Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫‪ .

‬سلطنة عمان‬
‫‪ .‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار‬
‫‪ .‬جامعة البريمي‪ -‬كلية الحقوق‬

‫‪:‬موضوع البحث‬

‫نطاق مبدأ المشروعية‬

‫معد البحث‪ :‬ياسمين بنت بشير بن توفيق البلوشية‬


‫الرقم الجامعي‪2010249 :‬‬
‫اسم المساق‪ :‬القضاء اإلداري‬
‫مشرف البحث‪ :‬د‪ .‬سلطان العيسائي‬

‫السنة الدراسية‪2023 :‬م‪2024 -‬م‬


‫“المقدمة‪:‬‬
‫يعد خضوع الجميع ألحكام القانون بالمعنى الشامل والواسع هذا بدوره يؤدي إلى‬
‫كفالة حقوق وحريات جميع األفراد‪ ،‬ويتحقق من خالله االلتزام بالمشروعية حكاما‬
‫ومحكومين‪ ،‬ويترتب على هذا األمر منع االستبداد والتحكم ويمكن للجميع من‬
‫ممارسة مهامهم وأداء وظائفهم طبقا لقواعد يعلمها الجميع‪ .‬حيث أن اإلدارة وهي‬
‫تباشر اعمالها قد تحتاج إلى قدر من المرونة ويحقق لها التمكن من إشباع الحاجات‬
‫العامة لألفراد وبهذا يتحقق التوازن الدقيق بين وظائف اإلدارة والسلطات المختصة‬
‫بها من أجل النهوض بمهامها التي وجدت من اجلها‪" .‬‬
‫"ولقد أقر الفقه والقضاء والمشرع لإلدارة في بعض االمتيازات من خالل اعطائها‬
‫قدر من الحرية في مباشرة نشاطها‪ ،‬حيث يتفاوت ضيق واتساع وذلك بهدف‬
‫الموازنة بين الصالح العام وصالح األفراد‪ ،‬ويكون تحقيقا لذلك ترد على مبدأ‬
‫المشروعية قيود معينة يعتبر بعضها عوامل موازنة لهذا المبدأ‪ ،‬حيث تخفف من‬
‫صرامة تطبيقه كالسلطة التقديرية والظروف االستثنائية‪ ،‬في حين تعد أعمال السيادة‬
‫أو الحكومة استثناء حقيقيا من مبدأ المشروعية‪" .‬‬

‫أهمية البحث‪ :‬تتجلى أهمية البحث في كونه يقوم بتبيان موضوع حساس له عالقة‬
‫قوية باألعمال التي تصدر من اإلدارة‪ ،‬وهذا الموضوع من المواضيع األكثر جداًل‬
‫في محاكم القضاء اإلداري‪.‬‬

‫اإلشكاليات‪ :‬ما هي المعايير التي يمكن تمييز أعمال السيادة عن غيرها من األعمال‪،‬‬
‫ما هي الظروف االستثنائية التي ترد على هذه القاعدة‪ ،‬كذلك ما هي السلطة التقديرية‬
‫ألوجه الخروج على المشروعية‪ ،‬وفي االخر ما هي مبررات واعتبارات السلطة‬
‫التقديرية‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪ :‬ان سبب اختياري لهذا الموضوع هو الرغبة الذاتية‬
‫والفضول في االطالع حول كل ما يخص مبدأ المشروعية‪ .‬اما بالنسبة لألسباب‬
‫الموضوعية كون أعمال اإلدارة من المواضيع التي اهتمت التشريعات بتنظيمها‪،‬‬
‫ولكون هذا الموضوع أكثر إثارًة للجدل‪”.‬‬
‫“اهداف البحث‪ :‬يهدف بحثي لتسليط الضوء على المعايير التي تميز أعمال السيادة‬
‫عن غيرها من األعمال‪ ،‬وكذلك التعرف على الظروف االستثنائية والتعرف على‬
‫السلطة التقديرية في الخروج على المشروعية‪ ،‬أيضا معرفة ما هي مبررات‬
‫واعتبارات السلطة التقديرية‪.‬‬

‫خطة البحث‪ :‬سوف أقوم بتقسيم بحثي هذا إلى مبحثين كالتالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أعمال السيادة أو الحكومة‬
‫المطلب األول‪ :‬المعايير التي تميز أعمال السيادة عن غيرها من األعمال‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الظروف االستثنائية لهذه القاعدة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السلطة التقديرية‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السلطة التقديرية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اعتبارات ومبررات السلطة التقديرية‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫أعمال السيادة أو الحكومة‬
‫" تعرف أعمال السيادة بأنها مجموعة من أعمال السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث انها لديها‬
‫حصانة ضد رقابة القضاء بجميع صورها ومظاهرها‪ ،‬اي انها ال تكون محال إللغاء‪،‬‬
‫أو تعويض‪ ،‬أو وقف تنفيذ‪ ،‬أو فحص مشروعية‪ ،‬سواء كانت هذه األعمال تم‬
‫صدورها في الظروف العادية أو في الظروف االستثنائية‪" .‬‬

‫حيث نصت المادة (‪" )٧‬من قانون محكمة القضاء اإلداري بالسلطنة على أنه "ال‬
‫تختص المحكمة بالنظر في الطلبات المتعلقة بأعمال السيادة ‪ ،”" "....‬كذلك نصت‬
‫“المادة (‪" )١١‬من قانون مجلس الدولة المصري على أنه ‪":‬ال تختص محاكم مجلس‬
‫الدولة بالنظر في الطلبات المتعلقة بأعمال السيادة "‪" .‬‬

‫" والذي يظهر لنا من نص كال المادتين بأن المشرع في السلطنة ومصر لم يعين‬
‫أعمال السيادة ولم يضع مفهوم لها‪ ،‬والذي يظهر لنا ان المشرع في كال البلدين ترك‬
‫هذا األمر للقضاء‪ ،‬ليقرر بسلطته التقديرية ما يعده من أعمال السيادة فيخرجه من‬
‫اختصاصه والذي ال يعد كذلك يخضعه لرقابته‪".‬‬

‫"المطلب األول‪ :‬المعايير التي تميز أعمال السيادة عن غيرها من األعمال "‬
‫" يأخذ الفقه على عاتقه مهمة وضع معيار الذي بدوره يمكن من خالله تمييز أعمال‬
‫السيادة عن غيرها من األعمال‪ ،‬ويكون مجموعة من المعايير المختلفة منها معيار‬
‫الباعث السياسي‪ ،‬وطبيعة العمل محل طلب اإللغاء أو التعويض‪ ،‬واخيرا القائمة‬
‫القضائية لتحديد أعمال السيادة‪" .‬‬
‫"المعيار األول‪ :‬معيار الباعث السياسي "‬
‫" يقوم هذا المعيار على اساس النظر الى الباعث الذي أدى إلى إصدار القرار ‪ ،‬ففي‬
‫حالة كان الباعث سياسي اي يكون متعلق بالسياسة العليا للدولة و يهدف إلى حماية‬
‫الدولة داخليا أو خارجيا ‪ ،‬يعتبر القرار متعلقا بأعمال السيادة و يكون بالتالي خارج‬
‫من رقابة القضاء‪ ،‬و بالرغم ما يتميز به هذا المعيار من البساطة و الوضوح اال انه‬
‫األخذ به يشكل خطورة على الحقوق و الحريات ‪ ،‬و في الوقت نفسه يتنافى مع مبدأ‬
‫المشروعية و أيضا يتعارض و يخالف الديمقراطية التي تقتضي ان ممارسة الحكام"‬
‫" الختصاصاتهم البد أن تكون وفقا للقانون ‪ ،‬و بالتالي يجب أن تخضع لرقابة القضاء‬
‫للتأكد من مشروعيتها‪" .‬‬
‫"المعيار الثاني‪ :‬معيار طبيعة العمل "‬
‫"ينهض هذا المعيار في أساسه على طبيعة العمل أو موضوعه بغض النظر عن‬
‫الباعث الذي دفع اإلدارة للقيام به ‪ ،‬و كذلك من ناحية طبيعة العمل كمعيار ألعمال‬
‫السيادة ‪ ،‬حيث قال البعض انه في حالة كان األمر متعلق بتنفيذ الدستور يعتبر من‬
‫أعمال السيادة‪ ،‬أما في حالة كان متعلق بتنفيذ القوانين العادية أو اللوائح يعتبر ”‬
‫“ عمال اداريا‪ ،‬و ذهب القول عند اآلخرون لتحديد طبيعة العمل بالتركيز على أن‬
‫العمل يكون من أعمال السيادة إذا كان صادر عن السلطة التنفيذية اي بوصفها‬
‫الحكومة ‪ ،‬و يكون عمال اداريا عاديا إذا كان صادر منها باعتبارها إدارة‪" .‬‬
‫"_ لقد انتقد هذا المعيار طبيعة العمل كأساس لتحديد أعمال السيادة‪ ،‬اي انه يكون‬
‫(تحكمي) كذلك عدم االتفاق على معيار دقيق للتمييز بين أعمال الحكومة وأعمال‬
‫اإلدارة‪ ،‬لذلك لجأ مجلس الدولة الفرنسي لتحديد أعمال السيادة في كل حالة على حده‪،‬‬
‫حيث انه هذا األمر مهد لظهور ما يعرف بقائمة أعمال السيادة‪" .‬‬
‫"المعيار الثالث‪ :‬معيار القائمة القضائية "‬
‫" لقد استقر األمر في كل من فرنسا ومصر على أن القضاء هو الذي يعين المقصود‬
‫بأعمال السيادة‪ ،‬حيث أن هذا ما تم تأكيده من قبل محكمة القضاء اإلداري بالسلطنة‬
‫في نص المادة (‪ )٧‬من قانون المحكمة أنها لم تحدد أعمال السيادة‪ ،‬ولم تضع مفهوما‬
‫لها‪ ،‬مما يتضح لنا ان المشرع ترك األمر للقضاء ليقرر بسلطته التقديرية ما يعد من‬
‫أعمال السيادة فيخرجه من اختصاصه وما ال يعد من ذلك يخضعه لرقابته‪" .‬‬
‫" وعلى الرغم من أن معيار القائمة القضائية هو األرجح في المعايير وأكثرها واقعية‬
‫في تحديد أعمال السيادة‪ ،‬وأن تحديد مجال هذه األعمال يختلف ضيقا واتساعا تبعا‬
‫الختالف الظروف‪ ،‬إال أن تردد موقف القضاء بين التشديد والتهاون‪ .‬دفع البعض إلى‬
‫المطالبة بقصر وتحديد أعمال السيادة على المسائل التي تكون متصلة بعالقة‬
‫الحكومة بالبرلمان‪ ،‬وعلى عالقتها بالدول األجنبية‪“ .‬‬
‫" وإذا كان القضاء والفقه قد بذل جهودا لتحديد نطاق أعمال السيادة وحصرها في‬
‫أضيق نطاق ممكن‪ ،‬وذلك بهدف أن في حالة اتساع نطاقها ينتقص من مبدأ‬
‫المشروعية وسيادة القانون‪ ،‬وهذه مبادئ سطرتها الدساتير والنظم األساسية‪ ،‬إال أنه‬
‫بعضها الزال متمسك بفكرة أعمال السيادة‪ ،‬اي باعتبارها ضرورة لحماية المصالح‬
‫العليا في الدولة‪ ،‬خاصة ذات الطابع السياسي والقومي المتعلق بنظام الحكم‪”".‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الظروف االستثنائية (حالة الضرورة)‬


‫"”تعد القواعد القانونية عادة ما تتناسب مع الظروف العادية فحسب‪ ،‬ففي حالة‬
‫حدوث ظروف استثنائية مثل حالة حرب‪ ،‬وباء‪ ،‬أو كارثة‪ .‬نجد أن اإلدارة نفسها‬
‫تكون مضطرة من أجل القيام بواجباتها ومهامها إلى مخالفة بعض القواعد القانونية‬
‫وبالتالي تخرج عن مبدأ المشروعية‪" .‬‬
‫" فمن خالل نظرية الظروف االستثنائية أن بعض األعمال التي تعد غير مشروعة في‬
‫الظروف العادية في حالة الظروف االستثنائية تكون مشروعة‪ ،‬متى ما كانت الزمة‬
‫من أجل الحفاظ على النظام أو استمرار سير المرفق العام بانتظام‪ ،‬ولقد اتبع هذا‬
‫النهج مجلس الدولة في مصر‪" .‬‬
‫"_ويرجع الفقه نظرية الظروف االستثنائية إلى أساسين هما‪" :‬‬
‫"اوًال‪ :‬إن القواعد القانونية لقد تم وضعها لتحكم الظروف العادية ‪ ،‬فإذا حدث‬
‫ظروف استثنائية يكون من الضروري اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمواجهتها‪ ،‬و هذه‬
‫االخيرة ال تتسع لها قواعد القانون العادي ‪ ،‬و بالتالي تكون الحاجة الزمة لالعتراف‬
‫لإلدارة بالسلطات الالزمة لمواجهة هذه الظروف االستثنائية الطارئة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬أن القوانين ليست غاية في ذاتها‪ ،‬بل يكون هدفها هو تحقيق النفع العام‪ ،‬ففي‬
‫حالة حدوث ظروف استثنائية تتطلب الخروج على بعض القوانين من أجل المصلحة‬
‫العامة فإن ذلك ال يكون اي لوم على الدولة في القيام بذلك‪" .‬‬
‫"ثانيا‪ :‬يقوم هذا األساس على افتراض وجود قاعدة عامة تفوق القوانين جميعها‪ ،‬أال‬
‫وهي لزوم بقاء الدولة وديمومتها‪ ،‬وبالتالي ال يكون هناك مجال للحديث عن مبدأ‬
‫المشروعية‪ ،‬واحترام القانون‪ ،‬وااللتزام بأحكامه اال بوجود الدولة والبد من استمرار‬
‫هذا الوجود ففي حالة كان وجود الدولة مهدد كان البد من التخفيف من قواعد‬
‫المشروعية العادية التي وضعت لبقاء الدولة وضمان استمرارها من ناحية‪ ،‬وكفالة‬
‫الحقوق والحريات من ناحية أخرى‪" .‬‬
‫" وفي حالة اعتراف القضاء لإلدارة بمشروعية خروجها عن القانون عند حالة‬
‫االضطرار والضرورة على األسس المتقدمة‪ ،‬فإنه قد وضع شروط وحدود‬
‫لتطبيقها‪”".‬‬
‫"ولقد وضع الفقه أربعة شروط ألعمال نظرية الظروف االستثنائية تتمثل في اآلتي‪":‬‬

‫‪"-١‬البد من توافر الظروف االستثنائية‪ ،‬مثل وجود خطر جسيم يهدد النظام واألمن‬
‫العام‪ ،‬وهذا يتطلب تدخل اإلدارة من أجل تفادي هذا الخطر والعمل على تالفيه‪".‬‬

‫‪ "-٢‬ان يكون تصرف اإلدارة الزم وهو الوسيلة الوحيدة لمواجهة الموقف‪ ،‬اي أن‬
‫تكون الوسائل القانونية الموجودة تحت تصرف اإلدارة قاصرة وعاجزة عن مواجهة‬
‫الحادثة‪" .‬‬

‫‪ "-٣‬ان يكون غاية اإلدارة من تصرفها ابتغاء مصلحة عامة‪ ،‬اي يكون تدخلها من‬
‫أجل حماية النظام العام‪".‬‬

‫‪ "-٤‬ان تكون ممارسة السلطات االستثنائية على قدر الضرورة وفي حدود ما تتطلبه‬
‫فقط‪ ،‬حيث إذا انتهت هذه الضرورة وجب على اإلدارة الرجوع إلى القواعد القانونية‬
‫العادية‪".‬‬

‫" على الرغم من أن الظرف الطارئ الذي استدعى تدخل اإلدارة وأطلق لها التحلل‬
‫من المشروعية العادية‪ ،‬فإن تصرفها ال يمنع من الخضوع لرقابة القضاء في‬
‫الظروف االستثنائية‪ ،‬وبالتالي فإن خروج اإلدارة عن مبدأ المشروعية في ظل‬
‫الظروف االستثنائية ال يعد خروج مطلق وكامل‪ ،‬بل تخضع في تصرفاتها لما يسمى‬
‫بالمشروعية االستثنائية‪ ،‬وبالتالي كذلك عليها االلتزام بالقيود والشروط الالزمة‬
‫ألعمال حالة الضرورة‪" .‬‬

‫"إضافة على ذلك‪ ،‬أن نظرية الظروف االستثنائية ال تؤدي الى جعل صفة‬
‫المشروعية على جميع التصرفات التي تمارسها اإلدارة في تلك الظروف اال بالقدر‬
‫المحدد لمواجهة حالة الضرورة‪ ،‬فاإلدارة ال تخرج عن نطاق مبدأ المشروعية في‬
‫ظل الظروف “االستثنائية بل تبقى خاضعة للقانون‪ ،‬وتعمل على توسيع نطاقه كذلك‪،‬‬
‫اي بحيث تجعل صورة جديدة للمشروعية‪ ،‬والتي عرفت بالمشروعية االستثنائية‪" .‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫السلطة التقديرية‬
‫" تعتبر السلطة التقديرية الوجه الثالث ألوجه الخروج عن المشروعية‪ ،‬وبالتالي‬
‫سوف نقوم على بيان مفهوم السلطة التقديرية‪ ،‬وكذلك أسباب أو مبررات االعتراف‬
‫لإلدارة بالسلطة التقديرية‪" .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السلطة التقديرية‬

‫" لقد اخذ المشرع طرق مختلفة لتحديد اختصاصات اإلدارة‪ ،‬وذلك من خالل وضع‬
‫كافة الشروط التي يجب السير على نهجها عند ممارسة اختصاصها اوًال‪ ،‬ولقد يضع‬
‫المشرع اهم الشروط التي البد من توافرها لتصرف اإلدارة تاركا لها حرية التقدير‬
‫في بعضها‪ ،‬أو في بيان هذه الشروط‪ ،‬أو في اختيار الوقت المناسب للقيام بالتصرف‬
‫ثانيا‪ ،‬وتوصف سلطة اإلدارة في اوال بالمقيدة في حين تعرف السلطة في ثانيا‬
‫بالتقديرية‪" .‬‬

‫" فالسلطة المقيدة هي األسلوب التشريعي المثالي لصيانة حقوق األفراد وحرياتهم‪،‬‬
‫بحسب أن ذلك يحدد لإلدارة دائرة وحدود اختصاصها تحديد يمنع تعسفها وتحكمها‪،‬‬
‫إال أن تحقيق المصلحة العامة يقتضي في بعض األحيان عدم تقييد نشاط االدارة‬
‫بصفة مطلقة ‪-‬وذلك بفرض سلوك معين يطلب منها على أثره في كل عمل” “تقدم‬
‫عليه – بل منح اإلدارة قسطا من حرية التصرف‪ ،‬وهي تمارس اختصاصاتها‬
‫القانونية‪" .‬‬

‫" وبناءات علة ما تم ذكره‪ ،‬فالمقصود بالسلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬هو عدم فرض‬
‫سلوك معين تلزمه اإلدارة في تصرفاتها‪ ،‬وهي تمارس اختصاصاتها القانونية‪ ،‬وال‬
‫يمكن الخروج عنها‪ ،‬بل اعطاء اإلدارة قدرا من حرية التقدير‪ ،‬التخاذ القرار أو عدم‬
‫اتخاذه‪ ،‬وكذلك تقدير مالئمة التصرف‪ ،‬واختيار الوقت المناسب لذلك‪" .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اعتبارات ومبررات السلطة التقديرية‬

‫" يرجع إعطاء اإلدارة السلطة التقديرية لممارسة مهامها إلى اعتبارين هما‪ :‬أحدهما‬
‫قانوني واآلخر عملي‪ ،‬فاالعتبار القانوني يأخذ من مبدأ الفصل بين السلطات اساسا‬
‫له‪ ،‬فإخضاع مالئمة عمل السلطة التنفيذية لرقابة القضاء يجعل من هذه االخيرة‬
‫سلطة رئاسية على اإلدارة‪ ،‬وبالتالي يعتبر خروج عن مبدأ الفصل بين السلطات‪".‬‬

‫" أما االعتبار العملي‪ ،‬فيكون مرجعه إلى عدم إلمام القاضي بالوظيفة اإلدارية‬
‫ومالبستها واحوال أدائها‪ ،‬وبالتالي يتعذر عليه الحال هذا ممارسة سلطة الرقابة على‬
‫مالئمة تصرفات اإلدارة‪ ،‬هذا األمر الذي يستوجب االعتراف بسلطة تقديرية لإلدارة‬
‫تتيح لها النهوض بوظيفتها اإلدارية على أتم وجه‪".‬‬

‫" من خالل االعتبارين القانوني والعملي الذي تم التطرق لهما‪ ،‬يقدم الفقه عدة أسباب‬
‫ومبررات للقول بالسلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬ومن هذه األسباب والمبررات اآلتي‪"”:‬‬
‫‪ "-”١‬تقييد سلطة اإلدارة يعدم ملكة االبتكار والتجديد لديها‪ ،‬فدور اإلدارة ال يقتصر‬
‫على كونها مجرد أداة لتنفيذ القانون فحسب‪ ،‬ألن من شأن ذلك أن يصف نشاطها‬
‫بالجمود والركود‪ ،‬وكذلك يعدم لديها ملكة اإلبداع والتجديد‪".‬‬

‫‪ "-٢‬عجز المشرع عن اإلحاطة بمالبسات وظروف الوظيفة اإلدارية‪ ،‬فالمشرع‬


‫عندما يسن القوانين ال يستطيع تصور جميع مالبسات وظروف الوظيفة اإلدارية‪،‬‬
‫بحيث يضع لكل حالة حكمها‪ ،‬ولكل احتمال الحل المناسب لمواجهته‪" .‬‬

‫‪ "-٣‬اعمال مبدأ سير المرافق العامة بانتظام واستمرار‪ ،‬يتطلب االعتراف لإلدارة‬
‫بسلطة تقديرية الختيار أنسب الوسائل وأفضل األوقات للقيام بالعمل اإلداري‪ ،‬واتخاذ‬
‫القرارات الالزمة أو المالئمة لضمان ذلك‪ ،‬وهذا واجب تلتزم به اإلدارة‪ ،‬ويتوجب أن‬
‫يوفر لها القانون السلطة التي تمكنها من القيام به‪" .‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫" لقد تحدثت عن نطاق مبدأ المشروعية‪ ،‬وقمت بتقسم البحث الى مبحثين في المبحث‬
‫األول تحدثنا عن أعمال السيادة وهي عبارة عن مجموعة من أعمال السلطة التنفيذية‬
‫اي انها تتمتع بحصانة ضد رقابة القضاء بجميع صورها ومظاهرها حيث انها ال‬
‫تكون محال إللغاء أو تعويض أو وقف تنفيذ سواء كان ف الظروف العادية أو‬
‫االستثنائية‪ .‬وهناك عدة معايير التي يمكن من خاللها التمييز بين أعمال السيادة عن‬
‫غيرها من األعمال مثل معيار الباعث السياسي وطبيعة العمل ومعيار القائمة‬
‫القضائية‪ .‬كذلك تحدثت عن الظروف االستثنائية والتي أقر فيها القضاء اعترافا‬
‫لإلدارة بمشروعية خروجها عن القانون عند حالة االضطرار والضرورة على‬
‫األسس المتقدمة ولقد وضع المشرع شروط وحدود لتطبيقها‪”" .‬‬
‫“وال نغفل المبحث الثاني الذي تحدثت به عن السلطة التقديرية‪ ،‬وهي تعتبر الوجه‬
‫الثالث ألوجه الخروج عن المشروعية‪ ،‬اي يقصد بها عدم فرض سلوك معين تلزمه‬
‫اإلدارة في تصرفاتها‪ ،‬وهي تمارس اختصاصاتها القانونية‪ ،‬وال يمكن الخروج عنها‪،‬‬
‫بل اعطاء اإلدارة قدرا من حرية التقدير‪ ،‬التخاذ القرار أو عدم اتخاذه‪ ،‬وكذلك تقدير‬
‫مالئمة التصرف‪ .‬ويعود منح اإلدارة السلطة التقديرية لممارسة مهامها إلى اعتبارين‬
‫هما االعتبار القانوني والعملي‪ ،‬وبجانب االعتبارين قدم الفقه عدة أسباب ومبررات‬
‫السلطة التقديرية لإلدارة‪" .‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫نستنتج من بحثي هذا التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬هناك ثالث معايير نستطيع من خاللها تمييز أعمال السيادة عن غيرها من‬
‫األعمال وهي معيار الباعث السياسي ومعيار طبيعة العمل ومعيار القائمة القضائية‪.‬‬

‫‪ -2‬هناك ظروف استثنائية تمكن اإلدارة من الخروج عن قواعد وضوابط المشروعية‬


‫وفق ما تقتضيه الضرورة‪.‬‬

‫‪ -3‬خول المشرع اإلدارة سلطة تقديرية وذلك العتبارات قانونية وعملية‪.‬‬

‫التوصيات والمقترحات‪:‬‬

‫اوصي الطلبة باالهتمام أكثر واإللمام بالمسائل المتعلقة بنطاق مبدأ‬ ‫‪-‬‬
‫المشروعية لكون هذا الموضوع من المواضيع األكثر جدًال في محاكم القضاء‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫اوصي المشرع بتكثيف القوانين والنصوص واللوائح المتعلقة بأعمال اإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك لمنعها من التعسف في استعمال السلطة المخولة لها وتالفي اية مشاكل‬
‫محتملة الحدوث في المستقبل‪.‬‬
‫اقترح على االفراد القراءة واإللمام أكثر بنطاق مبدأ المشروعية‪”.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المراجع‬
‫‪")”١‬مرسوم سلطاني رقم ‪ ٩١/٩٩‬بإنشاء محكمة القضاء اإلداري وإصدار قانونها‪".‬‬
‫‪ ")٢‬كتاب القضاء اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬د‪ .‬سالم بن راشد العلوي‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪" .‬‬
‫‪ ")٣‬د‪ .‬إعادة علي حمود القيسي‪ ،‬القضاء اإلداري وقضاء المظالم‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫الطبعة االولى‪".١٩٩٩ ،‬‬
‫‪")٤‬د‪ .‬عبد الفتاح ساير داير‪ ،‬أعمال السيادة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪" .‬‬
‫‪)٥‬مرسوم سلطاني بإصدار النظام األساسي للدولة‪“ .‬‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬
‫‪1‬‬ ‫الغالف‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫المقدمة وأهمية البحث واشكاليات البحث‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫أهداف البحث وخطة البحث‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أعمال السيادة أو الحكومة‬ ‫‪4‬‬
‫‪4-5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المعايير التي تميز أعمال‬ ‫‪5‬‬
‫السيادة عن غيرها من األعمال‬
‫‪5-7‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الظروف االستثنائية لهذه‬ ‫‪6‬‬
‫القاعدة‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬السلطة التقديرية‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السلطة التقديرية‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اعتبارات ومبررات السلطة‬ ‫‪9‬‬
‫التقديرية‪.‬‬
‫‪10-11‬‬ ‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫‪10‬‬
‫‪12‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪11‬‬

You might also like