Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 168

‫األكاديمية الليبية للدراسات العليا فرع اجدابيا‬

‫مدرسة العلوم اإلنسانية‬


‫قسم علم االجتماع‬

‫دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في‬


‫تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا "دراسة ميدانية‬
‫على عينة من المواطنين في مدينة أوجلة "‬

‫إعداد الباحث‪:‬‬
‫منى إبراهيم نصر عبدالرحيم‬

‫إشراف‬
‫أ‪.‬د‪ .‬زينب محمد زهري‬
‫أستاذ– جامعة بنغازي‬

‫قدمت هذه الرسالة استكماالً لمتطلبات اإلجازة العالية (الماجستير) في علم االجتماع‬
‫بتاريخ‪2023/12/28 :‬م الموافق ‪ 15‬جمادى االَخرة ‪1445/‬‬

‫أ‌‬
Copyright © 2023. All rights reserved, no part of this project may be reproduced
in any form, electronic or mechanical, including photocopy, recording, scanning,
or any information, without the permission in writing from the author or the
Department of Sociology, Academy of Graduate Studies Ajdabiya

‫ ال يسمح أخذ أي معلومة من أي جزء من هذه الرسالة على هيئة نسخة‬،‫ محفوظة‬2023 ‫حقوق الطبع‬
‫إلكترونية أو ميكانيكية بطريقة التصوير أو التسجيل أو المسح من دون الحصول على إذن كتابي من‬
.‫المؤلف أو إدارة األكاديمية الليبية للدراسات العليا فرع اجدابيا‬

‫ب‬

‫االكاديمية الليبية للدراسات العليا فرع اجدابيا‬
‫مدرسة العلوم اإلنسانية‬
‫قسم علم االجتماع‬

‫دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا "دراسة‬
‫ميدانية على عينة من المواطنين في مدينة أوجلة "‬

‫إعداد الباحث‪:‬‬
‫منى إبراهيم نصر عبدالرحيم‬

‫الرسالة مجازة من قبل لجنة المناقشة‪:‬‬


‫الممتحن االول‪.................................. :‬‬ ‫‪ -1‬أ‪.‬د‪ .‬عبدالناصر عبدالعالي شماطة‬
‫أستاذ ‪ /‬جامعة بنغازي‪.‬‬
‫الممتحن الثاني‪................................. :‬‬ ‫‪ -2‬سالم محمد عبدالقادر‬
‫أستاذ مساعد ‪ /‬جامعة بنغازي‪.‬‬
‫المشرف‪........................................... :‬‬ ‫‪ -3‬أ‪.‬د‪ .‬زينب محمد زهري‬
‫أستاذ مساعد ‪ /‬جامعة بنغازي‪.‬‬

‫االعتماد‬
‫د‪ .‬محمود عبدالرازق الذرعاني‬ ‫د‪ .‬محمد سالم عبدالكريم اجبيل‬
‫وكيل الشؤون العلمية‬ ‫عميد مدرسة العلوم االدارية والمالية‬

‫د‪-‬علي محمد المهدي الفيتوري‬


‫رئيس االكاديمية الليبية فرع اجدابيا‬
‫تاريخ االعتماد‪2023 /12/28 :‬م‬

‫ج‌‬
‫اإلقرار‬
‫اقر انا‪ :‬منى إبراهيم نصرعبدالرحيم بأن ما اشتملت عليه هذه الرسالة انما هو جهدي الخاص باستثناء‬
‫ما تمت االشارة اليه حيثما ورد‪ ،‬وأن هذه الرسالة ككل أو أي جزء منها لم يقدم من قبل لنيل أي درجة‬
‫علمية‪ ،‬أو بحث علمي لدى اي مؤسسة تعليمية أو بحثية أخرى‪ ،‬ولألكاديمية حق توظيف الرسالة واالستفادة‬
‫منها مصدراً مرجعيا ً للمعلومات‪ ،‬ألغراض االطالع أو االعارة أو النشر بما ال يتعارض مع حقوق الملكية‬
‫الفكرية المقررة بالتشريعات النافذة‪.‬‬
‫التوقيع‪....................................... :‬‬
‫التاريخ‪2023 /12 /28 :‬م‬

‫د‌‬
‫بِسمِ اهللِ الرمحَنِ الرحيمِ‬

‫{وما تـوفيقـي إِلا بــالـلـه عـلَيه تــوكالت وإِلَـــــيه أُنـيـب }‬

‫سورة هود‬

‫اآلية (‪)88‬‬

‫ه‌‬
‫اإلهـداء‬

‫إلى عائلتي عرفانا ً بعطائهم وجميلهم‪ ،‬وإلى أستاذتي المشرفة الدكتورة زينب زهري‪ ,‬وإلى‬
‫كل من ساندني وقدم لي يد العون‪ ،‬أُهدي إليهم هذا الجهد المتواضع سائلة هللا العلي القدير أن ينفع‬
‫به‪.‬‬

‫منى ابراهيم نصر الصريمي‬

‫و‌‬
‫شــكـر وتقدير‬

‫أتقدم بالشكر أوالً وأخيراً إلى هللا سبحانه وتعالى على فضله وعونه ‪.‬‬

‫وأتقدم بجزيل الشكر والعرفان لألستاذة الدكتورة زينب محمد زهري إلشرافها على هذه الدراسة‬
‫وتشجعيها المتواصل ‪ ،‬وما قدمته لي من مالحظات وتوجيهات ساهمت في إنجاز هذه الدراسة‪ ،‬وال يسعني‬
‫إال أن أسجل ُ‬
‫شكري وتقديري إلى كل أساتذتي في علم االجتماع عامة وإلى جميع األساتذة الذين تفضلوا‬
‫بتحكيم استمارة الدراسة خاصة والذين لم يبخلوا بجهد أو نصيحة وكانوا مثاالً للتواضع وهم ‪ :‬الدكتور‬
‫لوجلى صالح الزوي‪ ،‬و الدكتور سامي عبدالكريم االزرق‪ ،‬والدكتور عمر أبو حرده‪ ،‬و الدكتورة فوزية‬
‫قناوي‪ ،‬و الدكتور سالم بو مريومه‪ ،‬والدكتور مختار إبراهيم‪ ،‬والشكر موصول إلى عميد بلدية أوجلة ‪:‬‬
‫األستاذ أحمد محمد عيسى بترون عضو المجلس البلدي‪ ،‬واألستاذ رضا عيسى عنوده عضو المجلس‬
‫البلدي‪ ،‬واألستاذة فضيلة صالح بترون‪ ،‬ورئيس منظمة الركب البيئية للسالمة و حماية البيئة األستاذ عوض‬
‫بترون‪ ،‬والمرشد السياحي والثقافي لمدينة أوجلة األستاذ عبدهللا بوقبول لما بذلوه من مجهود إلتمام هذه‬
‫الدراسة ‪.‬‬

‫ى‬
‫من ابراهيم نرص الرصيم‬

‫ز‌‬
‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضــــوع‬


‫أ‬ ‫حقوق الطبع‬
‫ب‬ ‫اآلية‬
‫ج‬ ‫اإلهداء‬
‫د‬ ‫الشكر والتقدير‬
‫هـ‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫ح‬ ‫فهرس الجداول‬
‫ي‬ ‫فهرس األشكال‬
‫ل‬ ‫مـلخـص الــدراســــة‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة الدراسة‬
‫‪.1‬الفصل األول‪ :‬اإلطارالعام للدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 1.1‬مشكلة الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 1.2‬أهمية الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫‪1.3‬أهداف الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫‪1.4‬تساؤالت الدراسة‬
‫‪8‬‬ ‫‪1.5‬مفاهيم الدراسة‬
‫‪11‬‬ ‫‪1.6‬متغيرات الدراسة‬
‫‪11‬‬ ‫‪1.7‬الدراسات السابقة‬
‫‪11‬‬ ‫‪1.7.1‬الدراسات العربية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 2.1.7‬الدراسات األجنبية‬
‫‪18‬‬ ‫‪1.7.3‬التعقيب على الدراسات السابقة‬
‫‪.2‬الفصل الثاني‪ :‬المسؤولية االجتماعية "من النظرية إلى التطبيق"‬
‫‪21‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪21‬‬ ‫‪ 2.1‬مفهوم المسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫ح‌‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 2.2‬مبادئ مسؤولية االجتماعية وأبعادها‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ 2.3‬نماذج دولية في المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 2.4‬أهداف المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 2.5‬عناصر المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪2.6‬أركان المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 2.7‬أنواع المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪2.8‬المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية والمواصفات العالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬الفصل الثالث‪ :‬النفط والتنمية المستدامة‬
‫‪44‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪44‬‬ ‫‪ 3.1‬ماهية النفط والصناعة النفطية‬
‫‪48‬‬ ‫‪3.2‬أثر الصناعة النفطية على البيئة‬
‫‪53‬‬ ‫‪3.3‬حماية البيئة والتنمية المستدامة في صناعة النفط‬
‫‪.4‬الفصل الرابع‪:‬التنمية النفطية وتأثير النفط على المواطنين في مدينة أوجلة‬

‫‪61‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪62‬‬ ‫‪4.1‬موقع مدينة أوجلة‬
‫‪62‬‬ ‫‪ 4.2‬السكان في مدينة أوجلة‬
‫‪62‬‬ ‫‪ 4.3‬تاريخ مدينة أوجلة‬
‫‪64‬‬ ‫‪ 4.4‬أهم المعالم األثرية في أوجلة‬
‫‪65‬‬ ‫‪ 4.5‬الحياة االقتصادية في أوجلة‬
‫‪66‬‬ ‫‪ 4.6‬الحياة الثقافية في أوجلة‬
‫‪67‬‬ ‫‪ 4.7‬التنمية النفطية وإعادة تنشيط البناء التقليدي في منطقة أوجلة‬
‫‪70‬‬ ‫‪ 4.8‬أثر النفط على مدينة أوجلة‬
‫‪70‬‬ ‫‪ 4.9‬معلومات حول منطقة أوجلة‬
‫‪ .5‬الفصل الخامس‪":‬اإلجراءات المنهجية وعرض البيانات وتحليلها"‬
‫‪76‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪76‬‬ ‫‪ 5.1‬نوع الدراسة ومنهجها‬
‫‪76‬‬ ‫‪ 5.2‬إجراءات المعاينة‬
‫‪77‬‬ ‫‪ 5.3‬مجاالت الدراسة‬

‫ط‬
‫‌‬
‫‪77‬‬ ‫‪ 5.4‬أدوات الدراسة‬
‫‪78‬‬ ‫‪ 5.5‬ثبات وصدق األدوات‬
‫‪87‬‬ ‫‪ 5.6‬الخصائص العامة لعينة الدراسة‬
‫‪ .6‬الفصل السادس‪:‬نتائج الدراسة "التحليل واإلجابة على التساؤالت"‬
‫‪98‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪98‬‬ ‫‪ 6.1‬التوصيف اإلحصائي لمحاور االستمارة‬
‫‪109‬‬ ‫‪ 6.2‬تحليل النتائج واإلجابة على تساؤالت الدراسة‬
‫‪123‬‬ ‫‪ 6.3‬ملخص نتائج الدراسة‬
‫‪124‬‬ ‫‪ 6.4‬توصيات الدراسة‬
‫‪125‬‬ ‫‪ 6.5‬صعوبات الدراسة‬
‫‪126‬‬ ‫المراجع‬
‫‪135‬‬ ‫المالحق‬
‫‪153‬‬ ‫ملخص الدراسة باللغة االنجليزية‬

‫ي‌‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫الجداول‬

‫‪78‬‬ ‫جدول (‪ )1-5‬بيان ثبات محاور استمارة االستبيان باستخدام معامل ألفا كرونباخ‬
‫‪79‬‬ ‫جدول (‪ )2-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات‬
‫النفط في تنميتها"‬
‫‪80‬‬ ‫جدول (‪ )3-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات‬
‫النفط في تنميتها"‬
‫‪81‬‬ ‫جدول (‪ )4-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات المياه ومسؤولية شركات‬
‫النفط في تنميتها"‬
‫‪81‬‬ ‫جدول (‪ )5-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات الكهرباء ومسؤولية‬
‫شركات النفط في تنميتها"‬
‫‪82‬‬ ‫جدول (‪ )6-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "االمكانيات االقتصادية ومسؤولية‬
‫شركات النفط في تنميتها"‬
‫‪83‬‬ ‫جدول (‪ )7-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "االمكانيات البيئية ومسؤولية‬
‫شركات النفط في تنميتها"‬
‫‪84‬‬ ‫جدول (‪ )8-5‬صدق االتساق الداخلي لمحور "االمكانيات الثقافية ومسؤولية‬
‫شركات النفط في تنميتها"‬
‫‪86‬‬ ‫جدول (‪ )9-5‬صدق االتساق الداخلي لمجل محاور استمارة االستبيان المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا‬
‫‪87‬‬ ‫جدول (‪ )10-5‬توزيع عينة الدراسة حسب النوع‬
‫‪88‬‬ ‫جدول (‪ )11-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية‬
‫‪89‬‬ ‫جدول (‪ )12-5‬توزيع عينة الدراسة حسب المؤهل التعليمي‬
‫‪90‬‬ ‫جدول (‪ )13-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الحالة االجتماعية‬
‫‪91‬‬ ‫جدول (‪ )14-5‬توزيع عينة الدراسة حسب جهة العمل‬
‫‪92‬‬ ‫جدول (‪ )15-5‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان جهة العمل‬
‫‪93‬‬ ‫جدول (‪ )16-5‬توزيع عينة الدراسة حسب بعد محطات النفط عنهم‬
‫‪94‬‬ ‫جدول (‪ )17-5‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان السكن‬
‫‪95‬‬ ‫جدول (‪ )18-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الخدمات الموجودة في مناطقهم‬
‫السكنية‬

‫ك‌‬
‫‪98‬‬ ‫جدول (‪ )1-6‬مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في أوجلة‬
‫‪100‬‬ ‫جدول (‪ )2-6‬مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في أوجلة‬
‫‪101‬‬ ‫جدول (‪ )3-6‬مسؤولية شركات النفط نحو توفير مياه الشرب‬
‫‪102‬‬ ‫جدول (‪ )4-6‬مسؤولية شركات النفط نحو توفير الكهرباء‬
‫‪103‬‬ ‫جدول (‪ )5-6‬مسؤولية شركات النفط نحو التنمية االقتصادية‬
‫‪105‬‬ ‫جدول (‪ )6-6‬مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في أوجلة‬
‫‪107‬‬ ‫جدول (‪ )7-6‬مسؤولية شركات النفط نحو التنمية الثقافية‬
‫‪110‬‬ ‫جدول (‪ )8-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور " مسؤولية شركات النفط نحو التعليم‬
‫في أوجلة"‬
‫‪111‬‬ ‫جدول (‪ )9-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو الصحة‬
‫في أوجلة"‬
‫‪113‬‬ ‫جدول (‪ )10-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور مسؤولية شركات النفط نحو مياه‬
‫الشرب في أوجلة‬
‫‪114‬‬ ‫جدول (‪ )11-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو‬
‫إمدادات الكهرباء في أوجلة"‬
‫‪115‬‬ ‫جدول (‪ )12-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو‬
‫التنمية االقتصادية في أوجلة"‬
‫‪117‬‬ ‫جدول (‪ )13-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو البيئة‬
‫في أوجلة"‬
‫‪120‬‬ ‫جدول (‪ )14-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو‬
‫التنمية الثقافية في أوجلة"‬

‫‌ل‬
‫فهرس األشكال‬

‫رقم‬ ‫الشكل‬
‫الصفحة‬
‫‪87‬‬ ‫شكل (‪ )1-5‬توزيع عينة الدراسة حسب النوع‬
‫‪88‬‬ ‫شكل (‪ )2-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية‬
‫‪89‬‬ ‫شكل (‪ )3-5‬توزيع عينة الدراسة حسب المؤهل التعليمي‬
‫‪90‬‬ ‫شكل (‪ ) 4-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الحالة االجتماعية‬
‫‪91‬‬ ‫شكل (‪ )5-5‬توزيع عينة الدراسة حسب جهة العمل‬
‫‪92‬‬ ‫شكل (‪ )6-5‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان جهة العمل‬
‫‪93‬‬ ‫شكل (‪ )7-5‬توزيع عينة الدراسة حسب بعد محطات النفط عنهم‬
‫‪94‬‬ ‫شكل (‪ )8-5‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان السكن‬
‫‪96‬‬ ‫شكل (‪ )9-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الخدمات الموجودة في مناطقهم السكنية‬

‫م‌‬
‫مـلخـص الــدراســــة‬

‫تهدف الدراسة إلى الكشف عن دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمع‬
‫الصحراوي في منطقة أوجلة‪ -‬ليبيا‪ ،‬وذلك عبر بيان مدى قيام شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة‬
‫بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المجتمع المحلي للمنطقة‪ ،‬ومدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية‬
‫تجاه البيئة وتوفير مياه الشرب وإمدادات الكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية بالمنطقة‪ ،‬وكذلك مدى‬
‫التزامها بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التنمية الثقافية واالقتصادية بمنطقة أوجلة‪.‬‬

‫وعلى ذلك استندت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي باستخدام المسح االجتماعي‪ ،‬وعليه تم‬
‫سحب عينة عمدية من سكان منطقة أوجلة‪ ،‬وذلك لعدم تمكن الباحثة من الوصول إلى كشف بأسماء سكان‬
‫منطقة أوجلة البالغ عددهم (‪ 14639‬نسمة) الختيار العينة عشوائيا ً منهم‪ ،‬ومن ثم تم سحب (‪ 375‬مفردة)‬
‫من المواطنين لتطبيق استمارة االستبيان عليهم‪ ،‬و(‪ 4‬مفردات) من المسؤولين في المنطقة إلجراء مقابلة‬
‫متعمقة معهم‪.‬‬

‫وبنا ًء على ذلك‪ ،‬خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها‪ :‬أن شركات النفط العاملة في منطقة‬
‫أوجلة لم تس هم في تنمية المجتمع الصحراوي للمنطقة‪ ،‬بل إنها ساهمت بشكل كبير في تردي نوعية حياة‬
‫السكان هناك نتيجة التلوث بكافة أشكاله وما نجم عنه من أمراض مزمنة وتلوث للمياه الجوفية والهواء‪،‬‬
‫كما كان مستوى التزام شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المجتمع المحلي‬
‫ضعيفا ً‪.‬‬

‫كما خلصت نتائج الدراسة إلى أن هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة‬
‫على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة‬
‫عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالعملية التعليمية في أوجلة‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي يحسب كذلك على محاور "مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في أوجلة"‪ ،‬و"مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو مياه الشرب في أوجلة"‪ ،‬و"مسؤولية شركات النفط نحو إمدادات الكهرباء في أوجلة"‪،‬‬
‫و"مسؤولية شركات النفط نحو التنمية االقتصادية في أوجلة"‪ ،‬و"مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في‬
‫أوجلة"‪ ،‬وأيضا ً محور "مسؤولية شركات النفط نحو التنمية الثقافية في أوجلة"‪ ،‬حيث ت ُمثل االتجاه العام في‬
‫عدم موافقة عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في القيام بمسؤوليتها االجتماعية في‬
‫منطقة أوجلة‪.‬‬

‫‌ل‬
‫مقدمة الدراسة‪:‬‬

‫يُعد مفهوم المسؤولية االجتماعية من المفهومات الحديثة التي ال يزال يكتنفها العديد من أوجه‬
‫الغموض‪ ،‬كما إنه ال يزال في طور التنظير في معظم بلدان العالم أكثر منه في مجال الممارسة أو التطبيق‪،‬‬
‫وبحسب ذلك شهدت الساحة الفكرية العديد من السجاالت حول هذا المفهوم وحول إمكانية وكيفية تطبيقه في‬
‫الواقع العملي‪ ،‬حيث تتدرج المواقف الفكرية بين المعارضة التامة للمفهوم وتطبيقه (خاصة في مجال‬
‫األعمال والشركات)‪ ،‬والتأييد المشروط للمفهوم‪ ،‬والتأييد التام له‪ ،‬خاصة في ظل تراجع الدولة عن القيام‬
‫بأدوارها االجتماعية‪.‬‬

‫جاء مفهوم المسؤولية االجتماعية إلى الساحة الفكرية الوطنية والدولية وإلى ساحة الممارسة‬
‫والتطبيق (في بعض الدول) نتاجا ً لما شهده المجال العام العالمي من نمو مفرط للرأسمالية والنيوليبرالية‪،‬‬
‫وما تبع ذلك من تراجع لدور الدولة على كافة المستويات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهو األمر الذي ترك‬
‫شرائح اجتماعية واسعة من الفقراء والمعوزين دون أي غطاء أو حماية‪ ،‬ما أدى إلى الزيادة المفرطة في‬
‫التفاوتات االقتصادية واالجتماعية التي يشهدها العالم اليوم (خصوصا ً في الدول النامية والفقيرة) وما ترتب‬
‫على ذلك من اتساع الهوة بين أغنياء العالم وفقرائه‪ ،‬كل ذلك دعى بعض المفكرين والساسة إلى محاولة‬
‫ردم الهوة التي تركتها الدولة بتراجعاتها الرعائية لهؤالء المعوزين عبر مفهوم المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫(غانم‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)113‬‬

‫وإجماالً يمكن النظر إلى العوامل االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي أدت إلى بروز مفهوم‬
‫المسؤولية االجتماعية في المجال العام العالمي على النحو التالي (األسرج‪ ،2015 ،‬صفحة ‪:)11‬‬

‫‪ .1‬العولمة‪ :‬فهي من أهم القوى الدافعة لتبني مفهوم المسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث فرضت سوق العولمة‬
‫مجموعة من التحديات جعلت من غير الممكن االستمرار على هذا النحو‪ ،‬األمر الذي دفع إلى صعود مفهوم‬
‫المسؤولية االجتماعية إلى الواجهة االجتماعية والسياسية كنوع من رأب الصدع الذي خلفته قوى السوق‬
‫الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ .2‬تزايد الضغوط الشعبية والحكومية‪ :‬حيث لجأت بعض الحكومات تحت الضغوط الشعبية وتزايد معدالت‬
‫الفقر إلى إصدار تشريعات تُنادي بضرورة حماية المستهلك والعاملين والبيئة والمجتمع المحلي‪.‬‬
‫‪ .3‬الكوارث والقضايا األخالقية‪ :‬حيث تعرضت الكثير من المنظمات االقتصادية العالمية لقضايا أخالقية‪ ،‬ما‬
‫جعلها تتكبد أمواالً طائلة كتعويضات للضحايا أو كخسائر جراء المنتجات المعابة‪ ،‬كما فرضت الكوارث‬
‫والجوائح سواء على المستوى الوطني أو العالمي (كما هو الحال في جائحة كورونا) ضرورة النظر إلى‬
‫أكثر الفئات االجتماعية المتضررة من أجل حمايتها ومد يد العون لها‪،‬‬
‫‪ .4‬التطورات التكنولوجية المتسارعة‪ :‬تلك التي صاحبتها تحديات عديدة لمنظمات األعمال فرضت عليها‬
‫ضرورة االلتزام بتطوير المنتجات‪ ،‬ورفع قدرات ومهارات العاملين‪ ،‬وضرورة االهتمام بالتغيرات في‬

‫‪1‬‬
‫أذواق المستهلكين وتنمية مهارات متخذي القرار‪ ،‬وذلك في ظل التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة‬
‫وزيادة االهتمام برأس المال البشري بدرجة أكبر من رأس المال المادي‪.‬‬

‫لقد قادت تلك المتغيرات مجتمعة إلى بروز ونمو االهتمام بمفهوم المسؤولية االجتماعية على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬أضف إلى ذلك إنه على المستوى الليبي قد فرضت الصراعات السياسية واالجتماعية‬
‫التي عصفت بالبالد منذ أحداث فبراير (‪ )2011‬تراجع أدوار الدولة جراء االنقسامات الداخلية‪ ،‬واألزمات‬
‫االقتصادية‪ ،‬والتدخالت الخارجية‪ ،‬وهو األمر الذي جعل كثير من الباحثين والمفكرين إلى محاولة إيجاد‬
‫بديل عن الدور الرعائي للدولة في المجتمع الليبي‪ ،‬ومن هنا بدأ التعاطي مع مفهوم المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات‪ ،‬وخصوصا ً للشركات النفطية‪ ،‬والتي تشكل مساهماتها في االقتصادي الليبي الشطر األكبر منه‪،‬‬
‫وبالتالي تعاظم إيراداتها من ناحية‪ ،‬وأيضا ً تعاظم دورها في اإلضرار بالبيئة المحيطة والمجتمعات المحلية‬
‫التي تحتضنها من ناحية أخرى‪ ،‬نتيجة الملوثات الناتجة عن نشاطاتها‪.‬‬

‫وبالتالي بات الحديث حول المسؤ ولية االجتماعية للمؤسسات النفطية في ليبيا يدور حول ضرورة‬
‫التزام المؤسسات والشركات النفطية العاملة في ليبيا بالمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة‬
‫للمجتمعات المحلية التي تعمل في كنفها‪ ،‬ومن ثم تعمل على تعزيز مستوى المعيشة ونوعية حياة المواطنين‬
‫بطريقة يمكن من خاللها خدمة االقتصاد والمجتمع في آن واحد‪ ،‬وبالتالي يجب أن تتحمل مسؤوليتها‬
‫االجتماعية في حل مشكالت التعليم والصحة والطاقة والبيئة والثقافة وغيرها من الخدمات العامة‪ ،‬فضالً‬
‫عن توظيف العمالة وتنمية الموارد البشرية في المجتمع‪.‬‬

‫وبناء على ذلك تأتي الدراسة الراهنة من أجل الكشف عن واقع المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫النفطية العاملة في منطقة أوجلة‪ -‬جنوب شرق ليبيا‪ ،‬وذلك من خالل التعرف على مدى القيام بمسؤوليتها‬
‫االجتماعية في مجاالت الصحة والتعليم وتوفير مياه الشرب والكهرباء‪ ،‬وكذلك الحفاظ على البيئة‪ ،‬والتنمية‬
‫الثقافية‪ ،‬فضالً عن التنمية االقتصادية‪ .‬وتأسيسا ً على ذلك جاءت الدراسة مقسمة إلى ستة فصول‪ ،‬حيث‬
‫يُعالج الفصل األول اإلطار النظري للدراسة متناوالً مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها وتساؤالتها‬
‫ومفاهيمها مع عرض نقدي لألدبيات‪.‬‬

‫ويُعالج الفصل الثاني قضية المسؤولية االجتماعية ومفهومها ومبادئها وأبعادها وأهدافها وأنواعها‪ ،‬ثم‬
‫نماذج من المسؤولية االجتماعية على المستوى الدولي‪ ،‬وفي األخير يُعالج الفصل المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات النفطية في عالقتها بالمواصفات القياسية العالمية‪ .‬ويتناول الفصل الثالث العالقة بين الصناعة‬
‫النفطية والتنمية المستدامة في المجتمعات الحديثة معالجا ً أثر الصناعات النفطية على البيئة وعالقة ذلك‬
‫بحمايتها وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬

‫ويتناول الفصل الرابع الوصف الجغرافي والبشري والتاريخي والثقافي لمنطقة أوجلة‪ ،‬ثم النفط‬
‫وآثره على البيئة والسكان في المنطقة‪ ،‬أما الفصل الخامس فيتناول اإلجراءات المنهجية التي اتبعتها‬

‫‪2‬‬
‫الدراسة في جمع المادة الميدانية وتحليلها‪ ،‬وينتهي الفصل بعرض للخصائص العامة لعينة الدراسة‪ .‬وفي‬
‫الفصل السادس يتم عرض نتائج الدراسة ومناقشتها وتحليلها وتفسيرها‪ ،‬ثم يختتم الفصل بعرض ملخص‬
‫نتائج الدراسة وأهم التوصيات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصــل األول‬

‫اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ 1.1‬مشكلة الدراسة‬

‫‪ 1.2‬أهمية الدراسة‬

‫‪ 1.3‬أهداف الدراسة‬

‫‪ 1.4‬تساؤالت الدراسة‬

‫‪ 1.5‬مفاهيم الدراسة‬

‫‪ 1.6‬متغريات الدراسة‬

‫‪ 1.7‬الدراسات السابقة‬

‫‪ 1.7.1‬الدراسات العربية‬

‫‪ 1.7.2‬الدراسات االجنبية‬

‫‪ 1.7.3‬التعقيب على الدراسات السابقة‬

‫‪4‬‬
‫تمهيد‬

‫تستند المسؤولية االجتماعية إلى التزام المؤسسات والمنظمات واألفراد بالمبادئ االجتماعية بشكل‬
‫طوعي ضمن إطار قانوني مرن يعتمد على الرقابة الذاتية وحوافز األداء‪ ،‬مع االستفادة من عدة أ ُطر‬
‫ومرجعيات كمبادئ حوكمة المؤسسات والمعايير الدولية والوطنية الموحدة‪ ،‬وهذا ينعكس بشكل إيجابي‬
‫على سمعة المؤسسة ويحسن من كفاءتها االقتصادية من خالل اكتسابها ألفضلية تنافسية مستمرة من ناحية‪،‬‬
‫ويحقق تنمية مستدامة في المجتمع المحلي المحيط بالمؤسسة والبيئة من ناحية أخرى‪ ،‬لكن هناك بعض‬
‫المؤسسات ال تلتزم بالمسؤولية االجتماعية بشكل طوعي‪ ،‬وهذا ما دفع ببعض التشريعات إلى إصدار‬
‫نصوص قانونية تجبر تلك المؤسسات على االلتزام بمسؤوليتها االجتماعية‪ ،‬وهو ما يضمن وجود الحد‬
‫األدنى من االلتزام بهذه المسؤولية‪ ،‬حيث تتالقى المسؤولية االجتماعية مع المسؤولية القانونية وفقا ً للقواعد‬
‫العامة التي تستند إلى الرادع والجزاء‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق تأتي الدراسة الراهنة لتحاول الكشف عن مدى التزام الشركات النفطية العاملة في‬
‫منطقة أوجلة بمسؤ وليتها االجتماعية اتجاه تنمية المجتمع المحلي للمنطقة والبيئة الطبيعية المحيطة‪ .‬وفي‬
‫هذا السياق يأتي عرض هذا الفصل لتحديد مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها وتساؤالتها والمفاهيم‬
‫المستخدمة‪ ،‬فضالً عن العترض النقدي للدراسات السابقة التي عالجت قضايا المسؤولية االجتماعية‬
‫ودورها في تنمية المجتمعات التي تعمل في كنفها‪.‬‬

‫‪ 1.1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫تعاني منطقة أوجلة الواقعة في جنوب شرق البالد البالغ عدد سكانها نحو ‪ 15‬ألف نسمة من أوضاع‬
‫بيئية واجتماعية واقتصادية سيئة‪ ،‬وصفها المسؤولون‪ ،‬الذين قابلتهم الباحثة أثناء دراستها‪ ،‬بالكارثية نتيجة‬
‫الغازات المنبعثة من استخراج النفط وحرق الغاز‪ ،‬وانتشار بحيرات الزيت في مساحات واسعة بالقرب من‬
‫المناطق السكنية‪ ،‬حيث أدى التلوث البيئي الناتج عن عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه في منطقة أوجلة‬
‫إلى انتشار العديد من األمراض كالسرطان وأ مراض الجهاز التنفسي واالضطرابات المعوية وحاالت العقم‬
‫واالجهاض وتشوهات األجنة بين المواطنين؛ نتيجة النبعاثات الغازات والمخلفات من شركات النفط‬
‫المجاورة وعدم التزامها بمعايير السالمة البيئية وتحمل مسؤوليتها االجتماعية والقانونية تجاه البيئة‪.‬‬

‫وانطالقا ً من مفهوم المسؤ ولية االجتماعية‪ ،‬تحاول الدراسة الراهنة استكشاف الدور االجتماعي الذي‬
‫لعبته الشركات النفطية العاملة في منطقة أوجلة ل خدمة المجتمع المحلي للمنطقة‪ ،‬وذلك بالنظر ليس فقط‬
‫ل الستفادة االقتصادية الكبيرة التي تحققها هذه الشركات جراء عمليات استخراج وإنتاج النفط من المنطقة‪،‬‬
‫ولكن أيضا ً بالنظر إلى كم الملوثات الكبير الناجم عن نشاطات هذه الشركات‪ ،‬والذي يضر بكل من البيئة‬
‫واإلنسان في هذه المناطق‪ ،‬وهو األمر الذي يجعل من البحث عن دور هذه المؤسسات في خدمة البيئة‬
‫عا بل وواجبًا‪.‬‬
‫والمجتمع المحلي الذي تعمل في كنفه أم ًرا مشرو ً‬
‫‪5‬‬
‫وبالنظر إلى مفهوم المسؤولية االجتماعية فإنه يُشير إلى أربعة مجاالت تطبيقية‪ ،‬وهي تلك التي‬
‫تطرق إليها كارول ‪ Carroll‬في هرم المسؤولية االجتماعية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬المسؤولية االقتصادية‪ :‬فالمؤسسة تمارس أنشطة لتحقيق الكفاءة والفاعلية‪ ،‬وتستغل الموارد بشكل‬
‫رشيد لتنتج سلعا ً وخدمات بجودة عالية‪ ،‬وبالتالي تحقق أرباحا ً نتيجة استيفاء المتطلبات‪ ،‬فضالً عن دعم‬
‫النشاطات االقتصادية بالمجتمعات المحيطة ومحاولة إدماجها في أنشطة المؤسسة‪ ،‬وهو ما يحقق‬
‫المسؤولية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬المسؤولية القانونية‪ :‬تتمثل في االلتزام بتطبيق واحترام القوانين والتشريعات الحاكمة للمجتمع في‬
‫االستثمار‪ ،‬البيئة‪ ،‬األجور‪ ،‬اشتراطات العمل والمنافسة ‪.....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .3‬المسؤولية األخالقية‪ :‬وتعني مراعات الجانب اإلنساني واألخالقي في كل القرارات المتخذة والتي من‬
‫الممكن أن ت ُلحق الضرر بالمجتمع أو أفراده‪.‬‬
‫‪ .4‬المسؤولية الخيرية‪ :‬وتشمل التبرعات والهبات والمساعدات االجتماعية والخيرية التي تخدم المجتمع‬
‫وأفراده المعوزين (األسدي‪ ،2019 ،‬صفحة ‪.)31‬‬

‫وعلى الرغم من النقاشات العديدة التي عالجت قضية المسؤولية االجتماعية للمؤسسات والشركات‬
‫ورجال األعمال وحتى للمنظمات الدولية‪ ،‬فال يزال هناك العديد من االختالفات بين المنظرين والباحثين‬
‫حول مفهوم المسؤ ولية االجتماعية‪ ،‬والحد الفاصل بين االلتزام األخالقي الطوعي لهذه المؤسسات‬
‫بالمسؤ ولية االجتماعية تجاه المجتمع التي تعمل في كنفه‪ ،‬وااللتزام اإلجباري الذي يفرضه القانون على تلك‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫وتأسيسا ً على ذلك تتمثل مشكلة الدراسة في اإلجابة على تساؤالت مفادها " إلى أي مدى تلتزم‬
‫الشركات النفطية العاملة في منطقة أوجلة بمسؤوليتها االجتماعية تجاه البيئة والمجتمع المحلي‬
‫للمنطقة؟ وكيف كان التزامها بمسؤوليتها االجتماعية في قضايا البيئة والمياه والكهرباء والصحة‬
‫والتعليم والثقافة والتنمية االقتصادية للمجتمع المحلي "؟‬

‫‪ 1.2‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تتمثل أهمية الدراسة في كل من األهمية العلمية واألهمية التطبيقية‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬األهمية النظرية للدراسة‪ :‬وتتمثل فيما يمكن أن تقدمه الدراسة للحقل العلمي الذي تتم في إطاره‪ ،‬وكذلك‬
‫لندرة الدراسات التي أُجريت حول قضية المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية خصوصا ً‪ ،‬وغياب‬
‫الدراسات التي عالجت المسؤ ولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية‪ ،‬فإن هذه‬
‫الدراسة يمكن أن تُشكل إضافة للمكتبة العربية عموما ً‪ ،‬والمكتبة الليبية خصوصا ً في هذا السياق‪ ،‬وهو ما‬
‫يمكن أن يساعد الباحثين والدارسين المهتمين بقضية المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية العاملة في‬
‫ليبيا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -2‬األهمية التطبيقية للدراسة‪ :‬وتتمثل فيما يمكن أن تقدمه نتائج الدراسة الراهنة للمجتمع الليبي عموما ً‬
‫ومجتمع منطقة أوجلة خصوصا ً‪ ،‬حيث يمكن لنتائج الدراسة أن تمثل دليل استرشادي لشركات النفط العاملة‬
‫في منطقة أوجلة من أجل االطالع على مسؤوليتها االجتماعية في الجوانب التي تهم المجتمع المحلي في‬
‫المنطقة كالصحة والتعليم والبيئة وتوفير فرص العمل والتنمية الثقافية واالقتصادية‪ ،‬والمساهمة في توفير‬
‫المياه الصالحة للشرب والكهرباء‪ ،‬كما أن نتائج الدراسة يمكن أن تكون دليل لصناع القرار للعمل‬
‫بالمسؤولية االجتماعية والبيئية للشركات النفطية في هذه المنطقة‪ ،‬ومن ثم إمكانية اتخاذ القرارات المناسبة‬
‫بشأنها‪.‬‬

‫‪ 1.3‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫تنطلق الدراسة من هدف رئيس مفاده‪" :‬الكشف عن دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية‬
‫في تنمية المجتمع الصحراوي في منطقة أوجلة"‪ ،‬وتتفرع منه عدد من األهداف على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف على مدى قيام شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة بمسؤوليتها االجتماعية تجاه‬
‫المجتمع المحلي للمنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬معرفة مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه البيئة بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .3‬الكشف عن مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المحافظة على توفير مياه‬
‫الشرب بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .4‬التعرف على مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه إمدادات الكهرباء بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .5‬الكشف عن مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه الصحة بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .6‬معرفة مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التعليم بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .7‬التعرف على مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التنمية الثقافية بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .8‬الكشف عن مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التنمية االقتصادية بالمنطقة‪.‬‬

‫‪ 1.4‬تساؤالت الدراسة‪:‬‬

‫وتنطلق هذه الدراسة من تساؤل رئيسي وهو "ما دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية‬
‫المجتمعات الصحراوية في ليبيا؟" وينبثق من هذا التساؤل مجموعة أسئلة فرعية وهي‪-:‬‬

‫‪ .1‬ما مدى قيام شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المجتمع المحلي‬
‫للمنطقة؟‬
‫‪ .2‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه البيئة بالمنطقة؟‬
‫‪ .3‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المحافظة على توفير مياه الشرب‬
‫بالمنطقة؟‬

‫‪7‬‬
‫‪ .4‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه إمدادات الكهرباء بالمنطقة؟‬
‫‪ .5‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه الصحة بالمنطقة؟‬
‫‪ .6‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التعليم بالمنطقة؟‬
‫‪ .7‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التنمية الثقافية بالمنطقة؟‬
‫‪ .8‬ما مدى التزام شركات النفط بمسؤوليتها االجتماعية تجاه التنمية االقتصادية بالمنطقة؟‬

‫‪ 1.5‬مفاهيم الدراسة‪:‬‬

‫تنطلق الدراسة من أربعة مفاهيم رئيسة وهي‪ :‬المسؤولية االجتماعية‪ ،‬التنمية‪ ،‬شركات النفط‪،‬‬
‫والمجتمع الصحراوي‪ ،‬ويمكن بيانها على النحو التالي‪:‬‬

‫(أ) ‪ -‬مفهوم المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫يُعرف مجلس العمل للتنمية المستدامة المسؤولية االجتماعية‪ :‬بأنها االلتزام الرسمي من جانب‬
‫مؤسسات األعمال بالتصرف األخالقي عبر المساهمة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية والعمل‬
‫على تحسين نوعية وظروف المعيشية للقوى العاملة وعائالتهم إضافة إلى المجتمع المحلي والمجتمع ككل‬
‫(الحسن‪ ،2005 ،‬صفحة ‪ .)100‬كما تُعرف المسؤولية االجتماعية للمؤسسات والشركات‪ :‬بأنها طريقة‬
‫عمل المؤسسة والتي من خاللها تدمج االهتمامات والقضايا االجتماعية والبيئة االقتصادية في اتخاذ القرار‬
‫وبناء استراتيجيات وسياسات وقيم وثقافة الشركة والعمليات واألنشطة داخلها بشفافية ومحاسبة (األحمدي‪،‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪.)642‬‬

‫وتتحدد المسؤولية االجتماعية للشركات ‪-‬أيضا ً‪ -‬من خالل الكتاب التاريخي لـ "هوارد ر‪ .‬بوين"‬
‫الموسوم بـ "المسؤوليات االجتماعية لرجل األعمال" الذي نُشر للمرة األولى في عام (‪ ،)1953‬وانطلق‬
‫عمل بوين من االعتقاد بأن المئات من أكبر األعمال التجارية في الواليات المتحدة كانت مراكز حيوية‬
‫للسلطة وصنع القرار وأن أعمال هذه الشركات أثرت على حياة المواطنين بطرق عديدة‪ .‬أما السؤال‬
‫الرئيسي الذي طرحه بوين والذي يستمر طرحه إلى اليوم هو "ما هي المسؤوليات تجاه المجتمع التي‬
‫يُتوقع من رجال األعمال تحملها؟" )‪.(Responsibility, 2013, p. 55‬‬

‫وفي عام (‪ )1979‬نشر كارول تعريف مكون من أربعة أجزاء متكاملة يحاول من خالله اإلجابة على‬
‫سؤال بوين‪ ،‬وفيه رأى أن المسؤولية االجتماعية للشركات كونها تتضمن االلتزامات االقتصادية والقانونية‬
‫واألخالقية والخيرية للشركات تجاه المجتمع وأفراده‪ ،‬فضالً عن البيئة والعاملين فيها في وقت معين‪،‬‬
‫وتخلق هذه المجموعة من المسؤوليات األربعة أساسا ً أو بنية أساسية تساعد على تحديد بعض التفاصيل‬
‫وتُأطر مسؤوليات الشركات تجاه المجتمع الذي تعد جزءاً منه (‪ ،2013 ،Responsibility‬صفحة ‪.)20‬‬

‫‪8‬‬
‫وفي سياق متصل‪ ،‬أعاد كارول صياغته للمفهوم السابق في شكل هرم المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات‪ ،‬وكان الغرض من الهرم هو تحديد الجانب التعريفي للمسؤولية االجتماعية للشركات‪ .‬وبحسب‬
‫ذلك‪ ،‬تم وضع المسؤولية االقتصادية كقاعدة للهرم؛ ألنه مطلب أساسي في األعمال التجارية‪ ،‬مثلما يجب‬
‫أن يكون أساس المبنى قويا ً لدعم الصرح بأكمله‪ ،‬يجب أن تكون الربحية المستدامة للشركات قوية لدعم‬
‫توقعات المجتمع من المؤسسات‪ ،‬في الوقت نفسه ينقل المجتمع رسالة إلى رجل األعمال مفادها أنه من‬
‫المتوقع أن يلتزم بالقانون ويمتثل للوائح؛ ألن القانون يمثل القواعد األساسية التي تعمل األعمال تحت‬
‫مظلتها في مجتمع مدني (‪ ،2013 ،Responsibility‬صفحة ‪.)34‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من المتوقع أن تعمل األعمال التجارية بطريقة أخالقية‪ ،‬وهذا يعني أن األعمال‬
‫التجارية لديها المسؤولية وااللتزام بأنها ستفعل ما هو صواب وعادل‪ ،‬وتُجنب أو تقلل الضرر لجميع‬
‫أصحاب المصلحة الذين تتعامل معهم‪ .‬وأخيراً يجب أن تساهم هذه األعمال بالموارد المالية والمادية والفنية‬
‫في المجتمعات التي ت ُعد جز ًءا منها‪ .‬باختصار‪ ،‬تم بناء الهرم بطريقة تعكس األدوار األساسية التي يلعبها‬
‫ويتوقع أن يلعبها أو يلزم أن يلعبها رجال األعمال والشركات في المجتمع (‪،2013 ،Responsibility‬‬
‫صفحة ‪.)64‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬يرى هرم المسؤولية االجتماعية للشركات أن الشركات عبر الوطنية (‪)TNCs‬‬
‫يمكن أن تستغل فرص ريادة األعمال المهملة مع التخفيف من حدة الفقر في الوقت نفسه من خالل خدمة‬
‫مليارات العمالء الذين يعيشون في فقر‪ ،‬وبالتالي هناك تأييد لفكرة أن الشركات عبر الوطنية المسؤولة‬
‫اجتماعيا ً يمكن أن تزيد من ربحيتها بينما تعود بالفائدة على فقراء العالم في نفس الوقت ‪(Valentine,‬‬
‫)‪ ،2013, p. 60‬وما يُقال عن الشركات عبر الوطنية ينسحب بالتبعية على الشركات الوطنية التي تعمل‬
‫في مجتمعاتها‪.‬‬

‫وعلى هدي هذه التعريفات‪ ،‬نطرح التعريف اإلجرائي التالي للمسؤولية االجتماعية في دراستنا‬
‫الحالية باعتبارها "الجهود الطوعية التي تقوم بها شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة لخدمة البيئة‬
‫والمجتمع المحلي"‪.‬‬

‫(ب) ‪ -‬مفهوم التنمية‪:‬‬

‫يُشير البنك الدولي إلى التنمية‪ :‬بأنها زيادة قابلة لالستمرار في مستويات المعيشة تشمل االستهالك‬
‫المادي والتعليم والصحة وحماية البيئة‪ ،‬وأن الهدف الشامل للتنمية هو احترام الحقوق االقتصادية والسياسية‬
‫والمدنية لكل األفراد‪ ،‬بغض النظر عن الجنس والفئات األثنية والعنصر واألديان والبلدان‪ .‬أما صندوق‬
‫النقد الدولي فيُعرف التنمية‪ :‬على أنها ارتفاع قابل لالستمرار في مستويات المعيشة‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫باإلصالحات االقتصادية والهيكلية أثناء تحويل االقتصاد إلى نظام السوق (محمود‪ ،2003 ،‬الصفحات ‪-79‬‬
‫‪.‬‬
‫‪)86‬‬

‫‪9‬‬
‫وقد عرفت هيئة األمم المتحدة التنمية‪ :‬على أنها العملية التي يمكن من خاللها توحيد جهود‬
‫المواطنين والحكومة لتحسين األحوال االقتصادية واالجتماعية والثقافية في المجتمعات المحلية‪،‬‬
‫ومساعدتهم على االندماج في حياة األمة والمساهمة في تقدمها بأقصى قدر ممكن (الطيب ‪ ،2020 ،‬صفحة‬
‫‪.)24‬‬

‫أما بالنسبة لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية (‪ )OECD‬فقد عرفت التنمية‪ :‬بأنها قائمة على‬
‫المشاركة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني‪ ،‬والبد من النظر إلى التنمية على أنها عملية واحدة‬
‫مبنية على اإلرادة السياسية والقدرات والمساندة العامة داخل كل دولة من الدول النامية يساندها الشركاء‬
‫على المستوي الدولي‪ ،‬وذلك للعمل على تقدم المصالح المشتركة (محمود‪ ،2003 ،‬صفحة ‪.)92‬‬

‫وفي اآلونة األخيرة ظهرت رؤية شاملة ألبعاد التنمية‪ ،‬وتم النظر إليها من خالل مفهوم "التنمية‬
‫الشاملة" حيث تُعرف التنمية الشاملة‪ :‬بأنها ذلك التطور البنياني أو التغير الهيكلي للمجتمع بأبعاده‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية والفكرية من أجل توفير الحياة الكريمة لجميع أفراد المجتمع‪ ،‬وأن يكون‬
‫الهدف األساسي من وراء التنمية هو الفرد في المجتمع برغباته وحاجاته (مندور‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)30‬‬
‫كما ظهر مفهوم جديد باإلضافة إلى مفهوم التنمية الشاملة وهو مفهوم التنمية المستدامة‪ ،‬ليأخذ في الحسبان‬
‫الجوانب االقتصادية واالجتماعية والبيئية معا ً‪ ،‬وكذلك يأخذ في االعتبار احتياجات كل من الجيلين الحالي‬
‫والمستقبلي (مندور‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)33‬‬

‫وبناء على ما تقدم يمكن تقديم التعريف اإلجرائي التالي لمفهوم التنمية في دراستنا الحالية‪" :‬التنمية‬
‫هي مجمل النشاطات الهادفة والمقصودة التي تقوم بها الشركات النفطية من أجل الحفاظ على البيئة‬
‫وتحسين جودة حياة سكان منطقة أوجلة"‪.‬‬

‫(ج) مفهوم شركات النفط‪:‬‬

‫تُعرف الشركات النفطية بأنها شركات تعمل في صناعة النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬وتهدف هذه الشركات‬
‫إلى استكشاف واستخراج النفط والغاز الطبيعي من تحت سطح األرض أو من قاع البحر‪ ،‬ومن ثم‬
‫تكريرهما وتصنيعهما للحصول على منتجات نفطية مثل البنزين والديزل وأشكال الوقود األخرى‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات‪.‬‬

‫ونعني بها إجرائيا ً في دراستنا الحالية "جملة الشركات العاملة في مجال استخراج أو إنتاج النفط‬
‫في منطقة أوجلة بجنوب شرق ليبيا"‬

‫‪10‬‬
‫(د) مفهوم المجتمع الصحراوي‪:‬‬

‫يُشير مفهوم المجتمع الصحراوي إلى تلك المجتمعات التي تعيش في المناطق الصحراوية القاحلة‪،‬‬
‫حيث تكون الظروف الجغرافية والمناخية قاسية وغير مالئمة للحياة البشرية التقليدية‪ ،‬فيحاول البشر في‬
‫هذه المناطق التكيف مع هذه البيئة الصعبة ويعيشون بطرق خاصة تمكنهم من البقاء واالستدامة‪.‬‬

‫ونقصد بالمجتمع الصحراوي في الدراسة الراهنة "مجتمع منطقة أوجلة الواقعة في جنوب شرق‬

‫ليبيا في قلب الصحراء"‪.‬‬

‫‪ 1.6‬متغيرات الدراسة‪:‬‬

‫المتغير المستقل‪:‬‬

‫ويُقصد به مجموعة العوامل المراد الكشف عن تأثيرها على المتغير التابع‪ ،‬ويتمثل المتغير‬
‫المستقل لدراستنا الراهنة في‪ :‬المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية‪.‬‬

‫المتغير التابع‪:‬‬

‫ويُقصد به مجموعة العوامل المراد معرفة مدى تأثرها بالمتغير المستقل‪ ،‬ويتمثل المتغير التابع‬
‫لدراستنا الراهنة في‪ :‬تنمية المجتمعات الصحراوية (منطقة أوجلة تحديدا ً)‪.‬‬

‫‪ 1.7‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ 1.7.1‬الدراسات العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة أحمد صقر (‪ :)2022‬المسؤولية المجتمعية للشركات في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا‬
‫‪.‬‬
‫المستجد‪ :‬تحليل سوسيولوجي مقارن‬

‫انطلقت هذه الدراسة من محاولة الكشف عن مدى "المسؤولية المجتمعية" التي تدين بها الشركات‬
‫للمجتمع‪ ،‬في ظل انتشار "جائحة كورونا"‪ ،‬والتعرف على الدور الحقيقي للشركات‪ ،‬الذي يجب أن تقوم به‬
‫في ظل انتشارها‪ ،‬ولتحقيق هذه األهداف استعرض الباحث حالتين من الشركات الكبرى‪ ،‬إحداهما محلية‬
‫وهي "مجموعة شركات العربي" المصرية‪ ،‬واألخرى عالمية وهي "مجموعة شركات علي بابا" الصينية؛‬
‫وذلك إلجراء رصد وتحليل مقارن لتعامل الحالتين مع األزمة‪ ،‬وكذلك رصد أهم اإلسهامات التي قدمتها كل‬
‫منها لمجتمعاتهما في ظل انتشار الجائحة من منطلق مسؤولياتهما المجتمعية‪.‬‬

‫وفي سبيل ذلك‪ ،‬اعتمدت الدراسة على كل من‪ :‬المدخل المقارن‪ ،‬وكذلك أسلوب دراسة الحالة‪ ،‬هذا‬
‫بجانب اعتمادها على "مصادر البيانات الثانوية" كأداة لجمع البيانات الوصفية‪ ،‬وقد كشفت نتائج الدراسة‬
‫‪11‬‬
‫عن أن المسؤولية االجتماعية للشركات متمثلة في المساندة لمجتمعها ستحقق مصلحة مزدوجة بالنسبة‬
‫للشركات‪ ،‬األولى قيامها بدور الشريك الصالح للمجتمع في األوقات الحرجة‪ ،‬واألخرى الحفاظ على‬
‫سمعتها ومنحها القوة المجتمعية‪ ،‬والتي ستزيدان من استثماراتها في المستقبل‪ ،‬هذا بجانب كسب المزيد من‬
‫ثقة كل األطراف التي تتعامل معها‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة مادونا غالي (‪ :)2020‬تأثير المسؤولية االجتماعية للشركات على والء العميل‪ :‬دراسة‬
‫‪.‬‬
‫ميدانية علي عمالء البنوك الحكومية‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مدى تبني البنوك برامج المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وتأثير ذلك‬
‫على والء العمالء والذي من شأنه أن تحتفظ المنظمة بعمالئها‪ ،‬وأيضا ً مساعدة العميل في اختيار أي البنوك‬
‫التي يستطيع أن يتعامل معها‪ ،‬وذلك من خالل بحث ودراسة أبعاد المسؤولية االجتماعية المتمثلة في‬
‫(المسؤولية االقتصادية‪ ،‬المسؤولية القانونية‪ ،‬المسؤولية األخالقية‪ ،‬المسؤولية الخيرية)‪ .‬ومن ثم تم بحث‬
‫الوالء من جهة العمالء (الوالء المعرفي‪ ،‬الوالء الموقفي‪ ،‬الوالء السلوكي)‪ ،‬ومن خالل قوائم االستقصاء تم‬
‫التحليل اإلحصائي لعدد (‪ )284‬مفردة‪.‬‬

‫استخد م الباحث أسلوب تحليل االنحدار المتعدد وذلك لتحديد واختبار الدرجة المعنوية لكل بعد من‬
‫أبعاد المسؤولية االجتماعية على والء العميل‪ ،‬وقد خلصت النتائج إلى أن هناك تأثير معنوي إيجابي ألبعاد‬
‫المسؤولية االجتماعية على أبعاد الوالء‪ ،‬وأن المسؤولية القانونية تؤثر بنسبة كبيرة على الوالء المعرفي‬
‫والوالء السلوكي للعميل‪ ،‬والمسؤولية االقتصادية تؤثر أيضا ً بنسبة كبيرة على الوالء الموقفي للعميل‪،‬‬
‫وبصفة عامة فقد ثبت أن هناك تأثير للمسؤولية االجتماعية على والء العميل‪.‬‬

‫دراسة رحمة محمد (‪ :)2017‬أثر المسؤولية االجتماعية على األداء االقتصادي للشركات‪ :‬دراسة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.‬‬
‫تطبيقية على الشركات المقيدة بالبورصة المصرية‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى قياس أثر المسؤولية االجتماعية على األداء االقتصادي للشركات‪ ،‬فاعتمدت‬
‫على المنهجين االستنباطي والقياسي‪ ،‬وتمثلت األدوات في متغير وهمي‪ ،‬واللوغاريتم الطبيعي (إلجمالي‬
‫األصول‪ ،‬ولعدد سنوات تشغيل الشركة)‪ ،‬وقسمة إجمالي المبيعات على إجمالي األصول‪ ،‬ومؤشرات معدل‬
‫العائد على (األصول‪ ،‬الملكية‪ ،‬المبيعات‪ ،‬االستثمار)‪ ،‬وتم تطبيقها على عينة مكونة من (‪ )192‬مشاهدة‬
‫لبيانات مقطعية لعدد (‪ )32‬شركة من الشركات المدرجة في البورصة المصرية‪ ،‬وضمن المؤشر المصري‬
‫لمسؤولية الشركات بتنوع القطاعات االقتصادية بها‪ ،‬خالل ستة سنوات (‪ .)2015-2010‬فجاءت النتائج‬
‫مؤكدة على وجود تأثير إيجابي للمسؤ ولية االجتماعية للشركات على معدل العائد على كل من (األصول‪،‬‬
‫الملكية‪ ،‬المبيعات‪ ،‬االستثمار)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .4‬نعيمة القطراني (‪ :)2016‬معوقات تبني مفهوم المسؤولية االجتماعية في المنظمات النفطية الليبية‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة معوقات تبني مفهوم المسؤولية االجتماعية في المنظمات النفطية‬
‫الليبية التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط الموجودة إداراتها الرئيسية أو فروعها في نطاق مدينة بنغازي‪،‬‬
‫وتكون مجتمع الدراسة من جميع المديرين باإلدارة الوسطى في المنظمات قيد الدراسة‪ ،‬والبالغ عددهم‬
‫(‪ )130‬مديراً‪ ،‬وبلغ حجم العينة (‪ )97‬مفردة‪ ،‬واستخدمت الدراسة استمارة االستبيان كأداة رئيسية لجمع‬
‫البيانات الالزمة من مديري اإلدارة الوسطى بالمنظمات‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها‪ :‬أنه ال توجد رؤية واضحة من قبل المنظمات نحو تبني‬
‫مفهوم المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وتشعر اإلدارة العليا في المنظمات بأن االهتمام بالمسؤولية االجتماعية يؤدي‬
‫إلى إضعاف مستوى األداء‪ ،‬كما تُساهم القوانين المعمول بها في الدولة في الحد من تبني مفهوم المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وأن المنظمات تفتقر لمصادر التمويل الالزمة لالهتمام ببرامج المسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة عباس عبدهللا(‪ :)2016‬أثر المسؤولية االجتماعية على الميزة التنافسية للشركات ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫بالتطبيق على الشركة السودانية لالتصاالت للفترة ‪2015 – 2008‬‬

‫حاولت هذه الدراسة التعرف على أثر تطبيق المسؤولية االجتماعية في تحقيق الميزة التنافسية‬
‫بالشركة السودانية لالتصاالت من خالل التعرف على المسؤولية االجتماعية نحو العمالء‪ ،‬والمسؤولية‬
‫االجتماعية تجاه المجتمع المحلي‪ ،‬والبعد االقتصادي للمسؤولية االجتماعية تجاه البيئة في تحقيق الميزة‬
‫التنافسية‪ ،‬واتبع البحث المنهج الوصفي والمنهج التاريخي‪ ،‬واستخدم الباحث استمارة االستبيان التي طبقها‬
‫على عدد (‪ )100‬مفردة من موظفي الشركة السودانية لالتصاالت‪.‬‬

‫وانتهت الدراسة إلى وجود أثر للمسؤولية االجتماعية نحو البيئة في تحقيق الميزة التنافسية في‬
‫الشركة السودانية لالتصاالت‪ ،‬حيت بلغت نسبة الموافقون على ذلك نحو (‪ )%78‬من العينة‪ ،‬بينما كانت‬
‫نسبة غير الموافقون نحو (‪ ،)%16‬أما أفراد العينة والذين لم يبدوا إجابات محددة فقد بلغت نسبتهم (‪،)%6‬‬
‫كما كشفت الدراسة عن مساهمة البعد االجتماعي للشركة السودانية لالتصاالت في تحقيق التقارب مع‬
‫الجمهور فقد بلغت نسبة من يرون ذلك (‪ )%83‬من العينة‪ ،‬حيث تعمل الشركة في العديد من األنشطة التي‬
‫تلبي رغبات العمالء في المجتمع المحلي وتحقيق الميزة التنافسية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .6‬محمد لعبادي (‪ :)2015‬واقع المسؤولية االجتماعية في المؤسسات البترولية‪ :‬دراسة حالة مؤسسة‬
‫‪.‬‬
‫بارويد الجزائر لخدمات اآلبار ‪ B.A.S.P‬خالل شهر مارس ‪2015‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تحديد واقع المسؤ ولية االجتماعية في المؤسسة البترولية وبالتحديد مؤسسة‬
‫بارويد الجزائر لخدمات اآلبار ‪ BASP‬خالل شهر مارس‪ ،‬وذلك من خالل ضبط مفهومها ومبادئها‪ ،‬في‬
‫محاولة الكتشاف مدى تطبيق أبعاد المسؤولية االجتماعية على مستوى المؤسسة محل الدراسة‪ ،‬وقد‬
‫اعتمدت هذه الدراسة على استبيان تضمن جملة من األسئلة والتي تم توزيعها على عينة من عمال مؤسسة‬
‫‪BASP‬بطريقة عشوائية‪ .‬وفي النهاية خلصت الدراسة من الناحية النظرية إلى نتيجة مفادها أن االهتمام‬
‫بمبادئ وأبعاد المسؤولية االجتماعية ال يتنافى مع أهداف وآفاق المؤسسات البترولية‪ ،‬كما خلصت الدراسة‬
‫من الناحية التطبيقية إلى أن مؤسسة ‪ BASP‬ال تطبق أبعاد المسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ .7‬دراسة بابا عبد القادر(‪ :)2012‬المسؤولية االجتماعية ميزة استراتيجية خالقة للقيمة‬

‫حاول الباحث اإلجابة على تساؤل محوري مفاده‪ :‬هل يمكن اعتبار المسؤولية االجتماعية ميزة‬
‫تنافسية للمؤسسة تساهم في خلق القيم أم إنها مجرد أعباء جديدة يمكن إضافتها إلى باقي التزامات‬
‫المؤسسة؟‪ .‬ولإلجابة علي هذا السؤال قام الباحث باستخدام المنهج الوصفي واضعا ً نصب عينيه فرضية أن‬
‫الشركة يمكن أن تعزز من ميزتها التنافسية عندما تمارس وتدعم األنشطة االجتماعية‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة‬
‫المبيعات وتحسين األداء الفعلي للعاملين؛ ألنهم جزء ال يتجزأ من هذا المجتمع‪ ،‬وبالتالي تحسن األداء‬
‫االقتصادي للشركة‪.‬‬

‫ولقد أثبتت نتائج الدراسة هذه الفرضية‪ ،‬حيث خلصت إلى أنه يمكن لمنظمة األعمال أن تحقق أرباحا ً‬
‫علي المدى الطويل كلما زادت من دورها االجتماعي‪ ،‬ألن الدور االجتماعي بمثابة االستثمار المستقبلي‬
‫لهذه الشركات‪ ،‬وعليه أوصى الباحث بضرورة قيام الحكومة بإجراءات تحفيزية للشركات‪ ،‬كتخفيض‬
‫الضرائب أو اإلعفاء الجمركی‪ ،‬وذلك بغية تحقيق نوع من التنافسية بين الشركات للقيام بمسؤولياتها‬
‫االجتماعية على أكمل وجه‪.‬‬

‫دراسة محمود المقلة (‪ :)1999‬المسؤولية االجتماعية وأساليب اإلفصاح عنها في المنظمـات‬ ‫‪.8‬‬
‫‪.‬‬
‫الصناعية الليبية‬

‫أجريت هذه الدراسة على قطاع الصناعة بمدينة بنغازي‪ ،‬وتكون مجتمع الدراسة من مديري‬
‫اإلدارات الوسطى بهذه المنظمات والبالغ عددهم (‪ ) 90‬مديراً وتم اختيار عدد (‪ ) 26‬منهم بطريقة‬
‫عشوائية كعينة للدراسة‪ ،‬وذلك بغرض التعرف على مـدى قيام المنظمات الليبية الصناعية بدورها‬
‫االجتماعي‪ ،‬وكذلك التعرف على مدى إفصاح المنظمات الليبية عن المسؤولية االجتماعية‪ ،‬فخلصت‬

‫‪14‬‬
‫الدراسة إلى أن نسبة (‪ )% 5.61‬من المنظمات الصـناعية ال توجد لديها برامج مخططة ومعدة مسبقا ً لتقديم‬
‫الخدمات االجتماعية‪ ،‬وال توجد لـديها مكاتـب متخصصة في إدارة شؤون الخدمات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 1.7.2‬الدراسات األجنبية‪:‬‬

‫‪ .1‬جميل شويبي وماتيو روسي نهى عبدالصمد (‪ :)2022‬تأثير ممارسات المسؤولية االجتماعية‬
‫‪.‬‬
‫للشركات على التهرب الضريبي‪ :‬دراسة تجريبية في السياق الفرنسي‬

‫الغرض من هذه الدراسة هو دراسة التأثير السلبي للمسؤولية االجتماعية للشركات (‪)CSR‬‬
‫وأخالقيات العمل وحوكمة الشركات المسؤولة على التهرب الضريبي‪ ،‬وذلك ضمن عينة من (‪ )119‬شركة‬
‫صناعية فرنسية‪ ،‬خالل الفترة من عام (‪ 2010‬إلى عام ‪ )2019‬ولتحقيق هذا الهدف طبق المؤلفون‬
‫االنحدار الخطي باستخدام قاعدة بيانات ‪ Thomson Reuters ASSET4‬من عينة الشركات الفرنسية‪،‬‬
‫وتظهر النتائج أن الشركات التي ال تقوم بأنشطة المسؤولية االجتماعية للشركات هي أكثر جرأة في التهرب‬
‫من الضرائب من غيرها‪ ،‬مما يؤكد فكرة أن المسؤولية االجتماعية للشركات يمكن أن ينظر إليها على أنها‬
‫جانب من جوانب ثقافة الشركات التي تؤثر على تهرب الشركات من الضرائب‪.‬‬

‫‪ .2‬ماجدالينا سوسكا(‪ :)2021‬المسؤولية االجتماعية للشركات البيئية (‪ )ECSR‬على سبيل المثال‬


‫‪.‬‬
‫شركتي البطل البولندي للنفط والغاز والتعدين البولندية‬

‫تحاول الدراسة تقييم الممارسات البيئية لشركة البطل البولندي للنفط والغاز وشركة التعدين البولندية‬
‫إلثبات مشاركتها في المسؤولية االجتماعية للشركات البيئية (‪ ،)ECSR‬وتبحث هذه الدراسة في األدوات‬
‫التي ت ُطبقها هذه الشركات لتنفيذ المسؤولية االجتماعية للشركات البيئية‪ ،‬واإلجراءات التي تتخذها لتقليل‬
‫تأثيرها البيئي‪.‬‬

‫تُحلل هذه الدراسة التقارير السنوية المتكاملة التي نشرتها شركتي النفط والغاز والتعدين البولندية‪،‬‬
‫والتي نُشرت في (‪ )2019-2014‬فيما يتصل بالمسؤولية البيئية والمناخية‪ ،‬وتم تحليل مبادرات المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات البيئية التي تقوم بها هذه الشركات فيما يتعلق بأربع فئات وهي‪ :‬إدارة المياه ومياه‬
‫الصرف الصحي‪ ،‬وإدارة انبعاثات الهواء‪ ،‬وإدارة النفايات واالقتصاد والتدوير‪ ،‬وإدارة الطاقة‪ ،‬وتقوم‬
‫الشركتين محل الدراسة بتحديد القضايا البيئية واإلشراف عليها ومراقبتها‪ ،‬وتطبق تقنيات صديقة للبيئة‬
‫لتقليل االنبعاثات إلى البيئة وكذلك كمية النفايات ومياه الصرف الصحي‪ ،‬وأيضا ً تعمل على تمكين‬
‫االستخدام الفع ال للموارد الطبيعية من أجل مواجهة التحديات البيئية الجديدة في االقتصاد الدائري (اقتصاد‬
‫التدوير وتقليل النفايات)‪ ،‬والمشاركة في مشاريع البحث والتطوير المتعلقة بالتقنيات الجديدة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .3‬طارق صالح المنتصر (‪ :)2019‬تأثير إعادة بناء اإلدارة على تقرير المسؤولية االجتماعية‬
‫‪.‬‬
‫للشركات التي تقدمها شركات النفط الليبية على اإلنترنت في أعقاب الربيع العربي‬

‫تهدف هذه األطروحة إلى التحقيق في العالقة بين التغيير السياسي في ليبيا منذ عام (‪ )2011‬والناجم‬
‫عن الربيع العربي‪ ،‬وإفصاح شركات النفط العاملة في ليبيا على شبكة اإلنترنت موقع المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات‪ ،‬و تضمن األثر المؤسسي األول للربيع العربي إعادة بناء إداري مكثف في أواخر عام (‪)2011‬‬
‫ناشئ عن عدم الوالء السياسي للنظام السابق‪ ،‬و تبحث هذه الدراسة في التأثير المحتمل لهذا التأثير‬
‫المؤسسي على اإلفصاحات والممارسات المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية للشركات واالستدامة على شبكة‬
‫اإلنترنت من وجهات نظر مختلفة‪.‬‬

‫وتضمن البحث جمع بيانات اإلفصاح من المواقع اإللكترونية لـ (‪ )13‬شركة نفطية مختلفة‪ ،‬وكذلك‬
‫إجراء مقابالت مع الموظفين في قطاع النفط الليبي لقياس تصوراتهم بشأن هذه الظاهرة‪ ،‬وتشير النتائج‬
‫المستخلصة من هذه الدراسة إلى حدوث تغيير كبير في أجندات اإلفصاح عن المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات واالستدامة لشركات النفط‪ ،‬وتزامن هذا التغيير مع إعادة بناء اإلدارة المكثفة في أواخر عام‬
‫(‪ )2011‬وما بعده‪ ،‬وحدد األشخاص الذين تمت مقابلتهم مجموعة من العقبات القطاعية والمحن الوطنية‬
‫التي أثرت على اإلفصاحات والممارسات المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية للشركات واالستدامة لشركات‬
‫النفط‪ ،‬وبما أن هذه العوائق تهدد شرعية أنشطة شركات النفط‪ ،‬فقد قدم األشخاص الذين تمت مقابلتهم حلوالً‬
‫قصيرة وطويلة المدى لمعالجة العقبات‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ .4‬يو كاو(‪ :)2018‬تأمالت المجتمعات في أنشطة المسؤولية االجتماعية لشركات النفط في بارو‪ ،‬أالسكا‬

‫تستكشف هذه الرسالة انعكاسات أعضاء مجتمع بارو ‪ -Utqiaġvik‬االسكا على أنشطة المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات التابعة للشركة اإلنجليزية للبترول ‪ British Petroleum‬داخل منطقة المنحدر‬
‫الشمالي‪ -‬أالسكا‪ ،‬وهذه األطروحة مدفوعة بسؤال بحثي توجيهي‪ :‬كيف استجاب سكان بارو ألنشطة‬
‫المسؤ ولية االجتماعية لشركات النفط التي تؤثر عملياتها في مجال استخراج النفط على الرفاه االجتماعي‬
‫واالقتصادي والبيئي في المنطقة؟ وعلى وجه الخصوص تسعى هذه األطروحة إلى فهم سبب فشل أنشطة‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات في بعض األحيان في تحقيق أهدافها المزعومة‪ ،‬ومن خالل إجراء مقابالت‬
‫مع سكان من مجتمع بارو حصل الباحث على وجهات نظر حول تأثيرات شركة النفط على البيئة والمجتمع‬
‫المحلي‪ ،‬مما سلط الضوء على حدود أنشطة المسؤولية االجتماعية للشركة الحالية‪.‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬أشارت آراء المبحوثين إلى أنهم مسرورون بفرص العمل وأرباحها والدعم المالي الذي‬
‫قدمته شركات النفط للتعليم‪ ،‬لكنهم أظهروا مخاوف بشأن أنشطة المسؤولية االجتماعية للشركات لشركة‬
‫النفط في بارو؛ وتتضمن بعض المخاوف العامة بين السكان‪ :‬فيما يتعلق بإدارة المخاطر للمشاكل البيئية‬
‫المحتملة مثل االنسكابات النفطية‪ ،‬وكذلك عدم كفاية مشاركة المعلومات المتعلقة باألنشطة النفطية‬

‫‪16‬‬
‫وتأثيرات النفط‪ ،‬وااللتزام غير الكافي وطويل األجل للشركة اإلنجليزية للبترول تجاه المجتمع‪ ،‬وعدم‬
‫االعتماد على أعداد كافية من الموظفين من المجتمع المحلي‪.‬‬

‫كما يعكس تحليل البيانات أن أنشطة المسؤولية االجتماعية الحالية للشركة لم تكن كافية لتلبية‬
‫احتياجات السكان المحليين‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بحماية البيئة التي تعتمد عليها الثقافة التقليدية وطرق حياة‬
‫السكان األصليين‪ ،‬وقد يكون هذا جزئيا ً بسبب عدم األخذ بعين االعتبار أصوات السكان المحليين بشكل‬
‫كاف‪ ،‬وفي النهاية عزز التحليل فرضية الدراسة‪ :‬فعندما تحدد أنشطة شركات النفط بشكل مفرط من خالل‬
‫دافع الربح فقط‪ ،‬فإنها تميل إلى تقييد إمكانات والتزامات المسؤولية االجتماعية للشركات‪.‬‬

‫‪ .5‬حميد أوموتوال أوجودو (‪ :)2017‬تأثير المسؤولية االجتماعية للشركات وإدارة أصحاب المصلحة‬
‫‪.‬‬
‫على األداء االجتماعي للشركات لشركات النفط متعددة الجنسيات في نيجيريا‬

‫تساهم هذه الدراسة في التحقيق على تأثير المسؤولية االجتماعية للشركات وإدارة أصحاب المصلحة‬
‫على األداء االجتماعي للشركة‪ ،‬واعتمدت الدراسة على أسلوب المنهج الكمي‪ ،‬وتم تطوير المسح بنا ًء على‬
‫المقاييس الحالية لقياس المسؤ ولية االجتماعية للشركات‪ ،‬وتم إجراء مجموعتين مختلفتين من االستبيانات‬
‫على (‪ )160‬موظفا ً من أكبر أربع شركات نفط متعددة الجنسيات في نيجيريا و (‪ )225‬عضواً من‬
‫المجتمعات المضيفة في منطقة دلتا النيجر‪ ،‬وتم إرجاع مائة وستة وأربعين استبيانا ً من كل مجموعة من‬
‫مجموعتي المستجيبين‪.‬‬

‫كشفت نتائج الدراسة عن وجود عالقة ضعيفة بين االمتثال لمعايير الصناعة واألداء البيئي بنا ًء على‬
‫استجابة المجتمعات المضيفة‪ ،‬كما أظهرت النتائج أيضا ً وجود عالقة قوية بين شرعية الشركات والعالقات‬
‫المجتمعية من موظفي شركات النفط متعددة الجنسيات والمجتمعات المضيفة‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬كشفت‬
‫النتائج عن وجود عالقة قوية بين المخالفات التنظيمية واألداء البيئي من نتائج أصحاب المصلحة‬
‫الرئيسيين‪ ،‬كما أشارت النتائج إلى وجود عالقة قوية بين مبادرات المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫والعالقات المجتمعية ألصحاب المصلحة الرئيسيين‪ ،‬ومع ذلك كشفت النتائج عن وجود عالقة ضعيفة بين‬
‫مبادرات المسؤ ولية االجتماعية للشركات وإدراك المجتمع من كال المجموعتين من أصحاب المصلحة‪.‬‬

‫‪ .6‬أوجوتشي أوشيماكا إيريكانو(‪ :)2013‬المسؤولية االجتماعية لشركات النفط والغاز‪ :‬السياسات‬


‫‪.‬‬
‫ومبادرات فيروس نقص المناعة البشرية في نيجيريا‬

‫تصف دراسة األطروحة المبادرات المتعلقة بالصحة وفيروس نقص المناعة البشرية لشركات النفط‬
‫والغاز متعددة الجنسيات التي تعمل في نيجيريا‪ ،‬وتصورات موظفي شركات النفط والغاز‪ ،‬وقادة شركات‬
‫النفط والغاز‪ ،‬واإلخباريين الرئيسيين من الحكومة والصحة العامة والمجتمع وائتالف األعمال النيجيري‬
‫حول فيروس نقص المناعة البشرية‪ ،‬ويشمل المشاركون في الدراسة موظفين وقادة عملوا في شركات‬

‫‪17‬‬
‫النفط والغاز متعددة الجنسيات العاملة في نيجيريا والمخبرين الرئيسيين المقيمين في نيجيريا‪ ،‬وكان‬
‫لشركات النفط والغاز التي تم أخذ عينات منها مبادرات قائمة تتفق مع أفضل الممارسات المقبولة الموصي‬
‫بها للشركات التي تتعامل مع فيروس نقص المناعة البشرية‪.‬‬

‫وخلصت الدراسة إلى أن جميع الشركات التي شملتها الدراسة قدمت خدمات صحية شاملة وكذلك‬
‫لفيروس نقص المناعة البشرية للموظفين وعائالتهم‪ ،‬جميع هذه الشركات لديها مبادرات فيروس نقص‬
‫المناعة البشرية في المجتمع وشكلوا شراكات مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬ودعم المشاركون‬
‫في الدراسة التصور القائل بأن المسؤولية االجتماعية للشركات جزء ال يتجزأ من شركات النفط والغاز‬
‫التي تمارس األعمال التجارية في نيجيريا‪ ،‬بسبب المكاسب االقتصادية للشركات من الدولة والمجتمعات‬
‫المحلية‪ ،‬وبسبب التأثير السلبي ألنشطة التنقيب عن النفط والغاز على هذه المجتمعات‪ ،‬وتم تحديد األهداف‬
‫التي لعبت دوراً في استجابة شركات النفط‪ ،‬وهي‪" :‬المصلحة التجارية" و "التأثير االجتماعي أو‬
‫الحكومي" و "الضغط لالستجابة" و"العوامل المجتمعية"‪.‬‬

‫‪ 1.7.3‬التعقيب على الدراسات السابقة‪:‬‬

‫يأتي عرض الدراسات السابقة من أجل مساعدة الباحث على تحقيق إضافة علمية للفرع العلمي الذي‬
‫يشتغل في إطاره‪ ،‬أو إضافة تطبيقية عملية تُيسر العمل أو تعمل على حل مشكلة اجتماعية أو اقتصادية‬
‫معينة‪ ،‬وذلك عبر االستفادة من المداخل النظرية والمنهجية التي اعتمدها سابقوه من الباحثين‪ ،‬وكذلك من‬
‫خالل اكتشاف نقاط القوة في بحوثهم ودراساتهم وتنميتها في دراسته الراهنة ونقاط الضعف وتفاديها في‬
‫دراسته الراهنة‪ ،‬وأيضا ً من خالل تركيز اهتمام دراسته الحالية على الفجوة البحثية التي تركها سابقوه‪.‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬فقد أفادت الباحثة من الدراسات المعروضة للتو في مناهجها وأدواتها‪ ،‬وللمتأمل في‬
‫فيض الدراسات التي أُجريت حول المسؤولية االجتماعية عمو ًما‪ ،‬والتي ذكرنا بعضها للتو (فيما يتعلق‬
‫بالمسئولية االجتماعية للشركات النفطية‪ ،‬وهي دراسات قليلة)‪ ،‬أن يجدها قد تنوعت في معالجة المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬فمنها ما تناول المسؤولية االجتماعية باعتبارها متغير مستقل يُراد معرفة تأثيره على بعض‬
‫المتغيرات التابعة األخرى (كالتنمية المستدامة‪ ،‬والعوائد االقتصادية على الشركات والمؤسسات‪ ،‬وتنمية‬
‫المجتمعات المحلية‪ ،‬ووالء العمالء للمؤسسات االقتصادية ‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫ومنها ما تعاطى مع المسؤولية االجتماعية باعتباره متغيراً تابعا ً يُراد به معرفة تأثره بالعديد من‬
‫المتغيرات المستقلة األخرى‪ ،‬كالمستوى االقتصادي للمؤسسات‪ ،‬وطبيعة المناخ االستثماري واالقتصادي‬
‫الذي تعمل فيه هذه الشركات‪ ،‬وطبيعة القوانين الحاكمة لعمل هذه المؤسسات‪ ،‬وطبيعة القيادات العليا في‬
‫هذه المؤسسات‪ ،‬كما أن هذه الدراسات انقسمت أيضا ً إلى قسمين‪ :‬األول عالج المسؤولية االجتماعية‬
‫للمؤسسات والشركات في ظل األزمات بأنواعها الصحية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬والثاني‬

‫‪18‬‬
‫تناول المسؤ ولية االجتماعية كسلوك طبيعي وواجب اجتماعي لهذه المؤسسات في كل األوقات وفي كل‬
‫الظروف‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من التراث الكبير حول المسؤولية االجتماعية للشركات والمؤسسات‬
‫االقتصادية عمو ًما‪ ،‬إال أن هناك مالحظتين مهمتين األولى‪ :‬تتعلق بندرة الدراسات التي تناولت المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات النفطية‪ ،‬على الرغم من المخاطر البيئية العديدة التي قد تتسبب فيها هذه الشركات‪،‬‬
‫مما يؤثر على المجتمعات المحلية التي تحتضن هذه الشركات‪ ،‬والمالحظة الثانية‪ :‬تتصل أيضا ً بندرة‬
‫الدراسات التي عالجت قضايا المسؤولية االجتماعية في المجتمعات الصحراوية في ليبيا‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تأتي‬
‫الدراسة الراهنة في محاولة لسد هاتين الفجوتين البحثيتين‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫املسؤولية االجتماعية‬

‫‪ 2.1‬املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬مبادئ املسؤولية االجتماعية وأبعادها‪.‬‬

‫‪ 2.3‬مناذج دولية يف املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.4‬أهداف املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.5‬عناصر املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.6‬أركان املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.7‬أنواع املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.8‬املسؤولية االجتماعية للشركات النفطية واملواصفات العاملية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫تمهيد‬

‫ت ُعتبر المسؤولية االجتماعية اتجاه حديث نسبيا ً في تيسير العملية االقتصادية واالجتماعية واإلدارية‬
‫لمختلف المؤسسات‪ ،‬حيث تعمل على ربط المؤسسة بالمجتمع الذي توجد فيه‪ ،‬كما تقوم بتعزيز العالقات‬
‫بينها وبين افراد المجتمع من خالل مجموعة من االجراءات وااللتزامات التي تحقق ذلك‪ ،‬وتعتبر‬
‫المسؤولية االجتماعية من المجاالت الحديثة‪ ،‬فقد تباينت الدراسات واألبحاث حولها‪ ،‬حيث ظهرت مع‬
‫توسع المجال االقتصادي والتجاري كحل لمجموعة من المشكالت سواء كانت اجتماعية أو بيئية أو قانونية‬
‫وتلك التي كان سببها هذا التوسع‪ ،‬وارتكزت المسؤولية االجتماعية للمؤسسات على مجموعة من المبادئ‬
‫واألبعاد التي تسمح بتحقيق أهداف المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وهو ما سنحاول طرحه في هذا الفصل‪.‬‬

‫فعلى الرغم من االهتمام األكاديمي واإلداري المتعاظم منذ خمسينيات القرن الماضي‪ ،‬بالمسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات (‪ ،)CSR‬إال أن تنفيذها ال يزال موضوعا ً متناميا ً‪ ،‬حيث إن معظمه ال يزال غير‬
‫مستكشف أكاديميا ً‪ ،‬ومع استمرار المسؤولية االجتماعية للشركات والمؤسسات االقتصادية في تأسيس‬
‫موطئ قدم أقوى في االستراتيجيات التنظيمية‪ ،‬فإن فهم تنفيذها يمسي أمر ضروري لكل من األوساط‬
‫األكاديمية واإلدارية )‪.(said, 2023, p. 105‬‬

‫يقترح المدافعون عن المسؤولية االجتماعية للشركات وضع استراتيجيات المسؤولية االجتماعية‬


‫للشركات وتنفيذها كفرصة للمنظمات‪ ،‬فعندما يتم النظر إلى المسؤولية االجتماعية للشركات من منظور‬
‫استراتيجي ‪ ،‬فإنها تنبع من رؤية اإلدارة العليا وقيمها وال تعتبر نفقة‪ ،‬ولكنها مبادرة استراتيجية يتم تبنيها‬
‫من قبل المنظمات لتمييز نفسها عن منافسيها‪ ،‬ومع ذلك في حين أن المسؤولية االجتماعية للشركات كانت‬
‫تحت دائرة الضوء في القطاعين األكاديمي والصناعي منذ الخمسينيات‪ ،‬إال أن تطبيقها على أرض الواقع‬
‫لم يحظ بنفس القدر من االهتمام‪ ،‬ووفقًا لذلك بدأ عدد متزايد من األكاديميين في التركيز على كيفية تنفيذ‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات في المنظمات‪ ،‬وهو ما سنحاول معالجته خالل الفصل الراهن أيضا ً‪.‬‬

‫‪ 2.1‬المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫يتطرق هذا المحور إلى تعريف المسؤولية االجتماعية للشركـات مع توضيح أهــم مبادئها وأبعادها‬
‫إضافة إلى نماذج لبعض الدول في مجال المسؤولية االجتماعية وأهداف المسؤولية االجتماعية وأهميتها‬
‫وعناصرها وأركانها وأهم أنواعها ‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫تعتبر المسؤولية االجتماعية من المواضيع الحديثة والجديدة التي عرفت مجموعة من الدراسات‬
‫والمفاهيم المختلفة‪ ،‬كما تصف أغلب تعريفات المسؤولية االجتماعية للشركات‪ :‬بأنها تشكل اإلجراءات التي‬

‫‪21‬‬
‫تدمج بموجبها المؤسسات الشواغل االجتماعية في سياستها وأعمالها التجارية كما يشمل ذلك الشواغل‬
‫البيئية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية‪.‬‬

‫تهتم المسؤولية االجتماعية بمعاملة أصحاب المصلحة في المؤسسة وخارجها بطريقة أخالقية أو "‬
‫مسؤولة أخالقيا ً "‪ ،‬كما تعني معاملة أصحاب المصلحة بطريقة تعتبر مقبولة في المجتمعات المتحضرة‪،‬‬
‫وأصحاب المصلحة الموجودون داخل الشركة وخارجها‪ ،‬فالبيئة الطبيعية هي من أصحاب المصلحة‪،‬‬
‫والهدف األوسع للمسؤولية االجتماعية هو خلق مستويات معيشية أعلى مع الحفاظ على ربحية المؤسسة‬
‫للناس داخل وخارج المؤسسة )‪.(Hopkins, 2004, p. 27‬‬

‫حيث يشكل االمتثال القانوني الحد األدنى من المبادئ والمعايير التي يتعين على المؤسسات االلتزام‬
‫بها‪ ،‬وفي الدول التي تفرض فيها التزامات وقواعد قانونية على المؤسسات أو التي ال تكون فيها االلتزامات‬
‫والقواعد واضحة بالتفصيل‪ ،‬ويشمل نطاق المسؤولية االجتماعية للشركات اآلثار المباشرة لإلجراءات‬
‫والمعايير التي تتخذها‪ ،‬فضالً على اآلثار غير المباشرة التي يمكن أن تحدثها في المجتمع (المتحدة‪،‬‬
‫‪ ،2004‬صفحة ‪.)5‬‬

‫عرفها دوركار(‪ :)Druker‬بأنها التزام المنشأة اتجاه المجتمع الذي توجد فيه وأن هذا االلتزام يتسع‬
‫كلما اتسعت شرائح أصحاب المصالح ورؤوس األموال في هذا المجتمع وتباين توجهاتهم (خفاجي‪ ،‬نعيمة‪،‬‬
‫و طاهر‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)291‬‬

‫و مع العمليات االقتصادية وكذلك التفاعل مع أصحاب المصالح على أساس تطوعي‪ ،‬ذهب البنك‬
‫الدولي إلى أبعد من ذلك واعتبرها التزام أصحاب األعمال التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة وذلك‬
‫عن طريق العمل مع العاملين وعائالتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل والعمل على تحسين مستوى‬
‫المعيشة بطريقة تخدم التجارة والتنمية في آن واحد (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)11‬‬

‫وهذا ما ذهبت له منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬فقد عرفت المسؤولية االجتماعية للمنظمة‬
‫على أنها التزام االخيرة بالمساهمة في التنمية االقتصادية‪ ،‬والحفاظ على البيئة والعمل مع العمال وعائالتهم‬
‫والمجتمع المحلي والمجتمع ككل بهدف تحسين جودة الحياة لجميع هذه األطراف (فالق‪ ،2013 ،‬صفحة‬
‫‪.)4‬‬

‫أن منظمة األيزو(‪ )2010 -ISO‬المنظمة العالمية للتقييس ‪(International Organization For‬‬
‫)‪ ،Standardization‬هي اتحاد عالمي مقره في جنيف ويضم في عضويته أكثر من (‪ )120‬هيئة تقييس‬
‫وطنية‪ ،‬وقد أسست عام ‪ 1947‬بجنيف‪ ،‬سويسرا‪.‬‬
‫عرفت المسؤولية االجتماعية‪ :‬بأنها مسؤولية المنظمة تجاه قرارتها وأنشطتها على المجتمع والبيئة‪ ،‬وذلك‬
‫ُ‬
‫عن طريق سلوك أخالقي يتميز بالشفافية والذي من شأنه أن يساهم في التنمية المستدامة يضمن صحة‬
‫ورخاء المجتمع‪ ،‬ويأخذ في االعتبار توقعات األطراف المعنية حيث يتماشى مع القوانين ومعايير السلوك‬

‫‪22‬‬
‫الدولية المطبقة‪ ،‬ويدمج عبر المنطقة ويمارس من خالل عالقتها (قدري ‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ ،)33‬حيث‬
‫تعتبر بمثابة عقد اجتماعي بين منظمات األعمال والمجتمع الذي توجد فيه لما تقوم به المنظمات من‬
‫عمليات اتجاه المجتمع (البكري‪ ،2001 ،‬صفحة ‪.)24‬‬

‫ومما سبق نالحظ أن هناك تقاطع كبير بين التعريفات السابقة‪ ،‬فجميعها تركز على الجوانب‬
‫واالجتماعية والقانونية والبيئية والسياسية‪ ،‬لذلك من الضروري أن يتعدى هذا مجال نشاط الشركة للجوانب‬
‫االقتصادية كذلك ضمان الربح بل هي ملزمة ومجبرة على مراعاة الجوانب سالفة الذكر‪ ،‬فمن الناحية‬
‫االجتماعية تكون المؤسسة ملزمة باالهتمام بتنمية المحيط الذي تعيش فيه من خالل تأقلم األجور‪ ،‬وتوفير‬
‫فرص عمل للشباب‪ ،‬ووضع خطط للمشاريع المحلية واإلنمائية‪ ،‬وكذلك القيام بنشاطات اجتماعية وثقافية‬
‫مختلفة في المجتمع الذي توجد فيه‪ ،‬أما من الناحية البيئية من الضروري أن تراعي الشركات البيئة من‬
‫خالل النشاط التصنيعي والتوزيعي واالستهالكي أيضا ً‪ ،‬والعمل على حماية البيئة من التلوث وأيضا ً الحفاظ‬
‫على الثروات الطبيعية‪ ،‬فمن الضروري القيام بتطبيق القوانين ومكافحة الفساد وتطوير العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫من الصفات المهمة للشخصية السوية هو شعور الفرد بالمسؤولية في جميع صورها‪ ،‬سواء كانت‬
‫مسؤولية نحو األسرة‪ ،‬أو نحو المؤسسة التي يعمل بها‪ ،‬أو نحو زمالئه وأصدقائه وجيرانه ‪ ،‬وغيرهم من‬
‫الناس الذي يختلط بهم‪ ،‬أو نحو المجتمع عامة ‪ ،‬أو نحو اإلنسانية بأسرها‪ ،‬ألنه لو شعر كل فرد في المجتمع‬
‫بالمسؤولية نحو غيره من الناس الذين يتكفل برعايتهم واالعتناء بهم‪ ،‬ونحو العمل الذي يقوم به‪ ،‬سوف‬
‫يتقدم المجتمع ويرتقى ويعم الخير جميع أفراد المجتمع‪ ،‬حيث أن الشخص السوي يشعر بالمسؤولية‬
‫االجتماعية نحو غيره من الناس؛ ألنه يميل دائما ً إلى مساعدة اآلخرين وتقديم يد العون لهم (نجاتي‪،‬‬
‫‪ ،2002‬صفحة ‪.)291‬‬

‫هناك اتفاق عام بأن المسؤولية االجتماعية بحدود معينة تمثل عملية مهمة جداً ومفيدة للمؤسسات في‬
‫عالقاتها مع مجتمعاتنا من أجل مواجهة االنتقادات والضوابط المفروضة عليها‪ ،‬ومن أجل الوفاء‬
‫بالمسؤولية االجتماعية والعمل على تحقق عدة مزايا بالنسبة للمجتمع والدولة والمؤسسة وأهمها ما يلي‬
‫(الخامر‪ ،2007 ،‬صفحة ‪:)82‬‬

‫‪23‬‬
‫• بالنسبة للمؤسسة‪:‬‬
‫العمل على تحسين صورة المؤسسة في المجتمع وخاصة لدى العمالء والعمال وخاصة إذا اعتبرنا‬ ‫‪-‬‬
‫أ ن المسؤولية تمثل مبادرات طوعية للمؤسسة اتجاه أطراف مباشرة وغير مباشرة من وجود‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫من شأن االلتزام بالمسؤولية االجتماعية للمؤسسة تحسين مناخ العمل‪ ،‬الذي يؤدي إلى بعث روح‬ ‫‪-‬‬
‫التعاون والترابط بين مختلف األطراف‪.‬‬
‫تمثل المسؤولية االجتماعية تجاوبا ً فعاالً مع التغيرات الحاصلة في حاجات المجتمع‪ ،‬حيث توجد‬ ‫‪-‬‬
‫الكثير من الفوائد االخرى التي تتمثل في المردود المادي واألداء المتطور من جراء تبنيها لعملية‬
‫المسؤولية االجتماعية ‪.‬‬

‫• بالنسبة للمجتمع‪:‬‬
‫االستقرار االجتماعي نتيجة لتحقيق العدالة وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص وتوفير فرص عمل للشباب‬ ‫‪-‬‬
‫وهو جوهر المسؤولية االجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫القيام بتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ازدياد الوعي بأهمية االندماج التام بين المؤسسات ومختلف الفئات ذات المصالح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االرتقاء بالتنمية انطالقا ً من زيادة التثقيف والوعي االجتماعي على مستوى األفراد وهذا يساهم‬ ‫‪-‬‬
‫باالستقرار السياسي والشعور بالعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫• بالنسبة للدولة‪:‬‬
‫العمل على تخفيف األعباء التي تتحملها الدولة في سبيل أداء مهامها وواجباتها وخدماتها الصحية‬ ‫‪-‬‬
‫والتعليمية والثقافية واالجتماعية األخرى‪.‬‬
‫يؤدي االلتزام بالمسؤولية البيئية إلى تعظيم عوائد الدولة بسبب وعي المؤسسات بأهمية المساهمة‬ ‫‪-‬‬
‫العادلة والصحيحة في تحمل التكاليف االجتماعية (الخامر‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)83‬‬

‫ويمكن تلخيص أهمية المسؤولية االجتماعية فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪‌ .‬العمل على زيادة التكافل االجتماعي بين شرائح المجتمع المختلفة وإيجاد شعور باالنتماء من قبل‬
‫أفراد المجتمع والفئات المختلفة‪.‬‬
‫ب‪‌ .‬تحقيق االستقرار االجتماعي نتيجة توفير مستوى عالي من العدالة االجتماعية بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫ج‪‌ .‬العمل على تحسين نوعية الحياة في المجتمع الذي توجد فيه‪.‬‬
‫د‪‌ .‬القيام بتحسين التنمية السياسية انطالقا من زيادة مستوى التثقيف بالوعي االجتماعي على مستوى‬
‫األفراد والمجموعات والمنظمات والمؤسسات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ه‪‌ .‬المساهمة في تعزيز صورة المنظمة بالمجتمع‪ ،‬وبالتالي سوف تحقق مردودات إيجابية لها‬
‫وللعاملين فيها (فالق‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)31‬‬
‫‪ .3‬المسؤولية االجتماعية والمفاهيم المشابهة لها‪:‬‬
‫أ‪ .‬المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال‪:‬‬

‫ت ُعرف أخالقيات العمل بأنها‪ :‬اتجاه اإلدارة وترفها تجاه الموظفين والزبائن والمساهمين والمجتمع‬
‫عامة‪ ،‬وكذلك قوانين الدولة ذات العالقة بعمل هذه المنظمات‪ .‬كما ت ُعرف أيضا ً‪ :‬بأنها مجموعة المبادئ‬
‫والقواعد السلوكية والقيم التي تحكم سلوك الفرد أو الجماعة لكي يصبحوا قادرين على التمييز بين‬
‫الصواب والخطأ (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)54‬حيث توجد ثالثة مصادر ألخالقيات العمل وهي‪:‬‬

‫‪ -‬العمليات التربوية واالجتماعية والمعتقدات الدينية التي تستند على القيم المشتركة بين األفراد‪.‬‬

‫‪ -‬االعتقادات الشخصية للفرد التي من خاللها تتحدد المعايير المرتبطة بسلوكه وحرية تصرفه‪.‬‬

‫‪ -‬القوانين والتشريعات التي تحدد سلوكيات األفراد والمنظمات‪.‬‬

‫أما عالقة المسؤولية االجتماعية بأخالقيات األعمال فهي عالقة متداخلة أحيانا ً ومترابطة بشكل كبير‬
‫أحيانا ً أخرى‪ ،‬فالترابط يظهر أن المسؤولية االجتماعية تحمل في أحد مبادئها وأبعادها مسؤولية أخالقية‪،‬‬
‫مع العلم أن األخالقيات أسبق لدى األفراد في المجتمع هي من مسؤولياتهم االجتماعية‪ ،‬وهي أيضا ً أسبق‬
‫لدى األفراد في المنظمات من المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وبالتأكيد أن األخالقيات في السلوك العام لألفراد في‬
‫المجتمع تعمل بشكل واضح على تحقيق المسؤولية االجتماعية‪ ،‬كما تمثل أساس قوة للتطور نحو مفاهيم‬
‫جديدة وحديثة ألخالقيات اإلدارة التي تطورت فيما بعد (نجم‪ ،2006 ،‬صفحة ‪.)127‬‬

‫أما عالقة التداخل بين المفهومين وبالتحديد في بدايات ممارسة هي شكل من أشكال المسؤولية‬
‫االجتماعية منذ الثورة الصناعية وبدايات القرن العشرين داخل المصانع عن طريق االهتمام بظروف وبيئة‬
‫العمل ونوعيتها‪ ،‬أما بعد السبعينيات أصبح للمسؤولية االجتماعية بعد أخالقي واضح الذي جعلها تتداخل‬
‫مع أخالقيات اإلدارة عموما ً‪ .‬غير أن تطور هذا المفهوم أصبح قائما ً على الكفاءة وتعظيم الربح والمصلحة‬
‫الذاتية فقط (نجم‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)389‬‬

‫ب‪ .‬المسؤولية االجتماعية والتنمية المستدامة‪:‬‬

‫ت ُعرف التنمية المستدامة‪ :‬بأنها هي التي تضمن تحسين شروط وجود المجتمعات البشرية مع البقاء‬
‫في حدود قدرة تحمل أعباء األنظمة البيئية (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪ ،)55‬فهي بذلك تعمل على تحقيق‬
‫ثالث أهداف وهي‪ :‬االندماج والتكامل البيئي‪ ،‬وتحسين العدالة االجتماعية‪ ،‬وتحسين الفاعلية االقتصادية‪،‬‬
‫وترتكز على ثالث أبعاد‪ :‬البعد االقتصادي‪ ،‬البعد البيئي‪ ،‬البعد االجتماعي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫إن المسؤولية االجتماعية والتنمية المستدامة يوجد تقارب بينهما‪ ،‬حيث أن األول يقصد به دمج‬
‫االهتمامات االجتماعية والبيئية في النشاطات التجارية‪ ،‬ولكن الثانية يقصد بها التوفيق بين الجوانب‬
‫االقتصادية والبيئية واالجتماعية على مستوى عالمي‪ ،‬ومن حيث الفرق بينهما فيكمن أن يكون مفهوم‬
‫التنمية المستدامة يقصد به أطراف عدة مثل‪ :‬الدولة‪ ،‬قطاع االعمال‪ ،‬المجتمع المدني‪ ،‬المواطنين‬
‫والمستهلكين‪ ،‬في حين أن مناقشة موضوع المسؤولية االجتماعية يتم على مستوى قطاع منظمات األعمال‪،‬‬
‫وعليه فإن المسؤولية االجتماعية تساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة وهي من أهم أدواتها (مراد‪،‬‬
‫‪ ،2009‬صفحة ‪.)107‬‬

‫ج‪ .‬المسؤولية االجتماعية وحوكمة الشركات‪:‬‬

‫حوكمة الشركات تعرف على‪ :‬أنها النظام الذي يتم عن طريقه توجيه أعمال المنظمة ومراقبتها على‬
‫أعلى مستوى من أجل تحقيق أهدافها والوفاء بالمعايير األخالقية الالزمة والنزاهة واألمانة والشفافية‪،‬‬
‫وترتكز حوكمة الشركات على‪:‬‬

‫السلوك األخالقي ‪ :‬ويقصد به ضمان االلتزام باألخالقيات وقواعد ومعايير السلوك المهني الرشيد‬ ‫‪-‬‬
‫في تحقيق مصالح كافة األطراف والشفافية عند عرض المعلومات المالية‪.‬‬
‫العمل على تفعيل دور أصحاب المصلحة كالهيئات اإلشرافية العامة للمنظمة واألطراف االخرى‬ ‫‪-‬‬
‫المرتبطة بالمنظمة‪.‬‬
‫إدارة المخاطر (حماد‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)3‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومما سبق يمكن أن نرى بأن المسؤولية االجتماعية والحوكمة قضيتان كل منهما منفصلة عن‬
‫األخرى‪ ،‬ولكل واحدة معاييرها وقواعدها وقوانينها الخاصة بها‪ ،‬كما أن هناك من يرى أن المسؤولية‬
‫االجتماعية قضية تابعة وم رتبطة بالحوكمة‪ ،‬بينما يرى البعض أن الحوكمة هي من المكونات األساسية‬
‫للمسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫د‪ .‬المسؤولية االجتماعية ومواطنة الشركات‪:‬‬

‫ويقصد بها المشاركة الفعالة في البرامج التعليمية‪ ،‬وكذلك االلتزام بحماية البيئة‪ ،‬والمشاركة بكل‬
‫إمكانيتها سواء بالوقت والجهد والمال من أجل تحسين وتطوير ظروف المجتمعات‪ ،‬ذلك إلى جانب العمل‬
‫وفقا ً لمبادئ الشفافية واألمانة والمسؤولية‪ ،‬وإنتاج السلع والخدمات اآلمنة ذات الجودة العالية وغير ضارة‪،‬‬
‫ويجب أن تصبح المواطنة الصالحة للشركات ممارسة منتظمة كما يجب أن تصبح جزءاً من ثقافة المنظمة‬
‫(نجم‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)412‬‬

‫‪26‬‬
‫كما نجد أن المفهومان قريبان جداً لدرجة التطابق لذلك يستعمالن للداللة على نفس المفهوم‪.‬‬

‫التطور التاريخي لمفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات‪:‬‬ ‫ه‪.‬‬

‫تطور مفهوم المسؤولية االجتماعية بشكل سريع جداً وتأثر بالمتغيرات السياسية واالقتصادية التي‬
‫كانت سائدة فترة نشوئه‪ ،‬حيث أرتبط ظهور ونشأة فكرة المسؤولية االجتماعية خالل مرحلتها األولى مع‬
‫ظهور قيام المشاريع الصناعية‪ ،‬حيث اعتقد رجال األعمال بأنهم متفقين على هدف واحد هو تعظيم‬
‫األرباح‪ ،‬ولكن الجانب القانوني كان يكبح دورهم في تحقيق هذا الهدف‪ ،‬وقد استمرت هذه النظرة خالل‬
‫القرن التاسع عشر والربع االول من القرن العشرين‪ ،‬إال أنها لم تستمر أمام األزمات والضغوطات‬
‫االقتصادية التي شهدها العالم في بداية القرن العشرين وبشكل مباشر خاص تجاه مشكالت ندرة الموارد‬
‫وانخفاض األجور وظروف العمل السيئة جدا وضغط النقابات‪ ،‬كل هذه المشاكل أدت إلى لفت األنظار إلى‬
‫وجود منظور آخر للمسؤولية االجتماعية ال يرتبط بتعظيم األرباح (البكري‪ ،2001 ،‬الصفحات ‪.)19-18‬‬

‫كما قامت المنظمات بتطوير ممارسات جديدة خالل هذه الفترة حيث وضعت نهج لدعم التواصل‬
‫والعالقات العامة ورعاية التبرعات واألنشطة الخيرية‪ ،‬إال أن هذا التطور توقف خالل الثالثينات من‬
‫القرن الثامن عشر؛ ذلك بسبب عدم ثقة الناس في المنظمات‪ ،‬خاصة عقب األزمة االقتصادية العالمية سنة‬
‫(‪ )1929‬في ظل هذه الظروف أصبح الحديث عن المسؤولية االجتماعية أمراً ضروريا ً‪ ،‬وقد ساهم رجال‬
‫األعمال خالل الحرب العالمية الثانية في المجهود الحربي وتعاونوا مع الحكومة‪ ،‬فاستطاعت المنظمات‬
‫استعادت مكانتها بين الجمهور األ مريكي واستفاد الكثير من المسيرين من هذا المناخ االجتماعي المالئم‬
‫للتعبير علنا ً عن مسؤولياتهم االجتماعية وظهرت هذه االخيرة بوضوح باعتبارها مؤشراً هاما ُ لشرعية‬
‫المنظمات وشرعية النظام الرأسمالي بعد ‪( 1945‬مقدم‪ ،2014-2013 ،‬الصفحات ‪.)68-67‬‬

‫حيث يعتبر كتاب ‪ Howard R Bowen‬وعنوانه (المسؤولية االجتماعية لرجال االعمال)‬


‫الصادر(‪ )1953‬هو ناتج ما ميز هذه الفترة من نقاشات بخصوص المسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث عرف في‬
‫كتابه المشار إليه المسؤولية االجتماعية لرجال االعمال بـ "االلتزامات التي يتعنى عليهم الوفاء بها فيما‬
‫يتخذونه من قرارات تمس مقاصد المجتمع وقيمه العليا وتتفق مع ضمير المجتمع" وقد جاء هذا التعريف‬
‫واسعا ‪ ،‬ألنه لم يحدد مجاالت معينة لهذه المسؤولية االجتماعية أو أسلوب ممارستها (قدري ‪،2014 ،‬‬
‫صفحة ‪.)35‬‬

‫ويعود الفضل ل( ‪ ) Bowen‬في التمهيد للعديد من الدراسات التي لها أهمية في الستينات‬
‫والسبعينات‪ ،‬حيث جاءت مساهمة (‪ )Keith Davis‬ما بين (‪1960‬و‪ )1970‬عن طريق فكرة القانون‬
‫الحديدي للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث يقوم هذا القانون على التلويح بالتشريع إلعطاء علم للمنظمات‬
‫االعمال بأن عليها االلتزام بمسؤوليتها االجتماعية‪ ،‬وفي حالة عدم تبنيها لهذه المبادرة الطوعية فسيتم‬
‫فرضها بقوة القانون (مقدم‪ ،2014-2013 ،‬صفحة ‪.)69‬‬

‫‪27‬‬
‫كما تطور األمر في السبعينيات وبدأ استخدام مصطلح (منظمات األعمال) بدل (رجال األعمال) في‬
‫هذه الفترة أيضا ً ظهرت نظرية أصحاب المصلحة حيث شملوا كل من يتعامل مع منظمة األعمال وليس‬
‫فقط حملة األسهم مثل ‪ :‬العاملين‪ ،‬والعمالء‪ ،‬ومؤسسات المجتمع وغيرهم (نجم‪ ،‬أخالقيات االدارة في عالم‬
‫متغير‪ ،2006 ،‬صفحة ‪.)128‬‬

‫ولكن خالل فترة الثمانينات فقد كثرت الدراسات بشكل كبير حيث كانت تهدف إلى تحديد المقصود‬
‫من المسؤولية االجتماعية لقطاع األعمال التي تربط بين االلتزام االجتماعي واألداء االقتصادي‪ ،‬كما ازداد‬
‫االهتمام مع بداية التسعينيات خاصة بعد مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية سنة (‪ )1992‬بالتزامن مع‬
‫تطور مفهوم التنمية المستدامة بأبعاده الثالث االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬بدأت مرحلة جديدة كليا ً في‬
‫تطور مفهوم المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‪ ،‬كان هذا نتيجة لزيادة الوعي العام بقضايا المجتمع‬
‫والبيئة والتنمية (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)19‬‬

‫حيث نجد البعض قد عرض المسؤولية االجتماعية بالبعد الخارجي؛ ألنه أكثر أهمية كونه يرتبط‬
‫بالزبائن والمنافسين والحكومة والموردين وجماعات الضغط الخارجي البيئة االجتماعية والصحفية‬
‫والسياسية وغيرها‪ ،‬ولكن أهمل الجانب الداخلي المتعلق بالعمال وظروف العمل والجوانب االجتماعية‬
‫واالقتصادية والنفسية لهم‪ ،‬حيث أن تالقي هذين البعدين في المؤسسة االجتماعية (الداخلي والخارجي)‬
‫ازداد تجسيداً على أرض الواقع في منظمات األعمال بأساليب وآليات وطرق مختلفة‪ ،‬األمر الذي جعل‬
‫المرحلة الراهنة (مرحلة االقتصاد المعرفي وثورة المعلومات ) كما أصبحت أغلب منظمات األعمال في‬
‫العامل الغربي تمتلك مدونات أخالقية تؤطر النظرة االجتماعية وجوانب تبنيها تجاه مختلف أصحاب‬
‫المصالح في المجتمع (خفاجي‪ ،‬نعيمة‪ ،‬و طاهر‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)292‬‬

‫‪ 2.2‬مبادئ المسؤولية االجتماعية وأبعادها‪:‬‬

‫ترتكز المسؤولية االجتماعية على مجموعة كبيرة من المبادئ إال أنه اختلف الباحثين في وضعها‪،‬‬
‫وإن هذه المبادئ هي التي تحقق أبعاد المسؤولية االجتماعية ولكن نجاحها متوقف على الدور الذي تلعبه‬
‫أطراف هذه المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وهذا ما سيتطرق له في هذا الجزء‪.‬‬

‫‪ .1‬مبادئ المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫اختلف الباحثين على المبادئ التي يمكن وضعها للمسؤولية االجتماعية للشركات باختالف وجهات‬
‫النظر التي ينظر بها الباحثين للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬وكما يترجم ذلك تعدد وتنوع المفاهيم التي سبق لنا‬
‫ذكرها‪ ،‬ومن أهم المبادئ والتي وضعتها المنظمات الدولية‪ ،‬فقد اتفقت كل من منظمة األمم المتحدة‬
‫ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية والبنك الدولي على المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫التنمية والتطور في كل المجاالت التي تحقق منافع اجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشفافية في التخطيط وتنفيذ العمليات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األداء المبني على األهداف القابلة للقياس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكافأة األداء الجيد وتأنيب األداء الضعيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرونة واإلبداع لتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفعيل أدوات المراقبة والتقارير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استمرارية التطور (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)14‬‬ ‫‪-‬‬

‫أما المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (االيزو ‪ )ISO‬فقد وضعت مجموعة من المبادئ كما يلي‪:‬‬

‫المبدأ األول (االستدامة) ‪ :‬ويقصد باالستدامة اآلثار التي تتركها التصرفات التي تحدث في الوقت الحاضر‬
‫على الخيرات المتاحة في المستقبل‪ ،‬إال أن الموارد التي تستغل في الوقت الحاضر لن تكون متاحة مستقبالً‪،‬‬
‫وذلك بسبب الكمية المحدودة أ و الصغيرة من هذه الموارد‪ ،‬لهذا السبب من الضروري توفر بدائل إلنجاز‬
‫الوظائف المنجزة حاليا ً عن طريق هذه الموارد‪ ،‬لذلك تتطلب االستدامة قيام المجتمع بإعادة وتدوير إنتاج‬
‫الموارد المستخدمة من جديد‪ ،‬باعتبار أن المنظمة جزء من النظام االقتصادي واالجتماعي الموسع حيث‬
‫يجب أن تأخذ هذه اآلثار بالحسبان‪ ،‬ليس فقط من أجل مقاييس التكلفة والقيمة في الحاضر ولكن من أجل‬
‫مستقبل المنظمة نفسها ‪ ،‬حيث يمكن أن تقاس االستدامة بالمعدل الذي تستهلك به هذه الموارد من قبل‬
‫المنظمة بالنسبة للمعدل الذي يمكن أن يعاد به إنتاج هذه الموارد (قدري ‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)44‬‬

‫المبدأ الثاني (المساءلة) ‪ :‬ويقصد بالمساءلة اعترافات المنظمة بتأثير أعمالها على البيئة الخارجية‬
‫باإلضافة إلى البيئة الداخلية للمنظمة‪ ،‬لذلك من المفترض أن تتحمل المنظمة مسؤولية هذه اآلثار وليس‬
‫فقط تجاه مالك المنظمة‪ ،‬كذلك بجانب قبول هذه المسؤولية يجب أن تعترف المنظمة أن أصحاب المصالح‬
‫الخارجيين لديهم القدرة الالزمة للتأثير على الطريقة التي تعمل بها‪ ،‬وبهذا تتطلب مسألة تطوير مقاييس‬
‫كمية مناسبة لألداء البيئي واالجتماعي للمنظمة وتوثيق النتائج التي توضح هذا االداء و توضح أعمال‬
‫المنظمة بالكامل ‪ .‬ومن المؤكد سينتج عن تطوير سجالت وتقارير هذا األداء تكاليف كبيرة تقع على عاتق‬
‫المنظمة ولكن ينتج أيضا ً عنها بعض المنافع كقابلية استعمالها في عملية صنع القرار (‪،2014 ،Hakima‬‬
‫صفحة ‪.)31‬‬

‫المبدأ الثالث (الشفافية) ‪ :‬ويقصد بالشفافية الوسائل التي يمكن من خاللها التعرف على اآلثار الخارجية‬
‫ألعمال المنظمة عن طريق تقاريرها‪ ،‬حيث أن الحقائق المتعلقة بهذه اآلثار ظاهرة بشكل واضح في هذه‬
‫التقارير ومتاحة لكافة مستخدمي المعلومات‪ ،‬كما تعتبر الشفافية مهمة جداً لألطراف الخارجية المستخدمة‬
‫للمعلومات ؛ ألنها تفتقر للتفاصيل والمعرفة والخلفية المتوفرة لدى األطراف الموجودة داخل المنظمة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المبدأ الرابع (السلوك االخالقي) ‪ :‬ويعني هذا المبدأ أن تتصرف المنظمة بشكل أخالقي في جميع األوقات‪،‬‬
‫ويجب أن يبنى سلوكها على األمانة والعدل والتكامل والشفافية والصدق وذلك فيما يتعلق باألشخاص‬
‫والحيوانات والبيئة‪ ،‬كذلك االلتزام بتناول مصالح األطراف المعنية‪ ،‬و يجب على المنشأة أن تعمل بشكل‬
‫فعال على تعزيز السلوك األخالقي عن طريق وضع وتحديد قيمها ومبادئها الجوهرية‪ ،‬وتحديد وتطبيق‬
‫مبادئ ومعايير السلوك األخالقية التي تتماشى مع أهدافها وأنشطتها (‪ ،2014 ،Hakima‬صفحة ‪. )35‬‬

‫المبدأ الخامس (احترام مصالح االطراف المعنية) ‪ :‬يقصد بهذا المبدأ أن تحترم المنشأة وتضع في‬
‫اعتبارها مصالح أطرافها المعنية‪ ،‬بالرغم من أن أهداف هذه المنشأة قد تكون مقصورة على مصالح مالكيها‬
‫أو أعضائها أو عمالئها أو عناصرها األساسية فقط‪ ،‬إال أن األفراد أو الجماعات األخرى يجب أن يكون‬
‫لهم حقوق ومطالبات أو مصالح معينة ينبغي أن تؤخذ في االعتبار‪.‬‬

‫المبدأ السادس (احترام سيادة القانون) ‪ :‬يقصد من هذا المبدأ أن المنشأة يجب أن توافق على احترامها‬
‫لسيادة القانون بشكل إجباري‪ ،‬كما يقصد بسيادة القانون هيمنته وسيطرته بحيث أنه ال يحق ألي فرد أو‬
‫منشأة أن يكون فوق القانون (‪ ،2004 ،Hopkins‬صفحة ‪.)40‬‬

‫المبدأ السابع (احترام المعايير الدولية للسلوك) ‪ :‬ويعني هذا المبدأ أن المنشأة يجب عليها أن تحترم‬
‫القواعد والمعايير الدولية للسلوك‪ ،‬مع االلتزام بمبدأ احترام القانون في المواقف التي ال يمكن أن توفر الحد‬
‫األدنى من حماية المجتمع أو البيئة‪ ،‬فيجب على المنشأة أن تسعى بشكل كبير جاهدة إلى احترام المعايير‬
‫الدولية للسلوك‪.‬‬

‫المبدأ الثامن (احترام حقوق اإلنسان) ‪ :‬يقصد بهذا المبدأ أن المنشأة مجبرة على أن تحترم حقوق اإلنسان‬
‫ويجب أن تعترف بأهمية هذه الحقوق وأهميتها وعموميتها ‪.‬‬

‫‪ .2‬أبعاد المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫حيث تسعى المسؤولية االجتماعية لتحقيـق مجموعة مـن األهـداف المتعلقة بالبيئة الداخلية والبيئة‬
‫والخارجية للمؤسسة ومختلف األطراف التي تتعامل معها على حسب كل طرف من هذه األطراف‪:‬‬

‫أ‪ -‬المسؤولية االجتماعيـة اتجاه المجتمع المحلي‪ :‬حيث يعتبر المجتمع المحلي بالنسبة لمنظمات األعمـال‬
‫شـريحة من الشرائح المهمة إذ تتطلـع إلى تجسيد متانـة وقوة هذه العالقات وتعزيزها‪ ،‬االمـر الـذي يتطلـب‬
‫منهـا مضـاعفة نشـاطاتها تجاهه‪ ،‬عن طريق بـذل المزيد مـن الرفاهيـة العامـة‪ ،‬و التي تشـمل‪ :‬المساهمة‬
‫في دعـم البنيـة التحتيـة‪ ،‬إنشـاء الجسور والحدائق‪ ،‬المساهمة في الحد مـن مشـكلة البطالـة‪ ،‬دعـم بعـض‬
‫األنشـطة مثـل األنديـة الرياضية والترفيهية‪ ،‬احترام العادات والتقاليد‪ ،‬دعـم مؤسسـات المجتمع المدني‪،‬‬
‫تقديم العـون لـذوي االحتياجـات الخاصة‪ ،‬الدعم المتواصل للمراكز الصحية والعلمية‪ ،‬رعاية األعمال‬
‫الخيرية وتوفير فرص عمل (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)27‬‬

‫‪30‬‬
‫ب‪ -‬المسؤولية االجتماعية اتجاه الزبائن‪ :‬والتي تتمثل في تقديم المنتجات بأسعار مناسبة ونوعيـات ذات‬
‫جودة عالية‪ ،‬اإلعالن الصـادق‪ ،‬وأيضا ً تقديم منتجـات صـديقة وآمنـة‪ ،‬والعمل على تقديم إرشـادات‬
‫واضـحة بشـان المنتج واسـتخداماته‪ ،‬إجبار المنظمات بمعالجة األضرار التي تحدث بعد البيع‪ ،‬وضرورة‬
‫االلتزام بالتطوير المستمر للمنتجـات‪ ،‬وكذلك االلتـزام بعـدم خرق قاعدة العمل مثل االحتكار (محاد‪،‬‬
‫‪ ،2011‬صفحة ‪.)36‬‬

‫ج‪ -‬المسؤولية االجتماعية تجاه البيئـة‪ :‬العمل على حماية البيئـة مـن األضـرار الناتجة عـن نشـاط‬
‫المنظمة‪ ،‬كذلك المساهمة في حمالت حماية البيئة وأيضا ً الحفاظ على الموارد الطبيعية‪ ،‬وتبني سياسة بيئية‬
‫رشيدة (فالق‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)53‬‬

‫د‪ -‬المسؤولية االجتماعية تجاه المساهمين‪ :‬القيام بتعظيم قيمة السهم وتحقيق أقصى ربح ممكـن‪ ،‬والعمل‬
‫على حماية أصـول المنظمة‪ ،‬وإعطاء الحق في الحصول علـى المعلومات الكافيـة والدقيقة عـن أداء‬
‫المنظمة‪ ،‬كذلك التعامـل العـادل مـع المساهمين مـن دون أي تمييز أو عنصرية‪ ،‬وإشراك المساهمين في‬
‫القرارات الهامة للمنظمة من خالل مبدأ الشورى (مقدم‪ ،2014-2013 ،‬صفحة ‪.)70‬‬

‫هـ‪ -‬المسؤولية االجتماعية اتجاه العاملين‪ :‬ح يث تتضمن احترام قوانين العمل‪ ،‬وضمان حق العامل في‬
‫التدريب والتكوين المستمر‪ ،‬وأيضا ً حقوقه النقابية‪ ،‬وإشراكه في اتخاذ القرارات‪ ،‬وتحقيق االمن الوظيفي‬
‫واألمن من حوادث العمل‪.‬‬

‫‪ .3‬أطراف المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫إن أطراف المسؤولية االجتماعية هم الجهات الذين لهم عالقات تأثر بالمسؤولية االجتماعية وهم كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحكومات‪ :‬حيث إن عالقة الحكومات بالمسؤولية االجتماعية تختلف من دولة إلى أخرى‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال الدول النامية ذات التوجه نحو تحرير االقتصاد حيث قامت بعض الحكومات في هذه الدول على‬
‫إعداد أنظمة ذات تأثير على تطبيقات وبرامج المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬في حين اكتفى البعض‬
‫اآلخر بالتلويح فقط وبفرض أنظمة في هذا االتجاه (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)27‬‬

‫ولكن في الدول المتقدمة فإنها تدرك بشكل واضح أن النقص في األنظمة هو أمر جاذب لالستثمار األجنبي‬
‫المباشر‪ ،‬ولكن هذا في المقابل سيدفع الدول االخرى التي تتنافس على جذب االستثمار إلى خفض قواعدها‬
‫ومعاييرها ليبدأ بعد ذلك السباق والمنافسة إلى القاع‪ ،‬لكن ما يكبح جماح هذا السباق ويعزز موقف الدول‬
‫المتقدمة هو قوة تأثير المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني التي تنشط لتشكل ضغط على الشركات‬
‫من أجل االلتزام باألنظمة والقواعد والمعايير التي وضعتها المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ب‪ -‬المنظمات غير الحكومية‪ :‬حيث نهجت المنظمات غير الحكومية دور المراقب والمدقق والمتابع‬
‫لممارسة الشركات لمسؤوليتها االجتماعية‪ ،‬حيث سعت المنظمات غير الحكومية إلى التأكيد أنها تمثل‬
‫عناصر من المجتمع المدني تفاوض نيابة عنه‪.‬‬

‫ج‪ -‬الشركات‪ :‬تمتلك الشركات نظام نظري كأساس للمسؤولية االجتماعية ولكن حدود المسؤولية‬
‫االجتماعية لم تكن واضحة‪ ،‬واستمر التباين حول مدى مبادرات وممارسة الشركات للمسؤولية االجتماعية‪،‬‬
‫إال أن ذلك لم يمنع هذه الشركات من القيام بمسؤوليتها االجتماعية انطالقا ً من إدراكها أنها تحقق لها بعض‬
‫المميزات مثل ‪:‬‬

‫● العمل على تحسين السمعة لدى أصحاب المصالح‪.‬‬

‫●القيام باستقطاب العاملين المتميزين‪.‬‬

‫●العمل على تحسين المواقع في األسواق تعزيز كفاءة العمليات‪.‬‬

‫●العمل على تخفيض التكلفة‪.‬‬

‫فالمسؤولية االجتماعية للشركات تتعلق بكيفية تصرف الشركات‪ ،‬مع مراعاة المخاوف التي تتجاوز‬
‫الربح‪ ،‬ومهما كانت أهداف و دوافع الشركات فإن انخراطها في المسؤولية االجتماعية ضرورة اقتصادية‬
‫واجتماعية وسياسية البد منها أمام التغير والتطور والتحديث المستمر الذي تنشده األمم في مختلف‬
‫المجاالت (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)25‬‬

‫د‪ -‬المجتمعات‪ :‬في إطار المسؤولية االجتماعية يبقى الصراع بين الحكومات والشركات والمنظمات غير‬
‫الحكومية من أجل المجتمع الذي توجد فيه‪ ،‬لذلك يكون التحدي أمام أي مجتمع كانت لديه الرغبة في اتخاذ‬
‫قرار حيال مقترح بوضع خطة للتنمية من قبل الشركة‪ ،‬ومن هو الذي يقود التفاوض؟ وكيف يمكن تمثيل‬
‫جميع فئات المجتمع؟ و في هذا الصدد يمكن أن تقدم المنظمات غير الحكومية يد العون والمساعدة لتزويد‬
‫المجتمع بالمهارات الالزمة للتفاوض وإدارة األزمات من أجل إيصال الصوت وتوجيه أجندة الشركات‬
‫لمسؤوليتها االجتماعية نحو قضايا ذات أولوية للمجتمع الذي توجد فيه (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)26‬‬

‫‪ 2.3‬نماذج دولية في المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫تختلف التجارب الدولية في موضوع المسؤولية االجتماعية من دولة إلى أخرى‪ ،‬ويمكن أن يظهر هذا‬
‫االختالف أيضا ً من مدينة إلى أخرى حتى داخل البلد الواحد‪ ،‬ومما ال شك فيه أن درجة القيام بممارسة‬
‫برامج المسؤولية االجتماعية ينتشر بشكل أكبر وسريع جداً في الدول المتقدمة؛ ألنها تحتوي على أكبر‬
‫منظمات األعمال العالمية‪ ،‬ال لشيء كون أن هذه االخيرة تملك رؤوس أموال ضخمة وأرباح كبيرة‪ ،‬كذلك‬
‫تمتلك الخبرات ومهارات في مختلف المجاالت‪ ،‬إال أن ما نجده في مقابل هذا أن منظمات األعمال في‬

‫‪32‬‬
‫الدول النامية ال تعطي أهمية لمجال المسؤولية االجتماعية؛ وذلك بسبب عدم وجود ثقافة المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى أغلب المنظمات العربية وذلك لغياب ثقافة العطاء للتنمية‪ ،‬إال أن معظم جهود المنظمات‬
‫تنحصر في أعمال خيرية دون التطرق إلى مشاريع تنموية التي تؤدي إلى تغيير المستوى المعيشي بشكل‬
‫جدري ومستدام ‪ .‬من خالل هذا سنقوم بعرض بعض التجارب الدولية في مجال المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫‪ .1‬التجربة اليابانية‪:‬‬

‫بدأت اليابان االهتمام بالمسؤولية االجتماعية في منتصف (‪ )1990‬حيث بدأ استخدام هذا المصطلح في‬
‫المنظمات اليابانية بشكل متزايد بحلول أواخر السنة المذكورة‪ ،‬وبدأ مصطلح (‪ )ISO14001‬تطوير نظم‬
‫اإلدارة البيئية؛ وذلك للحصول على شهادة اإلدارة البيئية لينتشر في المنظمات اليابانية‪ ،‬حيث بدأت بإعداد‬
‫التقارير البيئية من أجل الكشف عن جهودها في مجال اإلدارة البيئية‪ ،‬ومن المالحظ في السنوات األخيرة‬
‫أنه أزداد اهتمام المنظمات اليابانية بشكل كبير بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬فبادرت العديد من منظماتها إلى‬
‫نشر تقارير عن المسؤولية االجتماعية مما نتج عنه قدراً من الوعي بأهمية المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫المنظمات اليابانية‪ ،‬وظهر هذا بشكل واضح من خالل إطالق اتحاد األعمال الياباني والذي يمثل أكبر‬
‫رابطة تجارية لنقاشات حول إدارة المسؤولية االجتماعية في (‪ )2003‬حيث نجد أن النموذج الياباني‬
‫للمسؤولية االجتماعية قد تشكل من ثالث مقاربات نظرية تقوم على ‪ :‬األخالق‪ ،‬أصحاب المصلحة‪،‬‬
‫االستدامة (مقدم‪ ،2014-2013 ،‬صفحة ‪.)203‬‬

‫‪ .2‬التجربة الفرنسية‪:‬‬

‫يتميز واقع المسؤولية االجتماعية في فرنسا بوضع سياسة اإلجبار حيث فرضت على الشركات‬
‫االلتزام بسلوكيات وممارسات ذات مسؤولية تجاه المجتمع والبيئة‪ ،‬وبذلك قامت الحكومة الفرنسية بوضع‬
‫الشركات في نموذج (‪( )Frederick2006‬الشركة المواطنة) الذي يشير إليه والذي يعتبر الشركة مواطنا ً‬
‫صالحا ً وشريكا ً سياسيا ً نحو المجتمع الذي توجد فيه‪ ،‬حيث يدعو الشركات لتبني أسلوب األمانة والشفافية‬
‫واإلفصاح الذي يعكس التزامها وسلوكها نحو المجتمع‪ ،‬حيث انطلقت الحكومة الفرنسية فعليا ً نحو سن‬
‫تشريعات تنظيم المسؤولية االجتماعية للشركات سنة (‪ )2000‬عن طريق طرح قانون (تنظيمات االقتصاد‬
‫الجديد) والذي تنص عن طريقة الحكومة الفرنسية على إجبار الشركات بتقرير سنوي يشمل ما يقارب‬
‫(‪ )134‬مؤشراً ومقياسا ً والتي توضح جهود وسياسات الشركات نحو موظفيها والمجتمع والبيئة ‪.‬‬

‫ويشمل هذا التقرير المجاالت التالية‪ :‬االقتصاد في الطاقة‪ ،‬معاجلة النفايات‪ ،‬أثر النشاط على السكان‬
‫المحليين‪ ،‬مستويات األجور‪ ،‬توظيف ذوي اإلعاقة‪ ،‬العناية بالسالمة والصحة‪ ،‬خدمة المجتمع ‪......‬الخ‬
‫(العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)40‬‬

‫‪33‬‬
‫وفي السنة نفسها أقرت فرنسا (قانون إدارة المخاطر) الذي يجبر الشركات بتحقيق الوقاية من األخطار‪،‬‬
‫المسؤولية المدنية‪ ،‬تعويض الضحايا‪ ،‬إضافة إلى (قانون األ من المالي) والذي يجبر الشركات بتقديم تقرير‬
‫توضح فيه تحضيراتها ووسائل سيطرتها على أعمالها في حالة األزمات‪ ،‬والكوارث‪ ،‬حيث استمرت فرنسا‬
‫في عملية توسيع دائرة االهتمام بالمسؤولية االجتماعية وأصبحت تتطور مما أدى إلى االنعكاس على بعض‬
‫التغييرات الجوهرية لدفع عجلة تطوير المسؤولية االجتماعية في إطار االستدامة ومن هذه التغيرات في‬
‫(‪ )2002‬أي إعادة تسمية ( وزارة البيئة) بــ(وزارة البيئة والتنمية المستدامة) كما أنشأت أيضا ً (المجلس‬
‫الوطني للتنمية المستدامة ) سنة (‪)2003‬أي أعقب هذا استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة الذي كان هدفها‬
‫تحقيق التنمية االجتماعية والبيئية من مسؤوليات الشركة ‪.‬‬

‫وفي سنة (‪ )2004‬أنشأت الحكومة الفرنسية شبكة الكترونية وطنية تضم (‪ )400‬منظمة الذي جعلها أكبر‬
‫تجمع عالمي من أجل توسيع نطاق االهتمام والوعي بالمسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‪ ،‬مع العلم أن‬
‫وزير البيئة والتنمية المستدامة هو الالعب األساسي في عملية صنع القرار في الحكومة الفرنسية من أجل‬
‫تنشيط وتبني ممارسات المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬ولم تقف فرنسا عند هذا الحد بل أكثر‪ ،‬حيث‬
‫قامت بإعداد مشروع قانون يتعلق بااللتزام الوطني اتجاه البيئة تم عرضه في(‪ )2009‬والذي يركز على‬
‫أهمية أن تكشف المنظمات على اآلثار التي تتسبب فيها نشاطاتها بيئيا ً واجتماعيا ً واقتصاديا ً‪ ،‬وهذا نتيجة‬
‫لما بذلته الحكومة الفرنسية من دور فعال وواضح لتعزيز المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬فإن هذه‬
‫االخيرة لم تعد كما كانت من قبل‪ ،‬حيث أصبحت الشركات الفرنسية تهتم مسؤولياتها االجتماعية وجعلتها‬
‫من ضمن استراتيجياتها وتوجهت نحو االستثمار االجتماعي (العصيمي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)44‬‬

‫‪ .3‬التجربة القطرية‪:‬‬

‫تعتبر قطر من الدول التي تعمل على تشجيع تبني القطاع الخاص لممارسات المسؤولية االجتماعية‬
‫وظهر ذلك من خالل عقدها لمؤتمرين للمسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬حيث انعقد المؤتمر األول‬
‫للمسؤولية االجتماعية في(‪ )24/02/2009‬حيث بلغ عدد الحضور حوالي(‪ )350‬من كبار رجال األعمال‬
‫ومدراء الشركات والبنوك ومسؤولين وخرج المؤتمر بعدة توصيات منها‪:‬‬

‫إطالق مؤشر قطري للمسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫النظرة إلى موضوع المسؤولية االجتماعية بوصفه خياراً اقتصاديا ً وبيئيا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً أمام‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومات والمنظمات األعمال القطرية‪.‬‬
‫العمل على نشر ثقافة المسؤولية االجتماعية كخيار استراتيجي في مجتمع األعمال العام والخاص‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كذلك انعقد المؤتمر الثاني في (‪ )2009‬الذي اعتمد على تطبيق معايير المسؤولية االجتماعية‬
‫للمنظمات المعتمدة من طرف األمم المتحدة حيث كان هدف المؤتمر وضع األسس الالزمة لالنطالق في‬
‫تطبيق مبادئ المسؤولية االجتماعية للمنظمات القطرية والخروج منه بتوصيات تخدم تطبيق هذه القواعد‬

‫‪34‬‬
‫والمعايير محليا ً‪ ،‬حيث تم اإل عالن من خالل هذا المؤتمر عن توجهات إلنشاء جهاز يعني بموضوع‬
‫المسؤولية االجتماعية للمنظمات في قطر‪ ،‬لكي يتماشى مع سياسة الدولة الرامية العتماد مداخيل القطاع‬
‫الخاص لضمان استدامة استفادة األ جيال المقبلة من ثروتي النفط والغاز‪ ،‬ومن خالل التجارب القطرية في‬
‫هذا المجال نذكر تلك التي تقوم بتشغيل مرافق إنتاج لمعالجة وتسييل وتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى‬
‫دول آسيا والواليات المتحدة األمريكية وشملت مبادرتها ما يلي (مقدم‪ ،2014-2013 ،‬صفحة ‪:)213‬‬

‫‪ -‬قامت الشركة بإ نشاء صندوق خيري (صندوق الخير) وهذا الصندوق يقدم الدعم المالي والعملي والمساعدة‬
‫للمتواجدين في قطر من جميع الجنسيات كما يوفر أيضا ً الدعم للمحتاجين‪.‬‬

‫‪ -‬أما في مجال التعليم فقد أطلقت قطر مبادرة للمتطوعين من الموظفين تمثلت في (حملة أحضر كتابا ً) حيث‬
‫تبرعت الشركة أعاله بمئات الكتب العربية واالنجليزية لمدرسة (عبدهللا بن علي المسند) المستقلة بالذخيرة‪.‬‬

‫‪ -‬أما في مجال البيئي تم االعالن سنة (‪ )2010‬عاما ً للبيئة حيث اشتمل على سلسلة من المبادرات البيئية‬
‫المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬وفي هذا اإلطار قامت الشركة بإصدار سلسلة "لحظات من البيئة" حتى تتزامن مع‬
‫أحداث وفعاليات عالمية مثل يوم المياه العالمي وساعة األرض العالمية (مقدم‪ ،2014-2013 ،‬صفحة‬
‫‪.)214‬‬

‫‪ .4‬تجربة بعض الدول النامية‪:‬‬

‫يستمر الخطاب حول المسؤولية االجتماعية للشركات في الصناعات االستخراجية في التطور‪ ،‬لكن‬
‫النقاش في سياق البلدان النامية ال يزال غير واضح‪ ،‬فمن ناحية تتصاعد االنتقادات الموجهة ألداء شركات‬
‫التعدين والنفط والغاز متعددة الجنسيات في أمريكا الالتينية وأفريقيا جنوب الصحراء وآسيا‪ ،‬ومن ناحية‬
‫أخرى تواصل هذه الشركات تسليط الضوء على أهمية المسؤولية االجتماعية للشركات في عملياتها في هذه‬
‫المناطق من العالم‪ ،‬وتقديم حجج مفصلة لدعم قضاياهم )‪.(Hilson, 2012, p. 136‬‬

‫إن تأثير برامج والتزامات المسؤولية االجتماعية للشركات في هذا القطاع تُشير إلى أن الحجج التي‬
‫قدمتها تلك الشركات لدعم قضية المسؤولية االجتماعية في أفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا الالتينية وآسيا‬
‫ضعيفة في أحسن األحوال‪ ،‬فلكي تكون المسؤولية االجتماعية للشركات فعالة في أي مكان‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫هناك أساس من اللوائح الصارمة واإلنفاذ المعمول به لتكمله‪ ،‬ومع ذلك في العديد من البلدان النامية هناك‬
‫نقص في الدافع إلى سن التشريعات وإنفاذ اللوائح (‪ ،2012 ،Hilson‬الصفحات ‪.)136-135‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ 2.4‬أهداف المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫‪ .1‬حقوق اإلنسان‪:‬‬
‫العمل على دعم حماية حقوق اإلنسان المعنية دوليا ً واحترامها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكيد على عدم االشتراك في انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .2‬المحافظة على البيئة‪:‬‬
‫القيام بتشجيع اتباع نهج احترازي إزاء جميع التحديات البيئية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االضطالع بمبادرات لتوسيع نطاق المسؤولية عن البيئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على تشجيع تطوير التكنولوجيا غير الضارة بالبيئة ونشرها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .3‬معايير العمل‪:‬‬
‫العمل على احترام حريات تكوين الجمعيات واالعتراف الفعلي بالحق في المسؤولية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القضاء على جميع أشكال العمل اإلجباري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القضاء على التمييز في مجال التوظيف والمهن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .4‬مكافحة الفساد‪:‬‬
‫مكافحة الفساد بكل أشكاله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكافحة االبتزاز والرشاوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكافحة الغش التجاري (الحارثي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)40‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 2.5‬عناصر المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫تتكون المسؤولية االجتماعية من ثالثة عناصر هي‪:‬‬

‫أ‪ .‬االهتمام (‪: )CONCERN‬‬

‫والذي يقصد به االرتباط العاطفي الذي ينتمي إليها الفرد‪ ،‬حيث ينقسم إلى أربعة مستويات هي‪:‬‬

‫االنفعال مع الجماعة‪ :‬وهذا يمثل أبسط صورة االهتمام بالجماعة وأقلها تقدما ً‪ ،‬وهو أن يساير الفرد‬ ‫‪-‬‬
‫الحاالت االنفعالية التي تتعرض لها الجماعة بصورة ال إرادية ‪ ،‬حيث يتأثر كل عضو من‬
‫أعضائها بما يجري في الجماعة كلها دون قصد‪.‬‬
‫التوحد مع الجماعة‪ :‬وهو أن يحس العضو والجماعة شيء واحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنفعال بالجماعة‪ :‬ويقصد به االهتمام والذي يقوم على منهج موضوعي مخطط‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫‪-‬‬
‫أعلى مستويات االهتمام بالجماعة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ب‪‌ .‬الفهم ( ‪: (UNDERSTANDING‬‬
‫وهو ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫فهم الفرد للجماعة‪ :‬والمراد بها فهم الفرد لحالة الجماعة في وقتها الحاضر‪ ،‬وفهم مؤسستها‬ ‫‪-‬‬
‫ومنظماتها وقيمتها‪.‬‬
‫فهم الفرد للمغزى االجتماعي ألفعاله‪ :‬ويقصد به أن يدرك الفرد آثار أفعاله وتصرفاته وقراراته‬ ‫‪-‬‬
‫على الجماعة ‪.‬‬

‫ج‪ .‬المشاركة (‪:)PARTICPATION‬‬

‫والمقصود بالمشاركة هو مشاركة الفرد مع اآلخرين في عمل ما يمليه االهتمام بشكل كبير بالجماعة‬
‫وإشباع حاجاتها وحل مشكالتها وحمايتها وتحقيق أهدافها وتتمثل هذه المشاركة في اآلتي‪:‬‬

‫تقبل الفرد للدور الذي يقوم به‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الوثوق بما يوكل إليه من أدوار ويقوم بتنفيذها بصدق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫( ‪(1‬‬
‫أن تكون مشاركته مقومة وموجهة ونافذه‪ ،‬ويغلب عليها طابع المسايرة واالنقياد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 2.6‬أركان المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫‪ .1‬الرعاية‪ :‬ويقصد بها أن كل عضو في الجماعة له نصيبه من الرعاية واالهتمام في كل عمل‬


‫يعمله‪.‬‬
‫‪ .2‬الهداية‪ :‬وهنا يجب على الفرد وكما ذكرنا سابقا ً أن يفهم المغزى االجتماعي ألفعاله‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫دعوة للنصح والمسؤولية لألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ .3‬االتقان‪ :‬وهي أن يبذل العضو قصارى جهده في أي عمل يكلف به‪ ،‬لتحسينه وإخراجه على أكمل‬
‫وجه‪.‬‬

‫‪ 2.7‬أنواع المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫‪ .1‬المسؤولية الدينية‪ :‬وهي التزام وحفاظ المرء بأوامر هللا ونواهيه‪ ،‬وقبوله في حال المخالفة لعقوبتها‬
‫ومصدرها الديني‪.‬‬
‫‪ .2‬المسؤولية االجتماعية‪ :‬ويقصد بها التزام المرء بقوانين المجتمع ونظمه وعاداته وتقاليده‪.‬‬
‫‪ .3‬المسؤولية االخالقية‪ :‬وهي حالة تمنح المرء القدرة على التحمل نتيجة أعماله وآثارها ومصدرها‬
‫الضمير‪ ،‬وكل مسؤولية قبلناها وارتضينا بها وتمت الموافقة عليها هي مسؤولية اخالقية (مجذوب‪،‬‬
‫‪ ،2013‬صفحة ‪.)5‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ 2.8‬المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية والمواصفات العالمية‪:‬‬

‫‪ .1‬المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية‪:‬‬

‫هناك عدد من البرامج التي تندرج معظمها تحت المسؤولية االجتماعية للشركات والتي تصب في‬
‫مصلحة المجتمع الداخلي‪ ،‬وهدفها رفع المستوى التعليمي والصحي والمعيشي لموظفيها‪ ،‬وفيما يخص‬
‫الجانب اآلخر من المسؤولية االجتماعية والمتعلق بخدمة المجتمع المحلي من الناحية التعليمية والصحية‬
‫والبيئية عن طريق خلق بيئة مالئمة للحياة بكل مقوماتها (ابراهيم‪.)2014 ،‬‬

‫مراحل تطور مفهوم المسؤولية االجتماعية في قطاعات النفط والغاز‪:‬‬

‫هناك عدة مراحل لتطور مفهوم المسؤولية االجتماعية في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات‬
‫ومن أهم هذه المراحل هي كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ .‬البيئة والتنمية في قطاعات النفط والغاز‪ :‬وهو تحقيق التوازن بين التنمية والضوابط البيئية وفق‬
‫القواعد التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن تراعي إمكانات وقدرات البيئة احتياجات التنمية‪ ،‬وعدم االضرار بها إضاقة إلى مراعاة استمرارية البيئة‬
‫على تلبية احتياجات األجيال‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم الشركات بتقييم ومراجعة عالقة اإلنسان والمفاهيم األساسية للمشكالت التي أفرزتها تلك العالقة‪.‬‬

‫‪ -‬تبني منهجيات تقييم األثر البيئي للمشروعات ذات الصلة بقطاعات النفط والغاز (ابراهيم‪.)2014 ،‬‬

‫ب‪ .‬التنمية المستدامة‪:‬‬

‫هي " التنمية التي تحقق احتياجات الجيل الحالي دون التضحية بقدرات األجيال القادمة لمقابلة‬
‫احتياجاتها " ولتحقيق التنمية المستدامة فقد سعت شركات النفط والغاز بتبني أبعاد رئيسية لتحقيق التنمية‬
‫المستدامة في تلك الشركات دون غيرها‪ ،‬وهي‪ :‬البعد االقتصادي والبعد االجتماعي والبعد البيئي والبعد‬
‫الصحي والبعد الثقافي والبعد التعليمي‪ ،‬ويتم تحقيق هذا على مستوى عمليات شركات النفط والغاز‪ ،‬المحلية‬
‫والوطنية واإلقليمية والدولية (ايزو‪ ،2010 ،26000‬صفحة ‪.)6‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ .2‬المواصفات العالمية ‪:ISO 26000‬‬

‫أصبحت المنشأة في جميع أنحاء العالم باإلضافة إلى أطرافها المعنية على دراية تامة بالحاجة إلى‬
‫سلوك مالئم والفوائد الناجمة عنه‪ ،‬فهدف المسؤولية المجتمعية هو المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في‬
‫المجتمع الذي توجد فيه ‪.‬‬

‫حيث أصبحت أداة المنشأة الذي تتعلق بالمجتمع الذي تعمل فيه وتأثيرها على البيئة جزءاً هاما ً لقياس‬
‫أدائها بشكل عام وقدرتها ومقاومتها على االستمرار في العمل بكفاءة‪ ،‬ويُعد هذا انعكاسا ً جزئيا ً وليس كليا ً‬
‫لالعتراف المتزايد بالحاجة لضمان وجود أنظمة بيئية صحية وكذلك العدالة االجتماعية التنظيمية الجيدة‪،‬‬
‫وعلى المدى البعيد تعتمد كافة أنشطة المنشأة على صحة األنظمة البيئية في العالم‪ ،‬كذلك تخضع المنشأة‬
‫إلى فحص دقيق من خالل أطرافها المعنية المختلفة بما في ذلك المستهلكين أو العمالء والعمال واتحاداتهم‬
‫التجارية وأعضائهم والمجتمع والمؤسسات غير الحكومية والطالب والخبراء في األمور المالية والجهات‬
‫المانحة والمستثمرين و رؤوس االموال والشركات وغيرها من الهيئات‪ ،‬يمكن أن يؤثر أداء المسؤولية‬
‫االجتماعية لمنشأة ما على ما يلي (ايزو‪ ،2010 ،26000‬صفحة ‪:)7‬‬

‫أ‪‌ .‬ميزتها التنافسية وسمعتها‪.‬‬


‫ب‪‌ .‬قدرتها على جذب وااليفاء على العمال أو األعضاء أو الزبائن أو العمال أو المستخدمين‪.‬‬
‫ج‪‌ .‬الحفاظ على معنويات الموظفين والتزامهم و إنتاجيتهم‪.‬‬
‫د‪ ‌ .‬عالقتها بالشركات والحكومات واالعالم والموردين والنظراء والزبائن والمجتمع الذي تعمل فيه‪.‬‬

‫فالمواصفات القياسية هي وثيقة أعدت على أساس من االتفاق‪ ،‬تم اعتمادها بواسطة منظمة معترف‬
‫بها لتقدم (لالستخدام المتكرر) قواعد و إ رشادات أو خواص متعلقة بأنشطتها أو بنتائجها بهدف تحقيق‬
‫الدرجة المثلى للنظام في اطار معين (مقدم و‪ ،2014 ،.‬صفحة ‪.)7‬‬

‫‪ ISO 26000‬هي مواصفة دولية تقوم على إعطاء تعليمات و إرشادات للشركات والمنظمات حول‬
‫المسؤولية االجتماعية ومن المنتظر تطبيقها في كل الشركات العامة أو الخاصة‪ ،‬وكذلك في كل الدول‬
‫المتقدمة والنامية‪ ،‬بحيث تساعد هذه المواصفة الدول والشركات على أن يكونوا مسؤولين اجتماعيا ً‬
‫وبالكيفية المرادة من أطراف فئات المجتمع‪ ،‬وتقدم كذلك المبادئ المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية وكل‬
‫المواضيع والقضايا المتعلقة بها (بن الزين‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)20‬‬

‫‪39‬‬
‫اإليجابيات‪:‬‬

‫تظهر ايجابيات المواصفة العالمية ‪ ISO26000‬في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬العمل على مساعدة الشركات على اكتساب السمعة جراء تطبيقها لمبادئ ومعايير المواصفات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ .2‬العمل على اكتساب والء الموظفين‪.‬‬
‫‪ .3‬العمل على التزام الموظفين وزيادة إنتاجية الشركة‪.‬‬
‫‪ .4‬العمل على زيادة مداخيل الشركات وتحقيق األرباح‪.‬‬
‫‪ .5‬يكسب الشركة ويضفي عليها صبغة تنافسية (نوري‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)161‬‬
‫المجال االرشادي للمواصفة فيما يختص بالمسؤولية االجتماعية‪-:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يتلخص المجال االرشادي لـ ‪ ISO26000‬فيما يخص المسؤولية االجتماعية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬مساعدة المنشأة في تناول مسؤولياتها االجتماعية‪.‬‬


‫‪ .2‬تقديم التوجيه العملي المتعلق بما يلي‪:‬‬
‫أ‪‌ .‬تفعيل المسؤولية االجتماعية‬
‫ب‪‌ .‬التعرف على األطراف المعنية واالشتراك معها‪.‬‬
‫ج‪‌ .‬تعزيز مصداقية التقارير واالدعاءات بشأن المسؤولية االجتماعية ‪.SR‬‬
‫‪ .1‬التأكيد على نتائج األداء والتطوير‪.‬‬
‫‪ .2‬زيادة رضا وثقة العمالء‪.‬‬
‫‪ .3‬الترويج للمصطلحات المشتركة في مجال المسؤولية االجتماعية‪.SR‬‬
‫‪ .4‬التماشي مع الوثائق والمعاهدات واالتفاقيات إلى جانب مواصفات األيزو االخرى القائمة‬
‫بالفعل وعدم التعارض معها‪.‬‬

‫وفي هذا االتجاه وقعت المنظمة الدولية للتقييس االيزو ومنظمة العمل الدولية (‪ ) ILO‬مذكرة تفاهم‬
‫لتأكيد تماشي المواصفة القياسية ‪ ISO26000‬مع ميثاق منظمة العمل الدولية ‪( ILO‬نوري‪،2016 ،‬‬
‫الصفحات ‪.)151-150‬‬

‫‪40‬‬
‫‪-‬أهداف وغايات مواصفة المسؤولية االجتماعية االيزو ‪:ISO26000‬‬

‫تتمثل أهداف وغايات مواصفة المسؤولية االجتماعية االيزو ‪ ISO26000‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬العمل على مساعدة المؤسسات في مخاطبة مسؤولياتها االجتماعية وفي ذات الوقت احترام‬
‫االختالفات الثقافية واالجتماعية والبيئية والقانونية وظروف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬العمل على توفير الموجهات العملية ذات االرتباط بجعل المسؤولية االجتماعية قابلة للتطبيق‬
‫العملي من أجل التحديد والربط مع القطاعات المستفيدة وتعزيز مصداقية التقارير والمطالبات‬
‫المرفوعة والمتعلقة بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬التشديد على نتائج األداء والتحسين‪.‬‬
‫‪ .4‬زيادة الثقة واالرتياح للمؤسسات مع عمالئها والجهات ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ .5‬التجانس مع الوثائق واالتفاقيات والصكوك الدولية ومواصفات األيزو القائمة‪.‬‬
‫‪ .6‬تشجيع المصطلحات المشتركة في مجال المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .7‬توسيع قاعدة التوعية والتحسيس بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .8‬بناء قاعدة مترابطة محليا ً وعالميا ً للشراكة والمساهمة في الرأي والعمل ليس في حقل المسؤولية‬
‫االجتماعية وحدها وإنما في كل مجاالت الحياة‪.‬‬
‫‪ .9‬الحفاظ على سالمة اإلنسان والحيوان والنبات والبيئة وحماية الكون من عواقب األفعال الضارة‬
‫آنيا ً ومستقبليا ً‪.‬‬
‫‪ .10‬االرتكاز على إنفاذ معاهدات حقوق اإلنسان بدرجاتها المتفاوتة‪ ،‬بدءاً من الحقوق االساسية ثم‬
‫الفرعية ثم الحقوق الكلية للكون والطبيعة‪.‬‬
‫‪ .11‬اعتبار كل قضايا التنمية المستدامة كمضمون أصيل لمواصفة المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .12‬تنشيط الوعي بالمسؤولية االجتماعية ليشمل جميع قطاعات المجتمع المدني ابتداء من المجتمعات‬
‫القاعدية وانتهاء بمتخذي القرار‪.‬‬
‫‪ .13‬االستفادة من األديان والمعتقدات لتشييد منظومة أخالقية تحض على ثقافة المسؤولية االجتماعية‬
‫عمالً بقول الرسول الكريم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"‪.‬‬
‫‪ .14‬ابتكار وإ بداع الوسائل المناسبة لجعل قضايا المسؤولية االجتماعية جزء ال يتجزأ من البرامج‬
‫التعليمية والتثقيفية وبرامج البحث العلمي واالجتماعي (الشراري‪.)2016 ،‬‬

‫‪41‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫حاولت الباحثة ‪-‬عبر الفصل الراهن‪ -‬معالجة مفهوم المسؤولية االجتماعية من مختلف جوانبه‬
‫المعرفية والنظرية والتطبيقية‪ ،‬من خالل التطرق لتعريفاته المتنوعة والمختلفة باختالف الباحثين‬
‫وتخصصاتهم واألُطر النظرية التي ينطلقون منها‪ ،‬وكذلك بالكشف عن أبعاد مفهوم المسؤولية االجتماعية‬
‫ومكوناته وأنواع المسؤولية االجتماعية وأهدافها‪ ،‬مع التطرق لبعض التجارب الدولية التي عالجت بعض‬
‫قضايا المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬وفي األخير تناول الفصل قضية المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫النفطية‪.‬‬

‫وبحسب ذلك‪ُ ،‬وصفت معظم تعريفات المسؤولية االجتماعية للشركات بأنها تشكل إجراءات تدمج‬
‫بموجبها المؤسسات القضايا االجتماعية في سياستها وعملياتها المتصلة بأعمالها التجارية‪ ،‬ويشمل ذلك‬
‫المجاالت البيئية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ويشمل نطاق المسؤولية االجتماعية للشركات اآلثار المباشرة‬
‫لإلجراءات التي تتخذها المؤسسات‪ ،‬فضالً عن اآلثار غير المباشرة التي يمكن أن تحدثها في المجتمع‬

‫وتأسيسا ً على ذلك‪ ،‬أصبح لدى الكثيرين قناعة بأنه ال يمكن أن نقيس نجاح الشركات والمؤسسات‬
‫بالمنافع االقتصادية والربحية التي تحققها وحسب‪ ،‬حيث أصبح من الضروري النظر إلى مساهمتها مع‬
‫الدولة في تنمية المجتمع الذي توجد فيه‪ ،‬حيث تعمل المؤسسات من خالل المسؤولية االجتماعية على‬
‫كسب رضا الدائرة المحيطة بها عن طريق القضاء على العديد من األزمات والمشكالت التي يمكنها أن‬
‫يتعرض لها المجتمع والشركة على حد سواء‪ ،‬وعليه أمست المسؤولية االجتماعية للشركات أداة فاعلة في‬
‫المساهمة في تفعيل وتطوير وتحديث التنمية‪ ،‬وأصبح التنافس في مجال االستثمار االجتماعي ُمنصبا ً على‬
‫مواجهة المشكالت االجتماعية وإيجاد الحلول لها‪.‬‬

‫وبناء على ذلك ‪ ،‬إذا كان موضوع الدراسة يعالج ثالثة متغيرات رئيسة‪ ،‬هي‪ :‬المسؤولية االجتماعية‪،‬‬
‫والشركات النفطية‪ ،‬ثم المجتمعات الصحراوية‪ ،‬وإذا كان هذا الفصل قد عالج مفهوم المسؤولية االجتماعية‪،‬‬
‫فإن الفصل التالي سيعالج قضية النفط وعالقته بالتنمية المستدامة‪ ،‬لنترك المتغير األخير والمتصل بالمجتمع‬
‫الصحراوي لمنطقة أوجلة للفصل الرابع من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫النفط والتنمية املستدامة‬

‫‪ 3.1‬ماهية النفط والصناعة النفطية‬

‫‪ 3.2‬أثر الصناعة النفطية على البيئة‬

‫‪ 3.3‬محاية البيئة والتنمية املستدامة يف صناعة النفط‬

‫‪43‬‬
‫تمهيد‬

‫يُ عد النفط من الموارد الطبيعية غير المتجددة ذات األهمية الكبيرة من الناحية االقتصادية‪ ،‬حيث قادت‬
‫معظم االقتصادات المتقدمة إلى الوضعية التي هي عليها اآلن‪ ،‬وذلك من خالل اعتمادها شبه الكامل على‬
‫هذا الخام‪ ،‬كما تتعدى أهمية النفط الجوانب االقتصادية إلى النواحي السياسية واالجتماعية‪ ،‬حيث كان النفط‬
‫على الدوام سالح رئيس في الحروب االقتصادية وحتى الحروب التقليدية القائمة بين دول العالم منذ‬
‫اكتشافه وحتى اآلن‪ ،‬ولكن تواجهه استخدامات هذا المورد الطبيعي الكثير من التحديات‪ ،‬فهو من الموارد‬
‫غير المتجددة المهددة بالفناء‪ ،‬ناهيك عن العديد من المشكالت البيئية الناتجة عن صناعة النفط بمراحلها‬
‫المختلفة‪ ،‬وما يتبعها من مشكالت صحية واجتماعية‪.‬‬

‫ومع زيادة االهتمام بالبيئة في السنوات األخيرة من القرن العشرين إلى اآلن‪ ،‬أدرك اإلنسان حجم‬
‫الضرر والخطر الذي يُلحقه ببيئته الذي يعيش فيها‪ ،‬ومن ثم بدأ في السعي إلى الموازنة بين احتياجاته‬
‫الملحة والمتزايدة للنفط باستمرار وبين بيئته التي أصبحت مهددة بالخطر‪ ،‬وهو األمر الذي دعا إلى النظر‬
‫في تطبيق مفهوم التنمية المستدامة على الصناعات النفطية‪ ،‬بحيث يمكن تحقيق نوع من التوازن بين التنمية‬
‫االقتصادية وتحقيق الربحية والرفاه االجتماعي من ناحية‪ ،‬وبين المحافظة على البيئة وضمان استقرارها‬
‫اإليكولوجي‪.‬‬

‫وبحسب ذلك‪ ،‬سنحاول خالل الفصل الراهن التطرق لماهية النفط والصناعات النفطية‪ ،‬ثم معالجة‬
‫مسألة الصناعات النفطية وتأثيرها على البيئة الطبيعية‪ ،‬وفي األخير تناول التنمية المستدامة وحماية البيئة‬
‫من الصناعات النفطية‪ ،‬وبالتالي الموازنة بين تحقيق الربحية االقتصادية للشركات النفطية مقابل القيام‬
‫بأدوارها االجتماعية اتجاه البيئة الطبيعية والمجتمع المحلي الذي تعمل في كنفه‪.‬‬

‫‪ 3.1‬ماهية النفط والصناعة النفطية‪:‬‬

‫‪ .1‬مفاهيم عامة حول النفط‪:‬‬

‫يعرف "محمد أحمد الدوري" النفط بأنه مادة سائلة لها رائحة خاصة ومتميزة‪ ،‬ولونها متنوع بين‬
‫األسود واألخضر والبني واألصفر‪...‬إلخ‪ ،‬كما إنه مادة لزجة وهذه اللزوجة مختلفة بحسب الكثافة النوعية‬
‫لمادة البترول الخام وهذه الكثافة النوعية متوقفة ومتحددة بمقدار نسبة ذرات الكربون‪ ،‬فكلما زادت هذه‬
‫النسبة كلما ازدادت كثافته النوعية أو ثقله والعكس بالعكس (الدوري‪ ،1983 ،‬الصفحات ‪.)9-8‬‬

‫‪44‬‬
‫أ‪ .‬تكون النفط وتواجده‪:‬‬
‫• نظريات النشأة والتكوين‪:‬‬

‫عرف اإلنسان النفط (البترول) منذ قديم الزمان‪ ،‬ولكنه لم يستطيع معرفته بشكل جيد سواء‬
‫ما يتعلق بمفهومه أو طبيعته أو خصائصه أو فوائده وكيفية تواجده إال بعد فترة طويلة من الزمن‪،‬‬
‫وهي فترة العصر الحديث وخاصة فترة أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث توسعت المعارف‬
‫والعلوم اإلنسانية لتبلغ مراحل متطورة‪ ،‬وعند ذلك تمكن للمعنيين من مختلف االختصاصات‬
‫بالدراسة والتحليل من معرفة أشياء كثيرة عن النفط وبشكل خاص كيفية ظهوره وتكونه وتواجده‪،‬‬
‫ورغم ذلك فقد انقسم الخبراء والمختصين في البحث عن أصل ومنشأ النفط إلى فريقين‪ :‬أحدهما‬
‫يؤيد األصل العضوي لمصدر النشوء‪ ،‬واألخر يؤكد عن األسباب الالعضوية ‪ ،‬ومن هنا نستنتج‬
‫أن هناك نظريتين لتفسير أصل تكون النفط‪.‬‬

‫• النظريات الالعضوية‪ :‬هذه النظرية ت ُعد من أقدم النظريات حول تفسير أصل ظهور وتكون‬
‫البترول والكيفية التي يتم بها وبداية هذه النظريات تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر كنظرية‬
‫العالم ماركس في عام ‪.1965‬‬

‫وان هذه النظريات رغم تعددها إ ال انها تجمع على أن مادة البترول قد تكونت في باطن‬
‫األرض نتيجة تفاعالت كيميائية بين العناصر الالعضوية كتفاعل عنصر الهيدروجين مع‬
‫الكربون مثال أ و عنصر كبريت الحديد مع الماء وغيرها من العناصر األخرى‪ ،‬وما يدعم صحة‬
‫آراء هذه المجموعة في أصل تكون وظهور البترول هو توصلها نظريا ً ومختبريا ً وعمليا ً إلى‬
‫تحضير بعض المنتجات الهيدروكربونية كالبنزين والميثان وغيرة من األحواض (الدوري‪،‬‬
‫‪ ،1983‬صفحة ‪.)16‬‬

‫• النظريات العضوية‪ :‬يرتبط البترول ارتباط وثيق بوجود الصخور الرسوبية‪ ،‬وهي الصخور التي‬
‫تكونت من الوحل والرمل أو األصداف التي تجمعت في قيعان البحر‪ ،‬وأن هذه المواد الرسوبية‬
‫في األصل جزء من األرض القريبة من البحار‪ ،‬ومن ثم عملت الظواهر الجوية على تفتيتها‬
‫وجرفها إلى البحر‪ ،‬ومن ثم ترسبت تدريجيا ً في قاع البحر ببطء شديد بمعدل بضعة مليمترات كل‬
‫مائة عام‪ ،‬وترسبت معها بقايا الماليين من النباتات والمخلوقات الصغيرة الموجودة في البحر‪،‬‬
‫وهذه البقايا هي ذاتها المادة العضوية التي تطورت مع الزمن وتحولت إلى البترول الذي نعرفه‬
‫اليوم‪ ،‬وبرغم من أن هذه المادة العضوية التي ال تزيد نسبتها في الصخور الرسوبية عن ‪ %2‬فإن‬
‫هذا القدر يبدو ضئيالً يمكن أن يعطينا في الميل المربع الواحد ما ال يقل عن ‪ 7‬ماليين طن من‬
‫البترول (صديق‪ ،2003 ،‬الصفحات ‪.)555-554‬‬

‫‪45‬‬
‫• المكامن النفطية‪:‬‬

‫حيث يتكون البترول بتأثير الحرارة والضغط الشديدين ينساب داخل الطبقات الرسوبية‪،‬‬
‫وكذلك عندما تحدث أية التواءات وانكسارات في مقطع التربة بفعل حركات القشرة األرضية‪ ،‬ذلك‬
‫يؤدي إلى هجرة البترول إلى أماكن أخرى تحت الضغط الشديد الذي ولدته هذه الحركة‪ ،‬ومن ثم‬
‫يندفع داخل الصخور ويستمر هكذا في هجرته إلى أن تصادفه الصخور الخازنة التي ال تسمح له‬
‫باستمرار هجرته‪ ،‬هنا يتكون ما يسمى بالمصيدة النفطية أو المكمن النفطي‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يتقارب عدد من المكامن ينشأ منها حقل نفطي‪ ،‬عادة توجد الحقول النفطية فيما يسمى بالحوض‬
‫الرسوبي مثل حوض الخليج العربي وحوض خليج المكسيك‪....‬الخ (رسن‪ ،1999 ،‬الصفحات‬
‫‪.)43-42‬‬

‫‪ .2‬مفاهيم عامة حول الصناعة النفطية‪:‬‬


‫أ‪ .‬مفهوم الصناعة النفطية‪:‬‬

‫الصناعة البترولية «هي مجموعة النشاطات االقتصادية والفعاليات أو العمليات الصناعية المتعلقة‬
‫باستغالل الثروة البترولية وسواء بإيجادها خاما ً وتحويل ذلك الخام إلى منتجات سلعية صالحة وجاهزة‬
‫لالستعمال واالستهالك المباشر أو غير المباشر من قبل اإلنسان» (الدوري‪ ،1983 ،‬صفحة ‪.)6‬‬

‫أ‪ .‬مراحل الصناعة النفطية‪:‬‬

‫إ ن صناعة البترول كغيرها من النشاطات االقتصادية الصناعية األخرى تمر بالكثير من المراحل‬
‫صنفها بعض المؤلفين أ ن هناك خمس مراحل أساسية ومرحلة سادسة مكملة يمكن دمجها أو فصلها عن‬
‫المراحل السابقة وهي ما تسمى بمرحلة التصنيع البتروكيماوي ويمكن تعريف هذه المراحل كما يلي‪:‬‬

‫مرحلة البحث والتنقيب‪:‬‬

‫ت ُعد هذه المرحلة هي أ ولى مراحل الصناعة البترولية حيث تهدف هذه المرحلة مهما تنوعت‬
‫وتعددت طرق البحث والتنقيب عن البترول إلى معرفة تواجد الثروة البترولية وتحديد أماكنها جغرافيا ً‬
‫وجيولوجيا ً – في طبقات االرض – وكذلك تقدير كمياتها وأنواعها ونوعياتها ‪.‬‬

‫مرحلة االستخراج أو االنتاج البترولي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫وهذه المرحلة هدفها الرئيسي هو استخراج البترول الخام من باطن االرض ورفعة إلى سطح األرض‬
‫لكي يصبح جاهزاً أو صالحا ً للنقل والتصدير والتصنيع في األماكن القريبة أو البعيدة وفي داخل المنطقة أو‬
‫البلد أو خارجه‪ ،‬كذلك مرحلة االستخراج البترولي مرتبطة ومعتمدة اعتماداً كامالً على المرحلة األولى‪،‬‬

‫‪46‬‬
‫وهاتان المرحلتان تشكالن عملية إنتاج البترول الخام أو ما يعرف عليه بالصناعة االستخراجية البترولية‬
‫(سوناطراك‪ ،1991 ،‬الصفحات ‪.)25-24‬‬

‫‪ -‬مرحلة النقل البترولي‪:‬‬

‫وتهدف هذه المرحلة إلى نقل البترول أو الغاز من مناطق إنتاجها إلى مناطق تصديرها أو تصنيعها‬
‫التكريري‪ ،‬وهنا يتم التمييز بين النقل البري والبحري فلكل منهما فنياته وتقنياته الخاصة به‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التكرير البترولي‪:‬‬

‫وهذه المرحلة التي تهدف إلى تصنيع البترول في المصافي التكريرية وتحويلها من صورته الخام إلى‬
‫أشكال من المنتجات السلعية البترولية المتنوعة والمعالجة لكي تصبح قادرة على سد وتلبية الحاجات‬
‫اإلنسانية إليها مباشرة‪ ،‬أو للعمليات التصنيعية لمراحل الصناعية الحقة ومتعددة لذلك يطلق على هذه‬
‫المرحلة الصناعة التحويلية‪ ،‬وهى بمثابة غربلة وتصفية لمادة البترول من أجل الحصول على المنتجات‬
‫البترولية بأنواعها المختلفة وذات الطلب الواسع والمتنوع‪.‬‬

‫مرحلة التسويق والتوزيع‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتعد هذه المرحلة هي مرحلة الصناعة البترولية والتي تترابط وتتكامل مع المراحل السابقة لكي‬
‫تكون ما يعرف بالنشاط االقتصادي البترولي أو الصناعة البترولية‪.‬‬

‫كما تهدف هذه المرحلة في تصريف وتوزيع السلعة البترولية سواء كانت مادة خام أو منتجات‬
‫بترولية إلى أسواق وطنية أو اقليمية أو عالمية‪ ،‬ويتم ذلك عبر إجراءات متعددة فنية وقانونية وإدارية‬
‫واقتصادية وبمعدات مختلفة وواسعة ومتنوعه‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التصنيع البتروكيماوي‪:‬‬

‫إن البتروكيمياء صناعة ثقيلة جداً تستعمل كمادة أولية لبعض القطاعات البترولية التي تنتج عن‬
‫عملية التكرير أو تستعمل الغاز الطبيعي‪ ،‬وانطالقا ً من عملية التكسير – المرحلة األولى لهذه الصناعة –‬
‫نتحصل على ما يسمى بالمواد األساسية وهى‪ :‬االثيالن‪ ،‬البروبيالن‪ ،‬البوتان‪ ،‬العطريات‪ ،‬لذلك انطالقا ً من‬
‫كل واحدة من هذه المواد‪ ،‬يمكن صنع عدد كبير جداً من المشتقات وفق طرق معقدة للغاية‪ ،‬وأن هذه‬
‫المشتقات تستخدم إلنتاج المواد البالستيكية‪ ،‬المنظفات‪ ،‬األسمدة‪ ،‬المبيدات الحشرية وغيرها من المواد‬
‫(سوناطراك‪ ،1991 ،‬الصفحات ‪.)33-30‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ 3.2‬أثر الصناعة النفطية على البيئة‪:‬‬

‫تعرف البيئة حسب مؤتمر األمم المتحدة للبيئة البشرية الذي انعقد في ستوكهولم عام ‪ 1977‬كما يلي‪:‬‬
‫"رصيد الموارد المادية واالجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مكان ما إلشباع حاجات اإلنسان‬
‫وتطلعاته" (عبيد‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.)162‬‬

‫أما التلوث فيعتبر تعريف منظمة التعاون والتنمية األوروبية من أهم التعريفات وأشملها‪ ،‬حيث عرفته‬
‫على أنه ‪" :‬قيام اإلنسان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة باألضرار بالبيئة الطبيعية والكائنات الحية"‬
‫(قاسم منى‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.)36‬‬

‫كذلك فإن نشاطات الصناعة النفطية في جميع مراحلها من اإلنتاج والتخزين والصناعة البتروكيماوية‬
‫والتوزيع واالستهالك‪ ،‬ال يمكن أن يتم دون أن تحدث تأثيرات وتغيرات على البيئة الطبيعية تتفاوت من‬
‫جسامتها من مرحلة إلى أ خرى حيث توجد الكثير من مشكالت التلوث الناجمة عن الصناعة النفطية وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن وحل الحفر هو المصدر الرئيسي واألساسي للتلوث خالل القيام بعملية التنقيب‪ ،‬وعند االنتهاء‬
‫من أعمال الحفر المستمر‪ ،‬نجد أن الحاجة تدعو إلى التخلص من (‪ 400‬طن) في السنة من هذا‬
‫النوع من الوحل من منطقة الحفر الواحدة‪ ،‬أما في عمليات اإلنتاج فنجد أن المصدر الرئيسي‬
‫للتلوث هو المياه المنتجة‪ ،‬فمن الضروري القيام بإزالتها قبل نقل النفط إلى خطوط األنابيب‪،‬‬
‫وأغلبها يحقن داخل آبار للطرح أو يُعاد استعماله من جديد لتنشيط استعادة النفط‪ ،‬ولكنه أيضا ً‬
‫يصرف في مياه سطحية المحيطات وحفر التخزين (رويبي‪ ،2001 ،‬صفحة ‪.)36‬‬
‫‪ .2‬أثناء عملية نقل النفط الخام من مناطق اإلنتاج إلى أماكن التخزين ومصافي التكرير بواسطة‬
‫خطوط األنابيب‪ ،‬فأحيانا ً التسريبات تحصل من األنابيب نتيجة عدة أسباب يمكن أن تكون بسبب‬
‫الفصل الميكانيكي أو بسبب الخطأ التشغيلي أو العوامل الطبيعية أو التآكل أو يمكن أن تكون نتيجة‬
‫أفعال الغير‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للنقل بواسطة الصهاريج باإلضافة إلى استخدام كميات كبيرة‬
‫جداً من مياه التوازن في ناقالت النفط أثناء عمليات تحميل وتفريغ الناقالت‪ ،‬حيث تكون هذه المياه‬
‫ملوثة بالنفط وغير صالحة‪.‬‬
‫‪ .3‬المواد الصلبة حيث تقوم وحدات التكرير المختلفة بإنتاجها مثل فحم الكوك والترسبات الصلبة‬
‫الصادرة من وحدات معالجة المياه‪ ،‬باإلضافة إلى المياه المستعملة لغرض التبريد وتوليد البخار‬
‫الالزم للعمليات‪ ،‬كذلك التسخين ومكافحة الحرائق والتي يمكن أن تتلوث بمكونات النفط الخام أو‬
‫بالمواد الكيميائية األخرى المستخدمة‪ ،‬لذلك يتم تجميعها في أماكن خاصة لمعالجتها و إعادة‬
‫استعمالها أو تصريفها إلى األنهار والبحار (مندور أ‪ ،1995 ،.‬الصفحات ‪.)223-222‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ .4‬االنبعاثات الغازية والتي تحتوي بصورة رئيسية وواضحة على أكاسيد النيتروجين‪ ،‬أكاسيد‬
‫الكبريت‪ ،‬ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬المركبات العضوية المتطايرة ‪ ،‬الهيدروكربونات المحترقة جزئيا ً‬
‫(أول أكسيد الكربون) والتي تكون ناتجة عن الصناعة النفطية التحويلية أما أثناء مرحلة‬
‫االستخراج فإن هذه الملوثات تكون ضئيلة‪.‬‬
‫‪ .5‬من ضمن المشكالت أيضا ً التلوث الحسي للصناعة النفطية وهو الناتج عن التأثيرات غير‬
‫المرغوبة على الملكات الحسية لإلنسان‪ ،‬كالضجيج وارتفاعات المنشآت والروائح الكريهة‬
‫والمزعجات البصرية مثل ضوء الشعالت وغيرها من المشاكل‪.‬‬
‫‪ .6‬التلوث الناتج عن استخدام المنتجات النفطية بشكل كبير كالبنزين حيث يعتبر أهم المنتجات‬
‫النفطية؛ نظراً الستخدامه في ماكينات االحتراق الداخلي المستخدم في وسائل النقل‪ ،‬والذي ويتولد‬
‫عن عملية االحتراق أول اكسيد الكربون‪ ،‬أكاسيد النيتروجين ومواد دقيقة أهمها من مركبات‬
‫الرصاص (مندور أ‪ ،1995 ،.‬صفحة ‪.)24‬‬

‫● دور الشركات النفطية في الحفاظ على البيئة‪:‬‬

‫ظهرت الشركات النفطية ظهرت كأحد األطراف الفاعلة التي كانت تسعى نحو تحقيق تنمية مستدامة‬
‫خاصة بعد مؤتمر قمة األرض بـ (جوهانسبرغ)‪ ،‬حيث تبين أن التنمية المستدامة تعتبر هدف عالمي‬
‫تتصارع من أجله الحكومات وهيئات المجتمع الدولي والمؤسسات والمستهلكين وذلك يحدث من خالل‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية وتنمية االجتماعية والثقافية والحفاظ على البيئة من التلوث‪ ،‬عليه فمن الضروري‬
‫أن تكون للشركات النفطية دوراً فاعالً في حماية البيئة ومن ثمة المساهمة في أحداث استدامة بيئية في‬
‫إطار حوكمة بيئية عالمية‪ ،‬لذلك نجد أن الشركات النفطية اليوم وفي ظل ما تفرضه البيئة من تحديات وفي‬
‫ظل التداعيات الدولية البيئية أصبحت مجبرة على انتهاج سلوك بيئي نابع من إدراكها التام بالخطر البيئي‬
‫الناجم عن مختلف انشطتها‪ ،‬لذلك يجب االهتمام أكثر بأدائها البيئي لكي يضمن تحقيق األهداف التنموية‬
‫البيئية بشكل خاص‪ ،‬والطرف الدولي والوطني لشركات الحوكمة البيئية العالمية واألهداف التنموية بشكل‬
‫عام‪ ،‬األمر الذي أدى إلى قيام مسؤولية بيئية تقع على عاتق الشركات تتجسد من خالل سلوك بيئي يرتكز‬
‫على ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تجنب مسببات تلوث األرض والهواء والماء وإحداث الضوضاء‪.‬‬


‫‪ .2‬تصميم المنتجات الصناعية وعمليات التشغيل بطريقة تؤدي إلى عدم ظهور المخلفات‪.‬‬
‫‪ .3‬القضاء على المخلفات بآلية تؤدي لتخفيض التلوث وتخفيض تكاليفه (عبدة‪ ،2013 ،‬صفحة‬
‫‪.)108‬‬

‫‪49‬‬
‫● السلوك البيئي للشركات النفطية‪:‬‬

‫يعتبر السلوك البيئي للشركات النفطية مدخالً أساسيا ً لتحقيق البعد البيئي للتنمية المستدامة‪ ،‬يقود‬
‫الشركات نحو ضرورة تبني استراتيجية متكاملة تضمن تحقيق النمو في ظل التخفيف من اآلثار البيئية‪ ،‬كما‬
‫تحاول إيقاف االضطرابات المرتبطة باالستهالك والتدمير بشكل نهائي (محمد‪ ،2006 ،‬الصفحات ‪-17‬‬
‫‪.)18‬‬

‫● متطلبات انتهاج السلوك البيئي‪:‬‬

‫بحثت المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي اهتمت بشكل كبير بقضايا البيئة عبر مختلف المراحل‬
‫الزمنية عن حلول بيئية‪ ،‬تم طرحها في شكل مجموعة من اآلليات واألنظمة التي تعكس ممارسات وأنشطة‬
‫يتحقق من خاللها السلوك البيئي للشركة النفطية بشكل يكفل الدور المنوط بها اتجاه تحقيق البعد البيئي‬
‫للتنمية المستدامة‪ ،‬ومن بين أهم هذه األنظمة ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬نظام اإلدارة البيئية‪:‬‬

‫يمكن اعتبار نظام اإلدارة البيئية هو بمثابة عملية إدارية مرنة‪ ،‬والتي تساعد الشركات على تقييم وفهم‬
‫وتحسين وتطوير الجانب البيئي لنشاطه أو منتجاتها من خالل نظام تكاملي لتحقيق اإلدارة الجيدة‪ ،‬لتقليل‬
‫المخاطر والتأثيرات البيئية الحالية والمحتملة‪ ،‬فاإلدارة البيئية اتخذت نهج جديد يخدم مساعي االستدامة‬
‫البيئية والتنمية المستدامة من خالل االهتمام الكبير بالبيئة في كل أوجه النشاط داخل الشركات‪ ،‬حيث‬
‫تمكنت العديد من الهيئات الدولية من وضع مواصفات والمعايير يبنى على أساسها نظام اإلدارة البيئية‬
‫داخل الشركات‪ ،‬ومن أهمها مواصفة أيزو ‪ ،26000‬وتتخلص مظاهر انشاء نظام إدارة بيئية وفق‬
‫مواصفات ومعايير االيزو ‪ 26000‬فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪‌ .‬تحديد وتحليل اآلثار والمظاهر البيئية‪.‬‬


‫ب‪‌ .‬تحديد السياسة البيئية للشركة‪.‬‬
‫ج‪‌ .‬االلتزام تجاه احترام وتسيير التشريعات البيئية‪.‬‬
‫د‪‌ .‬تحديد أهداف التحسين والبرامج البيئية‪.‬‬
‫ه‪‌ .‬التحسين المستمر لألداء البيئي للشركات‪.‬‬
‫و‪‌ .‬االتصال البيئي‪.‬‬
‫ز‪‌ .‬التحكم في حاالت األخطار البيئية (مصطفى‪ ،2007 ،‬الصفحات ‪.)25-19‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ :2‬نظام المحاسبة البيئية‪:‬‬

‫يعتبر نظام المحاسبة البيئية مفهوما ً يعكس السلوك البيئي للشركات النفطية من خالل مجموعة‬
‫كبيرة من الممارسات المحاسبية التي تتضمن تحديد وتجميع وتحليل البيانات واستخدام نوعين من‬
‫المعلومات التخاذ القرارات تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬المعلومات الفيزيائية المتعلقة باستخدام وتدفقات الطاقة والماء والمواد ومن ضمنها النفايات‪.‬‬
‫‪ .2‬المعلومات المالية المتعلقة بالتكلفة البيئية وكيفية وإمكانية تخفيضها واإليرادات الخاصة بها‪.‬‬

‫ونجد أ ن المحاسبة البيئية تمكن في قياس وتحليل التكاليف البيئية الناتجة عن التلوث ليتم دمجها‬
‫ضمن تكلفة المنتج النهائي‪ ،‬األمر الذي يعطيه مصداقية أكبر وشفافية على المعلومات المحاسبية‬
‫والمالية‪ ،‬والتي تساعد العديد من االطراف على اتخاذ قرارات رشيدة (حسين‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)33‬‬

‫ومما سبق يمكن القول أن االهتمام المتزايد والملحوظ بالمحاسبة البيئية نابع من تكاليف‬
‫التلوث الناتجة عن األضرار بالبيئة ضمن التكلفة الكلية للمنتج‪ ،‬لذلك فإن العمل على تخفيض هذه‬
‫التكاليف سوف يؤدي بالضرورة إلى خفض تكلفة المنتج الذي يحقق هامشا ً ربحيا ً أعلى يضمن‬
‫تحقيق أرباحا ً معتبرة للشركات‪ ،‬ناهيك عن إرساء روابط للثقة بين المجتمع والشركات النتهاجها‬
‫السلوك البيئي واعتبارها " صديقة للبيئة " ‪.‬‬

‫‪ :3‬نظام التأهيل البيئي‪:‬‬

‫يعتبر إ دراك المخاطر البيئية الناجمة عن النشاط االقتصادي للشركة ال يقودها إلى تبني نظام‬
‫اإلدارة البيئية فحسب‪ ،‬بل يقودها أيضا ً إلى تبني المحاسبة البيئية لذلك يستوجب تبني نظام أشمل‬
‫يضم النظامين السابقين‪ ،‬لذلك أصبح نظام التأهيل البيئي في هذه الحالة هو األنسب‪ ،‬فالتأهيل البيئي‬
‫للشركة هو عملية شاملة التي تضم مجموعة كبيرة من االجراءات والعمليات التقنية‪ ،‬المالية‪،‬‬
‫التكنولوجية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬القانونية والتوعوية‪ ،‬التي تسعى إلى تحقيق أهداف الشركات وهي إنتاج‬
‫نوعي‪ ،‬واستغالل أمثل للموارد‪ ،‬وكفاءة تسويقية وتحقيق ميزة تنافسية في ظل أداء اقتصادي قوي‬
‫الذي يضمن تحقيق النتائج التنموية في اطار يضمن تحقيق المعطيات البيئة‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار نظام‬
‫التأهيل البيئي دليالً جديداً للشركات النفطية للتميز الذي يقودها إلى إنتاج منتجات نظيفة وخالية من‬
‫التلوث باستخدام مواد نظيفة وبالقدر األمثل بيئيا ً (الماء‪ ،‬الطاقة) وكذلك اتباع أنماط استهالكية‬
‫مستديمة‪ ،‬فالتأهيل البيئي يؤهل الشركات بأن تصبح صديقة البيئة فعليا ً‪ ،‬وبالتالي تكون رائدة في‬
‫توجهها بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة (سعيد‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)215‬‬

‫‪51‬‬
‫● التشريعات الليبية للشركات النفطية في حماية البيئة‪:‬‬

‫إ ن القوانين الصادرة عن الدولة الليبية معظمها تهتم بالبيئة بقصد حمايتها وتحسينها والقدرة‬
‫على المحافظة عليها؛ ألنها المحيط الذي يعيش فيه اإلنسان وجميع الكائنات الحية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫التربة والهواء والماء والغذاء من التلوث‪ ،‬مع إيجاد الطرق األنسب لقياس التلوث والعمل على‬
‫تحقيق التوازن البيئي والوسط الطبيعي والحماية من التلوث واألضرار الناتجة عنها والعمل على‬
‫محاربتها والتقليل منها‪ ،‬كما يهدف أيضا ً هذا القانون إلى تحقيق التنمية المستدامة واالستفادة من‬
‫المواد الطبيعية‪ ،‬وكذلك العمل على استغاللها االستغالل األمثل ويمكن ذكر هذه القوانين كما يلي‪:‬‬

‫القانون الليبي رقم ‪ 7‬لسنة ‪1982‬م بشأن حماية البيئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫القانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪1984‬م بشأن األحكام الخاصة بالنظافة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 263‬لسنة ‪1999‬م بإنشاء الهيئة العامة للبيئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 51‬لسنة ‪2003‬م بشأن حماية وتحسين البيئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون الليبي رقم ‪ 15‬لسنة ‪2009‬م بشأن حماية البيئة (سعيد‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)97‬‬ ‫‪-‬‬

‫حيث تناولت مجمل هذه القوانين البيئة وحمايتها مما يجبر الشركات وطبيعة نشاطها بضرورة‬
‫حماية البيئة والرقابة عليها من قبل جهات المختصة للتأكد من التزام تلك الشركات كما يلي‪:‬‬

‫استعمال أحدث الوسائل التقنية للحد من االستهالك التلوث‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تقديم تقرير مفصل حول النشاط ونوعه واإلجراءات الفنية والوقائية التي تتضمن تجنب تلوث‬ ‫‪-‬‬
‫البيئة عند ممارسة النشاط‪.‬‬
‫اتخاذ اإلجراءات الفنية التي تتضمن عدم حدوث أي طارئ ينتج عنه ضرر بالصحة العامة أو‬ ‫‪-‬‬
‫تلوث البيئة عند ممارسة النشاط‪.‬‬
‫اتخاذ التدابير العالجية التي تتضمن إزالة التلوث في حالة حدوثه‪ ،‬وذلك في حدود ما قام به من‬ ‫‪-‬‬
‫نشاط أدى إلى التلوث واآلثار المترتبة عليه‪.‬‬
‫تزويد الهيئة الخاصة بالبيئة بالبيانات والمعلومات المتعلقة بالخطط والبرامج الخاصة لحماية البيئة‬ ‫‪-‬‬
‫والتعاون معها إلعداد الخطط والبرامج‪.‬‬
‫إعداد البرامج العلمية والتثقيفية طبقا ً لمفهوم التنمية المستدامة في مجال حماية البيئة والتعاون مع‬ ‫‪-‬‬
‫الجهات الدولية؛ إلزالة أسباب التلوث وعرضها على الوزارة لالعتماد (صديق‪ ،2003 ،‬صفحة‬
‫‪.)20‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ 3.3‬حماية البيئة والتنمية المستدامة في صناعة النفط‪:‬‬

‫‪ .1‬الصناعة النفطية وحماية البيئة في الجزائر‪:‬‬


‫أ‪ .‬التنظيم القانوني لحماية البيئة في الصناعة النفطية‪:‬‬

‫تكفل القوانين الحماية الالزمة للبيئة عن طريق ما تتضمنه من قواعد مثل‪ :‬فرض الغرامات‬
‫المالية على المخالفين‪ ،‬أو إجبارهم الحصول على التصاريح من جهة اإلدارة‪ ،‬أو وضع المعايير‬
‫وقواعد خاصة باالنبعاثات الناتجة عن العملية اإلنتاجية‪ ،‬وعندما تكون هذه القيود مرتبطة بمصدر‬
‫التلوث وال يمكن تحميلها على الغير‪ ،‬فإنها تسمى قيود التحكم والسيطرة حيث أنها تحدد أين وكيف‬
‫يتم القضاء على التلوث بمختلف أشكاله‪ ،‬وفي الجزائر نتيجة المشاكل البيئية المرتبطة بالصناعة‬
‫النفطية‪ ،‬كان البد من إ صدار مجموعة من القوانين الرامية لحماية البيئة ومن بين هذه القوانين‬
‫نذكر‪:‬‬

‫القانون رقم‪ 09\99‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ 1999‬والمتعلق بالتحكم في الطاقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫القانون رقم ‪ 19\01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر‪ 2001‬يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 10\03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمحافظة على البيئة في إطار التنمية‬ ‫‪-‬‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 452\03‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 2003‬المتضمن الظروف الخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلقة بالنقل البري للمواد الخطرة‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 409\04‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ 2005‬والذي يضع القواعد الخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫بالفعالية الطاقوية المطبقة على اآلالت التي تعمل بالكهرباء والغاز والمواد البترولية‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 07\05‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪ 2005‬المتعلق بالمحروقات والذي خصص جانبا ً منه‬ ‫‪-‬‬
‫لقضايا األمن والصحة وحماية البيئة )‪.(Jimene, 1991, p. 16‬‬
‫أ‪ .‬برامج حماية البيئة في الصناعة النفطية‪:‬‬

‫مع صعود حركة الحفاظ على البيئة وضعت صناعة البترول تأكيداً أكبر على تقليل التأثير البيئي‬
‫لعملياتها‪ ،‬تحتاج حماية البيئة المحسنة إلى تعليم وتدريب أفضل للعاملين في الصناعة‪ ،‬ومع ذلك يمكن أن‬
‫تؤثر أنشطة البحث عن البترول وإنتاجه على البيئة‪ ،‬وينشأ التأثير األكبر من إطالق النفايات في البيئة‬
‫بتركيز غير موجود بشكل طبيعي‪ ،‬تشمل هذه النفايات الهيدروكربونات والمواد الصلبة الملوثة‬
‫بالهيدروكربونات والمياه الملوثة بمجموعة متنوعة من المواد الصلبة المذابة والمعلقة ومجموعة متنوعة‬
‫من المواد الكيميائية )‪.(Foroozanfar, 2017, p. 18‬‬

‫‪53‬‬
‫تتمثل أهم الخطوات لتقليل التأثير البيئي الضار في أن تتخذ الصناعة نه ًجا استباقيا ً إلدارة العمليات‬
‫وأن تصبح الشركات على دراية بتلك األنشطة التي يمكن أن تلحق الضرر بالبيئة‪ .‬يتضمن النهج االستباقي‬
‫تبني موقف المسؤولية البيئية‪ ،‬ليس فقط لالمتثال للوائح ولكن أيضا ً لحماية البيئة بالفعل أثناء القيام باألعمال‬
‫تتطلب العمليات البترولية تصوراً للقضايا المجمعة التي تواجه صناعة البترول في المنبع‪ ،‬وتتعلق هذه‬
‫سميتها (‪،2017 ،Foroozanfar‬‬
‫القضايا بالعمليات التي تولد النفايات وطرق المعالجة لتقليل حجمها أو ُ‬
‫صفحة ‪.)18‬‬

‫حيث تعتبر الصناعة البترولية ذات تأثير سلبي مباشر على البيئة وعلى الصحة بشكل عام‪ ،‬التي‬
‫تعاني منها أغلب دول العالم وخاصة البلدان التي تعتمد بشكل كبير على البترول‪ ،‬ونجد هناك الكثير من‬
‫الدول واعية لحجم خطورة الصناعة النفطية‪ ،‬لذلك فقد قامت الكثير من الدول باتخاذ عدة إجراءات‬
‫والقوانين من أجل المحافظة على البيئة‪ ،‬ومن بين أهم هذه االجراءات نذكر ما يلي‪:‬‬

‫التخفيض من الغاز المحروق‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫من أجل التخفيض من تأثير الغاز الذي يتم حرقه وما ينجر عنه من انبعاثات لغازات الدفيئة التي تؤثر‬
‫على البيئة بشكل سلبي‪ ،‬لذا يجب أن تقوم الشركات بسلسلة مشاريع تهدف إلى استرجاع الغاز المصاحب‬
‫الذي يتم حرقه على مستوى المكامن البترولية ( ‪.)2022 ، Gaz‬‬

‫سمية للحفر‪:‬‬
‫استخدام سوائل أقل ُ‬ ‫‪-‬‬

‫ففي معظم الحاالت ال يتمتع السائل األساسي المستخدم في حفر آبار البترول بخصائص فيزيائية أو‬
‫كيميائية مناسبة ألداء تلك األغراض‪ ،‬وهناك حاجة إلى مادة مضافة لتغيير خصائصها‪ ،‬حيث يمكن أن‬
‫تكون العديد من المواد المضافة المستخدمة في سائل الحفر سامة ويتم تنظيمها اآلن‪ ،‬ومن أجل االمتثال‬
‫سمية أقل من تلك‬
‫للوائح الجديدة تمت صياغة العديد من اإلضافات الجديدة لهذه المواد‪ ،‬بحيث تصبح ذات ُ‬
‫المستخدمة تقليديا ً‪ ،‬وبالتالي تقلل من احتمالية التأثير البيئي (‪ ،2017 ،Foroozanfar‬صفحة ‪.)18‬‬

‫‪ -‬مراقبة نشاطات الحفر البترولي‪:‬‬

‫من أجل المحافظة على البيئة خالل نشاطات الحفر البترولي‪ ،‬يجب تبطين حفر وحل الحفر وجعلها‬
‫غير نفاذة لتجنب تلوث المياه الجوفية والتربة‪ ،‬كذلك معالجة سوائل وبقايا الحفر وإمكانية إعادة تقييم بقايا‬
‫الحفر وإعادة استعمالها كمواد بناء‬

‫‪ -‬التخلص من ثاني أكسيد الكربون في حقول الغاز‪:‬‬

‫في إطار استغالل حقول الغاز يجب أن تقوم الشركات بإنشاء الهياكل الضرورية لتخزين ثاني أوكسيد‬
‫الكربون ‪ co²‬الناتج عن معالجة الغاز المنتج‪ ،‬هذا الغاز يتضمن من ‪1‬إلى ‪ % 9‬من ‪ co²‬في حين أن النسبة‬

‫‪54‬‬
‫محددة بـــ‪ % 0.3‬من الغاز التجاري لذلك أصبحت معالجة هذا الغاز المنتج ضرورية من أجل لتخفيض‬
‫نسبة ‪ co²‬فيه‪ ،‬حيث يتم حقن الفائض في أبار عميقة‪ ،‬ووفق دراسة مفصلة تتم تحت إشراف دولي من أجل‬
‫التخفيض من الغازات الدفيئة المسؤولة عن التغيرات المناخية (‪ ،2003 ،Ministre‬الصفحات ‪-369‬‬
‫‪. )370‬‬

‫ج‪ .‬السياسة الطاقوية من أجل المحافظة على البيئة‪:‬‬

‫إن قطاع الطاقة تعطي أهمية كبيرة جداً للمسائل البيئية األمر الذي أدى إلى إدماج هذه االنشغاالت في‬
‫السياسة القطاعية والبرنامج الحكومي‪ ،‬لذلك تتمحور السياسة الطاقوية أساسا ً حول‪:‬‬

‫‪ .1‬ترقية وتطوير استعمال الطاقات األقل تلوثا ً ( الغاز الطبيعي‪ ،‬غاز البترول المسال‪ ،‬البنزين الخالي‬
‫من الرصاص)‪.‬‬
‫‪ .2‬ترقية االقتصاد في الطاقة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطهير و إعادة تأهيل المناطق الملوثة‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير الطاقات المتجددة‪.‬‬
‫‪ .5‬تطوير التسيير البيئي على مستوى الطاقة‪.‬‬

‫كما تظهر أ همية الموالة لترقية استعمال الغاز الطبيعي من خالل السياسة الطاقوية المتبعة المبنية‬
‫على الخيارات التالية‪:‬‬

‫االستعمال األقصى للغاز الطبيعي‪ ،‬في االستعماالت األولية واالستهالك النهائي الذي يغطي‬ ‫‪-‬‬
‫احتياجات الصناعة‪ ،‬األشخاص‪ ،‬النقل والخدمات‪.‬‬
‫تطوير استعمال غاز البترول المسال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنتاج الطاقة الكهربائية بنسبة ‪ %95‬من الغاز الطبيعي وتوجيهه لالستعماالت المتخصصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التخفيض التدريجي لحصة المواد البترولية في ميزان الطاقة والتي يتم توجيهها للتصدير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستعمال المحدود للحطب الذي يحفز الحفاظ على الثروة الغابية (الوافي‪ ،2006 ،‬الصفحات‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)48-44‬‬

‫‪ .2‬الصناعة العالمية للنفط والتنمية المستدامة‪:‬‬

‫في إ طار التحضير للقمة العالمية للتنمية المستدامة التي تم عقدها في جوهانسبرغ في (‪ )2002‬قامت‬
‫الصناعة العالمية للنفط والغاز بإعداد تقرير الذي أطلق عليه " صناعة النفط والغاز من ريو إلى‬
‫جوهانسبرغ وما بعدها والمشاركة في التنمية المستدامة"‪ ،‬حيث تضمن التقرير عدداً من التحديات‬

‫‪55‬‬
‫والصعوبات التي تواجه هذه الصناعة من منظور المقومات الثالث الرئيسية للتنمية المستدامة ومدى قدرة‬
‫و استجابة صناعة النفط والغاز لها (الوافي‪ ،2006 ،‬الصفحات ‪:)21-20‬‬

‫أ‪ .‬القضايا االجتماعية‪:‬‬

‫التي شمل عدداً كبيراً من القضايا األ ساسية التي على رأسها التواصل المباشر مع المجتمع بحكم‬
‫العالقة القوية التي تربط الصناعة والمجتمعات التي تتواجد فيها‪ ،‬حيث ال يمكن تحقيق تلك العالقة إال من‬
‫خالل خطط تم وضعها بعناية والتشاور فيما بينهم‪ ،‬وهذا التشاور ال يقتصر على الحكومات والمنظمات‬
‫غير الحكومية ‪ ،‬إنما يجب أن يشمل كذلك المواطنين والمجتمعات التي تتأثر بمخرجات عمليات النفط‬
‫والغاز واتخاذ تدابير إدارة صحية لحماية الناس من المخاطر في كل مرحلة من مراحل التشغيل‪.‬‬

‫أ‪‌ .‬القضايا االقتصادية‪:‬‬

‫وذلك بإدارة المنتج واإلشراف عليه لضمان السالمة الصحية والحماية البيئية واعتبارها جزءاً ال‬
‫يتجزأ من مراحل التصنيع‪ ،‬وذلك حتى التخلص النهائي من المنتج والمخلفات المرتبطة به‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تحقيقها لنوع من التعاون االيكولوجي وبناء القدرات وتوفير فرص عمل‪.‬‬

‫ج‪‌ .‬القضايا البيئية‪:‬‬

‫يمكن إدراك ذلك التقدم المسجل على مستوى البيئي من خالل مجموعة من اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬التنوع البيئي‪:‬‬

‫ويتم ذلك من خالل تشييد اإلجراءات عند تصميم العمليات وتقليل التفاعالت البيئية أو منعها تماما ً‬
‫إن مكن ذلك‪ ،‬ويمكن أن نستدل في ذلك بشركة ارامكو السعودية التي وضعت برنامجا ً للحفاظ‬
‫على المستنقعات النباتية‪.‬‬

‫‪ .2‬التسرب النفطي‪:‬‬

‫الذي يمكن أن يحدث أضراراً جسمية بالنظم االيكولوجية خاصة في منطقة الخليج العربي التي‬
‫تحدث بسبب أنشطة تحميل وحفظ توازن ناقالت النفط واألنشطة الخاصة بالموانئ واألرصفة‪،‬‬
‫حيث يمكن تقدير حجم ما يصرف في مياه الخليج العربي بـ( ‪ 2‬مليون برميل نفط سنويا ً) إضافة‬
‫إلى التسريبات األخرى‪ ،‬حيث تكرس صناعة النفط العربية جهوداً كبيرة التي تعمل على منع هذه‬
‫التسريبات التي تحدث في عرض البحر خالل العشر السنوات الماضية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .3‬جودة الهواء والتغير المناخي‪:‬‬

‫تسبب صناعة النفط والغاز تغيراً كبيراً في المناخ لذلك تحاول أن تخفف من هذا األثر السلبي عن‬
‫طريق تطوير واستخدام تكنولوجيات حديثة أكثر نظافة وأقل ضرراً وأقل استهالكا ً للطاقة‪ ،‬كذلك‬
‫تعتبر سياسة اإلشعال الصفري التي تتبعها بعض الشركات النفطية العربية والتي من أمثلتها‬
‫االستغناء سنة ‪ 2000‬عن الحاجة إلى تهوية وصرف الغاز‪ ،‬عن طريق استخدام لوحات شمسية‬
‫لتوليد الكهرباء في المواقع البعيدة لآلبار وتستخدم الطاقة الشمسية بعد ذلك في تشغيل مضخات‬
‫الحقن والمضخات الهيدروليكية الخاصة بلوحات التحكم على رؤوس اآلبار الذي يقلل من فقدان‬
‫الغاز والمخاطر الناتجة عن تنفسيه‪.‬‬

‫‪ .4‬إدارة الموارد المائية‪:‬‬

‫للتقليل من تأثير الصناعة عليها توجهت صناعة النفط والغاز لتخفيض من معدالت سحب المياه‬
‫وإعادة استخدامها من جديد وتدويرها ومعالجتها في مواقع العمل‪ ،‬هذا إضافة إلى قيامها بالبحث‬
‫عن مصادر جديدة للمياه (النيش‪ ،2001 ،‬الصفحات ‪.)17-16‬‬

‫ب‪ .‬مستقبل النفط كمصدر للطاقة‪:‬‬


‫‪ .1‬منحنى هوبرت‪:‬‬

‫يعتبر هوبرت كينغ أول من قام باكتشاف قواعد استنزاف الموارد الناضبة الغير متجددة ومن بينها‬
‫النفط‪ ،‬وأن نظرية هذا المنحنى تقول أن كل مورد محدود يتبع القواعد التالية‪:‬‬

‫يبدأ اإلنتاج من الصفر‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫يرتفع اإلنتاج إلى أن يصل إلى ذروة ال يمكن تجاوزها ونكون بذلك وصلنا إلى نصف الرصيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعد وصول الذروة يبدأ اإلنتاج في االنخفاض إلى أن يستنزف الموارد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ج‪ -‬زمن ما بعد النفط والطاقات البديلة‪:‬‬

‫ال يمكن أن يختلف إتنان على أن النفط كان وال يزال المصدر األساسي للطاقة الذي تعتمد عليه معظم‬
‫القطاعات في تقدمها وتطورها وتناميها‪ ،‬ولكن نتيجة المشاكل البيئية الناجمة عن إنتاجه واستهالكه وكذلك‬
‫قرب استنزاف االحتياطي العالمي منه‪ ،‬كان البد من استبدال النفط في بعض استخداماته بطاقات أخرى‬
‫بديلة للحفاظ على البيئة (رسن‪ ،1999 ،‬صفحة ‪.)44‬‬

‫عليه نرى أ ن هناك الكثير من الطاقات البديلة التي من الممكن استغاللها منها المتجددة ومنها الغير‬
‫متجددة ومنها ما هو معروف من قبل اكتشاف النفط‪ ،‬ومن بين هذه الطاقات المتجددة نذكر الطاقة المائية‪،‬‬
‫الطاقة الشمسية‪ ،‬طاقة الرياح‪ ،‬طاقة األمواج‪ ،‬الطاقة العضوية‪ ،‬أما الطاقات غير المتجددة فيمكن أن نذكر‬

‫‪57‬‬
‫منها الطاقة النووية‪ ،‬الطاقة الجيوحرارية‪ ،‬حيث يعتبر هذان النوعان من الطاقة غير متجددين؛ نظراً‬
‫العتمادها على موارد طبيعية غير متجددة بتدهور إنتاجها بمرور الزمن‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن هذه الطاقات البديلة رغم تعدد وتنوع مصادرها إال أنها لن توفر ما يحتاجه العالم‬
‫من نفط المستخدم حاليا ً‪ ،‬وإنما يتم اللجوء إليها لتخفيف الضغط على استخدام النفط فقط الذي أصبح مهدداً‬
‫باالنقراض‪ ،‬وأيضا ً من أجل حماية البيئة التي أصبحت تدق أجراس الخطر؛ نتيجة الثقل المفرط للصناعة‬
‫والنشاطات البشرية األخرى‪ ،‬ومن ثم فإن التنوع في مدخالت الطاقة أصبح أمراً ضروريا ً لتحقيق التوازن‬
‫المطلوب بين االقتصاد والبيئة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫انطالقا ً من كون النفط مورداً طبيعيا ً غير متجدد‪ ،‬وعلى اعتبار أنه كان وال يزال المورد األهم للطاقة‬
‫في العالم‪ ،‬فقد حاولت الباحثة خالل الفصل الراهن معالجة قضية العالقة بين الصناعات النفطية والتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬عبر التعاطي مع مفهوم النفط والنظريات التي ُ‬
‫طرحت لتفسير نشأته‪ ،‬وكذلك مع الصناعات‬
‫النفطية ومراحل إنتاج النفط‪ ،‬ثم تناول مسألة الصناعات النفطية وتأثيرها على البيئة الطبيعية‬

‫وفي األخير تناول التنمية المستدامة وحماية البيئة من الصناعات النفطية‪ ،‬وبالتالي محاولة تحقيق نوع‬
‫من التوازن بين تحقيق الربحية االقتصادية للشركات العاملة في مجال الصناعات النفطية مقابل اضطالع‬
‫هذه الشركات بمسئوليتها االجتماعية اتجاه البيئة الطبيعية التي أهدتها هذا المورد من ناحية‪ ،‬والمجتمع‬
‫المحلي الذي تعمل في كنفه هذه الشركات من ناحية أخرى‪.‬‬

‫وفيما يتصل بالمسؤولية االجتماعية للشركات العاملة في مجال الصناعات النفطية‪ ،‬فلقد أدرك اإلنسان‬
‫حاجته الدائمة للنفط منذ اكتشافه‪ ،‬ولكن مع زيادة االهتمام بقضايا البيئة وتظافر الجهود المحلية والدولية‬
‫لحمايتها‪ ،‬كان على اإلنسان أن يبذل قصارى جهده للتوافق بين حاجته للنفط وبين التحديات التي تواجه‬
‫البيئة بسببه‪ ،‬وهو ما يجعل من مفهوم "التنمية المستدامة" مفهوما ً محوريا ً في عالقته بالمسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات النفطية‪.‬‬

‫حيث يهدف إلى تحقيق التنمية االقتصادية ولكن مع مراعاة حقوق األجيال القادمة سواء في البيئة‬
‫النظيفة أو في نصيبها من الموارد الطبيعية‪ ،‬حيث أصبح البد من ترشيد استخدام النفط وايجاد بدائل طاقوية‬
‫مستدامة تعوض النفط في بعض المجاالت من ناحية‪ ،‬وزيادة اإلنفاق على الممارسات التي تحد من التلوث‬
‫وتعالج آثاره من ناحية أخرى‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالمسؤولية االجتماعية للشركات النفطية اتجاه المجتمع المحلي (والذي يشمل كذلك‬
‫البيئة الطبيعية أيضا ً) الذي تعمل في كنفه‪ ،‬فإن ذلك هو المحور الرئيس لدراستنا الراهنة التي تتصل بدور‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا (منطقة أوجلة)‪ ،‬وبحسب‬
‫ذلك سيتناول الفصل القادم وصفا ً عاما ً للمجتمع الصحراوي في أوجلة‪ ،‬متضمنا ً معالجة الجوانب الثقافية‬
‫واالقتصادية والتاريخية والتركيب السكاني بمنطقة اوجلة من ناحية‪ ،‬ثم معالجة العالقة بين النفط وآثره‬
‫على السكان والتنمية في المنطقة من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫التنمية النفطية وتأثري النفط على املواطنني يف منطقة أوجلة‬

‫‪ 4.1‬موقع منطقة أوجلة‬

‫‪ 4.2‬السكان يف منطقة أوجلة‬

‫‪ 4.3‬تاريخ منطقة أوجلة‬

‫‪ 4.4‬أهم املعامل األثرية يف أوجلة‬

‫‪ 4.5‬احلياة االقتصادية يف أوجلة‬

‫‪ 4.6‬احلياة الثقافية يف أوجلة‬

‫‪ 4.7‬التنمية النفطية وإعادة تنشيط البناء التقليدي يف منطقة أوجلة‬

‫‪ 4.8‬أثر النفط على منطقة أوجلة‬

‫‪ 4.9‬معلومات حول منطقة أوجلة‬

‫‪60‬‬
‫تمهيد‬

‫تقع منطقة أوجلة بين دائرتي عرض ‪ 29.5‬و ‪ 29.20‬شماالً‪ ،‬وبين خطي طول ‪ 21.10‬و‪21.15‬‬
‫شرقا ً‪ ،‬تقع في الجنوب الشرقي من صحراء ليبيا‪ ،‬وتبعد عن العاصمة طرابلس بحوالي ‪ 18.1‬كم‪ ،‬وتبعد‬
‫عن بنغازي بـ ‪ 88٠‬كم من جهة الجنوب‪ ،‬وهي واحة صغيرة‪ ،‬وت ُعد من أقدم الواحات الليبية‪ ،‬وتتمتع واحة‬
‫سميت أوجلة بذلك االسم نسبة إلى بني أوجل وهم بطن من قبيلة جهينة التي‬
‫أوجلة بمناخ صحراوي حار‪ُ ،‬‬
‫كانت تقطن بين يثرب وينبع في الحجاز ثم رحلوا إلى الغرب واستقروا في الواحة (السيد‪ ،2022 ،‬صفحة‬
‫‪.)199‬‬

‫وواحة أوجلة من الواحات الليبية القديمة التي ذُكرت في المصادر المصرية القديمة واليونانية‬
‫والرومانية باسم أوجيال‪ ،‬و كان للواحة أهمية كبيرة حيث أنها كانت تعد مركزاً تجاريا ً له الصدارة وسط‬
‫الصحراء الليبية‪ ،‬وبالرغم من ذلك إال أن أوجلة كانت منطقة صغيرة يحيط بها سور من الطين والحجر‪،‬‬
‫كما إنها منطقة متحضرة ومياهها قليلة ويعتمد أهلها على مياه اآلبار (السيد‪ ،2022 ،‬صفحة ‪.)199‬‬

‫قدي ًما قامت أوجلة بدور تجاري مهم بفضل ما تتميز به من موقع جغرافي‪ ،‬فكانت بمثابة الوسيط في‬
‫حركة التجارة بين الجنوب والشمال‪ ،‬فمنها كانت تصل البضائع والسلع القادمة من الشمال إلى وسط إفريقيا‬
‫عن طريق الواحات التي تقع في وسط الصحراء الكبرى‪ ،‬وفي الجهة المقابلة تتحرك بضائع الجنوب إلى‬
‫الساحل عن طريق منطقة أوجلة‪ ،‬وهي بذلك كانت مركز تجارة الصحراء (األحمر‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)23‬‬

‫وبناء على ذلك يعالج هذا الفصل التعريف بمنطقة أوجلة وأهميتها التاريخية واألثرية‪ ،‬وكذلك‬
‫التغيرات االجتماعية االقتصادية والبيئية التي حلت بمنطقة أوجلة منذ أن جاءت عملية صناعة استخراج‬
‫النفط إلى المنطقة في أوائل الستينات‪ ،‬وكيف أثرت صناعة النفط على منطقة أوجلة صحيا ً وبيئيا ً‬
‫واجتماعيا ً‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ 4.1‬موقع منطقة أوجلة‪:‬‬

‫تعتبر أوجلة إ حدى الواحات العربية الليبية وهي واحه صغيرة جدا وتبعد عن مدينة اجدابيا بنحو‬
‫‪200‬كم جنوبا ً‪ ،‬حيث تقع واحة اوجلة في حوض صغير في القسم الشمالي من المنخفض الكبير حول خط‬
‫طول ‪ 21‬شرقا ً‪ ،‬ويتميز هذا الحوض في اتجاه شمال شرقي جنوبي غربي تقريبا ً على شكل زجاجة عنقها‬
‫ناحية الشرق‪ ،‬وينخفض سطح الحوض بنحو ‪ 30‬مترا عن األرض المحيطة به ‪ ،‬كما يوجد في وسطه‬
‫وادي محدد تحديداً واضحا ً يطلق علية اسم وادي نخفوش ويطلق عليه في قسمه الجنوبي اسم دويل الثعلب‪،‬‬
‫حيث يتسع مجراه نوعا ً ما وتمتد حول حوض أوجلة في جميع االتجاهات‪ ،‬كما ت ُغطى المنطقة المحيطة‬
‫بأوجلة بالرمال والحصى والسرير فهى تعتبر بقعه خضراء محاطة بالصحراء‪ ،‬وكما تنذر فيها األمطار‬
‫فمعدل سقوطها يتراوح بين ‪ 25-10‬ملم سنويا ً كما تستمد الواحة مياهها من الطبقة القريبة من السطح‪،‬‬
‫حيث كانت في ثالثينات القرن العشرين ال يتجاوز عمق المياه السطحية ثالثة أو أربعة أمتار‪ ،‬ولكن اآلن‬
‫فإن مياهها قد غارت وتصل إلى عمق ثالثين متراً فأكثر (حامد‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)107‬‬

‫‪ 4.2‬السكان في منطقة أوجلة‪:‬‬

‫يتكون سكان منطقة أوجلة من جماعات ترجع إلى أ صول مختلفة وتؤكد الروايات أن االواجلة يرجعون إلى‬
‫أصل واحد وقبيلة واحدة‪ ،‬حيث تنقسم إلى أربعة بيوت باإلضافة إلى بعض العناصر الوافدة التي استوطنت‬
‫بالواحة‪ ،‬وأغلب السكان منطقة اوجلة يحترفون الزراعة ولكن قليل منهم يشتغل بالتجارة ويتميزون بالكرم‬
‫والطيبة وحسن الخلق والمعاملة ‪.‬‬

‫‪ 4.3‬تاريخ منطقة أوجلة‪:‬‬

‫أشارت النقوش المصرية القديمة حوالي (‪ )1200‬سنة إلى سكان منطقة اوجلة ومن بينهم الناسامويين‬
‫وهي قبيلة كبيرة جداً كانت منتشرة بين بنغازي وخليج سرت‪ ،‬ويمتدون في الدواخل إلى واحة أوجلة‪ ،‬كما‬
‫يشير المؤرخ اإل غريقي هيرودوت أن قبيلة الناسامويين كانت تترك قطعانها في الصيف على الساحل‬
‫وتذهب إلى مكان في الدواخل اسمه أوجلة لكي تجني محصول الثمر؛ ألنه في أوجلة تنمو أشجار النخيل‬
‫بأعداد كبيرة وهي جميعها من النوع المثمر‪ ،‬وهذه أول اشارة تم الحصول عليها عن الواحة‪ ،‬وكان أهل‬
‫أوجلة يعتقدون بأن أرواح أسالفهم كانت تستشار عن طريق النوم فوق القبور‪ ،‬فإذا رأى النائم في نومه‬
‫رؤيا اعتبرها وحيا ً من سلفه ويتصرف وفقا ً لما رآه في حلمه وقد أشار إلى هذه العادات والتقاليد الشائعة في‬
‫المنطقة المؤرخ اإلغريقي هيرودوت الذي يُعد أهم كتب عن تاريخ المنطقة في العصور القديمة (حامد‪،‬‬
‫‪ ،2007‬صفحة ‪.)106‬‬

‫‪62‬‬
‫إن النوم على القبور له عالقة وثيقة جداً بعبادة السلف‪ ،‬وهذه العادة ترتبط بظاهرتين حضاريتين على درجة‬
‫كبيرة من التعقيد وهما‪:‬‬

‫األولى‪ :‬وهي ظاهرة دفن الموتى وترافقها أفكار دينية عن خلود الحياة ومسؤولية األحياء‪ ،‬كذلك تصاحبها‬
‫علوم معقدة مثل علم األنساب وتفسير األحالم‪ ،‬وفي هذا الصدد تم اكتشاف الحفريات عن تكامل طقوس‬
‫الدفن في مقابر الليبيين منذ فجر التاريخ‪.‬‬

‫الثانيــة‪ :‬إن األســرة التــي تالزمهــا تنظيمــات ال تتــوفر بــدورها إال فــي إطــار حضــاري كامــل يضــم مــا‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تقاليد راسخة ومقدسة دائما ً للزواج والميراث وتوزيع المستويات بين أفراد األسرة الواحدة‪.‬‬
‫‪ .2‬منهج تعليمي متشابه لتربية الصغار وإعدادهم للحياة‪.‬‬
‫‪ .3‬تجمعات بشرية مستقرة تمارس فيما بينها تعاونا ً يكفي لمغالبة مشاكل البيئة بنجاح (البرغوتي‪،‬‬
‫‪ ،1971‬صفحة ‪.)91‬‬

‫كانت أوجلة تلعب دوراً تجاريا ً مهما ً في تاريخها القديم بعد أن أسس المستوطنون اإلغريق مدينة‬
‫قوريني وشقيقاتها في نهاية القرن التاسع في منطقة الجبل األخضر‪ ،‬فازدهرت وتطورت حركة التبادل‬
‫التجاري بين الشمال والجنوب‪ ،‬وكانت منطقة أوجلة واسطة العقد في هذه الحركة التجارية فكانت عن‬
‫طريقها تصل بضائع الشمال إلى أواسط أفريقية عن طريق الواحات التي تقع في وسط الصحراء الكبرى‪،‬‬
‫كما تصل بضائع الجنوب إلى الساحل عن طريق منطقة أوجلة‪.‬‬

‫كما توجد عدة طرق تجارية منها الذي ينطلق من المنطقة الساحلية أوجلة إلى مرزق فوادي عتبة ثم‬
‫شربة ومن ثم إلى أواسط أفريقيا‪ ،‬وهناك طريق تجاري آخر من أوالد قصر عبر الواحات المصرية إلى‬
‫سيوهف أوجلة ومنها إلى متخندوش ثم كاكوس‪ ،‬ومنها يسير عبر الهجار في وسط الصحراء إلى الساحل‬
‫الموريتاني على المحيط األطلسي‪.‬‬

‫كما انتشرت المسيحية في فترة مبكرة في بعض المناطق الليبية ولكن لم تنتشر الديانة المسيحية في‬
‫الكثير من المناطق‪ ،‬فيذكر المؤرخ بركو بيرس القيصري صاحب كتاب العمائر بأن هناك مدينتين يعرف‬
‫كل منهما باسم أوجلة وهما مدينتان قديمتان احتفظتا كلتاهما االقدمين إذ كانوا جميعا ً في خالل الشرك حتى‬
‫يومنا هذا‪ ،‬وتوجد أيضا ً معابد من األزمنة الغابرة مكرسة المون واالسكندر المقدوني‪ ،‬وقد تعودوا األهالي‬
‫فعال أن يقدموا لها القرابين حتى عهد جستنيان وكان في هذا المكان عدد كبير جداً ممن يدعون عبيد الهيكل‬
‫لكن االمبراطور جستنيان أخذ أهبته ال من رعاياه فحسب بل وضع في اعتباره إنقاذ أرواحهم‪ ،‬كذلك قام‬
‫بعناية كل من يعيش هناك من الناس‪ ،‬فحول السكان جميعهم إلى الديانة المسيحية‪ ،‬ومهد السبيل لتبديل‬

‫‪63‬‬
‫عادات أجدادهم وبنى لهم كنيسة ألم الرب لتكون حارسا ً ألمن المدينتين والعقيدة (عبدالعليم‪ ،1966 ،‬صفحة‬
‫‪.)48‬‬

‫‪ 4.4‬أهم المعالم األثرية بأوجلة‪:‬‬

‫من أهم المعالم األثرية في منطقة اوجلة هو مسجد عبدهللا بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬حيث يذهب أهل‬
‫أوجلة إلى القول أن مسجد عبدهللا بن سعد من أقدم المساجد العتيقة في المنطقة‪ ،‬إذ ُ‬
‫شيد في النصف األول‬
‫من القرن األول الهجري وهو ينسب للصحابي عبدهللا بن سعد الذي كان أخ لعثمان بن عفان من الرضاعة‪،‬‬
‫وتذهب الروايات في أوجلة على دفنه بها وأن الذي أكتشف قبره هو الشيخ أحمد الزروق في النصف األول‬
‫من التاسع الهجري‪ ،‬مع أن الكثير من المصادر العربية تذكر أنه توفى ودفن بمقابر قريش بعسقالن‬
‫بفلسطين (باشو و ترجمة‪ ،1999 ،‬صفحة ‪.)319‬‬

‫وقد حاول األستاذ محمد بازامه أن يوافق بين الراويتين فوصل إلى احتمال هو أن يكون عبدهللا بن‬
‫سرح قد غادر عسقالن متخفيا ً بحراً إلى برقة‪ ،‬حيث استمر بواحة أوجلة حتى ادركته المنية إذ أراد عبدهللا‬
‫أن يعتزل الفتنة وهو يعرف مناطق الشمال االفريقي ويحيط بأوفقها له في عزلته من الصراع‪ ،‬وأن بناء‬
‫المسجد الحالي ال يعود لفترة مبكرة وقد قامت مصلحة اآلثار مؤخراً بالكشف عن ضريح عبدهللا بن سعد‬
‫وإشهاره (بازامة‪ ،1994 ،‬صفحة ‪.)276‬‬

‫الجامع العتيق بأوجلة‪:‬‬

‫اكتسب هذا المسجد ميزة خاصة وهي معمار فريد من نوعه والذي يرجع إلى القرن الثاني عشر‬
‫وخضع لعدة عمليات ترميم‪ ،‬ولم يبق من معالمه األصلية إال الرواقيين الرابع والخامس ولقد أدت العوامل‬
‫الجوية وخاصة سقوط األمطار إلى تصدع الجامع‪ ،‬وأدى ذلك إلى عدم إقامة الصالة به وفي بداية‬
‫الثمانينات من القرن العشرين قامت مصلحة اآلثار بترميم المسجد‪.‬‬

‫إن بناء المسجد العتيق بمثابة المخروطية المستوحاة من الطراز اإلفريقي الذي يجعله متميزاً وفريداً‬
‫من نوعه في ليبيا‪ ،‬ويالحظ أنه تم استعمال الحجر الجيري في بناء أقواس وقباب وجدران المسجد وتم‬
‫استخدام المالط الطيني في بنائه‪ ،‬وقد تم قطع الحجارة المستعملة في البناء بطريقة دقيقة وذات أبعاد منسقة‪،‬‬
‫كذلك تم استعمال جذوع النخيل كقنوات لتصريف المياه األمطار من سطح المسجد‪.‬‬

‫ويعتبر مسجد عبدهللا بن سعد من المساجد األقدم تاريخيا ً من جامع العتيق‪ ،‬ولكن يصح أن يقال أن‬
‫ثمانمائة عام أو أكثر قد مرت على بناء الجامع العتيق‪ ،‬وأن الرواقيين الرابع والخامس هما أقدم عهداً‬
‫ويعودان إلى عصر تأسيس المسجد (حامد‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)115‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ 4.5‬الحياة االقتصادية بأوجلة‪:‬‬

‫اهتم سكان الواحه بالزراعة بصفه عامة‪ ،‬ولتوفير المياه بكثرة بالواحة أصبح سكان منطقة اوجلة‬
‫يهتمون بالزراعة المروية كالشعير والدخان والقصب والخضراوات كالفلفل والطماطم والثوم والبصل‬
‫والبطيخ والملوخية وهذا لالستهالك المحلي‪ ،‬ولكن المحصول األساسي للواحة والذي اهتموا به االواجلة‬
‫واعتمدوا عليه اقتصاديا ً‪ ،‬هو زراعة شجر النخيل ألنه يمتاز بجودته العالية ووفرة إنتاجه‪ ،‬ومن المعروف‬
‫أن التمر األوجلي له قدرة على المنافسة في االسواق المجاورة خاصة مصر‪ ،‬واشتهر التمر االوجلي‬
‫بالصعيدي األوجلي‪ ،‬تمييزاً عن الصعيدي المصري‪.‬‬

‫ولكن من الصعب التكهن بأعداد النخيل الموجود في منطقة أوجلة‪ ،‬بسبب افتقاد اإلحصاءات الدقيقة‬
‫حول ذلك‪ ،‬ولكن الرحالة باشو قدر عددها باثني عشر ألف شجرة‪ ،‬بينما ذكرها هاملتون بــ(‪ )16000‬نخلة‪،‬‬
‫ولكن هذه االرقام تنقصها الدقة‪ ،‬إال أنه يمكن القول أن أوجلة ظلت تزود األسواق بتمورها الممتازة‪ ،‬إما‬
‫بيعا ً أو مقايضة بسلع تحتاجها الواحة (فيرو‪ ،1983 ،‬صفحة ‪.)319‬‬

‫حيث ابتكر االواجلة أماكن لتخزين تمورهم لكي ال تفسد إلى وقت الحاجة إليها سواء استهالكا ً أو‬
‫بيعا ً‪ ،‬وقاموا بعمل كوخ مخروطي الشكل ينصب في وسط باحة المنزل‪ ،‬ومصنوع من سعف النخيل‪ ،‬كذلك‬
‫امتهن االواجلة حرفا ً أخرى ومن أهمها حرفة التجارة‪ ،‬وامتلكوا اإلبل واأجروها إلى غيرهم‪ ،‬واستعملوها‬
‫كأدالء للقوافل‪ ،‬وذلك لمعرفتهم بالصحراء ودروبها‪.‬‬

‫وقد ذكر بن القيسي الملقب بابن مليح مشاهداته خاصة فيما يتعلق بالناحية االقتصادية لمنطقة اوجلة‪،‬‬
‫وقد وصف الواحة بأن خيرها وفير تجلب لها األرزاق مثل اللحم والسمن والشحم‪ ،‬الذي يجلب لها من‬
‫الشمال عن طريق القوافل التي تحيط رحالها بالواحة ليالً ونهاراً قادمة من الجنوب والشمال‪.‬‬

‫وقد ذكر الشيخ أحمد الزروق الذي وطن الواحة لمدة طويلة ودرس بها في قصيدة مطولة على أهل‬
‫أوجلة وما اتصفوا به من كرم وخلق حسن‪ ،‬وما كانوا يشتغلون به جاء فيها (بازامة‪ ،1994 ،‬صفحة ‪:)280‬‬

‫إلى مـــــــــصر‬ ‫أواجلـــــــــــة قــــــــــــــــوم يـــــــــــــــــــسوقون عيرهــــــــــــــــــــم‬


‫والــــــــــــــسودان في طلـــــــــــــــب التــــــــــــبر‬

‫وأكــــــــــا ومـــــــــــا كــــــــــيني‬ ‫كالمهـــــــــــــم ســــــــــــــوقات في كـــــــــــل مــــــــــــوطن‬


‫علــــــــــــــــــى أمــــــــــــــــد الـــــدهر‬

‫رأوا‬ ‫مــــــــــــــــا‬ ‫واذا‬ ‫اذا مـــــــــا نخـــــــــــــال تطــــــــــــــــــــيش عقــــــــــــــــــــولهم‬


‫قفـــــــــــــــــــــــــال كلــــــــــــــــــــــهم يجـــــــــــــــــــــري‬

‫‪65‬‬
‫كما كرس السكان حياتهم من سن مبكرة للترحال‪ ،‬وقد بدأت تجاربهم العملية األولى بالتوجه إلى‬
‫الشمال وخاصة منطقة الجبل األخضر لمقايضة تمورهم بالسمن والشحم والحيوانات‪ ،‬والذين يقومون بهده‬
‫الرحالت هم الشباب‪ ،‬حيث ال تحتاج إلى خبرات واسعة‪ ،‬أما الرجال ذو الخبرة الواسعة في مجال الترحال‬
‫فوجهتهم كانت إلى تمبكتو ووادي؛ نظراً لما تحتاجه هذه الرحالت من صبر ألنها قد تطول سنوات طويلة‪.‬‬

‫كما تحمل القوافل إلى جنوب الصحراء األقمشة والسكر والمنسوجات والبضائع األوروبية ومن ثم‬
‫تعود محملة بالتبر والعاج وريش النعام والرقيق واألصباغ وغيرها إلى منطقة أوجلة ومنها إلى القاهرة عن‬
‫طريق سيوه أو بنغازي ثم اسطنبول أو أزمير‪.‬‬

‫ولكن انعكس هذا النشاط االقتصادي على الحياة االجتماعية في الواحة وأدى بأهلها إلى االستقرار‬
‫والعمران وبناء المساكن‪ ،‬فقد أشار البكري إلى ذلك بقوله ( وهي مدينة عامرة كثيرة النخل‪ .....‬وبمدينتها‬
‫مساجد و أسواق) كما ذكر اإلدريسي هذا االستقرار والترف حيث قال (وأوجلة مدينة صغيره متحضرة‪...‬‬
‫فيها قوم ساكنون‪ ...‬كثيرة التجارة) (بازامة‪ ،1994 ،‬صفحة ‪.)285‬‬

‫‪ 4.6‬الحياة الثقافية بأوجلة‪:‬‬

‫إذا بحثنا في الجوانب الثقافية للواحة سوف نجد أن الظروف الطبيعية قد فرضت عليها نوعا ً معينا ً من‬
‫العلوم خاصة علم الفلك‪ ،‬الذي يمكن أن يساعدهم من السيطرة على الصحراء و دروبها‪ ،‬لذلك حرص اآلباء‬
‫على توريث هذا العلم ألبنائهم وأحفادهم وتعليمه‪ ،‬فقد حضر الرحالة جان باشو إحدى هذه الدروس وقد‬
‫شبهها بمحاضرات في األكاديميات المتخصصة‪ ،‬قام بدعوة األوروبيين لحضور هذه الدروس حيث قال (‬
‫تشكل عتبة الكوخ المرصد الخاص بهم‪ ،‬وتشكل أبصارهم الثاقبة المنظار الفلكي‪ ،‬حيث يستطيعون التجول‬
‫بسهولة ويسر في جميع أنحاء الصرح الصافي فوق رؤوسهم‪ ،‬فليذهب األوروبيين لحضور الدروس‬
‫الرعوية في تلك األكاديميات الصحراوية‪ .‬إن الغاية تستحق المشقة‪ ،‬ليذهب ويجلس أمام الكوخ البدائي على‬
‫الرمال التي تنعشها نسمات الليل بين الشيوخ والنساء واألطفال‪ ،‬وسوف يرى أن شيخ القرية الذي ينتعش‬
‫شكله الوقور تحت سناء ضوء القمر وهو يشير بصوته وحركاته إلى األبراج المختلفة‪ ،‬سوف يسمع هذا‬
‫األوروبي أوصافا ً ويرى دوائر وشبه دوائر تتعلق بالكواكب‪ ،‬وعن حصر النجوم الثابتة وأسمائها التقليدية‬
‫المعروفة (مروان‪ ،2007 ،‬صفحة ‪ .)174‬مع القليل من التصحيف والتحريف الناجم عن اللغة والرواية‪،‬‬
‫سوف يراه وهو يحدد الطرق التي توجد وسط السهول الصحراوية والتي توجد مرسومة في عنان السماء‪،‬‬
‫سوف يشعر هذا األوروبي بالذهول من بساطة كلماته األبوية ومن انتباه الحضور الوقور‪ ،‬وسوف يسمع‬
‫الشباب وهم يرددون بقنوط شديد دروس ذلك الشيخ الهرم)‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫لم تقتصر الحياة الثقافية بالواحة على تلك الدروس الفلكية‪ ،‬وإنما كان يوجد بها تعليم تقليدي في‬
‫الكتاتيب والزوايا مثل زاوية الكبيرة‪ ،‬و زاوية حمودة بن علوه‪ ،‬وقد نبغ العديد من االواجلة خاصة في علوم‬
‫الفقه‪ ،‬فعلى سبيل المثال برز الشيخ محمد صالح بن سليم األوجلي الذي كان له ثالثة عشر كتابا ً معظمها في‬
‫أصول الفقه (مروان‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)176‬‬

‫‪ 4.7‬التنمية النفطية وإعادة تنشيط البناء التقليدي في منطقة أوجلة‪:‬‬

‫أ‪ .‬عوامل التغير في الواحة‪( :‬النفط‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الدولة)‪:‬‬

‫يعتمد االقتصاد التقليدي في أوجلة على إنتاج التمور وكذلك على مساحات صغيرة من زراعة الكفاف‬
‫التي بدأت تظهر حديثا كاستجابة مباشرة إلى التغيرات التي تتأثر بالمحركات من الداخل‪ ،‬فثمار أشجار‬
‫النخيل من التمور كانت مهمة بشكل كبير جداً وتمثل الغذاء الرئيسي لبدو برقة من مربي اإلبل الذين كانوا‬
‫يهاجرون جنوبا ً سنويا ً إلى أوجلة لمدة ثالثة أو أربعة أشهر في كل موسم‪ ،‬ولكن أشجار النخيل تخلت عن‬
‫مكانها لزراعة الخضروات التي أصبحت المصدر األساسي القتصاد الواحة‪ ،‬هذه الوضعية ظهرت مع‬
‫ظهور وتطور النفط‪ ،‬وتوسعت وتطورت المؤسسات الحكومية في منطقة الواحات‪ ،‬وكالهما ظهرت في‬
‫بداية الستينات‪ ،‬وأن األموال النقدية المتحصل عليها هي من العمل مع شركات النفط وكذلك من الوظائف‬
‫الحكومية‪ ،‬ومن تسويق الفائض من إنتاج المزارع من الخضروات التي أعطت القدرة المبدئية على تطور‬
‫وتنمية اقتصاد السوق في الواحة‪ ،‬كذلك تم جلب مواد وتقنيات من خارج الواحة للمساعدة على زيادة إنتاج‬
‫المزارع‪ ،‬كذلك قاموا بتحسين وسائل المواصالت‪ ،‬وساهمت أيضا ً في االنتعاش االقتصادي فيها‪.‬‬

‫إ ن التوليفة التي تتكون من وجود صناعة النفط في المنطقة وقدرات االواجلة هي التي جعلت الواحة‬
‫في اتحاد حقيقي مع االقتصاد الليبي الوطني والمجتمع الليبي بشكل عام‪ ،‬تماشيا ً مع األوضاع في سنة‬
‫(‪ )1969‬كانت هناك (‪ )152‬مزرعة عاملة في الواحة‪ ،‬وكان متوسط مساحة المزرعة ‪ acre 0.05‬وكان‬
‫إنتاج هذه المزارع غزيراً‪ ،‬وكان يوجد بكل مزرعة تقريبا ً بئرها الخاص‪ ،‬وكان هناك حوالي (‪ )114‬بئراً‬
‫من هذه اآلبار مركبة عليها مضخات مياه أكثر تم شراء هذه المضخات بقروض من المصرف الوطني‬
‫الليبي (أغسطيني و ترجمة وتقديم خليفة التليسي‪ ،1978 ،‬الصفحات ‪.)551-550‬‬

‫وبالرغم من القدرة اإلنتاجية العالية لمزارع الواحة‪ ،‬إال أن يوجد الكثير منها كان مهمالً‪ ،‬وعليه كان‬
‫انخفاض عدد المزارع في أوجلة واضحا ً جداً‪ ،‬ففي عام (‪ )1934‬حيث قدر الجغرافي اإليطالي اميليو‬
‫سكارين عدد من المزارع في واحة أوجلة بحوالي (‪ )176‬مزرعة‪ ،‬ولعل من أحد أسباب انخفاض عدد‬
‫المزارع في الواحة في وقتنا الحاضر عما كانت عليه في عام (‪ )1934‬يعود إلى هجرة الكثير من سكان‬
‫الواحة خالل العقدين الثاني والثالث من هذا القرن إلى المناطق الساحلية؛ بسبب توفير فرص العمل نتيجة‬
‫النشاط االستعماري في الشمال‪ ،‬وهذا النشاط كان شبه مفقود في مناطق الواحات‪ ،‬وبالرغم من عودة الكثير‬
‫من المهاجرين وأبنائهم وأحفادهم إلى أوجلة بعد ظهور صناعة النفط فيها‪ ،‬إال أن المزارع التي تم إحياؤها‬

‫‪67‬‬
‫حديثا ً لم تصل إلى الرقم الذي كان موجوداً فيها في السابق‪ ،‬ويرجع سبب ذلك إلى أن العائدين يجمعون‬
‫األرض التي ورثوها ومصادر إنتاجهم األخرى مع أقاربهم من أجل إنشاء مزارع أكثر إنتاج من تلك‬
‫االنتاج الذي يمكن تحقيقه في سنة ‪( 1934‬الزوي‪ ،2007 ،‬الصفحات ‪. )472-467‬‬

‫وإذا تناولنا هذه القضية بالتفصيل فسوف نجد أن (‪ )76‬من مالك المزارع في الواحة في الوقت‬
‫الحاضر والبالغ عددهم حوالي (‪ )152‬مالكا ً متفرعون لل عمل بمزارعهم كل الوقت‪ ،‬ومعظمهم إنتاج‬
‫مزارعهم يعرضونا للبيع‪ ،‬كما يوجد حوالي (‪ )200‬مواطن من سكان الواحة يعملون في الحقول النفطية‬
‫المحيطة بالواحة أغلبهم يقومون برحالت يومية للعمل إلى الحقول النفطية ويعودون في المساء إلى بيوتهم‪،‬‬
‫وبعضهم يعمل كمراقبين للعمل أو عماالً فنيين أو عماالً عاديين‪ ،‬بعضهم اآلخر يعمل في الحفارات التي‬
‫تنقب عن النفط‪ ،‬لكن األ غلبية العظمى يقومون باألعمال الروتينية في الحقول‪ ،‬ولكن القلة الذين ال يعودون‬
‫من أعمالهم يوميا ً‪ ،‬يأتون إلى الواحة بعد بضعة أسابيع أو شهور لقضاء إجازة تتراوح مدتها بين خمسة‬
‫وستة أيام مع عائالتهم‪ ،‬مما يجعلهم يحتفظون بالروابط الوثيقة مع أسرهم‪.‬‬

‫كذلك الحكومة المحلية تقوم بتوظيف عدد كبير من األشخاص‪ ،‬يبدأ من المدير إلى ما ال يعد وال‬
‫يحصى من الموظفين الصغار‪ ،‬حيث يبلغ عدد الذين يتقاضون مرتبات كاملة من الدولة حوالي (‪)81‬‬
‫شخصا ً‪ ،‬وهذا العدد يضم حوالي(‪ )15‬مدرسا ً‪ ،‬و(‪ )13‬إماما ً‪ ،‬و(‪ )6‬مؤذنين‪ ،‬ومجموعة من الموظفين في‬
‫المكاتب اإلدارية للواحة وموظفي المكتب الزراعي‪ ،‬واألشخاص العاملين في العيادة الصحية‪ ،‬وعدداً كبيراً‬
‫من الخفراء والفراشين والسعاة (الزوي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)480‬‬

‫يمكن القول مما سبق أن أغلب المتطلبات العامة في منطقة أوجلة قد تمت تلبيتها من خالل المصادر‬
‫التقليدية‪ ،‬ومن خالل البرامج التي تقدمها الدولة سواء على المستوى الوطني أو المحلي في مجتمع الواحة‪،‬‬
‫وأن هذه البرامج يجب أن تكون محفزة إلحداث تغييرات مهمة في الواحة‪ ،‬فيجب أن تكون المدارس‬
‫مدعومة كليا ً من قبل الدولة‪ ،‬بما في ذلك رواتب المدرسين والعاملين‪ ،‬كما ويجب أن تقدم الدولة للتالميذ‬
‫الكتب ووجبة اإلفطار مجانا ً‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقليدية في مواجهة النمو والتنمية‪:‬‬

‫إن قوة التحديث قد مست العديد من أوجه الحياة في أوجلة‪ ،‬التي نشأت بسبب تأثيرها العام في‬
‫األوضاع االجتماعية‪ ،‬كذلك ساعدت على نمو المؤسسات التي ال تعتمد على القرابة‪ ،‬كما ساعدت على‬
‫اختفاء دور بعض الواحة القرابية الكبيرة‪ ،‬فمعظم الوظائف االجتماعية واالقتصادية التي تقوم بها‬
‫الجماعات القرابية أصبحت تقوم بها المؤسسات الجديدة‪ ،‬وأن أعضاء الجماعات األخيرة رجال كونوا‬
‫جماعات ليس على أساس روابط قرابية تربطهم رابطة الدم أو على اساس روابط الجيرة‪ ،‬وإنما بسبب‬
‫ارتباط بعضهم مع بعض بتأثير وتوفير فرص العمل الجديدة‪ ،‬والسهولة النسبية للحركة‪ ،‬والتمتع أكثر بوقت‬
‫الفراغ‪ .‬إن العمل مع شركات النفط ومع الدولة إضافة إلى وسائل النقل والمواصالت الحديثة في الواحة‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫سهلت كثيراً عملية نمو جماعات جديدة من فئة الشباب لديهم اهتمام لم يسبق له مثيل بقضايا المجتمع بشكل‬
‫كبير وموسع‪.‬‬

‫وبالرغم من أن بعض البناءات االجتماعية بدأت تفقد أهميتها‪ ،‬فإن هذا ليس هو الحال بالنسبة للجميع‪،‬‬
‫وكما رأينا فإن الوحدة االجتماعية االقتصادية المكونة من األخوة تأثرت بقوى التحديث بشكل معكوس‬
‫(الخجخاج‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪.)125-120‬‬

‫أما تقديم الدخل النقدي على الواحة لم يعمل فقط على منع الرجال من الذهاب إلى الساحل لكنه عمل‬
‫أيضا ً على جذب الكثير من المهاجرين للعودة إلى الواحة‪ ،‬ففي الماضي هاجر الكثير من األشخاص إلى‬
‫المناطق الساحلية لكي يجمعوا مقداراً من المال ثم يعودون إلى واحتهم‪ ،‬ولكن اآلن يسعون إلى العمل مع‬
‫الحكومة المحلية وشركات النفط‪ ،‬كما يسعون أيضا ً إلى تطوير المناهج الزراعية الجيدة‪ ،‬وزراعة‬
‫المحاصيل النقدية‪ ،‬والعمل على تبني طرق الحياة األكثر راحة‪ ،‬والحصول على فرص أكبر لتكوين‬
‫الصداقات الحميمة بين صغار السن من الرجال‪ ،‬وهي عوامل عملت كمغناطيس لجذبهم إلى الواحة‪ ،‬بينما‬
‫كانت النزعة العادية هي ظهور درجة معينة من الصراع بين األخوة الذين كانوا مرتبطين ببعضهم مع‬
‫بعض عن طريق االقتصاد المعيشي التقليدي‪ ،‬كذلك فإن تقديم الدخل النقدي ساعدهم كثيراً على المحافظة‬
‫على درجة من االستقاللية في حياتهم اليومية التي لم تكن متاحة لهم من قبل‪ ،‬ورغم ذلك فإن هناك الكثير‬
‫من األخوة استمروا يعيشون مع بعضهم ويشتركون في المزرعة التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم‪ ،‬كما أن‬
‫الكثير من ا لذين استمروا في المشاركة وتحسنت أوضاع الدخل لديهم والتي سمحت لهم بتقسيم العمل‬
‫وسمحت لهم بدرجة كبيرة من االستقاللية كانت غير موجودة في االقتصاد التقليدي‪.‬‬

‫كما عمل أهالي منطقة اوجلة للمحافظة على الكثير من األبنية التقليدية في المنطقة‪ ،‬ولكن العديد منها‬
‫تغير كذلك استجابة لقوى خارجية‪ ،‬ألن أنماط التغير في الواحة كانت إلى حد ما غير متساوية وكانت في‬
‫بعض األحيان متناقضة‪ ،‬كذلك كان من الصعب تحديد شكل عملية التطور والتحديث في الواحة‪ ،‬وإذا‬
‫وضعنا هذه العملية على متصل تغيير وتنمية المجتمع المحلي‪ ،‬فإنه سوف تقع في مكان ما في األرض‬
‫المحايدة بين ما يس ميه دالتون (النمو بدون تنمية) و(التنمية االقتصادية واالجتماعية) أي أنه إذا خرجت‬
‫أوجلة من نمط اقتصادي معاشي وزراعي‪ ،‬فإنها ال تستطيع أن تصل إلى النقطة التي تحافظ فيها على‬
‫االندماج في المجتمع الليبي الكبير‪ ،‬مثل هذه الوضعية على أية حال من الصعب تحقيقها في المرحلة‬
‫الحالية‪ ،‬فالمجتمع الليبي الكبير نفسه لم يصل بعد إلى صورة االندماج الكامل من حيث( التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية) (الخجخاج‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪.)130-127‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 4.8‬أثر النفط على منطقة أوجلة‪:‬‬

‫من خالل المقابالت التي أجرتها الباحثة مع المسؤولين في منطقة أوجلة‪ ،‬فقد وصفوا الوضع بالكارثي‬
‫وكما يرون أن مدن الواحات الليبية وخاصة منطقة أوجلة‪ ،‬في جنوب شرق البالد تعاني أوضاعا ً بيئية سيئة‬
‫جداً‪ ،‬نتيجة الغازات المنبعثة من استخراج النفط وحرق الغاز‪ ،‬وانتشار بحيرات الزيت في مساحات واسعة‬
‫بالقرب منها‪ ،‬والتي يسميها السكان (البؤر المسمومة) كما تعتبر هذه المناطق الصحراوية من أغنى‬
‫المناطق الليبية بالنفط‪ ،‬وتنتشر فيها اآلبار بشكل كبير‪ ،‬ولكن تعاني من التلوث الذي يؤثر بشكل سلبي على‬
‫السكان‪ ،‬في غياب أي التفات من الجهات المختصة‪.‬‬

‫كما أن الضرر في منطقة أوجلة لم يقتصر على الجانب البيئي والزراعي فقط‪ ،‬ولكن تعداه إلى‬
‫الجانب الصحي‪ ،‬حيث تسبب الغازات المنبعثة من استخراج النفط في حدوث العديد من األمراض‪ ،‬من‬
‫بينها أمراض السرطان وااللتهابات الحادة في العيون والعقم‪.‬‬

‫كما أكد المسؤولون في منطقة أوجلة أن الشركات النفطية وصلت إلى القيام بالتنقيب داخل أراضي‬
‫المزارعين دون تقديم أي تعويض لهم‪ ،‬األمر الذي سبب لهم ضرراً على عدة مستويات‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫الشركات شركة ونترشال األلمانية والتي قامت بحفر بئر نفط داخل أراضي المواطنين التي يسكنون فيها‪،‬‬
‫والذي سبب لهم ضرراً بالغا ً ولم تقم الشركة بتعويضهم او تقديم أي شيء لهم‪.‬‬

‫‪ 4.9‬معلومات حول منطقة أوجلة ‪:‬‬

‫منطقة أوجلة قبل النفط وبعده‪:‬‬

‫شهدت ليبيا خالل الفترة من (‪1969‬إلى‪ )1977‬تطورات سياسية واقَتصادية واجتماعية؛ نتيجة‬
‫اكتشاف النفط وتصديره منذ عام (‪ ، )1958‬حيث طرأ على المجتمع في ليبيا تغيرات اقتصادية واجتماعية‬
‫واضحة المعالم‪ ،‬فحدثت نقلة كبيرة في المجتمع الليبي بعد أن تغير شكل االقتصاد الليبي من اقتصاد‬
‫زراعي إلى اقتصاد يعتمد على النفط بشكل واضح‪ ،‬حيث أصبحت (‪ )%99‬من صادرات ليبيا من النفط‪،‬‬
‫وهو ما نتج عنه نمو كبير في الدخل القومي الليبي‪ ،‬وهو ما انعكس بعد ذلك على العديد من التغيرات التي‬
‫طرأت على الهياكل االجتماعية ومستويات التعليم والصحة في الستينيات وما تالها من القرن العشرين‬
‫(صالح‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)257‬‬

‫‪70‬‬
‫اشتهرت منطقة أوجلة في ليبيا بالزراعة وخاصة زراعة التمور حيث تنتج أجود انواعه في ليبيا‪ ،‬كما‬
‫وكانت تعتبر منطقة تبادل تجاري للقوافل بين الشمال الليبي والجنوب وصوالً إلى بلدان أفريقية مجاورة في‬
‫أزمنة غابرة‪.‬‬

‫حيث تم اكتشاف النفط في ليبيا في أواخر خمسينات القرن الماضي‪ ،‬وبدأ عملية اإلنتاج في بداية‬
‫الستينات ومعظم هذه االكتشافات في منطقة الواحات والمناطق الصحراوية المجاورة لها التي أصحبت‬
‫تنتج قرابة ثلثي نفط ليبيا‪ ،‬هذا باإلضافة إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي‪ ،‬وقدر التقرير الصادر عن‬
‫(المؤسسة الوطنية للنفط) كميات الغاز المنتجة في حقول شركة ازويتينة في الربع األول من عام ‪2018‬‬
‫بــ(‪ 251‬ألف) قدم مكعب من الغاز حيث انتج حقل (أ‪ 11( )103‬ألف) قدم مكعب‪ ،‬والحقل (د‪ )103‬أنتج في‬
‫الفترة ذاتها (‪ 240‬ألف) قدم مكعب‪.‬‬

‫كما شهدت ليبيا في نهاية العهد الملكي نهضة تنموية كبيرة جداً مع اكتشاف النفط الذي استفادت من‬
‫عائداته مدن الشمال أكثر من مدن الجنوب‪ ،‬ولم يضف أي نص دستوري يحدد حصة المناطق التي‬
‫استخرجت من باطن أرضها الثروات النفطية‪ ،‬وحقها من المشاريع التنموية‪ ،‬وظلت مناطق الواحات تعتمد‬
‫في اقتصادها بعد النفط كما قبله على الزراعة بشكل شبه تام‪.‬‬

‫ومن خالل قيام الباحثة بزيارة منطقة أوجلة وإجراء مقابالت مع المسؤولين تم جمع أهم المعلومات‬
‫(‪)1‬‬
‫حول المنطقة أبرزها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬لنفط داخل المخططات السكنية‪:‬‬

‫تمتاز منطقة أوجلة باإلضافة إلى مزارع النخيل بوفرة آبار كثيرة من النفط حيث تضم آبار نفط داخل‬
‫مخططاتها السكنية وقرب مزارع المواطنين‪ ،‬هذا من المؤكد أن له أثر سلبي في المنطقة وسكانها‪ ،‬فهناك‬
‫شركات تمتلك عدد كبير من اآلبار النفطية منها شركة ونترشيل األلمانية والتي تملك حوالي (‪ )60‬بئراً في‬
‫منطقة الواحات‪ ،‬البعض منها مهجور وبعضها اآلخر مازال ينتج النفط‪ ،‬أما شركة الخليج العربي الليبية‬
‫تمتلك حوالي (‪ )380‬بئراً وهذه اآلبار تنتج ما يعادل (‪ 180‬الف) برميل في اليوم‬

‫‪ -2‬ظهور بوادر التلوث‪:‬‬

‫مع بداية األلفية الجديدة وفي العقد األخير لحكم النظام السابق للبالد‪ ،‬بدأت تظهر بوادر التلوث البيئي‬
‫بشكل واضح وهذا التلوث ناتج عن عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه في الواحات‪ ،‬مما أدى هذا التلوث‬
‫إلى انتشار األمراض كالسرطان‪ ،‬وأمراض التنفس‪ ،‬واالضطرابات المعوية‪ ،‬وحاالت العقم‪ ،‬واإلجهاض‪،‬‬
‫وتشوهات األجنة بين المواطنين؛ نتيجة النبعاث الغازات والمخلفات من شركات النفط المجاورة لمدن جالو‬

‫(‪ -)2‬ت حصلت الباحثة على هذه المعلومات من خالل إجراء مقابالت شخصية مع المسؤولين في منطقة اوجلة‬

‫‪71‬‬
‫وأجخرة و أوجلة‪ ،‬نظراً إلى عدم وجود رقابة حقيقية من قبل الدولة على هذه الشركات وعدم التزامها‬
‫بمعايير السالمة البيئية‪.‬‬

‫حيث قام أهالي منطقة الواحات برفع شكاوي كثيرة إلى المسؤولين ولكن بدون جدوى‪ ،‬وهذا ما جعلهم‬
‫يقومون باعتصام عام (‪ )2006‬احتجاجا ً على ما تتعرض إليه مناطقهم من تلوث للبيئة وكذلك إفساد‬
‫للمحاصيل وإصابة األهالي باألمراض‪.‬‬

‫‪ -3‬إجهاض وسرطان وأمراض للنخيل‪:‬‬

‫إن المخلفات النفطية تسببت بكارثة بيئية للمنطقة حيث أدت إلى زيادة في معدالت اإلجهاض لدى‬
‫الحوامل واإلصابة بمرض السرطان‪ ،‬حيث آخر ما رصد من أمراض في بداية العام (‪ )2015‬خالل الفترة‬
‫التي توقف فيها إنتاج النفط الليبي هو أن األبخرة المتصاعدة من مخلفات النفط التي كانت نتيجة الحرارة‪،‬‬
‫تسببت بعدد من أمراض العيون للسكان‪ ،‬هذا وقد اتضح من خالل العالج والتقارير الطبية الصادرة أن‬
‫سبب تلك األمراض الطارئة على منطقة اوجلة هو بخار حقول النفط وآباره‪ ،‬وأن هذا الضرر لم يضر‬
‫اإلنسان فقط بل أن أضراره لحقت حتى المحاصيل الزراعية‪ ،‬وكذلك من العيوب الفنية لعمليات اإلنتاج‬
‫التي تسببت أضرار بيئية كبيرة للمنطقة هو أن آبار المياه مصاحبة آلبار النفط ومالصقة لها والتي كان لها‬
‫أثر كبير جداً على سالمة المياه الجوفية التي سببت ضرر بالمزارع‪ ،‬خاصة المنتجة للتمور منها‪ ،‬حيث‬
‫أدى إلى شح المحصول نتيجة إصابة األشجار بأمراض مثل الحشرة القشرية الحمراء التي تسببها عوادم‬
‫النفط‪ ،‬سواء التي تتسرب إلى الجو أو إلى المياه الجوفية‪.‬‬

‫‪ -4‬غياب الرقابة وجشع الشركات‪:‬‬

‫إن الضرر البيئي على منطقة أوجلة الناتج من المخلفات النفطية يعتبر كارثي وأن عدم مراعاة شروط‬
‫السالمة البيئية من الشركات المنتجة للنفط‪ ،‬وتجاهل الدولة نداء السكان‪ ،‬لو لم يتم معالجته فإن الكارثة‬
‫ستتفاقم‪ ،‬مع زيادة معدالت التلوث يوميا ً‪.‬‬

‫كما يرجع ارتفاع نسبة التلوث إلى شجع الشركات وتركيزها على األرباح فقط‪ ،‬وأن معظم هذه‬
‫الشركات تعمل بالمعدات ذاتها في حفر اآلبار‪ ،‬وأن نتيجة تهالكها وقدمها أدى إلى حدوث عمليات تسريب‬
‫بشكل متواصل أثناء إ جراء عمليات الحفر‪ ،‬كذلك نجد هناك بحيرات من المخلفات النفطية باتت تظهر على‬
‫السطح قرب المناطق السكانية نتيجة توالي عمليات التسريب‪.‬‬

‫وفي هذا السياق وجهت منظمة " الركب البيئية للسالمة وحماية البيئة " في بيانات كثيرة لها‪،‬‬
‫ووجهت اتهامات إلى شركة ليبية وثالث شركات أمريكية شريكة لها‪ ،‬بالتسبب في أزمة بيئية في منطقة‬
‫اوجلة؛ بسبب عدم التزامها بمعايير وقواعد السالمة المتعارف عليها دوليا ً لحماية البيئة المحيطة بحقول‬
‫النفط المنتجة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫كما حملت المنظمة الشركة المسؤولة عن هذا الحقل الذي يقع في منطقة أوجلة مسؤولية انتشار‬
‫حاالت الحساسية الجلدية‪ ،‬واإلجهاض‪ ،‬وأمراض السرطان‪ ،‬والتهاب الصدر‪ ،‬والعيون في المنطقة‪ ،‬نتيجة‬
‫عمليات االستخراج النفط وغيرها التي تقوم بها الشركة‪.‬‬

‫كما اتهمت المنظمة "شركة الواحة" بعدم االلتزام بالمعايير والقواعد المقبولة أثناء عمليات اإلنتاج‪،‬‬
‫حيث تقوم الشركة بضخ المياه المصاحبة للنفط في برك سطحية مجاورة للحقول‪ ،‬بدالً من حقنها في طبقات‬
‫عميقة تحت سطح االرض‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫إ ن عملية تحديث مجتمع منطقة أوجلة يتقدم بخطى كبيرة وملحوظة في بعض األوجه أكثر من‬
‫غيرها‪ ،‬إال أن منطقة اوجلة ال تزال تحافظ على الحياة التقليدية وحيويتها بشكل عام‪ ،‬ومع ذلك فإن قوة‬
‫التحديث باتت أكثر تأثيراً من ذي قبل على البنى االجتماعية المختلفة‪ ،‬حيث أصبحت تساهم في تحسين‬
‫حياة السكان في المنطق ة‪ ،‬وهو األمر الذي ال يتصل بعمليات التنمية االقتصادية وحسب‪ ،‬بل يتعدى ذلك إلى‬
‫التنمية االجتماعية بمختلف أبعادها التعليمية والصحية والثقافية والرفاه االجتماعي‪.‬‬

‫ً‬
‫فضال عن االقتصادية لمنطقة أوجلة‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫وعلى الرغم من األهمية التاريخية واألثرية‪،‬‬
‫تاريخها الضارب في القدم‪ ،‬فلقد بات النفط في المنطقة والتي تمتلك احتياطيات كبيرة منه‪ ،‬نقمة على‬
‫المجتمع في هذه المنطقة أكثر منه نعمة‪ ،‬حيث جلب التلوث للتربة وللهواء وللمياه‪ ،‬وهو األمر الذي انعكس‬
‫على جودة حياة المواطنين هناك‪ ،‬من النواحي الصحية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وذلك في ظل غياب‬
‫االستفادة الحقيقية للسكان من الصناعة النفطية في منطقتهم‪ ،‬وهو ما يطرح قضية المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات النفطية ودورها في تنمية مجتمع أوجلة على طاولتنا البحثية‪ ،‬وهو ما سيكون موضوع الفصلين‬
‫القادمين من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل اخلامس‬

‫اإلجراءات املنهجية وعرض البيانات وحتليلها‬

‫‪ 5.1‬نوع الدراسة ومنهجها‬

‫‪ 5.2‬إجراءات املعاينة‬

‫‪ 5.3‬جماالت الدراسة‬

‫‪ 5.4‬أدوات الدراسة‬

‫‪ 5.5‬ثبات وصدق األدوات‬

‫‪ 5.6‬اخلصائص العامة لعينة الدراسة‬

‫‪75‬‬
‫تمهيد‬
‫يتناول الفصل الراهن منهجية الدراسة وإجراءاتها‪ ،‬وأيضا ً كيفية بناء أدوات الدراسة المعدة لجمع‬
‫المعلومات الالزمة‪ ،‬وكذلك واألساليب العلمية المستخدمة للتأكد من صدق أداة الدراسة وثباتها‪ ،‬وإجراءات‬
‫تطبيق الدراسة الميدانية‪ ،‬واألساليب اإلحصائية المناسبة لتحليل البيانات التي تم الحصول عليها‪ ،‬وفي نهاية‬
‫الفصل يتم تحديد مجتمع الدراسة وعينتها وخصائصها من خالل الجداول األحادية البسيطة‪.‬‬
‫‪ 5.1‬نوع الدراسة ومنهجها‪:‬‬
‫تُعد الدراسة تكاملية أو مختلطة (وتتضمن المنهج الكمي والكيفي) والمنهج المستخدم هو المنهج‬
‫الوصفي وهو النوع الذي يتناسب مع طبيعة الدراسة‪ ،‬وذلك ألنه ال يهدف فقط إلي جمع البيانات والحقائق‬
‫حول موضوع الدارسة (المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية)‪ ،‬بل يهتم أيضا ً بوصف الواقع كما هو‪،‬‬
‫وإبراز أهم خصائصه‪ ،‬ومن ثم اإلجابة على تساؤالت الدراسة عبر تحليل وتفسير النتائج‪.‬‬
‫أما المنهج العلمي المستخدم فهو المسح االجتماعي بالعينة‪ ،‬ويستهدف هذا المنهج جمع بيانات وصفية‬
‫كبيرة حول موضوع الدراسة‪ ،‬للكشف عن سماتها الرئيسية وخصائصها العامة‪.‬‬
‫‪ 5.2‬إجراءات المعاينة‪:‬‬
‫‪ .1‬مجتمع الدراسة‪ :‬يتضمن مجتمع الدراسة مواطني مجتمع منطقة أوجلة الواقعة جنوب شرق ليبيا (تم‬
‫تخصيص الفصل الرابع من الدراسة لوصف مجتمع أوجلة)‪ ،‬حيث تتواجد العديد من الشركات العاملة‬
‫في مجال نفط في هذه المنطقة‪ ،‬وبيانها على النحو التالي‪:‬‬
‫• الشركات المنتجة‪ :‬وتشمل شركة الزويتينة‪ ،‬ولديها حقل (‪103‬أ) و(‪103‬د)‪ ،‬وشركة الواحة‪ ،‬ولديها‬
‫حقل (‪ ،)59‬وشركة الهروج‪ ،‬ولديها حقل آمال‪ ،‬وشركة الخليج‪ ،‬ولديها حقل النافورة وحقل مسلة‬
‫وحقل السرير‪ ،‬وشركة السرير وهي شركة ونترشال سابقًا‪ ،‬وشركة مليته‪ ،‬ولديها حقل بوطفل أكبر‬
‫حقل إنتاجي بعد النافورة‪.‬‬
‫• شركات الحفر ‪ :‬وتتضمن الشركة العربية للحفر أدوك‪ ،‬وهي شركة أمريكية مصرية‪ ،‬الشركة الوطنية‬
‫للحفر‪ ،‬وشركة سلنجر الليبية للحفر‪.‬‬
‫• شركات الخدمات والعمليات النفطية‪ :‬شركة السيل الليبية‪ ،‬شركة شلمبر جير الفرنسية‪ ،‬شركة‬
‫هليبورتون األمريكية‪ ،‬شركة النسر اإلماراتية‪ ،‬شركة إبيتكو المصرية‪ ،‬شركة القار الليبية‪.‬‬
‫‪ .2‬وحدة التحليل‪ :‬تتمثل وحدة التحليل في هذه الدراسة الفرد المواطن (المواطن العادي والمسؤول) في‬
‫منطقة أوجلة‪ ،‬وعددهم (‪ )14639‬فرد‪ ،‬بحسب إحصائية رسمية بتاريخ ‪.2022/3/8‬‬
‫‪ .3‬عينة الدراسة‪ :‬قامت الباحثة بتحديد عدد المفردات التي يجب سحبها من المجتمع محل الدراسة‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫باستخدام معادلة ريتشارد جيجر التالية‪:‬‬
‫‪z‬‬
‫)‪   (0.50‬‬
‫‪2‬‬

‫=‪n‬‬ ‫‪d ‬‬


‫‪1  z ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬

‫‪1 +    (0.50) − 1‬‬


‫‪2‬‬

‫‪N  d ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ =N‬حجم العينة‬
‫‪ =Z‬الدرجة المعيارية المقابلة لمستوى الداللة ‪ 0.95‬وتساوي ‪1.96‬‬
‫‪ =D‬نسبة الخطأ‬
‫وعلى ذلك تم سحب عينة عمدية من سكان منطقة أوجلة‪ ،‬وذلك لعدم تمكن الباحثة من الوصول إلى‬
‫كشف بأسماء سكان منطقة أوجلة البالغ عددهم (‪14639‬نسمة) الختيار العينة عشوائيا منهم‪ ،‬وعليه تم‬
‫سحب (‪ )375‬مفردة من المواطنين في منطقة أوجلة لتطبيق استمارة االستبيان عليهم‪ ،‬و (‪ )4‬مفردات فقط‬
‫من المسؤولين في المنطقة إلجراء مقابلة متعمقة معهم‪.‬‬

‫‪ 5.3‬مجاالت الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬المجال المكاني‪ :‬ويشمل المجال المكاني في هذه الدراسة الحدود اإلدارية لمنطقة أوجلة التي تقع في جنوب‬
‫شرق ليبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬المجال البشري‪ :‬جميع مواطني منطقة أوجلة‪ ،‬وعددهم (‪ )14639‬فرد‪ ،‬بحسب إحصائية رسمية في‬
‫‪( 2022/3/8‬انظر المالحق)‪.‬‬
‫‪ .3‬المجال الزمني‪ :‬يبدأ من ‪ 2022/11/17‬إلي ‪.2023/ 10/20‬‬
‫‪ 5.4‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫كانت استمارة االستبيان هي األداة الرئيسية للدراسة الراهنة؛ ألنها األنسب للكشف عن خصائص‬
‫جمهور البحث االجتماعية والديموغرافية‪ ،‬وقد تم تصميم االستمارة وفقا ً ألهداف وتساؤالت الدراسة‪ ،‬ووفقا ً‬
‫لما تضمنته الدراسة من تعريفات إجرائية لمتغيراتها‪ ،‬وكانت أسئلة الدراسة مقسمة علي ثمانية محاور على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬البيانات األوليــة‪ :‬ويشمل بيانات النوع والعمر والتعليم والحالة االجتماعية والمهنة وجهة العمل‬
‫ومكانه ومكان السكن والخدمات المتوافرة في المنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬
‫‪ .3‬إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬
‫‪ .4‬إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬
‫‪ .5‬إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬
‫‪ .6‬االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬
‫‪ .7‬االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬
‫‪ .8‬االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪.‬‬

‫كما استخدمت الدراسة دليل المقابلة المتعمقة‪ ،‬وهي أداة مهمة يُوظفها الباحث من أجل الغوص في‬
‫أعماق الظاهرة محل دراسته؛ للحصول على البيانات التي ال تستطيع استمارة االستبيان جمعها عن‬

‫‪77‬‬
‫موضوع الدراسة‪ ،‬حيث تجعل الباحث وجها ً لوجه مع الواقع‪ ،‬ليتجاوز بذلك التفسيرات الجاهزة والمسبقة‪،‬‬
‫وتفتح أمامه تحليالت أكثر وضوحا ً واتساعا ً‪ .‬وفي الدراسة الراهنة دارت أسئلة دليل المقابلة حول أهداف‬
‫الدراسة وتساؤالها الرئيسية‪ ،‬بغية الكشف عن وجهة نظر بعض القيادات المحلية في منطقة أوجلة في‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في المنطقة‪.‬‬
‫‪ 5.5‬ثبات وصدق األدوات‪:‬‬
‫في هذا المحور تعرض الباحثة اختبار صدق االستبيان وثباته‪ ،‬ويعني الصدق مدى قدرة االستبيان‬
‫على قياس ما ُوضع لقياسه (أي المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية)‪ ،‬ويعني ثبات االستبيان مدى قدرة‬
‫االستبيان على إعطاء نفس النتائج مع تغير المبحوثين المطبق عليهم والبالغ عددهم ‪ 40‬مبحوث‪ ،‬أو مع‬
‫تغير الفترات الزمنية التي يتم فيها التطبيق‪.‬‬
‫ويمكننا تناول كل من الثبات والصدق على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬ثبات االستبيان قامت الباحثة باختبار ثبات االستبيان باستخدام معامل ألفا كرونباخ‪ ،‬وتتراوح قيمته‬
‫بين (‪ ،)1–0‬ويتسم المحور بالثبات عندما تكون قيمة معامل ألفا كرونباخ أعلى من (‪)0.7‬‬
‫جدول (‪)1-5‬‬
‫بيان ثبات محاور استمارة االستبيان باستخدام معامل ألفا كرونباخ‬
‫معامل‬
‫عدد االسئلة‬ ‫المحور‬
‫ألفا كرونباخ‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.735‬‬ ‫إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪13‬‬ ‫‪0.740‬‬ ‫إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.764‬‬ ‫إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.756‬‬ ‫إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪11‬‬ ‫‪0.905‬‬ ‫االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪21‬‬ ‫‪0.853‬‬ ‫االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪19‬‬ ‫‪0.752‬‬ ‫االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات‬
‫‪86‬‬ ‫‪0.921‬‬
‫الصحراوية في ليبيا‬

‫وبالنظر إلى الجدول يمكننا مالحظة أن جميع محاور الدراسة تتسم بالثبات‪ ،‬حيث كانت قيمة معامل‬
‫ألفا كرونباخ لجميع المحاور أعلى من (‪ )0.7‬وكان محور " االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات‬
‫النفط في تنميتها" هو أكثر المحاور ثباتا ً‪ ،‬حيث بلغ معامل ألفا كرونباخ (‪ ،)0.905‬تاله محور "االمكانيات‬
‫البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها" بـ (‪ ،)0.853‬في حين بلغ معامل ألفا كرونباخ الستمارة‬

‫‪78‬‬
‫االستبيان " دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا" نحو‬
‫(‪ ،)0.921‬وهو ما يعني درجة عالية من الثبات لمحاور االستمارة االستبيان الفرعية وعباراته الداخلية‪.‬‬
‫‪ .2‬صدق االتساق الداخلي لالستبيان‬
‫يتم قياس صدق االتساق الداخلي باستخدام معامل ارتباط بيرسون بين كل محور والعبارات الخاصة‬
‫به‪ ،‬ومعامل ارتباط بيرسون يتراوح بين ‪ 1‬و ‪ ، 1-‬واإلشارة الموجبة تعكس عالقة ايجابية‪ ،‬بينما اإلشارة‬
‫السالبة تعكس عالقة ارتباط عكسية‪ ،‬وتتسم العبارة بصدق االتساق الداخلي عندما يكون معامل ارتباط‬
‫بيرسون معنوي موجب‪ ،‬ويمكننا معالجة ذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫• صدق االتساق الداخلي لمحور " إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪:‬‬
‫جدول ( ‪)2-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫معامل الرتباط‬ ‫إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.750‬‬ ‫هل هناك مشكالت تعليمية تواجه أفراد المجتمع في منطقة أوجلة في السابق؟‬
‫**‪.439‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من قلة المدارس في التعليم األساسي والثانوي؟‬
‫‪0.306‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من نقص المعلمين في المدارس؟‬
‫*‪.325‬‬ ‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من تدهور البيئة المدرسية؟‬
‫**‪.825‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بتحسين التعليم في منطقة أوجلة؟‬
‫**‪.716‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بإنشاء مدارس في منطقة أوجلة؟‬
‫**‪.834‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بصيانة المدارس في منطقة أوجلة؟‬
‫**‪.812‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بتحسين أدوات ووسائل التعليم من سبورات وما إلى ذلك؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتوفير إعانات مدرسية للمدارس في منطقة أوجلة مثل‬
‫**‪.682‬‬
‫المواصالت وما إلى ذلك؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتحسين البيئة المدرسية مثل‪ :‬زراعة األشجار‪ ،‬وإقامة برامج‬
‫‪-0.137‬‬
‫تدريب للتعامل مع البيئة المحيطة؟‬

‫فالمتأمل في بيانات الجدول يتضح أن جميع عبارات المحور "إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات‬
‫النفط في تنميتها" تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية وقيمتها أعلى‬
‫من (‪ ،)0.4‬فيما عدا عبارات‪" :‬هل تعاني منطقة أوجلة من نقص المعلمين في المدارس؟" و "هل قامت‬
‫شركات النفط بتحسين البيئة المدرسية مثل‪ :‬زراعة األشجار‪ ،‬وإقامة برامج تدريب للتعامل مع البيئة‬
‫المحيطة؟"‪ ،‬حيث كانت غير معنوية‪ ،‬لذا سيتم حذفها الحقا ً في قسم التحليل‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‪:‬‬ ‫•‬
‫جدول (‪)3-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور " إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫معامل االرتباط‬ ‫إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪0.212‬‬ ‫هل هناك مشكالت صحية تواجه أفراد المجتمع في منطقة أوجلة؟‬
‫‪0.250‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم وجود مراكز صحية؟‬
‫*‪.384‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم وجود مستشفيات صحية؟‬
‫‪0.222‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من نقص الكوادر الطبية المعالجة؟‬
‫**‪.666‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من تدني المستوى الصحي وانتشار األمراض؟‬
‫‪0.151‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم توفر العالج وأدوات العالج األخرى؟‬
‫هل يوجد عمليات إجهاض للنساء وخاصة في األشهر األولى من الحمل في منطقة‬
‫**‪.772‬‬
‫أوجلة بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫هل يوجد انتشار ألمراض السرطان بين المواطنين في منطقة أوجلة بسبب التلوث في‬
‫**‪.744‬‬
‫الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من أمراض التنفس بسبب التلوث في الجو‬
‫*‪.376‬‬
‫الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫**‪.662‬‬ ‫هل قامت الشركات النفطية بفتح مراكز صحية؟‬
‫**‪.690‬‬ ‫هل قامت الشركات النفطية بتوفير كوادر طبيه معالجة؟‬
‫هل قامت الشركات النفطية برفع المستوى الصحي للحد من انتشار األمراض وتوفير‬
‫**‪.665‬‬
‫العالج وتنظيم حمالت صحية؟‬
‫هل هناك أمراض أصبت بها أنت أو أحد أفراد أسرتك بسبب التلوث في الجو الناجم‬
‫‪0.262‬‬
‫عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬

‫فبالنظر إلى بيانات الجدول يتبين أن جميع عبارات محور "إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في‬
‫تنميتها " تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية وقيمتها أعلى من‬
‫(‪ ،)0.4‬فيما عدا عبارات‪" :‬هل تعاني منطقة أوجلة من نقص الكوادر الطبية المعالجة؟" و "هل تعاني‬
‫منطقة أوجلة من عدم توفر العالج وأدوات العالج األخرى؟"‪ ،‬و "هل هناك أمراض أصبت بها أنت أو أحد‬
‫أفراد أسرتك بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟"‪ ،‬حيث كانت‬
‫جميعا ً غير معنوية‪ ،‬لذا سيتم حذفها الحقا ً في قسم التحليل‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫• صدق االتساق الداخلي لمحور " إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‪:‬‬
‫جدول (‪)4-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور "إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫معامل االرتباط‬ ‫إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪0.282‬‬ ‫هل هناك مشاكل في المياه تواجه السكان في منطقة أوجلة؟‬
‫**‪.652‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من عدم توفر مياه صالحة للشرب؟‬
‫**‪.446‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من بعد أماكن المياه عن المناطق السكنية؟‬
‫**‪.462‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من تلوث المياه؟‬
‫**‪.719‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة تركيب محطات مياه؟‬
‫**‪.720‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة حفر آبار المياه؟‬
‫**‪.678‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة توصيل شبكات المياه؟‬
‫**‪.681‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة بصيانة وإنشاء حفائر؟‬
‫**‪.646‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة بتوفير محطات تزويد المياه؟‬

‫فمن خالل الجدول نكتشف أن جميع عبارات محور "إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في‬
‫تنميتها" تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية وقيمتها أعلى من‬
‫(‪ ،)0.4‬فيما عدا عبارة‪" :‬هل هناك مشاكل في المياه تواجه السكان في منطقة أوجلة؟"‪ ،‬حيث كانت غير‬
‫معنوية‪ ،‬لذا سيتم حذفها الحقًا في قسم التحليل‪.‬‬

‫• صدق االتساق الداخلي لمحور"إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‪:‬‬


‫جدول(‪)5-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور"إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫معامل االرتباط‬ ‫إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.618‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت الكهرباء؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتقديم خدمات لحل مشكالت الكهرباء في منطقة‬
‫**‪.477‬‬
‫أوجلة؟‬
‫**‪.764‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط توفير خدمات الكهرباء في منطقة أوجلة؟‬

‫‪81‬‬
‫فمن الجدول يتضح أن جميع عبارات محور "إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية وقيمتها أعلى من (‪.)0.4‬‬

‫• صدق االتساق الداخلي لمحور"االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‪:‬‬


‫جدول( ‪)6-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور"االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫معامل االرتباط‬ ‫االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق تقديم‬
‫**‪.815‬‬
‫المساعدات المادية؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق تقديم‬
‫**‪.740‬‬
‫مساعدات عينية؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق حصر‬
‫**‪.718‬‬
‫ودعم األسر الفقيرة؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق إقامه‬
‫**‪.775‬‬
‫مشروعات تنموية صغيرة؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق إيجاد‬
‫**‪.743‬‬
‫فرص عمل؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق فتح فرص‬
‫**‪.671‬‬
‫عمل؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق تدريب أفراد‬
‫**‪.711‬‬
‫المجتمع المحلي للعمل؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق إنعاش السوق‬
‫**‪.654‬‬
‫المحلي؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء مشاريع‬
‫**‪.668‬‬
‫انتاجية وزراعية جديدة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء مشاريع‬
‫**‪.848‬‬
‫خدمية جديدة؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق فتح جمعيات‬
‫**‪.760‬‬
‫تعاونية؟‬

‫‪82‬‬
‫والمتتبع لبيانات الجدول يكتشف أن جميع عبارات محور "االمكانيات االقتصادية ومسؤولية‬
‫شركات النفط في تنميتها" تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية و‬
‫قيمتها أعلى من (‪.)0.4‬‬

‫• صدق االتساق الداخلي لمحور" االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‪:‬‬
‫جدول (‪)7-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور "االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫معامل االرتباط‬ ‫االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫‪0.276‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت التلوث البيئي؟‬
‫‪0.269‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت المخلفات الصناعية؟‬
‫**‪.414‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت مخلفات اإلنسان والحيوان؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث عن طريق حفر برك لتنقية‬
‫**‪.450‬‬
‫المياه الملوثة؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث عن طريق حمالت إصحاح‬
‫**‪.623‬‬
‫البيئة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث عن طريق توعية المواطنين‬
‫**‪.624‬‬
‫بأهمية االصحاح البيئي؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من النفط الخام في منطقة‬
‫**‪.662‬‬
‫أوجلة عن طريق توفير غاز يحرق الغازات السامة؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من النفط الخام في منطقة‬
‫**‪.624‬‬
‫أوجلة عن طريق توفير معدات لحماية البيئة؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من النفط الخام في منطقة‬
‫**‪.594‬‬
‫أوجلة عن طريق فرض رسوم إضافية كنوع من العقوبات؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.428‬‬
‫توفير سيارات إطفاء؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.471‬‬
‫توفير معدات اإلطفاء والسالمة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق‬
‫‪0.306‬‬
‫تدريب أفراد المجتمع المحلي على معدات اإلطفاء لحماية المنطقة من الحرائق؟‬
‫هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق إقامة‬
‫**‪.635‬‬
‫حمالت توعوية على أخطار الحرائق؟‬

‫‪83‬‬
‫‪0.079‬‬ ‫هل توجد مشاكل نفايات في منطقة أوجلة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في منطقة أوجلة عن طريق عمل‬
‫**‪.459‬‬
‫مستودعات لتجميع النفايات السامه؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.513‬‬
‫توفير سيارات لنقل النفايات الصلبة خارج المنطقة ؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.647‬‬
‫توفير محارق للنفايات الصلبة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.705‬‬
‫تشغيل عمالة لجمع النفايات بالمنطقة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات اإلنسان عن طريق تشييد‬
‫**‪.760‬‬
‫دورات مياه في منطقة أوجلة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات اإلنسان عن طريق توفير‬
‫**‪.633‬‬
‫الصرف الصحي المناسب؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات اإلنسان والحيوان عن طريق‬
‫**‪.678‬‬
‫توعية وتثقيف المواطنين بطرق التخلص من المخلفات؟‬

‫فبالنظر إلى بيانات الجدول يتضح أن جميع عبارات محور "االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات‬
‫النفط في تنميتها " تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية وقيمتها أعلى‬
‫من (‪ ،)0.4‬فيما عدا العبارات " هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت التلوث البيئي؟" و "هل‬
‫يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت المخلفات الصناعية؟"‪ ،‬و "هل من مسؤولية الشركات‬
‫النفطية معالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق تدريب أفراد المجتمع المحلي على معدات‬
‫اإلطفاء لحماية المنطقة من الحرائق؟" و "هل توجد مشاكل نفايات في منطقة أوجلة؟"‪ ،‬حيث كانت‬
‫جميعا ً غير معنوية‪ ،‬لذا سيتم حذفها الحقا ً في قسم التحليل‪.‬‬

‫• صدق االتساق الداخلي لمحور" االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‪:‬‬
‫جدول (‪)8-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحور "االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها"‬
‫معامل االرتباط‬ ‫االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫*‪.356‬‬ ‫هل يوجد نشاط رياضي في منطقة أوجلة؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة أوجلة عن طريق دعم الفرق‬
‫**‪.475‬‬
‫الرياضية وتنظيم النشاط الرياضي؟‬

‫‪84‬‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء‬
‫**‪.565‬‬
‫اندية رياضية وثقافية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة أوجلة عن طريق تشييد‬
‫*‪.398‬‬
‫مالعب رياضية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة أوجلة عن طريق تشجيع‬
‫**‪.413‬‬
‫روح المنافسة الرياضية في المنطقة؟‬
‫‪0.296‬‬ ‫هل توجد أنشطة ثقافية في منطقة اوجلة؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة عن طريق تشييد‬
‫‪0.308‬‬
‫مجمعات ثقافية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة عن طريق إقامة مناشط‬
‫*‪.317‬‬
‫ثقافية باألندية واألحياء؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة عن طريق دعم‬
‫*‪.384‬‬
‫الجمعيات األدبية والثقافية بالمدارس؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.525‬‬
‫توفير حماية أمنية باألحياء السكنية؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫**‪.628‬‬
‫توفير المقومات األساسية للسكن؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في منطقة أوجلة عن طريق دعم‬
‫**‪.432‬‬
‫وبناء وحدات الشرطة واألمن بالمنطقة؟‬
‫**‪.419‬‬ ‫هل هناك أنشطة لتنمية دور المرأة في المجتمع بمنطقة أوجلة؟‬
‫*‪.379‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية أن تساهم في هذه النشاطات؟‬
‫**‪.485‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة تمويل مشاريع المرأة المنتجة؟‬
‫**‪.490‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة إقامة جمعيات نسوية تطوعية؟‬
‫**‪.435‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة فتح فصول محو أمية للنساء؟‬
‫هل ترى أن من مسؤولية الدولة أو الشركات النفطية أو االثنين معا ً تحقيق أهداف‬
‫**‬
‫‪.481‬‬
‫التنمية المستدامة؟‬
‫‪0.302‬‬ ‫هل أنت راضي عن برامج والمشاريع التي قامت بها شركات النفط في منطقة أوجلة؟‬

‫فمن الجدول يتضح أن جميع عبارات محور "االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في‬
‫تنميتها" تتسم بصدق االتساق الداخلي؛ حيث كانت جميع عبارات المحور معنوية وقيمتها أعلى من‬

‫‪85‬‬
‫(‪ ،)0.4‬فيما عدا عبارات‪" :‬هل ت وجد أنشطه ثقافية في منطقة اوجلة؟" و "هل ساهمت الشركات النفطية‬
‫في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة عن طريق تشييد مجمعات ثقافية؟"‪ ،‬و "هل أنت راضي عن برامج‬
‫والمشاريع التي قامت بها شركات النفط في منطقة أوجلة؟"‪ ،‬حيث كانت غير معنوية‪ ،‬لذا سيتم حذفها‬
‫الحقا ً في قسم التحليل‪.‬‬

‫• صدق االتساق الداخلي لمجمل محاور القياس‪:‬‬


‫جدول (‪)9-5‬‬
‫صدق االتساق الداخلي لمحاور استمارة االستبيان المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في‬
‫تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا‬
‫معامل‬ ‫دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية‬
‫االرتباط‬ ‫في ليبيا‬
‫**‪.716‬‬ ‫إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.543‬‬ ‫إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.804‬‬ ‫إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.489‬‬ ‫إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.506‬‬ ‫االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.809‬‬ ‫االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫**‪.720‬‬ ‫االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬

‫وبالنظر إلى بيانات الجدول يتضح أن جميع محاور استمارة "دور المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية في ليبيا" تتسم بصدق االتساق الداخلي‪ ،‬حيث كانت جميع‬
‫عبارات المحور معنوية و قيمتها أعلى من (‪.)0.4‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ 5.6‬التوصيف اإلحصائي للبيانات الديموغرافية‪:‬‬

‫في هذا القسم قامت الباحثة بحساب التكرارات والنسب المئوية للمتغيرات الديموغرافية لعينة الدارسة‬
‫من المواطنين في منطقة أوجلة‪.‬‬

‫‪ .1‬توزيع عينة الدراسة حسب النوع‬

‫جدول (‪)10-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب النوع‬

‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬


‫‪%56.3‬‬ ‫‪211‬‬ ‫أنثى‬
‫‪%43.7‬‬ ‫‪164‬‬ ‫ذكر‬ ‫النوع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫فبحسب الجدول يتبين أن نحو (‪ )%56.3‬من أفراد عينة الدراسة هم من اإلناث‪ ،‬بينما بلغت نسبة‬
‫الذكور من العينة نحو (‪ ،)%43.7‬وهو ما يكشفه الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل(‪ )1-5‬توزيع عينة الدراسة حسب النوع‬

‫النوع‬
‫‪60.0‬‬

‫‪56.3‬‬
‫‪50.0‬‬

‫‪43.7‬‬ ‫‪40.0‬‬

‫‪30.0 %‬‬

‫‪20.0‬‬

‫‪10.0‬‬

‫‪0.0‬‬
‫ذكر‬ ‫انثى‬
‫النوع‬

‫‪87‬‬
‫‪ .2‬توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية‬
‫جدول (‪)11-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية‬
‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أقل من ‪ 20‬سنة‬
‫‪%54.9‬‬ ‫‪206‬‬ ‫من ‪ 20‬ألقل من ‪ 40‬سنة‬
‫‪%37.1‬‬ ‫‪139‬‬ ‫من ‪ 40‬ألقل من ‪ 60‬سنة‬
‫العمر‬
‫‪%4.5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫من ‪ 60‬ألقل من ‪ 80‬سنة‬
‫‪%0.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫من ‪ 80‬فما فوق سنة‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫ومن الجدول يمكننا مالحظة أن نحو ( ‪ )%54.9‬من أفراد العينة كانت أعمارهم تتراوح بين ( ‪20‬‬
‫ألقل من‪ 40‬سنة)‪ ،‬بينما كان نحو (‪ )%37.1‬منهم تتراوح أعمارهم بين ( ‪ 40‬و ‪ 60‬سنة)‪ ،‬و(‪ )%4.5‬منهم‬
‫تتراوح أعمارهم من ( ‪ 60‬و‪ 80‬سنة)‪ ،‬بينما جاءت الشريحة العمرية (أقل من ‪ 20‬سنة) بنحو ‪ %2.9‬من‬
‫العينة‪ ،‬وجاءت نسبة من تناهز أعمارهم الثمانين عا ًما فما فوق نحو (‪ )%0.5‬من عينة الدراسة‪ ،‬وهذا ما‬
‫يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل (‪ )2-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية‬

‫العمر‬
‫‪60.0‬‬

‫‪54.9‬‬ ‫‪50.0‬‬

‫‪40.0‬‬
‫‪37.1‬‬ ‫‪30.0‬‬

‫‪20.0‬‬

‫‪10.0‬‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪4.5‬‬
‫‪0.0‬‬
‫من‌‪ 80‬فما‌فوق‬ ‫اقل‌من‌‪20‬‬ ‫من‌‪ 60‬القل‌من‌‬ ‫من‌‪ 40‬القل‌من‌‬ ‫من‌‪ 20‬القل‌من‌‬
‫‪80‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬
‫العمر‬

‫‪88‬‬
‫وبالنظر إلى التوزيع العمري لعينة الدراسة‪ ،‬كما يوضحه الشكل السابق (‪ ،)2-5‬سنجد أنه يمثل‬
‫المجتمع الليبي إلى حد كبير‪ ،‬وذلك ألن معظم العينة تقع في الفئة العمرية الشابة‪ ،‬وهو ما ينطبق إلى حد‬
‫كبير مع الهرم السكاني للمجتمع الليبي عموما ً ومجتمع منطقة أوجلة خصوصا ً‪.‬‬

‫‪ .3‬توزيع عينة الدراسة حسب المؤهل التعليمي‬


‫جدول (‪)12-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب المؤهل التعليمي‬
‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%58.9‬‬ ‫‪221‬‬ ‫جامعي فما فوق‬
‫‪%26.4‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪%12.0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫إعدادي‬
‫التعليم‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪%0.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أمي‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫ومن خالل الجدول نالحظ أن نسبة (‪ )%58.9‬من أفراد العينة حاصلين على مؤهل جامعي فما فوق‪،‬‬
‫و(‪ )%26.4‬منهم حاصلين على مؤهل ثانوي‪ ،‬بينما (‪ )%12‬منهم حاصلين على مؤهل إعدادي‪ ،‬في حين‬
‫بلغت نسبة الحاصلين على االبتدائي نحو (‪ ،)%2.4‬واألميين نحو (‪ )%0.3‬من العينة‪ ،‬وهذا ما يوضحه‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)3-5‬توزيع عينة الدراسة حسب المؤهل التعليمي‬

‫التعليم‬
‫‪70.0‬‬

‫‪60.0‬‬
‫‪58.9‬‬
‫‪50.0‬‬

‫‪40.0‬‬

‫‪30.0‬‬
‫‪26.4‬‬ ‫‪20.0‬‬

‫‪10.0‬‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪12.0‬‬
‫‪0.0‬‬
‫امي‬ ‫ابتدائي‬ ‫اعدادي‬ ‫ثانوي‬ ‫جامعي‌فما‌فوق‬

‫‪89‬‬
‫فبالنظر إلى النسب التي يطرحها الشكل (‪ ،)3-5‬نالحظ أن معظم العينة من المتعلمين‪ ،‬والنسبة‬
‫األكبر منهم من الحاصلين على مؤهل جامعي‪ ،‬وبالتالي فهم أجدر على التعبير عن احتياجات منطقتهم من‬
‫ناحية‪ ،‬وأكثر واعيا ً بتدخالت المسؤولية االجتماعية التي ربما تقوم بها الشركات النفطية في أوجلة‪.‬‬

‫توزيع عينة الدراسة حسب الحالة االجتماعية‬ ‫‪.4‬‬


‫جدول (‪)13-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب الحالة االجتماعية‬
‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%57.1‬‬ ‫‪214‬‬ ‫متزوج‬
‫‪%34.1‬‬ ‫‪128‬‬ ‫أعزب‬
‫الحالة‬
‫‪%4.5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أرمل‬
‫االجتماعية‬
‫‪%4.3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مطلق‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫فبالنظر إلى الحالة االجتماعية لعينة الدراسة‪ ،‬فإن الجدول يكشف عن أن نحو (‪ )%57.1‬من أفراد العينة‬
‫متزوجين‪ ،‬و(‪ )%34.1‬منهم حالتهم االجتماعية "أعزب"‪ ،‬بينما (‪ )%4.5‬منهم أرامل‪ ،‬و (‪ )%4.3‬منهم‬
‫مطلقين‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)4-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الحالة االجتماعية‬

‫الحالة االجتماعية‬
‫‪60.0‬‬
‫‪57.1‬‬
‫‪50.0‬‬

‫‪40.0‬‬

‫‪34.1‬‬ ‫‪30.0‬‬

‫‪20.0‬‬

‫‪10.0‬‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪4.5‬‬
‫‪0.0‬‬
‫مطلق‬ ‫ارمل‬ ‫اعزب‬ ‫متزوج‬

‫‪90‬‬
‫‪ .5‬توزيع عينة الدراسة حسب جهة العمل‬
‫جدول (‪)14-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب جهة العمل‬
‫نسية‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%63.2‬‬ ‫‪237‬‬ ‫عمل في دولة‬
‫‪%16.5‬‬ ‫‪62‬‬ ‫عمل خاص‬
‫‪%10.9‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ال يوجد‬ ‫جهة العمل‬
‫‪%9.3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫شركات النفط‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫وباالنتقال إلى جهة العمل (قطاع العمل)‪ ،‬فإن الجدول يكشف عن أن نحو( ‪ )%63.2‬من أفراد العينة‬
‫يعملون في الدولة (أي في القطاع الحكومي)‪ ،‬و(‪ )%16.5‬منهم يعملون في لحسابهم الخاص (أو في‬
‫القطاع الخاص)‪ ،‬بينما (‪ )%9.3‬منهم يعملون في شركات النفط‪ .‬وهذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)5-5‬توزيع عينة الدراسة حسب جهة العمل‬

‫جهة العمل‬
‫‪70.0‬‬

‫‪63.2‬‬ ‫‪60.0‬‬

‫‪50.0‬‬

‫‪40.0‬‬

‫‪30.0‬‬

‫‪20.0‬‬

‫‪16.5‬‬
‫‪10.0‬‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪10.9‬‬

‫‪0.0‬‬
‫شركات‌النفط‬ ‫ال‌يوجد‬ ‫عمل‌خاص‬ ‫عمل‌في‌دولة‬

‫فبحسب الشكل (‪ )5-5‬يتبين أن هناك نسبة معقولة من عينة الدراسة يعملون في الشركات النفطية‪،‬‬
‫وهذا ما يدعونا إلى مالحظتين؛ األولى‪ :‬أنه ربما تسعى الشركات النفطية إلى االضطالع بمسؤوليتها‬

‫‪91‬‬
‫االجتماعية عبر توظيف شباب أوجلة‪ ،‬و الثانية‪ :‬أن هؤالء العمال الذين يعملون في هذه الشركات ربما‬
‫يكونوا أكثر قدرة على التعبير عن الدور االجتماعي التي تقوم به الشركات النفطية اتجاه المجتمع المحلي‪.‬‬

‫‪ .6‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان العمل‪:‬‬


‫جدول (‪)15-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب مكان جهة العمل‬

‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬


‫‪%77.9‬‬ ‫‪292‬‬ ‫داخل منطقة‬
‫‪%11.2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ال يعملون‬
‫مكان العمل‬
‫‪%10.9‬‬ ‫‪41‬‬ ‫خارج منطقة‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫إن المتابع لبيانات الجدول يمكنه مالحظة أن (‪ )%77.9‬من أفراد العينة يعملون داخل المنطقة (منطقة‬
‫أوجلة)‪ ،‬و(‪ )%10.9‬منهم يعملون خارج المنطقة‪ ،‬في حين بلغت نسبة من ال يعملون (‪ )%11.2‬من عينة‬
‫الدراسة‪ ،‬وهو ما يعتبر نسبة بطالة عالية في المنطقة‪ ،‬وهو ما قد يجعلنا نتساءل عن دور الشركات النفطية‬
‫في هذا السياق‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)6-5‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان جهة العمل‬

‫مكان العمل‬
‫‪90.0‬‬
‫‪80.0‬‬
‫‪77.9‬‬ ‫‪70.0‬‬
‫‪60.0‬‬
‫‪50.0‬‬
‫‪40.0‬‬
‫‪30.0‬‬
‫‪20.0‬‬
‫‪10.9‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪10.0‬‬
‫‪0.0‬‬
‫خارج‌منطقة‬ ‫ال‌يوجد‬ ‫داخل‌منطقة‬

‫‪92‬‬
‫‪ .7‬توزيع عينة الدراسة حسب بعد محطات النفط عنهم‪:‬‬
‫جدول (‪)16-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب بعد محطات النفط عنهم‬
‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%34.7‬‬ ‫‪130‬‬ ‫أقل من ‪ 5‬كيلو‬
‫‪%63.7‬‬ ‫‪239‬‬ ‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كيلو‬ ‫كم تبعد عنكم محطات‬
‫‪%1.6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أكثر من ‪ 10‬كيلو‬ ‫النفط؟‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫ومن خالل الجدول يمكننا مالحظة أن (‪ )%63.7‬من أفراد العينة تبعد عنهم محطات النفط بمسافة‬
‫من (‪ 5‬إلى ‪ 10‬كيلو متر)‪ ،‬و (‪ )%34.7‬منهم تبعد عنهم محطات النفط بمسافة (أقل من ‪ 5‬كيلو)‪ ،‬و(‬
‫‪ )%1.6‬منهم تبعد عنهم محطات النفط بمسافة (أكثر من ‪ 10‬كيلو)‪ ،‬هذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)7-5‬توزيع عينة الدراسة حسب بعد محطات النفط عنهم‬

‫كم تبعد عنكم محطات النفط‬


‫‪70.0‬‬

‫‪63.7‬‬ ‫‪60.0‬‬

‫‪50.0‬‬

‫‪40.0‬‬

‫‪34.7‬‬ ‫‪30.0‬‬

‫‪20.0‬‬

‫‪10.0‬‬
‫‪1.6‬‬
‫‪0.0‬‬
‫اكثر‌من‌‪ 10‬كيلو‬ ‫اقل‌من‌‪ 5‬كيلو‬ ‫من‌‪ 5‬الى‌‪ 10‬كيلو‬

‫وبالنظر إلى الشكل (‪ ، )7-5‬يتضح أن المسافة بين السكان (من عينة الدراسة)وبين محطات النفط ال تزيد‬
‫عن ‪10‬كيلو متر‪ ،‬بحسب ما أقر نحو (‪ )%98.4‬من عينة الدراسة‪ ،‬وهي مسافة غير كافية لتفادي معظم‬
‫أنواع الملوثات واألضرار على السكان والبيئة المحيطة بهم‪ ،‬وبالتالي سنحاول استكشاف الدور االجتماعي‬
‫لهذه الشركات النفطية اتجاه الحد من هذه الملوثات‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ .8‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان السكن‬
‫جدول (‪)17-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب مكان السكن‬
‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%34.9‬‬ ‫‪131‬‬ ‫محلة البالد‬
‫‪%23.2‬‬ ‫‪87‬‬ ‫محلة أبو عطاف‬
‫‪%18.7‬‬ ‫‪70‬‬ ‫محلة السواني‬
‫‪%12.5‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محلة السباخ‬ ‫مكان السكن‬
‫‪%9.3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫محلة المشروع‬
‫‪%1.3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫خارج المخطط‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫فمن الجدول يمكن مالحظة أن (‪ )%34.9‬من أفراد العينة يسكنون في محلة البالد‪ ،‬و(‪ )%23.2‬منهم‬
‫يسكنون في محلة أبو عطاف‪ ،‬و(‪ )%18.7‬منهم يسكنون في محلة السواني‪ ،‬و(‪ )%12.5‬منهم يسكنون في‬
‫محلة السباخ‪ ،‬و(‪ )%9.3‬منهم يسكنون في محلة المشروع‪ ،‬هذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)8-5‬توزيع عينة الدراسة حسب مكان السكن‬

‫مكان السكن‬
‫‪40.0‬‬
‫‪35.0‬‬
‫‪34.9‬‬
‫‪30.0‬‬
‫‪25.0‬‬
‫‪23.2‬‬ ‫‪20.0‬‬
‫‪18.7‬‬ ‫‪15.0‬‬

‫‪12.5‬‬ ‫‪10.0‬‬
‫‪9.3‬‬
‫‪5.0‬‬
‫‪1.3‬‬
‫‪0.0‬‬
‫محلة‌المشروع خارج‌المخطط‬ ‫محلة‌السباخ‬ ‫محلة‌ابو‌عطاف محلة‌السواني‬ ‫محلة‌البالد‬

‫‪94‬‬
‫‪ .9‬توزيع عينة الدراسة حسب الخدمات الموجودة في مناطقهم السكنية‪:‬‬
‫جدول ( ‪)18-5‬‬
‫توزيع عينة الدراسة حسب الخدمات الموجودة في مناطقهم السكنية‬
‫نسبة‪%‬‬ ‫تكرار‬ ‫الفئات‬ ‫المتغير‬
‫‪%45.3‬‬ ‫‪170‬‬ ‫مدرسة‬
‫‪%18.9‬‬ ‫‪71‬‬ ‫عيادة‬
‫‪%11.5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫مالعب رياضية‬
‫‪%7.2‬‬ ‫‪27‬‬ ‫منتزهات لألطفال‬
‫‪%4.3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫أخرى‬
‫هل يوجد بالقرب من‬
‫‪%3.2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المدينة القديمة‬
‫سكنكم خدمات؟‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مسجد‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال يوجد‬
‫‪%2.7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مستشفى‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫محالت تجارية‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪375‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫فمن خالل الجدول يمكننا مالحظة أن (‪ )%45.4‬من أفراد العينة يوجد بالقرب من سكنهم مدرسة‪ ،‬و‬
‫‪ %18.9‬منهم يوجد بالقرب من سكنهم عيادة‪ ،‬و(‪ )%11.5‬منهم يوجد بالقرب منهم مالعب رياضية‪،‬‬
‫و(‪ )%7.2‬منهم يوجد بالقرب منهم منتزهات لألطفال‪ ،‬و(‪ )%1.1‬منهم يوجد بالقرب منهم محالت تجارية‪،‬‬
‫وهذا ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫شكل (‪ :)9-5‬توزيع عينة الدراسة حسب الخدمات الموجودة في مناطقهم السكنية‬

‫هل يوجد بالقرب من سكنكم خدمات‬


‫‪50.0‬‬
‫‪45.0‬‬
‫‪45.3‬‬ ‫‪40.0‬‬
‫‪35.0‬‬
‫‪30.0‬‬
‫‪25.0 %‬‬
‫‪20.0‬‬
‫‪18.9‬‬ ‫‪15.0‬‬
‫‪10.0‬‬
‫‪11.5‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪5.0‬‬
‫‪0.0‬‬

‫هل يوجد بالقرب من سكنكم خدمات‬

‫من المالحظ من خالل الشكل (‪ )9-5‬أن هناك ندرة في الخدمات في كثير من المناطق السكنية ألفراد‬
‫عينة الدراسة‪ ،‬وهو ما يفرض مزيداً من المسؤولية االجتماعية للشركات والحقول النفطية في منطقة‬
‫أوجلة‪ ،‬خصوصا ً وأن المنطق ة لديها احتياطات نفطية معتبرة تقوم هذه الشركات باستغاللها‪ ،‬وبالتالي وجب‬
‫عليها أن تعمل على خدمة المجتمع الذي يحتضن استثماراتها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل السادس‬

‫نتائج الدراسة‪ :‬التحليل واإلجابة على التساؤالت‬

‫‪ 6.1‬التوصيف اإلحصائي حملاور االستمارة‬

‫‪ 6.2‬حتليل النتائج واإلجابة على تساؤالت الدراسة‬

‫‪ 6.3‬ملخص نتائج الدراسة‬

‫‪ 6.4‬توصيات الدراسة‬

‫‪ 6.5‬صعوبات الدراسة‬

‫‪97‬‬
‫تمهيد‬

‫تحاول الباحثة خالل الفصل الراهن أن تستعرض نتائج الدراسة الميدانية وتحليلها من أجل اإلجابة‬
‫على أهداف الدراسة وتساؤالتها‪ ،‬وذلك عبر استعراض التوصيف اإلحصائي لمحاور الدراسة (المؤشرات‬
‫الفرعية لمحاور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية لتنمية المجتمعات الصحراوية)‪ ،‬وذلك تمهيداً‬
‫لإلجابة على تساؤالت الدراسة‪ ،‬وفي األخير يتناول هذا الفصل ملخص نتائج الدراسة‪ ،‬ومن ثم التدخالت‬
‫والتوصيات المقترحة بنا ًء على تلك النتائج‪ ،‬وأهم صعوبات الدراسة‬

‫‪ 6.1‬التوصيف اإلحصائي لمحاور االستمارة ‪:‬‬

‫في هذا المحور حاولت الباحثة استعراض المحاور الثمانية الفرعية للمسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية في منطقة أوجلة‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫(أ) مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في أوجلة‪:‬‬

‫فالمتأمل في بيانات الدراسة الراهنة سيجد أن الجدول التالي (‪ )1-6‬يكشف على أن نحو (‪)%85.6‬‬
‫من عينة الدراسة يرون أن هناك مشكالت تعليمية في منطقة أوجلة‪ ،‬ويرى نحو (‪ )%84.5‬منهم أن منطقة‬
‫أوجلة تعاني من قلة مدارس التعليم األساسي‪ ،‬و(‪ )%83.2‬يرون أن منطقة أوجلة تعاني من تدهور البيئة‬
‫المدرسية‪ ،‬بينما جاءت االستجابات النافية للمسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في معالجة هذه‬
‫المشكالت التعليمية‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1-6‬مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في أوجلة‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪321‬‬ ‫هل هناك مشكالت تعليمية تواجه أفراد المجتمع في‬
‫‪6.9‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪85.6‬‬ ‫منطقة أوجلة في السابق؟‬
‫‪5‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪317‬‬
‫سس‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪84.5‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪312‬‬ ‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من تدهور‬
‫‪6.7‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪83.2‬‬ ‫البيئة المدرسية؟‬
‫‪33‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪10‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بتحسين التعليم في منطقة‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪88.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫أوجلة؟‬

‫‪98‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪8‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بإنشاء مدارس في منطقة‬
‫‪10.1‬‬ ‫‪87.7‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫أوجلة؟‬
‫‪35‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪9‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بصيانة المدارس في منطقة‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪88.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫أوجلة؟‬
‫‪56‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪9‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بتحسين أدوات ووسائل‬
‫‪14.9‬‬ ‫‪82.7‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫التعليم من سبورات وما إلى ذلك؟‬
‫‪43‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪31‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بتوفير إعانات مدرسية‬
‫للمدارس في منطقة أوجلة مثل المواصالت وما إلى‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪80.3‬‬ ‫‪8.3‬‬
‫ذلك؟‬
‫فالمتأمل في بيانات الجدول سيجد أن أكثر من (‪ )%80‬من عينة الدراسة يرون أن الشركات النفطية‬
‫العاملة في منطقة أوجلة ال تقوم بإنشاء المدارس أو صيانتها‪ ،‬أو تعمل على تحسين أدوات ووسائل التعليم‪،‬‬
‫أو تقدم إعانات مدرسية للمدارس في منطقة أوجلة كالمواصالت وما إلى ذلك‪.‬‬

‫وعلى عكس ما تعمل به الشركات النفطية العاملة في ليبيا‪ ،‬تأتي دراسة يو كاو حول أنشطة‬
‫المسؤولية االجتماعية لشركات النفط في بارو أالسكا‪ ،‬لتؤكد أن الشركة اإلنجليزية العاملة في النفط هناك‬
‫تقوم بدور مهم في الدعم المالي للمؤسسات التعليمية في منطقة بارو‪ ،‬وهذا ما دعمه معظم السكان هناك‪.‬‬

‫مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في أوجلة‬ ‫(ب)‬

‫فحسب الجدول (‪ )2-6‬يتضح أن نحو (‪ )%88.3‬من عينة الدراسة يرون أن المواطنون في منطقة‬
‫أوجلة يعانون من أمراض التنفس؛ بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية‪،‬‬
‫وكذلك أقر نحو (‪ )%86.1‬منهم بانتشار أمراض السرطان بين المواطنين في منطقة أوجلة؛ بسبب التلوث‬
‫في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية‪.‬‬

‫وأن (‪ )%73.6‬من عينة الدراسة يرون أن منطقة أوجلة تعاني من عدم وجود مستشفيات‪،‬‬
‫و(‪ )%85.1‬منهم يرون أن منطقة أوجلة تُعاني من تدني المستوى الصحي وانتشار األمراض‪ ،‬كما أن‬
‫حوالي (‪ )%72.3‬منهم يرون أن هناك عمليات إجهاض للنساء وخاصة في األشهر األولى من الحمل في‬
‫منطقة أوجلة؛ بسبب التلوث الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫جدول (‪ :)2-6‬مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في أوجلة‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪276‬‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم وجود خدمات صحية؟‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪73.6‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪319‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من تدني المستوى الصحي وانتشار‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪85.1‬‬ ‫األمراض؟‬
‫‪28‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪271‬‬ ‫هل يوجد عمليات إجهاض للنساء وخاصة في األشهر األولى من‬
‫الحمل في منطقة أوجلة بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪72.3‬‬
‫المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫‪19‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪323‬‬ ‫هل يوجد انتشار ألمراض السرطان بين المواطنين في منطقة‬
‫أوجلة بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪86.1‬‬
‫الشركات النفطية؟‬
‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪331‬‬ ‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من أمراض التنفس بسبب‬
‫‪5.3‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪88.3‬‬ ‫التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫‪37‬‬ ‫‪318‬‬ ‫‪20‬‬
‫هل قامت الشركات النفطية بفتح مراكز صحية؟‬
‫‪9.9‬‬ ‫‪84.8‬‬ ‫‪5.3‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪18‬‬
‫هل قامت الشركات النفطية بتوفير كوادر طبيه معالجة؟‬
‫‪11.2‬‬ ‫‪84.0‬‬ ‫‪4.8‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪21‬‬ ‫هل قامت الشركات النفطية برفع المستوى الصحي للحد من أنتشار‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪82.9‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫األمراض وتوفير العالج وتنظيم حمالت صحية؟‬
‫وفي مقابل هذا االتفاق الكبير بين عينة الدراسة على المشكالت الصحية والتلوث الناجم عن شركات‬
‫النفط العاملة في أوجلة‪ ،‬فإن هناك أيضا ً اتفاق كبير بين عينة الدراسة حول انعدام المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات النفطية في المنطقة فيما يتصل بالمسؤولية الصحية تجاه مجتمع أوجلة‪ ،‬حيث أجمع أكثر من‬
‫(‪ )%80‬من عينة الدراسة على أن الشركات النفطية لم تقم بفتح مراكز صحية لعالج المواطنين من آثار‬
‫التلوث الناتج عن عملها‪ ،‬ولم تقوم بتوفير كوادر طبية‪ ،‬وكذلك لم تحاول رفع المستوى الصحي للحد من‬
‫انتشار األمراض‪ ،‬ولم تقم بتوفير العالج‪ ،‬أو حتى تنظم حمالت صحية‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬تأتي دراسة أوجوتشي أوشيماكا إيريكانو حول المسؤولية االجتماعية لشركات‬
‫النفط والغاز في نيجيريا‪ ،‬لتناقض بشكل كبير نتائج دراستنا الراهنة‪ ،‬حيث خلصت الدراسة إلى أن جميع‬

‫‪100‬‬
‫الشركات التي شملتها الدراسة قدمت خدمات صحية شاملة‪ ،‬وكذلك لفيروس نقص المناعة البشرية‬
‫للموظفين وعائالتهم‪ ،‬وأن جميع هذه الشركات لديها مبادرات ضد فيروس نقص المناعة البشرية في‬
‫المجتمع‪ ،‬وشكلت هذه الشركات شراكات مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية‪.‬‬

‫مسؤولية شركات النفط نحو توفير مياه الشرب في أوجلة‬ ‫(ج)‬

‫وللمتتبع لنتائج الدراسة سيجد أن الجدول (‪ )3-6‬يكشف عن أن نحو (‪ )%61.3‬من عينة الدراسة‬
‫يعانون من عدم توفر مياه صالحة للشرب‪ ،‬و(‪ )%58.7‬منهم يعانون من بعد أماكن المياه عن المناطق‬
‫السكنية‪ ،‬ونحو (‪ )%57.6‬منهم يعانون من تلوث المياه‪ ،‬وهذا ما يعني أن قرابة (‪ )%60‬من عينة الدراسة‬
‫لديهم مشكالت تتعلق بالمياه في مناطقهم السكنية‪.‬‬

‫جدول (‪ :)3-6‬مسؤولية شركات النفط نحو توفير مياه الشرب‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪230‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من عدم توفر مياه صالحة‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪34.7‬‬ ‫‪61.3‬‬ ‫للشرب؟‬
‫‪24‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪220‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من بعد أماكن المياه عن‬
‫‪6.4‬‬ ‫‪34.9‬‬ ‫‪58.7‬‬ ‫المناطق السكنية؟‬
‫‪33‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪216‬‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من تلوث المياه؟‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪33.6‬‬ ‫‪57.6‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪233‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة تركيب محطات‬
‫‪16.0‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪62.1‬‬ ‫مياه؟‬
‫‪59‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪214‬‬
‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة حفر أبار المياه؟‬
‫‪15.7‬‬ ‫‪27.2‬‬ ‫‪57.1‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪200‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة توصيل شبكات‬
‫‪15.5‬‬ ‫‪31.2‬‬ ‫‪53.3‬‬ ‫المياه؟‬
‫‪71‬‬ ‫‪263‬‬ ‫‪41‬‬
‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة بصيانة وإنشاء حفائر؟‬
‫‪18.9‬‬ ‫‪70.1‬‬ ‫‪10.9‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪42‬‬ ‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة بتوفير محطات تزويد‬
‫‪14.9‬‬ ‫‪73.9‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫المياه؟‬

‫‪101‬‬
‫ومع ذلك ففي مواجهة هذه المشكالت‪ ،‬يرى أكثر من نصف العينة أن شركات النفط العاملة في أوجلة‬
‫ال تقوم بمسؤوليتها االجتماعية نحو توفير المياه الصالحة لشرب على أكمل وجه‪ ،‬حيث رأوا أن هذه‬
‫الشركات لم تقم بتوفير محطات تزويد المياه بنسبة (‪ )%73.9‬من العينة‪ ،‬وذلك مع إيمانهم بأن هذه‬
‫الشركات يجب أن يكون لها دور اجتماعي فيما يخص المياه الصالحة للشرب في مناطقهم‪ ،‬كتركيب‬
‫محطات مياه‪ ،‬وحفر اآلبار‪ ،‬وتوصيل شبكات المياه‪.‬‬

‫وهنا تأتي دراسة محمد فالق حول المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية العربية "سوناطراك‬
‫الجزائرية‪ ،‬وأرامكو السعودية‪ ،‬لتختلف نتائجها جزئيا ً عن نتائج دراستنا الراهنة‪ ،‬فمن خالل تحليلها لألرقام‬
‫والبيانات الواردة في تقارير المسؤولية االجتماعية للشركتين (آرامكو وسوناطراك)‪ ،‬خلص الباحث إلى أن‬
‫الشركتين تساهمان في تنمية مجتمعاتها المحلية بدرجة متوسطة‪ ،‬فقد تمثلت مسؤولية شركة سوناطراك‬
‫االجتماعية تجاه مياه الشرب في حفر آبار وخزانات تحت األرض لتخزين مياه األمطار ألغراض‬
‫الزراعة‪ ،‬وكذلك حفر (‪ 6‬آبار) وتجهيزات للتخزين والتزويد بالمياه الصالحة للشرب‪ ،‬كما أشركت شركة‬
‫أرامكو (‪ )175‬شخصا ً من عدة دول في الشبكة االبتكارية إلدارة المياه‪.‬‬

‫(د) مسؤولية شركات النفط نحو توفير الكهرباء في أوجلة‬

‫فبالنظر إلى الجدول (‪ )4-6‬نجد أن (‪ )%85.3‬من عينة الدراسة‪ ،‬يرون أن السكان في منطقة أوجلة‬
‫يعانون من مشكالت في الكهرباء‪ ،‬ومن ناحية أخرى يرى نحو (‪ )%70.9‬منهم أن من مسؤولية شركات‬
‫النفط توفير خدمات الكهرباء في منطقة أوجلة‪ ،‬وهو ما قد يُشير إلى عدم التزام الشركات النفطية العاملة في‬
‫المنطقة بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المجتمع المحلي في أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)4-6‬مسؤولية شركات النفط نحو توفير الكهرباء‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪320‬‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت الكهرباء؟‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪10.7‬‬ ‫‪85.3‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪266‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط توفير خدمات الكهرباء في‬
‫‪8.0‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪70.9‬‬ ‫منطقة أوجلة؟‬
‫وما يدعم هذا التحليل هي المقابالت المتعمقة التي أجرتها الباحثة مع بعض المسؤولين في منطقة‬
‫أوجلة‪ ،‬أولئك الذين أكدوا أن شركات النفط العاملة في المنطقة لم تقدم أي حل لمشكلة الكهرباء المتفاقمة‬
‫هناك‪ ،‬وبالتالي فتلك الشركات على الرغم من استفادتها الكبيرة من موارد المنطقة‪ ،‬إال إنها ال تقدم الكثير‬
‫لها من أجل االرتقاء بنوعية حياة سكانها‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫مسؤولية شركات النفط نحو التنمية االقتصادية في أوجلة‬ ‫(ه)‬

‫فبتتبع بيانات الدراسة حول المسؤولية االجتماعية لشركات النفط نحو التنمية االقتصادية في أوجلة‪،‬‬
‫نجد الجدول (‪ )5-6‬يكشف على أن نحو (‪ )%82.4‬من عينة الدراسة يرون أن من مسؤولية شركات النفط‬
‫تقليل مستوى الفقر عن طريق تقديم المساعدات المادية‪ ،‬و(‪ )%83.2‬من عينة الدراسة يرون أن من‬
‫مسؤولية شركات النفط تقليل مستوى الفقر عن طريق تقديم المساعدات العينية‪ ،‬و(‪ )%81.3‬من عينة‬
‫الدراسة يرون أن من مسؤولية شركات النفط تقليل مستوى الفقر عن طريق حصر ودعم األسر الفقيرة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)5-6‬مسؤولية شركات النفط نحو التنمية االقتصادية‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪309‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪82.4‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق تقديم المساعدات المادية؟‬
‫‪29‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪312‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪83.2‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق تقديم مساعدات عينية؟‬
‫‪23‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪305‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪81.3‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق حصر ودعم األسر الفقيرة؟‬
‫‪21‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪317‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬
‫‪5.6‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪84.5‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق إقامة مشروعات تنموية صغيرة؟‬
‫‪14‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪338‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪90.1‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق إيجاد فرص عمل؟‬
‫‪16‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪335‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪89.3‬‬ ‫أوجلة عن طريق فتح فرص عمل؟‬
‫‪19‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪329‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪87.7‬‬ ‫أوجلة عن طريق تدريب أفراد المجتمع المحلي للعمل؟‬
‫‪35‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪285‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪14.7‬‬ ‫‪76.0‬‬ ‫أوجلة عن طريق إنعاش السوق المحلي؟‬
‫‪36‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪283‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬
‫‪9.6‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪75.5‬‬ ‫أوجلة عن طريق إنشاء مشاريع إنتاجية وزراعية جديدة؟‬
‫‪29‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪291‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬

‫‪103‬‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪14.7‬‬ ‫‪77.6‬‬ ‫أوجلة عن طريق إنشاء مشاريع خدمية جديدة؟‬
‫‪31‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪277‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬
‫‪8.3‬‬ ‫‪17.9‬‬ ‫‪73.9‬‬ ‫أوجلة عن طريق فتح جمعيات تعاونية؟‬
‫كما إنه بالنظر إلى الجدول يتضح أن هناك وعي كبير لدى عينة الدراسة بدور المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات النفطية في تنمية منطقتهم‪ ،‬حيث يرى أكثر من ثالثة أرباع العينة أنه من واجب هذه‬
‫الشركات تجاه التنمية االقتصادية في المنطقة‪ :‬إقامة مشروعات تنموية صغيرة‪ ،‬إيجاد فرص عمل وتخفيف‬
‫البطالة‪ ،‬وإتاحة فرص تدريبية ألفراد المجتمع المحلي‪ ،‬العمل على إنعاش السوق المحلي‪ ،‬إنشاء مشاريع‬
‫انتاجية وزراعية جديدة‪ ،‬وإنشاء مشاريع خدمية جديدة‪ ،‬وفتح جمعيات تعاونية‪.‬‬

‫تتوافق هذه الرؤى والتصورات للمواطنين عينة الدراسة مع رؤى المسؤولين الذين تمت مقابلتهم‪،‬‬
‫حيث يرون أنه من واجب هذه الشركات أن يعاملوهم (أي سكان أوجلة) معاملة الجار الحسن‪ ،‬كما يطالبون‬
‫بتفعيل القانون الذي يحث على التنمية المكانية‪ ،‬ومن ثم يجب على هذه الشركات فتح برامج ومشاريع داخل‬
‫المنطقة للمساهمة في معالجة مشكلة البطالة لكثير من شباب الخريجين (من الجامعات) الذين لم يتحصلوا‬
‫على عمل‪.‬‬

‫وفي هذا السياق تأتي دراستنا حول المسؤولية االجتماعية للشركات ودور شركات النفط في مشاريع‬
‫تنمية المجتمع لتؤكد أن الفجوة الموجودة بين مشكالت واحتياجات المجتمعات المحلية التي تتواجد فيها‬
‫الشركات النفطية‪ ،‬وبين رؤية هذه الشركات ألولويات مسؤوليتها االجتماعية تجاه تلك المجتمعات التي‬
‫تحتضنها‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى إعاقة عمليات التنمية االقتصادية في هذه المجتمعات‪ ،‬وبالتالي يجب على هذه‬
‫الشركات أن تأخذ بعين االعتبار االحتياجات واألولويات التنموية للمجتمع المضيف‪ ،‬وهو األمر الذي ربما‬
‫قد شكل عقبة بالنسبة لمشروعات المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية العاملة في أوجلة‪.‬‬

‫(و) مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في أوجلة‪:‬‬

‫وعلى اعتبار أن شركات النفط تمثل أكبر وأهم مسببات التلوث في العديد من المناطق‪ ،‬وخاصة في‬
‫أوجلة‪ ،‬فإن بيانات الدراسة تُشير إلى أن نحو (‪ )%84.4‬من عينة الدراسة يرون أن من مسؤولية الشركات‬
‫معالجة مشكالت التلوث عن طريق حفر برك لتنقية المياه الملوثة‪ ،‬و(‪ )%81.1‬منهم يرون أنه من‬
‫مسؤولية الشركات معالجة مشكالت التلوث عن طريق حمالت إصحاح البيئة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫جدول (‪ :)6-6‬مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في أوجلة‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪285‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت مخلفات‬
‫‪10.1‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪76.0‬‬ ‫اإلنسان والحيوان؟‬
‫‪27‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪318‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪84.8‬‬ ‫عن طريق حفر برك لتنقية المياه الملوثة؟‬
‫‪27‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪304‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫عن طريق حمالت إصحاح البيئة؟‬
‫‪19‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪329‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪87.7‬‬ ‫عن طريق توعية المواطنين بأهمية اإلصحاح البيئي؟‬
‫‪14‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪332‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من‬
‫النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق توفير غاز يحرق‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪88.5‬‬
‫الغازات السامة؟‬
‫‪17‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪335‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من‬
‫النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق توفير معدات لحماية‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪89.3‬‬
‫البيئة؟‬
‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪310‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من‬
‫النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق فرض رسوم إضافية‬
‫‪8.5‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪82.7‬‬
‫كنوع من العقوبات؟‬
‫‪29‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪305‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪81.3‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات اطفاء؟‬
‫‪14‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪329‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪87.7‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق توفير معدات اإلطفاء والسالمة؟‬
‫‪16‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪336‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق إقامة حمالت توعوية على أخطار‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪89.6‬‬
‫الحرائق؟‬
‫‪36‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪277‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬
‫‪9.6‬‬ ‫‪16.5‬‬ ‫‪73.9‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق عمل مستودعات لتجميع النفايات‬

‫‪105‬‬
‫السامة؟‬
‫‪43‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪279‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬
‫منطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات لنقل النفايات الصلبة‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪74.4‬‬
‫خارج المنطقة ؟‬
‫‪30‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪306‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬
‫‪8.0‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪81.6‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق توفير محارق للنفايات الصلبة؟‬
‫‪34‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪270‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬
‫منطقة أوجلة عن طريق تشغيل عمالة لجمع النفايات‬
‫‪9.1‬‬ ‫‪18.9‬‬ ‫‪72.0‬‬
‫بالمنطقة؟‬
‫‪63‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪240‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات‬
‫‪16.8‬‬ ‫‪19.2‬‬ ‫‪64.0‬‬ ‫اإلنسان عن طريق تشييد دورات مياه في منطقة أوجلة؟‬
‫‪41‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪259‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات‬
‫اإلنسان والحيوان عن طريق توفير الصرف الصحي‬
‫‪10.9‬‬ ‫‪20.0‬‬ ‫‪69.1‬‬
‫المناسب؟‬
‫‪27‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪301‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات‬
‫اإلنسان والحيوان عن طريق توعية وتثقيف المواطنين بطرق‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪80.3‬‬
‫التخلص من المخلفات؟‬

‫كما إنه من خالل الجدول يتضح أن غالبية عينة الدراسة يرون أن المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫النفطية العاملة في أوجلة فيما يتصل بالبيئة‪ ،‬تتمثل في‪ :‬توعية المواطنين بأهمية اإلصحاح البيئي‪ ،‬ومعالجة‬
‫الغازات النافذة من النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق توفير غاز يحرق الغازات السامة‪ ،‬وتوفير‬
‫معدات وأجهزة لحماية البيئة‪ ،‬ومعالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات ومعدات‬
‫اإلطفاء والسالمة‪ ،‬وتدشين حمالت توعوية حول أخطار الحرائق‪ ،‬وعمل مستودعات لتجميع النفايات‬
‫السامة‪ ،‬وتوفير سيارات لنقل النفايات الصلبة خارج المنطقة‪ ،‬وتوفير محارق للنفايات‪ ،‬وتشغيل عمالة‬
‫لجمع النفايات بالمنطقة‪ ،‬ثم تشييد حمامات عامة في منطقة أوجلة‪ ،‬وتوفير الصرف الصحي المناسب‪،‬‬
‫وتوعية وتثقيف المواطنين بطرق التخلص من المخلفات‪.‬‬

‫وفي نتائج مشابهة لنتائج دراستنا الراهنة تأتي دراسة يو كاو حول أنشطة المسؤولية االجتماعية‬
‫لشركات النفط في بارو أالسكا‪ ،‬حيث يعكس تحليل بياناتها أن أنشطة المسؤولية االجتماعية الحالية للشركة‬
‫اإلنجليزية للبترول لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان المحليين‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بحماية البيئة التي‬
‫تعتمد عليها الثقافة التقليدية وطرق حياة السكان األصليين‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫(ز) مسؤولية شركات النفط نحو التنمية الثقافية‪:‬‬

‫فباإلشارة إلى الجدول (‪ ،)7-6‬يتضح أن هناك (‪ )%72.8‬من عينة الدراسة يرون أن هناك نشاط‬
‫رياضي في منطقة أوجلة‪ ،‬و(‪ )%67.7‬منهم يرون أن الشركات النفطية لم تساهم في النشاط الرياضي‬
‫بمنطقة أوجلة في دعم الفرق الرياضية أو تنظيم النشاطات الرياضية‪ ،‬و(‪ )%79‬من عينة الدراسة يرون أن‬
‫الشركات النفطية لم تساهم أيضا ً في النشاط الرياضي بمنطقة أوجلة بإنشاء أندية رياضية وثقافية‪.‬‬

‫جدول (‪ :)7-6‬مسؤولية شركات النفط نحو التنمية الثقافية‬

‫ال أعرف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬


‫ك‬
‫‪%‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪273‬‬
‫هل يوجد نشاط رياضي في منطقة أوجلة؟‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫‪72.8‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪66‬‬ ‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬
‫أوجلة عن طريق دعم الفرق الرياضية وتنظيم النشاط‬
‫‪14.7‬‬ ‫‪67.7‬‬ ‫‪17.6‬‬
‫الرياضي؟‬
‫‪56‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪23‬‬ ‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬
‫‪14.9‬‬ ‫‪79.0‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫أوجلة عن طريق إنشاء أندية رياضية وثقافية؟‬
‫‪55‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪19‬‬ ‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬
‫‪14.7‬‬ ‫‪80.3‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫أوجلة عن طريق تشييد مالعب رياضية؟‬
‫‪66‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪22‬‬ ‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬
‫أوجلة عن طريق تشجيع روح المنافسة الرياضية في منطقة‬
‫‪17.6‬‬ ‫‪76.5‬‬ ‫‪5.9‬‬
‫أوجلة؟‬
‫‪47‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪12‬‬ ‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪84.3‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫عن طريق إقامة مناشط ثقافية باألندية واألحياء؟‬
‫‪45‬‬ ‫‪309‬‬ ‫‪21‬‬ ‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪82.4‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫عن طريق دعم الجمعيات األدبية والثقافية بالمدارس؟‬
‫‪35‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪197‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في‬

‫‪107‬‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪38.1‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق توفير حماية أمنية باألحياء السكنية؟‬
‫‪48‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪220‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في‬
‫‪12.8‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪58.7‬‬ ‫منطقة أوجلة عن طريق توفير المقومات األساسية للسكن؟‬
‫‪37‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪225‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في‬
‫منطقة أوجلة عن طريق دعم وبناء وحدات الشرطة واألمن‬
‫‪9.9‬‬ ‫‪30.1‬‬ ‫‪60.0‬‬
‫بالمنطقة؟‬
‫‪16‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪270‬‬
‫هل هناك أنشطة لتنمية دور المرأة في المجتمع بمنطقة أوجلة؟‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪72.0‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪275‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية أن تساهم في هذه‬
‫‪8.5‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪73.3‬‬ ‫النشاطات؟‬
‫‪48‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪264‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة تمويل‬
‫‪12.8‬‬ ‫‪16.8‬‬ ‫‪70.4‬‬ ‫مشاريع المرأة المنتجة؟‬
‫‪37‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪229‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة أقامه‬
‫‪9.9‬‬ ‫‪29.1‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫جمعيات نسوية تطوعية؟‬
‫‪44‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪235‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة فتح فصول‬
‫‪11.7‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪62.7‬‬ ‫محو أمية للنساء؟‬
‫‪28‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪306‬‬ ‫هل ترى أنه من مسؤولية الدولة أو الشركات النفطية أو األثنين‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪81.6‬‬ ‫معا ً تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟‬

‫إنه من خالل الجدول يتضح اتفاق غالبية عينة الدراسة على أن الشركات النفطية لم تقوم بالدور‬
‫االجتماعي المنوط بها في المجتمع المحلي لمنطقة أوجلة‪ ،‬فهي بحسب عينة الدراسة لم تعمل على تشييد‬
‫مالعب رياضية‪ ،‬أو تشجيع روح المنافسة الرياضية‪ ،‬ولم تُساهم في إقامة مناشط ثقافية باألندية واألحياء‪،‬‬
‫ولم تدعم الجمعيات األدبية والثقافية‪ ،‬أو خدمات دعم األمن واألمان في المنطقة عن طريق توفير حماية‬
‫أمنية باألحياء السكنية‪ ،‬وتوفير المقومات األساسية للسكن‪ ،‬كما لم تقدم الدعم لبناء وحدات الشرطة واألمن‬
‫بالمنطقة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى لم تساهم هذه الشركات في دعم أنشطة تنمية دور المرأة في المجتمع بمنطقة‬
‫أوجلة‪ ،‬ولم تقوم بتمويل مشاريع المرأة المنتجة‪ ،‬ولم تشجع على إقامة جمعيات نسوية تطوعية‪ ،‬كما إنها لم‬
‫تساهم في القضاء على أمية النساء عن طريق دعم فصول محو أمية للنساء‪ ،‬وبالتالي فقد أهملت هذه‬
‫الشركات‪ -‬بحسب عينة الدراسة‪ -‬األنشطة الثقافية واالقتصادية الهادفة إلى دعم المرأة وتمكينها من أجل‬
‫تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫وهنا يجمع المسؤولين الذين تمت مقابلتهم على القول‪:‬‬

‫"فنحن قمنا مراراً وتكراراً بعدة مراسالت للمؤسسة الوطنية للنفط لغرض إقامة دورات تدريبية‬
‫وثقافية وتوعوية للمرأة في منطق ة أوجلة للتطوير من وضع المرأة‪ ....‬ولكن لم نجد أي دعم‪.....‬فاجتمعنا‬
‫مع إدارة التنمية المستدامة كوسيلة لل ضغط على الشركات‪ ،‬ولكن الشركة الوحيدة التي قدمت لنا الدعم‬
‫هي شركة الخليج في دورة الذاكرة فقط‪ ،‬وتلك التي استهدفت الشيخات (اإلناث كبار السن) في منطقة‬
‫أوجلة‪.‬‬

‫وفي هذا السياق وعلى عكس ما يحدث من شركات النفط في أوجلة‪ ،‬تأتي دراسة زاهر الكرسني‬
‫ورافع قرشي حول دور شركات البترول في المسؤولية االجتماعية‪ :‬دراسة حالة شركة النيل الكبرى‬
‫لعمليات البترول في الفترة (‪ ،)2011 – 2005‬لتؤكد أن شركة النيل الكبرى لعمليات البترول قد ساهمت‬
‫في رفع قدرات السكان القريبين من منشآتها‪ ،‬ومن ثم ساهمت في االستقرار االجتماعي في هذه المناطق‬
‫(الكرسني و و أخرون‪.)2015 ،‬‬

‫‪ 6.2‬تحليل النتائج واإلجابة على تساؤالت الدراسة‪:‬‬

‫في هذا الجزء قامت الباحثة بدمج ومقارنة نتائج عينة الدراسة من أفراد المجتمع في أوجلة مع نتائج‬
‫المقابالت الشخصية للمسؤولين ببلدية أوجلة وهم (عميد بلدية أوجلة – عضوي المجلس البلدي بأوجلة –‬
‫رئيس منظمة الركب البيئية للسالمة وحماية البيئة)‪ .‬اعتمدت الباحثة في تحليل استجابات أفراد عينة‬
‫الدراسة على (اختبار ‪ T‬لعينة واحدة) من أجل التحقق من وجود فروق ذات داللة إحصائية في استجابات‬
‫أفراد عينة الدراسة تجاه عبارات محاور االستمارة‪.‬‬

‫ولتحقيق ذلك أيضا ً قامت الباحثة باحتساب المتوسطات الحسابية لعبارات الدراسة‪ ،‬وكذلك لكل محور‬
‫من محاور الدراسة ككل‪ .‬ويعبر المتوسط عن االتجاه العام للمحور‪ ،‬فإذا تراوحت قيمة المتوسط من ‪ 1‬إلى‬
‫‪ 1.66‬دل على الموافقة‪ ،‬بينما إذا تراوح المتوسط من ‪ 1.67‬إلى ‪ 2.32‬دل على عدم الموافقة‪ ،‬بينما إذا‬
‫تراوح المتوسط من ‪ 2.33‬إلى ‪ 3‬دل على الحياد‪ .‬وعلى ذلك يمكننا اإلجابة على تساؤالت الدراسة عبر‬
‫المحاور التالية‪:‬‬

‫(أ) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في‬
‫أوجلة‪:‬‬

‫فبحسب الجدول (‪ )8-6‬يتضح هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة‬
‫على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في أوجلة"‪ ،‬حيث كانت قيمة معنوية اختبار‬

‫‪109‬‬
‫(‪ )T‬هي ‪ ،0.000‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة المتوسط للمحور ككل هي ‪ ،2.2‬وهي تتراوح بين‬
‫‪ 1.17‬لعبارة‪ :‬هل تعاني منطقة أوجلة من قلة المدارس في التعليم األساسي والثانوي‪ ،‬و‪ 2.13‬لعبارة‪ :‬هل‬
‫قامت شركات النفط بتحسين أدوات ووسائل التعليم من سبورات وما إلى ذلك‪ ،‬وهو ما يعني عدم موافقة‬
‫عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالعملية التعليمية في أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)8-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور " مسؤولية شركات النفط نحو التعليم في أوجلة"‬

‫درجة‬
‫المعنوية‬ ‫اختبار (‪)T‬‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫الموافقة‬
‫‪-‬‬ ‫هل هناك مشكالت تعليمية تواجه أفراد‬
‫‪0.000‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.21‬‬
‫‪27.480‬‬ ‫المجتمع في منطقة أوجلة في السابق؟‬
‫‪-‬‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من قلة المدارس في‬
‫‪0.000‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.17‬‬
‫‪39.439‬‬ ‫التعليم األساسي والثانوي؟‬
‫‪-‬‬ ‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من‬
‫‪0.000‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.23‬‬
‫‪26.458‬‬ ‫تدهور البيئة المدرسية؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتحسين التعليم في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪3.562‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.06‬‬
‫منطقة أوجلة؟‬
‫هل قامت شركات النفط بإنشاء مدارس في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.537‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.08‬‬
‫منطقة أوجلة؟‬
‫هل قامت شركات النفط بصيانة المدارس‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪3.997‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.07‬‬
‫في منطقة أوجلة؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتحسين أدوات‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪6.105‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.13‬‬
‫ووسائل التعليم من سبورات وما إلى ذلك؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتوفير إعانات‬
‫‪0.163‬‬ ‫‪1.397‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.03‬‬ ‫مدرسية للمدارس في منطقة أوجلة مثل‬
‫المواصالت وما إلى ذلك؟‬
‫‪-‬‬ ‫إمكانيات التعليم ومسؤولية شركات النفط في‬
‫‪0.000‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.2‬‬
‫‪18.271‬‬ ‫تنميتها‬

‫وبالنظر إلى نتائج المقابالت المتعمقة مع المسؤولين في منطقة أوجلة‪ ،‬سنجد أن تلك المقابالت أكدت‬
‫على أن مدارس أوجلة تكتظ فصولها بالطالب‪ ،‬حيث يصل عدد الطالب في الفصل الواحد إلى (‪45‬‬
‫طالب)‪ ،‬وفي سبيل ذلك لم تقم شركات النفط بتقديم مساعدات في مجال التعليم من حيث بناء أو تطوير‬

‫‪110‬‬
‫مدارس أو تقديم منح مالية للطالب المتفوقين أو تقديم مساعدات مالية لتحسين البنية التحتية للمدارس‪،‬‬
‫واكتفت المؤسسة الوطنية للنفط (المسؤولة عن كافة شركات النفط التي تعمل بالمنطقة هناك) بتقديم وعود‬
‫بتطوير المدارس وتحسين جودة العملية التعليمية‪ ،‬دون وجود عمل حقيقي ملموس على أرض الواقع‪.‬‬

‫وفي هذا السياق يأتي تقرير المسؤولية االجتماعية للشركة السودانية لخطوط أنابيب البترول‬
‫المحدودة (الشركة السودانية لخطوط أنابيب البترول المحدودة)العاملة في دولة السودان‪ ،‬ليبرهن على قيام‬
‫الشركة السودانية بالعديد من أوجه المسؤولية االجتماعية‪ ،‬ومنها ما يتصل بالجانب التعليمي‪ ،‬حيث أنشأت‬
‫مدرسة (سراج النور) بمنطقة وادي الدان في عام (‪ ،)2010‬ثم قامت بتكملة مدرسة الواحة بوالية نهر‬
‫النيل‪ ،‬كما عملت علي مد يد العون لمدرسة ذي النورين بأثاث مكتبي لمكاتب المعلمين ورفدها بمكتبة‬
‫أكاديمية وثقافية‪.‬‬

‫(ب) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في‬
‫أوجلة‪:‬‬

‫فالمتتبع لما آتت به الدراسة الراهنة من نتائج‪ ،‬فإن الجدول (‪ )9-6‬يُشير إلى أن هناك فروق ذات‬
‫داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على محور "مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في‬
‫أوجلة"‪ ،‬حيث كانت قيمة معنوية اختبار (‪ )T‬هي ‪ ،0.000‬ومن ثم فهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة‬
‫المتوسط للمحور ككل هي ‪ .2.1‬وتراوح متوسط عبارات المحور بين ‪ 1.17‬لعبارة‪" :‬هل يعاني المواطنون‬
‫في منطقة أوجلة من أمراض التنفس بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات‬
‫النفطية" و‪ 2.06‬للعبارتين‪ " :‬هل قامت الشركات النفطية بتوفير كوادر طبية معالجة" و "هل قامت‬
‫الشركات النفطية برفع المستوى الصحي للحد من أنتشار األمراض وتوفير العالج وتنظيم حمالت‬
‫صحية"‪ ،‬األمر الذي يعني إجماالً عدم موافقة عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في‬
‫االهتمام بالجوانب الصحية في منطقة أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)9-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو الصحة في أوجلة"‬

‫درجة‬
‫المعنوية‬ ‫اختبار (‪)T‬‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫الموافقة‬
‫موافق‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم وجود‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-26.500‬‬ ‫‪1.29‬‬
‫مستشفيات صحية؟‬
‫موافق‬ ‫هل تعاني منطقة أوجلة من تدني المستوى‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-32.445‬‬ ‫‪1.19‬‬
‫الصحي وانتشار األمراض؟‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-12.426‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.48‬‬ ‫هل يوجد عمليات إجهاض للنساء وخاصة‬

‫‪111‬‬
‫في األشهر األولى من الحمل في منطقة‬
‫أوجلة بسبب التلوث في الجو الناجم عن‬
‫الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫موافق‬ ‫هل يوجد انتشار ألمراض السرطان بين‬
‫المواطنين في منطقة أوجلة بسبب التلوث‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-25.233‬‬ ‫‪1.23‬‬
‫في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من‬
‫الشركات النفطية؟‬
‫موافق‬ ‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من‬
‫أمراض التنفس بسبب التلوث في الجو‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-32.193‬‬ ‫‪1.17‬‬
‫الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات‬
‫النفطية؟‬
‫هل قامت الشركات النفطية بفتح مراكز‬
‫‪0.024‬‬ ‫‪2.264‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.05‬‬
‫صحية؟‬
‫هل قامت الشركات النفطية بتوفير كوادر‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪3.135‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.06‬‬
‫طبيه معالجة؟‬
‫هل قامت الشركات النفطية برفع المستوى‬
‫‪0.006‬‬ ‫‪2.774‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.06‬‬ ‫الصحي للحد من انتشار األمراض وتوفير‬
‫العالج وتنظيم حمالت صحية؟‬
‫غير‬ ‫إمكانيات الصحة ومسؤولية شركات النفط‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-26.917‬‬ ‫‪2.1‬‬
‫موافق‬ ‫في تنميتها‬

‫وباالنتقال من رؤى عينة الدراسة من المواطنين في أوجلة إلى المسؤولين هناك‪ ،‬نجدهم قد أكدوا‬
‫على تفشي مرض السرطان بين السكان‪ ،‬وكذلك أمراض الصدر‪ ،‬واألمراض المسببة إلجهاض السيدات‪،‬‬
‫وأيضا ً األمراض المزمنة والفشل الكلوي؛ نتيجة للدخان وعوادم المصانع وحرق الزيوت‪ ،‬وفي المقابل كل‬
‫ما قدمته هذه الشركات النفطية للمجتمع المحلي هو مقترحات ووعود‪ ،‬ولكن لم تقم الشركات ببناء أية‬
‫مستشفيات أو توفير كوادر طبية أو رفع المستوى الصحي أو تقديم منح من الدواء والعالج لألمراض‬
‫المزمنة التي انتشرت في المنطقة بسبب ما تنتجه شركات النفط‪.‬‬

‫وفي سياق متصل قامت شركات النفط في منطقة أوجلة – منذ ثالثة سنوات ‪ -‬بعمل دراسة حول‬
‫تأثير الدخان المنبعث من الحقول النفطية على المواطنين‪ ،‬ولكن بعد انتهاء الدراسة لم تقدم الشركة أية‬

‫‪112‬‬
‫تفاصيل عن نتائج الدراسة ولم تحاول نشرها‪ ،‬وذلك بما يخالف القواعد والقوانين الدولية والوطنية‪ ،‬ربما‬
‫ألنها خشيت من المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها مع المواطنين في حال نشرت نتائج هذه الدراسة‪.‬‬

‫وهنا تأتي العديد من الدراسات السابقة التي تؤكد قيام الشركات النفطية بمسؤوليتها االجتماعية في‬
‫البعد الصحي في العديد من الدول‪ ،‬منها دراسة تومي عبد الكريم حول تقـييم المسؤولية االجتماعية‬
‫للمؤسسات النفطية دراسة حالة لمؤسسة سونـاطراك الجزائر (عبدالكريم‪ ،)2017 ،‬حيث جاء متوسط‬
‫استجابة عينة الدراسة بالموافقة على عبارة " هل قامت المؤسسة بتوفير امكانيات وخدمات الرعاية‬
‫الصحية" ‪.2.86‬‬

‫(ج) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو مياه الشرب‬
‫في أوجلة"‪:‬‬

‫ويتضح من الجدول (‪ )10-6‬أن هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة‬
‫على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو مياه الشرب في أوجلة"‪ ،‬حيث كانت قيمة معنوية‬
‫اختبار (‪ )T‬هي ‪ 0.000،‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة المتوسط للمحور هي ‪ .2.12‬تعبر قيمة متوسط‬
‫المحور ‪ ،2.12‬وهي تتراوح بين ‪ 1.43‬لعبارة‪ " :‬هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من عدم توفر مياه‬
‫صالحة للشرب"‪ ،‬و‪ 2.08‬لعبارة‪ " :‬هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من عدم توفر مياه صالحة‬
‫للشرب"‪ ،‬وهو يؤشر على عدم موافقة عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام‬
‫بمياه الشرب في منطقة أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)10-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور مسؤولية شركات النفط نحو مياه الشرب في أوجلة‬

‫المعنوية‬ ‫درجة الموافقة اختبار (‪)T‬‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬


‫موافق‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-19.460‬‬ ‫‪1.43‬‬
‫عدم توفر مياه صالحة للشرب؟‬
‫موافق‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من بعد‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-16.452‬‬ ‫‪1.48‬‬
‫أماكن المياه عن المناطق السكنية؟‬
‫موافق‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-14.462‬‬ ‫‪1.51‬‬
‫تلوث المياه؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-11.833‬‬ ‫‪1.54‬‬
‫أوجلة تركيب محطات مياه؟‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-10.709‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.59‬‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة‬

‫‪113‬‬
‫أوجلة حفر آبار المياه؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-9.923‬‬ ‫‪1.62‬‬
‫أوجلة توصيل شبكات المياه؟‬
‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة‬
‫‪0.004‬‬ ‫‪2.862‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.08‬‬
‫بصيانة وإنشاء حفائر؟‬
‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة‬
‫‪0.158‬‬ ‫‪1.416‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.04‬‬
‫بتوفير محطات تزويد المياه؟‬
‫إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-14.827‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.12‬‬
‫في تنميتها‬
‫وبالتحول إلى نتائج مقابلة المسؤولين في منطقة أوجلة‪ ،‬نجدها تؤكد أن مياه الشرب في المنطقة غير‬
‫صالحة لالستهالك األدمي وملوثة؛ نتيجة ألن فالتر المياه ال تعمل بشكل صحيح‪ ،‬وأحيانا ً يتم تسريب‬
‫الزيت بنسبة عالية ويرتفع خزان المياه ليصل إلى خارج الفالتر‪ ،‬كذلك لم تقم شركات النفط بأية عملية‬
‫لتطوير شبكات المياه أو حفر اآلبار أو تزويد المناطق المحرومة بالمياه أو تركيب فالتر جديدة‪.‬‬

‫(د) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو إمدادات‬
‫الكهرباء في أوجلة"‪:‬‬

‫حيث تُشير نتائج الجدول (‪ )11-6‬إلى أن هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة‬
‫الدراسة على عبارات محور " مسؤولية شركات النفط نحو إمدادات الكهرباء في أوجلة"‪ ،‬حيث كانت‬
‫قيمة معنوية اختبار (‪ )T‬هي ‪ 0.000‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة المتوسط للمحور ككل هي ‪ ،2.3‬ما‬
‫يعني عدم موافقة عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بإمدادات الكهرباء‬
‫إلى منطقة أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)11-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو إمدادات الكهرباء في أوجلة"‬

‫درجة‬
‫المعنوية‬ ‫اختبار (‪)T‬‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫الموافقة‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-32.668‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.19‬‬
‫مشكالت الكهرباء؟‬
‫هل من مسؤولية شركات النفط توفير‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-19.407‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.37‬‬
‫خدمات الكهرباء في منطقة أوجلة؟‬
‫إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-32.144‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.3‬‬
‫في تنميتها‬

‫‪114‬‬
‫وفي هذا السياق تأتي نتائج مقابلة المسؤولين في أوجلة مؤكدة لبيانات عينة الدراسة من مواطني‬
‫أوجلة‪ ،‬حيث أكدوا أنه لم تقم شركات النفط بتطوير شبكة الكهرباء بأوجلة أو محاولة تقديم دعم مالي لتوفير‬
‫خدمات الكهرباء للمناطق المحرومة والمتضررة من وجود تلك الشركات في المنطقة‪.‬‬

‫(ه) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو التنمية‬
‫االقتصادية في أوجلة"‪:‬‬

‫فالمتتبع لبيانات الجدول (‪ )12-6‬سيجد أن هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة‬
‫الدراسة على عبارات محور "مسؤ ولية شركات النفط نحو التنمية االقتصادية في أوجلة"‪ ،‬حيث كانت قيمة‬
‫معنوية اختبار (‪ )T‬هي ‪ ،0.000‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة المتوسط للمحور هي ‪ ،2.23‬وهي‬
‫تراوحت بين ‪ 1.14‬لعبارة‪" :‬هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن‬
‫طريق ايجاد فرص عمل"‪ ،‬و ‪ 1.34‬للعبارتين‪" :‬هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء مشاريع انتاجية وزراعية جديدة" و "هل من مسؤولية الشركات‬
‫النفطية تخفيف البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق فتح جمعيات تعاونية"‪ ،‬وهو ما يعني عدم موافقة عينة‬
‫الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في التنمية االقتصادية للمجتمع المحلي في أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)12-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو التنمية االقتصادية في‬
‫أوجلة"‬

‫درجة‬
‫المعنوية‬ ‫اختبار (‪)T‬‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫الموافقة‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق تقديم‬
‫‪24.626‬‬
‫المساعدات المادية؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق تقديم‬
‫‪25.036‬‬
‫مساعدات عينية؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫‪26.155‬‬
‫حصر ودعم األسر الفقيرة؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫‪28.937‬‬
‫إقامة مشروعات تنموية صغيرة؟‬

‫‪115‬‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.14‬‬ ‫مستوى الفقر في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫‪38.116‬‬
‫إيجاد فرص عمل؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق فتح فرص‬
‫‪35.699‬‬
‫عمل؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق تدريب أفراد‬
‫‪32.323‬‬
‫المجتمع المحلي للعمل؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.33‬‬ ‫البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق إنعاش السوق‬
‫‪20.162‬‬
‫المحلي؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء‬
‫‪19.730‬‬
‫مشاريع إنتاجية وزراعية جديدة؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء‬
‫‪22.358‬‬
‫مشاريع خدمية جديدة؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫البطالة بمنطقة أوجلة عن طريق فتح جمعيات‬
‫‪20.289‬‬
‫تعاونية؟‬
‫‪-‬‬ ‫غير موافق‬ ‫االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪2.23‬‬
‫‪32.349‬‬ ‫النفط في تنميتها‬

‫وبالتحول إلى نتائج مقابلة المسؤولين في أوجلة‪ ،‬نجدهم يؤكدون على أن الشركات النفطية العاملة‬
‫هناك لم تقم بتقديم أي منح مالية لسكان المنطقة المتضررين من وجود تلك الشركات‪ ،‬كما إنها لم تقم ببناء‬
‫أو عمل أية مشروعات تنموية أو استثمارية في المنطقة‪ ،‬ومن ثم لم تعمل على توفير فرص عمل لشباب‬
‫المنطقة‪ ،‬وكذلك لم تقم بترميم للطرق المتهالكة‪ ،‬ولم تقدم أية إضافة أو تطوير في مجال الزراعة‪ .‬ومع ذلك‬
‫كانت هناك مساهمة مادية من شركة ألمانية تدعي (ونتر شال) كانت تقدم خدماتها بشكل مباشر إلى البلدية‪،‬‬
‫ولكن منذ تأسيس إدارة التنمية المستدامة التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط توقفت تلك المساعدات‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫وهنا تأتي العديد من الدراسات السابقة التي تؤكد قيام الشركات النفطية بمسؤوليتها االجتماعية في‬
‫التنمية االقتصادية في العديد من الدول‪ ،‬منها دراسة تومي عبد الكريم حول تقـييم المسؤولية االجتماعية‬
‫للمؤسسات النفطية دراسة حالة لمؤسسة سونـاطراك الجزائر (عبدالكريم‪ ،)2017 ،‬حيث اظهرت اتجاهات‬
‫وآراء أ فراد عينة الدراسة على وجود اهتمام من المؤسسة لجانبي التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث‬
‫كانت معظم الردود إيجابية بشأن هذين البعدين‪.‬‬

‫(و) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في‬
‫أوجلة"‪:‬‬

‫بالنظر إلى الجدول (‪ )13-6‬يتبين أن هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة‬
‫الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في أوجلة"‪ ،‬حيث كانت قيمة معنوية‬
‫اختبار (‪ )T‬هي ‪ ،0.000‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة المتوسط للمحور ككل هي ‪ 2.05‬وهي تراوحت‬
‫بين ‪ 1.15‬لعبارة‪" :‬هل من مسؤ ولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق‬
‫إقامة حمالت توعوية على أخطار الحرائق"‪ ،‬و ‪ 1.53‬لعبارة‪ ":‬هل من مسؤولية الشركات النفطية‬
‫التخلص من مخلفات اإلنسان عن طريق تشييد حمامات عامة في منطقة أوجلة"‪ ،‬وهي تُشير إجماالً إلى‬
‫عدم موافقة عينة الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالجوانب البيئية‪.‬‬

‫جدول (‪ :)13-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو البيئة في أوجلة"‬

‫المعنوية‬ ‫اختبار (‪)T‬‬ ‫درجة الموافقة‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬


‫‪-‬‬ ‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.655‬‬ ‫‪1.34‬‬
‫‪19.482‬‬ ‫مخلفات اإلنسان والحيوان؟‬
‫‪-‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.582‬‬ ‫‪1.23‬‬
‫‪25.540‬‬ ‫التلوث عن طريق حفر برك لتنقية المياه الملوثة؟‬
‫‪-‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.581‬‬ ‫‪1.26‬‬
‫‪24.606‬‬ ‫التلوث عن طريق حمالت إصحاح البيئة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.495‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫التلوث عن طريق توعية المواطنين بأهمية‬
‫‪32.323‬‬
‫اإلصحاح البيئي؟‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.452‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات‬

‫‪117‬‬
‫‪36.348‬‬ ‫النافذة من النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫توفير غاز يحرق الغازات السامة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.469‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫النافذة من النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫‪34.999‬‬
‫توفير معدات لحماية البيئة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.603‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫النافذة من النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق‬
‫‪23.814‬‬
‫فرض رسوم إضافية كنوع من العقوبات؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.592‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات‬
‫‪24.095‬‬
‫إطفاء؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.458‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق توفير معدات‬
‫‪35.528‬‬
‫االطفاء والسالمة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.459‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫الحرائق بمنطقة أوجلة عن طريق إقامة حمالت‬
‫‪35.970‬‬
‫توعوية على أخطار الحرائق؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.650‬‬ ‫‪1.36‬‬ ‫النفايات في منطقة أوجلة عن طريق عمل‬
‫‪19.140‬‬
‫مستودعات لتجميع النفايات السامة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬
‫‪17.89‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.681‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫النفايات في منطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات‬
‫‪4‬‬
‫لنقل النفايات الصلبة خارج المنطقة ؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.596‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫النفايات في منطقة أوجلة عن طريق توفير محارق‬
‫‪23.913‬‬
‫للنفايات الصلبة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.645‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫النفايات في منطقة أوجلة عن طريق تشغيل عمالة‬
‫‪18.902‬‬
‫لجمع النفايات بالمنطقة؟‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.766‬‬ ‫‪1.53‬‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬

‫‪118‬‬
‫‪11.932‬‬ ‫مخلفات اإلنسان عن طريق تشييد دورات مياه في‬
‫منطقة أوجلة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.681‬‬ ‫‪1.42‬‬ ‫مخلفات اإلنسان والحيوان عن طريق توفير الصرف‬
‫‪16.539‬‬
‫الصحي المناسب؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من‬
‫‪-‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.585‬‬ ‫‪1.27‬‬ ‫مخلفات اإلنسان والحيوان عن طريق توعية وتثقيف‬
‫‪24.205‬‬
‫المواطنين بطرق التخلص من المخلفات؟‬
‫‪-‬‬ ‫‪0.4139‬‬ ‫االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪2.05‬‬
‫‪33.792‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تنميتها‬

‫وعندما ننتقل إلى مقابالت المسؤ ولين في منطقة أوجلة‪ ،‬نجدهم يؤكدون أنه من المفترض أن تقوم‬
‫شركات النفط بالمنطقة بتعويض السكان المتضررين من وجودها في تلك المنطقة‪ ،‬فهي مسؤولة عن‬
‫معالجة مشكالت التلوث‪ ،‬وبالتالي وجب عليها معالجة مشكالت التلوث عن طريق حمالت إصحاح البيئة‪،‬‬
‫وتوعية المواطنين بأهمية اإلصحاح البيئي‪ ،‬ومعالجة الغازات النافذة من النفط الخام عن طريق توفير غاز‬
‫يحرق الغازات السامة‪.‬‬

‫ويذكر المسؤولين الذين تمت مقابلتهم أنه أحيانا ً يتم اختالط البرك المصاحبة لعملية استخراج النفط‬
‫مع المياه الجوفية‪ ،‬ومن ثم وصول الملوثات إلى سكان منطقة أوجلة‪ ،‬غير أن األنابيب المستخدمة في‬
‫الحقول النفطية الستخراج النفط ممتلئة باإلشعاع‪ ،‬ما يؤثر سلبا ً على البيئة وصحة السكان بشكل كبير‪ ،‬ومع‬
‫ذلك لم تقم الشركات بتنفيذ وعودها بالقضاء على التلوث وخاصة الصادر من حقل "النافورة"‪ ،‬ولكن ما‬
‫حدث أنه تم إحضار معدات غير جيدة ولم تقم بالعمل المطلوب على أكمل وجه‪.‬‬

‫وفي دراسة تتشابه نتائجها مع نتائج دراستنا الراهنة‪ ،‬تأتي دراسة عدنان فرحان الجوارين وسهيل‬
‫شداد فارس حول المسؤولية االجتماعية للشركات وأثرها على التنمية المستدامة دراسة حالة‪ :‬الشركات‬
‫النفطية األجنبية في محافظة البصرة‪ ،‬لتؤكد أنه على الرغم من أن هنالك أثر اقتصادي واضح من خالل‬
‫تطوير الشركات النفطية لحقول البصرة‪ ،‬ولكن لم يالحظ أي أثر بيئي إيجابي‪ ،‬بل بالعكس زادت اآلثار‬
‫البيئية المدمرة لحقول المحافظة‪ ،‬من خالل استغالل أغلب طرق المحافظة لنقل المواد النفطية والمعدات‬
‫الالزمة لتطوير الحقول دون أي عمل تطويري لتلك البنية سوى مشاريع ترقيعية هنا وهناك (الجوارين و‬
‫فارس‪.)2021 ،‬‬

‫‪119‬‬
‫(ز) الفروق في استجابات عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو التنمية‬
‫الثقافية في أوجلة"‪:‬‬

‫بالنظر إلى الجدول (‪ )14-6‬يتضح أن هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة‬
‫الدراسة على عبارات محور "مسؤولية شركات النفط نحو التنمية الثقافية في أوجلة"‪ ،‬حيث كانت قيمة‬
‫معنوية اختبار (‪ )T‬هي ‪ ،0.000‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬وكانت قيمة المتوسط للمحور ككل هي ‪ ،2.08‬حيث‬
‫تراوحت بين ‪ 1.26‬لعبارة‪ " :‬هل ترى أن من مسؤولية الدولة أو الشركات النفطية أو االثنين معا ً تحقيق‬
‫أهداف التنمية المستدامة" و ‪ 2.14‬لعبارة‪ " :‬هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬
‫أوجلة عن طريق إنشاء اندية رياضية وثقافية"‪ ،‬األمر الذي يعني عدم موافقة عينة الدراسة على وجود‬
‫مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالتنمية الثقافية في منطقة أوجلة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)14-6‬اختبار ‪ T‬لعينة واحدة لمحور "مسؤولية شركات النفط نحو التنمية الثقافية في أوجلة"‬

‫المعنوية‬ ‫اختبار (‪)T‬‬ ‫درجة الموافقة‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬


‫‪0.000‬‬ ‫‪-23.816‬‬ ‫موافق‬ ‫‪1.32‬‬ ‫هل يوجد نشاط رياضي في منطقة أوجلة؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي‬
‫‪0.318‬‬ ‫‪-1.000‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪1.97‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق دعم الفرق الرياضية‬
‫وتنظيم النشاط الرياضي؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي‬
‫‪0.015‬‬ ‫‪2.438‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.14‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق إنشاء أندية رياضية‬
‫وثقافية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.280‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.10‬‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق تشييد مالعب رياضية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.828‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.12‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق تشجيع روح المنافسة‬
‫الرياضية في منطقة أوجلة؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.682‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.09‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق إقامة مناشط ثقافية باألندية‬
‫واألحياء؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي‬
‫‪0.003‬‬ ‫‪2.985‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.06‬‬ ‫بمنطقة أوجلة عن طريق دعم الجمعيات األدبية‬
‫والثقافية بالمدارس؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-12.710‬‬ ‫‪1.57‬‬
‫واألمان في منطقة أوجلة عن طريق توفير حماية‬

‫‪120‬‬
‫أمنية باألحياء السكنية؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-12.491‬‬ ‫‪1.54‬‬ ‫واألمان في منطقة أوجلة عن طريق توفير‬
‫المقومات األساسية للسكن؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-14.496‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫واألمان في منطقة أوجلة عن طريق دعم وبناء‬
‫وحدات الشرطة واألمن بالمنطقة؟‬
‫موافق‬ ‫هل هناك انشطة لتنمية دور المرأة في المجتمع‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-23.762‬‬ ‫‪1.32‬‬
‫بمنطقة أوجلة؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية أن تساهم في هذه‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-19.845‬‬ ‫‪1.35‬‬
‫النشاطات؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-15.750‬‬ ‫‪1.42‬‬
‫تمويل مشاريع المرأة المنتجة؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-14.807‬‬ ‫‪1.49‬‬
‫إقامة جمعيات نسوية تطوعية؟‬
‫موافق‬ ‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-14.150‬‬ ‫‪1.49‬‬
‫فتح فصول محو أمية للنساء؟‬
‫موافق‬ ‫هل ترى أن من مسؤولية الدولة أو الشركات النفطية‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-24.548‬‬ ‫‪1.26‬‬
‫أو االثنين معا ً تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟‬
‫االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪-17.453‬‬ ‫غير موافق‬ ‫‪2.08‬‬
‫تنميتها‬

‫وباالنتقال إلى المقابالت مع المسؤولين في منطقة أوجلة‪ ،‬فقد تبين أن هناك إجماع على أن شركات‬
‫النفط يجب أن تُساهم في دعم األمن واألمان عن طريق توفير حماية أمنية باألحياء السكنية‪ ،‬وتوفير‬
‫المقومات األساسية للسكن‪ ،‬ودعم وبناء وحدات الشرطة واألمن بالمنطقة‪ ،‬ولكن شركات النفط لم تقم بتقديم‬
‫أية مساعدات مادية أو معنوية أو تقديم دورات للسيدات واألطفال‪ ،‬ولم تقدم أي نوع من الدعم للجمعيات‬
‫األدبية والثقافية‪ ،‬كما لم تهتم بإقامة مناشط ثقافية باألندية واألحياء‪ ،‬أو تشييد مالعب رياضية‪ ،‬أو إنشاء‬
‫أندية رياضية وثقافية‪ ،‬أو تقدم دعم للفرق الرياضية‪ ،‬وذلك باستثناء شركة الخليج‪ ،‬حيث قامت بتقديم دورة‬
‫الذاكرة التي استهدفت الشيخات في منطقة أوجلة‪ ،‬حيث إن كثير من حافظي القرآن الكريم يتعرضن‬
‫للنسيان‪ ،‬لذلك ساهمت الشركة في تقديم ‪ 46‬دورة تخص الذاكرة‪.‬‬

‫ويمكن تفسير هذا التراجع في المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في منطقة أوجلة في ضوء ما‬
‫جاءت به دراسة آرني ويج ومادالينا رامالهو حول المسؤولية االجتماعية للشركات في صناعة النفط‬

‫‪121‬‬
‫األنجولية‪ ،‬حيث خلصت هذه الدراسة إلى أن شركات النفط تقوم بشكل أساسي بأنشطة المسؤولية‬
‫االجتماعية التي تزيد من أرباحها فقط‪ ،‬وتتمثل اإلجراءات السياسية لهذا في ضرورة وجود نوع من اللوائح‬
‫أو الضغط الخارجي من المنظمات غير الحكومية للحث على سلوك أكثر مسؤولية لهذه الشركات‪ ،‬ال سيما‬
‫إذا كانت أنشطة المسؤولية االجتماعية للشركات تعرقل األرباح‪.‬‬

‫ومع ذلك تُشير العديد من الدراسات إلى أن االلتزام بالمسؤولية االجتماعية تجاه البيئة والمجتمع‬
‫المحلي يُساهم في تحقيق الفوائد واألرباح لكل من المجتمع المحلي والشركات على السواء‪ ،‬ومنها دراسة‬
‫رحمة محمد حول أثر المسؤولية االجتماعية على األداء االقتصادي للشركات‪ :‬دراسة تطبيقية علي‬
‫الشركات المقيدة بالبورصة المصرية‪ ،‬حيث جاءت نتائجها مؤكدة على وجود تأثير إيجابي للمسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات على معدل العائد على كل من (األصول‪ ،‬الملكية‪ ،‬المبيعات‪ ،‬االستثمار)‪.‬‬

‫وفي هذا السياق أيضًا تأتي دراستي دراسة مادونا غالي (‪ )2020‬حول تأثير المسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات علي والء العميل‪ :‬دراسة ميدانية علي عمالء البنوك الحكومية‪ ،‬ودراسة عباس عبدهللا (‪)2016‬‬
‫حول أثر المسؤولية االجتماعية على الميزة التنافسية للشركات‪ :‬بالتطبيق على الشركة السودانية‬
‫لالتصاالت للفترة ‪.2015 – 2008‬‬

‫خالصة القول يمكننا تفسير مجمل إخفاقات نشاطات المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية العاملة‬
‫في منطقة أوجلة في ضوء عدد من االعتبارات‪ ،‬أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ .1‬غياب األُطر القانونية الحاكمة للمسؤولية االجتماعية للشركات النفطية العاملة في البالد‪ ،‬تجاه‬
‫المجتمعات المحلية التي تحتضنها‪.‬‬
‫‪ .2‬االضطرابات الكثيرة التي تشهدها البالد من حين آلخر‪ ،‬األمر الذي يجعل هذه الشركات تتهرب‬
‫مرة من مسئوليتها االجتماعية‪ ،‬ومرة أخرى ال تفتقد الجدوى من أنشطتها االجتماعية لغياب‬
‫األمن‪.‬‬
‫‪ .3‬وربما كذلك الفساد في المؤسسة الوطنية للنفط‪ ،‬حيث أشار المسؤولين في منطقة أوجلة أنه‬
‫بمجرد تأسيس إدارة التنمية المستدامة في هذه المؤسسة‪ ،‬ولم يتلق المجتمع أية مساعدات أو‬
‫معونات من الشركات النفطية‪.‬‬
‫‪ .4‬وربما لغياب إيمان هذه الشركات بأهمية المسؤولية االجتماعية تجاه المجتمعات التي تحتضنها‪.‬‬

‫‪ 6.3‬ملخص نتائج الدراسة‪:‬‬

‫من خالل عرض وتحليل بيانات الدراسة تم التوصل لعدة نتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬لم تساهم شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة في تنمية المجتمع الصحراوي للمنطقة‪ ،‬بل إنها‬
‫ساهمت بشكل كبير في تردي نوعية حياة السكان هناك نتيجة التلوث بكافة أشكاله وما نجم عنه‬
‫من أمراض مزمنة وتلوث للمياه الجوفية والهواء‪.‬‬
‫‪ .2‬كان مستوى التزام شركات النفط العاملة في منطقة أوجلة بمسؤوليتها االجتماعية تجاه المجتمع‬
‫المحلي ضعيفا ً‪ ،‬واقتصر النشاط االجتماعي لهذه الشركات على تقديم الشركة الخليجية دعما ً ماليا ً‬
‫لدورات الذاكرة للشيخات حفظة القرآن الكريم‪ ،‬وكذلك تقديم شركة ونترشل األلمانية بعض الدعم‬
‫لبلدية أوجلة والذي توقف بمجرد إنشاء إدارة التنمية المستدامة بالمؤسسة الوطنية للنفط‪.‬‬
‫‪ .3‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو التعليم في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة الدراسة على‬
‫وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالعملية التعليمية في أوجلة‪.‬‬
‫‪ .4‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو الصحة في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة الدراسة على‬
‫وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالجوانب الصحية في منطقة أوجلة‪.‬‬
‫‪ .5‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو مياه الشرب في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة الدراسة‬
‫على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بمياه الشرب في منطقة أوجلة‪.‬‬
‫‪ .6‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو إمدادات الكهرباء في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة‬

‫‪123‬‬
‫الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بإمدادات الكهرباء إلى منطقة‬
‫أوجلة‪.‬‬
‫‪ .7‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو التنمية االقتصادية في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة‬
‫الدراسة على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في التنمية االقتصادية للمجتمع المحلي في‬
‫أوجلة‪.‬‬
‫‪ .8‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو البيئة في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة الدراسة على‬
‫وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالجوانب البيئية‪.‬‬
‫‪ .9‬هناك فروق ذات داللة إحصائية في استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور "مسؤولية‬
‫شركات النفط نحو التنمية الثقافية في أوجلة"‪ ،‬ويتمثل االتجاه العام في عدم موافقة عينة الدراسة‬
‫على وجود مساهمة حقيقية لشركات النفط في االهتمام بالتنمية الثقافية في منطقة أوجلة‪.‬‬

‫‪ 6.4‬توصيات الدراسة‪:‬‬

‫فمن خالل النتائج السابقة يمكن للباحثة أن تطرح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬نوصي بعمل طرق ذات جودة عالية بين منطقة أوجلة والمدن األخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬إنشاء مدن نموذجية بعيداً عن مناطق التلوث ‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرورة إ نشاء مدارس صناعية لتدريب الشباب المهن الفنية لكي يخلق فرص عمل بمناطق‬
‫البترول‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم ضخ المياه الملوثة حيث أثبتت الدراسات والتقارير بأنها تؤدي إلى طفح كميات كبيرة من‬
‫البترول في منطقة أوجلة وبالتالي يساعد على تلوث البيئة‪.‬‬

‫‪ -5‬العمل على معالجة مياه البرك واستخدامها لزراعة األشجار المفيدة لإلنسان والحيوان‪.‬‬

‫‪ -6‬عمل أسوار محكمة حول آبار البترول وبرك المياه الملوثة‪ ،‬ذلك لمنع دخول الحيوانات وأفراد‬
‫المجتمع المحلي لهذه المناطق الملوثة‪.‬‬

‫‪ -7‬إنشاء مصنع حديث لصناعة الغاز المنتشر في الهواء في منطقة أوجلة لالستفادة منه في‬
‫األغراض اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -8‬القيام بإنشاء أندية ثقافية ورياضية لترفيه الشباب وتزويد منطقة أوجلة بالكهرباء‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -9‬االهتمام بدعم المشاريع الزراعية والصناعية‪ ،‬حيث نجد أن الشركة لم تولى اهتماما ً بهذا الجانب‪.‬‬

‫‪ -10‬ضرورة إجبار الشركات النفطية بتقدم تقرير سنوي حول المسؤولية االجتماعية ويسمح للكل من‬
‫المجتمع المدني والدولة االطالع عليه من أجل ضمان الشفافية ‪.‬‬

‫‪ -11‬العمل على تنظيم ورشات وتضم صناع القرار والباحثين وشركات لتحديد معايير المسؤولية‬
‫االجتماعية التي من الضروري ممارستها من قبل هذه الشركات‪.‬‬

‫‪ -12‬القيام بمشاريع تنموية في منطقة أوجلة مثل القيام بإنشاء طرق وبناء المدارس والمستشفيات‬
‫ومراكز تجاريه ومنتزهات جامعه تشمل جميع التخصصات ‪.‬‬

‫‪ -13‬زيادة الحرص على الشفافية والمساواة واحترام حقوق المواطنين من قبل الشركات والرقابة‬
‫الصارمة في هذا االطار من قبل الدولة‪.‬‬

‫‪ 6.5‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫هناك عدة صعوبات واجهت الباحثة خالل فترة إجراء الدراسة وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬قلة األبحاث المتعلقة بموضوع المسؤولية االجتماعية ودورها في تنمية المجتمع الليبي‪ ،‬وكذلك‬
‫ندرة وربما غياب الدراسات التي عالجت المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية ودورها في‬
‫تنمية المجتمعات الصحراوية‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة التنقل بين مدينة إجدابيا (حيث تُقيم الباحثة) ومنطقة أوجلة (حيث تُجري الباحثة‬
‫دراستها)‪ ،‬وذلك لضعف البنية التحتية المتعلقة بالطرق بين المدينتين‪.‬‬
‫‪ -3‬على الرغم من الخطاب الذي حملته الباحثة إلى المؤسسة النفطية(انظر مالحق الدراسة)‪ ،‬الذي‬
‫ينص على ضرورة التعاون مع الباحثة‪ ،‬فإنها لم تتحصل على أي تعاون من العاملين في هذه‬
‫المؤسسة‪ ،‬حيث كانت تهدف الباحثة إلى إجراء مقابالت مع بعض العاملين من أجل بيان خرائط‬
‫توزيع الشركات واآلبار النفطية وتأثيرها على السكان واألنشطة التي تقوم بها في خدمة المجتمع‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫املــراجع‬

‫المراجع‬

‫‪126‬‬
‫(أ) – الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أغسطيني‪ ،‬هنريكودي (‪ . )1978‬سكان ليبيا (ط‪( . )2‬ترجمة‪ :‬خليفة التليسي) ‪ .‬تونس‪ :‬الدار‬
‫العربية للكتاب ‪.‬‬
‫‪ .2‬البرغوتي‪ ،‬عبد الطيف (‪ . )1971‬تاريخ ليبيا االسالمي ‪ .‬مشورات الجامعة الليبية‪ .‬لبنان‪ :‬مطبعة‬
‫دار صادر ‪.‬‬
‫‪ .3‬البكري‪ ،‬تامر ياسر(‪ . )2001‬التسويق والمسؤولية االجتماعية ‪ .‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‬
‫‪.‬‬
‫‪ .4‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (‪ . )2005‬النظريات االجتماعية المتقدمة ‪ .‬عمان‪ :‬دار وائل االردن ‪.‬‬
‫‪ .5‬الخجخاج‪ ،‬محمد (‪ . )2008‬نمو المدن الصغيرة في ليبيا ‪ .‬بنغازي‪ :‬دار الساقية للنشر ‪.‬‬
‫‪ .6‬الخفاجي‪ ،‬نعيمة عباس‪ ،‬طاهر محسن الغالبي (‪ . )2008‬قراءات في الفكر االداري المعاصر ‪.‬‬
‫األردن‪ :‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ .7‬الدوري‪ ،‬محمد أحمد (‪ . )1983‬محاضرات في االقتصاد البترولي ‪ .‬عنابة ‪ -‬الجزائر‪ :‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪.‬‬
‫‪ .8‬العصيمي‪ ،‬عابد عبدهللا (‪ . )2015‬المسؤولية االجتماعية للشركات نحو التنمية المستدامة ‪ .‬عمان‪:‬‬
‫دار اليازوري للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ .9‬النيش‪ ،‬نجاة (‪ . )2001‬الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة ‪ .‬الكويت‪ :‬المعهد العربي للتخطيط ‪.‬‬
‫‪ .10‬باشو‪ ،‬جان ريمون (‪ . )1999‬رواية رحلة إلى مرمرة وقورينه وحتى أوجلة ومراده ‪( .‬ترجمة‪:‬‬
‫مفتاح عبدهللا المسوري) ‪ .‬بيروت‪ :‬دار الرواد‪ ،‬دار الجبل ‪.‬‬
‫‪ .11‬بازامه‪ ،‬محمد مصطفى (‪ . )1994‬واحات الجنوب البرقي بين االسطورة والتاريخ ‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الحوار الثقافي العربي األوروبي ‪.‬‬
‫‪ .12‬رويبي‪ ،‬عبد الحكيم (‪ . )2001‬التلوث بالزيوت (موسوعة الصحة والبيئة) ‪ .‬الجزائر‪ :‬دار عنابة‬
‫للنشر ‪.‬‬
‫‪ .13‬حسين‪ ،‬حوامدة مالك (‪ . )2014‬األبعاد االقتصادية للمشاكل البيئية واثر التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫األردن‪ :‬دار دجلة ‪.‬‬
‫‪ .14‬حماد‪ ،‬طارق عبدالعال (‪ . )2005‬حكومة الشركات‪ :‬المفاهيم‪ ،‬المبادئ‪ ،‬التجارب (تطبيقات‬
‫الحكومة في المصارف) ‪ .‬مصر‪ :‬الدار الجامعية ‪.‬‬
‫‪ .15‬رسن‪ ،‬سالم عبد الحسن (‪ . )1999‬اقتصاديات النفط ‪ .‬طرابلس‪ -‬ليبيا‪ :‬الجامعة المفتوحة ‪.‬‬
‫‪ .16‬سعيد‪ ،‬سامية جالل (‪ . )2005‬اإلدارة البيئية المتكاملة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية االدارية‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫‪ .17‬عبدة‪ ،‬عبير شعبان (‪ . )2013‬التنمية االقتصادية ومشكالتها ( مشاكل الفقر‪ ،‬التلوث البيئي التنمية‬
‫المستدامة) ‪ .‬االسكندرية‪ :‬دار التعليم العالي ‪.‬‬
‫‪ .18‬عفيفي‪ ،‬صديق محمد (‪ . )2003‬تسويق البترول ‪ ،‬ط‪ . 9‬بدون ناشر ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ .19‬عبيد‪ ،‬هاني (‪ . )2000‬اإلنسان والبيئة ( منظومات الطاقة والبيئة والسكان) ‪ .‬عمان‪ :‬دار الشروق‬
‫للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ .20‬فيرو‪ ،‬شارل (‪ . )1983‬الحوليات الليبية ‪( .‬ترجمة‪ :‬محمد عبدالكريم الوافي) ‪ .‬طرابلس ليبيا‪:‬‬
‫المنشأة العامة للنشر والتوزيع واالعالن ‪.‬‬
‫‪ .21‬قاسم‪ ،‬منى (‪ . )2000‬التلوث البيئي والتنمية االقتصادية ط‪ . 4‬مصر‪ :‬الدار المصرية اللبنانية ‪.‬‬
‫‪ .22‬محمد‪ ،‬عبد البديع (‪ . )2006‬االقتصاد والتنمية ‪ .‬مصر‪ :‬دار االمين ‪.‬‬
‫‪ .23‬مصطفى‪ ،‬قاسم خالد (‪ . )2007‬إدارة البيئة في ظل العولمة والتنمية المستدامة ‪ .‬القاهرة‪ :‬جامعة‬
‫الدول العربية ‪.‬‬
‫‪ .24‬مصطفى كمال عبدالعليم (‪ . )1966‬دراسات في تاريخ ليبيا القديم ‪ .‬بنغازي‪ :‬المطبعة األهلية ‪.‬‬
‫‪ .25‬مندور‪ ،‬أحمد محمد (‪ . )1995‬اقتصاديات الموارد والبيئة ‪ .‬مصر‪ :‬مركز االسكندرية للكتاب‪.‬‬
‫‪ .26‬مندور‪ ،‬عصام عمر‪ :‬التنمية االقتصادية واالجتماعية والتغيير الهيكلي في الدول العربية "المنهج‪-‬‬
‫النظرية‪ -‬القياس" ‪.‬‬
‫‪ .27‬نجاتي‪ ،‬محمد عثمان (‪ . )2002‬الحديث النبوي وعلم النفس ‪ .‬بيروت‪ :‬دار الشروق ‪.‬‬
‫‪ .28‬نجم‪ ،‬نجم عبود (‪ . )2006‬أخالقيات اإلدارة في عالم متغير ‪ .‬األردن‪ :‬منشورات المنظمة العربية‬
‫للتنمية االدارية ‪.‬‬
‫‪ .29‬نجم‪ ،‬نجم عبود (‪ . )2008‬البعد االخضر للبيئة المسؤولية البيئية لرجال األعمال ‪ .‬األردن‪:‬‬
‫مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ‪.‬‬

‫(ب)‪ -‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ .1‬الحارثي‪ ،‬زيد عجير (‪ . )2015‬واقع المسؤولية الشخصية واالجتماعية لدى الشباب السعودي‬
‫وسبل تنميتها ‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة الملك‪ ،‬السعودية ‪.‬‬
‫‪ .2‬الخامر‪ ،‬الطاهر (‪ . )2007‬المسؤولية البيئية االجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية‬
‫في تحقيق التنمية المستدامة حالة سوناطراك ‪ .‬رسالة الماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .3‬القطراني‪ ،‬نعيمة منصور محمد (‪ . )2016‬معوقات تبني مفهوم المسؤولية االجتماعية في‬
‫المنظمات النفطية الليبية‪ :‬دراسة ميدانية على مديري اإلدارة الوسطي في بعض المنظمات‬
‫النفطية الليبية العاملة بمدينة بنغازي ‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬ليبيا ‪.‬‬
‫‪ .4‬المقلة‪ ،‬محمود عاشور (‪ . )1999‬المسؤولية االجتماعية وأساليب اإلفصاح عنها في المنظمات‬
‫الصناعية الليبية ‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬قسم المحاسبة‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬ليبيا ‪.‬‬
‫‪ .5‬بن الزين‪ ،‬حمزة (‪ . )2013‬المسؤولية البيئية واالجتماعية للشركات البترولية ‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ -‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ .6‬عبد القادر‪ ،‬بابا (‪ . )2012‬المسؤولية االجتماعية ميزة استراتيجية خالقة للقيمة ‪ .‬دراسة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .7‬عبدالكريم‪ ،‬تومي (‪ . )2017‬تقـييم المسؤولية االجتماعية للمؤسسات النفطية دراسة حالة‪:‬‬
‫مؤسسة سونـاطراك‪ ،‬المديرية الجهوية حـوض بركاوي)‪ . (HBK‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .8‬عبدهللا‪ ،‬عباس عبدهللا الحسين (‪ . )2016‬أثر المسؤولية االجتماعية على الميزة التنافسية‬
‫للشركات‪ :‬بالتطبيق على الشركة السودانية لالتصاالت للفترة ‪2015 - 2008‬م ‪ .‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬معهد بحوث ودراسات العالم اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم درمان االسالمية‪ ،‬السودان ‪.‬‬
‫‪ .9‬قدري‪ ،‬ابراهيم (‪ . )2014‬المسؤولية االجتماعية المساهمة في أداء الشركات ‪ .‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية االقتصاد قسم إدارة األعمال‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا‬
‫‪ .10‬لعبادي‪ ،‬محمد (‪ . )2015‬واقع المسؤولية االجتماعية في المؤسسات البترولية‪ :‬دراسة حالة‬
‫مؤسسة بارويد الجزائر لخدمات اآلبار ‪ B.A.S.P‬خالل شهر مارس ‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .11‬محاد عروة (‪ . )2011‬دور بطاقة االداء الوتوازي في قياس وتقييم االداء المستدام بالمؤسسات‬
‫المتوسطة للصناعات الغذائية دراسة مقارنة بين ملبنة الحضنة بالمسيلة وملبنة التل بسطيف ‪.‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ .12‬مقدم‪ ،‬وهيبة (‪ . )2014‬تقييم مدى استجابة منظمات االعمال في الجزائر للمسؤولية االجتماعية‬
‫‪ ،‬دراسة تطبيقية على عينة من مؤسسات الغرب الجزائري ‪ .‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة وهران ‪.‬‬

‫(ج) المجالت والمؤتمرات ‪:‬‬

‫‪ .1‬األحمدي‪ ،‬وفاء بنت ذياب (‪ . )2016‬دور الجامعات السعودية في الربط بين التعليم والمجتمع‬
‫دراسة تحليلية في ضوء المسؤولية االجتماعية للجامعات ‪ .‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬ج‪.‬‬
‫‪ ،3‬ع‪ ،168 .‬أبريل‪.‬‬
‫‪ .2‬األحمر‪ ،‬رمضان محمد رمضان (‪ . )2021‬أشهر بلدان ومدن وواحات إقليمي طرابلس الغرب‬
‫وبرقة وأهميتها في إرساء تاريخ ليبيا اإلسالمي وصياغته من خالل نصوص الجغرافيين‬
‫والرحالة المسلمين ‪ .‬مجلة كان التاريخية‪ ،‬ع‪ ،52 .‬يونيو‪.‬‬
‫‪ .3‬الجوارين‪ ،‬عدنان فرحان‪ ،‬وفارس‪ ،‬سهيل شداد (‪ . )2021‬المسؤولية االجتماعية للشركات وأثرها‬
‫على التنمية المستدامة دراسة حالة‪ :‬الشركات النفطية األجنبية في محافظة البصرة ‪ .‬المجلة‬
‫الدولية للدراسات االقتصادية‪ ،‬ع‪. 18 .‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ .4‬الزوي‪ ،‬لوجلي صالح (‪ . )2007‬التنمية النفطية وإعادة تنشيط البناء التقليدي في الواحة الليبية ‪.‬‬
‫ورقة علمية مقدمة في المؤتمر العلمي أوجلة بين الماضي والحاضر الذي عقد في منطقة اوجلة‬
‫‪ . 2007‬جامعة المرقب كلية اآلداب والعلوم – ترهونة ‪.‬‬
‫‪ .5‬السيد‪ ،‬رندا محمد حازم (‪ . )2022‬المساجد الطينية بواحات شمال إفريقيا تطبيقًا علي واحتي سيوة‬
‫بمصر وأوجلة بليبيا ‪ .‬مجلة السياحة‪ ،‬مج‪ ،5 .‬ع‪. 3 .‬‬
‫‪ .6‬الطيب‪ ،‬الوافي واخرون (‪ . )2006‬ترشيد انتاج واستهالك الطاقة في الوطن العربي لتحقيق‬
‫التنمية المستدامة ‪ .‬الملتقى الوطني حول اقتصاد البيئة والتنمية المستدامة ‪ ،‬المركز الجامعي –‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .7‬الكرسنى‪ ،‬زاهر السيد محمد أحمد وقرشى (‪ . )2015‬رافع عبدالكريم السمانى‪ ،‬دور شركات‬
‫البترول في المسؤولية االجتماعية‪ :‬دراسة حالة شركة النيل الكبرى لعمليات البترول في الفترة‬
‫‪ 2011 - 2005‬م ‪ .‬مجلة جامعة كسال‪ ،‬مج ‪ ،6‬ع‪. 7 .‬‬
‫‪ .8‬برنامج األمم المتحدة للبيئة (‪ . )2003‬تقرير حول الطاقة ألغراض التنمية المستدامة في المنطقة‬
‫العربية ‪ .‬المكتب االقليمي لغربي اسيا ‪.‬‬
‫‪ .9‬حامد‪ ،‬سعيد علي (‪ . )2007‬تاريخ واحة أوجلة القديم حتى العهد العثماني ‪ .‬ورقه علمية مقدمة في‬
‫المؤتمر العلمي أوجلة بين الماضي والحاضر الذي عقد في منطقة اوجلة سنة ‪ ،2007‬جامعة‬
‫المرقب كلية اآلداب والعلوم – ترهونة ‪.‬‬
‫‪ .10‬حسين عبدالمطلب األسرج (‪ . )2015‬المسؤولية االجتماعية للشركات في مصر بين الواقع‬
‫والمأمول ‪ .‬النشرة المصرفية المصرية‪ ،‬مارس ‪. 2015‬‬
‫‪ .11‬سوناطراك (‪ . )1991‬تعرفوا على المحروقات ‪ .‬مجلة فصيلة سوناطراك‪ ،‬حيدرة‪ ،‬الثالثي األول‪،‬‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .12‬صالح‪ ،‬نهاية محمد (‪ . )2020‬التحوالت االجتماعية في ليبيا في العهد الجمهوري ‪. 1977-1969‬‬
‫مجلة جامعة تكريت للعلوم اإلنسانية‪ ،‬مج ‪ ،27‬ع‪. 6 .‬‬
‫‪ .13‬صقر‪ ،‬أحمد محيي خلف (‪ . )2022‬المسؤولية المجتمعية للشركات في ظل انتشار جائحة فيروس‬
‫كورونا المستجد‪ :‬تحليل سوسيولوجي مقارن ‪ .‬المجلة العربية لعلم االجتماع‪ ،‬ع‪ ،29 .‬يناير ‪.‬‬
‫‪ .14‬غالي‪ ،‬مادونا كميل شوقي (‪ . )2020‬تأثير المسؤولية االجتماعية للشركات علي والء العميل‪:‬‬
‫دراسة ميدانية علي عمالء البنوك الحكومية ‪ .‬المجلة العلمية لالقتصاد والتجارة‪ ،‬ع‪ ،1 .‬أبريل ‪.‬‬
‫‪ .15‬غانم‪ ،‬علي (‪ . )2021‬المسؤولية االجتماعية للفاعلين من غير الدول‪ :‬نحو تمكين مستدام للعمالة‬
‫غير المنتظمة في مصر‪ ،‬في‪ :‬سهير لطفي (محرر)‪ ،‬األوضاع االقتصادية االجتماعية للعمالة غير‬
‫المنتظمة رؤى الخبراء لتداعيات أزمة كورونا وسبل التمكين ‪ .‬مج‪ :1‬التقرير التمهيدي‪ ،‬المركز‬
‫القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ .16‬فالق‪ ،‬محمد (‪ . )2013‬المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية العربية‪ :‬شركتي سوناطراك‬
‫الجزائرية وأرامكو السعودية نموذجا ً ‪ .‬مجلة الباحث‪ ،‬ع‪. 12 .‬‬
‫‪ .17‬مجذوب‪ ،‬بخوص‪ ،‬مديحة بخوش (‪ . )2013‬مداخلة بعنوان مواصفات االيزو ‪ 26000‬في‬
‫التعريف بمعايير المسؤولية االجتماعية ‪ .‬الملتقى الدولي الثالث‪ :‬لمنظمات األعمال‪ ،‬جامعة بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬فبراير ‪.2013‬‬
‫‪ .18‬محمد‪ ،‬رحمة عبدالحليم عبد المجلي (‪ . )2017‬أثر المسؤولية االجتماعية على األداء االقتصادي‬
‫للشركات‪ :‬دراسة تطبيقية علي الشركات المقيدة بالبورصة المصرية ‪ .‬المجلة العلمية لالقتصاد‬
‫والتجارة‪ ،‬ع‪ ،2 .‬يونيو ‪.‬‬
‫‪ .19‬محمود‪ ،‬نجوي إبراهيم (‪ . )2003‬مفهوم التنمية في المؤسسات المالية الدولية "البعد السياسي في‬
‫صور المجتمع المثالي نماذج التنمية في فكر القوي السياسية في مصر"‪ .‬مركز دراسات وبحوث‬
‫الدول النامية‪ ،‬قضايا التنمية‪ ،‬ع‪ ،25 .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .20‬مراد‪ ،‬ناصر (‪ . )2009‬التنمية المستدامة وتحدياتها في الجزائر ‪ .‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،46‬مصر ‪.‬‬
‫‪ .21‬مروان‪ ،‬محمد عمر (‪ )2007‬حملة عثمان باشا الساقزلي على واحة أوجلة وأثرها السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ورقة علمية مقدمة في المؤتمر العلمي أوجلة بين الماضي والحاضر‬
‫الذي عقد في منطقة اوجلة سنة ‪ ،2007‬جامعة المرقب كلية اآلداب والعلوم – ترهونة ‪.‬‬
‫‪ .22‬مقدم‪ ،‬وهيبة (بدون) ‪ .‬تحسين األداء البيئي واالجتماعي للمؤسسات الصناعية من خالل تبني‬
‫المواصفة الدولية ايزو ‪ 26000‬للمسؤولية االجتماعية ‪ .‬مستغانم – الجزائر‪ :‬ملتقى جامعة‬
‫عبدالحميد ابن باديس‪ ،‬بالت ‪.‬‬
‫‪ .23‬نوري‪ ،‬أسماء طه (‪ . )2015‬مدى تبني المنظمات العامة لمعايير المواصفة الدولية للمسؤولية‬
‫االجتماعية ‪ . ISO26000‬مجلة الكلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد‬
‫‪ .24‬يونس‪ ،‬إيهاب محمد (‪ . )2010‬دور الدولة والمسؤولية االجتماعية للشركات ‪ .‬المجلة المصرية‬
‫للدراسات التجارية‪ ،‬مج‪ ،34 .‬ع‪. 3 .‬‬

‫(د) مراجع اإلنترنت‪:‬‬

‫‪ .1‬األسدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المسؤولية االجتماعية األصول النظرية والمجاالت البحثية‪ ،‬شبكة النبأ‬
‫المعلوماتية‪ ،2019/2/19 ،‬متاح على الموقع اإللكتروني‪Https://Annabaa.Org :‬‬
‫‪ .2‬الشركة السودانية لخطوط أنابيب البترول المحدودة‪ ،‬المسؤولية المجتمعيــة‪ ،‬متاح على الرابط‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪https://www.sppc-sd.com/resources/uploads/files/book.pdf‬‬

‫‪131‬‬
.2004 ،‫ نيويورك جنيف‬،‫ كشف البيانات المتعلقة بتأثير الشركات على المجتمع‬،‫ األ مم المتحدة‬.3
‫موقع على اإلنترنت‬
‫ (الشبكة االقليمية‬،1‫ المسؤولية االجتماعية في قطاعات النفط والغاز‬،‫ إبراهيم علي عبدهللا‬.4
‫ موقع على اإلنترنت‬.) ‫للمسؤولية االجتماعية‬
‫ (صحيفة بوابة‬،2‫ مقال عن المسؤولية االجتماعية في قطاعات النفط والغاز‬،‫ علي عبدهللا‬،‫ إبراهيم‬.5
‫ موقع على اإلنترنت‬.)‫الشرق االلكترونية‬

:‫ المراجع باللغة األجنبية‬-)‫(هـ‬

1- Almontaser, Tariq Saleh, The Impact Of Management Reconstruction On


Corporate Social Responsibility Online Reporting By
Libyan Oil Companies In The Wake Of The Arab Spring, PHD Thesis, The
University Of Reading, Proquest Dissertations Publishing, Ann Arbor,
United States, 2019.

2- Arnold, Denis G. And Valentin, Andres, Corporate Social Responsibility


At The Base Of The Pyramid, Journal Of Business Research, V66, N10,
October 2013.

3- Carroll Archie, Carroll’s Pyramid Of CSR: Taking Another Look, B.,


.International Journal Of Corporate Social Responsibility, Vol. 1, No.1, 2016

4- Cao, Yu, Communities' Reflections On Oil Companies' Corporate Social


Responsibility Activities In Utqiagvik- Alask, M. A. Thesis, University Of
Alaska Fairbanks, Proquest Dissertations Publishing, Ann Arbor, United
States, 2018.

5- Chouaibi, Jamel, Rossi, Matteo And Abdessamed, Nouha, The Effect Of


Corporate Social Responsibility Practices On Tax Avoidance: An Empirical
Study In The French Context, Competitiveness Review: An International
Business Journal, 2022.

6- Eskeiand, Gunnar S. and Jimenez, Emmanuei, Curbing PoIIution in


deveIoPing countries F&D ,VoI 28 nI, march, 1991.

132
7- Fatima, Tahniyath and Elbanna, Said, Corporate Social Responsibility
(CSR) Implementation: A Review and a Research Agenda Towards an
Integrative Framework, J Bus Ethics, no. 183, 2023.

8- Hales, Hakima, Essai d’analyse de la responsabilité sociale des


entreprises en AlgérieCas de la wilaya de Bejaïa, mémoire de fin de Cycle
Pour l’obtention du diplôme de Master en Sciences de gestion ,université de
Bejaïa: Département des Sciences de gestion, faculte des sciences
économiques, commerciales et des sciences de gestions, jun 2014.

9- Hilson, Gavin, Corporate Social Responsibility in the extractive


industries: Experiences from developing countries, Resources Policy, vol. 37,
2012.

10- Hopkins, Michael, Corporate social responsibility: an issues paper,


Working Paper No. 27, International Labour Organization, May 2004.

11- Irikannu, Ugochi Ucheamaka, Oil And Gas Companies' Corporate Social
Responsibility: Policies And HIV Initiatives In Nigeria, Phd Thesis, The
University Of Texas School Of Public Health, Proquest Dissertations
Publishing, Ann Arbor, United States, 2013.

12- Ministre de I amenagement du territoire et de I environnement, Rapport


sur I etat et I avenir de I environnement, 2003.

Ojodu, Hameed Omotola13-The Effect Of Corporate Social Responsibility


And Stakeholder Management On Corporate Social Performance Of
Multinational Oil Companies In Nigeria. (Phd Thesis), Kingston University,
2017.

Suska, Magdalena14- Environmental Corporate Social Responsibility


(ECSR) On The Example Of Polish Champion Oil, Gas And Mining
Companies, Sustainability Journal, Vol. 13, No. 1, 2021.

133
15- Wiig, Arne and Ramalho, Madalena, Corporate social responsibility in
the Angolan oil industry, CMI Working Papers, Michelsen Institute, 2005.

134
‫املــــالحق‬

‫‪135‬‬
‫ملحق (‪ :)1‬استمارة االستبيان‬

‫األكاديمية الليبية للدراسات العليا ‪ -‬فرع إجدابيا‬

‫مدرسة العلوم اإلنسانية‪-‬علم االجتماع‬

‫أخي ‪/‬أختي المبحوث تحية طيبه وبعد‬

‫أنا الباحثة منى إبراهيم نصر الصريمي أقدم لكم إستماره االستبيان الخاصة بإعداد بحث لنيل‬
‫درجة الماجستير بعنوان‪( :‬دور المسؤولية االجتماعية للشركات النفطية في تنمية المجتمعات الصحراوية‬
‫في ليبيا) دراسة ميدانية على عينة من المواطنين الليبيين في منطقة أوجلة‪ ،‬باعتبارك أحد المبحوثين أتوجه‬
‫إليك بهذا االستبيان أملة منكم االجابة على األسئلة بدقة وموضوعية من أجل تحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬علما‬
‫بأن المعلومات التي ستدلون بها ستعامل بسرية تامة‪ ،‬ولن تستخدم اإل ألغراض البحث العلمي فقط‪ ،‬ولن‬
‫يذكر اسمك أبدا في هذا البحث‪.‬‬

‫شاكرين لكم حسن تعاونكم‬

‫الباحثة‪ -:‬منى إبراهيم نصر الصريمي‬

‫تحت إشراف‪ -:‬أ‪.‬د – زينب زهري‬

‫‪136‬‬
‫المحور األول‪ :‬البيانات األوليــة‪- :‬‬

‫)‬ ‫‪-2‬أنثى(‬ ‫)‬ ‫‪-1‬ذكر(‬ ‫‪-1‬النوع‪:‬‬

‫)‬ ‫‪-2‬العمر‪( :‬‬

‫)‬ ‫‪-4‬ثانوي(‬ ‫)‬ ‫‪-3‬اعدادي(‬ ‫)‬ ‫‪-2‬ابتدائي(‬ ‫)‬ ‫‪-3‬التعليم‪-1 :‬أمي (‬

‫)‬ ‫‪ -5‬جامعي فما فوق(‬

‫‪-4‬الحالة االجتماعية‪:‬‬

‫)‬ ‫‪-4‬أرمل(‬ ‫)‬ ‫‪-3‬مطلق(‬ ‫)‬ ‫‪ -2‬متزوج(‬ ‫)‬ ‫‪-1‬أعزب (‬

‫‪-6‬جهة العمل‪:‬‬

‫)‬ ‫) ‪-3‬عمل خاص(‬ ‫) ‪-2‬عمل في الدولة(‬ ‫‪-1‬شركات النفط(‬

‫‪-4‬إجابه أخرى‪........................‬‬

‫)‬ ‫) ‪-2‬خارج منطقة أوجلة (‬ ‫‪ -7‬مكان العمل‪-1 :‬داخل منطقة أوجلة (‬

‫‪-3‬أخرى تذكر ‪.......................‬‬

‫‪-8‬كم تبعد عنكم محطات النفط ‪......................................................:‬‬

‫‪ -9‬مكان السكن‪:‬‬

‫)‬ ‫‪-3‬محلة البالد(‬ ‫)‬ ‫) ‪-2‬محلة السواني(‬ ‫‪-1‬محلة السباخ(‬

‫)‬ ‫) ‪-6‬خارج المخطط (‬ ‫‪-5‬محلة المشروع(‬ ‫)‬ ‫‪-4‬محلة ابو عطاف(‬

‫‪ -10‬هل يوجد بالقرب من سكنكم خدمات‪:‬‬

‫)‬ ‫‪-3‬مالعب رياضية (‬ ‫)‬ ‫‪-2‬عيادة (‬ ‫)‬ ‫‪-1‬مدرسة (‬

‫‪-5‬غير ذلك‪.......................................‬‬ ‫)‬ ‫‪-4‬منتزهات لألطفال (‬

‫‪137‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المحور الثاني‪ :‬إمكانيات التعليم ومسؤوليه شركات النفط في‬ ‫ت‬
‫تنميتها‬
‫أعرف‬
‫هل هناك مشكالت تعليمية تواجه أفراد المجتمع في منطقة‬ ‫‪1‬‬
‫أوجلة في السابق؟‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من قلة المدارس في التعليم األساسي‬ ‫‪2‬‬
‫والثانوي؟‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من نقص المعلمين في المدارس؟‬ ‫‪3‬‬
‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من تدهور البيئة‬ ‫‪4‬‬
‫المدرسية؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتحسين التعليم في منطقة أوجلة؟‬ ‫‪5‬‬
‫هل قامت شركات النفط بإنشاء مدارس في منطقة أوجلة؟‬ ‫‪6‬‬
‫هل قامت شركات النفط بصيانة المدارس في منطقة أوجلة؟‬ ‫‪7‬‬
‫هل قامت شركات النفط بتحسين أدوات ووسائل التعليم من‬ ‫‪8‬‬
‫سبورات وما إلى ذلك؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتوفير إعانات مدرسية للمدارس في‬ ‫‪9‬‬
‫منطقة أوجلة مثل المواصالت وما إلى ذلك؟‬
‫هل قامت شركات النفط بتحسين البيئة المدرسية مثل‪ :‬زراعة‬ ‫‪10‬‬
‫األشجار‪ ،‬وإقامة برامج تدريب للتعامل مع البيئة المحيطة؟‬
‫المحور الثالث‪ :‬إمكانيات الصحة ومسؤوليه شركات النفط في تنميتها‬
‫هل هناك مشكالت صحية تواجه أفراد المجتمع في منطقة‬ ‫‪11‬‬
‫أوجلة؟‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم وجود مراكز صحية؟‬ ‫‪12‬‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم وجود مستشفيات صحية؟‬ ‫‪13‬‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من نقص الكوادر الطبية المعالجة؟‬ ‫‪14‬‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من تدني المستوى الصحي وانتشار‬ ‫‪15‬‬
‫األمراض؟‬
‫هل تعاني منطقة أوجلة من عدم توفر العالج وأدوات العالج‬ ‫‪16‬‬
‫األخرى؟‬
‫هل يوجد عمليات إجهاض للنساء وخاصة في األشهر األولى‬ ‫‪17‬‬
‫من الحمل في منطقة أوجلة بسبب التلوث في الجو الناجم عن‬
‫الدخان المنبعث من الشركات النفطية؟‬
‫هل يوجد انتشار ألمراض السرطان بين المواطنين في منطقة‬ ‫‪18‬‬

‫‪138‬‬
‫أوجلة بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من‬
‫الشركات النفطية؟‬
‫هل يعاني المواطنون في منطقة أوجلة من أمراض التنفس‬ ‫‪19‬‬
‫بسبب التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات‬
‫النفطية؟‬
‫هل قامت الشركات النفطية بفتح مراكز صحية؟‬ ‫‪20‬‬
‫هل قامت الشركات النفطية بتوفير كوادر طبيه معالجة؟‬ ‫‪21‬‬
‫هل قامت الشركات النفطية برفع المستوى الصحي للحد من‬ ‫‪22‬‬
‫أنتشار األمراض وتوفير العالج وتنظيم حمالت صحية؟‬
‫هل هناك أمراض أصبت بها أنت أو أحد أفراد أسرتك بسبب‬ ‫‪23‬‬
‫التلوث في الجو الناجم عن الدخان المنبعث من الشركات‬
‫النفطية؟‬
‫المحور الرابع‪ :‬إمكانيات المياه ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫هل هناك مشاكل في المياه تواجه السكان في منطقة أوجلة؟‬ ‫‪24‬‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من عدم توفر مياه صالحة‬ ‫‪25‬‬
‫للشرب؟‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من بعد أماكن المياه عن‬ ‫‪26‬‬
‫المناطق السكنية؟‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من تلوث المياه؟‬ ‫‪27‬‬
‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة تركيب محطات‬ ‫‪28‬‬
‫مياه؟‬
‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة حفر أبار‬ ‫‪29‬‬
‫المياه؟‬
‫هل من مسؤولية شركات النفط بمنطقة أوجلة توصيل شبكات‬ ‫‪30‬‬
‫المياه؟‬
‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة بصيانة وإنشاء حفائر؟‬ ‫‪31‬‬
‫هل قامت شركات النفط بمنطقة أوجلة بتوفير محطات تزويد‬ ‫‪32‬‬
‫المياه؟‬
‫المحور الخامس‪ :‬إمكانيات الكهرباء ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت الكهرباء؟‬ ‫‪33‬‬
‫هل قامت شركات النفط بتقديم خدمات لحل مشكالت الكهرباء‬ ‫‪34‬‬
‫في منطقة أوجلة؟‬
‫هل من مسؤولية شركات النفط توفير خدمات الكهرباء في‬ ‫‪35‬‬

‫‪139‬‬
‫منطقة أوجلة؟‬
‫الــــــمحور السادس‪ :‬االمكانيات االقتصادية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬ ‫‪36‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق تقديم المساعدات المادية؟‪،‬‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬ ‫‪37‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق تقديم مساعدات عينية؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬ ‫‪38‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق حصر ودعم األسر الفقيرة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬ ‫‪39‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق إقامه مشروعات تنموية صغيرة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تقليل مستوى الفقر في‬ ‫‪40‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق ايجاد فرص عمل؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬ ‫‪41‬‬
‫أوجلة عن طريق فتح فرص عمل؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬ ‫‪42‬‬
‫أوجلة عن طريق تدريب أفراد المجتمع المحلي للعمل؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬ ‫‪43‬‬
‫أوجلة عن طريق إنعاش السوق المحلي؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬ ‫‪44‬‬
‫أوجلة عن طريق أنشاء مشاريع انتاجية وزراعية جديدة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬ ‫‪45‬‬
‫أوجلة عن طريق أنشاء مشاريع خدمية جديدة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية تخفيف البطالة بمنطقة‬ ‫‪46‬‬
‫أوجلة عن طريق فتح جمعيات تعاونية؟‬
‫المحور السابع‪ :‬االمكانيات البيئية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت التلوث البيئي؟‬ ‫‪47‬‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت المخلفات‬ ‫‪48‬‬
‫الصناعية؟‬
‫هل يعاني السكان في منطقة أوجلة من مشكالت مخلفات‬ ‫‪49‬‬
‫اإلنسان والحيوان؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث‬ ‫‪50‬‬
‫عن طريق حفر برك لتنقية المياه الملوثة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث‬ ‫‪51‬‬

‫‪140‬‬
‫عن طريق حمالت إصحاح البيئة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكالت التلوث‬ ‫‪52‬‬
‫عن طريق توعية المواطنين بأهمية اإلصحاح البيئي؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من‬ ‫‪53‬‬
‫النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق توفير غاز يحرق‬
‫الغازات السامة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من‬ ‫‪54‬‬
‫النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق توفير معدات لحماية‬
‫البيئة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة الغازات النافذة من‬ ‫‪55‬‬
‫النفط الخام في منطقة أوجلة عن طريق فرض رسوم إضافية‬
‫كنوع من العقوبات؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬ ‫‪56‬‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات اطفاء؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬ ‫‪57‬‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق توفير معدات االطفاء والسالمة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬ ‫‪58‬‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق تدريب أفراد المجتمع المحلي على‬
‫معدات االطفاء لحماية المنطقة من الحرائق؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية معالجة مشكلة الحرائق‬ ‫‪59‬‬
‫بمنطقة أوجلة عن طريق إقامة حمالت توعوية على أخطار‬
‫الحرائق؟‬
‫هل يوجد مشاكل نفايات في منطقة أوجلة؟‬ ‫‪60‬‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬ ‫‪61‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق عمل مستودعات لتجميع النفايات‬
‫السامه؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬ ‫‪62‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق توفير سيارات لنقل النفايات الصلبة‬
‫خارج المنطقة ؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬ ‫‪63‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق توفير محارق للنفايات الصلبة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من النفايات في‬ ‫‪64‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق تشغيل عمالة لجمع النفايات بالمنطقة؟‬

‫‪141‬‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات‬ ‫‪65‬‬
‫اإلنسان والحيوان عن طريق تشييد دورات مياه في منطقة‬
‫أوجلة؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات‬ ‫‪66‬‬
‫اإلنسان والحيوان عن طريق توفير الصرف الصحي‬
‫المناسب؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية التخلص من مخلفات‬ ‫‪67‬‬
‫اإلنسان والحيوان عن طريق توعية وتثقيف المواطنين بطرق‬
‫التخلص من المخلفات؟‬
‫المحور الثامن‪ :‬االمكانيات الثقافية ومسؤولية شركات النفط في تنميتها‬
‫هل يوجد نشاط رياضي في منطقة أوجلة؟‬ ‫‪68‬‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬ ‫‪69‬‬
‫أوجلة عن طريق دعم الفرق الرياضية وتنظيم النشاط‬
‫الرياضي؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬ ‫‪70‬‬
‫أوجلة عن طريق إنشاء اندية رياضية وثقافية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬ ‫‪71‬‬
‫أوجلة عن طريق تشييد مالعب رياضية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الرياضي بمنطقة‬ ‫‪72‬‬
‫أوجلة عن طريق تشجيع روح المنافسة الرياضية في منطقة‬
‫أوجلة؟‬
‫هل يوجد أنشطه ثقافية في منطقة اوجلة؟‬ ‫‪73‬‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة‬ ‫‪74‬‬
‫عن طريق تشييد مجمعات ثقافية؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة‬ ‫‪75‬‬
‫عن طريق إقامة مناشط ثقافية باألندية واألحياء؟‬
‫هل ساهمت الشركات النفطية في النشاط الثقافي بمنطقة أوجلة‬ ‫‪76‬‬
‫عن طريق دعم الجمعيات االدبية والثقافية بالمدارس؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في‬ ‫‪77‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق توفير حماية أمنية باألحياء السكنية؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في‬ ‫‪78‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق توفير المقومات األساسية للسكن؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية دعم األمن واألمان في‬ ‫‪79‬‬

‫‪142‬‬
‫منطقة أوجلة عن طريق دعم وبناء وحدات الشرطة واألمن‬
‫بالمنطقة؟‬
‫هل هناك انشطة لتنمية دور المرأة في المجتمع بمنطقة أوجلة؟‬ ‫‪80‬‬
‫هل من مسؤوليه الشركات النفطية أن تساهم في هذه‬ ‫‪81‬‬
‫النشاطات؟‬
‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة تمويل‬ ‫‪82‬‬
‫مشاريع المرأة المنتجة؟‬

‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة أقامه‬ ‫‪83‬‬


‫جمعيات نسوية تطوعية؟‬

‫هل من مسؤولية الشركات النفطية في منطقة أوجلة فتح‬ ‫‪84‬‬


‫فصول محو أمية للنساء؟‬

‫هل ترى أن من مسؤولية الدولة أو الشركات النفطية أو االثنين‬ ‫‪85‬‬


‫معا تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟‬
‫هل أنت راضي عن برامج والمشاريع التي قامت بها شركات‬ ‫‪86‬‬
‫النفط في منطقة أوجلة؟‬

‫شكراً لحسن تعاونكم معنا‬

‫‪143‬‬
‫ملحق (‪)2‬‬

‫قائمة بأسماء المحكمين‬

‫‪ .1‬الدكتور ‪ /‬لوجلي صالح الزوي‪ -‬جامعة بنغازي ‪.‬‬


‫‪ .2‬الدكتور ‪/‬عمر ابو حردة‪ -‬جامعة عمر المختار ‪.‬‬
‫‪ .3‬الدكتور ‪/‬مختار إبراهيم‪ -‬جامعة طرابلس‪.‬‬
‫‪ .4‬الدكتور ‪ /‬سامي عبد الكريم االزرق – جامعة اجدابيا ‪.‬‬
‫‪ .5‬الدكتورة ‪/‬فوزية قناوي – جامعة بنغازي‪.‬‬
‫‪ .6‬الدكتور‪ /‬سالم أبو مريومة‪ -‬جامعة بنغازي‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ملحق (‪)3‬‬

‫دليل المقابلة المتعمقة‬

‫‪ -1‬ماهي االشياء التي ينبغي على الدولة إقامتها في منطقة اوجلة؟‬

‫‪ -2‬ماهي البرامج والمشاريع والخدمات التي تراها من مسؤولية الشركات النفطية القيام بها في منطقة‬
‫أوجلة؟‬

‫‪ -3‬هل ترى ان من مسؤولية الدولة أو الشركات النفطية أو االثنين معا حل مشكالت المواطن‬
‫الصحية والتعليمية ؟‬

‫‪ -4‬هل قامت شركات النفط بحل بمشكلة دخان ابار النفط‪ ،‬في منطقة أوجلة؟‬

‫‪ -5‬هل من مسؤولية شركات النفط أو الدولة أو االثنين بتوفير فرص العمل‪ ،‬وحل مشكلة البطالة؟‬

‫‪ -6‬هل من مسؤولية شركات النفط حل مشاكل البنية التحتية‪ ،‬وبناء المساكن‪ ،‬وإنشاء الطرق‪ ،‬وتوفير‬
‫المواصالت؟‬

‫‪ -7‬ماهي المشاريع والبرامج التي قدمت في المنطقة وكانت الشركات النفطية مساهمه فيها؟‬

‫‪ -8‬هل ترى أن منطقة أوجلة تحتاج إلى مشاريع وبرامج تنموية؟‬

‫‪ -9‬هل قامت شركات النفط بمشاريع وبرامج تنموية في منطقة أوجلة؟‬

‫‪ -10‬هل قامت شركات النفط بإحداث تغير اجتماعي في منطقة أوجلة؟‬

‫‪ -11‬هل قامت شركات النفط بتحسين أوضاع المرآه والطفل في منطقة أوجلة؟‬

‫‪ -12‬هل قامت شركات النفط بتوفير فرص عمل للسكان المحليين في منطقة أوجلة؟‬

‫‪ -13‬هل قامت شركات النفط بحل مشاكل المياه الكهرباء في منطقة أوجلة؟‬

‫‪ -14‬هل قامت شركات النفط بإنشاء مشاريع إسكانية لصالح المواطنين في منطقة أوجلة؟‬

‫اختالط‬ ‫‪ -15‬هل تراعي شركات النفط التي تقوم بحفر اآلبار النفطية بأخذ اإلجراءات االزمة بعد‬
‫الزيوت النفطية بالمياه الجوفية أثناء عملية الحفر؟‬

‫‪ -16‬هل انتم راضين على ما قدمته شركات النفط من برامج ومشاريع لمنطقة أوجلة؟‬

‫‪145‬‬
‫‪ -17‬ماهي توصياتكم لشركات النفط للمساهمة في تقديم الخدمات والبرامج والمشاريع التي يمكن ان‬
‫تساهم بها وتكون من ضمن مسؤوليتها؟‬

‫‪146‬‬
‫ملحق (‪ )4‬صور للتلوث النفطي في أوجلة‬

‫كميات هائلة من الغازات و الدخان األسود الناتجة من محطة رقم‪ 4‬المصدر‪ :‬منظمة الركب الليبية‬

‫للسالمة وحماية البيئة ‪،‬عدسة االستاذ عوض بترون‬

‫عدسة‪ :‬االستاذ عوض بترون رئيس منظمة الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‬

‫‪147‬‬
‫تكثف سحب من الدخان في أزمنة مختلفة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‪ ،‬عدسة‪ :‬االستاذ عوض بترون رئيس منظمة‬
‫الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‬

‫كميات هائلة من الفارات و الدخان األسود الكثيف مع مرور الزمن ووصولها إلى المناطق السكنية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‪ ،‬عدسة‪ :‬االستاذ عوض بترون رئيس منظمة‬
‫الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‬

‫‪148‬‬
‫يكميات هائلة من الفارات و الدخان األسود الكثيف داخل منطقة اوجلة بالتحديد‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‪،‬‬

‫عدسة‪ :‬االستاذ عوض بترون رئيس منظمة الركب الليبية للسالمة وحماية البيئة‬

‫‪149‬‬
‫ملحق (‪)5‬‬

‫خطاب من جامعة إجدابيا إلى المؤسسة الوطنية للنفط بشأن تيسير مهمة الباحثة‬

‫‪150‬‬
‫ملحق (‪)6‬‬

‫عدد سكان منطقة أوجلة عام ‪2022‬‬

‫‪151‬‬
Abstract

The study aims to reveal the role of the social responsibility of the oil companies
in the development of the desert community in the Awjila region - Libya, by showing
the extent to which the oil companies operating in the Awjila area carry out their social
responsibility towards the local community of the region, and the extent to which the oil
companies adhere to their social responsibility towards the environment, providing
water Drinking, electricity supply, health and educational services, as well as the extent
of its commitment to its social responsibility towards the cultural and economic
development in the Awjila region.

Accordingly, the study relied on the social survey method, and accordingly a
deliberate sample was drawn from the citizens of the city of Awjila, because the
researcher was unable to access a list of the names of the residents of the Awjila area,
who number about 15,000 people, to randomly select the sample from them, and then
375 individuals were drawn from the citizens To apply the questionnaire form to them,
and 4 items of officials in the city to conduct an in-depth interview with them.

Accordingly, the study concluded a number of results, the most important of which
are: that the oil companies operating in the Awjila region did not contribute to the
development of the desert community of the region, but rather they contributed
significantly to the deterioration of the quality of life of the population there as a result
of pollution in all its forms and the resulting chronic diseases and Groundwater
pollution and air. The level of commitment of the oil companies operating in the Awjila
area to their social responsibility towards the local community was weak.

The results of the study also concluded that there are statistically significant
differences in the responses of the study sample to the phrases of the axis of "the
responsibility of the oil companies towards education in Awjila". This also applies to
the axes of "the responsibility of oil companies towards health in Awjila", "the
responsibility of oil companies towards drinking water in Awjila", "the responsibility of
oil companies towards the electricity supply in Awjila" and "the responsibility of oil
companies towards economic development in Awjila", and "the responsibility of oil
companies towards the environment in Awjila", as well as the axis of "the responsibility
of oil companies towards cultural development in Awjila", where the general trend was

152
the disagreement of the study sample on the existence of a real contribution of oil
companies in carrying out their social responsibility in the Awjila area.

153
Libyan Academy for Postgraduate Studies - Ajdabiya
School of Human Sciences
Department of Sociology

The role of social responsibility of oil


companies in developing the oil
community in Libya “A field study on its
archives in the city of Awjila”

By
Mona Ibrahim Nasr Abdulrahim

Supervisor:
Prof. Zainab Mohammed Zohre

This thesis was submitted to complete the requirements


for a Master's degree in Sociology.

2023/12/28
154

You might also like