Professional Documents
Culture Documents
المسيح الدجال في الديانه اليهوديه 3ص
المسيح الدجال في الديانه اليهوديه 3ص
دولة إسرائيل تقوم على أساس ديني إيماني ،وكذلك إن أهم األحزاب السياسية والدينية فيها تركيزعلى اإلهتمامات الدينية
،ومما ينبغي التذكير به أن مناحيم بيغن بعد أن إعتزل السياسة تحول إلى نبي يهودي – أي حبر من أحبارهم – وفسر
بعض نصوص التوراة ،وأدخلت هذه التفسيرات في التلمود عندهم ،ومعلوم أن بيغن أصيب بحالة نفسية سيئة بعد
معاهدة كامب ديفيد ،ألنه إعتقد أن ما قام به يخالف النبوءات التوراتية ،وذلك بوجوب التقدم إلى األمام وليس التراجع ،
هذا مع عظيم ما إستفادته إسرائيل من هذه المعاهدة المشؤومة ،ولكن مجرد التراجع ولو الجزئي يخالف ما يؤمن به
:اليهودي على وجوب فرار أعداءهم ويولوا األدبار دائما كما تقول التوراة
"ُتَنِّطُقِني ُقَّو ًة ِلْلِقَتاِل َ ،و َتْص َر ُع اْلَقاِئِم يَن َع َلَّي َتْح ِتي َ ،و ُتْعِط يِني َأْقِفَيَة َأْعَداِئي َو ُم ْبِغ ِض َّي َفُأْفِنيِهْم َ ،يَتَطَّلُعوَن َفَلْيَس ُم َخ ِّلٌص ،
ِإَلى الَّرِّب َفَال َيْس َتِج يُبُهْم َ ،فَأْسَح ُقُهْم َك ُغَباِر اَألْر ِض ِم ْثَل ِط يِن اَألْس َو اِق َأُد ُّقُهْم َو َأُدوُسُهْم َ ،و ُتْنِقُذ ِني ِم ْن ُم َخ اَص َم اِت َشْع ِبي ،
َو َتْح َفُظِني َر ْأًس ا ِلُألَمِم َ ،ش ْعٌب َلْم َأْع ِرْفُه َيَتَعَّبُد ِلي".
وقد كان مناحيم بيغن يعتقد أن موشى دايان هو الملك المنتظر وكان مفتونا به ،ولكن سقط هذا اإلعتقاد في دايان بعد
هزيمة حرب السادس من أكتوبر سنة ثالث وسبعون ،وللذكر فإن النص المتقدم من التوراة قامت مجموعات نصرانية
سبتية وطوائف يهودية بتوزيعه في الغرب بعد حرب 1967م ،لتثبت صحة التوراة وإلثبات ربانية دولة إسرائيل ،وأنها
من أبنيته التي يجب أن يدعمها المؤمنون بها ،ومن النبوءات التي ترتكز عليها الدولة اليهودية في إقامة الملك الكامل من
النيل إلى الفرات هو وجوب الحركة خطوة خطوة وليس دفعة واحدة ،ففي سفر التثنية تقول التوراة
َو لِكَّن الَّرَّب ِإلَهَك َيْط ُر ُد هُؤ َالِء الُّش ُعوَب ِم ْن َأَم اِم َك َقِليًال َقِليًال َال َتْس َتِط يُع َأْن ُتْفِنَيُهْم َس ِريًعا ِ ،لَئَّال َتْك ُثَر َع َلْيَك ُو ُح وُش اْلَبِّرَّيِة"
".
والدولة اليهودية تسير بإتجاه قوي إلى سيطرة األصولية اليهودية هناك ،وذلك بعد انتخاب حزب الليكود بقيادة نتنياهو
لرئاسة الحكومة ،وقد إستلم اليهود المتدينون أهم مراكز القوى في الدولة .
يمكن حصر فكر وعقيدة اليهود بالغيبيات باتجاهين اثنين :نهاية العالم والخالص على يد المسيح المنتظر ،وإذا كان يوم
الرب يوما منتظرا عند الشعب اليهودي ،حيث يحمل هذا اليوم النصر لشعب هللا المختار على األمم األخرى حسب زعمهم ،
فإن هذا اليوم مرتبط ارتباطا وثيقا بفكرة تجديد العهد مع الرب ،أو فكرة (العهد الجديد) عندما تتجدد أمة هللا لتصبح جديرة
باهلل ،وتصبح القدس (أورشليم) مدينة ال مثيل لها ،ويقيم فيها الرب على جبل صهيون ،ويتجمع المشردون من بني
إسرائيل ،وتزول فيها األحقاد ،بل يموت فيها الموت نفسه ..
وال يمكن لهذه الفكرة والعقيدة أن تتحقق بدون المسيح المخلص ،أو ما يسمى عند اليهود (بالماشيح) وهي كلمة عبرية
تعني (المسيح المخِّلص) ،ومنها (مشيحيوت) أي (المشيحانية) ،وهي االعتقاد بمجيء الماشَّيح ،والكلمة مشتقة من
الكلمة العبرية (مشح) أي (مسح) بالزيت المقَّدس ،وقد كان اليهود على عادة الشعوب القديمة ،يمسحون رأس الملك
والكاهن بالزيت قبل تنصيبهما ،عالمة على المكانة الخاصة الجديدة ،وعالمة على أن الروح اإللهية أصبحت تحل
وتسري فيهما.
وكعادة اليهود في التحريف و التبديل لكل ما جاءهم من أنبيائهم من عند هللا تعالى ،فقد حرفوا كالم أنبيائهم الذين أخبروهم
بمجيئ عيسى بن مريم وهو المسيح الحق ،كما أخبروهم بمجيئ المسيح الدجال في آخر الزمان ،فما كان منهم إال أن
اختاروا المسيح الدجال ،وكفروا بالمسيح عيسى بن مريم ،بل ووصفوه في تلمودهم أبشع األوصاف وأشنع العبارات ،
فقد جاء في تلمودهم بأنه موجود في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار ،وأمه مريم أتت به من زناها بالعسكري
يوسف باندارا – والعياذ باهلل – وغير ذلك من األوصاف التي ننزه عين القارئ عن قراءتها .
والمسيح المنتظر عند اليهود ملك من نسل داود ،سيأتي بعد ظهور النبي إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودي ،بل البشري ،
فينهي عذاب اليهود ويأتيهم بالخالص ،ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون ويحطم أعداء جماعة يسرائيل ،
ويتخذ أورشليم (القدس) عاصمة له ،ويعيد بناء الهيكل ،ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية اليهودية (التوراة
والتلمود) ،ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة مثل السنهدرين ،ثم يبدأ الفردوس األرضي الذي سيدوم ألف عام ،ومن
هنا كانت تسمية (األحالم األلفية) و (العقيدة االسترجاعية) .
ومن شدة تأثير فكرة المسيح المنتظر العميقة في العقيدة اليهودية وتعلقهم بها ،ادعى كثير من اليهود على مدى التاريخ
أنه المسيح المنتظر ،فإذا كان المسيح المنتظر عند اليهود هو في الحقيقة المسيح الدجال ،الذي حذر منه النبي صلى هللا
عليه وسلم أشد التحذير ،فإن من ادعى من اليهود بأنه المسيح المنتظر ،يكون عند المسلمين المسيح الدجال .
وفي عام 755م أعلن أبو عيسى أنه الماشَّيح الذي سيحِّر ر اليهود من األغيار ،وقاد بهذه الصفة تمردا ضد الحكم
اإلسالمي ،وانضم له العديد من يهود فارس ،لكن هذا التمرد تم إخماده بعد عدة سنوات وُقتل أبو عيسى ،ولكن أتباعه
كما هي العادة أعلنوا أنه لم يقتل وإنما دخل كهفا واختفى ،كما تداولوا بعض القصص عن المعجزات التي أتى بها ،من
بينها أنه ضرب المسلمين ضربة قوية ،وأنه انضم ألبناء موسى في الصحراء ليطلق نبوءاته ،وقد تأسست من بعده فرقة
العيسوية التي ظلت قائمة حتى حوالي عام 930م .
أما في العصر الحديث فهناك كثير من الشخصيات اليهودية التي ادعت أنها المسيح المنتظر ،ولكن أبرزهم شبتاي تسفي
الذي ولد بأزمير وتلقى تعليما دينيا تقليديا ،فدرس التوراة والتلمود واستغرق بدراسة التصوف اليهودي ،عمل على ربط
خالص اليهود بشخصية المسيح المنتظر ،فعدل بذلك صيغة الحلول اإللهي من الجماعة اليهودية إلى شخص المخلص
(المسيح) ،ثم ادعى أنه المسيح المنتظر عام 1648م ،فطرد من أزمير وتنقل بعد ذلك في كل من اليونان واسطنبول
والقاهرة وفلسطين المحتلة .
ثم دخل القدس على فرس (كما هو متوقع من الماشيح) عام 1665م ،وأعلن أنه المتصرف الوحيد في العالم كله ،وأعلن
أنه سيذهب إلى تركيا ويخلع السلطان ،وأخذ يضفي على نفسه ألقابا يوقع بها رسائله منها (ابن اإلله البكر) و (أبوكم
يسرائيل) و (أنا الرب إلهكم شبتاي تسفي) وقد قبض عليه في فبراير عام 1666في اسطنبول وأودع السجن ُ ،قِّدم بعد
فترة من سجنه للمحاكمة ،فأنكر دعوته وزعم أنه مجرد رجل يهودي عادي ،كما أنه أعلن رغبته بالدخول لإلسالم ،
فأشهر إسالمه نفاقا ،وغير اسمه فأصبح (محمد أفندي) وتعَّلم العربية والتركية ودرس القرآن ،وأسلمت زوجته من
بعده ،وسمت نفسها (فاطمة) ثم حذا حذوه كثير من أتباعه الذين أظهروا اإلسالم وأبطنوا اليهودية والكيد لإلسالم ،وقد
أطَلق عليهم اسم (دونمه).
ولكن تسفي مع هذا لم يقطع األمل في أن يستمر في قيادة حركته ،وظل كثير من أتباعه على إيمانهم به ،ألن الماشَّيح في
التصور اليهودي الصوفي (الكَّبالي) (سيكون َخ ِّيرًا من داخله ،شريرًا من خارجه) ،وهذه مواصفات تنطبق على تسفي
تمام االنطباق .
ويتضح هنا تأثر تسفي بتفكير يهود المارانو بشأن ضرورة أن ُيظهر المرء غير ما ُيبطن ،وقد نقل العثمانيون تسفي في
نهاية األمر إلى ألبانيا حيث مات بوباء الكوليرا عام 1676م .
تقول التوراة عن مسيحهم المنتظر أو ملكهم المنتظر ” َألَّنُه ُيوَلُد َلَنا َو َلٌد َو ُنْع َطى اْبًنا َ ،و َتُك وُن الِّرَياَس ُة َع َلى َك ِتِفِه َ ،و ُيْدَعى
اْس ُم ُه َع ِج يًبا ُ ،م ِش يًر ا ِ ،إلًها َقِد يًر ا َ ،أًبا َأَبِد ًّيا َ ،ر ِئيَس الَّس َالِم ” ،ومما جاء في التلمود عنه “حين يأتي المسيح تطرح
األرض رياسته ،وللسالم ال نهاية على كرسي داوود ،وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر ،من اآلن إلى األبد ،
وغيرة رب الجنود تصنع هذا ” ،
وقد تحدث التلمود أيضًا بالطريقة نفسها التي تحدثت بها التوراة حيث جاء ” سيأتي المسيح الحقيقي ،ويحصل النصر
المنتظر ،ويقبل المسيح حينئذ الهدايا من كل الشعوب ،ويرفض هدايا المسيحيين ،وتكون األمة اليهودية أنذاك في غاية
الثروة ،ألنها قد حصلت على جميع أموال العالم ،فطيرًا ومالبس من الصوف وقمحًا ،وفي ذلك الزمن ترجع السلطة إلى
اليهود ،وجميع األمم تخدم ذلك المسيح ،وسوف يملك كل يهودي ألفين وثالثمائة عبد لخدمته ولن يأتي المسيح إال بعد
اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بني إسرائيل ” .
ومن أبرز نصوص التوراة أيضا التي تحدثت عن المسيح المنتظر ..
(ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يابنت أورشليم ،هوذا ملكك يأتي إليك ،هو عادل ومنصور ،وديع وراكب على حمار
… ويتكلم بالسالم لألمم ،وسلطانه من البحر ومن النهر إلى أقاصي األرض) سفر زكريا )10 -9 /9
وجاء في التلمود إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى بني إسرائيل ،فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك ،وعندئذ يمتلك كل
يهودي ألفين وثمانمائة عبد وثالثمائة وعشرة أبطال يكونون تحت إمرته) بولس حنا مسعد ص .)57
وفي سفر حزقيال وصف تفصيلي لكيفية احياء هللا للموتى عندما يأتي المسيح :
(هكذا قال السيد الرب :هلم يا روح من الرياح األربع ،وهب على هؤالء القتلى ليحيوا ،فتنبأت كما أمرني ،فدخل فيهم
الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم ،جيش عظيم جدا جدا ثم قال لي :يا ابن آدم هذه العظام هي كل بيت إسرائيل هاهم
يقولون يبست عظامنا وهلك رجاؤنا ،فقد انقطعنا لذلك تنبأ وقل لهم :هكذا قال السيد الرب :هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم
من قبوركم يا شعبي وآتي بكم إلى أرض إسرائيل) اإلصحاح السابع والثالثون ( )12– 9
ويتحدث التلمود عن الحرب التي ستشتعل في زمن غير بعيد من قدوم المسيح فقبل أن يحكم اليهود نهائيًا ،يجب أن تقوم
الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم ،وسيأتي المسيح الحقيقي ويحقق النصر القريب لهؤالء اليهود وبموجب التوراة
يعتقدون بقدوم المسيح الذي يحكم العالم كله بعد فترة من اإلضطرابات والحروب والفتن ،ألن المسيح حسب إعتقاد اليهود
مهمته العالمية خالص الشعب اليهودي ،وحكم العالم بشريعة صهيون ،ويكون هذا المسيح من نسل داوود ،ويكون
خروجه قبل قيام الساعة ،أي قبل األيام األخيرة للعالم ،وعند خروجه سيحارب أعداء إسرائيل ،ويتخذ القدس عاصمة
لمملكته ،ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية ،ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية يعني التوراة والتلمود .
ولم أقف في الديانة اليهودية عن أي شيء يخص المسيح الدجال ،حتى الحاخام موسى بن ميمون لم يذكر المسيح الدجال
في مدوناته أو كتبه ،وكان ذلك نظرا لقلة المراجع اليهودية ،ولكن عند قراءة العهد القديم من الكتاب المقدس ،وقراءة
كتب اآلباء األولين للعهد القديم ،نجد أنهم فسرو بعض األعداد من العهد القديم على أنها إشارات ونبوؤات عن المسيح
الدجال ،وأنه يخرج من الشرق من بابل وفارس .
نبدأ بسفر التكوين حيث ورد فيه ” َو ُك وُش َو َلَد ِنْم ُروَد اَّلِذ ي اْبَتَد َأ َيُك وُن َج َّباًر ا ِفي اَألْر ِض ،اَّلِذ ي َك اَن َج َّباَر َص ْيٍد َأَم اَم الَّرِّب ،
ِلذِلَك ُيَقاُل َ :ك ِنْم ُروَد َج َّباُر َصْيٍد َأَم اَم الَّرِّب َ ،و َك اَن اْبِتَداُء َمْم َلَك ِتِه َباِبَل َو َأَر َك َو َأَّك َد َو َك ْلَنَة ِ ،في َأْر ِض ِش ْنَعاَر ” ،وينسب لنمرود
بداية العبادة الوثنية ،وصارت بابل في الكتاب المقدس رمًزا لمعاندة هللا وللكبرياء والزنا الروحي بل أطلق عليها أم
الزواني وصارت أسًم ا لمملكة الدجال وجماعة األشرار .
والمعنى التأويلي لكلمة بابل ” :يرى القديس أغسطينوس وطيخون اإلفريقي أنها تشير إلى جماعة األشرار أي أنها ترمز
إلى محبي العالم ومجده وغناه ولذاته المتعلقين به ،ويرى أغلب اآلباء األولين أنها تشير إلى مملكة الدجال وعمله
الشيطاني ،إذ يعاد بناء بابل وتكون مركزا إداريا للتخطيط الشيطاني المعاند ،غير أنه ليس من الضروري أن تكون بابل
في نفس الموقع القديم ،وال حاجة ألن تدعى “بابل” حرفيا ،وإن كان البعض يرى أنها تدعى حرفيا هكذا ،وتقوم في نفس
مكان بابل القديمة ،ويرى البعض أن بابل هذه صورة إستعارية للشكل الذي يقوم عليه نظام الدجال الديني والسياسي بما
يحمله من كل آالت للشر يمكن أن يستخدمها إبليس في مقاومة الرب ،فهي مجرد تعبير للكشف عن حالة العداوة القائمة
ضد هللا بصورة أو بأخرى ،ويذكر التاريخ أن بابل تميزت من البداية بالسحر والتنجيم واألسرار الوثنية ،وهي تمثل
النفس التي تسقط في تشويش أو بلبلة ،وفي آخر األيام تمثل مملكة المسيح الدجال ” .
أيضا وردفي سفر التكوين ” ُثَّم ُهَو َذ ا َسْبُع َس َناِبَل َرِقيَقٍة َو َم ْلُفوَح ٍة ِبالِّر يِح الَّش ْر ِقَّيِة َناِبَتٍة َو َر اَء َها ” ،حيث فسر الريح
الشرقية بريح ساخنة ضارة بالمزروعات وكلها غبار (رياح الخماسين) ،والريح الشرقية تشير لعمل المسيح الدجال الذي
سيفسد كثيرين ،بل أن البقرات القبيحة والسنابل الرقيقة تشير للهراطقة في أيام المسيح الدجال وهم يبتلعون أوالد هللا
(البقرات السمينة) .
أما في سفر حزقيال اإلصحاح الثاني والثالثون ،فكان تفسير القس له أنه شبه إستعباد مصر لليهود كإستعباد إبليس
للمؤمنين ،وحين يطلق إبليس من سجنه ويعطى كل قدرته للمسيح الدجال في األيام األخيرة ،وفسر مملكة المسيح الدجال
تدعى روحًيا مصر ،وذلك ألن مصر أيام موسى إشتهرت بالعناد ،فالضربات تنهال عليها وهى تعاند ،وهذا ما سيحدث
لمملكة الدجال ،فالضربات تنهال عليها لتتوب ومع هذا ترفض باإلضافة لما إشتهرت به مصر أي الكبرياء وإستعباد
اليهود ،وهذا اإلصحاح الذي يحدثنا عن خراب مصر يصبح خراًبا لمملكة المسيح الدجال ،أي يشير لنهاية األيام ،ولذلك
نجد العبارات تتجه هذا االتجاه الذي يشير لنهاية العالم وخراب نهائي لكل عدو متكبر سواء هلل سبحانه وتعالى أو للمسيح
عيسى عليه الصالة والسالم .
وأوضح مكان جاء ذكر المسيح الدجال فيه في سفر دانيال ما ورد في تفسير الّنبّو ة الّشهيرة:
َأل
” َو اْلُقُر وُن اْلَعَش َر ُة ِم ْن هِذِه اْلَمْم َلَك ِة ِهَي َعَش َر ُة ُم ُلوٍك َيُقوُم وَن َ ،و َيُقوُم َبْعَدُهْم آَخ ُر َ ،و ُهَو ُم َخ اِلٌف ا َّوِليَن َ ،و ُيِذ ُّل َثَالَثَة
ُم ُلوٍك َ ،و َيَتَك َّلُم ِبَكَالٍم ِض َّد اْلَعِلِّي َو ُيْبِلي ِقِّديِس ي اْلَعِلِّي َ ،و َيُظُّن َأَّنُه ُيَغِّيُر اَألْو َقاَت َو الُّس َّنَة َ ،و ُيَس َّلُم وَن ِلَيِدِه ِإَلى َز َم اٍن َو َأْز ِم َنٍة
َو ِنْص ِف َز َم اٍن َ ،فَيْج ِلُس الِّديُن َو َيْنِزُعوَن َع ْنُه ُس ْلَطاَنُه ِلَيْفَنْو ا َو َيِبيُدوا ِإَلى اْلُم ْنَتَهى َ ،و اْلَمْم َلَك ُة َو الُّس ْلَطاُن َو َع َظَم ُة اْلَمْم َلَك ِة
َتْح َت ُك ِّل الَّس َم اِء ُتْع َطى ِلَش ْعِب ِقِّديِس ي اْلَعِلِّي َ ،م َلُكوُتُه َم َلُك وٌت َأَبِدٌّي َ ،و َج ِم يُع الَّس َالِط يِن ِإَّياُه َيْعُبُدوَن َو ُيِط يُعوَن ِ ،إَلى ُهَنا ِنَهاَيُة
اَألْمِر َ ،أَّم ا َأَنا َداِنيآَل َ ،فَأْفَك اِري َأْفَز َع ْتِني َك ِثيًر ا َ ،و َتَغَّيَر ْت َع َلَّي َهْيَئِتي َ ،و َح ِفْظ ُت اَألْم َر ِفي َقْلِبي ” .
وفي اإلصحاح الذي يليه قال ” َو ِفي آِخ ِر َمْم َلَك ِتِهْم ِع ْنَد َتَم اِم اْلَم َعاِص ي َيُقوُم َم ِلٌك َج اِفي اْلَو ْج ِه َو َفاِهُم اْلِح َيِل َ ،و َتْع ُظُم ُقَّو ُتُه ،
َو لِكْن َلْيَس ِبُقَّوِتِه ُيْهِلُك َع َج ًبا َو َيْنَج ُح َو َيْفَعُل َو ُيِبيُد اْلُعَظَم اَء َو َش ْعَب اْلِقِّديِس يَن َ ،و ِبَح َذ اَقِتِه َيْنَج ُح َأْيًض ا اْلَم ْك ُر ِفي َيِدِه َ ،و َيَتَعَّظُم
ِبَقْلِبِه َ ،و ِفي االْط ِم ْئَناِن ُيْهِلُك َك ِثيِريَن َ ،و َيُقوُم َع َلى َرِئيِس الُّر َؤ َس اِء َ ،و ِبَال َيٍد َيْنَك ِس ُر َ ،فُر ْؤ َيا اْلَم َس اِء َو الَّصَباِح اَّلِتي ِقيَلْت ِهَي
َح ٌّق َ ،أَّم ا َأْنَت َفاْك ُتِم الُّر ْؤ َيا َألَّنَها ِإَلى َأَّياٍم َك ِثيَرٍة َ ،و َأَنا َداِنيآَل َضُعْفُت َو َنَح ْلُت َأَّياًم ا ُ ،ثَّم ُقْم ُت َو َباَشْر ُت َأْع َم اَل اْلَم ِلِك َ ،و ُك ْنُت
ُم َتَح ِّيًر ا ِم َن الُّر ْؤ َيا َو َال َفاِهَم ” .
ننتقل لمكان آخر من سفر دانيال حيث يقول ” َو ِفي ذِلَك اْلَو ْقِت َيُقوُم ِم يَخ اِئيُل الَّرِئيُس اْلَعِظ يُم اْلَقاِئُم ِلَبِني َشْع ِبَك َ ،و َيُك وُن
َز َم اُن ِض يق َلْم َيُك ْن ُم ْنُذ َك اَنْت ُأَّم ٌة ِإَلى ذِلَك اْلَو ْقِت َ ،و ِفي ذِلَك اْلَو ْقِت ُيَنَّج ى َش ْعُبَك ُ ،ك ُّل َم ْن ُيوَج ُد َم ْك ُتوًبا ِفي الِّس ْفِر ” ،هذه
األيام األخيرة مع ظهور المسيح الدجال ستكون أيام ضيق لم يكن منذ كانت أمة ،وسيكون ذلك نتيجة تسلط الشيطان ،
والضيق سيكون ناشًئا من أن المؤمنين لن يقبلو المسيح الدجال وبذلك لن يستطيع أن يبيع أو يشتري ،وأيًض ا الضيق
سيكون في صورة اضطهاد جسدي يصل لالستشهاد ولكن هللا لن يتخلى عن عباده ،وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس
العظيم القائم لبني شعبك وسيرسل هللا شاهدين إيليا وأخنوخ وهم نبيين ضد هذا الوحش – المسيح الدجال – ليحاربوه
ويفسدوا أعماله ضد عباد هللا .