Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫العدد الثاني والعشرون‬

‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات السرطان في ضوء بعض‬


‫المتغيرات‬

‫‪Social support provided by friends for women cancer patients in light of‬‬

‫‪some variables‬‬

‫إعداد الباحثة‪:‬‬

‫ابتسام محمد الحبيشي‬

‫‪1442‬ه‪2020-‬م‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪734‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫ جامعة الفيوم‬- ‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية‬

‫المستخلص‬

‫ والكشف‬,‫تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء‬

‫عن الفروق الدالة إحصائياً في مستوى الدعم االجتماعي تبعاً لبعض المتغيرات الخاصة‬

‫ واعتمدت على أداة االستبانة‬,‫ كما أن الدراسة وصفية تعتمد على المنهج المسحي‬,‫بالمريضة‬

‫ وقد أسفرت‬,‫) مفردة من مريضات السرطان‬191( ‫ وطبقت على عينة مكونة من‬,‫لجمع البيانات‬

ً‫ وأن هناك فروق دالة إحصائيا‬,ً‫نتائج الدراسة بأن الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء متوسطا‬

‫ بينما ال توجد فروق دالة إحصائياً في مستوى‬,)‫في مستوى الدعم االجتماعي لمتغير(نوع العالج‬

.)‫ تكرار االصابة بالمرض‬,‫الدعم االجتماعي لكل من المتغيرات التالية(الحالة االجتماعية‬

Abstract

The current study aims to know the level of social support provided by
friends, and to reveal statistically significant differences in the level of
social support according to some variables of the patient. This study is
descriptive study based on survey method, and it was relied on the
questionnaire tool in collecting data from a sample of sample of (191)
cancer patients. The results of the study showed that the social support
provided by friends is at the average level, and that there are statistically
significant differences in the level of social support for the variable (type
of treatment), while there are no statistically significant differences in the
level of social support for each of the variables (marital status, disease
frequency).

735
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫مدخل الدراسة‬

‫مقدمة‬
‫ظهر مرض السرطان واستأثر كليًّا باهتمام المؤسسات العلمية واإلنسانية والطبية فكلمة‬

‫"سرطان" مبعث رعب في القلب واللسان‪ ,‬ومصدر هذا القلق اآلالم المبرحة والمعاناة القاسية التي‬

‫يعانيها المريض المصاب وغير المصاب‪ ,‬والنهاية المفجعة أحيانا نتيجة المرض ويعد السرطان‬

‫من األمراض المنتشرة في كافة دول العالم (العدرة‪.)63 :2018 ,‬‬

‫لذا تمكن العديد من العلماء والمتخصصون من دراسة مرض السرطان‪ ,‬وآثاره االجتماعية‬

‫والنفسية وما يعكسه على حياة األفراد‪ ,‬كما قاموا بإجراء العديد من الدراسات الطبية واالجتماعية‬

‫والنفسية الهادفة لمعرفة أسبابه‪ ,‬والعوامل المؤدية له‪ ,‬وأثره على حياة اإلنسان‪ ,‬والعمل على إيجاد‬

‫العالج المناسب له‪ ,‬فضال عن تطوير أساليب الدعم االجتماعي والنفسي للمريض (أبو عبيد‪,‬‬

‫‪.)1 :2018‬‬

‫وال شك أن مرض السرطان من األمراض المستعصية والخطيرة التي يصعب عالجها‪ ,‬كما‬

‫يمكن أن تكون لإلصابة بالسرطان تأثيرات سلبية على المريض من حيث التغييرات الجسمية‪,‬‬

‫والقدرة على التواصل االجتماعي مع اآلخرين‪ ,‬والقدرة على القيام باألعمال التي كان يقوم بها‬

‫قبل المرض‪ ,‬وغير ذلك من التأثيرات االجتماعية المصاحبة لإلصابة بالسرطان سواء كان ذلك‬

‫على مستوى األسرة أو العمل أو العالقات مع اآلخرين كاألصدقاء‪ ,‬وظهور المشكالت التي‬

‫أما أو زوجة (عبد‬


‫تحدث في األسرة نتيجة مرض أحد أفرادها خاصة إذا كانت امرأة؛ كونها ً‬
‫الحميد‪.)472 :2015 ,‬‬

‫‪736‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫إن اآلثار االجتماعية والنفسية التي يخلفها مرض السرطان تستدعي التصدي لها‪ ,‬ليس‬

‫من قبل األطباء فقط‪ ,‬بل تقع المسؤولية االجتماعية واإلنسانية على شرائح اجتماعية أخرى‬

‫كاألصدقاء كما ركزت عليهم هذه الدراسة‪ ,‬كما البد على الباحثين المتخصصين في المجاالت‬

‫االجتماعية والنفسية دراسة طبيعة المشكلة‪ .‬من هذا المنطلق سعت الدراسة الحالية إلى للقيام‬

‫بدراسة وضع النساء المصابات بالسرطان‪ ,‬ومعرفة مستوى الدعم االجتماعي الذي يتلقونه من‬

‫األصدقاء‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬

‫تتمثل أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية‪:‬‬


‫‪-‬أنها تتناول موضوعا هاما وهو الدعم االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬أنها تهتم بفئة حساسة من فئات المجتمع وهي المرأة‪ ,‬حيث تؤثر اإلصابة بالسرطان‬

‫على الجوانب االجتماعية والنفسية والصحية للمرأة المصابة؛ لذا يستلزم بذل الجهد‬

‫لتوضيح تأثير هذا المرض الذي ينعكس عليها وعلى أسرتها والمحيطين بها‪ ,‬و قد‬

‫يمتد هذا التأثير إلى المجتمع ككل‪.‬‬

‫‪-‬تهتم الدراسة الحالية بإبراز دور الدعم االجتماعي من خالل قياس مستوى الدعم‬

‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬تكشف الدراسة الحالية بشكل غير مباشر مدى التضامن االجتماعي تجاه المريضة‬

‫المصابة بالسرطان من قبل أصدقائها‪.‬‬

‫‪ -‬على الرغم من وجود الدراسات التي تناولت موضوع الدعم االجتماعي‪ ,‬إال أنه ما زالت‬

‫هذه الدراسات ‪-‬خاصة الدراسات العربية‪ -‬في حاجة إلى المزيد من االهتمام‪.‬‬

‫‪737‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫أهداف الدراسة‬
‫‪-‬تهدف الدراسة إلى معرفة مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات‬

‫السرطان‪.‬‬

‫‪ -‬الكشف عن الفروق دالة إحصائيًّا في مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء‬

‫تبعا للمتغيرات الخاصة بالمريضات المصابات بالسرطان‪.‬‬


‫لمريضات السرطان ً‬

‫تساؤالت الدراسة‬
‫‪-1‬ما مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات السرطان؟‬

‫‪-2‬هل توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء‬

‫تبعا لمتغير الحالة االجتماعية؟‬


‫لمريضات السرطان ً‬

‫‪-3‬هل توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء‬

‫تبعا لمتغير نوع العالج؟‬


‫لمريضات السرطان ً‬

‫‪-4‬هل توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء‬

‫تبعا لمتغير تكرار اإلصابة بالمرض؟‬


‫لمريضات السرطان ً‬

‫المفاهيم اإلجرائية للدراسة‪:‬‬


‫‪ -1‬المفهوم اإلجرائي للدعم االجتماعي‪:‬‬

‫ما تلمسه وتشعر به ﺍلمﺭﺃﺓ ﺍلمصابة بالسرطان مـﻥ ﺭعايـة ﻭﺍهتمـاﻡ ﻭحـﺏ واحتواء‬

‫ﻭنصـائح ﻭمعلﻭماﺕ وتوجيهات إرشادية‪ ,‬وذلك مﻥ خالل ﺃصﺩقاءها‪.‬‬

‫‪-2‬المفهوم اإلجرائي لمريضة السرطان‪:‬‬

‫النساء الالتي يعانين من مرض السرطان بكافة أشكاله في مختلف األعمار ‪,‬سواء كن‬

‫متزوجات أو غير ذلك ‪ ,‬ويتلقين العالج في مركز األورام ‪.‬‬

‫‪738‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫السرطان‬

‫‪-‬مفهوم مرض السرطان‪:‬‬

‫إن كلمة سرطان مشتقة من اللفظ الالتيني ‪ crab‬وتعني السرطان البحري‪ .‬وقد استعمل‬

‫األطباء القدامى هذا اللفظ لمالحظتهم أن بعض األورام الجلدية تشبه في مظهرها شكل الكابوريا‬

‫أي سرطان البحر‪ ,‬ومما يشد االنتباه هو أن لفظ ‪ cancer‬قد صاغه أب الطب الفيلسوف أبقراط‬

‫في القرن الخامس قبل الميالد؛ ليصف األمراض التي تنمو فيها األنسجة وتنتشر بطريقة مفرطة‬

‫غير منتظمة في أي مكان بالجسم (عرفات‪.)2009 ,‬‬

‫مروض للخاليا‪ ,‬ويؤدي هذا‬


‫ويعرف السرطان بأنه انقسام مستمر غير منظم أو غير َ‬
‫االنقسام إلى تكون عدد هائل من الخاليا‪ .‬ونمو السرطان عادة ما يتطلب خطوات متعددة‪ ,‬يتحكم‬

‫في كل خطوة عوامل كثيرة‪ ,‬البعض منها يتوقف على التركيب الوراثي للفرد‪ ,‬والبعض اآلخر‬

‫يتوقف على بيئته وأسلوب الحياة بوجه عام‪ ,‬فلو كان في استطاعتنا تغيير الظروف المحيطة بنا‬

‫دائما فبكل تأكيد ستكون النتيجة تقليل فرصة تكون أو نمو أي‬
‫والتعديل من عاداتنا إلى األفضل ً‬
‫نوع من السرطان إلى حد كبير (عرفات‪.)2009 ,‬‬

‫كما أن السرطان اسم عام لمجموعة تزيد عن ‪ 100‬مرض‪ ,‬وعلى الرغم من تعدد أنواعه‬

‫فإنه جميعاً يبدأ بخاليا غير طبيعية تنمو خارج نطاق السيطرة (عنقاوي‪.)26 :2015 ,‬‬

‫‪ -‬طرق عالج السرطان‪:‬‬

‫تعتمد خطة العالج على نوع السرطان والمرحلة التي وصل إليها‪ .‬كما يأخذ األطباء بعين‬

‫االعتبار سن المريض وصحته العامة‪ ,‬وفي أغلب األحيان يكون الهدف من العالج هو اإلزالة‬

‫الكاملة للسرطان من دون اإلضرار بباقي الجسم‪ ,‬بينما في حاالت أخرى يكون الهدف هو التحكم‬

‫في المرض أو التقليل من حدة األعراض ألطول فترة ممكنة‪ ,‬وربما تتغير خطة العالج بمرور‬

‫الوقت‪.‬‬

‫‪739‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫ويختلف عالج السرطان باختالف نوع الورم أو العضو المصاب‪ .‬وتعد الجراحة الطريقة‬

‫الرئيسية لعالج أمراض السرطان‪ ,‬أي استئصال العضو أو األنسجة المصابة‪ ,‬يليها أهمية العالج‬

‫اإلشعاعي باستخدام االشعة لعالج الورم‪ ,‬وهناك العالج الكيميائي باستخدام العقاقير الكيميائية‬

‫والعالج المناعي(ومن أنواعه زراعة الخاليا الجذعية أو النخاع العظمي)‪ ,‬وكذلك العالجات‬

‫البيولوجية الذكية التي تهدف لقتل الخاليا السرطانية مباشرة دون غيرها‪ ,‬ويوجد العالج الهرموني‬

‫وذلك باستخدام الهرمونات لبعض األنواع من السرطانات‪ .‬ومن العالجات الحديثة العالج الحراري‬

‫الموجه بالتبريد أو التسخين‪ ,‬وأيضاً العالج بالتجميد‪( .‬عنقاوي‪.)66-59 :2015 ,‬‬

‫‪ -‬مراحل تلقي تشخيص المرض‪:‬‬

‫المريضة المصابة بالسرطان قد تمر بخمس مراحل نفسية حين تلقيها خبر التشخيص‬

‫بالمرض‪ ،‬كما وصفتها روس(‪ )Ross,1989‬وهي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬مرحلة اإلنكار‪ :‬وهي ردة الفعل األولى تجاه خبر اإلصابة بالمرض‪ ,‬وفي هذه المرحلة ال‬

‫تصدق الخبر وال تتقبل حقيقة إصابتها بالمرض‪ ,‬وقد يكون هذا اإلنكار صحيًّا في البداية؛‬

‫ألنه يمثل عامل صد وحماية لها بعد معرفة الخبر الصادم وغير المتوقع‪ ,‬وهذا يقود إلى‬

‫تخفيف نسبة القلق والخوف واألفكار السلبية عن مرض السرطان‪ ,‬وهذا اإلنكار يساعد‬

‫موقفا دفاعيًّا مؤقتًا تعود المريضة بعده لتتقبل‬


‫المريضة على أن تجمع قواها‪ ,‬فاإلنكار يعد ً‬
‫المرض بشكل مبدئي أو جزئي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة الغضب‪ :‬وهو التصرف الذي تظهره المريضة بعد مرحلة اإلنكار‪ ,‬فبعد أن كانت‬
‫ً‬
‫تنكر حقيقة اإلصابة بمرض السرطان تعود لتعترف باألمر الواقع‪ ,‬مع الشعور بأن حالتهم‬

‫الصحية بخطر‪ ,‬ويظهر الغضب واالستياء والحسد إن لم تتقبل تشخيصها المرضي‪ ,‬وهذه‬

‫المرحلة تعد أصعب من مرحلة اإلنكار‪ ,‬حيث تقوم المريضة بصب غضبها على‬

‫المحيطين بها‪ ,‬سواء كان األهل أو األصدقاء أو الفريق الطبي‪.‬‬

‫‪740‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫ثال ًثا‪ :‬مرحلة المساومة‪ :‬وفيها تحاول المريضة تفسير ما حدث‪ ,‬وهي ردة فعل لمقاومة الضعف‬

‫والعجز‪ ,‬فتقوم بمساومة الخالق ‪-‬عز وجل‪ -‬فتطلب منه الشفاء وأن يبعدها عن الموت‪,‬‬

‫وعودا بينها‬
‫ً‬ ‫وتتعهد له بعبادته والتقرب إليه بالطاعات واالبتعاد عن المعاصي‪ ,‬وتعطي‬

‫وبين ربها بأنها إن شفيت ستفعل أي شيء قد تنال منه رضاه‪ .‬وهذه المساومة تفيد في‬

‫التقليل من الشعور بالذنب‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬مرحلة االكتئاب‪ :‬في هذه المرحلة ال تستطيع المريضة أن تنكر حقيقة أمر إصابتها‬
‫رً‬
‫اضحا‪ ,‬وعليها أن تخضع إلجراءات العالج وما‬
‫بمرض السرطان‪ ,‬فالمرض قد بات و ً‬
‫يتطلبه من فحوصات متعبة ومتكررة باإلضافة إلى التكاليف المرهقة التي تتبع ذلك‪ ,‬ومع‬

‫الضعف واإلعياء الجسدي تبدأ المريضة بالشعور باالكتئاب‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مرحلة التقبل‪ :‬في هذه المرحلة تتقبل المريضة فكرة إصابتها بالسرطان‪ ,‬فتبدأ باالستفسار‬
‫ً‬
‫والسؤال عن طبيعة المرض من حيث حجم انتشاره؟ وكيفية العالج؟ ومدى إمكانية العالج‬

‫والشفاء منه؟ وفي هذه المرحلة تتطور مشاعر مريضة السرطان‪ ,‬حيث تصبح قادرة على‬

‫التعبير عن مشاعرها‪ ,‬وتبدأ بالتكيف والتعايش‪.‬‬

‫الدعم االجتماعي‬
‫‪ -‬مفهوم الدعم االجتماعي‪:‬‬

‫تعرف كاترونا )‪ (Cutrona 1990‬الدعم االجتماعي بأنه "مجموعة العالقات االجتماعية‬

‫القائمة بين األشخاص والتي تشمل الجوانب المادية واالجتماعية والوجدانية والمعرفية" (فايد‪,‬‬

‫‪.)149 :1998‬‬

‫ويقصد به كذلك تقديم المساعدة في مواقف يحتاج فيها شخص إلى المساعدة والمؤازرة‪,‬‬

‫فاإل نسان يحتاج في مواقف السراء إلى من يشاركه سعادته بالنجاح ويشعره باالستحسان والتقدير‬

‫لهذا النجاح فيزداد به سرورا‪ ,‬ويحتاج في مواقف الضراء إلى من يواسيه ويخفف عنه األلم‬

‫واإلحباط‪ ,‬ويأخذ بيده في المواقف الصعبة ويشاركه األحزان‪ ,‬ويساعده في الشدائد‪ ,‬ويشد من‬

‫أزره في األزمان والنكبات‪ ,‬ويشجعه على التحمل والصبر واالحتساب؛ ليتخلص من مشاعر‬

‫‪741‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫الجزع واليأس والسخط والحزن والخوف والغضب والظلم قبل أن تؤذيه نفسيًّا وجسميًّا (إبراهيم‪,‬‬

‫‪.)196 :2000‬‬

‫ويعرف بأنه "كل دعم مادي أو معنوي يقدم للمريض بقصد رفع روحه المعنوية ومساعدته‬

‫على مجابهة المرض وتخفيف آالمه العضوية والنفسية الناجمة عن المرض" (رشوان‪:2006 ,‬‬

‫‪.)10‬‬

‫‪ -‬مصادر الدعم االجتماعي‪:‬‬

‫يحصل اإلنسان على الدعم االجتماعي إما بشكل رسمي أو بشكل غير رسمي‪:‬‬

‫‪ -1‬الدعم االجتماعي الرسمي‪ :‬يقوم بتقديمه أخصائيون نفسيون واجتماعيون مؤهلون في‬

‫مساعدة الناس في األزمات والنكبات والمشكالت‪ ,‬إما عن طريق مؤسسات حكومية‬

‫متخصصة‪ ,‬أو جمعيات أهلية متطوعة‪ ,‬حيث يهرع هؤالء األخصائيون إلى تقديم الدعم‬

‫االجتماعي للمتضررين لتخفيف آالمهم ومعاناتهم ومشاكلهم في مواقف األزمات‪ .‬ويشمل‬

‫الدعم االجتماعي الرسمي تقديم اإلرشاد النفسي واالجتماعي في حل المشكالت‪ ,‬وتقديم‬

‫المساعدة المادية ‪-‬المالية والعينية‪ -‬للمتضررين بهدف التخفيف عنهم واألخذ بأيديهم في‬

‫هذه المواقف الصعبة‪ .‬وتحرص جميع المجتمعات على توفير الدعم االجتماعي ومراكز‬

‫اإلسعافات األولية والخطوط التليفونية ومجالس إدارة األزمات وشرطة النجدة واإلطفاء‬

‫وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬الدعم االجتماعي غير الرسمي‪ :‬هو مساعدة يحصل عليها اإلنسان من األهل‬

‫واألصدقاء والزمالء والجيران بدوافع المودة والمحبة والمصالح المشتركة‪ ,‬وااللتزامات‬

‫األسرية واالجتماعية واألخالقية واإلنسانية والدينية‪ ,‬حيث يساند القريب قريبه أو الصديق‬

‫صديقه أو الزميل زميله أو الجار جاره مساندة متبادلة‪ ,‬ويقدم الدعم االجتماعي غير‬

‫الرسمي بعدة طرق‪ ,‬من أهمها تبادل الزيارات واالتصاالت التليفونية والمراسالت‪,‬‬

‫والتجمع في األعياد والمناسبات‪ ,‬وتقديم الهدايا والمساعدات المالية والعينية في األزمات‬

‫والنكبات (إبراهيم‪.)198 :2000 ,‬‬

‫‪742‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪ -‬أساليب الدعم االجتماعي للمرضى‪:‬‬

‫‪ -1‬الطمأنة على الحالة الصحية للمريض‪ :‬يلعب التطمين الذي يقوم به الطبيب للمريض‬

‫بالغا في تقبله لحالته المرضية‪ ,‬وذلك ُيدعم بموقف المحيطين بالمريض من إشعارهم‬
‫دور ً‬‫ًا‬

‫إيجابيا على‬
‫ً‬ ‫له بأنه بخير وفي تحسن مستمر‪ ,‬وأنه أفضل من حاالت كثيرة بشكل يؤثر‬

‫حالته النفسية‪.‬‬

‫‪ -2‬تقوية أمل المريض في الحياة‪ :‬يداهم المريض قلق المرض وقلق االحتضار‪ ,‬وبالتالي‬

‫يرفض الحياة وينتابه اليأس واالكتئاب‪ ,‬ويشعر أنه ينتظر الموت بين عشية وضحاها‪,‬‬

‫وهو يدرك أن الموت حق وحتمي‪ ,‬ولكنه إبان صحته وفي حال قدرته على القيام‬

‫ناسيا لتلك الحقيقة األزلية التي سرعان ما أطلت برأسها عند مرضه‪,‬‬
‫ً‬ ‫بنشاطاته كان‬

‫فحملت له اليأس من الغد وانقطاع األمل؛ لذا وجب تقوية أمل المريض في الحياة‪,‬‬

‫وتعريفه بأن الموت ال يرتبط بالمرض‪.‬‬

‫الترويح عن المريض‪ :‬المرض موقف كدر وغم وخبرة سيئة مؤلمة‪ ,‬ولن يكون المرض‬ ‫‪-3‬‬

‫أبدا غير ذلك؛ لذا فالمريض في حالة من الكدر تستدعي الترويح بشكل يولد السرور‪ ,‬أو‬
‫ً‬
‫على األقل يخفف درجة الحزن‪ ,‬وذلك بتقديم نشاطات سارة‪ :‬كزيارة األماكن المحببة‪ ,‬التسلية‬

‫بمشاهدة البرامج اإلذاعية والتلفزيونية المفضلة‪ ,‬االستماع إلى الموسيقى‪ ,‬زيارة األصدقاء‬

‫القدامى‪ ,‬تجمع األحباب‪ ,‬القيام بالرحالت القصيرة بما يتناسب وحالة المريض‪ ,‬وحتى ال يظل‬

‫المريض طريح الفراش ال يرى غير سريره األبيض وقارورة الدواء‪.‬‬

‫العيادة (زيارة المريض وعيادته)‪ :‬إذا كان السجين بحاجة لزيارة محبية من خلف‬ ‫‪-4‬‬

‫قضبان السجن‪ ,‬فإن المريض أكثر حاجة لزيارة محبية خلق قضبان المرض‪ ,‬خذ نفسك‬

‫واذهب ألحد المستشفيات الحكومية العامة قبل موعد الزيارة الرسمي المحدد‪ ,‬وانظر إلى حال‬

‫المرضى وموقفهم النفسي‪ ,‬والحظ حالتهم‪ ,‬ثم الحظ لهفتهم وأبصارهم الزائغة ترقب الزائرين‪,‬‬

‫ثم الحظ حالتهم أثناء الزيارة‪ ,‬والحظ المريض الذي قل زواره‪ ,‬أو لم يزره أحد‪ ,‬لقد الحظت‬

‫يضا لم يزره أحد أثناء الزيارة‪ ,‬وقد تكور في بطانيته بسريرة‪ ,‬وقد اشتدت عليه‬
‫شخصيًّا مر ً‬

‫‪743‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫صرخات األلم من المرض‪ ,‬راقب حال المرضى بعد انتهاء الزيارة وانصراف الزوار لترى‬

‫الفارق و ً‬
‫اضحا على الحالة النفسية للمرضى‪ .‬إن الزيارة دعم نفسي واجتماعي‪ ,‬وتأكيد‬

‫لالهتمام‪ ,‬وتجميع لألحبة‪ ,‬وخلق لجو طبيعي لأللفة‪ ,‬وإشعار بالتواصل االجتماعي والمشاركة‬

‫الوجدانية‪.‬‬

‫االهتمام بالمريض والسؤال عنه‪ :‬عندما يمرض الفرد ويطول مرضه يفقد االهتمام به‪,‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ويقل السؤال عنه وعن حالته‪ ,‬ورغم أن البعض يدعي أو يتوهم المرض لجذب االهتمام‬

‫والرعاية إال أن المرض الحقيقي يكشف ألواًنا من إهمال المريض؛ لذا فالمريض بحاجة‬

‫لالهتمام واالهتمام الزائد والسؤال الملح؛ ليتحقق له تقبل مرضه‪.‬‬

‫عالما آخر‬
‫ً‬ ‫الدمج االجتماعي‪ :‬ما أن يطول مرض المريض إال وينظر إليه أنه دخل‬ ‫‪-6‬‬

‫يضا بمرض ُمفض إلى موت‪ ,‬فهم ال يشركونه‬


‫غير عالمنا االجتماعي‪ ,‬خاصة إذا كان مر ً‬
‫مواقفهم االجتماعية حتى التي تخصه شخصيًّا ولو من باب العلم‪ ,‬فكأنه قد أُخرج من إطار‬

‫طوعا أو كرًها‪ ,‬وهذا يشعر المريض أنه معزول اجتماعيًّا فتزداد‬


‫الجماعة‪ ,‬وينبغي أن ينعزل ً‬
‫لديه مشاعر اإلحساس بالوحدة النفسية واالجتماعية‪ ,‬وبعدم المرغوبية االجتماعية‪ ,‬وهذا يزيد‬

‫اعتالال نفسيًّا؛ لذا يصبح الدمج االجتماعي‬


‫ً‬ ‫من يأسه واكتئابه ويضيف إلى اعتالله البدني‬

‫الرضا النسبي للمريض‬


‫ً‬ ‫أمر حتميًّا؛ لتحقيق‬
‫حتى لحظة الموت لحظة االنفراد االجتماعي ًا‬

‫(خليل‪.)97-95 :1996 ,‬‬

‫بعض النماذج الرئيسية المفسرة لدور الدعم االجتماعي‬


‫‪ -‬نموذج األثر الرئيس للدعم‪:‬‬

‫هناك أثر عام مفيد للدعم االجتماعي على الصحة البدنية والنفسية يمكن أن يحدث؛ ألن‬

‫الشبكات االجتماعية الكبيرة يمكن أن تزود األشخاص بخبرات إيجابية منتظمة ومجموعة من‬

‫األدوار التي تتلقى مكافأة من المجتمع‪ ,‬وهذا النوع من الدعم يمكن أن يرتبط مع السعادة‪ ,‬حيث‬

‫إنه يوفر حالة إيجابية من الوجدان وإحساسا باالستقرار في مواقف الحياة‪ ,‬واالعتراف بأهمية‬

‫الذات‪ .‬كذلك فإن التكامل في الشبكة االجتماعية يمكن أن يساعد أيضا في تجنب الخبرات‬

‫السالبة‪ ,‬والتي كان من الممكن بدون وجود مساندة أن تزيد من احتمال حدوث االضطراب‬

‫‪744‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫النفسي أو البدني‪ .‬ويصور هذا النموذج للدعم من وجهة نظر سسيولوجية (علم االجتماع) على‬

‫أنه تفاعل اجتماعي منظم أو االنغماس في األدوار االجتماعية‪ ,‬أما من ناحية علم النفس‬

‫(المنظور السيكولوجي) فإنه ينظر للدعم على أنه تفاعل اجتماعي واندماج اجتماعي‪ ,‬ومكافأة‬

‫العالقات ومساندة الحالة‪ .‬وهذا النوع من الدعم الخاص بالشبكة االجتماعية يمكن أن يرتبط‬

‫بالصحة البدنية عن طريق آثار االنفعال على الهرمونات العصبية‪ ,‬أو وظائف جهاز المناعة‪ ,‬أو‬

‫عن طريق التأثير على أنماط السلوك المتصل بالصحة مثل تدخين السجائر‪ ,‬وتعاطي الخمور‬

‫أو البحث عن المساعدة الطبية‪ .‬وفي الصورة القصوى فإن نموذج األثر الرئيس يفترض أن زيادة‬

‫المساندة االجتماعية يؤدي إلى زيادة تحسن أو طيب الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬نموذج األثر الواقي (المخفف) من الضغط‪:‬‬

‫يفترض هذا النموذج أن الدعم يرتبط بالصحة فقط بشكل أساس لألشخاص الذين يقعون‬

‫تحت ضغط‪ ,‬ويعرف هذا بنموذج التخفيف أو الحماية‪ ,‬حيث ينظر إلى الدعم على أنه يعمل‬

‫على حماية األشخاص الذين يتعرضون لضغوط‪ ,‬من احتمال التأثير الضار لهذه الضغوط‪.‬‬

‫إن الدعم يقوم بدورين مختلفتين في هذا التتابع السببي الذي يربط بين الضغط والمرض‪:‬‬

‫النقطة األولى‪ :‬يمكن للدعم أن يتدخل بين الحادث الضاغط أو توقع هذا الحدث‪ ,‬وبين رد‬

‫فعل الضغط‪ ,‬حيث يقوم بتخفيف أو منع استجابة تقدير الضغط‪ ,‬بمعنى أن إدراك الشخص أن‬

‫اآلخرين يمكنهم أن يقدموا له الموارد واإلمكانات الالزمة‪ ,‬قد يجعله يعيد تقدير إمكانية وجود‬

‫ضرر نتيجة للموقف‪ ,‬أو تقوي لديه القدرة على التعامل مع المطالب التي يفرضها عليه الموقف‪,‬‬

‫ومن ثم فإن الفرد يقدر الموقف على أنه شديد الضغط‪.‬‬

‫النقطة الثانية‪ :‬قد يتدخل الدعم المناسب بين خبرة الضغط وظهور حالة مرضية‪ ,‬وذلك‬

‫عن طريق تقليل‪ ,‬أو استبعاد رد فعل الضغط للتأثير المباشر على العمليات الفسيولوجية‪ ,‬وقد‬

‫يزيل الدعم األثر المترتب على تقدير الضغط عن طريق تقديم حل للمشكلة‪ ,‬وذلك بالتخفيف أو‬

‫التهوين من األهمية التي يدركها الشخص لهذه المشكلة‪ ,‬حيث يحدث كبح للهرمونات العصبية‬

‫‪745‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫بحيث يصبح الشخص أقل استجابة للضغط المدرك أو عن طريق تيسير السلوكيات الصحيحة‬

‫(الشناوي‪ ,‬عبد الرحمن‪.)39-36 :1994 ,‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫‪ -‬دراسة وليامز‪ ,‬ار غرانت وآخرون (‪Williams, Grant R., MD & others ()2019‬‬

‫) بعنوان احتياجات الدعم االجتماعي غير الملباة بين كبار السن المصابين بالسرطان‪ ,‬هدفت‬

‫الدراسة إلى فحص احتياجات الدعم االجتماعي وال سيما االحتياجات غير الملباة بين كبار السن‬

‫مشاركا من أولئك المستفيدين من الرعاية الطبية‬


‫ً‬ ‫المصابين بالسرطان‪ ,‬وتمثلت العينة ب ‪1460‬‬

‫(أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين ≥‪ 65‬سنة) المصابين بالسرطان من جامعة مجتمع أالباما في‬

‫شبكة مجتمع السرطان في برمنغهام‪ .‬وتمثلت اإلدارة باستخدام نسخة معدلة من دراسة الدعم‬

‫االجتماعي لدراسة النتائج الطبية‪ .‬حيث حدد المؤلفون "الحاجة غير الملباة" من خالل إفادة‬

‫مشاركا؛ ‪ )٪67.5‬بأنهم‬
‫ً‬ ‫المشاركين‪ .‬وأظهرت النتائج أن ما يقرب من ثلثي المشاركين (‪986‬‬

‫يحتاجون على األقل إلى دعم اجتماعي واحد‪ ,‬مع مالحظة أعلى االحتياجات في المجاالت‬

‫الفرعية للدعم العاطفي (‪ )٪49.5‬والجسدي (‪ )٪47.4‬من هؤالء األفراد الذين يحتاجون إلى‬

‫دعم‪ ,‬وما يقرب من (‪ )٪45‬لديهم حاجة واحدة على األقل لم تتم تلبيتها‪ ,‬مع مالحظة أكبر‬

‫النسب المئوية في المجاالت الطبية (‪ )٪39‬والمعلوماتية (‪ .)٪36‬أظهرت التحليالت متعددة‬

‫المتغيرات أن المشاركين غير البيض‪ ,‬أو المطلقين أو من لم يتزوجوا مطلقا‪ ,‬أو الذين لديهم‬

‫عبء أعراض مرتفعة كانوا أكثر عرضة لتدني الدعم االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة طشطوش‪ ,‬ارمي عبﺪ الله (‪ )2015‬دراسة بعنوان الرضا عن الحياة والدعم‬

‫االجتماعي المدرك والعالقة بﻴنهما لدى عﻴنة من مريضات سرطان الثدي‪ :‬هدفت الدراسة إلى‬

‫الكشف عن مستوى الرضا عن الحياة ومستوى الدعم االجتماعي المدرك والعالقة بينهما لدى‬

‫مريضات سرطان الثدي‪ ,‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )۲۱۰‬مريضة من مريضات السرطان‬

‫المتلقيات للعالج في مركز الحسين للسرطان‪ .‬وأظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الدعم‬

‫تفعا‪ ,‬وأن هنالك فروًقا دالة إحصائية في‬


‫االجتماعي المدرك لدى مريضات سرطان الثدي كان مر ً‬

‫‪746‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫تبعا لمتغير مدة اإلصابة بالمرض‪ ,‬بينما لم يكن هنالك فروق‬


‫مستوى الدعم االجتماعي المدرك ً‬

‫دالة إحصائية في مستوى الدعم االجتماعي المدرك ت ً‬


‫بعا لمتغيرات ‪ :‬العمر‪ ,‬والحالة االجتماعية‪,‬‬

‫ومستوى التعليم‪ ,‬ومرحلة العالج‪ .‬كما أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة ارتباطية إيجابية دالة‬

‫إحصائية بين مستوى الرضا عن الحياة ومستوى الدعم االجتماعي لدى مريضات سرطان الثدي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة خمسية‪ ,‬قنون (‪ )2013‬بعنوان االستجابات المناعية وعالقتها بالدعم االجتماعي‬

‫المدرك والرضا عن الحياة لدى مرضى السرطان‪ ,‬هدفت الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العالقة‬

‫القائمة بين االستجابة المناعية (الغلوبيلينات المناعية ‪ )IgM ,IgG ,IgA‬ومتغيري الدعم‬

‫االجتماعي المدرك والرضا عن الحياة لدى مرضى السرطان‪ .‬والدراسة وصفية ارتباطية‪ ,‬اعتمدت‬

‫يضا بالسرطان‪ ,‬وذلك بالمستشفى الجامعي ومركز‬


‫على عينة عرضية تكونت من (‪ )60‬مر ً‬
‫مكافحة السرطان بباتنة‪ ,‬من خالل أداة االختبار لالستجابة المناعية واختبارين لقياس متغيري‬

‫الدعم االجتماعي المدرك والرضا عن الحياة‪ ,‬وتمت المعالجة اإلحصائية بنظام ‪,SPSS 20.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى وجود ارتباط بين متغير الدعم االجتماعي المدرك ومتغير الرضا عن‬

‫الحياة‪ ,‬وكذلك غياب الفروق حسب متغيري الجنس والحالة االجتماعية في درجة المتغيرات‬

‫الثالثة للدراسة‪ .‬والدعم االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة ارورا‪ ,‬نيراج و اخرون(‪ )Arora & others( )2007‬بعنوان المساعدة الملموسة‬

‫وتأثير الدعم االجتماعي المقدم من قبل العائلة واألصدقاء ومقدمي الرعاية الصحية للنساء‬

‫الالتي تم تشخيصهن حدﻴثا بسرطان الثدي‪ ،‬هدفت الدراسة إلى تقييم مدى فائدة الدعم‬

‫المعلوماتي والعاطفي ودعم اتخاذ القرار الذي تلقته النساء الالتي تم تشخيصهن حديثا بسرطان‬

‫الثدي من أسرهن وأصدقائهن ومقدمي الرعاية الصحية‪ ,‬وتم جمع البيانات في نقطتين زمنيتين‬

‫من خالل مسح المرضى شهرين كخط أساس‪ ,‬والمتابعة أشهر بعد خط األساس‪ ,‬وقد أظهرت‬

‫النتائج قوة ارتباط الدعم العاطفي والمعلوماتي بعد أشهر من المتابعة بشكل كبير على جودة‬

‫الحياة المتعلقة بصحة المرضى والكفاءة الذاتية‪ .‬كما أظهرت أن المريضات تلقين الكثير من‬

‫‪747‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫الدعم خالل الفترة القريبة من التشخيص ولكن انخفض بشكل ملحوظ بعد مرور الوقت على‬

‫التشخيص خالل السنة األولى نفسها‪.‬‬

‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬


‫‪ -‬نوع الدراسة ومنهجها‪:‬‬

‫في ضوء ﺃهﺩﺍﻑ ﺍلﺩﺭﺍسة ﺍلﺭﺍهنة فإن نوع ﺍلﺩﺭﺍسة وصفي‪ ,‬والدراسة الوصفية تهدف إلى‬

‫ﻭصﻑ ﺍلﻅاهﺭﺓ محل ﺍلﺩﺭﺍسة ﻭتشخيصها ﻭﺇلقاء ﺍلضﻭء على مختلﻑ جﻭﺍنبها‪ ,‬ﻭجمع ﺍلبياناﺕ‬

‫ﺍلالﺯمة عنها مع فهمها‪ ,‬ﻭتحليلها مﻥ ﺃجل ﺍلﻭصﻭل ﺇلى ﺍلمباﺩﺉ ﻭﺍلقﻭﺍنيﻥ ﺍلمتصلة بﻅﻭﺍهﺭ‬

‫ﺍلحياﺓ‪ ,‬ﻭﺍلعملياﺕ ﺍالجتماعية ﺍألساسية ﻭﺍلتصﺭفاﺕ ﺍإلنسانية (شفيق‪ ,)93 :1998 ,‬بالتالي‬

‫تصف هذه الدراسة كيفية الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لدى المريضات المصابات‬

‫بالسرطان‪ .‬واعتمدت الدراسة الحالية على منهج المسح االجتماعي ويقصد به تلﻙ ﺍلﻁﺭﻕ ﻭ‬

‫ﺍألساليﺏ ﺍلتي تستعيﻥ بها فﺭﻭﻉ ﺍلعلﻡ ﺍلمختلفة في عملية جمع ﺍلبياناﺕ ﻭاكتساب ﺍلمعﺭفة مﻥ‬

‫ﺍلميﺩﺍﻥ (الجوهري‪.)182 :1982 ,‬‬

‫‪ -‬مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬

‫يعرف مجتمع الدراسة أنه بمثابة وحدات محددة من العناصر الموجودة في المجتمع‬

‫تحديدا دقيًقا يقوم بتصميم طريقة‬


‫ً‬ ‫يستهدفهم الباحث بالدراسة‪ ,‬وبعد أن يتم تحديد مجتمع الدراسة‬

‫اختيار العينة المراد سحبها (نوري‪ .)286 :2014 ,‬ويتمثل مجتمع ﺍلﺩﺭﺍسة ﺍلحالية‪ ,‬في ﺍلنساء‬

‫السعوديات ﺍلمصاباﺕ بالسرطان الالتي يتلقين العالج بمركز األورام التابع لمدينة الملك عبد هللا‬

‫الطبية بمكة المكرمة‪.‬‬

‫وتتحدد وحدة المعاينة في هذه الدراسة على المرأة المصابة بالسرطان وتتلقى العالج في‬

‫مركز األورام التابع لمدينة الملك عبد هللا الطبية‪ ,‬وتم االعتماد على طريقة المسح الشامل‬

‫لمجتمع البحث‪ ,‬وتم اختيار أفراد العينة من المراجعات في العيادات الخارجية بمركز األورام‬

‫التابع لمدينة الملك عبد هللا الطبية بمكة المكرمة‪ ,‬وكان حجم أفراد العينة (‪ )191‬مريضة مصابة‬

‫بالسرطان‪.‬‬

‫‪748‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪ -‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫اعتمدت الدراسة على استبانة الدعم االجتماعي في جمع البيانات‪ ,‬والتي تم تصميمها من قبل‬

‫الباحثة بالرجوع إلى الدراسات واألدبيات السابقة ذات العالقة بالدراسة الحالية‪.‬‬

‫وتتمثل استبانة الدراسة الحالية بالمحاور التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬البيانات األولية‪ ،‬وتتمثل في (الحالة االجتماعية‪ ,‬نوع العالج‪ ,‬تكرار اإلصابة بالمرض)‪.‬‬

‫‪ -2‬الدعم االجتماعي‪ ،‬ويهدف إلى قياس بعد الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء‬

‫‪ -‬وتمت االستجابة لجميع مواقف االستبانة من خالل مقياس متدرج من ثالث نقاط‬

‫كالتالي‪( :‬دائما‪ ,‬أحيانا‪ ,‬إطالقا)‪.‬‬

‫الصدق والثبات ألدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫‪ -‬الصدق‪:‬‬

‫‪ -1‬تم عرض استبانة الدعم االجتماعي بصورتهما األولية على مجموعة من المحكمين‬

‫األكاديميين من أعضاء هيئة التدريس ومن ذوي الخبرة واالختصاص في مجال علم‬

‫االجتماع والخدمة االجتماعية وعلم النفس؛ لالستفادة من آرائهم حول دقة وصحة محتوى‬

‫األداة من حيث درجة انتماء الفقرة للمصدر الذي تتبع له‪ ,‬ووضوح الفقرات‪ ,‬والصياغة‬

‫مناسبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اللغوية ومناسبتها لقياس ما وضعت ألجله‪ ,‬وإضافة أو تعديل أو حذف ما يرونه‬

‫وبعد ذلك تم تصميم الشكل النهائي الستبانة الدعم االجتماعي بناء على التعديالت‬

‫السابقة‪.‬‬

‫‪ -2‬والتحقق من صدق االتساق الداخلي الستبانة الدعم االجتماعي يكون من خالل حساب‬

‫معامل االرتباط بين كل درجة وعبارة من العبارات الفرعية المكونة لالستبانة ومجموع‬

‫درجات القيمة على استبانة الدعم االجتماعي‪.‬‬

‫‪749‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪ -3‬جدول (‪ :)1‬لقياس ارتباط العبارات المكونة الستبانة الدعم االجتماعي لمريضات‬

‫السرطان ومتوسطة العام‬

‫االرتباط باستبانة الدعم االجتماعي لمريضات السرطان‬


‫الداللة اإلحصائية عند‬ ‫‪ -4‬العبارات المكونة لالستبانة‬
‫معامل ارتباط بيرسون‬
‫مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫من‬ ‫العاطفية‬ ‫المساعدة‬ ‫على‬ ‫أحصل‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.587‬‬
‫أصدقائي‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.506‬‬ ‫أستطيع أن أعبر عن همومي مع أصدقائي‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.558‬‬ ‫يمنحني أصدقائي الدعم المعنوي الذي أحتاجه‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.562‬‬ ‫أصدقائي يسعون لمساعدتي ً‬
‫ماديا‪.‬‬
‫يمكنني االعتماد على أصدقائي عندما تسوء‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.559‬‬
‫األمور‪.‬‬
‫يزورني األصدقاء لالطمئنان على حالتي‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.566‬‬
‫الصحية‪.‬‬

‫نستنتج من جدول (‪ )1‬الخاص بقياس ارتباط العبارات المكونة الستبانة الدعم االجتماعي‬

‫معنويا بالمتوسط العام‬


‫ًّ‬ ‫طا‬
‫لمريضات السرطان ومتوسطه العام أن كافة العبارات ترتبط ارتبا ً‬
‫لالستبانة‪ ,‬حيث إن كافة الدالالت اإلحصائية أقل من مستوى المعنوية ‪.0.05‬‬

‫‪ -‬الثبات‪:‬‬

‫تم تطبيق استبانة الدعم االجتماعي مرتين على عينة من النساء المصابات بالسرطان من‬

‫خارج الدراسة الحالية‪ ,‬وذلك من خالل طريقة إعادة االختبار‪ ,‬على أن تكون المدة الزمنية‬

‫التي تفصل بين التطبيقين هو أسبوعين فقط‪ .‬وبعد حساب معامل االرتباط بين درجات‬

‫التطبيقين في المرتين سوف ينظر إلى معامل ثبات االستبانة باستخدام معامل ارتباط‬

‫بيرسون وحساب الدرجة الناتجة عن هذه الطريقة‪.‬‬

‫‪ -‬متغيرات الدراسة‪:‬‬

‫اشتملت الدراسة على المتغيرات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬المتغيرات المستقلة وتشمل‪( :‬الحالة االجتماعية‪ ,‬نوع العالج‪ ,‬تكرار اإلصابة بالمرض)‬

‫‪750‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪ -‬المتغير التابع الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات السرطان‪.‬‬

‫‪ -‬أساليب المعالجة اإلحصائية‪:‬‬


‫أجريت المعالجة اإلحصائية وتحليلها باستخدام برنامج الرزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية‬
‫)‪ (SPSS‬وقد تم استعمال المعامالت التالية في تحليل بيانات البحث وهي‪:‬‬
‫‪ ‬التك اررات والنسب المئوية‪.‬‬

‫‪ ‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية‪.‬‬

‫‪ ‬تحليل تباين (أنوفا) لمعرفة الفروق المعنوية بين المتوسطات واختبار (شيفيه) البعدي‬

‫لتحديد مواطن الفروق‪.‬‬

‫‪ ‬مقايس (ليكرت الثالثي) لقياس اتجاهات اآلراء وفق الترتيب الموضح بالجدول‪:‬‬

‫اتجاه الرأي‬ ‫المتوسط‬


‫منخفض‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪1.66‬‬
‫متوسط‬ ‫من ‪ 1.67‬إلى ‪2.33‬‬
‫مرتفع‬ ‫من ‪ 2.34‬إلى ‪3‬‬

‫نتائج الدراسة‬
‫‪ .1‬اإلحصاء الوصفي لعينة الدراسة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬توزيع مفردات الدراسة حسب احلالة االجتماعية‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫العبارة‬ ‫رقم‬
‫‪17.3‬‬ ‫‪33‬‬ ‫عزباء‬ ‫‪1‬‬
‫‪62.8‬‬ ‫‪120‬‬ ‫متزوجة‬ ‫‪2‬‬
‫‪15.7‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مطلقة‬ ‫‪3‬‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أرملة‬ ‫‪4‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪191‬‬ ‫مجموع‬

‫‪751‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫يتضح ححا مح ححس اقح ححد ب السح ححادا افح ححا دتوزيح ححع ا فح ححردات ح ححا للحالح ححة االجتماعي ح ححة أن اعل ح ح نسح ححغت دل ح ح‬
‫‪ %62.8‬للمتز جح ح ح ح ححات‪ ،‬أن ‪ %17.3‬مح ح ح ح ححس ال َعح ح ح ح ححز ات‪ ،‬دينمح ح ح ح ححا ‪ %15.7‬مح ح ح ح ححن س مطل ح ح ح ح ححات نسح ح ح ح ححغة‬
‫‪ %4.2‬مس األرامل‪.‬‬ ‫دسيطة دل‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬توزيع مفردات الدراسة حسب نوع العالج‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫العبارة‬ ‫رقم‬
‫‪30.4‬‬ ‫‪58‬‬ ‫جراحي‬ ‫‪1‬‬
‫‪45.5‬‬ ‫‪87‬‬ ‫إشعاعي‬ ‫‪2‬‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫كيميائي‬ ‫‪3‬‬
‫‪20.4‬‬ ‫‪39‬‬ ‫هرموني‬ ‫‪4‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪191‬‬ ‫مجموع‬
‫يتض ح ح ححا م ح ح ححس اق ح ح ححد ب الس ح ح ححادا اف ح ح ححا دتوزي ح ح ححع ا ف ح ح ححردات حس ح ح ححب ن ح ح ححوع الع ح ح ححالج ن ‪ %45.5‬م ح ح ححس‬
‫مفح ح ححردات العينح ح ححة نح ح ححوع العح ح ححالج ا سح ح ححت د ح ح ححس ح ح ححعاع ‪ %30.4 ،‬جراح ح ح ح ‪ %20.5 ،‬هرمح ح ححو ‪،‬‬
‫دينما ‪ %3.7‬ط من س كان نوع عالج س كيمائ ‪.‬‬

‫جدول (‪ :)4‬تكرار اإلصابة بالمرض‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫العبارة‬ ‫رقم‬
‫‪77.0‬‬ ‫‪147‬‬ ‫مرة واحدة‬ ‫‪1‬‬
‫‪15.2‬‬ ‫‪29‬‬ ‫مرتين‬ ‫‪2‬‬
‫‪7.9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ثالث مرات‬ ‫‪3‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪191‬‬ ‫مجموع‬

‫يتضح من الجدول (‪ )4‬والخاص بتوزيع المفردات حسب تكرار اإلصابة بالمرض بأن غالبية‬

‫مفردات العينة أصبن بالمرض لمرة واحدة بنسبة بلغت ‪ ,%77‬بينما مفردات العينة األقل كانت‬

‫لمن أصبن بالمرض ثالث مرات بنسبة ‪.%7.9‬‬

‫‪752‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪-2‬النتائج الخاصة باإلجابة على تساؤالت الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات السرطان‪:‬‬

‫جدول (‪ :)5‬ﻴوضح الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات السرطان‬

‫المتوسط االنحراف‬ ‫دائما‬


‫ً‬ ‫أحياًنا‬ ‫إطالقا‬
‫النسبة‬ ‫المعيار‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫يمنحني أصدقائي الدعم‬
‫‪82%‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫‪54.5 104 37.7 72‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪15‬‬
‫المعنوي الذي أحتاجه‪.‬‬
‫أستطيع أن أعبر عن‬
‫‪78%‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪46.6‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪41.9 80‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22‬‬
‫همومي مع أصدقائي‪.‬‬
‫ﻴزورني األصدقاء‬
‫‪74%‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪2.23‬‬ ‫‪41.9‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪39.3 75‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪36‬‬ ‫لالطمئنان على حالتي‬
‫الصحية‪.‬‬
‫عندما أشعر بالضيق‬
‫‪73%‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫‪41.4‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪35.1 67‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪45‬‬ ‫أتصل بصدﻴق قريب‬
‫مني‪.‬‬
‫يمكنني االعتماد على‬
‫‪69%‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2.06‬‬ ‫‪35.1‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪35.6 68‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪56‬‬ ‫أصدقائي عندما تسوء‬
‫األمور‪.‬‬
‫أصدقائي يسعون‬
‫‪62%‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪1.86‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪33.5 64‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪77‬‬
‫ماديا‪.‬‬
‫لمساعدتي ً‬
‫‪73%‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء بشكل عام‬

‫يشير الجدول (‪ )5‬الخاص بالدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات السرطان أن‬

‫مستوى دعم األصدقاء(متوسط) بنسبة بلغت ‪ ,%73‬وتتفق هذه النتيجة مع دراسة ارورا‪ ,‬نيراج‬

‫(‪ )2007( )Arora & others‬في وجود اختالفات بسيطة في النسبة‪ ,‬حيث‬ ‫كي وآخرون‬

‫بلغت نسبة الدعم العاطفي من األصدقاء بالدراسة ‪ ,%80‬وقد تم ترتيب معايير دعم األصدقاء‬

‫من المتوسط الحسابي األعلى إلى األقل‪ .‬وكانت العبارة صاحبة أعلى متوسط "يمنحني أصدقائي‬

‫الدعم المعنوي الذي أحتاجه" بنسبة بلغت ‪ ,%82‬والعبارة التي لها أقل متوسط "أصدقائي يسعون‬

‫لمساعدتي ماديًّا" بنسبة بلغت ‪.%62‬‬

‫‪753‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫فعن عبدهللا بن عمرو رضي هللا عنه فال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬خير‬

‫األصحاب عند هللا خيرهم لصاحبه‪ ,‬وخير الجيران عند هللا خيرهم لجاره" رواه األلباني‪ .‬على الرغم‬

‫من عدم وجود صلة أو قرابة بالصديق إال أنه قد يكون األقرب للقلب ومعه يشعر المرء‬

‫باالطمئنان و األنس‪ ,‬لذا فإن األصدقاء األخيار هم من نجدهم داعمين و واقفين جنباً إلى جنب‬

‫مع أصدقائهم في األزمات‪ ,‬و أشارت نتائج الدراسة الحالية عن وجود مستوى متوسط للدعم‬

‫االجتماعي المقدم لمريضات السرطان من قبل صديقاتهن‪ ,‬وكان المرجوا أن يكون مستوى الدعم‬

‫أفضل من ذلك ولكن لعل السبب في ذلك يعود لنوعية األصدقاء أو ربما انقطاع مريضة‬

‫السرطان عن التواصل مع صديقاتها بسبب المرض أو غير ذلك‪.‬‬

‫إحصائيا في مستوى الدعم االجتماعي المقدم من األصدقاء لمريضات‬


‫ًّ‬ ‫‪-‬الفروق الدالة‬
‫تبعا للمتغيرات الخاصة بالمريضة‪.‬‬
‫السرطان ً‬
‫جدول (‪ :)6‬ﻴوضح نتائج اختبار تحليل التباﻴن األنوفا لدراسة الفروق بين مستوى الدعم‬
‫تبعا للمتغيرات الخاصة بالمريضة واختبار شيفيه‬
‫االجتماعي المقدم من األصدقاء(المتوسطات) ً‬
‫البعدي للكشف عن مواطن الفروق‬
‫مستوى الدعم االجتماعي لمريضات السرطان‬
‫فئات المتغير‬ ‫المتغيرات الخاصة‬
‫الداللة اإلحصائية ألنوفا‬ ‫المتوسط‬
‫‪2.25‬‬ ‫عزباء‬
‫‪2.27‬‬ ‫متزوجة‬
‫‪0.883‬‬ ‫الحالة االجتماعية‬
‫‪2.32‬‬ ‫مطلقة‬
‫‪2.25‬‬ ‫أرملة‬
‫‪2.32‬‬ ‫جراحي‬
‫‪2.30‬‬ ‫إشعاعي‬ ‫نوع العالج‬
‫‪*0.047‬‬
‫‪*2.02‬‬ ‫كيميائي‬
‫‪2.19‬‬ ‫هرموني‬
‫‪2.26‬‬ ‫مرة واحدة‬
‫‪0.732‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫مرتين‬ ‫تكرار اإلصابة بالمرض‬
‫‪2.28‬‬ ‫ثالث مرات‬

‫* القيمة دالة إحصائيًّا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬

‫‪754‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫يشير الجدول (‪ )6‬اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬ال توجد فروق دالة إحصائيًّا بين مستويات الدعم االجتماعي تعزى لكل من المتغيرات (الحالة‬

‫االجتماعية ‪ ,‬تكرار اإلصابة بالمرض) وتتوافق هذه النتيجة مع دراسة طشطوش‪ ,‬ارمي عبﺪ‬

‫الله (‪ )2015‬ودراسة خمسية‪ ,‬قنون (‪ )2013‬من ناحية الحالة االجتماعية‪ .‬بينما تختلف مع‬

‫دراسة وليامز‪ ,‬ار غرانت وآخرون (‪ )2019‬من ناحية متغير الحالة االجتماعية حيث أظهرت‬

‫نتائجها أن المشاركين المطلقين أو لم يتزوجوا مطلًقا كانوا أكثر عرضة لتدني الدعم‬

‫االجتماعي‪ .‬ويمكن تفسير هذه النتيجة بأنه بغض النظر سواء أكانت مريضة السرطان‬

‫متزوجة أم عازبة أم مطلقة أم أرملة جميعهن بحاجة إلى الدعم االجتماعي على حد سواء‪,‬‬

‫فالمرأة بكل أوضاعها بحاجة ماسة لدعم األصدقاء‪ .‬وكذلك فيما يخص متغير تكرار اإلصابة‬

‫بالمرض‪ ,‬فالمريضة التي قد أصيب أحد والديها أو أقاربها أو لم يصب أحد منهم‪ ,‬وكذلك‬

‫المريضة التي أصابها المرض لمرة واحدة أو مرتين أو ثالث مرات جميعهن يقاسين نفس‬

‫األلم والمعاناة‪ ,‬فهي بال استثناء بحاجة ماسة للحصول على الدعم االجتماعي للتخفيف من‬

‫شعور الخوف والتوتر والتعب الجسدي الناتج عن المرض‪.‬‬

‫‪ ‬توجد فروق دالة إحصائيًّا بين مستويات الدعم االجتماعي تعزى للمتغيرات (نوع العالج)‬

‫وتتوافق هذه النتيجة مع دراسة طشطوش‪ ,‬ارمي عبد الله (‪ )2015‬من ناحية متغير نوع‬

‫العالج الذي يناظره في الدراسة متغير مرحلة العالج‪ ,‬ونالحظ أن مستوى الدعم للمريضات‬

‫الالتي يخضعن للعالج الكيماوي أقل من نظيراتهن ممن يخضعن ألنواع العالج األخرى‪.‬‬

‫ويمكن تفسير نتيجة الدراسة فيما يخص حصول المريضات الالتي يخضعن للعالج الكيميائي‬

‫دعما اجتماعيًّا أقل من نظيراتهن فربما يعود لبعدها المتكرر عن المنزل وعن أسرتها‬
‫ً‬
‫والمحيطين بها؛ لتلقي العالج بشكل مستمر باإلضافة إلى قسوة العالج الكيميائي على‬

‫جسدها؛ لذا فهي تشعر بحاجتها للدعم االجتماعي بشكل أكبر‪.‬‬

‫‪755‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ ‬رفع مستوى وعي المجتمع بكيفية التعامل مع المصابات بالسرطان‪ ,‬واألساليب االجتماعية‬

‫المناسبة أثناء تقديم الدعم االجتماعي لهن‪ ,‬وذلك من خالل البرامج االجتماعية في القنوات‬

‫ووسائل التواصل‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة االهتمام بجودة الدعم االجتماعي من قبل المحيطين بالمريضة المصابة بالسرطان من‬

‫خالل فهم وتقبل ومشورة المريضة‪ ,‬بال إهمال أو مبالغة‪.‬‬

‫‪756‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫المراجع‬

‫إبراهيم‪,‬مرسي كمال (‪ )2000‬السعادة و تنمية الصحة النفسية‪ .‬الطبعة األولى‪.‬مصر‪ .‬دار‬

‫النشر للجامعات‪.‬‬

‫أبو عبيد‪,‬خلود زكي عبداللطيف (‪ .)2018‬فاعلية برنامج إرشادي جمعي في ضوء النظرية‬

‫االنتقائية في خفض مستوى قلق الموت و تحسين التوافق النفسي لدى عينة من مرضى‬

‫السرطان األردنيين‪ .‬رسالة دكتوراة‪ .‬جامعة العلوم اإلسالمية العالمية‪ .‬كلية الدراسات‬

‫العليا‪.‬االردن‪.‬‬

‫الجوهري‪ ,‬عبد الهادي (‪ .)1997‬أصول علم االجتماع‪ .‬مكتبة نهضة الشرق‪ .‬القاهرة‪ -‬مصر‪.‬‬

‫الحجاز ‪ ,‬بشير أبراهيم (‪ .)2007‬التوافق لدى مريضات سرطان الثدي بمحافظة غزة‬

‫وعالقته بمستوى االلتزام الدﻴني و متغيرات أخرى‪ .‬مجلة الجامعة اإلسالمية‪.‬المجلد ‪.1‬العدد ‪.1‬‬

‫خليل‪,‬محمد بيومي (‪ )1996‬المساندة النفسية واالجتماعية وادارة الحياة ومستوى األلم‬

‫المرضى بمرض مفضي إلى الموت‪ .‬مجلة علم النفس‪ .‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫لدى‬

‫للكتاب‪.‬‬

‫خميسة‪ ,‬قنون (‪ )2012‬االستجابة المناعية وعالقتها بالدعم االجتماعي المدرك والرضا‬

‫عن الحياة لدى مرضى السرطان‪ .‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ -‬جامعة الحاج لخضر‪-‬‬

‫باتنة‪ .‬أطروحة دكتوراه‪.‬‬

‫رشوان‪ ,‬عبدالمنصف حسن (‪ .)2006‬ممارسة الخدمة االجتماعية في رعاية الشباب‬

‫وقضاياهم‪ .‬االسكندرية‪ .‬المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬

‫‪757‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫الشناوي‪ ,‬محمد محروس‪ .‬عبدالرحمن‪ ,‬محمد السيد (‪ .)1994‬المساندة االجتماعية و‬

‫الصحة النفسية مراجعة نظرية و دراسات تطبيقية‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬مكتبة االنجلو المصرية‪.‬‬

‫شفيق‪ ,‬محمد (‪ .)1998‬البحث العلمي‪ ،‬الخطوات المنهجية إلعداد البحوث االجتماعية‪.‬‬

‫المكتب الجامعي الحديث‪ .‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫طشطوش‪ ,‬ارمي عبد الله (‪ )2015‬الرضا عﻦ الحﻴاة والدعﻢ االجتماعي المدرك والعالقة‬

‫بﻴنهما لدى عﻴنة مﻦ مرﻴضات سرﻃان الثدي‪ .‬المجلة األردنية في العلوم التربوية‪.‬‬

‫العدد ‪.4‬‬

‫عبدالحميد‪ ,‬سلوى محمد هاني (‪ .)2015‬المتغيرات النفسية واالجتماعية المؤثرة في‬

‫األمراض السرطانية ‪ :‬بحث تطبيقي في مركز العالج الكيميائي بمستشفى الدمرداش بمحافظة‬

‫القاهرة‪ .‬جامعة بغداد‪ -‬كلية االداب‪ .‬مجلة األداب‪.‬العدد ‪.112‬‬

‫العدرة‪ ,‬إبراهيم خليل(‪ .)2018‬مشكالت مرضى السرطان المراجعين لمستشفى الجامعة‬

‫األردنية‪:‬دراسة على عينة من المرضى‪ .‬جامعة مؤتة‪.‬المجلد‪.33‬العدد‪.4‬‬

‫عرفات‪ ,‬محمد عبدالمرضى (‪ .)2009‬السرطان واإلنسان‪ .‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬

‫القاهرة‪.‬‬

‫عنقاوي‪ ,‬حنان عبدهللا (‪ .)2015‬الدليل العلمي للتعامل مع مرضى السرطان‪ .‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫المركز الدولي للدراسات االستراتيجية و اإلعالم‪ .‬لبنان‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫فايد‪ ,‬علي حسين (‪ )1998‬الدور الدﻴنامي للمساندة االجتماعية في العالقة بين الضغوط‬

‫و األعراض االكتئابية ‪ .‬دراسات نفسية‪.‬مجلد‪. 8‬العدد ‪ .2‬رابطة األخصائيين النفسيين المصرية‪.‬‬

‫مكتبة االنحلو المصرية‪.‬‬

‫‪758‬‬
‫العدد الثاني والعشرون‬
‫ جامعة الفيوم‬- ‫مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية‬

.‫ تصميم البحوث في العلوم االجتماعية والسلوكية‬.)2014( ‫ محمد عثمان األمين‬,‫نوري‬

.‫ الطبعة الرابعة‬.‫ جدة‬.‫خوارزم العلمية للنشر والتوزيع‬

Arora, Neeraj K. &others (2007) ,Perceived helpfulness and impact


of social support provided by family, friends, and health care
providers to women newly diagnosed with breast cancer ,
Published online in Wiley Inter Science,16, 474–486.

Ross,Elizabeth. (1989).On Death and Dying: what the Dying Have to


Teach Doctors, Nurses & Clergy & Their Own Families,
Santiago,USA. Elizabeth Kubbler Foundation.

Williams, Grant R. (2019), Unmet Social Support Needs Among


Older Adults With Cancer, Published online in Wiley Online
Library, 1, 473.

759

You might also like