Professional Documents
Culture Documents
SALSU - Volume 38 - Issue 38 - Pages 31-56
SALSU - Volume 38 - Issue 38 - Pages 31-56
SALSU - Volume 38 - Issue 38 - Pages 31-56
أ
33 2022 يناير،38 العدد صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
أ
العدد ،38يناير 2022 34صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
أ
35 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
منهج يناسب الدراسة ،من حيث كون األمثال الشعبية نتاجًا تراكميًا للثقافة الشعبية المترسخة في
أعماق الشعب الذي نشأت فيه ،ومن منطلق أن هذا الركام الثقافي له دالالت خاصة ،تسعى
الدراسة إلى سبر أغوارها ،واستكناه ما تخفيه من دالالت نسقية مضمرة ،فاالنساق الثقافية "أزلية
وراسخة ولها الغلبة دائ ًما ،وعالمتها هي اندفاع الجمهور إلي استهالك المنتوج الثقافي المنطوي
على هذا النوع من اإلنساق ،وكلما رأينا منتوجًا ثقافيًا أو نصًا يحظى بقبول جماهيري عريض
وسريع ،فنحن في لحظة من لحظات الفعل النسقي المضمر الذي البد من كشفه والتحرك نحو
البحث عنه"()8
من هنا تعرض الدراسة نماذج لألمثال الشعبية المصرية التي تتناول المرأة مادة لها؛
الستنباط ما بها من دالالت ثقافية ارتبطت بك ٍّل من بنيتها التركيبية واإليقاعية ،التي كان لها أثرها
في ترسيخ األنساق الثقافية والحضارية :الفردية والجمعية ،وتعارض هذه األنساق في بعض
األحيان.
كما ترصد الدراسة اعتماد المثل على عدة وسائل لغوية وتركيبية وإيقاعية تخدم النسق
الثقافي وتتعدى حدود الداللة اللغوية والداللة الضمنية إلى الداللة النسقية المضمرة،
وقد قسمت الدراسة على :مقدمة ،وأربعة محاور رئيسة؛ لتحديد كيفية تناول األمثال الشعبية
المصرية لموضوع المرأة:
ـ األول :المثل الشعبي منتج أدبي شعبي يحمل ثقافة شعبه.
ـ الثاني :المرأة في المثل الشعبي المصري.
ـ الثالث :المثل الشعبي واألنساق الثقافية.
ـ الرابع :تقنيات المثل الشعبي ودورها في ترسيخ النسق.
أوًل :المثل ُم ْنتَج أدبي شعبي يحمل ثقافة شعبه:ا
من أهم مالمح المثل الشعبي ،أنه شعبي ،مجهول القائل ،يتسم بالشيوع واالنتشار؛ نظرًا
لتشابه التجارب اإلنسانية ،لغته هي لغة الشعب الذي نشأ فيه ،وهو وثيق الصلة باللهجة العامية
الخاصة بكل بيئة ،فهو "يتوسل باللهجة العامية التي تختلف بين البيئات الثقافية"()9؛ ذلك أنه
"كلما تعقدت الروابط االجتماعية تفرعت اللغة إلى مجموعة من اللغات الخاصة"( ،)10ويرى
يوهان فك أن النشاط التجاري لمصر في القرنين الثامن والتاسع الهجريين "قد هيأ األسباب
الضرورية لنشاط الحياة العقلية ،وساعد على إنشاء نهضة أدبية في مصر وسوريا تميزت ـ من
الوجهة اللغوية ـ بظهور التعبيرات المحلية المصرية"(.)11
كما أن المثل ذو طابع توجيهي ـ وليس تعليميًا ـ أو هو تعليمي غير مقصود؛ ألنه يخرج
بشكل عفوي نتيجة انفعال بالتجربة التي مر بها الفرد ،ومن هنا قد تخرج خالصة الحكم انفعالية،
قد تكون صائبة إيجابية وقد تكون خاطئة سلبية ،وهذا سبب آخر للتناقض في بعض األمثال ،ومما
يدلل على ذلك أيضًا تشابه بعض األمثال بين األمم المختلفة بعامل الهجرة أو الرحلة أو الترجمة
أو االحتكاك الثقافي؛ وذلك ألن التجارب اإلنسانية واحدة ،مع اختالف الظروف والبيئات
والعصور ،وانفعال الفرد بها ،وردود أفعاله.
و" تلك هي حال المثل الفرنسي الذي يقول :مهما ذهبت الجرة إلى الماء فنهايتها أن تتكسر
Tantva la cruche a la, eauqu, a la finelle se casse
أ
العدد ،38يناير 2022 36صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
الذي يعادل المثل اإلنجليزي :ما كل مرة تعود الجرة سالمة من البئر
،)12(" Not every time does the pitcher come home safe from the well.
وهو نفسه المثل المصري القائل " :موش كل مرة تسلم الجرة"(.)13
وللمثل دور مهم في المجتمع؛ ألنه تعبير عن الضمير الشعبي والرؤى الشعبية المختلفة تجاه
المواقف والتجارب واألخالق ،فهو تعبير عن "خلد القطاع االجتماعي الغفير بما يعتريه من
مؤشرات اجتماعية أو هزات سياسية أو طبقية"(.)14
لألمثال دور مهم أيضًا في " تأكيد بعض القيم وانتقالها من جيل إلى جيل ،بل يرى البعض
أنها تكشف عن بعض السمات النفسية عند الشعب؛ ألنها مصدر مهم لمعرفة األخالق والقيم التي
تسود مجتمعًا ما "(.)15
من خالل األمثال يمكن أيضًا أن نفهم "مبلغ إدراك األمة لألشياء ،وما تثيره في أنفسهم من
معان ،ومبلغ ذوقهم في التشبيه ،واقتدارهم على انتزاع وجه الشبه بين المشبه والمشبه به ،كما
أنها تدل على ما يستحسنه الشعب ،وما يستقبحه أو على األقل ما تستحسنه الطبقة التي نبع فيها
المثل ،وما تستقبحه ،فيستطيع الباحث في أمثال أمة أن يعرف منها مقدار تقديرها لألخالق من
كرم وبخل واقتصاد وإسراف وخيانة وأمانة وغدر ووفاء وحرية وعبودية ،كما يستطيع أن
يعرف منها مقدار تدينها وعدم تدينها ،وما هي الروابط التي بين الشخص وبين أسرته ،وبينه
وبين أصدقائه ،وبينه وبين أمته ...إلخ ،فإذا جمعنا ـ ً
مثال ـ األمثال المصرية التي قيلت في المرأة
أمكننا أن نعرف منها نظرتهم إلى المرأة ،وإذا جمعنا األمثال التي قيلت في الحاكم أمكننا أن
نعرف نظرتهم إلى الحاكم ،وإذا جمعنا األمثال المالية أمكننا أن نعرف منها نظرتهم االقتصادية،
وهكذا"(.)16
واألمثال بذلك "تعكس الحياة االجتماعية والعقلية والسياسية والدينية في مرحلة من مراحل
الزمن عبر تلمس المفردات المتصلة بعالقة اإلنسان بذاته وبما حوله"(.)17
واألمثال صوت معبِّر وفقًا للموقف ،ووفقًا للزمان وللمكان وللمكونات الثقافية والرؤى
الفردية أو الجمعية في كل بيئة.
من هنا نجد أن العامل الثقافي له دور فعال في صياغة المثل وانطالقه على ألسنة العوام؛
حيث إنه "يتحدث عن مشاكل اإلنسان وتناقضات الحياة التي تنعكس على أفعاله خيرها وشرها،
على أن المثل وهو يتحدث عن ذلك يقوم بعملية الرصد والتسجيل والنقد والتعرية "( ،)18فيُ َعد
المثل بذلك عامل تفريغ وتنفيس لمكونات الضمير اإلنساني في المجتمع المصري.
ثانياا :المرأة في المثل الشعبي المصري:
شغلت المرأة حي ًزا ليس بالقليل بالنسبة إلى الموضوعات المتعددة التي تناولتها األمثال
الشعبية في مصر ،بوصفها جز ًءا مه ًما من المجتمع ،فالمرأة هي الجدة واألم والفتاة والزوجة
واالبنة واألخت والخالة والعمة باإلضافة إلى العالقات االجتماعية ،كالصداقة والجوار والعداء
والتنافس وغيرها.
ومن تضافر هذا العنصر اإلنساني (المرأة) الذي هو جزء من المجتمع ـ والعناصر الثقافية
المكونة لهذا المجتمع ـ يظهر المثل معبِّرًا عن رؤية هذا المجتمع ألحد عناصره ،وهو المرأة.
أ
37 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
وال يُنكَر دور المرأة في المجتمع على مر العصور في األسرة وتربية األبناء ،أو في
المجاالت األخرى كالسياسة والقيادة ،واآلداب والعلوم.
إن رؤية المجتمع للمرأة موضوع قديم حديث ،سيدوم الجدل فيه ما دامت البشرية باختالف
رؤاها العقلية والفكرية والثقافية والنوعية ،فإذا كان األفراد قد يختلفون ـ أحيانًا ـ في بعض
الثوابت ،كالحق أو العدل أو قيمة الحياة أو نهاية البشرية ،فما بالنا بما هو مختَلَف فيه بالفعل:
الرجل والمرأة أو الذكر واألنثي ،وغالبًا مايميل العقل إلى المقارنة والمفاضلة والتمييز ال
المواءمة والتوفيق ،وكأن المختلفَيْن يجب أن يكونا ـ دائ ًما ـ على طرفي نقيض.
إن المجتمع العربي توارث فكر العصر الجاهلي ونظرته الدونية السائدة إلى المرأة ـ في
ذلك الوقت ـ كما توارثها الغرب من المدينة الفاضلة ألفالطون ومن بعض المفكرين ،مثل:
راسل ،والقديس توماس ،الذي يرى أن المرأة "رجل ناقص وكائن عرضي"( ،)19وميشيل رينيه
الذي يقول" :المرأة كائن نسبي"( ،)20وهي النظرة العربية نفسها ،التي ترى أن المرأة ُخلِقَت من
ضلع أع وج ،بمعنى يحمل النقص والخلل في شخصيتها ،في حين أن "اعوجاج الضلع ال يعني ِ
ً ُ
عيبًا ِخلقيّا أو خلقيّا ،ولم يستخدمه الحديث إال بغرض عقد مشابهة بين من يقسو على النساءُ ً
بغرض اإلصالح ومن يحاول إقامة الضلع بالقوة"( ،)21فقد جاء في الحديث الشريف ،عن
الضلَع
ِ ضلَعٍ ،وإن أعوج شيء في الرسول (ص)":استوصوا بالنساء ،فإن المرأة ُخلِقَت من ِ
أعاله ،فإن ذهبت تقيمه كسرته ،وإن تركته لم يزل أعوج ،فاستوصوا بالنساء"( ،)22وقد أشار
القرآن الكريم إلى هذه النظرة ،وأت َّمها في قوله تعالى" :وإذا بُ ِّشر أحدهم باألنثى ظل وجهه مسو ًّدا
وهو كظيم ،يتوارى من القوم من سوء ما بُ ِّشر به ،أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ،أال ساء
ما يحكمون "( النحل ،اآلية 58ـ )59؛ للنهي عن هذه النظرة اآلثمة إلى المرأة.
غير أن هذه النظرة الدونية تخترق كل الشرائع والقوانين؛ لترسخ في القلوب والعقول،
وتتوارثها األجيال في المجتمع العربي بعامة ،فتقولب المرأة في أطر ثابتة تنحصر في الزواج
واإلنجاب والسطحية ...إلخ .
وقد تسربت مالمح هذه النظرة السلبية ،وهذه القولبة إلى األمثال الشعبية في مصر ،وكأنها
أصبحت (موتيفًا) قائ ًما بذاته " تكمن وراءه مقدرة فائقة على التلميح لشيء سابق ،ولشيء
الحق"( ،)23تتكرر مع اختالف مالبسات كل موقف ،في مثل:
ـ إن ماتت أختك انستر عرضك.
ـ بطن جاب ال ِبنَيَّة اضربوه بالعصية.
ـ بطن جاب الولداني اطعموه لحم ضاني.
ـ بيت البنات خراب.
ـ حرمة من غير راجل زي الطربوش من غير زر.
وأصبحت النغمة السائدة أن "المجتمع المصري مجتمع ذكوري ،شأنه في ذلك شأن
المجتمعات التقليدية ،ذكر مهيمن وأنثى خاضعة ،ذكر يقول ،وأنثى تستمع ،ذكر يقرر وأنثى تنفذ،
ذكر يشارك وأنثى تتفرج ،ذكر فاعل وأنثى خاملة ،صورة كئيبة ولكنها هي الواقع؛ ولذلك فالرأي
في هذا السياق رأي الذكر في نفسه ،ورأيه في الطرف اآلخر األنثى التي وضعها هو في قالب
يرتضيه ثم ينتقده"(.)24
أ
العدد ،38يناير 2022 38صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
لقد ترسخت هذه النظرة في ضمير اإلنسان المصري بعدة عوامل :منها العوامل الجاهلية
القبلية المتوارثة ،التي كانت تئد البنات ،فجاء اإلسالم ليحرمها ،ويؤ ِّثمها ،ومنها العوامل الدينية
التي اعتمدت علي نزع بعض النصوص من سياقاتها؛ لتوظف في سياقات أخرى تتفق والرؤية
المراد ترسيخها عن المرأة التي تتفق بدورها مع الرؤية القديمة المتوارثة ،ومنها العوامل
الطبيعية التي تجعل ـ بالطبع ـ فروقًا في النوع بين الذكر واألنثي في الشكل وفي الجوانب الفكرية
والوجدانية ،وهي فروق طبيعية؛ ذلك أن هناك فروقًا بين كل المخلوقات ،حتى المخلوقات التي
من جنس واحد ،فهناك فروق بين الرجال أنفسهم ،وبين النساء أنفسهن ،وبين الحيوانات
والحشرات والنباتات والزهور ،ويصل األمر إلى وجود فروق بين التوائم؛ بل إن الفروق
موجودة حتى في بصمات األصابع ،وهذا جميعه أمر طبيعي ،غير أن ما ال يتوافق مع الطبيعة
هو التفرقة بالتمييز أوالتجنيب والتحقير؛ الختالف الشكل أو اللون أو الطباع أو حتى درجة
الذكاء ،فلك ٍّل قدراته؛ ذلك أن األصل في استمرار الحياة أن يكون االختالف اختالفًا إيجابيًا ،ذلك
االختالف الذي يؤدي إلى االئتالف والتواؤم والتكامل ،ال الصراع والتنافر ،قال تعالى " :يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ،وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم ،إن
هللا عليم خبير"(الحجرات ،اآلية .)13
ً
إن لكلٍّ من الرجل والمرأة دورًا فعاال في المجتمع ،حتى مع اختالفه الذي يجب أال يقلل من
رجال أم امرأة ـ فهي واحدة ،بل إن هذه الفروق يمكن ً قيمته ،أما قدرات اإلنسان ـ سواء أكان
تنميتها أو تكييفها وفقًا للتغيرات التي تطرأ على اإلنسان ،وإال لما استطاعت امرأة أن تربي
يقزم دور أحدهما مثال ،المشكلة إذن تكمن في التشكيل الثقافي الذي ِّ أوالدها بعد وفاة زوجها ً
ويهمشه ،ويعظِّم دور اآلخر ويفخمه.
إن هذا التشكيل أو التصنيف االجتماعي والثقافي الذي يتحكم فيه النوع االجتماعي ،أو
الجندر ( ،)genderوالجندر "مركب ثقافي ـ اجتماعي يظلل عملية التنشئة االجتماعية في كل
مراحلها ،ويحكم أوجه تجلياتها ،وأننا نولد في نظامه السابق لوجودنا ،فيعرض علينا الخضوع
لترتيباته وتراتباته ...إن الجندر هو ما نصنعه نحن أنفسنا ،وذلك ألننا نقوم على الدوام ،بخلق
وإعادة خلق هوياتنا الجندرية في سياق تفاعالتنا مع اآلخرين ،وفي إطار المؤسسات االجتماعية
التي تض َّمنا"( ،)25وهذا مايؤكد رؤية معظم علماء االجتماع الذين ينظرون إلى تمايزات النوع
على أنها ذات نشأة اجتماعية أكثر من النشأة البيولوجية"(.)26
هذا أيضًا ما تشير إليه بعض الدراسات التي ترى أن "العقل النسوي ال نولد به ،بل يتشكل
من خالل عملية التنشئة االجتماعية التي تتولى مهامها األسرة"( ،)27فإذا وضعنا في االعتبار أن
األسرة لبنة في بناء المجتمع فإن المجتمع بمكوناته االجتماعية والثقافية واالقتصادية والسياسية
والدينية له دور في تكوين طبقات العقل وثوابته الفكرية والثقافية" ،ووفقًا لتلك الرؤية ،فإن العقل
النسوي هو أيضًا ليس معطى جاه ًزا ،وإنما هو نتاج للتفاعل بين طرفي معادلة الجندر ،بمعنى
آخر العقل النسوي هو معطى نفسي اجتماعي ثقافي ،وناتج عن تصادم أو تقاطعات النسوي مع
الذكوري"(.)28
انتقلت هذه النظرة من مجرد رأي ورؤية إلى ضمير اإلنسان المصري ،وذابت في نسيج
فكره حتى أن الفرد أصبح يتعامل على أساسها دون وعي منه.
أ
39 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
يقول جابر عصفور في رده على باحثة سعودية سألته عن سبب عدم تناوله ـ ضمن دراساته
عن السيرة ـ سيرة ذاتية ألي كاتبة ،واقتصر فقط على نماذج من سير الرجال ..." :واستغربت
هذا الموقف الذي لم أتعمده بالقطع ،ولكني انتهيت إليه دون أن أشعر ،محكو ًما بعوامل كامنة في
ال شعوري الثقافي وتكويني الال واعي ...ويبدو أن األمر يطَّرد في كل مجال ،مؤكدًا أن
طويال ،وتنظر إليها نظرة دونية لم تنعدم في كثير ً المجتمعات اإلنسانية ظلت تحجر على المرأة
قائال" :وبما أن الثقافة المهيمنة التي تشكل وعينا هي ثقافة من المجتمعات"( ،)29ويضيف ً
ذكورية بالدرجة األولى ،ثقافة تضع المرأة في المرتبة األدنى في كل أحوالها ،وعلى كل
مستوياتها ،فإن هذه الثقافة تسم ذاكرتنا بسمتها خصوصًا بما تتركه في الذاكرة من آليات تدفعنا
على نحو شعوري إلى استرجاع كل ما هو نسائي والسكوت عنه؛ ألنه أدنى مكانة ،وأقل قيمة...
لم أضع ذاكرتي موضع المساءلة أثناء فعل الكتابة ،فقد مارست هذه الذاكرة هيمنتها الذكورية،
وأعلنت تحيزاتها الالشعورية لجنس الرجال ،وسكتت عن ذكر النساء ،بوصفهن األدنى واألقل
قيمة"(.)30
ثالثاا :المثل الشعبي واألنساق الثقافية:
يُعد المثل الشعبي ترجمة للمخزون الثقافي من عادات وتقاليد ومعتقدات اجتماعية ،راسخة
في ضمير اإلنسان في بيئة معينة ،وهي راسخة في ضمير اإلنسان بوصفها مضمرًا يُعبَّر عنه
بأشكال شتى شعرية ونثرية ،ومن هذه األشكال :المثل الشعبي الذي يُ َع ّد أكثر األشكال األدبية قربًا
من الضمير الشعبي؛ ألنه ال يُنتَج للخاصة فقط؛ وألنه مرتبط أشد االرتباط بالحياة اليومية ألفراد
الشعب ،وسلوكياتهم على مدار اليوم والساعة ،فهو نتاج حيوي غير منفصل عن الواقع ،وصورة
ردفعلية للفعل أو للموقف المعاش.
غير أننا نالحظ أن هذه الصورة الردفعلية ال تكون ـ في كثير من األحيان ـ متطابقة مع
الغرض المراد تصديره عن طريق المثل ،وبالتالي فإننا نستطيع استكناه ما للمثل من داللة نسقية
تتعدى "الداللة النصية :داللة صريحة وداللة ضمنية"() 31؛ ذلك أن هذا "المضمر الداللي
يتناقض مع معطيات الخطاب"( ،)32ومن هنا تُبنَى الداللة النسقية على تقويض المألوف والمتفق
عليه؛ لتحل محله ،وتصبح "أعرافًا متَّفَقًا عليها"(.)33
النسق والنسق المضاد:
تعتمد األمثال على المقارنة بين الرجل والمرأة أو الذكر واألنثى ،مقارنة ال تستند إلى أية
معايير منطقية أو غير منطقية ،والرجحان دائ ًما لكفة الرجل:
ـ الولد لو قد المفتاح يعمل الدار مصباح ،والبنت لو قد المخدة تنزل زي اله َّدة.
ـ أم البنت مسنودة بخيط ،وأم الولد مسنودة بحيط.
ـ النسوان مصايد ،والرجال تقع فيها.
ـ إن مات أخوك انكسر ضهرك ،وإن ماتت أختك انستر عرضك.
ـ جري الرجالة زي بحر النيل ،وجري ال َو َالية زي نَ ْقط الزير.
ـ لما قالوا ده ولد اتشد ضهري واتسند ،وا َّما قالوا دي ْبنَيَّة انهَدِّت الحيطة عل َّ
ي.
ـ جدار البنت على ال ُم ْعيَن ،وجدار الولد عايم.
ـ ابن االبن ابن الحبيب ،وابن البنت ابن الغريب.
أ
العدد ،38يناير 2022 40صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
أ
41 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
أ
العدد ،38يناير 2022 42صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
وهو نسق نفعي ،يعتمد على تعزيز المرأة عن طريق اللعب على وتر تمجيدها ،واإلعالء
من شأنها في هذا المجال؛ ليرسخ في ضمير المرأة محدودية دورها ،واقتصاره على هذا المجال
فقط ،فتسعد ـ دون وعي منها بتقزيم دورها ـ بأنها :طهاية ،وأنها ماهرة في تدبير أمور منزلها،
وأنها قادرة على الغزل ولو برجل حمار ،إنه مدح في مضمونه الذم ،وإعالء في مضمونه
التحجيم واالستغالل.
إن هذه الوتيرة هي االتجاه نفسه الذي "يسير نحو إسباغ عدد من السمات االقتصادية
اإليجابية على العقل النسوي من قبيل :النساء أكثر حكمة في ترشيد النفقات واالدخار .تبدع المرأة
عادة في األعمال التي تحتاج إلى تفكير .المرأة ناجحة في إدارة المشروعات.
أما االتجاه الثاني ،فينحو نحو تأكيد مكانة الدور االقتصادي المرتفع للمرأة داخل األسرة
والمجتمع ،من قبيل :مسئولية إعالة األسرة تقع على عاتق الرجل والمرأة .يجب أن تشارك المرأة
الرجل في إدارة األمور االقتصادية داخل المنزل .من واجب المرأة أن تشارك في نفقات المنزل.
خروج المرأة للعمل أجدى لها من البقاء في البيت"(.)37
على الرغم من إدراك قيمة المرأة ،وأهمية المكانة االقتصادية لها "فإن ثمة استمرارية
لبعض األفكار التي تعكس المكانة المتدنية للمرأة في إطار الفكر األبوي المسيطر ،وعلى ذلك
يمكن أن نفهم تلك اإليجابية من منطلق الحاجة ،فحاجة األسرة للمرأة هي التي دفعت بالعقل
الذكو ري نحو التنازل واالعتراف بدورها ،ومن ثم التأكيد على أهمية هذا الدور وقيمته
االقتصادية "(.)38
ولذلك ،فالنساء الالتي انسقن وراء هذا النسق و"كافحن لشق طريقهن في العمل في المجال
كن يشعرن بالمرارة؛ ألن المساواة الالتي يرغبن فيها لم العام للتوفيق بين البيت والعمل والعائلة َّ
تتحقق"(.)39
يُضاف إلى هذا النسق استغالل نقاط ضعف المرأة التي تجعل منها أسيرة ذليلة للرجل،
فالرجل يعلم جيدًا أن المرأة تخشى الطالق واالبتعاد عن سلطة الزوج؛ ألن ذلك سيعيدها إلى
سلطة أكثر قسوة هي سلطة األب واألهل ،الذين سعدوا بخالصهم منها ،ومن هنا نراها تقول في
أمثالها:
ـ نار جوزي وال جنة أبويا.
ـ جيت بيت أبويا أرتاح ،قفلوا في ِو ِّشي وتوهوا المفتاح.
ي بيت األهلية ،أحسن يقولوا العاوزة جاية. ـ يحرم عل َّ
ـ أحب ابن عمي ولو يسفك دمي.
ـ أقول لها انت طالق ،تقول قوم بنا ننام.
ـ اسم الجوز وال طعم الترمل.
ضل حيط. ضل راجل ،وال ِ ـ ِ
وهي تخشى الطالق ـ أيضًا ـ خوفًا على أوالدها ،أو من نظرة المجتمع إليها ،التي تحملها
مسئولية فشل الحياة الزوجية ،وخراب البيت ،وتشتت األسرة ،وبالتالي يجب أن تحتمل وتصبر؛
ألن األصيلة والصبورة هي التي تحافظ على بيتها ،وعلى أسرتها:
ـ األم تعشش ،واألب يطفِّش.
أ
43 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
أ
العدد ،38يناير 2022 44صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
أ
45 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
ولب المشكلة ـ أيضًا ـ في التركيز على السمات السلبية في الشمس أو الحيوانات أو الجارية
...إلخ ،في حين تنحاز األمثال في حالة تشبيه الرجل:
ـ السبع سبع ولو في قفص.
إعالء النسق؛ لهدم النسق:
ً
إن األمثال الشعبية المصرية التي تناولت المرأة تركز ـ كما تمت اإلشارة سابقا ـ على تحقير
المرأة والتقليل من شأنها ،وتشييئها وتهميشها بغرض إعالء النسق الذكوري.
غير أن المالحظ أن المرأة تُ َعد هي ال ُم َس ِّوق األول والرئيس لألمثال الشعبية ،في الريف أمام
المنازل ،وفي سهراتهن الشتوية والصيفية ،وعلى حواف الترع ،وكذلك في المدن في جلسات
السمر ،وتجمعات العمل ،وجلسات الشكوى والفضفضة ،فالنساء أكثر استخدا ًما لألمثال من
الرجال؛ ولذلك كان للمرأة دور كبير في تسويق نفسها بالسلب أو باإليجاب؛ ألنها تحت مظلة
القانون الشعبي والدستور الجماعي الذي صاغته التجارب الفردية المتشابهة أو المتناقضة،
وشرعه المجموع.
ً
ومسوقا للمثل دورًا في تصدير
ِّ من هنا فإن للمرأة بوصفها مادة للمثل ،ومصدرًا للمثل،
ق خاصة بها على المستويين النفسي والثقافي. أنسا ٍ
أـ إعالء النسق األنثوي:
يعتمد هذا النسق على تصدير األمثال التي ترسخ تحقير المرأة وتهميشها وتجاهلها ،وتقزيم
دورها ،وتسليعها ،وعنف الرجل تجاهها ،والتعامل معها بوصفها عارًا يجب التخلص منه بالموت
أو بالتزويج:
ـ اللي تموت ِبنَيِّتتُه من صفاوة نيِّته.
ـ اكسر للبنت ضلع ،يطلع لها اتنين( .وفي رواية شفهية للمثل :يطلع لها أربعة وعشرين)
ـ البنت يا تسترها يا تقبرها.
ـ ال َم َرة زي السيجارة ،إن ما انت ِّكت بتبرغش.
ـ النسوان إما جواهر ،وإما قواهر ،وإما عواهر.
ـ آمن للحية وال تآمن لل َم َرة.
ـ إن مات أخوك انكسر ضهرك ،وإن ماتت أختك انستر عرضك.
ـ شاور ال َم َرة ،واخلف شورتها (في رواية أخرى :رأيها).
ـ صوت حية ،وال صوت ِب َنيَّة.
ـ ُع ْمر النِّسا ماتربِّي ِعجْ ل ويحْ ِرت.
ـ يامخلفة البنات يا شايلة الهم للممات.
ـ أم البنات ِحبْلة للممات (أي ستظل تحمل حتى تلد ولدًا).
ـ ما أحلي فرحتهم لو ماتوا بساعتهم.
ـ يموتوا في قمايطهم ،وال تكبرمصيبتهم.
ـ يخش من العتبة يكسر الرقبة.
ـ ال حصيرة وال مخدة ،وكمان موش لَ َّدة (ل َّدة :أي ُمع ِجبة).
أ
العدد ،38يناير 2022 46صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
إن هذا الكم من األمثال الذي يحقِّر شأن المرأة ،وينفِّر منها؛ ليدعو إلى ترسيخ نسق مضمر
أكثر عمقًا من إعالء النسق الذكوري ،إنه يرسِّخ نسقًا مضمرًا مضادًا ،يبرز ضعف المرأة وهوان
شأنها ،وظلم الرجل لها ،إنه نسق يدعو إلى التعاطف مع المرأة ،وينفِّر من هوانها ،ويحطِّم النسق
ً
وإذالال أمام انكسار ،واستعال ًء أمام استسالم الذكوري الظالم الذي يحمل جبروتًا أمام ضعف،
للمقسوم ،وتنازل عن الحقوق اإلنسانية ،ويظهر ذلك في بعض األمثال التي ترسِّخ الستكانة المرأة
وخضوعها ،وظهورها بمظهر المغلوبة على أمرها الراضية بما قُ ِسم لها:
ـ األم تعشش ،واألب يطفِّش.
ـ حرة صبرت ،في بيتها ع َّمرت.
ـ من يوم ما ولدوني ،في الهم حطوني.
أما عندما تتحدث األمثال عن الرجال ،فنادرًا ما ترصد لهم عيوبًا.
ـ أقل الرجال ي ْغنِي النسا.
ـ اللي مالوش غالم ،هو أغلم نفسه.
سبْع َسبْع ولو جوَّة قفص. ـ ال َّ
َ
بل تُجْ ِمل القضية في َمثل واحد يجُبُّ هذه العيوب الطفيفة:
ـ الراجل ما يعيبه إال جيبه.
بل إنه حتى لوكان به هذا العيب ،فإن :األصيلة تنام مع جوزها على الحصيرة ،بهذا يوضع
الرجل والمرأة في كفتي ميزان غير متعادلتين ،تدعو إلى التعاطف مع المظلوم ،والنفور من
الظالم.
ب ـ إعالء النسق الذكوري والرجل النموذج من ِق َبل المرأة:
قد تسهم المرأة ـ مجتمعيًّا ـ في صناعة النسق الذكوري أو إذكاء توهجه ،حيث إنها على
المستوى النفسي والثقافي تريد إعالء قيمة الرجل ،وترسيخ وجوده؛ ألنها تراه الحارس والحامي
لها ،والمكمل للنقص الذي تشعر به بسبب أنساق أخري ،فتقبل ظلمه ً
بدال من أن تقبل ظلم غيره أو
اضطهاده ،بل اضطهاد المجتمع الذكوري نفسه؛ ذلك أن "المرأة الوحيدة ،العازبة كائن معرَّض
لكل أنواع االستعباد واالضطهاد من ِق َبل الرجل والمرأة على ح ٍّد سواء"(.)44
إنها تبحث ـ بإعالئها النسق الذكوري ـ عن الفارس أو البطل أو الفحل القديم الذي يداعب
الخيال المجتمعي بوجه عام ،والمرأة بوجه خاص.
إنها تسعى إلى ترسيخ صورة الرجل النموذج الذي تبحث عنه ،وتتطلع إلى وجوده في
نسخته القديمة؛ لذلك نجد األمثال:
ـ ال َم َرة بال رجال زي البستان بال سياج.
ـ ال َم َرة بنص عقل.
ـ الزوايا لل َو َاليا.
ـ ما يجيبها إال رجالها.
ـ الراجل ما يعيبه إال جيبه.
سبْع َسبْع ولو جوَّة قفص. ـ ال َّ
ـ ياسوق بال رجالة ،وإيش تعمل النسوان.
أ
47 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
أ
العدد ،38يناير 2022 48صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
أ
49 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
أ
العدد ،38يناير 2022 50صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
االستمرارية في ترسيخ النسق وتثبيت جذوره في الوعي الثقافي لألفراد ثم المجتمعات؛ لذلك
فاألغلبية العظمى من األمثال تعتمد على السجع ،مثل:
ـ اللي يقول لمراته ياهانم ،يقابلوها ع الساللم.
ـ اللي جوزها يحبها ،الشمس تطلع لها.
ـ في المقبرة ،وال حضن َم َرة.
ـ صوت حية ،وال صوت بِ َنيَّة.
الجناس:
ـ اللي مالوش غالم ،هو أغلم نفسه.
ـ الحية تخلِّف ُح َويَّة.
ـ يا دي الزمن الشخشيخة اللي ال َم َرة عملت فيه شيخة.
ـ أم البنت مسنودة بخيط ،وأم الولد مسنودة بحيط.
ـ النسوان إما جواهر أو قواهر أو عواهر.
الطباق والمقابلة:
يعتمد ك ٌّل من الطباق والمقابلة على إيقاع التضاد؛ مما يؤدي إلى إبراز البون الشاسع بين
الشيء ونقيضه ،فتتوقف على ذلك حالة المقارنة والتمييز بين الرجل والمرأة بشكل واضح.
ـ نار جوزي وال جنة أبويا.
ضل حيط. ضل راجل وال ِ ـ ِ
ـ اخطب البنك ،وال تخطبش البنك.
ـ آمن للحية ،وال تآمن لل َم َرة.
ـ دلَّع بنتك تعرَّك ،دلَّع ابنك يع َّزك.
ـ بطن جاب ال ِبنَيَّة اضربوه بالعصية ،بطن جاب الولداني اطعموه لحم ضاني.
توازن الجمل/اًلزدواج:
ـ قومي له جارية ،واقعدي له ست.
ـ النسوان مصايد ،والرجال تقع فيها.
ـ في المقبرة ،وال حضن َم َرة.
بل إن األمثال التي لم تدخل فيها إحدى الوسائل اإليقاعية السابقة نجدها تحمل إيقاعًا
خاصًا ،يضمن لها الثبات في الذهن ،مثل:
ـ يا ريت على الطلق الشديد غالم.
ـ اسم الجوز ،وال طعم التر ُّمل.
ـ حرمة من غير راجل زي الطربوش من غير زر.
ـ يا سوق بال رجالة ،وايش يعملوا النسوان؟
ـ أقل الرجال يغني النسا.
ـ ُع ْمر النِّسا ما تربِّي ِعجْ ل و ِيحْ ِرت.
ـ ما يجيبها إال رجالها.
أ
51 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
يُال َحظ مما سبق أنه من الصعب الفصل بين العناصر اإليقاعية المختلفة المستخدمة في
المثل؛ ألنه في كثير من األحيان يتضافر عنصران أو أكثر من عناصر الجرس الموسيقي داخل
المثل الواحد ،مثل الجناس والطباق ،أو السجع والجناس والمقابلة ...إلخ ،مما يسهم في حفظ
المثل وسرعة تداوله.
ب ـ قول تكراري لفعل تكراري:
يرتبط اإليقاع بتكرار الصوت أو اللفظ أو الجملة ،وبالتالي فللتكرار دور مهم في تثبيت
النسق وترسيخه ،فالتكرار الذي يحقق إيقاعًا ثابتًا يتناسب ومدعاة المثل وغايته ،فالمثل نفسه مبني
على التماثل وتكرار الموقف ،أو شبيهه ،أو التشابه بين مورد المثل ،ومضرب المثل"ويُراد
بمورد المثل الحالة التي قيل فيها المثل أول مرة ،ويراد بمضرب المثل الحاالت أو الموقف
المتجددة التي يمكن أن يستعمل فيها المثل بعد ذلك"(.)51
المثل إذن يعتمد على عوامل الربط بين الشيء ومثيله أو الموقف ومثيله ،وهذا التماثل شكل
من أشكال التكرار ،تكرار الفعل الذي يؤدي إلى تكرار القول أو التعبير عن هذا الفعل بالقول.
ومن شأن هذا التكرار في الصوت واللفظ والتركيب والمعنى المعبر عن الموقف المتكرر ـ
ضا ـ أن يسهم في تثبيت النسق ـ وما يحمله من أفكار وثقافات موجهة وفقًا لمقتضى الحال ـ أي ً
وحفظه في األذهان والضمائر.
نتائج:
ـ للجانب الثقافي دور مهم في صياغة األمثال الشعبية؛ ألنها المعبرة عن تراكمات المجتمع
ومعارف وتجاربه الفردية والجمعية.
ـ تُ َع ّد المرأة مادة ثرية لصياغة المثل الشعبي المصري؛ لما لها من دور فعَّال في العالقات
المجتمعية التي هي عنصر مهم فيها.
ـ تحمل األمثال الشعبية المصرية أنساقًا مضمرة ،ذات أبعاد مختلفة :نفسية واجتماعية
ودينية واقتصادية ،فهي انعكاس لألنساق الثقافية المهيمنة على المجتمع.
ـ للمرأة في مصر دور مهم في تسويق المثل الشعبي ـ بوجه عام ـ وفي تسويق نفسها داخل
األمثال التي تتحدث عنها ـ بطريق مباشر أو غير مباشر ـ بالسلب أو باإليجاب.
ـ للمرأة أيضًا دور كبير في ترسيخ الثقافة الذكورية لدى أبنائها :من الذكور ومن اإلناث
أيضًا.
ـ تتعدد األنساق الثقافية الخاصة باألمثال الشعبية التي تحدثت عن المرأة ،وتختلف ـ وربما
تتعارض أحيانًا ـ وفقًأ لألهداف المرجوة منها ،التي قد تختلف باختالف الظروف النفسية
واالقتصادية واالجتماعية ـ أو الفردية ـ وفقًا لمقتضى الحال ،وأحوال األفراد والمجتمعات
متغيرة ،وبتغيرها تختلف األنساق الثقافية وتتناقض.
ـ رسَّخت األمثال الشعبية المصرية بعض األفكار السلبية تجاه المرأة ،كتعنيفها وكسرها
وتشييئها وتسليعها ،وحصر دورها في الجانب األنثوي ،وتحقير شأنها ،وتسفيه رأيها ،والتعامل
معها على أنها عار يجب التخلص منه بالزواج أو بالموت.
أ
العدد ،38يناير 2022 52صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
ـ رسَّخت األمثال الشعبية المصرية بعض األفكار اإليجابية تجاه المرأة ،من قَبيل :أنها
اقتصاديةُ ،م َدبِّرة ومر ِّشدة للنفقات ،وأنها ماهرة ،وأنها متعاونة ...إلخ؛ لترسيخ نسق مضاد
وسلبي ،وهو جعلها تذوب وتتفاني أكثر ،وتحمل عبئًا أكبر فوق أعبائها.
س خت األمثال الشعبية المصرية لتفضيل الذكر على األنثى ،مخالفة ـ بذلك ـ بعض ـ ر َّ
الثوابت الدينية واألخالقية والعلمية ،مثل :إعالء الدين لشأن المرأة ،وتكريمها ،والتوصية بها
خيرًا ،وأن هللا يهب الذكور أو اإلناث لمن يشاء ،ومثل إثبات العلم أن الرجل هو المسئول ـ بإرادة
هللا ـ عن نوع الجنين :ذكر أو أنثى.
ـ عتمدت األمثال التي تعادل بين ك ٍّل من المرأة وبعض الحيوانات كالحية ،أو المرأة
والشمس على معادلة غير منصفة ،أو قياس خاطئ مخالف لألنساق المتوارثة تاريخيًا وحضاريًا
وأسطوريًا؛ ألنها معادلة جزئية تعتمد على اجتزاء الجانب السلبي ـ فقط ـ من سياقه؛ ذلك أنه لكلٍّ
من الحية والشمس دالالت إيجابية وسلبية ،لم تأخذ األمثال الشعبية منها ـ لوصف المرأة ـ إال
الجانب السلبي.
ـ اعتمدت األمثال على اإليقاع من خالل التكرار الصوتي أو اللفظي أو التركيبي؛ مما كان
له دور في تثبيت النسق وترسيخه في األذهان.
ـ اعتمدت بنية األمثال على عدة وسائل لغوية وبالغية ،كاألساليب اإلنشائية والمجازية
والتورية والمفارقة ،وغيرها ،مما له دالالت لغوية أو ضمنية ،وجميعها كان مد ِّع ًما رئيسًا
للدالالت النسقية الثقافية المضمرة هدف الدراسة.
أ
53 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
المصادر والمراجع:
1ـ إبراهيم ،عبد هللا ،النقد الثقافي مطارحات في النظرية والمنهج والتطبيق ،مقال :مجلة فصول
عدد 63شتاء وربيع 2004م.
2ـ إبراهيم ،نبيلة ،أشكال التعبير في األدب الشعبي ،القاهرة ،مكتبة غريب ،ط 3د.ت.
3ـ إسماعيل ،محمد السيد ،غواية السرد ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2012 ،م.
4ـ أمين ،أحمد ،قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية ،القاهرة ،النهضة المصرية2002 ،م.
5ـ أنس الوجود ،ثناء ،رمز األفعى في التراث العربي ،القاهرة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،ط1999 2م.
6ـ أيزابرجر ،أرثر ،النقد الثقافي ،ترجمة وفاء إبراهيم ورمضان بسطاويسي ،القاهرة ،المجلس األعلى للثقافة
2003م.
7ـ البطل ،محمد ،موسوعة األمثال الشعبية المصرية ،القاهرة ،لونجمان ،ط2009 1م.
8ـ بيضون ،عزة شرارة ،الرجولة وتغير أحوال النساء دراسة ميدانية ،المغرب ،المركز الثقافي العربي ،ط2007 1
م.
9ـ تيمور ،أحمد ،األمثال العامية ،القاهرة ،مركز األهرام للترجمة ،ط1986 4م.
10ـ الج َّمال ،أحمد صادق ،األدب العامي في مصر في العصر المملوكي ،القاهرة ،الدار القومية للطباعة
والنشر1966م.
11ـ الجوهري ،محمد ،موسوعة التراث الشعبي العربي مجلد ،4القاهرة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة 2012 ،م.
12ـ داود ،أماني سليمان ،األمثال العربية القديمة ..دراسة أسلوبية سردية حضارية ،بيروت ،المؤسسة العربية
للدراسات والنشر ،ط2009 1م.
13ـ دي بوفوار ،سيمون ،مقال بعنوان :المرأة باعتبارها اآلخر بكتاب :النوع ..الذكر واألنثى بين التميز واالختالف،
ترجمة محمد قدري عمارة ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2006،م.
14ـ الساعاتي ،سامية ،علم اجتماع المرأة ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2003 ،م.
15ـ سيرنج ،فيليب ،الرموز في الفن ـ األديان ـ الحياة ،ترجمة عبد الهادي عباس ،سوريا ،دار دمشق ،ط1992 1م.
16ـ شعالن ،إبراهيم أحمد ،الشعب المصري في أمثاله العامية ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2008 ،م.
17ـ الضبع ،ماهر عبد العال ،المرأة في مصر ..العقل النسوي في مواجهة المجتمع الذكوري ،القاهرة ،الهيئة
المصرية العامة للكتاب2017 ،م.
18ـ ضيف هللا ،س يد إسماعيل ،اآلخر في الثقافة الشعبية ،القاهرة ،مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان ،د.ت.
19ـ العبد هللا ،يحيى ،االغتراب ..دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلُّون الروائية ،األردن ،دار الفارس ،ط1
2005م.
20ـ عبد النور ،جبور ،المعجم األدبي ،بيروت ،دار العلم للماليين ،ط1984 2م.
21ـ عصفور ،جابر .الرهان على المستقبل ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2004،م.
22ـ العطار ،سليمان ،الموتيف في األدب الشعبي والفردي ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2012،م.
23ـ الغذامي ،عبد هللا ،النقد الثقافي ،المغرب ،المركز الثقافي العربي ،ط2001 2م.
24ـ فك ،يوهان ،العربية دراسات في اللغة واللهجات واألساليب ،ترجمة عبد الحليم النجار ،القاهرة ،المركز القومي
للترجمة2014 ،م.
25ـ كراب ،ألكسندر هجرتي ،علم الفولكلور ،ترجمة رشدي صال ح ،القاهرة ،وزارة الثقافة ،دار الكاتب
العربي1967،م.
26ـ كوبر ،جي .سي ،الموسوعة المصورة للرموز التقليدية ،ترجمة مصطفى محمود ،القاهرة ،المركز القومي
للترجمة ،ط2014 1م.
27ـ كونيهان ،كارول م ،أنثروبولوجيا الطعام والجسد :النوع والمعنى والقوة ،ترجمة سهام عبد السالم ،القاهرة،
المركز القومي للترجمة 2013م.
28ـ النجار ،محمد رجب ،من فنون األدب الشعبي في التراث العربي ج ،1القاهرة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة،
2003م.
29ـ وارتون ،إيمي .إس ،علم اجتماع النوع ..مقدمة في النظرية والبحث ،ترجمة هاني خميس أحمد عبده ،القاهرة،
المركز القومي للترجمة ،ط2014 1م.
30ـ وهبة ،مجدي وكامل المهندس ،معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب ،بيروت ،مكتبة لبنان ،ط 2
1984م.
31ـ يونس ،عبد الحميد ،معجم الفولكلور ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2009 ،م.
أ
العدد ،38يناير 2022 54صحيفة اللسن
المرأة في األمثال الشعبية المصرية :دراسة ثقافية
الهوامش:
1األهواني ،عبد العزيز ،مقالة بعنوان :أمثال العامة في األندلس من كتاب في ذكرى طه حسين ،إشراف عبد الرحمن
نقال عن :شعالن ،إبراهيم أحمد ،الشعب المصري في أمثاله العامية ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامةبدوي صً ،235
للكتاب2008 ،م ص.39
2شعالن ،إبراهيم أحمد ،الشعب المصري في أمثاله العامية ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2008 ،م
ص.40
3وهبة ،مجدي وكامل المهندس ،معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب ،بيروت ،مكتبة لبنان ،ط 1984 2م
ص.332ج
4عبد النور ،جبور ،المعجم األدبي ،بيروت ،دار العلم للماليين ،ط1984 2م ص .236
5يونس ،عبد الحميد ،معجم الفولكلور ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2009 ،م ص.453
6إبراهيم ،نبيلة ،أشكال التعبير في األدب الشعبي ،القاهرة ،مكتبة غريب ،ط 3د.ت ص .175
7كراب ،ألكسندر هجرتي ،علم الفولكلور ،ترجمة رشدي صالح ،القاهرة ،وزارة الثقافة ،دار الكاتب العربي،
1967م ص .235
8الغذامي ،عبد هللا ،النقد الثقافي ،المغرب ،المركز الثقافي العربي ،ط ،2001 2ص.79،80
9يونس ،عبد الحميد ،معجم الفولكلور ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2009 ،م ص.452
10الج َّمال ،أحمد صادق ،األدب العامي في مصر في العصر المملوكي ،القاهرة ،الدار القومية للطباعة والنشر
1966ص.70
11فك ،يوهان ،العربية دراسات في اللغة واللهجات واألساليب ،ترجمة عبد الحليم النجار ،القاهرة ،المركز القومي
للترجمة2014 ،م ص .230
12كراب ،ألكسندر هجرتي ،مرجع سابق ص.239
13تيمور ،أحمد ،األمثال العامية ،القاهرة ،مركز األهرام للترجمة والنشر ،ط1986 4م ص.482
14الج َّمال ،أحمد صادق ،مرجع سابق ص .75
15الجوهري ،محمد ،موسوعة التراث الشعبي العربي مجلد ،4القاهرة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،2012 ،ص
.435
16أمين ،أحمد ،قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية ،القاهرة ،النهضة المصرية2002 ،م ،ص.67
17داود ،أماني سليمان ،األمثال العربية القديمة ..دراسة أسلوبية سردية حضارية ،بيروت ،المؤسسة العربية
للدراسات والنشر ،ط2009 1م ،ص.270
18شعالن ،إبراهيم أحمد ،الشعب المصري في أمثاله العامية ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،2008 ،
ص.51
19دي بوفوار ،سيمو ن ،مقال بعنوان :المرأة باعتبارها اآلخر بكتاب :النوع ..الذكر واألنثى بين التميز واالختالف،
ترجمة محمد قدري عمارة ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2006 ،م ،ص .178
20المرجع السابق نفسه.
21إسماعيل ،محمد السيد ،غواية السرد ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2012 ،م ،ص.109
22عن صحيح البخاري الحديث ،3331،وصحيح مسلم ،الحديث .1468
23العطار ،سليمان ،الموتيف في األدب الشعبي والفردي ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2012 ،م ،ص.29
24البطل ،محمد ،موسوعة األمثال الشعبية المصرية ،القاهرة ،لونجمان ،ط2009 1م ،ص .55
25بيضون ،عزة شرارة ،الرجولة وتغير أحوال النساء دراسة ميدانية ،المغرب ،المركز الثقافي العربي ،ط1
2007م ،ص.13
26وارتون ،إيمي .إس ،علم اجتماع النوع ..مقدمة في النظرية والبحث ،ترجمة هاني خميس أحمد عبده ،القاهرة،
المركز القومي للترجمة ،ط2014 1م ،ص.94
27الض بع ،ماهر عبد العال ،المرأة في مصر ..العقل النسوي في مواجهة المجتمع الذكوري ،القاهرة ،الهيئة
المصرية العامة للكتاب ،2017،ص.28
28المرجع السابق نفسه.
29عصفور ،جابر ،الرهان على المستقبل ،القاهرة .الهيئة المصرية العامة للكتاب2004 ،م ،ص.198،199
30المرجع السابق نفسه ،ص .201،202
31إبراهيم ،عبد هللا ،النقد الثقافي مطارحات في النظرية والمنهج والتطبيق ،مقال :مجلة فصول ،عدد 63شتاء
وربيع 2004م ،ص .194
32الغذامي ،عبد هللا ،مرجع سابق ،ص .76
أ
55 العدد ،38يناير 2022 صحيفة اللسن
د .ثناء محمد كيالنى
33أيزابرجر ،أرثر ،النقد الثقافي ،ترجمة وفاء إبراهيم ورمضان بسطاويسي ،القاهرة ،المجلس األعلى للثقافة
2003م ،ص.73
34أيزابرجر ،أرثر ،مرجع سابق ،ص.186
35المرجع السابق نفسه ،ص.187،186
36الساعاتي ،سامية ،علم اجتماع المرأة ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب2003 ،م ص.309
37الضبع ،ماهر عبد العال ،مرجع سابق ،ص.53
38المرجع السابق نفسه ،ص.54
39كونيهان ،كا رول م ،أنثروبولوجيا الطعام والجسد :النوع والمعنى والقوة ،ترجمة سهام عبد السالم ،القاهرة،
المركز القومي للترجمة2013 ،م ،ص.92
40ضيف هللا سيد إسماعيل ،اآلخر في الثقافة الشعبية ،القاهرة ،مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان ،د.ت ،ص
.142
41داود ،أماني سليمان ،مرجع سابق ،ص .302
42كوبر ،جي .سي ،الموسوعة المصورة للرموز التقليدية ،ترجمة مصطفى محمود ،القاهرة ،المركز القومي
للترجمة ،ط2014 1م ص ،510ويُرجع أيضًا إلى :سيرنج ،فيليب ،الرموز في الفن ـ األديان ـ الحياة ،ترجمة عبد
الهادي عباس ،سوريا ،دار دمشق ،ط1992 1م ،ص.116،117
43أنس الوجود ،ثناء ،رمز األفعى في التراث العربي ،القاهرة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،ط1999 2م،
ص.115
44العبد هللا ،يحيى ،االغتراب ..دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلُّون الروائية ،األردن ،دار الفارس ،ط1
2005م ،ص .98
45أمين ،أحمد ،قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية ،القاهرة ،النهضة المصرية2002 ،م ،ص 66ـ .76
46كراب ،ألكسندر هجرتي ،مرجع سابق ،ص 236ـ .237
47إبراهيم ،نبيلة ،مرجع سابق ،ص .179
48المرجع السابق نفسه ،ص .180
49الغذامي ،عبد هللا ،مرجع سابق ،ص .80
50النجار ،محمد رجب ،من فنون األدب الشعبي في التراث العربي ج ،1القاهرة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة،
2003ص 160هامش.13
51المرجع السابق نفسه ،ص.63
أ
العدد ،38يناير 2022 56صحيفة اللسن