Professional Documents
Culture Documents
بحث قضاء إداري - ياسمين البلوشية
بحث قضاء إداري - ياسمين البلوشية
سلطنة عمان
.وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار
.جامعة البريمي -كلية الحقوق
:موضوع البحث
أهمية البحث :تتجلى أهمية البحث في كونه يقوم بتبيان موضوع حساس له عالقة
قوية باألعمال التي تصدر من اإلدارة ،وهذا الموضوع من المواضيع األكثر جداًل
في محاكم القضاء اإلداري.
اإلشكاليات :ما هي المعايير التي يمكن تمييز أعمال السيادة عن غيرها من األعمال،
ما هي الظروف االستثنائية التي ترد على هذه القاعدة ،كذلك ما هي السلطة التقديرية
ألوجه الخروج على المشروعية ،وفي االخر ما هي مبررات واعتبارات السلطة
التقديرية.
أسباب اختيار الموضوع :ان سبب اختياري لهذا الموضوع هو الرغبة الذاتية
والفضول في االطالع حول كل ما يخص مبدأ المشروعية .اما بالنسبة لألسباب
الموضوعية كون أعمال اإلدارة من المواضيع التي اهتمت التشريعات بتنظيمها،
ولكون هذا الموضوع أكثر إثارًة للجدل”.
“اهداف البحث :يهدف بحثي لتسليط الضوء على المعايير التي تميز أعمال السيادة
عن غيرها من األعمال ،وكذلك التعرف على الظروف االستثنائية والتعرف على
السلطة التقديرية في الخروج على المشروعية ،أيضا معرفة ما هي مبررات
واعتبارات السلطة التقديرية.
خطة البحث :سوف أقوم بتقسيم بحثي هذا إلى مبحثين كالتالي:
المبحث األول :أعمال السيادة أو الحكومة
المطلب األول :المعايير التي تميز أعمال السيادة عن غيرها من األعمال
المطلب الثاني :الظروف االستثنائية لهذه القاعدة
المبحث الثاني :السلطة التقديرية
المطلب األول :مفهوم السلطة التقديرية
المطلب الثاني :اعتبارات ومبررات السلطة التقديرية.
المبحث األول
أعمال السيادة أو الحكومة
" تعرف أعمال السيادة بأنها مجموعة من أعمال السلطة التنفيذية ،حيث انها لديها
حصانة ضد رقابة القضاء بجميع صورها ومظاهرها ،اي انها ال تكون محال إللغاء،
أو تعويض ،أو وقف تنفيذ ،أو فحص مشروعية ،سواء كانت هذه األعمال تم
صدورها في الظروف العادية أو في الظروف االستثنائية" .
حيث نصت المادة (" )٧من قانون محكمة القضاء اإلداري بالسلطنة على أنه "ال
تختص المحكمة بالنظر في الطلبات المتعلقة بأعمال السيادة ،”" "....كذلك نصت
“المادة (" )١١من قانون مجلس الدولة المصري على أنه ":ال تختص محاكم مجلس
الدولة بالنظر في الطلبات المتعلقة بأعمال السيادة "" .
" والذي يظهر لنا من نص كال المادتين بأن المشرع في السلطنة ومصر لم يعين
أعمال السيادة ولم يضع مفهوم لها ،والذي يظهر لنا ان المشرع في كال البلدين ترك
هذا األمر للقضاء ،ليقرر بسلطته التقديرية ما يعده من أعمال السيادة فيخرجه من
اختصاصه والذي ال يعد كذلك يخضعه لرقابته".
"المطلب األول :المعايير التي تميز أعمال السيادة عن غيرها من األعمال "
" يأخذ الفقه على عاتقه مهمة وضع معيار الذي بدوره يمكن من خالله تمييز أعمال
السيادة عن غيرها من األعمال ،ويكون مجموعة من المعايير المختلفة منها معيار
الباعث السياسي ،وطبيعة العمل محل طلب اإللغاء أو التعويض ،واخيرا القائمة
القضائية لتحديد أعمال السيادة" .
"المعيار األول :معيار الباعث السياسي "
" يقوم هذا المعيار على اساس النظر الى الباعث الذي أدى إلى إصدار القرار ،ففي
حالة كان الباعث سياسي اي يكون متعلق بالسياسة العليا للدولة و يهدف إلى حماية
الدولة داخليا أو خارجيا ،يعتبر القرار متعلقا بأعمال السيادة و يكون بالتالي خارج
من رقابة القضاء ،و بالرغم ما يتميز به هذا المعيار من البساطة و الوضوح اال انه
األخذ به يشكل خطورة على الحقوق و الحريات ،و في الوقت نفسه يتنافى مع مبدأ
المشروعية و أيضا يتعارض و يخالف الديمقراطية التي تقتضي ان ممارسة الحكام"
" الختصاصاتهم البد أن تكون وفقا للقانون ،و بالتالي يجب أن تخضع لرقابة القضاء
للتأكد من مشروعيتها" .
"المعيار الثاني :معيار طبيعة العمل "
"ينهض هذا المعيار في أساسه على طبيعة العمل أو موضوعه بغض النظر عن
الباعث الذي دفع اإلدارة للقيام به ،و كذلك من ناحية طبيعة العمل كمعيار ألعمال
السيادة ،حيث قال البعض انه في حالة كان األمر متعلق بتنفيذ الدستور يعتبر من
أعمال السيادة ،أما في حالة كان متعلق بتنفيذ القوانين العادية أو اللوائح يعتبر ”
“ عمال اداريا ،و ذهب القول عند اآلخرون لتحديد طبيعة العمل بالتركيز على أن
العمل يكون من أعمال السيادة إذا كان صادر عن السلطة التنفيذية اي بوصفها
الحكومة ،و يكون عمال اداريا عاديا إذا كان صادر منها باعتبارها إدارة" .
"_ لقد انتقد هذا المعيار طبيعة العمل كأساس لتحديد أعمال السيادة ،اي انه يكون
(تحكمي) كذلك عدم االتفاق على معيار دقيق للتمييز بين أعمال الحكومة وأعمال
اإلدارة ،لذلك لجأ مجلس الدولة الفرنسي لتحديد أعمال السيادة في كل حالة على حده،
حيث انه هذا األمر مهد لظهور ما يعرف بقائمة أعمال السيادة" .
"المعيار الثالث :معيار القائمة القضائية "
" لقد استقر األمر في كل من فرنسا ومصر على أن القضاء هو الذي يعين المقصود
بأعمال السيادة ،حيث أن هذا ما تم تأكيده من قبل محكمة القضاء اإلداري بالسلطنة
في نص المادة ( )٧من قانون المحكمة أنها لم تحدد أعمال السيادة ،ولم تضع مفهوما
لها ،مما يتضح لنا ان المشرع ترك األمر للقضاء ليقرر بسلطته التقديرية ما يعد من
أعمال السيادة فيخرجه من اختصاصه وما ال يعد من ذلك يخضعه لرقابته" .
" وعلى الرغم من أن معيار القائمة القضائية هو األرجح في المعايير وأكثرها واقعية
في تحديد أعمال السيادة ،وأن تحديد مجال هذه األعمال يختلف ضيقا واتساعا تبعا
الختالف الظروف ،إال أن تردد موقف القضاء بين التشديد والتهاون .دفع البعض إلى
المطالبة بقصر وتحديد أعمال السيادة على المسائل التي تكون متصلة بعالقة
الحكومة بالبرلمان ،وعلى عالقتها بالدول األجنبية“ .
" وإذا كان القضاء والفقه قد بذل جهودا لتحديد نطاق أعمال السيادة وحصرها في
أضيق نطاق ممكن ،وذلك بهدف أن في حالة اتساع نطاقها ينتقص من مبدأ
المشروعية وسيادة القانون ،وهذه مبادئ سطرتها الدساتير والنظم األساسية ،إال أنه
بعضها الزال متمسك بفكرة أعمال السيادة ،اي باعتبارها ضرورة لحماية المصالح
العليا في الدولة ،خاصة ذات الطابع السياسي والقومي المتعلق بنظام الحكم”".
"-١البد من توافر الظروف االستثنائية ،مثل وجود خطر جسيم يهدد النظام واألمن
العام ،وهذا يتطلب تدخل اإلدارة من أجل تفادي هذا الخطر والعمل على تالفيه".
"-٢ان يكون تصرف اإلدارة الزم وهو الوسيلة الوحيدة لمواجهة الموقف ،اي أن
تكون الوسائل القانونية الموجودة تحت تصرف اإلدارة قاصرة وعاجزة عن مواجهة
الحادثة" .
"-٣ان يكون غاية اإلدارة من تصرفها ابتغاء مصلحة عامة ،اي يكون تدخلها من
أجل حماية النظام العام".
"-٤ان تكون ممارسة السلطات االستثنائية على قدر الضرورة وفي حدود ما تتطلبه
فقط ،حيث إذا انتهت هذه الضرورة وجب على اإلدارة الرجوع إلى القواعد القانونية
العادية".
" على الرغم من أن الظرف الطارئ الذي استدعى تدخل اإلدارة وأطلق لها التحلل
من المشروعية العادية ،فإن تصرفها ال يمنع من الخضوع لرقابة القضاء في
الظروف االستثنائية ،وبالتالي فإن خروج اإلدارة عن مبدأ المشروعية في ظل
الظروف االستثنائية ال يعد خروج مطلق وكامل ،بل تخضع في تصرفاتها لما يسمى
بالمشروعية االستثنائية ،وبالتالي كذلك عليها االلتزام بالقيود والشروط الالزمة
ألعمال حالة الضرورة" .
"إضافة على ذلك ،أن نظرية الظروف االستثنائية ال تؤدي الى جعل صفة
المشروعية على جميع التصرفات التي تمارسها اإلدارة في تلك الظروف اال بالقدر
المحدد لمواجهة حالة الضرورة ،فاإلدارة ال تخرج عن نطاق مبدأ المشروعية في
ظل الظروف “االستثنائية بل تبقى خاضعة للقانون ،وتعمل على توسيع نطاقه كذلك،
اي بحيث تجعل صورة جديدة للمشروعية ،والتي عرفت بالمشروعية االستثنائية" .
المبحث الثاني
السلطة التقديرية
" تعتبر السلطة التقديرية الوجه الثالث ألوجه الخروج عن المشروعية ،وبالتالي
سوف نقوم على بيان مفهوم السلطة التقديرية ،وكذلك أسباب أو مبررات االعتراف
لإلدارة بالسلطة التقديرية" .
" لقد اخذ المشرع طرق مختلفة لتحديد اختصاصات اإلدارة ،وذلك من خالل وضع
كافة الشروط التي يجب السير على نهجها عند ممارسة اختصاصها اوًال ،ولقد يضع
المشرع اهم الشروط التي البد من توافرها لتصرف اإلدارة تاركا لها حرية التقدير
في بعضها ،أو في بيان هذه الشروط ،أو في اختيار الوقت المناسب للقيام بالتصرف
ثانيا ،وتوصف سلطة اإلدارة في اوال بالمقيدة في حين تعرف السلطة في ثانيا
بالتقديرية" .
" فالسلطة المقيدة هي األسلوب التشريعي المثالي لصيانة حقوق األفراد وحرياتهم،
بحسب أن ذلك يحدد لإلدارة دائرة وحدود اختصاصها تحديد يمنع تعسفها وتحكمها،
إال أن تحقيق المصلحة العامة يقتضي في بعض األحيان عدم تقييد نشاط االدارة
بصفة مطلقة -وذلك بفرض سلوك معين يطلب منها على أثره في كل عمل” “تقدم
عليه – بل منح اإلدارة قسطا من حرية التصرف ،وهي تمارس اختصاصاتها
القانونية" .
" وبناءات علة ما تم ذكره ،فالمقصود بالسلطة التقديرية لإلدارة ،هو عدم فرض
سلوك معين تلزمه اإلدارة في تصرفاتها ،وهي تمارس اختصاصاتها القانونية ،وال
يمكن الخروج عنها ،بل اعطاء اإلدارة قدرا من حرية التقدير ،التخاذ القرار أو عدم
اتخاذه ،وكذلك تقدير مالئمة التصرف ،واختيار الوقت المناسب لذلك" .
" يرجع إعطاء اإلدارة السلطة التقديرية لممارسة مهامها إلى اعتبارين هما :أحدهما
قانوني واآلخر عملي ،فاالعتبار القانوني يأخذ من مبدأ الفصل بين السلطات اساسا
له ،فإخضاع مالئمة عمل السلطة التنفيذية لرقابة القضاء يجعل من هذه االخيرة
سلطة رئاسية على اإلدارة ،وبالتالي يعتبر خروج عن مبدأ الفصل بين السلطات".
" أما االعتبار العملي ،فيكون مرجعه إلى عدم إلمام القاضي بالوظيفة اإلدارية
ومالبستها واحوال أدائها ،وبالتالي يتعذر عليه الحال هذا ممارسة سلطة الرقابة على
مالئمة تصرفات اإلدارة ،هذا األمر الذي يستوجب االعتراف بسلطة تقديرية لإلدارة
تتيح لها النهوض بوظيفتها اإلدارية على أتم وجه".
" من خالل االعتبارين القانوني والعملي الذي تم التطرق لهما ،يقدم الفقه عدة أسباب
ومبررات للقول بالسلطة التقديرية لإلدارة ،ومن هذه األسباب والمبررات اآلتي"”:
"-”١تقييد سلطة اإلدارة يعدم ملكة االبتكار والتجديد لديها ،فدور اإلدارة ال يقتصر
على كونها مجرد أداة لتنفيذ القانون فحسب ،ألن من شأن ذلك أن يصف نشاطها
بالجمود والركود ،وكذلك يعدم لديها ملكة اإلبداع والتجديد".
"-٣اعمال مبدأ سير المرافق العامة بانتظام واستمرار ،يتطلب االعتراف لإلدارة
بسلطة تقديرية الختيار أنسب الوسائل وأفضل األوقات للقيام بالعمل اإلداري ،واتخاذ
القرارات الالزمة أو المالئمة لضمان ذلك ،وهذا واجب تلتزم به اإلدارة ،ويتوجب أن
يوفر لها القانون السلطة التي تمكنها من القيام به" .
الخاتمة:
" لقد تحدثت عن نطاق مبدأ المشروعية ،وقمت بتقسم البحث الى مبحثين في المبحث
األول تحدثنا عن أعمال السيادة وهي عبارة عن مجموعة من أعمال السلطة التنفيذية
اي انها تتمتع بحصانة ضد رقابة القضاء بجميع صورها ومظاهرها حيث انها ال
تكون محال إللغاء أو تعويض أو وقف تنفيذ سواء كان ف الظروف العادية أو
االستثنائية .وهناك عدة معايير التي يمكن من خاللها التمييز بين أعمال السيادة عن
غيرها من األعمال مثل معيار الباعث السياسي وطبيعة العمل ومعيار القائمة
القضائية .كذلك تحدثت عن الظروف االستثنائية والتي أقر فيها القضاء اعترافا
لإلدارة بمشروعية خروجها عن القانون عند حالة االضطرار والضرورة على
األسس المتقدمة ولقد وضع المشرع شروط وحدود لتطبيقها”" .
“وال نغفل المبحث الثاني الذي تحدثت به عن السلطة التقديرية ،وهي تعتبر الوجه
الثالث ألوجه الخروج عن المشروعية ،اي يقصد بها عدم فرض سلوك معين تلزمه
اإلدارة في تصرفاتها ،وهي تمارس اختصاصاتها القانونية ،وال يمكن الخروج عنها،
بل اعطاء اإلدارة قدرا من حرية التقدير ،التخاذ القرار أو عدم اتخاذه ،وكذلك تقدير
مالئمة التصرف .ويعود منح اإلدارة السلطة التقديرية لممارسة مهامها إلى اعتبارين
هما االعتبار القانوني والعملي ،وبجانب االعتبارين قدم الفقه عدة أسباب ومبررات
السلطة التقديرية لإلدارة" .
النتائج:
-1هناك ثالث معايير نستطيع من خاللها تمييز أعمال السيادة عن غيرها من
األعمال وهي معيار الباعث السياسي ومعيار طبيعة العمل ومعيار القائمة القضائية.
التوصيات والمقترحات:
اوصي الطلبة باالهتمام أكثر واإللمام بالمسائل المتعلقة بنطاق مبدأ -
المشروعية لكون هذا الموضوع من المواضيع األكثر جدًال في محاكم القضاء
اإلداري.
اوصي المشرع بتكثيف القوانين والنصوص واللوائح المتعلقة بأعمال اإلدارة -
وذلك لمنعها من التعسف في استعمال السلطة المخولة لها وتالفي اية مشاكل
محتملة الحدوث في المستقبل.
اقترح على االفراد القراءة واإللمام أكثر بنطاق مبدأ المشروعية”. -
المراجع
")”١مرسوم سلطاني رقم ٩١/٩٩بإنشاء محكمة القضاء اإلداري وإصدار قانونها".
")٢كتاب القضاء اإلداري دراسة مقارنة ،د .سالم بن راشد العلوي ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع" .
")٣د .إعادة علي حمود القيسي ،القضاء اإلداري وقضاء المظالم ،دار وائل للنشر،
الطبعة االولى".١٩٩٩ ،
")٤د .عبد الفتاح ساير داير ،أعمال السيادة ،رسالة دكتوراه" .
)٥مرسوم سلطاني بإصدار النظام األساسي للدولة“ .
الفهرس:
رقم الصفحة الموضوع م
1 الغالف 1
2 المقدمة وأهمية البحث واشكاليات البحث 2
3 أهداف البحث وخطة البحث 3
3 المبحث األول :أعمال السيادة أو الحكومة 4
4-5 المطلب األول :المعايير التي تميز أعمال 5
السيادة عن غيرها من األعمال
5-7 المطلب الثاني :الظروف االستثنائية لهذه 6
القاعدة
8 المبحث الثاني :السلطة التقديرية 7
8 المطلب األول :مفهوم السلطة التقديرية 8
9 المطلب الثاني :اعتبارات ومبررات السلطة 9
التقديرية.
10-11 الخاتمة والنتائج والتوصيات 10
12 المراجع 11