Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫‪ELWAHAT Journal for Research and Studies‬‬


‫‪Available online at :https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/2‬‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 – 1 :)0202( 6‬‬ ‫‪ISSN : 6661-3617 E-ISSN: 2588-1892‬‬

‫شعرية اإليقاع في ديوان " كمكان ال يعول عليه" لنوارة لحرش‬


‫‪The rhythm poetry of Diwan “as an unreliable place‬‬
‫‪“for Nawara Lahsh‬‬
‫‪2‬‬
‫بثينة ناصري‪،1‬سميحة عباس‬
‫‪ -1‬جامعة الشاذلي بن جديد ‪ -‬الطارف ‪، -‬كلية اآلداب واللغات ‪ ،‬مخبر التراث والدراسات اللسانية‬
‫‪bouthainanasri47@gmail.com‬‬
‫‪ -2‬جامعة باجي مختار _عنابة‪،‬كلية اآلداب واللغات‪ ،‬مخبر األدب العام والمقارن‬
‫‪samihaabbes@yahoo.com‬‬

‫تاريخ االستالم‪ 0202/20/06 :‬تاريخ القبول‪ 0202/20/02 :‬تاريخ النشر‪0202/21/21 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تخلق القصيدة النسوية إيقاعا خاصا بها انطالقا من تجربة الذات الشعرية ودفقتها الشعورية‬
‫ورفضها النموذج النمطي والذهنية الكالسيكية‪ ،‬لذلك نسعى من خالل هذا المقال إلى الكشف‬
‫عن شعرية اإليقاع لقصيدة النثر في ديوان " كمكان ال يعول عليه" لنوارة لحرش‪ ،‬وإبراز أهم‬
‫األسس والمميزات التي تتضافر لخلق شعرية باذخة لإليقاع‪ ،‬وما يضفي جمالية على النسيج‬
‫الشعري ويفجر طاقات داللية غير مألوفة‪ ،‬وسنركز على رصد مكامن اإلبداع في اإليقاع اللغوي‬
‫والصوتي والداللي في قصيدة النثر النسوية الجزائرية المعاصرة ‪ ،‬وقد خلصنا إلى أن قصيدة النثر‬
‫النسوية استطاعت أن تفضح عقم مفهوم الشعر الكالسيكي الذي يرتبط بالوزن والقافية‬
‫فمنحت إبداالت بفضل ايقاعها الداخلي‪ ،‬كما ركزت على المفردة المشعة ذات اإليقاع الرنان‬
‫وهذه النقطة التي أهملتها القصيدة العمودية‪.‬‬

‫كلمات دالة ‪ :‬اإليقاع ‪،‬الجمالية ‪،‬الشعرية‪ ،‬قصيدة النثر النسوية الجزائرية ‪،‬كمكان ال يعول‬
‫عليه‪.‬‬

‫المؤلف المرسل‪ :‬بثينة ناصري‪btynsr88@yahoo.com :‬‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪The feminist poem creates its own rhythm based on the experience of‬‬
‫‪the poetic self, its emotional flow and its rejection of the stereotypical‬‬
‫‪model and the classical mentality. So, we seek through this article to‬‬
‫‪reveal the rhythm poetry of the prose poem in the Diwan "as an‬‬
‫‪unreliable place" for Nawara Lahrsh, and highlight the most important‬‬
‫‪foundations and features that combine to create a sumptuous poetic‬‬
‫‪rhythm, and what in contemporary Algerian feminist prose poem, And‬‬
‫‪We concluded that the feminist prose poem was able to expose the‬‬
‫‪sterility of the concept of classical poetry , thus granting changes‬‬
‫‪thanks to its internal rhythm, It also focused on the radiant word with‬‬
‫‪a resonant rhythm, and this point was neglected by the vertical poem.‬‬

‫‪Key words: rhythmic; Aesthetic; Poetic; Algerian feminist prose‬‬


‫‪poem; as an unreliable place.‬‬

‫مقدمة‪-‬‬
‫استطاعت قصيدة النثر أن تفجر ثورة جمالية في الشكل األدبي وقد ظل رهان اإليقاع في‬
‫هذا النوع األدبي من أعظم المعضالت التي استعصت عن التحديد النهائي؛ فاإليقاع في قصيدة‬
‫النثر إيقاع متغير باستمرار‪ ،‬ناهيك عن أنه مرتبط بالشاعر الذي يسمه بخصوصية نابعة من‬
‫تجربته الذ اتية؛ أي أنه إيقاع فردي‪ ،‬أضف إلى ذلك مبدأ قصيدة النثر القائم على التمرد الذي‬
‫يلغي القوالب المعتادة والمكررة‪ ،‬ولكن مع منح البديل حتى ال تقع في معضلة الالعضوي‬
‫والالشكل‪ ،‬ف ركزت على خلق إيقاع خاص بها مختلف ومتجدد ‪ ،‬ولما كان الشعر إبداعا مستمرا‬
‫فإنه ليس من المعقول أن نقيد مفهومه كما حدده بعضهم على أنه "كالم موزن مقفى" ونقحمه‬
‫في كل عصر‪ ،‬ونلزم الشعراء على الخضوع ألغالل الوزن والقافية‪ ،‬وبما أن الشعر يتطور فمفهومه‬
‫كذلك‪.‬‬
‫وهذا ما يستفزنا للتساؤل‪ :‬أليس لكل عصر خصوصيته الشعرية النابعة من متطلبات‬
‫الشعراء والقراء وتطلعاتهم ؟‪ ،‬كما أن الشعر إيقاع وليس عروضا والدليل على ذلك أننا نجد كثيرا‬
‫من النصوص موزونة ومقفاة ولكنها ليست بشعر والعكس صحيح‪ ،‬فبماذا نفسر ذلك؟ وعليه‬

‫‪0‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫نطرح اإلشكالية اآلتية ‪:‬ماهي مكامن اإلبداع والمميزات الفنية والجمالية التي تتعاضد لتخلق‬
‫شعرية اإليقاع في قصيدة النثر النسوية ؟ وهل ا ستطاع اإليقاع الداخلي أن يمنح إبداالت ال‬
‫مألوفة لتحرره من اإليقاع الخارجي ؟‬
‫وتتجلى أهمية الموضوع من خالل إبراز شعرية اإليقاع الداخلي لقصيدة النثر وكشف أهم‬
‫العناصر الجمالية المكونة له وتسليط الضوء على خصوصية التجربة الشعرية الجزائرية لقصيدة‬
‫النثر النسوية والكشف عن كينونتها الخاصة وجماليتها التي كانت بديال عن إيقاعها الخارجي‪،‬‬
‫ومحاولة فضح عقم المفهوم الكالسيكي للشعر الذي ارتبط لردح من الزمن بالوزن والقافية‪.‬‬
‫أما الدراسات السابقة فنذكر‪ :‬أطروحة دكتوراه تقدمت بها الباحثة " نهاد مسعي"‬
‫موسومة ب" قصيدة النثر النسوية في الجزائر" ‪ ،‬ورسالة ماجستير إعداد الباحثة" أمال دهنون"‬
‫التي حملت عنوان " قصيدة النثر العربية من خالل مجلة شعر األسس والجماليات"‪.‬‬
‫وقد تطلب األمر ا تباع أكثر من منهج ‪ ،‬األسلوبي ‪ ،‬السيميائي؛ ذلك أننا أردنا دراسة‬
‫قصائد الديوان من عدة جوانب‪ ،‬واعتمادنا فاعلية التأويل ألن عالم القصيدة الالمتناهي يتعاضد‬
‫مع العوالم الباطنية للذات الشاعرة لتتشكل عدة قراءات فليس للنص معنى مفرد كما يقول‬
‫تودوروف‪.‬‬
‫‪ -/1‬اإليقاع اللغوي‪:‬‬
‫إن اللغة جوهر إبداع وشعرية قصيدة النثر؛ و" يمكننا القول إن جوهر اإليقاع في قصيدة‬
‫النثر هو حرية اللغة المتدفقة في تفاعلها الداخلي مع وجدان الشاعر وهي النقطة التي‬
‫يكف عندها الشعر أن يكون زخرفا أو نمطا" (الناصر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪)040‬؛فتنظيم العالئق‬
‫بين المفردات والجمل يخلق إيقاعا وتناغما لفظيا على مستوى النص اللغوي والذي ينقسم إلى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫أ ‪ - /‬إيقاع المفردة‪:‬‬
‫ركزت قصيدة النثر على بدائل أخرى لخلق التناغم فانطلقت من المفردة‪"،‬وبما أن‬
‫الصوت حرف فقد أدخلناه ضمن دائرة إيقاع المفردة ‪ /‬الكلمة‪ ،‬اعتمادا على التقييم‬
‫المعروف للكلمة (حرف‪ ،‬اسم‪ ،‬فعل) (‪ )...‬فالمفردة تمتلك قدرة إيقاعية ذات تأثير خاص‬
‫في نفسية المتلقي‪ ،‬وذات إيقاع داللي ورمزي تحققه رمزية الحروف وثنائية‬

‫‪2‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫السكون‪/‬الحركة‪ ،‬وتناوبهما داخل الفعل واالسم على حد السواء" (هلو‪ ،0262 ،‬صفحة‬
‫‪)40‬؛ وتؤدي بذلك وظيفتها الجمالية والنفسية في اآلن نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاع الحرف‪:‬‬
‫وتكمن جماليتة في انسجام الحروف وتآلف مخارجها التي تعكس التجانس الصوتي‬
‫للحروف وما لها من قدرات إيحائية مكتنزة بدالالت‪ ،‬و"قيمة الصوت ليست قيمة مطلقة‪،‬‬
‫وإنما هي مشروطة بانسجامها مع غيره من األصوات الواردة في التركيب ثم بانسجامه مع‬
‫الحالة الشعرية ومطابقته لها" (فتوح أحمد‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪ ،)210‬وسنسعى للكشف عن أي‬
‫مدى ساهم في خلق إيقاع شعري ؟ وهذا ما يتضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول‪ .1‬إجمالي تردد األصوات في قصيدة‪ :‬صهيل‪ ،‬انطفاء‪ ،‬لفافة‪ ،‬سراب‪.‬‬
‫الصفة‬ ‫التردد‬ ‫الحرف (الصوت)‬ ‫النوع‬ ‫القصيدة‬
‫صامت مهموس‬ ‫‪62‬‬ ‫ت‬
‫الصوامت‬
‫صامت جانبي مجهور‬ ‫‪02‬‬ ‫ل‬

‫صهيل‬
‫نصف صائت مجهور‬ ‫‪66‬‬ ‫ي‬
‫الصوائت‬
‫صوت صائت طويل‬ ‫‪60‬‬ ‫ألف المد‬
‫صامت احتكاكي مهموس‬ ‫‪20‬‬ ‫ف‬ ‫الصوامت‬

‫انطفاء‬
‫نصف صائت مجهور‬ ‫‪20‬‬ ‫ي‬
‫الصوائت‬
‫صوت صائت طويل‬ ‫‪20‬‬ ‫ألف المد‬
‫صامت انسدادي مجهور‬ ‫‪20‬‬ ‫ب‬ ‫الصوامت‬
‫صامت مهموس‬ ‫‪20‬‬ ‫ت‬
‫لفافة‬

‫نصف صائت مجهور‬ ‫‪20‬‬ ‫ي‬


‫الصوائت‬
‫صوت صائت طويل‬ ‫‪20‬‬ ‫ألف المد‬
‫صامت انسدادي مجهور‬ ‫‪20‬‬ ‫ب‬
‫صوت احتكاكي مجهور‬ ‫‪21‬‬ ‫ع‬ ‫الصوامت‬
‫صوت مجهور‬ ‫‪62‬‬ ‫ل‬
‫صامت احتكاكي مهموس‬ ‫‪20‬‬ ‫ه‬
‫سراب‬

‫نصف صائت مجهور‬ ‫‪21‬‬ ‫و‬


‫نصف صائت مجهور‬ ‫‪21‬‬ ‫ي‬
‫الصوائت‬
‫صوت صائت طويل (بركة‪،6011 ،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ألف المد‬
‫الصفحات ‪)642- 660‬‬

‫‪4‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫المصدر‪ :‬بسام بركة (‪ ،)6011‬علم األصوات العام أصوات اللغة العربية‪ ،‬االنماء القومي‪،‬ص ص ‪.642 -660‬‬
‫وعليه يتضح لنا أن هناك توظيفا كبيرا للحروف الصامتة المجهورة بعكس المهموسة‪ ،‬كما‬
‫نالحظ حرف "الالم" الذي ورد (‪ )10‬مرة‪ ،‬وكثيرا ما يوحي بالحزن واألسى ما أفضى إلى تعميق‬
‫داللة األلم والنظرة السوداوية‪ ،‬كذلك "الباء" التي وردت (‪ )01‬مرة و"العين" (‪ )61‬مرة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الحضور المحتشم لباقي األحرف"الواو والفاء والهاء" وعلى حد ترددها في القصائد نجد‬
‫أن الشاعرة حرصت على خلق تكثيف إيقاعي ال يقتصر على حروف معينة بل أقحمت كذلك‬
‫أحرفا أخرى واستطاعت أن تجانس بين األصوات المجهورة والمهموسة ما خلق إيقاعا بارزا‬
‫يتماشى وانفعاالتها؛ فالشاعر بصفة عامة ال يحرص على انتقاء األحرف أثناء دفقته الشعورية‪،‬‬
‫بل تتداعى األحرف النابعة عن تجربته الخاصة فال يحتكم لوزن وال قافية‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاع االسم‪:‬‬
‫تظهر قيمته من خالل األسماء التي تستحضر صورا مختلفة في ذهن القارئ‪ ،‬و"لالسم دور‬
‫جوهري في إقامة إيقاع داخلي للنص‪ ،‬ذلك أنه يتشكل في أشكال ال نهائية وال محدودة‬
‫وهو ما جعل لالسم شعرية محققة إليقاع داخلي يتراوح بين مبدأي التشاكل والتباين‬
‫األساسيين" (هلو‪ ،0262 ،‬صفحة ‪ ،)41‬وإيقاع االسم يعكس عدة دالالت تفضح أعماق‬
‫الشاعر‪ ،‬وغالبا ما توحي بالثبوت واالستمرار‪ ،‬ويتجلى ذلك في قصيدتها "كثمرة صغيرة ذبلت‬
‫في آنية الغروب"‪ ،‬تقول فيها (لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪:)00-01‬‬
‫صالةً بِأُمنِية‬
‫تل َ‬
‫َر َ‬
‫نَثر أ ّشجارا بمعز ِ‬
‫وفات ناي‬ ‫ً ُ‬ ‫َ‬
‫بم ِ‬
‫نديل وداع‬ ‫نَثر ِظالالً ِ‬
‫َ‬
‫بدمعة بَاكرة‬
‫أجراس عيّد ْ‬
‫رع ّ‬ ‫قَ َ‬
‫وانيس َمباهج على جديلة حالكة‬‫َعلّق فَ ْ‬
‫ش ِ‬
‫موس و الكواكب‬ ‫بالحدائق إلى العص ِر وال ُ‬
‫ِ‬ ‫أسرى‬‫َّ‬
‫غامضة‬‫تهجى الحياةَ بمفردات ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫األلوان‬ ‫َّ‬
‫ستفيضة َ‬ ‫اكتظ ببهجة ُم ْ‬
‫إن المقطع مكتنز باألسماء وهذه األسماء طغت على األفعال؛ ما يفسر رغبة الشاعرة‬
‫في خلق عالم من الصور التي تستحضرها األسماء في ذهن القارئ‪ ،‬يفضي إلى انبثاق وتضارب‬

‫‪0‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫الدالالت‪ ،‬واألفعال التي سبقت األسماء جلها تدل على الزمن الماضي وكأن الشاعرة هنا تسعى‬
‫إلى تحديد زمن القصيدة في الماضي وعمدت إلى تمديد الفترة من خالل توالي األسماء بكثرة‪،‬‬
‫وكأنها تريد إقحام القارئ في دوامة هاجسها الماضي المؤلم‪ ،‬ليخيل إليه أنه يعيش ماضيها‬
‫الموجع بحذافيره‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاع الفعل‪:‬‬
‫إن دور الفعل يكمن في جوهر اإليقاع المتجدد الذي يخلقه؛ و"الفعل عادة يوحي‬
‫بالحركة‪ ،‬والحركة هي المولدة لإليقاع عموما" (هلو‪ ،0262 ،‬صفحة ‪ ،)41‬وإيقاع الفعل يتميز‬
‫بتكثيف الداللة ويعكس حيوية وسرعة في بنية النص؛ فلكل نص إيقاع خاص ومثال ذلك‬
‫قصيدة "جوارب معلقة على شتاء القلب"‪ ،‬تقول فيها (لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪:)16-11‬‬
‫صي ٌر‬
‫ورب قَ ْ‬
‫باح َج ٌ‬‫الص ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ح لل َكائنات الغافيِة على َمدى ْ‬
‫من نُدوب‬ ‫َّلو َ‬
‫لم تَنتَبِه‬
‫ْ‬
‫ماءه‬
‫التي أ ْخطأت َس ُ‬
‫صافي ُر ْ‬
‫الع ْ‬ ‫رحتهُ َ‬
‫َج ْ‬
‫و َشردت أ ّشجار ِ‬
‫البال‬ ‫َ‬
‫عن َأهداب الغَيم‬ ‫ِ‬
‫فر ُك اليَأس ْ‬
‫يُفك ُر ْلو مثلهُ يَ ُ‬
‫الكون‬
‫ضم ُد َحسرَة ْ‬ ‫يُ َ‬
‫الذي‬ ‫يهيئ قَلبي ِ‬
‫للورد ْ‬ ‫ُ ُ ْ َ‬
‫ال ي غْ ُفو بين ر ِ‬
‫فوف الظَالم‬ ‫َ ََ ُ‬
‫س َحدائِ َق األمام‬ ‫حر ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ِ‬
‫ب أَوِردتهُ َ‬
‫باألماني‬ ‫فَت ْشرئ ُ‬
‫يُفكِ ُر‬
‫نهار كفيف!‬ ‫ِ‬
‫ويركلهُ ٌ‬‫غيم الفكرةُ ْ‬ ‫فتُ ُ‬
‫جدول ‪ .2‬إجمالي تردد األفعال في قصيدة " جوارب معلقة على شتاء القلب"‬
‫الفعل‬ ‫الزمن‬
‫لوح‪ ،‬أخطأت‪ ،‬شردت‬ ‫الماضي‬

‫‪1‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫تنتبه‪ ،‬يفكر‪ ،‬يفرك‪ ،‬يضمد‪ ،‬يهيئ‪ ،‬يغفو‪ ،‬يحرس‪ ،‬تشرئب‪ ،‬يفكر‪ ،‬تغيم‪ ،‬يركل‪.‬‬ ‫المضارع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين‬
‫نالحظ توظيف األفعال المضارعة أكثر من األفعال الماضية حيث ورد (‪ )11‬فعال‬
‫مضارعا مقابل (‪ ) 3‬أفعال ماضية؛ أي أن الشاعرة قد ركزت على خلق حركة وحيوية لقصيدتها‬
‫رغبة منها في تشكيل إيقاع وتناغم لفظي للكلمات‪ ،‬وتوظيف الشاعرة لألفعال في بداية كل‬
‫سطر أكسب القصيدة تكثيفا دالليا وذلك مرده إلى ما عكسته األفعال المضارعة من تغير في‬
‫األحداث أين تعددت األفعال وتنوعت‪ ،‬وأغلبها توحي بألم الشاعرة ومعاناتها‪ ،‬ناهيك عن إيقاع‬
‫االسم الذي كان له حضور بارز في الهندسة اإليقاعية للقصائد‪ ،‬أثرتها بالصورة المتنوعة فقامت‬
‫بالتالعب بخيال القارئ من خالل أنسنة األشياء وتشخيصها ‪.‬‬
‫ب‪ -/‬إيقاع الجملة‪:‬‬
‫تعد الجملة العمود الفقري لكل نص أدبي؛ فكيفية صياغة الجمل والتراكيب هي التي‬
‫تخلق المنولوج الداخلي للقصيدة‪ ،‬الذي ينضح بإيقاعات صوتية متعددة تعكس دالالت‬
‫المتناهية‪ ،‬كما أن "إيقاع الجملة هو اإليقاع األهم في النص ألن النص بحد ذاته ذو طبيعة‬
‫جمالية‪ ،‬وما وجدناه للم فردة من أهمية‪ ،‬فألنها قائمة على أساس أنها عنصر نشيط داخل‬
‫الجملة" (هلو‪ ،0262 ،‬الصفحات ‪)00-04‬؛ أي أن هذه العناصر التي تتشكل منها تمنحها‬
‫حركة وإيقاعا مهما‪ ،‬ونالحظ أن المقطع يحتوي على التوازي التركيبي في قولها‪( :‬لحرش‪،‬‬
‫‪ ،0261‬صفحة ‪)64‬‬
‫صباح‬
‫ني ُكل َ‬
‫تَ تَسل ُق ْ‬
‫إلى يوم ُمتوعك‬
‫َ‬
‫ني ُكل ْليلة‬
‫تَتسل ُق ْ‬
‫إلى ُحلم ُمنهك‬ ‫َ‬
‫إن هذا التوازي التركيبي للجمل أكسبها إيقاعا بارزا مثقال بداللة األلم والمعاناة (متوعك‪،‬‬
‫ليلة‪ ،‬منهك )‪ ،‬وذلك بفضل األحرف المجهورة االنفجارية(الالم‪ ،‬الياء) ‪،‬وفي قصيدتها"رغبات‬
‫منكسة" (لحرش‪ ،0261 ،‬صفحة ‪ )00‬تقول‪:‬‬
‫مضي إلى‬ ‫ِ‬
‫صغيرة وتَ ْ‬
‫أحالم َ‬
‫َكطفلة تَتوكأُ على ْ‬
‫حقول ِ‬
‫قاحلة‬ ‫ُ‬
‫‪1‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫حيح‬ ‫ِِ‬
‫َكأُمنية تَ َتوكأُ علَى نَهار َش ْ‬
‫الرغبات‬ ‫ِ‬
‫نكسة َ‬
‫ضي إلى َحتفها ُم َ‬ ‫وتَ ْم ْ‬
‫ني قُ َبعةً‬
‫باح يَرتديْ ْ‬
‫الص ُ‬
‫الَ َ‬
‫رني َخريْ ًرا‬ ‫الَ اليَنابِ ُ‬
‫يع تَنثُ ْ‬
‫يبرز المقطع إيقاعا واضحا تشكله عناصر الجمل وتراكيبها؛ فهناك تواز بين الجمل‬
‫يتضح من خالل التركيز على توظيف العناصر نفسها تقريبا‪ ،‬والتكرار في الجملة التي تلتها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى كثرة توظيف األسماء واألفعال وخاصة تكرار الحرف "ال" في بداية كل جملة‬
‫أكسبها جرسا ورنينا‪ ،‬ذلك أن هذا الحرف قد تاله اسم وفعل بشكل متتابع ‪.‬‬
‫والجدير بالطرح في هذا المقام خاصية النبر التي تجلت كذلك في الجمل أعطتها‬
‫وظيفة داللية‪ ،‬كما " أن النبر واستعماله في قصيد النثر‪ ،‬باعتباره فاعلية محققة‪ ،‬يبرز البعد‬
‫الذاتي والنفسي للمشاعر‪ ،‬إذ إن النبر مقياس لدرجة انفعاله من جهة ولحجم الذاتية من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬خاصة إذا ترسخ النبر في األفعال" (هلو‪ ،0262 ،‬صفحة ‪ ،)12‬والنبر في المقطع‬
‫السابق ذكره يتجلى في األسماء كما في األفعال‪ ،‬واإليقاع الداخلي للقصيدة ينبثق نتيجة النسيج‬
‫اللغوي العام لها‪ ،‬ونجد أن طول الجمل وقصرها متفاوت في المقطع وهذا ما يخلق تموجات‬
‫إيقاعية سريعة طورا وبطيئة طورا آخر‪ ،‬والقصيدة المعاصرة قد تخلت عن الشكل التناظري‬
‫لألبيات واعتمدت التشكيل الخطي وفق أسطر تتماشى والنفس الشعري للشاعر‪.‬‬
‫‪ -/2‬اإليقاع الصوتي ‪:‬‬
‫يعد من أهم القضايا الجوهرية في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬كما"يعتمد التلوين الصوتي على‬
‫مقدرة الشاعر في توظيف الطبقات الصوتية في إنشاء الشعر‪ ،‬وهي بدورها تكون عنصر‬
‫اإليحاء بين الشاعر والمتلقي" (البدراني‪ ،0260 ،‬صفحة ‪ ،)012‬وهذا من شأنه خلق توازن‬
‫إيقاعي مترابط ومنسجم في اآلن نفسه‪.‬‬
‫أ‪ -/‬التوازي ‪:Parallélisme‬‬
‫عرف عند النقاد العرب القدماء بأسماء مختلفة كالتطابق والمقابلة والمماثلة‪ ،‬و"التوازي‬
‫عبارة عن تماثل أو تعادل المباني أو المعاني في سطور متطابقة الكلمات أو العبارات‬
‫القائمة على االزدواج الفني" (حسن الشيخ‪ ،6000 ،‬صفحة ‪ ،)21‬فالتوازي هو تماثل بين‬

‫‪1‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫عناصر الجمل‪ ،‬تكون لها البنية اللغوية نفسها وتسهم في تماسك النص‪ ،‬وقد قسم محمد مفتاح‬
‫التوازي إلى ثالثة أقسام ومن أهمها التوازي التام والذي يندرج تحته عدة أنواع منها‪:‬‬
‫‪ -‬التوازي المقطعي‪ :‬وهو ما تكون من بنيتين فأكثر (تبرماسين‪ ،0220 ،‬صفحة ‪،)001‬‬
‫وهذا ما يتضح في قصيدة "حالة غياب" (لحرش‪ ،0261 ،‬صفحة ‪:)62‬‬

‫َم َّد يَدهُ‬

‫لمس ِة َحنان‬ ‫ِ‬

‫تضاد معنو ي‬
‫ِ‬
‫َشكلن ْي َسماء ب َ‬
‫تضاد معنو ي‬ ‫َم َّد بُعدهُ‬

‫لمسة ِغياب‬
‫أَحالنِي غُروبا بِ ِ‬
‫َ ْ ً‬
‫يتضح لنا أن هناك توازيا في البنية التركيبية‪ ،‬والترتيب في عناصر الجملة األولى والجملة‬
‫الثانية قد انطبق على الجملة الثالثة والرابعة‪ ،‬ناهيك عن دالالت التضاد التي تحملها الجمل التي‬
‫تعكس هاجس الحضور والغياب التي تعيشه الشاعرة‪ ،‬هذا الكابوس الذي عزز من انشطار‬
‫الذات الشاعرة‪ ،‬أفضى إلى تجلي ذلك في قصيدتها كقولها (مد يده ‪ ‬مد بعده)‪( ،‬شكلني‬
‫سماء ‪ ‬أحالني غروب)‪.‬‬
‫‪ -‬التوازي المزدوج‪:‬‬
‫وهذا النوع من التوازي "يندرج ضمن التوازي التام ويكون في سطر أو سطرين" (تبرماسين‪،‬‬
‫‪ ،0220‬صفحة ‪ ، )010‬وهذا التطابق أو التضاد في الشكل أو الداللة ساهم في "تعميق‬
‫المفارقة وتحقيق الدهشة‪ ،‬وتمهيد للخاتمة المفاجئة" (هلو‪ ،0262 ،‬الصفحات ‪-10‬‬
‫‪،)11‬فتكسب القصيدة جمالية إيقاعية ولغة شعرية إذ تقول قصيدة "انقضامات"‬
‫(لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪:)00-04‬‬

‫‪0‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫أَتَمددُ في ِ‬
‫اللغة‬ ‫ْ‬
‫األخطاء‬ ‫معصومة ِمن اله ِ‬
‫َّنات وبعض َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬

‫تضاد معنو ي‬
‫في الذكرى‬
‫مدد ْ‬
‫أَتَ ُ‬
‫تضاد معنو ي‬
‫الح َّسرةِ و البُكاء‬ ‫ِ‬
‫عصومة م َن َ‬
‫غَير َم ُ‬
‫َتمدد في الح ِ‬
‫ياة‬ ‫أ ُ ْ َ‬
‫نالحظ أن هناك توازنا في المقطع أعاله‪ ،‬ذلك أن الشاعرة قد حرصت على تكرار بعض‬
‫العناصر المشكلة للجمل‪ ،‬فنجد أنها كررت في قولها‪( :‬أتمدد في اللغة‪ /‬أتمدد في الذكرى‪/‬‬
‫أتمدد في الحياة)‪ ،‬والالفت لالنتباه أن فعل (أتمدد) قد تكرر (‪ )33‬مرات ليجعل للمقطع‬
‫حركة وإيقاعا‪ ،‬ناهيك عن التضاد المعنوي الذي ورد في قولها‪( ،‬معصومة ‪ ‬غير معصومة)‪،‬‬
‫الذي شكل إيقاعا معاكسا لتوقعات القارئ‪ ،‬فالشاعرة هنا تؤكد أنها تحرص على عدم الوقوع‬
‫في أخطاء لغوية وبعض الهفوات‪ ،‬ولكنها ال تستطيع أن تعصم نفسها من آالمها التي من شأنها‬
‫أن تفضح مدى عمق جرحها ‪.‬‬
‫ب‪ -/‬التكرار‪:‬‬
‫يعد التكرار من أهم الظواهر الموسيقية والمعنوية في الشعر العربي المعاصر و" وقد اشتغلت‬
‫قصيدة النثر على التكرار بقوة‪ ،‬بوصفه تعويضا صوتيا وإيقاعيا للقوافي واألوزان‪ ،‬كما أنه من‬
‫األسس الفنية المهمة إذ إنه يساعد على انسجام النص ووحداته مما يحقق وحدتها العضوية‬
‫والتي يخلقها عنصر النظام المرتكز على التماثل" (هلو‪ ،0262 ،‬الصفحات ‪،)10-16‬‬
‫فيحقق وظيفة إيقاعية في القصيدة يلتذ بها المتلقي ويأنس لجرسه‪.‬‬
‫‪ -‬تكرار الحرف‪:‬‬
‫إن الحرف هو اللبنة األساسية للمادة اللغوية‪ ،‬و"التكرار في القصيدة يعزز النسيج الصوتي‬

‫‪62‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫ويتحقق عن طريق جرس الحروف فتتجاوب األصوات اللغوية عند تموجها شدة ولين"‬
‫(تبرماسين‪ ،0220 ،‬صفحة ‪ ،)600‬ما يخلق موسيقى لفظية وتناغما دالليا‪ ،‬ولنتمعن قصيدتها"‬
‫مفارقات " (لحرش‪ ،0261 ،‬صفحة ‪: )10‬‬
‫حل‬
‫َوهذا الغَيَّ ُم قَ ٌ‬
‫ضي ٌق‬
‫والشتاءُ َ‬‫ِ‬
‫يع يَباس‬ ‫واليَنابِ ُ‬
‫وحتِي‬
‫ُرج َ‬‫اح أ ُ‬‫هذي ال ِريَ ُ‬
‫َو ْ‬
‫يل أَنِينِي‬
‫الموا ِو ُ‬
‫ذي َ‬ ‫وه ْ‬ ‫َ‬
‫إن تكرار حرف "الواو" بداية كل سطر خلق ترابطا وانسجاما‪ ،‬وحقق وظيفة التأكيد‪،‬‬
‫فرغم أن اآلمال والمباهج آنية وزائلة فعنوان قصيدتها يكشف آالم الشاعرة وانشطار ذاتها‪،‬‬
‫وذلك من خالل توظيفها للثنائيات المتضادة وما خلفته من دهشة ومفاجأة للمتلقي في قولها‪:‬‬
‫(الغيم قحل‪ ،‬الشتاء ضيف‪ ،‬الينابيع بياس)‪ ،‬فتوظيف رموز الطبيعة التي تعكس داللة الحياة‬
‫والنماء في أغلبها قد أحالتها الشاعرة لدالالت ال مألوفة فانزاحت عن العرف اللغوي‪ ،‬و"فاعلية‬
‫اإليقاع الداخلي تدعو إلى تتبع كثافة األصوات وهندستها التي تعبر عن هيمنة الحروف‬
‫ورصد تحركاتها داخل النصوص الشعرية وتحولها إلى عنصر إيحاء تعبر عن نمط التفكير‬
‫اإليقاعي فتنعقد القصيد ة على سياقات داللية تؤديها هذه الحروف التي تحمل شحنات‬
‫داللية" (البدراني‪ ،0260 ،‬صفحة ‪ ،)206‬مايكسب القصيدة نغما موسيقيا بارزا‪.‬‬
‫‪ -‬تكرار الكلمة‪:‬‬
‫إن الكلمة المكررة هي المركز اإليقاعي والداللي‪ ،‬و"يقصد الشاعر تكرار الكلمة أن يؤكد‬
‫المعنى المراد أو يبرز قيمته‪ ،‬ويظهر أهميته بغرض إثارة انفعال المتلقي به وتفاعله معه"‬
‫(البنداري‪ ،0261 ،‬صفحة ‪،)621‬إذا كان تكرار الكلمة لتحقيق هدف عميق ‪.‬‬
‫*تكرار االسم‪:‬‬
‫يعمل تكرار األسماء على تحميلها طاقات داللية ورمزية‪ ،‬فالشاعر يوظفها إلكساب قصيدته‬
‫صورا شعرية بارزة‪ ،‬بهدف تحريك خيال المتلقي‪ ،‬ولنتأمل قصيدة "وليمة األسئلة" التي جاء فيها‬
‫(لحرش‪ ،0261 ،‬صفحة ‪:)40‬‬
‫ف ال َقلب‬
‫رحك َشر َش ُ‬
‫ُمن ُذ متَى َو ُج ُ‬
‫‪66‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫الحياة‬
‫قف َ‬‫َو َس ُ‬
‫المث َخن‬
‫العراء ُ‬
‫قف َ‬ ‫َس ُ‬
‫شات على َك ِ‬
‫تف أقدار‬ ‫المرتع َ‬
‫الي ُ‬
‫سقف الليَ ْ‬
‫َو ُ‬
‫كررت الشاعرة "سقف" (‪ )22‬مرات بداية كل سطر أغنت المقطع بإيقاع وجرس موسيقي‬
‫واضح‪ ،‬وداللته التي تعكس عمق األسى‪ ،‬ما يوحي بالحالة النفسية للشاعرة المشحونة باآلالم‪،‬‬
‫وبخاصة حين أتبعت هذا االسم بأسماء أخرى توحي بالسوداوية والغربة (سقف‪،‬العراء‪،‬الليالي)‪،‬‬
‫ما يبرز داللة الوحدة والعزلة‪.‬‬
‫*تكرار الفعل‪:‬‬
‫إن الفعل يسهم في خلق طاقة حركية وحيوية‪ ،‬أدى إلى الكشف عن الصراع الداخلي‬
‫الذي يعيشه الشاعر‪ ،‬وقد كررت توظيف الفعل الماضي في قصيدتها "ما يحدثه التصبر"‪،‬‬
‫فتقول (لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪:)16-11‬‬
‫برت جرحي في طَ ِ‬
‫يات ال َقصائد‬ ‫ص ُ َ ْ‬ ‫َ‬
‫فاستوى َشجرة لبالب ر ِ‬
‫اعفة‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫برت عُمري في أحالم ِ‬
‫كسيحة‬ ‫ص ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فانْ َتهى أَي ْقونة ِ‬
‫للعدم‬

‫في األغانِي‬ ‫برت حبا في كر ِ‬


‫اسات الطُفولة و ْ‬
‫ص ُ ًُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫تكرار الفعل الماضي صبر‬

‫شاوي ِر األلم‬
‫في م َ‬
‫ني غُصة ْ‬
‫َعل َق ْ‬
‫ضجر‬ ‫ِ‬
‫للغروب وال َ‬ ‫وهيأ آَنية‬
‫َ‬

‫كفي الفسيح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫برت حقوالً من الدفء والتحنان في آنية ْ‬
‫ص ُ‬ ‫كم َ‬
‫وحين ِ‬
‫القطاف‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫من صقيع!‬
‫حولت إلى ُكثبان ْ‬
‫تَ ُ‬

‫‪60‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬

‫تكرار الفعل المضارع يضيق‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫يضيق‬
‫ضيق‪ُ ،‬‬
‫الم يَ ُ‬
‫الع َ‬
‫ألن َ‬

‫كررت الشاعرة الفعل الماضي "صبرت" (‪ ) 20‬مرات بداية كل سطر‪ ،‬وتبين لنا معاني‬
‫األسطر صبر الشاعرة المتوالي على الحفاظ على أمانيها ولكن دون جدوى‪ ،‬فكل محاولة‬
‫للتصبير تبوء بالفشل ‪ ،‬والفعل أغنى المقطع بإيقاع ونغمة موسيقية ودالالت عميقة وبخاصة تلك‬
‫األسماء التي ألحقت بالفعل لتثري المقطع بدالالت شعرية جديدة‪ ،‬فغربة الروح التي كان مردها‬
‫توالي الفاجعات وتحطم اآلمال‪ ،‬وهذا ما تؤكده من خالل قولها " ألن العالم يضيق‪ ،‬يضيق" ها‬
‫هنا وظفت الفعل المضارع للداللة على استمرار الحدث وتواصله وكررته لتأكيد والتوكيد‪ ،‬ما‬
‫يسمح بإثراء المقطع بالتناغم اللفظي والداللي‪.‬‬

‫‪-‬تكرار الجملة‪:‬‬
‫إن تكرار الجملة يرفع درجة اإليقاعية‪ ،‬ويمكن أن تحقق الجملة من تكثيف داللي‬
‫للكلمات المتراصة‪ ،‬والتي تلزم القارئ على تتبع تكرارها في القصيدة محافظة عل تركيزه وانتباهه‬
‫للتنقيب على المعاني الدفينة التي تتوارى خلف تكرار الجمل أو المقاطع‪ ،‬وفي قصيدة "شجرة‬
‫المعنى" تكرار الجملة فيها كان كاآلتي (لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪:)21-21‬‬
‫سهوا‬
‫قطت ً‬
‫ْلو مرة َس ُ‬

‫من َشج ِر َ‬
‫المعنى‬

‫كيف للعصافي ِر‬


‫َ‬

‫الرفرفة‬
‫ميص َ‬
‫تفتح قَ َ‬
‫أن َ‬
‫السماء؟‬ ‫ِ‬
‫في أمزجة َ‬
‫تربت على‬
‫كيف لها أ ْن َ‬
‫تكرار الجملة‬

‫َ‬

‫دوش األمكنة‬
‫ؤنث ُخ َ‬
‫غَيمة تُ ُ‬

‫‪62‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫سهوا‬
‫قطت ً‬
‫لو مرة َس ُ‬

‫من شجر المعنى‬

‫إن تكرار الجملة المركزية "لو مرة سقطت سهوا من شجر المعنى" التي ابتدأت بها الشاعرة‬
‫وختمت بها لتؤكد أن الشعر بصفة عامة أو القصيدة بوجه خاص يجب أن يكون لها معنى‬
‫للكشف عن أسرار وخبايا الحياة‪ ،‬فالشعر ه و فن الحياة وهو الحصن المنيع الذي يلجأ إليه‬
‫المرء هروبا من واقعه المؤلم‪ ،‬ولو مرة فقدت القصيدة معناها فكيف تثبت الشاعرة وجودها أو‬
‫كينونتها فالمعنى هو جوهر القصيدة ‪.‬‬
‫‪-/3‬اإليقاع الداللي‪:‬‬
‫ركزت قصيدة النثر على بالغة اللغة المتحررة من العرف اللغوي؛ حيث اهتمت منذ ظهورها‬
‫بتفجير اللغة بطاقات تعبيرية و" يتأسس اإليقاع الداللي أو ما يسمى إيقاع األفكار في قصيدة‬
‫النثر على االمتزاج التام بين دالالت النص من جهة والتناسب الحيوي بينهما وبين اإليقاع‬
‫من جهة ثانية" (هلو‪ ،0262 ،‬صفحة ‪ )14‬؛ وهذا التزاوج بين اإليقاع الصوتي والداللي ينتج‬
‫الدفقة الشعورية للشاعر وينقسم اإليقاع الداللي إلى‪:‬‬
‫شكل‪ .1‬مكونات اإليقاع الداللي‬

‫إيقاع‬ ‫اإليقاع الداللي ( التناغم الداللي)‬ ‫إيقاع‬


‫التمايز‬ ‫التواصل‬

‫فعالية إيقاعية قائمة على‬


‫تعدد المستويات داخل النص‬ ‫الحركة الداللية ‪ ،‬داخل‬ ‫انسجام حركة الدالالت‬
‫الشعري يؤدي إلى خلق‬ ‫النص الشعري‬ ‫وحركة عناصر البنية اللغوية‬
‫حركات متمايزة نتيجة التضاد‬ ‫في النص الشعري ؛ أي ربط‬
‫الذي تنطوي عليه حركة البنية‬ ‫مختلف العناصر بمستوى‬
‫واحد‬
‫المصدر‪ :‬الطيب هلو (‪، )0262‬بالغة اإليقاع في قصيدة النثر‪ ،‬األنوار المغربية‪ ،‬ص‪. 14‬‬

‫‪64‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫إن انسجام الدالالت وائتالفها ناتج عن حركة البنية اللغوية؛ أي أن اللغة هي التي تتكفل‬
‫بخلق حركة إيقاعية بارزة في القصيدة حيث تتدافع األفكار مشكلة إيقاعا دالليا‪.‬‬
‫أ‪ -/‬إيقاع التواصل ‪:‬‬
‫إن هذا اإليقاع يجعل القصيدة كقطعة بلور مسبوكة بإتقان تربط أسطر القصيدة بعالئق‬
‫منسجمة؛ فتتضافر عناصر البنية اللغوية والدالالت مشكلة عملة واحدة‪ ،‬وفي قصيدة" مأدبة‬
‫متأخرة " (لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪ )42-20‬تقول فيها‪:‬‬
‫جراح كانت‬
‫تضميد َ‬
‫ؚ‬ ‫ابعي في‬
‫أص ْ‬ ‫َهدرت نُعومةَ َ‬
‫أ ُ‬
‫تَ ُنز ب َشراهة‬
‫في مواسم ال َخيبات‬
‫الصبر ْ‬
‫الجلد و َ‬
‫رتني في َ‬
‫أَه َد ْ‬
‫خدوش‬
‫مر آنيةً لعتمة ُمستفحلة ال ُ‬
‫الع ُ‬
‫انتهى ُ‬
‫فَ َ‬
‫أَنيةٌ م ْشروخة بي‬
‫غياب من قبل ‪،‬‬
‫لم يَهدرني ٌ‬
‫كما ْ‬
‫رتني َ‬
‫أَه َد ْ‬
‫فأهدرت اللغةَ و المفردات في ُمحاولة الت َخفيف‬
‫ُ‬
‫إن تكرار الفعل "أهدر " خلق إيقاعا صوتيا‪ ،‬وما نستشعر من المقطع الذي سبق ذكره إيقاعا‬
‫داخليا شكله إيقاع األفكار المتواتر‪ ،‬كما أن تماثل بعض عناصر البنية اللغوية في النص الشعري‬
‫يعكس إيقاعا متواصال ومنسجما للدالالت المتوالدة في المقطع ‪،‬كما أن اإليقاع الداللي‬
‫المتتابع في النص الشعري السابق ذكره ‪ ،‬أفضى إلى جعل القصيدة بنية متالحمة ومتماسكة‬
‫يتعاضد فيها اإل يقاع الصوتي والداللي إلضفاء جمالية في القصيدة يستلذها القارئ‪ ،‬أضف إلى‬
‫ذلك إيقاع األلم والمعاناة الذي يستشعره من خالل اإليقاع المتواصل ‪.‬‬
‫ب‪ -/‬إيقاع التمايز‪:‬‬
‫هذا اإليقاع " ينهض على تعدد المستويات داخل النص الشعرية فيخلق انطالقا من هذا‬
‫التعدد حركات متمايزة " (جابر‪ ،6011 ،‬الصفحات ‪)222-220‬؛ فإيقاع التمايز يقوم على‬
‫فكرة التضاد اللفظي أو المعنوي التي تسهم في خلق إيقاع داللي في النص الشعري و" التمايز‬
‫في النص قد يؤدي إلى التفاعل بين الحركات بعضها ببعض ومن هذا التفاعل تنبثق حركات‬
‫جديدة تحمل خصائص مغايرة للخصائص التي انبثقت عنها" (جابر‪ ،6011 ،‬صفحة ‪،)222‬‬
‫فيصبح االنزياح عن العرف اللغوي الشائع مطلبا مهما من مطالب الشعرية في خلق إيقاع تتنامى‬
‫‪60‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫فيه الدالالت لتخترق رتابة الفكرة المستقيمة الثابتة ‪ ،‬لتكسر أفق توقعات القارئ‪ ،‬تقول قصيدة‬
‫"مأدبة متأخرة " (لحرش‪ ،0261 ،‬الصفحات ‪)20-26‬‬
‫الغبطة‬
‫َخياالت َشاهقة ْ‬
‫طَيبة األف َكار ُكنت ‪ ،‬طَيبةُ الظَن ُكنت‬
‫المساوئ‬ ‫قليلةُ َ‬
‫وافرةُ الخيَال ‪ْ ،‬‬
‫بالحكايا‬
‫الحب ُكنت َكنبية أسطُورية ُمثمرة َ‬
‫َزاخرةُ ُ‬
‫األساطير‬
‫و َ‬
‫وها أنا األن ثَمرةٌ َمنذورةٌ آلثام األنين‬
‫األمكنة‬
‫المتآكلة و فَواحش ْ‬
‫السنوات ُ‬
‫لغيوم َ‬
‫سع إال له‬
‫قشرها برٌد نز ٌق ال يتَ ُ‬
‫ثَمرةٌ يُ َ‬
‫يخلع البَهجات الطارئة عن ُكل دفء‬
‫بردٌ ُ‬
‫شكل‪.2‬مستويات النص الشعري في قصيدة‪ ":‬مأدبة متأخرة"‬

‫المستوى‬ ‫النص الشعري‬ ‫المستوى‬


‫الثاني‬ ‫األول‬

‫‪ -‬أنا اآلن ثمرة منذورة آلثام األنين‬ ‫‪ -‬أحالم متزاحمة في البال‬

‫‪ -‬ثمرة يقشرها برد نزق‬ ‫‪ -‬طيبة األفكار كنت‪ ،‬طيبة الظن و‬


‫الهواجس‬
‫‪ -‬برد يخلع البهجات الطارئة‬
‫‪ -‬وافرة الخيال ‪ ،‬قليلة المساوئ‬

‫المصدر‪ :‬نوارة لحرش (‪ ، )0261‬كمان ال يعول عليه ‪ ،‬منشورات الوطن‪ ،‬ص ص ‪.20 -26‬‬

‫نالحظ أن الفعل الماضي "كنت" وظرف الزمان "اآلن" وما تاله من أفعال مضارعة‪ ،‬ما جعل‬
‫المقطع ينقسم إلى مستويين بارزين ‪ :‬آمال الشاعرة وأحالمها في الماضي والمستوى اآلخر يبرز‬
‫آالمها التي تعاني منها وبخاصة وحدتها الموحشة ‪،‬فإيقاع التغاير واالختالف يتجلى في النص‬

‫‪61‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫أو في القصيدة ككل‪ ،‬فالشاعرة في حالة استرجاع ذكرياتها الماضية المثخنة باآلمال واألماني‬
‫لتعقد مقارنة لما آلت إليه األمور اآلن من معاناة وفقد وحرمان‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫‪ -‬إن مكامن اإلبداع التي تخلق شعرية اإليقاع في قصيدة النثر هي اللغة المثالية المصفاة من‬
‫الدالالت المعتادة‪ ،‬وقد استطاع اإليقاع الداخلي منح إبدالت جديدة من خالل تركيزه على‬
‫المفردة المشعة ذات اإليقاع الرنان وهذه النقطة التي أهملتها القصيدة العمودية‪.‬‬
‫‪-‬إيقاع الحرف كان له حضور بارز في قصائد نوارة حيث ارتبط بمعان مختلفة تعكس التجربة‬
‫الشعورية للشاعرة فأتت األصوات مثقلة باالنفعاالت ‪ ،‬وكان جلها عبارة عن أصوات مجهورة‬
‫تكشف عن مدى سخطها على واقعها المؤلم ما أدى إلى خلق جرس موسيقي صاخب ومميز‪.‬‬
‫‪ -‬تركيز الشاعرة على توظيف التوازي بجميع أنواعه‪ .‬و التكرار في القصائد ‪ ،‬أفضى إلى تشكيل‬
‫حركة إيقاعية في نصوصها الشعرية ‪ ،‬ناهيك عن اإليقاع البصري الذي أثرى الفضاء النصي‬
‫للقصائد وهذا ما يضمن إبقاء المتلقي يقظا واستمتاعه بشكل القصيدة المتحررة من الوزن‬
‫والقافية ‪ ،‬أضف إلى ذلك النغم الموسيقي الذي تتلذ به أذنه ‪.‬‬
‫‪ -‬تكرار الحرف لعب دورا مهما في بناء اإليقاع الموسيقي في النص الشعري‪ ،‬ناهيك عن دوره‬
‫التعبيري واإليحائي الذي يسهم في سبك القصيدة وخلق عالئق وروابط متماسكة من الجمل‪،‬‬
‫ما يفضي إلى بث جمالية إيقاعية وداللية في القصيدة تعكس تموجات النفسية للشاعر وذلك‬
‫من خالل اختياره لتكرار حروف على حساب أخرى وبخاصة تركيز الشاعرة على تكرار‬
‫الحروف المجهورة أثرى القصيدة بجرس موسيقي رنان ‪ ،‬مما يؤدي إلى تشكيل تناغم لفظي‬
‫داللي‬
‫االقتراحات ‪:‬‬
‫‪ -‬تسعى الشعرية العربية المعاصرة إلى خلق خصائص فنية وجمالية لتجاوز السائد‬
‫والمعروف‪،‬وعليه نجد أن المزاوجة بين اإليقاع الصوتي والبصري أو مايعرف ب"هندسة الشعر"‬
‫أصبح مطلبا أساسيا ذلك أنه يكسب القصيدة العربية المعاصرة جماليات مميزة ودالالت مبتكرة‬
‫؛أين تنفتح القصيدة على المتعدد القرائي ما يضمن لذة النص للقارئ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬

‫‪61‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬


‫المجلد ‪ 61‬العدد‪61 –6 :)0202( 6‬‬ ‫مجلَّة الواحات للبحوث والدراسات‬

‫‪ -‬الطيب هلو‪ ،‬بالغة اإليقاع في قصيدة النثر‪ ،‬األنوار المغربية‪ ،‬وجدة‪-‬المغرب‪ ،0262 ،‬ط‪.6‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد فتوح ‪ ،‬الرمز والرمزية في الشعر المعاصر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت ‪،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -‬إيمان الناصر ‪ ،‬قصيدة النثر العربية التغاير واالختالف‪ ،‬مكتبة النرجس‪ ،‬د‪.‬م‪0222 ،‬م‪،‬ط‪.6‬‬
‫‪ -‬بسام بركة ‪ ،‬علم األصوات العام أصوات اللغة العربية‪ ،‬مركز االنماء القومي‪،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،6011،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -‬حسين البنداري‪ ،‬فاعلية التعاقب في الشعر العربي الحديث‪ ،‬مكتبة األنجلومعرفية‪ ،‬القاهرة ‪ -‬مصر‪0261 ،‬م‪،‬‬
‫ط‪.0‬‬
‫‪ -‬يوسف حامد جابر‪ ،‬قضايا اإلبداع في قصيدة النثر‪،‬دار الحصاد‪ ،‬دمشق ‪-‬سوريا‪6011 ،‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪-‬نوارة لحرش‪ ،‬كمكان ال يعول عليه‪ ،‬منشورات الوطن‪ ،‬سطيف‪-‬الجزائر ‪0261 ،‬م ‪،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد حسن الشيخ ‪ ،‬البديع والتوازي‪ ،‬االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ -‬مصر‪6460 ،‬ه‪6000 /‬م‪ ،‬ط‪.6‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان تبرماسين ‪ ،‬البنية اإليقاعية للقصيدة المعاصرة في الجزائر‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪،‬‬
‫دمشق ‪ -‬سوريا‪0220،‬م ‪،‬ط‪.6‬‬
‫‪ -‬عالء حسين البدراني ‪ ،‬فاعلية اإليقاع في التصوير الشعري‪ ،‬دار غيداء‪ ،‬عمان‪0260 ،‬م ‪،‬ط‪.6‬‬

‫‪61‬‬ ‫بثينة ناصري‪ ،‬سميحة عباس‬

You might also like