Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫متصر الخضري‬

‫ف‬
‫العبـــادات‬
‫على‬
‫مذهب المام مالك‬

‫تأليف‬
‫أب زيد عبد الرحن بن ممد الصغي الخضري‬
‫)من علماء القرن العاشر الجري(‬

‫الطبعة الثالثة‬
‫‪1374‬هـ ‪1955 -‬م‬

‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى اللب وأولده بصر‬


‫" تلك حدود ال فل تعدوها "‬
‫)قرآن كري(‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫المد ل رب العالي ‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا ممد خات النبيي وإمام الرسلي وعلى‬
‫آله وصحبه أجعي ‪.‬‬
‫)أول ما يب على الكلف( ‪ :‬تصحيح إيانه ث معرفة ما يصلح به فرض عينه كأحكام الصلة‬
‫والطهارة والصيام ‪) .‬ويب( عليه أن يافظ على حدود ال ويقف عند أمره ونيه ويتوب إل ال‬
‫سبحانه قبل أن يسخط عليه ‪) .‬وشروط التوبة( الندم على ما فات ‪ ،‬والنية أن ل يعود إل ذنب فيما‬
‫بقى عليه من عمره ‪ ،‬وأن يترك العصية ف ساعتها إن كان متلبسا با ‪ ،‬ول يل له أن يؤخر التوبة ‪ ،‬ول‬
‫يقول حت يهدين ال ؛ فإنه من علمات الشقاء والذلن وطمس البصية‪.‬‬
‫)ويب•( عليه حفظ لسانه من الفحشاء والنكر والكلم القبيح وإيان الطلق ‪ ،‬وانتهار السلم‬
‫وإهانته ‪ ،‬وسبه وتويفه ف غي حق شرعي ‪.‬‬
‫)ويب•( عليه حفظ بصره عن ا لنظر إل الرام ‪ ،‬ول يل له أن ينظر إل مسلم بنظرة تؤذيه إل‬
‫أن يكون فاسقا… فيجب هجرانه ‪.‬‬
‫)ويب( عليه حفظ جيع جوارحه ما استطاع ‪ ،‬وأن يب ل ويبغض له ويرضى له ويغضب له‬
‫‪ ،‬ويأمر بالعروف وينهى عن النكر ‪ ،‬ويرم عليه الكذب والغيبة والنميمة والكب والعجب والرياء‬
‫والسمعة والسد والبغض والسخرية والزنا والنظر إل الجنبية والتلذذ بكلمها وأكل أموال الناس بغي‬
‫طيب نفس والكل الشفاعة أو الدين وتأخي الصلة عن أوقاتا ‪ .‬ول يل له صحبة فاسق ول مالسته‬
‫لغي ضرورة ‪ ،‬ول يطلب رضا الخلوقي بسخط الالد ‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال ‪) :‬وال ورسوله أحق‬
‫أن يرضوه إن كانوا مؤمني( وقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬ل طاعة لخلوق ف معصية الالق" ول يل‬
‫له أن يفعل فعل… حت يعلم حكم ال فيه ويسأل العلماء ويقتدي بالتبعي لسنة صلى ال عليه وسلم‬
‫الذين يدلون على طاعة ال ‪ ،‬ويذرون من اتباع الشيطان ول يرضى لنفسه ما رضيه الفلسون الذين‬
‫ضاعت أعمارهم ف غي طاعة ال تعال‪ ،‬فيا حسرتم ويا يطول بكائهم يوم القيامة نسأل ال أن يوفقنا‬
‫لتباع سنة نبينا وشفيعنا وسيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫فصل ف الطهارة‬
‫الطهارة قسمان ‪ :‬طهارة حدث وطهارة خبث ‪ ،‬ول يصح الميع إل بالاء الطاهر الطر ‪ ،‬وهو‬
‫الذي ل يتغي لونه أو طعمه أو رائحته با يفارقه غالبا… كالزيت والسمن والدسم كله ‪ ،‬والوذح‬
‫والصابون والوسخ ونوه ‪ ،‬ول بأس التراب والماة والسبخة والجر ونوه ‪.‬‬
‫)فصل( إذا تعينت النجاسة غسل ملها ‪ ،‬فإن التبست غسل الثوب كله ‪ ،‬ومن شك ف إصابة‬
‫النجاسة نضح ‪ ،‬وإن إصابة شيء شك ف ناسته فل نضح عليه ‪ ،‬ومن تذكر النجاسة وهو ف الصلة‬
‫قطع إل أن ياف خروج الوقت ‪ ،‬ومن صلى با ناسيا… وتذكر بعد السلم أعد ف الوقت ‪.‬‬
‫)فصل( فرائض الوضوء سبع ‪ :‬النية ‪ ،‬وغسل الوجه ‪ ،‬وغسل اليدين إل الرفقي ‪ ،‬ومسح‬
‫الرأس ‪ ،‬وغسل الرجلي إل الكعبي ‪ ،‬والدلك ‪ ،‬والفور ‪.‬‬
‫)وسننه( غسل اليدين إل الكوعي عند الشروع ‪ ،‬والضمضة ‪ ،‬والستنشاق ‪ ،‬والستنثار‪ ،‬ورد‬
‫مسح الرأس ومسح الذني وتديد الاء لما ‪ ،‬والترتيب بي الفرئض ؛ ومن نسى فرضا… من أعضائه ‪،‬‬
‫فإن تذكره بالقرب فعله وما بعده ‪ ،‬وإن طال فعله وحده وأعاد ما صلى قبله ‪ ،‬وإن ترك سنة فعلها ول‬
‫يعيد الصلة ‪ ،‬ومن نسى لعة غسلها وحدها بنية ‪ ،‬وإن صلى قبل ذلك أعاد ‪ ،‬ومن تذكر الضمضة‬
‫والستنشاق بعد أن شرع ف الوجه فل يرجع إليهما حت يتم وضوءه ‪.‬‬
‫)وفضائله( التسمية والسواك والزائد على الغسلة الول ف الوجه واليدين ‪ ،‬والداءه بقدم‬
‫الرأس‪ ،‬وترتيب السنن وقله الاء على العضو ‪ ،‬وتقدي اليمن على السيى ‪ ،‬ويب تليل أصابع الرجلي‬
‫‪ ،‬ويب تليل اللحية الفيفة ف الوضوء دون الكثيفة ‪ ،‬ويب تليلها ف الغسل ولو كانت كثيفة ‪.‬‬
‫)فصل( نواقض الوضوء أحدث وأسباب ‪ :‬فالحداث ‪ :‬البول والغائط والريح والذى‬
‫والودى ‪ .‬والسباب ‪ :‬النوم الثقيل والغماء والسكر والنون والقبلة ‪ ،‬ولس الرأة إن قصد اللذة أو‬
‫وجدها ‪ ،‬ومس الذكر بباطن الكف أو بباطن الصابع ؛ ومن شك ف حدث وجب عليه الوضوء إل أن‬
‫يكون موسوسا… فل شيء عليه ‪ ،‬ويب عليه غسل الذكر كله من الذى ‪ ،‬ول يغسل النثيي والذى ‪:‬‬
‫هو الاء الارج عند الشهوة الصغرى بتفكر أو نظر أو غيه ‪.‬‬
‫)فصل( ل يل لغي التوضي صلة ول طواف ول مس نسخة القرآن العظيم ول جلدها‪ ،‬ل‬
‫بيده ول بعود ونوه إل الزء منها التعلم فه ‪ ،‬ول مس لوح القرآن العظيم على غي الوضوء إل لتعلم‬
‫فيه أو معلم يصححه ؛ والصب ف مس القرآن كالكبي والث على مناوله له ‪ ،‬ومن صلى بغي وضوء‬
‫عامدا… فهو كافر والعياذ بال ‪.‬‬
‫)فصل( يب الغسل من ثلثة أشياء ‪ :‬النابة واليض والنفاس ‪ ،‬فالنابة قسمان ‪ :‬أحدها‬
‫خروج الن بلذة معتادة ف نوم أو يقظة بماع أو غيه ‪ .‬والثان ‪ :‬مغيب الشفة ف الفرج‪ ،‬ومن رأى‬
‫ف منامه كأنه يامع ول يرج منه من فل شيء عليه ‪ ،‬ومن وجد ف ثوبه منيا… يابسا… ل يدري مت‬
‫أصابه ‪ ،‬اغتسل وأعاد ما صلى من آخر نومه نامها فيه ‪.‬‬
‫)فصل( فرائض الغسل ‪ :‬النية عند الشروع والفور والدلك والعموم ‪.‬‬
‫)وسننه( ‪ :‬غسل اليدين إل الكوعي كالوضوء ‪ ،‬والضمضة والستنشاق والستنثار‪ ،‬وغسل‬
‫صماخ الذن ‪ ،‬وهي الثقبة الداخلة ف الرأس ‪ ،‬وأما صحفة الذن فيجب غسل ظاهرها وباطنها ‪.‬‬
‫)وفضائله( ‪ :‬البداية بغسل النجاسة ث الذكر فينوي عنده ث أعضاء الوضوء مرة مرة ‪ ،‬ث أعلى‬
‫جسده ‪ ،‬وتثليث غسل الرأس ‪ ،‬وتقدي شق جسده الين ‪ ،‬وتقليل الاء على العضاء ‪ ،‬ومن نسى لعة‬
‫أو عضوا من غسله بادر إل غسل حي تذكره ولو بعد شهر ‪ ،‬وأعاد ما صلى قبله‪ .‬وإن آخره بعد‬
‫ذكره بطل غسله ‪ ،‬فإن كان ف أعضاء الوضوء وصادفه غسل الوضوء أجزأه ‪.‬‬
‫)فصل( ل يل للجنب دخول السجد ‪ ،‬ول قراءة القرآن إل الية ونوها للتعوذ ونوه ‪ ،‬ول‬
‫يوز لن ل يقدر على الاء البارد أن يأت زوجته حت يعد اللة إل أن يتلم ‪ ،‬فل شيء عليه ‪.‬‬
‫فصل ف التيمم‬
‫ويتيمم السافر ف غي معصية ‪ ،‬والريض لفريضة أو نافلة ‪ ،‬ويتيمم الاضر الصحيح للفرائض‬
‫إذا خاف خروج وقتها ‪ ،‬ول يتيمم الاضر الصحيح لنافلة ول جعة ول جنازة إل إذا تعينت عليه‬
‫النازة ‪.‬‬
‫)وفرائض التيمم( ‪ :‬النية والصعيد الطاهر ‪ ،‬ومسح الوجه ومسح اليدين إل الكوعي ‪ ،‬وضربة‬
‫الرض الول والفور ‪ ،‬ودخول الوقت واتصاله بالصلة ؛ والصعيد ‪ :‬هو التراب والطوب والجر ‪،‬‬
‫والثلج والضخاض ونو ذلك ‪ .‬ول يوز بالص الطبوخ والصي والشب والشيش ونوه ‪،‬‬
‫ورخص للمريض ف حائط الجر والطوب إن ل يد مناول… غيه ‪.‬‬
‫)وسننه( ‪ :‬تديد الصعيد ليديه ومسح ما بي الكوعي والرفقي ‪ ،‬والترتيب ‪.‬‬
‫)وفضائله( التسمية وتقدي اليمن على اليسرى وتقدي ظاهر الذراع على باطنه ومقدمة على‬
‫مؤخره ‪.‬‬
‫)ونواقضه( ‪ :‬كالوضوء ول تصلى فريضتان بتيمم واحد ‪ ،‬ومن تيمم لفرضة جاز له النوافق‬
‫بعدها ومس الصحف والطواف والتلوة إن نوى ذلك واتصلت بالصلة ول يرج الوقت؛ وجاز بتيمم‬
‫النافلة كل ما ذكر إل الفريضة ‪ ،‬ومن صلى العشاء بتيمم قام للشفع والوتر بعدها من غي تأخي ‪ ،‬ومن‬
‫تيمم من جنابة فلبد من نيتها ‪.‬‬

‫فصل ف اليض‬
‫والنساء مبتدأة ومعتادة وحامل ‪ ،‬وأكثر اليض للمبتدأة خسة عشر يوما… وللمعتادة عادتا‪ ،‬فإن‬
‫تادى با الدم زادت ثلثة أيام ما ل تاوز خسة عشر يوما… ‪ ،‬وللحامل بعد ثلثة أشهر خسة عشر يوما…‬
‫ونوها ‪ ،‬وبعد ستة أشهر عشرون ونوها ‪ ،‬فإن تقطع الدم لفقت أيامه حت تكمل عادتا ‪ ،‬ول يل‬
‫للحائض صلة ول صوم ول طواف ول مس مصحف ول دخول مسجد‪ ،‬وعليها قضاء الصوم دون‬
‫الصلة وقراءتا جائزة ‪ ،‬ول يل لزوجها فرجها ول ما بي سرتا وركبتيها حت تغتسل ‪.‬‬
‫فصل ف النفاس‬
‫والنفاس كاليض ف منعه ‪ ،‬وأكثره ستون يوما… ‪ ،‬فإذا انقطع الدم قبلها ولو ف يوم الولدة‬
‫اغتسلت وصلت ‪ .‬فإذا عاودها الدم فإن كان بينهما خسة عشر يوما… فأكثر كان الثان حيضا ‪ ،‬وإل‬
‫ضم إل الول وكان من تام النفاس ‪.‬‬

‫فصل ف الوقات‬
‫الوقت الختار للظهر من زوال الشمس إل آخره القامة ‪ ،‬والختار للعصر من القامة إل‬
‫الصفرار وضروريهما إل الغروب والختار لغرب قد ما تصلى فيه بعد شروطها ‪ ،‬والختار للعشاء من‬
‫مغيب الشفق إل ثلث الليل الول ‪ ،‬وضروريهما إل طلوع الفجر ؛ والختار للصبح من الفجر إل‬
‫السفار العلى وضرورية إل طلوع الشمس ‪ ،‬والقضاء ف الميع ما وراء ذلك ‪ ،‬ومن آخر الصلة‬
‫حت خرج وقتها فعليه ذنب عظيم إل أن يكون ناسيا… أو نائما… ؛ ول تصلى نافلة بعد صلة الصبح إل‬
‫ارتفاع الشمس ‪ ،‬وبعد صلة العصر إل صلة الغرب ‪ ،‬وبعد طلوع الفجر إل الورد لنائم عنه وعند‬
‫جلوس إمام المعة على النب وبعد والمعة حت يرج من السجد‪.‬‬

‫فصل ف شروط الصلة‬


‫وشرط الصلة طهارة الديث وطهارة البث من البدن والثوب والكان وستر العورة واستقبال‬
‫القبلة ‪ ،‬وترك الكلم وترك الفعال الكثية ‪ ،‬وعورة الرجل ما بي السرة إل الركبة والرأة كلها عورة‬
‫ما عدا الوجه والكفي ‪ ،‬وتكره الصلة ف السراويل ل إذا كان فوقها شيء ‪ ،‬ومن تنجس ثوبه ول يد‬
‫ثوبا… غيه ول يد ماء يغسله به أو ل يكن عنده ما يلبس حت يغسله خروج الوقت صلى بنجاسته ‪ ،‬ول‬
‫يل تأخي الصلة لعدم الطهارة ؛ ومن فعل ذلك فقد عصى ربه ‪ ،‬ومن ل يد ما يستر به عورته صلى‬
‫عريانا… ؛ ومن أخطأ القبلة أعاد ف الوقت ‪ ،‬وكل إعادة ف الوقت فهي فضيلة ‪ ،‬وكل ما تعاد منه الصلة‬
‫ف الوقت فل تعاد منه الفائتة والنافلة ‪.‬‬
‫)فصل( فرائض الصلة ‪ :‬نية الصلة العينة ‪ ،‬وتكبية الجرام والقيام لا ‪ ،‬والفاتة والقيام لا ‪،‬‬
‫والركوع ‪ ،‬والرفع منه والسجود على البهة ‪ ،‬والرفع منه ‪ ،‬والعتدال ‪ ،‬والطمأنينة‪ ،‬والترتيب بي‬
‫فرائضها ‪ ،‬والسلم ‪ ،‬وجلوسه الذي يقارنه ‪.‬‬
‫)وشرط النية( ‪ :‬مقارنتها لتكبية الحرام ‪.‬‬
‫)وسنتها( القامة ‪ ،‬والسورة الت بعد الفاتة ‪ ،‬والقيام لا ‪ ،‬والسر فيما يسر فيه ‪ ،‬والهر فيما‬
‫يهر فيه ‪ ،‬وسع ال لن حده وكل تكبية سنة إل الول ‪ ،‬والتشهدان واللوس لما ‪ ،‬وتقدي الفاتة‬
‫على السورة والتسليمة الثانية والثالثة للمأموم والهر بالتسليمة الواجبة ‪ ،‬والصلة على رسول ال صلى‬
‫ال تعال عليه وكل آله وسلم ‪ ،‬والسجود على النف والكفي والركبتي وأطراف القدمي والسترة‬
‫لغي الأموم وأقلها غلظ رمح وطول ذراع طاهر ثابت غي مشوش‪.‬‬
‫)وفضائلها( رفع اليدين عند الحرام حت تقابل الذني وقول الأموم والفذ ‪ :‬ربنا ولك المد ‪،‬‬
‫والتأمي بعد الفاتة للفذ والأموم ‪ ،‬ول يقولا المام إل ف قراءة السر ‪ ،‬والتسبيح ف الركوع والدعاء‬
‫ف السجود ‪ ،‬وتطويل القراءة ف الصبح والظهر تليها وتقصيها ف العصر والغرب‪ ،‬وتوسطها ف العشاء‬
‫وتكون السورة الول قبل الثانية وأطول منها ‪ ،‬واليئة العلومة ف الركوع والسجود واللوس ‪،‬‬
‫والقنوت سرا… قبل الركوع وبعد السورة ف ثانية الصبح‪ ،‬ويوز الركوع‪ ،‬والدعاء بعد التشهد الثان ‪،‬‬
‫ويكون التشهد الثان أطول من الول والتيامن بالسلم وتريك السبابة ف التشهد ‪ ،‬ويكره اللتفات ف‬
‫الصلة ‪ ،‬وتغميض العيني ‪ ،‬والبسملة والتعوذ ف الفريضة ‪ ،‬ويوزان ف النقل ‪ ،‬والوقوف على رجل‬
‫واحدة إل أن يطول قيامه ‪ ،‬واقتران رجليه وجعل درهم أو غيه ف فمه ‪ ،‬وكذلك كل ما يشوشه ف‬
‫جيبه أو كمه و على ظهره ‪ ،‬والتفكر ف أمور الدنيا وكل ما يشغله عن الشوع ف الصلة ‪.‬‬
‫)فصل( للصلة نور عظيم تشرق به قلوب الصلي ول يناله إل الاشعون ‪ ،‬فإذا أتيت إل‬
‫الصلة ففرغ قلبك من الدنيا وما فيها ‪ ،‬واشتعل براقبة موالك الذي تصلى لوجهه واعتقد أن الصلة‬
‫خشوع وتواضع ل سبحانه بالقيام والركوع والسجود وإجلل وتعظيم له بالتكبي والتسبيح والذكر‬
‫فحافظ على صلتك فإنا أعظم العبادات ‪ ،‬ول تترك الشيطان يلعب بقلبك ويشغلك عن صلتك حت‬
‫يطمس قلبك ويرمك من لذة أنوار الصلة ‪ ،‬فعليك بدوام الشوع فيها فإنا تنهى عن الفحشاء‬
‫والنكر بسبب الشوع فيها ‪ ،‬فاستعن بال أنه خي مستعان ‪.‬‬
‫)فصل( للصلة الفروضة سبعة أحوال مرتبة تؤدي عليها ‪ :‬أربعة منها على الوجوب ‪ ،‬وثلثة‬
‫على الستحباب ‪ :‬أولا القيام بغي استناد ث القيام باستناد ‪ ،‬ث اللوس بغي استناد ‪ ،‬ث اللوس‬
‫باستناد ‪ .‬فالترتيب بي هذه الربعة على الوجوب إذا قدر على حالة منها وصلى بالة دونا ‪ ،‬بطلب‬
‫صلته ‪ ،‬والثلثة الت على الستحباب هي ‪ :‬أن يصلي العاجز عن هذه الثلثة الذكورة على جنبه الين‬
‫‪ ،‬ث على اليسر ث على ظهره ؛ فإن خالف ف الثلثة ل يبطل صلته والستناد الذي تبطل به صلة‬
‫القادر على تركه هو الذي يسقط بسقوطه ‪ ،‬وإن كان ل يسقط بسقوطه فهو مكروه ‪ ،‬وأما النافلة‬
‫فيجوز للقادر على القيام أن يصليها جالسا… ‪ ،‬وله نصف أجر القائم ويوز أن يدخلها جالسا… ويقوم بعد‬
‫ذلك أو يدخلها قائما… ويلس بعد ذلك إل أن يدخلها بنية القيام فيها فيمتنع جلوسه بعد ذلك ‪.‬‬
‫)فصل( يب قضاء ما ف الذمة من الصلوات ول يل التفريط فيها ‪ ،‬ومن صلى كل يوم خسة‬
‫أيام فليس فليس بفرط ويقضيها على نو ما فاتته إن كان حضرية قضاها حضرية ‪ ،‬وإن كان سفرية‬
‫قضاها سفرية سواء كان حي القضاء ف حضر أو سفر ‪ ،‬والترتيب يب الاضرتي وبي يسي الفوائت‬
‫مع الاضرة واجب مع الذكر ‪ ،‬واليسي أربع صلوات فأدن ‪ ،‬ومن كانت عليه أربع صلوات فأقل‬
‫صلها قبل الاضرة ولو خرج وقتها ‪ ،‬ويوز القضاء ف كل وقت ؛ ول يتنقل من عليه القضاء ول‬
‫يصلي الضحى ول قيام رمضان ول يوز له إل الشفع والوتر والفجر والعيدان والسوف والستسقاء‬
‫ويوز لن عليهم القضاء أن يصلوا جاعة إذا استوت صلتم ومن نسى عدد ما عليه من القضاء صلى‬
‫عددا… ل يبقى معه شك ‪.‬‬

‫باب ف السهو‬
‫وسجود السهو ف الصلة سنة فللنقصان سجدتان قبل السلم بعد تام التشهدين يزيد بعدها‬
‫تشهدا… آخر ‪ ،‬وللزيادة سجدتان بعد السلم يتشهد بعدها ويسمل تسليمة أخرى ‪ ،‬ومن نقص وزاد‬
‫سجد قبل السلم ‪ ،‬ومن نسى السجود القبلي حت سلم سجد إن كان قريبا… ‪ ،‬وإن طال أو خرج من‬
‫السجد بطل السجود ‪ .‬وتبطل الصلة معه إن كان على ثلث سنن أو أكثر من ذلك وإل فل تبطل ‪،‬‬
‫ومن نسى السجود البعدي سجده ولو بعد عام ‪ ،‬ومن نقص فريضة فل يزيه السجود عنها ‪ ،‬ومن‬
‫نقص الفضائل فل سجود عليه ‪ ،‬ول يكون السجود القبلي إل لترك سنتي فأكثر ؛ وأما السنة الواحدة‬
‫فل سجود لا إل السر والهر ‪ ،‬فمن أسر ف الهر سجد قبل السلم ‪ ،‬ومن جهر ف السر سجد بعد‬
‫السلم ‪ ،‬ومن تكلم ساهيا… سجد بعد السلم ‪ ،‬ومن سلم من ركعتي ساهيا… سجد بعد السلم ‪ ،‬ومن‬
‫زاد ف الصلة ركعة أو ركعتي سجد بعد السلم ومن زاد ف الصلة مثلها بطلت ‪ ،‬ومن شك ف‬
‫كمال صلته أتى با شك فيه والشك ف النقصان كتحققه ‪ ،‬فمن شك ف ركعة أو سجدة أتى با‬
‫وسجد بعد السلم ‪ ،‬وإن شك ف السلم سلم إن كان قريبا… ول سجود عليه ‪ ،‬وإن طال بطلت‬
‫صلته ‪ ،‬والوسوس يترك الوسوسة من قلبه ‪ ،‬ول يأت با شك فيه ‪ ،‬ولكن يسجد بعد السلم سواء‬
‫شك ف زيادة أو نقصان ‪ ،‬ومن جهر ف القنوت فل سجود عليه ولكنه يكره عمده ‪ ،‬ومن زاد السورة‬
‫ف الركعتي الخيتي فل سجود عليه ‪ ،‬ومن سع ذكر ممد صلى ال عليه وآله وسلم وهو ف الصلة‬
‫فصلى عليه فل شيء عليه ‪ ،‬سواه كان ساهيا… أو عامدا… أو قائما… أو جالسا… ‪ .‬ومن قرأ سورتي فأكثر ف‬
‫ركعة واحدة أو خرج من سورة إل سورة ‪ ،‬أو ركع قبل تام السورة فل شيء عليه ف جيع ذلك ‪،‬‬
‫ومن أشار ف صلته بيده أو رأسه فل شيء عليه ‪ ،‬ومن كرر الفاتة ساهيا… سجد بعد السلم ‪ ،‬وإن‬
‫كان عامدا… فالظاهر البطلن ‪ ،‬ومن تذكر السورة بعد اننائه إل الركوع فل يرجع إليها ‪ ،‬ومن تذكر‬
‫السر أو الهر قبل الركوع أعاد القراءة ‪ ،‬فإن كان ذلك ف السورة وحدها أعادها ول سجود عليه ‪،‬‬
‫وإن كان ف الفاتة أعادها وسجد بعد السلم ‪ ،‬وإن فات بالركوع سجد لترك الهر قبل السلم‬
‫ولترك السر بعد السلم سواه كان من الفاتة أو السورة وحدها ‪ ،‬ومن ضحك ف الصلة بطلت سواء‬
‫كان ساهيا… أو عامدا… ‪ ،‬ول يضحك ف صلته إل غافل متلعب ‪ ،‬والؤمن إذا قام لصلة أعرض بقلبه‬
‫عن كل ما سوى ال سبحانه وترك الدنيا وما فيها ‪ ،‬حت يضر بقلبه جلل ال سبحانه وعظمته ‪،‬‬
‫ويرتعد قلبه وترهب نفسه من هيبة ال جل جلله ‪ ،‬فهذه صلة التقي ول شيء عليه ف التبسم ‪،‬‬
‫وبكاء الاشع ف الصلة مغتفر ‪ ،‬ومن أنصت لتحدث قليل… فل شيء عليه‪ ،‬ومن قام من ركعتي قبل‬
‫اللوس ‪ ،‬فإن تذكر قبل أن يفارق الرض بيديه وركبتيه رجع إل اللوس ول سجود عليه ‪ ،‬وإن‬
‫فارقها تادى ول يرجع وسجد قبل السلم وإن رجع بعد الفارقة وبعد القيام ساهيا… أو عامدا… صحت‬
‫صلته وسجد بعد السلم ‪ ،‬ومن نفخ ف صلته ساهيا… سجد بعد السلم ‪ ،‬وإن كان عامدا… بطلت‬
‫صلته ‪ .‬ومن عطس ف صلته فل يشتغل بالمد ول يرد على من شته ول يشمت عاطسا… ‪ ،‬فإن حد‬
‫ال فل شيء عليه ‪ .‬ومن تثاءب ف الصلة سد فاه ‪ ،‬ول ينفث إل ف ثوبه من غي إخراج حروف ‪،‬‬
‫ومن شك ف حدث أو ناسة فتفكر ف صلته قليل… ‪ ،‬ث تيقن الطهارة فل شيء عليه ‪ ،‬ومن التفت ف‬
‫الصلة ساهيا… فل شيء عليه ‪ ،‬وإن تعتمد فهو مكروه ‪ ،‬وإن استدبر القبلة قطع الصلة ‪ ،‬ومن صلى‬
‫برير أو ذهب أو سرق ف الصلة أو نظر مرما ف عاص وصلته صحيحة ‪ ،‬ومن غلط ف القراءة‬
‫بكلمة من غي القرآن سجد بعد السلم ‪ ،‬وإن كانت من القرآن فل سجود عليه إل يتغي اللفظ أو‬
‫يفسد العن فيسجد بعد السلم‪ ،‬ومن نعس ف الصلة فل سجود عليه ‪ ،‬وإن ثقل نومه أعاد الصلة‬
‫والوضوء ‪ ،‬وأني الريض مغتفر والتنحنح للضرورة مغتفر ‪ ،‬وللفهام منكر ول تبطل الصلة به ‪ ،‬ومن‬
‫ناداه أحد فقال له ‪ :‬سبحانه ال كره وصحت صلته ‪ ،‬ومن وقف ف القراءة ول يفتح عليه أحد ترك‬
‫تلك الية وقرأ ما بعدها ‪ ،‬فإن تعذرت عليه ركع ‪ .‬ول ينظر مصحفا… بي يديه إل أن يكون ف الفاتة‬
‫فلبد من كمالا بصحف أو غيه ‪ ،‬فإن ترك منها آية سجد قبل السلم ‪ ،‬وإن كان أكثر بطلت صلته‬
‫‪ ،‬ومن فتح على غي إمامه بطلب صلته ‪ ،‬ول يفتح على إمامه إل أن ينتظر الفتح أو يفسد العن ‪ ،‬ومن‬
‫جال فكره قليل… ف أمور الدنيا نقص ثوابه ول تبطل صلته ‪ ،‬ومن دفع الاشي بي يديه أو سجد على‬
‫شق جبهته أو سجد على طية أو طيتي من عمامته فل شيء عليه ‪ ،‬ول شيء ف غلبة القىء والقلس ف‬
‫الصلة ‪ ،‬وسهو الأموم يمله المام إل أن يكون من نقص الفريضة‪ ،‬وإذا سها الأموم أو نعس أو زوحم‬
‫عن الركوع وهو ف غي الول ‪ ،‬فإن طمع ف إدراك المام قبل رفعه من السجدة الثانية ركع ولقه ‪،‬‬
‫وإن ل يطمع ترك الركوع وتبع إمامه وقضى ركعة ف موضعها بعد سلم إمامه ‪ .‬وإن سها عن‬
‫السجود أو زوحم أو نعس حت قام المام إل ركعة أخرى سجد أن طمع ف إدراك المام قبل الركوع‬
‫وإل تركه وتبع المام وقضى ركعة أخرى أيضا… ‪ ،‬وحيث قضى الركعة فل سجود عليه إل أن يكون‬
‫شاكا… ف الركوع أو السجود ‪ ،‬ومن جاءته عقرب أو حية فقتلها فل شيء عليه إل أن يطول فعله أو‬
‫يستدبر القبلة فإنه يقطع ومن شك هل هو ف الوتر أو ف ثانية الشفع جعلها ثانية الشفع وسجد بعد‬
‫السلم ث أوتر ‪ ،‬ومن تكلم بي الشفع والوتر ساهيا… فل شيء عليه ‪ ،‬وإن كان عامدا… كره ول شيء‬
‫عليه ؛ والسبوق إن أدرك مع المام أقل من ركعة فل يسجد معه ل قبليا… ول بعديا… فإن سجد معه‬
‫بطلب صلته ‪ ،‬وإن أدرك ركعة كاملة أو أكثر سجد معه القبلى وأخر البعدي حت يتم صلته فيسجد‬
‫بعد سلمه ‪ ،‬فإن سجد مع المام عامدا… بطلت صلته وإن كان ساهيا… سجد بعد السلم ‪ ،‬وإن سها‬
‫السبوق بعد سلم المام فهو كالصلى وحده ‪ ،‬وإذا ترتب على السبوق بعدي من جهة إمامه وقبلي‬
‫من جهة نفسه أجزأه القبلى ‪ .‬ومن نسى الركوع وتذكره ف السجود رجع قائما…‪ ،‬ويستحب له أن يعيد‬
‫شيئا… من القراءة ث يركع ويسجد بعد السلم ‪ ،‬ومن نسى سجدة واحدة وتذكرها بعد قيامه رجع‬
‫جالسا… وسجدها إل أن يكون قد جلس قبل القيام فل يعيد اللوس‪ ،‬ومن نسى سجدتي خر ساجدا…‬
‫ول يلس ويسجد ف جيع ذلك بعد السلم ‪ ،‬وإن تذكر السجود بعد رفع رأسه من الركعة الت تليها‬
‫تادى على صلته ول يرجع وألغى ركعة السهو وزاد ركعة ف موضعها بانيا… وسجد قبل السلم إن‬
‫كان من الوليي وتذكر بعد عقد الثالثة ‪ ،‬وبعد السلم إن ل تكن من الوليي أو كانت منهما وتذكر‬
‫قبل عقد الثالثة لن السورة واللوس ل يفوتا‪ .‬ومن سلم شاكا… ف كمال صلته بطلت صلته ‪ ،‬والسهو‬
‫ف صلة القضاء كالسهو ف صلة الداء‪ ،‬والسهو ف النافلة كالسهو ف الفريضة إل ف ست مسائل ‪:‬‬
‫الفاتة والسورة والسر والهر ‪ ،‬وزيادة ركعة ونسيان بعض الركان إن طال ‪ ،‬فمن نسى الفاتة ف‬
‫النافلة وتذكر بعد الركوع تادى وسجد قبل السلم بلف الفريضة ‪ ،‬فإنه يلغي تلك الركعة ويزيد‬
‫أخرى ويتمادى ‪ ،‬ويكون سجوده كما ذكرنا ف تارك السجود ‪ .‬ومن نسى السورة أو الهر أو السر‬
‫ف النافلة وتذكر بعد الركوع تادى ول سجود عليه بلف الفريضة ‪ .‬ومن قام إل ثالثة ف النافلة فإن‬
‫تذكر قبل عقد الركوع رجع وسجد بعد السلم ‪ ،‬وإن عقد الثالثة تادى وزاد الرابعة وسجد قبل‬
‫السلم بلف الفريضة فإنه يرجع مت ما ذكر ويد بعد السلم ‪ ،‬ومن نسى ركنا… من النافلة كالركوع‬
‫أو السجود ول يتذكر حت سلم وطال فل إعادة عليه بلف الفريضة فإنه يعيدها أبدا…‪ ،‬ومن قطع‬
‫النافلة عامدا… أو تكر منا ركعة أو سجدة عامدا… أعادها أبدا ‪ ،‬ومن تنهد ف صلته ف شيء عليه إل أن‬
‫ينطق بروف ‪ ،‬وإذا سها المام بنقص أو زيادة سبح به الأموم وإذا قام إمامك من ركعتي فسبح به ‪،‬‬
‫فإن فارق الرض فاتبعه ‪ ،‬وإن جلس ف الول أو ف الثالثة فقم ول تلس معه ‪ ،‬وإن سجد واحدة‬
‫وترك الثانية فسبح به ول تقم معه إل أن تاف عقد ركوعه فاتبعه ول تلس بعد ذلك معه ل ف ثانية‬
‫ول ف رابعة ‪ ،‬فإذا سلم فزد ركعة أخرى بدل… من الركعة الت ألغيتها بانيا… وتسجد قبل السلم ‪ ،‬فإن‬
‫كنتم جاعة الفضل لكم أن تقدموا واحدا… يتم بكم ‪ ،‬وإذا زاد المام سجدة ثالثة فسبح به ول تسجد‬
‫معه ‪ ،‬وإذا قام المام إل خامسة تبعه من تيقن موجبها أو شك فيه وجلس من تيقن زيادتا ‪ ،‬فإن جلس‬
‫الول وقام الثان بطلت صلته ‪ ،‬وإذا سلم المام قبل كمال الصلة سبح به من خلفه ‪ ،‬فإن صدقه‬
‫كمل صلته وسجد بعد السلم ‪ ،‬وإن شك ف خبه سأل عدلي وجاز لما الكلم ف ذلك ‪ ،‬وإن تيقن‬
‫الكمال عمل على يقينه وترك العدلي إل أن يكثر الناس خلفه فيترك يقينه ويرجع إليهم ‪.‬‬
‫بمد ال تعال ت طبع كتاب ]متصر الخضري[‬
‫مصححا بعرفة لنة العلماء برياسة ‪ :‬الشيخ أحد سعد علي‬

You might also like