Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫تحليل قصيدة المساء لمطران خليل‬

‫‪:‬مطران‬
‫عرف الشعر العربي مجموعة من التحوالت‬
‫على مستوى شكله ومضامينه‪ ،‬منذ العصر الجاهلي‬
‫كما عرف فترات قوة‪ ،‬وفترات ضعف وانحطاط‬
‫دعت إلى ظهور مجموعة من المدارس واالتجاهات‬
‫الساعية إلى إحيائه ورد االعتبار له‪ ،‬ولعّل القصيدة‬
‫قيد الدراسة للشاعر مطران خليل مطرانالمتوفى‬
‫‪1949‬م بعنوان قصيدة (المساء) تنتمي إلى أحد هذه‬
‫‪.‬االتجاهات الشعرية‬
‫فماهي مضامين هذه القصيدة ؟‬
‫وماهي بنيتها اإليقاعية ؟‬
‫وماهي خصائص االتجاه الشعري المنتمية‬
‫له ؟‬

‫من خالل قراءتي للعنوان المساء‬


‫يوحى إلّي أّن القصيدة ستتحدث عن أحداث‬
‫وقعت في المساء‪ ،‬ويعبر الشاعر عن‬
‫‪.‬ماحدث له فيها‬
‫من خالل مالحظتي للقصيدة يتضح أنها‬
‫تتضمن ثمانية عشر بيتا يمكن تقسيمها إلى‬
‫‪:‬أربع وحدات‬
‫الوحدة األولى‪ :‬من البيت األول إلى البيت‬
‫الثالث‪ :‬يحكي الشاعر عن معاناته مع‬
‫المرض وشدة آذاه‪ ،‬ومعاناته مع مرض آخر‬
‫أال وهو الحب وماينتجه من ولع شديد‬
‫‪.‬بالمحبوبة‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬من البيت الرابع إلى البيت‬
‫السادس‪ :‬يبرز لنا الشاعر مدى تعلقه‬
‫بمحبوبته من خالل تعلق روحه وعقله بها‬
‫‪.‬وأنها الشافية لمرضه هذا‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬من البيت السابع إلى البيت‬
‫العاشر‪ :‬تفرد الشاعر بهمومه وعنائه‬
‫وشكواه معاناته للبحر وتمنيه لقلب‬
‫‪.‬كالصخرة‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬من البيت الحادي عشر إلى‬
‫البيت اآلخير‪ :‬يصف الشاعر أحاسيسه‬
‫المضطربة ويشبهها بأوصاف عديدة تبرز‬
‫‪.‬شوقه لمحبوبته الغائبة عنه‬
‫وحسب مضامين القصيدة فهي تنقسم إلى‬
‫مجموعة من الحقول الداللية أبرزها‬
‫حقل المعاناة‪ :‬الّصبابة‪ ،‬اضطراب خواطري‬
‫‪ ،...‬داء ألّم بي‪ ،‬صبوتي‪ ،‬الظلم‬
‫حقل الغزل‪ :‬طيب هوائها‪ ،‬الجوي‪...‬‬
‫‪.‬والعالقة بينهما هي عالقة ترابط‬
‫أما من ناحية الصور اشعرية والبالغية فقد‬
‫تضمنت التشبيه في البيت الرابع حيث يشبه‬
‫الشاعر عقله بالمصباح الذي يغشى أو‬
‫يختفي نوره‪ ،‬إضافة إلى البيت الحادي‬
‫العشر حيث يشبه صدره ساعة المساء‬
‫بجوانب البحر حيث يتشابهان في الخفقان‪.‬‬
‫أما من ناحية اإليقاع الداخلي فنجد التكرار‬
‫من الل تكرار كلمة متفّر د إضافة إلى تكرار‬
‫كلمة قلب مع تكرار بعض الصوائت‬
‫‪.‬والصوامت مثل الفاء في البيت األول‬
‫أما من ناحية اإليقاع الخارجي فنجد الوزن‬
‫والذي سنتعرفه من خالل تقطيعنا للبت‬
‫‪:‬التالي‬
‫داٌء ألّم فخلُت فيه شفائي من صبوتي‬
‫فتضاعفت برحائي‬
‫داءن ألمم فخلت فيه شفائي من صبوتي‬
‫فتضاعفت برحائي‬
‫‪/0/0//0///0//0///ّ0/0‬‬
‫‪/0/0//0///0//0///0/0‬‬
‫مستفعلن فعلن متفعل فاعل مستفعلن فعلن‬
‫متفعل فاعل‬
‫من خالل تقطيعي للبيت يتضح لي أن‬
‫القصيدة مبنية على بحر البسيط‬
‫أما من ناحية األساليب فقد ثم االعتماد على‬
‫أسلوب النداء في البيت الثاني (يا‬
‫للضعيفين) ثم أسلوب االستفهام (أيلّط ف‬
‫النيران طيب هواء)‪ ،‬ثم األساليب الخبرية‬
‫(داء ألّم فخلت فيه‪( )...‬والروح بينهما‬
‫نسيم‪ .)...‬ويتضح لنا أن القصيدة قد هيمنت‬
‫عليها األساليب الخبرية ذلك أن الشاعر أراد‬
‫أن يخبرنا بمدى خبه وتعلقه الشديد‬
‫‪.‬بمحبوبته‬
‫من خالل دراستي للقصيدة بعنوان‬
‫المساء لصاحبها مطران خليل مطران قد‬
‫أبرز لنا مدى تعلقه بمحبوبته واصفا‬
‫مشاعره أحاسيسه بالطبيعة‪ ،‬وهي قصيدة‬
‫قصيدة عمودية تقليدية تندرج ضمن اتجاه‬
‫سؤال الذات‪ ،‬وقد بناها الشاعر على بحر‬
‫البسيط سائرا على أساليب القدماء في وحدة‬
‫الروي والقافية ونظام الشطرين المتناظرين‪.‬‬
‫معتمدا على مجموعة من الخقول من قبيل‬
‫حقل الغزل والمعاناة والطبيعة تربط بينهما‬
‫عالقة ترابط حيث يبرز لنا الشاعر وجدامه‬
‫من خالل وصف أحاسيسه بالطبيعة إضافة‬
‫إلى اعتماد الصور الشعرية والبالغية من‬
‫قبيل التشبيه إضافة إلى إيقاع داخلي يضم‬
‫التكرار‪ ،‬بينما هيمنت األساليب الخبرية‬
‫على اإلنشائية ألن الشاعر يريد أن يخبرنا‬
‫‪.‬بأحاسيسه ويعبر عنها من خالل الطبيعة‬
‫ومن هنا يتضح لي أن اتجاه سؤال الذات قد‬
‫تميز بخصائص عديدة من قبيل ارتماء‬
‫الشاعر ألحضان الطبيعة للتعبير عن‬
‫أحاسيسه واالهتمام بذات الشاعر ووجدانه‬

You might also like