Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫مدى فاعلية الرقابة الداخلية للحد من التهرب الضريبي‬

‫في الشركات التجارية في ليبيا‬


‫المقدمة‬

‫تعد الضريبة من أهم مصادر تمويل خزينة الدولة‪ ،‬كما تساهم في‬
‫اإلنعاش االقتصادي ودفع عجلة التنمية في الدول النامية والتي‬
‫تسعى من خاللها تنفيذ برامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وكذا ضرورة‬
‫التعامل مع المؤسسات الدولية لذلك فإن ديمومة هذا المفهوم‬
‫واستمراره متوقع فعلى مدى استجابة والتزام المكلفين بالضريبة‬
‫لواجباتهم الضريبية لكن هذه االستجابة في اغلب األحيان تكون‬
‫نسبية نتيجة الجدل القائم منذو القدم بين دفعا لضريبة والتهرب‬
‫من أدائها من خالل استغالل الثغرات القانونية وهوما يعرف‬
‫بالتجنب الضريبي أو عن طريق استعمال طرق تدليسي هو ما‬
‫يعرف بالغش الضريبي وهو هذا ما يرتجم ظاهرة التهرب‬
‫الضريبي الذي يأخذ أبعاد خطيرة وأثار سلبية على االقتصاد‬
‫الوطني والتي بطبيعتها تؤدي إلى استنزاف موارد من المفروض‬
‫أن تستفيد منها الخزينة العامة للدولة لتغطية نفقاتها العمومية‬
‫من خالال ستتمارها في المشاريع التنموية للبالد‪ .‬هذا ما دفع إلى‬
‫تبني سياسة محكمة للتصدي لهذه اآلفة التي أصبحت ظاهرة‬
‫عالمية لصيقة بالضرائب ومن هنا يأتي دور الرقابة والتدقيق‬
‫الضريبي كوسيلة وقائية وردعية في آن واحد بغية تقويم‬
‫االعوجاج في تحصيل الضريبة والتخفيف من حدة الغش‬
‫والتهريب الضريبي‪ ،‬نظرا لما تكتسبه هذه الظاهرة من عمل‬
‫معاكس لمجرى السياسة االصالحية للنظام الضريبي وطرق‬
‫التحصيل في نظام الدولة وضمان توزيع عادل للعبء الضريبي‬
‫وبالرغم من اإلجراءات الرقابية المتخذة من طرف الدولة وما‬
‫تفرضه من قوانين وتعليمات من جهة وما تقوم به الهيئة العامة‬
‫للضرائب وما تتبعه من اجراءات رقابية في سبيل القضاء عليه‬
‫من جهة اخرى‪ ،‬إال أنه مازال في وتيرة متزايدة ومستمرة وذلك‬
‫لتكيفه مع التطورات االقتصادية والتكنولوجية الجديدة وهو ما‬
‫جعل أموال طائلة تتداول من دون اقتطاع ضريبي ‪.‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫يتحقق نجاح عمل الهيئة العامة للضرائب من خالل مدى‬
‫قدرة نظام الرقابة الداخلية على تحقيق أهدافه والتي تعكس‬
‫فلسفته وذلك من خالل االستخدام الفاعل للوسائل التي تساهم‬
‫في تحقيق هذه األهداف لذا فان مشكلة البحث تتركز في أن‬
‫ضعف استخدام وسائل نظام الرقابة والتدقيق الداخلي في‬
‫الهيئة العامة للضرائب بشكل فاعل وكفوء يؤثر سلبا في‬
‫الحد من ظاهرة التهرب الضريبي في الشركات التجارية في‬
‫ليبيا‪.‬‬

‫أهمية البحث‬
‫تكمن أهمية البحث من خالل‪:-‬‬
‫‪ .1‬معرفةة العالقةة بين دور نظةام الرقةابةة الةداخليةة والحةد‬
‫من ظاهرة التهرب الضةريبي في الشةركات التجارية‬
‫في ليبيا ‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسةةة ظاهرة التهرب الضةةريبي وبيان دور نظام الرقابة‬
‫الداخلية ف يلحد من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ .3‬التركيز على دور نظةام الرقةابةة الةداخليةة في الحةد‬
‫من هةذه ا لظةاهرة‪ ،‬لمةا لهةا من تةأثير سةةةةةلبي على‬
‫الخزينة العامة للدولة‪ .‬اهمية االيرادات الضةةةريبية‬
‫في رفد الموازنة العامة للدولة من خالل تحصيالت‬
‫هةذه االيرادات االجمةاليةة ‪.‬في وقةت تسةةةةةعى فيةه‬
‫الةدولةة لزيةادة مواردهةا ومن ضةةةةةمنهةا اإليرادات‬
‫الضةريبية من خالل فرض ضةرائب ورسةوم جديدة‬
‫وفق قةانون الموازنةة االتحةاديةة لتغطيةة نفقةاتهةا‬
‫المتزايةةدة في ظةةل انخفةةاض اسةةةةةعةةار النفط على‬
‫اعتباره المصةةدر الرئيسةةي لتمويل الموازنة العامة‬
‫الةدولةة في سةةةةةبيةل تحقيق التنميةة االقتصةةةةةاديةة‬
‫المستدامة‬
‫أهدف البحث‬
‫‪ : .1‬توضيح مدى خطورة التهرب الضريبي‬
‫التي اصبحت ظاهرة اقتصادية تعيق‬
‫التنمية االقتصادية‬
‫‪: .2‬بيان دور نظام الرقابة الداخلية في الحد‬
‫من التهرب الضريبي‪.‬‬
‫‪ : .3‬تقويم دور نظام الرقابة الداخلية المطبق في‬
‫الهيئة العامة للضرائب في الحد من ظاهرة‬
‫التهرب الضريبي‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫الفرضية الرئيسية‪:‬‬
‫هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين فعالية تطبيق نظام الرقابة الداخلية‬
‫والحد من ممارسات التهرب الضريبي في الشركات التجارية الليبية‪.‬‬

‫الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ .1‬هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين تطبيق أنشطة الرقابة الداخلية‬
‫(الرقابة على العمليات‪ ،‬الرقابة على التقارير المالية‪ ،‬الرقابة على‬
‫االلتزام) والحد من ممارسات التهرب الضريبي في الشركات التجارية‬
‫الليبية‪.‬‬

‫‪ .2‬هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين توفر مكونات البيئة الرقابية‬
‫(النزاهة والقيم األخالقية‪ ،‬الكفاءة والخبرة‪ ،‬سياسات وإجراءات الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬هيكل السلطة والمسؤولية) والحد من ممارسات التهرب‬
‫الضريبي في الشركات التجارية الليبية‪.‬‬
‫‪ .3‬هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين توافر نظم المعلومات واالتصاالت‬
‫الداخلية الفعالة والحد من ممارسات التهرب الضريبي في الشركات‬
‫التجارية الليبية‪.‬‬

‫‪ .4‬هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين وجود نظام لمراقبة وتقييم فعالية‬
‫نظام الرقابة الداخلية والحد من ممارسات التهرب الضريبي في‬
‫الشركات التجارية الليبية‪.‬‬

‫‪ .5‬هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين المعوقات التي تحول دون تطبيق‬
‫نظام رقابة داخلية فعال والحد من ممارسات التهرب الضريبي في‬
‫الشركات التجارية الليبية‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫دراسة الهاشمي (‪ : )5002‬وهو بحث تطبيقي معادل للماجستير بعنوان‬


‫( تقويم الية التدقيق الداخلي لتحاسب مكلفي ضريبة الدخل في‬
‫العراق)‪ .‬تناول التدقيق الداخلي الضريبي واهم العوامل المؤثرة على‬
‫التدقيق الداخلي الضريبي منها الرقابة الداخلية والمعلومات الفنية‪.‬‬
‫وقد استنتج البحثان الية التحاسب الضريبي بمراحلها ومفرداتها‬
‫واهدافها اهم اليات‬

‫عمل المؤسسة الضريبية لدورها الرئيس في تأمين الحصيلة الضريبية‬


‫وتأثيرها كجزء من النظام الضريبي في تحقيق التوازن االقتصادي في‬
‫البلد‪ .‬ومن اهم التوصيات التي توصل اليها البحث ضرورة توصيف‬
‫وظيفة التدقيق الداخلي الضريبي كجزء من السياسة الضريبية وكإجراءات‬
‫قانونية ومحاسبية و كمتطلبات بشرية وامكانات مادية منعا للتداخل‬
‫واالشتباك معال وظائف االخرى بما يتطلبه توضيح لموقعه ضمن الهيكل‬
‫التنظيمي للفرع الضريبي او المؤسسة الضريبية‪.‬‬

‫دراسة الشرع (‪ : )0102‬وهو بحث تطبيقي معادل للماجستير بعنوان‬


‫دور) نظام الرقابة الداخلية في تحقيق العدالة الضريبية) بحث تطبيقي‬
‫في الهيئة العامة للضرائب يهدف البحث الى دراسة وسائل الرقابة‬
‫المتاحة بموجب القانون الضريبي العراقي في قسم الشركات والفروع‬
‫التابع ا لهيئة وإعطاء دور أكبر لوسائل الرقابة في المؤسسات‬
‫الضريبية التي تتناسب أهميتها استنادا الى مضامين عملية وعلمية‬
‫إيجابية بما يضمن تحقيق أهداف آلية التحاسب الضريبي السليمة‬
‫وتحقيق أهداف السياسة المالية بصورة عامة والسياسة الضريبية‬
‫بصورة خاصة ‪ .‬وانطلق البحث محاوال وضع الحلول لمشكلة ضعف‬
‫استخدام وسائل الرقابة المتاحة بموجب القانون الضريبي العراقي‬
‫بشكل فاعل في الهيئة العامة للضرائب ذلك الضعف الذي يؤثر سلبا‬
‫على تحقيق العدالة الضريبية من خالل دراسة‬
‫وسائل الرقابة المتاحة بموجب القانون الضريبي العراقي في قسم‬
‫الشركات والفروع التابعة للهيئة ‪ .‬ان االستخدام الفاعل والكفوء‬
‫لوسائل الرقابة المتاحة بموجب القانون الضريبي العراقي يؤدي الى‬
‫تحقيق العدالة الضريبية‪.‬‬
‫وأسفر البحث عن جملة من التوصيات ومن أهما ضرورة مراعاة عدالة‬
‫التطبيق في تحصيل الضريبة والتأكد من طرائق تحصيلها وأنتطبق‬
‫بشكل دقيق وفاعل‪ ،‬وضرورة اجراء الفحص الميداني لمحالت المكلفين‬
‫فضال عن الفحص المكتبي لكي يمكن االقتراب من مفهوم العدالة‬
‫الضريبية وضرورة االخذ‬

‫بوسيلة المسح الميداني على محالت المكلفين وحسب مناطقهم‬


‫الجغرافية اذ تعد من الوسائل الفعالة التي تضمن العدالة في تحديد‬
‫دخوال لمكلفينا الخاضعين للضريبة‪.‬‬
‫دراسة (الصادق وآخرون‪ )2020 ،‬بعنوان "دور الرقابة الداخلية في‬
‫الحد من ظاهرة التهرب الضريبي في الشركات الصناعية الليبية"‪ .‬تم‬
‫التوصل إلى وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين فاعلية نظام الرقابة‬
‫الداخلية والحد من ظاهرة التهرب الضريبي‪ .‬كما أظهرت الدراسة وجود‬
‫قصور في تطبيق معايير الرقابة الداخلية الفعالة في هذه الشركات‪.‬‬

‫دراسة (المبروك وآخرون‪ )2018 ،‬بعنوان "أثر نظم المحاسبة والرقابة‬


‫الداخلية على االلتزام الضريبي في الشركات التجارية بليبيا"‪ .‬أظهرت‬
‫النتائج وجود عالقة طردية بين فاعلية نظم المحاسبة والرقابة الداخلية‬
‫وزيادة مستوى االلتزام الضريبي في الشركات التجارية الليبية‪.‬‬

‫دراسة (الطاهر وآخرون‪ )2016 ،‬بعنوان "دور الرقابة الداخلية في الحد‬


‫من مخاطر التهرب الضريبي في الشركات المساهمة العامة الليبية"‪.‬‬
‫أوضحت الدراسة أن تطبيق مكونات الرقابة الداخلية الفعالة كان له األثر‬
‫الكبير في الحد من مخاطر التهرب الضريبي في هذه الشركات‪.‬‬

‫ما يميز الدراسة عن الدراسات السابقة‬

‫التركيز على الشركات التجارية في ليبيا تحديداً‪ :‬معظم الدراسات السابقة‬


‫تناولت موضوع الرقابة الداخلية والتهرب الضريبي بشكل عام‪ ،‬أما هذه‬
‫الدراسة فتركز على البيئة الليبية وقطاع الشركات التجارية بها‪.‬‬

‫دراسة العالقة السببية‪ :‬هذه الدراسة تهدف إلى استكشاف العالقة‬


‫السببية بين فاعلية الرقابة الداخلية ومدى الحد من التهرب الضريبي‪.‬‬

‫استخدام منهجية بحثية متكاملة‪ :‬تم اعتماد منهجية بحثية تشمل المنهج‬
‫الوصفي التحليلي والمنهج االستنتاجي‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام أساليب‬
‫إحصائية متقدمة الختبار فرضيات الدراسة‪.‬‬

‫توقيت الدراسة‪ :‬تأتي هذه الدراسة في ظل التطورات والتغيرات‬


‫االقتصادية والتشريعية في ليبيا‪ ،‬مما يجعلها أكثر مالءمة للواقع الحالي‪.‬‬
‫التطبيق على قطاع مهم‪ :‬قطاع الشركات التجارية في ليبيا يُعد من‬
‫القطاعات االقتصادية المهمة‪ ،‬ولذلك فإن دراسة هذا القطاع وتأثير‬
‫الرقابة الداخلية عليه يُعد إضافة نوعية لألدبيات البحثية‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬تتميز هذه الدراسة بتركيزها على البيئة الليبية وقطاع‬
‫الشركات التجارية‪ ،‬واستخدامها لمنهجية بحثية متكاملة لفهم طبيعة‬
‫العالقة السببية‪ ،‬وتوقيتها المناسب للتطورات االقتصادية والتشريعية في‬
‫ليبيا‪.‬‬

You might also like