Professional Documents
Culture Documents
Copie de Test
Copie de Test
( جدع مشترك)
مادة سوسيولوجيا االنتخابات
اشراف :ذ .حسنة كجي
ورقة بحثية حول المقاربات المفسرة للسلوك االنتخابي من خالل الظاهرة االنتخابية
تقديم عام
تشكل االنتخابات التشريعية نوعا من " السلطة" التي يمنحها القانون للمواطنين الذين يكونون هيئة الناخبين،
والذين يسهمون في الحياة السياسية مباشرة ،أو عن طريق اختيار ممثلين لهم ،وهي بهذا المعنى تشكل وسيلة
بواسطتها يمارس المواطنين سيادتهم الوطنية كما تشكل وسيلة التعبير المتميزة التي عن طريقها يعبر أعضاء
المجتمع عن أرائهم واختيار من ينوب عنهم في اتخاد القرارات المتعلقة بتسيير الشؤون العامة في إطار
التدبير المشترك لموارد الدولة ،وكل ذلك يجعل لالنتخابات التشريعية دورا مفصليا ومؤثرا على الحريات
العامة ،وعلى نظم األحزاب السياسية و سير المؤسسات السياسية ،وعلى الفاعل السياسي بل على النظام
السياسي ككل .كونها تعد البوابة التي يعبر فيها الشعب عن نفسه بطريقة ديمقراطية ،من خالل اختيار نواب
مؤهلين للقيام بواجباتهم التي توكل لهم بعد فوزهم في االنتخابات ،نواب قادرين على الترافع عن قضايا
الشعب ومطالبتهم بالتغيير دون وجود أي اعتبارات قد تعترض عملهم تحت قبة البرلمان.وذلك بعد قطع
مجموعة من األشواط ابتداء من تسجيل الناخبين وإدارة العملية االنتخابية واإلشراف عليها وتحديد شكل
النظام االنتخابي المتبع وقواعد قبول المترشحين وتحديد الهيئة الناخبة ،والدوائر االنتخابية وسبل الحملة
االنتخابية كإعالن البرامج االنتخابية والقيام بالدعاية االنتخابية لها عن طريق االتصال االنتخابي ،1وتنظيم
مقرات االقتراع وإعالن النتائج وس بل فض المنازعات االنتخابية عبر تولي لجنة خاصة مهمة السهر على
اإلشراف على العملية االنتخابية ككل.
لذلك فدراسة االنتخابات التشريعية تعد مدخال لدراسة الحياة السياسية نظرا لما لمفهوم االنتخابات التشريعية
من ارتباط بقضايا ومفاهيم سياسية كالسلوك االنتخابي،...ودراسة هذا األخير يقتضي معالجته من خالل عدة
مقتربات ،قانونية ،اقتصادية ،جغرافية ،تقنية ،دينية ...وقد تكون تارة أخرى نفسية .حيث انه وبالرغم من
جهود الكثير من الباحثين السوسيولوجيين والسياسيين لتفسير السلوك االنتخابي أمثال( André
)LAZARSFELD(،)SIEGFREDوآخرون فان الغموض الزال يلف بعض الجوانب باعتبار أن الموضوع
يستوجب مزيد من الفهم والدراسة والتحليل .كون السلوك االنتخابي من أهم الظواهر السياسية التي ال تنفصل
عن محيطها السياسي والثقافي واالجتماعي واالقتصادي والذي يعرف دينامية وتطور مستمر بمرور الوقت.
حيث يمكن رصده من خالل اختالف نسبة المشاركة بين الجنسين وكذا اختالف توزيع األصوات والمرتبط
أساسا بمجموعة من المحددات االنتخابية الموجهة لالختيارات االقتراعية للكتلة المصوتة لصالح حزب دون
أخر .
1 سعيد خمري ،قضايا علم السياسة"مقاربات نظرية" مطبعة دار المناهل ،الرباط .ص.152
وقد ثم تسليط الضوء على السلوك االنتخابي بانتقال المدرسة السلوكية إلى المجال السياسي بدا الحديث عن
السلوك السياسي وذلك بالبحث في األفعال واألعمال وردود األفعال السياسية التي تصدر عن رجال السياسة
بغية التوصل إلى أهم الدوافع التي أدت إلى هذه السلوكات ،وهل يمكن أن تتكرر هذه السلوكات إذا ما
تكررت الظروف التي وجدت فيها أو األدوار وتبعا لذلك فقد تعددت النماذج في دراسة ظاهرة السلوك
السياسي بصفة عامة واالنتخابي بصفة خاصة بداية أعمال كل من دفيد ترومان (، )TRUMAN David
وروبيرت دال ()Robert DAHLعلماء المقاربة السلوكية ()Behavioral APPROCHفي بدايتها خالل الخمسينات،
بحيث اعتبر المذهب السلوكي كواحد من أهم المناهج الفعالة التي اخدت على عاتقها دراسة السلوك الفعلي
للظاهرة السياسية انطالقا من حقيقة مفادها أن الفرد هو وحدة التحليل األساسية ولعل كتابات" غابرييل
الموند" ()G. Almondوكارل دوتش()K.Deutshهي مجموعة من أهم األمثلة في هذا الصدد.2
ويمكن القول أن السلوك االنتخابي هو كل أشكال التصرف أو األفعال وردود األفعال التي يظهرها المواطن
في موعد انتخابي معين ،نتيجة تأثره أو عدم تأثره بمجموعة من العوامل والمتغيرات النفسية ،االجتماعية،
البيئية ،السياسية ،التنظيمية ،الحضارية ،واالقتصادية...
وبالتالي يبقى السلوك االنتخابي احد مظاهر السلوك السياسي المميز للعملية االنتخابية ،كما انه تعبير واقعي
عن المشاركة السياسية وهو سلوك جماعي دو أبعاد إحصائية ياخد احد الشكلين التصويت
( ايجابي ،سلبي) آو االمتناع ( عدم التسجيل في القوائم االنتخابية ،أو العزوف عن التصويت) .إذن فما هي
محددات السلوك االنتخابي؟ وما هي أهم المدارس التي اهتمت بدراسته من خالل الظاهرة االنتخابية؟ وكيف
تمت مقاربتهم للموضوع؟
سنحاول من خالل هذه الورقة البحثية الوقوف على بعض المقاربات الغربية ومقاربات أخرى المفسرة
للسلوك االنتخابي من خالل الوقوف على المحددات والمعايير التي اعتمدتها في ذلك لالستدالل على أهمية
التطرق لها ومحاولة إسقاطها على النموذج المغربي بغية الوصول إلى نتائج تساعد في تقديم قاعدة بيانات
للسياسي قصد فهمها وإيجاد حلول لبعض المشاكل التي تعتريها كسلوك العزوف واالمتناع عن التصويت
3
هذا السلوك الذي أكد علماء السياسة انه بمثابة ناقوس خطر يواجه المجتمعات الحديثة.
2 سويلم العزي ،علم النفس السياسي :قراءة تحليلية نقدية ،عمان دار اثراء للنشر والتوزيع طبعة ،2010ص.158.
.2011ص3.185 . محمد ياسر الخواجة ،حسين الدريني ،المعجم الموجز في علم االجتماع ،مصر العربية للنشر والتوزيع .القاهرة
المحور األول :المقاربات النظرية الغربية المفسرة للسلوك االنتخابي
تتميز الواقعة االنتخابية بتعدد مقاربات مالحظتها وتحليلها وتفسيرها ،نظرا لتعدد أبعادها ومحدداتها
السياسية والقانونية واالجتماعية واالنث روبولوجية والتقنية واالقتصادية ولتعدد رهاناتها المحلية والجهوية
والوطنية والدولية وهو ما يفترض في الباحث القدرة على االنفتاح على حقول معرفية متعددة ومقاربات
مختلفة مع ما يكتنف ذلك من عوائق ابستمولوجية في تفسير السلوك االنتخابي المسجل من خالل الظاهرة
االنتخابية.
البداية الفعلية لالبحات حول االنتخابات انطلقت مع كتاب اندري سيجفريد حول االنتخابات في غرب فرنسا
المنشور سنة .51913فقد الحظ المؤلف ،الذي يشتغل في حقل الجغرافيا ،بان هناك توزيعا معاينا لآلراء
6
السياسية حسب المناطق الجغرافية وان هناك مناخات سياسية شبيهة بالمناخات الطبيعية
سيجفريد ركز في خالصاته على وجود تأثير لجغرافية األرض (نوع التربة) معتمدا في ذلك على الحتمية
الجغرافية الكالسيكية في تفسير السلوك االنتخابي وعلى نتائج االنتخابات بالتمييز بين نوعين من التربة:
الغرانيت (التصويت لليمين) والكلسية (التصويت لليسار) .والى جانب التربة هناك تأثير لطبيعة توزيع
السكن (مبعثر أو مجمع) وطبيعة نظام الملكية (كبيرة أو صغيرة مستثمرة بشكل مباشر أو باإليجار ،وفرة
المياه أو ندرتها) . 7ودافع عن هذا التفسير الفرنسي ( 1875-1959)Andre SIGFREDفي دراسة صدرت
في العام 1913تحث عنوان 8 )Tableau politique de la France de l’ouest sous la 3ème République( :حيث
درس النتائج االنتخابية في 14دائرة بين 1871و .1910وبهذه الدراسة تم التأسيس لما يسمى بالمقاربة
البيئية ( )Approche écologiqueفي دراسة االنتخابات.
اهتدى سيجفرد إلى العامل الديني كمحدد للسلوك االنتخابي بعد أن اعتبر المالحظات السابقة غير كافية.
حيث تبين له في منطقة االرديتش أن الحرص الديني للسكان الكاتوليكيين يوازيه سلوك سياسي محافظ ،وان
المشاركة االنتخابية تكون قوية يميزها التصويت لليمين؛ إال انه تبين فيما بعد أن التماثل بين السلوك الديني
واالنتخابي لم يكن دائما حاضرا وملحوظا ،وأعطى مثال بالحوض الباريسي ،حيث ضعف الروابط الدينية
9
سجلت أيضا سلوك انتخابي يميل إلى التصويت لصالح اليمين في االنتخابات.
4محمد كولفرني واخرون ،الظاهرة االنتخابية بالمغرب"،ابحات ميدانية بجهة سوس ماسة"التوزيع والنشر مكتبة دار العرفان حي السالم-
اكادير.ص.15.
Andre Siegfried .Tableau politique de la France de L Ouest sous la Republique cite par A.Lancelot , Sociologie 5
electorale. Op. cit. troisieme p 62.
6حسن قرنفل .النخبة السياسية والسلطة"مقاربة سوسيولوجية لالنتخابات التشريعية بالمغرب.افريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،ص.18.
7فيليب برو ،علم االجتماع السياسي ،ترجمة محمد صاصيال ،الشبكة العربية لالبحاث والمؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
بيروت،ط،3،2014ص.321.
Andre Siegfried .Tableau politique de la France de L Ouest sous la Republique. A. 8
Colin.1913 ;reimp.Bruxelles.Editions de l Universite de Bruxelles.2010.
9حسن قرنفل ،مرجع سابق،ص.19.
فيما أضاف تالمذة سيجفريد محدد أخر في تفسير السلوك االنتخابي وهو عامل التاريخ إذ أن الماضي
السياسي لمنطقة معينة يمكن أن يفسر سلوكها االنتخابي في فترات الحقة .غير أن كل هذه العوامل كانت
غير كافية في تفسير السلوك االنتخابي نظرا لضعف حجيتها العلمية ،بحيث عبر سيجفريد في النهاية أن
البحث عن عامل واحد أو عاملين يفسران السلوك االنتخابي هو من قبيل العبث.
لتعتمد في األخير المدرسة الفرنسية في تفسير السلوك االنتخابي على ثالثة عناصر أساسية تراها محددة
للسلوك االنتخابي
• -التقليد المحلي؛
• الوضعية االجتماعية؛
• -الظرفية السياسة.
رأي الزارسفيلد لقي مؤازرة كبيرة من لدن فريق للبحث من ) (Columbiaسنة( )1901-1976اثر قيامهم
بقيادة الزارسفيلد بدراسة لالنتخابات الرئاسية األمريكية لعام 1940التي تميزت بمواجهة الديمقراطي
)(ROOSE-VELTبالجمهوري )(WILLKIEباعتماد عينة تمثيلية في مجموعة في ) .(OHIOوضمنها في دراسة
11
تحث عنوان "اختيار الشعب"( )The people s Choice
باإلضافة إلى عامل االنتماء إلى بنية اجتماعية محددة من طرف سفيلد خلصت هذه المدرسة إلى نتائج مفادها
أن األغنياء والقرويين والبروتيستانت في أمريكا يصوتون على الحزب الجمهوري ،وقد وجهت انتقادات
كثيرة لهذه النتائج خصوصا بعد إغفال سفيلد لمجموعة من المحددات من طرف جامعة ميشيغان برئاسة
كامبل على أساس انه لم يركز على العامل السوسيوديمغرافي (الجنس :ذكر ،انثى) أو االنتماءات إلى
تنظيمات معينة ،وبالتالي لمزيد من تسليط الضوء على الظاهرة وفهمها وتمحيصها بشكل اكبر البد من
مباشرة أبحاث امبريقية ميدانية مباشرة مع موضوع الدراسة ،وضرورة اعتماد العامل السيكولوجي
والسوسيولوجي للسلوك االنتخابي وكذا االهتمام بالتحفيزات التي تجعل الناخب متحفز للذهاب لمكاتب
التصويت لإلدالء بصوته.
من بين أهم الخالصات التي جاءت بها هذه المدرسة والمتعلقة بدراسة السلوك االنتخابي ومحاولة تفسيره
تم التوصل إلى أن الرجال يشاركون في العملية االنتخابية بنسبة اكبر مقارنة مع النساء ،ومن الناحية العرقية
والمتعلقة بالجانب الفيزيولوجي لألفراد لون البشرة ثم تسجيل أن البيض يشكلون عدد اكبر من دوي البشرة
السوداء فيما تم تسجيل نسبة مشاركة قوية في صفوف األفراد المتراوحة أعمارهم بيم ( )55-35من الشباب
.
10 Nonna Mayer et Daniel Boy. »les variable loudres » en sociologie. Electoral ». enquete(En ligne).5/1997.mise
en ligne le 15 juillet 2013.
11 F.lazasfeld ,B.B. Berelson et H. Gaudet,The People s Choice ,New York , Columbia 14University
Press,1944,P,27. Voir aussi ,B. B Berelson ,P. F. lazarsfeld et W.N.McPhee, Votingo-londres ,University of
Chicago Press,1954.
وقد خلصت المدرسة األمريكية من خالل األعمال التي أنجزها الباحثون األمريكيون إلى أن هناك ثالث
وضعيات مختلفة لتفسير السلوك االنتخابي:
• تصويت المصلحة؛
• التصويت االنصياعي؛
• االمتناع عن التصويت.
المحور الثاني :الدراسات النظرية للظاهرة االنتخابية في دول العالم الثالث وبعض
الفرضيات المفسرة للسلوك االنتخابي
الفقرة األولى :الدراسات النظرية المفسرة للظاهرة االنتخابية في دول العالم الثالث
عرفت مجموعة من الدول النامية إجراء أولى انتخاباتها سيرا على خطى الدول الديمقراطية الغربية والتي
أصبحت فيها هذه األخيرة راسخة متأصلة في أدهان األفراد بحيث عايش الكثير منهم مجريات وأحداث
النهضة األوربية ما بين القرنين الثامن والتاسع عشر وإشعاع فلسفة عصر األنوار من خالل مجموعة من
المؤلفات التي أنجزها مجموعة من الفالسفة أمثال هوبز وجون لوك وجون جاك روسو في إطار التنظير
والتقعيد لقيام الدولة المدنية ،وذلك عن طريق الدعوة إلى مساهمة المواطنين في نظام الحكم السياسي
وحركيته وأداء وظائفه على أساس السيادة العامة للشعب ،وعبر انخراطه الفاعل والمندمج في الحياة
السياسية عبر ممارسته للحق االنتخابي وذلك بسلك سلوك سياسي واع وفق ثقافة سياسية موجهة يتم ترجمتها
إلى التفكير والممارسة.
وقد كانت لهذه األفكار والتجارب تداعيات على مجموعة من دول العالم الثالث في إطار المد االمبريالي ليتم
محاولة تطبيقها كتجارب ديمقراطية بعد تحقيق مجموعة من الدول لالستقالل خالل فترة الستينيات باعتبارها
عصب الديمقراطية ومن مظاهر المشاركة السياسية في النظم الديمقراطية ،كحق نصت عليه جميع المواثيق
الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان ،إال أن هذه التجارب لم ترقى إلى مستوى الديمقراطية الغربية التي جاءت
كنتاج لتطور تاريخي وليس وليد لحظة أنية الشيء الذي جعل من هذه االنتخابات غير تنافسية وغير تعددية
بسبب تركيز السلطة في يد واحدة دون إشراك اآلخرين أو تقاسمها معهم حسب ما جاء في الدراسات التي
أنجزت حول االنتخابات في دول العالم الثالث .
الفقرة الثانية :دراسة السلوك االنتخابي من خالل االنمودج المغربي من خالل المحطات
االنتخابية التشريعية
أنجزت مجموعة من الدراسات األكاديمية واالبحات قصد تفسير الظاهرة االنتخابية وتحليل السلوك
االنتخابي للمواطنين والمواطنات مند بزوغ فجر االستقالل ،ما ميز هذه االبحات التي جاءت على شكل
مقاالت علمية ورسائل وأطروحات جامعية هو كون المغرب له خصوصية تميزه عن باقي الدول حيث
ساهم في ذلك باحثون مغاربة وأجانب في تحضيرها ،ولعل أهم دراسة ثم تحضيرها في هذا الجانب هي
الدراسة البارزة في الحقل العلمي التي حضرها الباحث ريمي لوفو حول أول انتخابات تشريعية عرفها
المغرب بعد تحقيق االستقالل وصدور أول دستور ممنوح للمغرب سنة 1962الذي قعد لها قانونيا والتي
انعقدت سنة 1963والتي سجلت تحث اسم الفالح المغربي المدافع عن العرش.
انطلق ريمي لوفو من مجموعة من الفرضيات مفادها أن الملكية قد عمدت على إحياء النخبة المحلية قصد
الحصول على الدعم لمواجهة بعض القوى المتصارعة التي كانت تسعى إلى جعل النظام الملكي رمزي
فقط يسود فيه الملك وال يحكم الشيء الذي عجل بنزول الملكية بكامل تقلها ونفوذها التقليدي ألمخزني
باالستناد على األصل الديني الشريف واألصالة التاريخية التي ترجع إلى 1250سنة أي ما يناهز 12قرن.
هذه الدراسة كان من ورائها دراسة النخبة السياسية المغربية أكثر من دراسة الظاهرة االنتخابية انطالقا من
االستعانة بالمقاربة الجغرافية وذلك من خالل البحث عن خصوصية كل منطقة من مناطق المغرب و تأثير
ذلك على اختيارات ناخبيها .فاشتغال لوفو في اإلدارة المغربية كمستشار تقني في وزارة الداخلية وفر له
إمكانية الوصول بسهولة لجمع والحصول على مجموعة من الوثائق والبيانات الكافية لقيامه بهذه الدراسة .
كما عرف الحقل العلمي اهتمام نخبة من الباحثين بإعداد أطروحات علمية تروم إلى فهم وتحليل االنتخابات
التشريعية المغربية نخص بالذكر " مصطفى السحيمي" و" محمد اإلبراهيمي" باإلضافة إلى دراسة تحليلية
" لجون كلود سانتيسي".
وإذا كان بعض الباحثون في تحليلهم للظاهرة االنتخابية في مرحلة خاصة أو محطة معينة من المحطات
حاول الباحث " برنابي لوبيز كارسيا" أن يجمع هذه المحطات االنتخابية سواء التشريعية منها أو الجماعية
في شكل مؤلف جامع تحث عنوان" االنتخابات المغربية مند 1960إلى اآلن كدراسة علمية موثقة والتي
ركز فيها باألساس على تفسير محطتين مهمتين 2002و 2007اللتان اعتبرهما محطتين عرفتا أزمة عميقة
نتيجة تسجيل أدنى مستويات المشاركة االنتخابية والتي فسرها بكون النخبة السياسية فقدت مصداقيتها نتيجة
عدم الوفاء بالوعود االنتخابية التي قدمت للمواطنين الشيء الذي نتجت عنه مجموعة من السلوكات الرافضة
للوضع كالعزوف المقلن الرافض الستمرار اعتماد األحزاب المقترب الشخصاني الحزبي باحتكار القيادة
وعدم وجود ديمقراطية داخلية مما ال يفسح أي فرصة للشباب لالنخراط في العمل الحزبي ،كما الحظ
استمرار التشبث باألساليب التقليدية في استعمال المال السياسي واألعيان والزوايا وإلقاء العار وإعداد الوالئم
وتدخل السلطات المحلية...
وكتخريج عام للموضوع تبقى الظاهرة االنتخابية متعددت األبعاد ،الشيء الذي يستدعي استحضار أن أنماط
إنتاج االنتخابات هي نتاج للتحوالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية التي يعرفها كل مجتمع.
غير أن دراسة االن تخابات في المغرب تستلزم استحضار التحوالت االجتماعية التي عرف المجتمع المغربي
من جهة واألحداث اإلقليمية المرافقة له وما أنتج انتخابيا الشيء الذي اثر بشكل واضح على السلوك
االنتخابي للمواطنين والمواطنات مما ادخل المغرب في حلقة انتخابية جديدة أفضت إلى تسييس غير مسبوق
للزمن االنتخابي نتيجة التوجهات السوسيوانتخابية العميقة المتمثلة في العزوف االنتخابي النوعي لذوي
الرأسمال الثقافي والشباب وتحول التصويت الشعبي في المدن هذا الوضع الذي جعل المشرع المغربي يقف
أمام هذا الوضع للبحث على سبل إعادة توجيه السلوك االنتخابي عن طريق محاولة دمقرطة اللعبة االنتخابية
بتعزيز الترسانة القانونية والتشجيع على المشاركة االنتخابية االتفاقية من داخل صناديق االقتراع ومحاربة
المشاركة الغير االتفاقية التي أصبحت تهدد مسار البناء الديمقراطي وتدق ناقوس الخطر.