Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫المنهج المقارن ‪ :‬وهو ذلك المنهج الذي يعتمد على المقارنة في دراس ة الظ اهرة حيث ي برز أوج

ه الش به واالختالف فيم ا بين‬


‫ظاهرتين أو أكثر‪ ،‬ويعتمد الباحث من خالل ذلك على مجموع ة من الخط وات من أج ل الوص ول إلى الحقيق ة العلمي ة المتعلق ة‬
‫بالظاهرة المدروسة‪ .‬وتس تعين العل وم القانوني ة ب المنهج المق ارن في الكث ير من الدراس ات‪ ،‬وذل ك من خالل مقارن ة مؤسس ات‬
‫قانونية بمؤسسات قانونية في نظم قانونية أخرى‪'.‬‬

‫المقدمــــــة المقصود من المنهج الطريفة التي يتبعها العقل في دراسة موضوع ما للوصول إلى ق انون ع ام أو م ذهب ج امع أو‬
‫هو فن ترتيب األفكار ترتيبا دقيقا بحيث يؤدي إلى كشف حقيقة وقد تعددت منها مناهج البحث العلمي تبعا لتعدد جوانب الدراسة‬
‫فمنها التاريخي الذي يفسر الوقائع التاريخية وتحدد أسبابها الحقيقي ة ومنه ا الوص في ال ذي ي درس الظ اهرة بجمي ع خصائص ها‬
‫وأبعادها ومنها المقارن الذي هو موضوع بحثنا فما مفهوم المقارن ؟ ما هي مراحله ؟ وما هي عالقته بالعلوم األخرى؟ المبحث‬
‫األول المطلب األول‪ :‬تعريف المنهج المقارن أ‪/‬لغــــة‪ :‬هي المقايسة بين ظاهرتين أو أكثر ويتم ذلك بمعرفة أوجه الش به وأوج ه‬
‫االختالف ب‪/‬اصطالحا‪:‬هي عملية عقلية تتم بتحديد أوجه الشبه وأوجه االختالف بين حادثتين اجتم اعيتين أو أك ثر تس تطيع من‬
‫خاللها الحص ول على مع ارف أدق وأوقت نم يز به ا موض وع الدراس ة أو الحادث ة في مج ال المقارن ة والتص نيف يق ول دور‬
‫كايم‪ «:‬هي األداة المثلى للطريقة االجتماعية» وهذه الحادثة محددة بزمانها ومكانها وتريخها يمكن أن تكون كيفية قابل ة للتحلي ل‬
‫أو كمية لتحويلها إلى كم قابل للحساب وتكمن أهميتها في تمييز موضوع البحث عن الموضوعات األخرى وهنا تبدأ معرفتنا ل ه‬
‫المطلب الث اني‪ :‬ش روط المقارن ة كم ا يمكنن ا بواس طة المقارن ة الوص ول إلى تحقي ق دراس ة أو في وأدق في مي دان المقارن ة‬
‫والتطبيقية لتحقيق مقارنة سليمة يجب توافر شروط الحكم هذه العملية الذهنية ‪ -‬يجب أن ال ترتك ز المقارن ة على دراس ة حادث ة‬
‫واحدة وإنما تستند المقارنة إلى دراسة مختلف أوجه الشبه واالختالف بين ح ادثتين أو أك ثر ‪ - .‬أن يس لط الب احث على الحادث ة‬
‫موضوع الدراسة ضوءا أدق وأوفى يجمع معلومات كافية وعميقة حول الموضوع‪ - .‬أن تكون هناك أوجه شبه وأوج ه اختالف‬
‫فال يجوز مقارنة ما ال يقارن‪ - .‬تجنب المقارنات الس طحية والتع رض من الج وانب أك ثر عمق ا لفحص وكش ف طبيع ة الواق ع‬
‫المدروس وعقد المقارنات الجادة والعميقة‪ - .‬أن تكون مقيدة بعاملي الزمان والمكان فال بد أن تقع الحادثة االجتماعية في زم ان‬
‫ومكان نستطيع مقارنتها بحادثة مشابهة وقعت في زم ان ومك ان آخ رين ‪ .‬المطلب الث الث‪ :‬مراح ل أن واع المقارن ة للمقارن ة ‪4‬‬
‫أنواع هي‪ /1 :‬المقارنة المغايرة‪ :‬وهي المقارن ة بين ح ادثتين اجتم اعيتين أو أك ثر تك ون أوج ه االختالف فيه ا أك ثر من أوج ه‬
‫الشبه‪ /2 .‬المقارنة الخارجية‪ :‬وهي مقارنة حوادث اجتماعية مختلفة عن بعضها‪ /3 .‬المقارنة الداخلية‪ :‬تدرس حادثة واحدة مثال‬
‫البطالة أثناء الثورة قد يك ون راج ع إلى ض عف النش اط الح ربي أو الهج رة الس كان أو تجمعهم في الس جون والمحتش دات‪/4 .‬‬
‫المقارنة االعتيادية‪ :‬وهي مقارنة بين ح ادثتين أو أك ثر من جنس واح د تك ون أوج ه التش ابه بينهم ا أك ثر من أوج ه االختالف‪.‬‬
‫مراحل المنهج المقارن ال يختلف اثنان في كون المنهج المقارن كغيره من المناهج يمر في دراسته بمراحل تذكرها‪ /1 :‬وإثب ات‬
‫وجود الحادثة االجتماعية وعلى الباحث أن يتحلى بروح العالم الفيزيائي والكيميائي بمعنى أنه يجب علي ه أن يعت بر تعين ا خالل‬
‫البحث الحوادث االجتماعية أشياء فيتناولها من الخارج‪ /2 .‬تصنيف مختلف الس مات والخص ائص و العناص ر ك ل في إطاره ا‬
‫لتحديد جملة من المفاهيم‪ /3 .‬ثم عليه بع د ذل ك أن يكش ف العالق ات الثابت ة أي الق وانين بين الح وادث االجتماعي ة ال تي أقامه ا‬
‫فيتحاشى التفسير بالعلل الغائبة وال يعتمد أال التفسير بالعل ل الفعال ة ويجب أن يبحث عن عل ة الحادث ة االجتماعي ة في الح وادث‬
‫االجتماعية السابقة فيفسر الحادثة محادثة أخرى‪ /4 .‬ولكي يتحقق من الغرض الذي يقدمه لتفسير الحادثة االجتماعية يجب علي ه‬
‫أن يعمد إلى تحليل الشرح المعلومات ومعرفة أسباب االختالف والم ادة ال تي يجمعه ا قص د للحص ول إلى ق انون س ليم المبحث‬
‫الثاني المطلب األول‪ :‬المنهج المقارن وعلم االجتماع لقد رأينا أن التاريخ يهتم بالحوادث الماضية من حيث هي ح وادث خاص ة‬
‫ويبحث عن أسبابها في ح دود معين ة من الزم ان والمك ان أم ا علم االجتم اع فإن ه يتج اوز الح دود المكاني ة والزماني ة‪ ،‬ويطلب‬
‫العالقات العامة الثابتة بين الحوادث ال تي تق ع في المجتمع ات ع بر الزم ان والمك ان وتتمث ل ه ذه العالق ات العام ة الثابت ة (أي‬

‫‪1‬‬
‫القوانين) في وحدة العادات والمعتقدات لدى مختلف األمم المتباعدة في الزمان والمك ان عن د وح دة الش روط االجتماعي ة بحيث‬
‫يمكننا أن تقول أن الشروط االجتماعية المتماثلة تح دث ظ واهر اجتماعي ة متماثل ة (أي المؤسس ات واألخالق والمعتق دات ال تي‬
‫تظهر في فئة بشرية) يستعين العالم االجتم اعي في تحقي ق الف روض بالت اريخ المق ارن فيتن اول المجتمع ات في أمكن ة وأزمن ة‬
‫مختلفة فيالحظ كيف أن الظاهرة المعينة تتغير تبعا لتغير ظاهرة أخرى معين ة ومن هن ا فمنهج علم االجتم اع ه و منهج مقارن ة‬
‫بالدرجة األولى يعتمد على اإلحصاء والخطوط البيانية لتأخذ شكال رياضيا وتأخذ مثال ذل ك ظ اهرة االنتح ار ال ذي درس ه دور‬
‫كايم للكشف عن العالقة الثابتة بين النسبة للمنتحرين والحالة المدنية والذين ونم ط العيش فت بين ل ه أن االنتح ار بين الم تزوجين‬
‫وهو عن د الم تزوجين ال ذين ال أوالد لهم أرف ع من ه عن د الم تزوجين وأن البروتس تانين ينتح رون أك ثر من الك اثوليكيين‪....‬الخ‬
‫فاستخلص من هذه المعطيات اإلحصائية قانونا اجتماعيا مؤداه « أن االنتح ار يتناس ب عكس ا م ع درج ة االن دماج في المجتم ع‬
‫الديني والمجتمع العائلي والمجتمع السياسي » المطلب الث اني‪ :‬المنهج المق ارن وعلم السياس ة لق د س اعد المنهج المق ارن بش كل‬
‫كبير في تطور علم السياسة فقد استخدمه العديد من الدول ومن أهمه ا اليون ان من أج ل المقارن ة بين األنظم ة السياس ية لم دنها‬
‫وذلك لتبني األنظمة المثلي فقد قام أرسطو بمقارنة ‪ 158‬دستور من دس اتير ه ذه الم دن واعتم د في ذل ك على مب دأ الض رورة‬
‫القائم على أساس أن لكل دولة خصوصياتها‪ .‬كما نجد مونتسكيو الذي صنف األنظمة إلى جمهورية ملكي ة‪ ،‬دس تورية وإس تبداية‬
‫وأكد في مقارنته أن تصنيفه يقوم على أساس الممارسة الفعلية التي تتم داخل النظام فالجمهورية في نظ ره هي ال تي تس ود فيه ا‬
‫العدالة والقانون وتصان فيها الحريات الخاصة والعامة‪ ،‬أما ميكا فيلي ميز في مقارنته بين ‪ 3‬أصناف من ال دول – الدول ة ال تي‬
‫يحكمها ملك واحد ‪ -‬الدولة األرستقراطية وتحكمه ا أقلي ة النبالء ‪ 3‬الدول ة الديمقراطي ة وهي ال تي ترج ع فيه ا الس يادة للش عب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬منهج المقارن وعلم القانون لقد عرف القانون المقارن تطورا معتبرا خالل القرن ‪ 19‬بتأس يس جمعي ة التش ريع‬
‫المقارن بباريس سنة ‪ 1869‬حيث تهتم دراسة القانون المقارن بمقارنة قوانين بلدان مختلفة ألجل لمعرف ة أوج ه الش به و أوج ه‬
‫االختالف بين هاته القوانين كما يعمل على تفسير مختلف فروع القانون‪ .‬فقد استعمل ماكس فيبر المنهج المق ارن لدراس ة المب دأ‬
‫الذي تقوم عملية ممارسة السلطة في المجتم ع وق د ق ارن وم يز بين ‪ 3‬أن واع من الس لطات‪ .‬وهي الس لطة الكاريزماتي ة وال تي‬
‫يمارسها أشخاص تكون لهم قدرات ذهنية وشخصية كبيرة وخارقة يخضع لها المحكومين‪ .‬السلطة التنفيذي ة‪ :‬وهي الس لطة ال تي‬
‫تستند في أحكامها على العادات والتقاليد واألعراف السائدة في بلد معين‪ .‬السلطة القانونية‪ :‬وهي السلطة التي يستمد فيه ا الح اكم‬
‫شرعيته من القانون وهي السلطة التي تعمل به ا المجتمع ات المتقدم ة‪ .‬الخاتمــــــة رغم أن المقارن ة كمنهج ق ائم بذات ه ح ديث‬
‫النشأة ولكنها قديمة قدم الفك ر اإلنس اني فق د اس تخدمها أرس طو وأفالط ون كوس يلة للح وار في المناقش ة قص د قب ول أو رفض‬
‫القضايا واألفكار المطروحة للنقاش كما تم استخدامها في الدراسات المتعلقة بالمواضيع العامة كمقارنة بلد ببلد آخ ر إض افة إلى‬
‫استعماله في المواضيع والقضايا الجزئية التي تحتاج إلى الدراسة والدقة‪ .‬كما أس همت الدراس ات المقارن ة بالكش ف على أنم اط‬
‫التطور واتجاهاته في العظم االجتماعية‪ .‬قائمــة المراجـــع‬

‫‪2‬‬

You might also like