريض على الخير وهو مقبول والتحريض على الشر وهو الذي يدل عن المعنى السيئ للتحريض إذا‬
‫ما تم توظيفه للقيام بأعمال مرفوضة في المجتمعات دينا وقانونا وعرفا‪.1‬‬

‫وهناك نوعان من التحريض‪ :‬التحريض الفردي أو المحدد أو الخاص‪ ،‬والنوع اآلخر من التحريض هو‬
‫التحريض العام أو الموجه إلى الجمهور‪ ،‬فالنوع األول وهو التحريض المحدد أو الخاص هو ذلك الذي‬
‫يصدر من شخص المحرض إلى شخص معين أو أشخاص معينين يعرفهم المحرض ويمارس عليهم‬
‫تأثيرا‪ ،‬فيقع تأثير التحريض على الفاعل األصلي بشكل مباشر‪ ،‬وال يشترط أن يوجد إتفاق أو تفاهم سابق‬
‫بين الفاعل والمحرض لوقوع هذا النوع من التحريض‪ ،‬ويستوي أن يكون التحريض علنا أو سرا‪ ،‬أما النوع‬
‫الثاني من التحريض وهو أن يكون التحريض عاما فيصدر من شخص ألشخاص غير محددة ‪ ،‬ويتضح‬
‫ذلك من خالل التحريض باستخدام اإلعالم‪.2‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن العنف الذي تقود الكراهية إليه يكون في صورة حروب ومذابح وجرائم ضد‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وتعتبر كل دعوة مباشرة أو غير مباشرة للجمهور لممارسة العنف ضد أفراد أو مجموعات على‬
‫أحد أسس التمييز السالفة الذكر تحريضا على العنف‪ ،‬وهو محظور ومجرم قانونا‪ ،‬فنجد نماذج ومستويات‬
‫مختلفة منها ما تعلق بإشعال الصراعات والحروب داخل البلد الواحد‪ ،‬ومنها ما يرتبط بنشر واقامة‬
‫الكراهية داخل األمة الواحدة أو العرق الواحد أو الدين الواحد‪ ،‬فمثال عملت بعض الدول الغربية على‬
‫‪3‬‬
‫تلطيخ صورة اإلنسان العربي المسلم عبر منصات التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫وتعززت صورة العربي المتطرف القاتل في وسائل اإلعالم الغربية‪ ،‬مما أحدث ما يعرف بظاهرة‬
‫اإلسالموفوبيا‪ ،‬كما أن وسائل اإلعالم تكرس خطاب الكراهية‪ ،‬وتتحمل مسؤولية رئيسية في بثه هي وكل‬
‫األطراف التي تدعمها وتؤيدها‪ ،‬والتي غايتها تخذير الشعوب وتغييب وعيها‪ ،‬وكثي ار ما ترتكب وسائل‬

‫‪1‬‬
‫كريمة مزوز‪ ،‬خطاب الكراهية من خالل وسائل اإلعالم وأثره على مسألة حماية المؤسسات اإلعالمية زمن النزاعات‬
‫المسلحة‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد عزت‪ ،‬فهد البنا‪ ،‬نهاد عبود‪ ،‬خطابات التحريض وحرية التعبير‪ ،‬الحدود الفاصلة‪ ،‬مؤسسة حرية الفكر والتعبير‪،‬‬
‫شارع أحمد باشا‪ ،‬الدور السادس‪-‬جاردن سيتي‪-‬القاهرة ص ‪.01‬‬
‫‪3‬‬
‫سعد عبد السالم‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص ‪.65-62‬‬
‫‪18‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلعالم خطئا في إعادة نقل خطاب الكراهية‪ ،‬وهو ما حدث إبان اإلعتداء على المسجد في نيوزيلندا‪ ،‬ولم‬
‫تكتفي تغطيات إعالمية آنذاك بنشر بعض مقاطع خطاب الكراهية‪ ،‬الذي استخدمه منفذ الهجوم عبر‬
‫صفحته على موقع تويتر‪ ،‬بل خصصت بعض تلك التقارير الصحفية كامل المساحة لبث ما ورد من‬
‫‪1‬‬
‫خطاب كراهية ممن يؤيدونه‪ ،‬لتنقل أخرى ما كتبه منفذ الهجوم على أسلحته‪.‬‬
‫إضافة إلى التحريض على العنف توجد صور أخرى للتحريض من بينها التحريض على العداوة‪،‬‬
‫والتحريض على التمييز الذي يؤدي إلى القيام بأي فعل من شأنه أن يمنع تمتع أفراد أو مجموعات بحقوق‬
‫اإلنسان وحرياته األساسية سواء في المجال اإلقتصادي‪ ،‬اإلجتماعي‪ ،‬الثقافي أو السياسي أو أي مجال‬
‫‪2‬‬
‫آخر من مجاالت الحياة العامة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خطاب السب‬

‫لقد عرف المشرع الجزائري السب في المادة ‪ 055‬من قانون العقوبات بأنه‪ ":‬يعد سب كل تعبير‬
‫‪3‬‬
‫مشين أو عبارة تتضمن تحقي ار أو قدحا ال ينطوي على إسناد أية واقعة‪".‬‬

‫من خالل نص المادة يقصد بالسب قانونا أي لفظ أو عبارة من شأنها إهانة واحتقار األفراد‪ ،‬وبهذا فإن‬
‫السب يقوم على عنصر التعبير‪ ،‬كما أن التحقير هو قيام الفاعل بتصرف ما يحمل في طياته معاني‬
‫اإلحتقار واإلهانة‪ ،‬التي تشكل إعتداء على كرامة اإلنسان بإحدى الطرق والوسائل‪ ،‬إما بواسطة الكتابة أو‬
‫الرسم أو الكالم أو الحركات أو التهديد‪ ،‬والسب قد يوجه إلى فرد أو مجموعة من األفراد بسبب إنتمائهم‬
‫‪4‬‬
‫إلى مجموعات عرقية أو دينية مختلفة وهذا النوع من السب يكون بكثرة في مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫وقد عاقب المشرع الجزائري على جريمة السب من خالل نص المادة ‪ 055‬من قانون العقوبات ‪ ":‬يعاقب‬
‫على السب الموجه إلى فرد أو عدة أفراد بالحبس من شهر (‪ )0‬إلى ثالثة أشهر (‪ )2‬وبغرامة ‪12.222‬‬
‫دج إلى ‪02.222‬دج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعد عبد السالم‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص ‪.65-62‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد عزت‪ ،‬فهد البنا‪ ،‬نهاد عبود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 055‬من األمر ‪ ،026-66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫داود فايز‪ ،‬مدي رفيق‪ ،‬جريمة السب في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لمقتضيات نيل شهادة الماستر أكاديمي‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬فرع الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪،0202-0205 ،‬‬
‫ص ص ‪.01-8‬‬
‫‪19‬‬
‫ماهية التمييز وخطاب الكراهية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫ما يمكن استخالصه من هذا الفصل أن التمييز وخطاب الكراهية من الجرائم المستحدثة في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬وهي من الجرائم التي تمس بالوحدة الوطنية والتي تحرض على األعمال العنيفة التي‬
‫تمنع الفرد من التمتع بكرامته وحرياته األساسية على قدم المساواة مع غيره من ذوي البشر‪ ،‬والتي تهدد‬
‫األمن والسلم المجتمعي‪ ،‬وبناءا على ذلك جاء القانون المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬
‫ومكافحتهما للتصدي لهذه الظاهرة‪ ،‬ولمنع أي مساس بثوابت الهوية الوطنية‪ ،‬وأيضا لتجسيد المعاهدات‬
‫الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪ ،‬والتي تلزم الدول األعضاء على سن قوانين لردع هذه الجرائم‪ ،‬وذلك‬
‫في إطار تجسيد حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬


‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬


‫الكراهية‬

‫تمهيد‬

‫عرفت الجزائر في اآلونة األخيرة انتشا ار واسعا للتمييز وخطاب الكراهية بين أفراد المجتمع الواحد‪،‬‬
‫أثناء أحداث الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر في ‪ 22‬فيفري ‪ 2102‬الذي نشأت عنه فئات استغلت‬
‫الفرصة للمساس بوحدة الشعب مما أصبح يشكل تهديدا على مجتمعنا‪ ،‬ونظ ار لعجز المنظومة القانونية‬
‫الجزائية للتصدي للتمييز وخطاب الكراهية لوحدها‪ ،‬فقد سارع المشرع الجزائري إلى تدارك الوضع بإصدار‬
‫القانون ‪ 10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬والذي من خالله وضعت الدولة مبادئ‬
‫واستراتيجيات لمجابهتهما‪.‬‬

‫كما وضع جهاز تنفيذي يتولى تنفيذ اإلستراتيجية الوطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬كما‬
‫يحرص على تطوير التعاون وتبادل المعلومات مع مختلف المؤسسات الوطنية التي تعمل في هذا المجال‬
‫وهذا ما سنتناوله بالدراسة من خالل (المبحث األول) اآلليات الموضوعية للوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪ ،‬ونخصص (المبحث الثاني) للتصدي اإلجرائي لجرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلليات الموضوعية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬

‫نظ ار لخطورة فعل التمييز وخطابات الكراهية التي عرفت انتشا ار واسعا داخل المجتمعات‪ ،‬مما أدى‬
‫بالدولة إلى وضع استراتيجيات وتدابير وقائية ومشاركتها للمجتمع المدني لمكافحتهما‪ ،‬كما حددت الجرائم‬
‫المتعلقة بالتمييز وخطاب الكراهية ‪ ،‬ونظ ار ألهمية هذه المبادئ التي استحدثتها الدولة وخطورة تلك الجرائم‬
‫سنتطرق لها بالدراسة من خالل (المطلب األول) المبادئ العامة للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪،‬‬
‫(المطلب الثاني) جرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المبادئ العامة للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬

‫نص المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬
‫على مجموعة من المبادئ التي من خاللها تتوقى الدولة كل أفعال التمييز والكراهية‪ ،‬وتتمثل هذه المبادئ‬
‫في (الفرع األول) مبدأ وضع استراتيجية وطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬و (الفرع الثاني) مبدأ‬
‫إتخاذ الدولة والمؤسسات العمومية اإلجراءات الالزمة للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪( ،‬الفرع الثالث)‬
‫مبدأ مشاركة المجتمع المدني ووسائل اإلعالم في الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ وضع إستراتيجية وطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫تسعى الدولة إلى وضع إستراتيجية وطنية موحدة لمكافحة ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية التي‬
‫عرفت إنتشا ار واسعا في الوقت الراهن وذلك قصد أخلقة الحياة العامة ونشر ثقافة التسامح والحوار ونبذ‬
‫العنف من المجتمع‪ ،‬حيث وفقا لنص المادة ‪ 0‬من القانون ‪ 10/21‬يعد التمييز وخطاب الكراهية من‬
‫‪1‬‬
‫الظواهر الدخيلة على المجتمع والتي تشكل تهديدا على األمن الداخلي للدولة‪.‬‬

‫وقد عمل المشرع من خالل وضعه لهذه الخطة اإلستراتيجية إلى التصدي والقضاء على جميع األسباب‬
‫التي تؤدي إلى بث التمييز ونشر خطابات الكراهية‪ ،‬كما أن هذه اإلستراتيجة التي جاء بها المشرع‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 0‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫الج ازئري تتشابه إلى حد كبير مع جهود األمم المتحدة العالمية التي تلعب دور مهم في تطوير إستراتيجية‬
‫‪1‬‬
‫األمم المتحدة العالمية لمكافحة التطرف واإلرهاب وذلك من خالل مايلي‪:‬‬

‫تسوية كل األسباب األساسية التي تحض على التمييز والكراهية والعنف والفقر ألن الفقراء دائما ما يكونوا‬
‫هم الضحايا وأكثر عرضة للتمييز‪.2‬‬
‫والتهميش واإلقصاء وعدم المساواة في الحقوق والحريات‪ ،‬ضف إلى ذلك استجابة األمم المتحدة لتأثير‬
‫‪3‬‬
‫خطابات الكراهية على ضحايا التمييز‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ إتخاذ الدولة والمؤسسات العمومية اإلجراءات الل زمة للوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪.‬‬

‫إن التصدي للتمييز وخطاب الكراهية من الشروط األساسية الحاسمة لترسيخ التقدم ومنع إنتشار‬
‫الجرائم الوحشية واإلرهاب ‪ ،‬وكذا إنهاء العنف بكافة أشكاله وغير ذلك من إعتداءات لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫والنهوض بمجتمعات واعية ومسالمة‪ ،‬لذلك وجب إستخدام التعليم كأداة في مواجهة خطاب التمييز‬
‫والكراهية ومنعه‪ ،‬وعليه ينبغي اتخاذ اإلجراءات الالزمة في هذا القطاع من أجل تحقيق أهداف التنمية‬
‫المستدامة وترسيخ القيم التي تصب في إطار التعليم‪ ،‬كما يجب مراجعة المناهج التعليمية‪ ،‬واستحداث‬
‫‪4‬‬
‫مقرر دراسي يتضمن دروس ال تتناقض ودعوات التسامح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المناقشة العامة للجمعية العامة بشأن " استراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب"‪ ،‬منشورة على موقع‪:‬‬
‫‪ ،https://www.un.int‬بتاريخ ‪ ،2120 /10/7‬على الساعة ‪.00:01‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪،‬المبادئ التوجيهية لنهج يرتكز على حقوق اإلنسان يتبع في‬
‫إستراتيجية الحد من الفقر‪،‬الفصل الثاني(عملية صياغة وتنفيذ ورصد أي إستراتيجية من إستراتيجيات الحد من الفقر ترتكز‬
‫على حقوق اإلنسان)‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬منظمة األمم المتحدة‪ ،‬إستراتيجية األمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية‪ ،‬منشور على موقع‪:‬‬
‫‪ ،https://news.un.org‬بتاريخ ‪ ،2120/10/8‬على الساعة ‪.08:28‬‬
‫‪4‬‬
‫أنطونيو غوتيريش‪ ،‬إستراتيجية األمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية‪ ،2102،‬منشور على موقع‪:‬‬
‫‪ ،https://www.news-un-org‬بتاريخ ‪ ،2120 /0/4‬على الساعة ‪.02:00‬‬
‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫ويجب تنقيح تلك المناهج بحيث تواكب العصر‪ ،‬وتمتنع عن إثارة العداء والعنف ضد اآلخر‪ ،‬وانتهاك‬
‫الحريات الشخصية‪ ،‬كما يقترح أن يكون ذلك على مستوى مختلف أطوار التعليم ألن الوسط التعليمي هو‬
‫الركيزة األساسية لغرس ثقافة التسام ح واألخوة والوقاية من جميع أشكال التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬ووضع‬
‫‪1‬‬
‫والتمييز‪.‬‬ ‫والعنف‬ ‫العداوة‬ ‫ونبذ‬ ‫الحوار‬ ‫ثقافة‬ ‫إلرساء‬ ‫تكوينية‬ ‫برامج‬
‫وفي هذا السياق أيضا يجب تعزيز وتوضيح اإلحترام والتفاهم المتبادل داخل المجتمع‪ ،‬ومكافحة‬
‫المعلومات التضليلية والصور النمطية السلبية‪ ،‬وتطوير برامج تعليمية وتثقيفية محددة لفائدة األطفال‬
‫‪2‬‬
‫والشباب‪ ،‬والموظفين العموميين‪ ،‬وعامة الجمهور وتعزيز مهارات المدرسين الذين يطبقونها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إجراء دورات تكوينية وتدريبية تلعب دو ار هاما في ترسيخ واكساب األفراد المعرفة‬
‫والمهارات العلمية‪ ،‬وتزويدهم بالمعارف بما يمكنهم من المزيد من التحسين والتطوير والتعديل على‬
‫سلوكهم في المستقبل‪ ،‬وبالتالي الوصول إلى أعلى درجات الوعي ومن ثم فإن هذه الدورات التحسيسية‬
‫‪3‬‬
‫التوعوية تساهم في التقليل من الممارسات العدائية العنيفة‪ ،‬وكذا خطابات التمييز والكراهية‪.‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 0‬من القانون ‪ 10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية فإن الدولة تتخذ‬
‫مجموعة من اإلجراءات للوقاية ومنع التمييز وخطابات الكراهية وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬نشر ثقافة حقوق اإلنسان والمساواة حيث أن اإلعتراف بحقوق اإلنسان والمساواة هي من أهم المبادئ‬
‫التي يقوم عليها القانون‪ ،‬والتي من دونها ال تكون سيادة القانون سيادة عليا إذا لم يطبق على جميع‬
‫األشخاص على قدم المساواة دون استثناء ألي فرد ودون تمييز مما يؤدي إلى إلغاء كل الفوارق بين أفراد‬
‫‪4‬‬
‫المجتمع من الناحية اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنطونيو غوتيريش‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬توصية السياسة العامة رقم ‪ 00‬للجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب‪ :‬بشأن مكافحة خطاب الكراهية‪،‬‬
‫المعتمدة في ‪ 8‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪،2100‬ستراسبورغ في ‪ 20‬مارس‪/‬آذار ‪ ،2100‬إنجاز الترجمة في إطار شراكة الجوار‬
‫مع المغرب ‪ 2120-2108‬بتمويل من مملكة النرويج‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪3‬‬
‫شيباني فوزية‪ ،‬دور البرامج التكوينية في إحداث التغيير في السلوك التنظيمي‪ ،‬دراسة ميدانية بوحدة من وحدات قطاع‬
‫األمن بأم البواقي‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير في علم النفس العمل والتنظيم‪ ،2101-2112،‬ص ص‪.27-24‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫وتعتبر المساواة من أكثر المبادئ ال تي تتمسك به جميع األمم والشعوب والتي من دونها ال معنى‬
‫‪1‬‬
‫للمواطنة‪.‬‬
‫حيث أن لكل إنسان الحق في التمتع بجميع حقوقه وحرياته األساسية دون تمييز ودون حرمان وهذا ما‬
‫يطلق عليه بالمساواة في أي شيء‪ ،‬حيث أن الحق في المساواة هو حق مكفول ألي شخص سواء من‬
‫الناحية القانونية أو الدينية كما أنه حق ثابت ومنصوص عليه في مختلف الصكوك العالمية واإلقليمية‬
‫التي تعترف وتقر بحقوق اإلنسان‪ ،‬كما أن مصادر الحق في المساواة متعددة منها ماهو دولي ومنها‬
‫ماهو ديني‪.‬‬

‫فالمصادر الدينية للحق في المساواة كحق من حقوق اإلنسان تتمثل في الديانة المسيحية واإلسالمية‪،‬‬
‫حيث أن الشريعة اإلسالمية باعتبارها هي الدين والنظام الوحيد الذي يمثل الحياة كلية فقد إعترف لإلنسان‬
‫بجميع حقوقه منها الحق في المساواة وذلك بوجود آيات قرآنية تتحدث عن المساواة بين جميع البشر دون‬
‫تمييز‪.‬‬

‫أما المصادر الدولية التي نصت على حق كل إنسان في المساواة فإنها تتمثل في مصادر عالمية وأخرى‬
‫‪2‬‬
‫إقليمية‪.‬‬

‫فالمصادر العالمية هي مجموع الوثائق واإلعالنات واإلتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية‬
‫والتي تعد اإللتزام الرئيسي الذي يجب على جميع الدول التقيد به وتطبيقه دون تمييز بين فئة وأخرى‬
‫وتتكون المصادر العالمية الرئيسة المقرة بحق المساواة من مايلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -0‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪.0248‬‬

‫‪ -2‬العهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪.0200‬‬

‫‪1‬‬
‫صالح أحمد الفرجاني‪ ،‬مبدأ المساواة أمام القانون وتطبيقاته في القانون الليبي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والشرعية‪ ،‬العدد‪،0‬‬
‫كلية القانون‪ ،‬جامعة طرابلس ‪ ،2100،‬ص ‪.0‬‬
‫‪2‬‬
‫ميساء عبد الكريم أبو اصليح‪ ،‬حق المساواة في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬رسالة إلستكمال متطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ 2102 ،‬ص ص ‪.41-42‬‬
‫‪3‬‬
‫ميساء عبد الكريم أبو اصليح‪ ،‬الرسالة نفسها‪ ،‬ص ص‪.44 -41‬‬
‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫‪ -1‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وبروتوكواله اإلختيارين في سنة ‪0280‬‬

‫أما المصادر الثانوية فنذكر البعض منها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬إعالن حقوق الطفل في ‪.0202/0/21‬‬

‫‪ -‬إعالن األمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في ‪.0201/00/21‬‬

‫‪ -‬إعالن القضاء على التمييز ضد المرأة في ‪.0207/00/7‬‬

‫‪ -‬اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري المعتمدة من الجمعية العامة في‬
‫‪.0200/02/08‬‬

‫‪ -‬إتفاقية بشأن الحقوق السياسية للمرأة المعتمدة من الجمعية العامة في ‪.0202/02/21‬‬

‫أما بالنسبة للمصادر اإلقليمية التي تتضمن حق المساواة ومنع التمييز فهي‪:‬‬

‫‪ -0‬اإلتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية ‪.0201‬‬

‫‪ -2‬اإلتحاد األوروبي الذي يمنع التمييز على أساس الجنس واألصل العربي أو اإلثني والدين أو المعتقد‬
‫والمرض أو العجز والعمر واإلعاقة والميول الجنسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ‪.2114‬‬

‫أما اإلجراء الثالث الذي اتخذته الدولة للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية فهو تكريس ثقافة التسامح‬
‫والحوار وقبول اآلخر حيث يجب تجسيد التسامح ألنه مبدأ ضروري لقيام السالم وتحقيق التقدم‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي لكل الشعوب كما أن لكل إنسان الحق في التسامح مع باقي الشعوب دون أي‬

‫‪1‬‬
‫ميساء عبد الكريم أبو اصليح‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ص‪.40-40‬‬
‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫إكراه‪ ،‬ويكون التسامح حسب نص المادة ‪ 0‬من إعالن مبادئ بشأن التسامح بواسطة المعرفة واإلنفتاح‬
‫‪1‬‬
‫واإلتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد وهو واجب سياسي وقانوني‪.‬‬

‫كما أنه هو الذي يسهل عملية السالم بين األمم من خالل إحترام ثقافات الشعوب األخرى ‪ ،‬ويعد التسامح‬
‫على المستوى الدولي هو أمر في غاية الضرورة ويتجسد حسب نص المادة ‪ 2‬من نفس اإلعالن بضمان‬
‫العدل والحياد وعدم التحيز ألي تشريع أو قانون أو إجراء‪.‬‬

‫والتسامح هو أمر جوهري ونظ ار ألهميته ونتيجة لخطورة عدم التسامح تم إعتماد يوم ‪ 00‬من كل شهر‬
‫‪2‬‬
‫نوفمبر يوما دوليا للتسامح‪.‬‬
‫وفيما يخص إعتماد آليات لليقظة واإلنذار والكشف المبكر عن أسباب التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬فينبغي‬
‫معالجة األسباب الجذرية لخطاب الكراهية وتحديد عوامله المحركة له والجهات الفاعلة فيه‪ ،‬وكذا تحديد‬
‫توجهات خطاب الكراهية وتحليلها‪ ،‬وذلك عن طريق تشكيل لجان لإلنذار واإلستجابة المبكرة لرصد خطاب‬
‫‪3‬‬
‫التمييز والكراهية وأشكال التحريض على العنف واخطار الجهات المعنية بذلك‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باإلعالم والتحسيس حول مخاطر التمييز وخطاب الكراهية وآثار إستعمال وسائل‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال في نشرهما‪ ،‬فيمكن القول أن لحرية اإلعالم مزايا عديدة مثل حرية البث‬
‫اإلذاعي والتلفزيوني‪ ،‬وابالغ الناس باألخبار المحلية والدولية‪ ،‬وكذا تمكين األفراد من التعبير عن رأيهم‬
‫وعرضه على اآلخرين‪ ،‬باإلضافة إلى أن هذه المؤسسات اإلعالمية تعتبر أعيانا مدنية ومن ثم فهي‬
‫تستفيد من الحماية المقررة لها‪ ،‬إال أن هذه الحماية محصورة ومقيدة بشروط من بينها عدم المشاركة في‬
‫العمليات العدائية‪ ،‬إال أن هذه الفوائد التي تتمتع بها وسائل اإلعالم لها تأثيرات كبيرة وخطيرة على ما تبثه‬
‫للجماهير بحيث يؤدي نشر أي خبر في إحدى وسائل اإلعالم إلى إحداث إضطرابات كبيرة على األمن‬
‫‪4‬‬
‫الداخلي للدول‪ ،‬وكذا إثارة النزاعات والحروب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المؤتمر العام لليونسكو‪ ،‬الدورة الثامنة والعشرون المعتمد إلعالن مبادئ بشأن التسامح‪ ،‬باريس‪20،‬‬
‫تشرين األول ‪/‬أكتوبر‪00 ،‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪.0220‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،2‬اإلعالن نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سعد عبد السالم‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪4‬‬
‫كريمة مزوز‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص ‪.120-120‬‬
‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫ومما ال شك فيه أن إستخدام منصات التواصل اإلجتماعي من قبل جماعات تحرض على الكراهية‪،‬‬
‫وتقوم بتشويه الحقائق وتكذيبها‪ ،‬وتشجع على كراهية قيم اآلخرين واحتقار تقاليدهم وعاداتهم‪ ،‬لها نتائج‬
‫وخيمة وآثار جسيمة من بينها‪ ،‬تفكك المجتمع‪ ،‬وفقدان تماسكه وقتل روح اإلبداع فيه وهجرة كفاءاته‬
‫البشرية‪ ،‬وانقسام المجتمع‪ ،‬وانتشار التطرف بين الشباب‪ ،‬ولذلك فمن السبل المثلى لمناهضة التمييز‬
‫و خطاب الكراهية مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬المساهمة في اإلبالغ عن منشورات وسائل التواصل اإلجتماعي التي تنشر معلومات خاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬حظر المواقع التي تحض على خطاب الكراهية‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مستوى الوعي واعداد برامج تثقيفية للشباب‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تحديد وتوضيح مصطلحي حرية التعبير وخطاب الكراهية‪ ،‬وذلك للحد من الخلط بينهم ألن‬
‫التصدي لخطاب الكراهية ال يعني بالضرورة تقييد حرية التعبير أو منعها‪ ،‬بل يعني الحد من تزايد‬
‫خطاب الكراهية لكي ال يتحول إلى ما هو أشد خطورة من خالل التحريض على التمييز والعدوانية‬
‫والعنف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫– تطوير قدرات الصحفيين لنقل األخبار نقال دقيقا‪.‬‬

‫إضافة إلى هذه اإلجراءات فقد قامت الدولة بترقية التعاون المؤسساتي لمنع التمييز وخطاب الكراهية حيث‬
‫دعت كل المؤسسات أن تتحد فيما بينها لمواجهة التمييز وخطاب الكراهية وذلك بوضع برنامج موحد أو‬
‫تعليمة موحدة لدى كل المؤسسات لمكافحة ذلك ونشر ثقافة حقوق اإلنسان وكمثال عن هذه المؤسسات‬
‫منها‪:‬‬

‫المؤسسات الدينية والتي يتمثل دورها في العمل على بث وزرع المفاهيم التي جاء بها اإلسالم وغرس روح‬
‫التسامح والمحبة بين الشعوب والتحلي باألخالق الحميدة وروح اإلخاء والدعوة إلى نبذ العنف والتعصب‬
‫‪2‬‬
‫والكراهية على أساس الدين أو المعتقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعد عبد السالم‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ص‪.72-07‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بن سليمان بن عبد اللّه الراشدي‪ ،‬دور المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان في مواجهة الكراهية والتعصب ونشر‬
‫ثقافة التسامح‪ ،‬عمان‪( ،‬د س ن)‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫إضافة إلى المؤسسات اإلعالمية والتي أصبح لها دور كبير في الوقت الحالي في التأثير على المجتمع‬
‫وايصال الرسائل الهادفة إلى معنى معين وبالتالي لها دور كبير في الحث على مكافحة التمييز وخطاب‬
‫الكراهية اتجاه األشخاص وذلك بنشر كل العبارات والشعارات التي تدعوا إلى التالحم والتعاون بين كل‬
‫أفراد المجتمع وهذا بوضع خطة إعالمية متكاملة تهدف للوصول إلى غرس قيم الحوار في نفوس‬
‫‪1‬‬
‫األشخاص‪.‬‬

‫كما يجب على المؤسسات االجتماعية والشبابية كالنوادي والملتقيات الكشافية والجمعيات أن تلعب دو ار‬
‫في تنوير أفراد المجتمع بالقيم واألخالق الفاضلة‪ ،‬وأن تعمل على زرع روح التعاون لجميع البشر للعيش‬
‫في وئام وسالم وتقديم يد المساعدة لكل محتاج دون أي تمييز أو تفريق‪ ،‬إضافة إلى مجالس البرلمانات‬
‫باعتبارها مؤسسات تمثيلية للشعب أن تسهر على حماية وتجسيد كل حقوق اإلنسان وأن تمنع أي إعتداء‬
‫عليها وذلك بإعداد قوانين تردع أي إعتداء على حق من حقوق اإلنسان بشرط أال تتناقض مع إلتزامات‬
‫‪2‬‬
‫اإلتفاقية للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ مشاركة المجتمع المدني ووسائل اإلعلم في الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬

‫نصت المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 10/21‬على‪ ":‬يتم إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في إعداد‬
‫‪3‬‬
‫وتنفيذ اإلستراتيجية الوطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية"‪.‬‬
‫وعليه يعتبر إشراك الدولة المجتمع المدني والقطاع الخاص في تنفيذ هذه اإلستراتيجية طريقا للنجاح‬
‫والتطور‪ ،‬وذلك نظ ار لما يلعبه المجتمع المدني ومنظماته من دور بالغ األهمية في إرساء روح الديمقراطية‬
‫للمواطنين‪ ،‬وضمان الحريات األساسية‪ ،‬وما تضعه هذه المنظمات من طرق واجراءات تهدف إلى مكافحة‬
‫التمييز والكراهية‪ ،‬وما لها من دور فعال في المشاركة واإلنخراط بصفة تطوعية في تحقيق أغراض‬
‫ومصالح مشتركة للحفاظ على السلم واألمن الدوليين‪ ،‬وتجسيد حقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك من خالل السيما‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز الحريات العامة ومبدأ سيادة القانون‪.‬‬
‫– محاربة خطاب الكراهية وتكريس مبدأ المساواة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد بن سليمان بن عبد اللّه الراشدي‪،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بن سليمان بن عبد اهلل الراشدي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 7‬من القانون ‪ ،10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫‪1‬‬
‫– منع أي تمييز ضد المرأة أو ضد األقليات التي يستهدفها خطاب الكراهية‪.‬‬
‫تضمن‬
‫ّ‬ ‫وقد نصت المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 10/21‬السالف الذكر على‪ ":‬يجب على وسائل اإلعالم أن‬
‫‪2‬‬
‫برامجها نشر ثقافة الوقاية من كل أشكال التمييز وخطاب الكراهية والتسامح والقيم اإلنسانية"‪.‬‬
‫حيث يفهم من نص المادة أنه من الضروري أن تتضمن وسائل اإلعالم برامج تثقيفية تدعوا إلى الحوار‬
‫وتعزيز التسامح في المجتمع وقبول اآلخر‪ ،‬وتزويد الشباب بكيفيات تحديد ومكافحة خطاب الكراهية عبر‬
‫األنترنت‪ ،‬باإلضافة للدعوة إلى الكف عن نشر الكراهية‪ ،‬والحث على التحلي بالقيم اإلنسانية والتعايش مع‬
‫مختلف األديان والثقافات‪.‬‬
‫ونظ ار للدور الوقائي الذي تتميز به وسائل اإلعالم المختلفة فإنها تتمتع بقدرة كبيرة في التأثير على‬
‫مختلف شرائح المجتمع‪ ،‬لذا فيقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في مناهضة خطاب الكراهية عن طريق‬
‫ترسيخ وتعزيز قيم التسامح والتالحم وضمان التعايش السلمي‪.‬‬
‫ومن ثم حماية المجتمع قبل اللجوء إلى تطبيق أحكام القانون المتعلق بمكافحة التمييز وخطاب الكراهية‬
‫الذي يحظر العنصرية وأشكالها المختلفة‪ ،‬كما أن جميع المؤسسات اإلعالمية معنية بالحث على زيادة‬
‫‪3‬‬
‫الوعي باآلثار السلبية التي يخلفها خطاب الكراهية في المجتمعات‪.‬‬

‫وكذا ما تقوم به من توجيهات للتعريف بالثقافات والتقاليد والمعتقدات المختلفة للقضاء على الصور‬
‫النمطية التي تكرس مواقف الكراهية داخل وسائل اإلعالم‪ ،‬ذلك ألن الصحفي كغيره من الفاعلين مسؤول‬

‫‪1‬‬
‫زيد رعد الحسين‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬دليل عملي للمجتمع المدني‪ ،‬الحيز المتاح للمجتمع المدني ونظام‬
‫حقوق اإلنسان في األمم المتحدة‪ ،2104 ،‬ص ص ‪.4-1‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 8‬من القانون ‪ ،10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬قرار ريتا إيجاك‪ ،‬الجمعية العامة‪ ،‬تقرير المقررة الخاصة المعنية بقضايا األقليات‪ ،‬مجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬الدورة‬
‫الثامنة والعشرون‪ ،‬البند ‪ 1‬من جدول األعمال‪ ،‬تعزيز وحماية جميع حقوق اإلنسان المدنية والسياسية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬بما في ذلك الحق في التنمية‪ ،2100،‬ص ‪.11‬‬
‫‪56‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫على كل ما يتم نشره أو تدوينه أو إذاعته ألن كل هاته المسؤوليات تدخل ضمن اإللتزام بأخالقيات‬
‫‪1‬‬
‫المهنة‪ ،‬واحترام الحياة الخاصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية‬

‫إن جرائم التمييز وخطاب الكراهية هي جرائم غايتها نشر الكره والحقد والعنف بين األفراد‪ ،‬ولهذا‬
‫عاقب عليها المشرع الجزائري وذلك بفرض عقوبات مشددة على كل من يقوم بارتكاب إحدى هذه الجرائم‪،‬‬
‫وعليه سنقوم بدراسة هذه الجرائم من خالل (الفرع األول) جريمة التحريض واقتران العنف بالتمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪(،‬الفرع الثاني) جريمة الترويج ألفعال التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬و(الفرع الثالث) جرائم التمييز‬
‫وخطاب الكراهية الواقعة على األطفال‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة التحريض واقتران العنف بالتمييز وخطاب الكراهية‬

‫إن جريمة التحريض هي جريمة تهدف إلى نشر العنف كالقتل والسرقة واإلختطاف‪..‬الخ‪.‬‬

‫فالتحريض هو قيام شخص ما بزرع فكرة في ذهن شخص آخر تؤدي به تلك الفكرة إلى إرتكاب جريمة ما‬
‫‪2‬‬
‫وهو عبارة عن تأثير نفسي في ذهن الجاني‪.‬‬

‫وقد عرف المشرع الجزائري التحريض كصورة من صور المساهمة الجنائية من خالل نص المادة ‪ 40‬من‬
‫قانون العقوبات بأنه‪ ":‬يعتبر فاعال كل من ساهم مساهمة مباشرة في تنفيذ الجريمة أو فرض عليه إرتكاب‬
‫‪3‬‬
‫الفعل بالهبة أو الوعد أو التهديد أو إساءة إستعمال السلطة أو الوالئية أو التحايل أو التدليس اإلجرامي"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رضوان بوجمعة‪ ،‬خطابات الكراهية في وسائل اإلعالم وآليات مواجهتها‪ :‬القانون الدولي اإلنساني وألخالقيات المهنية‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية لالتصال‪ ،‬المجلد‪ ،02‬العدد‪ ،)2121(12‬كلية علوم اإلعالم واإلتصال‪ -‬جامعة الجزائر‪ ،1‬ص ص‬
‫‪.28-27‬‬
‫‪2‬‬
‫إبتسام سيد عبد القادر‪ ،‬غانية سنحي‪ ،‬التحريض على الجريمة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬شعبة القانون‬
‫الخاص‪ ،‬تخصص القانون الخاص والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪ ،2104-2101 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 40‬من األمر ‪ ،000-00‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫يالحظ من خالل استقرائنا لهذا النص أن المشرع لم يرد تعريف قانوني للتحريض وانما عده صورة من‬
‫صور المساهمة الجنائية وحدد الوسائل التي يجب أن تتم من خاللها عملية التحريض على جريمة ما‬
‫على سبيل الحصر‪ ،‬وانعدام هذه الوسائل يؤدي إلى إنعدام صفة التحريض‪ ،‬فبالرغم من أن التحريض قد‬
‫‪1‬‬
‫يتم بأي وسيلة أخرى لكن المشرع لم يعتد إال بتلك المذكورة في نص المادة ‪ 40‬دون غيرها‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 40‬من قانون العقوبات على ‪ ":‬إذا لم ترتكب الجريمة المزعم إرتكابها لمجرد إمتناع من‬
‫‪2‬‬
‫كان ينوي إرتكابها بإرادته وحددها فإن المحرض عليها يعاقب رغم ذلك بالعقوبات المقررة لها"‪.‬‬

‫معنى هذا النص أن مجرد القيام بالتحريض دون قيام جريمة التحريض يعاقب المحرض بالعقوبة نفسها‬
‫المقررة عند قيام الجريمة‪.‬‬

‫كما أن التحريض قد يكون بهدف التمييز ونشر خطاب الكراهية بين مختلف فئات المجتمع‪ ،‬وقد نص‬
‫المشرع على عقوبة التمييز وخطاب الكراهية من خالل نص المادة ‪ ،11‬الفقرة ‪ 10‬من القانون ‪10-21‬‬
‫بقوله‪ ":‬يعاقب على التمييز وخطاب الكراهية بالحبس من ستة (‪ )0‬أشهر إلى ثالثة (‪ )1‬سنوات وبغرامة‬
‫من ‪ 01.111‬دج إلى ‪ 111.111‬دج‪..‬الخ‬

‫كما نص أيضا على عقوبة التحريض على التمييز من خالل الفقرة ‪ 12‬من نفس المادة بقوله‪ ":‬يعاقب كل‬
‫من يقوم علنا بالتحريض على إرتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذه المادة أو ينظم أو يشيد أو يقوم‬
‫بأعمال دعائية‪ ،‬من أجل ذلك ما لم يشكل الفعل جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبة أشد بالحبس من سنة‬
‫‪3‬‬
‫(‪ )0‬إلى ثالثة سنوات(‪ )1‬وبغرامة من ‪011.111‬دج إلى ‪111.111‬دج"‪.‬‬

‫يستخلص من هذا النص أن المشرع الجزائري يعاقب كل من تسوله نفسه بالقيام بالتحريض على التمييز‬
‫سواء علنا أو عن طريق تصرفات ترمي إلى الدعوى للتمييز وخطاب الكراهية وذلك بفرض عقوبات‬

‫‪1‬‬
‫سويس أسماء‪ ،‬التحريض على الجريمة في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة من متطلبات نيل شهادة الماستر في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2100-2100‬ص ‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 20‬من األمر ‪ ،000-00‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 0‬و ‪ 2‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫ردعية سالبة للحرية‪ ،‬إضافة إلى غرامات مالية وهذا للحد من جريمة التحريض على التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن فعل التمييز وخطاب الكراهية قد يتجسد في ظاهرة الدعوة إلى العنف‪ ،‬حيث يعرف‬
‫العنف بأنه أي استعمال غير قانوني لوسائل القصر المادي أو البدني بهدف تحقيق غايات شخصية أو‬
‫جماعية‪ ،‬والعنف هو اإلستخدام غير المشروع للقوة كالتهديد ونشر خطابات الكراهية التي تدعوا إلى‬
‫‪1‬‬
‫العنف والعداوة‪ ،‬وهو جريمة قائمة بذاتها ومعاقب عليها قانونا‪.‬‬

‫ومن ذلك نص المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 10-21‬التي تنص على ‪ ":‬يعاقب على خطاب الكراهية بالحبس‬
‫من ثالثة (‪ )1‬سنوات إلى سبع (‪ )7‬سنوات وبغرامة من ‪111.111‬دج إلى ‪ 711.111‬دج إذا تضمن‬
‫‪2‬‬
‫الدعوى إلى العنف"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة الترويج ألفعال التمييز وخطاب الكراهية‬

‫شهد العالم تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا‪ ،‬بحيث أحدثت تغيرات كبيرة في العالم‪ ،‬ألنها تتوفر‬
‫على مجال مفتوح من المعلومات‪ ،‬منها ما يحقق مصلحة للبشرية‪ ،‬ومنها ما يحقق ضر ار لها‪ ،‬وقد عرفت‬
‫إقبال كبير من طرف األفراد فمنهم من يستعملها في الشق اإليجابي‪ ،‬ومنهم من يستعملها في الشق‬
‫السلبي‪.3‬‬

‫كما تساهم في إنتشار العديد من الجرائم كالترويج ألفكار أو برامج أو أخبار تهدف إلى نشر جرائم التمييز‬
‫وخطاب الكراهية بين مختلف فئات المجتمع‪ ،‬وهي مستقلة‪ ،‬وقد عاقب عليها المشرع ضمن المادة ‪ 14‬من‬
‫القانون ‪ 10-21‬بقوله‪ ":‬دون اإلخالل بالعقوبات األشد‪ ،‬يعاقب بالحبس من خمس (‪ )0‬سنوات إلى عشر‬
‫(‪ )01‬سنوات وبغرامة من ‪ 0.111.111‬دج إلى ‪01.111.111‬دج كل من ينشئ أو يدير أو يشرف‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحق مجيطنة‪ ،‬مفهوم العنف اإلجتماعي في البحوث السيسيولوجية بين الطرح العلمي والطرح األيدولوجي‪ " ،‬قراءة‬
‫إيسيمولوجية"‪ ،‬المجلة العلمية لجامعة الجزائر‪ ،1‬المجلد ‪ ،0‬العدد ‪ ،00‬كلية األداب واللغات‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن‬
‫يحي‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجزائر‪ ،2108 ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،12‬من القانون ‪ 10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمود شرفي‪ ،‬صالح الدين جبار‪ ،‬تأثير تطور التكنولوجيا المعلوماتية على تنامي الجريمة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة لونيسي علي‪ ،‬البليدة ‪ ،2‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫على موقع إلكتروني أو حساب إلكتروني يخصص لنشر معلومات للترويج ألي برنامج أو أفكار أو أخبار‬
‫‪1‬‬
‫أو رسوم أو صور من شأنها إثارة التمييز والكراهية في المجتمع‪".‬‬

‫ولإلشارة فقد نصت المادة ‪ 11‬من القانون نفسه على عقوبة تكوين جمعيات أو التشجيع أو تمويل أي‬
‫نشاط يدعوا إلى التمييز وخطاب الكراهية بقولها‪ " :‬يعاقب بالحبس من سنتين (‪ )2‬إلى خمس (‪ )0‬سنوات‬
‫وبغرامة من ‪011.111‬دج إلى ‪0.111.111‬دج‪ ،‬كل من يشيد أو يشجع أو يمول بأي وسيلة األنشطة‬
‫‪2‬‬
‫أو الجمعيات أو التنظيمات أو الجماعات التي تدعوا إلى التمييز والكراهية"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية الواقعة على األطفال‬

‫يواجه األطفال في أغلب المجتمعات تميي از ضدهم وذلك بسبب ضعفهم‪ ،‬وعدم قدرتهم على اتخاذ‬
‫ق ارراتهم بأنفسهم‪ ،‬ومن ذلك التمييز على أساس السن أو اإلعاقة أو هويتهم أو هوية آبائهم‪.‬‬

‫وفي هذا الشأن فقد نصت المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 10-21‬على‪ ":‬يعاقب على التمييز وخطاب الكراهية‬
‫بالحبس من سنتين (‪ )2‬إلى خمس (‪ )0‬سنوات وبغرامة من ‪ 211.111‬دج إلى ‪ 011.111‬دج‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت الضحية طفال أو سهل إرتكاب الجريمة حالة الضحية الناتجة عن مرضها أو إعاقتها أو‬
‫عجزها البدني أو العقلي ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان لمرتكب الفعل سلطة قانونية أو فعلية على الضحية أو استغل نفوذ وظيفته في ارتكاب‬
‫الجريمة ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صدر الفعل عن مجموعة أشخاص سواء كفاعلين أصليين أو كمشاركين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬إذا ارتكبت الجريمة باستعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال"‪.‬‬

‫وعليه يستنتج من نص المادة أن التمييز وخطاب الكراهية الواقع ضد األطفال يولد إحساس الضحية‬
‫بالتهديد واإلحباط‪ ،‬ويهدد بناء شخصية الطفل‪ ،‬خصوصا إذا كان من ذوي اإلحتياجات الخاصة‪ ،‬حيث‬
‫يتجسد التمييز وخطاب الكراهية ضد األطفال من خالل المعاملة الظالمة والغير عادلة‪ ،‬وتحسيسهم بأنهم‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 14‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،10‬من القانون ‪ 10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫بهم عيب ونقص وعجز‪ ،‬وأنهم يثيرون الشفقة‪ ،‬كما يعاقب القانون مرتكب الفعل الذي يتمتع بسلطة‬
‫قانونية أو فعلية على الضحية ويسئ استخدامها‪ ،‬مما يؤدي إلى هالكه سواء جسديا أو معنويا‪ ،‬كما‬
‫يعاقب القانون على اإلشتراك في جريمة التمييز وخطاب الكراهية ضد األطفال بالعقوبة نفسها المقررة‬
‫‪1‬‬
‫للفاعلين األصليين‪.‬‬

‫ويعاقب أيضا المشرع الجزائري على التمييز وخطابات الكراهية التي تحصل في مجال اإلعالم‬
‫واإلتصال ضد األطفال بوصفهم متلقين للمعلومات إلعالنات ورسائل إلكترونية تخص الكراهية‬
‫والعنصرية ضدهم‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن المشرع من خالل نص المادة ‪ 10‬ينص على ‪ ":‬يعاقب بالحبس من سنتين (‪)2‬‬
‫إلى خمس (‪ )0‬سنوات وبغرامة مالية من ‪ 211.111‬دج إلى ‪ 011.111‬دج‪ ،‬كل من أنتج أو صنع أو‬
‫باع أو عرض للبيع أو للتداول منتجات أو بضائع أو مطبوعات أو تسجيالت أو أفالم أو أشرطة‬
‫أو أسطونات أو برامج لإلعالم اآللي أو أي وسيلة أخرى تحمل أي شكل من أشكال التعبير التي من‬
‫‪2‬‬
‫شأنها أن تؤدي إلى ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪".‬‬

‫يجب على كل شخص يقوم ببيع أو إنتاج أو صنع منتجات أو مطبوعات‪ ،‬أو تسجيالت أو بضائع أو‬
‫أفالم أو أشرطة أو برامج لإلعالم اآللي أو أي وسيلة أخرى تحمل في طياتها أشكال التعبير التي تؤدي‬
‫إلى إ حداث تمييز ونشر خطابات الكراهية أو إرتكاب الجرائم الواردة في هذا القانون فإنه يخضع للعقاب‬
‫الوارد في المادة السالفة الذكر‪.‬‬

‫كما قد نص المشرع الجزائري على جريمة اإلشتراك في إحدى الجرائم المنصوص عليها ضمن القانون‬
‫‪ 10-21‬من خالل نص المادة ‪ 10‬بقوله ‪ ":‬كل من أنشأ أو شارك في جمعية أو اتفاق تشكل أو تألف‬
‫بغرض اإلعداد لجريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬يعاقب بالعقوبات المقررة‬
‫‪3‬‬
‫للجريمة ذاتها‪ ،‬وتقوم هذه الجريمة بمجرد التصميم المشترك على القيام بالفعل‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود صبحي‪ ،‬سعيد صباح‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫يفهم من هذا النص أن المشرع يعاقب كل من يقوم بإنشاء أو المشاركة في جمعية أو اإلتفاق مع جماعة‬
‫بهدف نشر ظاهرة التمييز وخطابات الكراهية بين فئات المجتمع المختلفة ويعاقب على جريمة اإلشتراك‬
‫وفقا للقانون ‪ 10-21‬بنفس العقوبة المقررة للجريمة دائما‪.‬‬

‫وأيضا نصت المادة ‪ 17‬من نفس القانون على‪ ":‬مع اإلحتفاظ بحقوق الغير حسن النية‪ ،‬يحكم بمصادرة‬
‫األجهزة والبرامج والوسائل المستخدمة في ارتكاب جريمة أو أكثر من الج ارئم المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون واألموال المتحصلة منها‪ ،‬واغالق الموقع اإللكتروني أو الحساب اإللكتروني الذي ارتكبت بواسطته‬
‫الجريمة أو جعل الدخول إليه غير ممكن واغالق محل أو مكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت‬
‫‪1‬‬
‫بعلم مالكه‪".‬‬

‫بمعنى في حالة قيام إحدى الجرائم الواردة في القانون نفسه وتم القبض على الفاعلين األصليين والشركاء‬
‫فإن السلطات القضائية تقوم بمصادرة كل األجهزة والوسائل المستخدمة والبرامج التي تم استخدامها في‬
‫ارتكاب الجريمة وكذا مصادرة كل العائدات المتأتية منها إضافة إلى غلق المكان الذي ارتكبت فيه‬
‫الجريمة إغالق نهائي متى كان مالكه على علم بذلك‪.‬‬

‫وفي هذا الشأن نصت المادة ‪ 18‬من القانون ذاته على ‪ ":‬يعاقب الشخص المعنوي الذي يرتكب إحدى‬
‫‪2‬‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون بالعقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات‪".‬‬

‫حيث أن الشخص المعنوي متى ارتكب إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون فإنه يعاقب‬
‫بالعقوبات نفسها المقررة ضمن قانون العقوبات في المواد ‪ 08‬مكرر‪ 0‬و‪ 08‬مكرر‪ 2‬و ‪ 08‬مكرر‪.1‬‬

‫أما المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 10-21‬فقد نصت على ‪ ":‬يعاقب على الشروع في ارتكاب الجنح المنصوص‬
‫‪3‬‬
‫عليها في هذا القانون بالعقوبات المقررة للجريمة ذاتها‪".‬‬

‫بمعنى أن الشخص الذي يقوم بالشروع في ارتكاب جريمة ما لم يعدل عنها فإنه يعاقب بنفس العقوبة‬
‫المقررة للجريمة نفسها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 17‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 18‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫في حين نصت المادة ‪ 42‬من القانون نفسه على أن من يقوم بالمشاركة في إحدى الجرائم المنصوص‬
‫عليها في هذا القانون وقبل مباشرة الجريمة قام بإبالغ السلطات اإلدارية والقضائية عن الجريمة‬
‫ومساعدتهم على معرفة مرتكبيها والقبض عليهم فإنه يستفيد من األعذار المخففة كما تخفض العقوبة إلى‬
‫النصف بالنسبة لمن قام بارتكاب أو المشاركة في إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وبعد‬
‫قيام السلطات بإجراءات المتابعة قام بمساعدتهم في القبض والكشف على هوية مرتكبيها‪ ،‬يمكن للجهات‬
‫المختصة وفقا للمادة ‪ 40‬الحكم على األشخاص الذين يرتكبون الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫بعقوبة أو أكثر من العقوبات التكميلية المنصوص عليها ضمن قانون العقوبات في المواد من ‪ 2‬إلى‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪.08‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي حالة العود طبقا لنص المادة ‪ 42‬تضاعف العقوبة المنصوص عليها في القانون ‪.10-21‬‬

‫يستنتج أن المشرع الجزائري إضافة إلى القواعد العامة الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فقد سمح‬
‫للجهات القضائية بمتابعة الجرائم التي جاء بها القانون ‪ ،10-21‬وكذا متابعة الجرائم الواقعة خارج إقليم‬
‫الدولة‪ ،‬كما يمكن لها أن تعتمد على النظم والبرامج المعلوماتية الحديثة أثناء قيامها بعملية التحقيق‪ ،‬فقد‬
‫تم كذلك استحداث تقنيات من طرف ضباط الشرطة القضائية عبر الشبكات اإللكترونية للتبليغ عن‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬إضافة إلى إمكانية الجمعيات الوطنية الناشطة في مجال حقوق‬
‫اإلنسان التأسس كطرف مدني‪ ،‬وايداع شكوى حول الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫ونص المشرع أيضا على مجموعة من الجرائم المتعلقة بالتمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬كجريمة التحريض‬
‫واقتران العنف بالتمييز الذي يهدف إلى نشر الكره‪ ،‬كما نص على جريمة الترويج وتكوين جمعيات‬
‫ومنظمات من شأنها نشر أفكار أو برامج وأخبار للدعوة إلى العنف والفتنة بين األفراد‪.‬‬

‫وفي ذات السياق نص المشرع على الجرائم التي ترتكب ضد األطفال عن طريق التمييز ضدهم‬
‫واستغاللهم حيث وضع المشرع الجزائري عقوبات ردعية وصارمة لمرتكبي هذه الجرائم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 40‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 42‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التصدي اإلجرائي لجرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫إن جريمة التمييز وخطاب الكراهية من الجرائم المستحدثة في القانون الجزائري‪ ،‬والتي جاء بها‬
‫المشرع إثر الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر سنة ‪ ،2102‬والذي يعد من أخطر الجرائم التي تعمل‬
‫على التفريق بين الشعب والقضاء على وحدته‪ ،‬ولهذا استحدث المشرع آلية مؤسساتية جديدة من شأنها‬
‫الحد من التمييز وخطاب الكراهية والتي تسمى بالمرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية وكذا‬
‫قيام الجهات القضائية المختصة باإلجراءات الالزمة في حالة وقوع جريمة التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذا ستدور الدراسة في هذا المبحث حول المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬وقواعد المتابعة اإلجرائية لجرائم التمييز وخطاب الكراهية (المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ‪.‬‬

‫في إطار الحماية الخاصة من ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬ودعما لحقوق اإلنسان والحريات‬
‫األساسية‪ ،‬أنشأ المشرع الجزائري المرصد الوطني الذي يهدف لرصد أي مظهر من مظاهر العنصرية‬
‫والعدائية‪ ،‬وعليه سنتطرق إلى تعريفه من خالل (الفرع األول)‪ ،‬وتشكيلته(الفرع الثاني)‪ ،‬ومهامه (الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المرصد الوطني‪.‬‬

‫نتيجة لألخطار واألضرار التي يخلفها التمييز وخطاب الكراهية في نفوس ضحاياه فقد دعا المجلس‬
‫الوطني لحقوق اإلنسان إلى وضع وتفعيل المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية بموجب‬
‫القانون ‪ ،10-21‬بهدف تحقيق المساواة في التمتع بالحقوق والحريات األساسية لكل إنسان والرصد‬
‫والكشف المبكر على أي تمييز أو خطاب يكون من شأنه نشر الكراهية‪ ،‬وقد عرف ذات القانون المرصد‬
‫الوطني من خالل نص المادة ‪ 2‬بأنه‪ " :‬ينشأ مرصد وطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية يوضع‬
‫لدى رئيس الجمهورية‪.1‬‬

‫المرصد هيئة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي واإلداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫‪1‬‬
‫تسجل ميزانية المرصد في الميزانية العامة للدولة طبقا للتشريع الساري المفعول‪".‬‬

‫حيث يستنتج من هذا النص أن المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية هو هيئة وطنية‬
‫تتمتع قانونا بالشخصية المعنوية ولها ذمتها المالية الخاصة بها إضافة إلى استقاللها اإلداري‪.‬‬
‫والمهمة األساسية التي أنشأ من أجلها المرصد الوطني هي لرصد كل مظاهر التمييز وخطابات الكراهية‬
‫والقيام باقتراح اإلجراءات والتدابير الالزمة عند اللزوم وذلك بالتنسيق مع السلطات المعنية وجميع الجهات‬
‫الفاعلة في هذا المجال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيلة المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫يحدد القانون ‪ 10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما تشكيلة المرصد‬
‫الوطني حيث نصت المادة ‪ 00‬من القانون على التشكيلة المضبوطة للمرصد الوطني وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬ستة (‪ )0‬أعضاء من بين الكفاءات الوطنية‪ ،‬يختارهم رئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المجلس األعلى للغة العربية ‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المحافظة السامية لألمازيغية ‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المجلس الوطني لألشخاص المعوقين‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل سلطة ضبط السمعي البصري‪.‬‬

‫‪ -‬أربعة (‪ )4‬ممثلين للجمعيات الناشطة في مجال تدخل المرصد يتم إقتراحهم من الجمعيات التي ينتمون‬
‫إليها‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 00‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫كما نصت أيضا المادة ‪ 02‬من ذات القانون على عدد من الو ازرات التي يمكن أن تكون لها صفة‬
‫العضوية اإلستشارية في المرصد وذلك بواسطة ممثل واحد عن كل و ازرة‪ ،‬كما يمكن للمرصد أن يقبل‬
‫الدعوة للمشاركة في أشغاله وذلك عن طريق ممثل واحد عن أي إدارة عمومية أو خاصة وكل شخص‬
‫مؤهل وله القدرة على مساعدة المرصد في القيام بأعماله بصفة إستشارية‪ ،‬هذا مما يجعل تشكيلة المرصد‬
‫‪1‬‬
‫متنوعة وشاملة لمختلف فئات وشرائح المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫كما أن طريقة تعيين الكفاءات الوطنية ضمن تشكيلة المرصد الوطني فإنها قد أبقت المجال واسعا لرئيس‬
‫الجمهورية لتوسيع تشكيلة المجلس لتشمل كل المجاالت التي لها عالقة بالمرصد ‪ ،‬ويشترط في هذه‬
‫التشكيلة شرط توفر الكفاءة لتشمل فقط العلماء واألطباء والمحامين والخبراء والمهندسين‪...‬الخ ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتطابق مع مبادئ باريس التوجيهية ‪.‬‬

‫حيث أن إدراج ممثل المجلس األعلى للّغة العربية والمحافظة السامية لألمازيغية ضمن تشكيلة المرصد‬
‫فإن هذا يعود لسببين‪:‬‬

‫األول للمساهمة في تعميم ونشر اللغة العربية واألمازيغية على كل المجتمع الجزائري وهذا بهدف القضاء‬
‫على العنصرية اتجاه األشخاص الذين يتكلمون اللغة األمازيغية فقط أو العربية فقط ‪.‬‬

‫والسبب الثاني يرجع للحراك الشعبيي الذي حدث في ‪ 22‬فيفري ‪ 2102‬وما نتج عنه من خطابات‬
‫محرضة وداعية للكراهية والتمييز بين فئات المجتمع المختلفة من حيث األفكار واللغة والثقافات وهذا‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫بهدف القضاء على مبدأ وحدة الشعب الجزائري‪.‬‬

‫أما عن إدراج ممثل المجلس الوطني لحقوق اإلنسان وممثل سلطة ضبط السمعي البصري فهذا لمراقبة‬
‫ورصد كل ما تنشره وسائل اإلعالم المختلفة سواء سمعية أو بصرية وهذا بهدف القضاء على جميع جرائم‬
‫التمييز وخطابات الكراهية التي تحدث ضمن وسائل اإلعالم ووسائل التواصل اإلجتماعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،02‬من القانون ‪،10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪56‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫إضافة إلى إدراج الجمعيات الناشطة في مجال المرصد ضمن تشكيلته وذلك عن طريق ممثليهم الذين يتم‬
‫إقتراحهم من طرف الجمعيات التي ينتمون لها وذلك لضمان تحقيق الغاية المرجوة لحماية مختلف فئات‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بإدراج الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة والمجلس الوطني للمعوقين‪ ،‬فالغرض من هذا‬
‫هو حماية فئات المجتمع الهشة والوفاء بكافة اإللتزامات اتجاههم ‪ ،‬وفي هذا الشأن فقد انضمت الجزائر‬
‫صدقت على االتفاقية الدولية للدفاع عن حقوق‬
‫إلى اتفاقية حقوق الطفل في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،0222‬كما ّ‬
‫‪1‬‬
‫األشخاص المعوقين في ‪ 02‬ماي ‪.2112‬‬

‫وبعد تعيين أعضاء المرصد الوطني بموجب مرسوم رئاسي لعهدة مدتها ‪ 0‬سنوات قابلة للتجديد مرة‬
‫واحدة‪ ،‬فإنه يتعين عليهم انتخاب رئيس للمرصد ويمنع عليه ممارسة أي مهنة أو إنتخابات أو أي نشاط‬
‫‪2‬‬
‫آخر أثناء عهدته‪.‬‬

‫ويعين أعضاء المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية بموجب مرسوم رئاسي لعهدة مدتها ‪0‬‬
‫سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬كما ينتخب أعضاء المرصد فور تنصيبهم رئيس المرصد وتتنافى عهدة‬
‫الرئيس مع ممارسة أي عهدة انتخابية أو وظيفية أو أي نشاط مهني آخر‪.‬‬

‫أي أن رئيس المرصد عند ممارسته لمهامه في المرصد فإنه يمنع عليه منعا باتا ممارسة أي نشاط مهني‬
‫آخر أو المشاركة في أي عهدات انتخابية أخرى تخالف المهام الموكلة له داخل المرصد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ويحدد أجر رئيس المرصد وأعضائه عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مهام المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬


‫حدد القانون رقم ‪ 10/21‬السالف الذكر مختلف المهام الموكلة للمرصد الوطني للوقاية من التمييز‬
‫وخطاب الكراهية من خالل نص المادة ‪ 01‬والتي جاء فيها‪ ":‬يتولى المرصد رصد كل أشكال ومظاهر‬
‫التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬وتحليلهما وكشف أسبابهما واقتراح التدابير واإلجراءات الالزمة للوقاية منهما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 00‬فقرة ‪2‬و‪1‬من القانون ‪ ،10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الك ارهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪:‬المادة ‪ 00‬من القانون ‪،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يتولى المرصد‪ ،‬السيما‪:‬‬


‫‪-0‬اقتراح عناصر االستراتيجية الوطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬والمساهمة في تنفيذها‬
‫بالتنسيق مع السلطات العمومية المختصة ومختلف الفاعلين في هذا المجال والمجتمع المدني‪،‬‬
‫‪ -2‬الرصد المبكر ألفعال التمييز وخطاب الكراهية واخطار الجهات المعنية بذلك‪،‬‬
‫‪ -1‬تبليغ الجهات القضائية المختصة عن األفعال التي تصل إلى علمه والتي يحتمل أنها تشكل جريمة‬
‫من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪،‬‬
‫‪ -4‬تقديم اآلراء أو التوصيات حول أي مسألة تتعلق بالتمييز وخطاب الكراهية‪،‬‬
‫‪ -0‬التقييم الدوري لألدوات القانونية واإلجراءات اإلدارية في مجال الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‬
‫ومدى فعاليتها‪،‬‬
‫‪ -0‬تحديد مقاييس وطرق الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬وتطوير الخبرة الوطنية في هذا الميدان‪،‬‬

‫‪ -7‬وضع البرامج التحسيسية وتنشيط وتنسيق عمليات التوعية بمخاطر التمييز وخطاب الكراهية وآثارهما‬
‫على المجتمع‪،‬‬
‫‪ -8‬جمع ومركزة المعطيات المتعلقة بالتمييز وخطاب الكراهية‪،‬‬
‫‪ -2‬إنجاز الدراسات والبحوث في مجال الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪،‬‬
‫‪ -01‬تقديم أي إقتراح من شأنه تبسيط وتحسين المنظومة القانونية الوطنية للوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪،‬‬
‫‪ -00‬تطوير التعاون وتبادل المعلومات مع مختلف المؤسسات الوطنية واألجنبية العاملة في هذا المجال‪،‬‬
‫يمكن المرصد أن يطلب من أي إدارة أو مؤسسة أو هيئة أو مصلحة كل معلومة أو وثيقة ضرورية‬
‫‪1‬‬
‫إلنجاز مهامه‪ ،‬التي يتعين عليها الرد على مراسالته في أجل أقصاه ثالثون(‪ )11‬يوما"‪.‬‬
‫يتضح من خالل ما سبق أن المشرع الجزائري خص المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية بصالحيات وقائية واسعة‪ ،‬بحيث يتولى رصد مظاهر التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬واقتراح التدابير‬
‫الالزمة لمحاربتها‪ ،‬إال أن هذه الصالحيات ال تقتصر على المرصد الوطني لوحده‪ ،‬وانما تقوم بها أيضا‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 01‬من القانون ‪ ،10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫السلطات العمومية المختصة ومختلف الفاعلين في هذا المجال والمجتمع المدني‪ ،‬وكذا الجهات القضائية‬
‫‪1‬‬
‫المختصة على وجه اإلشتراك‪.‬‬

‫أما فيما يخص وضع البرامج التحسيسية وتنشيط وتنسيق عمليات التوعية بمخاطر التمييز وخطاب‬
‫الكراهية وآثارهما على المجتمع المنصوص عليها في الفقرة ‪7‬من المادة ‪ 01‬سالفة الذكر‪ ،‬فيقوم المرصد‬
‫‪2‬‬
‫الوطني بهذه المهمة مع وسائل اإلعالم وفقا لنص المادتين ‪ 0‬و‪ 8‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 01‬فقرة ‪ 0‬من ذات القانون على‪ ":‬يلزم رئيس وأعضاء المرصد بالسر المهني وواجب‬
‫‪3‬‬
‫التحفظ‪ ،‬تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول"‪.‬‬
‫وكذلك تنص المادة ‪ 04‬على‪ ":‬يرفع المرصد إلى رئيس الجمهورية تقري ار سنويا يضمنه‪ ،‬السيما تقييم تنفيذ‬
‫االستراتيجية الوطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية واقتراحاته وتوصياته لتعزيز وترقية اآلليات‬
‫الوطنية المعمول بها في هذا المجال ويتولى نشره واطالع الرأي العام على محتواه وفقا للكيفيات المحددة‬
‫‪4‬‬
‫في نظامه الداخلي"‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 00‬حيث‪ ":‬يعد المرصد نظامه الداخلي ويصادق عليه وينشر في‬
‫‪5‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"‪.‬‬

‫وبناءا على ماقامت الدولة بوضعه من إجراءات وآلية مستحدثة لمكافحة ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية‬
‫التي عرفت إنتشا ار واسعا في الوقت الحالي‪ ،‬فإن مجلس حقوق اإلنسان يدعوا إلى ضرورة اإلسراع بتفعيل‬
‫المرصد الوطني لمباشرة مهامه للوقاية من كل أشكال التمييز وخطابات الكراهية والحد من إنتشارها وترقية‬
‫‪6‬‬
‫القيم والديمقراطية وروح المواطنة واألخوة بين كل أفراد المجتمع‪.‬‬
‫كما كان على المشرع استحداث المرصد الوطني بموجب نص دستوري بدال من استحداثه بموجب قانون‬

‫‪1‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال نفسه‪ ،‬ص ص ‪.01-02‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 01‬من القانون ‪ ،10/21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر المادة ‪ 04‬من القانون ‪ ،10/21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون ‪ ،10/21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أنظر‪ :‬بلقاسم زغماتي‪ ،‬عرض مشروع قانون تمهيدي للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬منشور على موقع‪:‬‬
‫‪ ،https://www.aps.dz‬بتاريخ ‪ ،2120/10/04‬على الساعة ‪.02:00‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫ألن كل اإلتفاقيات الدولية تحث على ذلك‪ ،‬وأن مهامه وغايته ومبررات وجوده هي الدفاع عن حقوق‬
‫اإلنسان وحرياته مثلها مثل المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهذا لألهمية البالغة التي يلعبها المرصد‬
‫الوطني في مجال دعم حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬ونظ ار للمهام التي يضطلع عليها المرصد‬
‫الوطني فإنه يشكل حماية كبيرة وفعالة لضحايا التمييز وخطاب الكراهية‪.1‬‬

‫وخالصة القول‪ ،‬فإن المشرع الجزائري قد وضع مبادئ عامة وأخرى خاصة للوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية ‪ ،‬فالمبادئ العامة منها ما هو في مجال التعليم والتكوين باعتباره حجر األساس‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫متعلق بنشر ثقافة التسامح والمساواة التي تهدف إلى قبول اآلخرين‪ ،‬إضافة إلى اعتماد آليات للكشف‬
‫المبكر عن أسباب التمييز وخطاب الكراهية التي تهدف لرصد أي مظهر من مظاهر التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪ ،‬وكذا وضع برامج تحسيسية على مستوى وسائل اإلعالم لتنفيذ استراتيجية للوقاية من التمييز‬
‫وخطاب الكراهية ‪ ،‬وتشجيع التعاون بين المؤسسات لمكافحتهما‪.‬‬

‫أما بالبنسبة للمبادئ الخاصة فتتمثل في المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬والذي‬
‫يعتبر خطوة هامة في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬بالنظر إلى تنوع تشكيلته وصالحياته الواسعة‪ ،‬كما أنه نظ ار‬
‫للترابط الوثيق بين المرصد الوطني والجهاز القضائي فإنه كان لزاما على المشرع الجزائري إدراج ممثلين‬
‫عن القضاة كما هو الحال بالنسبة للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫والمالحظ أن المشرع الجزائري قد استحدث المرصد الوطني بموجب نص قانوني‪ ،‬في حين أن االتفاقيات‬
‫الدولية تنص على أن استحداثه يكون بموجب الدستور ألن مهامه وأهدافه مشابهة لتلك المنصوص عليها‬
‫في المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد المتابعة اإلجرائية لجرائم التمييز وخطاب الكراهية‬

‫إن القواعد اإلجرائية هي مجموع اإلجراءات القانونية التي يتخذها القضاء عند وقوع جريمة التمييز‬
‫وخطاب الكراهية ‪ ،‬والتي من خاللها يتم القيام بالتحريات والتحقيقات الالزمة للكشف عن وقائع الجريمة‬
‫وأسبابها‪ ،‬ومتابعتها إلى غاية صدور الحكم فيها‪ ،‬وتتمثل هذه القواعد اإلجرائية في اإلختصاص القضائي‬

‫‪1‬‬
‫األزهر لعبيدي‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪52‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫الجزائري لجرائم التمييز وخطاب الكراهية المرتكبة خارج اإلقليم الوطني(الفرع األول)‪ ،‬تسليم المعطيات‬
‫المخزنة(الفرع الثاني)‪ ،‬التبليغ والتسرب اإللكتروني(الفرع الثالث)‪ ،‬تحريك الدعوى العمومية(الفرع الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلختصاص القضائي الجزائري لجرائم التمييز وخطاب الكراهية المرتكبة خارج اإلقليم‬
‫الوطني‬

‫نصت المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 10-21‬على‪ ":‬زيادة على قواعد االختصاص المنصوص عليها في‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬تختص الجهات القضائية الج ازئرية بالنظر في الجرائم المنصوص عليها في‬
‫هذا القانون‪ ،‬المرتكبة خارج اإلقليم الوطني‪ ،‬إذا كانت الضحية جزائريا أو أجنبيا مقيما بالجزائر‪.‬‬

‫إن الجهة القضائية المختصة هي تلك التي يقع بدائرة اختصاصها مكان إقامة الشخص المضرور أو‬
‫‪1‬‬
‫موطنه المختار"‪.‬‬

‫وعليه يفهم من نص المادة ‪ 20‬أنه إضافة إلى القواعد العامة المنصوص عليها في قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬يمكن للجهات القضائية الجزائرية أن تنظر في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫المرتكبة خارج اإلقليم الوطني‪ ،‬إذا كانت الضحية جزائريا أو أجنبيا مقيما بالجزائر‪ ،‬كما يتم تحديد الجهة‬
‫القضائية المختصة على أساس مكان إقامة الشخص المضرور أو موطنه المختار لتسيير إجراءات‬
‫التقاضي‪.‬‬

‫ويبرر الخروج عن القواعد العامة الواردة في األحكام الجزائية باتساع الجرائم المرتكبة خارج إقليم الدولة‪،‬‬

‫ذلك أن القواعد العامة الجزائية تعرقل مكافحة الجرائم التي تقع خارج حدود الدولة‪ ،‬مما يؤدي إلى إفالت‬
‫‪2‬‬
‫مرتكبيها من العقاب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،20‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كريمة علة‪ :‬الجهات القضائية الجزائية ذات اإلختصاص الموسع‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪،00‬‬
‫العدد‪ ،10‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2100 ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تسليم المعطيات المخزنة‬

‫تنص المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 10-21‬على أنه‪ ":‬يمكن الجهات القضائية المختصة‪ ،‬وبمناسبة‬
‫التحقيق في إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬أن تأمر مقدمي الخدمات أو أي شخص‬
‫آخر بتسليمها أي معلومات أو معطيات تكون مخزنة باستعمال وسائل تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها قانونا"‪.‬‬

‫يستنتج من هذا النص أنه يمكن للجهات القضائية المختصة‪ ،‬أثناء قيامها بالتحري والتحقيق في أحد‬
‫الجرائم أن تعتمد على النظم والبرامج المعلوماتية األكثر تطو ار وحداثة‪ ،‬ولها أن تأمر مقدمي الخدمات أو‬
‫أي شخص آخر أن يقوم بتسليمها المعلومات والمعطيات المخزنة وذلك باستعمال وسائل تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واإلتصال الحديثة‪.‬‬

‫حيث عرف المشرع الجزائري مقدمي الخدمات من خالل نص المادة ‪ 12‬فقرة د بأنهم‪:‬‬

‫"‪ -0‬أي كيان عام أو خاص يقدم لمستعملي خدماته‪ ،‬القدرة على اإلتصال بواسطة منظومة معلوماتية أو‬
‫نظام لالتصاالت‪.‬‬

‫‪ -2‬وأي كيان أخر يقوم بمعالجة أو تخزين معطيات معلوماتية لفائدة خدمة اإلتصال المذكورة أو‬
‫‪2‬‬
‫لمستعمليها"‪.‬‬

‫ويقصد بالمعطيات المعلوماتية" أي عملية عرض للوقائع أو المعلومات أو المفاهيم في شكل جهاز‬
‫للمعالجة داخل منظومة معلوماتية بما في ذلك البرامج المناسبة التي من شأنها جعل منظومة معلوماتية‬
‫‪3‬‬
‫تؤدي وظيفتها"‪.‬‬

‫‪1‬أنظر المادة ‪ 22‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 2‬فقرة د‪ ،‬من القانون ‪ ،14-12‬المؤرخ في ‪ 04‬شعبان ‪ ،0411‬الموافق ‪ 0‬غشت ‪ ،2112‬يتضمن القواعد‬
‫الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال ومكافحتهما‪ ،‬عدد صفحاته من ‪.8-0‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 2‬فقرة ج‪ ،‬من القانون ‪ ،14/12‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫حيث يتم تسليم المعطيات المخزنة الواردة في المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 10-21‬حسب المادة ‪ 4‬فقرة ج من‬
‫القانون ‪ " 14-12‬لمقتضيات التحريات والتحقيقات القضائية عندما يكون من الصعب الوصول إلى نتيجة‬
‫‪1‬‬
‫تهم األبحاث الجارية دون اللجوء إلى المراقبة اإللكترونية"‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن هذه المعطيات ال يتم تسليمها إال بإذن من السلطات القضائية المختصة‪ ،‬ال وتحت‬
‫‪2‬‬
‫طائلة العقوبات المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وهذا حسب نص المادة ‪ 22‬من القانون ‪.10-21‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 10-21‬على ‪ ":‬يمكن الجهة القضائية المختصة‪ ،‬عند اإلقتضاء‪،‬‬
‫إصدار أمر إلى مقدمي الخدمات بالتحفظ الفوري على المعطيات المتعلقة بالمحتوى و‪ /‬أو بحركة السير‬
‫القانون‪ ،‬وفقا للكيفيات المحددة في التشريع الساري‬ ‫المرتبطة بالجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫‪3‬‬
‫المفعول"‪.‬‬

‫وعليه حسب هذه المادة‪ ،‬فإن حفظ المعطيات مرتبطة بقيام مزود الخدمة بتجميع المعطيات وتسجيلها‬
‫واإللتزام بحفظها في أوانها‪ ،‬واإلحتفاظ بها مستقبال لمتطلبات التحريات القضائية‪ ،‬واال يعد مسؤوال عن‬
‫‪4‬‬
‫إخالله بالتزامه‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فقد نصت المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 10-21‬على ‪ ":‬يمكن الجهة القضائية أن تأمر مقدم‬
‫خدمات تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول‪ ،‬بالتدخل الفوري لسحب أو‬
‫تخزين المحتويات التي يتيح االطالع عليها أو جعل الدخول إليها غير ممكن عندما تشكل جريمة من‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،4‬فقرة ج‪ ،‬من القانون ‪ 14/12‬المتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنلوجيات اإلعالم‬
‫واإلتصال ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،21‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫يزيد بوحليط‪ ،‬الجرائم اإللكترونية والوقاية منها في القانون الجزائري‪ ،‬في ضوء اإلتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية‬
‫المعلومات‪ ،‬قانون العقوبات‪ -‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬قوانين خاصة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،0240‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2102 ،‬ص ‪.404‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬أو بوضع ترتيبات تقنية تسمح بسحب أو تخزين هذه‬
‫‪1‬‬
‫المحتويات أو لجعل الدخول إليها غير ممكن"‪.‬‬

‫يستخلص من هذا النص أن مقدمي الخدمات ملزمون بمساعدة سلطات الضبط القضائي‪ ،‬وذلك بسحب‬
‫أو تخزين المعطيات السهلة الدخول لها‪ ،‬ووضع برامج تقنية تصعب الدخول لها إذا كانت تشكل جريمة‬
‫‪2‬‬
‫من جرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التبليغ والتسرب اإللكتروني‬

‫ورد في المادة ‪ 20‬من القانون ‪ "10-21‬يمكن ضابط الشرطة القضائية المختص وضع أليات‬
‫تقنية للتبليغ عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬عبر الشبكة اإللكترونية‪ ،‬ويعلم بذلك وكيل‬
‫‪3‬‬
‫الجمهورية المختص‪ ،‬فو ار الذي يأمر باإلستمرار في العملية أو بإيقافها"‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار تم استحداث تقنيات من طرف ضباط الشرطة القضائية عبر الشبكات اإللكترونية للتبليغ‬
‫عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫ويتم إعالم وكيل الجمهورية بتلك التعليقات ليأمر هو األخر‪ ،‬إما باإلستمرار‪ ،‬أو بإيقاف العملية‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 20‬من القانون نفسه على‪ ":‬مع مراعاة أحكام قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬يمكن وكيل‬
‫الجمهورية أو قاضي التحقيق‪ ،‬بعد إخطار وكيل الجمهورية‪ ،‬أن يأذن‪ ،‬تحت رقابته‪ ،‬لضابط الشرطة‬
‫‪4‬‬
‫القضائية‪ ،‬بالتسرب اإللكتروني إلى منظومة معلوماتية أو نظام لإلتصاالت اإللكترونية أو أكثر‪.‬‬

‫قصد مراقبة األشخاص المشتبه في ارتكابهم ألي جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪،‬‬
‫وذلك بإيهامهم أنه فاعل معهم أو شريك لهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،24‬من القانون‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بعجي محمد‪ ،‬إلتزامات مقدمي الخدمة عبر االنترنت‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪،14‬‬
‫العدد ‪ ،10‬جامعة الجزائر‪ ،2102 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،20‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،20‬من القانون ‪ ،10-21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫يمنع على ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬تحت طائلة بطالن اإلجراءات‪ ،‬إتيان أي فعل أو تصرف‪ ،‬بأي شكل‬
‫‪1‬‬
‫من األشكال‪ ،‬من شأنه تحريض المشتبه فيهم على ارتكاب الجريمة بغرض الحصول على دليل ضدهم"‪.‬‬

‫ومعنى هذا أنه بعد موافقة وكيل الجمهورية على التبليغ يأذن لضابط الشرطة القضائية بالتسرب‬
‫اإللكتروني‪ ،‬لمراقبة األشخاص المشتبه فيهم في إرتكاب الجريمة‪ ،‬حيث يعرف التسرب بأنه‪ ":‬تقنية من‬
‫تقنيات التحري والتحقيق الخاصة‪ ،‬تسمح لضابط الشرطة القضائية أو عون الشرطة القضائية بالتوغل‬
‫داخل جماعة إجرامية وذلك تحت مسؤولية ضابط شركة قضائية آخر مكلف بتنسيق عملية التسرب‪،‬‬
‫بهدف مراقبة أشخاص مشتبه فيهم وكشف أنشطتهم اإلجرامية‪ ،‬وذلك بإخفاء الهوية الحقيقية وتقديم‬
‫‪2‬‬
‫المتسرب لنفسه على أنه فاعل أو شريك"‪.‬‬

‫وبهذا‪ ،‬فإن التسرب اإللكتروني من بين إجراءات التحري والتحقيق التي استحدثها المشرع الجزائري‪ ،‬والتي‬
‫نص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وكذا قانون مكافحة الفساد‪ ،‬كما يمنع ضابط الشرطة القضائية‬
‫القيام بأي تصرف من شأنه أن يحرض المشتبه فيهم على ارتكاب الجريمة بهدف الحصول على دليل‬
‫‪3‬‬
‫ضدهم‪ ،‬وذلك تحت طائلة بطالن اإلجراءات‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 27‬من القانون السالف الذكر على ‪ ":‬يمكن وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق بعد إخطار‬
‫وكيل الجمهورية‪ ،‬أن يأذن‪ ،‬تحت رقابته‪ ،‬لضابط الشرطة القضائية‪ ،‬متى توفرت دواع ترجح ارتكاب‬
‫جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬بتحديد الموقع الجغرافي للشخص المشتبه فيه أو‬
‫المتهم أو وسيلة ارتكاب الجريمة أو أي شيء آخر له صلة بالجريمة وذلك باستعمال أي وسيلة من وسائل‬
‫‪4‬‬
‫تكنولوجيات اإلعالم و اإلتصال‪ ،‬أو بوضع ترتيبات تقنية معدة خصيصا لهذا الغرض"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،20‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مهدي شمس الدين‪ ،‬النظام القانوني للتسرب في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة‪ ،‬من مقتضيات نيل شهادة الماستر في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2104-2101‬ص ‪.40‬‬
‫‪3‬‬
‫أسماء عنتر‪ ،‬مكافحة الجرائم المستحدثة في التشريع الجزائري‪ "،‬التسرب نموذجي"‪ ،‬مجلة القانون العام الجزائري‬
‫والمقارن‪ ،‬العدد ‪ ،10‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،2107 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ، 27‬من القانون ‪،10-21‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫ولإلشارة فقد عرفه كذلك قانون اإلجراءات الجزائية بأنه‪" :‬يقصد بالتسرب قيام ضابط أو عون الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬تحت مسؤولية ضابط الشرطة القضائية المكلف بتنسيق العملية‪ ،‬بمراقبة األشخاص المشتبه في‬
‫إرتكابهم جناية أو جنحة بإيهامهم أنه فاعل معهم أو شريك لهم خاف‪.‬‬

‫يسمح الضابط أو عون الشرطة القضائية أن يستعمل لهذا الغرض هوية مستعارة وأن يرتكب عند الضرورة‬
‫األفعال المذكورة في المادة ‪ 00‬مكرر ‪ 04‬أدناه وال يجوز‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬أن تشمل هذه األفعال‬
‫‪1‬‬
‫تحريضا على ارتكاب جرائم"‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تحريك الدعوى العمومية‬

‫تحريك الدعوى العمومية هي أول مرحلة من إجراءات الدعوى حيث يتم تقديمها للقضاء للنظر‬
‫فيها‪ ،‬كما أنها تبدأ بالتحقيق من طرف قاضي التحقيق‪ ،‬وتهدف إلى توقيع الجزاء على كل من ارتكب‬
‫‪2‬‬
‫جريمة‪ ،‬وثبت عليه ارتكابها‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 28‬من القانون ‪ 10-21‬على ‪" :‬تباشر النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية تلقائيا‬
‫عندما يكون من شأن الجريمة المرتكبة المنصوص عليها في هذا القانون المساس باألمن والنظام‬
‫‪3‬‬
‫العموميين"‪.‬‬

‫ووفقا لهذه المادة تتولى النيابة العامة تلقائيا تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬في حالة وقوع جريمة ما من شأنها‬
‫المساس باألمن والنظام العموميين‪ ،‬والتدخل بعرض القضية على القضاء ومن ثم قيام المسؤولية الجزائية‬
‫على مرتكبيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة رقم ‪ 00‬مكرر ‪ ،04‬من األمر رقم ‪ ،000-00‬المؤرخ في ‪ 08‬صفر ‪ ،0180‬الموافق ل ‪ 8‬يونيو ‪،0200‬‬
‫يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬عدد صفحاته من ‪.081-0‬‬
‫‪2‬‬
‫حموم زينة‪ ،‬بوعباش جميلة‪ ،‬الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‪ ،‬تخصص القانون الجنائي والعلوم‬
‫اإلجرامية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2108-2107 ،‬ص ص ‪.01-8‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة‪ ،28‬من القانون‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 22‬من القانون ذاته‪ " :‬يمكن الجمعيات الوطنية الناشطة في مجال حقوق اإلنسان‬
‫إيداع شكوى أمام الجهات القضائية والتأسيس كطرف مدني في الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫‪1‬‬
‫القانون"‪.‬‬

‫معنى ذلك‪ ،‬أن المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان‪ ،‬هيئات رسمية‪ ،‬تهدف إلى حماية حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫ومنع اإلعتداء عليها‪ ،‬ونظ ار ألهميتها في ضمان حماية فعالة لألفراد‪ ،‬منحها القانون الحق في إيداع‬
‫شكاوى أمام الجهات القضائية‪ ،‬والتأسيس كطرف مدني في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ ،22‬من القانون ‪ ،10-21‬المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫خلصة الفصل‬

‫يستخلص من خالل دراستنا في هذا الفصل أنه بسبب الخطر الكبير الذي يلحقه التمييز وخطاب‬
‫الكراهية بالمجتمع الجزائري‪ ،‬فإن الدولة كانت سباقة في ردعه بوضع قانون يتضمن إستراتيجية وطنية‬
‫تهدف إلى نبذ العنف وأخلقة الحياة العامة لكل أفراد المجتمع وأيضا قامت بإدراج مجموعة من التدابير‬
‫والمبادئ التي تحقق العدل والمساواة بين األفراد وذلك بتكريس ثقافة التسامح والحوار وتقبل اآلخرين مهما‬
‫كان اختالفهم‪.‬‬

‫كما أجبرت الدولة وسائل اإلعالم على عرض برامج توعوية وتحسيسية بأهمية التسامح ودوره في ضمان‬
‫حياة مليئة بالسالم واألمن ‪ ،‬كما اعتمدت الدولة وضع آليات اليقظة التي تلعب دو ار كبي ار في اإلنذار‬
‫والكشف عن أي شكل من أشكال التمييز وخطاب الكراهية التي قد يمارسها البعض اتجاه البعض اآلخر‬
‫بسبب اإلختالفات الموجودة بينهم‪ ،‬إضافة إلى هذا فقد حث المشرع على تشجيع التعاون بين المؤسسات‬
‫لتجسيد ثقافة التعاون والمساواة وروح اإلخاء بين جميع األشخاص دون استثناء أو تمييز‪.‬‬

‫وأمام عجز وعدم قدرة الدولة على مكافحة ظاهرة التمييز وخطابات الكراهية فإنها استحدثت جهاز جديد‬
‫كآلية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية وهو المرصد الوطني باعتباره هيئة إستشارية تضم أفضل‬
‫الكفاءات الوطنية والذي يتجسد دوره في التعاون مع سلطات الضبط القضائي وتبليغهم عن جريمة التمييز‬
‫وخطاب الكراهية عند حدوثها‪.‬‬

‫للتوقي من جميع أشكال التمييز وخطاب الكراهية نص القانون ‪ 10-21‬على القواعد اإلجرائية التي‬
‫تتخذها الدولة في حالة ثبوت وجود تمييز وخطاب الكراهية حيث تساعد سلطات الضبط القضائي‬
‫وتسهل عليهم عملية التحقيق والتحري عن الجريمة‪.‬‬

‫ولتوسيع نطاق الحماية القانونية لألفراد فقد وسع المشرع الجزائري من دائرة األشخاص الذين لهم الحق في‬
‫تحريك الدعوى العمومية لجريمة التمييز وخطاب الكراهية ليشمل حتى الجمعيات الوطنية الناشطة في‬
‫مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الكراهية‬

‫وللوقاية من خطر التمييز والكراهية فقد تضمن القانون ‪ 10-21‬مجموعة من الجرائم المتعلقة بالتمييز‬
‫والكراهية ووضع عقوبات رادعة لمرتكبيها‪.‬‬

‫وبهذا يتمثل هدف المشرع من خالل وضعه لهذا القانون في الحد من التمييز وخطاب الكراهية وتكريس‬
‫مبدأ المساواة والعدالة والتالحم بين كل الشعب‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫وفي ختام هذه الدراسة يمكن القول أن جريمة التمييز وخطاب الكراهية من أبشع الجرائم التي‬
‫عرفها العالم وال زالت تعاني منها البشرية‪ ،‬وذلك لما تتسبب فيه من انتهاكات لحقوق اإلنسان وحرمانه من‬
‫مبدأ المساواة مع باقي أفراد المجتمع‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تهديد أمن واستقرار المجتمع اللذان يعدان‬
‫الركيزة األساسية لقيام الدولة وتماسك شعبها‪ ،‬ولكون هذه الجرائم تشكل خط ار جسيما على المجتمع فقد‬
‫جرم المشرع الجزائري أفعال التمييز وخطاب الكراهية بموجب قانون العقوبات‪ ،‬غير أن هذا لم يكن كافيا‬
‫وذلك إلتساع نطاق هذه الجرائم وانتشارها بشكل كبير خاصة على مستوى مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫ولهذا فقد جاء المشرع الجزائري بآليات وقائية لمكافحة جرائم التمييز وخطاب الكراهية وتتمثل هذه‬
‫اآلليات في مبادئ موضوعية وأخرى مؤسساتية‪ ،‬فالمبادئ الموضوعية هي مبدأ وضع إستراتيجية وطنية‬
‫للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬مبدأ إتخاذ الدولة والمؤسسات العمومية اإلجراءات الالزمة للوقاية‬
‫من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬مبدأ مشاركة المجتمع المدني ووسائل اإلعالم في الوقاية من التمييز‬
‫وخطاب الكراهية‪.‬‬

‫أما المبادئ المؤسساتية فتتمثل في المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬كما وضع‬
‫المشرع الجزائري مجموعة من القواعد اإلجرائية للتصدي لهما‪.‬‬

‫ويمكن القول أن اإلجابة على اإلشكال المطروح ليس باألمر الهين ألنها تستبق تفعيل القانون وقابليته‬
‫ألي مستجدات قد تط أر عليه وأنه ال يمكن تقييمه ألنه سابق لوقته‪ ،‬ولحداثة هذا القانون تعذر علينا تقدير‬
‫عمل المرصد والمهام الم وكلة له التي لم يتم مباشرتها بعد‪ ،‬وعدم صدور المرسوم الذي ينصب تشكيلة‬
‫المرصد الوطني للبدأ في رصد كل أفعال التمييز وخطاب الكراهية وبالرغم من حداثة هذا القانون الذي ال‬
‫ي ازل في انتظار صدور المراسيم التنفيذية لدخوله حيز النفاذ‪ ،‬وتأخر المشرع الجزائري في تجريمه ألفعال‬
‫التمييز وخطاب الكراهية ‪ ،‬إال أن هذا القانون الذي استحدثه المشرع يعد مرحلة لإلنتقال والتقدم نحو تغيير‬
‫أساليب التعايش والقضاء على كافة أشكال التمييز وخطابات الكراهية إلرساء السلم واألمن المجتمعي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الخاتمة‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ -1‬من خالل التعاريف الفقهية والقانونية فإن التمييز وخطاب الكراهية آفة خطيرة ولها صور عديدة من‬
‫شأنها حرمان بعض فئات المجتمع من التمتع بحقوقهم على قدم المساواة مع غيرهم‪.‬‬
‫‪ -2‬إضافة المشرع الجزائري لعناصر جديدة يقوم عليها التمييز لم يسبق ذكرها في اإلتفاقيات الدولية‬
‫كالصحة واللغة واالنتماء الجغرافي‪.‬‬
‫‪ -3‬كما أضاف عناصر اإلهانة واإلزدراء التي لم يتم التطرق لها في العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية وال في اإلتفاقيات الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪.‬‬
‫‪ -4‬ضف إلى ذلك أن المشرع الجزائري قد أغفل عنصر الدين كأساس يقوم عليه التمييز وخطاب‬
‫الكراهية ولإلشارة فإن المشرع الجزائري قد أصاب في ذلك ألن الجزائر دولة مسلمة تقوم على وحدة‬
‫الدين والمعتقد ووحدة الشعب وذلك على خالف الدول التي تقوم على تعدد الديانات‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع المشرع مبادئ عامة ألخلقة الحياة العامة ونبذ العنف ونشر ثقافة التسامح‪ ،‬واستحداث آلية‬
‫المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية هو خطوة هامة في مجال حقوق اإلنسان‬
‫والحريات العامة وذلك بالنظر للصالحيات الواسعة الممنوحة له‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع المشرع الجزائري مجموعة من القواعد اإلجرائية لمكافحة جرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬
‫‪ -7‬كما أن المشرع الجزائري لم يميز بين الشخص الطبيعي والمعنوي في توقيع العقوبة في حالة ارتكاب‬
‫أحد الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون بالعقوبات الواردة في قانون العقوبات‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫اإلسراع بتفعيل المرصد الوطني لمباشرة مهامه للوقاية من كل جميع أشكال التمييز‬ ‫‪ -‬ضرورة‬
‫وخطابات الكراهية والحد من انتشارها‪.‬‬
‫المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب‬ ‫‪ -‬من األجدر على المشرع إعادة النظر في إد ار‬
‫الكراهية بموجب الدستور بدال من إنشائه بموجب قانون‪ ،‬ألن كل اإلتفاقيات الدولية تحث على ذلك‬
‫وأن مهمته وهدفه األساسي ومبررات وجوده تتمثل في الدفاع عن حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‬
‫مثلها مثل المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ار للترابط الوثيق بين المرصد الوطني والجهاز القضائي‪ ،‬فإنه يتعين على المشرع الجزائري تعزيز‬
‫تشكيلة المرصد بإد ار ممثلين عن القضاة كما هو الحال بالنسبة للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬يتعين على كل فرد من أفراد المجتمع المساهمة في بعث قيم التسامح والتعاون وتنمية روح المواطنة‬
‫والديمقراطية بينهم‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫‪ -‬القرآن الكريم‬

‫ثانيا‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ ‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -‬التعديل الدستوري الجزائري الجديد الصادر بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 440/02‬تاريخ ‪ 51‬جمادى‬
‫األولى عام ‪ ،5440‬الجريدة الرسمية للجمهورية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬الموافق ل ‪02‬‬
‫ديسمبر ‪.0202‬‬
‫‪ ‬اإلتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬إعتمد وصدر رسميا بقرار الجمعية العامة ‪ 052‬ألف (د‪)0-‬‬
‫المؤرخ في ‪.5442/50/52‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقية األوروبية لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬معدلة بالبروتوكولين رقم ‪ 55‬و ‪54‬‬
‫ومتممة بالبروتوكول اإلضافي والبروتوكوالت رقم ‪ ،50 ،50 ،22 ،20 ،24‬روما‪.5412/50/4 ،‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬عرضت للتوقيع والتصديق بقرار‬
‫الجمعية العامة (‪ )0520‬ألف (د‪ )02-‬المؤرخ في ‪ ،5401/50/05‬دخلت حيز النفاذ‬
‫‪.5404/25/4‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬سان خوسيه (أعد النص في إطار منظمة الدول األمريكية)‪،‬‬
‫مكتبة حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة منيسوتا‪.5404 ،‬‬
‫‪ -‬اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين إعتمد بقرار الجمعية العامة رقم ‪( 0442‬د‪.5421/50/4 ،)02-‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ ،‬إعتمدت بقرار الجمعية العامة ‪0202‬‬
‫(د‪ )02-‬المؤرخ في ‪ ، 5420/55/02‬دخلت حيز النفاذ ‪.5420/22/52‬‬
‫‪ -‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واإلنظمام لقرار‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 0022‬ألف (د‪ ، )05-‬المؤرخ في ‪ ،5400/50/50‬دخل حيز النفاذ‬
‫‪.5420/0/00‬‬

‫‪89‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ‪.5424‬‬


‫‪ -‬إعالن ب شأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد‪،‬‬
‫واعتمد بقرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪.5425/55/01 ،00/11‬‬
‫‪ -‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان‪ ،‬ديوان المظالم‪ ،‬قرار مجلس جامعة‬
‫الدول العربية‪.0224 ،‬‬
‫‪ -‬إتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة المعتمدة بقرار الجمعية العامة رقم ‪ 05/520‬المؤرخ في‬
‫‪.0220/50/50‬‬
‫‪ -‬تقرير وطني مقدم وفقا للفقرة ‪( 51‬أ) من مرفق قرار مجلس حقوق اإلنسان ‪ 5/1‬اعتمد بقرار الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة‪.0222/1/0 ،‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬مكافحة خطاب التحريض على‬
‫الكراهية العنصرية‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬لجنة القضاء على التمييز العنصري‪ ،‬التوصية العامة رقم ‪،01‬‬
‫‪.0250‬‬
‫‪ -‬تقرير المقررة الخاصة المعنية بقضايا األقليات‪ ،‬مجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬قرار ريتا إيجاك المعتمد‬
‫بقرار الجمعية العامة‪ ،‬الدورة الثامنة والعشرون‪ ،‬البند ‪ 0‬من جدول األعمال‪ ،‬تعزيز وحماية جميع‬
‫حقوق اإلنسان المدنية والسياسية واإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية بما في ذلك الحق في التنمية‪،‬‬
‫‪.0251‬‬
‫‪ -‬توصية السياسة العامة‪ ،‬رقم ‪ 51‬للجنة األوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب بشأن مكافحة خطاب‬
‫الكراهية المعتمدة في ‪ ،0251/50/2‬ستراسبورغ‪.0250/0/05 ،‬‬
‫‪ -‬التوصيات العامة للجنة القضاء على التمييز العنصري‪ ،‬التوصية العامة رقم ‪( 04‬الدورة الحادية‬
‫والستون‪ ،)0220-‬مركز األمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق اإلنسان لجنوب غرب آسيا‬
‫والمنطقة العربية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر‪.0252-5422‬‬
‫‪ ‬المؤتمرات‪:‬‬
‫‪ -‬المؤتمر العام لليونيسكو‪ ،‬الدورة الثامنة والعشرون‪ ،‬المعتمد إلعالن مبادئ بشأن التسامح‪ ،‬باريس‪،‬‬
‫‪.5441/55/50‬‬

‫‪90‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬القوانين‬
‫‪ -‬القوانين العضوية‪:‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 21-50‬المؤرخ في ‪ 52‬صفر عام ‪ 5400‬الموافق ‪ 50‬يناير سنة ‪0250‬‬
‫يتعلق باإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬القوانين العادية ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 24-20‬المؤرخ في ‪ 01‬صفر عام ‪ 5400‬الموافق ل ‪ 1‬ماي ‪ ،0220‬المتعلق بحماية‬
‫االشخاص المعوقين وترقيتهم بالجزائر‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪04‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 54‬ماي ‪.0220‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،24-24‬المؤرخ في ‪ 54‬شعبان ‪ ،5402‬الموافق ل ‪ 1‬غشت ‪ ،0224‬يتضمن القواعد‬
‫للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 25-54‬المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ ،0254‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪ 510-00‬المتضمن‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 2‬بتاريخ ‪.0250/20/54‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 21-02‬مؤرخ في ‪ 1‬رمضان ‪، 5445‬الموافق ل ‪ ،0202/24/02‬يتعلق بالوقاية من‬
‫التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما‪.‬‬
‫‪ -‬األوامر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،511-00‬المؤرخ في ‪ 52‬صفر ‪ ،5020‬الموافق ل ‪ 2‬يونيو ‪ ،5400‬يتضمن قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،510-00‬المؤرخ في ‪ 52‬صفر‪، 5020‬الموافق ل ‪ 2‬يونيو ‪ ،5400‬المتضمن قانون‬
‫العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،25-02‬المؤرخ في ‪ 4‬ذي الحجة ‪ 5445‬الموافق ل ‪ 02‬يوليو ‪ 0202‬يعدل ويتمم‬
‫األمر رقم ‪ ،510-00‬المؤرخ في ‪ 52‬صفر عام ‪ ،5020‬الموافق ‪ 2‬يونيو ‪ ،5400‬والمتضمن‬
‫قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫ثالثا‪ :‬المراجع‬

‫‪ -1‬المؤلفات‪:‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬دار‬
‫‪ -‬أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القُرشي ّ‬
‫الكتاب الحديث‪5400،‬ه‪0250 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد يوسف أحمد وممدوح حمزة‪ ،‬صناعة الكراهية في العالقات العربية‪ -‬األمريكية‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد عزت‪ ،‬فهد البنا‪ ،‬نهاد عبود‪ ،‬خطابات التحريض وحرية التعبير‪ ،‬الحدود الفاصلة‪ ،‬مؤسسة‬
‫حرية الفكر والتعبير‪ ،‬شارع أحمد باشا‪ ،‬الدور السادس‪-‬جاردن سيتي‪-‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬زيد رعد الحسين‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬دليل عملي للمجتمع المدني‪ ،‬الحيز المتاح‬
‫للمجتمع المدني ونظام حقوق اإلنسان في األمم المتحدة‪.0254 ،‬‬
‫‪ -‬محمد ملياني‪ ،‬محاضرات في تحليل الخطاب‪ ،‬دراسات أدبية‪ ،‬كلية األداب واللغات‪ ،‬قسم اللغة‬
‫واألدب العربي‪.‬‬
‫‪ -‬سيد إبراهيم الدسوقي‪ ،‬الحماية الدولية لحقوق المرأة على ضوء إتفاقية منع التمييز الجنسي‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬
‫‪ -‬رشدي شحاتة‪ ،‬إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة من المنظور اإلسالمي‪ ،‬مكتبة‬
‫الوفاء القانونية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪.0254 ،‬‬
‫‪ -‬شريف سليمان‪ ،‬الدليل التدريبي حول مواجهة خطاب الكراهية في فلسطين‪ ،‬المركز الفلسطيني‬
‫للتنمية والحريات اإلعالمية "مدى"‪.0252 ،‬‬
‫‪ -‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الحماية القانونية للمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية وعدم التمييز ‪ :‬في إطار‬
‫اإلتفاقيات الدولية والقانون الوضعي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬اإلسكندرية‪.0250 ،‬‬
‫‪ -2‬المقاالت العلمية‪:‬‬
‫‪ -‬األزهر لعبيدي‪ ،‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية في التشريع الجزائري (قراءة في القانون رقم ‪21/02‬‬
‫المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما على ضوء اإلتفاقيات الدولية لحقوق‬
‫اإلنسان)‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،4‬العدد‪ ،5‬مخبر السياسات العامة‬
‫وتحسين الخدمة العمومية بالجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪.0202،‬‬
‫‪92‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬أسماء عنتر‪ ،‬مكافحة الجرائم المستحدثة في التشريع الجزائري‪ "،‬التسرب نموذجي"‪ ،‬مجلة القانون‬
‫العام الجزائري والمقارن‪ ،‬العدد ‪ ،20‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪،‬‬
‫مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.0252 ،‬‬
‫‪ -‬بلحرش عالل‪ ،‬أمال جبار‪ ،‬تجريم قانون العقوبات الجزائري لظاهرة التمييز العنصري‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية للدراسات اإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،0‬العدد‪ ، 5‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.0202 ،‬‬
‫‪ -‬بن عودة نبيل‪ ،‬بن قارة مصطفى عائشة‪ ،‬التعاون القضائي بين الدول ودوره في مكافحة الجرائم‬
‫المتعلقة بالتمييز وخطاب الكراهية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العددـ‪52‬ـ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0202‬‬
‫‪ -‬بعجي محمد‪ ،‬إلتزامات مقدمي الخدمة عبر االنترنت‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬الجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،25‬جامعة الجزائر‪.0254 ،‬‬
‫‪ -‬وافي حاجة‪ ،‬خطاب الكراهية بين حرية التعبير والتجريم‪ ،‬دراسة من منظور أحكام القانون والقضاء‬
‫الدوليين‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث القانونية والسياسية‪،‬المجلد‪ ،4‬العدد‪ ،5‬جامعة عبد الحميد بن‬
‫باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.0202،‬‬
‫شرون‪ ،‬أحكام جريمة التمييز المستحدثة في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫‪ -‬حسينة ّ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.0251،‬‬
‫شرون‪ ،‬أسباب إباحة جريمة التمييز في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫‪ -‬حسينة ّ‬
‫والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.0250 ،‬‬
‫‪ -‬كريمة مزوز‪ ،‬خطاب الكراهية من خالل وسائل اإلعالم وأثره على مسألة حماية المؤسسات‬
‫اإلعالمية زمن النزاعات المسلحة‪ ،‬جامعة أم البواقي‪.0250 ،‬‬
‫‪ -‬كريمة علة‪ ،‬الجهات القضائية الجزائية ذات اإلختصاص الموسع‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث‬
‫القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،55‬العدد‪ ،25‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0251،‬‬
‫‪ -‬محمد بن سليمان بن عبد اهلل الراشدي‪ ،‬دور المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان في مواجهة الكراهية‬
‫والتعصب ونشر ثقافة التسامح‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬محمد ممدوح شحاتة خليل‪ ،‬التمييز العنصري وأحكامه في الفقه اإلسالمي(دراسة مقارنة)‪ ،‬حولية‬
‫كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات‪ ،‬المجلد(‪ ،)21‬العدد ‪ ،04‬قسم الدراسات اإلسالمية‪ ،‬كلية‬
‫األداب‪ ،‬جامعة المنيا‪ ،‬اإلسكندرية (د س ن)‪.‬‬
‫‪ -‬محمود شرفي‪ ،‬صالح الدين جبار‪ ،‬تأثير تطور التكنولوجيا المعلوماتية على تنامي الجريمة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة لونيسي علي‪ ،‬البليدة ‪ ،0‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬منال مروان هنجد‪ ،‬جرائم الكراهية (دراسة تحليلية مقارنة)‪ ،‬دورية علمية محكمة للعلوم القانونية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،51‬العدد‪ ،5‬رمضان ‪ 5404‬ه ‪/‬يونيو ‪.0252‬‬
‫‪ -‬سعد عبد السالم‪ ،‬جذور صناعة خطاب الكراهية في ثقافة المجتمع المعاصر‪ ،‬مجلة التمييز الفكري‬
‫للعلوم اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.0205 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الحق مجيطنة‪ ،‬مفهوم العنف اإلجتماعي في البحوث السيسيولوجية بين الطرح العلمي والطرح‬
‫اإليديولوجي‪ " ،‬قراءة إيسيمولوجية"‪ ،‬المجلة العلمية لجامعة الجزائر‪ ،0‬المجلد ‪ ،0‬العدد ‪ ،55‬كلية‬
‫األداب واللغات‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجزائر‪.0252 ،‬‬
‫‪ -‬عبد اللّه بن محمد العمرو‪ ،‬ثقافة الكراهية وصلتها بالثقافتين اإلسالمية والغربية‪ ، ،‬مجلة العلوم‬
‫الشرعية‪ ،‬العدد ‪ 04‬محرم ‪5400‬ه‪ ،‬قسم الثقافة اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن‬
‫سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫لدحض الكراهية والتمييز وتطبيقاتها‬ ‫‪ -‬عليا زكرياء‪ ،‬القانون العام‪ ،‬اآلليات القانونية المستحدثة‬
‫المعاصرة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬كلية القانون جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫‪.0252‬‬
‫‪ -‬علي محمد العطر‪ ،‬اسماعيل كاظم العيساوي‪ ،‬الكراهية مفهومها وأحكامها في ضوء الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫مجلة الصراط‪ ،‬المجلد‪ ،05‬العدد‪ ،0‬جامعة الشارقة اإلمارات العربية المتحدة‪.0254 ،‬‬
‫‪ -‬قاسمي سمير‪ ،‬التمييز وخطاب الكراهية بين القانون ‪ 21/02‬واإلتفاقيات الدولية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،1‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬الجزائر‪.0205،‬‬
‫‪ -‬صالح أحمد الفرجاني‪ ،‬مبدأ المساواة أمام القانون وتطبيقاته في القانون الليبي‪ ،‬العدد‪ ،0‬مجلة العلوم‬
‫القانونية والشرعية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة طرابلس ‪.0251،‬‬

‫‪94‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬رضوان بوجمعة‪ ،‬خطابات الكراهية في وسائل اإلعالم وآليات مواجهتها‪ ،‬القانون الدولي اإلنساني‬
‫واألخالقيات المهنية‪ ،‬المجلة الجزائرية لالتصال‪ ،‬المجلد‪ ،54‬العدد‪ ،)0202(20‬كلية علوم اإلعالم‬
‫واإلتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0‬‬
‫‪ -3‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬
‫‪ ‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ -‬جمال قاسمية‪ ،‬منع التمييز في القانون الدولي لحقوق اإلنسان وآثاره ‪،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0222/0220 ،‬‬
‫‪ -‬يزيد بوحليط‪ ،‬الجرائم اإللكترونية والوقاية منها في القانون الجزائري في ضوء اإلتفاقيات العربية‬
‫لمكافحة تقنية المعلومات‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬قوانين خاصة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،5441‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪.0254،‬‬
‫‪ -‬محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬جرائم التمييز والحض على الكراهية والعنف دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬القانون الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة ‪.‬‬
‫‪ ‬رسائل الماجستير‪:‬‬
‫‪ -‬ميساء عبد الكريم أبو اصليح‪ ،‬حق المساواة في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬رسالة إلستكمال‬
‫متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الشرق األوسط ‪.0254 ،‬‬

‫‪ -‬فوزية شيباني ‪ ،‬دور البرامج التكوينية في إحداث التغيير في السلوك التنظيمي‪ ،‬دراسة ميدانية بوحدة‬
‫من وحدات قطاع األمن بأم البواقي‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير في علم النفس العمل‬
‫والتنظيم‪.0252-0224،‬‬
‫‪ ‬مذكرات الماستر‪:‬‬
‫‪ -‬إبتسام سيد عبد القادر‪ ،‬غانية سنحي‪ ،‬التحريض على الجريمة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬
‫الحقوق‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬الخاص والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪.0254-0250 ،‬‬
‫‪ -‬داود فايز‪ ،‬مدي رفيق‪ ،‬جريمة السب في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لمقتضيات نيل شهادة‬
‫الماستر أكاديمي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،‬فرع الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة‬
‫محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.0202-0254 ،‬‬

‫‪95‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬حموم زينة‪ ،‬بوعباش جميلة‪ ،‬الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في القنون‪ ،‬تخصص‬
‫القانون الجنائي والعلوم اإلجرامية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.0252-0252 ،‬‬
‫‪ -‬مهدي شمس الدين‪ ،‬النظام القانوني للتسرب في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة‪ ،‬من مقتضيات نيل‬
‫شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.0254-0250 ،‬‬
‫‪ -‬سويس أسماء‪ ،‬التحريض على الجريمة في قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة من متطلبات نيل‬
‫شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.0250-0251 ،‬‬
‫‪ -‬خان محمد رضا عادل ‪،‬جريمة التمييز العنصري في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة من مقتضيات‬
‫نيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪.0250/0251‬‬
‫‪ -4‬الدراسات‪:‬‬
‫‪ -‬التمييز وخطاب الكراهية مابين مصر والعالم‪ ،‬نحتاج إلى عالم أكبر من التسامح والعدالة‪ ،‬مركز‬
‫هرود لدعم التعبير الرقمي‪ ،‬القاهرة‪.0250 ،‬‬
‫‪ -‬دولة فلسطين‪ ،‬و ازرة الخارجية والمغتربين‪ ،‬من مسودة التقرير الوطني االول المعد بموجب المادة ‪4‬‬
‫لإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪.‬‬
‫‪ -5‬المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫‪ ‬باللغة العربية‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪.5440 ،‬‬
‫‪ -‬الزمخشري‪ ،‬الكشاف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪.5422 ،‬‬
‫‪ -‬جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم(المشهور بابن المنظور)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد ‪ ، 0‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫الفيروزبادي‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬طبعة ‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫آ‬ ‫‪ -‬مجد الدين محمد بن يعقوب‬
‫‪.0221‬‬
‫‪ -‬عربي‪ -‬عربي‪ ،‬معجم الكنز‪ ،‬منشورات عشاش‪ ،‬الجزائر‪.0220 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬باللغة الفرنسية‬
‫‪- La Rousse ,Nouveau dictionnaire des débutants ,France ,2005‬‬

‫‪- Larousse ,dictionnaire de francais,2006 .‬‬

‫‪ -6‬المواقع باإللكترونية‬
‫‪ -‬األبارتيد‪ ،‬نشأة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا‪ ،‬منشورة على موقع ‪:‬‬
‫‪،https://www.aljazeera.net‬‬
‫‪ -‬الجديد‪ ،‬خطاب الكراهية‪ ،‬األشقاء واألعداء يتشاركون في صناعة الشقاء‪ ،‬منشورة على‬
‫الموقع‪ ،https:// aljadeed-magasine.com،‬بتاريخ ‪ ،0205/20/05‬على الساعة ‪52:42‬‬
‫‪ -‬المناقشة العامة للجمعية العامة بشأن " استراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب"‪ ،‬منشورة‬
‫على الموقع‪ ،https://www.un.int :‬بتاريخ ‪ ،0205 /20/2‬على الساعة ‪.55.50‬‬
‫‪ -‬التمييز ضد مسلمي أوروبا بتقرير" أمنستي"‪ ،‬منشور على موقع‪،https://www.aljazeera.net :‬‬
‫بتاريخ ‪ ،0205/20/05‬على الساعة ‪.55:14‬‬
‫‪ -‬أنطونيو غوتيريش‪ ،‬إستراتيجية األمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية‪،0254،‬‬
‫ص‪ ،https://www.news-un-org،4‬يوم الجمعة ‪ 4‬جوان ‪ ،0205‬على الساعة ‪50:51‬‬
‫‪ -‬بلقاسم زغماتي‪ ،‬عرض مشروع قانون تمهيدي للوقلية من التمييز وخطاب الكراهية‪ ،‬منشور على‬
‫موقع‪ https://www.aps.dz :‬بتاريخ ‪ ،0205/20/54‬على الساعة ‪.91:91‬‬
‫‪ -‬بسيوني حمادة‪ ،‬كفانا فرقة "معاضد إعالم الكراهية"‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‪ ،‬قسم اإلعالم‪ /‬مسار‬
‫اإلتصال اإلستراتيجي‪ ،‬مشروع التخرج ‪،0250‬منشور على الموقع‪HTTPS:// :‬‬

‫‪WWW.QU.EDU.QA,‬بتاريخ ‪ 8482/40/82‬على الساعة‪. 11 :45 :‬‬

‫‪ -‬منظمة األمم المتحدة‪ ،‬استراتيجية األمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية‪ ،‬منشور على موقع‪:‬‬
‫‪ ،https://news.un.org‬بتاريخ ‪ ،0205/20/2‬على الساعة‪.52.02‬‬
‫‪ -‬مفهوم الخطاب لغة‪ -‬حروف عربي‪ -‬حروف عربي‪ ،‬موسوعة المحتوى العربي‪ ،‬مفاهيم عامة‪،‬‬
‫منشور على موقع‪ ،https://horofar.com :‬بتاريخ ‪ ،0205/24/01‬على الساعة ‪.55:50‬‬

‫‪ -‬محمد المنشاوي‪ ،‬عام على مقتل جورج فلويد‪..‬ماذا تغير في أمريكا؟‪ ،‬منشور على موقع‪https:// :‬‬
‫‪ ،aljazeera.net.news‬بتاريخ ‪ ،0205/1/01‬على الساعة ‪.02:02‬‬

‫‪97‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬تعريف التمييز‪ ،‬منشور على موقع‪ ، https://www.mawdo3.com :‬بتاريخ ‪،0205/24/54‬‬


‫على الساعة ‪.52:52‬‬

‫‪98‬‬
‫الفهرس‬

‫شكر وتقدير‬
‫إهداء‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‪...................................................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماهية التمييز وخطاب الكراهية‪............................‬‬
‫‪7‬‬ ‫تمهيد ‪....................................................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التمييز وخطاب الكراهية‪.............................‬‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف التمييز‪.......................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي واإلصطالحي للتمييز‪.......................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف التمييز في بعض المواثيق الدولية والقوانين المقارنة‪.................‬‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف التمييز في التشريع الجزائري‪..........................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف خطاب الكراهية‪.................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي واإلصطالحي لخطاب الكراهية ‪..............................‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف خطاب الكراهية ضمن بعض اإلتفاقيات الدولية والقوانين المقارنة‪.......‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف خطاب الكراهية في التشريع الجزائري‪.................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال التمييز وخطاب الكراهية‪...........................‬‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أشكال التمييز‪.................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التمييز على أساس الجنس واللون‪............................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬التمييز على أساس النسب واإلعاقة‪........................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التمييز على أساس العرق والدين أو المعتقد‪.................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬التمييز على أساس األصل القومي واإلثني‪...................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال خطاب الكراهية‪..........................‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خطاب التمييز والعنصرية‪..................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خطاب التحريض‪...........................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خطاب السب‪...............................................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫خالصة الفصل‪..........................................................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التدابير الموضوعية واإلجرائية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪....‬‬
‫‪50‬‬ ‫تمهيد ‪.....................................................................................‬‬

‫‪96‬‬
‫الفهرس‬

‫‪52‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اآلليات الموضوعية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪............‬‬


‫‪52‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المبادئ العامة للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪........‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبدأ وضع إستراتيجية وطنية للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪..............‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ إتخاذ الدولة والمؤسسات العمومية اإلجراءات الالزمة للوقاية من التمييز و‬
‫خطاب الكراهية‪..........................................................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ مشاركة المجتمع المدني ووسائل اإلعالم في الوقاية من التمييز وخطاب‬
‫الكراهية ‪.................................................................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.......................‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جريمة التحريض واقتران العنف بالتمييز وخطاب الكراهية‪.......................‬‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬جريمة الترويج ألفعال التمييز وخطاب الكراهية‪.................................‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية الواقعة على األطفال‪...........................‬‬
‫‪69‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التصدي اإلجرائي لجرائم التمييز وخطاب الكراهية‪........................‬‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب األول‪:‬المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪......‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪....................‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيلة المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪....................‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مهام المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية‪......................‬‬
‫‪75‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد المتابعة اإلجرائية لجرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االختصاص القضائي الجزائري لجرائم التمييز وخطاب الكراهية المرتكبة خارج‬
‫اإلقليم الوطني‪............................................................................‬‬

‫‪77‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬تسليم المعطيات المخزنة‪.......................................................‬‬


‫‪79‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التبليغ والتسرب اإللكتروني‪...................................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تحريك الدعوى العمومية‪.......................................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫خالصة الفصل‪............................................................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫الخاتمة‪...................................................................................‬‬
‫‪89‬‬ ‫قائمة المراجع‪.............................................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫الفهرس‪...................................................................................‬‬
‫الملخص‬

‫‪97‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫إن ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية هي صورة من صور اإلعتداء على حقوق األفراد وحرياتهم‬
‫العامة‪ ،‬ولهذا ضرر جسيم على سالمة وأمن المجتمع ألنها تشتمل على العديد من حاالت العنف والكره‪،‬‬
‫وتتعدد أغراض هذه الجريمة التي يقوم بها شخص أو مجموعة من األشخاص اتجاه فئات معينة في‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث قد يكون الغرض منها التفرقة ونشر العداوة واشعال نار الفتنة بين مختلف فئات المجتمع‪.‬‬

‫وقد عرفت ظاهرة التمييز وخطاب الكراهية انتشا ار واسعا بما يتعارض مع حقوق اإلنسان خاصة على‬
‫مستوى وسائل اإلعالم واإلتصال ‪ ،‬مما أدى إلى بلوغها مستويات خطيرة أدت إلى تفكك المجتمع‪.‬‬

‫األمر الذي أدى بالمشرع الجزائري إلى تجريم أفعال التمييز وخطاب الكراهية وذلك باستحداثه للقانون‬
‫‪ 20-02‬الذي جاء بجملة من المبادئ العامة واإلجراءات الالزمة للوقاية من كافة أشكال التمييز وخطاب‬
‫الكراهية‪ ،‬وكذلك استحداث المرصد الوطني للغرض ذاته‪.‬‬

‫وقد جاء المشرع بهذه اآلليات للوقاية والرصد المبكر لهذه األفعال التي تساهم في المساس بوحدة‬
‫المجتمع‪ ،‬كما بين المشرع لهذه األفعال عقوبات ردعية للحد من انتشارها والحفاظ على استقرار المجتمع‬
‫وأمنه‪.‬‬
‫ باللغة اإلنجليزية‬:‫ثانيا‬

The phenomenon of discrimination and hate speech is a form of aggression


against the public rights and freedoms,this has a serious impact on the safety
and security of society because it involves many cases of violence and hatred.

The purposes of this crime by a person or group of persons are numeros towards
certain groups in society , they may have the purpose of distinguishing
spreading hostility and igniting discord among different groups in society .

The phenomenon of discrimination and hate speech is widespread , contrary to


human rights , especially in the media and communication, this led to serious
levels ,leading to the disintegration of society.

This has led the Algerian legislature to criminalize acts of discrimination and
hate speech by introducing 20-05 law, which is based on a number of
principles, and procedures for the prevention of all forms of discrimination and
hate speech, as well as the creation of the national observatory for the same
purpose, the legislator has introduced these mechanisms for the prevention, and
early monitoring of such acts, which contribute to undermining the unity of
society, the legislator has also provided such acts with deterrent sanctions to
limit their spread and to preserve the stability n security of society.

You might also like