Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 72

‫مقــــــدمــــــــــة‬

‫‪1‬‬
‫يعد األدب الشعبي علما قائما بذاته ‪,‬كما أنه يحتل مكانة هامة في الدراسات‬
‫الفولكلورية ألنه موروث ثقافي ال يمكن االستغناء عن مظاهره ‪,‬وهو موجود في كل‬
‫مجتمع وفي كل بالد ‪,‬فهو يتعايش مع الفرد ‪,‬والمجتمع ‪,‬ويظم عادات وتقاليد ‪,‬ويتضمن‬
‫الخطاب الشعبي أشكال من التعبير الشفهي الذي يشمل كل من الحكاية ‪,‬واألغاني واأللغاز‬
‫واألساطير والنكت والحكم واألمثال الشعبية ‪,‬وللتعرض ألحد أشكال التعبير الشفهي يأخذنا‬
‫الى دراسة أهم القيم والوظائف للمجتمع لتعقيداته وتناقضاته ‪,‬فاألدب الشعبي يعد الذاكرة‬
‫الحية للشعب ألنه يتلقى المخلفات شفهيا وبتداولها جيال بعد جيل وهذا هو السبب الذي‬
‫ضمن خلودها فهو يعكس ثقافة المجتمع األصيلة باختالف مستوياته‪.‬‬

‫ومنطقة وادي سوف تزخر بكم هائل من هذا الموروث الشعبي المتمثل في األمثال‬
‫الشعبية التي يداولها الصغير والكبير والرجل والمرأة والمثقف والعامي ‪,‬فهي تأتي على‬
‫ألسنة الجميع في كل مناسبة للتدليل والتأثير على السامعين‪ ,‬لذلك اخترنا هذا الموضوع‬
‫الموسوم بــ‪ :‬األبعاد القيمية والوظيفية في األمثال الشعبية بمنطقة وادي سوف ‪.‬‬

‫والدوافع الرئيسية التي أدت الختيارنا هذا الموضوع تتمثل في عدة أسباب هي ‪:‬‬

‫كشف كنوز المنطقة والمستوى الثقافي لآلباء واألجداد‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫خدمة الثقافة الشعبية في منطقة وادي سوف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إرادتنا في كشف وإ ظهار األمثال للنور ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شرح وتوضيح القيم واألبعاد التي ترمي إليها هذه األمثال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحفاظ على التراث الشفوي السوفي من االندثار والضياع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومنه جاء بحثنا لإلجابة عن اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫إلى أي مدى يمكن للمثل الشعبي إبراز األبعاد القيمة والوظيفية لدى الجماعة‬ ‫‪‬‬
‫الشعبية ؟‬

‫ويندرج تحت هذا اإلشكال العديد من األسئلة والتي نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫ما مفهوم المثل الشعبي وخصائصه ؟‬ ‫‪-‬‬


‫ما مفهوم األبعاد القيمة ؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫ما هو مفهوم الوظائف في األمثال الشعبية ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما الهدف من نقد السلوك اإلنساني في الحياة ؟‬ ‫‪-‬‬

‫ولإلجابة على هذه األسئلة واإلشكاليات اتبعنا خطة البحث التالية ‪,‬حيث قسمنا العمل إلى‬

‫مقدمة ومدخل تمهيدي فصلين وخاتمة ‪.‬‬

‫فالمقدمة لمحة شاملة للموضوع ‪,‬أما المدخل التمهيدي فقد تعرضنا إلى شرح‬
‫المصطلحات التي تتعلق بدراسة‪.‬‬

‫أما الفصل األول فقد تطرقنا إلى إبراز األبعاد القيمة في األمثال الشعبية ‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد خصصناه إلى األبعاد الوظيفية في األمثال الشعبية ‪.‬‬

‫أما القيم التي تم تناولها على شكل مباحث يتفرع منها مطلبين في المجاالت االجتماعية‬
‫هي ‪:‬‬

‫‪ -‬القيم الدينية وتضم األمثال في ‪:‬‬

‫العقيدة‪ :‬اإليمان باهلل– اإليمان بالمالئكة‪-‬اإليمان باليوم الىخر‪-‬اإليمان بالقضاء‬ ‫‪-‬‬


‫والقدر خيره وشره ‪.‬‬
‫في العبادات‪ :‬الصالة‪ -‬الصوم‪-‬الزكاة – الحج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬القيم األخالقية وتضم األمثال في ‪:‬‬

‫األخالق المحمودة‪ :‬التعاون‪ -‬الوفاء‪ -‬االستقامة في السلوك‪ -‬التواضع‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫األخالق المذمومة‪ :‬الغدر والخيانة‪ -‬البخل – الظلم‪ -‬الطمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬القيم االجتماعية وتضم األمثال في ‪:‬‬

‫األسرة‪ :‬الوالدين‪ -‬األخوة‪-‬الزواج‪-‬المرأة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المجتمع‪ :‬األقارب‪-‬الجار‪-‬الصداقة‪-‬الحب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أما الوظائف التي تناولناها على شكل مباحث يتفرع عنها مطلبين في المجاالت االجتماعية‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫الوظيفة التعليمية وتضم األمثال في ‪ :‬القناعة والرضا – الصبر – الصداقة –‬ ‫‪-‬‬
‫حسن الجار ‪.‬‬
‫الوظيفة النقدية وتضم األمثال في ‪ :‬الكسل – البخل – الطمع – النفاق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬الوظيفة الحجاجية وتضم األمثال في ‪:‬‬

‫اإلقناع ‪ :‬التجارة‪-‬النصيحة‪-‬العمل‪-‬الجار‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫التأثير‪ :‬الزهد في الدنيا‪-‬التربية‪-‬المرأة‪-‬حب الوطن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬الوظيفة الجمالية وتضم األمثال في ‪:‬‬

‫البالغية‪ :‬التشبيه‪-‬الكناية‪-‬االستعارة‪-‬التفصيل عن اإلجمال‬ ‫‪-‬‬


‫الفنية‪ :‬المقابلة‪-‬الطباق‪-‬الجناس‪-‬السجع‬ ‫‪-‬‬

‫وفي األخير خلصنا إلى خاتمة لخصنا فيها أهم النتائج في عدة نقاط مختومة‬
‫بتوصيات ‪.‬‬

‫وحتى تتحلى هذه الدراسة بأحسن حلة استعنا ببعض المصادر والمراجع ومن أهمها‪:‬‬

‫الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية لمحمد الصالح بن علي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنز األمثال من مناهل األثال لعزي بوخالفة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1500‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف لمحمد الصالح بن علي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وغيرها من المصادر والمراجع التي ال يتسع المجال لذكرها كلها على الرغم من أهميتها‪.‬‬

‫وقد اعتمدنا في بحثنا هذا على ثالث مناهج هم‪ :‬المنهج التاريخي في نشأة‬
‫المثل ‪,‬والمنهج الوصفي التحليلي في شرح أبعاده البالغية والجمالية من خالل شرح‬
‫والمنهج االستقرائي وذلك من خالل تتبع وتقصي األمثال الشعبية من الكتب‬ ‫األمثال‪،‬‬
‫والمدونات والذاكرة الشعبية الشفوية‪.‬‬

‫وكأي بحث فقد تعرضنا لعدة صعوبات هي ‪:‬‬

‫قلة المصادر والمراجع التي تحدثت عن الوظائف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫شعورنا في البداية بالحيرة واالرتباك بسبب محدودية القدرة على الخوض في‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة هذا الموضوع ‪.‬‬
‫صعوبة جمع األمثال وتصنيفها وشرحها واستخراج ما بها من أبعاد قيمية ووظيفية‬ ‫‪-‬‬
‫تداخل معاني األمثلة فيما بينها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولكن بالعزيمة والصبر وتوجيهات أستاذنا المشرف استطعنا ولو بالقليل أن نرفع‬
‫التحدي و نواصل المغامرة في طرق هذا الموضوع ‪.‬‬

‫وفي األخير الشكر كل الشكر هلل عز وجل على فضله وعونه وتوفيقه ‪,‬كما نسأل المولى‬
‫عز وجل أن يجعلنا ممن اجتباه وأرشده إلى الحق ‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الخاص إلى أستاذنا المشرف كمال بن عمر على اهتمامه‬
‫بالموضوع وتوجيهاته الصائبة وتشجيعه الذي أكسبنا الثقة بالنفس ودفعنا الى مواصلة‬
‫البحث‪.‬‬

‫ونأمل في النهاية أن يكون هذا العمل قد أضاف ولو بالقليل فكرة للدراسات السابقة‬
‫في مجال األدب الشعبي ‪,‬واهلل ولي التوفيق ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مدخل تمهيدي‬
‫أهم المصطلحات والمفاهيم األساسية في البحث‬
‫‪ ‬تمهيد‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬مفهوم البعد لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬مفهوم القيمة لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬مفهوم الوظيفة لغة واصطالح‪.‬‬
‫‪ ‬رابعا مفهوم األمثال لغة واصطالحا وخصائصها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪:‬مدخل تمهيدي‪ :‬ضبط المصطلحات والمفاهيم األساسية في الدراسة‬
‫تمهيد‬
‫األمثال الشعبية من أهم أشكال التعبير التي كتب لها االنتشار والذيوع والبقاء‪ ،‬حيث‬
‫أنها نابعة من عمق التجربة اإلنسانية المحضة تعبر عن انفعالتها وانشغاالتها وهي مرآة‬
‫عاكسة لكل المشاعر والخجان وخالصة تجارب لها أبعادها القيمية الصادقة التي تنم على‬
‫ثقافة الفرد السوفي الذي خاض التجارب واستخلص منها خالص العبر ووظفها في حياته‬
‫فازدانت بها وارتاح باله وأصبحت مضرب األمثال لألجيال القادمة مثبتا ما تحمله من قيم‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫ولهذا كان هدفنا في هذه الفصل هو تتبع األمثال الشعبية قيميا ووظيفيا والوصول‬
‫إلى انعكاساتها على الفرد والمجتمع فكلما تمسك أي جيل بسلفه فقد نجى بنفسه وإ ال العكس‬
‫‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المصطلحات والمفاهيم األساسية في البحث‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البعد‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬البعد لغة هو‪ :‬اتساع المدى‪ ،‬وقالوا إنه لذو بعد ‪ :‬أي رجل نافذ الرأي ذا‬
‫غور وذا بعد رأي‪ ،‬والشيء المتناهي في نوعه‪ ،‬وجمعه أبعاد‪ ،‬وتأتي بمعاني متعددة‪،‬‬
‫منها‪ :‬السمات والمظاهر أو الجوانب‪. 1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البعد اصطالح ًا ‪ :‬فيأتي البعد االجتماعي للتربية بمعنى‪ :‬تأثير البيئة‬
‫االجتماعية على الفرد‪ ،‬كما تأتي األبعاد بمعنى‪ :‬الجوانب التربوية المرافقة"‪ ،‬وكذلك عرفت‬
‫بأنها ‪ :‬مجموعة المدلوالت المرتبطة بمفهوم ما ‪.2‬‬
‫ويعرف الباحث األبعاد إجرائيا بأنها مجموعة المدلوالت أو الجوانب أو المجاالت‬
‫المرتبطة بمفهوم المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وما يترتب على هذه المسؤولية من سلوك ‪ -‬تجاه‬
‫المجتمع ‪ -‬يعمل على صقل شخصية الفرد من جميع جوانبها الروحية واألخالقية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫مصطفى إبراهيم وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪1985 ،‬م‪ ،‬القهارة‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬ص‪63‬‬ ‫‪1‬‬

‫كولك‪ ،‬سهير عبد اهلل‪ ،‬األبعاد التربوية لمفهوم االستقامة في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫‪2‬‬

‫منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬ص‪.269‬‬


‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم القيم لغة واصطالحا‪:‬‬
‫إن الحديث عن القيم كما ذكرنا سابًقا ليس باألمر الهين‪ ,‬ولعل إعطاء معنى دقيق لمفهوم‬
‫القيمة‬
‫مسألة قد تكون في غاية الصعوبة‪,‬ألن مفهوم القيمة شأنه شأن جميع المفاهيم الفكرية‬
‫األخرى‪ ,‬يحتمل تفسيرات شتى‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القيمة لغة‪ :‬فمفهوم القيمة لغة ورد في لسان العرب الذي هو أشمل‬
‫معاجم اللغة العربية‪ ,‬وأكبرها تحت مادة قوم معنى القيام الذي هو نقيض الجلوس‪ ،‬قام‬
‫‪1‬‬
‫يقوم قوما وقياما وقَّو مه وقامه والقومة المرة الواحدة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتقوموا فيها بينهم إذا أن قادوا واستمرت طريقته فقد استقام لوجهه‪.‬‬
‫وأقام الشيء أي أدامه‪.3‬‬
‫وقوم الشيء قدر قيمته وقيمة الشيء الثمن الذي يعادله وقيمة اإلنسان قدره‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيمة اصطالحا ‪ :‬فالقيم يقصد بها معايير اجتماعية ذات صبغة انفعالية‬
‫قوية وعامة وتتصل من قريب بالمستويات الخلقية التي تقدمها الجماعة ويمتصها الفرد من‬
‫البيئة الخارجية‪ ,‬ويقيم منها موازين يبرر بما أفعاله ويتخذها هاديًا ومرشدًا"‪.‬‬
‫وبتعبير آخر هي "الوجود من حيث كونه مرغوبًا فيه أو موضع رغبة ممكنة"‬
‫فالقيم إذن تفصح عن المعاني المتضمنة في السلوك‪ ,‬وأنها ليست إال أحكاًم ا إعتقادية‬
‫تتبلور فيها أفكار الناس‪ ,‬وأنها هي روح الجماعة حقا وهي لب الثقافة التي تحكم في حياتنا‬
‫وممارساتنا وأنماط سلوكنا وعاداتنا وتقاليدنا وطرائق حياتنا‪ ,‬ولهذا قيل إن تحديد أي‬
‫مجتمع هو المفتاح لفهم ثقافة ذلك ومعرفتها‪. 5‬‬

‫‪-‬ابن منظور ‪,‬لسان العرب‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬مادة قوم‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪496‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ,‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬تصنيف خليل ابن أحمد الفراهيدي‪ ,‬مجلد ‪ 3،‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ,‬ط‬ ‫‪2‬‬

‫‪1424 ,1‬ه‪2009-‬م‪ ،‬ص‪445‬‬


‫إسماعيل ابن حماد الجوهري‪ ،‬معجم الصحاح قاموس عربي عري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪1428 ،2‬ه‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2007‬م‪ ،‬ص‪893‬‬
‫ينظر إبراهيم مدكور‪ ،‬المعجم الوجيز‪ ،‬معجم اللغة العربي‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪513‬‬ ‫‪4‬‬

‫مجموعة أساتذة اتجاهات الجامعة العربية‪ ،‬األمانة العامة‪ ،‬دراسات في المجتمع العربي‪ ،‬الباب‪ ،04 :‬الفصل الثاني‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫القيم والعادات والتقاليد العربية‪ ،‬محمد رجب النجار‪ ،‬ط ‪1406 ،1‬ه‪1985-‬م‪ ،‬ص‪314‬‬
‫‪8‬‬
‫وحين دراستنا وتحليلنا للقيم يتبادر إلى ذهنا عدة مفاهيم‪ ،‬من المفروض أنها تحمل‬
‫معنى القيم نفسها وهي السلوك واألخالق لكن هناك من الباحثين من يؤكد استقاللية كل‬
‫شكل تعبير عن اآلخر‪.1‬‬
‫ويرى البعض أن هناك فرق بين القيمة واألخالق يتمثل في أن القيمة تحتوي على‬
‫‪2‬‬
‫تمثيل معرفية في حين أن األخالق هي األعمال التي تحقق السلوك لدى الجميع‪.‬‬
‫كما أن هناك اختالف بين القيم والسلوك يتمثل في أن السلوك أسلوب أو طريقة‬
‫تصرفات البشر بإشباع غرائزهم‪ .‬باإلضافة إلى ذلك تجد أن القيم مفهوم أكثر تجريدا من‬
‫السلوك‪ ،‬فهي ليست مجرد سلوك انتقائي كما يرى تشارلز موريس بل تتضمن المعايير‬
‫التي يحدث التفضيل على أساسها‪ ،‬فاألخالق والسلوك هما محصلة لتوجيهات القيمة‪.3‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم الوظيفة لغة واصطالحا‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الوظيفة لغة‪ :‬مصدر وظف من كل شيء ما يقدر له في ك يوم من‬
‫رزق أو طعام أو علف أو شراب‪ ،‬وجمعها الوظائف‪ ،‬والوظف‪ ،‬ووظف الشيء على نفسه‬
‫ووظفه توظيفا‪ ،‬ألزمه إياه‪ ،‬وقد وظفت له توظيفا على الصبي كل يوم حفظ آيات من‬
‫‪4‬‬
‫كتاب اهلل عزوجل‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الوظيفة‪ :‬جمع وظائف‪ :‬ما يتواله شخص من عمل منصب‪.‬‬
‫يتبين لنا أن المراد من قولهم‪ ،‬ما يقدر له في كل يوم من رزق‪ ،‬وأن الوظيفة هي‬
‫بمعنى تعيين العمل وتقدير األجر له‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الوظيفة اصطالحا ‪ :‬تختلف تعريف الوظيفة وتتعدد حسب التخصصات‬
‫واالتجاهات حيث عرفها " موهوب أحمد " بأنها المنزلة التي يتبوؤها كل عنصر من‬
‫عناصر الكالم كالوحدة الصوتية والوحدة الظرفية والكلمة والتركيب في البنية النحوية‬
‫للملفوظ‪ ،‬فالوظيفة في المصطلح اللساني هي المنهج أو االتجاه الذي ينطلق من تحديد اللغة‬
‫‪6‬‬
‫باعتبارها نظاما وظيفيا يرمي إلى تمكين اإلنسان من التعبير والتواصل‪.‬‬

‫ينظر عبد اللطيف محمد خليفة‪ ،‬ارتقاء القيم " دراسة نفسية "‪ ،‬علم المعرفة‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪50‬‬ ‫‪1‬‬

‫رضوان زيادة‪ ،‬صراع القيم بين اإلسالم والغرب‪ ،‬دار لفكر‪ ،‬دمشق‪ -‬بيروت‪ ،‬ط ‪1431 ،1‬ه‪2010-‬م‪ ،‬ص‪.101‬‬ ‫‪2‬‬

‫ينظر عبد اللطيف محمد خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪4870‬‬ ‫‪4‬‬

‫لويس معلوف‪ ،‬المنجد في اللغة العربية المعاصرة‪2021 ،‬م ص‪907‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫ويقول عبد السالم المسدي‪ ":‬بأن الوظيفة هي لفظ أجنبي من مصطلحات االدارة‬
‫والتوظيف هو إدماج في سلك الموظفين "‪ 1‬أي ان اللفظ العربي يجاوز المفهوم الفني إلى‬
‫عملية تكتسب بموجبها الظاهرة وظيفة جديدة في داللتها وإ يحائها أو تأثيرها اإلنتمائي‪.‬‬
‫كما تعرف في المعجم الفلسفي على أنها‪ " :‬العمل الخاص الذي يقوم به الشيء في‬
‫مجموعة مرتبطة األجزاء ومتضامنة "‪ 2.‬أي أن الفرد ال يقوم بوظيفة أو عمل إال إذا كانت‬
‫مجموعة مرتبطة األجزاء ومتضامنة فيما بينها ونجد مفهوم الوظيفة في هذا التعريف في‬
‫لغة المنظمات لوظيفة اإلدارة والوظيفة العامة‪.‬‬
‫أما علماء البيولوجيا فإنهم ينظرون لجسم الكائن الحي على أساس أنه وحدة كلية‬
‫يحتوي على مجموعة من األعضاء‪ 3‬ويقوم كل عضو بدور مهم في الجسم‪ ،‬ويرتبط كل‬
‫عضو أيضا باألعضاء اآلخرين داخل الجسم‪ .‬فمعنى الدور عند علماء البيولوجيا هو‬
‫الوظيفة أي أن كل عضو في أعضاء الجسم إال وله وظيفة‪.‬‬
‫في حين يستعمل علماء االجتماع لإلشارة إلى العمليات االجتماعية أو األفعال‬
‫وبناءات الجماعة‪ ،‬وظائف أخرى كبيرة من الظواهر أوسع نطقا من الثقافة التي تظهر في‬
‫االستخدام األنثروبولوجي حيث يعرفها " دار كليف براون " بأنها‪ " :‬العالقة بين نشاط‬
‫‪4‬‬
‫اجتماعي محدد وبين البناء االجتماعي التي تعمل على استمرار وجوده "‪.‬‬
‫وعلماء االجتماع يقررون أن الوظيفة هي اإلسهام الذي يقدمه النشاط الجزئي‬
‫بالنسبة للنشاط العام وحصيلة النتائج المرتبطة عنها فمثال الوظيفة االجتماعية للدين هي‬
‫الحفاظ على تماسك الجماعة‪.‬‬
‫من كل هذه التعريفات يتبين لنا أن الوظيفة هي مصطلح لساني أو باألحرى هي‬
‫المنهج الذي تحدد به اللغة باعتبارها نظاما وظيفيا وأن هذه الكلمة لها عدة معاني بحسب‬

‫أحمد موهوب ‪ ،‬الوظيفة التنبيهية في سورة البقرة‪ ،‬كلية اآلداب واللغات‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬درجة ماجستير‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫تحت إشراف د‪ ،‬صالح خديش‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪09‬‬


‫عبد السالم المسدي‪ ،‬األسلوبية واألسلوب‪ ،‬دار الحساب الجديد المتحدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2006 ،5‬ص‪.165‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار المعارف الجماعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.3157‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسن عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسين السيد‪ ،‬االتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.127-126‬‬
‫محمد عاطف غيث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪138‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫التخصصات التي نستخدمها فيها مثال‪ :‬وظف توظيفا أي كلفه بعمل لغاية معينة أو إسناد‬
‫كل شخص لوظيفة معينة كما أنها تحمل معنى الدور كما يراها األنثروبولوجيا ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مفهوم األمثال لغة واصطالحا وخصائصها‪:‬‬


‫‪:‬تمهيد‬
‫المثل الشعبي من أكثر أشكال التعبير تداوال وانتشارا بين أفراد المجتمع لسهولة حفظه‬
‫وتداول ــه بين الن ــاس‪ ،‬وألن ــه يحم ــل قيم المجتم ــع وعادات ــه وتقالي ــده من جي ــل إلى جي ــل بلغ ــة‬
‫الشعب المحكية‪ ،‬وهذا مـا يجعلـه ينتشـر في المكـان ويخلـد في الـزمن‪ ،‬إذ مـا أسـهل أن ينتقـل‬
‫الناس من رقعـة جغرافيـة إلى أخـرى حـاملين معهم مـا يحفظـون من مـوروث شـعبي‪ ،‬وعلى‬
‫رأس ــه المث ــل فيبثون ــه في بيئ ــاتهم الجدي ــدة‪ ،‬ول ــو عن غ ــير وعي منهم‪ ،‬أم ــا خل ــود المث ــل في‬
‫الزمن فيكون عن طريق المجايلة‪ ،‬واستفادة األبناء من اآلباء‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األمثال لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم األمثال لغة‪:‬‬


‫جاء تعريف المثل في المعجم الوسيط بأنه‪ ":‬الّش َب ه والنظير" وعرف أيضا بأن‬
‫اْلمثل هَو ُج ْم َلة من الَقْو ل مقتطعة من َكاَل م َأو ُمْر سَلة بذاتها تنقل ِم َّم ن َو ردت ِفيِه ِإَلى‬
‫‪1‬مشابهة ِبُد وِن َتْغ ِيير‬

‫وعرف ابن فارس المثَل أيضا بأنه ‪ :‬الشبه وذكر بأن المثل المضروب مأخوذ من الشبه‬
‫حيث قال‪ :‬اْلِم ْثُل َأْيًض ا‪َ ،‬كَش َبٍه َو ِش ْب ٍه ‪َ .‬و اْلَم َثُل اْلَم ْض ُر وُب َم ْأُخ وٌذ ِم ْن َه َذ ا‪َ ،‬أِلَّنُه ُيْذ َك ُر ُمَو ًّر ى‬
‫‪2‬‬
‫ِبِه َعْن ِم ْثِلِه ِفي اْلَم ْع َنى"‬

‫وعرفه ابن منظور في كتابه المشهور لسان العرب‪ ":‬الَم َثل كلمة تسوية ‪ ،‬يقال ‪ :‬هذا مثله‬
‫ومثله ‪ ،‬كما يقال ‪ِ :‬ش ْب ه وَش َبُهه بمعنى ‪ ،‬قال ابن بري ‪ :‬الفرق بين الممثالة والمساواة ‪ ،‬أن‬
‫المساواة تكون بين المختلفين في الجنس والمتفقين ‪ ،‬ألن التساوي هو التكافؤ في المقدار ‪،‬‬

‫نخبة من اللغويين بمجمع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪854‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪،‬ج‪ ،5‬ص‪297‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫اليزيد وال ينقص ‪ ،‬وأما المماثلة فال تكون إال في المتفقين ‪ ...،‬والمثل الشيء الذي‬
‫‪1‬‬
‫يضرب لشيء مثال فيجعله مثله‪" ..‬‬
‫وعرفــه صــاحب تــاج العــروس بقولــه ‪ ":‬المثــل بالكســر والتحريــك ‪ ،‬كــأمر الشــبه ‪ ،‬يقــال هــذا‬
‫مثلــه ومثلــه ‪ ،‬كمــا يقــال شــبه وشــبهه والمثــال بالكســر ‪ :‬المقــدار ‪ ،‬وهــو من الشــبه والمثــل ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫جعل مثال أي مقدار لغيره يحذى عليه ‪ ،‬والجمع أمثلة ومثل‪".‬‬

‫قال المبرد‪ :‬المَثُل مأخوذ من الِم ثال‪ ،‬وهو‪ :‬قوٌل سائٌر ُيَش َّبه به حاُل الثاني باألول‪ ،‬واألصل‬
‫فيه الَّتْش ِبيه‪ ،‬فقوُلهم "َم َثَل َبْي َن َيَد يه" إذا انتصب معناه َأْش َبَه الصورَة المنتِص بة‪ ،‬و "فالن َأْم َثُل‬
‫من فالن" أي َأْش َبُه بما َله (من) الفضل‪....‬‬

‫قال ابن الِّس ِّك يِت ‪ :‬الَم َثُل ‪َ :‬لْفٌظ يخالُف لفَظ المضروب له‪ ،‬ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ‪،‬‬
‫َش َّبُهوه بالمثال الذي ُيْع َم ُل عليه غيره‪.‬‬

‫وقال غيرهما‪ُ :‬س ِّم يت الحَك ُم القائُم صدُقها في العقول أمثاال النتصاب ُص َو ِر ها في العقول‪،‬‬
‫مشتَّقة من المُثول الذي هو االنتصاب‪.‬‬

‫وقال ابن المقفع‪ :‬إذا جعل الكالم مثال كان أوضح للمنطق‪ ،‬وآَنَق للسمع‪ ،‬وَأْو َس َع لُش ُعوب‬
‫الحديث‪.3‬‬

‫قلت‪ :‬أربعة أحرف سمع فيها َفَع ٌل وِف ْع ٌل ‪ ،‬وهي َم َثٌل وِم ْثٌل ‪َ ،‬و َش َبه َو ِش ْب ه‪َ ،‬و َبَد ل وِبْد ل‪ ،‬ونَك ل‬
‫وِنْك ل‪ ،‬فَم َثُل الشئ وِم ثُله وَش َبهه وِش ْب ُهه‪ :‬ما يماثله ويشابهه قدرًا وصفًة‪ ،‬وَبَد ل الشيء‬
‫وِبْد ُله‪ :‬غيره‪ ،‬ورجل َنَك ل وِنْك ل للذي ينكل به أعداؤه‪ .‬وَفعيل لغٌة في ثالثة من هذه‬
‫األربعة‪ ،‬يقال‪ :‬هذا َم ِثيله وَش ِبيهه وَبِد يله‪ ،‬وال يقال نكيله‪ ،‬فاْلَم َثُل ما ُيَم َّثُل ِبِه الشيء‪ :‬أي‬
‫ُيّش َّبه‪ ،‬كالَّنَك ل من ُيَنًّك ل به عدّو ه‪ ،‬غير أن الِم ْثَل ال يوضع في موضع هذا الَم َثل وإ ن كان‬
‫الَم َثُل يوضع موضعه‪ ،‬كما تقدم للفرق‪ ،‬فصار الَم َثل اسمًا مصرحًا لهذا الذي يضرب ثم‬
‫يرُّد إلى أصله الذي كان له من الصفة‪ ،‬فيقال‪َ :‬م َثُلَك وَم َثُل فالٍن ‪ :‬أي صفتك وصفته‪ ،‬ومنه‬

‫ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ج ‪ ، 11‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت لبنان ‪ ،‬ص‪61- 616 0‬‬ ‫‪1‬‬

‫الزبيدي ‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس تحقيق علي شيري ج ‪ ، 15‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت لبنان –‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1994‬ص ‪681 -684‬‬


‫أبو الفضل الميداني‪ ،‬مجمع األمثال‪ ،‬التعاونية الثقافية لألساتذة الرضوية المقدسة‪1344 ،‬ه‪ ،‬ج‪،1‬ص‪9‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫قوله تعالى‪َّ﴿ :‬م َثُل اْلَج َّنِة اَّلِت ي ُو ِع َد اْلُم َّتُقوَن ُ ﴾‪ 1‬أي صفتها‪ ،‬ولشدة امتزاج معنى الصفة به‬
‫‪2‬‬
‫صح أن يقال‪ :‬جعلُت زيدًا مثال‪ ،‬والقوم أمثاال‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ ﴿:‬س اَء َم َثاًل اْلَقْو ُم ﴾‬
‫‪3‬‬
‫جعل القوم أنفسهم مثال في أحد القولين‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم األمثال اصطالحا‪:‬‬

‫قال ابن عبد ربه ألمثال‪ ،‬التي هي وشي الكالم وجوهر اللفظ‪ ،‬وحلى المعاني‪ ،‬والتي‬
‫تخّيرتها العرب‪ ،‬وقّد متها العجم‪ ،‬ونطق بها كّل زمان وعلى كل لسان‪ .‬فهي أبقى من‬
‫الّش عر‪ ،‬وأشرف من الخطابة‪ ،‬لم يسر شيء مسيرها‪ ،‬وال عّم عمومها‪ ،‬حتى قيل‪ :‬أسير من‬
‫‪4‬‬
‫مثل‬

‫ونقل السيوطي تعريف المثل عن عدة علماء في كتابه المزهر حيث قال‪ ":‬قال‬
‫أبوُعَبيد‪ :‬األمثال حكمة العرب في الجاهلية واإلسالم وبها كانت تعارض كالمها فتبلغ بها‬
‫ما حاَو َلْت من حاجاتها في المنطق بكنايٍة غير تصريح فيجتمع لها بذلك ثالث خالل‪:‬‬
‫إيجاُز اللفظ وإ صابة المعنى وحسن التشبيه وقد ضربها النبي صلى اهلل عليه وسلم وتمَّثل‬
‫بها هو ومن بعده من السلف‪.5‬‬
‫وقال الفارابي في ديوان األدب‪ :‬المثُل ما تراضاه العامة والخاصة في لفِظ ه‬

‫ومعناه حتى ابتَذ لوه فيما بينهم وَفاُه وا به في السراء والضراء واستدروا به الممتنع من‬
‫الدر ووصلوا به إلى المطالب القصية وتفَّر جوا به عن الكرب والمكربة وهو من َأْب لغ‬
‫الِح كمة ألَّن الناس ال يجتمعون على ناقص أو مقِّص ر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ‬
‫الَم َد ى في الَّنَفاسة‪.‬‬

‫وقال المرزوقي في شرح الفصيح‪ :‬المثُل جملة من القول مقتَض بٌة من أصلها أو مرسلٌة‬
‫بذاتها فتتسم بالقبول وتشتهر بالتداول فتنقل عما وردت فيه إلى كِّل ما يصح َقْص ُد ه بها من‬
‫غير تغيير يلحقها في لفظها وعما ُيوِج به الظاهر إلى أشباهه من المعاني فلذلك ُتْض رب‬

‫‪ 1‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪35 :‬‬


‫‪ 2‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪177 :‬‬
‫أبو الفضل الميداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪،1‬ص‪9‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن عبد ربه‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1404،‬ه‪ ،‬ج‪،3‬ص‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫السيوطي ‪ ،‬المزهر في العلوم واألدب‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪1418‬ه‪1998/‬م‪،‬ج‪ ،1‬ص‪375-374‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪13‬‬
‫وإ ن ُج ِه لت أسباُبها التي خرجت عليها واستجيز من الحذف وُم َض ارع ضرورات الشعر‬
‫فيها ما ال ُيْس َتجاُز في سائر الكالم ‪".‬‬

‫وعرفه ابن رشيق في كتابه العمدة في قوله" ‪ :‬المثل سمي بذلك ألنه ماثل لخاطر اإلنسان‬
‫أبدا يتأسى به ‪ ،‬ويعظ ويأمر ويزجر ‪ ..‬وفيه ثالث خالل ‪ :‬إيجاز اللفظ ‪ ،‬إصابة المعنى‬
‫وحسن التشبيه" ويظهر في تعريف ابن رشيق أنه ذكر صفات ثالثة للمثل‪ ،‬ووافقه إبراهيم‬
‫النظام إلى حد بعيد حيث عرف المثل في قوله‪ :‬يجتمع في المثل أربعة ال تجتمع في غيره‬
‫من الكالم" ‪ :‬إيجاز اللفظ ‪ ،‬وإ صابة المعنى ‪ ،‬وحسن‬
‫‪1‬‬
‫التشبيه ‪،‬وجودة الكناية ‪".‬‬
‫ويعرفه أيضا الندوي‪":‬المثل جملة مقطعة في غاية اإلنجاز تنقل عما وردت فيه إلى ما يشا‬
‫بدون تغير وهو متصل بواقع أو حادث ‪_"2‬‬
‫ويعرفه أيضا عبد المجيد‪ " :‬المثل قول موجز صائب المعنى ‪،‬تشبه به حالة حادثة بحالة‬
‫سالفة"‬
‫ويعرف الدكتور أحمد زغب المثل بأنه‪" :‬قول وجيز يعبر عن خالصة تجربة‪ ،‬مصدره‬
‫كامل الطبقات الشعبية يتميز بحسن الكناية وجودة التشبيه له طابع تعليمي ويرقى عن لغة‬
‫‪3‬‬
‫التواصل العادي"‬
‫وقد حاول التلي بن الشيخ تحديد مفهومه في العبارة التالية" ‪:‬المثل جملة أو جملتين تعتمد‬
‫على السجع وتستهدف الحكمة والموعظة ‪ ،....‬إن المثل الشعبي تقطير أو تلخيص لقصة‬
‫أو حكاية التي يعبر المثل عن مضمونها وال يمكن معرفته إال بعد معرفة القصة أو‬
‫‪4‬‬
‫الحكاية التي يعبر المثل عن مضمونها"‬
‫وعليه فمهما اختلفت التعاريف حول المثل الشعبي وتعددت فكلها تتفق على أن هذا‬
‫الجنس األدبي يعبر عن مختلف الشعوب ويحاول نقل تجربها لآلخرين‪.‬‬

‫أبو الفضل الميداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪،1‬ص‪9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬واضح رشید الندوي‪ ،‬تاریخ األدب العربي –العصر الجاھلي –مؤسسة النشر والصحاف ‪-‬الهند ط ‪،2‬سنة ‪ ،2010‬ص‬
‫‪103‬‬
‫‪3‬أحمد زغب ‪،‬األدب الشعبي ‪،‬الدرس والتطبیق ‪،‬مطبعة سخري حي المنظر الجمیل ‪ ،‬الوادي ‪،‬ط ‪، 2- 2012‬ص ‪. 95‬‬
‫‪4‬التلي بن الشیخ ‪،‬منطلقات التفكیر في األدب الشعبي الجزائري ‪،‬المؤسسة الوطنیة للكتاب ‪،‬الجزائر ‪، 1990 ،‬ص ‪1‬‬
‫‪14‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص األمثال الشعبية‪:‬‬

‫تتميز األمثال الشعبية بكونها جمل قصيرة وعبارات مختصرة‪ ،‬تشبه القصة‬ ‫‪-1‬‬
‫القصيرة وتتحدث عن تجربة معينة مر بها أشخاص في زمن معين‪ ،‬يتناولها الناس‬
‫عندما يعيد الزمن نفسه على شكل مختلف من الناس‪ ،‬بينما الوقائع التي قيلت فيها‬
‫هذه االمثال نعيشها في أي حقبة من الزمن ‪.‬‬
‫تتميز األمثال الشعبية أيضًا بكونها مخزن من التجارب االنسانية التي مرت على‬ ‫‪-2‬‬
‫المجتمعات من قديم الزمان‪ ،‬من خالل حوادث ومواقف استطاع العقل البشري أن‬
‫يصوغها يجمل قصيرة مكثفة الفكرة‪ ،‬تنم عن استيعاب اإلنسان لهذه الحالة‬
‫وإ دراكها والفطنة لها‪ ،‬ثم صياغتها بطريقة أدبية وبالغية‪.1‬‬
‫تعد األمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية‪ ،‬فهي مرآة لطبيعة الناس‬ ‫‪-3‬‬
‫ومعتقداتهم لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم اليومية‪ ،‬وهي ال تعكس المواقف‬
‫المختلفة فقط‪ ،‬بل تتجاوز ذلك احيانًا‪ ،‬لتقدم لهم نموذجًا يقتدى به في مواقف‬
‫عديدة ‪.‬‬
‫األمثال الشعبية من أهم الخصوصيات الثقافية التي يتسم بها كل مجتمع من‬ ‫‪-4‬‬
‫المجتمعات‪ ،‬وقد ينفرد شعب ما بترديد مجموعة منها‪ ،‬وقد يشترك فيها مع غيره‬
‫من الشعوب‪ ،‬رغم وجود اختالفات بسيطة‪ ،‬كل حسب أسلوبه ولهجته‬
‫‪ .‬وال تتطلب األمثال الشعبية جهدًا كبيرًا في التعلم أو الحفظ أو األداء كاألشكال‬ ‫‪-5‬‬
‫الفنية القولية األخرى كالغناء والرقص‪.‬‬
‫تعبر األمثال الشعبية عن الجانبين الواقعي والمثالي في حياة أفراد المجتمع‬ ‫‪-6‬‬
‫وسلوكهم‪.‬‬
‫ويقرر الدارسون أن المثل الشعبي ليس مجرد شكًال من أشكال اآلداب الشعبية‪،‬‬
‫إنما هو عمل كالمى يستحث قوة ما على التحرك‪ ،‬ويعتقد قاتل المثل أنه يؤثر‬
‫أعظم األثر في مسار األمور‪ ،‬وفي سلوك الناس‪.2‬‬
‫ومن خالل تعريف األستاذ فريديرك زايلر للمثل الشعبي بأنه‪ " :‬القول الجاري‬

‫محمد أمين عبد الصمد‪ ،‬القيم في األمثال الشعبية بين مصر وليبيا‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‪ ،‬القاهرة‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪-29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫على ألسنة الشعب ‪ ،‬الذي يتميز بطابع تعليمي ‪ ،‬وشكل أدبي مكتمل يسمو على‬
‫أشكال التعبير المألوفة " فقد لخصت الدكتورة نبيلة إبراهيم خصائص المثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أنه ذو طابع شعبي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ذو طابع تعليمي ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ذو شكل أدبي مكتمل ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫يسمو عن الكالم المألوف رغم أنه يعيش في أفواه الشعب ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ولخص األستاذ بن علي محمد الصالح خصائص األدب الشعبي كما يلي‪:‬‬
‫جزء هام من االمثال هي أمثال حكمية مستلهمة من القرآن الكريم والسنة‬ ‫‪.1‬‬
‫النبوية ودواوين شعر الحكمة والكتب التي تلخص تجارب األقدمين وتهدف‬
‫إلى توجيه وتقويم االعوجاج مثل قولهم‪ ":‬المومن مصاب " وقولهم‪ " :‬الِّلي‬
‫ِف يه َنَّقة َم ا ِتَّتَّقى " ينم على الذكاء الخارق للرجل السوفي الذي لخص المغزى‬
‫العام لبيت الشاعر زهير ابن أبي سلمى ‪:‬‬
‫وإ ن خالها تخفى على الناس تعلم‬ ‫ومهما تكن عند امرئ من خليقة‬
‫أمثال مبنية على أحداث وقصص وقعت لهم ولذلك تكون وليدة المنطقة‬ ‫‪.2‬‬
‫وخاصة بها مثل‬
‫الطويلة ما نلقاها والقصيرة فيها الشوك ‪.‬‬
‫أمثال رمزية ‪ :‬وهي التي تأخذ من الحيوان رمزا للتحرر من القيود السياسية‬ ‫‪.3‬‬
‫واالجتماعية أحيانا ‪:‬‬
‫غيب يا قط ألعب يا فار ‪.‬‬
‫أمثال تضمنت أمثال لمدن تونسية مثل‬ ‫‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫أفعشي يا قصة حتى يجيك الزيت من قفصة ‪.‬‬

‫د‪ .‬نبيلة إبراهيم‪ ،‬أشكال التعبير في األدب الشعبي‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪-‬القاهرة‪ ،‬ص‪140‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصالح بن علي ‪ 1500 ،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬ط ‪ ،1998 ،1‬ص‪.11-10-9‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫خالصة المدخل التمهيدي‪:‬‬
‫بعد أن خضنا في خضم المصطلحات الواردة في البحث اتضح لنا أن هذه‬
‫المصطلحات لها دالالت سطحية وعميقة‪ ،‬فالبعد والقيمة والوظيفة كلها تتسم بما للمثل‬
‫الشعبي من دالالته العميقة وضربه في كيان المجتمع وما له من وظائف قيمية أدت إلى‬
‫استقامة الفرد والمجتمع ‪,‬كما أن للمثل أبعاد متعددة هي تأثيره في البيئة اإلجتماعية ‪,‬التي‬
‫يقيم بها الفرد من جميع الجوانب االجتماعية والثقافية والتربوية‪.‬‬
‫كما لألمثال قيم وتعني المعايير االجتماعية التي يتصف بها الفرد والجماعة وتحمل طابع‬
‫البيئة التي يعيشون فيها ‪.‬‬
‫كما أن للمثل وظائف متنوعة ومتعددة وذلك حسب المجاالت واالتجاهات ‪.‬‬
‫واألمثال الشعبية هي كل كالم له معنى ومغزى خاص يمتاز بجوهر اللفظ وباإليجاز‬
‫ويحمل في طياته الحكمة كما يحمل ذاكرة الشعوب ويعبر عن خالصة التجربة ويمتاز‬
‫بطابع التوعية والتعليم ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‬

‫االبعاد القيمية في األمثال الشعبية‬

‫تمهيد‬

‫أوال‪ :‬القيم الدينية‬

‫ثانيا‪ :‬القيم األخالقية‬

‫ثالثا‪ :‬القيم االجتماعية‬

‫‪18‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يدرس هذا الفصل األبعاد القيمية في األمثال الشعبية بمنطقة وادي سوف‪ ،‬ذلك أن‬
‫القيم تختلف تصنيفاتها حسب المعيار الذي على أساسه تم التصنيف وتتمثل هذه المعايير‬
‫في‪ :‬معيار المقصد ) قيم وسائلية وغائية (‪ ،‬معيار الشدة ( قيم ملزمة وتفضيلية ومثالية )‪،‬‬
‫معيار العمومية ( قيم عامة و خاصة )‪ ،‬معيار الوضوح ( قيم ظاهرة و ضمنية ) معيار‬
‫الدوام‬
‫( قيم عابرة و دائمة ) ‪ . 1‬وقد استخدمنا في دراستنا للقيم في األمثال الشعبية تصنيف‬
‫المحتوى(المضمون) وفيه تنقسم القيم إلى ‪ :‬قيم اقتصادية و نظرية وجمالية واجتماعية‬
‫وسياسية ودينية‪ ،‬واقتصرنا فقط على ثالثة أقسام وهي ‪ :‬القيم الدينية‪ ،‬والقيم االجتماعية‪،‬‬
‫والقيم األخالقية ‪.‬‬
‫فالقيم بأنواعها في المجتمع السوفي تظهر جلية في أشكاله التي تتسم عن خبرته‬
‫وتمسكه بمبادئ الدين واألخالق وعرى المجتمع وتظهر هذه القيم فيما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القيم الدينية‪:‬‬


‫وهي العالقة التي تنظم حياة الفرد بخالقه على أساس العبودية والتقوى وفي أمثالنا‬
‫ما يعبر عن ذلك‪.‬‬
‫ولقد درسنا في هذا المبحث القيم التي لها عالقة بالعقيدة واقتصرنا على بعض‬
‫أركان اإليمان‪ ،‬وكذلك القيم التي لها عالقة بالعبادات واقتصرنا على كتاب الصالة والزكاة‬
‫الصوم والحج ‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬د‪ .‬محمد أمين عبد الصمد‪ ،‬القيم في األمثال الشعبية بين مصر وليبيا‪ ،‬ص‪36-35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القيم في األمثال الشعبية في العقيدة‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإليمان باهلل‪:‬‬


‫أركان اإليمان باهلل ستة أولها اإليمان باهلل بأنه المعبود وحده ال شريك له وأنه‬
‫الخالق المدبر وأنه صاحب الصفات العليا‪.‬‬
‫المثل ‪" :1‬ربي يفكنا من دعاوي الحق والباطل"‪ ،1‬في هذا المثل اللجوء إلى اهلل وحده‬
‫للخالص من كل مكربة مقدرة أو باطلة ‪.‬‬
‫المثل ‪ " :2‬ربي يهني األوطان "‪ ،2‬وفيه دعاء الستقرار وهناء البالد والعباد‬
‫المثل ‪" :3‬ربي جاب ربي أدى "‪ ،3‬وفيه احتساب الى اهلل وصبر على أقداره ومشيئته‬
‫المثل ‪ " :4‬ربي خلق الداء والدواء"‪ ،4‬وهذا يطابق حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪" :‬ما أْن َز َل الَّلُه داًء إاَّل أْن َز َل له ِش فاًء "‪-.‬أخرجه البخاري‪-‬‬

‫المثل ‪ " :5‬ربي يجريها على الصالح"‪ ، 5‬وفيه دعاء بصالح الحال ومجاراة األمور على‬
‫على أحسن حال‪.‬‬
‫المثل ‪ " :6‬ربي يمالها بالحالل "‪ ،6‬ويقال عند انتهاء الضيافة وفه دعاء للمضيف بأن‬
‫يبارك اهلل له في رزقه بالحالل‪.‬‬
‫المثل ‪ " :7‬ربي يخلص من بابه الواسع "‪ ،7‬ويضرب هذا المثل إلى التعويض عن‬
‫الصدقات من باب اهلل الواسع وفيه إيمان بوجود اهلل وإ ثبات له بأنه هو الرزاق والمخلص‬
‫والمنجي والمدبر لكل أمور وشؤون خلقه‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪38‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪38‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪38‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪38‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪39‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪20‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإليمان بالمالئكة‪:‬‬
‫والمالئكة هم خلق من خلق اهلل تعالى‪ ،‬خلقهم من نور‪ ،‬مسخرون‪ ،‬عباد مكرمون‪،‬‬
‫ال يعصون اهلل ما أمرهم ويفعلون ما يومرون‪ ،‬ال يوصفون بالذكورة وال باألنوثة‪،‬‬
‫واإليمان بالمالئكة هو إيمان بوجودهم إيمانا جازما ال يتطرق له شك‪.‬‬
‫المثل ‪ :1‬إذا حضرت المالئكة غابت الشياطين"‪ ،‬فالمالئكة والشياطين ال يجتمعان في‬
‫مكان واحد وألنهما متناقضان مع بعضهما البعض فالمالئكة تمثل الخير والشياطين يمثلون‬
‫الشر‪ ،‬والخير والشر نقيضان‪ ،‬ويضرب هذا المثل لعناصر الشر التي تتوارى عندما ترى‬
‫أصحاب الخير‪.‬‬
‫المثل ‪ :2‬الماليكة صف صف وليهودي وحده"‪ 1‬يدل هذا المثل على أن المالئكة صفوفا‬
‫متحدين ومتضامنين وأن الذي يشذ عن الجماعة مثله باليهودي‪ ،‬ففي هذا المثل دعوة إلى‬
‫الوحدة والتضامن‪.‬‬
‫المثل ‪ " :3‬ماليكة الرحمان"‪ ،2‬يدل هذا المثل على أن األطفال الصغار الذين لم يجر‬
‫عليهم القلم هم كالمالئكة يجب على العاقل المحافظة عليهم ورعايتهم‪.‬‬
‫المثل ‪ " :4‬فالن تكلم عن فمه ملك "‪ ،‬يضرب للذي يصدق في كالمه وكأنه ملك أي أن‬
‫المالئكة ال يكذبون‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر‬


‫وهو اإليمان بكل ما أخبر عنه الرسول صلى اهلل عنه بعد موت من عذاب القبر‬
‫والحشر والحساب والميزان والجنة والنار‪.‬‬
‫المثل ‪ " :1‬الدنيا بالوجود واآلخرة فعايل "‪ ،3‬يضرب هذا المثل على اإليمان باآلخرة‬
‫وأنها سيحاسب فيها اإلنسان دون محسوبية أو تدخل من أحد‪.‬‬
‫المثل ‪ " :2‬الدنيا كالداخل من باب وخارج من اآلخر "‪ ،4‬يشير هذا المثل في أن الدنيا إلى‬
‫زوال وال تدوم ألحد فالداخل فيها خارج منها حتما‪ ،‬والعبرة لمن يعتبر‪.‬‬

‫من الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪1‬‬

‫من الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪35‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪35‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫المثل ‪ " :3‬الدنيا سقيفة واآلخرة دار "‪ ،1‬يقصد بهذا المثل في أن الدنيا بوابة ومحطة‬
‫لمرحلة ما بعدها وهي دار القرار‪.‬‬
‫المثل ‪" :4‬الدنيا قناعة وطاعة وصالتك مع الجماعة وتفكيرك في الموت في كل ساعة‬
‫"‪ ،2‬يقصد به أن من الحكمة أن يتصف اإلنسان في هذه الدنيا الفانية بالقناعة ويلتزم مع اهلل‬
‫الطاعة وأن يحافظ على صالة الجماعة وأن يتذكر الموت في كل ساعة حتى ال يميل إلى‬
‫البشاعة‪.‬‬
‫المثل ‪ " :5‬دواء الكبر القبر "‪ ،3‬أي أن الذي يكبر تكثر أمراضه وهمومه فليس له راحة‬
‫إال الموت‪.‬‬
‫المثل ‪ " :6‬حتى الموت وفيه راحة "‪ ،4‬فراحة الموت تتمثل في االبتعاد عن معاناة الدنيا‬
‫وهمومها وفتنها ‪.‬‬
‫المثل ‪ " :7‬حاسب روحك قبل لحساب "‪ ،5‬أي أن المؤمن يتابع ويحاسب نفسه عن كل‬
‫صغيرة ألنه سيحاسب عنها ويلقى جزاءه‪.‬‬
‫المثل ‪ ":8‬إذا تفاهمت العجوز والكنة إبليس يدخل للجنة "‪ ،6‬فيه إيمان وتصديق جازم‬
‫بوجود الجنة والنار‪ ،‬حيث يبين هذا المثل أن التفاهم بين العجوز وامرأة ابنها شيء‬
‫مستحيل كاستحالة دخول إبليس للجنة‪ ،‬وذلك لما يحدث بينهما من صراعات دائمة‪.‬‬
‫المثل ‪ " :9‬إذا حبيت ندخل قبري نمسك عيني وذني ولساني"‪ ،7‬يضرب هذا المثل في‬
‫الذي يخاف عذاب القبر وما يترتب عليه فعله لينجو من ذلك والنجاة تكون بغض البصر‬
‫عن الحرام وعدم التجسس عن اإلخوان وعدم اإليذاء باللسان‪.‬‬
‫المثل ‪ " :10‬اخدم يا صغري لكبري واخدم يا كبري لقبري "‪ ،8‬يضرب في أن العمل‬
‫واالجتهاد في الصغر ألنه شاب وقادر على ذلك‪ ،‬أما العمل في الكبر يتمثل في اإلكثار من‬
‫العبادة ودخول اإلنسان في أشواق اآلخرة‪.‬‬
‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪35‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪35‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪36‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪28‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص‪14‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪14‬‬ ‫‪7‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪22‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإليمان بالقضاء والقدر‪:‬‬
‫اإليمان بالقضاء والقدر من أركان اإليمان التي يجب أن يؤمن بها المسلم وقد‬
‫وردت اآلية الكريمة داللة على ذلك في قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إَّنا ُك َّل َش ْي ٍء َخ َلْقَناُه ِب َقَد ٍر ﴾‪ ،‬وفي‬
‫قوله تعالى‪ ﴿ :‬اَّلِذ ي َلُه ُم ْلُك الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض َو َلْم َيَّتِخ ْذ َو َلًد ا َو َلْم َيُك ن َّلُه َش ِر يٌك ِفي‬
‫اْلُم ْلِك َو َخ َلَق ُك َّل َش ْي ٍء َفَقَّد َر ُه َتْقِد يًر ا﴾‪ ،‬وأما في السنة حديث جبريل وسؤاله للنبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم عن اإليمان فقال‪.." :‬ما اإليماُن قاَل أن تؤِم َن بالَّلِه ومالئكِتِه ورسِلِه‬
‫وكتِبِه واليوِم اآلخِر والقَد ِر خيِر ِه وشِّر ِه قاَل صَد قَت ‪"..‬‬

‫وأمثلتنا الشعبية تزخر بهذه المعاني العلوية‪.‬‬

‫المثال ‪ :1‬المكتوب في الجبين الزم تشوفه العين "‪ ،1‬أي أن كل ما كتب في اللوح‬
‫المحفوظ عن اإلنسان ال بد له أن يتحقق في واقع شاء أم أبى وعلى اإلنسان أن يقر بذلك‬
‫ويثبت عليه‪.‬‬

‫المثال ‪ " :2‬اللي في عمره مدة ما تقتله شدة "‪ ،2‬ويدل ذلك على أنه لكل أجل كتاب‪ ،‬فال‬
‫المرض وال الفقر والشقاء سيقتل اإلنسان بل يقضي عليه األجل إذا انتهى ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :3‬ما الدوم الشدة وما يدوم الرخا "‪ ،‬ويدل ذلك على أنه من ساعة الفرج ويسر‬
‫وساعة من الضيق والعسر‪ ،‬وعلى اإلنسان أن يصبر في الضيق ويشكر في الفرج واليسر‬

‫والمؤمن يدور بين عسر ويسر لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪َ" :‬عَجًبا َألْم ِر الُم ْؤ ِم ِن ‪ ،‬إَّن أْمَر ُه‬
‫ٍد ِل‬ ‫َّل‬
‫ُك ُه َخْي ٌر ‪ ،‬وليَس ذاَك َألَح إاَّل ْلُم ْؤ ِم ِن ‪ ،‬إْن أصاَبْتُه َس َّر اُء َشَك َر ‪َ ،‬فكاَن َخْي ًر ا له‪ ،‬وإ ْن أصاَبْتُه‬
‫َض َّر اُء‪َ ،‬ص َبَر َفكاَن َخْي ًر ا له‪– ".‬أخرجه مسلم –‬

‫المثل ‪ " :4‬المكتوب ما منه هروب "‪ ،‬أي أنه ال مفر من قضاء اهلل وقدره‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬مكتوب حد ما يديه حد "‪ ،3‬ويدل ذلك على أن كل واحد يستوفي ما قدر له فقط‬
‫دون المساس بما كتب لغيره‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫المثل ‪ :6‬الكاتبة تمشيلها وال تجيك "‪ ،‬أي أن كل إنسان يعيش ويلقى مصيره حتما فعليه‬
‫بالتسليم للمشيئة‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬الحارمة من فمك طيح " أي أنه ال تأخذ إال نصيبك فقط وما قدر لك‬

‫المثل ‪ " :8‬اللي خطاتك قول فيها الخير "‪ ،‬أي أنه الذي حاد عنك ولم تتحصل عليه لعله‬
‫خير لك‪.‬‬

‫المثل ‪ " :9‬اللي يديرها ربي مليحة "‪ ،‬أي التسليم المطلق بما يديره اهلل وقضيه فالخير فيما‬
‫اختاره اهلل‪.‬‬

‫المثل ‪ " :10‬اللوم بعد القضاء بدعة "‪ ،‬يحث هذا المثل لالمتثال ألمر اهلل والرضاء به‬
‫دون حسرة ولوم‪.‬‬

‫المثل ‪ " :11‬الذيب قال المكتوب ومعاه تنقيزة "‪ ،‬فالذئب‪ :‬حيوان يعرف بالحيلة والدهاء ‪.‬‬
‫ويحث هذا المثل اإلنسان أن يستعمل ذكاءه وفكره للنجاة من مكاره األمور‬

‫المثل ‪ ":12‬أمر مقدر ومكتوب"‪ ،‬أي أن كل األمور مقدرة على اإلنسان ومكتوب عليه‬
‫فعلها فال حيلة له في تركها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيم في األمثال الشعبية في العبادات‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الصالة‪:‬‬


‫الصالة عماد الدين وأصل إصالح كل العبادات فمن صلحت صالته صلحت كل‬
‫عباداته ومن فسدت صالته فسدت كل أعماله‪.‬‬
‫المثل ‪" :1‬قالولي ولد سيدك مات قلتلهم عن بالي عصر الجمعة فات" فهذا دليل على‬
‫حرص المسلم على الصالة وخصوصا صالة عصر الجمعة لقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬ح اِف ُظوا َع َلى‬
‫الَّص َلَو اِت َو الَّص اَل ِة اْلُو ْس َطٰى َو ُقوُم وا ِلَّلِه َقاِنِت يَن ﴾‪. 1‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪238 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫المثل ‪ " :2‬كي السردوك يعرف األوقات ومايصليشي"‪ 1‬فهذا تعزير للذي يتهاون في‬
‫صالته قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إَّن الَّص اَل َة َك اَنْت َع َلى اْلُم ْؤ ِم ِن يَن ِك َتاًبا َّم ْو ُقوًتا﴾‪.2‬‬

‫المثل ‪ ":3‬صالة القياد الجمعة واألعياد "‪ 3‬للذين يؤدون الصالة في المناسبات وهذا أمر‬
‫غير شرعي يؤثمون عليه‪.‬‬

‫المثل ‪ " :4‬كل شيء عادة حتى الصالة والعبادة " يبين أن اإلنسان إذا اعتاد على شيء‬
‫يصعب عليه تركه‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬عركانها وال تركانها "‪ 4‬أي أنه يصارع نفسه وال يترك صالته‪.‬‬

‫المثل ‪ " :6‬عدو دينك عدوك " أي أن عدوك هو عدو دينك‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬الغريب غريب الدين " أي أن الذي يعد غريبا عن المجتمع وأجنبيا عنه هو‬
‫الذي ال يفقه دينه وال يتمسك به‪.‬‬

‫المثل ‪ " :8‬علمناهم الصالة سبقونا للجامع "‪ 5‬يبين هذا المثل الذي يتعلم شيئا بسيطا‬
‫فيفتخر به ويدعي التفوق على أستاذه‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬

‫علمت شيئا وغابت عنك أشياء‬ ‫قل للذي يدعي في العلم فلسفة‬

‫المثل ‪ " :9‬عاود ما صليت "‪ 6‬يضرب هذا المثل للذي شك في األمر أنه ال بد عليه إعادة‬
‫الشيء للتحقق‪.‬‬

‫المثل ‪ " :10‬واش تعطل الصالة عند العارفين "‪ 7‬ويدل هذا المثل على أن الذي يعرف‬
‫األمور يعرف كيف يستهلها ويستقبلها ويبلغها‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪63‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النساء‪ :‬اآلية‪103 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪46‬‬ ‫‪3‬‬

‫من الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫ا محمد الصالح بن علي‪ 1500 ،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪25‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الزكاة‬
‫وهي الركن الثالث من أركان اإلسالم وقد اقترنت بالصالة فال بد من أدائها عند‬
‫َّل‬ ‫ِط‬ ‫ِق‬
‫بلوغ حقها ومستحقها قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َأ يُم وا الَّص اَل َة َو آُتوا الَّز َك اَة َو َأ يُعوا الَّر ُس وَل َلَع ُك ْم‬
‫‪1‬‬
‫ُتْر َح ُم وَن ﴾‬

‫المثل ‪ " :1‬ال تجوز الصدقة وماليها جياع "‪ ،‬أي أن الزكاة ال تجب على الفقراء‬
‫والمساكين‬
‫المثل ‪ " :2‬قوام فالحة "‪ ،2‬أي يقال لتقدير األشياء كيف تعرف نصابها والفالح هو من‬
‫يقدر أموال الحرث والزروع‪.‬‬
‫المثل ‪ " :3‬كي الدورو "‪ ، 3‬الدورو‪ :‬عملة البلد المستعملة ذات ‪ 5‬سنتيم‪ ،‬وكان الدورو هو‬
‫الذي ُي رجع به الصرف فتجده عند كل واحد الصغير قبل الكبير‪ ،‬فُيقال هذا المثل "للشهرة"‬
‫المثل ‪ " :4‬ال يثلث وال يربع "‪ُ ،4‬يقال للمقارنة بين شخصين مع العلم أن الثلث والربع‬
‫أنصبة في الزكاة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المثل ‪ " :5‬اللي مات بوه قبل جده يخرج ابقده " قاعدة وراثية‬

‫المثل ‪ " :6‬المال مال ربي والعبد عساس عليه "‪ ،6‬ويدل على أن المال مال اهلل وتجب‬
‫فيه الزكاة من الذي يحرس المال ويتفقده ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬المال يدخل الجنة "‪ ،7‬يدل على أن المال الحالل والطيب الذي تخرج زكاته‬
‫ويستغل في سبل الخير يقبله اهلل فيدخل صاحبه الجنة لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ ":‬إَّن الَّلَه‬
‫طِّيٌب ال يقبُل إاَّل طِّيًبا " – أخرجه الترمذي –‬

‫سورة النور‪ ،‬اآلية ‪.56‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.64‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.80‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪26‬‬
‫المثل ‪ " :8‬اللي يعجبك رخصه يبقى في الدار نصه "‪ ،1‬وهذا المثل يشير إلى تحري‬
‫الشيء الطيب وتجنب الشيء الرخيص والخبيث في زكاة الزروع لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬يا َأُّيَه ا‬
‫اَّلِذ يَن آَم ُنوا َأنِف ُقوا ِم ن َطِّيَباِت َم ا َك َس ْب ُتْم َو ِم َّم ا َأْخ َر ْج َنا َلُك م ِّم َن اَأْلْر ِض ۖ َو اَل َتَيَّم ُم وا اْلَخ ِب يَث‬
‫ِم ْن ُه ُتنِف ُقوَن َو َلْس ُتم ِب آِخ ِذ يِه ِإاَّل َأن ُتْغ ِم ُض وا ِفيِه ۚ َو اْع َلُم وا َأَّن الَّلَه َغ ِن ٌّي َح ِم يٌد ﴾‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصيام‪:‬‬


‫المثل ‪ " :1‬صوم بال صالة كالراعي بال عصاة "‪ ،‬تدل على ارتباط الصالة بالصيام ألنها‬
‫ركن من أركان اإلسالم الخمس‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬‬
‫ُبِنَي اإلْس اَل ُم عَلى َخ ْم ٍس ‪َ :‬ش َهاَد ِة أْن ال إَلَه إاَّل الَّلُه وأَّن ُم َح َّم ًد ا َر سوُل الَّلِه ‪ ،‬وإ َقاِم الَّص اَل ِة ‪،‬‬
‫وإ يَتاِء الَّز َك اِة ‪ ،‬والَح ِّج ‪ ،‬وَص ْو ِم َر َم َض اَن ‪- ".‬أخرجه البخاري‪-‬‬

‫المثل ‪ " :2‬يا فريسة العجب ما صمتيش نهار في رجب "‪ ،2‬يدل على هذا الحديث على‬
‫صيام التطوع والترغيب فيه لما له من األجر العظيم عند رب العالمين‪.‬‬

‫المثل ‪ " :3‬يوم صومكم يوم نحركم "‪ ،3‬يدل هذا المثل على أن يوم الصوم يطابق يوم‬
‫النحر‪.‬‬

‫المثل ‪ " :4‬صام صام وفطر على جرادة "‪ ،4‬يدل على حصول النتائج البسيطة بعد الجهد‬
‫الكبير‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬كانك صايم لينا أفطر "‪ ،5‬يحث على اإلخالص في الصوم وابتغاء األجر من‬
‫اهلل عزوجل‪.‬‬

‫المثل ‪ " :6‬رمضان كريم "‪ ،6‬يدل على فضل شهر رمضان عن بقية الشهور ‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‪.‬‬


‫‪27‬‬
‫المثل ‪ " :7‬خلط شعبان برمضان "‪ ،1‬يطلق على من يحاول خلط األمور بقصد وبدون‬
‫قصد‪.‬‬

‫المثل ‪ " :8‬ال يعجبه العجب وال الصيام في رجب "‪ ،2‬يقال للذي ال يعجبه أي شيء حتى‬
‫صيام التطوع ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحج‬


‫المثل ‪ " :1‬اهلل ينورك وعلى الكعبة يدورك "‪ ،3‬الدعاء له باإلضاءة والتنوير في الوجه‬
‫‪4‬‬
‫والدعاء مأخوذ من قوله تعالى‪َ ﴿ :‬يْو َم َتْبَيُّض ُو ُج وٌه َو َتْسَو ُّد ُو ُج وٌه ۚ ﴾‬

‫المثل ‪ " :2‬حج وزمزم وجاء للبال متحزم "‪ ،‬يدل على الذي لم تنهه المقدسات العظيمة‬
‫كالحج عن فعل الشر‪ ،‬وفيه تعزير وتأنيب بكل من يقدم على هذه األعمال‪.‬‬

‫المثل ‪ " :3‬الحاج موسى وموسى الحاج "‪ ،5‬يدل ذلك على الذي يفسر الماء بالماء‪ ،‬وال‬
‫يعطي دالالت لألشياء لتوضيحها وتبان الحق ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :4‬الحاج قبل محسن طيب‪ ،‬وبعد الحج حنش اينيب"‪ ،6‬يدل على الذي ال يتأثر‬
‫بالعبادة العظيمة بل يصبح عكس ذلك‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬حج وحاجة "‪ ،7‬وفيه إشارة على من أدى فريضة الحج واستفاد شيئا من أمور‬
‫الدنيا فهذا ال حرج فيه لقوله تعالى في آيات الحج‪َ ﴿ :‬لْي َس َع َلْي ُك ْم ُج َناٌح َأن َتْب َتُغوا َفْض اًل‬
‫ِّم ن َّر ِّبُك ْم ۚ ﴾‪ 8‬أي ليس عليكم حرج أن تبتغوا فضال من ربكم وذلك بالتجارة في الحج‪.‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪106 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ص‪27‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪28‬‬ ‫‪7‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪198 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪28‬‬
‫المثل ‪ " :6‬الخدمة عن للكباد جهاد "‪ ،1‬ويحث هذا المثل على المكابدة في العمل لسد‬
‫حاجة من يعول وتقديم ذلك عن فريضة الحج والجهاد‪ .‬فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص‬
‫رضي اهلل عنهما‪ :‬قال‪َ :‬ج اَء َر ُج ٌل إلى النبِّي َص َّلى اُهلل عليه وسَّلَم ‪َ ،‬فاْس َتْأَذ َنُه في الِج َهاِد ‪،‬‬
‫َفَقاَل ‪ :‬أَح ٌّي واِلَد اَك ؟‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬نَع ْم ‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬فِف يِه ما َفَج اِه ْد ‪– .‬أخرجه البخاري‪-‬‬

‫المثل ‪ " :7‬اللي حج حج واللي عوق عوق "‪ ،2‬ويدل على أن الذي يتم أركان حجه يعتبر‬
‫حاجا‪ ،‬والذي أخل بركن من أركان الحج وخاصة عرفة فإنه لم يحج‪ ،‬ويضرب هذا المثل‬
‫للذي يسعى وراء أمر ويخل به فلم يتحصل عليه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القيم األخالقية‪:‬‬


‫تعتبر القيم األخالقية هي أساس نجاح أي مجتمع وعماده‪ ،‬فأمة بدون أخالق ال‬
‫تساوي شيء فقد قال الشاعر‪:‬‬
‫األمم األخالق ما بقوا أن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‪.‬‬
‫وقيل أن األخالق كالزهرة التي تعطي رائحة أينما حلت‪ ،‬ودراستنا لهذا الباب تتمثل‬
‫في فروعه التعاون‪ ،‬واألمانة والوفاء‪ ،‬واالستقامة في السلوك‪ ،‬والتواضع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األخالق المحمودة‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعاون‬


‫التعاون ظاهرة اجتماعية فبه نستطيع أن نبني ونحقق المستحيل والذي ال يستطيع‬
‫أن يحققه الفرد وحده فغنه يستطيع أن يحققه مع أخيه وفي ظل المجتمع ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :1‬اضرب البندير تشوف واش يدير "‬


‫البندير‪ :‬وهو آلةنوسيقية لها دور عند ضرها تدل على الزفاف‪ :‬فيجتمع الناس واإلخوان‬
‫والجيران لمشاركة أهل العرس فرحهم ومساعدتهم وكان ذلك يتم لمدة سبعة أيام متتالية ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :2‬يد وحدة ماتصفقشي "‪ ،‬ويعني أن اليد الواحدة ال تصفق إال إذا تعاونت مع‬
‫أختها‪ ،‬ويدل هذا المثل على أن الفرد ضعيف بمفرده ضعيف قوي بإخوانه‬

‫‪ 1‬محمد الصالح بن علي‪ ،‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية‪ ،‬ص‪60‬‬


‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪71‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫المثل ‪ " :3‬حمل الجماعة ريش "‪،1‬أي أن الثقيلة على الفرد وحده خفيفة على الجماعة‬
‫وهذا يدل على التآزر والتعاون وهذا مأخوذ من قول الشاعر‬
‫بعض لبعض وإ ن لم يشعروا خدم‬ ‫لناس للناس من بدو وحاضرة‬
‫ِل‬
‫وهو مقتبس من قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬إَّن الُم ْؤ ِم َن ْلُم ْؤ ِم ِن َك اْلُبْن َياِن َيُش ُّد َبْعُضُه‬
‫َبْعًض ا‪ .‬وَش َّبَك أَص اِبَع ُه " –أخرجه البخاري‪-‬‬

‫المثل ‪ " :4‬الثقيلة عليك خفيفة علَّي "‪ ،‬ويعني ذلك أن أي شيء يثقل على الفرد وحده فإنه‬
‫يخف إذا تعاون مع أخيه على قضائه ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬مول التاج ويحتاج "‪ ،‬أي أن كل شخص يأتي عليه يوم ويحتاج إلى غيره فال‬
‫يتكبر عليه وال يعاديه فإنه سوف يجده يوما ما ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :6‬شوي من الجنة وشوي من رطابة اليد "‪ ،2‬أي أنه يدل على تشارك الناس‬
‫والحث على المساهمة كل حسب قدراته وإ مكانياته ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬العود ما يقدي كان خوه "‪ ،3‬ومعنىذلك أن التعاون ال بد منه فبه يحقق الفرد‬
‫مبتغاه ويوفر الوقت ويقوي عالقة األخوة ‪.‬‬

‫المثل ‪ :8‬الناس بالنسا والناس باهلل "‪ ،4‬ويدل ذلك على أن النسا ال بد لها من تماسك‬
‫وتعاون فيما بينها فاهلل في عونها إن كانت كذلك لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪َ ..":‬و الَّلُه في‬
‫َع ْو ِن الَع ْب ِد ما كاَن الَع ْبُد في َع ْو ِن َأِخ يِه ‪-"..‬أخرجه مسلم‪-‬‬

‫المثل ‪ " :9‬الصديق وقت الضيق "‪ ،‬ويدل ذلك على أن الصديق يكون صاحب مواقف في‬
‫وقت الشدة والمحن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمانة والوفاء‬


‫األمانة وهي كل وديعة استأمنك عنها غيرك وجب عليك أن تحافظ عليها وأن‬
‫تردها عندما يطلبها صاحبها قال تعالى‪ِ ۞ ﴿ :‬إَّن الَّلَه َيْأُمُر ُك ْم َأن ُتَؤ ُّدوا اَأْلَم اَناِت ِإَلٰى‬
‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪44‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪52‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪85‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪30‬‬
‫َأْه ِلَه ا َو ِإَذ ا َح َك ْم ُتم َبْيَن الَّناِس َأن َتْح ُك ُم وا ِب اْلَعْد ِل ۚ ِإَّن الَّلَه ِنِع َّم ا َيِع ُظُك م ِبِه ۗ ِإَّن الَّلَه َك اَن‬
‫‪1‬‬
‫َس ِم يًع ا َبِص يًر ا﴾‬

‫المثل ‪ " :1‬عروض الناس أمانة "‪ ،2‬ويحذر هذا المثل في الخوض في أعراض الناس‬
‫ألنها من األمانات العظيمة‬

‫المثل ‪ " :2‬الراجل رباطة لسانه "‪ ،3‬فهذا المثل يحث الشخص الذي يبرم وعدا بأن يفي‬
‫‪4‬‬
‫بوعده فهو مأخوذ من قوله تعالى‪َ ﴿ :‬يا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا َأْو ُفوا ِب اْلُعُقوِد ‪﴾..‬‬

‫المثل ‪ " :3‬الكلمة كالرصاص إذا خرجت ما تولي "‪ ،5‬ويدل ذلك على التثبت وعدم‬
‫الرجوع في الكلمة وفيه حث على الوفاء بالوعد ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :4‬راس مال الراجل كلمته "‪ ،6‬ويدل كذلك على الوفاء بالعهود واحترام الكلمة‬
‫ألنها تمثل قيمة الرجل والرجولة عنده ‪.‬‬

‫المثل ‪" :5‬خلي البير بغطاه "‪ ،7‬يحمل هذا المثل في طياته قيمة األمانة والوفاء‪ ،‬فيحث‬
‫على حفظ األسرار وكتمانها‪.‬‬

‫المثل ‪ " :6‬سرك في بير "‪ ،8‬أي التكتم على األسرار في مكان عميق ال يمكن أن يطلع‬
‫عليه أحد والبوح به‪ ،‬وهذا مصداقا لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬استعيُنوا على قضاِء‬
‫حوائِج كم بالكتماِن فإَّن ُك َّل ذي نعمٍة محسوٌد " –أخرجه البيهقي في شعب اإليمان‪-‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪58 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪50‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪1 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬


‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪8‬‬

‫‪31‬‬
‫المثل ‪ " :7‬تزوج بنات لصول لعل الزمان يدور "‪ ،1‬فنظرا لتقلبات الزمان وأن االنسان في‬
‫حاالت متخلقة جاء هذا المثل يحث الشباب على اختيار الزوجة الوفية ذات األصل ألنها‬
‫ستواكب مع زوجها كل تقلبات الزمن فتصبر معه عليها وتثبت وال يتزلزل وفاؤها به‪.‬‬

‫المثل ‪ " :8‬الصديق وقت الضيق"‪ ،‬أي أن الصديق الوفي يكون مؤازرا صديقه في أوقات‬
‫الشدة وسندا له‪.‬‬

‫المثل ‪ " :9‬اللي قال كلمة يتم بها "‪ ،2‬وفي هذا المثل حث على التمسك بالعهد والوفاء به‬
‫ألن الكلمة عهد وهذا مأخوذ من الحكمة القائلة‪ ":‬من نطق صدق ومن عاهد وفى‬

‫المثل ‪ " :10‬الكلمة كلمة "‪ ،3‬أي أن التمسك بالكلمة المنطوقة في كل األحوال أي أنه‬
‫عند البيع والشراء والزواج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االستقامة‪:‬‬


‫المثل ‪ " :1‬اخرج ربي عريان يكسيك "‪ ،4‬أي استقم في السلوك والصدق في القول والعمل‬
‫فإن اهلل يرزقك ويدبر حالك‪ .‬قال اهلل تعالى‪ِ ﴿ :‬إَّن اَّلِذ يَن َقاُلوا َر ُّبَنا الَّلُه ُثَّم اْس َتَقاُم وا َفاَل‬
‫َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُهْم َيْح َز ُنوَن ﴾‪ ،5‬ويروي الصحابي الجليل سفيان بن عبد اهلل الثقفي قال‪:‬‬
‫ُقلُت ‪ :‬يا َر سوَل اِهلل ‪ُ ،‬قْل لي في اإلْس الِم َقْو اًل ال أْس َأُل عْن ه أَح ًد ا َبْع َد َك ‪ ،‬وفي َح ديِث أِب ي‬
‫ُأساَم َة َغ ْي َر َك ‪ ،‬قاَل ‪ُ :‬قْل ‪ :‬آَم ْن ُت بالَّلِه ‪ ،‬ثم اْس َتِق ْم ‪-.‬أخرجه مسلم‪-‬‬

‫المثل ‪ " :2‬الصراحة راحة "‪ ،6‬يحث على قول الصدق والتصريح به ألنه يكسب صاحبه‬
‫ومن يصارحه راحة نفسية يعيش ويهنأ بها‪.‬‬

‫المثل ‪ " :3‬امشي مع رب صحيح ال تزعزع ال طيح "‪ ،7‬أي استقم فإن عاقبة االستقامة‬
‫الثبات وعدم السقوط في المتاهات ‪.‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪13 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪46‬‬ ‫‪6‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪17‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪32‬‬
‫المثل ‪ " :4‬إذا كان الكذب ينجي الصدق أنجى وأنجى "‪ ،1‬أي أن قول الحق والثبات عليه‬
‫ينجي صاحبه من كل المهالك وفيه حث لعدم الكذب في واألقوال واألفعال‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬الموت موت وحدة والعمر عمر واحد"‪ ،2‬أي أن الموت ال يتكرر وال يتعدد فإذا‬
‫جاء فإنه يفني صاحبه وعلى العاقل أن يستعد له بالسلوكات المستقيمة الطيبة حتى تكون‬
‫خاتمته طيبة‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬الراس ما نيحه كالخالق "‪ ،3‬أي مهما تعرض اإلنسان إلى المهالك فإنها ال تفتك‬
‫به بل الذي يميته وينهي أجله هو اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬فلذا يجب ان يكون على استقامة‬
‫وحسن خلق مع اهلل عزوجل‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬اخدم الخير تنال العجايب "‪ ،4‬فيه حث على فعل الخير واالستمرار عليه وذلك‬
‫من االستقامة المحببة في السلوك‪.‬‬

‫المثال‪ " :‬إذا كان صاحبك عسل ماتلحساشي كل"‪ ،5‬فيه دعوة لعدم استغالل اإلنسان‬

‫المثل ‪ " :9‬امشي بالنية وارقد بالثنية "‪ ،6‬الثنية‪ :‬ويقصد بها الطريق‪ ،‬ويحث هذا المثل‬
‫على تجديد النية في األقوال واألفعال وعدم الحيلة ألن صاحب النية ال يصيبه مكروه ول‬
‫يتعرض إلى أذى‬

‫المثل ‪ " :10‬ربي ولدك على الرخاء والشدة "‪،7‬يحث هذا المثل على تربية األبناء على‬
‫السلوكات الحميدة ألنها ستنفعهم في مستقبل األيام‪ ،‬ومنه قولهم‪ " :‬ما يدوم شدة وما يدوم‬
‫رخاء "‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪14‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪84‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪33‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التواضع ‪:‬‬
‫المثل ‪ " :1‬كول ما حضر والبس ما ستر "‪ ،1‬أي أن اإلنسان يجب أن يكيف حاله على‬
‫حسب ظروفه وأحواله التي تحيط به ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :2‬امشي على قدك "‪ ،2‬يحث على التواضع في المشي مع الناس‪ ،‬فهو مأخوذ من‬
‫قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و اَل َتْم ِش ِف ي اَأْلْر ِض َمَر ًح ا ۖ ِإَّنَك َلن َتْخ ِر َق اَأْلْر َض َو َلن َتْب ُلَغ اْلِج َباَل‬
‫ُطواًل ﴾‪.3‬‬

‫المثل ‪ " :3‬على قد فراشك مد رجليك "‪ 4‬ويحث هذا المثل على االقتناع بما عندك وال‬
‫ِه‬ ‫ِإ‬
‫تنظر على ما عند غيرك‪ ،‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬اَل َتُم َّدَّن َعْي َنْي َك َلٰى َم ا َم َّتْع َنا ِب َأْز َو اًج ا ِّمْن ُهْم‬
‫َو اَل َتْح َز ْن َع َلْي ِه ْم َو اْخ ِف ْض َج َناَح َك ِلْلُم ْؤ ِم ِن يَن ﴾‪.5‬‬

‫المثل ‪ " :4‬البس خاتم قد صبعك "‪ ،‬أي كِّيف نفسك على ما يليق بك دون التطلع إلى‬
‫اآلخرين‪ ،‬فهذا المثل يحث على اختيار الشيء المناسب لك‪.‬‬

‫المثال ‪ " :5‬خنفوسة تلهيني وال غزالة تشقيني "‪ ،‬ويحث على اختيار الشريك المناسب‬
‫لستر الحال‪.‬‬

‫المثال ‪ " :6‬البس قدك‪ ،‬وخالط ندك‪ ،‬واعرف حدك "‪ ،6‬يحث على التواضع وعدم التكبر ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬ماتديرش لقمة أطم من فمك "‪ ،7‬أي أن اإلنسان ال بد أن يتحرى ما يناسب‬
‫حاله في األكل والشرب والملبس ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :8‬عاش من عرف قدره "‪ ،‬فيجب على اإلنسان أن يعرف قدر نفسه مع اآلخرين‪،‬‬
‫حتى ال يقع في المتاعب‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ص‪62‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫سورة اٍإل سراء‪ ،‬اآلية‪37 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة الحجر‪ :‬اآلية‪88 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪17‬‬ ‫‪6‬‬

‫الذاكرة العشبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫‪34‬‬
‫المثل ‪ " :9‬تواضع هلل يرفعك"‪ ،1‬فهذا يحث على التواضع وعدم التكبر لقوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ :‬ما َنَقَص ْت َص َد قٌة ِم ن ماٍل ‪ ،‬وما زاَد الَّلُه َع ْبًد ا بَع ْفٍو إاَّل ِع ًّز ا‪،‬‬
‫وما َتواَض َع أَح ٌد لَّلِه إاَّل َر َفَع ُه الَّلُه‪– .‬أخرجه مسلم‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األخالق المذمومة‬

‫الفرع األول‪ :‬الغدر والخيانة‬


‫المثال ‪":1‬يد غطاسة ويد مالسة"‪ ،2‬يبين هذا المثل كيف أن هناك بعض األشخاص يتقلب‬
‫على عدة صفات بين الناس‪.‬‬

‫المثل ‪":2‬سكين بوجهين"‪ ،3‬اي أن له وجهان يقابل بهما الناس لقضاء مآربه ويضرب‬
‫للمنافق المتلون وهو مأخوذ من قول النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ ":‬آية المنافق ثالث إذا‬
‫حدث كذب وإ ذا وعد أخلف وإ ذا أوتمن خان"‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪28‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪93‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫‪35‬‬
‫المثل ‪ ":3‬عقونة النساء تغلب فايق الرجال"‪ .1‬هذا في المظهر الذي يغطي المرأة ولكن في‬
‫داخلها غدر وخيانة‬

‫‪ .‬المثل ‪ " :4‬متحشمة السوق ترقص في القهوة"‪ .2‬يقال لمن تتظاهر بالعفة والطيبة ولكن‬
‫المثل ‪":5‬‬ ‫تصرفاتها الداخلية عكس ذلك‪.‬‬
‫اللي باعك بالفول بيعه بقشوره "‪ .3‬يقال في االبتعاد عن من فضل غيرك عنك وأهانك‬

‫‪ .‬المثل ‪ ":6‬صاحب صاحبين كذاب"‪ .4‬يضرب للذي يظهر ما ال يخفي ويصاحب‬


‫المتعادين للوشاية والتنقيب بينهم‬

‫‪ .‬المثل ‪":7‬كي العقرب يلدغ ساكت"‪ .5‬يضرب للذي يكن الحقد والبغضاء وتظهر كنتائج‬
‫عند تصرفاته وأفعاله‪.‬‬

‫المثل ‪ ":8‬ولد الفار يجي حفار ولد القط يجي ينط"‪ ،6‬يبين أن طبيعة كل إنسان تظهر من‬
‫خالل تصرفاته‪,‬وان اإلنسان يأخذ من طباع أبوي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البخل‬


‫المثل‪ ":1‬اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"‪ ،7‬يحث على اإلنفاق والبذل دون‬
‫االهتمام بقادم األيام فكل آت برزقه بإذن اهلل فهو يقال للبخيل‪.‬‬

‫المثل ‪ ":2‬رزق المشحاح ياكله المرتاح"‪ .8‬يقال في البخيل الذي يتعب ويشقى ويترك‬
‫لغيره لينعم في ماله وال يكون نصيبه منه إال التعب والحساب‬

‫المثل ‪ ":3‬الرطابة وقلة ليدام "‪ .9‬ويقال لمن يعدك ويحدثك بما هو طيب قوال ال فعال‪.‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪67‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪45‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪63‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪63‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه ص‪16‬‬ ‫‪7‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫‪8‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪36‬‬
‫المثل ‪ ":4‬حنانة بالحليب كالدجاجة"‪ .1‬اي ان الدجاجة تعطف وتحن على صغارها ولكنها‬
‫ال ترضعهم‪ ،‬فيقال للذي يعطف على اآلخرين بالقول ويده مغلولة الى عنقه ال تصل الى‬
‫جيبه‪.‬‬

‫المثل ‪ ":5‬الشحيح طيب عشاه مرتين "‪ .2‬أي أن البخيل يقلل في طهي العشاء فيضطر‬
‫للطهي مرة أخرى ويضرب لمن يبخل على غيره وعلى نفسه فيخسر أكثر مما يربح‪.‬‬

‫المثل ‪ ":6‬في رجلي وال في صباطي الحمر"‪ .3‬يضرب لمن يفضل أن يصاب في جسده‬
‫وال يصاب ماله بالضياع‪.‬‬

‫المثل ‪ ":7‬اللي عجبك رخصه في الدار يقعد نصه "‪ .4‬يقال هذا المثل في البخيل الذي ال‬
‫يشتري اال الرديء من االمور ألن ثمنها رخيس ولكنه سيخسرها كلها ويرميها‪.‬‬

‫المثل ‪ ":8‬انفق وخوذ دراهمك معاك "‪ ،5‬فيه حث على االنفاق وعدم البخل ألنه العوض‬
‫من عند اهلل وهذا مأخوذ من قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ":‬ما نقص مال من صدقة "‪.‬‬

‫المثل ‪ ":9‬الجود بالموجود"‪ .6‬اي أنه يجب اإلنفاق باألجود مما هو موجود عند أهل البيت‪.‬‬

‫المثل ‪ ":10‬بيوت الجود بال بيبان"‪ .7‬أي أن بيوت الكرم والجود ال تغلق أبدا وهي مفتوحة‬
‫ومبالغة في ذلك اي أنه ليس بها باب حتى يغلق تستقبل ضيوفها في كل وقت‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الظلم‪:‬‬


‫‪8‬‬
‫المثل ‪ " :1‬أعط للنفاع وال تعطي لدفاع"‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪55‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪69‬‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪26‬‬ ‫‪6‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪8‬‬

‫‪37‬‬
‫ٰى ِه‬ ‫ِإ‬ ‫َٰذ ِل‬
‫فيه حث لعدم الظلم ألن عاقبته وخيمة قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َك َك َأْخ ُذ َر ِّبَك َذ ا َأَخ َذ اْلُقَر َو َي‬
‫‪1‬‬
‫َظاِلَم ٌة ۚ ِإَّن َأْخ َذ ُه َأِليٌم َش ِد يٌد ﴾‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إَّن الَّلَه عَّز وجَّل ُيْم ِلي ِللّظاِلِم ‪ ،‬فإذا أَخ َذ ُه َلْم ُيْف ِلْتُه‪ُ ،‬ثَّم‬
‫َقَر َأ وَك ذلَك أْخ ُذ َر ِّبَك ‪ ،‬إذا أَخ َذ الُقَر ى وهي ظاِلَم ٌة إَّن أْخ َذ ُه أِليٌم َش ِد يٌد "‪ -‬أخرجه مسلم‪-‬‬

‫المثل ‪ ":2‬الشر وان عمرك دمر "‪ ،2‬أي أن فاعل الشر يدمر نفسه في النهاية لما اقترفه‬
‫من ظلم في حق نفسه وحق عباد اهلل تعالى‪.‬‬

‫المثل ‪ " :3‬اللي داير الشر ما تفرحالش "‪ ،3‬ويقال في عاقبة الظالم البيئة التي تؤدي به‬
‫إلى الهالك حتما ‪.‬‬

‫المثل‪ " :‬ما تجوع الذيب وما وما تبكي الراعي عليه "‪ ،4‬ويضرب هذا المثل في قضية‬
‫العدل وعدم دون الظلم دون مفاضلة أو قرابه‬

‫المثل‪ " :5‬يا قاتل الروح وين تروح "‪ ،5‬أي الظالم وقاتل النفس فليس لك مفر من عقاب‬
‫اله ألك واالنتقام منك ‪.‬‬

‫المثل ‪ " : :6‬بيدك ربي يزيدك "‪ ،6‬أي أن اهلل شديد االنتقام من الظالم فال بد من يوم تكون‬
‫فيه نهايتك‪.‬‬

‫المثل ‪ " :7‬بَّعد عن الشر وغنيله "‪ ،7‬فيه دعوة للمظلوم باالبتعاد عن الظالم والدعاء عليه‬
‫فإن اهلل سينتقم منه ال محالة‬

‫سورة هود‪ ،‬آية‪102 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪71‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪76‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪91 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪21 ،‬‬ ‫‪6‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫‪38‬‬
‫المثل ‪ " :8‬بات على غيظ وما تباتش على ندامة "‪ ،1‬أي ارض لنفسك أن ُتظلم وتغتاظ بهذا‬
‫الظلم وتصبر فهو خير لك أن ترد حقك وتندم بعد ذلك لقوله تعالى‪ ﴿ :‬اَّلِذ يَن ُينِف ُقوَن ِفي‬
‫‪2‬‬
‫الَّس َّر اِء َو الَّض َّر اِء َو اْلَك اِظ ِم يَن اْلَغْي َظ َو اْلَع اِفيَن َع ِن الَّناِس ۗ َو الَّلُه ُيِح ُّب اْلُم ْح ِس ِنيَن ﴾‬

‫المثل ‪ " :9‬دير الخير وانساه ودير الشر واتفكره "‪ ،3‬وفيه دعوة لتذكر ما يفعله اإلنسان‬
‫من أعمال الشر ليستغفر ربه من ذنبه ألنه سيجازيه ويحاسبه على ذلك يوم القيامة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬القناعة و عدم الطمع ‪:‬‬


‫المثال‪" :1‬الطمع يورث الفقر"‪ 4‬أي أن الذي يطمع فيما عند غيره فإن ينقلب طبعه‬
‫ويرضى بما قسم له والنتيجة فقر محتوم‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المثال‪" :2‬الطماع يقتله الكذاب"‬

‫أي أن الشخص المصاب بالطمع فإنه يخسر كل ما عنده ألنه يصدق من يكذب عليه‬
‫ويعيش في أمل وأحالم غيره‪.‬‬

‫المثال‪" :3‬اليد التي تمد خير من اليد التي تشد"‪.6‬‬

‫أي أن اليد التي تنفق خير وأفضل عند اهلل من التي ينفق عليها هذا مصداقا لقول الرسول‬
‫صلى اهلل علیه وسلم‪ :‬اليد العليا خير واحب إلى اهلل من اليد السفلى‪.‬‬

‫المثال‪" : 4‬البركة في القليل"‪.7‬‬

‫يقال لمن رضي بما قسم له ألنه بركه وقد تكثيره وتزكيه‬

‫المثال ‪ " :5‬تميره وحليبة وتشيشة تبريده"‪.8‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪134 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪48‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪48‬‬ ‫‪5‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪6‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪8‬‬

‫‪39‬‬
‫يحث على القناعة بما وجد والرضا والتسليم بالموجود بركة‪.‬‬

‫المثال ‪ " : 6‬الغنى في القلوب"‪.1‬‬

‫يقال لمن مأل قلبه بالقناعة والقناعة كنز ال يفنى‪.‬‬

‫المثال‪":7‬حشيشة طالبة معيشة "‪.2‬‬

‫يقال لمن رضي بالكفاف والعيش البسيط‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫المثال ‪" :8‬الحمد هلل على الصحة والنظر"‬

‫دعاء بالحمد والشكر على نعمتي الصحة والبصر‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬القيم االجتماعية‬


‫وهي القيم التي تنظم عالقة الفرد بالمجتمع وتساعد الفرد في في أداء دوره بطريقة أفضل‬
‫يقول ابن خلدون‪ ":‬اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه"‬

‫المطلب األول‪ :‬األسرة‬


‫الفرع األول‪ :‬الوالدين‪ :‬قال اهلل تعالى ﴿ ۞ َو َقَض ٰى َر ُّبَك َأاَّل َتْعُبُد وا ِإاَّل ِإَّياُه َو ِب اْلَو اِلَدْي ِن‬
‫ِإْح َس اًنا ۚ ِإَّم ا َيْب ُلَغ َّن ِع نَد َك اْلِك َبَر َأَح ُدُهَم ا َأْو ِك اَل ُهَم ا َفاَل َتُقل َّلُهَم ا ُأٍّف َو اَل َتْن َهْر ُهَم ا َو ُقل َّلُهَم ا‬
‫‪4‬‬
‫َقْو اًل َك ِر يًم ا﴾‬

‫الوالدان هما نتاج األسرة الصغيرة التي عرفها عاطف غيث في كتابه قاموس علم‬
‫االجتماع‪ ":‬األسرة اإلنسانية أنها جماعة اجتماعية بيولوجية تتكون من رجل وامرأة ( يقوم‬
‫بينهما رابطة زوجية مقررة ) وأبنائهما ومن أهم الوظائف التي تقوم بها هذه الجماعة‪:‬‬
‫إشابع الحاجات العاطفية‪ ،‬وممارسة العالقات الجنسية‪ ،‬وتهيئة المناخ االجتماعي الثقافي‬
‫المالئم لرعاية وتنشئة وتوجيه األبناء‪.5"..‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪29‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪30‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪23 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم اإلجتماع‪ ،‬دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪2001 ،1‬م‪ ،‬ص‪157‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪40‬‬
‫وللوالدين مكانة مقدسة في األسرة وكالهما يطاع بعد كالم اهلل‪.‬‬

‫المثل ‪ ":1‬اللي باش يطلق ايديه يبدأ بوالديه "‪ .1‬يحث هذا المثل على األنفاق على الوالدين‬
‫ففي االنفاق عليهما بركة في المال ودين من األبناء نحو اآلباء ومصير في مستقبل األيام‬
‫تقول الحكمة ‪":‬كما تدين تدان"‬
‫‪2‬‬
‫المثال ‪ ":2‬اللي ما خذاش راي أمه ياهمه"‬

‫يحث هذا المثل على الطاعة العمياء لألم وتنفيذ أوامرها مأخوذ من قوله تهالى‪ِ.. ﴿:‬إَّم ا‬
‫َيْب ُلَغ َّن ِع نَد َك اْلِك َبَر َأَح ُدُهَم ا َأْو ِك اَل ُهَم ا َفاَل َتُقل َّلُهَم ا ُأٍّف َو اَل َتْن َهْر ُهَم ا َو ُقل َّلُهَم ا َقْو اًل‬
‫‪3‬‬
‫َك ِر يًم ا﴾‬

‫المثل ‪":2‬سعدك يا مرضي الوالدين"‪ ،4‬فيه حث على إرضاء الوالدين والتفاني في خدمتهم‬
‫وطاعتهم مدى الحياة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المثل ‪ ":4‬بر الوالدين حصاد الذرية"‬

‫يبين هذا المثل أن بر له عالقة متعدية بين اآلباء واألبناء فكلما تمت الطاعة واإلخالص‬
‫إليهما كلما في خدمة أبنائه إليه مستقبال‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬يا رضاية اهلل واحسان الوالدين " ‪ ،‬مأخوذ من قوله تعالى‪َ ۞ ﴿ :‬و َقَض ٰى َر ُّبَك‬
‫‪6‬‬

‫َأاَّل َتْعُبُد وا ِإاَّل ِإَّياُه َو ِب اْلَو اِلَدْي ِن ِإْح َس اًنا ۚ ِإَّم ا َيْب ُلَغ َّن ِع نَد َك اْلِك َبَر َأَح ُدُهَم ا َأْو ِك اَل ُهَم ا َفاَل َتُقل‬
‫‪7‬‬
‫َّلُهَم ا ُأٍّف َو اَل َتْن َهْر ُهَم ا َو ُقل َّلُهَم ا َقْو اًل َك ِر يًم ا﴾‬

‫المثال ‪ " :6‬كي دعوة الوالدين يحصل يحصل "‪ ،8‬وفيه تحذير من عقوق الوالدين ألنه‬
‫سيكون له نفس المصير ‪.‬‬
‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪71‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪68‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪23 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪91‬‬ ‫‪6‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪23 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪8‬‬

‫‪41‬‬
‫المثل ‪ " :7‬وين بها يا عاصي الوالدين "‪ ،‬فيه تحذير وتعزير لعاق الوالدين مما ينتظره من‬
‫عقوبة في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :8‬اللي عنده أمه مستور همه "‪ ،‬أي أن األم تحفظ أسرار أبنائها وتستر عليهم فال‬
‫تبوح بها إلى أحد‪ .‬فقد َج اَء َر ُج ٌل إلى َر ُس وِل اِهلل َص َّلى الَّلُه عليه َو َس َّلَم ‪َ ،‬فقاَل ‪َ :‬م ن َأَح ُّق‬
‫الَّناِس بُحْس ِن َص َح اَبِت ي؟ قاَل ‪ُ :‬أُّم َك قاَل ‪ُ :‬ثَّم َم ْن ؟ قاَل ‪ُ :‬ثَّم ُأُّم َك قاَل ‪ُ :‬ثَّم َم ْن ؟ قاَل ‪ُ :‬ثَّم ُأُّم َك‬
‫قاَل ‪ُ :‬ثَّم َم ْن ؟ قاَل ‪ُ :‬ثَّم َأُبوَك ‪ .‬وفي َح ديِث ُقَتْيَبَة ‪َ :‬م ن َأَح ُّق بُحْس ِن َص َح اَبتي َو َلْم َيْذ ُك ِر‬
‫‪1‬‬
‫الَّناَس ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :9‬كل خنفوسة في عين أمها عروسة "‪ ،2‬أي أن الوالدين يرون الكمال في األبناء‬
‫مهما كان مستواهم ويفضلونهم حتى على أنفسهم‪ .‬فبر األم باب للخير والرزق‪.‬‬

‫المثل ‪ " :10‬أوالدي قبل أحفادي "‪ ،3‬فيه تفضل من قبل الوالدين ألبنائهم حتى على أنفسهم‬
‫أي أنهم يقدمونهم في المأكل والمشرب والملبس وراحتهم في راحة أبنائهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األخوة‪:‬‬


‫األخوة على أنواعها فهي العالقة التي تربط أفراد األسرة الواحدة وتربط فيما‬
‫بينهم أواسر الحب والتعاون وهذه اشمل من أخوة النسب والرحم وهناك إخوة أعم و‬
‫أشمل تربط أفراد المجتمع وهي األخوة في الدين كما جاء في قوله تعالى ﴿ ِإَّنَم ا‬
‫‪4‬‬
‫اْلُم ْؤ ِم ُنوَن ِإْخ َو ٌة َفَأْص ِلُح وا َبْيَن َأَخ َو ْي ُك ْم ۚ َو اَّتُقوا الَّلَه َلَع َّلُك ْم ُتْر َح ُم وَن ﴾‬

‫وهناك مجموعة من األمثلة في المجتمع السوفي تعبر عن ذلك منها ‪:‬‬

‫مثال‪ ": 1‬الخو ما يولي عدو"‪.5‬‬

‫و يحث على اإلصالح بين األخوه في األسرة الواحدة والرجوع إلى بعضهم البعض دون‬
‫تباغض أو تشتت ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500 ،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪61‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪10 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫‪42‬‬
‫‪1‬‬
‫المثال‪ " : 2‬خوك خوك ال يغرك صاحبك "‬

‫وهذا يحث على أن األخ يجب أن يتمسك بأخيه مهما كان الخالف بينهما بل ُيفضل على‬
‫الصديق وغيره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المثال‪":3‬خوك يمضغك وما يسرطكش"‬

‫اي ان األخ رغم الخالف القائم بينه وبين أخيه فإنه ال يتمنى الخطر أو أي مكروه ألخيه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المثال ‪ ":4‬األقربون أولى بالمعروف"‬

‫هذا مثال شائع و يقال في اإلنفاق والزكاة حيث يفضلون األقارب وهم أولى بالشفعه عن‬
‫غيرهم‪.‬‬

‫المثال ‪ ":5‬الخو ما ينفع الخو يا ويح من يخونه ذراعه "‪ ،4‬هنا مّثل األخ بالذراع فاألخ إذا‬
‫لم ينفع أخاه كالذراع الذي يخذل صاحبه وقت الدفاع‪.‬‬

‫المثال ‪ ":6‬الكلب ما ياكله خوه "‪ ،5‬أي أنه مهما كان األخ تافها وحقيرا وساذجا فإنه ال‬
‫يمكر بأخيه ‪.‬‬

‫المثل ‪ ":7‬حو من الكلمة ينح الغلبة "‪،‬أي أن األخ ولو كان تافها فإنه حرمة ألخيه دفاعا‬
‫ومنعة من المتربصين‪.‬‬

‫المثال ‪ " :8‬خوك خوك ال يغروك "‪ ،6‬فيه توكيد لفظي في تكرار كلمة " خوك " ويعني‬
‫هذا التكرار قوة لألخوة وتماسكا وترابطا لهما ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الزواج‪ :‬الزواج هو الميثاق الغليظ كما عبر عنه القرآن الكريم في قوله‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ْي َف َتْأُخ ُذ وَنُه َو َقْد َأْفَض ٰى َبْع ُض ُك ْم ِإَلٰى َبْع ٍض َو َأَخ ْذ َن ِم نُك م ِّم يَثاًقا َغ ِليًظا﴾‪ ،7‬وهو‬
‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500 ،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33‬‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪6‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪21 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪43‬‬
‫نصف الدين كما عبر عنه المثل الشعبي المتداول‪ ،‬وقد عرفته الدكتورة فوزية دياب‪":‬‬
‫الزواج هو العالقة المشروعة بين الرجل والمرأة ويتم وفق أوضاع يقره الدين اإلسالمي‬
‫وفي حدود يرسمها ويعينها‪ ،‬ويفرض على األفراد التزامها "‪.1‬‬

‫المثل ‪ " :1‬زواج ليلة تدبير عام "‪ ،2‬ويبين هذا المثل أن الزواج نتيجة لتحضيرات سابقة‬
‫باهظة الثمن والتكاليف ومرهقة ومهدرة للجهد وهو خالصة تفكير طويل وتدبير محكم‬
‫وكل األمور تأتي نتيجة للتدبير والتفكير وحسن االختيار حتى تدوم وتستمر ‪.‬‬

‫المثل ‪ ":2‬الطرق ولو دارت والمدن ولو جارت وبنات العم ولو بارت "‪ ،3‬بمعنى أن تسلك‬
‫الطريق ولو كان طويال وملتويا فإنه مضمون الوصول والمدن ولو كثر فيها الجور‬
‫والفساد فالعيش فيها أهون من القرى‪ ،‬وبنات العم ولو عنست فإنها ساترة حافظة ألسرار‬
‫عائلتها‪ ،‬ففيه حث على نكاح بنات العم لتمتين العالقة األسرية الكبيرة‪.‬‬

‫المثل ‪ " :3‬اللي تعرفه خير من اللي ماتعرفاشي "‪ ،4‬بمعنى أن الشخص المعروف واضح‬
‫الرؤيا وكتاب مفتوح أفضل من اإلنسان غير المعروف الغامض الذي ال أثر له ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :4‬أخطب بنات األصول عالش الزمان يدور"‪ ،5‬يحث هذا المثل على اختيار‬
‫المرأة ذات األصل ألنها ستكون سندا لزوجها في األزمات والشدة‪.‬‬

‫المثل ‪ :5‬زيتنا إيبس دقيقنا "‪ ،6‬ويبين هذا المثل في عدم إشراك األجنبي في األمور‬
‫الداخلية للبيت والعائلة‪.‬‬

‫المثل ‪ ":6‬بن عمي بحالسة خير من البراني بلباسه "‪ ،7‬فهذا المثل يحبذ الزواج من‬
‫األقارب ولو كان معدما ويفضله عن األجنبي ولو كان صاحب أموال طائلة‪.‬‬

‫فوزية دياب‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية‪ ،‬ص‪245‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪41‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪20‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪44‬‬
‫المثل ‪ " :7‬ال يعجبك نوار دفلة في الواد عامل طاليل وال يعجبك زين الطفلة حتى تشوف‬
‫الفعايل "‪ ،1‬يبين هذا المثل المعايير التي تنكح بها المرأة وتتمثل في األخالق واألفعال‬
‫ويحث كذلك على عدم اإلعجاب بالمظهر الخارجي فقط فيجب على الرجل أن يدقق كثيرا‬
‫لالرتباط بشريك حياته ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :8‬السمحة عند ولد عمها وجايبة وليد "‪ ،2‬ويحث هذا المثل على الزواج باألقارب‬
‫وعدم تركهم للغريب ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :9‬اضرب القطوسة تخاف العروسة "‪ ،3‬بقال هذا المثل في تخويف وترويع المرأة‬
‫وتأديبها ‪.‬‬

‫لمثل ‪ " :10‬أنِت الضوء وأنا الظلمة "‪ ،4‬ويدل ذلك على أن المرأة نور البيت وضياء له ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المرأة‬


‫وقد ضرب التاريخ السوفي أروع األمثلة على النساء‪:‬‬

‫المثل ‪ ":1‬العفا والدفا"‪ .5‬يقال هذا المثل للخاطب الذي يتقدم للبنت توصف له بأنها مطيعة‬
‫ولينة الجانب وغير مرهقة‪.‬‬

‫المثل ‪ ":2‬النساء ناقصات عقل ودين" وهذا ألن هن في الشهادة يتطلب رجالن او رجل‬
‫وامرأتان لقوله تعالى في آية الدين‪َ ..﴿ :‬و اْس َتْش ِه ُد وا َش ِه يَدْي ِن ِم ن ِّر َج اِلُك ْم ۖ َفِإ ن َّلْم َيُك وَنا‬
‫َر ُج َلْي ِن َفَر ُج ٌل َو اْمَر َأَتاِن ِم َّم ن َتْر َض ْو َن ِم َن الُّش َه َد اِء َأن َتِض َّل ِإْح َد اُهَم ا َفُتَذ ِّك َر ِإْح َد اُهَم ا‬
‫اُأْلْخ َر ٰى ۚ‪ ،﴾ ..‬وناقصات دين فسر بسبب أنها يأتي عليها دم الحيض والنفاس فتعفى من‬
‫أداء الصالة أو قضائها‪.‬‬

‫المثل ‪ ":3‬تشاورهن وخالفهن "‪.6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪66‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪16‬‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪6‬‬

‫‪45‬‬
‫يحث على عدم سماع رأي المرأة ومخالفة أمرها ألنها ال تفهم معترك الحياة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المثل ‪ ":4‬ال في الشتاء دفا وال عند النساء وفاء"‬

‫هذا المثل ينفي الوفاء عن المرأة وهذا خطأ فصاحبة الدين تحفظ زوجها في غيابه يقول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪...‬‬
‫‪2‬‬
‫المثال ‪ ":5‬إذا تفاهمت العزوز والكنة ابليس يدخل للجنة "‬

‫الكنة ‪ :‬زوجة االبن‪ ،‬العزوز ‪ :‬أم الزوج‬

‫وفيه داللة على استحالة تفاهم أم االبن مع زوجته‪.‬‬

‫المثل ‪ ":6‬انعل لي يتزوج هجالة وأوالدها رجالة "‪ ،3‬مالحقة المرأة المطلقة باللعنة والسوء‬
‫وعدم راحتها حتى وإ ن اعادت الزواج‪.‬‬

‫المثل ‪ ": 8‬العزوز اذا خرفت تتفكر أيام عرسها"‪ ،4‬أي أن المرأة إذا كبرت وأصيبت‬
‫بالزهايمر فإنها ال تتذكر شيء ما عدا أيامها الحلوة األولى‪.‬‬

‫المثل ‪ ":9‬العزوز ما يهمها قرص"‪ .5‬يضرب في التي تصبح غير قادرة على اي شيء‬
‫حتى الدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫المثال ‪ ":11‬ليتيم يتيم األم "‪ .6‬اي أن الذي توفيت أمه ال يجد حنانا يعوضه عنها بينما في‬
‫الشرع اليتيم هو الذي لم يجد من يعوله أي الذي توفي أبوه قال أحمد شوقي‬

‫ليس اليتيم من مات أبواه‪...‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪65‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪14‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق ‪,‬ص‪18‬‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪50‬‬ ‫‪5‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪6‬‬

‫‪46‬‬
‫خالصة‪ ":‬األمثلة السوفية لم تنصف المرأة ولم تعطها حقها ألنها كانت في زمن ينظر إلى‬
‫المرأة على أن دورها يقتصر فقط على البيت ومراعاته فقط ألنه مجتمع محافظ يخاف‬
‫كالم الناس أكثر مما يخش اهلل أحيانا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات االجتماعية‬


‫هناك كثير من العالقات االجتماعية تربط المجتمع السوفي فيما بينهم منها‪ :‬عالقة‬
‫األقارب‪ ،‬وعالقة الجار بالجار‪ ،‬وعالقة الصداقة‪ ،‬وعالقة المحبة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األقارب‪:‬‬


‫أن عالقة األقارب هي عالقة وطيدة يجب الحفاظ عليها سواء أكانت عن طريق األعمام‬
‫أو األحوال فهي رابطة حث اإلسالم على صلتها والحفاظ عليها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و آِت َذ ا اْلُقْر َبٰى َح َّقُه َو اْلِم ْس ِك يَن َو اْبَن الَّس ِب يِل َو اَل ُتَبِّذ ْر َتْب ِذ يًر ا﴾‬
‫‪2‬‬
‫وقال ‪َ .. ﴿ :‬و اَّتُقوا الَّلَه اَّلِذ ي َتَس اَء ُلوَن ِب ِه َو اَأْلْر َح اَم ۚ ِإَّن الَّلَه َك اَن َع َلْي ُك ْم َر ِقيًبا﴾‬

‫وقد عبرت عنها األمثال الشعبية السوفية في كثير من المواضع منها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المثال‪":1‬اللحم اللي بار ليه أمليه"‬

‫أي ان االقارب يتحملون سوء تصرفات بعض االفراد منهم دون ان يتخلون عنهم ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المثال‪" :2‬ولد العم يدي من الجحفة"‬

‫الجحفة‪ :‬هي الهودج يوضع فوق الجمل عبارة مما بيت مع الشعر تزف فيه العروس‬
‫قديما‪ .‬ويضرب هذا المثل في كون أن ابن العم أولى من أي عريس آخر ببنت عمه حتى‬
‫و إن زفت آلخر في هودجها سنت األعراف أن يحول ابن العم العروس إلى بيته‪.‬‬

‫المثال‪ ":3‬نقطه دم خير من سبوبة"‪. 5‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪26:‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪01:‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪69‬‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫‪47‬‬
‫السبوبة‪ :‬هي الكنز وهي األموال‪ .‬حيث يحث هذا المثل على تقديس صلة الرحم ويدل‬
‫على أنها أفضل من الكنوز‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مثال‪" :4‬نقطه دم خير من ألف صاحب"‬

‫ومعنى هذا المثال فيه توضيح وتفضيل األقارب على األصحاب ولو كانوا كثر حتى وإ ن‬
‫تجاوزوا االلف أو أكثر‪.‬‬

‫المثال‪":5‬ما يحك جلدك غير ضفرك"‪.2‬‬

‫ويدل ذلك على أن الذي يقدم المساعدة وقت المحنة فإنه قريبك ‪.‬‬

‫المثال‪" : 6‬ما کانش شجره بال عروق"‪.3‬‬

‫اي ان كل انسان له اصل و فصل كما يقال يرجع إليه ويأخذ من طباعه‬

‫المثال ‪ " :7‬كسكلسلة يرجع ألصله "‬

‫اي ان كل انسان رغم تباعده عن أقاربه و جفاه منهم فإنه وقت الشدة والضيق فإنه يقترب‬
‫مهم ويرجع اليهم‬

‫المثال ‪":8‬وين دمك وين همك "‬

‫وفيه تذمر من االقارب النهم على اطالع دقيق لك يعلمون عليك الشاردة و الواردة‪.‬‬

‫المثال ‪":9‬االقارب عقارب"‬

‫وفيه سخط على االقارب حيث شبههم بالعقارب التي تنفث سمها‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪86‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫‪48‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجار‪:‬‬
‫والجار هو كل شخص مجاور لك في الملك والمسكن وجاءت اآليات والنصوص‬
‫توصي بالجار في قوله تعالى‪َ ۞ ﴿ :‬و اْعُبُد وا الَّلَه َو اَل ُتْش ِر ُك وا ِب ِه َش ْي ًئا ۖ َو ِب اْلَو اِلَدْي ِن‬
‫ِإْح َس اًنا َو ِب ِذ ي اْلُقْر َبٰى َو اْلَيَتا ٰى َو اْل َس اِك يِن َو اْلَج اِر ِذ ي اْلُقْر َبٰى َو اْلَج اِر اْلُج ُنِب َو الَّص اِح ِب‬
‫َم‬ ‫َم‬
‫‪1‬‬
‫ِب اْلَج نِب َو اْب ِن الَّس ِب يِل َو َم ا َم َلَك ْت َأْي َم اُنُك ْم ۗ ِإَّن الَّلَه اَل ُيِح ُّب َم ن َك اَن ُم ْخ َتااًل َفُخ وًر ا﴾‬

‫ولقد جاءت أيضا الكثير من أحاديث النبوية توصي بالجار منها قوله صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫"ما زال جبريُل يوصيني بالجاِر حَّتى ظننُت أنه سيوِّر ُثه"‬

‫المثل ‪ " :1‬الملك جيرة "‪ ،3‬أي أن الجار الطيبهو كنز ثمين ال يشترى بالنقود وال يمكن‬
‫تعويضه‪ ،‬ويحث على اختيار الجار الطيب في الملك حتى تطمئن ملكك مادام الجار الطيب‬
‫بجوارك‪.‬‬

‫المثل ‪ " :2‬الجار للجار رحمة "‪ ،4‬أي أ‪ ،‬التراحم والتآزر والتواد يكون في الجيران‬

‫المثل ‪ " :3‬الجار للجار ستار للعيب والعار "‪ ،5‬وهذا يمثل مدى حفظ المال من طرف‬
‫الجار وهو يستر كل العيوب التي يعاني منها الجار فالرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يقول‪ ..":‬وَم ن َس َتَر ُم ْس ِلًم ا َس َتَر ُه الَّلُه َيوَم الِق َياَم ِة "‪-‬أخرجه البخاري‪-‬‬

‫المثل ‪ :4‬جارك القريب وال خوك البعيد "‪ ،6‬يبين مكانة الجار القريب فهو صاحب‬
‫المبادرات واإلحسان والكرم إلى جاره فبذلك أصبح مفضال عن األخ البعيد‪.‬‬

‫المثل ‪" :5‬سكر باب دارك وال تخون جارك"‪ ،7‬وهذا فيه تحذير من اإلهمال ثم إتهام‬
‫اآلخرين بالخيانة‪.‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪36 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫أخرجه أبو داود (‪ ،)5152‬والترمذي (‪ ،)1943‬وأحمد (‪(6496‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪82‬‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪6‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫‪49‬‬
‫المثل ‪ " :6‬بدل المراح تستراح "‪ ،1‬ويحث هذا المثل على تغيير المقر وحالة عدم التفاهم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصداقة‬


‫الصداقة قيمة اجتماعية عالية وهي توافق بين شخصين أو أكثر وامتزاج في‬
‫األفكار والصديق الوفي كاألخ وقد حث القرآن على اختيار الصديق المؤمن الصالح في‬
‫‪2‬‬
‫قوله تعالى‪ ﴿ :‬اَأْلِخ اَّل ُء َيْو َم ِئٍذ َبْع ُض ُهْم ِلَبْع ٍض َع ُد ٌّو ِإاَّل اْلُم َّتِقيَن ﴾‬

‫وجاء في السنة النبوية قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬ال تصاحْب إال مؤمًنا‪ ،‬وال يأكل‬
‫طعاَم ك إال تقٌّي "‪.‬‬

‫المثل ‪ " :1‬الصديق وقت الضيق "‪ ،3‬يحث على اختيار الذي يواكب معك نوائب الدهر‬
‫ويكون موقفه إيجابيا معك‪.‬‬

‫المثل ‪ " :2‬الصاحب ساحب "‪ ،4‬أي أن الصديق يؤثر على صديقه سلبا وإ يجابا‬

‫المثل ‪ ":3‬وريلي صاحبك نقلك أنت من"‪ ،5‬أي أن الصديق مرآة عاكسة لصديقه فهو يبين‬
‫صورة صاحبه ومن خالل ُيعرف الشخص ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :4‬صاحب لمالح تتهنى وترتاح "‪ ،‬يحث على مصاحبة األخيار في صحبتهم راحة‬
‫واطمئنان‪.‬‬

‫المثل ‪ " :5‬صاحب صاحبين كذاب "‪ ،6‬أي أن الصاحب يختار صاحبه الحقيقي ويتفانى‬
‫معه ويضحي من أجله ‪.‬‬

‫المثل ‪ " :6‬إذا كان صاحبك عسل ماتلحساشي كل "‪ ،7‬فيه تحذير وتوبيخ لمن يستغل‬
‫صديقه لالستفادة المادية منه ‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الزحرف‪ ،‬اآلية‪67 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪5‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500 ،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪45‬‬ ‫‪6‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪50‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الحب‬
‫الحب هو الشعور الصادق المنبعث من داخل اإلنسان إلى أخيه اإلنسان وعاطفة الحب‬
‫نجدها عند جميع‪ ،‬الثقافات و تاريخنا العربي حافل بقصص خلدها التاريخ كقصة ‪ :‬مجنون‬
‫ليلى – عنتره ابن شداد ومن األمثلة السوفية في هذا الشأن ‪:‬‬

‫المثل‪ " :‬الحب أعمى "‪ ،1‬أي أن الذي يحب يغامر وال يأبه بما يقع له ويخوض المعارك‬
‫من أجل محبوبه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المثال‪" :2‬الحب يطيح على عود يابس"‬

‫هذا يدل على ان التعلق القلبي مصدره الروح واالنسجام الروحي فال مجال للجمال فيه‬

‫المثال ‪ " : 3‬كل شي بالسيف كان جنبني ماهيش بالسيف"‬

‫يا أنه الحب تلقائي وعفوي وليس بالغصب والقصر‪.‬‬

‫المثال‪ " : 4‬الحجرة في يد الحبيب تفاحة" ‪.‬‬

‫اي ان الحبيب يتحمل من حبيبه حتى الضرب بالحجر و يعتبرها تفاح يرمى له اى انه يا‬
‫سبيل ارضاء معيوبه ويتحمل منه كل شيء‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المثال‪" :5‬ضرب الحبيب كأكل الزبيب"‬

‫اي يحمل قيمة راقية حيث يتحول ألم الضرب إلى حالوة فى طرف الحبيب‪.‬‬

‫المثال‪" :5‬حبيب الرفقة الذي يتفكرك يوم النفقة"‪. 4‬‬

‫النفقة ‪ :‬وهي عند ذبح الشاة تقسم وكل قسمة تسمي نفقة‪.‬‬

‫وهنا خصص الحب وتربطه بالشيء المادي الذي يجب على الحبيب في مثل هذه المواقف‬
‫أن يتذكر محبوبه‪.‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪1‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪3‬‬

‫الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬ ‫‪4‬‬

‫‪51‬‬
‫مثال‪ ":6‬خير الحبيب بلحق"‪.1‬‬

‫اي انه ال بد من وصول الخير النه يصدر‬

‫منفعة الحبيب لحبيبيه أبلغ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫المثال ‪ " : 8‬حبيبك وقت الشدة"‬

‫اي ان الحبيب يجب ان يقف مع حبيبه في السراء والضراء و مسانده و مآزره ورأي و‬
‫مشوره‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مثال‪ :8‬اللي حابك اسقطلك واللي كارهك ايلقطلك"‬

‫بمعنى انا الحبيب يتجاوز عن سيئاتك وال يهتم بها النه يراك كامل الصفات العوجاج بك‬
‫وال نقصان ولي العكس كالذي يكرهك فإنه يتحس الخطائك ليفضحك بها‬
‫‪4‬‬
‫المثال‪ " :9‬وخير الحبيب عده واال رده "‬

‫اي أنه عليك المعاملة بالمثل للحبيب إما‬

‫تذكر فضله واحسانه عليك واما ان ترد تعامله باالحسان كما صنع معك‪.‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫نلخص في هذا الفصل إلى كل ما تناولناه بالدراسة والتطبيق في ما تضمنته األمثال‬


‫الشعبية لمنطقة وادي سوف في كل الميادين منها ما اختص بالدين في مختلف مجاالته‬
‫العقائدية والعبادية‪ ،‬وكان السوفي حاضرا بقوة في هذا المجال وذلك ألنه ابن بئة متدينة‬
‫ومحافظة ولما له من فقه في دينه‪.‬‬

‫ثم تناولنا الجانب األخالقي الذي يمس الحياة المعاملتية ألفراد هذا المجتمع فمنها‬
‫األخالق الحسنة ومنها األخالق السيئة التي حذرت منها هذه األمثال الشعبية‪.‬‬

‫محمد الصالح بن علي‪ 1500،‬مثل وحكمة شعبية من وادي سوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪28‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪69‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪52‬‬
‫وقد تناولت األمثال كذلك الجانب االجتماعي الذي يتمثل في عالقة الفرد بمحيطه‬
‫ومن تلك الروابط االجتماعية الوطيدة رابطة الوالدين واألخوة والزوجة واألبناء واألقارب‬
‫والجيران‪ ،‬وتعكسه هذه األمثال في هذه الحياة الحياة المليئة بكل الروابط القيمة التي تنم‬
‫عن الشعور العميق بالحب الذي يكنه الفرد لآلخرين‪ ،‬وكل هذا تجسد في األمثال الشعبية‬
‫كما قدمت لنا بعض الشرح والتوضيح‪.‬‬

‫وهذه األمثال التي تم تحليلها تعتبر تجسيدا لما عاشه المجتمع السوفي ومن خاللها‬
‫تبين طريقة عيش ومعامالت المجتمع‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫األبعاد الوظيفية لألمثال الشعبية‬

‫تمهيد‬

‫أوال‪ :‬الوظيفة التعليمية والنقدية‬

‫ثانيا‪ :‬الوظيفة الحجاجية‬

‫ثالثا‪ :‬الوظيفة الجمالية‬


‫‪54‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬

‫يعد المثل الشعبي أكثر األنواع األدبية الشعبية انتشارا ‪ ،‬فهو يتداول و يستعمل بين فئات‬
‫اجتماعية مختلفة ‪ ،‬فهو ينتقل من جيل إلى جيل نظرا لخصائصه و مميزاته التي يتمتع بها‬
‫‪ ،‬فقد اعتمد اإلنسان على األمثال في حياته اليومية في تعامالته مع األجرين ‪ ،‬و ذلك‬
‫راجع إما لخصائصه و إما دعما لقوله و إقناعا لغيره ألهمية ما يقول و توصيل الفكرة و‬
‫المغزى الحقيقي في كالمه ‪ ،‬و ال يسمح بتداول مثل ما إال إذا كان موافق لعادات و تقاليد‬
‫و ديانة المنطقة المعاشة ‪.‬‬

‫فالمثل عبارة عن صورة عاكسة لسلوك الفرد بصورة اختيارية و ليس بصورة إجبارية‬
‫‪ ،‬بحث أن طبيعته هي آلة تجدد وظيفته كأداة للتخاطب بين أفراد المجتمع فهو أداة‬
‫تواصلية و قد تعدد مواضيع األمثال الشعبية و تعرضت لمختلف مجاالت اإلنسان منها‬
‫التربوية و األخالقية و االجتماعية ‪ ،‬فهي لم تترك جانبا من جوانب الحياة إال و أدركته‬
‫‪55‬‬
‫فمثلما تعرضت لحياة الفرد و عالقاته بأفراد مجتمعه ‪ ،‬تعرضت لسلوكه و أخالقه ‪ ،‬كما‬
‫أن هناك أمثال شعبية وظفت في العديد من العادات و التقاليد كالزواج و الختان‬
‫واألعياد ‪ ...‬و غيرها من المناسبات غرضها الترفيه عن النفس قد تميزت بطابعها‬
‫الجمالي و الفكاهي الذي يروح عن النفس و عن بعض المشاكل التي يتعرض لها الفرد‬
‫من خالل حياته اليومية و معالجة مشاكله األسرية ‪ ،‬و من أهم المواضيع التي عالجتها‬
‫األمثال الشعبية والتي لم تغفل عنها موضوع التربية أو سلوك الفرد داخل الوسط الذي‬
‫يعيش فيه ‪ ،‬ألن صالح الفرد يؤدي إلى صالح المجتمع بالضرورة لذلك جاءت األمثال‬
‫الشعبية بعدة قوانين و قواعد هدفها تنظيم سلوك الفرد و ضبطه داخل الحياة االجتماعية‬
‫مع عائلته و مجتمعه و هذه الوظائف التي‬

‫عبرت عنها األمثال الشعبية عديدة و متعددة حسب الموضوع لذي تتناوله و الذي يمس‬
‫طبعا اإلنسان و واقع حياته اليومية و من بين هذه الوظائف التي يؤديها المثل الشعبي‬
‫عديدة و هي كاآلتي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الوظيفة التعليمية والنقدية ‪:‬‬


‫تحمل الوظيفة التربوية في طياتها معاني أخالقية و أخرى دينية هادفة إلى تهذيب سلوك‬
‫الفرد و المجتمع و هذا من خالل تجارب القدامى إلنشاء جيل واعي و مثقف و مهذب‬
‫يحمل صفات و أخالق قيمة تمثل صورة المسلم الحسنة ‪ ،‬يرى أحمد إبراهيم شعالن أن‬
‫الوظيفة التربوية التعليمية تحمل نفس معنى الوظيفة األخالقية تقريبا ألنها تسعى إلى‬
‫تهذيب النفس و تقويم الخلق و تعليم الفرد طرق و سب العيش في ظل التجربة التي‬
‫يتضمنها المثل ‪ .‬األمثال تعد مدرسة يتعلم من خاللها الفرد السلوك الصحيح و االتجاه‬
‫السليم الذي يسلكه في حياته ‪ ،‬فيكتسب تنشئة اجتماعية سليمة‪.‬‬

‫ولكن كانت التشريعات القانونية قد اتخذت مصدرا رسميا لتنظيم العالقات اإلنسانية ‪،‬‬
‫فإن األمثال بدورها قد اتخذت مصدرا لتشريع العادات الشعبية و تشكيلها حسب‬
‫االحتياجات الجتماعية ‪ ،‬فاألمثال بما أنها حكمة الشعب و فلسفته في الحياة فهي تسعى إلى‬
‫تكريس مقومات األمة بغرس عاداته و معتقداته في األفراد ‪ ،‬فمنها يستخلصون الموعظة‬
‫الحسنة كما يجدون المواساة فيها و تساعد على قليلي التجارب و عديمي الخبرة لتوجيههم‬

‫‪56‬‬
‫و هي منبر للكشف عن بعض التصرفات غير األخالقية من جهة و من جهة أخرى‬
‫محاولة إيجاد البديل عنها‪ ، 1‬وقد تعددت هذه األمثال في ذكر هذا للسلوك منها الحسن‬
‫كالصدق و األخوة و الجيرة و آخر سيء كالكذب و النفاق و الخداع ‪ ،‬و قول الزور ‪....‬‬
‫و غيرها من هذه‬

‫السلوكات ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الوظيفة التعليمية‪:‬‬


‫فالمثل الشعبي يضع األنسان أمام تصرفات سلوكية تتكرر في حياة الناس من أجل‬
‫العبرة ‪ ،‬لذلك نجد العديد من السلوكات الحسنة و األخالق الحميدة تناولتها هذه األخيرة و‬
‫دعت إليها ألنها تؤدي بالفرد و المجتمع إلى لطريق الصائب و من بين هذه السلوكات‬
‫نذكر ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القناعة و الرضا ‪:‬‬


‫إن من أعظم الصفات التي يتصف بها اإلنسان هي القناعة و اإلسالم بدوره حث على هذا‬
‫الخلق و من األمثال التي دعت إلى القناعة والرضا بما قسمه اهلل لعباده ‪،‬األمثال الشعبية‬
‫القائلة ‪:‬‬

‫المثل ‪ :1‬رزقك مقسوم ‪ ،‬ما تدي غير الي كاتبلك‪.2‬‬

‫أي أن اهلل عز و جل هو الذي يقسم الرزق لعباده كما يشاء و ال دخل للفرد بذلك و ال‬
‫يستطيع تغيير مجرى ذلك ‪ ،‬و منه أن اهلل هو مسير كل شيء بأمره و منه يضرب هذا‬
‫المثل في شأن تسليم األمر هلل وحده ال شريك له‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬النعمة يحمدها لعمى‪: 3‬‬

‫‪ - 11‬ابراهيم أحمد شعالن ‪،‬الشعب المصري من أمثاله العامية ‪,‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪,‬القاهرة ‪ (,‬د‪ .‬ط ) ‪1972,‬‬
‫ص ‪. 47‬‬
‫‪ 2‬محمد الصالح بن علي ‪ .‬رحلة المثل الشعبي من المورد إلى المضرب ‪،‬الطبعة األولى ‪ , 2016,‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ 3‬محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية ‪,‬أكثر من ‪ 2600‬مثل وحكمة شعبية‬
‫مشروحة ‪,‬الطبعة األولى ‪, 2012,‬ص‪.141‬‬
‫‪57‬‬
‫و هذا راجع لقول اهلل تعالى » و أما بنعمة ربك فحدث » ‪ ،‬و هناك الكثير من الناس ال‬
‫يرضون بما قدمه اهلل لهم من نعمة كالسمع و البصر و القوة ‪ ...‬و غيرها و ال يحمدون‬
‫اهلل عز و جل بل يطمعون في أشياء أخرى لقولهم المثل » أحمد ربي على النعمة الي‬
‫راك فيها» و في المقابل تجد إنسان أعمى يحمد اهلل على ما هو عليه ‪ ،‬وقد جاء هذا المثل‬
‫للشاكرين اهلل على كل الظروف ‪ ،‬و يرضون بما ابتالهم اهلل به‬

‫المثل ‪ :3‬اللي ما أزاه قبره يرقد فوقه‪:1‬‬

‫هذا المثل يضرب في اإلنسان الذي ال يرضى بما قسمه اهلل له ‪ ،‬و عليه فالقناعة كنز‬
‫االستقامة و خلق فاضل خاصة في وقتنا الحالي الذي ظهرت فيه‬ ‫هام من عناصر‬
‫الطبقية و أصبح المال يمثل كل شيء في الحياة ‪ ،‬و منه يضرب هذا المثل للناس‬
‫الجاحدين بنعم اهلل عز و جل و الناكرين لفضله على عباده ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الصبر ‪:‬‬


‫من بين الصفات الحميدة التي يجب على الفرد التحلي بها هي هذه الصفة ‪ ،‬التي تعتبر من‬
‫صفات األنبياء و الرسل و على المؤمن الحقيقي أن يتصف بها من خالل تجاربه في‬
‫الحياة ‪ ،‬و األمثال الشعبية حاضرة بدورها في هذا الخلق لمساندة اإلنسان الذي يقع في‬
‫المحن ومن األمثال الدائمة على ذلك ‪:‬‬

‫المثل ‪ :1‬شدة و تزول‪: 2‬‬


‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 2‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬
‫‪58‬‬
‫لكل محنة مدة و إن طالت و لكل ضيق فرج و مخرج البد بعد الظلمة النور و العسر‬
‫اليسر ‪ ،‬لذلك يقول سبحان و تعالى « إن مع العسر يسرا» و قد جاء هذا المثل ليريح بال‬
‫اإلنسان الذي ضاقت به الدنيا و أحس بأنه في حفرة ظلماء ‪ ،‬البد أن يتحمل و يصبر ‪ ،‬و‬
‫يتفاءل إلى يوم جديد مليء بالنجاحات و اإلبداعات ‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬الصابر ينال‪:1‬‬

‫إن الصبر مفتاح الفرج و مفتاح جميع الكرب و المحن ‪ ،‬و هو أفضل شيء نستعين به في‬
‫هذا الزمان المعقد الذي أصبح فيه الخير و الشر و العفو و الحقد متساويين ‪ .‬هذا الزمان‬
‫المليء بالشدائد و الذي بطل فيه الحق ‪ ،‬و هذا المثل يضرب في مقام النجاح الذي ال يأتي‬
‫بسهولة ‪ ،‬بل يأتي بعد مشاق و صبر الليالي ‪ ،‬و كذلك يدعو إلى الصابر القانع الذي ينال‬
‫الجزاء والثواب نتيجة صبره و تحمله المشاق و المتاعب ‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬ماكانش حاجة تدوم‪: 2‬‬

‫دوام الحال من المحال و لكل بداية نهاية و أنه مهما طال الزمان فالبد من زوال النعم‬
‫المحن و الشدائد ‪.‬حيث يضرب هذا المثل ليبعث الراحة و الطمأنينة داخل إلنسان لكي‬
‫يستمر في حبه و أمله في هذه الدنيا و لكي يكون أمله و إيمانه باهلل قوي ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬الصداقة ‪:‬‬


‫إن اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه فال يستطيع أن يعيش وحيدا منعزال عن األفراد‬
‫اآلخرين ‪ ،‬إما من العائلة و هم من أسرته التي يجمع بينهم عالقة قرابة و المودة و‬
‫الرحمة ‪ ،‬أو أفراد أخرين تجميع بينهم الصداقة ‪.‬‬

‫و « الصداقة » هي العالقة التي تربط بين شخصين أو أكثر تتسم بالجاذبية‬


‫المصحوبة بمشاعر وجدانية ‪ ،‬فهي عالقة اجتماعية وثيقة و دائمة تقوم على تماثل‬
‫‪.‬‬ ‫االتجاهان بصفة خاصة‪ 3‬وتحمل دالالت بالغة األهمية تمس استقرار الفرد و الجماعة‬

‫‪ 1‬عز ي بوخالفة‪ ،‬كنز األمثال في مناهل األثال‪ ،‬مدونة األمثال الشعبية الجزائرية‪ (،‬د ط)‪( ،‬د ت)‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪98‬‬
‫‪ 2‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬كهينة قاسمي األمثال الشعبية في منطقة المهير ‪,‬دراسة وصفية تحليلية‪ ،‬ص‪123‬‬
‫‪59‬‬
‫و من األمثال التي تحدثت عن هذه العالقة بين األفراد نجد ‪:‬‬

‫المثل ‪ :1‬صاحبك صاحب الشدة‪:1‬‬

‫إن محن و مصاعب و شدائد الحياة هي التي تفرز لإلنسان الحقيقي فليس كل صديق‬
‫يسمى صديقا حقيقيا ‪ ،‬فالصديق الحقيقي هو الذي يؤازرك وقت الشدة و الحاجة إما ماديا‬
‫أو معنويا فهو يحزن لحزنك و يفرح لفرحك ‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬خوك من واتاك ‪ ،‬ماهوش من واالك‪:2‬‬

‫هذا المثل يشير إلى أن بعض المحن التي تمر بك تجعل أقرب الناس إليك يتخلى عنك في‬
‫حين أن الصديق الذي لم تلده أمك يقف إلى جانبك و يؤازرك و يتطابق هذا المثل مع‬
‫لقمان الحكيم الذي قال ‪ُ :‬ر ب أخ لك لم تلده أمك ‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬كثرة الصحاب تلف خيار‪: 3‬‬

‫فهذا المثل يشير إلى أهمية إختيار األصدقاء ‪ ،‬و عدم اإلكثار منهم ألن كثرتهم في بعض‬
‫األحيان تؤدي إلى فساد العالقات و تشتتها ‪ ،‬فبكثرتهم يصعب التميز بينهم ‪,‬لذلك على‬
‫الفرد الصالح أن يحسن اختيار أصدقائه ويقلل منهم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬حسن الجوار‪:‬‬

‫من العالقات المهمة التي تربط الفرد بأبناء مجتمعه وذويه عالقته بجيرانه ‪,‬فالجار أوصى‬
‫به الرسول (صلى اهلل عليه وسلم) حيث قال‪" :‬ومزال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت‬
‫أنه سيورثه"‪.‬‬

‫واإلسالم اهتم كثيرا بهذه العالقة وأمر بالحفاظ عليها ‪,‬كما دعانا للمحافظة على جيراننا‬
‫ومعاملتهم معاملة حسنة ‪,‬ومن األمثال الشعبية التي تدعو للمحافظة على الجار هي متعددة‬

‫المثل ‪ :1‬الجار قبل الدار‪:4‬‬

‫‪ 1‬محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪87‬‬
‫عز ي بوخالفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪258‬‬ ‫‪2‬‬

‫سابق‪ ،‬ص‪118‬‬ ‫محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية‪ ،‬مرجع‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫محمد الصالح بن علي ‪ .‬رحلة المثل الشعبي من المورد إلى المضرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪52‬‬
‫‪60‬‬
‫فهذا المثل يتداول كثيرا في مجتمعنا السوفي ‪,‬كما نجده على لسان العام والخاص ‪,‬فعلى‬
‫الفرد ان يختار جاره قبل مسكنه فكثير من الناس سكنوا منازل فخمة ‪,‬ولكن بسبب‬
‫جيرانهم رحلوا عنها ‪,‬بل منهم من هاجر الى بالد أخرى ‪,‬فإختيار الجار يضمن الراحة‬
‫واإلستقرار ويحس الفرد بأنه يعيش داخل أهله وذويه ‪,‬أما بالنسبة للجار السيء يؤدي‬
‫بالضرورة الى تحوله الى مصدر ازعاج وعدم اإلستقرار‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬الجار وصى عليه النبي ‪:1‬‬

‫هذا المثل كناية عن أهمية الجار داخل المجتمع ‪,‬كما أنه يحمل داللة عميقة في الجانب‬
‫الديني ‪,‬فمن خالل هذا نفهم بأن الجار في مجتمعنا له مكانة هامة ‪ ,‬فالرسول (صلى اهلل‬
‫عليه وسلم) أوصى بالجار لذلك علينا أن ال نغفل على وصايا الرسول (صلى اهلل عليه‬
‫وسلم) ألنه يعد ذنبا عظيما ‪,‬ألن المؤمن الحقيقي يجب أن يحسن الى جاره وال يؤذيه ‪,‬فكلنا‬
‫نعلم ونتذكر قصة سيدنا محمد عليه أفضل الصالة مع جاره اليهودي وهذا خير دليل‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬دير كي جارك وال بدل باب دارك‪: 2‬‬

‫يشير هذا المثل الى ضرورة التماسك والتآزر بين الجيران ‪,‬فالجار الحقيقي هو الذي‬
‫يتضامن مع جيرانه في السراء والضراء حتى أنه يفرح معهم كما يحزن معهم‬
‫أيضا ‪,‬وهذا المثل يحث الى العديد من الجوانب اإليجابية والتي من بينها خلق مجتمع‬
‫متماسك بدون فوارق اجتماعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوظيفة النقدية (نقد السلوك اإلنساني في الحياة)‪:‬‬


‫‪ -‬تعريف النقد‪:‬‬

‫أ‪ -‬لغة‪ :‬جاء في لسان العرب أن النقد هو تميز الدراهم واخراج الزيف منها‪, 3‬وهو أيضا‬
‫تمييز الجيد عن الردئ في شئ ما ويقال نقد الكالم نقدا أي ذكر مميزاته وعيوبه‪. 4‬‬

‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬يعد النقد من المفاهيم التي حظيت بالكثير من الدراسات خاصة في‬
‫مجاالت النقد األدبي والفني ‪,‬والنقد في حقيقته تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة‬

‫‪ 1‬عوي بوخالفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪123‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.310‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪4518‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬مجمع اللغة العربية ‪,‬المعجم الوجيز ‪,‬مطابع الدار الهندسية ‪,‬مصر ‪,‬ط‪ ،1980, 1‬ص‪.629‬‬
‫‪61‬‬
‫الى الفن عامة ‪,‬يبدأ بالتذوق أي القدرة على التمييز ويعبر منها الى التفسير والتحليل‬
‫والتقييم‪.1‬‬

‫من هذه التعريفات نجزم القول بأن السلوك هو حالة من التفاعل بين الكائن الحي ومحيطه‬
‫(بيئته) ‪,‬وهو في غالبيته سلوك ُم َتعلْم (مكتسب) ‪,‬ويعني هذا أن سلوك اإلنسان ذات طبيعة‬
‫انفعالية ‪,‬وقد نعتبره سلوكا أخالقي ويذهب ديفيد هيوم في هذا السياق بقوله‪ ":‬إن ساعة‬
‫واحدة بل لحظة واحدة كفيلة بأن تجعل سلوك الشخص يتغير من النقيض الى النقيض "‪.2‬‬

‫ومن هنا نجد مجموعة من األمثال الشعبية قيلت في هذا المجال وهي نقد السلوك وخاصة‬
‫السلوك السلبي الذي يؤثر على الفرد والمجتمع ومن هذه السلوكات نذكر ما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الكسل ‪:‬‬


‫المثل ‪ :1‬الجوع يعلم الصيادة ‪: 3‬‬

‫يستعمل هذا المثل لإلنسان الجائع والذي يتصف بالكسل فيجب عليه أن يعمل من اجل‬
‫كسب قوته ‪،‬والصيادة تعني في مدلولها للغوي الشعبي الصيد أي الخروج لكسب القوت‬
‫بشتى الطرق والوسائل وذلك مهما كانت الظروف صعبة ‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬من بكري مليح وزاده الهواء والريح‪:4‬‬

‫يقال هذا المقل في اإلنسان المتكاسل السلبي ‪ ،‬كما يحمل في مدلوله جانب السخرية ‪،‬‬
‫وهي إهانة بالنسبة للشخص الذي ال يقدر أي شيء ايجابي لنفسه أو لغيره ‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬عشرة نسا والقرية يابسة‪:5‬‬

‫ويصرب هذا المثل للداللة على النساء اللواتي يهملن عملهن على الرغم من كثرتهن كما‬
‫يقال في مجتمعنا الكثرة واربا وهو يحمل جانب فكاهي للداللة على االنسان غير المهتم‬
‫بعمله غلى الرغم من أهمية العمل في الحياة ‪ ،‬وخاصة أعمال البيت التي تخص المرأة‬

‫‪ 1‬عباس إحسان ‪,‬تاريخ النقد االدبي عند العرب ‪,‬دار الثقافة ‪,‬بيروت ‪ .1984,‬ص‪.07‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬زكي نجيب محفوظ ‪,‬ديفد هيوم ‪,‬هنداوي ‪,‬المملكة المتحدة ‪(,‬د‪.‬ط) ‪ . 2017,‬ص‪.119‬‬
‫‪ 3‬محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪51‬‬
‫‪ 4‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬
‫‪ 5‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬
‫‪62‬‬
‫كما يضرب هذا المثل على مجموعة من الرجال الذين ال يعطون أي أهمية وال يبالون‬
‫بعملهم ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البخل‪:‬‬


‫نجد بأن هذه الصفة هي صفة ذميمة وهي عكس مصطلح الكرم الذي عرف به العرب‬
‫قديما وعلى رأسهم حاتم الطائي وهي صفة نهى عنها اهلل عز وجل في قوله‪ ﴿ :‬اَّلِذ يَن‬
‫َيْب َخ ُلوَن َو َيْأُمُر وَن الَّناَس ِب اْلُبْخ ِل َو َيْك ُتُم وَن َم ا آَتاُهُم الَّلُه ِم ن َفْض ِلِه ۗ َو َأْع َتْد َنا ِلْلَك اِفِر يَن‬
‫‪1‬‬
‫َع َذ اًبا ُّم ِه يًنا﴾‬

‫‪ ،‬ومن بين األمثال السائدة في هذه الصفة هي ‪:‬‬

‫المثل ‪ :1‬جزار ويتعشى باللفت‪:2‬‬

‫هذا المثل يضرب لنقد السلوك للفرد الذي انعم اهلل عليه بنعمة المال في ملكه وهو يحرم‬
‫نفسه وعائلته من هذا النعيم ‪ ،‬كما نستطيع أن نعتبرها كناية عن البخل الشديد ‪،‬فعلى الرغم‬
‫من توفر اللحم وهو أغلى وجبة إال أنه يحرم نفسه وذويه منه حيث تجده ال يأكله إال في‬
‫العيد إن وجد‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬اخدم يا شاقي للباقي‪:3‬‬

‫هذا المثل يضرب لنقد سلوك الفرد الذي يشقى ويتعب من أجل كسب قوت يومه وكسب‬
‫المال والمراتب العليا ‪ ،‬لكنه ال يتمتع بها وهذا راجع لكثرة شحه وبخله على نفسه ‪ ،‬حتى‬
‫يموت وتاركا ماله وثروته ألوالده وأحفاده ‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬طلبت ربي وغاثــك ‪: 4‬‬

‫‪ 1‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪37 :‬‬


‫‪ 2‬عبد الملك مرتاض‪ ,‬األمثال الجزائرية الشعبية ‪(,‬د‪.‬ط) ‪(,‬د‪.‬ت) ‪ .‬ص‪146‬‬

‫‪ 3‬محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.26‬‬
‫‪ 4‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‬
‫‪63‬‬
‫ان طلب اإلغاثة راجع لشدة الحاجة ولكن أن تطلبه من إنسان بخيل فال تنتظر منه العطاء‬
‫وال يد المساعدة ‪,‬فهو بخيل حتى على نفسه ‪,‬لذلك تجده يشقى ويتعب لكنه يحرم نفسه من‬
‫أبسط أمور العيش كما انه يحاسب عليها في اآلخرة حسابا شديدا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطمع ‪:‬‬


‫إن صفة الطمع عكس صفة القناعة ‪،‬فاإلنسان الذي أنعم عليه اهلل بالنعم كالمال والجاه ولم‬
‫يقنع بها وتجده يتطلع الى غيره فهو إنسان طماع والطمع نوعان إما سلبي وإ ما طمع‬
‫إيجابي فالطمع السلبي يأخذ صاحبه الى التهلكة ‪ ،‬أما الطمع اإليجابي فهو محالة للوصول‬
‫الى اعلى المراتب أو اإلتصاف بأحسن الصفات وغيرها ونجد بأن األمثال الشعبية تناولت‬
‫هذه الصفة ودعت الى تجنبها ومن بين األمثال التي قيلت في هذا الصدد هي ‪:‬‬

‫المثل ‪ :1‬الطمع يفسد الطبع‪: 1‬‬

‫إن النفس أمارة بالسوء ومن هنا يتضح لنا أن النفس تأخذ بصاحبها الى التهلكة فهي تطمع‬
‫دائما لألفضل واألحسن دون المباالة بالعواقب ‪،‬وهذا المثل يضرب لنقد سلوك اإلنسان‬
‫الطماع الذي يحاول األخذ ما عند اآلخرين بأي ثمن حتى ولو كان األمر على حساب‬
‫غيره‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬على كرشو اخلى عرشه ‪:2‬‬

‫هذا المثل كناية على حب النفس الشديد وهذا المثل يضرب لنقد سلوك الفرد الذي يحاول‬
‫تحقيق أهدافه وغاياته بشتى السبل والوسائل حتى ولو أدى ذلك الى ارتكاب‬
‫الجرائم ‪،‬ويرى علماء النفس أن الطمع يكبر من اإلنسان فهي صفة تظهر على الطفل منذ‬
‫الصغر وتكبر معه‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬الطماع يبات ساري‪:3‬‬

‫إن ظاهرة الطمع ظاهرة سلبية على حياة الفرد والمجتمع فهي تولد العداوة بين التاس ألن‬
‫الناس ال يحبون الشخص الطماع الذي ينظر اليهم ‪،‬والى ممتلكاتهم نظرة حسد وطمع‬

‫‪ 1‬عزي بوخالفه‪ ,‬مرجع سابق ‪،‬ج‪، 3‬ص‪.145‬‬


‫‪2‬‬
‫عبد الملك مرتاض‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ 3‬عزي بوخالفه‪ ,‬مرجع سابق ‪،‬ج‪، 3‬ص‪.145‬‬
‫‪64‬‬
‫وحب للتملك ما عندهم من خيرات ‪،‬وهي صفة تبعد صاحبها من طريق اإليمان الى‬
‫طريق الشرك والهالك‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬النفاق‪:‬‬


‫من السلوكات السيئة التي انتشرت في مجتمعنا وحاولت تهديمها أال وهي النفاق ‪،‬وهو من‬
‫أعظم الذنوب التي نهانا عنها اهلل ورسوله الكريم وتوعد اهلل المنافقين بعذاب أليم ‪.‬‬

‫والنفاق من المواضيع التي لم تغب عن ذاكر األمثال الشعبية ومن بين األمثال التي تناولت‬
‫موضوع النفاق هي ‪:‬‬

‫المثل ‪ :1‬ياكل في الغلة ويسب في الملة ‪: 1‬‬

‫إن هذا المثل يعتبر نقدا لسلوك الفرد الذي ال يعترف بالجميل فكثير من األفراد على الرغم‬
‫من رعاية وعطف وإ حسان الغير عليهم إال أننا نجدهم جاحدين غير معترفين‬
‫بالجميل ‪،‬ويقابلون اإلحسان باإلساءة‪.‬‬

‫المثل ‪ :2‬يقتل الميت ومشي في جنازتو ‪: 2‬‬

‫كثير من الناس المنافقين يعبرون عن مواقفهم اإلنسانية مع اآلخرين وخاصة في الضراء‬


‫إال أنهم يسببون المشاكل والمضرة للناس دون علمهم ‪،‬فهم يبدون الوجه الحسن المالئكي‬
‫وفي الظهر أي الخلف يدبرون المكائد والمصائب ‪.‬‬

‫المثل ‪ :3‬في الوجه سمح وفي القفا رمح‪:3‬‬

‫يقال هذا المثل اإلنسان الذي يمدحك ويشكرك في وجهك ‪،‬لكن في غيبتك يذمك ويسبك ‪،‬‬
‫ويعتبر نقدا لسلوك الفرد المنافق الذي يحاول تغطية نفاقه بكالمه المعسول‪.‬‬

‫‪ 1‬الذاكرة الشعبية الشفوية للمنطقة‪.‬‬


‫سابق‪ ،‬ص‪191‬‬ ‫محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية ‪,‬مرجع‬ ‫‪2‬‬

‫سابق‪ ،‬ص‪108‬‬ ‫محمد الصالح بن علي ‪,‬الموسوعة السوفية لألمثال والحكم الشعبية ‪,‬مرجع‬ ‫‪3‬‬

‫‪65‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬
‫تعد االمثال الشعبية من أكثر االشكال التعبيرية انتشارا وشيوعا إذ نجدها تعكس مشاعر‬
‫الشعوب على اختالف طبقاتها وانتماءاتها وتجسد أفكارها وعاداتها وتقاليدها‪.‬‬

‫وللمثل الشعبي وظائف جمة ‪,‬منها الوظيفة االتصالية ‪,‬األخالقية ‪,‬والتربوية التعليمية أو‬
‫الثقافية وغيرها‪ ...‬إذ أن الوظيفة التربوية التعليمية لألمثال تهدف بشكل أساسي الى‬
‫تهذيب النفس ‪,‬وتعديل وتقويم الخلق فيتربى أفرادها على قيم ومعايير اجتماعية هادفة لبناء‬
‫مجتمع سوي ‪,‬أما الوظيفة النقدية فتهدف الى تهذيب سلوك الفرد وتوجيهه الى األحسن‬
‫واألفضل فذاكرة الشعبية تقوم مكان الرقيب في استعمالها وتداولها على سلوك األفراد ‪.‬‬

‫أما الوظيفة الحجاجية فتهدف بشكل مباشر الى اإلقناع والتأثير فتحاول اقناع السامع‬
‫بالمكتسبات القبلية التي مر بها األجداد لتكون عبرة وموعظة لجيل المستقبل ‪,‬أما بالنسبة‬
‫للوظيفة الجمالية فتهدف بشكل قاطع الى ابراز ابداع المتكلم وتمكنه من اللغة ويظهر ذلك‬
‫جليا في إيجاز اللفظ بحيث تكون الكلمات موجزة مختصرة كما نجدها في الكنايات‬
‫والتشبيهات واالستعارات التي تمثل الجانب اإلبداعي والفني فهي توضح مدى دقة التعبير‬
‫في اختيار األلفاظ المناسبة ‪,‬فكما يقال " لكل مقام مقال " وفي األخير تبقى األمثال الشعبية‬
‫صورة عكسية لمجتمع يزهر بالثقافة واللغة العربية‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫وفي األخير ومن خالل دراستنا لألمثال الشعبية بمنطقة وادي سوف توصلنا‬
‫إلى النتائج التالية نلخصها في عدة منها‪:‬‬

‫إن المثل الشعبي نتاج خبرات وتجارب األجيال السابقة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪66‬‬
‫إن للمثل مورد ومضرب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إنه غير معلوم المصدر والمنشأ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أنه يتناول كل جوانب الحياة في المجتمع‬ ‫‪.4‬‬
‫له دور كبير في استقامة الفرد‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أن المثل الشعبي كنز من القيم التي تزخر بها المنطقة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أن المجتمع السوفي محافظ ومتمسك بتعاليم دينه‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫أن المجتمع ذا ثقافة واسعة كشفت عنها األمثال‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تسجيل حضور المثل إلى يومنا بالتداول واالنتشار‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫المثل ناقل للصورة الحقيقية التي يعيشها الفرد السوفي‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫تقوم األمثال بدور مهم في غرس القيم في نفوس الناشئة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫تتجسد األمثال في الوظائف التي تقرها المجتمعات‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫جل األمثال الشعبية مستقاة من القرآن والسنة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫توضح األمثال المستوى الثقافي لدى الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫المثل صورة عاكسة ومرآة نرى من خاللها الوجه الحقيقي للفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫المثل عبارة موجزة تحمل كل عناصر القيمة وأبعادها القيمية‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫المثل يهتم بالجانب اللغوي والبالغي األبداعي‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫للمثل داللة فنية رائعة تنم على أن الفرد السوفي ذا ثقافة واسعة‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫البيئة الجغرافيا في وادي سوف مصدر إلهام لألدباء والشعراء إلثراء الحياة الثقافية‬ ‫‪.19‬‬
‫للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫األمثال الشعبية لم تأتي اعتباطا وكلن من محض التجارب والخبرات التي مر ويمر‬ ‫‪.20‬‬
‫بها الفرد ليستلهم منها الفوائد والعبر‪.‬‬

‫ونوصي لباحثين والمختصين والدعاة والمثقفين بما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إلى أهل االختصاص‪:‬‬

‫أن األمثال الشعبية أنهار عذبة يجب الغوص في أعماقها واستخرج آللئها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وهي كنوز وجواهر مغمورة في الرمال الذهبية يجب البحث عنها وإ زالة كل ما‬ ‫‪.2‬‬
‫علق بها من رمال‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلى األئمة والدعاة ورجال الدين‪:‬‬

‫إن األمثال الشعبية بوادي سوف أغلبها مستقاة من الكتاب والسنة فقربوا الدين‬ ‫‪.1‬‬
‫واشرحوه للعامة من خاللها‪.‬‬
‫أذيعوها وانشروها في الكتب والخطب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬إلى القراء والمهتمين‪:‬‬

‫لكم في األمثال الشعبية السوفية عبرة يا أولي األلباب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ولكم فيها متعة فال تحرموا أنفسكم من التمتع بها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬إلى جميع أهالي وادي سوف‪:‬‬

‫لكم أن تفتخروا بآبائكم وأجدادكم بهذا المستوى الثقافي الذي قل نظيره في‬ ‫‪.1‬‬
‫المجتمعات األخرى‬

‫فهرس الموضوعات‪:‬‬
‫مقـ ـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة ‪1..............................................................................‬‬

‫مدخل تمهيدي ‪5.........................................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المصطلحات والمفاهيم األساسية في البحث‪7..........................:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البعد‪7....................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم القيم لغة واصطالحا‪8....................................... :‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم الوظيفة لغة واصطالحا‪9....................................:‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مفهوم األمثال لغة واصطالحا وخصائصها‪11......................:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القيم الدينية‪19........................................................ :‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القيم في األمثال الشعبية في العقيدة‪19.............................. :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإليمان باهلل‪19..................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإليمان بالمالئكة‪20................................................ :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر ‪21.............................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإليمان بالقضاء والقدر‪22......................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيم في األمثال الشعبية في العبادات‪24............................ :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الصالة‪24......................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الزكاة ‪25...........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصيام‪26......................................................... :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحج ‪27............................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القيم األخالقية‪28..................................................... :‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األخالق المحمودة‪29............................................... :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعاون ‪29..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمانة والوفاء ‪30...................................................‬‬

‫‪69‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االستقامة‪31....................................................... :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التواضع ‪33..................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األخالق المذمومة ‪35..................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الغدر والخيانة ‪35...................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البخل ‪36...........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الظلم‪37........................................................... :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬القناعة و عدم الطمع ‪38.......................................... :‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬القيم االجتماعية ‪39...................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األسرة ‪40.........................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوالدين‪40........................................................ :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األخوة‪42.......................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الزواج‪43......................................................... :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المرأة ‪45...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات االجتماعية ‪46...........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األقارب‪46........................................................ :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجار‪48........................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصداقة ‪49.........................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحب ‪50...........................................................‬‬

‫الخالصة ‪52..........................................................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪53........................................................................‬‬

‫‪70‬‬
‫األبعاد الوظيفية لألمثال الشعبية ‪53......................................................‬‬

‫تمهيد ‪53................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الوظيفة التعليمية والنقدية ‪53.......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوظيفة الحجاجية ‪53..............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوظيفة الجمالية ‪53................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الوظيفة التعليمية والنقدية ‪55......................................... :‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الوظيفة التعليمية‪56................................................ :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القناعة و الرضا ‪56............................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الصبر ‪57......................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬الصداقة ‪58........................................................ :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوظيفة النقدية (نقد السلوك اإلنساني في الحياة)‪60.................:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الكسل ‪61......................................................... :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البخل‪62........................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطمع ‪63......................................................... :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬النفاق‪64.......................................................... :‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪65............................................................. :‬‬

‫الخاتمة‪65............................................................................. :‬‬

‫‪71‬‬
72

You might also like