SALSU - Volume 38 - Issue 38 - Pages 31-56

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬


‫مدرس بقسم اللغة العربية‬
‫كلية األلسن‪ ،‬جامعة عين شمس‬
Copyright©2022Faculty of Al-Alsun Ain Shams University All right reserved
‫ دراسة ثقافية‬:‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‬

Women in Egyptian Proverbs: A Cultural Study


Abstract:
This research is concerned with the study of women in Egyptian
folk proverbs. It is a cultural study based on the implicit vision in the
depths of popular culture.
It aims to reveal hidden patterns in popular proverbs that deal with
the Egyptian society's view of women as an important component of
society.
The research relied on the cultural criticism approach based on
cultural patterns.
Among the most important research results, it is found that the
cultural aspect plays an important role in the formulation of folk proverbs
because it expresses the accumulation of individual and collective
knowledge and experience.
Women are rich material for formulating the Egyptian folk
proverb, because of their effective role in societal relations, which
constitute an important element in society.
Keywords: women, folk proverb, cultural pattern, male model

‫أ‬
33 2022 ‫ يناير‬،38 ‫العدد‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬


‫الملخص‪:‬‬
‫يهتم هذا البحث بدراسة المرأة في األمثال الشعبية المصرية دراسة ثقافية‪ ،‬تعتمد على‬
‫الرؤية المضمرة في أعماق الثقافة الشعبية‪.‬‬
‫يهدف البحث إلى كشف األنساق المضمرة في األمثال الشعبية التي تتناول نظرة‬
‫المجتمع المصري إلى المرأة بوصفها عنصرًا مه ًما من عناصر المجتمع‪.‬‬
‫اعتمد البحث على منهج النقد الثقافي الذي يرتكز على األنساق الثقافية‪ ،‬من حيث كون‬
‫األمثال الشعبية نتاجًا تراكميًا للثقافة الشعبية المترسخة في أعماق الشعب الذي نشأت فيه‪ ،‬تسعى‬
‫الدراسة إلى سبر أغواره‪ ،‬واستكناه مايخفيه من دالالت نسقية مضمرة‪ ،‬عن طريق بنية المثل‪،‬‬
‫وأسلوب صياغته‪ ،‬والوسائل اللغوية والبالغية التي اعتمد عليها لصنع النسق وترسيخه‪.‬‬
‫وقد توصل البحث إلى عدة نتائج‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ً‬
‫ـ تتعدد األنساق الثقافية باألمثال الشعبية التي تحدثت عن المرأة‪ ،‬وتختلف ـ وتتعارض أحيانا ـ‬
‫وفقًأ لألهداف المرجوة منها التي قد تختلف باختالف الظروف النفسية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬
‫واالجتماعية ـ أو الفردية ـ وفقًا لمقتضى الحال‪ .‬وأحوال األفراد والمجتمعات متغيرة‪ ،‬وبتغيرها‬
‫تختلف األنساق الثقافية المضمرة وتتناقض‪.‬‬
‫ـ للمرأة في مصر دور مهم في تسويق المثل الشعبي وتسويق نفسها داخل األمثال بطريق مباشر‪،‬‬
‫أو غير مباشر بالسلب‪ ،‬أو باإليجاب‪ ،‬وترسيخ الثقافة الذكورية لدى أبنائها‪ :‬من الذكور ومن‬
‫اإلناث أيضًا‪.‬‬
‫ـ اعتمدت بنية األمثال على وسائل لغوية‪ ،‬وأساليب بالغية‪ ،‬كانت مدعِّمة للنسق الثقافي المضمر‬
‫هدف الدراسة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المرأة‪ ،‬المثل الشعبي‪ ،‬النسق الثقافي‪ ،‬النسق الذكوري‪ ،‬الرجل النموذج‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 34‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫ً‬
‫يُ َع ّد المثل الشعبي شكال من أشكال تعبير المصري عن كل ما يمر بحياته‪ ،‬بجوانبها اإلنسانية‬
‫المختلفة‪ :‬المادية والمعنوية‪ ،‬فالشعب المصري يستخدمها للتعبير عن تجاربه االجتماعية‬
‫واالقتصادية والنفسية والجمالية‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫أما عن درجة انتشارها‪ ،‬فاألمثال أكثر انتشارًا بين األميين أو محدودي الثقافة؛ ولذلك فإن‬
‫أثر المثل في البيئات الريفية والبدوية أقوى منه في البيئات المدنية‪ ،‬وربما كان "تفسير هذه‬
‫الظاهرة من الناحية النفسية واالجتماعية يتمثل في أن ارتباط شخصية الفرد في البيئات الساذجة‬
‫بالشخصية الجماعية أشد وأمتن"(‪ ،)1‬فهو إذن ينتمي إلى األحكام الناتجة عن خبرات األفراد‬
‫وتجاربهم‪ ،‬وأقرتها الجماعة والتزمت بها وكأنها قانون‪ ،‬وبذلك "فالمثل عنده يمكن أن يحل محل‬
‫الدستور أو القانون الذي يحكم المعامالت"(‪.)2‬‬
‫للمثل(‪ )proverb‬تعريفات كثيرة‪ ،‬ترتبط بكنهه وطابعه ووظيفته‪ ،‬غير أن معظمها يدور‬
‫في فلك يكاد يكون واحدًا‪ ،‬فقد جاء أن المثل "عبارة موجزة يتداولها الناس‪ ،‬تتضمن فكرة حكيمة‬
‫في مجال الحياة البشرية وتقلباتها‪ ،‬وتصاغ عادة بأسلوب مجازي يستميل الخيال‪ ،‬ويسهل‬
‫حفظه"(‪.)3‬‬
‫وقيل‪" :‬هو جملة من القول متقطعة من كالم أو مرسلة لذاتها‪ ،‬تُنقَل ممن وردت فيه إلى‬
‫مشا ِب ِهه بال تغيير"(‪.)4‬‬
‫أو أنه "حكمة كثيرة الذيوع‪ ،‬وتتضمن مالحظة عامة أو درسًا مستفادًا أو صورة من اليسير‬
‫أن تحفر لها مكانًا في ذاكرة اإلنسان"(‪ ،)5‬بينما يرى زايلر أنه "القول الجاري على ألسنة الشعب‬
‫الذي يتميز بطابع تعليمي‪ ،‬وشكل أدبي مكتمل يسمو على أشكال التعبير المألوفة"(‪ ،)6‬أما كراب‬
‫فيرى أن المثل يعبِّر "في شكله األساسي عن حقيقة مألوفة صيغت في أسلوب مختصر سهل حتى‬
‫يتداوله جمهور واسع من الناس"(‪.)7‬‬
‫ولسنا هنا بصدد الوقوف على تعريف المثل إال بقدر ما يخدم هذا التعريف موضوع الدراسة‪،‬‬
‫فموجز القول أن المثل خالصة تجربة إنسانية ـ أو رؤية فردية أو موقف حياتي ـ خرجت من‬
‫النطاق الفردي إلى النطاق الجمعي‪ ،‬حاملة ثقافات المجتمع وقناعاته‪ ،‬وشاعت بين أفراد المجتمع‬
‫الواحد‪.‬‬
‫يهتم هذا البحث بدراسة المرأة في األمثال الشعبية المصرية دراسة ثقافية‪ ،‬تعتمد على‬
‫الرؤية المضمرة في أعماق الثقافة الشعبية‪ ،‬ويهدف إلى تحديد نظرة المجتمع المصري إلى‬
‫المرأة‪ ،‬من خالل األمثال الشعبية المصرية‪ ،‬كما يهدف إلى كشف األنساق المضمرة في األمثال‬
‫الشعبية التي تتناول نظرة المجتمع المصري إلى المرأة بوصفها عنصرًا مه ًما من عناصر‬
‫المجتمع‪ ،‬له عالقاته المختلفة‪ :‬اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬ورؤية المجتمع لها بوصفها فتاة أو زوجة‬
‫أو أ ًما‪ ...‬إلخ؛ مما أدى إلى تكوين رؤية خاصة للمرأة ذات أبعاد ثقافية مختلفة‪ :‬دينية واجتماعية‬
‫واقتصادية وسياسية ونفسية‪.‬‬
‫اعتمد البحث على منهج النقد الثقافي الذي يرتكز على األنساق الثقافية التي ترسخ لها‬
‫الظروف النفسية واالجتماعية وغيرها؛ لقولبة األفكار المراد تصديرها بشكل غير مباشر‪ ،‬وهو‬

‫أ‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫منهج يناسب الدراسة‪ ،‬من حيث كون األمثال الشعبية نتاجًا تراكميًا للثقافة الشعبية المترسخة في‬
‫أعماق الشعب الذي نشأت فيه‪ ،‬ومن منطلق أن هذا الركام الثقافي له دالالت خاصة‪ ،‬تسعى‬
‫الدراسة إلى سبر أغوارها‪ ،‬واستكناه ما تخفيه من دالالت نسقية مضمرة‪ ،‬فاالنساق الثقافية "أزلية‬
‫وراسخة ولها الغلبة دائ ًما‪ ،‬وعالمتها هي اندفاع الجمهور إلي استهالك المنتوج الثقافي المنطوي‬
‫على هذا النوع من اإلنساق‪ ،‬وكلما رأينا منتوجًا ثقافيًا أو نصًا يحظى بقبول جماهيري عريض‬
‫وسريع‪ ،‬فنحن في لحظة من لحظات الفعل النسقي المضمر الذي البد من كشفه والتحرك نحو‬
‫البحث عنه"(‪)8‬‬
‫من هنا تعرض الدراسة نماذج لألمثال الشعبية المصرية التي تتناول المرأة مادة لها؛‬
‫الستنباط ما بها من دالالت ثقافية ارتبطت بك ٍّل من بنيتها التركيبية واإليقاعية‪ ،‬التي كان لها أثرها‬
‫في ترسيخ األنساق الثقافية والحضارية‪ :‬الفردية والجمعية‪ ،‬وتعارض هذه األنساق في بعض‬
‫األحيان‪.‬‬
‫كما ترصد الدراسة اعتماد المثل على عدة وسائل لغوية وتركيبية وإيقاعية تخدم النسق‬
‫الثقافي وتتعدى حدود الداللة اللغوية والداللة الضمنية إلى الداللة النسقية المضمرة‪،‬‬
‫وقد قسمت الدراسة على‪ :‬مقدمة‪ ،‬وأربعة محاور رئيسة؛ لتحديد كيفية تناول األمثال الشعبية‬
‫المصرية لموضوع المرأة‪:‬‬
‫ـ األول‪ :‬المثل الشعبي منتج أدبي شعبي يحمل ثقافة شعبه‪.‬‬
‫ـ الثاني‪ :‬المرأة في المثل الشعبي المصري‪.‬‬
‫ـ الثالث‪ :‬المثل الشعبي واألنساق الثقافية‪.‬‬
‫ـ الرابع‪ :‬تقنيات المثل الشعبي ودورها في ترسيخ النسق‪.‬‬
‫أوًل‪ :‬المثل ُم ْنتَج أدبي شعبي يحمل ثقافة شعبه‪:‬‬‫ا‬
‫من أهم مالمح المثل الشعبي‪ ،‬أنه شعبي‪ ،‬مجهول القائل‪ ،‬يتسم بالشيوع واالنتشار؛ نظرًا‬
‫لتشابه التجارب اإلنسانية‪ ،‬لغته هي لغة الشعب الذي نشأ فيه‪ ،‬وهو وثيق الصلة باللهجة العامية‬
‫الخاصة بكل بيئة‪ ،‬فهو "يتوسل باللهجة العامية التي تختلف بين البيئات الثقافية"(‪)9‬؛ ذلك أنه‬
‫"كلما تعقدت الروابط االجتماعية تفرعت اللغة إلى مجموعة من اللغات الخاصة"(‪ ،)10‬ويرى‬
‫يوهان فك أن النشاط التجاري لمصر في القرنين الثامن والتاسع الهجريين "قد هيأ األسباب‬
‫الضرورية لنشاط الحياة العقلية‪ ،‬وساعد على إنشاء نهضة أدبية في مصر وسوريا تميزت ـ من‬
‫الوجهة اللغوية ـ بظهور التعبيرات المحلية المصرية"(‪.)11‬‬
‫كما أن المثل ذو طابع توجيهي ـ وليس تعليميًا ـ أو هو تعليمي غير مقصود؛ ألنه يخرج‬
‫بشكل عفوي نتيجة انفعال بالتجربة التي مر بها الفرد‪ ،‬ومن هنا قد تخرج خالصة الحكم انفعالية‪،‬‬
‫قد تكون صائبة إيجابية وقد تكون خاطئة سلبية‪ ،‬وهذا سبب آخر للتناقض في بعض األمثال‪ ،‬ومما‬
‫يدلل على ذلك أيضًا تشابه بعض األمثال بين األمم المختلفة بعامل الهجرة أو الرحلة أو الترجمة‬
‫أو االحتكاك الثقافي؛ وذلك ألن التجارب اإلنسانية واحدة‪ ،‬مع اختالف الظروف والبيئات‬
‫والعصور‪ ،‬وانفعال الفرد بها‪ ،‬وردود أفعاله‪.‬‬
‫و" تلك هي حال المثل الفرنسي الذي يقول‪ :‬مهما ذهبت الجرة إلى الماء فنهايتها أن تتكسر‬
‫‪Tantva la cruche a la, eauqu, a la finelle se casse‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 36‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫الذي يعادل المثل اإلنجليزي‪ :‬ما كل مرة تعود الجرة سالمة من البئر‬
‫‪،)12(" Not every time does the pitcher come home safe from the well.‬‬
‫وهو نفسه المثل المصري القائل‪ " :‬موش كل مرة تسلم الجرة"(‪.)13‬‬
‫وللمثل دور مهم في المجتمع؛ ألنه تعبير عن الضمير الشعبي والرؤى الشعبية المختلفة تجاه‬
‫المواقف والتجارب واألخالق‪ ،‬فهو تعبير عن "خلد القطاع االجتماعي الغفير بما يعتريه من‬
‫مؤشرات اجتماعية أو هزات سياسية أو طبقية"(‪.)14‬‬
‫لألمثال دور مهم أيضًا في " تأكيد بعض القيم وانتقالها من جيل إلى جيل‪ ،‬بل يرى البعض‬
‫أنها تكشف عن بعض السمات النفسية عند الشعب؛ ألنها مصدر مهم لمعرفة األخالق والقيم التي‬
‫تسود مجتمعًا ما "(‪.)15‬‬
‫من خالل األمثال يمكن أيضًا أن نفهم "مبلغ إدراك األمة لألشياء‪ ،‬وما تثيره في أنفسهم من‬
‫معان‪ ،‬ومبلغ ذوقهم في التشبيه‪ ،‬واقتدارهم على انتزاع وجه الشبه بين المشبه والمشبه به‪ ،‬كما‬
‫أنها تدل على ما يستحسنه الشعب‪ ،‬وما يستقبحه أو على األقل ما تستحسنه الطبقة التي نبع فيها‬
‫المثل‪ ،‬وما تستقبحه‪ ،‬فيستطيع الباحث في أمثال أمة أن يعرف منها مقدار تقديرها لألخالق من‬
‫كرم وبخل واقتصاد وإسراف وخيانة وأمانة وغدر ووفاء وحرية وعبودية‪ ،‬كما يستطيع أن‬
‫يعرف منها مقدار تدينها وعدم تدينها‪ ،‬وما هي الروابط التي بين الشخص وبين أسرته‪ ،‬وبينه‬
‫وبين أصدقائه‪ ،‬وبينه وبين أمته‪ ...‬إلخ‪ ،‬فإذا جمعنا ـ ً‬
‫مثال ـ األمثال المصرية التي قيلت في المرأة‬
‫أمكننا أن نعرف منها نظرتهم إلى المرأة‪ ،‬وإذا جمعنا األمثال التي قيلت في الحاكم أمكننا أن‬
‫نعرف نظرتهم إلى الحاكم‪ ،‬وإذا جمعنا األمثال المالية أمكننا أن نعرف منها نظرتهم االقتصادية‪،‬‬
‫وهكذا"(‪.)16‬‬
‫واألمثال بذلك "تعكس الحياة االجتماعية والعقلية والسياسية والدينية في مرحلة من مراحل‬
‫الزمن عبر تلمس المفردات المتصلة بعالقة اإلنسان بذاته وبما حوله"(‪.)17‬‬
‫واألمثال صوت معبِّر وفقًا للموقف‪ ،‬ووفقًا للزمان وللمكان وللمكونات الثقافية والرؤى‬
‫الفردية أو الجمعية في كل بيئة‪.‬‬
‫من هنا نجد أن العامل الثقافي له دور فعال في صياغة المثل وانطالقه على ألسنة العوام؛‬
‫حيث إنه "يتحدث عن مشاكل اإلنسان وتناقضات الحياة التي تنعكس على أفعاله خيرها وشرها‪،‬‬
‫على أن المثل وهو يتحدث عن ذلك يقوم بعملية الرصد والتسجيل والنقد والتعرية "(‪ ،)18‬فيُ َعد‬
‫المثل بذلك عامل تفريغ وتنفيس لمكونات الضمير اإلنساني في المجتمع المصري‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬المرأة في المثل الشعبي المصري‪:‬‬
‫شغلت المرأة حي ًزا ليس بالقليل بالنسبة إلى الموضوعات المتعددة التي تناولتها األمثال‬
‫الشعبية في مصر‪ ،‬بوصفها جز ًءا مه ًما من المجتمع‪ ،‬فالمرأة هي الجدة واألم والفتاة والزوجة‬
‫واالبنة واألخت والخالة والعمة باإلضافة إلى العالقات االجتماعية‪ ،‬كالصداقة والجوار والعداء‬
‫والتنافس وغيرها‪.‬‬
‫ومن تضافر هذا العنصر اإلنساني (المرأة) الذي هو جزء من المجتمع ـ والعناصر الثقافية‬
‫المكونة لهذا المجتمع ـ يظهر المثل معبِّرًا عن رؤية هذا المجتمع ألحد عناصره‪ ،‬وهو المرأة‪.‬‬

‫أ‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫وال يُنكَر دور المرأة في المجتمع على مر العصور في األسرة وتربية األبناء‪ ،‬أو في‬
‫المجاالت األخرى كالسياسة والقيادة‪ ،‬واآلداب والعلوم‪.‬‬
‫إن رؤية المجتمع للمرأة موضوع قديم حديث‪ ،‬سيدوم الجدل فيه ما دامت البشرية باختالف‬
‫رؤاها العقلية والفكرية والثقافية والنوعية‪ ،‬فإذا كان األفراد قد يختلفون ـ أحيانًا ـ في بعض‬
‫الثوابت‪ ،‬كالحق أو العدل أو قيمة الحياة أو نهاية البشرية‪ ،‬فما بالنا بما هو مختَلَف فيه بالفعل‪:‬‬
‫الرجل والمرأة أو الذكر واألنثي‪ ،‬وغالبًا مايميل العقل إلى المقارنة والمفاضلة والتمييز ال‬
‫المواءمة والتوفيق‪ ،‬وكأن المختلفَيْن يجب أن يكونا ـ دائ ًما ـ على طرفي نقيض‪.‬‬
‫إن المجتمع العربي توارث فكر العصر الجاهلي ونظرته الدونية السائدة إلى المرأة ـ في‬
‫ذلك الوقت ـ كما توارثها الغرب من المدينة الفاضلة ألفالطون ومن بعض المفكرين‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫راسل‪ ،‬والقديس توماس‪ ،‬الذي يرى أن المرأة "رجل ناقص وكائن عرضي"(‪ ،)19‬وميشيل رينيه‬
‫الذي يقول‪" :‬المرأة كائن نسبي"(‪ ،)20‬وهي النظرة العربية نفسها‪ ،‬التي ترى أن المرأة ُخلِقَت من‬
‫ضلع أع وج‪ ،‬بمعنى يحمل النقص والخلل في شخصيتها‪ ،‬في حين أن "اعوجاج الضلع ال يعني‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫عيبًا ِخلقيّا أو خلقيّا‪ ،‬ولم يستخدمه الحديث إال بغرض عقد مشابهة بين من يقسو على النساء‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫بغرض اإلصالح ومن يحاول إقامة الضلع بالقوة"(‪ ،)21‬فقد جاء في الحديث الشريف‪ ،‬عن‬
‫الضلَع‬
‫ِ‬ ‫ضلَعٍ‪ ،‬وإن أعوج شيء في‬ ‫الرسول (ص)‪":‬استوصوا بالنساء‪ ،‬فإن المرأة ُخلِقَت من ِ‬
‫أعاله‪ ،‬فإن ذهبت تقيمه كسرته‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج‪ ،‬فاستوصوا بالنساء"(‪ ،)22‬وقد أشار‬
‫القرآن الكريم إلى هذه النظرة‪ ،‬وأت َّمها في قوله تعالى‪" :‬وإذا بُ ِّشر أحدهم باألنثى ظل وجهه مسو ًّدا‬
‫وهو كظيم ‪ ،‬يتوارى من القوم من سوء ما بُ ِّشر به‪ ،‬أيمسكه على هون أم يدسه في التراب‪ ،‬أال ساء‬
‫ما يحكمون "( النحل‪ ،‬اآلية ‪ 58‬ـ ‪)59‬؛ للنهي عن هذه النظرة اآلثمة إلى المرأة‪.‬‬
‫غير أن هذه النظرة الدونية تخترق كل الشرائع والقوانين؛ لترسخ في القلوب والعقول‪،‬‬
‫وتتوارثها األجيال في المجتمع العربي بعامة‪ ،‬فتقولب المرأة في أطر ثابتة تنحصر في الزواج‬
‫واإلنجاب والسطحية‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫وقد تسربت مالمح هذه النظرة السلبية‪ ،‬وهذه القولبة إلى األمثال الشعبية في مصر‪ ،‬وكأنها‬
‫أصبحت (موتيفًا) قائ ًما بذاته " تكمن وراءه مقدرة فائقة على التلميح لشيء سابق‪ ،‬ولشيء‬
‫الحق"(‪ ،)23‬تتكرر مع اختالف مالبسات كل موقف‪ ،‬في مثل‪:‬‬
‫ـ إن ماتت أختك انستر عرضك‪.‬‬
‫ـ بطن جاب ال ِبنَيَّة اضربوه بالعصية‪.‬‬
‫ـ بطن جاب الولداني اطعموه لحم ضاني‪.‬‬
‫ـ بيت البنات خراب‪.‬‬
‫ـ حرمة من غير راجل زي الطربوش من غير زر‪.‬‬
‫وأصبحت النغمة السائدة أن "المجتمع المصري مجتمع ذكوري‪ ،‬شأنه في ذلك شأن‬
‫المجتمعات التقليدية‪ ،‬ذكر مهيمن وأنثى خاضعة‪ ،‬ذكر يقول‪ ،‬وأنثى تستمع‪ ،‬ذكر يقرر وأنثى تنفذ‪،‬‬
‫ذكر يشارك وأنثى تتفرج‪ ،‬ذكر فاعل وأنثى خاملة‪ ،‬صورة كئيبة ولكنها هي الواقع؛ ولذلك فالرأي‬
‫في هذا السياق رأي الذكر في نفسه‪ ،‬ورأيه في الطرف اآلخر األنثى التي وضعها هو في قالب‬
‫يرتضيه ثم ينتقده"(‪.)24‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 38‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫لقد ترسخت هذه النظرة في ضمير اإلنسان المصري بعدة عوامل‪ :‬منها العوامل الجاهلية‬
‫القبلية المتوارثة‪ ،‬التي كانت تئد البنات‪ ،‬فجاء اإلسالم ليحرمها‪ ،‬ويؤ ِّثمها‪ ،‬ومنها العوامل الدينية‬
‫التي اعتمدت علي نزع بعض النصوص من سياقاتها؛ لتوظف في سياقات أخرى تتفق والرؤية‬
‫المراد ترسيخها عن المرأة التي تتفق بدورها مع الرؤية القديمة المتوارثة‪ ،‬ومنها العوامل‬
‫الطبيعية التي تجعل ـ بالطبع ـ فروقًا في النوع بين الذكر واألنثي في الشكل وفي الجوانب الفكرية‬
‫والوجدانية‪ ،‬وهي فروق طبيعية؛ ذلك أن هناك فروقًا بين كل المخلوقات‪ ،‬حتى المخلوقات التي‬
‫من جنس واحد‪ ،‬فهناك فروق بين الرجال أنفسهم‪ ،‬وبين النساء أنفسهن‪ ،‬وبين الحيوانات‬
‫والحشرات والنباتات والزهور‪ ،‬ويصل األمر إلى وجود فروق بين التوائم؛ بل إن الفروق‬
‫موجودة حتى في بصمات األصابع‪ ،‬وهذا جميعه أمر طبيعي‪ ،‬غير أن ما ال يتوافق مع الطبيعة‬
‫هو التفرقة بالتمييز أوالتجنيب والتحقير؛ الختالف الشكل أو اللون أو الطباع أو حتى درجة‬
‫الذكاء‪ ،‬فلك ٍّل قدراته؛ ذلك أن األصل في استمرار الحياة أن يكون االختالف اختالفًا إيجابيًا‪ ،‬ذلك‬
‫االختالف الذي يؤدي إلى االئتالف والتواؤم والتكامل‪ ،‬ال الصراع والتنافر‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬يا أيها‬
‫الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ‪ ،‬وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم‪ ،‬إن‬
‫هللا عليم خبير"(الحجرات‪ ،‬اآلية ‪.)13‬‬
‫ً‬
‫إن لكلٍّ من الرجل والمرأة دورًا فعاال في المجتمع‪ ،‬حتى مع اختالفه الذي يجب أال يقلل من‬
‫رجال أم امرأة ـ فهي واحدة‪ ،‬بل إن هذه الفروق يمكن‬ ‫ً‬ ‫قيمته‪ ،‬أما قدرات اإلنسان ـ سواء أكان‬
‫تنميتها أو تكييفها وفقًا للتغيرات التي تطرأ على اإلنسان‪ ،‬وإال لما استطاعت امرأة أن تربي‬
‫يقزم دور أحدهما‬ ‫مثال‪ ،‬المشكلة إذن تكمن في التشكيل الثقافي الذي ِّ‬ ‫أوالدها بعد وفاة زوجها ً‬
‫ويهمشه‪ ،‬ويعظِّم دور اآلخر ويفخمه‪.‬‬
‫إن هذا التشكيل أو التصنيف االجتماعي والثقافي الذي يتحكم فيه النوع االجتماعي‪ ،‬أو‬
‫الجندر (‪ ،)gender‬والجندر "مركب ثقافي ـ اجتماعي يظلل عملية التنشئة االجتماعية في كل‬
‫مراحلها ‪ ،‬ويحكم أوجه تجلياتها‪ ،‬وأننا نولد في نظامه السابق لوجودنا‪ ،‬فيعرض علينا الخضوع‬
‫لترتيباته وتراتباته ‪ ...‬إن الجندر هو ما نصنعه نحن أنفسنا‪ ،‬وذلك ألننا نقوم على الدوام‪ ،‬بخلق‬
‫وإعادة خلق هوياتنا الجندرية في سياق تفاعالتنا مع اآلخرين‪ ،‬وفي إطار المؤسسات االجتماعية‬
‫التي تض َّمنا"(‪ ،)25‬وهذا مايؤكد رؤية معظم علماء االجتماع الذين ينظرون إلى تمايزات النوع‬
‫على أنها ذات نشأة اجتماعية أكثر من النشأة البيولوجية"(‪.)26‬‬
‫هذا أيضًا ما تشير إليه بعض الدراسات التي ترى أن "العقل النسوي ال نولد به‪ ،‬بل يتشكل‬
‫من خالل عملية التنشئة االجتماعية التي تتولى مهامها األسرة"(‪ ،)27‬فإذا وضعنا في االعتبار أن‬
‫األسرة لبنة في بناء المجتمع فإن المجتمع بمكوناته االجتماعية والثقافية واالقتصادية والسياسية‬
‫والدينية له دور في تكوين طبقات العقل وثوابته الفكرية والثقافية‪" ،‬ووفقًا لتلك الرؤية‪ ،‬فإن العقل‬
‫النسوي هو أيضًا ليس معطى جاه ًزا‪ ،‬وإنما هو نتاج للتفاعل بين طرفي معادلة الجندر‪ ،‬بمعنى‬
‫آخر العقل النسوي هو معطى نفسي اجتماعي ثقافي‪ ،‬وناتج عن تصادم أو تقاطعات النسوي مع‬
‫الذكوري"(‪.)28‬‬
‫انتقلت هذه النظرة من مجرد رأي ورؤية إلى ضمير اإلنسان المصري‪ ،‬وذابت في نسيج‬
‫فكره حتى أن الفرد أصبح يتعامل على أساسها دون وعي منه‪.‬‬

‫أ‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫يقول جابر عصفور في رده على باحثة سعودية سألته عن سبب عدم تناوله ـ ضمن دراساته‬
‫عن السيرة ـ سيرة ذاتية ألي كاتبة ‪ ،‬واقتصر فقط على نماذج من سير الرجال‪ ..." :‬واستغربت‬
‫هذا الموقف الذي لم أتعمده بالقطع‪ ،‬ولكني انتهيت إليه دون أن أشعر‪ ،‬محكو ًما بعوامل كامنة في‬
‫ال شعوري الثقافي وتكويني الال واعي ‪ ...‬ويبدو أن األمر يطَّرد في كل مجال‪ ،‬مؤكدًا أن‬
‫طويال‪ ،‬وتنظر إليها نظرة دونية لم تنعدم في كثير‬ ‫ً‬ ‫المجتمعات اإلنسانية ظلت تحجر على المرأة‬
‫قائال‪" :‬وبما أن الثقافة المهيمنة التي تشكل وعينا هي ثقافة‬ ‫من المجتمعات"(‪ ،)29‬ويضيف ً‬
‫ذكورية بالدرجة األولى‪ ،‬ثقافة تضع المرأة في المرتبة األدنى في كل أحوالها‪ ،‬وعلى كل‬
‫مستوياتها‪ ،‬فإن هذه الثقافة تسم ذاكرتنا بسمتها خصوصًا بما تتركه في الذاكرة من آليات تدفعنا‬
‫على نحو شعوري إلى استرجاع كل ما هو نسائي والسكوت عنه؛ ألنه أدنى مكانة‪ ،‬وأقل قيمة‪...‬‬
‫لم أضع ذاكرتي موضع المساءلة أثناء فعل الكتابة‪ ،‬فقد مارست هذه الذاكرة هيمنتها الذكورية‪،‬‬
‫وأعلنت تحيزاتها الالشعورية لجنس الرجال‪ ،‬وسكتت عن ذكر النساء‪ ،‬بوصفهن األدنى واألقل‬
‫قيمة"(‪.)30‬‬
‫ثالثاا‪ :‬المثل الشعبي واألنساق الثقافية‪:‬‬
‫يُعد المثل الشعبي ترجمة للمخزون الثقافي من عادات وتقاليد ومعتقدات اجتماعية‪ ،‬راسخة‬
‫في ضمير اإلنسان في بيئة معينة‪ ،‬وهي راسخة في ضمير اإلنسان بوصفها مضمرًا يُعبَّر عنه‬
‫بأشكال شتى شعرية ونثرية‪ ،‬ومن هذه األشكال‪ :‬المثل الشعبي الذي يُ َع ّد أكثر األشكال األدبية قربًا‬
‫من الضمير الشعبي؛ ألنه ال يُنتَج للخاصة فقط؛ وألنه مرتبط أشد االرتباط بالحياة اليومية ألفراد‬
‫الشعب‪ ،‬وسلوكياتهم على مدار اليوم والساعة‪ ،‬فهو نتاج حيوي غير منفصل عن الواقع‪ ،‬وصورة‬
‫ردفعلية للفعل أو للموقف المعاش‪.‬‬
‫غير أننا نالحظ أن هذه الصورة الردفعلية ال تكون ـ في كثير من األحيان ـ متطابقة مع‬
‫الغرض المراد تصديره عن طريق المثل‪ ،‬وبالتالي فإننا نستطيع استكناه ما للمثل من داللة نسقية‬
‫تتعدى "الداللة النصية‪ :‬داللة صريحة وداللة ضمنية"(‪) 31‬؛ ذلك أن هذا "المضمر الداللي‬
‫يتناقض مع معطيات الخطاب"(‪ ،)32‬ومن هنا تُبنَى الداللة النسقية على تقويض المألوف والمتفق‬
‫عليه؛ لتحل محله‪ ،‬وتصبح "أعرافًا متَّفَقًا عليها"(‪.)33‬‬
‫النسق والنسق المضاد‪:‬‬
‫تعتمد األمثال على المقارنة بين الرجل والمرأة أو الذكر واألنثى‪ ،‬مقارنة ال تستند إلى أية‬
‫معايير منطقية أو غير منطقية‪ ،‬والرجحان دائ ًما لكفة الرجل‪:‬‬
‫ـ الولد لو قد المفتاح يعمل الدار مصباح‪ ،‬والبنت لو قد المخدة تنزل زي اله َّدة‪.‬‬
‫ـ أم البنت مسنودة بخيط‪ ،‬وأم الولد مسنودة بحيط‪.‬‬
‫ـ النسوان مصايد‪ ،‬والرجال تقع فيها‪.‬‬
‫ـ إن مات أخوك انكسر ضهرك‪ ،‬وإن ماتت أختك انستر عرضك‪.‬‬
‫ـ جري الرجالة زي بحر النيل‪ ،‬وجري ال َو َالية زي نَ ْقط الزير‪.‬‬
‫ـ لما قالوا ده ولد اتشد ضهري واتسند‪ ،‬وا َّما قالوا دي ْبنَيَّة انهَدِّت الحيطة عل َّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ـ جدار البنت على ال ُم ْعيَن‪ ،‬وجدار الولد عايم‪.‬‬
‫ـ ابن االبن ابن الحبيب‪ ،‬وابن البنت ابن الغريب‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 40‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫ـ دلَّع بنتك تعرك‪ ،‬دلَّع ابنك يعزك‪.‬‬


‫ـ يامخلفة البنات يا شايلة الهم للممات‪.‬‬
‫ـ أم البنات ِحبْلة للممات (أي ستظل تحمل حتى تلد ولدًا)‪.‬‬
‫تعتمد المقارنة على إعالء النسق الذكوري في مقارنة تتسم بتغييب الذهن عن حقيقة تنسف‬
‫قضية الوجود الذكري من جذورها‪ ،‬وهي أنه لكي يكون هناك رجل البد من وجود امرأة تلده‪،‬‬
‫الرجل مولود المرأة‪.‬‬
‫إن هذه األمثال تقارن بين تلقي المجتمع ـ ومنه المرأة نفسها ـ للمولود الذكر‪ ،‬وتلقي المجتمع‬
‫ـ ومنه المرأة نفسها ـ للمولود األنثي‪.‬‬
‫تقارن األمثال ـ أيضًا ـ بين قيمة دور الرجل وقيمة دور المرأة بقياس خاطئ؛ ألن المقارنة‬
‫بُنِ َيت على االختالف ال االئتالف‪ ،‬على الرغم من أن بعض العلماء يرون أن "كل إنسان يحمل‬
‫امرأة بداخله"(‪ ،)34‬حيث يرى أتباع يانج أن "العنصر األنثوي عادة ما يتأثر إن لم يتكون على‬
‫يد أم الرجل ‪ ...‬ويعمل العنصر الذكري في النساء بنفس الطريقة التي يعمل بها العنصر األنثوي‬
‫في الرجل‪ ،‬ويتكون العنصر الذكري على يد والد الفتاة ‪ ...‬ووفقًا ألتباع يانج فإن عنصر الذكورة‬
‫هو الصورة الجماعية الموروثة للمرأة الموجودة"(‪.)35‬‬
‫إذا ألقينا نظرة متأنية على األمثال الشعبية المصرية‪ ،‬وجدناها تسير في اتجاهات متعددة‪،‬‬
‫ويلتقي جميعها تحت مظلة واحدة هي إعالء النسق الذكوري‪ ،‬ويمكن حصرهذه االتجاهات في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ النسق األنثوي‪:‬‬
‫ذلك النسق الذي يقولب المرأة في قالب بعينه يحصر دورها ويقصره ـ بوصفها أنثى ـ على‬
‫ً‬
‫رجاال‬ ‫جمالها وأنوثتها والمعايير الجمالية التي يرتضيها الرجل ـ ومن خلفه المجتمع بأسره‪:‬‬
‫ونسا ًء ـ "والذوق الشعبي يهوى الجمال في المرأة‪ ،‬وهو يحفل بالجمال الحسي"(‪ ،)36‬ومن‬
‫مقاييس الجمال التي تختلف ـ بالطبع ـ من شخص إلى آخر‪ :‬أن تكون المرأة بيضاء‪ ،‬هيفاء‪ ،‬طويلة‬
‫القامة‪ ،‬ناعمة البشرة‪ ،‬ممتلئة‪ ،‬ذات شعر طويل‪ ،‬واسعة العينين ‪ ...‬إلخ؛ وذلك لتسعد زوجها‬
‫ولتنجب أبنا ًء يرثون عنها جمالها‪ ،‬فتقول األمثال الشعبية‪:‬‬
‫ـ اللي ما يغلِّيها جلدها‪ ،‬ما يغلِّيها ِولدها‪.‬‬
‫ـ إن عشقت اعشق قمر‪ ،‬وان سرقت اسرق جمل‪.‬‬
‫ـ اعشق غزال‪ ،‬وإال فُضَّها‪.‬‬
‫ـ الوحشة في بيت أبوها تترد‪.‬‬
‫ـ خد الجميل واقعد قباله‪ ،‬وان ُجعْت شاهد جماله‪.‬‬
‫ضبّ (بروز األسنان)‪ ،‬وهللا البياض عند الرجال يتحب‪.‬‬ ‫ـ ياريتني بيضة ولي َ‬
‫ـ ياريتني بيضة ولي عرقوب‪ ،‬وهللا البياض عند الرجال مرغوب‪.‬‬
‫ـ ياواخد البيضة يا مقضي الزمان فرحان‪ ،‬ضيعت مالك على جوهر وعود ريحان‪.‬‬
‫ـ يا واخد السود يا مقضي الزمان حزين‪ ،‬ضيعت مالك في ُخنفُس وجالوص طين‪.‬‬
‫ـ الطول هيبة ولو كان على خيبة‪.‬‬
‫ـ الطول عل الحور‪ ،‬والتخن ع الجميز‪.‬‬

‫أ‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫ـ الطويلة تقضي حاجتها‪ ،‬والقصيرة تنده جارتها‪.‬‬


‫ـ الراجل زي الجزار ما يحبش إال السمينة‪.‬‬
‫ـ عيز تخطب ُخد رفيعة الوسط‪.‬‬
‫ـ زينة البنت شعرها‪.‬‬
‫ـ الحلوة تجيب الزين والشين (القبيح)‪.‬‬
‫ـ اللي بِ ُّده ال ِمالح يبيع السالح‪.‬‬
‫يُالحظ أن هذا النسق يهدف إلى ترسيخ نظرة الرجل إلى المرأة نظرة أنثوية الغرض منها‬
‫المتعة‪ ،‬وال يكمن لب المشكلة هنا في أن تكون المرأة مصدر متعة للرجل؛ ألن كليهما مصدر‬
‫متعة لآلخر‪ ،‬ولكن المشكلة في حصر وظيفة المرأة وأهميتها في هذا القالب فقط‪.‬‬
‫غير أن النسق الذي تصدِّره األمثال الشعبية عن المرأة يقابله نسق مضاد‪ ،‬يجعل من الرجل‬
‫نموذجًا ضعيفًا أمام جمال المرأة‪ ،‬وهذا ما يجعل المرأة تشعر بقوتها وبوجودها‪ ،‬فتُ َعد هذه النقطة‬
‫ضع بها المرأة الرجل‪ ،‬فهي تتزين‪ ،‬وتتجمل‪ ،‬لتراه خاضعًا أمام جمالها وفتنتها‪،‬‬ ‫نقطة ضعف‪ ،‬تُخ ِ‬
‫فيصبح أسيرًا لها ولجمالها‪ ،‬وبالتالي تضمن أن يكون سندًا ضد تهميش المجتمع لها‪.‬‬
‫لقد جعل المثل معايير الجمال التي يضعها الرجل للمرأة سالحًا ضده‪ ،‬يعلِّي به قيمة المرأة‬
‫التي تتوافر فيها هذه المعايير‪ ،‬غير أنها لن تنال قيمتها‪ ،‬وأهميتها إال من خالل خاتم الجودة الذي‬
‫يقر به الرجل صالحيتها للوجود من خالله هو‪ ،‬وبذلك يرسِّخ المثل للرجل ودوره في إثبات وجود‬
‫المرأة وأهميتها بوجوده‪ ،‬ال بذاتها‪.‬‬
‫‪2‬ـ النسق النفعي‪:‬‬
‫وهو المنظور الذي يقولب المرأة في قالب المهام والدور الذي يجب أن تؤديه في الحياة‪،‬‬
‫ويعتمد على استغالل المرأة ولهذا النسق محوران‪:‬‬
‫األول‪ :‬األعمال المنزلية‪:‬‬
‫ـ الشاطرة تغزل برجل حمار‪.‬‬
‫ـ الشاطرة تقضي حاجتها‪ ،‬والخايبة تنده جارتها‪.‬‬
‫ـ الشاطرة تقول للفرن قود من غير وقود‪.‬‬
‫ـ العرس يبان من لَ ِّم ال ِجلَّة (الجِّلَّة‪ :‬أقراص من روث الحيوان‪ ،‬تُ َجفف وتُستَخدم وقودًا)‪.‬‬
‫ـ ال َم َرة الطهاية تكفي الفرح بوزة‪.‬‬
‫ـ ال َم َرة المفرَّطة عليها قطة مسلَّطة‪.‬‬
‫ـ ال َم َرة لو طلعت المريخ آخرتها الطبيخ‪.‬‬
‫ـ اطبخي يا جارية كلف يا سيدي‪.‬‬
‫ـ العيش مخبوز والمية في الكوز‪.‬‬
‫شوار هوجهاز العروس)‪.‬‬ ‫ـ الموفَّرة غلبت الم َّ‬
‫شوَّرة (ال َّ‬
‫وتع ِّزز األمثال هنا دور المرأة بوصفها ماهرة في األعمال المنزلية دون غيرها‪ ،‬وأن هذه‬
‫األعمال هي فقط مقياس مهارتها‪ ،‬بل إنها إذا وصلت إلى أعلى المراتب‪ ،‬وحققت إنجازات علمية‪،‬‬
‫فإن المقياس ـ فقط ـ هو العمل المنزلي‪:‬‬
‫ـ ال َم َرة لو طلعت المريخ آخرتها الطبيخ‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 42‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫وهو نسق نفعي‪ ،‬يعتمد على تعزيز المرأة عن طريق اللعب على وتر تمجيدها‪ ،‬واإلعالء‬
‫من شأنها في هذا المجال؛ ليرسخ في ضمير المرأة محدودية دورها‪ ،‬واقتصاره على هذا المجال‬
‫فقط‪ ،‬فتسعد ـ دون وعي منها بتقزيم دورها ـ بأنها‪ :‬طهاية‪ ،‬وأنها ماهرة في تدبير أمور منزلها‪،‬‬
‫وأنها قادرة على الغزل ولو برجل حمار‪ ،‬إنه مدح في مضمونه الذم‪ ،‬وإعالء في مضمونه‬
‫التحجيم واالستغالل‪.‬‬
‫إن هذه الوتيرة هي االتجاه نفسه الذي "يسير نحو إسباغ عدد من السمات االقتصادية‬
‫اإليجابية على العقل النسوي من قبيل‪ :‬النساء أكثر حكمة في ترشيد النفقات واالدخار‪ .‬تبدع المرأة‬
‫عادة في األعمال التي تحتاج إلى تفكير‪ .‬المرأة ناجحة في إدارة المشروعات‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني‪ ،‬فينحو نحو تأكيد مكانة الدور االقتصادي المرتفع للمرأة داخل األسرة‬
‫والمجتمع‪ ،‬من قبيل‪ :‬مسئولية إعالة األسرة تقع على عاتق الرجل والمرأة‪ .‬يجب أن تشارك المرأة‬
‫الرجل في إدارة األمور االقتصادية داخل المنزل‪ .‬من واجب المرأة أن تشارك في نفقات المنزل‪.‬‬
‫خروج المرأة للعمل أجدى لها من البقاء في البيت"(‪.)37‬‬
‫على الرغم من إدراك قيمة المرأة‪ ،‬وأهمية المكانة االقتصادية لها "فإن ثمة استمرارية‬
‫لبعض األفكار التي تعكس المكانة المتدنية للمرأة في إطار الفكر األبوي المسيطر‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫يمكن أن نفهم تلك اإليجابية من منطلق الحاجة‪ ،‬فحاجة األسرة للمرأة هي التي دفعت بالعقل‬
‫الذكو ري نحو التنازل واالعتراف بدورها‪ ،‬ومن ثم التأكيد على أهمية هذا الدور وقيمته‬
‫االقتصادية "(‪.)38‬‬
‫ولذلك‪ ،‬فالنساء الالتي انسقن وراء هذا النسق و"كافحن لشق طريقهن في العمل في المجال‬
‫كن يشعرن بالمرارة؛ ألن المساواة الالتي يرغبن فيها لم‬ ‫العام للتوفيق بين البيت والعمل والعائلة َّ‬
‫تتحقق"(‪.)39‬‬
‫يُضاف إلى هذا النسق استغالل نقاط ضعف المرأة التي تجعل منها أسيرة ذليلة للرجل‪،‬‬
‫فالرجل يعلم جيدًا أن المرأة تخشى الطالق واالبتعاد عن سلطة الزوج؛ ألن ذلك سيعيدها إلى‬
‫سلطة أكثر قسوة هي سلطة األب واألهل‪ ،‬الذين سعدوا بخالصهم منها‪ ،‬ومن هنا نراها تقول في‬
‫أمثالها‪:‬‬
‫ـ نار جوزي وال جنة أبويا‪.‬‬
‫ـ جيت بيت أبويا أرتاح‪ ،‬قفلوا في ِو ِّشي وتوهوا المفتاح‪.‬‬
‫ي بيت األهلية‪ ،‬أحسن يقولوا العاوزة جاية‪.‬‬ ‫ـ يحرم عل َّ‬
‫ـ أحب ابن عمي ولو يسفك دمي‪.‬‬
‫ـ أقول لها انت طالق‪ ،‬تقول قوم بنا ننام‪.‬‬
‫ـ اسم الجوز وال طعم الترمل‪.‬‬
‫ضل حيط‪.‬‬ ‫ضل راجل‪ ،‬وال ِ‬ ‫ـ ِ‬
‫وهي تخشى الطالق ـ أيضًا ـ خوفًا على أوالدها‪ ،‬أو من نظرة المجتمع إليها‪ ،‬التي تحملها‬
‫مسئولية فشل الحياة الزوجية‪ ،‬وخراب البيت‪ ،‬وتشتت األسرة‪ ،‬وبالتالي يجب أن تحتمل وتصبر؛‬
‫ألن األصيلة والصبورة هي التي تحافظ على بيتها‪ ،‬وعلى أسرتها‪:‬‬
‫ـ األم تعشش‪ ،‬واألب يطفِّش‪.‬‬

‫أ‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫ـ حرة صبرت ع َّمرت في بيتها‪.‬‬


‫ـ األصيلة تبات مع جوزها على الحصيرة‪.‬‬
‫هي إذن مضطرة إلى إرضاء الزوج بكل الطرق؛ تالفيًا للطالق‪ ،‬بل مضطرة إلى إرضاء‬
‫حماتها أيضًا‪ ،‬حتى لوكانت مصدر قهر لها‪:‬‬
‫ـ المية والنار‪ ،‬وال حماتي في الدار‪.‬‬
‫ـ مكسور ما تاكلي‪ ،‬صحيح ما تكسري‪ ،‬وكلي يا مرات ابني ل َّما تشبعي‪.‬‬
‫ضد أنه ال مجال لالعتراف بوجود المرأة إال من خالل الرجل‪ ،‬وكأنها يجب أن‬ ‫وهذا ما يع ِّ‬
‫تكون "حاملة للثقافة الذكورية"(‪ ،)40‬حتى يُعتَ َرف بها‪.‬‬
‫ـ اللى يقول لمراته يا هانم‪ ،‬يقابلوها ع الساللم‪.‬‬
‫ـ اللي يقول لمراته يا عورة‪ ،‬الناس تلعب بها الكورة‪.‬‬
‫ـ اللي جوزها يحبها‪ ،‬الشمس تطلع لها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬اإلنجاب‪:‬‬
‫مهمة اإلنجاب مهمة رئيسة ومطلوب من المرأة إنجازها‪ ،‬ويعتمد النسق فيها على نقطة‬
‫ضعف المرأة وغريزة األمومة‪ ،‬وحب اإلنجاب لديها؛ حيث تلتقي أغراض هذه األمثال ورغبة‬
‫المرأة في اإلنجاب؛ ذلك أنه جانب من جوانب تحقيق ذاتها ووجودها وأنوثتها‪.‬‬
‫غير أن النسق المضاد هو أيضًا حصر دورها في اإلنجاب‪ ،‬وكونها ال جدوى لها إال‬
‫باإلنجاب‪ ،‬وال يثبت بقاؤها في بيت زوجها إال عندما تنجب‪ ،‬مع تجاهل أن رغبة الرجل في‬
‫اإلنجاب أقوى من رغبة المرأة؛ ألن اإلنجاب ـ على المستويين النفسي واالجتماعي ـ يقع موقع‬
‫الوجود والخلود واالمتداد‪ ،‬وإثبات الرجولة والفحولة أمام نفسه‪ ،‬وأمام زوجته‪ ،‬وأمام مجتمعه؛‬
‫ولذلك إذا لم يتحقق اإلنجاب مع زوجته‪ ،‬فغالبًا ما يلقي ب َت ِب َعة ذلك على عاتق الزوجة‪ ،‬حتى لو لم‬
‫تكن سببًا فيه‪ ،‬فيلجأ إلى الزواج من ثانية وثالثة‪ ،‬واألمر نفسه في حالة إنجابها إناثًا فقط‪:‬‬
‫ـ الست ما ِمنَّهاش‪ ،‬زادها الطلق والنفاس‪.‬‬
‫ـ ربنا يبعت للعويلة ولد تقعد جنبه وتنسند‪.‬‬
‫ـ أم القَعود في البيت تعود‪( .‬القَعود‪ :‬صغير اإلبل)‬
‫ـ حطِّت ِعجلها‪ ،‬ومدت ِرجلها‪.‬‬
‫‪3‬ـ النسق التحقيري‪:‬‬
‫يعتمد هذا المنظور على إعالء النقيض وهو الرجل‪ ،‬وتحقير المرأة‪ ،‬وتشييئها إلى الحد الذي‬
‫تُقَيَّم فيه المرأة بوصفها سلعة أو بضاعة‪ ،‬وتعامل وفق رواجها أو بوارها‪ ،‬وتُ َرد إلى بائعها إذا لم‬
‫تكن وفق معايير الجودة التي حددها الرجل‪ ،‬وهي معايير غير ثابتة ومتغيرة وفقًا لطابع كل رجل‬
‫ومزاجه‪ ،‬غير أن المثل الشعبي يحاول تثبيت هذه المعايير التي منها المعايير السابقة‪ :‬الجمال‪،‬‬
‫والمهارة في أعمال المنزل‪ ،‬واإلنجاب‪:‬‬
‫ـ الوحشة في بيت ابوها تترد‪.‬‬
‫ـ البايرة أولَى ببيت ابوها‪.‬‬
‫الجلَّة‪.‬‬
‫ـ العرس يبان من لَ ّم ِ‬
‫ـ قومي له جارية‪ ،‬واقعدي له ست‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 44‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫ـ ما تبان البضاعة إال بعد الحمل والرضاعة‪.‬‬


‫ـ شاور ال َم َرة‪ ،‬واخلف شورتها (في رواية أخرى‪ :‬رأيها)‪.‬‬
‫ـ الراجل ابن الراجل اللِّي ما يشاور َم َرة‪.‬‬
‫بل إن التحقير والتشييء في األمثال الشعبية المصرية يعتمد بشكل واضح على المعادلة‪،‬‬
‫حيث تعادل األمثال بين المرأة والشمس أو بعض الحيوانات أو الزواحف‪ ،‬أوبين المرأة والجارية‪.‬‬
‫أـ المرأة شمس‪ :‬كانت المرأة تُشبَّه بالشمس‪ ،‬من حيث البهاء والضياء والدفء‪ ،‬وهو‬
‫"تشبيه قديم مكرر في الشعر الجاهلي"(‪ ،)41‬غير أن المعادلة في األمثال الشعبية بنيت على صفة‬
‫كال منهما ال أمان لها‪ ،‬واليمكن االنخداع بها‪ ،‬فهي غير مأمونة الجانب‪:‬‬ ‫سلبية‪ ،‬هي أن ًّ‬
‫ـ ال تآمن للمرة إذا صلت‪ ،‬وال للشمس إذا ولَّت‪.‬‬
‫ب ـ المرأة حية‪ :‬وترمز الحية إلى أشياء كثيرة متناقضة‪ :‬سلبية وإيجابية‪ :‬الحياة والموت‪،‬‬
‫والخير والشر‪ ،‬والهوى األعمى والحكمة ‪ ...‬إلخ (‪.)42‬‬
‫ترمز األفعى أيضًا إلى المرأة "في الرقة والنعومة والدهاء والتلون والخديعة إذا لزم األمر‪،‬‬
‫رمزا للشيطان"(‪.)43‬‬ ‫ً‬ ‫وكلتاهما تُ َعد من ناحية ثانية‬
‫ـ آمن للحية وال تآمن لل َم َرة‪.‬‬
‫ـ صوت حية وال صوت بِ َنيَّة‪.‬‬
‫ـ الحية تخلِّف ُح َويَّة‪.‬‬
‫ـ تحت البراقع سم ناقع‪.‬‬
‫ويالحظ هنا أن األمر يصل إلى حد تفضيل الحية على المرأة‪ ،‬بوصف المرأة أكثر ش ًّرا من‬
‫الحية‪.‬‬
‫ج ـ المرأة الجارية‪ :‬فهي كالجارية التي تقوم على خدمة سيدها‪:‬‬
‫ـ اطبخي ياجارية‪ ،‬كلف ياسيدي‪.‬‬
‫ـ قومي له جارية‪ ،‬واقعدي له ست‪.‬‬
‫دـ المرأة والحيوان‪:‬‬
‫شبهت األمثال المرأة ببعض الحيوانات ـ أيضًا ـ من باب االحتقار‪:‬‬
‫ـ العرس والمعمعة والعروسة ضفدعة‪.‬‬
‫ويحرت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ـ عمر النسا ما ت َربِّي ِعجل‬
‫بل يصل األمر من ترسيخ هذا التحقير إلى أن يُفهَم من المثل أن المقصود به المرأة‪ ،‬دونما‬
‫أي إشارة صريحة إلى ذلك‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ـ حطت ِعجلها‪ ،‬ومدت ِرجلها‪.‬‬
‫ـ الراجل زي الجزار‪ ،‬ما يحبش إال السمينة‪.‬‬
‫ـ عند الرضاع ال ِعجْ ل يعرف أمه‪.‬‬
‫ـ اللي مايقدرش على الحمارة وعليقها‪ ،‬يخلِّي من طريقها‪.‬‬
‫ـ القرد في عين أمه غزال‪.‬‬
‫ـ خنفسة شافت والدها ع الحيط‪ ،‬قالت ده لولي ملضوم في خيط‪.‬‬

‫أ‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫ولب المشكلة ـ أيضًا ـ في التركيز على السمات السلبية في الشمس أو الحيوانات أو الجارية‬
‫‪ ...‬إلخ‪ ،‬في حين تنحاز األمثال في حالة تشبيه الرجل‪:‬‬
‫ـ السبع سبع ولو في قفص‪.‬‬
‫إعالء النسق؛ لهدم النسق‪:‬‬
‫ً‬
‫إن األمثال الشعبية المصرية التي تناولت المرأة تركز ـ كما تمت اإلشارة سابقا ـ على تحقير‬
‫المرأة والتقليل من شأنها‪ ،‬وتشييئها وتهميشها بغرض إعالء النسق الذكوري‪.‬‬
‫غير أن المالحظ أن المرأة تُ َعد هي ال ُم َس ِّوق األول والرئيس لألمثال الشعبية‪ ،‬في الريف أمام‬
‫المنازل‪ ،‬وفي سهراتهن الشتوية والصيفية‪ ،‬وعلى حواف الترع‪ ،‬وكذلك في المدن في جلسات‬
‫السمر‪ ،‬وتجمعات العمل‪ ،‬وجلسات الشكوى والفضفضة‪ ،‬فالنساء أكثر استخدا ًما لألمثال من‬
‫الرجال؛ ولذلك كان للمرأة دور كبير في تسويق نفسها بالسلب أو باإليجاب؛ ألنها تحت مظلة‬
‫القانون الشعبي والدستور الجماعي الذي صاغته التجارب الفردية المتشابهة أو المتناقضة‪،‬‬
‫وشرعه المجموع‪.‬‬
‫ً‬
‫ومسوقا للمثل دورًا في تصدير‬
‫ِّ‬ ‫من هنا فإن للمرأة بوصفها مادة للمثل‪ ،‬ومصدرًا للمثل‪،‬‬
‫ق خاصة بها على المستويين النفسي والثقافي‪.‬‬ ‫أنسا ٍ‬
‫أـ إعالء النسق األنثوي‪:‬‬
‫يعتمد هذا النسق على تصدير األمثال التي ترسخ تحقير المرأة وتهميشها وتجاهلها‪ ،‬وتقزيم‬
‫دورها‪ ،‬وتسليعها‪ ،‬وعنف الرجل تجاهها‪ ،‬والتعامل معها بوصفها عارًا يجب التخلص منه بالموت‬
‫أو بالتزويج‪:‬‬
‫ـ اللي تموت ِبنَيِّتتُه من صفاوة نيِّته‪.‬‬
‫ـ اكسر للبنت ضلع‪ ،‬يطلع لها اتنين‪( .‬وفي رواية شفهية للمثل‪ :‬يطلع لها أربعة وعشرين)‬
‫ـ البنت يا تسترها يا تقبرها‪.‬‬
‫ـ ال َم َرة زي السيجارة‪ ،‬إن ما انت ِّكت بتبرغش‪.‬‬
‫ـ النسوان إما جواهر‪ ،‬وإما قواهر‪ ،‬وإما عواهر‪.‬‬
‫ـ آمن للحية وال تآمن لل َم َرة‪.‬‬
‫ـ إن مات أخوك انكسر ضهرك‪ ،‬وإن ماتت أختك انستر عرضك‪.‬‬
‫ـ شاور ال َم َرة‪ ،‬واخلف شورتها (في رواية أخرى‪ :‬رأيها)‪.‬‬
‫ـ صوت حية‪ ،‬وال صوت ِب َنيَّة‪.‬‬
‫ـ ُع ْمر النِّسا ماتربِّي ِعجْ ل ويحْ ِرت‪.‬‬
‫ـ يامخلفة البنات يا شايلة الهم للممات‪.‬‬
‫ـ أم البنات ِحبْلة للممات (أي ستظل تحمل حتى تلد ولدًا)‪.‬‬
‫ـ ما أحلي فرحتهم لو ماتوا بساعتهم‪.‬‬
‫ـ يموتوا في قمايطهم‪ ،‬وال تكبرمصيبتهم‪.‬‬
‫ـ يخش من العتبة يكسر الرقبة‪.‬‬
‫ـ ال حصيرة وال مخدة‪ ،‬وكمان موش لَ َّدة (ل َّدة‪ :‬أي ُمع ِجبة)‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 46‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫إن هذا الكم من األمثال الذي يحقِّر شأن المرأة‪ ،‬وينفِّر منها؛ ليدعو إلى ترسيخ نسق مضمر‬
‫أكثر عمقًا من إعالء النسق الذكوري‪ ،‬إنه يرسِّخ نسقًا مضمرًا مضادًا‪ ،‬يبرز ضعف المرأة وهوان‬
‫شأنها‪ ،‬وظلم الرجل لها‪ ،‬إنه نسق يدعو إلى التعاطف مع المرأة‪ ،‬وينفِّر من هوانها‪ ،‬ويحطِّم النسق‬
‫ً‬
‫وإذالال أمام انكسار‪ ،‬واستعال ًء أمام استسالم‬ ‫الذكوري الظالم الذي يحمل جبروتًا أمام ضعف‪،‬‬
‫للمقسوم‪ ،‬وتنازل عن الحقوق اإلنسانية‪ ،‬ويظهر ذلك في بعض األمثال التي ترسِّخ الستكانة المرأة‬
‫وخضوعها‪ ،‬وظهورها بمظهر المغلوبة على أمرها الراضية بما قُ ِسم لها‪:‬‬
‫ـ األم تعشش‪ ،‬واألب يطفِّش‪.‬‬
‫ـ حرة صبرت‪ ،‬في بيتها ع َّمرت‪.‬‬
‫ـ من يوم ما ولدوني‪ ،‬في الهم حطوني‪.‬‬
‫أما عندما تتحدث األمثال عن الرجال‪ ،‬فنادرًا ما ترصد لهم عيوبًا‪.‬‬
‫ـ أقل الرجال ي ْغنِي النسا‪.‬‬
‫ـ اللي مالوش غالم‪ ،‬هو أغلم نفسه‪.‬‬
‫سبْع َسبْع ولو جوَّة قفص‪.‬‬ ‫ـ ال َّ‬
‫َ‬
‫بل تُجْ ِمل القضية في َمثل واحد يجُبُّ هذه العيوب الطفيفة‪:‬‬
‫ـ الراجل ما يعيبه إال جيبه‪.‬‬
‫بل إنه حتى لوكان به هذا العيب‪ ،‬فإن‪ :‬األصيلة تنام مع جوزها على الحصيرة‪ ،‬بهذا يوضع‬
‫الرجل والمرأة في كفتي ميزان غير متعادلتين‪ ،‬تدعو إلى التعاطف مع المظلوم‪ ،‬والنفور من‬
‫الظالم‪.‬‬
‫ب ـ إعالء النسق الذكوري والرجل النموذج من ِق َبل المرأة‪:‬‬
‫قد تسهم المرأة ـ مجتمعيًّا ـ في صناعة النسق الذكوري أو إذكاء توهجه‪ ،‬حيث إنها على‬
‫المستوى النفسي والثقافي تريد إعالء قيمة الرجل‪ ،‬وترسيخ وجوده؛ ألنها تراه الحارس والحامي‬
‫لها‪ ،‬والمكمل للنقص الذي تشعر به بسبب أنساق أخري‪ ،‬فتقبل ظلمه ً‬
‫بدال من أن تقبل ظلم غيره أو‬
‫اضطهاده‪ ،‬بل اضطهاد المجتمع الذكوري نفسه؛ ذلك أن "المرأة الوحيدة‪ ،‬العازبة كائن معرَّض‬
‫لكل أنواع االستعباد واالضطهاد من ِق َبل الرجل والمرأة على ح ٍّد سواء"(‪.)44‬‬
‫إنها تبحث ـ بإعالئها النسق الذكوري ـ عن الفارس أو البطل أو الفحل القديم الذي يداعب‬
‫الخيال المجتمعي بوجه عام‪ ،‬والمرأة بوجه خاص‪.‬‬
‫إنها تسعى إلى ترسيخ صورة الرجل النموذج الذي تبحث عنه‪ ،‬وتتطلع إلى وجوده في‬
‫نسخته القديمة؛ لذلك نجد األمثال‪:‬‬
‫ـ ال َم َرة بال رجال زي البستان بال سياج‪.‬‬
‫ـ ال َم َرة بنص عقل‪.‬‬
‫ـ الزوايا لل َو َاليا‪.‬‬
‫ـ ما يجيبها إال رجالها‪.‬‬
‫ـ الراجل ما يعيبه إال جيبه‪.‬‬
‫سبْع َسبْع ولو جوَّة قفص‪.‬‬ ‫ـ ال َّ‬
‫ـ ياسوق بال رجالة‪ ،‬وإيش تعمل النسوان‪.‬‬

‫أ‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫ـ عيب الرجالة قِلِّتها‪ ،‬وعيب الص ِبيَّة قِلِّة نُصْ فتها‪.‬‬


‫ـ عيش ياحبيبي وال تبكيني‪ِ ،‬حسَّك في الدنيا يكفيني‪.‬‬
‫ـ نار جوزي وال جنة أبويا‪.‬‬
‫ـ اللي يقول لمراته ياهانم‪ ،‬يقابلوها ع الساللم‪.‬‬
‫ـ اللي يقول لمراته ياعورة‪ ،‬الناس يلعبوا بها الكورة‪.‬‬
‫ـ حرمة من غير راجل زي الطربوش من غير زر‪.‬‬
‫ـ ضل راجل‪ ،‬وال ضل حيط‪.‬‬
‫ـ اللي جوزها معها تدوَّر الدنيا بصباعها‪.‬‬
‫ـ اللي جوزها يحبها‪ ،‬الشمس تطلع لها‪.‬‬
‫ـ اللي ما عندهاش رجالة تضرب صدرها بالحجارة‪.‬‬
‫ـ أقل الرجال ي ْغنِي النسا‪.‬‬
‫ـ اسم الجوز‪ ،‬وال طعم التر ُّمل‪.‬‬
‫ـ اللي ماتحني كعبها‪ ،‬ما يفرح قلبها‪.‬‬
‫راب اعا‪ :‬تقنيات المثل الشعبي ودورها في ترسيخ النسق‪:‬‬
‫يرى أحمد أمين أن األمثال "نوع من أنواع األدب‪ ،‬يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى‬
‫ولطف التشبيه وجودة الكناية‪ ،‬وال تكاد تخلو منها أمة من األمم‪ ،‬ومزية األمثال أنها تنبع من كل‬
‫طبقات الشعب ‪ ...‬وأمثال كل أمة مصدرها هام جدًا للمؤرخ واألخالقي واالجتماعي‪ ،‬يستطيعون‬
‫منها أن يعرفوا كثيرًا من أخالق األمة وعاداتها وعقليتها ونظرتها إلى الحياة؛ ألن األمثال عادة‬
‫وليدة البيئة التي نشأت فيها"(‪.)45‬‬
‫إن المثل في إجماله أكثر األشكال األدبية بالغة؛ لما فيه من إيجاز وتركيز وتكثيف للموقف‬
‫الذي يؤديه ويختزله‪.‬‬
‫إنه يمتاز باإليجاز والتركيز‪ ،‬ألنه خالصة تجربة إنسانية أو رؤية شخصية‪ ،‬أو موقف من‬
‫الحياة‪ ،‬وهو إنتاج فردي‪ ،‬ألنه تجربة فردية تحولت من حيز الفردية إلى الحيز الجمعي‪ ،‬حيث‬
‫يرى كراب أنه ال يمكن أن نعتبر المثل "إنتاجًا جماعيًا‪ ،‬بل لقد صيغ كل مثل ذات مرة‪ ،‬وفي‬
‫مكان واحد‪ ،‬وزمن محدد‪ ،‬وصاغه عقل فرد‪ ،‬مجبول على صياغة الحكم واألمثال ‪ ...‬ثم صادفت‬
‫رواجًا عند سائر الجماعة البشرية"(‪ ،)46‬ومن هنا فإن المثل ينتقل من "الملكية الخاصة إلى‬
‫الملكية العامة"(‪ ،)47‬ويدلل على فرديته وارتباطه بالتجربة الفردية في البداية تعارض بعض‬
‫األمثال وتناقضها‪.‬‬
‫أما عن سماته الفنية‪ ،‬فأهمها فنية الكلمة والبعد عن التركيب في النص بوصفه "لقطات‬
‫سريعة متباعدة من التجربة الكاملة‪ ،‬تعبر عنها الجمل القصيرة دون تسلسل في التركيب"(‪.)48‬‬
‫وتختلف األمثال وفقًا للظروف أو للموقف الذي قيلت فيه‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإن هناك‬
‫بعض الخصائص الفنية التي تميز المثل الشعبي‪ ،‬وتضمن له الشيوع واالستمرارية والبقاء‪،‬‬
‫كاالعتماد على الجرس واإليقاع بما يدعمه من تكرار سجع أو جناس‪ ،‬أو تراتب أو تضاد‬
‫ومقابلة‪ ،‬أو توازن بين الجمل باالزدواج‪ ،‬كذلك القص الموجز أو الحوار أو المفارقة أو المقارنة‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 48‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫‪1‬ـ البنية التركيبية‪:‬‬


‫تُ َع ُّد البنية التركيبية للمثل ذات دور مهم في أثر المثل في المتلقي واالقتناع به‪ ،‬ومن هنا جاء‬
‫كثير من األمثال ذا طابع إنشائي‪ ،‬فاعتمد بعضها على أسلوب الشرط‪ ،‬أو األمر أو النهي‪ ،‬أو‬
‫الجمل الحوارية‪.‬‬
‫أسلوب األمر‪ ،‬وأسلوب النهي‪:‬‬
‫يُ َع ُّد ك ٌّل من األمر والنهي من األساليب اإلنشائية الطلبية التي توحي باالستعالء واإللزام‪،‬‬
‫وربما هذا ما يعطي األمثال التي تعتمد على هذين االسلوبين مصداقية‪ ،‬وإدرا ًكا لخبرة المرسل‪،‬‬
‫وأن نصحه وإرشاده جاء بنا ًء على خبرات سابقة أراد المرسل تصديرها للمستقبل‪.‬‬
‫يحقق ك ٌّل من األمر والنهي وظيفة اتصالية ذات طابع انفعالي شعوري بين المرسل‬
‫والمستقبل؛ مما يتيح لهما مساحة للنصح أو اإلرشاد أو التحريض أو التحذير أو الكف والمنع‪،‬‬
‫وهو ما يتناسب مع األمثال الشعبية التي تأخذ طابعًا ثقافيًا ذا معايير اجتماعية مستقاة من عادات‬
‫المجتمع وتقاليده وخبراته الموروثة‪:‬‬
‫ـ اكسر للبنت ضلع‪ ،‬يطلع لها اتنين‪( .‬وفي رواية شفهية للمثل‪ :‬يطلع لها أربعة وعشرين)‬
‫ـ آمن للحية وال تآمن لل َم َرة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـ ال تآمن لل َم َرة إذا صلت‪ ،‬وال للشمس إذا ولت‪.‬‬
‫ـ اتج ِّوز األرملة ِواضحك عليها‪ ،‬و ُخ ْد من مالها ِواصرف عليها‪.‬‬
‫أسلوب الشرط‪:‬‬
‫يؤدي أسلوب الشرط وظيفة تراتبية‪ ،‬ترتبط فيه جملتان قصيرتان إحداهما مقدمة للثانية‪،‬‬
‫والثانية نتيجة لألولى‪ ،‬وبذلك تؤدي هذه الثنائية إلى توازن كمي وكيفي وإيقاعي أيضًا‪.‬‬
‫إن‪ ،‬إذا‪ِ ،‬م ْن‪ ،‬إلى جانب‬
‫ويعتمد أسلوب الشرط في األمثال الشعبية على عدة أدوات‪ ،‬مثل‪ْ :‬‬
‫بعض األدوات العامية‪ ،‬مثل‪ :‬الِّلي‪ ،‬التي بمعنى الذي‪:‬‬
‫ـ إن مات أخوك انكسر ضهرك‪ ،‬وإن ماتت أختك انستر عرضك‪.‬‬
‫ـ إن عشقت اعشق قمر‪ ،‬وان سرقت اسرق جمل‪.‬‬
‫ـ إذا كانت ال َم َرة لها كانون في البيت ِه ُّده‪.‬‬
‫ـ اللي ما مبدوش يجوز بنته‪ ،‬يغ ِّلي مهرها‪.‬‬
‫ـ اللي تموت ِبنَ ِّيتُه من صفاوة نيته‪.‬‬
‫ـ اللي ِب ُّده المالح‪ ،‬يبيع السالح‪.‬‬
‫ـ اللي ما يقدر على الحمارة وعليقها‪ ،‬يخلِّي من طريقها‪.‬‬
‫وقد يأتي الشرط دون أدوات‪ ،‬فيُفهم من سياق المثل‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ـ بطن جاب ال ِبنَيَّة اضربوه بالعصية‪ ،‬بطن جاب الولداني اطعموه لحم ضاني‪.‬‬
‫وبالتالي يؤدي أسلوب الشرط وظيفة تقريرية ترسيخية لت َرتُّب النتيجة على مقدمة لها‪،‬‬
‫متغاضيًا عن مدى صحتها أو عدم صحتها‪ ،‬ومنطقيتها أو عدم منطقيتها‪ ،‬وعمومها أو‬
‫خصوصيتها‪.‬‬
‫الجمل الحوارية‪:‬‬
‫ـ أٌقول لها انت طالق‪ ،‬تقول قوم بنا ننام‪.‬‬

‫أ‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫ـ قالوا للقردة اتبرقعي‪ ،‬قالت دا وش واخد ع الفضيحة‪.‬‬


‫المفارقة‪:‬‬
‫ـ آمن للحية وال تآمن لل َم َرة‪.‬‬
‫ـ صوت حية وال صوت ِب َنيَّة‪.‬‬
‫ـ تحت البراقع سم ناقع‪.‬‬
‫ـ شاور ال َم َرة‪ِ ،‬واخلِف شورتها (في رواية أخرى‪ :‬رأيها)‪.‬‬
‫ـ اتج ِّوز األرملة ِواضحك عليها‪ ،‬و ُخ ْد من مالها ِواصرف عليها‪.‬‬
‫ـ أقل الرجال ي ْغنِي النسا‪.‬‬
‫ـ اللي تموت بِنَيِّتتُه من صفاوة نيِّته‪.‬‬
‫ـ اكسر للبنت ضلع‪ ،‬يطلع لها اتنين‪( .‬وفي رواية شفهية للمثل‪ :‬يطلع لها أربعة وعشرين)‬
‫ـ ال َم َرة الطهاية تكفي الفرح بوزة‪.‬‬
‫ـ في المقبرة‪ ،‬وال حُضن َم َرة‪.‬‬
‫ـ ألف رفيقة ن وال لزيقة (يقصد الزوجة)‪.‬‬
‫ـ مكسور ما تاكلي‪ ،‬صحيح ما تكسري‪ ،‬وكلي يا مرات ابني ل َّما تشبعي‪.‬‬
‫ـ بنت األكابر غالية‪ ،‬ولو تكون جارية‪.‬‬
‫تحمل المفارقة هنا " تورية ثقافية تشكل المضمر الجمعي‪ ،‬ويقوم (الجبروت الرمزي) بدور‬
‫المحرك الفاعل في الذهن الثقافي لألمة‪ ،‬وهو المكون الخفي لذائقتها‪ ،‬وألنماط تفكيرها وصياغة‬
‫أنساقها المهيمنة"(‪)49‬‬
‫ضاف إلى ذلك أن األمثال التي قيلت عن المرأة ـ كما تلحظ الدراسة ـ تسير في اإلطار‬ ‫يُ َ‬
‫نفسه الذي يرسخ نسق تحقير المرأة والتقليل من شأنها‪ ،‬وعدم االعتراف بوجودها أو رأيها إال من‬
‫خالل الرجل مما يُعلي ـ على جانب نقيض ـ من شأن الرجل‪.‬‬
‫‪2‬ـ البنية اإليقاعية‪:‬‬
‫لإليقاع داخل المثل أثره الخاص فى المتلقي‪ ،‬وخزانة ذاكرته؛ ولذلك فهو يعتمد على هذه‬
‫التقنيات اإليقاعية‪ ،‬و"على الرغم من أن الثقافة الشعبية ال تعرف شيئًا عن مصطلحات البالغيين‪،‬‬
‫فإنها تماس ضروب البديع والبيان بحسها الفطري الجمعي‪ ،‬فيما يعرف اليوم باسم البالغة‬
‫الشعبية"(‪.)50‬‬
‫أـ اإليقاع وترسيخ النسق‪:‬‬
‫يُعد اإليقاع عنصرًا أساسيًا في المثل الشعبي‪ ،‬ومن هنا يعتمد المثل كثيرًا على وسائل‬
‫الموسيقى‪ ،‬والجرس الصوتي واللفظي‪ ،‬كالجناس والسجع أو الجرس المعنوي كالطباق والمقابلة‪،‬‬
‫أو توازن الجمل مثل االزدواج‪ ،‬أو أسلوب الشرط‪ ،‬أو الجملة الحوارية‪ ،‬وغيرها من األساليب‬
‫اإلنشائية األخرى‪.‬‬
‫السجع‪:‬‬
‫إذا كان كلٌّ من الوزن والقافية عنصرًا أساسيًا لإليقاع الشعري‪ ،‬فإن السجع عنصر أساس‬
‫من عناصر اإليقاع النثري‪ ،‬فهو الذي يحقق للنص النثري الرواج والحفظ‪ ،‬وبالتالي فالهدف من‬
‫السجع هنا ـ إلى جانب سهولة الحفظ ـ استمرارية النص وامتداده إلى أجيال تالية‪ ،‬وتصب هذه‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 50‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫االستمرارية في ترسيخ النسق وتثبيت جذوره في الوعي الثقافي لألفراد ثم المجتمعات؛ لذلك‬
‫فاألغلبية العظمى من األمثال تعتمد على السجع‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ـ اللي يقول لمراته ياهانم‪ ،‬يقابلوها ع الساللم‪.‬‬
‫ـ اللي جوزها يحبها‪ ،‬الشمس تطلع لها‪.‬‬
‫ـ في المقبرة‪ ،‬وال حضن َم َرة‪.‬‬
‫ـ صوت حية‪ ،‬وال صوت بِ َنيَّة‪.‬‬
‫الجناس‪:‬‬
‫ـ اللي مالوش غالم‪ ،‬هو أغلم نفسه‪.‬‬
‫ـ الحية تخلِّف ُح َويَّة‪.‬‬
‫ـ يا دي الزمن الشخشيخة اللي ال َم َرة عملت فيه شيخة‪.‬‬
‫ـ أم البنت مسنودة بخيط‪ ،‬وأم الولد مسنودة بحيط‪.‬‬
‫ـ النسوان إما جواهر أو قواهر أو عواهر‪.‬‬
‫الطباق والمقابلة‪:‬‬
‫يعتمد ك ٌّل من الطباق والمقابلة على إيقاع التضاد؛ مما يؤدي إلى إبراز البون الشاسع بين‬
‫الشيء ونقيضه‪ ،‬فتتوقف على ذلك حالة المقارنة والتمييز بين الرجل والمرأة بشكل واضح‪.‬‬
‫ـ نار جوزي وال جنة أبويا‪.‬‬
‫ضل حيط‪.‬‬ ‫ضل راجل وال ِ‬ ‫ـ ِ‬
‫ـ اخطب البنك‪ ،‬وال تخطبش البنك‪.‬‬
‫ـ آمن للحية‪ ،‬وال تآمن لل َم َرة‪.‬‬
‫ـ دلَّع بنتك تعرَّك‪ ،‬دلَّع ابنك يع َّزك‪.‬‬
‫ـ بطن جاب ال ِبنَيَّة اضربوه بالعصية‪ ،‬بطن جاب الولداني اطعموه لحم ضاني‪.‬‬
‫توازن الجمل‪/‬اًلزدواج‪:‬‬
‫ـ قومي له جارية‪ ،‬واقعدي له ست‪.‬‬
‫ـ النسوان مصايد‪ ،‬والرجال تقع فيها‪.‬‬
‫ـ في المقبرة‪ ،‬وال حضن َم َرة‪.‬‬
‫بل إن األمثال التي لم تدخل فيها إحدى الوسائل اإليقاعية السابقة نجدها تحمل إيقاعًا‬
‫خاصًا‪ ،‬يضمن لها الثبات في الذهن‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ـ يا ريت على الطلق الشديد غالم‪.‬‬
‫ـ اسم الجوز‪ ،‬وال طعم التر ُّمل‪.‬‬
‫ـ حرمة من غير راجل زي الطربوش من غير زر‪.‬‬
‫ـ يا سوق بال رجالة‪ ،‬وايش يعملوا النسوان؟‬
‫ـ أقل الرجال يغني النسا‪.‬‬
‫ـ ُع ْمر النِّسا ما تربِّي ِعجْ ل و ِيحْ ِرت‪.‬‬
‫ـ ما يجيبها إال رجالها‪.‬‬

‫أ‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫يُال َحظ مما سبق أنه من الصعب الفصل بين العناصر اإليقاعية المختلفة المستخدمة في‬
‫المثل؛ ألنه في كثير من األحيان يتضافر عنصران أو أكثر من عناصر الجرس الموسيقي داخل‬
‫المثل الواحد‪ ،‬مثل الجناس والطباق‪ ،‬أو السجع والجناس والمقابلة ‪ ...‬إلخ‪ ،‬مما يسهم في حفظ‬
‫المثل وسرعة تداوله‪.‬‬
‫ب ـ قول تكراري لفعل تكراري‪:‬‬
‫يرتبط اإليقاع بتكرار الصوت أو اللفظ أو الجملة‪ ،‬وبالتالي فللتكرار دور مهم في تثبيت‬
‫النسق وترسيخه‪ ،‬فالتكرار الذي يحقق إيقاعًا ثابتًا يتناسب ومدعاة المثل وغايته‪ ،‬فالمثل نفسه مبني‬
‫على التماثل وتكرار الموقف‪ ،‬أو شبيهه‪ ،‬أو التشابه بين مورد المثل‪ ،‬ومضرب المثل"ويُراد‬
‫بمورد المثل الحالة التي قيل فيها المثل أول مرة‪ ،‬ويراد بمضرب المثل الحاالت أو الموقف‬
‫المتجددة التي يمكن أن يستعمل فيها المثل بعد ذلك"(‪.)51‬‬
‫المثل إذن يعتمد على عوامل الربط بين الشيء ومثيله أو الموقف ومثيله‪ ،‬وهذا التماثل شكل‬
‫من أشكال التكرار‪ ،‬تكرار الفعل الذي يؤدي إلى تكرار القول أو التعبير عن هذا الفعل بالقول‪.‬‬
‫ومن شأن هذا التكرار في الصوت واللفظ والتركيب والمعنى المعبر عن الموقف المتكرر ـ‬
‫ضا ـ أن يسهم في تثبيت النسق ـ وما يحمله من أفكار وثقافات موجهة وفقًا لمقتضى الحال ـ‬ ‫أي ً‬
‫وحفظه في األذهان والضمائر‪.‬‬
‫نتائج‪:‬‬
‫ـ للجانب الثقافي دور مهم في صياغة األمثال الشعبية؛ ألنها المعبرة عن تراكمات المجتمع‬
‫ومعارف وتجاربه الفردية والجمعية‪.‬‬
‫ـ تُ َع ّد المرأة مادة ثرية لصياغة المثل الشعبي المصري؛ لما لها من دور فعَّال في العالقات‬
‫المجتمعية التي هي عنصر مهم فيها‪.‬‬
‫ـ تحمل األمثال الشعبية المصرية أنساقًا مضمرة‪ ،‬ذات أبعاد مختلفة‪ :‬نفسية واجتماعية‬
‫ودينية واقتصادية‪ ،‬فهي انعكاس لألنساق الثقافية المهيمنة على المجتمع‪.‬‬
‫ـ للمرأة في مصر دور مهم في تسويق المثل الشعبي ـ بوجه عام ـ وفي تسويق نفسها داخل‬
‫األمثال التي تتحدث عنها ـ بطريق مباشر أو غير مباشر ـ بالسلب أو باإليجاب‪.‬‬
‫ـ للمرأة أيضًا دور كبير في ترسيخ الثقافة الذكورية لدى أبنائها‪ :‬من الذكور ومن اإلناث‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫ـ تتعدد األنساق الثقافية الخاصة باألمثال الشعبية التي تحدثت عن المرأة‪ ،‬وتختلف ـ وربما‬
‫تتعارض أحيانًا ـ وفقًأ لألهداف المرجوة منها‪ ،‬التي قد تختلف باختالف الظروف النفسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ـ أو الفردية ـ وفقًا لمقتضى الحال‪ ،‬وأحوال األفراد والمجتمعات‬
‫متغيرة‪ ،‬وبتغيرها تختلف األنساق الثقافية وتتناقض‪.‬‬
‫ـ رسَّخت األمثال الشعبية المصرية بعض األفكار السلبية تجاه المرأة‪ ،‬كتعنيفها وكسرها‬
‫وتشييئها وتسليعها‪ ،‬وحصر دورها في الجانب األنثوي‪ ،‬وتحقير شأنها‪ ،‬وتسفيه رأيها‪ ،‬والتعامل‬
‫معها على أنها عار يجب التخلص منه بالزواج أو بالموت‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 52‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫ـ رسَّخت األمثال الشعبية المصرية بعض األفكار اإليجابية تجاه المرأة‪ ،‬من قَبيل‪ :‬أنها‬
‫اقتصادية‪ُ ،‬م َدبِّرة ومر ِّشدة للنفقات‪ ،‬وأنها ماهرة‪ ،‬وأنها متعاونة‪ ...‬إلخ؛ لترسيخ نسق مضاد‬
‫وسلبي‪ ،‬وهو جعلها تذوب وتتفاني أكثر‪ ،‬وتحمل عبئًا أكبر فوق أعبائها‪.‬‬
‫س خت األمثال الشعبية المصرية لتفضيل الذكر على األنثى‪ ،‬مخالفة ـ بذلك ـ بعض‬ ‫ـ ر َّ‬
‫الثوابت الدينية واألخالقية والعلمية‪ ،‬مثل‪ :‬إعالء الدين لشأن المرأة‪ ،‬وتكريمها‪ ،‬والتوصية بها‬
‫خيرًا‪ ،‬وأن هللا يهب الذكور أو اإلناث لمن يشاء‪ ،‬ومثل إثبات العلم أن الرجل هو المسئول ـ بإرادة‬
‫هللا ـ عن نوع الجنين‪ :‬ذكر أو أنثى‪.‬‬
‫ـ عتمدت األمثال التي تعادل بين ك ٍّل من المرأة وبعض الحيوانات كالحية‪ ،‬أو المرأة‬
‫والشمس على معادلة غير منصفة‪ ،‬أو قياس خاطئ مخالف لألنساق المتوارثة تاريخيًا وحضاريًا‬
‫وأسطوريًا؛ ألنها معادلة جزئية تعتمد على اجتزاء الجانب السلبي ـ فقط ـ من سياقه؛ ذلك أنه لكلٍّ‬
‫من الحية والشمس دالالت إيجابية وسلبية‪ ،‬لم تأخذ األمثال الشعبية منها ـ لوصف المرأة ـ إال‬
‫الجانب السلبي‪.‬‬
‫ـ اعتمدت األمثال على اإليقاع من خالل التكرار الصوتي أو اللفظي أو التركيبي؛ مما كان‬
‫له دور في تثبيت النسق وترسيخه في األذهان‪.‬‬
‫ـ اعتمدت بنية األمثال على عدة وسائل لغوية وبالغية‪ ،‬كاألساليب اإلنشائية والمجازية‬
‫والتورية والمفارقة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬مما له دالالت لغوية أو ضمنية‪ ،‬وجميعها كان مد ِّع ًما رئيسًا‬
‫للدالالت النسقية الثقافية المضمرة هدف الدراسة‪.‬‬

‫أ‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إبراهيم‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬النقد الثقافي مطارحات في النظرية والمنهج والتطبيق‪ ،‬مقال‪ :‬مجلة فصول‬
‫عدد ‪ 63‬شتاء وربيع ‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إبراهيم‪ ،‬نبيلة‪ ،‬أشكال التعبير في األدب الشعبي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬ط ‪ 3‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪3‬ـ إسماعيل‪ ،‬محمد السيد‪ ،‬غواية السرد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أمين‪ ،‬أحمد‪ ،‬قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬النهضة المصرية‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أنس الوجود‪ ،‬ثناء‪ ،‬رمز األفعى في التراث العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬ط‪1999 2‬م‪.‬‬
‫‪6‬ـ أيزابرجر‪ ،‬أرثر‪ ،‬النقد الثقافي‪ ،‬ترجمة وفاء إبراهيم ورمضان بسطاويسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪7‬ـ البطل‪ ،‬محمد‪ ،‬موسوعة األمثال الشعبية المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬لونجمان‪ ،‬ط‪2009 1‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ بيضون‪ ،‬عزة شرارة‪ ،‬الرجولة وتغير أحوال النساء دراسة ميدانية‪ ،‬المغرب‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪2007 1‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪9‬ـ تيمور‪ ،‬أحمد‪ ،‬األمثال العامية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز األهرام للترجمة‪ ،‬ط‪1986 4‬م‪.‬‬
‫‪10‬ـ الج َّمال‪ ،‬أحمد صادق‪ ،‬األدب العامي في مصر في العصر المملوكي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار القومية للطباعة‬
‫والنشر‪1966‬م‪.‬‬
‫‪11‬ـ الجوهري‪ ،‬محمد‪ ،‬موسوعة التراث الشعبي العربي مجلد ‪ ،4‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ 2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ داود‪ ،‬أماني سليمان‪ ،‬األمثال العربية القديمة‪ ..‬دراسة أسلوبية سردية حضارية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪2009 1‬م‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ دي بوفوار‪ ،‬سيمون‪ ،‬مقال بعنوان‪ :‬المرأة باعتبارها اآلخر بكتاب‪ :‬النوع‪ ..‬الذكر واألنثى بين التميز واالختالف‪،‬‬
‫ترجمة محمد قدري عمارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2006،‬م‪.‬‬
‫‪14‬ـ الساعاتي‪ ،‬سامية‪ ،‬علم اجتماع المرأة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ سيرنج‪ ،‬فيليب‪ ،‬الرموز في الفن ـ األديان ـ الحياة‪ ،‬ترجمة عبد الهادي عباس‪ ،‬سوريا‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬ط‪1992 1‬م‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ شعالن‪ ،‬إبراهيم أحمد‪ ،‬الشعب المصري في أمثاله العامية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ الضبع‪ ،‬ماهر عبد العال‪ ،‬المرأة في مصر‪ ..‬العقل النسوي في مواجهة المجتمع الذكوري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪18‬ـ ضيف هللا‪ ،‬س يد إسماعيل‪ ،‬اآلخر في الثقافة الشعبية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪19‬ـ العبد هللا‪ ،‬يحيى‪ ،‬االغتراب‪ ..‬دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلُّون الروائية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الفارس‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫‪20‬ـ عبد النور‪ ،‬جبور‪ ،‬المعجم األدبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪1984 2‬م‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ عصفور‪ ،‬جابر‪ .‬الرهان على المستقبل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2004،‬م‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ العطار‪ ،‬سليمان‪ ،‬الموتيف في األدب الشعبي والفردي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2012،‬م‪.‬‬
‫‪23‬ـ الغذامي‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬النقد الثقافي‪ ،‬المغرب‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪2001 2‬م‪.‬‬
‫‪ 24‬ـ فك‪ ،‬يوهان‪ ،‬العربية دراسات في اللغة واللهجات واألساليب‪ ،‬ترجمة عبد الحليم النجار‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المركز القومي‬
‫للترجمة‪2014 ،‬م‪.‬‬
‫‪25‬ـ كراب‪ ،‬ألكسندر هجرتي‪ ،‬علم الفولكلور‪ ،‬ترجمة رشدي صال ح‪ ،‬القاهرة‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬دار الكاتب‬
‫العربي‪1967،‬م‪.‬‬
‫‪ 26‬ـ كوبر‪ ،‬جي‪ .‬سي‪ ،‬الموسوعة المصورة للرموز التقليدية‪ ،‬ترجمة مصطفى محمود‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المركز القومي‬
‫للترجمة‪ ،‬ط‪2014 1‬م‪.‬‬
‫‪ 27‬ـ كونيهان‪ ،‬كارول م‪ ،‬أنثروبولوجيا الطعام والجسد‪ :‬النوع والمعنى والقوة‪ ،‬ترجمة سهام عبد السالم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة ‪2013‬م‪.‬‬
‫‪ 28‬ـ النجار‪ ،‬محمد رجب‪ ،‬من فنون األدب الشعبي في التراث العربي ج‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪،‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ 29‬ـ وارتون‪ ،‬إيمي‪ .‬إس‪ ،‬علم اجتماع النوع‪ ..‬مقدمة في النظرية والبحث‪ ،‬ترجمة هاني خميس أحمد عبده‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة‪ ،‬ط‪2014 1‬م‪.‬‬
‫‪ 30‬ـ وهبة‪ ،‬مجدي وكامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ط ‪2‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ 31‬ـ يونس‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬معجم الفولكلور‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 54‬صحيفة اللسن‬
‫المرأة في األمثال الشعبية المصرية‪ :‬دراسة ثقافية‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪1‬األهواني‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬مقالة بعنوان‪ :‬أمثال العامة في األندلس من كتاب في ذكرى طه حسين‪ ،‬إشراف عبد الرحمن‬
‫نقال عن‪ :‬شعالن‪ ،‬إبراهيم أحمد‪ ،‬الشعب المصري في أمثاله العامية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬‫بدوي ص‪ً ،235‬‬
‫للكتاب‪2008 ،‬م ص‪.39‬‬
‫‪2‬شعالن‪ ،‬إبراهيم أحمد‪ ،‬الشعب المصري في أمثاله العامية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2008 ،‬م‬
‫ص‪.40‬‬
‫‪ 3‬وهبة‪ ،‬مجدي وكامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ط ‪1984 2‬م‬
‫ص‪.332‬ج‬
‫‪4‬عبد النور‪ ،‬جبور‪ ،‬المعجم األدبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪1984 2‬م ص ‪.236‬‬
‫‪5‬يونس‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬معجم الفولكلور‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2009 ،‬م ص‪.453‬‬
‫‪6‬إبراهيم‪ ،‬نبيلة‪ ،‬أشكال التعبير في األدب الشعبي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬ط ‪ 3‬د‪.‬ت ص ‪.175‬‬
‫‪ 7‬كراب‪ ،‬ألكسندر هجرتي‪ ،‬علم الفولكلور‪ ،‬ترجمة رشدي صالح‪ ،‬القاهرة‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬دار الكاتب العربي‪،‬‬
‫‪1967‬م ص ‪.235‬‬
‫‪8‬الغذامي‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬النقد الثقافي‪ ،‬المغرب‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،2001 2‬ص‪.79،80‬‬
‫‪9‬يونس‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬معجم الفولكلور‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2009 ،‬م ص‪.452‬‬
‫‪10‬الج َّمال‪ ،‬أحمد صادق‪ ،‬األدب العامي في مصر في العصر المملوكي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر‬
‫‪ 1966‬ص‪.70‬‬
‫‪ 11‬فك‪ ،‬يوهان‪ ،‬العربية دراسات في اللغة واللهجات واألساليب‪ ،‬ترجمة عبد الحليم النجار‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المركز القومي‬
‫للترجمة‪2014 ،‬م ص ‪.230‬‬
‫‪12‬كراب‪ ،‬ألكسندر هجرتي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.239‬‬
‫‪13‬تيمور‪ ،‬أحمد‪ ،‬األمثال العامية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ ،‬ط‪1986 4‬م ص‪.482‬‬
‫‪14‬الج َّمال‪ ،‬أحمد صادق‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.75‬‬
‫‪15‬الجوهري‪ ،‬محمد‪ ،‬موسوعة التراث الشعبي العربي مجلد ‪ ،4‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.435‬‬
‫‪16‬أمين‪ ،‬أحمد‪ ،‬قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬النهضة المصرية‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪ 17‬داود‪ ،‬أماني سليمان‪ ،‬األمثال العربية القديمة‪ ..‬دراسة أسلوبية سردية حضارية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪2009 1‬م‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ 18‬شعالن‪ ،‬إبراهيم أحمد‪ ،‬الشعب المصري في أمثاله العامية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.51‬‬
‫‪19‬دي بوفوار‪ ،‬سيمو ن‪ ،‬مقال بعنوان‪ :‬المرأة باعتبارها اآلخر بكتاب‪ :‬النوع‪ ..‬الذكر واألنثى بين التميز واالختالف‪،‬‬
‫ترجمة محمد قدري عمارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪20‬المرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪21‬إسماعيل‪ ،‬محمد السيد‪ ،‬غواية السرد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪22‬عن صحيح البخاري الحديث‪ ،3331،‬وصحيح مسلم‪ ،‬الحديث ‪.1468‬‬
‫‪ 23‬العطار‪ ،‬سليمان‪ ،‬الموتيف في األدب الشعبي والفردي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪24‬البطل‪ ،‬محمد‪ ،‬موسوعة األمثال الشعبية المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬لونجمان‪ ،‬ط‪2009 1‬م‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 25‬بيضون‪ ،‬عزة شرارة‪ ،‬الرجولة وتغير أحوال النساء دراسة ميدانية‪ ،‬المغرب‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 26‬وارتون‪ ،‬إيمي‪ .‬إس‪ ،‬علم اجتماع النوع‪ ..‬مقدمة في النظرية والبحث‪ ،‬ترجمة هاني خميس أحمد عبده‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة‪ ،‬ط‪2014 1‬م‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪27‬الض بع‪ ،‬ماهر عبد العال‪ ،‬المرأة في مصر‪ ..‬العقل النسوي في مواجهة المجتمع الذكوري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،2017،‬ص‪.28‬‬
‫‪28‬المرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪ 29‬عصفور‪ ،‬جابر‪ ،‬الرهان على المستقبل‪ ،‬القاهرة‪ .‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.198،199‬‬
‫‪30‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.201،202‬‬
‫‪ 31‬إبراهيم‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬النقد الثقافي مطارحات في النظرية والمنهج والتطبيق‪ ،‬مقال‪ :‬مجلة فصول‪ ،‬عدد ‪ 63‬شتاء‬
‫وربيع ‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪32‬الغذامي‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫أ‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫صحيفة اللسن‬
‫د‪ .‬ثناء محمد كيالنى‬

‫‪ 33‬أيزابرجر‪ ،‬أرثر‪ ،‬النقد الثقافي‪ ،‬ترجمة وفاء إبراهيم ورمضان بسطاويسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪34‬أيزابرجر‪ ،‬أرثر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫‪35‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.187،186‬‬
‫‪36‬الساعاتي‪ ،‬سامية‪ ،‬علم اجتماع المرأة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪2003 ،‬م ص‪.309‬‬
‫‪37‬الضبع‪ ،‬ماهر عبد العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪38‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪39‬كونيهان‪ ،‬كا رول م‪ ،‬أنثروبولوجيا الطعام والجسد‪ :‬النوع والمعنى والقوة‪ ،‬ترجمة سهام عبد السالم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ 40‬ضيف هللا سيد إسماعيل‪ ،‬اآلخر في الثقافة الشعبية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‬
‫‪.142‬‬
‫‪41‬داود‪ ،‬أماني سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪ 42‬كوبر‪ ،‬جي‪ .‬سي‪ ،‬الموسوعة المصورة للرموز التقليدية‪ ،‬ترجمة مصطفى محمود‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المركز القومي‬
‫للترجمة‪ ،‬ط‪2014 1‬م ص‪ ،510‬ويُرجع أيضًا إلى‪ :‬سيرنج‪ ،‬فيليب‪ ،‬الرموز في الفن ـ األديان ـ الحياة‪ ،‬ترجمة عبد‬
‫الهادي عباس‪ ،‬سوريا‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬ط‪1992 1‬م‪ ،‬ص‪.116،117‬‬
‫‪ 43‬أنس الوجود‪ ،‬ثناء‪ ،‬رمز األفعى في التراث العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬ط‪1999 2‬م‪،‬‬
‫ص‪.115‬‬
‫‪44‬العبد هللا‪ ،‬يحيى‪ ،‬االغتراب‪ ..‬دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلُّون الروائية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الفارس‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪45‬أمين‪ ،‬أحمد‪ ،‬قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬النهضة المصرية‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪ 66‬ـ ‪.76‬‬
‫‪46‬كراب‪ ،‬ألكسندر هجرتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 236‬ـ ‪.237‬‬
‫‪47‬إبراهيم‪ ،‬نبيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪48‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪49‬الغذامي‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪50‬النجار‪ ،‬محمد رجب‪ ،‬من فنون األدب الشعبي في التراث العربي ج‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪،‬‬
‫‪ 2003‬ص‪ 160‬هامش‪.13‬‬
‫‪51‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫أ‬
‫العدد ‪ ،38‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪ 56‬صحيفة اللسن‬

You might also like