‫‪Royaume du Maroc‬‬

‫‪Ministère de la justice‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪et des libertés‬‬
‫‪Institut Supérieur de la‬‬ ‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ‬
‫‪Magistrature‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ‬
‫‪Rabat‬‬
‫ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ‬

‫ﺑﺤﺚ ﻧﻬﺎﻳـﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺑﺎﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ‬

‫ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ‪:‬‬

‫ـ إ ـ اف اذ ‪:‬‬ ‫ا
‪:‬‬ ‫إاد ا‬

‫ا  ر‬ ‫* ا
‬
‫ض    اا   @ @‬ ‫* 
ا ا ‬

‫ﺍﻟﻔﻮﺝ ‪39 :‬‬

‫א
 ‬
‫‪2015 J2013‬‬
 ‫ ا
و  ان إ‬ ‫أ م‬
‫أ‪#‬ذ* ا)(' ا&‪"# $%‬ر ا ي 
‬
‫‪ , -
./‬ا ا '‪.‬‬
‫آ  * م )‪ '23‬ا
إ ا‪ %‬ا ‪
2‬‬
‫ا م ( ‪ ,‬ا ‪5( 6‬ء‪ ,‬و ا‪
2  %‬‬
‫"‪ $2‬ا (&‪ $‬ا‪ $:5‬و ا‪5‬ة و ‪
.8‬‬
‫ا>دار‪ =2‬ا (= <دارة ا ‪ ( ,‬ا )‪",‬دات‬
‫ا‪" 6‬ه ‪ 5‬ن "‪ $2‬ر@‪ $‬و '‬
‫‪ C"E‬و ‪CD‬ل ‪ $‬ا‪%‬دة ا‪5‬ة‪.‬‬
‫و ا
وا‪%( FC‬دة ا‪5‬ة و ا ‪%‬ر‪$2‬‬
‫ا & (‪G  $‬ء ا ر‪ ,  H2‬ا ‪6‬‬
‫(‪5‬ء و (‪%‬دة ا ‪I%‬و‪ $‬ا‪$:5‬‬
‫&آ ا ر‪ F2‬و ا‪J,‬ت ا‪( ,, =:5‬‬
‫‪ @ = #‬ره و ر‪ 6 ,GM‬ا‪",‬ض ‪"%‬ى‬
‫ا‪"D‬اج ا) ‪ 2‬ة ‪ $‬ا‪5‬ة‪" O ,‬ن‬
‫ا‪
#‬ارا ‪5‬ء ‪ P
QE2 6
R‬ه ا ا"‪. $.‬‬

‫
ﺍﳋﺼﻮﻣﻲ ﻳﻮﺳﻒ‬

‫
ﻋﺎﱄ ﺍﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬

‫

‬
 ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳋﻠﻴﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﻣـﺔ‬

‫ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ‪ ،‬ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻔﻘﻬـﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺒـﺎﺣﺜﻮﻥ‬

‫ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺗﻮﺟﻬﺎ‪‬ﻢ ﻭ ﻣﺸﺎﺭ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﲟﺠﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﳏﻮﺭ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﳘﻴﺔ ﺗﱪﺯ ﰲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﳌﺆﺳﺴـﺔ ﺍﻷﺳـﺮﺓ‬

‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻧﻮﺍﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﱀ‪ ،‬ﻓﺎﻧﺼﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﺍ‪‬ﺘﻊ‪ ،‬ﻓﺸﺮﻉ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ‪ ":‬ﻭ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻥ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﺯﻭﺍﺟﺎ ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﻮﺩﺓ ﻭ ﺭﲪﺔ‪."1‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻨﻮﺍﻝ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ‬

‫ﳏﺎﺭﺑﺔ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﳝﺴﻬﺎ ﺑﺴﻮﺀ ﻭ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﲡﺮﱘ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺘﻮﺧﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺿﻤﺎﻥ‬

‫ﺍﳊﺪ ﺍﻻﻗﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﺩ ﻭ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﻟـﻪ ﻋﻮﺍﻗـﺐ‬

‫ﻭﺧﻴﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﺒﻨﻴﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻛﺒﻨﻴﺔ ﺍﴰﻞ ﻭ ﺍﻛﱪ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﺮﺻﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺩﻳﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻻﻃﻼﻉ‬

‫ﲟﺴﺆﻭﻟﻴﺎ‪‬ﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲪﺎﻳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﳝﺲ ﲟﻘﻮﻣﺎ‪‬ـﺎ‬

‫ﻭﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﻭ ﻳﺸﻮﺵ ﻋﻠﻰ ﺳﲑﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻟﻼﺳﺮﺓ ﻣـﺆﺧﺮﺍ ﺍﱃ ﻣﺴـﺘﻮﻯ‬

‫ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﺫ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 32‬ﻣﻦ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪" 2011‬ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿـﻤﺎﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳـﺔ‬
‫ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻼﺳﺮﺓ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﲟﺎ ﻳﻀـﻤﻦ ﻭﺣـﺪ‪‬ﺎ ﻭﺍﺳـﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭ‬

‫ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺻﻮﺭ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﳒﺪ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﳌﺸـﺮﻉ ﺍﳌﻐـﺮﰊ ﰲ‬

‫ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﳉـﻨﺢ‬

‫ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻮﻝ ﻣﻦ ‪ 479‬ﺍﱃ ‪.482‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﺻـﻴﺔ‬

‫ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﱵ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻥ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﺒﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﲪﺎﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﳍﺎ‬

‫ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﳝﺲ ﺑﺴﻼﻣﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ‪.‬‬

‫ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪:‬‬

‫ﺗﺎﰐ ﺍﳘﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻨﺎﻑ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ‬

‫‪‬ﺪﺩ ﲤﺎﺳﻚ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻭ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻠﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﺘﺴﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻻﺟﺮﺍﻡ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﳘﻴﺘﻪ ﺗﺎﰐ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻥ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺳﻨﺔ ‪ 2004‬ﻗﺪ ﺟـﺎﺀﺕ‬

‫ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺧﺼﺖ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺡ ﻧﻮﻋﺎ‬

‫ﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻭﺭ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺪﻭﻧـﺔ ﺣﻴـﺰ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﱂ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﻱ ﲝﺚ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫رة ا وم ا ‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ‬

‫ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ ﳜﻠـﻖ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﺣﻜﺎﻡ‬

‫ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻛﻴﻒ‬

‫ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﻭ‬

‫ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪.‬‬

‫ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪:‬‬

‫ﺍﻥ ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺗﺎﰐ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻳﻔﺮﺽ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‬

‫ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﰎ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮﻧﲔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣـﺎ‬

‫ﻳﻄﺮﺡ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﳝﻜـﻦ ﺻـﻴﺎﻏﺔ‬

‫ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﱃ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬

‫ﻫﻞ ﺣﻘﻘﺖ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﲞﺼﻮﺻﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﺣﻜﺎﻡ‬

‫ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻌﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ؟‪.‬‬

‫ﻟﻼﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﺭﺗﺄﻳﻨﺎ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻈﻰ ‪‬ﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻐـﺮﰊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨـﺔ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭ ﻏﺮﺱ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺴﻨﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻷﳘﻴﺔ ﻭﺿﻊ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﲪﺎﺋﻴﺔ ﳍﺎ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍ‪‬ﺮﻣﺔ ﻟـﺒﻌﺾ‬

‫ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺫﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ‬

‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻲ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ‬

‫ﺗﻄﺮﻕ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻟﻌﺪﺓ ﺍﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺟﻨﺢ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ‪ ،‬ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻻﺻﻨﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﺪﺓ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﻴﺔ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺫﻟﻚ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭ ﺿﻤﺎﻥ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﳕﻮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﺻﻨﺎﻑ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍ‪‬ﺮﻣﺔ ﳉﻨﺢ ﺍﳘﺎ ﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺼﻨﻔﻬﺎ ﺍﱃ ﺛﻼﺙ ﺻـﻮﺭ‬

‫ﺍﻭﻻﻫﺎ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ)ﻓﻘﺮﺓ ﺍﻭﱃ(‪ ،‬ﰒ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ)ﻓﻘﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ( ﰒ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﻱ)ﻓﻘﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ(‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ)ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ(‬

‫ﺗﻄﺮﻕ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ‬

‫ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﺳﻨﺔ ﻭﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ‪ 200‬ﺍﱃ ﺍﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺍﻭ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ‬

‫ﻓﻘﻂ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻭﲤﻠﺺ‬

‫ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻭ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‬

‫ﺑﺼﻮﺭﺓ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﻤﺪﺍ‪ ،‬ﻻﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻭﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ‪ ،‬ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻫـﻮ ﻳﻌﻠـﻢ ﺍ‪‬ـﺎ‬

‫ﺣﺎﻣﻞ"‪.‬‬

‫ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻈﻬﺮﻳﻦ‪ :‬ﺍﻻﻭﻝ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳﺮﻭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳـﺔ‬

‫ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﲡﺎﻫﻬﻤﺎ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻴﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴـﻪ‬

‫ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍ‪‬ﺎ ﺣﺎﻣـﻞ‬

‫ﳌﺪﺓ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﳜﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﳌﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﲡﺪﺭ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ 1‬ﻳﺮﻯ ﺑﺎﻥ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻛﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ ،‬ﺫﻟـﻚ ﺍﻥ‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﲑ ﻻ ﳝﻴﺰ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻻ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﻟﻠﺒﻴﺖ‪ ،‬ﻭ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺬﻣﻮﻣﺎ ﺍﻭ ﻣﻌﺎﺑﺎ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ‬

‫ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﻓﻘﺎ ﺑﺎﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ)ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ(‬

‫ﻋﺎﰿ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻭ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬

‫‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﻮﻗﺖ ﺑﺪﻓﻌﻪ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﱃ ﺯﻭﺟﻪ ﺍﻭ‬

‫ﺍﺣﺪ ﺍﺻﻮﻟﻪ ﺍﻭ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﻭﺍﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺍﶈﺪﺩ‪.‬‬

‫ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﺣﺘﻤﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﰲ ﳏﻞ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﳍﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﺺ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ‬

‫ﺫﻟﻚ"‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‬

‫ﻋﺎﰿ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻭ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﻮﻗﺖ ﺑﺪﻓﻌﻪ ﻧﻔﻘـﺔ ﺍﱃ‬

‫ﺯﻭﺟﻪ ﺍﻭ ﺍﺣﺪ ﺍﺻﻮﻟﻪ ﺍﻭ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﻭﺍﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺍﶈﺪﺩ‪.‬‬

‫ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﺣﺘﻤﻴﺎ‪.‬‬

‫ ازآ " م س " ص ‪03‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﰲ ﳏﻞ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﳍﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﺺ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ‬

‫ﺫﻟﻚ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺧﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻭ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﺎﻝ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟـﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻔـﺮﻭﻉ ﻭ‬

‫ﺍﻻﺻﻮﻝ ﰲ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺍﶈﺪﺩ ﲟﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﺆﻗﺖ‪ .‬ﲟﻌﲎ ﺍﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻣﺴـﺎﻙ‬

‫ﻋﻢ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻻﻧﻔﺎﻕ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﳘﻼ ﻟﻼﺳﺮﺓ ﻋﻠﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 197‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ)ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 202‬ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ( ﻟﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ‬

‫ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻼﻭﻻﺩ ﻣﺪﺓ ﺍﻗﺼﺎﻫﺎ ﺷﻬﺮ ﺩﻭﻥ ﻋﺬﺭ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﳌﻤﺴﻜﻌﻦ ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﱂ ﻳﻌﺪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻭﻻﺩ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪199‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻡ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺳﺮﺓ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺏ ﻣﻌﺴﺮﺍ‪ .‬ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻻﻡ ﺑﺎﺣﻜﺎﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﺫ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﻻﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﺛﺒﻮﺕ ﻳﺴﺮﻫﺎ‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‬

‫ﺗﻌﺮﺽ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﺍﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﺎﻕ ﺿﺮﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﻃﻔﺎﻟﻪ ﺍﻭ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ‬

‫ﺳﻮﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻭ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻭ ﻋـﺪﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳـﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺼـﲑ ﰲ‬

‫ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻭ ﺍﻻﺧﻼﻕ‪ ،‬ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣـﺪ ﺍﱃ‬

‫ﺳﻨﺔ ﻭﻏﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﺍﱃ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻡ ﻻ‪.‬‬

‫ﻭﳚﻮﺯ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﻥ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﻘـﻮﻕ‬

‫ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 40‬ﻣﻦ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﱃ ﻋﺸﺮ"‪.‬‬

‫ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻳﻌﺎﻗـﺐ ﺍﻻﺑـﻮﻳﻦ)ﺍﻻﺏ ﻭ ﺍﻻﻡ( ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ‬

‫ﺗﻘﺼﲑﳘﺎ ﰲ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻠﻘﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻤﺎ ﲡﺎﻩ ﺍﻃﻔﺎﳍﻤﺎ ﺍﻭ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗـﻞ‬

‫ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻨﺮ ﺍﳌﺴﺎﻛﻨﺔ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺸﺮﻉ ﻫﻨﺎ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﺍﻻﻭﱃ ﻻ ﻳﻌﺎﻗـﺐ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳌﺴﺎﻛﻨﺔ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﳎﺮﺩ ﻟﻼﳘﺎﻝ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﱴ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻗﺎﻣﺔ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻄﻠﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﺎﻝ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻟﻌﱪﺓ ﻓﻘـﻂ‬

‫ﺑﺎﺗﻴﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.‬‬

 ‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺗﻨﻔﺮﺩ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﻌﺪﺓ ﺧﺼﺎﺋﺺ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﻤﺪﻳﺔ ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﻘﻴﺎﻣﻬﺎ‬

‫ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ)ﺍﻭﻻ(‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍ‪‬ﺎ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ‪ ،‬ﺍﺫ ﺣـﺪﺩ ﺍﳌﺸـﺮﻉ‬

‫ﺳﻠﻔﺎ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﺮﻓﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﻢ)ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪ ،‬ﻭ ﺍﺧﲑﺍ ﺗﻌﺪ‬

‫ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ‪ ،‬ﺍﺫ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‬

‫ﺑﺸﺎ‪‬ﺎ ﺍﻻ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺘﻀﺮﺭ)ﺛﺎﻟﺜﺎ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﻤﺪﻳﺔ‬

‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﻤﺪﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺼـﺮ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﳉﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ﳒـﺪ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺻﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺿﻤﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﻤﺪﻳﺔ‪ ،‬ﺫﻟـﻚ ﺍﻧـﻪ ﻻ ﻳﻜﻔـﻲ‬

‫ﻟﻠﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎ‪‬ﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﺗﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍ‪‬ﺮﻡ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﰲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﺪ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﺟﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ)ﺩﻭﻥ‬

‫ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ‪ ،‬ﻳﻌﻠﻢ ﺍ‪‬ﺎ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﻕ ﺝ‪ ،‬ﺍﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﻕ ﺝ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﺟﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺼﻔﺔ‬

‫ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺟﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﻋﻤﻮﻣﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺍﻻ ﻣـﻦ‬

‫ﻃﺮﻑ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﻱ ﻛﺎﻥ‪ ،‬ﻭ ﻫﻨﺎ ﲞﺼﻮﺹ ﺟـﻨﺢ‬

‫ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﺎﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﳏﻼ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﻢ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ‪ ،‬ﻭ‬

‫ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺸﻤﻮﻟﲔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬

‫ﻭ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻧﻘﻒ ﲜـﻼﺀ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﳋﺎﺻﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟـﺰﻭﺝ ﺃﻱ ﺍﻟﺸـﺨﺺ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﺎﺑﻊ ‪‬ﺎ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﻣـﺎ ﺫﻛﺮﻧـﺎ‪ ،‬ﻭ ﻛـﺬﺍ‬

‫ﲞﺼﻮﺹ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﺎﺑﻊ ‪‬ﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻻﺏ ﻭ ﺍﻻﻡ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ‬

‫ﺍﻥ ﻳﺘﺎﺑﻊ ‪‬ﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻏﲑ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋـﺮﺽ ﺍﻻﻃﻔـﺎﻝ‬

‫ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭ ﺍﻻﻳﺬﺍﺀ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 408‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻜـﺲ ﺍﻻﺏ ﺍﻭ‬

‫ﺍﻻﻡ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺘﻢ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻤﺎ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻜﻮﻯ)ﺑﺈﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ(‬

‫ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻫﻢ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﱃ ﺻـﻨﻔﲔ‪ :‬ﺻـﻨﻒ ﺗﺘﻮﻗـﻒ‬

‫ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍ‪‬ﲏ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﺻﻨﻒ ﻻ ﻳﻠـﺰﻡ‬

‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﲝﻴﺚ ﻳﺘﺴﲎ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻟﻮ ﱂ ﻳﺘﻘـﺪﻡ ﺑﺸـﻜﺎﻳﺔ ﰲ‬

‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻥ ﺗﻨﺎﺯﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺳﻮﻯ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺪﱐ‪ .‬ﻭ ﺑﻐـﺾ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺷﺎ‪‬ﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻈﻤـﺔ ﻛﺎﻟﻮﺷـﺎﻳﺔ ﻭ‬

‫ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺍ‪‬ﺎ " ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻥ ﺗﺘـﻮﻓﺮ ﻓﻴـﻪ‬

‫ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺎ‪‬ﺎ ﺍﻥ ﲢﺪﺙ ﺃﺛﺮﺍ ﺍﺟﺮﺍﺋﻴﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﺮﻓﺾ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻏـﲑ‬

‫ﺍﳌﺴﺘﻨﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺛﺮ ﺁﺧﺮ ﻫﺎﻡ ﺟﺪﺍ ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ‬

‫ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻤﻼ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 4‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴـﻄﺮﺓ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ‬

‫ﻓﻴﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻗﺒﻞ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺗﻌﺪ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳌﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻭﻛﻞ ﺍﻟﻴﻬﺎ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ‪:‬‬

‫" ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺭﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻱ ﺍﻻ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﻭ ﺍﳌﺴـﺘﺤﻖ‬

‫ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻻﺩﻻﺀ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻏﲑ ﺍ‪‬ﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‬

‫ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺘﺮﻑ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ"‬

‫ﻭ ﻧﺮﻯ ﺑﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﺍﺣﺴﻦ ﺻﻨﻌﺎ ﳌﺎ ﺳﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺸـﺎ‬

‫ﺑﲔ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺗﺜﲑ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺎﺕ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺗﺎﺛﲑﺍ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻓﺮﺍﺩﻫـﺎ ﺧﺼﻮﺻـﺎ‬

‫ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻄﺔ ﻭ ﺣﺬﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ‬

‫ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻓﺎﺷﺘﺮﻁ ﻻﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺒﻨﻴﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﺩﻻﺋﻪ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ‬

‫ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
 ‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬

‫ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻱ ﺟﺮﳝﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻫﲔ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﳒﺪ ﺍﻥ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ‬

‫ﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺑﺸﻘﻴﻬﺎ)ﺍﳌﻄﻠـﺐ‬

‫ﺍﻷﻭﻝ( ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ)ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺟﻨﺤـﺔ ﺍﻹﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ)ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ(‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺢ‪ :‬ﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ)ﻓﻘﺮﺓ ﺍﻭﱃ(‪ ،‬ﰒ ﺟﻨﺤﺔ‬

‫ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ )ﻓﻘﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﺍﻻﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﺳﻨﺔ ﻭﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ‪ 200‬ﺍﱃ ﺍﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺍﻭ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻫـﺎﺗﲔ‬

‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻓﻘﻂ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬

‫ﻭﲤﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻭ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ"‪.‬‬

‫ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻻ ﺗﺘﺤﻘـﻖ ﺍﻻ‬

‫ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪ :‬ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﳉﺎﱐ ﺻﻔﺔ ﺍﺏ ﺍﻭ ﺍﻡ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬

‫ﺑﺎﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻨﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﺍﻋﻼﻩ ‪ ،‬ﻧﺴﺘﺸﻒ ﺑﺎﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻻ‬

‫ﲣﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ‪ ،‬ﺍﺫ ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﺘﺤﻘﻘﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﳉـﺎﱐ‬

‫)ﺍﳍﺎﺭﺏ( ﺻﻔﺔ ﺍﺏ ﺍﻭ ﺍﻡ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﺼﺪﺩ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺠﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ‪ ،1‬ﻫﻨﺎ ﳛﻖ ﻟﻪ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺮﺟـﻮﻉ ﺍﱃ‬

‫ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﱪﺭﺍ ﳌﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﲜﺮﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻗﺎﺻﺮﻳﻦ ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺫﻫﺒﺖ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ) ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ(‬

‫ﰲ ﺍﺣﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍ‪‬ﺎ ‪:‬‬

‫" ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻻ‬

‫ﻳﺸﻜﻞ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧـﺖ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳌﻤﺘﻨﻌﺔ ﺍﻣﺎ ﻭ ﺗﻨﺼﻠﺖ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ‬

‫ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﲡﺎﻩ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﳑﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺍﺩﺍﻧـﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﲜﺮﳝﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﳏﻀﺮ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ‪1994/04/07‬‬

‫‪  1‬ا  ‪ 1959/10/03  ! "# 1‬ا ‪- ./+‬ه‪*+‬ل ا( ة '" ا ‪ "+36+‬ا ‪ 234 253+‬ا‪ "01‬آ زوج ‪7‬ر‬
‫‪ @F* 1 .G? 034‬او ‪ E<3 '*B‬ا ‪*7 CBD+‬در ‪ @A*B "4‬ا(? ال ا >= ‪ "+36+3‬ا‪ "4 ;<#‬ا  دة إ ‪2‬‬
‫'‪ ("I #)C‬ا ‪M‬و‪."..... KB* L‬‬
‫ﻭ ﺍﳘﺎﳍﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﻋﻠﻠﺖ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﺍﻧﻌﺪﺍﻣﻪ ﻓﻜـﺎﻥ‬

‫ﻣﻮﺟﺒﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ ﻭ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ‪."1‬‬

‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺗﺒﻘـﻰ ﻣﺮﺗﺒﻄـﺔ‬

‫ﺑﺎﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﳌﺘﺒﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳛﻴﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺓ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬

‫ﺍﻻﺏ ﻭﺍﻻﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ؟‬

‫‪ -1‬ﺻﻔﺔ ﺍﻻﺑﻮﺓ‪:‬‬

‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺑﻮﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻻﺏ ﺑﺎﺑﻨﺎﺀﻩ‪ ،‬ﻭ ﺻﻔﺔ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺘﺪ ‪‬ـﺎ ﻫـﻲ ﺍﻻﺏ‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 144‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ‪:‬‬

‫" ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺏ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺗﻨﺘﺞ ﻋﻨـﻬﺎ‬

‫ﲨﻴﻊ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺷﺮﻋﺎ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‬

‫ﻻ ﲤﺘﺪ ﺍﱃ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻭ ﺍﳌﺘﺒﲎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪ .‬ﻭ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻻﻣﺮ ﻛـﺬﻟﻚ‬

‫ﻓﺎﻧﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﳌﺰﺩﺍﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪ ،‬ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻻﺏ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ؟‬

‫ﻧﺮﻯ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 156‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳـﺮﺓ‬

‫ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ‪:‬‬

‫‪B 1‬ار ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪*7 8/400‬در '<*ر‪ @V 2004/01/28 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @TP‬د ‪ ># 1999/169‬ر‬
‫'‪*YB 3P+‬ء ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪.2003  62‬‬
‫" ﺇﺫﺍ ﲤﺖ ﺍﳋﻄﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺼﻞ ﺍﻹﳚﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺣﺎﻟﺖ ﻇﺮﻭﻑ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺛﻴـﻖ ﻋﻘـﺪ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻇﻬﺮ ﲪﻞ ﺑﺎﳌﺨﻄﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻠﺨﺎﻃﺐ ﻟﻠﺸﺒﻬﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺃ( ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺑﲔ ﺃﺳﺮﺗﻴﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭﻭﺍﻓﻖ ﻭﱄ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ؛‬

‫ﺏ( ﺇﺫﺍ ﺗﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﻄﻮﺑﺔ ﲪﻠﺖ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﻄﺒﺔ ؛‬

‫ﺝ( ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺮ ﺍﳋﻄﻴﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬

‫ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﲟﻘﺮﺭ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ‪.‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﳋﺎﻃﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻤﻞ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﺃﻣﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸـﺮﻋﻴﺔ ﰲ‬

‫ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺐ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﰲ ﻇﻞ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﻮﻣﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﳌﺰﺩﺍﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺆﺳﺴـﺔ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 156‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‬

‫ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﺑﻨﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻷﻣﻮﻣﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻡ ﻭ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﻣـﺔ ﺗﺜﺒـﺖ ﻟـﻸﻡ ﰲ‬

‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻮﻟﻮﻫﺎ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳊﻤﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﳒﺒﺘﻪ ﰲ ﺍﻃـﺎﺭ ﻋﻼﻗـﺔ ﺯﻭﺍﺝ‬

‫ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻭ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺸﻒ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 146‬ﻣـﻦ‬

‫ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ‪:‬‬

‫" ﺗﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ﻟﻸﻡ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ‬

‫ﺷﺮﻋﻴﺔ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﳌﺰﺩﺍﺩ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬

‫ﻻﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﲪﻠﺖ ﺑﻪ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺭﲪﻬﺎ‪ ،‬ﳑﺎ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ‬

‫ﺍﻧﺘﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ‪ .1‬ﻭ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﲑ ﺷـﺮﻋﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻣﻪ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﺠﺮﺕ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟـﺬﻱ‬

‫ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻣﻬﻤﻼ؟‬

‫ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ 2‬ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻭﻻ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺣﻨﺠﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﺫ ﻳﻨﻌـﺪﻡ ﺍﺣـﺪ‬

‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻ ﻭ ﻫﻮ ﻫﺠﺮ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺸﺮﻉ ﻳﻬﺪﻑ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻻﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳍﺠﺮ ﲤﻠﺺ ﺍﳌﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﻬﺎ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ﻋﻠـﻰ ﻋﺎﺗﻘـﻪ‪،‬‬

‫ﻓﺎﳍﺎﺟﺮ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﺏ ﺍﻭ ﺍﻡ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﻟﻔﻆ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻻﺧﺮ‪ .‬ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬

‫ﺍﻥ ﺍﻻﻡ ﰲ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﲜﺮﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧـﲑ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻣﻜـﻦ‬

‫ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺗﻜﻴﻴﻔﺎ ﺍﺧﺮ‪.‬‬

‫‪ 1‬ا   ا ‪+ @3+‬و‪ 1‬ا( ة‪ ،‬وزارة ا ل و ا ‪*T‬ت '* ‪5+‬ب‪ ># .‬رات ‪ >1 +L‬ا ‪ # 3+‬ا ]*‪1 1‬‬
‫وا ]‪ 363 . F*Y‬ا >وح و ا ^‪ .F‬ا د ا(ول‪ .2004.‬ط‪aV .3‬ا ‪2007‬‬
‫‪ 2‬ا?‪ +‬ا =‪ " @>3+‬ا ]*‪ 1‬ن ا ‪ @F*P‬ا =*ص" ج ‪ ae# 2‬ا ‪*+‬رف ا ‪P‬ة‪ ،‬ا '*ط‪ 1986 ،‬ا ‪ ae‬ا ‪ ،1*f‬ص‬
‫‪199‬‬
‫ﻭ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺗﻈﻞ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ‬

‫ﺍﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎ‪‬ﺎ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﺏ ﺍﻭ ﺍﻡ ﺍﻻﺳﺮﺓ )ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﻡ ﻭ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ( ﲡﺎﻩ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ﲢﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ :‬ﺗﺮﻙ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ‬

‫ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺑﻨﺪﻩ ﺍﻻﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﺳﻨﺔ ﻭﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ‪ 200‬ﺍﱃ ﺍﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺍﻭ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻫـﺎﺗﲔ‬

‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻓﻘﻂ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬

‫ﻭﲤﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻭ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ"‪.‬‬

‫ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﳉﻨﺤﺔ ﺗﻚ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴـﺖ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫﻲ ﻛﺎﻵﰐ‪:‬‬

 ‫ﺃ‪ :‬ﺗﺮﻙ ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻤﺎ‬

‫ﻳﺸﻜﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ‪ 1‬ﺍﻫﻢ ﻋﻨﺼﺮ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺑﻌﺾ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﻪ‪ 2‬ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺍﻭ ﺍﳍﺠﺮ ﺑﺎ‪‬ﺎ" ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﳌﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻦ ﻣﱰﻝ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ‬

‫ﺷﺆﻭﻧﻪ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﲔ ﻓﻴﻪ"‪ .‬ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺗﺮﻙ ﺑﻴﺖ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﻳﻼﺯﻣﻪ ﺍﺧﻼﻝ ﻭ ﲤﻠﺺ ﰲ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ‪ ،‬ﺍﺫ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻫﺠﺮ ﺑﻴـﺖ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺧـﻼﻝ‬

‫ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻧﻨﺎ ﻧﻄﺮﺡ ﺗﺴﺎﺅﻻ ﻣﺆﺩﺍﻩ ﺍﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ‬

‫ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﺭﻏﻢ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺎﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺗﺴﻴﲑ ﺷـﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴـﺖ‬

‫ﺑﺎﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻫﻞ ﻳﻘﻊ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ؟‬

‫ﻳﺮﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ 3‬ﺍﻥ ﺍﻻﺏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺭﻏﻢ ﺗﺮﻛﻪ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻓﺎﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻤﻠﺼﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ﻭ ﺍﻥ ﻛـﺎﻥ‬

‫ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺩﺍﺅﻩ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻧﻘﺪﺍ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻋﻴﻨﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﳓﻦ ﺑﺪﻭﺭﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﳎﺮﺩ ﺣﺼﻮﻝ‬

‫ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﳍﺠﺮ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﺮﻙ‪ ،‬ﻭ ﺍﳕﺎ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺭﻫﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻛﻞ ﻣـﻦ‬

‫‪ 1‬ا ‪ +‬اد ‪# "# 231-230-229‬و‪ 1‬ا( ة‬

‫‪ 2‬ا?‪ +‬ا =‪ " @>3+‬م س " ص ‪197‬‬
‫‪  3‬ازآ " م س " ص ‪31‬‬
‫ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪ ،‬ﻭ ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋـﻦ‬

‫ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫" ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻗﻴﺎﻡ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑـﺎﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀـﺎﻧﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺔ ﺑـﺎﻟﻔﺮﺍﺭ ﺍﻭ ﺍﳍـﺮﻭﺏ ﻣـﻦ ﺑﻴـﺖ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪."1‬ﻭﺣﻜﻢ ﺍﺧﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ‪ 1‬ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻻﻡ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ‬

‫ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺭﻓﻘﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﻌﺪ ﲤﻠﺼﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ"‪.‬‬

‫ﺏ‪ :‬ﻣﺪﺓ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﳚﺐ ﺍﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ‬

‫ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﳍﺠﺮ‬

‫ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺪﺓ‬

‫ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﲤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻻﻧﻒ ﺍﻟﺬﻛﺮ‪.‬ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ‬

‫ﻣﻌﻪ ﺍﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﳌﺪﺓ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻭ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﺼـﺪﺩ‬

‫ﺍﳉﻨﺤﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﺍﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ‬

‫ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ‪‬ﺪﻑ ﺳﺪ‬

‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﺍﻭﺭﺩ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪:‬‬

‫‪B 1‬ار ‪ +GT#‬ا^ <‪*h‬ف '* ارا ‪*Ya‬ء '<*ر‪ 2001/02/20 S‬اورد‪*1 0i‬د ا ‪ aP‬ج ‪ ' * fT' @V‬ان " إه‪*+‬ل‬
‫ا( ة '" ‪#‬و‪ 1‬ا(? ال ا >= و ا ]*‪ 1‬ن ا ‪2A 234 @F*P‬ء ا ‪ +‬ا ]‪ "@F*Y‬ص ‪37‬‬
‫" ‪ ...‬ﻭﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ‬

‫ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ"‪ .‬ﳑﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻥ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻻ ﲤﺤﻰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﺮﺟﺄ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳌﺸـﺮﻉ‬

‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻌـﺾ‬

‫ﺍﻻﻳﺎﻡ ﰒ ﻳﺬﻫﺐ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﻻﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﲢﺎﻳﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﺫﺍ‬

‫ﺭﺟﻊ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ ﻓﺎﳌﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻏـﺎﺏ‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺗﻨﻘﻄﻊ‪.2‬‬

‫ﻭ ﲞﺼﻮﺹ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ‪ ،‬ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳌﻮﺍﱄ ﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﳍﺠـﺮ‬

‫ﺍﻭ ﺍﻟﺘﺮﻙ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﺛﺒﺎ‪‬ﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﺪﺓ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻴـﺖ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ﺩﻭﻥ‬

‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺣﱴ ﺍﺫﺍ ﺗﻌﺬﺭ ﺫﻟﻚ‬

‫ﻳﻠﺠﺌﻮﻥ ﺍﱃ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ‬

‫ﺍﺣﺪ ﺍﳉﲑﺍﻥ‪ ،‬ﻭ ﲞﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻫﺠﺮ ﺍﻻﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﺫ ﻳﻌﻤﺪ ﺍﻟﺰﻭﺝ‬

‫ﺍﱃ ﺍﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺎﺳـﺎ ﻟﺘﺤﺮﻳـﻚ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ ﰲ‬

‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ‪.3‬‬

‫‪ .G? 1‬ا'<ا‪ F‬ا  ن '<*ر‪ @V 2006/12/28 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @TP‬د ‪ 06/2553‬اورد‪DV j‬اد ‪" 4‬م س " ص ‪32‬‬
‫‪  2‬ازآ " م س " ص ‪35‬‬
‫‪ "1 1*B l‬ر ‪ l  *l‬د'‪ l3‬م ا را ‪*l‬ت ا ‪ *l3‬ا ‪،l]++‬‬ ‫‪ a4 3‬ا ]*در ' '‪G‬ي " ‪ +L‬إه‪*l+‬ل ا( ‪l‬ة‪:‬درا ‪l‬‬
‫و?ة ا ‪ nTa‬و ا <‪ "" G‬ا ‪+‬أة و ا <‪ #*L "+‬ا ‪ 2 +‬إ ‪ ،4*+l‬آ‪ l3‬اداب و ا ‪ l3‬م ا‪*lG+' 1*l61-‬س‪ .‬ا ‪l6‬‬
‫ا ‪ 2003/2002 #*P‬ص ‪.30‬‬
 ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‪ :‬ﻏﻴﺎﺏ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ‬

‫ﻋﱪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺘﻨﺼـﻴﺺ ﰲ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ":‬ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟـﺐ‬

‫ﻗﺎﻫﺮ"‪ .‬ﻓﺎﳌﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺘﺾ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﱂ ﻳﱪﺯ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻨﺤـﺔ‬

‫ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ) ﺍﻟﻔﺼـﻞ‬

‫‪ 480‬ﻣﻦ ﻕ ﺝ( ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺍﻭﺭﺩ ﺑﺸﺎ‪‬ﺎ ﺍﻻﺳـﺘﺎﺫ ﺍﲪـﺪ‬

‫ﺍﳋﻤﻠﻴﺸﻲ‪ 1‬ﺑﺎ‪‬ﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺍﺫ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ )ﺍﳍﺠﺮ( ﻗﺎﻫﺮﺍ‬

‫ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻘﻂ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺃﻏﻔﻞ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺘﻮﻓﺮﻩ ﺗﺴـﻘﻂ‬

‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳉﺮﻣﻴﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺃﻭ ﺍﳍﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﳌﻬﻤﻞ‪ ،‬ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ‬

‫ﰲ ﻛﻞ ﻇﺮﻑ ﳛﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﲢﻤﻞ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻛـﻞ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ‪.‬‬

‫ﻭ ﻳﺮﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ‪ 2‬ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺑﻌﺪﻡ ﲢﺪﻳﺪﻩ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻗـﺪ‬

‫ﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﻚ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘـﻬﺎ ﻭ ﺍﻟـﱵ‬

‫ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ‪ ،‬ﻣﺸﺪﺩﺍ ﰲ ﺍﻻﻥ ﻧﻔﺴـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺿـﺮﻭﺭﺓ ﺍﻥ ﻳﻀـﻤﻦ ﺍ‪‬ﻠـﺲ‬

‫ﺍﻻﻋﻠﻰ)ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ( ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﲑ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﶈـﺎﻛﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬

‫ا?‪ +‬ا =‪ " @>3+‬م س " ص ‪198‬‬ ‫‪1‬‬

‫ ازآ " م س" ص ‪40‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻟﻠﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻼﺳـﺮﺓ ﺍﻭ‬

‫ﻇﺮﻭﻑ ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﺣﺪﳘﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺜﲑ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‬

‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻭﺍﺿﺢ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺍﻟﻴﻪ ﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻧﺎﺯﻟـﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﰲ ﺍﺣﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ‪ 1‬ﺍﱃ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻋﺬﺭﺍ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻭﺟﻮﺩ‬

‫ﺧﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﺮ ﺿﺮﺏ ﻭ ﺟـﺮﺡ ﺍﺩﻳـﺎ ﺍﱃ‬

‫ﻛﺴﺮ‪ ،‬ﻭ ‪‬ﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺴﺪﺱ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺯﻭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻛﺬﺍ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺷـﺮﻓﺔ‬

‫ﺍﳌﱰﻝ ﳑﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﳍﺎ ﰲ ﻋﺠﺰ ﺩﺍﺋﻢ ﻧﺴﺒﺘﻪ ‪ %40‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﱂ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﳋـﻮﻑ ﻭ ﺍﻻﻛـﺮﺍﻩ‬

‫ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﰲ ﻫﺮﻭ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻀﻰ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑـﺮﻓﺾ‬

‫ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﳌﺜﺎﺭﺓ ﺗﺸﻜﻞ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ‬

‫ﳎﺎﺩﻟﺔ ﰲ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﺠﺞ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﺰﺟـﺮ ﰲ ﺣـﺪﻭﺩ ﺳـﻠﻄﺘﻬﻢ‬

‫ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲣﻀﻊ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﻧﻴـﺔ‬

‫ﺍﳉﺎﱐ )ﺍﳌﻬﻤﻞ( ﺍﱃ ﺍﺗﻴﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﳎﺮﻣﺔ) ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺍﻭ ﺍﳍﺠﺮ( ﻭ ﻣﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺼـﺪ ﺍﻻﺿـﺮﺍﺭ‬

‫ﺑﺎﻟﻄﺮﻑ ﺍﻻﺧﺮ ﻭ ﺑﺎﻻﻭﻻﺩ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﲢﻄـﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﱃ ﲪﺎﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻭ ﺑﺎﻣﻜﺎﻥ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ﺍﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ) ﺍﻟﻨﻴـﺔ‬

‫‪B 1‬ار ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪*<' 1067‬ر‪4 U3# 1979/06/21 S‬د ‪ 157/5‬أ‪*q‬ر إ ‪ 0‬ا^ <*ذ ا?‪ +‬ا =‪" @>3+‬م‬
‫س" ص ‪200‬‬
‫ﻻﺟﺮﺍﻣﻴﺔ( ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺍ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣـﻊ‬

‫ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺎﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﳊﻤﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺮﺩ ﳍﺎ ﳌﺸﺮﻉ ﲪﺎﻳﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ‬

‫ﻣﻦ ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺍﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﳍﺎ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺑﺎﻻﺳﺎﺱ ﰲ ﲡﺮﱘ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﳍﺎ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ‬

‫ﺍﳊﻤﻞ‪ ،‬ﺍﺫ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﺳﻨﺔ ﻭﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ‪ 200‬ﺍﱃ ﺍﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺍﻭ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻫـﺎﺗﲔ‬

‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻓﻘﻂ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﻤﺪﺍ‪ ،‬ﻻﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻭﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ‪ ،‬ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍ‪‬ﺎ‬

‫ﺣﺎﻣﻞ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻛﻐﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺎﺻـﺮﻫﺎ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳒﻤﻠﻬﺎ ﰲ‪:‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪ :‬ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳌﻬﻤﻠﺔ‬

‫ﺣﺎﻣﻼ‪.‬‬

‫ﻳﺸﺘﻤﻞ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﳘﺎ‪:‬‬
 ‫ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ﺳﺒﻖ ﻭ ﺍﺷﺮﻧﺎ ﺑﺎﻥ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﰲ ﻋﻤﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺟﻨﺤﺔ‬

‫ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﻮﺟـﻮﺩ‬

‫ﻋﻘﺪ ﺷﺮﻋﻲ ﻳﺮﺑﻄﻪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ‪ ،‬ﳑﺎ ﳜﺮﺝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﻭ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ‪،‬‬

‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻻ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟـﺰﻭﺝ ﻳـﻮﺣﻲ‬

‫ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻻﳘﺎﻝ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻮﻗﻮﻉ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻭ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻠﻴﻖ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﳎﺎﻝ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻻﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻻ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪.‬‬

‫ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻳﺜﺎﺭ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ)ﺍﳌﻔﺎﺭﻕ( ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺓ‪ ،‬ﻫﻞ ﻳﻘﻊ ﲢـﺖ‬

‫ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻡ ﻻ؟‬

‫ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﻳﺮﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ 1‬ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺘﲔ‪:‬‬

‫‪-‬ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺍﺓ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻨﺎ ﺍﺫﺍ‬

‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻻﻥ ﺍﺛﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌـﺪﺓ ﺑﺎﻻﺿـﺎﻓﺔ ﺍﱃ‬

‫ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺮﺍﺓ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﺧﺮ ﻏﲑ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﻬﻨـﺎ ﺍﺫﺍ‬

‫ﻭﻗﻊ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻻﻥ ﺭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﺜﺎﺭ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﺍﺧﺮ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺎﻣـﻞ ﰲ ﺍﻃـﺎﺭ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؟‬

 ‫ﻫﻨﺎ ﺍﻳﻀﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺘﲔ‪:‬‬

‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺎﻣﻼ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ‬

‫ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺒﻄﻼﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻭ ﻓﺴﺎﺩﻩ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻻﻥ ﺍﺛﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬

‫ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﳌﺴﺎﻛﻨﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻔﺴﺎﺩ ﺍﻭ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻻ ﳝﻜـﻦ‬

‫ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻻﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﰎ ﺣﻠﻪ‪.2‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳌﻬﻤﻠﺔ ﺣﺎﻣﻼ‪:‬‬

‫ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬

‫ﺗﻨﺼﻴﺼﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ) ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍ‪‬ﺎ ﺣﺎﻣﻞ( ﳑﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻥ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺣﺎﻣﻼ‬

‫ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺍﳊﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﺎﻧـﻪ ﻻ‬

‫ﳎﺎﻝ ﻣﻌﻪ ﳌﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﺷﺘﺮﻁ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬ﺃﻱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑـﺎﻥ‬

‫ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺎﻣﻼ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳘﺎﳍﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺗﺮﻙ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻫﺮ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ‪.‬‬

‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻧﺴﺠﻞ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴـﺖ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﻖ ﻭ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﳍﺎ‪ ،‬ﻏﲑ ﺍﻥ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﲡﻠﻰ ﰲ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﲑﺓ ﺗﺘﻄﻠﺐ‬

‫ ازآ "م س" ص ‪43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ a4‬ا ]*در ' '‪G‬ي " م س" ص ‪37‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﳊﻀـﺎﻧﺔ‬

‫ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻣﺮ ﲞﺼﻮﺹ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﲑﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸـﺮﻉ ﺍﻥ ﻳﺴـﺘﻌﻤﻞ‬

‫ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﺬﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﺻﺮﺍﻣﺔ‪ ،‬ﻭ ﻛﻤﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺎﺡ ﻟﻪ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﺑﲔ ﻋﻤﻠﲔ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻏﲑ‬

‫ﺍﻧﻪ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﳛﺒﺬﻩ‪ ،‬ﻫﻨﺎ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﻛﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺎﻣﻼ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﳌﻮﺟﺐ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻃﺎﳌﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺍﻧﻪ ﻟﻮ ﰎ ﺍﻋﺘﻤـﺎﺩ ﺍﳌﻌﻴـﺎﺭ‬

‫ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ"ﺩﻭﻥ ﻋﺬﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ" ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻛﺎﻧـﺖ‬

‫ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ‪ ،‬ﻭ ﻏﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻥ ﻣﺪﺓ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﰲ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬

‫ﲣﻀﻊ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺪ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﺟﺮﳝﺔ ﻋﻤﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻻﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺺ ‪ 479‬ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪:‬‬

‫" ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﻤﺪﺍ‪....‬ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍ‪‬ﺎ ﺣﺎﻣﻞ" ﻭ ﻣﺆﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﳉﻨﺤـﺔ ﻻ‬

‫ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﳉﺎﱐ) ﺍﳌﻬﻤﻞ( ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﳍﺠﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ‪ ،‬ﻣﻊ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠـﻢ ﺑـﺎﻥ‬

‫ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺎﻣﻞ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻌﻪ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻄﻠﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ‬

‫ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ‪.‬‬
 ‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﺗﻜﺘﺴﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﳘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﲤﺎﺳﻜﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ‬

‫ﺍﻭﻻﻫﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻗـﺮﺍﺭ‬

‫ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺯﺟﺮﻳﺔ ﺭﺍﺩﻋﺔ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﻤﺘﻨﻊ ﺍﻭ ﺍﳌﻤﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀﻫﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﻮﻗﺖ ﺑﺪﻓﻌﻪ ﻧﻔﻘـﺔ ﺍﱃ‬

‫ﺯﻭﺟﻪ ﺍﻭ ﺍﺣﺪ ﺍﺻﻮﻟﻪ ﺍﻭ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﻭﺍﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺍﶈﺪﺩ‪.‬‬

‫ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﺣﺘﻤﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﰲ ﳏﻞ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﳍﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﺺ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ"‪.‬‬

‫ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤـﺪﺍ ﻋـﻦ ﺍﺩﺍﺀ‬

‫ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﻫﻲ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺳﺎﺱ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺔ‬

‫ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻂ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

 ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﰲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ‪"1‬ﺍﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭ ﻛﺴﻮﺓ‬

‫ﻭﻣﺴﻜﻦ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ"‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﺪ ﺍﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﻞ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻌـﺪﺍﺩ‬

‫ﻣﺸﺘﻤﻼ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺍﺫ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 189‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ "ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﺴﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﻌـﻼﺝ‪،‬‬

‫ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻼﻭﻻﺩ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 168‬ﺍﻋﻼﻩ‪."...‬‬

‫ﻭ ﻣﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﳊﺼﺮ‪ ،‬ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻧـﻪ‬

‫ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻀﺎﻑ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﰲ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻐﺮﰊ‬

‫ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻭ ﺗﻮﺳﻌﺔ ﺍﻻﻋﻴﺎﺩ ﻋﻨﺼﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪.2‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺸﺘﻤﻼ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﺗﻄﺎﻝ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻄﻼﻕ؟‬

‫ﺍﻥ ﺳﺒﺐ ﻃﺮﺣﻨﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ‪)3‬ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴـﺎ(‬

‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻛﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﳉﻬﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 2012/10/03‬ﰲ ﺍﳌﻠﻒ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻋـﺪﺩ‬

‫‪ 2012/10/6/9493‬ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﱪ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ a4 1‬ا ?‪*+‬ن ا ‪MP‬ي "آ<*ب ا ]‪ 234 0‬ا ‪E+‬اه‪ K‬ا(ر'‪ .6B :‬ا(? ال ا >=" ا ‪ 3P+‬ا ا';‪ ،‬دار ا ‪*q‬د‬
‫ا ‪ ،fT‬ص ‪552‬‬
‫‪B 2‬ار ‪*7 @4q‬در ‪ "4‬ا ‪ O3P+‬ا(‪*<' 234‬ر‪ ># 1992/06/16 S‬ر '‪*<G‬ب ا^‪* <L‬د ا ]‪# @V @F*Y‬و‪1‬‬
‫ا(? ال ا >= ‪*><6+3‬ر ادر‪ PT+3' O‬ب ص ‪80‬‬
‫‪B 3‬ار ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪ 10/174‬ا ‪D+‬رخ ‪ @V 2009/01/28 @V‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @F*P‬د ‪. 2008/10/6/18687‬‬
‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﳌﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﱪﺍﺀﺓ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻣﻦ ﺟﻨﺤـﺔ ﺍﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻫﻲ ﻏﲑ ﺍﺟﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺔ ﻭ ﱂ ﺗﺸـﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻥ‬

‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﰲ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﺍﳊﺎﻝ‪ ،‬ﰲ ﺣـﲔ ﺍﻥ‬

‫ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺆﺧﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﺍﻥ ﻭﺟﺪ ﻭ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻭ ﺍﳌﺘﻌﺔ ﺣﺴـﺐ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 83‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﳑﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴـﻪ‬

‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻧﺎﻗﺺ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﳌﱰﻝ ﻣﱰﻟﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻣﻪ ﻭ ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﻌﺮﺿـﻪ ﻟﻠـﻨﻘﺾ‬

‫ﻭﺍﻻﺑﻄﺎﻝ"‪.‬‬

‫ﻭ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻳﺮﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻧﻪ ﺗﻮﺟﻪ ﻏـﲑ‬

‫ﺻﺎﺋﺐ ﻟﺴﺒﺒﲔ ﺍﺛﻨﲔ‪:‬‬

‫ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﻥ ﻣﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻭﺭﺩﺕ ﻏﲑ ﳏﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﺼﺮ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪189‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﺎ‪‬ﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﻭ ﺍﳌﺘﻌـﺔ‬

‫ﻻﺧﺘﻼﻑ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﻬﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺣﺴﺐ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 84‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧـﺔ‬

‫ﺍﻷﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﲢﻴﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ‬

‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 202‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻔﻘﺔ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﻓﺎﻥ ﻣﺸﺘﻤﻼ‪‬ﺎ ﺗﺒﻘﻰ‬

‫ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺣﱴ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ‬
‫ﺟﺎﺀﺕ ﻗﺎﺻﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ)ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ( ﺩﻭﻥ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺎﺕ‬

‫ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻃﺮﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋـﻦ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﻕ)ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺊ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﻭ ﺍﳌﺘﻌـﺔ ﻭ ﻏﲑﻫـﺎ(‬

‫ﺧﺎﺿﻌﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻳﻌﺪ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻏﲑ ﻣﱪﺭ ﻭ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻏﲑ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ ﺍﱃ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﺍﻭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ‬

‫ﻻ ﺗﻌﺪ ﺟﺮﳝﺔ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺮﻗﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﳌﺒﺪﺃ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ‬

‫ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ 1‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.2‬‬

‫ﻭ ﳓﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺆﻳﺪ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﲢﻠﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﳏﻜـﻮﻡ‬

‫ﺑﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻟﻠﻔﺼﻮﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﳜﺮﻕ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﳉـﺮﺍﺋﻢ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻗﺪ ﻻﻗﻰ ﻗﺒﻮﻻ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴـﺔ‬

‫ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺑﲔ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ‬

‫ﺑﺎﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪  1‬ا  ا ‪ "# n *f‬ا ]*‪ 1‬ن ا ‪:@3 *# 234 @F*P‬‬
‫" ^ ‪ 6‬غ ‪D#‬ا‪Et‬ة ا? ‪ s' +L  ^ V 234‬ا ]*‪ 1‬ن و^ ‪*' ]' 0<aB*#‬ت ‪] .‬ره* ا ]*‪ 1‬ن"‪.‬‬

‫‪ 3# 2‬د ‪vw‬ب" ‪B 234 x3i‬ار ا ‪ O3P+‬ا^‪4 234‬د ‪ 10/174‬ا ‪D+‬رخ ‪ @V 2009/01/28 @V‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @F*P‬د‬
‫‪ ،2008/10/06/18687‬ا ‪ 3P+‬ا ‪3 '5+‬را *ت ا ]*‪ 1 1‬و ا ]‪ ،F*Y‬ا د ‪ 2012 . 8‬ص ‪ 207‬و ‪.208‬‬
‫"ﻭ ﺍﻥ ﻣﻨﺎﻁ ﺍﳊﻜﻢ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻃﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻨﺎ ﺑﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﲎ ﻫﻮ ﻗﻮﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﰲ ﺳـﻮﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﻄﻼﻕ)ﻳﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﺊ ﺍﺫﺍ ﻃﻠﻘﺘﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻄﻠﻘﻮﻫﻦ ﻟﻌﺪ‪‬ﻦ ﻭ ﺍﺣﺼﻮﺍ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻭ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﺭﺑﻜﻢ‪ ،‬ﻻ‬

‫ﲣﺮﺟﻮﻫﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻮ‪‬ﻦ ﻭ ﻻ ﳜﺮﺟﻦ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﺎﺗﲔ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ ﻳﺘﻌـﺪﻯ‬

‫ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻟﻌﻞ ﺍﷲ ﳛﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻣﺮﺍ( ﻓﻤﱴ ﺗﻌﺬﺭ ﺑﻘـﺎﺀ ﺍﳌﻄﻠﻘـﺔ‬

‫ﻃﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻨﺎ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﻠﻘﻬﺎ ﺍﺩﺍﺀ ﻧﻔﻘﺔ ﺳﻜﻨﺎﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺘﻪ ﺍﳌـﺎﺩﺓ‬

‫‪ 84‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﻓﻘﺮ‪‬ﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ)ﺗﺴﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌـﺪﺓ ﰲ‬

‫ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﻣﺴﻜﻦ ﻣﻼﺋﻢ ﳍﺎ ﻭ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺰﻭﺝ‪ ،‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﺗﻌﺬﺭ ﺫﻟـﻚ‬

‫ﺣﺪﺩﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﰲ ﻣﺒﻠﻎ ﻳﻮﺩﻉ ﻛﺬﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﺴـﺘﺤﻘﺎﺕ ﺑﻜﺘﺎﺑـﺔ ﺿـﺒﻂ‬

‫ﺍﶈﻜﻤﺔ(‪ ،‬ﻭ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺒﺎﺋﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ‬

‫ﺍﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲡﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺬﺭ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻌﺪ‪‬ﺎ ﰲ ﺑﻴﺖ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﳓﻰ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺣﲔ ﺍﻋﺘﱪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﺴـﺒﺐ‬

‫ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺟﺮﻡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻣﺴـﺎﻙ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ ﻭ ﺍﻋﺘﱪ ﺫﻟﻚ ﺍﳘﺎﻻ ﻣﻨﻪ ﻻﺳﺮﺗﻪ‪."1‬‬

‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ‬

‫ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪B 1‬ار ‪*7‬در '<*ر‪4 @TL U3# 2011/11/30 S‬د ‪ ># w 2011/2803/18‬ر‪.‬‬
‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﳊﺎﻝ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﺴـﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻠﻴـﻖ ﻟﻠﺸـﻘﺎﻕ ﻻ‬

‫ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻬﺎ ﻭ ﻗﻀﺎﺀﺍ ﺍﻧﻪ ﻻ ﺟﺮﳝﺔ ﻭ ﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻻ ﺑـﻨﺺ ﻭ ﺍﻻﺻـﻞ‬

‫ﺍﶈﻜﻢ ﻫﻮ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻧﻘﻀﻬﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻟﻪ ﺍﺻـﻠﻪ ﺍﻟﺸـﺮﻋﻲ‬

‫ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﺘﱪﺋﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﳎﺮﻡ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﻧﺔ ﺑﺮﻱﺀ ﻭﺍﺣﺪ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ ﺍﳌﻜﺮﺳﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ ﺍﻥ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‬

‫ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺗﻔﺴﺮ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﺿﻴﻘﺎ ﻭ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭ ﻫﻲ ﳏﺎﺫﻳﺮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻳـﺔﺗﻐﻞ ﻳـﺪ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺰﺟﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﲟﻘﺪﻭﺭﻩ ﺍﻥ ﻳﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺎﺫﻳﺮﻩ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﺪﺧﻞ‬

‫ﻟﺘﺠﺮﱘ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﻏﲑ ﳎﺮﻣﺔ ﻧﺼﺎ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎ ﲟﺒﺪﺃ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﻜﺮﺱ ﺩﺳـﺘﻮﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﳕـﺎ ﺫﻟـﻚ‬

‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﺻﻴﻞ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﺣﱴ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻄـﻲ‬

‫ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻛﺎﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﳒﻠﻮﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻴﺔ ﻗﻴﻮﺩ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﻠﺰﻣﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻘﻴﺪ ‪‬ﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﻳﺪ ﻋﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻋﺪﺩ ‪ 174‬ﻭ ﺗـﺎﺭﻳﺦ ‪2009/01/28‬‬

‫ﻣﻠﻒ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻋﺪﺩ ‪ 2008/10/6/18687‬ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻟﻌﺪﻡ ﺻـﺪﻭﺭﻩ‬

‫ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﻏﺮﻑ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﰲ ﺗﺒﲏ ﻗﺮﺍﺭ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺧﺮﻕ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺗﻔﺴﲑﻳﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﰲ ﺍﳌـﺎﺩﺓ‬

‫ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ ﻭ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﳛﺔ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﺄﻭﻳﻼ ﻭ ﻫﻮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻣﻊ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﻨﺺ‪،‬‬

‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﲟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺍﻧﻪ"ﺣﲔ‬

‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﺻﺮﳛﺎ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﳏﻞ ﻟﻠﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﻥ ﺑﻮﺳﻊ ﺍﳌﺸﺘﻜﻴﺔ ﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣـﻦ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺍﱃ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﺪﱐ ﺍﻭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﳌﺴﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻔﺎﺭﻗﻬﺎ‪ ،‬ﻃﺎﳌﺎ‬

‫ﺍﻥ ﻣﺴﻄﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻭ ﻋﺪﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺒﻪ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳌﻌﺎﻗﺐ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬

‫ﺍﻭ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺑﻨﻔﻘﺔ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﳌﻨﺘﻔﻲ ﰲ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺗﺎﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﻧﻪ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﳏﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻗـﺪ‬

‫ﺧﺎﻟﻒ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺍﳌﺴﺘﺎﻧﻒ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻐﺎﺀﻩ ﻭ‬

‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﺆﺍﺧﺬﺗﻪ ﻭ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﱪﺍﺀﺗﻪ‪."1‬‬

‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺍﺩﺍﺅﻫﺎ ﳚﺐ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﺳـﺮﻭﻱ ﻋـﺎﺋﻠﻲ‬

‫ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ) ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ‪ 187‬ﺍﱃ ‪ (205‬ﻭ ﻣﺆﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺎﺳـﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﺷﺮﻋﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﺍﻭ ﻗﺮﺍﺑﺔ‪ ،2‬ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺔ ﺍﻟـﱵ‬

‫ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺍﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺗﻌﺎﻗﺪﻱ ﺍﻭ ﻭﺻﻴﺔ ﻛﺎﻟﺪﻳﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪B 1‬ار ‪ Vw‬ا^ <‪*V*h‬ت '* ‪ +GT+‬ا^'<ا‪4 .+3G' F‬د ‪4 U3# 13/193‬د ‪*<' 13/19‬ر‪w 2013/06/26 S‬‬
‫‪ >#‬ر‬
‫‪ 2‬ا ‪*+‬دة ‪# "# 187‬و‪ 1‬ا( ة‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋـﻦ‬

‫ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ ﻋﻤﺪﺍ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻭ ﻣﺴﺘﺤﻘﺔ ﻻﺣﺪ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﺗﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺍﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺍﺫ ﺟﺎﺀ‬

‫ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﺑـﺪﻓﻊ ﻧﻔﻘـﺔ ﺍﱃ‬

‫ﺯﻭﺟﻪ ﺍﻭ ﺍﺣﺪ ﺍﺻﻮﻟﻪ ﺍﻭ ﻓﺮﻭﻋﻪ"‪.‬‬

‫ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺪﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﻥ ﻧﻔﻘﺔ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﲏ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻥ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﲡﺐ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﺫﺍ ﺩﻋﺘﻪ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗـﺪ ﻋﻘـﺪ‬

‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 194‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﳍﺎ ﺍﺳﺎﺱ ﺷﺮﻋﻲ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻻﲨﺎﻉ‪،‬‬

‫ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ‪ ":‬ﻭ ﻟﻴﻨﻔﻖ ﺫﻭ ﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻌﺘﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻓﻠﻴﻨﻔﻖ ﳑﺎ ﺍﺗـﺎﻩ ﺍﷲ ﻻ‬

‫ﻳﻜﻠﻒ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﺎ ﺍﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ‪ ،"1‬ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ " ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﺕ ﻳﺮﺿﻌﻦ ﺍﻭﻻﺩﻫـﻦ ﺣـﻮﻟﲔ‬

‫ﻛﺎﻣﻠﲔ ﳌﻨﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﻪ ﺭﺯﻗﻬﻦ ﻭ ﻛﺴﻮ‪‬ﻦ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ‪ ."2‬ﻭ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ‬

‫ﰲ ﺍﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﳌﻠﺰﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺝ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﻴـﻪ‪ ،‬ﺍﻣـﺎ‬

‫ﻭﺍﺟﺐ ﺭﺯﻗﻬﻦ ﻭﻛﺴﻮ‪‬ﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻱ ﻣﻦ ﲡﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﳍﻦ ﻓﻬﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﺕ‪ ،‬ﺃﻱ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﻪ ﻭ ﻫـﻮ‬

‫رة ا ‪ve‬ق ‪ ،‬ا ‪6‬‬ ‫‪1‬‬

‫رة ا ‪]a‬ة ‪ ،‬ا ‪233‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺝ‪ .‬ﻭ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ" ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﻮﺍﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲟـﺎ ﻓﻀـﻞ ﺍﷲ‬

‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭ ﲟﺎ ﺍﻧﻔﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ"‪ ،‬ﺗﺪﻝ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻗﺪ ﺧـﺺ‬

‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻛﺎﳌﲑﺍﺙ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺧﺼﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻻﻋﺒـﺎﺀ ﻭ ﻣﻨـﻬﺎ‬

‫ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻗﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﲟﺎﺍ ﻓﻀﻠﻪ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ ﰎ ﲟﺎ ﺍﻧﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻣﻮﺍﻝ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴـﻼﻡ‬

‫ﰲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻗﻮﻟﻪ" ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﰲ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﻓﺎ‪‬ﻦ ﻋﻮﺍﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﺧﺬﲤﻮﻫﻦ ﺑﺎﻣﺎﻧﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺳـﺘﺤﻠﻠﺘﻢ‬

‫ﻓﺮﻭﺟﻬﻦ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻭ ﳍﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﺯﻗﻬﻦ ﻭ ﻛﺴﻮ‪‬ﻦ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ"‪ .‬ﺍﻣﺎ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻓﻘﺪ ﺍﲨﻊ ﺍ‪‬ﺘﻬﺪﻭﻥ‬

‫ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻭ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﺷﺮﻋﻲ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﳌﺎ ﻭ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﱪﺍ‪.1‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﺳﺎﺱ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺑﺸﺎﻧﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﱃ ﻋﺪﺓ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻓﻤﻨﻬﻢ‬

‫ﻣﻦ ﻋﺰﺍﻩ ﺍﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﱵ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠـﻰ ﺯﻭﺟﻬـﺎ ﻻﻥ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﳏﺒﻮﺳﺔ ﳊﻘﻪ‪ .‬ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣـﻦ‬

‫ﻋﺰﺍﻩ ﺍﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺃﻱ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﱴ‬

‫ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ‪‬ﺎ ﺍﺗﺼﺎﻻ ﳛﻘﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﺎﺫﺍ ﻓـﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺑﻐﲑ ﻭﺟﻪ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻼ ﻧﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫‪ tz# 1‬ذ ‪ "#‬أ‪*#‬ل ا *‪ " @L‬ا ] ا ‪M‬و‪ "' L‬ا ا‪ KL‬و ا ‪*6+‬واة" ‪ 3P#‬ا ‪ ]T‬ق‪ ،‬ا ‪4 ، 2014 ،9 6‬د ‪،17-16‬‬
‫دار ا‪*V‬ق ا ‪ >3 '5+‬و ا < ز;‪ .‬ا ارا ‪*Ya‬ء‪ ae# ،‬ا ‪*+‬رف ا ‪P‬ة‪ ،‬ا '*ط‪ ،‬ص ‪137‬‬
‫ﻭ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻳﺜﺎﺭ‬

‫ﲞﺼﻮﺹ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺑﻄﻼﻕ ﻭ ﻏﲑﻩ‪ ،‬ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻨﺎﺷﺰ‪ ،‬ﻫـﻞ ﺗﺘﺤﻘـﻖ‬

‫ﺟﻨﺤﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ‪ 1‬ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳌﻔﺎﺭﻕ؟ ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺰ ﻫﻞ ﺗﺴﻘﻂ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ؟‬

‫ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻻﺧﲑ ﺫﻫﺐ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ 2‬ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺘﲔ ‪:‬‬

‫• ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳊﺎﻣﻞ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻧﺸﻮﺯﻫﺎ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﺩﺍﺀ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ‬

‫ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‪.‬‬

‫• ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺸﻮﺯ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻏﲑ ﺍﳊﺎﻣﻞ‪ :‬ﻓﺎﻥ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳـﺔ ﰲ‬

‫ﺍﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺷﺰ ﻏﲑ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ‪ ،‬ﻭ ﳛﻖ ﳍﺎ ﺍﻥ ﺗﻄﺎﻟﺐ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺍﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻣﺴﻚ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻦ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﳝﻜـﻦ ﳍـﺎ ﺍﻥ‬

‫ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬

‫ﳍﺎ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﰲ ﻃﻼﻕ ﺭﺟﻌﻲ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺍﻥ ﻻ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻋﺪ‪‬ﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﺬﺭ‬

‫ﻭ ﻻ ﺭﺿﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﲑ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺸـﺮﻭﻁ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻓﺎﻧﻪ ﳛﻖ ﳍﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ .‬ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬

‫ﻟﻠﻤﻄﻠﻘﺔ ﻃﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻨﺎ ﻓﺎ‪‬ﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺗﻀﻊ ﲪﻠﻬﺎ )ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 196‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ‬

‫‪ C t‬ا ‪*+‬دة ‪M3 102‬و‪ K3I L‬ا <‪ Ka6' x3e‬إ‪vt‬ل ا ‪M‬وج '* ] ا ‪  *T‬ا ا‪.034 aL‬‬ ‫‪1‬‬

‫ ازآ " م س " ص ‪ 12‬و ‪' *#‬ه*‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ( ﳑﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻥ ﺍﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﳚﻌﻠﻪ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭ ﺍﻻﺻﻮﻝ‬ ‫‪-2‬‬

‫ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 197‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ " ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗـﺎﺭﺏ ﲡـﺐ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﻭﻻﺩ‬

‫ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﻻﻭﻻﺩﳘﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻻﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ"‪.‬‬

‫ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻌﻪ ﺍﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻭﻻﺩﳘﺎ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﳝﺘـﺪ ﺍﱃ‬

‫ﺍﻻﺻﻮﻝ ﻛﺎﳉﺪ ﻭ ﺍﳉﺪﺓ‪.‬‬

‫ﺃ‪ :‬ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻭﻻﺩ‬

‫ﲡﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﺳﺎﺳﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ‪ ":‬ﻭ ﻗﻀﻰ ﺭﺑﻚ ﺍﻻ ﺗﻌﺒـﺪﻭﺍ ﺍﻻ‬

‫ﺍﻳﺎﻩ ﻭ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺣﺴﺎﻧﺎ "‪ ،‬ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺫﻥ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﺑﺎﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬

‫ﻣﻌﺴﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﻳﺴﺘﺜﲎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﺍﳉﺪ ﻭ ﺍﳉﺪﺓ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻃﺎﺭ ﻳﺮﻯ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ‬

‫ﳑﻮﻟﲔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠـﻴﻬﻢ‬

‫ﻋﺒﺎﺭﺓ"ﺍﻻﺻﻮﻝ" ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﴰﻮﳍﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‪ .‬ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ‬

‫ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻛﺮﻛﻦ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﺻﻔﺔ ﻣﺴﺘﺤﻘﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﴰﻮﻝ‬

‫ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬

 ‫ﺏ‪ :‬ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺎﺀ‬

‫ﺗﻄﺮﻕ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺼـﻮﻝ ﻣـﻦ ‪ 198‬ﺍﱃ‬

‫‪ 202‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻛﻤﺒﺪﺃ ﻋﺎﻡ ﺗﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻻﺏ ﻭ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﱃ‬

‫ﻏﺎﻳﺔ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ )‪ 18‬ﺳﻨﺔ ﴰﺴﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ( ﻭ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺑﻨـﺎﺀ ﻻ‬

‫ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﳍﻢ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﲤﺎﻣﻬﻢ ﺳﻦ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ .‬ﺍﻣﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻨﺖ ﻓﺎﻥ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻦ ﺍﻻﺏ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎﻝ ﺗﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻭﻋﻤﻞ‬

‫ﻳﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪﺧﻮﻻ ﺗﻜﺴﺐ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻭ ﻭﺟﺒﺖ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺼﺎﺑﲔ‬

‫ﺑﺎﻋﺎﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺍﻭ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﲢﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﺎﻥ ﻧﻔﻘﺘﻬﻢ ﺗﺒﻘﻰ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺩﻭﻥ‬

‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﺴﻨﻬﻢ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﺍﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻻﺏ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ ﺍﻭ ﺟﺰﺋﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻫﻨﺎ ﻋﻤﺪ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﱃ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻻﻡ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﲢﻞ ﳏﻠﻪ ﺍﻣـﺎ‬

‫ﺟﺰﺋﻴﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻋﺴﺎﺭ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﺍﻭ ﻛﻠﻴﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻋﺴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻠﻲ‪.‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﲡﺪﺭ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻛﻞ ﺗﻮﻗﻒ ﳑﻦ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﻋﻦ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﳌﺪﺓ ﺍﻗﺼـﺎﻫﺎ‬

‫ﺷﻬﺮ ﺩﻭﻥ ﻋﺬﺭ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 202‬ﻣﻦ‬

‫ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﳌﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﺪﺭﺗﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌـﺪﻝ ﺍﻥ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻻﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ)‪ 479‬ﺍﱃ ‪ (482‬ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﺍﱃ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ‪‬ﺬﻩ‬

‫ﺍﳉﻨﺤﺔ ﰲ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻧﺬﺍﺭ ﺍﻭ ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻏﺎﻣﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗـﻒ‬

‫ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ‪ ،‬ﰒ ﺍﻥ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻻﳘـﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘـﺪﻱ‬

‫ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﻧﺬﺍﺭ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑـﺪﻭ‪‬ﺎ ﲢـﺖ‬

‫ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ‪ .‬ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﻳﺘﻢ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳌﺴـﻄﺮﺓ ﺍﳌﻨﺼـﻮﺹ‬

‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﻧﺺ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺼـﻞ ‪ 480‬ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ" ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﺑﺪﻓﻊ ﻧﻔﻘﺔ"‪ ،‬ﳑـﺎ‬

‫ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻋﻨﺎﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼـﻞ ﺍﻋـﻼﻩ‬

‫ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺴﺒﻖ ﻳﺴﺠﻞ ﺍﻣﺴﺎﻙ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺍﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘـﻪ‬

‫ﺑﺄﺩﺍﺋﻬﺎ‪ .‬ﻭ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﻓﻖ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﻌﺘﺪ‬

‫ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﺎ ﺍﻭ ﺍﻣﺮﺍ ﺍﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﺎﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺻﺪﺭﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ‬

‫ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ‪ ،‬ﻭ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬

‫ﻭ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﳌﺼﺪﺭﺓ ﳍﺎ ﰲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﺻﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺸﻤﻞ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘـﺔ ﻣـﻦ‬

‫ﻃﺮﻑ ﻣﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﻠﺰﻡ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻻﻭﺍﻣﺮ ﺍﳌﺆﻗﺘﺔ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺼـﺪﺭ‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 179‬ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄـﻲ ﺍﻻﺧﺘﺼـﺎﺹ‬

‫ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻻﺻﺪﺍﺭ ﺃﻣﺮ ﻣﺆﻗﺖ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﱃ ﺍﺣﺪ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻧﺬﺭﺓ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﺳـﺘﻌﺠﺎﱄ‪،‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺟﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺀ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 190‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﻓﻘﺮ‪‬ﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ"‬

‫ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻟﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﰲ ﺍﺟﻞ ﺍﻗﺼﺎﻩ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ"‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍ‪‬ﺎ ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﺍﳌﻌﺠﻞ‬

‫ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 179‬ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ" ﻳﺒﺖ ﰲ ﻃﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‬

‫ﻭ ﺗﻨﻔﺬ ﺍﻻﻭﺍﻣﺮ ﻭ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻃﻌﻦ"‪ ،‬ﻭ ﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻗﻠـﺔ‬

‫ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻳﻠﺰﻡ ﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﳚﻌﻞ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻏﲑ ﺫﻱ ﺍﺳﺎﺱ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻖ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﺳﺎﺳﻪ ﻏﲑ ﺫﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ‪."1‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ‬

‫ﻳﺘﺠﺴﺪ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﰲ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﳌﻠﺰﻡ ﺑﺎﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋـﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺔ‬

‫ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩﺍﺀ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌـﺎﺩﻱ ﺍﺫﻥ ﻳﺘﺤﻘـﻖ‬

‫‪ .G? 1‬ا'<ا‪ F‬وزان '<*ر‪4 CTi 2000/09/25 S‬د ‪ ># 946‬ر '‪ 3P+‬ا‪*q-‬ع ‪4‬د ‪ 25‬ص ‪ 275‬و ‪.* 3 *#‬‬
‫ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﺳﻠﱯ)ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻭ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ( ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﲟﻀﻲ ﺍﺧـﺮ‬

‫ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ‪ .‬ﻏﲑ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ‬

‫ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﲢﻘﻘﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ؟ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 480‬ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﱂ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﺑﻞ ﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ" ﰲ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺍﶈـﺪﺩ" ﺩﻭﻥ‬

‫ﺑﻴﺎﻧﻪ‪.‬‬

‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻃﺎﺭ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ 1‬ﺍﱃ ﺍﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﻳﻘﺘﺮﻥ‬

‫ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﲟﻀﻲ ﺁﺧﺮ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻲ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻭ‬

‫ﲢﺮﻳﺮﻩ ﳏﻀﺮ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﻟﻪ ﺍﻭ ﻫﺮﻭﺑﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﺍﻏﻔﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﲢﺪﻳـﺪ‬

‫ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪202‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﺻﺮﳛﺔ ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ‪ ،‬ﺍﺫ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﻛﻞ ﺗﻮﻗﻒ ﳑﻦ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻻﺩﺍﺀ ﳌﺪﺓ ﺍﻗﺼﺎﻫﺎ ﺷﻬﺮ ﺩﻭﻥ ﻋﺬﺭ ﻣﻘﺒﻮﻝ‪ ،‬ﻣﱪﺭﺍ ﻻﻋﻤﺎﻝ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺣﻘﻪ‪.‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻳﺘﺤﻘـﻖ‬

‫ﻋﱪ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﺑﻪ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻭ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺍﶈﺪﺩ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ‪ ،‬ﻭ‬

‫ﻫﻮ ﳜﺘﻠﻒ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺍﳊﺎﻟـﺔ‬

‫ﺍﻻﻭﱃ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﲟﺠﺮﺩ ﻣﺮﻭﺭ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻻﺩﺍﺀ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺎﻟـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ‬

‫ﻓﻴﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﲟﻀﻲ ﺁﺧﺮ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻲ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺿـﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸـﺮﻃﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﺘﻨﻊ‪ ،‬ﺍﻭ ﲢﺮﻳﺮ ﳏﻀﺮ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﰎ ﺍﻻﺩﺍﺀ‬

‫ﻭ ﻟﻮ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﱂ ﺗﻘﻢ ﺍﳉﺮﳝﺔ‪.2‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‬

‫ﺗﻌﺪ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﻤﺪﻳﺔ ﺑـﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻟـﺪﻯ‬

‫ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ " ﻭﺃﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺍﶈﺪﺩ" ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‬

‫ﺍﳌﺘﻄﻠﺐ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻫﻮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻗﺼﺪ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻋﺎﻡ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ‪،‬‬

‫ﺃﻱ ﻋﻠﻢ ﺍﳉﺎﱐ ﺑﻔﺤﻮﻯ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻻﺟﺮﺍﻣﻲ ﻣﻊ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍ‪‬ﺮﻣﺔ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ‬

‫ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﳌﻠﻘـﻰ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭ ﻳﺘﻤﻠﺺ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﺋﻪ‪ .‬ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ‬

‫ﻟﻪ ﺍﳊﻜﻢ ﻭ ﲤﻠﺺ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﺬﺭ ﻗﺎﻫﺮ ﻳﻌﺪ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ .‬ﻏﲑ‬

‫ﺍﻥ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﻳﺜﺎﺭ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻌﲏ ﺑﺎﻻﻣﺮ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻫﺎﺭﺑـﺎ ﺍﻭ‬

‫ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﺍﺩﺍﻧﺘﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ؟‬

‫ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ 3‬ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻐﻴﺎﰊ ﺿﺪ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻏﲑ‬

‫ﳑﻜﻦ ﻻﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﻋﻤﺪﻱ‪ ،‬ﻭ ﻳﻀﺎﻑ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ‬

‫‪ 1 1‬ر ا " ا ‪+‬ا‪q " @1‬ح ا ]*‪ 1‬ن ا ‪ @F*P‬ا =*ص" ‪ ae#‬دار ا(‪*#‬ن‪ ،‬ا '*ط‪ ،2005 ،‬ص ‪273‬‬
‫‪ a4 2‬ا} ‪+‬ا'|‪ ،‬ا ‪ *+T‬ا ]*‪ 1 1‬وا ]‪ "]3 F*Y‬ر *   د'‪ 3‬م ا را *ت ا ‪ *3‬ا ‪ @V ]++‬ا ]*‪ 1‬ن‬
‫ا =*ص‪ +T# #*L ،‬ا^ول‪ ،‬آ‪ 3‬ا ‪ 3‬م ا ]*‪ 1 1‬و ا^‪*<B‬د و ا^‪ ،4*+<L‬و‪L‬ة‪ ،‬ا ‪ 2008/2007 6‬ص‬
‫‪58‬‬
‫‪  3‬ازآ " م س" ص ‪28/27‬‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﻢ‬

‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺎﺑﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﳔﻠﺺ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﺑﺎﻧﻪ ﺍﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺔ‪ ،‬ﳑـﺎ‬

‫ﻳﺘﻌﲔ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﰿ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻭ ﺫﻟﻚ ﲜﻌﻞ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻣﻔﺘﺮﺿـﺎ ﰲ ﺟﻨﺤـﺔ‬

‫ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﻣﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﰲ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻻﻛﺘﻔـﺎﺀ‬

‫ﺑﺘﻤﺴﻚ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺑﻌﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻻﺩﺍﺀ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﺑﺎﻧﻪ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻋﻨﺎﺻـﺮ‬

‫ﺟﺮﳝﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺎ ﱂ ﺗﱪﺯ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻻﺭﺍﺩﻱ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻤﺪﺍ‪."1‬‬

‫ﻭ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭ ﺻﺮﳛﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ‬

‫ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﺰﻭﺝ ﺍﻭ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﺍﻭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ‬

‫ﻳﺘﺤﻘﻖ ﲟﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻋﺬﺍﺭ ﺍﳌﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻭ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﲟـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ‬

‫ﻇﺮﻑ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ‪.‬‬

‫ﳎﺮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﳚﻌﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬

‫ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪."1‬‬

‫‪B 1‬ار ‪ +GT#‬ا ]~ '<*ر‪4 CTi 2001/09/19 S‬د ‪ @V 06/2588‬ا ‪4 U3+‬د ‪ ># 16937‬ر '‪*YB 3P+‬ء‬
‫ا ‪ O3P+‬ا^‪4 234‬د ‪ 58/57‬ص ‪ 384‬و ‪.* 3 *#‬‬
 ‫ﻭ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺪﻩ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﺧﺮ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﰲ ﺷﺎﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﺍﳌﺘﺨﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ‬

‫ﰲ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻳﺪﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﱪﺍﺀﺓ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻴﻪ‪ ،‬ﺑﻌﻠﺔ ﺍﻥ‬

‫ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﻋﻘﻠﻲ ﺣﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﺩﺭﺍﻛـﻪ ﺍﻭ‬

‫ﲤﻴﻴﺰﻩ ﳌﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻓﻌﺎﻝ‪ ،‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻨﺖ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺍﻥ ﻛـﺎﻥ ﻣـﻦ‬

‫ﺣﻘﻬﺎ ﺍﻻﺧﺬ ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﳋﱪﺓ ﺍ‪‬ﺮﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺎ‪‬ﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﲝﺴﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪،‬‬

‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﻮﺍﺩ ‪ 75‬ﻭ ‪ 77‬ﻭ ‪ 79‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻳﺪﺍﻉ ﺍﳌﻄﻠـﻮﺏ‬

‫ﲟﺆﺳﺴﺔ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﱪﺍﺀﺗﻪ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻨﻘﺾ‪."1‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‬

‫ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺍﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﺎﻕ ﺿﺮﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﻃﻔﺎﻟﻪ ﺍﻭ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ‬

‫ﺳﻮﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻭ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳـﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺼـﲑ ﰲ‬

‫ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻭ ﺍﻻﺧﻼﻕ‪ ،‬ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣـﺪ ﺍﱃ‬

‫ﺳﻨﺔ ﻭﻏﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﺍﱃ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﺍﻡ ﻻ‪.‬‬

‫ﻭﳚﻮﺯ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﻥ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻭ ﺍﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 40‬ﻣﻦ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﱃ ﻋﺸﺮ‪.‬‬

‫‪B 1‬ار ا ‪ O3P+‬ا(‪*<' 234‬ر‪4 CTi 1998/06/10 S‬د ‪ @V 864/5‬ا ‪4 U3+‬د ‪ ># 93/18066‬ر '‪*YB 3P+‬ء‬
‫ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪ 55‬ص ‪ 371‬و ‪.* 3 *#‬‬
 ‫ﺑﺎﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻨﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﺻﻔﺔ ﺍﳉﺎﱐ) ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ(‬

‫ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻭ ﺍﺷﺮﻧﺎ ﺑﺎﻥ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻻﺧﲑﺓ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺎﲰﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﲔ ﲨﻴﻊ ﺍﺻﻨﺎﻑ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻃﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﳌﺸﺮﻉ‬

‫ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻋﻼﻩ ﺍﻥ ﺗﺘـﻮﺍﻓﺮ ﰲ‬

‫ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺻﻔﺔ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ) ﺃﻱ ﺍﻻﻡ ﺍﻭ ﺍﻻﺏ(‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﺮﻓﻬـﺎ ﺍﻻ‬

‫ﺍﻻﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﻡ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻻ ﲤﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﳑﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺣﺘﻤﺎ‬

‫ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﺍﳊﺎﻕ ﺿﺮﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﲔ ﺍﻭ ﻏﲑ‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﲔ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ‪ 1‬ﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﺳﻔﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻈﻨﻴﻨﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺎ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻳﻌﺪ ﺍﺑﻨﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗـﺔ‬

‫ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺨﺬﻩ ﻣﻮﺭﺩﺍ ﻟﺮﺯﻗﻬﺎ ﻭ ﺍ‪‬ﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻪ‬

‫ﻭ ﺗﺮﻛﻪ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺣﱴ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﳍﺎ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ‪ ،‬ﻓﻀـﻼ ﻋـﻦ‬

‫ﺍﺟﺒﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻊ ﺍﻻﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻭ ﲤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ ﺍﶈﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻧﻪ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﳊﺎﺩﺛـﺔ‬

‫ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻗﻪ ﲟﻠﻌﻘﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﱂ ﳚﺪﻱ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﻠﻒ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻣﺰﺩﺍﺩ ﺳﻨﺔ ‪ 2002‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗـﻊ‬

‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭ ﺍﺣـﺪ ﺍﺻـﻮﻟﻪ ﺑﺘـﺎﺭﻳﺦ ‪2010/04/16‬‬

‫‪B 1‬ار ‪4‬د ‪ 682‬ا *در '<*ر‪ @V 2013/06/19 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @TP‬د ‪2012/5/6/17873‬‬
‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﺳﻼﺣﺎ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 303‬ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻣﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌـﻪ‬

‫ﻋﻤﺮﻩ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‪ 15‬ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻬﻤﺔ ﺑﺘﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﲣﺎﺫﻩ ﻣﻮﺭﺩﺍ ﻟﺮﺯﻗﻬﺎ ﻭ ﺍﺟﺒﺎﺭﻫﺎ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺑﻴﻊ ﺍﻻﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻭ ﲤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﺧﻴﻞ ﺍﶈﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻪ ﻭ ﺗﺮﻛﻪ‬

‫ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺣﱴ ﻳﺘﺎﺗﻰ ﳍﺎ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻗﺪ ﻗﺼﺮﺕ ﰲ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑـﻪ ﻭ ﺍﻋﻄﺘـﻪ‬

‫ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻭ ﺳﻮﺀ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﳑﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﳊﺎﻕ ﺿﺮﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺑـﻪ ﲤﺜـﻞ ﰲ‬

‫ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ‬

‫ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﰲ ﺣﻘﻬﺎ"‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻻﺏ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﺍﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ‪ .‬ﻏﲑ ﺍ‬

‫ﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻳﺜﺎﺭ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﻜﻔﻴﻞ ﻫﻞ ﻳﺘﺎﺗﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﳊـﺎﻕ ﺿـﺮﺭ‬

‫ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺘﻜﻔﻞ ‪‬ﻢ؟‬

‫ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 30‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻻﻃﻔـﺎﻝ‬

‫ﺍﳌﻬﻤﻠﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ" ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻪ ﺟﺮﳝﺔ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﻜﻔﻮﻝ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮ‪‬ﺎ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻻﻭﻻﺩ"‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﻜﻔﻴﻞ‬

‫ﻳﻘﻊ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﳊﺎﻕ ﺿﺮﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﳌﻜﻔﻮﻝ ﻧﺘﻴﺠﺔ‬

‫ﺳﻮﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻭ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫‪ .G? 1‬ا ‪ +GT+‬ا^'<ا‪ @ z' F‬ا *در '<*ر‪ @V 2010/04/28 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 CTi @4*+L @6a3i @TP‬د‬
‫‪ 10/218‬اورد‪DV ،j‬اد ‪ " 4‬م س " ص ‪22‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ :‬ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻓﻌﺎﻻ ﺍﻭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﺎ ﺗﻠﺤﻖ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺑﺎﻻﻃﻔﺎﻝ‬

‫ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻋﺎﺕ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﺣـﺪ‬

‫ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﰲ ﺣﻖ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺿـﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐـﺎ‪ .‬ﻭ ﺑـﺎﻟﺮﺟﻮﻉ‬

‫ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﳒﺪ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺣﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﰲ ﺳـﻮﺀ‬

‫ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﰲ ﺍﻻﺷـﺮﺍﻑ‬

‫ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻭ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ﺑﺎﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ‬

‫ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﲡﺎﻩ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺎﻧﺔ ﻭ ﻧﻔﻘﺔ ﻭ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ‪ .‬ﻭ ﺑـﺘﻤﻌﻦ ﺍﺻـﻨﺎﻑ‬

‫ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺍﻋﻼﻩ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﳕﻴﺰ ﲞﺼﻮﺻﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻻﳚﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﺧﺮﻯ ﺳﻠﺒﻴﺔ‪ .‬ﻓﻔـﻲ‬

‫ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻻﻭﱃ)ﺳﻮﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ( ﻫﻨﺎ ﺗﻌﺴﻒ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻟﻠﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﻮﺓ ﺍﻭ ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺍﺫﻥ‬

‫ﺟﻨﺤﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﻓﻌﻞ ﺍﳚﺎﰊ ﻣﻠﻤﻮﺱ ﳝﻜﻦ ﺍﺛﺒﺎﺗﻪ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﺷـﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﺷـﻬﺎﺩﺍﺕ‬

‫ﻃﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳏﺎﺿﺮ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺼﲑ ﰲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﲡـﺎﻩ ﺍﻻﻭﻻﺩ‪ ،‬ﻭ‬

‫ﻫﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺍﻣﺎﻡ ﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ) ‪ (abstention‬ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻓﻌﻼ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌـﻞ‬

‫ﺍﻻﳚﺎﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﱯ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ‪ :‬ﻣﺜﻼ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺟﻨﺤﺔ ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻜـﻮﻥ‬

‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺗﻌﺎﻃﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻟﻠﺒﻐﺎﺀ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ‬

‫ﱂ ﻳﻘﻮﻣﺎ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ‪.1‬‬

‫ ازآ " م س" ص ‪48‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻠﺮﻛﻦ ﺍﳌـﺎﺩﻱ ﰲ ﺟﻨﺤـﺔ‬

‫ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﳒﺪ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺎﶈﻤﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﺍﻥ " ﺍﺩﻣﺎﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭ‬

‫ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭﺍ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻋﻄـﺎﺀ ﺍﻟﻘـﺪﻭﺓ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻟﻼﺑﻨﺎﺀ‪ ."1‬ﻭ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﺧﺮ ﻗﻀﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﲟﺆﺍﺧﺬﺓ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ‬

‫ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻗﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳋﻤﺮ ﲟﱰﻝ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭ ﻧﻌﺘﻪ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﳐﻠـﺔ‬

‫ﺑﺎﳊﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻭ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ‪.2‬‬

‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺍﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺼـﺮ‬

‫ﺍﺳﺎﺳﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳊﺎﻕ ﺿﺮﺭ ﺑﻠﻴﻎ ﺑﺎﻻﻭﻻﺩ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺍﻥ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺮﻛﻦ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳـﻌﺔ ﰲ‬

‫ﲢﺪﻳﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ‪.‬‬

‫ﺑﻘﻲ ﺍﻥ ﻧﺸﲑ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻗﺪ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬

‫‪ 408‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ 3‬ﺍﱃ ﺣﺪ ﺍﳋﻠﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ) ﺍﺫ ﻳﻨﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﲑ ﻋﻠﻰ" ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ﺍﻭ ﺿﺮﺏ‬

‫ﻋﻤﺪﺍ"( ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺣﺮﻣﺎﻧﺎ ﻳﻀـﺮ ﺑﺼـﺤﺘﻪ‪ ،‬ﻏـﲑ ﺍﻥ ﻭﺟـﻪ‬

‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﺿﺢ ﻭ ﺟﻠﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬

‫‪ .G? 1‬ا'<ا‪ F‬ا ‪4 +T+‬د ‪4 @6a3i @TL U3# 11/64‬د ‪*<' 11/595‬ر‪2011/04/06 S‬‬
‫‪ .G? 2‬ا'<ا‪ F‬ا  ن ا *در '<*ر‪ @V 2006/07/17 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @TP‬د ‪ 06/1128‬اورد‪DV j‬اد ‪ " 4‬م س"‬
‫ص‪24‬‬
‫‪ 3‬ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 408‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ ":‬ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ﺃﻭ ﺿﺮﺏ ﻋﻤﺪﺍ‬
‫ﻃﻔﻼ ﺩﻭﻥ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﻭ ﺗﻌﻤﺪ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺣﺮﻣﺎﻧﺎ ﻳﻀﺮ ﺑﺼﺤﺘﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻋﻤﺪﺍ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ‬
‫ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺃﻭ ﺍﻻﻳﺬﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻻﻳﺬﺍﺀ ﺍﳋﻔﻴﻒ"‪.‬‬
‫‪ 408‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﺮﻓﻬﺎ ﺍﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺍﻥ ﺍﻻﳘﺎﻝ‬

‫ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺮﺗﻜﺒﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻥ ﺍﺣﻜـﺎﻡ ﺍﻟﻔﺼـﻞ‬

‫‪ 408‬ﻣﻦ ﻕ ﺝ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﲔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺭﻏﻢ ﻛـﻮ‪‬ﻢ‬

‫ﻏﲑ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ ،‬ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻔﻲ‬

‫ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻨﻬﻢ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‬

‫ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋـﻞ ﲟﻮﻗﻔـﻪ ﺍﺯﺍﺀ‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻞ‪ ،‬ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﱃ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣـﻦ ﻕ ﺝ ﻭ‬

‫ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺍﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﻠﻴﻐﺎ) ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﺟﺮﺍﻣﻴﺔ(‪ .‬ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﻏﲑ ﻣﺘﻄﻠﺐ‬

‫ﻟﻠﻘﻮﻝ ﲟﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭ ﺣﺼﻮﻝ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‪ ،‬ﳑـﺎ‬

‫ﳝﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻗﺼﺪ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻣﻔﺘﺮﺽ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ‪.‬‬

‫ﺇﺫﻥ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸـﺔ‬

‫ﺍﻻﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻭ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺍﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻈﻬﺮ ﺍﳌﺴﻄﺮﻱ ﳍـﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺴﺎﻃﺮ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺒﻊ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ ﲢﺮﻳـﻚ ﺍﻟـﺪﻋﻮﻯ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳍﺎ‪.‬‬

 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬

‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳓﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﳝﺮ ﺍﺳﺎﺳﺎ ﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ‬

‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺳﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﺒﻌﻪ ﻛﻞ ﺍﳌﺘـﺪﺧﻠﲔ ﰲ ﺍﳌﺴـﻄﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ‬

‫ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺎﻥ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ‪‬ـﺎ‬

‫ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﲟﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻳﻀـﻊ‬

‫ﺑﻌﺾ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﰲ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﺑﺎﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻗﺪ ﺧﺼﻬﺎ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓـﺔ ﰲ ﺍﻹﺟـﺮﺍﺀﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﳓﺎﻭﻝ ﺇﺑﺮﺍﺯﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺍﱃ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ‪-‬ﻣﻄﻠﺐ ﺃﻭﻝ‪ -‬ﰒ‬

‫ﺳﺒﻞ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪-‬ﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎﱐ‪.‬‬

‫ﻭ ﻟﻌﻞ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺜﺎﺭ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﳌﺴﺎﻃﺮ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﻫﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻹﺧﺘﺼﺎﺹ‬

‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﻟﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬـﺎ ﻭﻓﻘـﺎ‬

‫ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺳﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ‪ .‬ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼـﺎﺹ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣـﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳـﻊ‬

‫ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺴﻨﺪﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﳉﻬﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﺍﻟﻴﻬﺎ‪.1‬‬

‫?‪ ~' K6‬ا ]‪  :0‬ازآ )م س( ص ‪59‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻭ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺻﻮﺭﻩ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺍﳉﻨﺢ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼـﺎﺹ ﺍﶈـﺎﻛﻢ‬

‫ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻣﺮ ﻻ ﻳﻄﺮﺡ ﺃﻱ ﺍﺷﻜﺎﻝ‪ .‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﱃ ﺃﻱ ﳏﻜﻤﺔ ﳚﺐ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ‬

‫ﻋﻨﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ؟ ﻭ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﻔـﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨـﺎ‬

‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ)ﻓﻘﺮﺓ ﺃﻭﱃ( ﰒ ﰲ ﺑﺎﻗﻲ ﺟﻨﺢ ﺍﻹﳘﺎﻝ)ﻓﻘـﺮﺓ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ‪ :‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﺟﻨﺤﱵ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻱ‬

‫ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﺪﺍﺋﺮ‪‬ﺎ‬

‫ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﲣﺘﺺ ﻫﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﳌﻘﺘﻀـﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻣﻨﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﳉﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﳜﻀـﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋـﺪ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ)ﺍﻭﻻ( ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﳜﻀﻊ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ) ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬

‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬

‫ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺍﻭﺟﺪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺛﻼﺙ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﳌﻜﺎﱐ‪.‬‬

‫ﻭ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺘﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﳌﻜﺎﱐ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﳌﻜﺎﻥ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﰲ ﳏﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘـﺒﺾ ﻋﻠﻴـﻪ‪،‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﰎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﳉﺮﳝﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ‪ .‬ﻓﻤـﺜﻼ‬

‫ﺍﳌﻬﻤﻞ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺃﻱ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﳏﻤﻮﻟـﺔ ﻻ‬

‫ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺃﻱ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻦ ‪‬ﺎ ﺍﻥ ﻳﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻖ ﰲ ﳏﻞ ﺳﻜﻨﺎﻩ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﲢﻤﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ‬

‫ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ" ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺒـﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﰲ‬

‫ﳏﻞ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﳍﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﺺ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ"‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﻓﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫ﺍﻓﺮﺩ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﲞﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑـﺪﺍﺋﺮﺓ‬

‫ﻧﻔﻮﺫ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻴﻢ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼـﻞ ‪ 481‬ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﺍﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﺪﺍﺋﺮ‪‬ﺎ‬

‫ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﲣﺘﺺ ﻫﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﳌﻘﺘﻀـﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ"‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳘﻞ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﺳﺮﺗﻪ ﺍﻭ ﺗﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ‬

‫ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻭ ﺍﻭﻻﺩﻩ ﻭ ﲤﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻭ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻻﺑﻮﻳﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺿﺪﻩ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ ﰲ‬

‫ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﻬﻤﻠﲔ‪.‬‬

‫ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺑﺘﻮﺟﻬﻪ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﻴﺴﺮ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤـﻞ ﻭ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻭ ﺍﻭﻻﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ‬
‫ﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﰲ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻗﺎﻣﺘﻬﻢ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜـﻮﻥ‬

‫ﻣﺰﺭﻳﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﻫﻢ ﳏﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﺍﻭ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﺑﻘﻄﺮ ﺍﺟﻨﱯ‪،‬‬

‫ﻭﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ؟ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ؟‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻧﺴﺘﺸﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺩﺍﺋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﻭ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺑﻘﻄﺮ ﺍﺟﻨﱯ ﺗﻄﺒﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 261‬ﻣﻦ‬

‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ 1‬ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻊ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﺍﻣـﺎ ﳏـﻞ‬

‫ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﳉﺮﳝﺔ‪ 2‬ﺍﻭ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ﺍﻭ ﳏﻞ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،3‬ﺍﻣﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ‬

‫ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺷﺨﺺ ﺍﺟﻨﱯ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﻓﻬﻨﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 704‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪،‬ﺍﺫ ﲣﺘﺺ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﻞ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﰲ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻳـﺎ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ‪." 4‬‬

‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ‪:‬‬

‫"ﻓﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪704‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﰎ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﺍﳒﺎﺯ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‬

‫ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﲟﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﺭﺍﺟﻊ ﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻗﺪ ﲤﺖ ﺑﻘﻄﺮ ﺍﺟﻨﱯ‪ ،‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﰲ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﺍﻥ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺩﻭﻳﺮ ﻓﻠﲑ‬

‫‪ * *? 03'*] 1‬ا  ‪ 1*B "# 259‬ن ا ‪e6+‬ة ا ‪ F*P‬ا ‪.P‬‬

‫‪*G# 2‬ن ا‪<B‬اف ا ‪*G# 0' ] +P‬ن ‪Ei‬ه* اء ‪*>' .i‬ط ‪ @a3‬او ا‪.@'*P‬‬
‫‪ a4 3‬ا ‪ P+‬ا ‪L)@1*<G‬ا‪ .F‬ا^‪*<#‬ع ا ‪*/'  *+‬م ا( ة( ‪ 3P#‬ا ]‪4 ، Oa‬د ‪ ، 2012 ،2‬ص‪189‬‬
‫‪ .# 4‬ا ‪ TL) @wM‬إه‪*+‬ل ا( ة ‪ @V‬ا ]*‪ 1‬ن ا ‪ 3P# (@'5+‬ا ‪4 ، U3+‬د ‪ ،2010 ،17‬ص‪178‬‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﺳﻄﺮ ﺍﺫ ﺍﻧﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻤﺪﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ‬

‫ﻋﻠﻴﻪ ﳌﻔﺎﺭﻗﺘﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ ﻗﺪ ﰎ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻋـﺪﻡ ﺍﺩﺍﺀ‬

‫ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﺧﺮ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪."1‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‬

‫ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻗﺪ ﺍﻭﺭﺩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﻨﺤﱵ ﺍﻻﳘﺎﻝ‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﱂ ﻳﻮﺭﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺪﺓ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﻭ ﺍﳕـﺎ ﺗـﺮﻙ‬

‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳊﻖ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺑﺎﻃﻔﺎﻟﻪ ﺍﻭ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻭ ﻣﺎﻛﻦ ﺍﺭﺗﻜـﺎﺏ‬

‫ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﻭ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻫﻮ ﳌﺎﺫﺍ ﱂ ﳝﻨﺢ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺟﺪ ﺑـﺪﺍﺋﺮﺓ‬

‫ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ؟ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﻌﲏ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ‬

‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻫﻢ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ‪ .‬ﻭ ﺑﺎﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺤﻖ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻻﻃﻔﺎﻝ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﺍﻥ‬

‫ﺗﻘﺘﺮﻑ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺣﺎﺿﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄـﻮﺭ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﳑﺎ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ ﺍﻓﻌـﺎﻻ‬

‫ﺗﻠﺤﻖ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺑﺎﻻﻃﻔﺎﻝ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻭ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ‪.‬‬

‫‪B‬ار ‪*7 @F*L‬در '<*ر‪*YB ،1970/12/24 S‬ء ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪1971  21‬‬ ‫‪1‬‬
 ‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﲢﺮﻳﻚ ﻭ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﳘﺎ ﻣﺮﺣﻠﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰﺍﻥ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﳉﻬﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺎﺷﺮﳘﺎ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﲟﺴﻄﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎﺹ ﺗﻼﺀﻡ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ‬

‫ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﲞﺼﻮﺻﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﺁﻟﻴﺘﲔ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‪:‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ)ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ(‬

‫ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺭﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜـﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺘﺮﻑ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ "‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻗﺪ ﺭﺑﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻭ ﻗﻴﺪﻫﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺷﻜﺎﻳﺔ‬

‫ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻼﳘﺎﻝ ﻭ ﺗﻀﺮﺭ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑـﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻥ ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﻀﺮﺭ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ ﺑـﺬﻟﻚ‬

‫ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺍﳉﻨﺢ ﺍﻟﱵ ﺭﺑﻂ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻣﺒﺎﺷﺮ‪‬ﺎ ﺑﺸﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﺗﺎﺭﳜﻴﺎ‪ ،‬ﺍﻥ ﻇﻬﲑ ‪ 1924/04/15‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ )ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ( ﺭﺑـﻂ‬

‫ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺼﻠﺢ‪ (juge de paix) ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻻﻣﺘﻨـﺎﻉ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻼﻃﺮﺍﻑ‪ ،‬ﺍﻻ ﺍﻥ ﻋﺪﻡ ﳒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺟﻌﻠـﺖ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﻇﻬﲑ ‪ ،1928/05/22‬ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﱃ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳـﺘﻘﻼﻝ‪،‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﻇﻬﲑ ‪ 1959/10/02‬ﻟﻴﺨﻀﻊ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﱃ ﺷﻜﻮﻯ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪ ،1‬ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺘﺮﻑ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻓﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ؟‬

‫ﱂ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﱃ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺪﻭﻧـﺔ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﺍﱃ ﺑﻌﺾ ﳏﺪﺩﺍﺗﻪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 229‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺍﻣﺎ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻭ ﻭﺻﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺗﻘﺪﱘ‪ ،‬ﻭﺍﺿﺎﻑ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 230‬ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻳﻘﺼﺪ‬

‫ﺑﻪ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻮﱄ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﺏ ﻭ ﺍﻻﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻭﺻﻲ ﺍﻻﺏ ﻭ ﻭﺻﻲ ﺍﻻﻡ‬

‫‪ -3‬ﺍﳌﻘﺪﻡ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ‬

‫ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺻﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﲢﺖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﳍﺎ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻌـﲔ‬

‫ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻘﺪﻣﺎ‪.‬‬

‫ ازآ )م ‪ .‬س( ص ‪54/53‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﱂ ﻳﻮﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﺿﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﻦ ﳍﻢ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﺸﻜﻮﻯ ﻭ ﻫﻮ‬

‫ﻣﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭ ﺍﳊﺎﺿﻦ ﺷﺨﺼﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ‪.‬‬

‫ﳍﺬﺍ ﻧﺴﺎﻳﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳌﺸـﺮﻉ ﺑﺎﻋﻄـﺎﺀ ﺍﻟﺸـﺨﺺ‬

‫ﺍﳊﺎﺿﻦ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﰲ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﻧﺸﲑ ﺍﱃ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺍﻣـﺎ ﺍﻹﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻓﻬﻮ ﳜﻀﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲞﺼﻮﺹ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﺧﻮﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺘﺮﻑ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﺻﻞ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ‬

‫ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺒﲏ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺍﺫﺍ ﻛـﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺣﻴﺚ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ‪.‬‬

‫ﻭ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻫﻞ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ؟‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﱂ ﻳﻮﺭﺩ ﻧﺼﺎ ﺻﺮﳛﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﳋﻴﺎﻧـﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴـﺔ‬

‫ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺴﻌﻒ ﰲ ﺗﺒﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬

‫‪ :;L# O1‬ص ‪54‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا  ‪ "# 492‬ا ]*‪ 1‬ن ا ‪.@F*P‬‬ ‫‪2‬‬

‫" ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﺍﳌﺸﺘﻜﻲ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺷـﺮﻃﺎ‬

‫ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ"‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺬﺕ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 1978/02/10‬ﺣﻴﺚ ﻗﺒﻠﺖ‬

‫ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﺍﳌﺸﺘﻜﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻳﺘﻬﺎ‪.1‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﺎﻥ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳋﺼﻮﺻـﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﱵ ﲣﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺎﻃﺮ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﰲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ)ﺍﻭﻻ(‪،‬‬

‫ﻭ ﳏﺘﻮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ)ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬

‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ‬

‫ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ‪:‬‬

‫" ﻭ ﳚﺐ ﺍﻥ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻋﺬﺍﺭ ﺍﳌﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻭ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﲟﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻇﺮﻑ‬

‫‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ‪،‬‬

‫ﻭ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺬﺍﺭ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﺣﺪ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻨـﺎﺀﺍ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ"‪.‬‬

‫ﻭ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﶈﻀﺮ ﺷﺮﻃﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣـﺎ ﻳﺸـﻜﻞ‬

‫ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮ ﺍﻥ ﺍﶈﻀﺮ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃﺎ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻭ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳـﺘﺠﻮﺍﺏ‬

‫‪ @TL U3#‬ر‪B 78/1094 YB 1176/76 .B‬ار اورد‪  j‬ازآ‪ :‬م س ص ‪B 56‬ار ‪ ># w‬ر‬ ‫‪1‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺣﺪ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺬﺭ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﲟﺎ ﻫـﻮ‬

‫ﻣﻠﺰﻡ ﺑﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺟﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻭ ﻻ ﺣﻖ ﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻻ ﺑﻨﺎﺀﺍ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﳌﻨﺠﺰ‪.1‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺮﺳﺖ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍ‪‬ﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 3109‬ﻣﻜﺮﺭ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﻻﺑﺪ ﺍﻥ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﲜﺮﳝﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻋﺬﺭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﺣﺪ‬

‫ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪"2‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺑﻔﺮﺿﻪ ﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺍﻥ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻞ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﻓﺮﺻﺔ‬

‫ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﻌﻦ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻈﻨﲔ‪ ،3‬ﻓﺎﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻧﺬﺍﺭﺍ ‪‬ﺎﺋﻴﺎ‪.4‬‬

‫ﻭ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻯ ﺣﺮﺻﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﲣﺬ‬

‫ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺑﻄﻴﺌﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﺝ ﺑﺄﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ‪ ،‬ﺑﺎﻥ ﻣﻨﺤﻪ ﻣﻬﻠﺔ ﺗﺼﻞ ﺍﱃ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻭ ﻫـﻲ‬

‫ﻣﻬﻠﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻠﺰﻡ ﺃﻣﺮﻩ ﻭ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﻪ ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﻭ ﺍﻥ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺘﻪ ﻏﲑ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓـﺎﻥ ﺿـﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸـﺮﻃﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻳﺴﺠﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺍﳌﻬﻤﻞ‪ .‬ﻭ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ‬

‫ﺍﳌﻠﻒ ﺍﱃ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭ ﻳﻘﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺎﺑﻴﺎ ﻭ ﺍﳕﺎ ﲢﻔﻆ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﲏ ﺑﺎﻻﻣﺮ‬

‫‪DV 1‬اد ‪): 4‬م س( ص‪42‬‬

‫‪B 2‬ار ‪ +GT#‬ا ]~)ا ‪ O3P+‬ا(‪4 (*]'* 234‬د ‪G# 3109‬ر '<*ر‪ @V 1994/04/14 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪@TP‬‬
‫‪ ># 89/25542‬ر '‪ 3P+‬ا ‪ O3P+‬ا(‪4 234‬د ‪ 47‬ص ‪175‬‬
‫‪  3‬ازآ‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪57‬‬
‫‪4‬‬
‫أورد‪  j‬ازآ م س ص ‪Marcel nast : l'abondant de famille. D.C .1943.L14. 57‬‬
‫ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﺍﺫ ﺫﺍﻙ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﰲ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻭ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﱃ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻠـﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.1‬‬

‫ﻭ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻧﻪ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﻇﻬﲑ ‪ 1943‬ﺍﳌﻨﻈﻢ ﻻﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ‬

‫ﻫﺮﻭﺏ ﺍﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳏﻞ ﺍﻗﺎﻣﺘﻪ ﻏﲑ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺗﺮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻻﺧﺮ ﺳﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ‬

‫ﲢﻞ ﳏﻞ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ‪.‬‬

‫ﻭ ﻟﻠﺘﺬﻛﲑ ﻓﺎﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻟﻼﻭﻻﺩ ﻻ ﲣﻀﻊ ﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﺫﻛﺮﻫﺎ‬

‫ﻭﺍﳕﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﻀﻊ ﳍﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ‬

‫ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻭﺟﻮﺑﺎ ﺍﺷﻌﺎﺭ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﺑﺎﻧﻪ ﺳﻴﻤﻨﺢ ﻣﻬﻠﺔ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋـﻦ‬

‫ﺍﳘﺎﻟﻪ ﻭ ﺍﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﺑﺬﻣﺘﻪ ﺍﻭ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻭﻻﺩﻩ ﺍﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺎﻣﻞ‪ .‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﻟﻀـﺎﺑﻄﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻻﺷﻌﺎﺭ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻛﺪﻩ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ‬

‫ﻋﺪﺩ ‪ 3109‬ﻣﻜﺮﺭ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﻳﺘﺒﲔ ﺍﻧﻪ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ ﰲ‬

‫ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻥ ﻳﺴﺒﻘﻬﺎ ﺍﻋﺬﺍﺭ ﺍﳌﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻭ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﲟﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ‬

‫ﻇﺮﻑ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻭ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺬﺍﺭ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﺣﺪ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ‬

‫ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ ازآ‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪57‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﺎﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻤﺤﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷـﺎﺭﺕ ﺍﻟﻴـﻪ ﺍﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ‬

‫ﻭﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 1988/12/21‬ﺗﺒﲔ ﺍﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻌﺎﺭ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﻋﻼﻭﺓ ﺍﻧـﻪ ﺻـﺪﺭ ﰲ‬

‫ﻧﻔﺲ ﻳﻮﻡ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ‪ ،1988/12/21‬ﻭ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺍﳌﻘﺪﻡ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ"‬

‫ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻳﻌﺪ ﺿـﺮﻭﺭﻳﺎ‪،‬‬

‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﳚﺐ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺍﻥ‬

‫ﳚﺮﻯ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺪ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳌﻐﺮﰊ‪ 1‬ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻥ‪ " :‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﻋﺪﺓ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﱃ ﻋﺪﻡ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻓﺎﳉﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻣﻊ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ ﺍﱃ‬

‫ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﰒ ﻳﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻻﺳﺮﻭﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﳚﻌﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ‬

‫ﻫﺎﺗﻪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺎﺟﺮﺍﺀ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﻋﺪﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺔ ﻻﻥ‬

‫ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﻓﻌﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﻟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻓﻄﻦ ﻟﻼﻣﺮ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﺣﻴـﺚ‬

‫ﺍﺷﺘﺮﻁ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ ﺃﻱ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻴـﺔ ﺻـﺎﺩﻗﺔ‬

‫ﳌﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﲢﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻡ ﺍﺩﺍ ﺍﻧﻌﺪﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻓﺎﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‬

‫ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻻﻥ ﺍﳉﺎﱐ ﱂ ﻳﱪﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻻﺳﺮﻭﻳﺔ‪.‬‬

‫ ازآ‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪59/58‬‬ ‫‪1‬‬

 ‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳉﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺩﻓﻮﻋﻪ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴـﻪ‬

‫ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻭ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻠﻤﺸﺮﻉ ﳊﺴﻦ ﺳﲑ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗـﻮﻓﲑ ﺿـﻤﺎﻧﺎﺕ‬

‫ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺴﻄﺮﻳﺔ ﻭ ﺩﻓﻮﻉ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺟﻬﻴـﺔ ﻭ ﺣـﻖ‬

‫ﺗﻨﺼﻴﺐ ﳏﺎﻣﻲ ﺍﻭ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ .‬ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﺘﺎﺣـﺔ ﺣـﱴ‬

‫ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻊ ﲜﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﺑﺪﺍﺀ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ)ﻣﻄﻠﺐ ﺃﻭﻝ( ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ‬

‫ﻋﻦ ﺿﺤﺪ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻓﻮﻋﻪ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻭ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻬﺎ ﻭ ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـﺔ ﺍﻥ‬

‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺣﻘﻪ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﺼﺮﺡ ﺑﺈﺩﺍﻧﺘﻪ ﻭ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬

‫ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ)ﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎﱐ(‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ‬

‫ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﻭ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺛﺒﺎ‪‬ـﺎ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻳﻘﺎﻑ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﲟﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﳉـﺮﺍﺋﻢ ﻭ‬

‫ﻫﻲ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 4‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲜﻨﺢ ﺍﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﻜﻠﻲ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﱃ‪ :‬ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬

‫ﻭ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍ‪‬ﺎ ﺩﻭﻥ‬

‫ﺍﳌﺲ ﲜﻮﻫﺮﻫﺎ ﺍﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲞﺮﻕ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻭﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﺼﺤﺔ‬
‫ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﺼﺐ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﲞﺮﻕ ﻧﺺ ﻣـﻦ ﻧﺼـﻮﺹ‬

‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻭ ﲞﺮﻕ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‪.1‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 318‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﳚﺐ ﺍﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﺒﻞ ﻛـﻞ‬

‫ﺩﻓﺎﻉ ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻭ ﺍﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻔﻮﺍﺕ ﺍﺑﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺜﺎﺭ ﻗﺒﻞ‬

‫ﻛﻞ ﺩﻓﺎﻉ ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﺗﺜﲑﻫﺎ ﺍﶈﻜﻤﺔ‬

‫ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﲜﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻧﺬﻛﺮ‪:‬‬

‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﻋﺪﻡ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﻳﺸﺘﺮﻁ ﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻜﻢ ‪‬ـﺎﺋﻲ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﺩﺍﺋﻪ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﱃ ﻫـﺬﺍ ﺍﳌـﺪﻳﻦ‬

‫ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﻳﻨﺬﺭ ﻟﻼﺩﺍﺀ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﳌﺪﻳﻦ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺻـﺪﺭ ﺿـﺪﻩ‬

‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺻﺒﺢ ‪‬ﺎﺋﻴﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺣﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﻗﺮ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﻗﺪﱘ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫" ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻘﺘﺮﻑ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿـﻲ ﺑـﺎﺩﺍﺀ‬

‫ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﻈﻨﲔ ﺗﺒﻠﻴﻐﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻧﺬﺍﺭ‪."1‬‬

‫ﻭ ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‬

‫ﻏﲑ ﺫﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺯﺍﻥ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫‪ +T# 1‬ا >< ي و ‪ 3#‬دي ‪vw‬ب " ا ‪ V‬ع ا >‪ 3G‬و ا ‪ F*6+‬ا^و  ا‪*#‬م ا ]‪*Y‬ء ا ‪LM‬ي"ا ‪ ae+‬ا را‪B‬‬
‫ا ‪ ،1998  ،I‬ص‪11‬‬
‫"ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳌﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﺳﺎﺳﻪ ﻏﲑ ﺫﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ‪."2‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‬

‫ﺍﺷﺘﺮﻁ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓﺓ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﺪﺓ ﺷـﺮﻭﻁ ﻣﺴـﻄﺮﻳﺔ ﳚـﺐ‬

‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﻋﺬﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﺣـﺪ‬

‫ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﰎ ﺧﺮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬـﺎ ﳝﻜـﻦ ﻟﻠﻤﺘـﻬﻢ ﺍﻥ‬

‫ﻳﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ ﻭ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺗﺒﺚ ﳍﺎ‬

‫ﺟﺪﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ‪.‬‬

‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪:‬‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﳚﺐ ﺍﻥ ﻳﺴﺒﻖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻋﺬﺍﺭ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺣﺪ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﺩﺍﺀ‬

‫ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺟﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺑﺎﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﳏﻀﺮ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺛﺒﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺍﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻭﺍﻣﻬﺎﻟﻪ‬

‫ﻗﺼﺪ ﺍﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﺑﺬﻣﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﳑﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‪."3‬‬

‫‪*YB 1‬ء ا ‪ O3P+‬ا(‪ ،234‬ا ‪ ،1 3P+‬ص ‪ 142‬اورد‪  j‬ازآ‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪76‬‬
‫‪ .G? 2‬ا'<ا‪ F‬وزان '<*ر‪4 CTi 2000/09/25 S‬د ‪ ># 946‬ر '‪ 3P+‬ا‪*q-‬ع ‪4‬د ‪ 25‬ص ‪ 275‬و ‪.* 3 *#‬‬
‫‪*7 .G? 3‬در ‪ "4‬ا'<ا‪ F‬ا ‪*+6‬رة ‪ @6a3i @TL U3# @V‬ر‪*<' 09/17 .B‬ر‪ 2009/03/05 S‬أورد‪DV j‬اد ‪ 4‬م س‬
‫ص ‪50‬‬
 ‫ﻭ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﺧﺮ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ‪:‬‬

‫" ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺬﺍﺭ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻻﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﺑﺬﻣﺘﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﺟﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬

‫‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ‪ ،‬ﻭ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺎﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﺬﺍ‬

‫ﺍﻻﺧﲑ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﳏﻀﺮ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﳛﺠﺰ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪."1‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﻪ ﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ‬

‫ﻻ ﺣﺼﺮ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ‪ .‬ﻭﻫﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻘﻂ‪:‬‬

‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ‬

‫ﺳﺒﻖ ﻭ ﺍﺷﺮﻧﺎ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﰲ ﺟﻨﺤﱵ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﳌﺘﻀﺮﺭ ﻭ ﺿﻠﻚ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄـﺮﺡ ﻫـﻞ‬

‫ﻳﻮﻗﻒ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ؟‬

‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﺆﻃﺮﺓ ﳉﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﳒﺪ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﱂ ﻳﻮﺭﺩ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻣﺎ‬

‫ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﺜﻼ‪.‬‬

‫ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﳒﺪﻩ ﻳﻨﺺ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺷﺮﻃﺎ ﻻﺯﻣﺎ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳌﻠﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺣﻔﻆ ﺍﳌﻠﻒ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺐ‬

‫‪B 1‬ار ‪4‬د ‪*<' 1938‬ر‪4 @TL U3#1989/03/16 S‬د ‪ ># 88/6545‬ر '‪ 3P+‬ا ‪4 @#*T+‬د ‪ 22‬ص ‪133‬‬
‫ﻭﻟﻴﺲ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻻﺳﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ 1‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﳊﻔـﻆ ﰲ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﺣﻜﺎﻣﻪ‪:‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻔﺼـﻞ ‪481‬‬

‫ﻣﻦ ﻕ ﺝ ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻳﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﻋﻤﻼ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑـﺖ ﻣـﻦ‬

‫ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﻠﻒ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺘﻜﻴﺔ ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﺿﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﳘـﺎﻝ ﺍﻷﺳـﺮﺓ‬

‫ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﺍﳌﺼﺤﺢ ﺍﻻﻣﻀﺎﺀ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 2012/04/04‬ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ‬

‫‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻭ ﱂ ﻳﱪﺭ ﺳﺒﺐ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻩ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﻕ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 481‬ﻣﻦ ﻕ ﺝ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍﻋﻼﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﻨﻘﺾ ﻭﺍﻻﺑﻄﺎﻝ‪."2‬‬

‫ﻭ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮ"‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﻠﻒ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌـﻮﻥ‬

‫ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺃﺩﱃ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ‪ 2011/11/17‬ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﺍﳌﺸـﺘﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﶈﻜﻤـﺔ‬

‫ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﺘﺎﻳﻴﺪ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﻧﺔ ﺍﳌﺘـﻬﻢ ﻣـﻦ ﺍﺟـﻞ‬

‫ﺍﳌﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺗﺒﻨﺖ ﺗﻌﻠﻴﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺎﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻪ ﺑﺎﳌﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﺘﻨـﺎﺯﻝ‬

‫‪DV 1‬اد ‪ : 4‬م س ‪ ،‬ص ‪49‬‬

‫‪B 2‬ار ‪4‬د ‪D# 1193‬رخ ‪ ># w 2012/10/6/105568-69 @TL U3# 2012/10/31 @V‬ر‪.‬‬
‫ﺍﳌﺪﱃ ﺑﻪ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 2012/11/17‬ﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻭ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬

‫ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 4‬ﻣﻦ ﻕ ﻡ ﺝ ﺍﶈﺘﺞ ‪‬ﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﻠﻠﺖ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻳﱰﻝ‬

‫ﻣﱰﻟﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻣﻪ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﻨﻘﺾ ﻭ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ‪."1‬‬

‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﻭ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﺴﻘﻂ‬

‫ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﺍﳌﺸﺘﻜﻲ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺷﺮﻃﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭ ﺍﻛﺪﺕ ﺗﻨﺎﺯﳍﺎ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﻈﻨﲔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺗﻔﻌﻴﻼ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳـﺘﻌﲔ ﺍﻟﺘﺼـﺮﻳﺢ‬

‫ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪."1‬‬

‫ﻭ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﺧﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ‪:‬‬

‫" ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﺩﱃ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﻣﺼﺤﺢ ﺍﻻﻣﻀﺎﺀ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 2012/08/05‬ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬

‫ﺍﳌﺸﺘﻜﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﳌﺸﺘﻜﻲ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻊ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 4‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪."2‬‬

‫‪B 1‬ار ‪4‬د ‪ 5/681‬ا ‪D+‬رخ ‪4 @TL U3# 2013/06/19 @V‬د ‪ ># w 2012-5-6- 17457‬ر‪.‬‬
 ‫ﻭ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﺧﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ‪:‬‬

‫" ﺍﺫﺍ ﱂ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 481‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸـﺨﺺ‬

‫ﺍﳌﻬﻤﻞ ﻟﺸﻜﺎﻳﺘﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻘﻮﻁ ﺩﻋﻮﻯ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲢﺮﻳﻜﻬـﺎ‬

‫ﺍﻻ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺘﻜﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 3‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ 3‬ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﻧﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ‬

‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ‬

‫ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻃﺎ ﻻﺯﻣﺎ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﻟﺸﻜﺎﻳﺘﻪ‬

‫ﻳﺴﻘﻂ ﺩﻋﻮﻯ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪."4‬‬

‫ﺍﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻭ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﻓﻌﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ‬

‫ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻓﻼ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﺸـﺄﻧﻪ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ‬

‫ﻳﻔﺘﺮﺽ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺘﺎﺑﻊ ﲜﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﺢ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺃﻱ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﺍ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﺎ‬

‫ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﻓﻌﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻈﻨﲔ ﺍﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﺪﻡ ﻧﺴﺒﺔ ﻧﺴﺐ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﳌﻨﺼـﻮﺹ‬

‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ‪:‬‬

‫‪*7 .G? 1‬در ‪ "4‬ا'<ا‪ F‬ا ‪4 U3# @V +T+‬د ‪*<' 2012/02/3435‬ر‪ ># w 2012/11/2 S‬ر‬
‫‪*7 .G? 2‬در ‪ "4‬ا'<ا‪ F‬ا ار ا ‪*Ya‬ء ا ‪4 U3# @V LM‬د‪*<' 13/6286‬ر‪ ># w 2013/08/06 S‬ر‬
‫‪ 3‬ا ‪*+‬دة ا ا' ?* *‪.‬‬
‫‪*7 .G? 4‬در '<*ر‪4 CTi 2002/06/14 S‬د ‪ ># 02/2764 U3# 342‬ر 'را *ت ‪ ]' +T+ F*YB‬ا ‪MP‬ء‬
‫ا ا'; ص ‪ 141‬و ‪.* 3 *#‬‬
 ‫‪ -‬ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﳉﻴﻨﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 153‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻠﻌﺎﻥ‬

‫‪ -‬ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻃﺎﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‬

‫ﻭ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 159‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻓﺎﺫﺍ ﺻﺪﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﻟﺼﺎﳊﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﺟـﻞ‬

‫ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺳﺎﺭ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫" ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺗﺰﻭﺝ ﻓﻌﻼ ﺑﺎﳌﺴﻤﺎﺓ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 1975/07/31‬ﺍﻻ ﺍﻧـﻪ‬

‫ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 1975/08/16‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﻨﻔﻘﺘـﻬﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺍﺕ ﰲ ‪،1976/02/20‬‬

‫ﻋﻠﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻗﻞ ﻣﺪﺓ ﺍﳊﻤﻞ ‪ 6‬ﺍﺷﻬﺮ ﺷﺮﻋﺎ ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻻﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﰲ ﲪﻠﻬﺎ ﺍﻻﻣـﺮ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ‪ 18‬ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪ ،‬ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﱂ ﺗﻌـﺮﻩ‬

‫ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﺎﻫﺘﻪ‪...‬ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﻧﻪ ﲤﺴﻚ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﺎ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻨﺘﻪ ﻭ ﱂ ﺗﻮﺭﺩ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣـﺎ‬

‫ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻭ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺗﻨﺼﻴﺼﺎﺕ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ"‪....‬ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻣﺎ ﺻﺮﺡ ﺑـﻪ‬

‫ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺣﻨﺎﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻨﺘﻪ ﺷﺮﻋﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﳛﺎﻛﻢ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺑﺎﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﺟﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﳑﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳐﺎﻟﻔﲔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ‪ ،‬ﳍﺬﻩ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﻄﻠﺐ"‪.1‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﺑﺪﻯ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﺯﻛﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﺍﻥ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﺫﺍ ﻛـﺎﻥ‬

‫ﻗﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻏﲑ ﳎﺪﻱ ﻻﻥ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭﻟﺪﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺋﺒﺎ ﺍﻣﺎ‬

‫ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺍﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻮﰱ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻏﲑ ﳏﻖ ﻻﻥ ﺍﻻﺏ‬

‫ﺑﻨﻔﻴﻪ ﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻳﻔﻘﺪ ﺻﻔﺔ ﺍﻻﺏ ﻭ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.1‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻣﻄﺮﻭﺣﺎ ﻣﻊ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻻ‪‬ﺎ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ‬

‫ﺻﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻥ ﲤﺴﻚ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻛﺪﻓﻊ ﳎﺮﺩ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ‬

‫ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‬

‫ﻭ ﻫﻲ ﺩﻓﻮﻉ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﺍﻭ ﺍﳌﺘﺎﺧﺮ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﱂ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﻟﻜﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 1943‬ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺣﻴـﺚ‬

‫ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻨﻪ"ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﺩﺍﺀ ﻧﻔﻘﺔ ﻭﺍﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋـﻦ ﺩﻓـﻊ‬

‫ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ"‪ ،‬ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﻏﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳊﺎﱄ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻗـﺪ‬

‫ﺗﻄﺮﻕ ﻟﻠﻤﺴﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻥ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﻻ ﳛﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﲜﻨﺤﺔ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺔ ﻭ‬

‫‪B 1‬ار ‪*7‬در ‪ "4‬ا ‪ V5‬ا ‪ O3P+3 F*P‬ا(‪ 234‬ر‪*<' 64609 @F*L U3# 103 .B‬ر‪3P# -1982/01/28 S‬‬
‫‪*YB‬ء ا ‪ O3P+‬ا(‪ 1982 234‬ص ‪161‬‬
‫ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺑﺸﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺒﺴﺎ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪﺭﻫﺎ ‪ 300‬ﺩﺭﻫﻢ ﻻﻧـﻪ ﱂ‬

‫ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﺎﻣﻼ ﲝﻴﺚ ﺍﺩﻯ ﻣﺒﻠﻎ ‪ 3200‬ﺩﺭﻫﻢ ﻭ ﺑﻘﻲ ﺑﺬﻣﺘﻪ ‪ 784‬ﺩﺭﻫﻢ‪.1‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﳌﺆﺧﺮ ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﺘﻢ ﻭ ﻻ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ‬

‫ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺘﻔﺎﺩﻯ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﻓﺮ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻻﺩﺍﺀ‬

‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‬

‫ﻳﺆﺩﻱ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﱃ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ‪‬ﺎ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻﺟﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‪:‬‬

‫ﺍﳌﺮﺃﺓ‪ :‬ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﺪ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻃﻼﻕ ﺭﺟﻌﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻻﻭﻻﺩ‪ :‬ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻦ ﻳﺘﻤﺪﺭﺳﻮﻥ ﺑﺒﻠﻮﻍ ‪ 25‬ﺳﻨﺔ‪،‬‬

‫ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﱃ ﺣﲔ ﻭﺟﻮﺏ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻭ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ‪ ،‬ﺍﻣـﺎ ﺍﳌﻌـﺎﻕ‬

‫ﻓﺘﺴﺘﻤﺮ ﻧﻔﻘﺘﻪ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﱂ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺩﺧﻞ ﻗﺎﺭ‪.‬‬

‫ﻭ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺪﻳﺎ ﺍﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﳌﻠﺰﻡ ‪‬ﺎ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻓﺎﻥ‬

‫ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﳍﺎ ﳏﻞ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﱪﺍﺀﺓ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ﺑﺸﺎ‪‬ﺎ‪.‬‬

‫ ازآ‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪74‬‬ ‫‪1‬‬

 ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻨﻬﺎ‬

‫ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 188‬ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ " ﻻ ﲡﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﻘﺔ ﻏﲑﻩ ﺍﻻ ﺑﻌـﺪ ﺍﻥ‬

‫ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻧﻔﻘﺔ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻭ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺍﳌﻼﺀﺓ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻌﻜﺲ"‪ .‬ﻭ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴـﺎﻥ ﻻ ﻳﻠـﺰﻡ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎﺍ ﻳﻨﻔﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺑﻨﻔﻘﺔ ﺃﻱ ﺍﺣﺪ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣـﺎ‬

‫ﻳﻨﻔﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳉﻨﺤﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﻣﺪﻯ ﻗـﺪﺭﺓ‬

‫ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﻣﻼﺀﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺎﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻻﻱ ﺳﺒﺐ‬

‫ﺟﺪﻱ ﻓﺎﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﱪﺍﺀﺗﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻗﺮﺗﻪ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ)ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺳـﺎﺑﻘﺎ(‬

‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﳍﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺍﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﳚﻌﻞ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻏﲑ‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ‪."1‬‬

‫ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺩﺭﺟﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻣﺘﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻮﻗﻮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ " :‬ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺻﻞ ﻫﻮ ﻣﻼﺀﺓ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ‬

‫ﻳﺪﻋﻲ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﺛﺒﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﲡﺮﻡ ﺍﳌﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ‬

‫ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﻣﱴ ﺍﻣﺴﻚ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ‪.‬‬

‫ ‪ ،1 1*B‬ر *   د'‪ 3‬م ا را *ت ا ‪ *3‬ا ‪، ]++‬‬ ‫‪ a4 1‬ا ]*در ' '‪G‬ي" ‪ +L‬إه‪*+‬ل ا( ة‪ ،‬درا ‬
‫‪^ # #*L‬ي إ ‪ 4*+‬آ‪ 3‬ا ‪ 3‬م اداب و ا ‪ 3‬م ا‪*G# ،1*61-‬س ‪. 2003/2002‬ص ‪30‬‬
‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﳌﻠﻒ ﺍﻥ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻭ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻃﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓـﺎﻥ‬

‫ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻗﺪ ﻋﺎﻳﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻳﺪﻳﻪ ﻭ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳓﺎﺀ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﺮﺽ ﺟﻠﺪﻱ ﻣﺴﺘﻔﺤﻞ)ﺟﺬﺍﻡ(‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻈﻨﲔ ﺗﻌﺪ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺒﺎﻻﺣﺮﻯ ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻀﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﻭﺍﻟﺪ ﺑﻮﻟﺪﻩ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﳚﺐ ﺍﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ‬

‫ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺫﻣﺘﻪ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ‪."2‬‬

‫ﻭ ﰲ ﺣﻢ ﺍﺧﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪:‬‬

‫"ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﺟﺎﺏ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺳﻮﺍﺀ ﲤﻬﻴﺪﻳﺎ ﺍﻭ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﺎﻧﻪ ﻋﺎﺟﺰ‬

‫ﻋﻦ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺼﺎﺏ ﲟﺮﺽ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺳﺒﻖ ﺍﻥ ﺍﺣﻀﺮ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﻭ ﺍﻓﺎﺩ ﺑﺎﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﺬﻛﺮ‬

‫ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻛﺴﺐ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﺻﺮﻉ ﻭ‬

‫ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳋﱪﺓ‪.‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺗﺒﲔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﺫﻡ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﻻﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻘﻌﺪ‬

‫ﻭ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﺭﺍﺩﺗﻪ ﻋﻤﺪﺍ ﺍﱃ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﻧﻔﺴـﻪ‪.‬‬

‫ﳑﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲝﻜﻢ ﺍﻻﺻﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﱪﺍﺀﺗﻪ‪."3‬‬

‫‪B‬ار ‪*7‬در ‪ "4‬ا ‪ O3P+‬ا(‪*<' 234‬ر‪ ># 2004/09/29 S‬ر '‪ 3P+‬ا ‪4 U3+‬د ‪ 9‬ص ‪ 274‬و ‪.* 3 *#‬‬ ‫‪1‬‬

‫?‪*7 .G‬در '<*ر‪4 U3# 2012/05/31 S‬د ‪ ># w @6a3i @TL U3# 12/02/1620‬ر‬ ‫‪2‬‬

‫?‪*7 .G‬در '<*ر‪4 @TL U3# 2012/04/19 S‬د ‪ ># w 2012/101/2848‬ر‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ﻭ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﲞﺼﻮﺹ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻥ ﺍﶈـﺎﻛﻢ ﺗﻠﺘﺠـﺄ ﺍﱃ‬

‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪﻯ ﻣﻼﺀﺓ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻭ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﺩﺍﺋﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﻪ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ‬

‫ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﲤﺘﻌﻪ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﱃ ﺣﺪ ﺗﱪﺋﺘﻪ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﳉﻨﺤﻲ‬

‫ﻧﺸﲑ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﱃ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺑﺴﻴﻂ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﳉﻨﺤﻲ ﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﳜﺘﻠﻒ ﲤﺎﻣﺎ‬

‫ﻋﻦ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﺫ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﲑﺓ ﻻ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﺑﺪﺍ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪195‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﻓﻬـﻮ ﳑﻜـﻦ‬

‫ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﲟﺮﻭﺭ ‪ 4‬ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 5‬ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻳﺆﺩﻱ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﲢﻘﻘﻪ ﺍﱃ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻣﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﺮﻳﺎﻧﻪ ﻓﻬـﻮ‬

‫ﻳﺒﺘﺪﺃ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﻋﺬﺍﺭ‪ .1‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻮﺳﻔﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ‪:‬‬

‫" ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺫﻣـﺔ‬

‫ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻎ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺍﺫﺍ ﺍﺩﻯ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭ ﺑﻘﻲ ﺑﺬﻣﺘﻪ‬

‫ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻔﻌﻞ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺍﻣﺎﻡ ﻋﺪﻡ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﺧﺮ ﳏﻀﺮ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﻣـﻦ‬

‫ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻣﻬﺎﻟﻪ ﺍﻻﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﻁ ﺍﺣﺘﺴـﺎﺏ‬

‫ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﺩﺍﺋﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﻞ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﻋﻨﻪ‪.‬‬

‫‪DV‬اد ‪ : 4‬م س ص ‪51‬‬ ‫‪1‬‬

 ‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﳌﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻋﻼﻩ ﻏﲑ ﻣﺆﺳﺲ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻭ ﻳﺘﻌﲔ ﺭﺩﻩ‪."1‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻥ ﺍﺟﻞ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ‬

‫ﺍﻧﺬﺍﺭﻩ ﺑﺎﻻﺩﺍﺀ‪ ،‬ﻭ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻓـﺎﻥ ﺩﻳـﻦ‬

‫ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻈﻞ ﻣﺘﺨﻠﺪﺍ ﰲ ﺫﻣﺔ ﺍﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻮﻡ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﳑﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺪﱐ‪.‬‬

‫ﺍﺫﻥ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ ﻭ ﺍﺫﺍ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺟﺪﻳﺘﻬﺎ ﻓﺎ‪‬ﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻣﺎ ﺍﱃ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻭ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣـﻦ ﺟـﻨﺢ‬

‫ﺍﻻﳘﺎﻝ‪.‬ﻟﻜﻦ ﺍﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺩﻓﻮﻉ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺟﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺴـﻄﺮﻳﺔ‬

‫ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺗﺎﻛﺪﺕ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻻﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳉﺮﳝﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﻓﺎ‪‬ﺎ ﺗﺼـﺮﺡ‬

‫ﺑﺎﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﻭﻓﻖ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳍﺎ‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳉﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺍﺫﻥ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻠﻒ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻌـﺎﺕ ﲣﺘﻠـﻲ‬

‫ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺮﺡ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺒﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻻﺭﻛﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳉﺮﳝﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ‬

‫ﻋﻠﻰ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﻓﻖ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳌﺴﻤﻮﺡ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳌـﺆﻃﺮ‬

‫ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺄﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﱃ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ‪.‬‬

‫?‪ .G‬ا'<ا‪*7 @F‬در '<*ر‪ @V 2012/11/28 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪4 @TP‬د ‪ 12/196‬أورد‪DV j‬اد ‪ :4‬م س ‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪1‬‬
‫ﻭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍ‪‬ﺮﻣﺔ ﻭﺗﺼﺮﳛﻬﺎ ﺑﺎﻻﺩﺍﻧﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﻌﻪ‬

‫ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﺪﱐ ﺑﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﻭ ﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ‬

‫ﺍﱃ ﺍﺻﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﺿﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﺻﻠﻴﺔ‬

‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻧﺸﲑ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 15‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻫﻲ ﺍﻣﺎ‬

‫ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻭ ﺟﻨﺤﻴﺔ ﺍﻭ ﺿﺒﻄﻴﺔ ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ‪ ،‬ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﻣﺒﺎﺷـﺮﺓ ﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﺳﻮﻑ ﻧﺮﻯ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻗﺪ ﺗﺸـﺪﺩ ﰲ‬

‫ﺯﺟﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺢ ﺍﻡ ﺍﻧﻪ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﺎ؟‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻃﺮ ﳉﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻧﻼﺣﻆ ﺍ‪‬ﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺴﻴﺔ ﻭ‬

‫ﻫﻲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﲣﺘﻠﻒ ﲝﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﳉﻨﺤﺎﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼـﻠﲔ‬

‫‪ 479‬ﻭ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﲔ ‪ 200‬ﺩﺭﻫﻢ ﻭ ‪ 2000‬ﺩﺭﻫـﻢ‪ .‬ﺍﻣـﺎ ﺍﳉﻨﺤـﺔ‬

‫ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻭﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻓﺘﺘﺮﺍﻭﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺑـﲔ ‪ 200‬ﺩﺭﻫـﻢ ﻭ‬

‫‪ 500‬ﺩﺭﻫﻢ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﳍﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ‪ 479‬ﻭ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺗﻔﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﺍﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪482‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﲔ ﺟﻌﻞ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﺍﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺔ‬

‫ﺍﳊﺒﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ‪ .‬ﻣﻊ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ‪ 1‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﺘﻤـﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﲢﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺣﺒﺴﻴﺔ ﺣﺘﻤﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻇﻬﲑ ‪ 1943‬ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻴﺢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻓﺎﻥ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﱂ ﺗﺸﺮ ﻟﻼﻣﺮ ﻻ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻭ ﻻ ﺿـﻤﻨﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﻣﻨـﻪ‬

‫ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﳜﻀﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻴﺢ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬

‫ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 146‬ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺍﺫﺍ ﺗﺒﲔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺮﺍﻓﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﺍﻥ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳌﻘﺮﺭ‬

‫ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻗﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳋﻄﻮﺭﺓ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﺍﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﺟﺮﺍﻡ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻓﺎ‪‬ـﺎ‬

‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﲤﻨﺤﻪ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ‪ ،‬ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﳝﻨﻊ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻨﺢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺨﻔﻔﺔ ﻣﻮﻛﻮﻝ ﺍﱃ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼـﺪﺩ‬

‫ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ‪ ،‬ﻭﺍﺛﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺨﻔﻔﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﲝﺘﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﲣﻔﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ‪‬ﺎ"‪.‬‬

‫‪  *T' ] 1‬ا  د ا ‪  *T‬ا <@ ‪ * V KGi‬ا ‪P+‬م ‪ +L‬أو أآ‪ ' f‬أن ‪ G‬ن ‪ .i B‬ا ‪ ] MF*? .GT' 034 .GT‬ة‬
‫ا >@ء ا ‪ GT+‬م ‪ "# 0V‬ا‪ a4 ،]'* +L L‬ا ا? ا ‪q "@+3‬ح ا ]*‪ 1‬ن ا ‪ @F*P‬ا ‪ "@'5+‬ا ]‪ .6‬ا *م‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫ ‪ ،2009‬ص ‪.354‬‬
‫ﻭ ﻟﻼﺷﺎﺭﺓ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ‬

‫ﺑﺎﻻﻋﺬﺍﺭ ﺍﳌﺨﻔﻔﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﲑﺓ ﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﺼﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﻏﺬﺭ ﳐﻔﻒ‬

‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲜﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻗﻀﺖ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﺘﺄﻳﻴـﺪ‬

‫ﺣﻜﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺏ ﺍﺳﺮﺓ ﻋﺎﻃﻞ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﻭ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ‪ 1‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻛﺪﺗﻪ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻗﻀﺖ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﺸﻬﺮﻳﻦ ﺣﺒﺲ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،2‬ﻭ ﺣﻜﻢ ﺍﺧﺮ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺎﶈﻤﺪﻳﺔ ﻗﻀﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ‬

‫ﺑﺎﳊﺒﺲ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﳍﺎ ﺍﻧﻪ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻣﺼﺎﺏ ﲟـﺮﺽ ﺟﻠـﺪﻱ‬

‫ﻣﺴﺘﻔﺤﻞ)ﺟﺬﺍﻡ(‪.3‬‬

‫ﻭ ﲡﺪﺭ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﻧﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻻﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﺪﱐ ﰲ ﻣﻴـﺪﺍﻥ ﺍﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 636‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ‪:‬‬

‫" ‪....‬ﻏﲑ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻻﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﺪﱐ ﺍﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺿﺪ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺯﻭﺟﻪ ﺍﻭ ﺍﺻﻮﻟﻪ‬

‫ﺍﻭ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﺍﻭ ﺍﺧﻮﺗﻪ ﺍﻭ ﺍﺧﻮﺍﺗﻪ ﺍﻭ ﻋﻤﻪ ﺍﻭ ﺧﺎﻟﻪ ‪ "....‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳـﺮﺓ ﳛﻤـﻲ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻓﻼ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﻻﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﺪﱐ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﺿﺎﻓﻴﺔ‬

‫‪B‬ار ر‪*7 81/3131 @TL U3# 480 .B‬در '<*ر‪ 83/01/26 S‬أورد‪  j‬ازآ م س ص ‪69‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪B‬ار ر‪*7 2147 .B‬در ‪89/3311 @TL U3# 1981/04/06 @V‬‬ ‫‪2‬‬

‫?‪*<' .G‬ر‪ @V 2012/05/31 S‬ا ‪ U3+‬ا ‪@TP‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﺿﺎﻓﻴﺔ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 14‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻻ‬

‫ﻳﺴﻮﻍ ﺍﳊﻜﻢ ‪‬ﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﳕﺎ ﳚﺐ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﺻـﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻗـﺪ ﺗﻌـﺮﺽ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﺿﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 36‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪.1‬‬

‫ﻭ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻔﺼﻮﻝ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻻﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﳒﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺼـﻞ ‪ 482‬ﻣـﻦ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﳘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﺿﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﻭ ﳚﻮﺯ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣـﻦ‬

‫ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 40‬ﻣﻦ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﱃ ﻋﺸﺮ"‬

‫ﻭ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 40‬ﳒﺪﻩ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴـﺔ‬

‫ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 26‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻣﻦ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺑﻌـﺾ‬

‫ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﺿﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﳊﻜﻢ ‪‬ﺎ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻗﻀﺖ ﺍﶈﻜﻤـﺔ‬

‫‪  1‬ا  ‪ "# 36‬ا ]*‪ 1‬ن ا ‪:@3 *# 234 @F*P‬‬
‫" ا ] '*ت ا‪ V*A-‬ه@ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ا ‪ PT‬ا ]*‪.@1 1‬‬
‫‪ -2‬ا <‪ "# P‬ا ‪ ]T‬ق ا ‪.I‬‬
‫‪ -3‬ا ‪*#T‬ن ا ‪*+# "# CBD+‬ر  '~ ا ‪ ]T‬ق ا ‪ I‬أو ا ‪ 1+‬أو ا *‪.3F‬‬
‫‪ -4‬ا ‪*#T‬ن ا  *‪ @F‬أو ا ‪ "# CBD+‬ا ‪ @V xT‬ا ‪*q*+‬ت ا <@ ‪ * Vi‬ا و  وا ‪*6 D+‬ت ا ‪ w # +‬أن ه‪E‬ا‬
‫ا ‪*#T‬ن ^ ‪ "G+‬أن ‪ 234 xae‬ا(‪*=q‬ص ا ‪ I 234 ] *' "3G+‬أو أآ‪# ;# f‬ا‪*4‬ة ا(?‪*G‬م ا اردة ‪@V‬‬
‫أ‪ +/1‬ا ‪*q*+‬ت ‪ @V‬ه‪E‬ا ا >‪z‬ن‪.‬‬
‫‪-5‬ا ‪*+‬درة ا ‪*q FMP‬ء ا ‪ 3++‬آ ‪ GT+3‬م ‪' ،034‬ف ا ‪ "4 /‬ا ‪*+‬درة ا ‪]+‬رة آ<' و‪@V @F*B‬‬
‫ا  ‪. 89‬‬
‫‪ ? -6‬ا >= ا ‪ +‬ي‪.‬‬
‫‪ >1 -7‬ا ‪ .GT‬ا *در '*‪-‬دا‪.1‬‬
‫ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﻨﺤﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳉﻨﺤﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﺟﻨﺤﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﻋـﺬﺭ‬

‫ﳐﻔﻒ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﲤﺘﻴﻊ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ‪.1‬‬

‫ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻻﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺟﱪﻱ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﳝﻜﻦ ﳍﺎ ﺍﻥ ﲢﻜﻢ ﺑﺎﳊﺮﻣـﺎﻥ‬

‫ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻣﻦ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 26‬ﺍﻭ ﻻ ﲢﻜﻢ ﺑﻪ ﻻﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺧﲑﻫﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻻﻣﺮ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﺫﻥ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭ ﳚﺐ ﻟﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻧﺺ ﺍﳊﻜـﻢ ﺍﻟﺼـﺎﺩﺭ‬

‫ﺑﺎﻻﺩﺍﻧﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 482‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﲔ ﲬﺲ ﺳـﻨﻮﺍﺕ‬

‫ﻭﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻣﺮﺍﻥ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺪﺓ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻧﻪ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻗﺪ ﻗﻀﺖ ‪‬ﺎ ﻛﻌﻘﻮﺑﺔ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﳊﺮﻣـﺎﻥ ﺍﻭ‬

‫ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﳝﻜﻨﻪ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﱵ‬

‫ﻛﺎﻥ ﳏﺮﻭﻣﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﱂ ﳛﺮﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺑﺪﺍ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ‬

‫ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍ‪‬ﺮﻣﺔ ﻻﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻻﳘـﺎﻝ‬

‫ﳝﻜﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺩﻋﻮﻯ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺍﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ ﺍﻭ‬

‫ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﺪﱐ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﻛﻴﻔﻤﺎ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ‪.‬‬

‫‪ a4‬ا ا? ا ‪ ( x'* ;L#) @+3‬ص ‪414‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻭ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﺍﺫ‬

‫ﺍﻥ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﺎﺣﺪﺙ ﺿﺮﺭﺍ ﻣﺎﺩﻳﺎ‬

‫ﺍﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻟﻠﻐﲑ‪ ،‬ﺍﻟﺰﻡ ﻣﺮﺗﻜﺒﻪ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﺭ‪.‬‬

‫ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻨﺢ ﺍﳘﺎﻝ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺢ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺪﱐ ﻋﻜﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﳉـﻨﺢ‬

‫ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﺠﻨﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﺜﻼ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤـﻮ ﰲ‬

‫ﺍﺣﻜﺎﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﻓﺲ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺎﶈﻤﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻈﻨﲔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳊﻖ ﺿﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﺪﱐ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﳛﻖ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﳊﻘﻪ ﺿﺮﺭ ﻣﺎﺩﻱ ﺍﻭ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﺒﺎﺷـﺮﺓ ﺍﻥ ﻳﻘـﻴﻢ‬

‫ﺩﻋﻮﻯ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳉﺮﻣﻲ‪.‬‬

‫ﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺭﺗﺄﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﲟﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﺒﻠـﻎ‬

‫‪ 3000‬ﺩﺭﻫﻢ‪."1‬‬

‫ﻭ ﺃﻛﺪﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﲞﺼﻮﺹ ﺟﻨﺤﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ‬

‫ﺃﺩﺍﻧﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺟﻨﺤﻴﺎ ﻭ ﺣﻜﻤﺖ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﺪﱐ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻗﺪﺭﻩ ‪ 400‬ﺩﺭﻫـﻢ ﻛﺘﻌـﻮﻳﺾ‬

‫ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻪ ﺭﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ‪."2‬‬

‫‪*<' .G? 1‬ر‪4 U3# 2012/07/27 S‬د ‪ ># w 12/5929‬ر‬

‫‪B 2‬ار ‪4 U3# 5424‬د ‪*7 82/5419‬در '<*ر‪ 1983/07/01 S‬أورد‪  j‬ازآ م س ص ‪71‬‬
 ‫ﺧﺎﲤﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﺃﻫﻢ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ‪‬ـﺎ ﺟـﻨﺢ ﺇﳘـﺎﻝ‬

‫ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﻄﺮﻳﺔ‪ .‬ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ‬

‫ﻟﻸﳘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﻈﻰ ‪‬ﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﺇﱃ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﲪﺎﻳﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﲢﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﻜﻜﻬﺎ ﻭﺍ‪‬ﻴﺎﺭﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻼﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ‬

‫ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﳌﺎﺳﺔ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﲤﺎﺳﻜﻬﺎ‪ ،‬ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻨﻮﻁ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟـﻪ‪.‬‬

‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﲰﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺿﻌﻒ ﻓﻌﺎﻟﻴـﺔ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﻈﺎﻓﺮ ﻋﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﻭﺍﻹﳓﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺳﺮ‬

‫ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ ،‬ﻋﺮﻓﺖ ﻋﺪﺓ ﲢﻮﻻﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈـﻢ ﺃﺷـﻜﺎﻝ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﺍ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ‬

‫ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ‪ ،‬ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃ‪‬ﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ )‪ ( 1962‬ﻛﻤـﺎ‬

‫ﺃﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺰﺟﺮ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺇﳘﺎﻝ‬

‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻹﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ‪ ،‬ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲝﻤﺎﻳـﺔ‬

‫ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﲜﻌﻠﻬﺎ ﺗﺄﺧﺪ ﺑﻌﲔ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ‪ ،‬ﰲ‬

‫ﺃﻓﻖ ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﻓﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻭﻃﺄ‪‬ﺎ‪.‬‬

 ‫ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﳔﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲝﺜﻨﺎ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﻧﱪﺯﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫● ﻋﺪﻡ ﺇﻧﺴﺠﺎﻡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣـﻊ ﺃﺣﻜـﺎﻡ‬

‫ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺠﺮﱘ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﶈﻜﻮﻡ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺫﻟـﻚ ﺃﻥ ﻣﻘﺘﻀـﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﲡﺮﻡ ﺍﻹﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﲤﻴﻴـﺰ‪ ،‬ﰲ‬

‫ﺣﲔ ﺃﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﻘﺼﺮ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺍﳉﺪ ﻭﺍﳉﺪﺓ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌـﻞ‬

‫ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﳎﺮﺩ ﲪﺎﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫● ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﻟﺸـﻖ ﺍﳌﺘﻌﻠـﻖ‬

‫ﺑﺈﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻢ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﻳﺴﺘﺜﲎ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟـﺬﻱ‬

‫ﻳﻀﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﲔ ﻓﻘﻂ ﻭﻻﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﻗﺎﺻﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫● ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺩﺃﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺒﻖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ‬

‫ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺟﻨﺤﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺘﻌﲔ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺑﻴـﺖ‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺷﺰ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ ﱂ ﻳﺸـﺮ ﺇﱃ ﻫـﺬﺍ‬

‫ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ‪.‬‬

‫● ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻥ ﻳﻘﺮﺭ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﳌﻜﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻬﻤﻞ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﳘﺎﻝ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﳛﺪﺙ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻮﺟـﻮﺩﺍ ﰲ‬

‫ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻻﻭﻻﺩ‪.‬‬

‫ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺜﲑﻫﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ‬

‫ﺃﻓﻖ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﳍﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ‬

‫ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻓﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻧﻮﺭﺩ‪:‬‬

‫● ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 479‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ )ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺠﺮﱘ‬

‫ﺇﳘﺎﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻻﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧـﺖ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺣﺎﻣﻼ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻻﻳﺘﻌﺮﺽ ﺗﺎﺭﻛﻪ ﻟﻠﻤﺴـﺎﺀﻟﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ‪،‬‬

‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﻧﺮﻯ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬

‫ﺍﳌﻜﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻻﰐ‪:‬‬

‫"‪ _2‬ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﻤﺪﺍ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﺷـﻬﺮﻳﻦ‬

‫ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺣﺎﻣﻼ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ"‬

‫● ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺷﻘﻪ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺠﺮﱘ ﺍﻹﻣﺴـﺎﻙ‬

‫ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﻳﻦ )ﺍﳉﺪ ﻭﺍﳉﺪﺓ( ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺜﲏ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬

‫● ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ )ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ( ﺍﻟﻘﺎﺿـﻲ‬

‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﻣﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﳌﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 480‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨـﺎﺋﻲ‪،‬‬

‫ﻷﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻏﲑ ﻣﱪﺭ ﻭﻗﻴﺎﺳﺎ ﻏﲑ ﻣﻨﺴﺠﻢ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳌﻔﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬
‫ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺇﻣﺘﻨﺎﻉ ﻻﻳﻌﺪ ﺟﺮﳝﺔ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺮﻗﺎ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﻷﻫﻢ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﺘﻌـﺎﺭﻑ‬

‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﺪﺃ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ‪.‬‬

‫● ﻳﺘﻌﲔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳉﻨﺢ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺩﻋﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﶈﻜـﻮﻡ ﻋﻠﻴـﻪ‬

‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳـﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬

‫ﻳﺮﺍﻋﻰ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻹﳘﺎﻝ‪ ،‬ﺣﺠﻢ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ‪ ،‬ﻣﻊ ﺇﺷﻔﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﺍﳌﻌﺠﻞ‬

‫ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 392‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫● ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﳐﺼﺼﺎﺕ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﲜﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻤﻞ‬

‫ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﻌﻮﺯﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻠﻘﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻳﻀﺎ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﻱ‪.‬‬

 ‫ اا
‬

‫א ص
א


‬

‫
ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻲ‬

‫
ﺍﻝﻤﺴﻁﺭﺓ ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ‬

‫
ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ‬

‫
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻜﻔﺎﻝﺔ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺍﻝﻤﻬﻤﻠﻴﻥ‬

‫
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﻤﺴﻁﺭﺓ ﺍﻝﻤﺩﻨﻴﺔ‬

‫א

‬

‫
ﻨﻭﺭ ﺍﻝﺩﻴﻥ ﺍﻝﻌﻤﺭﺍﻨﻲ‪ » ،‬ﺸﺭﺡ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺠﻨـﺎﺌﻲ ﺍﻝﺨـﺎﺹ«‪ ،‬ﻤﻁﺒﻌـﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻤـﺎﻥ‪،‬‬
‫ﺍﻝﺭﺒﺎﻁ‪ ،‬ﻁﺒﻌﺔ ‪.2005‬‬

‫
ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻝﺨﻤﻠﻴﺸﻲ‪ » ،‬ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻝﺨﺎﺹ«‪ ،‬ﺍﻝﺠﺯﺀ ﺍﻝﺜـﺎﻨﻲ‪ ،‬ﻤﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻝﻤﻌـﺎﺭﻑ‬

‫ﺍﻝﺠﺩﻴﺩﺓ‪ ،‬ﺍﻝﺭﺒﺎﻁ‪ ،‬ﺍﻝﻁﺒﻌﺔ ﺍﻝﺜﺎﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺴﻨﺔ ‪.1986‬‬

‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻝﻭﺍﺤﺩ ﺍﻝﻌﻠﻤﻲ" ﺸﺭﺡ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻝﻤﻐﺭﺒﻲ" ﺍﻝﻘﺴﻡ ﺍﻝﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻁ‪ ،3‬ﺴﻨﺔ ‪2009‬‬

‫
ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻔﻘﻴﺭ‪ » ،‬ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺍﻝﻌﻤل ﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻝﻤﻐﺭﺒـﻲ«‪ ،‬ﻤﻨﺸـﻭﺭﺍﺕ‬

‫ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻝﻌﻤل ﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻝﻤﻐـﺭﺒﻴﻴﻥ‪ ،‬ﺍﻝﻌـﺩﺩ ‪ ،4‬ﻁﺒﻌـﺔ‬
‫‪.2011‬‬

‫
ﺴﻌﻴﺩ ﺃﺯﻜﻴﻙ‪ » ،‬ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻝﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻝﻤﻐﺭﺒﻲ«‪ ،‬ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻝﻬﻼل ﺍﻝﻌﺭﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻁﺒﻌﺔ‬
‫‪. 1992‬‬
‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻝﺴﻼﻡ ﻤﻘﻠﺩ‪ » ،‬ﺍﻝﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻝﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻜﻭﻯ ﻭﺍﻝﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻴﺔ ﺍﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ«‪،‬‬
‫ﻁﺒﻌﺔ ‪.1989‬‬

‫
ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻝﺸﺘﻭﻱ ﻭ ﻤﻴﻠﻭﺩﻱ ﻏﻼﺏ " ﺍﻝﺩﻓﻭﻉ ﺍﻝﺸﻜﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻝﻤﺴﺎﺌل ﺍﻻﻭﻝﻴﺔ ﺍﻤـﺎﻡ ﺍﻝﻘﻀـﺎﺀ‬
‫ﺍﻝﺯﺠﺭﻱ"ﺍﻝﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻝﻭﺭﺍﻗﺔ ﺍﻝﻭﻁﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺴﻨﺔ ‪،1998‬‬

‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻝﺭﺤﻤﺎﻥ ﺍﻝﺠﺯﻴﺭﻱ‪ » ،‬ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻝﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻷﺭﺒﻌـﺔ«‪ ،‬ﻗﺴـﻡ ﺍﻷﺤـﻭﺍل‬
‫ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻝﻤﺠﻠﺩ ﺍﻝﺭﺍﺒﻊ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻝﺭﺸﺎﺩ ﺍﻝﺤﺩﻴﺜﺔ‪.‬‬

‫
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻝﻌﺩل‪ » ،‬ﺩﻝﻴل ﻋﻤﻠﻲ ﻝﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ«‪ ،‬ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺠﻤﻌﻴـﺔ ﻨﺸـﺭ ﺍﻝﻤﻌﻠﻭﻤـﺔ‬
‫ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻝﺸﺭﻭﺡ ﻭﺍﻝﺩﻻﺌل‪ ،‬ﺍﻝﻌﺩﺩ ‪ ،2004 ،1‬ﺍﻝﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻝﺜﺎﻝﺜـﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ‪.2007‬‬

‫

‬

‫א
وא

‬

‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻻﻝﻪ ﻝﻤﺭﺍﺒﻁ‪'' ،‬ﺍﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻝﻠﻨﻔﻘﺔ''‪ ،‬ﺭﺴﺎﻝﺔ ﻝﻨﻴل ﺩﺒﻠﻭﻡ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬
‫ﺍﻝﻌﻠﻴﺎ ﺍﻝﻤﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺨﺎﺹ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤـﺩ ﺍﻷﻭل ﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻝﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ‬
‫ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺠﺩﺓ‪ ،‬ﺍﻝﺴﻨﺔ ‪.2008_2007‬‬

‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻝﻘﺎﺩﺭ ﺒﻭﺒﻜﺭﻱ‪'' ،‬ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺴﻭﺴﻴﻭ_ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ''‪ ،‬ﺭﺴﺎﻝﺔ ﻝﻨﻴـل‬
‫ﺩﺒﻠﻭﻡ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻝﻌﻠﻴﺎ ﺍﻝﻤﻌﻤﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻝﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺍﻝﺒﺤﺙ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻝﺘﺨﺼﺼﺎﺕ‪ :‬ﺍﻝﻤـﺭﺃﺓ‬
‫ﻭﺍﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻝﻤﻭﻝﻰ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻻﺩﺍﺏ ﻭﺍﻝﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﻤﻜﻨـﺎﺱ‪ ،‬ﺍﻝﺴـﻨﺔ‬
‫‪.2003_2002‬‬

‫
ﻓﺅﺍﺩ ﻋﻨﻴﺩ‪'' ،‬ﺠﻨﺢ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻝﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻝﻌﻤل ﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ''‪ ،‬ﺒﺤﺙ‬
‫ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻝﺘﻤﺭﻴﻥ ﺒﺎﻝﻤﻌﻬﺩ ﺍﻝﻌﺎﻝﻲ ﻝﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻝﺭﺒﺎﻁ‪ ،‬ﺍﻝﺴﻨﺔ ‪.2013_2011‬‬
‫
ﻨﺎﺩﻴﺔ ﺍﻝﺠﺒﻭﺝ‪ '' ،‬ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻀﻭﺀ ﺍﻝﻌﻤل ﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻲ''‪ ،‬ﺒﺤﺙ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻝﺘﻤﺭﻴﻥ ﺒﺎﻝﻤﻌﻬﺩ ﺍﻝﻭﻁﻨﻲ ﻝﻠﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻝﻘﻀـﺎﺌﻴﺔ‬
‫ﺍﻝﺭﺒﺎﻁ‪ ،‬ﺍﻝﺴﻨﺔ ‪.2002_2001‬‬

‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻝﻌﺯﻴﺯ ﺍﻝﺒﻘﺎﻝﻲ '' ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻤﺩﻭﻨـﺔ ﺍﻷﺤـﻭﺍل ﺍﻝﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭﺍﻝﻘـﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺍﻝﺠﻨﺎﺌﻲ''‪ ،‬ﺒﺤﺙ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻝﺘﻤﺭﻴﻥ ﺒﺎﻝﻤﻌﻬﺩ ﺍﻝﻭﻁﻨﻲ ﻝﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻝﺭﺒﺎﻁ‪ ،‬ﺍﻝﺴـﻨﺔ‬
‫‪.1993_1991‬‬

‫א

‬

‫
ﻤﺭﻴﻡ ﺍﻝﺯﻏﻴﻐﻲ‪" ،‬ﺠﻨﺤﺔ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻝﻤﻐﺭﺒﻲ"‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﻤﻠﻑ‪ ،‬ﺍﻝﻌﺩﺩ ‪17‬‬
‫ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ‪.2010‬‬

‫
ﻋﺒﺩ ﺍﻝﻤﺠﻴﺩ ﺍﻝﻜﺘﺎﻨﻲ)ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻝﻤﺎﺴﺔ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ( ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﻘـﺒﺱ‪ ،‬ﻋـﺩﺩ ‪،2‬‬
‫‪2012‬‬

‫
ﺃﻤﺎل ﺍﻝﻨﺎﺠﻲ‪" ،‬ﺍﻝﻨﻔﻘﺔ ﺍﻝﺯﻭﺠﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻝﻭﺍﺠﺏ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺍﻝﻤﺴﺎﻭﺍﺓ"‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﺤﻘﻭﻕ‪ ،‬ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ_‬
‫ﺩﺠﻨﺒﺭ‪ ،‬ﺍﻝﺴﻨﺔ ﺍﻝﺘﺎﺴﻌﺔ ‪ ،2014‬ﺍﻝﻌﺩﺩ ‪ ،17_16‬ﺩﺍﺭ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻝﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻝﺘﻭﺯﻴـﻊ‪ ،‬ﺍﻝـﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻝﺒﻴﻀﺎﺀ‪ ،‬ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻝﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻝﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻝﺭﺒﺎﻁ‪.‬‬

‫
ﻤﻴﻠﻭﺩ ﻏﻼﺏ‪" ،‬ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻝﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠـﻰ ﻋـﺩﺩ ‪ 10_174‬ﺍﻝﻤـﺅﺭﺥ ﻓـﻲ‬
‫‪ ،" 2009_01_28‬ﺍﻝﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻝﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻝﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻝﻌﺩﺩ ‪ 8‬ﻴﻭﻨﻴـﻭ‬
‫‪ ،2012‬ﺍﻝﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻝﻰ‪ ،‬ﺍﻝﻤﻁﺒﻌﺔ ﻭﺍﻝﻭﺭﺍﻗﺔ ﺍﻝﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻝﺩﺍﻭﺩﻴﺎﺕ ﻤﺭﺍﻜﺵ‪.‬‬

‫א‪:‬‬

‫
ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻝﻤﺤﻤﺩ ﺒﻔﻘﻴﺭ ﺍﻝﺠﺯﺀ ﺍﻝﺭﺍﺒﻊ‬

‫
ﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻝﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺴﻨﺔ ‪1982‬‬

‫
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﻤﺤﺎﻤﻲ ﻋﺩﺩ ‪22‬‬

 ‫
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪9‬‬

‫
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻹﺸﻌﺎﻉ ﻋﺩﺩ ‪25‬‬

 ‫ا*)س‪:‬‬

‫
‪3 ...................................................................................................................... :‬‬

‫اول‪ :‬ا ا ا  
  إهل اة ‪6 .......................................................‬‬ ‫ا‬

‫ا ‪ "#$‬ا‪%‬ول‪ :‬أ'ف  اهل ا‪%‬ة و ‪6 ......................................................... ) * +‬‬
‫ا  اول‪ :‬ا ف  اه ل اة ‪6 .....................................................................‬‬
‫ة ا‪%‬و ‪
# :,‬ا‪%‬هل ا دي)اهل ‪ 01‬ا‪%‬ة( ‪7 .........................................................‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا‪%‬هل ا ي ‪8 ...........................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ :
5 5‬ا‪%‬هل ا ‪7‬ي ‪10 .......................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ا  ا  ‪    :‬اه ل اة ‪11 ................................................................‬‬
‫ة ا‪%‬و ‪  :,‬اهل ا‪%‬ة = ا <ا*; ا ‪11 ...........................................................
:7‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ :
45‬إهل اة = ا*; ا
‪11 ...............................................................‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ = :
5 5‬ا <ا*; ا ‪B> ;:? ,@
$‬ى)‪5EF1‬ء ا‪C‬هل ا ‪7‬ي( ‪12 ..........................‬‬ ‫ا‬
‫ا ‪ "#$‬ا ‪ ' :45‬ا ‪   ;:<E‬اهل ا‪%‬ة ‪14 ........................................................‬‬
‫ا  اول‪ #$ :‬اه ل ا دي  اة ‪14 ..........................................................‬‬
‫ة ا‪%‬و ‪?
# :,‬ك ا‪ H‬ا‪ 01 =:1%‬اة ‪14 ...............................................................‬‬ ‫ا‬
‫أو‪ :%‬ا آ= ا ‪ :K‬ورة ان ?‪  E‬ا <‪
' 4‬اب او ام ا‪%‬ة ‪15 ......................‬‬
‫‪
' -1‬ا‪1%‬ة‪16 ........................................................................................... :‬‬
‫‪
' -2‬ا
‪17 ....................................................................................... :‬‬
‫‪ :4R‬ا آ= ا دي‪? :‬ك ‪ 01‬ا‪%‬ة ة ?‪ = :V‬ا ‪ U =:)K‬ا ‪ = T@E‬ا ا‪$‬ت‬
‫ا ‪
:7‬و ا د‪19 ......................................................................................... .
:‬‬
‫أ‪? :‬ك ا‪%‬ب او ا‪%‬م ‪ 01‬ا‪%‬ة ‪ U‬ا ‪ = T@E‬ا ا‪$‬ت ا @ة @‪20 ............. )? ,‬‬
‫ب‪ :‬ة ا‪%‬هل ‪ W<:‬ان ?‪ = :V‬ا ‪21 ......................................................... =:)K‬‬
‫‪ :5 R‬ا آ= ا ‪7‬ي‪X :‬ب ا ‪ W‬ا ه ‪23 ...........................................................‬‬
‫ة ا ‪
# :
45‬اهل ا ‪V‬و
ا ‪25 ........................................................................ #‬‬ ‫ا‬
‫أو‪ :%‬ا آ= ا ‪ :K‬ان ?‪B‬ن @ ا ) '
ا ‪V‬وج و ان ?‪B‬ن ا ‪V‬و
ا )@
‪.ZH‬‬
‫‪25 ..................................................................................................................‬‬
‫ان ?‪B‬ن @ ا ) '
ا ‪V‬وج‪26 ........................................... :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬ان ?‪B‬ن ا ‪V‬و
ا )@
‪27 .................................................................. :ZH‬‬
‫‪ :4R‬ا آ= ا دي ?ك ‪ 01‬ا ‪V‬و
دون ‪\ W‬ه ة ?‪ = :V‬ا ‪27 ............ . =:)K‬‬
‫‪ :5 R‬ا آ= ا ‪7‬ي‪28 ...................................................................................... :‬‬
‫ا  ا  ‪ :‬ارآ ن ‪ #$‬ا‪ 12‬ك ‪/ .‬ا ‪ -.‬اداء ا ‪ #*+‬ا ‪()$‬م &‪29 ............................... %‬‬
‫ة او ‪ :,‬ا آ= ا ‪ K‬ود اس > *@ ‪VE Z‬ام ‪29 ..................................
  1‬‬ ‫ا‬
‫أو‪
7$_ :%‬ا  
‪30 ...........................................................................................‬‬
‫‪ :4R‬ا `‪ E‬ون = ا  
‪36 ..............................................................................‬‬
‫‪
 4‬ا ‪V‬و
‪36 ........................................................................ :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ا  
‪ =1‬ا وع و ا‪'%‬ل ‪39 .....................................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ :‬ا  
ا ا‪ ,@
$‬ا‪%‬و‪%‬د ‪39 ........................................................................‬‬
‫ب‪ :‬ا  
ا ا‪ ,@
$‬ا‪1%‬ء ‪40 .......................................................................‬‬
‫‪' :5 R‬ور ‪b1 *c\ ;BH‬داء ا  
‪41 ...................................................................‬‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا آ= ا دي‪42 ...........................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ :
5 5‬ا آ= ا ‪7‬ي ‪44 .........................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ا  ا  ‪ :6‬ارآ ن ‪ #$‬اه ل ا ‪(7‬ي ‪46 ...............................................................‬‬
‫ة ا‪%‬و ‪
' :,‬ا <‪ )4‬ا‪ H‬ا‪47 .......................................................................... (=:1%‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا آ= ا دي‪ :‬ار?‪B‬ب ا‪ %7‬او ا‪ e#@? E‬را ‪ _%1 d 1‬ل ‪49 .........................‬‬ ‫ا‬
‫ة ا ‪ :
5 5‬ا آ= ا ‪7‬ي ‪51 .........................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ا ‪ : 45‬ا ا ا `‪  
:f‬اهل ا‪%‬ة ‪52 ......................................................‬‬ ‫ا‬
‫ا ‪ "#$‬اول‪\ :‬ا ا‪ E+%‬ص و ا ى ا ‪52 ........................................................
7‬‬
‫ا  اول‪(< :‬ا‪ /.‬ا; ص ‪  9‬إه ل اة ‪52 .................................................‬‬
‫ة او ‪ :,‬ا‪ E+%‬ص ا ‪ E#  @#‬ا‪C‬هل ا ي و ا دي ‪53 .....................................‬‬ ‫ا‬
‫او‪ :%‬ا‪ E+%‬ص ا ‪ @#‬و‪ e‬ا ا ا ‪7‬د‪53 ........................................................
:‬‬
‫‪ :4R‬ا‪ E+%‬ص و‪\ e‬ة ‪54 ....................................................................
'+‬‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا‪ E+%‬ص ا ‪
#  @#‬ا‪%‬هل ا ‪7‬ي ‪56 .................................................‬‬ ‫ا‬
‫ا  اول‪ =>$? :‬و ‪ 2‬ر‪ #‬ا ‪(./‬ى ا ‪57 ...................................................... .#2( 7‬‬
‫ة ا‪%‬و ‪ h:#? :,‬ا ى ا ‪57 ............................................................................
7‬‬ ‫ا‬
‫أو‪ :%‬ود >‪ =
:B‬ا ‪
#c‬او ‪ i$*4‬ا ‪5E1)K‬ء ا‪%‬هل ا ‪7‬ي( ‪57 ..................‬‬
‫‪ +? :4R‬ا ‪
1‬ا ‪ 
7‬ار?‪_ = )1B‬ف ا *‪ W‬ا ‪59 ................................. K‬‬
‫ة ا ‪ :
45‬ر
ا ى ا ‪60 ..........................................................................
7‬‬ ‫ا‬
‫او‪ :%‬ااء ا‪<E%‬اب ‪60 ....................................................................................‬‬
‫‪c :4R‬ن ا‪<E%‬اب ‪62 .................................................................................‬‬
‫ا ‪ "#$‬ا ‪ :45‬ا ع و ا ‪17‬ت ا رة < إهل اة ‪64 .............................................‬‬
‫ا  اول‪ :‬ا(اع ا ‪(9/‬ع ا ; > )‪ B%;  -‬ا ; ‪64 ............................................... %& =1‬‬
‫ة ا‪%‬و ‪ :,‬ا ع ا ‪64 ........................................................................................
@BK‬‬ ‫ا‬
‫او‪ :%‬م ?‪ j@$‬ا ‪ ;B#‬ا   ‪65 ...................................................................
  1‬‬
‫‪ :4R‬م ا‪EH‬ام ‪cE‬ت ا دة ‪ = 481‬ا ‪4‬ن ا <* ‪66 .......................................‬‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا ع ذات ا ‪
7$f‬ا  
‪67 ..................................................................‬‬ ‫ا‬
‫او‪ W# :%‬ا ‪67 .........................................................................................
:BK‬‬
‫‪  4 :4R‬ا `‪70 .............................................................................................W‬‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا ع ا ‪
#<1
'l‬ا‪%‬هل ا ي ‪72 ............................................................‬‬ ‫ا‬
‫او‪ :%‬ا‪%‬داء ا <‪ *V‬او ا ‪72 ...................................................................
 @ +E‬‬
‫‪ :4R‬ط ا‪VE %‬ام ‪73 ...............................................................................
  1‬‬
‫‪ :5 R‬ا‪
#E‬ا‪%‬داء او ا ‪ V<7‬ا ‪74 ............................................................. ) 015‬‬
‫را‪ :71‬ا ‪E 1 U‬دم ا <‪76 .............................................................................. #‬‬
‫ا  ا  ‪ :‬ا ‪ &(*7‬ت ا *رة ‪ D‬اه ل اة ‪77 .....................................................‬‬
‫ة ا ‪:
45‬ا <‪V‬اءات  ا ى ا ‪78 .....................................................................
7‬‬ ‫ا‬
‫او‪ :%‬ا ‪17‬ت ا‪78 .....................................................................................
@'%‬‬
‫‪ :4R‬ا ‪17‬ت ا‪80 ...................................................................................
 %‬‬
‫ة ا ‪ :
45‬ا <‪V‬اءات  ا ى ا ‪
4‬ا ‪82 .............................................................
71E‬‬ ‫ا‬
‫‪ERREUR ! SIGNET NON DEFINI............................................................... :
?+‬‬
‫ اا ‪90............................................................................................................‬‬
‫ا )س‪94...................................................................................................................‬‬