‫الدولة بين الحق و العنف‬

‫كيف تمارس الدولة سلطتها؟ هل بالقوة و العنف أم بالقانون؟‬

‫هل تستطيع الدولة تدبير شؤونها دون اإلستعانة بالعنف؟‬
‫و هل يحق لها أن تلجأ للعنف؟‬

‫ماكس فيبر‬
‫يرى الفيلسوف و عالم اإلجتماع ماكس فيبر أن العنف هو حجر األساس الذي تقوم عليه الدولة‪ ,‬فبغيابه تسود الفوضى و يكثر‬
‫الصراع‪ ,‬لذلك تتجه كل دولة إلى تقويته و العمل على احتكاره‪ ,‬وعدم السماح ألي كان بممارسته‪ ,‬فإن الدولة ليست مخيرة في اإلعتماد‬
‫علي العنف‪ ,‬ألن بواسطته وحده تستطيع فرض سلطتها و ضمان استمراريتها من جهة و حماية حقوق أفرادها و مواطنيها من جهة‬
‫أخرى‪ ,‬إذن فالقوة هي التي تضمن استمرار الدولة و هي األداة األنجع لتسيير شؤون المجتمع‬

‫جاكلين روس‬
‫على خالف ماكس فيبر فإن األكاديمية البريطانية جاكلين روس ترى أن الدولة المعاصرة هي دولة حق وقانون ال دولة عنف و‬
‫ترهيب‪ ,‬بحيث يجب أن تقوم على مبدأ الممارسة المعقلنة للسلطة‪ ,‬باإلضافة إلى التشبت بالقانون و كدا احترام حريات األفراد وحفض‬
‫كرامتهم ضد كل أشكال العنف و القوة و التخويف‪ ,‬وذلك يكون بإشراك المواطنين في تدبير الشأن العام و كدا اعتبارهم فاعلين مؤثرين‬
‫مة الفرد باعتباره الغاية‬ ‫ال مجرد وسائل و دمى‪ ,‬فالغاية هنا هي الفرد و ليس الدولة‪ ,‬إذ أن هذه األخيرة هي مجرد وسيلة لخد‬
‫األساسية من كل تشريع‪ .‬إن سلطة دولة الحق تتخد ثالثة مضاهر أساسية وهي احترام القانون الخضوع للحق و فصل السلط‬

‫نيكوال ميكيافيلي‬
‫يرى الفيلسوف اإلطالي نيكوال ميكيافيلي أن حاكم الدولة غير ملزم بممارسة سلطته عن طريق القانون وحده)أسلوب اإلنسان( أو‬
‫بالقوة وحدها)أسلوب الحيوان(‪ ,‬فالسياسة هي مجال للصراع بين األفراد و بين الجماعات‪ ,‬لذلك يجب على األمير أن يعتمد في‬
‫ممارسته للسلطة عليهما معا ما اقتضت الضرورة بذلك‪ ,‬فالعمل بالقانون ال يجب أن يكون عائقا أمام اللجوء للقوة في سبيل الحفاض‬
‫على الحكم‪ ,‬إذ بامكانه التضاهر بالرحمة و الورع و النزاهة‪ ,‬لكن في نفس الوقت يشرع له اللجوء إلى العنف و القوة و كل الوسائل‬
‫المتاحة للتغلب على خصومه و كدا بلوغ غايته‪ ,‬وبذلك تصبح سلطة الحاكم فوق القانون و فوق كل السلط‪ ,‬فمادامت الغاية هي‬
‫الحفاض على الدولة من الفوضى و كدا تعميم الهدوء و االستقرار‪ ,‬فال ضرر في استغدام جميع الوسائل‪ ,‬ألن الغاية تبرر الوسيلة‬