Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 61

‫الفصل األول ‪ :‬أساسيات البحث‬

‫مقدمة البحث‬

‫أسباب اختيار الموضوع‬

‫مشكلة البحث‬

‫أسئلة البحث‬

‫أهداف البحث‬

‫أهمية البحث‬

‫حدود البحث‬

‫منهج البحث‬

‫الدراسات السابقة‬

‫هيكل البحث‬
‫مقدمة البحث‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا ﷺ وبعد ‪ ,‬فإن من أهم الكليات الشريعة‬

‫اإلسالمية ومقاصدها حفظ المال ‪ ،‬ألن المال قوام حياة الناس الذي بدونه ال حياة أو‬

‫تكون الحياة صعبة ‪ .‬ولذلك شرع هللا أحكام كثيرة لحفظ المال وتأمينه ومن هذه األحكام‬

‫الرهن الذي يعتبر من العقود التوثيقية ‪ ،‬باإلضافة إلى ما في الرهن من االبتعاد عن‬

‫الخالفات والنزاعات ‪ ،‬فالرهن يقلل النزاع أو الخالف الذي يمكن أن يحدث بين الدائن‬

‫والمدين ‪ ،‬ويشجع المعاملة الطيبة بين الناس ‪ ،‬األمر الذي دفع الباحثين لبحث هذا‬

‫الموضوع لما فيه من توثيق لحقوق الناس‬

‫والرغبة الجادة من قبل الباحثين لنشر المجتمع بثقافة التوثيق في كل التعاقدات والعقود‬

‫ط ْمئن الدائن ويعطي ثقة كبيرة من أن حقه لن يضيع ‪،‬‬


‫وتتجلى أهمية الرهن أنه ُي َ‬

‫بجنب المدين خطورة الدين وأن تكون في ذمته دين ‪ ،‬ومن أجل هذا يتمنى‬
‫وأيضا ّ‬

‫الباحثون من هذا البحث في أن يساعد هذا البحث بأن تسود ثقافة التوثيق في المجتمع‬

‫اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويوجه الباحثون لهذا البحث جهات عديدة لكي تستفيد منه مثل البنوك ‪ ،‬والشركات ‪،‬‬

‫وأصحاب األعمال‬

‫أسباب اختيار البحث‬

‫وسبب اختيار الباحثين لهذا الموضوع هو لما في الرهن من توثيق لحقون الناس خاصة‬

‫وقل التدين ‪ ،‬والناس يحتاجون‬


‫في اآلونة األخيرة التي شاع فيها عدم الثقة بين الناس ّ‬

‫بعضهم البعض من أجل المال ‪ ،‬فكان ال بد من إيجاد بديل لكي يتعامل الناس دون أن‬

‫تضيع حقوقهم ‪ ،‬والرغبة الحقيقية من قبل الباحثين لنشر المجتمع بثقافة التوثيق‬

‫مشكلة البحث‬

‫وقل التدين ‪،‬‬


‫لما شاع في اآلونة األخيرة عدم الثقة بين الناس ّ‬
‫وتتمثل مشكلة البحث أنه َّ‬

‫والناس محتاجون بعضهم البعض من أجل المال ‪ ،‬فكان الرهن وسيلة متاحة لحل هذه‬

‫المشكلة التي هي عدم الثقة بين الناس‬

‫‪2‬‬
‫أسئلة البحث‬

‫ما هو مفهوم الرهن ؟‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي حكمة مشروعية الرهن ؟‬ ‫‪.2‬‬

‫ما هي أركان عقد الرهن وشروطها ؟‬ ‫‪.3‬‬

‫ما هي اآلثار المترتبة بعقد الرهن ؟‬ ‫‪.4‬‬

‫أهداف البحث‬

‫ويهدف هذا البحث إلى النقاط التالية‬

‫تحديد مفهوم الرهن‬ ‫‪.1‬‬

‫عرض أركان عقد الرهن وشرط كل ركن‬ ‫‪.2‬‬

‫توضيح اآلثار المترتبة بعقد الرهن‬ ‫‪.3‬‬

‫أهمية البحث‬

‫وتكمن أهمية هذا البحث أنه ‪:‬‬

‫‪ ‬يبين مفهوم الرهن‬

‫‪ ‬يسهم حفظ مال المجتمع وعدم ضياعه‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬يعرض اآلثار الصيحية المتربة لعقد الرهن‬

‫حدود البحث‬

‫ولهذا البحث‬

‫حدود موضوعية ‪ :‬وهو أحكام الرهن في الفقه اإلسالمي‬

‫منهج البحث‬

‫ومنهج هذا البحث هو المنهج الوصفي‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫والمقصود بها الكتب التي تحدثت عن موضوع الرهن‬

‫أحكام الرهن في الشريعة اإلسالمية بين النظرية والتطبيق لتوفيق إبراهيم موسى ‪،‬‬

‫جامعة خليل ‪ ،‬لنيل درجة الماجستير‬

‫أهداف الدراسة‬

‫جمع المعلومات المتعلقة بأحكام الرهن قديما وحديثا ووضعها في كتاب‬ ‫‪.1‬‬

‫مستقل‬

‫‪4‬‬
‫معرفة مدى تطبيق المصارف اإلسالمية والبنوك الربوية ألحكام الرهن‬ ‫‪.2‬‬

‫الشرعية‬

‫معرفة الجوانب الجديدة التي أضفاها العصر الحديث على موضوع الرهن‬ ‫‪.3‬‬

‫منهج البحث‬

‫المنهج الوصفي‬

‫نتائج الرسالة‬

‫يعتبر الرهن وثيقة بالدين كسائر الوثائق ‪ ،‬لكن يمتاز عنها يمنح المرتهن‬ ‫‪.1‬‬

‫حق استيفاء الدين من المرهون مقدما‬

‫يعتبر الرهن من عقود التبرعات‬ ‫‪.2‬‬

‫ثبتت مشروعية الرهن ‪ :‬بالقرآن والكتاب والسنة‬ ‫‪.3‬‬

‫هيكل البحث ‪ :‬يتكون هذا البحث من أربعة فصول وخاتمة‬

‫الفصل األول ‪ :‬أساسيات البحث‬

‫مقدمة البحث‬

‫‪5‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬

‫مشكلة البحث‬

‫أسئلة البحث‬

‫أهداف البحث‬

‫أهمية البحث‬

‫حدود البحث‬

‫منهج البحث‬

‫الدراسات السابقة‬

‫هيكل البحث‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تعريف الرهن ‪ ،‬ومشروعيته ‪ ،‬وحكمته ‪ ،‬وأركانه وشروطه ‪،‬‬

‫وما يتحقق به القبض‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرهن‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مشروعية الرهن وحكمه‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حكمة مشروعية الرهن‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬أركان عقد الرهن وشروط كل ركن‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬ما يتحقق به القبض‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬آثار عقد الرهن‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعلق الدين بالمرهون‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حق حبس الرهن‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬حفظ الرهن ومؤنته‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬ال نتفاع بالرهن‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬التصرف في الرهن‬

‫المبحث السادس ‪ :‬هالك الرهن وضمانه‬

‫المبحث السابع ‪ :‬بيع الرهن‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬أحكام فرعية تتعلق بالرهن‬

‫المبحث األول ‪ :‬نماء الرهن وزوائده‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اختالف الراهن والمرتهن‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تسليم الرهن‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬شروط الرهن‬

‫خاتمة البحث‬

‫نتائج البحث‬

‫التوصيات والمقترحات‬

‫فهرس اآليات‬

‫فهرس اآلحاديث‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫فهرس الموضوعات‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تعريف الرهن ‪ ،‬ومشروعيته ‪ ،‬وحكمته ‪ ،‬وأركانه وشروطه ‪،‬‬

‫وما يتحقق به القبض‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرهن‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مشروعية الرهن وحكمه‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬حكمة مشروعية الرهن‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬أركان عقد الرهن وشروط كل ركن‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬ما يتحقق به القبض‬


‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرهن‬

‫الرهن في اللغة‬

‫الرهن معروف قال ابن س َيده ‪ :‬الرهن ما ُوضع عند اإلنسان مما ينوب مناب ما أُخذ‬

‫تهَنه إذا أخذه رهنا ‪ ،‬والجمع ُرهون ورهان ‪.‬‬


‫هنت ُفالنا دا اًر رْهنا ‪ ،‬وار َ‬
‫منه ‪ .‬يقال ‪َ :‬ر ُ‬

‫(‪ )1‬؛ الرهينة ‪:‬‬ ‫"‬ ‫كل ُغالم رهين ٌة بعقيقته‬


‫ُّ‬ ‫والرهينة ‪ :‬واحدة الرهائن ‪ .‬وفي الحديث "‬
‫كالشتيمة و َّ‬
‫الش ْتم ‪ ،‬ثم اُستعمال في معنى المرهون فقيل ‪ :‬فهو‬ ‫الرهن ‪ ،‬والهاء للمبالغة َّ‬

‫رْهن بكذا ورهينة بكذا‬

‫ورَهنه الشيء ْيرَهنه رْهنا ‪ :‬جعله عنده رهنا‬

‫هن في كالم العرب الملزم ‪ .‬يقال ‪ :‬هذا راهن لك أي دائم محبوس‬ ‫قال ابن عرفة ‪ :‬الر ُ‬
‫ٱمرِۭٕي ب َما َك َس َ‬
‫ب َرهِين ﵞ‬ ‫ُ ُّ ۡ‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ ٌَ‬ ‫ُ ُّ َ ۡ‬
‫عليك وقوله تعالى ﵟ كل نفِۭس بِما كسبت رهِينة ﵞ ( ) ﵟ كل ِ ِ‬
‫‪2‬‬

‫(‪ )3‬أي محتبس بعمله ‪ ،‬ورهينة محبوسة بكسبها‬

‫‪ -‬محمد ابن عيسى ابن سورة ابن موسى ‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ، 2211 ،‬حسن صحيح‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬سورة المدثر ‪ ،‬آية ‪33‬‬


‫‪ - 3‬سورة الطور ‪ ،‬آية ‪21‬‬

‫‪9‬‬
‫الرهان ‪ :‬المسابقة على الخيل وغير ذلك‬
‫المراهنة و ّ‬
‫هن ‪ ،‬و ُ‬
‫وكل شيء ثبت ودام فقد ر َ‬

‫الشيء رهنا ‪ :‬دام وثبت ‪ .‬وراهنة في البيت ‪ :‬دائمة ثابتة (‪)1‬‬


‫ُ‬ ‫ورهن‬

‫المخاطرة (‪)2‬‬
‫الرهان ‪ُ :‬‬
‫والمراهنة و ّ‬

‫واصطالحا ‪:‬‬

‫عرفها الشافعية ‪ :‬جعل عين متمولة وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر وفائه (‪)3‬‬

‫وعرفه الحنابلة ‪ :‬المال الذي يجعل وثيقة بالدين ‪ ،‬ليستوفى من ثمنه ‪ ،‬إن تعذر‬

‫استيفاؤه ممن هو عليه (‪)4‬‬

‫قوله ( جعل عين ) يشير إلى أنه يجب أن يكون المرهون عينا حتى َي ْم ُكن استيفاء‬

‫الدين من ثمنها إن استحال على الراهن أن يدفع الدين‬

‫وقوله ( يجعل وثيقة ) يوحي إلى العاقدين – وهما الراهن والمرتهن ‪ ،‬ألنه الذي َيجعل‬

‫الرهن هو الراهن ‪ ،‬والمجعول له هو المرتهن‬

‫‪ -‬جمال الدين محمد ابن مكرم ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬الطبعة ‪ ( 1‬لبنان ‪ ،‬دار صادر ‪ )1832 ،‬ر ه ن‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬محمد ابن محمد ‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس ‪ ،‬ط‪ ( 1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ) 2002 ،‬ر ه ن‬
‫‪ -‬عبد هللا إبراهيم ‪ ،‬حاشية الشرقاوي ‪ ( ،‬لبنان ‪ ،‬دار اإلحياء التراث العربي ‪ ) 1841 ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪122 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬عبد هللا ابن أحمد ابن قدامة ‪ ،‬المغني ‪ ،‬ط‪ ( ، 5‬رياض ‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ) 1888 ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪443‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مشروعية الرهن وحكمه‬

‫َ ُ ُۡ ََ َ َ ََۡ َ ُ ْ‬
‫الرهن جائز بالكتاب والسنة واإلجماع ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬ﵟ وِإن كنتم عل ٰى سف ٖر ولم ت ِجدوا‬

‫ۡ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫كات ِٗبا ف ِرهٰن َّمق ُبوضة ۖ‪ ٞ‬ﵞ (‪ )1‬ومعنى فرهان ؛ أي فعليكم الرهن ؛ أو فالوثيقة رهن‬

‫أي يقبضها من َيتوثق بها وهو الطالب – من المطلوب الذي هو الراهن ؛ والطالب‬

‫الذي قبض الرهن يسمى مرتهنا (‪)2‬‬

‫وفي السنة‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت ‪ :‬اشترى رسول هللا ﷺ من يهودي طعاما ‪ ،‬ورهنه‬

‫درعا من حديد ‪ ،‬وفي رواية اشترى من يهودي طعاما بنسيئة فأعطاه درعا له ‪ ،‬رهنا‬

‫(‪)3‬‬

‫وفي اإلجماع‬

‫قال ابن المنذر ‪ :‬وأجمعوا على أن الرهن جائز في السفر والحضر (‪)4‬‬

‫‪ -‬سورة البقرة ‪233 ,‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬محمد صالح ابن عثيمين ‪ ،‬تفسير القرآن الكريم ‪ ,‬ط ‪ ( ، 2‬يمن ‪ ،‬دار الهداية ‪ ) 1002 ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪231‬‬
‫‪ - 3‬مسلم ابن الحجاج ‪ ،‬صحيح مسلم ‪4115 -4114 ،‬‬
‫‪ - 4‬محمد ابن إبراهيم ابن المنذر ‪ ،‬اإلجماع ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬اإلمارات ‪ ،‬مكتبة الفرقان ‪ ) 2222 ،‬ص ‪231‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حكمة مشروعية الرهن‬

‫إن هللا سبحانه وتعالى شرع األحكام كفيلة بسعادة الناس في الدارين ‪ ،‬ونظم العالقات‬

‫تنظيما بديعا متقنا كي ال يكون هناك مجال للشقاق بين األفراد والجماعات ‪ ،‬فتبقى‬

‫الروابط وثيقة بين الجميع ‪ ،‬لهذا وضع نظام المبادالت ولم يدع الناس بأهوائهم التي ال‬

‫تقف عند حد ‪ ،‬وأبان طرق التعامل الصحيح التي تترتب عليه آثاره ‪ ،‬ففي البيع مثال‬

‫تستقر الملكية ‪ ،‬ويسوغ التصرف ‪ ،‬ويباح االنتفاع ‪ ،‬وفي اإلجارة يستحق المكتري‬

‫المنفعة ‪ ،‬وفي الرهن يصير المرتهن أحق بالمرهون ويصبح آمنا على ماله من الذهاب‬

‫فال يخشى إفالس مدينه أو جحوده أو مطله ‪ ،‬ومن هنا ُيستطاع إدراك حكمة الشارع‬

‫الحكيم في شرعه الرهن وما يماثله من طرق التوثيق كالكتابة والشهادة والضمان (‪)1‬‬

‫‪ -1‬محمد ابن الشربيني ‪ ،‬مغني المحتاج ‪ ،‬ط‪ 1,‬علي معوض ‪(،‬بيروت‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪)2000 ،‬ج‪ , 3‬ص ‪30‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أركان الرهن وشروطه‬

‫للرهن أركان أربعة وهي العاقدان ‪ -‬وهما الراهن والمرتهن ‪ ،‬والمرهون ‪ ،‬والمرهون به ‪،‬‬

‫والصيغة ‪ ،‬ولكل ركن شروطه ‪.‬‬

‫الركن األول ‪ :‬العاقدان‬

‫للراهن ‪ ،‬والمرتهن ‪ :‬هو الذي يأخذ الرهن (‪)1‬‬


‫قدم الرهن َّ‬
‫وهما الراهن ‪ :‬وهو الذي ّ‬

‫معا ثالثة شروط‬


‫ويشترط في العاقدين ً‬

‫التكليف ‪ :‬يشترط في كل من الراهن والمرتهن أن يكون بالغا عاقال ‪ ،‬فال يصح‬ ‫‪.1‬‬

‫الرهن واالرتهان من الصبي والمجنون ‪ ،‬ألن الرهن عقد على المال ‪ ،‬فال يصح‬

‫إال من البالغ العاقل كالبيع ‪ ،‬وألن الرهن عقد تترتب عليه أحكام ومسئوليات ‪،‬‬

‫وكل من الصبي والمجنون ليس أهال لها (‪)2‬‬

‫تصرفه ‪ ،‬ألنه يصير كاآللة ‪ ،‬وللحديث الصحيح "‬


‫الختيار ‪ :‬فالمكره ال يصح ُّ‬ ‫‪.2‬‬

‫إن هللا وضع عن أمتي الخطأ ‪ ،‬والنسيان ‪ ،‬وما استُكرهوا عليه " (‪)3‬‬

‫‪ - 1‬أيمن علي موسى ‪ ،‬روضة المنتزه شرح بداية المتفقه ط‪ ( ،1‬مصر ‪ ،‬دار الفوائد ‪ ) 2010 ،‬ج‪ 2‬ص ‪235‬‬
‫‪ - 2‬محمد الزحيلي ‪ ،‬المعتمد في الفقه الشافعي ‪ ،‬ط‪ ( 3‬دمشق ‪ ،‬دار القلم ‪ ) 2011 ،‬ج‪368 ، 3‬‬
‫‪ - 3‬محمد ابن يزيد ابن ماجه ‪ ،‬سنن ابن ماجه ‪ ، 2045 ،‬صحيح‬

‫‪13‬‬
‫أهلية التبرع ‪ :‬يشترط في كل من الراهن والمرتهن أن يكون جائز التصرف‬ ‫‪.3‬‬

‫وأهال للتبرع ‪ ،‬فال يصح الرهن واالرتهان من المحجور عليه ألنه ال يحسن‬

‫التصرف بالمال ويمنع منه ‪ ،‬وكذلك ال يجوز للولي والوصي أن يرهن مال‬

‫الصبي أو المجنون ‪ ،‬ألن الرهن يمنع من التصرف في المرهون ‪ ،‬وال يجوز‬

‫للولي والوصي أن يرتهن للصبي أو المجنون ‪ ،‬ألن االرتهان يمنع بيع العين في‬

‫فترة الرهن ‪ ،‬وال يؤذن للولي أو الوصي أن يبيع عادة إال بثمن حال مقبوض قبل‬

‫التسليم ‪ ،‬والرهن يناقض ذلك ‪)1( .‬‬

‫قال محمد ابن الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ‪:‬‬

‫الولي مال الصبي والمجنون ‪ ،‬وال يرتهن لهما إال لضرورة أوغبطة ظاهرة‬
‫ُّ‬ ‫فال َيرهن‬

‫فيجوز له الرهن واالرتهان فيهما دون غيرهما مثالهما للضرورة أن يرهن على ما‬

‫ليوفي مما ينتظر من غلة أو حلول دين ‪ ،‬وأن يرتهن على ما‬
‫يقترض لحاجة المؤنة ّ‬

‫يقرضه أو يبيعه مؤجالً لضرورة نهب أو نحوه ‪ ،‬ومثالهما للغبطة أن يرهن ما يساوي‬

‫‪ - 1‬المعتمد في الفقه الشافعي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪368‬‬

‫‪14‬‬
‫مائة على ثمن ما اشتراه بمائة نسيئة وهو يساوي مائتين ‪ ،‬وأن يرتهن على ثمن ما‬

‫يبيعه نسئة لغبطة (‪)1‬‬

‫الركن الثاني ‪ :‬المرهون‬

‫والمرهون ‪ :‬عين معلومة جعلت وثيق ًة بحق يمكن استيفاؤه ‪ ،‬أو بعضه منها بثمنه (‪)2‬‬

‫ويشترط في المرهون لصحة الرهن ثالثة شروط‬

‫أن يكون عينا ‪ :‬فال يصح رهن المنفعة ‪ ،‬بأن يرهنه سكنى الدار مدة ‪ ،‬سواء‬ ‫‪.1‬‬

‫كان الدين المرهون به حاالًّ أو مؤجالً (‪)3‬‬

‫أن يكون المرهون قابالً للبيع ‪ :‬وهو أن يكون موجوداً وقت العقد ‪ ،‬مقدو اًر على‬ ‫‪.2‬‬

‫تسليمه ‪ ،‬فال يجوز الرهن ما ليس موجوداً عند العقد ‪ ،‬وال رهن ما يحتمل‬

‫الوجود والعدم عند العقد ‪ ،‬كما لو رهن ما يثمر الشجر هذا العام ‪ ،‬أو ما تلد‬

‫أغنامه هذه السنة (‪)4‬‬

‫‪ - 1‬مغني المحتاج ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪45‬‬


‫‪ -‬منصور ابن يونس البهوتي ‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات ‪ ،‬ط‪( 1‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ )2000 ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪332‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬يحيى ابن شرف ‪ ،‬روضة الطالبين ‪ ،‬ط‪ ( ، 3‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ) 2006 ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪232 -231‬‬
‫‪ -‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬موسوعة الفقه اإلسالمي والقضايا المعاصرة ‪ ،‬ط‪(1‬دمشق ‪ ،‬دار القلم ‪ )2010 ،‬ج‪ ، 5‬ص‪83‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪15‬‬
‫ل يتسارع إليه الفساد‬ ‫‪.3‬‬

‫ما َيسرع إليه فساده من األطعمة والفواكه الرطبة التي ال يمكن استصالحها ‪ ،‬يجوز‬

‫حال ‪ ،‬والمؤجل الذي يحل قبل فسادها ‪ ،‬ألنه يمكن بيعه واستيفاء الحق من‬
‫الرهن بدين ّ‬

‫ثمنه‬

‫فأما ما رهنه بدين مؤجل إلى وقت يفسده قبل محله ‪ ،‬فإنه ينظر فإن شرط أن يبيعه‬

‫إذا خاف عليه الفساد جاز رهنه (‪)1‬‬

‫المعلومية‬ ‫‪.4‬‬

‫يشترط في المرهون أن يكون معلوم العين ‪ ،‬والقدر ‪ ،‬وال يجوز رهن مجهول الصفة‬

‫والقدر ‪ ،‬ألن الصفة مقصودة في الرهن للوفاء بالدين ‪ .‬وال يشترط في المرهون أن‬

‫تكون قيمته متساوية للدين ّ‬


‫فيصح رهن ما قيمته أكثر أو أقل من الدين (‪)2‬‬

‫الركن الثالث ‪ :‬المرهون به ‪ :‬وهو الحق الذي أعطي به الرهن (‪)3‬‬

‫‪ 1‬أبو إسحاق الشيرازي ‪ ،‬المهذب في الفقه الشافعي ‪ ،‬ط‪ ( 1‬دمشق ‪ ،‬دار القلم ‪ ) 1886 ،‬ج‪203 ، 3‬‬
‫‪ - 2‬المعتمد في الفقه الشافعي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪325‬‬
‫‪ - 3‬وهبة الزجيلي ‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬دمشق ‪ ،‬دار الفكر ‪ ) 1835 ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪183‬‬

‫‪16‬‬
‫وله ثالثة شروط‬

‫كونه دينا ‪ :‬فال يصح باألعيان المضمونة بحكم العقد ‪ ،‬كالمبيع ‪ ،‬أو بحكم‬ ‫‪.1‬‬

‫اليد ‪ ،‬كالمغصوب ‪ ،‬والمستعارة (‪)1‬‬

‫الثبات ‪ :‬فلو قال ‪ :‬رهنت منك هذا بألف تُقرضينه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ارتهنت ‪ ،‬ثم‬ ‫‪.2‬‬

‫أقرض ‪ :‬لم ينعقد الرهن ‪ ،‬بل يجب إعادته ‪ .‬وكذلك إذ قال ‪ :‬بـألف تبيع به هذا‬

‫الثوب ‪ ،‬فثبوت الدين حالة الرهن ال بد منه (‪)2‬‬

‫اللزوم ‪ :‬أن يكون الدين الزما في الحال أو في المآل ‪ ،‬فيصح الرهن بسبب‬ ‫‪.3‬‬

‫الثمن في مدة الخيار ‪ ،‬فإذا باعه دا اًر بشرط الخيار واستلمها المشتري ولم‬

‫يقبض البائع الثمن فإن له أن يأخذ رهنا مقابل ثمنها ‪ ،‬ألن الثمن وإن لم يكن‬

‫دينا الزما في الحال ولكنه الزم مآال (‪)3‬‬

‫‪ -1‬يحيى ابن شرف ‪ ،‬روضة الطالبين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪286‬‬
‫‪ -2‬محمد ابن حامد الغزالي ‪ ،‬الوسيط في المذهب ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار السالم ‪ ) 1882 ،‬ج‪425 ، 3‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن الجزيري‪ ،‬الفقه على المذاهب األربعة ‪ ،‬ط‪( ،1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪)2003،‬ج‪ ، 2‬ص ‪286‬‬

‫‪17‬‬
‫الركن الرابع ‪ :‬الصيغة‬

‫وهي اإليجاب والقبول ‪ ،‬ألن الرهن عقد مالي فافتقر إليهما كالبيع ‪ ،‬ويشترط في‬

‫اإليجاب والقبول في الرهن الشروط المعتبرة فيهما في البيع ‪.‬‬

‫علي من دين ‪ ،‬أو ُخذ هذه الساعة‬


‫فاإليجاب كقول الراهن ‪ :‬رهنتك هذا البيت بما لك َّ‬

‫رهنا بثمن ما اشتريته ‪ ،‬فيقول المرتهن صاحب الدين قبلت (‪)1‬‬

‫المعتمد في الفقه الشافعي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪321‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬ما يتحقق به القبض‬

‫وال يلزم الرهن في حق الراهن إال بالقبض ‪ .‬وليس للمرتهن قبضه إال بإذن الراهن ألن‬

‫له قبل القبض ‪ ،‬فال يملك المرتهن إسقاط حقه بغير إذنه كالموهوب ‪ .‬فإن قبضه‬

‫المرتهن أو وكيله بغير إذن الراهن لم يثبت حمكه وهو اللزوم وكان بمنزلة ما لم يقبض‬

‫لعدم إذن الراهن فيه ‪ .‬وصفة قبض الرهن كصفة قبض المبيع ‪ ،‬فإن كان الرهن منقوال‬

‫‪ ،‬فقبضه نقله كالخيل أو تناوله إن كان ُيتناول كالدراهم ونحوه ‪ ،‬وإن كان الرهن مكيال‬

‫بعده ‪ ،‬وإن كان‬


‫فقبضه بكيله ‪ ،‬أو كان موزونا فقبضه بوزنه ‪ ،‬أو كان معدوداً فقبضه ّ‬

‫الرهن غير منقول كعقار من أرض وبناء وغراس وكثمر على شجر‪ ،‬وزرع في أرض‬

‫فقبضه بالتخلية بينه وبين مرتهنه من غير حائل ألنه المتعارف في ذلك كله (‪)1‬‬

‫‪ - 1‬منصور البهوتي ‪ ،‬كشف القناع عن اإلقناع ‪ ،‬ط‪( ،1‬السعودية ‪ ،‬و ازرة العدل ‪) 2006 ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪168 -163‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬آثار عقد الرهن‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعلق الدين بالمرهون‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حق حبس الرهن‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬حفظ الرهن ومؤنته‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬النتفاع بالرهن‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬التصرف في الرهن‬

‫المبحث السادس ‪ :‬هالك الرهن وضمانه‬

‫المبحث السابع ‪ :‬بيع الرهن‬


‫المبحث األول ‪ :‬تعلق الدين بالمرهون‬

‫إن المرهون محبوس بجميع الدين الذي رهن به ‪ ،‬سواء كانت قيمة الرهن أكثر من‬

‫الدين أو أقل ‪ ،‬حتى لو قضى الراهن بعض الدين ‪ ،‬كان للمرتهن أن يحبس كل الرهن‬

‫الرهن في حق ملك حبس مما ال‬


‫قل الباقي أو كثر ؛ ألن َّ‬
‫‪ ،‬حتى يستوفي ما بقي ‪َّ ،‬‬

‫يتج أز ‪ ،‬فما بقي شيء من الدين بقي محبوسا به ‪ .‬وألن صفقة الرهن واحدة فاسترداد‬

‫شيء من المرهون بقضاء بعض الدين يتضمن تفريق الصفقة من غير رضا المرتهن ؛‬

‫َّ‬
‫يسترد شيئا‬ ‫وهذا ال يجوز ‪ ،‬وسواء كان المرهون شيئا واحداً أو أشياء ‪ ،‬ليس للراهن أن‬

‫من ذلك بقضاء بعض الدين (‪)1‬‬

‫‪ -1‬أبو بكر ابن مسعود الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ ( ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الحديث ‪ ) 2005 ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪183‬‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حق حبس الرهن‬

‫حق المرتهن في الرهن هو أن يمسكه حتى يؤدي الراهن ما عليه ‪ ،‬فإن لم يأت به عند‬

‫األجل كان له أن يرفعه إلى السلطان ‪ ،‬فيبيع عليه الرهن وينصفه منه إن لم يجبه‬

‫الراهن إلى البيع ‪ ،‬وكذلك وإن كان غائبا (‪)1‬‬

‫‪ -‬محمد ابن أحمد ‪ ،‬شرح بداية المجتهد ونهاية المقتصد ‪ ،‬ط‪( 5‬مصر ‪ ،‬دار السالم ‪)2012 ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪1812‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حفظ الرهن ومؤنته‬

‫مؤنة الرهن في طعامه ‪ ،‬وكسوته ‪ ،‬ومسكنه ‪ ،‬وحفظه ‪ ،‬وحرزه ‪ ،‬ومخزنه على الراهن‬

‫وبهذا قال الشافعي ومالك ‪ .‬وقال أبو حنيفة أجرة المسكن والحافظ على المرتهن ألنه‬

‫ويستدل أصحاب القول األول قول النبي ﷺ " الرهن لمن رهنه له‬
‫من مؤنة إمساكه ‪َ .‬‬

‫غنمه وعليه غرمه " (‪)1‬‬

‫وألنه نوع إنفاق ‪ ،‬فكان على الراهن ‪ ،‬كالطعام ‪ ،‬وألن الرهن ملك للراهن فكان عليه‬

‫مسكنه ‪ ،‬وحفاظه‬

‫وإن كان الرهن ثمرة فاحتاجت إلى سقي ‪ ،‬وتسوية ‪ ،‬وجذاذ ‪ ،‬فذلك على الراهن ‪ ،‬وإن‬

‫إحتاجت إلى تجفيف ‪ ،‬والحق مؤجل ‪ ،‬فعليه التجفيف ‪ ،‬ألنه يحتاج أن يستبقيها رهنا‬

‫حتى يح َّل الحق ‪ ،‬وإن كان حاال ‪ ،‬بيعت ولم يحتج إلى تجفيفها‪ .‬وإن إتفقا على بيعها‬

‫وجعل ثمنها رهنا جاز ‪ .‬فإن كان الرهن ماشية تحتاج إلى رعي ‪ ،‬فعلى الراهن أن يقيم‬

‫لها رعيا ‪ ،‬ألن ذلك يجري مجرى علفها ‪ ،‬فإن كان الرهن نخالً ‪ ،‬فاحتاج إلى تأبير ‪،‬‬

‫فهو على الراهن ‪ ،‬وليس للمرتهن منعه منه ؛ ألن فيه مصلحة بغير مضرة (‪)2‬‬

‫‪ - 1‬علي ابن عمر الدارقطني ‪ ،‬سنن الدارقطني ‪، 2381 ،‬‬


‫‪ - 2‬عبد هللا ابن محمد ‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،‬ط‪ ( 1‬جيزة ‪ ،‬دار هجر‪ ) 1888 ،‬ج‪ ، 12‬ص ‪434 ، 432-431‬‬

‫‪22‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬ال نتفاع بالرهن‬

‫الكالم في هذه المسألة حالتان ؛ أحدهما ما ال يحتاج إلى مؤنة ‪ ،‬كالدار والمتاع ونحوه‬

‫فال يجوز للمرتهن االنتفاع به بغير إذن الراهن ٍ‬


‫بحال ؛ ألن الرهن ملك للراهن ‪ ،‬فكذالك‬

‫نماؤه ومنافعه ‪ ،‬فليس لغيره أخذها بغير إذن ‪ ،‬فإن أذن الراهن للمرتهن في االنتفاع‬

‫يحص ُل قرضا يجر منفعة ‪،‬‬


‫بغير عوض ‪ ،‬وكان دين الرهن من قرض ‪ ،‬لم يجز ألنه َّ‬

‫وذلك حرام ‪.‬‬

‫فإن ُشرط في الرهن أن ينتفع به المرتهن ‪ ،‬فالشرط فاسد ؛ ألنه ينافي مقتضى الرهن‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬ما يحتاج إلى مؤنة فحكم المرتهن في االنتفاع به ‪ ،‬بعوض أو بغير‬

‫عوض ‪ ،‬بإذن الراهن كالقسم الذي قبله ‪ ،‬وإن أذن له في اإلنفاق واالنتفاع بقدره ‪ ،‬جاز‬

‫؛ ألنه نوع من المعاوضة‬

‫وأما مع عدم اإلذن فإن الرهن ينقسم إلى قسمين ؛ محلوب ومركوب ‪ ،‬فأما المحلوب‬

‫متحريا العدل‬
‫ّ‬ ‫والمركوب ‪ ،‬فللمرتهن أن ُينفق عليه ‪ ،‬ويركب ‪ ،‬ويحلب ‪ ،‬بقدر نفقته ‪،‬‬

‫ركب بَنَفَقته إذا كان‬


‫في ذلك ‪ ،‬ونص عليه أحمد ‪ .‬واستدلوا بقول الرسول ﷺ " الرهن ُي ُ‬

‫‪23‬‬
‫ويشرب النفقة "‬
‫ُ‬ ‫كب‬ ‫مرهونا ‪ ،‬ولبن َّ‬
‫الدر ُي ْش َر ُب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬وعلى الذي َي ْر ُ‬

‫(‪)1‬‬

‫وقال ‪ :‬الشافعي ‪ ،‬وأبو حنيفة ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬ال يحتسب له بما أنفق ‪ ،‬وهو متطوع بها ‪ ،‬وال‬

‫ينتفع من الرهن بشيء ‪ .‬لقول النبي ﷺ " الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه " (‪)2‬‬

‫وأما غير المحلوب والمركوب ‪ ،‬فيتنوع إلى نوعين ؛ حيوان ‪ ،‬وغيره‬

‫غير الحيوان ‪ :‬كدار استهدمت ‪ ،‬فعمرها المرتهن لم يرجع بشيء ‪ ،‬وليس له اإلنتفاع‬

‫بها بقدر نفقته ‪.‬‬

‫متبرعا ‪ ،‬لم يرجع بشيء ‪ ،‬ألنه تصدق ‪ ,‬فلم يرجع بعوضه‬


‫أما الحيوان إذا انفق عليه ّ‬

‫(‪)3‬‬

‫‪ - 1‬محمد ابن إسماعيل ابن أبراهيم ‪ ،‬صحيح البخاري ‪2511 ،‬‬


‫‪ - 2‬علي ابن عمر ‪ ،‬سنن الداقطني ‪2281 ،‬‬
‫‪ - 3‬المغني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪513 - 508‬‬

‫‪24‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬التصرف في الرهن‬

‫والمرتهن في تصرفه في المرهون كاألجنبي في أنه يمنع من التصرف فيه بغير إذن‬

‫كالركوب ‪ ،‬إذ ليس له إال حق التوثق‬


‫الراهن سواء التصرف القولي كالعتق ‪ ،‬أو الفعلي ُّ‬

‫وما يتبعه (‪)1‬‬

‫ال يصح للراهن أن يتصرف في المرهون بدون إذن المرتهن ‪ ،‬فال يصح له أن يجعله‬

‫وقفا أو يهبه ألحد ‪ ،‬أو يرهنه ثانيا أو يبيعه كما ال يصح له أن ينتفع به بالسكنى‬

‫فتصرفه باطل فإن‬


‫ُّ‬ ‫تصرف‬
‫واإلجارة ‪ ،‬واإلعارة ‪ ،‬وغير ذلك بغير رضا المرتهن ‪ ،‬وإذا َّ‬

‫أذن فيه المرتهن صح وبطل الرهن ‪ ،‬ألنه إذن فيما ينافي حقه فيبطل بفعله وهذا مذهب‬

‫الشافعي ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬وأحمد (‪)2‬‬

‫‪ - 1‬زكريا األنصاري ‪ ،‬أسنى المطالب ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ) 2001 ،‬ج‪ ، 4‬ص‪424‬‬
‫‪ - 2‬يحيى ابن شرف ‪ ،‬المجموع ‪ ،‬ط‪ ( 1‬بيروت ‪ ،‬دار إحياء التراث العلمي ‪ ) 2004 ،‬ج‪ ، 12‬ص ‪301 ، 285‬‬

‫‪25‬‬
‫المبحث السادس ‪ :‬هالك الرهن وضمانه‬

‫إذا قبض المرتهن الرهن ‪ ،‬فهلك في يده ‪ ،‬من غير تفريط وال تعد لم يلزمه ضمانه ‪ ،‬وال‬

‫يسقط شيء من دينه ‪ ،‬وبه قال األوزاعي ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬وأحمد ‪ .‬واستدلوا بحديث النبي ﷺ‬

‫" الرهن لمن رهنه له غمنه وعليه غرمه " (‪)1‬‬

‫وذهب الثوري ‪ ،‬وأبو حنيفة وأصحابه إلى ‪ :‬أن الرهن مضمون على المرتهن بأقل‬

‫األمرين من قيمته ‪ ،‬أو قدر الدين ‪ ،‬فإذا هلك ‪ ،‬فإن كان الدين مائة ‪ ،‬وقيمة الرهن‬

‫تسعين ‪ ،‬ضمنه بتسعين (‪)2‬‬

‫وهو أمانة في يد المرتهن ‪ ،‬إن تلف بغير تعد منه ‪ ،‬فال شيء عليه وال يسقط بهالكه‬

‫شيء من دينه‬

‫فيد المرتهن يد أمانة ؛ وجه ذلك أنه حصل المال في يده بإذن من مالكه ‪ ،‬وكل مال‬

‫ُحصل بإذن من المالك ‪ ،‬أو إذن من الشارع فهو بيد صاحبه أمانة ‪ ،‬كالوكيل مثالً –‬

‫فهو يقبض المال بإذن صاحبه فهو إذاً أمين ‪ ،‬أو ولي اليتيم فإنه يفبض مال اليتيم ‪،‬‬

‫ويتصرف فيه بالتي هي أحسن بإذن من الشارع ‪ ،‬وضد ذلك الغاصب فإن المال بيده‬

‫‪ - 1‬علي ابن عمر ‪ ،‬سنن الدارقطني ‪2281 ،‬‬


‫‪ - 2‬يحي العمراني ‪ ،‬البيان في الفقه الشافعي ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار المنهاج ‪ )2002 ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪103-102‬‬

‫‪26‬‬
‫ليس أمانة ولهذا يضمن مطلقا ‪ .‬فإن كان منه تعد فالضمان عليه أي ‪ :‬على المرتهن‬

‫فرط فإن ضمانه عليه ‪ .‬والفرق بين التعدي والتفريط ‪ ،‬أن التعدي ‪ :‬فعل ما‬
‫وكذلك لو َّ‬

‫ال يجوز ‪ .‬والتفريط ترك ما يجب ‪)1( .‬‬

‫‪ - 1‬محمد ابن صالح ‪ ،‬الشرح الممتع ‪ ،‬ط‪ ( 1‬السعودية ‪ ،‬دار إبن الجوزي ‪ ) 1425 ،‬ج‪ ، 8‬ص ‪142-146‬‬

‫‪27‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬بيع الرهن‬

‫ويستحق المرتهن بيع المرهون عند الحاجة لوفاء الدين إن لم يوف بغيره ‪ ،‬ويقدم‬

‫المرتهن بثمنه على سائر الغرماء ألن ذلك فائدة الرهن ‪ ،‬ويبيعه الراهن أو وكيله بإذن‬

‫المرتهن ‪ ،‬ألن له حقا ‪ ،‬فإن لم يأذن قال له الحاكم تأذن أو تبرئ ‪ .‬ولو طلب المرتهن‬

‫بيعه فأبى الراهن ‪ ،‬ألزمه القاضي قضاء الدين أو بيعه ‪ ،‬فإن أصر الراهن على‬

‫اإلمتناع باعه الحاكم ‪ .‬ولو باعه المرتهن بإذن الراهن فاألصح أنه إن باع بحضرته‬

‫صح وإال فال (‪)1‬‬

‫‪ - 1‬معني المحتاج ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪20-68‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬أحكام فرعية تتعلق بالرهن‬

‫المبحث األول ‪ :‬نماء الرهن وزوائده‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اختالف الراهن والمرتهن‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تسليم الرهن‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬شروط الرهن‬


‫المبحث األول ‪ :‬نماء الرهن‬

‫إن الزيادة التي تتعلق بالمرهون تنقسم إلى قسمين ‪ ،‬متصلة ومنفصلة ‪ ،‬فإن كانت‬

‫منفصلة فال تدخل في المرهون كالبيض ‪ ،‬والثمر ‪ .‬أما إذا رهن له دابة حامال ولم تلد‬

‫عند بيعها لسداد الرهن فإنها تباع بحملها ويكون الولد تبعا لها ألنه متصل ‪ .‬وكذلك لو‬

‫ولدت فإنه يباع تبعا لها ‪ ،‬أما الزيادة المتصلة كالجنين في بطن الدابة سواء حملت به‬

‫وقت الرهن أو بعده وقيل النخل ‪ ،‬فإنه يندرج في المرهون تبعا (‪)1‬‬

‫وقال الماوردي ‪:‬‬

‫ودر ‪ ،‬وركوب ‪ ،‬وسكنى ‪ ،‬ملك للراهن ‪ ،‬دون‬


‫نماء الرهن ومنافعه من ثمرة ‪ ،‬ونتاج ‪ّ ،‬‬

‫المرتهن ‪ ،‬سواء أنفق ‪ ،‬على الرهن أم ال ‪ ،‬وهذا قول مالك وأبي جنيفة ‪ .‬وقال أحمد‬

‫ابن حنبل ‪ :‬جميع نماء الرهن وسائر منافعه ملك للمرتهن دون الراهن ‪ ،‬سواء كان‬

‫الراهن هو المنفق أم ال ‪ .‬واستدل بحديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال ‪ " :‬الرهن محلوب‬

‫ومركوب " (‪ )2‬ومعلوم أنه علق على الرهن هذا الحكم ‪ ،‬لما حدث عقد الرهن فلم‬

‫‪ -‬المجموع شرح المهذب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج ‪ ، 12‬ص ‪283‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬محمد ابن عبد هللا الحاكم ‪ ،‬المستدرك على الصحيحين ‪ ، 2383 ،‬مرفوع‬

‫‪29‬‬
‫يجز أن يكون الحالب والركوب مضافا إلى الراهن ‪ ،‬ألنه له قبل ذلك ‪َ ،‬فعلم أنه‬

‫أضاف ذلك إلى المرتهن‬

‫وفال أبو ثور ‪ :‬إن كان الراهن هو المنفق على الرهن ‪ ،‬فالنماء والمنافع له ‪ ،‬واستدل‬

‫ركب بَنَفَقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬ولبن َّ‬


‫الدر ُي ْش َر ُب بنفقته إذا كان‬ ‫بحديث النبي ﷺ " الرهن ُي ُ‬

‫ويشرب النفقة " (‪ )1‬قال ‪ :‬فجعل رسول هللا ﷺ النماء تبعا‬


‫ُ‬ ‫كب‬
‫مرهونا ‪ ،‬وعلى الذي َي ْر ُ‬
‫للنفقة ‪َ ،‬فعلم أنها ملك لمن َّ‬
‫تولى النفقة (‪)2‬‬ ‫َُ‬

‫قال يحيى العمراني ‪:‬‬

‫ط دخول ذلك في الرهن ‪ ،‬أو قال رهنتك‬


‫إذا رهنه أرضا وفيها بناء أو شجٌر ‪ ،‬فإن ُشر َ‬

‫بحقوقها ‪ .‬دخل البناء والشجر في الرهن مع األرض ‪ ،‬وهكذا ‪ :‬إن قال رهنتك هذا‬

‫البستان أو هذه الدار ‪ ..‬دخل الشجر والبناء في الرهن ‪ .‬فإن قال رهنتك هذه األرض ‪،‬‬

‫وأطلق ‪ ..‬فهل يدخل البناء والشجر في الرهن ؟‬

‫ونماء الرهن ضربان ‪ :‬موجود حال الرهن ‪ ،‬وحادث بعد الرهن ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد ابن اسماعيل ‪ ،‬صحيح البخاري ‪2511 ،‬‬


‫‪ - 2‬علي ابن محمد ابن حبيب ‪ ،‬الحاوي الكبير‪ ،‬ط‪( 1‬بيروت ‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ) 2008 ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪218‬‬

‫‪30‬‬
‫نص الشافعي في البيع ‪ :‬أن ذلك يدخل في ‪ .‬وقال في‬
‫َّ‬ ‫فأما الموجود حال الرهن ‪،‬‬

‫الرهن لم يدخل البناء والشجر‬

‫واختلف أصجابنا فيهما على ثالثة طرق‬

‫األول ‪ :‬قال أبو العباس ال يدخل فيهما ؛ ألن األرض اسم للعرصة دون ما فيها‬

‫الثاني ‪ :‬منهم من نقل جوابه في كل واحدة من المسألتين إلى األخرى ‪َّ ،‬‬
‫وخرجهما على‬

‫قولين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬يدخل فيهما ؛ ألن البناء والشجر من حقوق األرض ‪ ،‬فدخل في‬

‫بيعها بمطلق العقد ‪ ،‬كطرقها ‪ .‬الثاني ال يدخل ألن األرض اسم للعرصة وحدها‬

‫الثالث ‪ :‬منهم من حمل المسألتين على ظاهرهما ‪ ،‬فقال في البيع يدخل باإلطالق وفي‬

‫وفرق بينهما بفرقين‬


‫الرهن ال يدخل من غير شرط ‪َّ ،‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أن البيع عقد يزيل الملك ‪ ،‬فتبع فيه البناء والشجر ‪ ،‬والرهن عقد ضعيف ال‬

‫يزيل الملك فلم يتبع فيه البناء والشجر ‪ .‬الثاني أنه لما كان النماء الحادث من المبيع‬

‫بعد العقد للمشتري جاز أيضا أن يتبعها البناء والشجر ‪ .‬ولما كان النماء الحادث من‬

‫الرهن بعد العقد للراهن جاز أيضا أن ال يتبعها البناء والشجر‬

‫‪31‬‬
‫وأما النماء الحادث بعد الرهن ‪ :‬كالثمرة ‪ ،‬واللبن ‪ ،‬وسائر منافعه ‪ ،‬اختلف أهل العلم‬

‫فيه ‪ :‬فذهب الشافعي ‪ :‬إلى أنه ملك للراهن ‪ ،‬وأنه ال يدخل في الرهن وللراهن أن ينتفع‬

‫به (‪)1‬‬

‫‪ - 1‬البيان في فقه اإلمام الشافعي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪62-61‬‬

‫‪32‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اختالف الراهن والمرتهن‬

‫الختالف في أصل الراهن‬

‫لو اختلفا ‪ ،‬أي ‪ :‬الراهن والمرتهن ‪ ،‬في أصل الرهن ‪ ،‬كأن قال ‪ :‬رهنتني بكذا ‪ ،‬فأنكر‬

‫(‪)1‬‬ ‫ص ّدق الراهن بيمينه‬


‫اآلخر ‪ُ ،‬‬

‫البينة على َّ‬


‫المدعي واليمين على من أنكر " (‪)2‬‬ ‫واستدلوا قول النبي ﷺ " ّ‬

‫الختالف في قدر الدين‬

‫وإذا اختلفا أي ‪ :‬الراهن والمرتهن في قدر الدين الذي به الرهن ‪ ،‬نحو أن يقول الراهن ‪:‬‬

‫رهنتك عبدي هذا بألف ‪ ،‬فقال المرتهن ‪ :‬بل ألفين ‪ ،‬فقول الراهن بيمينه ‪ ،‬أو اختلفا في‬

‫رده أي ‪ :‬رد الرهن ‪ ،‬بأن قال المرتهن ‪ :‬رددته إليك ‪ ،‬وأنكر الراهن ‪ ،‬فقوله بيمينه ‪ ،‬أو‬

‫بالحال‬
‫ّ‬ ‫قال الراهن ‪ :‬رهنتك بالدين المؤجل من األلفين ‪ ،‬فقال المرتهن ‪ ،‬بل رهنتنيه‬

‫منهما ‪ ،‬فقول الراهن بيمينه ‪)3( .‬‬

‫‪ - 1‬أحمد زين الدين ابن عبد العزيز المليباري ‪ ،‬فتح المعين ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار ابن حزم ‪ ) 2004 ،‬ص ‪350‬‬
‫‪ - 2‬محمد ابن حسين ابن علي البيهقي ‪ ،‬السنن الكبرى ‪ ، 21202 ،‬حسن‬
‫‪ - 3‬كشف القناع عن اإلقناع ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪206-205‬‬

‫‪33‬‬
‫وحكي عن الحسن ‪ ،‬وقتادة ‪ ،‬أن القول قول المرتهن ‪ ،‬ما لم يجاوز ثمن الرهن ‪ ،‬أو‬
‫ُ َ‬
‫قيمته (‪)1‬‬

‫وقال مالك ‪ :‬القول قول المرتهن فيما ذكره من قدر الحق ‪ ،‬ما لم تكن قيمة الرهن أقل‬

‫من ذلك ‪ ،‬فما زاد على قيمة الرهن فالقول قول الراهن (‪)2‬‬

‫واستدلوا بحديث النبي " لو يعطى الناس بدعواهم ‪َّ ،‬‬


‫الدعى قوم دماء رجال وأموالهم ‪،‬‬

‫ولكن اليمين على َّ‬


‫المدعى عليه " (‪)3‬‬

‫الختالف في قدر الرهن‬

‫وهو على ضربين‬

‫أحدهما أن يكون اختالفهما بعد استقرار الحق ‪ ،‬وصورته أن يقول المرتهن ‪ :‬رهنتني‬

‫عبدك سالما وغانما في األلف التي عليك ‪ ،‬ويقول الراهن رهنتك عبدي سالما وحده في‬

‫علي ‪ ،‬فالقول قول الراهن مع يمينه ‪ ،‬ويكون سالما وحده رهنا في األلف‬
‫األلف التي لك َّ‬

‫‪ .‬الضرب الثاني ‪ ،‬أن يكون اختالفهما قبل استقرار الحق ‪ ،‬وصورته أن يقول المرتهن‬

‫‪ - 1‬المغني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪524‬‬


‫‪ - 2‬شرح بداية المجتهد ونهاية المقتصد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪1813‬‬
‫‪ - 3‬مسلم ابن الحجاج ‪ ،‬صحيح مسلم ‪4420 ،‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ،‬بعتك داري بألف على أن ترهنني سالما وغانما ‪ ،‬ويقول الراهن ‪ :‬ابتعت دارك بألف‬

‫على أن أرهنك سالما دون غانم ‪ ،‬فإنهما يتحالفان ‪ ،‬فإذا حلفا لم يكن سالم وال غانم ‪،‬‬

‫والمرتهن بالخيار بين إمضاء البيع بال رهن ‪ ،‬وبين فسحه (‪)1‬‬

‫‪ - 1‬الحاوي الكبير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪213‬‬

‫‪35‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تسليم الرهن‬

‫وانقضاء عقد الرهن أو انتهاؤه يكون بأسباب كاإلبراء ‪ ،‬والهبة ‪ ،‬ووفاء الدين ‪ ،‬ونحو‬

‫ذلك كالبيع الجبري الصادر من القاضي إذا أبى الراهن البيع (‪)1‬‬

‫ال ينفك من الرهن ( أي ال يتخلص ) شيء حتى يب أر الراهن من جميع الدين ؛ ألنه‬

‫وثيقة محضة ‪ ،‬فكان وثيقة بالدين ‪ ،‬وبكل جزء منه (‪)2‬‬

‫وجوب تسليم المرهون عند اإلفتكاك ‪ ،‬فيتعلق به معرفة وقت وجوب التسليم ‪ ،‬ووقت‬

‫ثم ُي َسّلم الرهن ؛ ألن الرهن‬


‫وجوب التسليم هو ما بعد قضاء الدين ‪ ،‬يقضي الدين أوال َّ‬

‫الرهن أوال فمن الوارد أن يموت‬ ‫وثيقة ‪ ،‬وفي تقديم تسليمه إبطال الوثيقة ‪ ،‬وألنه لو َّ‬
‫سلم َّ‬

‫الراهن قبل القضاء الدين فيصير المرتهن كواحد من الغرماء فيبطل حقه ‪ ،‬فلزم تقديم‬

‫قضاء الدين على تسليم الرهن ‪ ،‬إال أن المرتهن إذا طلب الدين ‪ ،‬يؤمر بإحضار الرهن‬

‫اهن بقضاء الدين ‪،‬‬


‫إذا كان قاد اًر على اإلحضار من غير ضرر زائد ‪ ،‬ثم ُيخاطب الر ُ‬

‫‪ -1‬و ازرة األوقاف ‪ ،‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬ط‪( 4‬الكويت‪ ،‬و ازرة األوقاف‪ )2000 ،‬ج‪ ، 11‬ص ‪320‬‬
‫‪ - 2‬المهذب في الفقه الشافعي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪201‬‬

‫‪36‬‬
‫ألنه لو خوطب بقضائه من غير إحضار الرهن – ومن الجائز أن الرهن قد هلك‬

‫مرتين (‪)1‬‬
‫وصار المرتهن مستوفيا دينه من الرهن –فيؤدي إلى االستيفاء َّ‬

‫‪ - 1‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪200‬‬

‫‪37‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬شروط الرهن‬

‫والشروط في الرهن تنقسم إلى قسمين ؛ صحيحا وفاسداً ‪ ،‬فالصحيح مثل أن يشترط‬

‫كونه على يد عدل عيَّنه ‪ ،‬أو عدلين ‪ ،‬أو أكثر ‪ ،‬أو أن يبيعه العدل عند حلول الحق ‪.‬‬

‫وال نعلم في صحة هذا خالفا ‪ ،‬وإن شرط أن يبيعه المرتهن ‪ ،‬صح وبه قال أبو حنيفة‬

‫ومالك ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬ال يصح ؛ ألنه توكيل فيما يتنافى فيه الغرضان ‪ ،‬فلم يصح‬

‫كما لو َّ‬
‫وكله في بيعه من نفسه ‪ .‬ووجه التنافي أن الراهن يريد الصبر على المبيع ‪،‬‬

‫واإلحتياط في توفير الثمن ‪ ،‬والمرتهن يريد تعجيل الحق ‪ ،‬وإنجاز البيع ‪ .‬والقسم الثاني‬

‫‪ ،‬الشروط الفاسدة ‪ ،‬مثل أن يشترط ما ينافي مقتضى الرهن ‪ ،‬نحو أن يشترط أن ال‬

‫تلفه‬
‫ُيباع الرهن عند حلول الحق ‪ ،‬أو ال ُيستوفي الدين من ثمنه ‪ ،‬أو ال ُيباع ما خيف ُ‬

‫‪ ،‬أو بيع الرهن بأي ثمن كان ‪ ،‬أو أن ال يبيعه إال بما يرضيه ‪ .‬فهذه شروط فاسدة ‪،‬‬

‫لمنافاتها مقتضى العقد ‪ ،‬فإن المقصود مع الوفاء بهذه الشروط مفقود (‪)1‬‬

‫‪ 1‬المغني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪506 - 505‬‬

‫‪38‬‬
‫خاتمة البحث‬

‫نتائج البحث‬

‫التوصيات والمقترحات‬

‫فهرس األحاديث‬

‫فهرس اآليات‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫نتائج البحث‬

‫توصل الباحثون إلى هذه النتائج‬


‫وبعد انتهاء البحث َّ‬

‫الجيد بين‬
‫تشجع التعامل ّ‬
‫أن الرهن يعتبر من المعامالت التوثيقية التي يمكن أن ّ‬ ‫‪.1‬‬

‫الناس ‪.‬‬

‫ال بد من حصول القبض في الرهن ‪ ،‬كي يكون ملزماً‬ ‫‪.2‬‬

‫يصح الرهن ‪ ،‬وتترتَّب عليه آثاره‬ ‫ال َّبد من توافر الشروط الالزمة َّ‬
‫للرهن كي ّ‬ ‫‪.3‬‬

‫أن الرهن الصحيح هو الذي اكتملت عليه أركانه وشروطه‬ ‫‪.4‬‬

‫حرص اإلسالم على حفظ حقوق الناس من الضياع ‪ ،‬والهالك ‪ ،‬والتلف‬ ‫‪.5‬‬

‫إعطاء اإلسالم األولية واألهمية القصوى من أجل إيصال الحقوق إلى أهلها‬ ‫‪.6‬‬

‫‪39‬‬
‫التوصيات والمقترحات‬
‫وفي نهاية البحث يقترح الباحثون بالنقاط اآلتية‬

‫إنشاء مراكز ومنتديات للبحوث والداراسات تعمل على نشر المعامالت التي من‬ ‫‪.1‬‬

‫شأنها أن تعمق الثقة بين الناس ‪ ،‬وتقضي الخالفات والشكوك بين الناس‬

‫توعية وإبالغ البنوك ‪ ،‬والشركات ‪ ،‬ورجال األعمال إلى اللجوء مثل هذه‬ ‫‪.2‬‬

‫المعامالت الموافقة للشريعة اإلسالمية‬

‫وعي الناس على أن استخدام المعامالت المالية اإلسالمية وحده ‪ ،‬هو الذي‬ ‫‪.3‬‬

‫يحّقق مصلحة الجميع‬

‫‪40‬‬
‫فهرس اآليات‬

‫الصفحة‬ ‫رقم‬ ‫األية‬ ‫الرقم السورة‬

‫اآلية‬
‫َ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ‬
‫‪11‬‬ ‫‪233‬‬ ‫نت ۡم عَل ٰى َسف ٖر َول ۡم ت ِج ُدوا كات ِٗبا‬ ‫ﵟوِإن ك‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬

‫ۡ َ‬ ‫َ َ‬
‫ف ِرهٰن َّمق ُبوضة ۖ‪ٞ‬ﵞ‬

‫َ َ َ َ ۡ َ ٌَ‬ ‫ُ ُّ َ ۡ‬
‫‪8‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ِينة ﵞ‬ ‫ﵟكل نفِۭس بِما كسبت ره‬ ‫المدثر‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ٱمرِۭٕي ب َما َك َس َ‬


‫ب َرهِين ﵞ‬ ‫ﵟ ُك ُّل ۡ‬ ‫الطور‬ ‫‪3‬‬
‫ِ ِ‬

‫‪41‬‬
‫فهرس األحاديث‬

‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬ ‫الرقم‬

‫‪8‬‬ ‫كل غالم رهينة بعقيقته‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬ ‫اشترى رسول ﷺ من يهودي طعاما ‪ ،‬ورهنه درعا من‬ ‫‪2‬‬

‫حديد‬

‫اشترى من يهودي طعاما بنسيئة فأعطاه درعا له ‪11 ..... ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬ ‫إن هللا وضع عن أمتي الخطأ والنسيان ‪................‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪22‬‬ ‫الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه‬ ‫‪5‬‬

‫الدر يشرب ‪24-23 ..‬‬


‫الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬ولبن ّ‬ ‫‪6‬‬

‫‪24‬‬ ‫الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬ ‫الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬ ‫الرهن محلوب ومركوب‬ ‫‪8‬‬

‫‪30‬‬ ‫الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬ولبن الدر ‪...‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪33‬‬ ‫البينة على المدي واليمين على من أنكر‬


‫ّ‬ ‫‪11‬‬

‫‪34‬‬ ‫لو يعطى الناس بدعواهم ‪َّ ،‬‬


‫الدعى قوم دماء ‪.........‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪42‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫إبراهيم ابن علي الشيرازي ‪ .‬المهذب في الفقه الشافعي ‪ .‬ط‪ . 1‬دمشق ‪ .‬دار الفكر ‪1835 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبوبكر ابن مسعود الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ .‬القاهرة ‪ .‬دار الحديث ‪2005 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد ابن حسين بن علي البيهقي ‪ .‬السنن الكبرى ‪ .‬القاهرة ‪ .‬دار الحديث ‪2003 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد زين الدين ابن عبد العزيز ‪ .‬فتح المعين ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪ .‬دار ابن جزم ‪2004 .‬‬ ‫‪4‬‬

‫أيمن علي موسى ‪ .‬روضة المنتزه شرح بداية المتفقه ‪ .‬ط‪ . 1‬مصر ‪ .‬دار الفوائد ‪2010 .‬‬ ‫‪5‬‬

‫جمال الدين محمد ابن مكرم ‪ .‬لسان العرب ‪ .‬ط‪ . 1‬لبنان ‪ .‬دار صادر ‪1832 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫زكريا األنصار ‪ .‬أسنى المطالب ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪2004 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫سليمان ابن األشعث ‪ .‬سنن أبو داواد ‪ .‬رياض ‪ .‬دار السالم ‪2008 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرحمن الجزيري ‪ .‬الفقه على المذاهب األربعة ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت دار الكتب العلمية ‪2003 .‬‬ ‫‪8‬‬

‫عبد هللا ابن إبراهيم ‪ .‬حاشية الشرقاوي ‪ .‬لبنان‪ .‬دار إحياء التراث العربي ‪1841 .‬‬ ‫‪10‬‬

‫عبد هللا ابن أحمد ابن قدامة ‪ .‬الشرح الكبير ‪ .‬ط‪ . 1‬جيزة ‪ .‬دار هجر ‪1888 .‬‬ ‫‪11‬‬

‫عبد هللا ابن احمد ابن محمد ابن قدامة ‪ .‬المغني ‪ .‬ط‪ . 5‬رياض ‪ .‬دار عالم الكتب ‪1888 .‬‬ ‫‪12‬‬

‫علي ابن محمد ابن حبيب ‪ .‬الحاوي الكبير ‪ .‬بيروت ‪ .‬دار إحياء التراث العربي ‪2008 .‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪43‬‬
‫محمد ابن إبراهيم ابن المنذر ‪ ،‬اإلجماع ‪ .‬ط‪ . 2‬اإلمارات ‪ .‬مكتبة الفرقان ‪1888 .‬‬ ‫‪15‬‬

‫محمد ابن أحمد ابن محمد ‪ .‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد ‪ .‬ط‪ . 5‬مصر ‪ .‬دار السالم ‪2012 .‬‬ ‫‪16‬‬

‫محمد ابن إسماعيل ‪ .‬صحيح البخاري ‪ .‬ط‪ . 1‬رياض ‪ .‬دار السالم ‪1888 .‬‬ ‫‪12‬‬

‫محمد ابن الخطيب الشربيني ‪ .‬مغني المحتاج ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪2000 .‬‬ ‫‪13‬‬

‫محمد ابن صالح ابن عثيمين ‪ .‬تفسير القرآن الكريم ‪ .‬ط‪ . 1‬يمن ‪ .‬دار الهداية ‪1888 .‬‬ ‫‪18‬‬

‫محمد ابن صالح العثيمين ‪ .‬الشرح الممتع ‪ .‬ط‪ . 1‬السعودية ‪ .‬دار ابن الجوزي ‪1425 .‬‬ ‫‪20‬‬

‫محمد ابن عيسى الترمذي ‪ .‬سنن الترمذي ‪ .‬رياض ‪ .‬دار السالم ‪2008 .‬‬ ‫‪21‬‬

‫محمد ابن محمد ‪ .‬تاج العروس من جواهر القاموس ‪ .‬ط‪ . 1‬لبنان ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪1832 .‬‬ ‫‪22‬‬

‫محمد ابن محمد الغزالي ‪ .‬الوسيط في المذهب ‪ .‬ط‪ . 1‬القاهرة ‪ .‬دار السالم ‪1882 .‬‬ ‫‪23‬‬

‫محمد ابن يزيد ابن ماجه ‪ .‬سنن ابن ماجه ‪ .‬رياض ‪ .‬دار السالم ‪2008 .‬‬ ‫‪24‬‬

‫محمد الزحيلي ‪ .‬المعتمد في الفقه الشافعي ‪ .‬ط‪ . 3‬دمشق ‪ .‬دار القلم ‪2011 .‬‬ ‫‪25‬‬

‫مسلم ابن الحجاج ‪ .‬صحيح البخاري ‪ .‬ط‪ . 1‬رياض ‪ .‬دار السالم ‪2000 .‬‬ ‫‪26‬‬

‫منصور ابن يونس ‪ .‬كشف القناع عن اإلقناع ‪ .‬ط‪ . 1‬السعودية ‪ .‬و ازرة العدل ‪2006 .‬‬ ‫‪22‬‬

‫منصور ابن يونس البهوتي ‪ .‬شرح منتهى اإلرادات ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪ .‬مؤسسة الرسالة ‪2000 .‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪44‬‬
‫و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ .‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ .‬ط‪ . 4‬الكويت ‪ .‬و ازرة األوقاف ‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪2005‬‬

‫وهبة الزحيلي ‪ .‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ .‬ط‪ . 2‬دمشق ‪ .‬دار الفكر ‪1835 .‬‬ ‫‪30‬‬

‫وهبة الزحيلي ‪ .‬موسوعة الفقه اإلسالمي والقضايا المعاصرة ‪ .‬ط‪ . 1‬دمشق ‪ .‬دار الفكر ‪2010 .‬‬ ‫‪31‬‬

‫يحيى ابن شرف ‪ .‬روضة الطالبين ‪ .‬ط‪ . 3‬بيروت دار الكتب العلمية ‪2006 .‬‬ ‫‪32‬‬

‫يحيى ابن شرف ‪ ،‬المجموع ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪ .‬دار إحياء التراث العربي ‪2004‬‬ ‫‪33‬‬

‫يحيى العمراني ‪ .‬البيان في الفقه الشافعي ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪ .‬دار المنهاج ‪2002 .‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪45‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوعات‬
‫الفصل األول ‪ :‬أساسيات البحث ‪...............................................................................‬‬

‫مقدمة البحث ‪2 .................................................................................................‬‬

‫أسباب اختيار البحث ‪1 ........................................................................................‬‬

‫مشكلة البحث ‪1 ................................................................................................‬‬

‫أسئلة البحث ‪3 .................................................................................................‬‬

‫أهداف البحث ‪3 ................................................................................................‬‬

‫أهمية البحث ‪3 ................................................................................................‬‬

‫حدود البحث ‪4 ..................................................................................................‬‬

‫منهج البحث ‪4 ..................................................................................................‬‬

‫الدراسات السابقة ‪4 .......................................................................................... :‬‬

‫أهداف الدراسة ‪4 ...............................................................................................‬‬

‫منهج البحث ‪2 ..................................................................................................‬‬

‫نتائج الرسالة ‪2 .................................................................................................‬‬

‫هيكل البحث ‪ :‬يتكون هذا البحث من أربعة فصول وخاتمة ‪2 ..........................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تعريف الرهن ‪ ،‬ومشروعيته ‪ ،‬وحكمته ‪ ،‬وأركانه وشروطه ‪ ،‬وما يتحقق به‬
‫القبض ‪.............................................................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرهن ‪2 .............................................................................‬‬

‫‪46‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مشروعية الرهن وحكمه ‪22 .............................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬حكمة مشروعية الرهن ‪21 ..............................................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬أركان الرهن وشروطه ‪23 .................................................................‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬ما يتحقق به القبض ‪22 .............................................................‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬آثار عقد الرهن ‪23 ............................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعلق الدين بالمرهون ‪10 .................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حق حبس الرهن ‪12 ......................................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬حفظ الرهن ومؤنته ‪11 ...................................................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬النتفاع بالرهن‪13 .........................................................................‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬التصرف في الرهن ‪12 ................................................................‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬هالك الرهن وضمانه ‪12 ..............................................................‬‬

‫المبحث السابع ‪ :‬بيع الرهن ‪11 .............................................................................‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬أحكام فرعية تتعلق بالرهن ‪...................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نماء الرهن‪12 ..............................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اختالف الراهن والمرتهن‪33 .............................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تسليم الرهن ‪32 ...........................................................................‬‬

‫المبحث ال اربع ‪ :‬شروط الرهن‪31 ............................................................................‬‬

‫خاتمة البحث ‪......................................................................................................‬‬

‫نتائج البحث ‪32 ................................................................................................‬‬

‫التوصيات والمقترحات ‪40 ....................................................................................‬‬

‫‪47‬‬
‫فهرس اآليات ‪42 .............................................................................................‬‬

‫فهرس األحاديث ‪41 ...........................................................................................‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع ‪43 ................................................................................‬‬

‫فهرس الموضوعات ‪42 .......................................................................................‬‬

‫‪48‬‬

You might also like