ٔ ٔ ٔ ٔ رونيه ديكارت يعتبر ديكارت ان العقل ذاك النور الفطري الطبيعي هو ما يمثل جوهر الذات ،وبدونه ﻻ يمكن لﻺنسان ان يعي وجوده ويبلغ الحقيقة ،وعلى ذلك فهوية الشخص تتحدد بالوعي وخاصية التفكير باعتبار ان محلهما العقل )انا شيء مفكر(.
هل تقوم على الوحدة والتطابق ٔام التعدد والتغير؟
ٔ ٔ وحدة الذات اﻹنسانية )اﻻنا( واستمراريتها الزمنية المعبرة عن الهوية الشخصية تتجسد في الشعور )الوعي المقترن بالفكر( الذي يميز الشخص المفكر ،وفي الذاكرة التي هي امتداد للشعور في الزمان والمكان) .بما ان الوعي يرافق الفكر جون لوك باستمرار :فإن هذا ما يجسد الهوية الشخصية(. ٔ ٔ اساس هوية الشخص هو اﻹرادة؛ إرادة الحياة بوصفها نواة الوجود اﻹنساني الذي ﻻ يحد بالزمن ،إنها إرادة تظل ثابتة عندما ينسى اﻹنسان او يتغير ،وما العقل سوى تابع لها) .إنها تتوقف على اﻹرادة التي تتوقف على اﻹرادة التي تظل في ٔارثور شوبنهاور
ما ٔاساس هوية الشخص؟
هوية مع نفسها ،وعلى الطبع الثابت الذي تمثله(. ٓ ٔ ٔ ٔ المحدد الرئيسي للشخص هو هويته ،اي تطابقه مع ذاته وتميزه عن غيره ،واساس هوية الشخص وحدته النفسية في الزمان اي عبر مراحل حياته رغم مظاهر التحول والتغير .وهي ليست نتاجا تلقائيا ،بقدر ما هي وحدة قائمة على الية ٔ ٔ ٔ ٔ ٓ ٔ ٔ جون ﻻشوليــي وحدة الطبع او السمة العامة للشخصية )المزاج( وفي مواقفها وردود افعالها،والية الذاكرة التي تربط حاضر الشخص بماضيه القريب او البعيد) .ليس هناك إﻻ شيئين يجعﻼننا نحس بهويتنا امام انفسنا وهما :دوام نفس المزاج او نفس الطبع ،وترابط ذكرياتنا(. فاﻻنا هو من جهة نتاج للتوازن ٔ ٔ ٔ ٔ إن الجوهر الحقيقي للشخص متمثل في الﻼشعور او الﻼوعي الذي يختزل تصورا ديناميا للشخصية ،باعتبارها مجموع صراع بين الغرائز )الهو( والمثل اﻻخﻼقية )اﻻنا اﻻعلى( وضغوط الواقع اﻻجتماعي، ٔ ٔ ٔ ٔ سيغموند فرويد والتوفيق بين هذه القوى ،مثلما هو اداة لتحقيق هذا التوازن والتوافق ،مما يجعل وحدة الشخص وحدة دينامية عسيرة وﻻمتناهية التحقق) .إن اﻻنا مضطر إلى ان يخدم ثﻼثة من السادة اﻻشداء ،وهؤﻻء المستبدون الثﻼثة هم العالم ٔ ٔ الخارجي واﻻنا اﻻعلى والهو. ٔ ٔ ٔ ٔ إن الشخص ليس موضوعا وﻻ يمكن ان يتمثل في اي إنسان بوصفه موضوعا ﻻنه مخالف لﻼشياء الخارجية ،إنه واقع كلي وشمولي يجسد فكرا بما هو روح ترتبط بما هو داخلي ،وتميزه بهذا الداخل يلغي كل نظرة خارجية قد تجعله مجرد إيمانويل مونيــي صور خارجية مركبة ،وقد تعجز عن فهم الشخص في وحدته وكليته الداخلية ،هذه الوحدة والكلية هي ما يجسد هوية الشخص) .إن الشخص هو الشيء الذي نعرفه والذي نشكله من الداخل. ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ الشخص كذات عاقلة واخﻼقية يمكن ان تنسب إليها مسؤولية افعالها هو غاية في ذاته وليس شيﯫ او اداة او موضوعا .وهذا يعني انه يمتلك قيمة وكرامة ﻻ تقدر بثمن ،بل ومتميزة ونادرة تستحق كل احترام وتقدير ،وهذا هو جوهر تصور او ٔ ٔ إيمانويل كانط
هل في كونه غاية ٔام مجرد وسيلة؟
تعامل اخﻼقي مع اﻹنسان) ،تعامل على نحو تعامل معه اﻹنسانية في شخصك كما في شخص غيرك دائما وابدا كغاية وليس مجرد وسيلة. ٔ ٓ ٔ ٔ جورج
ٔاين تكمن قيمة الشخص؟
يتناول مفهوم الشخص من منظور علمي واقعي ،إذ هكذا فقيمة الشخص اﻻخﻼقي ﻻ تتحقق إﻻ من خﻼل مشاركـته للغير واﻻنفتاح عليه ،فمنذ البدايات اﻻولى للوجود البشري واﻹنسان يعيش مع اﻻخر ضمن اشكال من التعايش والتضامن ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ التي سمحت للفكر اﻻخﻼقي وغيره ان يتشكل على ارض الواقع .من هنا فالكمال اﻻخﻼقي للشخص ﻻ يكون إﻻ في إطار الوجود اﻻجتماعي ،وفي اشكال المشاركة والتعايش مع الناس )يدرك الشخص اﻻخﻼقي انه ﻻ يوجد إﻻ بالمشاركة(. غوسدورف ٔ ٓ تبرز قيمة الشخص من خﻼل انفتاحه الضروري على اﻻخرين والتعاون اﻻجتماعي معهم ومشاركـته في الحياة اﻻجتماعية ،وكذلك من خﻼل اﻻتزام بمبادئ اﻻخﻼق واحترام كل اﻻلتزامات والحقوق والواجبات )الشخص باعتباره ذلك ٔ جون راولس الكائن القادر على المشاركة في الحياة اﻻجتماعية يتوفر على قدرة التاثير واحترام مختلف الحقوق والواجبات(. يكـتسب اﻻشخاص قيمتهم بامتثالهم لروح شعوبهم ،ومن خﻼل تبوئهم مرتبة معينة داخل حياة المجموع نتيجة ﻻختيارهم الحر الذي يفرض عليهم تحقيق الواجبات المستلزمة حسب ما تفرض مكانة كل فرد ومرتبته» .إن قيمتهم فريديريك ٔ اﻻخﻼقية تكمن في سلوكهم ،امتثاﻻ للواجب«. هيجل ٔ ٔ يصور الشخص ككيان يتسم باﻹرادة والوعي والتجاوز ،بخﻼف اﻻشياء الخارجية او الموضوعات التي هي كائنات متطابقة كليا مع ذاتها .وهذا الشخص يكـتسب سماته الشخصية وقيمته باستمرار ويغنيها عبر عملية التشخصن ،فالشخص ٔ إيمانويل مونيــي ليس معطى نهائيا جاهزا ،بل هو عملية اكـتساب ومراكمة دائمة لسماته الخاصة» ،إن الشخصية نشاط معيش اساسه اﻹبداع الذاتي والتواصل واﻻنخراط ،يحيط بذاته ويتعرفها عليها داخل فعله ،باعتبار هذا النشاط حركة شخصنة«. ٔ ٔ يؤكد على ان وجود اﻹنسان يسبق ماهيته ،فهو يوجد اوﻻ ،ثم بعد ذلك ،يفكر فيما سيكون عليه انطﻼقا من اختياراته الحرة ،إنه مشروع يمتلك القدرة على القاء وموضعة ذاته في المستقبل ،ثم بعد ذلك يحدد ماهيته ويتحمل مسؤولية ج .بول سارتر
ٔام هو كيان خاضع ﻹشراطات وحتميات؟
اختيارها .هذه الوثبة نحو التموضع التي تلقي بنا داخل مجال من اﻹمكانات نسميها كذلك اختبارا وحرية. ٔ ٔ ٔ ٔ إن حرية الشخص ،ليست ماهية مطلقة ومجردة ،بقدر ما هي خاصية وقيمة توضح وجود الشخص في ذاته وداخل الجماعة ،وهو امر يحتم عليه ان يعي شروط وضعه الواقعي ويعمل على تعديلها ،اي ان حرية الشخص هي دوما حرية إيمانويل مونيــي
هل الشخص ذات حرة
بشروط ،لكنها ليست خضوعا للضرورة» .إن حريتنا هي حرية إنسان في موقف ،وهي كذلك حرية شخص تعطى له قيمة. ٔ ٔ ينتقد التصور العامي والميتافيزيقي الذي يعتبر اﻹنسان حرا في اختياراته ،وفاعﻼ وفق مشيئته ،فهذا ما هو إﻻ وهم شائع عن وعي الناس بافعالهم ورغباتهم ،وجهلهم باﻻسباب الحقيقية المحددة ﻻفعالهم؛ فاﻻعتقاد بالتصرف الحر وفق ما ٔ ٔ باروخ اسبينوزا تمليه النفس هو في الواقع وعي بالشهوات وجهل بالحتميات» .تلك هي الحرية اﻹنسانية التي يتبجح الكل بامتﻼكها والتي تقوم فقط في واقعة ان للناس وعي بشهواتهم ،ويجهلون اﻻسباب التي تحددهم حتميا « ٔ ٔ ٔ ٓ إن الشخص مقيد بمجموعة من اﻹكراهات الخارجة عن إرادته الخاصة واﻻتية من الﻼوعي )الﻼشعور( الذي يشكل اﻻساس الخفي المتحكم في الذات اﻹنسانية ،والذي يضم ثﻼثة قوى نفسية متصارعة فيما بينها هي :الهو ،اﻻنا واﻻنا ٔ ٔ ٔ ٔ سيغموند فرويد اﻻعلى» .هكذا يصارع اﻻنا وهو محاصر بين ضغط اﻻنا اﻻعلى ،ومطالب الهو«. ٔ ٔ ٔ إن انتقال اﻹنسان من وضعية الكائن المتشكل من الفعالية البيولوجية والتنفيذ على غرار الكائنات الحية اﻻخرى إلى الشخص ،يتاتى بوعي الذات ﻻوضاعها الخاصة والعامة ،وذلك وفق ما تمليه النية والقصد الذي يرمي إليه ذلك الوعي، ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ﷴ عزيز الحبابي وتبعا للفعل اﻹرادي للشخص الذي يتجه نحو إنسانيته بواسطة نزع قناع الشخصية عبر عملية التشخصن» .زيادة على الشخص والكائن ،وابتداء من اتصالهما،يمكنني ان اكون إنسانا ،اي قيمة يستطيع ان يحققها كل اولئك الذين يصلون ٔ إلى نزع اﻻقنعة« ،تعني شخصيات كل واحد منا.