Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫نافذة علي مدٍنت واسط يف العصز األم وً والعباسٌ‬


‫(دراست يف مورفولوجَت املدٍنت )‬

‫م‪.‬م ندى جواد حممد علً‬


‫جامعة بغداد ‪/‬كلية العلوم‪/‬وحدة االستشعار عن بعد‬

‫(خالصت البحث)‬
‫جاء ىذا البحث ص ورة واضحة دلدينة حضارهتا عريقة امتدت عدة قرون ووضعت‬
‫بصماهتا الواضحة والبارزة للعيان من خالل ماتركتو لنا من شواىد تدل على عظمة‬
‫ادلدن اإل سالمية ‪ ،‬واليت سبيزت عن غَتىا بطرازىا وىندسة عمارهتا واليت ازبذت طابعا‬
‫خاصاً يظهر فيو جانب االبداع الفكري والفن العريب اإل سالمي ‪ ،‬كما يوضح ىذا‬
‫البحث من فكرة وتصميم احلجاج يف بناء مدينة واسط والذي يظهر نتيجة الظروف‬
‫مر هبا العراق عموماً واخللفء خصوصاً‪ ،‬فان تزايد الثورات من سلتلف‬
‫اللياسية اليت ّر‬
‫احملافظات وازدياد عدد خصوم احلجاج أدى اىل ان يفكر يف بناء مدينة تكون زلميو‬
‫فختار مدينة‬‫وقريبة م ن ادلدن االخرى ولكنها بعيدة يف الوقت نفلو عن الثورات ا‬
‫ذات موقع مالئم من الناحية العلكرية واللياسية واالقتصادية والصحية واطلق عليها‬
‫اسم واسط الهنا كانت وسطاً بُت الكوفو والبصرة وبغداد ولتكون معرباً للفتوحات ضلو‬
‫الشرق ‪ ،‬ورمست حدود واسط على اجلانب الغريب لنهر دجلة‬
‫صال عريقة تطورت وازدىرت‬ ‫فكان زبطيط ادلدينة وتطورىا العمراين ينم عن حضارة وأ ة‬
‫لتتحد مع اجلانب الشرقي ذلا لتكون مدينة واحدة‪.‬‬
‫وأول ما خطت ادلدينة دعمت بلور وخن دق وجامع ودار االمارة فضالً عن اسواق‬
‫وزلالت ومدارس وربط ‪ ،‬شلا يدل على تطور احلياة الفكرية ذلذه ادلدينة ‪ .‬ويف القرن‬

‫‪443‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫العاشر للهجرة وعندما أخذ هنر دجلو يغَت رلراه مبتعداً عن اجملرى الشرقي احلايل‬
‫الذي دير دبدينة العمارة يـبـدو أ ّرن صلم واسط أخذ يأفـل‪ ،‬لتبقى مدينة لللائحُت من‬
‫ادلهتمُت بالعمارة االسالمية ‪.‬‬
‫مقدمت‬
‫ترتبط مورفولوجية ادلدينة جبوانب مادية وأخرى حضارية واجلانب األول ديثل‬
‫أ‪ -‬موضع ادلدينة واخلصائص الطبيعية وادلادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬وديثل خطة ادلدينة‪.‬‬
‫ج‪ -‬وطرز مبانيها(‪.)1‬‬
‫يعد تاريخ العراق احلضاري وتراثو جزء من التاريخ العريب اإل سالمي فالطراز وطرق‬ ‫ّر‬
‫العمارة العربية إنعكس على أساليب نشوء العمارة يف العراق افزدىر وتطور ىذا الفن‬
‫‪.‬إ ّرن لقادة العرب‬ ‫ادلهم والذي ديثل صفحة مشرقة من صفحات العمارة العربية‬
‫ادلللمين من خلفاء وملوك دور فعال ومهم يف نشوء ادلدينة العربية ودديومتها ‪،‬فكان‬
‫دورىم الكبَت يف صنع القرار وادلشاركة يف التخطيط واالشراف على التنفيذ وخصوصا‬
‫تلك اليت اتلمت بطابع ادلباين العامة ادللاجد اجلامعة وادلدارس ودور االمارة مث يأيت‬
‫دور اللكان من عامل وبناء وصلار وضلات ونقاش وخطاط جعلت من تلك االعمال‬
‫الكبَتة زبلد صانعيها وتبقى أثر يضفي للحضارة االسالمية صفة البقاء‪.‬‬
‫إ ّرن البناء واختطاط ادلنازل امنا ىو من منا زع احلضارة ويدعو اليها الًتف والدعة وذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫متأخر على البداوة ومذاىبها‬
‫جاء ىذا البحث ليعطي صورة واضحة عن جزء صغَت حلضارة عصرين عريقُت من‬
‫أىم العصور اإلسالمية واليت برزت فيها العمارة اإلسالمية لتؤدي دوراً مهماً وشليزاً فيما‬
‫بعد فمدينة واسط اليت نشأة يف الع صر األموي ‪ ،‬وتطورت وازدىرت يف العصر‬

‫‪444‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫العباسي وانتهى دورىا لتبقى آثارىا شاىد للعيان حلضارة اسالمية شليزة بأصالتو ا‪ ،‬شلا‬
‫حث الباحثُت على التقصي إلبراز دورىا يف تلك ادلرحلة ادلهمة من تاريخ العراق ‪.‬‬
‫واسط مدٍنت‬
‫من مدن العراق ذات األ ية يف العصر األُألموي والعصر العباسي مدينة واسط‬
‫واليت شيدىا احلجاج بن يوسف الثقفي يف الربع االخَت من القرن األ ول اذلجري‬
‫‪81‬ى ـ‪83-‬ىـ (اللابع ادليالدي) وىناك رأي بأهنا بنيت من ‪ 83‬اىل ‪ 86‬كما جاء يف‬
‫البالذي (‪ )3‬وىو الرأي الغالب ‪ ،‬وتقع مدينة واسط على جانيب هنر دجلة ‪ ،‬وقبل بناء‬
‫احلجاج ذلا كانت قد سكنت من اجلانب الشرقي فقط حيث سكنها اللاسانُت‬
‫الفرس واآلراميون (األنباط) وتدعى بكلكر(‪ ،)4‬واستحدث احلجاج مقره قبالتها على‬
‫شاطئ دجلة من جهة الغرب حيث عاش العرب وحدىم مث مسح بعد موت احلجاج‬
‫لغَتىم باللكٌت فيها وا ختلط العجم والعرب دبرور الزمن و اتّرحد الشطران الشرقي‬
‫والغريب(‪ )5‬تدرجيياَ فكان منها مدينة واحدة يلكن فيها أناس ذو مصاحل اقتصادية‬
‫وسياسية مشًتكة فهي تشمل يف ملاحتها القددية قلماً من ل ـواء الكوت من جنوبو‬
‫وغربو ومجيع لواء ادلنتفك والعمارة ولكنها صغرت واتلعت تبعاً للظروف واالحوال‬
‫(‪)6‬‬
‫اللياسية‬
‫وتعد يف حينها من ادلدن ذات األ ية العلكرية وجاءت تلك األ ية لكوهنا قاعدة‬ ‫ُّد‬
‫اجليوش العربية واليت امتدت أحدى عشر قرناً ‪،‬فمدينة واسط التقل أ يتها عن‬
‫الكوف والبصرة يف إرساء قواعد احلكم العريب وذلا الفخر يف تعريب الدواوين وتعريب‬
‫ة‬
‫النقود وسكها على الطراز العريب ‪.‬‬
‫وإمـا اسم مدينة واسط فقد جاء من عدة أسباب يرجعها بعض ادلؤرخُت اىل واسط‬
‫القصب وىو اسم ادلوضع الذي اختاره احلجاج ليبٍت عليو مدينو وىذا مايذكره ابن‬
‫األثَت يف كتابو الكامل يف التاريخ ‪ ،‬كما ذكر أن ارضها كانت أرض قصب لذلك‬

‫‪445‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫مسيت واسط القصب ولكن الشائع واألقرب اىل الصحة ا ًن موقعها توسط ادلدن‬
‫بغداد والبصرة والكوفة واالىواز (للطريق النهري ) وشَتاز للطريق الربي*(‪.)7‬‬
‫لعل من أىم العوامل اليت ساعدت احلجاج على اختيار مدينة واسط ىي كما يلي ‪:‬‬ ‫و ّر‬
‫‪ .1‬العامل العلكري ‪:‬قد قامت عدة ثورات على احلكم األ موي بصورة ّر‬
‫عام ة وعلى‬
‫بان حكمو وزلاولة احتالل الثأثرين دلدينة الكوفة والبصرة شلا‬ ‫خاصة إ ّر‬
‫ّر‬ ‫احلجاج بصورة‬
‫جعل احلجاج يفكر يف بناء مدينة يكون دجلة دير من الناحية الشرقية ويكون الفرات‬
‫من الناحية الغربية شلا يعطي أ ية اسًتاتيجية‬
‫فأنه يصعب على الثائرين‬ ‫حربية شلتازة فالفكرة إذ ا ماقامت حرب يف أحدى ادلدن ّر‬
‫العبور من دجلة او الفرات إذ ما قطعت اجللور ومن االسباب االخرى واليت فكر‬
‫فيها احلجاج لبناء مدينتو ان تكون قريبة ومتوسطو ذلاتُت ادلدينتُت ليكون على قرب‬
‫واطالع دائم على سَت األ مور اللياسية والعلكريو والدليل على أ ية مدينة واسط‬
‫العلكري قد احاطها بلور و خندق والميكن الدخول اليها إالّر من خالل األ بواب‬
‫لزيادة مناعتها ومقاومتها ضد أي ثورة (‪ ،)8‬وعند بناء ادلدينو جعلها معرباً لفتوحاتو‬
‫ضلو الشرق فكان اعجاب احلجاج بواسط قد تأيت من خربة علكريو طويلو جاءت‬
‫نتيجة احلروب اليت خاضها مع أعداء الدولة االموية ‪.‬‬
‫‪ .2‬العامل اللياسي‪:‬كانت حياة احلجاج عرضو للخطر لكثرة اعدائو من باقي ادلدن‬
‫وخصوصا من ثوار البصرة والكوفة ‪ ،‬لذلك أراد أن يكون قريباً ومتوسطاً من تلك‬
‫ادلدن لقمع الثورات من جهة والقيام بادلهام اإلدارية و أعمال اللكان من جهة‬
‫إن احلجاج اسكن‬ ‫أخرى ويف الوقت نفلو يكون يف موقع زلمي ومن اجلد ير بالذكر ّر‬
‫يف واسط من أىل الشام ليكونوا اللاعد االدين وكان يعتمد عليهم يف تثبيت حكمو‬
‫ادلعارض من العراقيُت (‪. )9‬‬
‫ة‬ ‫والقضاء على الثورات‬

‫‪446‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫‪ .3‬العامل االقتصادي ‪:‬عندما فكر احلجاج ببناء مدينة واسط أرادىا أن تكون يف‬
‫موقع خصب وأراضي غَت ملتغلة كثَتا لتكون مورداً أساسياً إليرادات الدولة فضالً‬
‫عن توفَت ادلواد الغذائية واالستهالكية وقد منحها ىذا ادلوقع أ ية ذبارية حيث كانت‬
‫ملتقى عدة طرق لوقوعها على دجلة من جهة وتوسطها الكوفة والبصرة وادلدائن‬
‫واالىواز من جهة أخرى وكل تلك األ مور ساعدت مدينة واسط على ازدىارىا‬
‫وتفاعلها مع الطرق الربية اخلارجية شلا إدى اىل تنشيط احلركة التجارية وتبادل الللع‬
‫يف اضلاء واسعو من البالد حيث تقع على طريق الربي من الكوفة عرب الفرات مث طريق‬
‫البطائح اىل واسط ‪،‬مث اىل االىواز يف خوزستان واىل شَتاز * يف فارس (‪ ،)10‬فضالً عن‬
‫وقوع واسط على طريق فارس – واسط‪ -‬بغداد (والذي يلتعمل ليومنا ىذا يف‬
‫الرحالت اىل الشرق) ‪.‬‬
‫‪ .4‬العامل الطبيعي ‪ :‬يفضل العرب يف بناء مدهنم منطقة صحية ونقية غَت موبؤ ة‬
‫وذات منظر مريح للنفس وكما قال ادلقدسي عن واسط‪ ،‬واسط قصبة عظيمة‬
‫صحيحة اذلواء عذبة ادلاء وقال عنها القزويٍت (( كثَتة اخلَتات وافرة الغالت تشقها‬
‫(‪)11‬‬
‫دجلة ‪ ،‬واهنا يف فضاء من األرض ‪،‬صحيحة اذلواء عذبة ادلاء))‪.‬‬
‫ويذكر أن ادلدينة منذ بداية تأسيلها ذات شطرين يفصلهما هنر دجلة أحدا ا الشطر‬
‫الشرقي القدمي ادللكون والشطر الغريب غَت ملكون ‪ ،‬وقد اقام احلجاج مدينتة على‬
‫اجلانب الغريب لنهر د جلة وبعد زيادة اللكان وتطور ادلدينة وكرب حجمها وملاحتها‬
‫التصق اجلانبُت الشرقي والغريب ‪.‬‬
‫وأول عمل قام بو احلجاج بعد شراءه االراضي ىواألمر ببناء القصر وادللجد‬
‫واللورين ‪،‬وحفر خندق يف ثالث سنُت (‪ )12‬وأصبح اجلامع والقصر واللور على‬
‫اجلانب الغريب من واسط‬

‫‪447‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫قسم اخلطط للقبائل العربية حول ادللجد ودار االمارة ‪،‬والذي بناىا لصق جدار‬ ‫وقد ّر‬
‫القبلة أي خلف مصلى اجلامع االول الذي بناه احلجاج وجعلوا من حول االمارة‬
‫وملجدىا فراغاً يفضي وتشرع اليو الطرق واأل سواق ‪ ،‬وكمدينة عربية إسالمية من‬
‫أىم معادلها واليت سبيزىا عن باقي ادلدن ىو ‪:‬‬
‫‪ - 1‬القصر‬
‫لقد بٌت احلجاج القصر جبوار ادللجد يف اجلهة اجلنوبية الغربية وفقاً للطراز ادلتبع يف‬
‫قصور االمارة يف صدر االسالم ويف كل ركن من أركان القصر برج مشيد على شكل‬
‫ثالث ارباع الدائرة ومبنية من اجلص واآلجر وتفضي اىل أبواب وشوارع كثَتة ‪.‬‬
‫وقد ميزه ىذا القصر ق بة خضراء شاىقة حيث قيل أهنا كانت ترى من بلدة فم‬
‫الصلح لذلك مسي القصر باسم ((قصر القبة اخلضراء )) (‪)13‬وقد بنيت ألول مرة يف‬
‫العراق إذ مل صلد يف ادلصادر العربية االسالمية مايشَت اىل وجود قبو مشاهبة ‪،‬بل ان‬
‫دمشق استوحت يف بناءىا للقباب من تلك القبة فمن ادلؤكد ان بناء مدينة واسط‬
‫جاء قبل بناء مدينة بغداد ودمشق بل ان ادلنصور ازبذ من طراز مدينة واسط يف‬
‫بناءه دلدينة بغداد ولعل القبو ذاهتا كانت وسط القصر حيث يتقاطع قطراه ولو اربعة‬
‫مداخل (أبواب ) رئيلة تؤدي اىل طريق عرض كل واحد منو ضلو ‪ 40‬مًت ‪ ،‬وجعل‬
‫ادللجد جبوار القصر وبلغت ابعاد القصر ‪ 400 x 400‬مًت اما ملاحة ادللجد‬
‫(‪.)14‬‬
‫فهي (‪ )200x200‬مًت ويكون بذلك ‪ 40‬الف مًت مربع‬
‫وكانت دار االمارة يف واسط أو قصر القبة قد شيد مالصق جلدار قبة اجلامع األ ول‬
‫وان ابعاده ضعف ابع اد اجلامع ‪،‬كما دلت التنقيبات األ ثرية ان القصر احتوى على‬
‫سور مدعم بأبراج مدورة ‪ ،‬اللور اخلارجي ادلنكشف ويف القلم الشرقي منو يقع‬
‫مدخل القصر وىو دار احلجاج أ ّرما اللور الداخلي فعلى األ غلب يكون متناضراً‬

‫‪448‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫للجامع دبا معناه انو لزيادة احلماية واألمان قد مت بناء سورين مدعمة بأبراج وكما ىو‬
‫معروف وجود االبراج للمراقبة ‪ ،‬كما يظىر يف شكل رقم (‪.)1‬‬
‫( )‬

‫‪:‬‬ ‫(‬
‫‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫وتظهر باحو كبَتة أمام القصر اخلارجي يًتك ثالثو ملتطيالت فادللتطيل الوسطي‬
‫يضم اللاح ة الوسطية الكربى حيث تطل عليها اآلواوين مشيدة بطريقة ىندسية فنية‬
‫رائعة ‪،‬انظر شكل (‪)2‬‬
‫وىناك بعض اآل جزاء لقواعد أعمدة مشيدة بآ جر مربع ويتكون أساسو من ثالث‬
‫طبقات من اآلجر واجلص واليت تربط بُت القواعد (‪ )15‬قد أزبذ شكل ادلربع يبلغ طول‬
‫كل ضلع ‪ 104.50‬مًتاً وبثخن ‪ 2.26‬مًت‬

‫شكل قم (‪)2‬‬

‫‪.137‬‬ ‫بق‬ ‫م س س‬ ‫‪:‬‬

‫‪450‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫واليت بنيت ع ىل الطراز احلَتي وتوجد يف ادلؤخرة هبو كبَت ذي ثالثة أروقو شيدت‬
‫خلفها القبة ادلشهورة بالقبة اخلضراء ‪ ،‬وادللتطيالن اجلانبيان فاهنما يضمان مرافق‬
‫سكنية سلتلفة اللعة وعدد من احلجر واللاحات‪.‬‬
‫ّراما داخل القصر كانت األ سس متقاطعو تقوم يف نقاط تقاطعها أعمدة وبلغ عرض‬
‫ادلدخل ادلنكشف ‪ 2،5‬م كما دلت العتبة ادلنكشفو على ان الشارع خارج القصر كان‬
‫أعلى من تبليط بنحو (‪25‬سم) كما وجدت ربت العتبة قناة للمياه تنقلم تنقلم‬
‫عىل فرعُت ‪.‬‬
‫وحيوي اجلدار الشرقي على برجُت يقعان عند هنايتهما ووجد مدخل واحد كان يقع‬
‫يف منتصف ادللافة بُت الزاوية الغربية للجامع والزاوية الشمالية للقصر‬
‫ات االثرية تبُت‬
‫رلموعو من احلجر ‪ ،‬واستناداً اىل النصوص التارخيية وما اثبتتو التنقي ب‬
‫أ ّرن دار االمارة يف واسط قد اتبع اىل حد كبَت دار االمارة يف الكوفو (‪. )16‬‬
‫مدين واسط احيطت‬ ‫‪ -2‬اخلندق تذكر أغلب ادلصادر التارخيية والروايات على أ ّرن ة‬
‫خبندق ودبا أ ّرن بناء ادلدينة كان الأغـراض علكريو فـمن الطبيعي ان يكون ىناك‬
‫خندق للمدينة ومل تشر ادلصادر عن عرضو ومصدر ادلياه هنر دجلة او الزاب لقربو من‬
‫ادلدينة (‪.)17‬‬
‫‪ - 2‬األسوار‬
‫لزيادة ربصينها حظيت مدينة واسط بلورين يفصل بينهما الفصيل والذي يعد‬
‫ثكنات اجليش من اجلنود واحلرس وأوضحت الدراسات القليلو أ ّرن ارتفاع اجلدار‬
‫يًتاوح مابُت ‪2‬اىل ‪ 3‬امتار وزبًتق اجلدار بُت ملافات متفاوت ة نوع من اجملاري‬
‫اخلاصة ادلشيدة باآلجر تشييداً زلكماً وعلى ارتفاع بلغ ادلًتين وزبربنا ادلصادر ان‬
‫اجلدار ينتهي بضفو دجلة على بعد ‪ 500‬مًت عن ادلدينة ‪ ،‬أما اجلهة اجلنوبية الغربية‬

‫‪451‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫فأنو ينتهي عند اجلدول القدمي والذي يقع اىل اجلنوب من اطالل ادلدينة ويبعد كذلك‬
‫بنحو ‪ 500‬مًت(‪.)18‬‬
‫ومن الواضح أن اللور مدعم باالبراج لزيادة التحصُت كما ىو عليو احلال يف أغلب‬
‫ست ابواب عرفت من أمسائها وىي باب‬ ‫أسوار ادلدن االسالمية وللور مدينة واس ط ة‬
‫ادلضمار واليت تؤدي بشارع اىل ساحة اخليل واليت تقع باجلهو اجلنوبية من ادلدينة‬
‫وباب الزاب ومن الواضح جاء االسم اىل هنر الزاب والذي يقع بالقرب من ادلدينة يف‬
‫اجلهو الشمالية منها وىو الذي حفره احلجاج الرواء ادلناطق احملـيطة بادلدينـة ‪ ،‬وبـاب‬
‫القورج (‪ )20‬نلبة اىل حفر القورج مـجرى مـائي صغَت ليجري ادلاء من القاطول‬
‫وتلك الباب قريبة من باب ادلضمار وباب اخلال لُت اليعرف بالضبط سبب التلمية‬
‫ويرجح نلبة اىل احتمال وجود اخلاللُت ‪ ،‬وباب البصرة وىي الباب ادلؤديو اىل هنر‬
‫يت فيها نقل الضائع باذباه البصرة ‪ ،‬وباب الفيل واليت تؤدي اىل مشرعو‬ ‫دجلة واليت م‬
‫الفيل واليت تقع باجلهو الشرقية من ادلدينة (‪( )21‬انظر الشكل ) ويذكر الطربي يف‬
‫كتابو ان تلك األبواب قد نقلت فيما بعد اىل مدينة بغداد ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ادللجد ويقع يف وسط ادلدينة وقد سار احلجاج يف زبطيط ا دلدينة على خطى‬
‫ادلدن اإلسالمية فيكون دار اإل مارة واجلامع متلصقان ( الضلع القبلية منو ) مع بعض‬
‫ويف وسط ادلدينة ومن حولو جيعلوا فراغاً منو تتفرع الطرقات واليو تفضي الشوارع‬
‫‪،‬ودلت التنقيبات على أ ّرن شكل اجلامع ازبذ شكل ادلربع واطوال اضالعو شبو‬
‫متلاوية وطول اال ضالع مابُت ‪ 103‬و‪ 104‬مًت مابُت الطول والعرض وبلمك‬
‫‪ 26’2‬مًت(‪، )22‬وكانت الباب الضلع الشمال ية الشرقية ىي باب ادلدخل الرئيس‬
‫للجامع‪،‬ومن الداخل احتوى ادللجد اجلامع على صحن ملتطيل الشكل مغطى‬
‫خبمس بالطات وكل منها يتألف من تلعو عشر رواقاً ويوجد يف مؤخرة الصحن‬
‫بالطة واحدة فيها تلعة رواقاً تقابل ادلصلى بنيت من اآلجر (‪ )23‬كما احتوى الصحن‬
‫‪452‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫على مكان للؤضوء وضع يف وسط الصحن كما كان مألوفاً يف ادللاجد انذاك وقد‬
‫شيد موسى بن نبأ القائد الًتكي ملجداً جامعاً يف الشطر الشرقي من ادلدينة مسي‬
‫بامسو ويلمى ايضاً ادللجد الشرقي ‪،‬ومنذ تل ك اللنة كانت واسط توصف بأن ذلا‬
‫(‪)24‬‬
‫ملجدين جامعيُت يف شطريها‬
‫‪ - 4‬األسواق واحملالت ‪ :‬قام احلجاج بتخطيط األ سواق وذلك بنقل وجوه أىل‬
‫الكوفو وأمرىم أن يصلوا عن ديُت ادلقصورة (مقصورة اجلامع ) (‪ّ ،)25‬رأما أىل البصرة‬
‫فأمرىم باللكٌت عن يلار ادلقصورة ومن كان معو من اىل الش ام أمرىم ان يصلوا‬
‫حبيالو شلا يلي ادلقصورة وانزل أصحاب الطعام والبزازين والصيارفو والعطارين عن ديُت‬
‫اللوق ‪،‬درب اجلزارين وانزل البقالُت و أصحاب اللقط و أصحاب الفاكهة يف قبلة‬
‫اللوق(‪ )26‬من ىنا يالحظ أن احلجاج أوجد زبصص احلرف يف األ سواق ومن ىذا‬
‫التوزيع اراد لكل مهنة مكاهنا الزبتلط مع ادلهن األ خرى وشلا يؤكد كالمنا ىذا وجود‬
‫الصريف لكل مهنة‪.‬‬
‫أ ّرما احملالت واليت عرفت بواسط فهي زللة الرزازين وكان موقعها يف اجلهة اللفلى من‬
‫ادلدينة وادلهالبة يف اجلهة الشرقية وزللة اخلزاعيُت ‪،‬وزللة قصر الرصاص ‪،‬ومن الدور‬
‫ادلعروفو وادلشهورة دور بٍت سافري وقصر القلري والرصاص والرمان‪.‬‬
‫يف ىذه ادلرحلة تطورت ادلدينة وازداد عدد سكاهنا وتلك الزيادة جاءت نتيج ة للتطور‬
‫االقتصادي والعلكري واإل داري فقد ىاجر اليها الناس من سلتلف مدن العرق‬
‫ليلتقروا يف واسط ويتخذوا منها سكناً ذلم فضالً عن الزيادة الطـبيع ية ذلا ونتيجة‬
‫تسعت واسط وظـهرت فيهـا التقليمات اإل دارية وقد قلمت عىل مخس‬ ‫لذلك ا ّر‬
‫أقلام تلمى أعمال (‪ )27‬وىي‪-:‬‬
‫منطقة الصلح وواسط والعينية والغراف والشرطة إالّر انو يالحظ أ ّرن تلك التقليمات‬
‫األداريو للمناطق مل تكن ثابتة ويعود اللبب الرئيس اىل التغَتات اليت جرت على‬
‫‪453‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫نظام االراضي وجباية الضرائب فضالً عن تعرض مواقع مراك ز االستيطان اىل تبدالت‬
‫وبستمرار نظراً للهولة األراضي وجريان االهنار بتلك االراضي اللهلية إدى اىل‬ ‫كثَتة ا‬
‫تعرض الكثَت من ادلناطق للفيضانات فتنغمر االراضي بادلياه وشلا نتج عنها تكوين‬
‫(‪)28‬‬
‫األىوار وادللتنقعات واليت تؤدي بدورىا اىل كثرة األ مالح وبور األ راضي الزراعية‬
‫اض خصبة جديدة ‪.‬‬ ‫شلا يضطر ادلزارعون اىل ىجر أراضيهم والبحث عن أر ٍض‬
‫وبالرغم من ذلك االزدىار االقتصادي وزيادة القدرة الشرائية فضالً عن زيادة التعداد‬
‫اللكاين أدى بطبيعة احلال اىل ازدىــار الصناعة يف مدينة واسط وظهور الصناعات‬
‫احلرفية ومنها صناعة نليج ادلالبس واللتائر بألوان متعددة زاىية فضال عن اللجاد‬
‫واألمناط* االموي ‪،‬كما عرفت واسط بصناعة االقمشة الثمينة واليت تطرز خبيوط‬
‫(‪)29‬‬
‫الذىب والفضة واخلرز‬
‫وازدىرت وتطورت صناعة اخلزف والفخار وىذه الصناعو استمرت على مدى العصر‬
‫األموي والعصر العباسي بعد أن اضيفت اليها يف العصر العباسي بعض ربلينات‬
‫مثل إضافة مادة الرصاص واأل لوان اليها وتشكل جرارا و أباريق وأواين سلتلفة االحجام‬
‫واألشكال وأقداح وصحون وغَتىا(‪. )30‬‬
‫ومن الصناعات األ خرى واليت سبيزت فيها واشتهرت مدينة واسط صناعة اخلمور‬
‫والنبيذ وجاءت لكثرة وجود ادلادة األ ولية وىي التمور والكروم ‪،‬فضالً عن الصناعات‬
‫األخرى مثل احلدادة ووجود سوق احلدادين وكانت أغلب صناعاهتم خاصة للبناء‬
‫واألسلحة حلاجة اللوق لتلك الصناعات ومن أشهر الصناعات واليت سبيزت هبا‬
‫واسط كانت صناعو الصياغة و تذكر بعض ادلصادر وجود سوق خاص ذلم وفضال‬
‫عن صناعة اللفط وظهور اللفاطُت واليت تقوم على الربدي وخوص النخل واحللفاء‬
‫وكانت تنتج منها األ قالم وكانت للنجارة حيزا يف مدينة واسط لعمل الشبابيك‬
‫واالبواب واألثاث ادلنزلية األخرى (‪.)31‬‬
‫‪454‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫العصز العباسٌ‬
‫إن ادلدينة حبد ذاهتا تعد إحدى الظواىر البشرية اليت قامت بفعل تأثَت وتفاعل رلموعة‬ ‫ّر‬
‫من العناصر‪ ،‬فتلك ادلقومات ذلا دور يف ربديد حجم وأسلوب وتنظيم ادلدينة‬
‫وتفرض على ادلخطط احلضري مراعاة تلك العناصر يف نو عية وشكل العمران فضال‬
‫عن االرتباط الوثيق بادلقومات البشرية من حجم اللكان ووظائف ادلدينة ادلتعلقة‬
‫بالفعاليات واألنشطة االقتصادية فتلك اخلصائص ذلا الدور يف تطور ومنو واستمرار‬
‫ادلدينة‪،‬وسنعرض تلك اخلصائص بصورة موجزة (‪ ،)32‬ومدينة واسط يف العصر‬
‫العباسي ازداد اال تصال مابُت جهة الشرق والغرب حىت باتت مدينة واحدة تعرف‬
‫دبدينة واسط واليت ذلا جانب شرقي وجانب غريب فكانت حدود الوالية خط يبدأ من‬
‫مدينة هنر سايس مث يلَت مشاالً اىل ما ذرايا مث يلَت شرقاً اىل الطيب مث قرقوب مث‬
‫يتجو جنوباً اىل هنر تَتي وبعدىا اىل الغرب ليدور حو ل بطائح واسط اىل القطر مث‬
‫البطائح مث يتجو وجهة مشالية اىل هنر سايس(‪، )33‬انظر خارطة (‪)1‬‬

‫‪455‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫ب‬ ‫خ ط (‪ ) 1‬ح‬

‫المصدر ‪ :‬إنظر فؤاد سفر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.5‬‬


‫المعاضيدي ‪،‬واسط في العصر العباسي‪،‬إطروحة دكتورا‪ ،‬جامعه بغداد‪ -‬كلية‬
‫االداب ‪/‬تاريخ‪،‬سنة‪،1983‬ملحق (‪. )1‬‬

‫‪456‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫ان للتطور االقتصادي واالجتماعي والعمراين أبقى مدينة واسط مزدىرة يف العصر‬
‫العباسي وزلتفظة دبكانتها بُت ادلدن العراقي فبالرغم من األ حداث اللياسية اليت‬
‫عصفت بكافة ادلدن العراقية احتفظت ىذه ادلدينة دبركزىا التجاري ادلهم والدليل على‬
‫ذلك اتلاع ىده ادلدينة ووصول آثارىا حىت وصل اىل عقيق الدجيلو يف الوقت‬
‫احلاضر وىذا يدل على مدى اتلاعها عندما كانت قائمة آنذاك ‪.‬‬
‫‪ - 1‬اجلوامع وادللاجد ‪ :‬إ ّرن احلفائر االثرية واليت اجريت بواسط دلت على إ ّرن‬
‫جامع احلجاج كان قد هتدم يف سنة ‪400‬ىـ‪ 1009/‬م وقد شيد على انقاضو وبقاياه‬
‫جامع جديد الخيتلف يف زبطيطو عن اجلامع االول وبال طو وشلا اثبتتو التنقيبات من‬
‫إ ّرن ىذا اجلامع أيضاً هتدم سنة ‪ 550‬ىـ‪1155/‬م وبٌت على انقاضو جامع ايضاً‬
‫بادلواصفات نفلها اجلامع االول والثاين ودبوقع قريب من االول ‪،‬وىذا يثبت أ ّرن جامع‬
‫احلجاج وقصرالقبة اخلضراء اليت كانت ترى من فم صاحل على فوق ىذا اجلامع ثالث‬
‫ملاجد جامعة اخرى ومل يبق من األول والقصر غَت بقايا األسس واللوارى وأجزاء‬
‫(‪. )34‬‬
‫صغَتة من اجلدران‬
‫وقد ازدادت اجلوامع يف ىذا العصر فقد بٌت عدة جوامع منها جامع موسى بن بغا‬
‫والذي يقع على اجلانب الشرقي من ادلدينة وجامع ابن رقاقا والذي يقع يف اجلانب‬
‫الشرقي ايضاً فضالً عن جامع ادلصلى والذي يقع يف اجلانب الغريب من مدينة واسط‬
‫وقد ازداد عدد ادللاجد واجلوامع يف ىذا العصر لزيادة عدد اللكان من جهة واتلاع‬
‫ادلدينة من جهة آخرى ومنها مسجد بدر بن عبد اهلل وملجد ابن ايب صاحل وملجد‬
‫ابن اللقاء ورمحة واسلم بن سهل الرزاز الواسطي وملجد زنبور وقصبو ودرب‬
‫الواسطيُت وبن شبح (‪.)35‬‬
‫‪ - 2‬دار االمارة ‪ :‬بقيت دار االمارة يف العصر العباسي على حاذلا بالرغم من عدم‬
‫وجود دليل عل سكناىا إالّر أهنا بقيت موجوده (‪.)36‬‬
‫‪457‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫‪ - 3‬اللور تشَت ادلصادر اىل وجود اللور يف العصر العباسي وكما ذكرنا سابقا إفّرن‬
‫اذلدف الرئيس من بناء واسط ىو ىدف علكري ومن احملتمل ان يكون اللور قد‬
‫تعرض للخراب والتهدمي مرات عدة ويرجع سبب ذلك للتوسع العمراين أو من جراء‬
‫ادلشاركة الفعالة ذلذه ادلدينة يف معظم االحد اث اللياسية اذلامة واليت شهدىا العراق‬
‫يف تلك احلقبة شلا أدى اىل ترميمو وذبديده أكثر من مرة (‪ .)37‬وقد خال اجلانب‬
‫الشرقي من وجود اللور ‪.‬‬
‫‪ - 4‬احملالت ‪ :‬تتوسع احملالت اللكنية نتيجة مع توسع ادلدينة عموماً فتوسعت‬
‫احملالت ادلوجوده أصال وظهرت زلالت جديدة فكانت التقليمات كما يلي ‪-:‬‬
‫أ ‪ -‬زلالت اجلانب الغريب ومنها زللة باب الزاب وزللة الوراقُت والرزازين واخلراعيُت‬
‫وزللة بنداالين وزللة الكتبيُت وزللة القراطيليُت واليت تقع على اجلانب الغريب قريباً‬
‫من زللة الوراقيُت‬
‫ب ‪ -‬زلالت اجلانب الشرقي ومنها زللة برجونية واحلزاميُت وحوز برقو وال يت تقع‬
‫مقابل ادلدينة الغربية ومتصلو دبحلة احلزاميُت وزللة سويقو ابن عيينو وزللة دوينانا وزللة‬
‫بابلَت فضالُأل عن زلالت اخرى مثل الطحانيُت والربجالنية الزيدية وقصر الرصاص‬
‫واألنباريُت واحلادره(‪.)38‬‬
‫‪ - 5‬الشوارع بقى زبطيط الشوارع كما كان يف العصر األُأل موي وخصوصاً األربعة‬
‫الرئيلة منها واليت تفرعت من دار اإلمارة وبعرض كل واحد منها ‪40‬مًت واليت تؤدي‬
‫اىل أبواب ادلدينة وبقيت زلتفظة بأمسائها مثل شارع اخلرازين والذي يبتدئ بالقرب من‬
‫ادللجد اجلامع ودار االمارة وديتد جنوباُأل اىل الغرب من األسواق لينعطف شرقاُأل جنوب‬
‫األسواق اىل ان يق ترب من هنر دجلة ‪،‬فضالُأل عن درب احلوض واخلطيب دبحلة‬
‫الطحانيُت ودرب الصاغو والذي يقع دبحلو الصاغة و منتاب االعلى و الواسطيُت‬

‫‪458‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫اإلمارة‬ ‫ودرب البصريُت‪،‬و أغلب تلك الشوارع والدروب كانت تربط مابُت دار‬
‫(‪)39‬‬
‫وادللجد من جهة احملالت واألسواق من جهة أخرى‬
‫‪ - 6‬األسواق ‪:‬توضح كتب التاريخ أ ّرن العرب عموماُأل وادلللمُت خصوص اُأل اىتموا‬
‫بشكل واضح يف زبطيط األ سواق وجعلها امتداد لدار اإلمارة وادللجد ‪،‬ومدينة‬
‫واسط كان ذلا طابع ميزىا عن غَتىا يف زبطيط األسواق فقد جعل احلجاج األسواق‬
‫زبصصية فقد ذبمع أ‬
‫‪ - 7‬صحاب كل حرفة أو مهنة يف سوق واحده ‪،‬فكانت أسواق أصحاب الطعام‬
‫والبزازين والصيارفو والعطارين تقع عن ديُت اللوق وسبتد اىل درب اخلرازين واسواق‬
‫البقالُت وأصحاب اللقط ‪،‬وزلالت الفاكهة تقع يف قبلة اللوق وسبتد اىل درب‬
‫اخلرازين ‪،‬وعن يلار اللوق هنر دجلة وللجزارين سوق خاصة هبم ‪.‬اما أسواق اجلانب‬
‫الشرقي فكان سوق اخلشب وسوق أيب عيينة من أىم األسواق (‪.)40‬‬
‫‪- 8‬ادلدارس ‪ :‬تطورت احلياة الفكرية يف ىذه الفًتة فكانت واسط احدى أىم‬
‫ادلراكز الثقافية ادلهمة بالعامل اإلسالمي وشهدت نشاطاُأل علمياً واسعاً ‪،‬ومن ىنا‬
‫ظهرت يف ىذا العصر العديد من ادلؤسلات التعليمية ‪ ،‬فأول مدرسة انشئت هبذا‬
‫إبراىيم بن علي الفاروقي سنة‬ ‫العصر ىي مدرسة القاضي أبو علي احللن بن‬
‫‪ 528‬ىـ‪ ،‬وبعدىا ظهرت عدة مدارس مثل مدرسة ابن القارئ والواسطي ومدرسة‬
‫خطلربس واليت تقع يف اجلانب الشرقي من ادلدينة من اجلهة العليا وعلى مقربة من‬
‫دجلة (‪ )41‬ومدرسة الفقيو أيب الغزنوي وموقعها يف مح لو الوراقُت يف اجلانب الغريب‬
‫فضالُأل عن مدارس اخرى مثل مدرسة زلمد بن ورام والشرابية واليت تقع على اجلانب‬
‫الشرقي من مدينة واسط على ضفاف دجلو (‪.)42‬‬
‫سا ت تلك ادلدارس بصورة فعالو يف رفع ادلكانو العلمية لتلك ادلدينة فقصدىا وزبرج‬
‫منها عدد من العلماء وادلفكرين وا لفقهاء واالدباء ووجود ىؤالء ادلفكرين أدى اىل‬
‫‪459‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫ظهور البيوت العلمية مثل البيت اللوادي والبيت األزدي والذي مسي بيت (( الرواية‬
‫واحلديث )) والغنزي وادلندائي الواسطي واآلمدي وبيت العدالو والرواية والذي اشتهر‬
‫بقراءة القرآن والتصوف واحلديث (‪ )43‬واليت جيتمع هبا الوجو اء والعلماء من ادلفكرين‬
‫للتشاور وتبادل ادلعلومات واخلربة‬
‫‪ - 9‬الربط **‪ :‬نتيجة لتطور وازدىار احلياة االقتصادية وارتفاع ادللتوى ادلعاشي‬
‫أدى اىل ازدىار حركة اللوق والتجارة فقد أنشأ يف مدينة واسط عدد من الربط ومنها‬
‫رباط ابن القارئ ورباط االنصاري ورباط قراجو والذي يقع على دجلة وابن االغالقي‬
‫وادلعروف باآلمدي ورباط النوى والقرييت ‪ ،‬وىناك رباطُت على اجلانب الشرقي من‬
‫واسط احدا ا قرب جامع ابن الرقاقا ّرإم ا االخر على دجلة قريباُأل من ادلدرسة الشرابية‬
‫(‪.)44‬‬
‫ويف القرن العاشر للهجرة وعندما أخذ هنر دجلو بتغَت رلراه مبتعداُأل عن ا جملرى الشرقي‬
‫أ ّرن صلم واسط أخذ‬ ‫احلايل ‪،‬انظرخارطة (‪ ،)2‬الذي دير دبدينة العمارة يـبـدو‬
‫يأفـل‪،‬ولكنها تبقى زلط انظار الدارسُت وادلهتمُت باحلضارة والعمارة اإلسالمية العربية‬
‫بقيت وكما وصفها ادلقدسي ((واسط قصبة عظيمة ذات جانبُت وجامعُت وجلر‬
‫بينهما ‪،‬كثَتة اخلَت وم عدن اللمك ‪.‬جامع احلجاج وقبتو يف الغريب طرف االسواق‬
‫بعيد عن الشط عامرة بالقرآن ‪،‬اختطها احلجاج ومسيت واسط الهنا بُت قصبات‬
‫العراق واالىواز)) (‪.)45‬‬

‫‪460‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫ق م‬ ‫ج‬ ‫ج ى‬ ‫إل ال‬ ‫قع‬ ‫خ ط (‪) 2‬‬

‫‪461‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫الهوامش‬
‫‪،2006‬‬ ‫‪ - 1‬زلمد مدحت جابر‪،‬جغرافية ا لعمران الريفي واحلضري‪،‬مكتبة األصللو ادلصرية‪،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫ص‪.297‬‬
‫‪ - 2‬ابن األزرق‪،‬االمام أيب عبد اهلل أبن األزرق ادلا لقي ادلالكي بدائع الللك يف طبائ ادللك‪:‬ربقيق وتعليق علي‬
‫شامي النشار‪،‬سلللة كتب الًتاث (‪،)53‬اجلزء الثاين‪،‬منشورات وزارة الثقافة والفنون ‪،‬العراق‪1978،‬‬
‫‪،‬ص‪.273‬‬
‫‪ - 3‬ادلقدسي ‪،‬مشس الدين أبو عبد اهلل زلمد بن أمحد أحلن التقاسيم يف معرفة االقاليم ‪،‬ط ‪،3‬مكتبة مدبويل‬
‫‪،‬القاىرة ‪،1991،‬ص ‪.446‬‬
‫‪ - 4‬كوركيس عواد ‪،‬تاريخ واسط‪ ،‬مطبعة ادلعارف ‪،‬بغداد‪،1967،‬ص‪.43‬‬
‫واسط ‪،‬مطبعة ادلعارف‬ ‫‪ - 5‬اسلم بن سهل الرزاز الواسطى ادلعروف ببحشل ‪،‬ربقيق كوركيس عواد ‪،‬تاريخ‬
‫‪، 1967،‬ص‪.23‬‬
‫‪ - 6‬فؤاد سفر ‪،‬واسط ادلوسم اللادس للتنقيب ‪،‬مديرية اآلثار القددية العامة‪،‬مطبعة‬
‫‪ - 7‬ادلعهد الفرنلي لآلثار الشرقية ‪،‬القاىرة ‪،1953‬ص‪.14‬‬
‫‪ - 8‬عبد القادر سلمان ادلعاضيدي ‪،‬واسط يف العصر األموي ‪،‬دار احلرية للطباعة‪،1976،‬ص‪.74-73‬‬
‫* شَتاز تتميز بكوهنا م دينة ذبارية ومركزاً لكثَت من الطرق الشمالية والشمالية الشرقي واجلنوب واجلنوب الشرقي ‪.‬‬
‫‪ - 9‬ببحشل‪،‬ربقيق كوكيس عواد ‪،‬تاريخ واسط ‪،‬مطبعة ادلعارف ‪،‬بغداد ‪، 1967،‬ص‪.24‬‬
‫‪- 10‬عبد القادر سلمان ادلعاضيدي ‪،‬ادلصدراللابق ‪،‬ص ‪.106‬‬
‫‪- 11‬ادلقدسي ‪،‬ادلصدر اللابق ‪،‬ص ‪.124‬‬
‫‪- 12‬صاحل امحد العلي‪،‬منطقة واسط ‪،‬رللة سومر ‪،‬العدد ‪، 26،1971‬ص‪.67-65‬‬
‫‪- 13‬ناجي معروف ‪،‬زبطيط ادلدن عند العرب ‪،‬رللة سومر ‪،‬مج ‪، 26‬ع‪،13‬ص‪.97،‬‬
‫‪- 14‬ادلقدسي ‪ ،‬ادلصدر اللابق‪501،‬‬
‫‪- 15‬ادلعاضيدي ‪ ،‬ادلصدر اللابق ‪،‬ص‪.112‬‬
‫‪- 16‬ادلصدر نفلو ‪،‬ص‪.113‬‬
‫ادلشرق وادلغرب ‪،‬بغداد‬ ‫‪- 17‬ىاشم عبادة مطر ‪ ،‬تاريخ الدويالت العربية االسالمية يف العصر العباسي يف‬
‫‪،‬مطبعة احلديثي ‪، 1979،‬ص ‪. 43‬‬
‫‪- 18‬زلمود شوقي احلمداين ‪ ،‬حملات من تطور الري يف العراق قددياً وحديثاً ‪،‬بغداد ‪، 1984،‬ص ‪.19-18‬‬
‫‪- 19‬مديرية اآلثار العامة ‪،‬االضبارة رقم ‪، 18/3‬بعثة التنقيبات دلدنة واسط ‪،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ 20‬ف‪-‬ؤاد سفر ‪،‬ادلصدر اللابق ‪.23،‬‬
‫‪- 21‬ادلعاضيدي ‪،‬املصدر اللابق ‪،‬ص‪.125-117‬‬
‫‪462‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫‪- 22‬انظر ‪،‬ادلعاضيدي ‪ ،‬ادلصدر اللابق ص ‪-115-111‬فؤاد سفر ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.27-25‬‬
‫‪- 23‬شريف يوسف‪ ،‬تاريخ فن العمارة العراقية يف سلتلف العصور‪،‬دار الرشيد ‪،1982،‬ص‪. 311‬‬
‫‪- 24‬ادلصدر نفلو ‪.312،‬‬
‫‪- 25‬مصطفى عباس ادلوسوي‪،‬العوامل التارخيية لنشأة وتطور ادلدن العربية اإلسالمية‪،1982،‬بغداد‪،‬ص‪.148‬‬
‫‪- 26‬ادلقدسي ‪،‬إحلن التقاسيم يف معرفة االقاليم ‪،‬الطبعة الثانية‪،‬لندن ‪،1906،‬ص ‪.118‬‬
‫‪- 27‬أمحد مجال الدين ‪،‬معجم جغرافية واسط ‪،‬رللة سومر ‪،‬مج ‪،13‬اجلزء (‪،1957،)1،2‬ص‪.121‬‬
‫‪- 28‬عبد احللن مدفون ‪،‬ابو رحيل ‪،‬عالقة ادلناخ بتخطيط ادلناطق العمرانية يف العراق ‪ ،‬البحوث اجلغرافية ‪،‬العدد‬
‫الثالث ‪، 2002،‬ص‪.145‬‬
‫‪- 29‬ادلعاضيدي ‪ ،‬ادلصدر اللابق ‪،‬ص ‪.138‬‬
‫* *االمناط يفرش على االرض دون الدوس مثل احلصران احلالية ‪.‬‬
‫‪ )29‬ياسُت زلمود ‪،‬الصناعة والتجارة يف واسط ‪،‬رللة االستاذ ‪،5،1969،‬ص‪.297‬‬
‫‪ ) 30‬ادلصدر نفلو ‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪ ) 31‬ادلعاضيدي ‪ ،‬خطط مدينة واسط يف العصر العباسي ‪،‬رللة سومر ‪،‬العدد ‪،1978،2‬ص ‪47.-45‬‬
‫‪)32‬مصطفى عباس ادلوسوي‪،‬العوامل التارخيية لنشأة وتطور ادلدن العربية اإلسالمية‪،1982،،‬بغداد‪،‬ص‪148.‬‬
‫‪ )33‬ادلعاضيدي ‪ ،‬عبد القادر سلمان ‪،‬واسط يف العصر العباسي ‪،‬دائرة الشؤون الثقافية والنشر ‪،‬سلللة دراسات‬
‫الثقاف واالعالم (‪،)343‬دار احلرية للطباعو ‪،1983،‬ص ‪. 153‬‬‫وزارة ه‬
‫‪ )34‬بشَت فرنليس ‪،‬ادلظاىر الفنية يف عواصم العراق االسالمية القددية ‪،‬رللة سومر ‪،‬مج ‪،‬الرابع ‪،‬اجلزء االول‬
‫‪،1948،‬ص‪107‬‬
‫‪)35‬عيلى سلمان‪،‬العمارات العربية االسالمية يف العراق‪،‬دار الرشيد‪،1982،‬ص‪19.‬‬
‫‪ )36‬ادلصدر نفلو ‪،‬ص‪125.-124‬‬
‫‪ )37‬ادلعاضيدي ‪ ،‬ادلصدر اللابق ‪،‬ص ‪118.-117‬‬
‫‪ )38‬خالص حلٍت األشعب‪،‬ادلدينة العربية والوظائف البنيوية والتخطيط‪،‬مطبعة ‪،‬الفليح‪،‬الكويت‪،1984،‬ص‪42.‬‬
‫‪ )39‬عبدالقادر ادلعاضيدي‪،‬خطط مدينة واسط يف العصر العباسي‪،‬رللة سومر‪،‬رللد‪،34،1978‬ص‪185.-181‬‬
‫‪ )40‬اوسكار رويًت‪،‬البيت العراقي يف بغداد ومدن عراقية اخرى‪،‬ترمجة زلمود كبيبو‪ ،‬دار‪،‬الوراق لندن‪2006،‬م‪،‬‬
‫ص‪58.‬‬
‫‪ )41‬مؤيد سعيد ‪،‬مركز التوثيق آلثار بالد الرافدين ولغاهتا رللد ‪،33،1977‬ص ‪203.‬‬
‫‪ )42‬عيلى سلمان‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.21‬‬
‫***الربط ‪:‬ىو مكان لبيع وشراء وتربية احليوانات وادلواشي من االحصنو و البغال واحلمَت واجلمال وادلاعز واالغنام‬
‫والطيور على سلتلف انواعها‬

‫‪463‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫‪ )43‬زلمد حلام سعد‪،‬ادلدارس العربية االسالمية يف العراق لغاية العهد العثماين ‪،‬رسالة ماجلتَت ‪،‬كلية الًتبية‬
‫االساسية ‪،‬قلم التاريخ ‪،2005،‬ص ‪90.-89‬‬
‫‪ )44‬عبد العزيز الدوري ‪،‬نشؤء االصناف واحلرف يف ا السالم ‪،‬رللة كلية اآلداب ‪،‬جامعو بغداد ‪،‬العدد‪، 1‬للنة‬
‫‪، 1959‬ص‪7.‬‬
‫‪ )45‬امحد مجال الدين ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص ‪. 122‬‬
‫املصادر‬
‫‪- 1‬ابن االزرق‪،‬االمام أيب عبد اهلل أبن ا الزرق ادلالقس ادلالكي ‪،‬بدائع السلك يف طبائع ادللك ‪:‬ربقيق وتعليق علي‬
‫شامي النشار ‪،‬سلللة كتب الًتاث (‪،)52‬اجلزء الثاين ‪،‬منشورات وزارة الثقافو والفنون ‪،‬العراق ‪.1978،‬‬
‫‪- 2‬أمحد مجال الدين ‪،‬معجم جغرافية واسط ‪،‬رللة سومر‪،‬مج‪،13‬اجلزء (‪.1957،)1،2‬‬
‫‪- 3‬اسلم بن سهل الرزاز ا لواسطى ادلعروف ببحشل‪،‬ربقيق كوركيس عواد ‪،‬تاريخ واسط ‪،‬مطبعة ادلعارف ‪.1967،‬‬
‫‪- 4‬اوسكار رويًت‪،‬البيت العراقي يف بغداد ومدن عراقية اخرى‪،‬ترمجة زلمود كبيبو‪ ،‬دار الوراق لندن‪.2006،‬‬
‫‪- 5‬ببحشل‪،‬ربقيق كوكيس عواد ‪،‬تاريخ واسط ‪،‬مطبعة ادلعارف ‪،‬بغداد ‪1967،‬‬
‫‪ -6‬بشَت فرنليس‪،‬ادلظاىر الفنية يف عواصم العراق االسالمية القددية‪،‬رللة سومر‪،‬مج الرابع‪،‬اجلزء االول ‪.1948،‬‬
‫‪ -7‬خالص حلٍت األشعب‪،‬ادلدينة العربية وا لوظائف البنيوية والتخطيط‪،‬مطبعة الفليح‪،‬الكويت‪1984،‬‬
‫‪ -8‬شريف يوسف‪ ،‬تاريخ فن العمارة العراقية يف سلتلف العصور‪،‬دار الرشيد ‪1982. ،‬‬
‫‪ -9‬صاحل امحد العلي‪،‬منطقة واسط ‪،‬رللة سومر ‪،‬العدد ‪. 26،1971‬‬
‫‪ -10‬عبداحللن مدفون‪،‬ابو رحيل ‪،‬عالقة ادلناخ بتخ طيط ادلناطق العمرانية يف العرا ق‪،‬البحوث اجلغرافية‪،‬العدد‬
‫الثالث‪2002،‬‬
‫‪-11‬عبدالعزيز الدوري‪،‬ابو رحيل ‪،‬عالقة ادلناخ بتخ طيط ادلناطق العمرانية يف العراق ‪،‬البحوث اجلغرافية ‪،‬العدد (‪)1‬‬
‫‪1959.،‬‬
‫‪ -12‬عبد القادر ادلعاضيدي ‪ ،‬خطط مدينة واسط يف العصر العباسي ‪،‬رللة سومر ‪،‬رللد (‪ ،)1‬العدد ‪34،1978.‬‬
‫‪-13‬عبدالقادر ادلعاضيدي‪ ،‬واسط يف العصر األُألموي ‪ ،‬دار احلرية للطباعة‪1976.،‬‬
‫‪-14‬عيلى سلمان‪،‬العمارات العربية االسالمية يف العراق ‪،‬دار الرشيد ‪1982. ،‬‬
‫‪ -15‬فؤاد سفر‪،‬واسط ادلوسم اللادس للتنقيب‪،‬مديرية اآلثار القددية العامة ‪،‬مطبعة ادلعهد الفرنلي لآلثار الشرقية‬
‫‪،‬القاىرة ‪1953‬‬
‫‪ -16‬كوركيس عواد ‪،‬تاريخ واسط ‪،‬مطبعة ادلعارف ‪،‬بغداد ‪1967،‬‬
‫‪ -17‬زلمد حلام سعد ‪،‬ادلدارس االسالمية العربية يف العراق لغاية العهد العثماين ‪،‬رسالة ماجلتَت‪،‬كلية الًتبية‬
‫االسالمية ‪،‬قلم التاريخ‪. 2005،‬‬
‫ادلصري ‪،‬الطبعة الثانية ‪2006. ،‬‬
‫ة‬ ‫‪ -18‬زلمد مدحت جابر ‪،‬جغرافية العمران الريفي واحلضري‪،‬مكتبة االصللو‬

‫‪464‬‬
‫العدد الثاني – ‪2014‬م‬ ‫فصلية ‪ ،‬علمية ‪ ،‬محكمة‬ ‫جملت الرتاث العلمٌ العزبٌ‬

‫‪ -19‬زلمود شوقي احلمداين ‪،‬حملات من تطور الري يف العراق قدديا وحديثا ‪،‬بغداد ‪. 1984،‬‬
‫‪ -20‬مديرية االثار العامة ‪،‬االضبارة رقم ‪، 18\3‬بعثة التنقيبات دلدنة واسط ‪.‬‬
‫‪ -21‬مصطفى عباس ادلوسوي ‪،‬العوامل التارخيية لنشأة وتطور ادلدن العربية االسالمية‪، 1982 ،،‬بغداد ‪.‬‬
‫‪ -22‬ادلعاضيدي ‪ ،‬خطط مدينة واسط يف العصر العباسي ‪،‬رللة سومر ‪،‬العدد ‪1978.، 2‬‬
‫‪ -23‬ادلعاضيدي ‪،‬عبدالقادر سلمان ‪،‬واسط يف العصر العباسي ‪،‬دائرة الشؤن الثقافية والنشر ‪،‬سلللة دراسات‬
‫وزارة الثقافو واالعالم (‪ ،)343‬دار احلرية للطباعة ‪1983. ،‬‬
‫‪ -24‬ادلقدسي ‪ ،‬زلمد بن امحد ادلقدسي ‪،‬احلن التقاسيم يف معرفة االقاليم ‪،‬الطبعة الثانية ‪،‬لندن ‪1906. ،‬‬
‫‪ -25‬ادلقدسي‪،‬مشس الدين ابوعبد اهلل زلمد بن امحد ا حلن التقاسيم يف معرفة االقاليم‪،‬ط ‪،3‬مكتبة مدبويل‬
‫‪،‬القاىرة‪1991،‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬مؤيد سعيد ‪،‬مركز التوثيق آلثار بالد الرافدين ولغاهتا مجلد ‪1977.‬‬
‫‪ -27‬ناجي معروف ‪،‬زبطيط ادلدن عند العرب ‪،‬رللة سومر ‪،‬مج ‪، 26‬ع‪. 13‬‬
‫‪ -28‬ىاشم عبادة مطر ‪،‬تاريخ الدويالت العربية االسالمية يف العصر العباسي يف ادلشرق وادلغرب ‪،‬بغداد ‪،‬مطبعة‬
‫احلديثي ‪1997.،‬‬
‫‪ -29‬ياسُت زلمود ‪،‬الصناعة والتجارة يف واسط ‪،‬رللة االستاذ ‪ ، 1996،‬العدداخلامس ‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫م‬2014 – ‫العدد الثاني‬ ‫ محكمة‬، ‫ علمية‬، ‫فصلية‬ ٌ‫جملت الرتاث العلمٌ العزب‬

Light on Wasit City in Al-Ammawi and Al-Abbasi Eras


A Study in Morphology of the City

Nada Jawad Mohammed Ali / Assistant Teacher


College Of science/ Remote Sensing

(Abstract Research)
This research submitted to be a clear form for a city has famous
civilization extended many centuries , made its obvious stamps & prominent
for eyesight through what left us of edifices stated witnesses of Islamic cities ,
that are distinguished from others by its model , engineering of buildings that
are taken special characteristics display thought creativity features & Islamic
Arabian art , and this research clarifies from thought & design of Al-Hajjaj in
building Wasit City that appeared as a result from the political conditions that
Iraq faced them in general , and Al-Hajjaj in particular , the increasing of
revolutions from different governorates , increasing numbers of enemies
against Al-Hajjaj led to make him think to build city be protected , near to
other cities , but it is in the same time away from revolutions , so he chose a
city with suitable location as health , economic , political & military fields ,
and it was called Wasit , because it was in the middle between Kufa , Basrah &
Baghdad , to be crossing conquests towards east , and borders of Wasit
governorate was drawn in the west side of Tigris river
So planning of the city , its architectural developing resulted from
civilization ,highbred originality which developed & prospered to unify with
the east side to make one city
At the beginning of planning the city was supported with siege , pitch
, mosque , state house , in addition to markets , shops , schools , ways , which
indicated to develope of thought life for this city , in the tenth century of Hijra
, when Tigris river started to change its stream became away from current east
stream that passes through Al-Emara governorate seemingly that fame of Wasit
governorate started to be vanished , to be remained as city of tourists who are
taking care of Islamic architecture

466

You might also like