Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫ماستر العلوم السياسية والتواصل السياسي والعمل البرلماني والصياغة التشريعية‬

‫( جدع مشترك)‬
‫مادة سوسيولوجيا االنتخابات‬
‫اشراف‪ :‬ذ‪ .‬حسنة كجي‬
‫ورقة بحثية حول المقاربات المفسرة للسلوك االنتخابي من خالل الظاهرة االنتخابية‬
‫تقديم عام‬
‫تشكل االنتخابات التشريعية نوعا من " السلطة" التي يمنحها القانون للمواطنين الذين يكونون هيئة الناخبين‪،‬‬
‫والذين يسهمون في الحياة السياسية مباشرة‪ ،‬أو عن طريق اختيار ممثلين لهم‪ ،‬وهي بهذا المعنى تشكل وسيلة‬
‫بواسطتها يمارس المواطنين سيادتهم الوطنية كما تشكل وسيلة التعبير المتميزة التي عن طريقها يعبر أعضاء‬
‫المجتمع عن أرائهم واختيار من ينوب عنهم في اتخاد القرارات المتعلقة بتسيير الشؤون العامة في إطار‬
‫التدبير المشترك لموارد الدولة ‪ ،‬وكل ذلك يجعل لالنتخابات التشريعية دورا مفصليا ومؤثرا على الحريات‬
‫العامة‪ ،‬وعلى نظم األحزاب السياسية و سير المؤسسات السياسية‪ ،‬وعلى الفاعل السياسي بل على النظام‬
‫السياسي ككل‪ .‬كونها تعد البوابة التي يعبر فيها الشعب عن نفسه بطريقة ديمقراطية‪ ،‬من خالل اختيار نواب‬
‫مؤهلين للقيام بواجباتهم التي توكل لهم بعد فوزهم في االنتخابات‪ ،‬نواب قادرين على الترافع عن قضايا‬
‫الشعب ومطالبتهم بالتغيير دون وجود أي اعتبارات قد تعترض عملهم تحت قبة البرلمان‪.‬وذلك بعد قطع‬
‫مجموعة من األشواط ابتداء من تسجيل الناخبين وإدارة العملية االنتخابية واإلشراف عليها وتحديد شكل‬
‫النظام االنتخابي المتبع وقواعد قبول المترشحين وتحديد الهيئة الناخبة‪ ،‬والدوائر االنتخابية وسبل الحملة‬
‫االنتخابية كإعالن البرامج االنتخابية والقيام بالدعاية االنتخابية لها عن طريق االتصال االنتخابي‪ ،1‬وتنظيم‬
‫مقرات االقتراع وإعالن النتائج وس بل فض المنازعات االنتخابية عبر تولي لجنة خاصة مهمة السهر على‬
‫اإلشراف على العملية االنتخابية ككل‪.‬‬

‫لذلك فدراسة االنتخابات التشريعية تعد مدخال لدراسة الحياة السياسية نظرا لما لمفهوم االنتخابات التشريعية‬
‫من ارتباط بقضايا ومفاهيم سياسية كالسلوك االنتخابي‪،...‬ودراسة هذا األخير يقتضي معالجته من خالل عدة‬
‫مقتربات‪ ،‬قانونية‪ ،‬اقتصادية ‪ ،‬جغرافية‪ ،‬تقنية‪ ،‬دينية‪ ...‬وقد تكون تارة أخرى نفسية‪ .‬حيث انه وبالرغم من‬
‫جهود الكثير من الباحثين السوسيولوجيين والسياسيين لتفسير السلوك االنتخابي أمثال( ‪André‬‬
‫‪ )LAZARSFELD(،)SIEGFRED‬وآخرون فان الغموض الزال يلف بعض الجوانب باعتبار أن الموضوع‬
‫يستوجب مزيد من الفهم والدراسة والتحليل‪ .‬كون السلوك االنتخابي من أهم الظواهر السياسية التي ال تنفصل‬
‫عن محيطها السياسي والثقافي واالجتماعي واالقتصادي والذي يعرف دينامية وتطور مستمر بمرور الوقت‪.‬‬
‫حيث يمكن رصده من خالل اختالف نسبة المشاركة بين الجنسين وكذا اختالف توزيع األصوات والمرتبط‬
‫أساسا بمجموعة من المحددات االنتخابية الموجهة لالختيارات االقتراعية للكتلة المصوتة لصالح حزب دون‬
‫أخر ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫سعيد خمري‪ ،‬قضايا علم السياسة"مقاربات نظرية" مطبعة دار المناهل‪ ،‬الرباط ‪.‬ص‪.152‬‬
‫وقد ثم تسليط الضوء على السلوك االنتخابي بانتقال المدرسة السلوكية إلى المجال السياسي بدا الحديث عن‬
‫السلوك السياسي وذلك بالبحث في األفعال واألعمال وردود األفعال السياسية التي تصدر عن رجال السياسة‬
‫بغية التوصل إلى أهم الدوافع التي أدت إلى هذه السلوكات‪ ،‬وهل يمكن أن تتكرر هذه السلوكات إذا ما‬
‫تكررت الظروف التي وجدت فيها أو األدوار وتبعا لذلك فقد تعددت النماذج في دراسة ظاهرة السلوك‬
‫السياسي بصفة عامة واالنتخابي بصفة خاصة بداية أعمال كل من دفيد ترومان (‪، )TRUMAN David‬‬
‫وروبيرت دال (‪)Robert DAHL‬علماء المقاربة السلوكية (‪)Behavioral APPROCH‬في بدايتها خالل الخمسينات‪،‬‬
‫بحيث اعتبر المذهب السلوكي كواحد من أهم المناهج الفعالة التي اخدت على عاتقها دراسة السلوك الفعلي‬
‫للظاهرة السياسية انطالقا من حقيقة مفادها أن الفرد هو وحدة التحليل األساسية ولعل كتابات" غابرييل‬
‫الموند" (‪)G. Almond‬وكارل دوتش(‪)K.Deutsh‬هي مجموعة من أهم األمثلة في هذا الصدد‪.2‬‬

‫ويمكن القول أن السلوك االنتخابي هو كل أشكال التصرف أو األفعال وردود األفعال التي يظهرها المواطن‬
‫في موعد انتخابي معين‪ ،‬نتيجة تأثره أو عدم تأثره بمجموعة من العوامل والمتغيرات النفسية‪ ،‬االجتماعية‪،‬‬
‫البيئية‪ ،‬السياسية‪ ،‬التنظيمية‪ ،‬الحضارية‪ ،‬واالقتصادية‪...‬‬

‫وبالتالي يبقى السلوك االنتخابي احد مظاهر السلوك السياسي المميز للعملية االنتخابية‪ ،‬كما انه تعبير واقعي‬
‫عن المشاركة السياسية وهو سلوك جماعي دو أبعاد إحصائية ياخد احد الشكلين التصويت‬
‫( ايجابي‪ ،‬سلبي) آو االمتناع ( عدم التسجيل في القوائم االنتخابية‪ ،‬أو العزوف عن التصويت)‪ .‬إذن فما هي‬
‫محددات السلوك االنتخابي؟ وما هي أهم المدارس التي اهتمت بدراسته من خالل الظاهرة االنتخابية؟ وكيف‬
‫تمت مقاربتهم للموضوع؟‬

‫سنحاول من خالل هذه الورقة البحثية الوقوف على بعض المقاربات الغربية ومقاربات أخرى المفسرة‬
‫للسلوك االنتخابي من خالل الوقوف على المحددات والمعايير التي اعتمدتها في ذلك لالستدالل على أهمية‬
‫التطرق لها ومحاولة إسقاطها على النموذج المغربي بغية الوصول إلى نتائج تساعد في تقديم قاعدة بيانات‬
‫للسياسي قصد فهمها وإيجاد حلول لبعض المشاكل التي تعتريها كسلوك العزوف واالمتناع عن التصويت‬
‫‪3‬‬
‫هذا السلوك الذي أكد علماء السياسة انه بمثابة ناقوس خطر يواجه المجتمعات الحديثة‪.‬‬

‫لذلك سنقسم هذه الورقة البحثية إلى محورين أساسيين‬

‫المحور األول‪ :‬المقاربات النظرية الغربية المفسرة للسلوك االنتخابي‬


‫الفقرة األولى‪:‬المدرسة الفرنسية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المدرسة األمريكية‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات النظرية للظاهرة االنتخابية في دول العالم الثالث المغرب (أنموذجا)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الدراسات المفسرة للظاهرة االنتخابية بدول العالم الثالث‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الدراسات المفسرة للظاهرة االنتخابية بالمغرب‬

‫‪2‬‬ ‫سويلم العزي‪ ،‬علم النفس السياسي‪ :‬قراءة تحليلية نقدية‪ ،‬عمان دار اثراء للنشر والتوزيع طبعة ‪ ،2010‬ص‪.158.‬‬
‫‪.2011‬ص‪3.185 .‬‬ ‫محمد ياسر الخواجة‪ ،‬حسين الدريني‪ ،‬المعجم الموجز في علم االجتماع ‪ ،‬مصر العربية للنشر والتوزيع‪ .‬القاهرة‬
‫المحور األول‪ :‬المقاربات النظرية الغربية المفسرة للسلوك االنتخابي‬
‫تتميز الواقعة االنتخابية بتعدد مقاربات مالحظتها وتحليلها وتفسيرها‪ ،‬نظرا لتعدد أبعادها ومحدداتها‬
‫السياسية والقانونية واالجتماعية واالنث روبولوجية والتقنية واالقتصادية ولتعدد رهاناتها المحلية والجهوية‬
‫والوطنية والدولية وهو ما يفترض في الباحث القدرة على االنفتاح على حقول معرفية متعددة ومقاربات‬
‫مختلفة مع ما يكتنف ذلك من عوائق ابستمولوجية في تفسير السلوك االنتخابي المسجل من خالل الظاهرة‬
‫االنتخابية‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪:‬المدرسة الفرنسية‬


‫شكلت االنتخابات في األنظمة الديمقراطية مادة خصبة للباحثين لالستدالل على مجموعة من الفرضيات‬
‫لتفسيرها سواء على مستوى العوامل الدافعة إلى المشاركة أو االمتناع (تفسير التصويت) لماذا يشارك الفرد‬
‫‪4‬‬
‫في التصويت؟ وكيف يقرر من ينتخب؟ ولماذا يفوز حزب سياسي أو زعيم سياسي ويفشل آخرون؟‬

‫البداية الفعلية لالبحات حول االنتخابات انطلقت مع كتاب اندري سيجفريد حول االنتخابات في غرب فرنسا‬
‫المنشور سنة ‪ .51913‬فقد الحظ المؤلف ‪ ،‬الذي يشتغل في حقل الجغرافيا‪ ،‬بان هناك توزيعا معاينا لآلراء‬
‫‪6‬‬
‫السياسية حسب المناطق الجغرافية وان هناك مناخات سياسية شبيهة بالمناخات الطبيعية‬

‫سيجفريد ركز في خالصاته على وجود تأثير لجغرافية األرض (نوع التربة) معتمدا في ذلك على الحتمية‬
‫الجغرافية الكالسيكية في تفسير السلوك االنتخابي وعلى نتائج االنتخابات بالتمييز بين نوعين من التربة‪:‬‬
‫الغرانيت (التصويت لليمين) والكلسية (التصويت لليسار)‪ .‬والى جانب التربة هناك تأثير لطبيعة توزيع‬
‫السكن (مبعثر أو مجمع) وطبيعة نظام الملكية (كبيرة أو صغيرة مستثمرة بشكل مباشر أو باإليجار ‪ ،‬وفرة‬
‫المياه أو ندرتها)‪ . 7‬ودافع عن هذا التفسير الفرنسي (‪ 1875-1959)Andre SIGFRED‬في دراسة صدرت‬
‫في العام ‪ 1913‬تحث عنوان‪ 8 )Tableau politique de la France de l’ouest sous la 3ème République( :‬حيث‬
‫درس النتائج االنتخابية في ‪ 14‬دائرة بين ‪ 1871‬و ‪ .1910‬وبهذه الدراسة تم التأسيس لما يسمى بالمقاربة‬
‫البيئية (‪ )Approche écologique‬في دراسة االنتخابات‪.‬‬

‫اهتدى سيجفرد إلى العامل الديني كمحدد للسلوك االنتخابي بعد أن اعتبر المالحظات السابقة غير كافية‪.‬‬
‫حيث تبين له في منطقة االرديتش أن الحرص الديني للسكان الكاتوليكيين يوازيه سلوك سياسي محافظ‪ ،‬وان‬
‫المشاركة االنتخابية تكون قوية يميزها التصويت لليمين؛ إال انه تبين فيما بعد أن التماثل بين السلوك الديني‬
‫واالنتخابي لم يكن دائما حاضرا وملحوظا‪ ،‬وأعطى مثال بالحوض الباريسي‪ ،‬حيث ضعف الروابط الدينية‬
‫‪9‬‬
‫سجلت أيضا سلوك انتخابي يميل إلى التصويت لصالح اليمين في االنتخابات‪.‬‬

‫‪ 4‬محمد كولفرني واخرون‪ ،‬الظاهرة االنتخابية بالمغرب‪"،‬ابحات ميدانية بجهة سوس ماسة"التوزيع والنشر مكتبة دار العرفان حي السالم‪-‬‬
‫اكادير‪.‬ص‪.15.‬‬
‫‪Andre Siegfried .Tableau politique de la France de L Ouest sous la Republique cite par A.Lancelot , Sociologie 5‬‬
‫‪electorale. Op. cit. troisieme p 62.‬‬
‫‪ 6‬حسن قرنفل‪ .‬النخبة السياسية والسلطة"مقاربة سوسيولوجية لالنتخابات التشريعية بالمغرب‪.‬افريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.18.‬‬
‫‪ 7‬فيليب برو‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬ترجمة محمد صاصيال‪ ،‬الشبكة العربية لالبحاث والمؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪،‬ط‪،3،2014‬ص‪.321.‬‬
‫‪Andre Siegfried .Tableau politique de la France de L Ouest sous la Republique. A. 8‬‬
‫‪Colin.1913 ;reimp.Bruxelles.Editions de l Universite de Bruxelles.2010.‬‬
‫‪ 9‬حسن قرنفل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.19.‬‬
‫فيما أضاف تالمذة سيجفريد محدد أخر في تفسير السلوك االنتخابي وهو عامل التاريخ إذ أن الماضي‬
‫السياسي لمنطقة معينة يمكن أن يفسر سلوكها االنتخابي في فترات الحقة‪ .‬غير أن كل هذه العوامل كانت‬
‫غير كافية في تفسير السلوك االنتخابي نظرا لضعف حجيتها العلمية‪ ،‬بحيث عبر سيجفريد في النهاية أن‬
‫البحث عن عامل واحد أو عاملين يفسران السلوك االنتخابي هو من قبيل العبث‪.‬‬
‫لتعتمد في األخير المدرسة الفرنسية في تفسير السلوك االنتخابي على ثالثة عناصر أساسية تراها محددة‬
‫للسلوك االنتخابي‬
‫• ‪-‬التقليد المحلي؛‬
‫• الوضعية االجتماعية؛‬
‫• ‪-‬الظرفية السياسة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المدرسة األمريكية‬


‫ركز الزارسفيلد في مقاربته للسلوك االنتخابي على مدى تأثير االنتماء االجتماعي على قرار التصويت‪:‬‬
‫ليس للحملة االنتخابية وقع على قرار التصويت لصالح مرشح معين في االنتخابات بل يبقى الناخب ملتزما‬
‫بخياراته األصلية التي غالبا ما تكون منسجمة مع وسطه العائلي‪ ،‬االجتماعي والثقافي من خالل التنشئة‬
‫االجتماعية ‪ .‬مما يعني أن العامل االجتماعي يحدد السياسي ولذلك تمت تسميته بالنموذج االجتماعي ‪(Modèle‬‬
‫‪sociologique).10‬‬

‫رأي الزارسفيلد لقي مؤازرة كبيرة من لدن فريق للبحث من )‪ (Columbia‬سنة( ‪ )1901-1976‬اثر قيامهم‬
‫بقيادة الزارسفيلد بدراسة لالنتخابات الرئاسية األمريكية لعام ‪ 1940‬التي تميزت بمواجهة الديمقراطي‬
‫)‪(ROOSE-VELT‬بالجمهوري )‪(WILLKIE‬باعتماد عينة تمثيلية في مجموعة في )‪ .(OHIO‬وضمنها في دراسة‬
‫‪11‬‬
‫تحث عنوان "اختيار الشعب"( ‪)The people s Choice‬‬

‫باإلضافة إلى عامل االنتماء إلى بنية اجتماعية محددة من طرف سفيلد خلصت هذه المدرسة إلى نتائج مفادها‬
‫أن األغنياء والقرويين والبروتيستانت في أمريكا يصوتون على الحزب الجمهوري‪ ،‬وقد وجهت انتقادات‬
‫كثيرة لهذه النتائج خصوصا بعد إغفال سفيلد لمجموعة من المحددات من طرف جامعة ميشيغان برئاسة‬
‫كامبل على أساس انه لم يركز على العامل السوسيوديمغرافي (الجنس‪ :‬ذكر ‪ ،‬انثى) أو االنتماءات إلى‬
‫تنظيمات معينة‪ ،‬وبالتالي لمزيد من تسليط الضوء على الظاهرة وفهمها وتمحيصها بشكل اكبر البد من‬
‫مباشرة أبحاث امبريقية ميدانية مباشرة مع موضوع الدراسة‪ ،‬وضرورة اعتماد العامل السيكولوجي‬
‫والسوسيولوجي للسلوك االنتخابي وكذا االهتمام بالتحفيزات التي تجعل الناخب متحفز للذهاب لمكاتب‬
‫التصويت لإلدالء بصوته‪.‬‬

‫من بين أهم الخالصات التي جاءت بها هذه المدرسة والمتعلقة بدراسة السلوك االنتخابي ومحاولة تفسيره‬
‫تم التوصل إلى أن الرجال يشاركون في العملية االنتخابية بنسبة اكبر مقارنة مع النساء‪ ،‬ومن الناحية العرقية‬
‫والمتعلقة بالجانب الفيزيولوجي لألفراد لون البشرة ثم تسجيل أن البيض يشكلون عدد اكبر من دوي البشرة‬
‫السوداء فيما تم تسجيل نسبة مشاركة قوية في صفوف األفراد المتراوحة أعمارهم بيم (‪ )55-35‬من الشباب‬
‫‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪Nonna Mayer et Daniel Boy. »les variable loudres » en sociologie. Electoral ». enquete(En ligne).5/1997.mise‬‬
‫‪en ligne le 15 juillet 2013.‬‬
‫‪11 F.lazasfeld ,B.B. Berelson et H. Gaudet,The People s Choice ,New York , Columbia 14University‬‬

‫‪Press,1944,P,27. Voir aussi ,B. B Berelson ,P. F. lazarsfeld et W.N.McPhee, Votingo-londres ,University of‬‬
‫‪Chicago Press,1954.‬‬
‫وقد خلصت المدرسة األمريكية من خالل األعمال التي أنجزها الباحثون األمريكيون إلى أن هناك ثالث‬
‫وضعيات مختلفة لتفسير السلوك االنتخابي‪:‬‬

‫• تصويت المصلحة؛‬
‫• التصويت االنصياعي؛‬
‫• االمتناع عن التصويت‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات النظرية للظاهرة االنتخابية في دول العالم الثالث وبعض‬
‫الفرضيات المفسرة للسلوك االنتخابي‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الدراسات النظرية المفسرة للظاهرة االنتخابية في دول العالم الثالث‬
‫عرفت مجموعة من الدول النامية إجراء أولى انتخاباتها سيرا على خطى الدول الديمقراطية الغربية والتي‬
‫أصبحت فيها هذه األخيرة راسخة متأصلة في أدهان األفراد بحيث عايش الكثير منهم مجريات وأحداث‬
‫النهضة األوربية ما بين القرنين الثامن والتاسع عشر وإشعاع فلسفة عصر األنوار من خالل مجموعة من‬
‫المؤلفات التي أنجزها مجموعة من الفالسفة أمثال هوبز وجون لوك وجون جاك روسو في إطار التنظير‬
‫والتقعيد لقيام الدولة المدنية‪ ،‬وذلك عن طريق الدعوة إلى مساهمة المواطنين في نظام الحكم السياسي‬
‫وحركيته وأداء وظائفه على أساس السيادة العامة للشعب‪ ،‬وعبر انخراطه الفاعل والمندمج في الحياة‬
‫السياسية عبر ممارسته للحق االنتخابي وذلك بسلك سلوك سياسي واع وفق ثقافة سياسية موجهة يتم ترجمتها‬
‫إلى التفكير والممارسة‪.‬‬

‫وقد كانت لهذه األفكار والتجارب تداعيات على مجموعة من دول العالم الثالث في إطار المد االمبريالي ليتم‬
‫محاولة تطبيقها كتجارب ديمقراطية بعد تحقيق مجموعة من الدول لالستقالل خالل فترة الستينيات باعتبارها‬
‫عصب الديمقراطية ومن مظاهر المشاركة السياسية في النظم الديمقراطية‪ ،‬كحق نصت عليه جميع المواثيق‬
‫الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬إال أن هذه التجارب لم ترقى إلى مستوى الديمقراطية الغربية التي جاءت‬
‫كنتاج لتطور تاريخي وليس وليد لحظة أنية الشيء الذي جعل من هذه االنتخابات غير تنافسية وغير تعددية‬
‫بسبب تركيز السلطة في يد واحدة دون إشراك اآلخرين أو تقاسمها معهم حسب ما جاء في الدراسات التي‬
‫أنجزت حول االنتخابات في دول العالم الثالث ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دراسة السلوك االنتخابي من خالل االنمودج المغربي من خالل المحطات‬
‫االنتخابية التشريعية‬
‫أنجزت مجموعة من الدراسات األكاديمية واالبحات قصد تفسير الظاهرة االنتخابية وتحليل السلوك‬
‫االنتخابي للمواطنين والمواطنات مند بزوغ فجر االستقالل‪ ،‬ما ميز هذه االبحات التي جاءت على شكل‬
‫مقاالت علمية ورسائل وأطروحات جامعية هو كون المغرب له خصوصية تميزه عن باقي الدول حيث‬
‫ساهم في ذلك باحثون مغاربة وأجانب في تحضيرها‪ ،‬ولعل أهم دراسة ثم تحضيرها في هذا الجانب هي‬
‫الدراسة البارزة في الحقل العلمي التي حضرها الباحث ريمي لوفو حول أول انتخابات تشريعية عرفها‬
‫المغرب بعد تحقيق االستقالل وصدور أول دستور ممنوح للمغرب سنة ‪ 1962‬الذي قعد لها قانونيا والتي‬
‫انعقدت سنة ‪ 1963‬والتي سجلت تحث اسم الفالح المغربي المدافع عن العرش‪.‬‬
‫انطلق ريمي لوفو من مجموعة من الفرضيات مفادها أن الملكية قد عمدت على إحياء النخبة المحلية قصد‬
‫الحصول على الدعم لمواجهة بعض القوى المتصارعة التي كانت تسعى إلى جعل النظام الملكي رمزي‬
‫فقط يسود فيه الملك وال يحكم الشيء الذي عجل بنزول الملكية بكامل تقلها ونفوذها التقليدي ألمخزني‬
‫باالستناد على األصل الديني الشريف واألصالة التاريخية التي ترجع إلى ‪ 1250‬سنة أي ما يناهز ‪ 12‬قرن‪.‬‬

‫هذه الدراسة كان من ورائها دراسة النخبة السياسية المغربية أكثر من دراسة الظاهرة االنتخابية انطالقا من‬
‫االستعانة بالمقاربة الجغرافية وذلك من خالل البحث عن خصوصية كل منطقة من مناطق المغرب و تأثير‬
‫ذلك على اختيارات ناخبيها‪ .‬فاشتغال لوفو في اإلدارة المغربية كمستشار تقني في وزارة الداخلية وفر له‬
‫إمكانية الوصول بسهولة لجمع والحصول على مجموعة من الوثائق والبيانات الكافية لقيامه بهذه الدراسة ‪.‬‬

‫كما عرف الحقل العلمي اهتمام نخبة من الباحثين بإعداد أطروحات علمية تروم إلى فهم وتحليل االنتخابات‬
‫التشريعية المغربية نخص بالذكر " مصطفى السحيمي" و" محمد اإلبراهيمي" باإلضافة إلى دراسة تحليلية‬
‫" لجون كلود سانتيسي"‪.‬‬

‫وإذا كان بعض الباحثون في تحليلهم للظاهرة االنتخابية في مرحلة خاصة أو محطة معينة من المحطات‬
‫حاول الباحث " برنابي لوبيز كارسيا" أن يجمع هذه المحطات االنتخابية سواء التشريعية منها أو الجماعية‬
‫في شكل مؤلف جامع تحث عنوان" االنتخابات المغربية مند ‪ 1960‬إلى اآلن كدراسة علمية موثقة والتي‬
‫ركز فيها باألساس على تفسير محطتين مهمتين ‪ 2002‬و‪ 2007‬اللتان اعتبرهما محطتين عرفتا أزمة عميقة‬
‫نتيجة تسجيل أدنى مستويات المشاركة االنتخابية والتي فسرها بكون النخبة السياسية فقدت مصداقيتها نتيجة‬
‫عدم الوفاء بالوعود االنتخابية التي قدمت للمواطنين الشيء الذي نتجت عنه مجموعة من السلوكات الرافضة‬
‫للوضع كالعزوف المقلن الرافض الستمرار اعتماد األحزاب المقترب الشخصاني الحزبي باحتكار القيادة‬
‫وعدم وجود ديمقراطية داخلية مما ال يفسح أي فرصة للشباب لالنخراط في العمل الحزبي‪ ،‬كما الحظ‬
‫استمرار التشبث باألساليب التقليدية في استعمال المال السياسي واألعيان والزوايا وإلقاء العار وإعداد الوالئم‬
‫وتدخل السلطات المحلية‪...‬‬

‫وكتخريج عام للموضوع تبقى الظاهرة االنتخابية متعددت األبعاد‪ ،‬الشيء الذي يستدعي استحضار أن أنماط‬
‫إنتاج االنتخابات هي نتاج للتحوالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية التي يعرفها كل مجتمع‪.‬‬
‫غير أن دراسة االن تخابات في المغرب تستلزم استحضار التحوالت االجتماعية التي عرف المجتمع المغربي‬
‫من جهة واألحداث اإلقليمية المرافقة له وما أنتج انتخابيا الشيء الذي اثر بشكل واضح على السلوك‬
‫االنتخابي للمواطنين والمواطنات مما ادخل المغرب في حلقة انتخابية جديدة أفضت إلى تسييس غير مسبوق‬
‫للزمن االنتخابي نتيجة التوجهات السوسيوانتخابية العميقة المتمثلة في العزوف االنتخابي النوعي لذوي‬
‫الرأسمال الثقافي والشباب وتحول التصويت الشعبي في المدن هذا الوضع الذي جعل المشرع المغربي يقف‬
‫أمام هذا الوضع للبحث على سبل إعادة توجيه السلوك االنتخابي عن طريق محاولة دمقرطة اللعبة االنتخابية‬
‫بتعزيز الترسانة القانونية والتشجيع على المشاركة االنتخابية االتفاقية من داخل صناديق االقتراع ومحاربة‬
‫المشاركة الغير االتفاقية التي أصبحت تهدد مسار البناء الديمقراطي وتدق ناقوس الخطر‪.‬‬

You might also like