‫**تعريف التربية لغًة واصطالحًا ‪:‬‬

‫التربية لغة ‪:‬‬

‫إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية وجدنا لكلمة التربية أصوًال لغوية ثالثة‪:‬‬

‫األصل األول‪َ:‬ر با يربو بمعنى زاَد ونما ‪،‬فتكون التربية هنا بمعنى النمو‬
‫والزيادة‪،‬كما في قوله تعالى ‪َ{:‬ي َح ُق الّلُه اْلِّر َبا ُي ِبي الَّص َد َقاِت الّلُه َال ُيِح ُّب ُك َّل‬
‫َو‬ ‫َو ْر‬ ‫ْم‬
‫َك َّفاٍر َأِثيٍم } (‪ )276‬سورة البقرة ‪...‬‬

‫و ِع نَد الَّلِه ا آَتْي ُتم ِّم ن َز َك اٍة‬ ‫ِف‬

‫َو َم‬ ‫{َو َم ا آَتْي ُتم ِّم ن ِّر ًبا ِّلَيْر ُبَو ي َأْم َو اِل الَّناِس َفاَل َيْر ُب‬
‫ُتِر يُد وَن َو ْج َه الَّلِه َفُأْو َلِئَك ُهُم اْلُم ْض ِع ُفوَن } (‪ )39‬سورة الروم‬

‫األصل الثاني‪َ:‬ر بى يربي على وزن خفى يخفي‪،‬وتكون التربية بمعنى التنشئة‬
‫والرعاية‪،‬كما في قوله تعالى‪َ{:‬قاَل َأَلْم ُنَر ِّبَك ِف يَنا َو ِليًد ا َو َلِبْثَت ِف يَنا ِم ْن ُع ُم ِر َك ِس ِنيَن }‬
‫(‪ )18‬سورة الشعراء‪َ{،‬و اْخ ِف ْض َلُهَم ا َجَناَح الُّذ ِّل ِم َن الَّر ْح َم ِة َو ُقل َّر ِّب اْر َح ْمُهَم ا َك َم ا‬
‫َر َّبَياِني َص ِغ يًر ا} (‪ )24‬سورة اإلسراء‪.‬‬

‫وعليه قول األعرابي ‪:‬‬

‫فمن يُك سائًال عني فإني *** بمكة منزلي وبها ربيُت‬

‫األصل الثالث‪:‬رب يرب بوزن مّد يمّد بمعنى أصلحه‪،‬وتولى أمره‪،‬وساسه وقام‬
‫َلى اْل َالِئَك ِة‬ ‫َّل‬ ‫َّل‬
‫َم‬ ‫عليه ورعاه‪،‬كما في قوله تعالى‪َ{:‬و َع َم آَد َم اَألْس َم اء ُك َها ُثَّم َع َر َض ُهْم َع‬
‫َفَقاَل َأنِبُئوِني ِبَأْس َم اء َه ُؤ الء ِإن ُك نُتْم َص اِد ِق يَن } (‪ )31‬سورة البقرة‬

‫{َو ُيَع ِّلُم ُه اْلِك َتاَب َو اْلِح ْك َم َة َو الَّتْو َر اَة َو اِإل نِج يَل } (‪ )48‬سورة آل عمران‬
‫وفي الحديث الشريف جاء« لك نعمة تربيه ا» أي تحفظه ا وتراعيه ا وتربيه ا‬
‫كما يربي الرجل ولده ‪.‬أما تعريف التربية اصطالحا فهي ‪:‬‬
‫‪‬عرفها (ليتري ) بأنها ‪:‬العمل الذي نقوم به لتنشئة طفل أو شاب و إنها مجموعة من‬
‫الع ادات الفكري ة و األخالقي ة ال تي تكتس ب ومجموع ة من الص فات الجس دية ال تي‬
‫تنمو ‪.‬‬
‫‪‬عرفها (هربارت ) بأنها ‪:‬موضوع علم يجعل غايته تكوين الفرد من أج ل ذات ه من‬
‫خالل تنمية ميوله واستعداداته ‪.‬‬
‫‪‬عرفها (هنري جولي ) بأنها ‪:‬مجموعة الجهود التي تهدف إلى مس اعدة الف رد على‬
‫االمتالك الكامل لمختلف ملكاته وحسن استخدامها ‪.‬‬
‫‪ ‬أما التعريف الشامل للتربية فه و‪«:‬عملي ة إع داد أف راد إنس انيين في مجتم ع معين‬
‫وفي زم ان ومك ان معي نين ح تى يكتس بوا المه ارات والقيم واالتجاه ات و أنم اط‬
‫الس لوك المختلف ة ال تي تجع ل منهم مواط نين ص الحين في مجتمعهم متك اتفين م ع‬
‫الجماع ة ال تي يعيش ون معه ا أي إن التربي ة عملي ة تعلم وتعليم ألنم اط مختلف ة من‬
‫السلوك اإلنساني »‪.‬‬
‫‪ ‬وإن التربية في نظ ر العلم الح ديث هي ‪":‬عملي ة التكي ف أو التفاع ل م ابين الف رد‬
‫وبيئته" ‪.‬‬
‫**مفهوم التربية عند بعض العلماء ‪:‬‬
‫أوًال‪:‬أفالطون ‪:‬وهو أحد العلماء الذين درسوا موضوع التربية وألف كتابًا تربويا‬
‫مشهورا هو(جمهورية أفالطون) والذي ضمنه جميع أرائ ه وأفك اره ومن أهم أرائ ه‬
‫التربوية ما يأتي ‪:‬‬
‫التربي ة المثلى هي ال تي تك ون متفق ة م ع م واهب األف راد الطبيعي ة وأك د على‬ ‫‪.1‬‬
‫رغبات األطفال وميولهم ‪.‬‬
‫يجب أن تكون التربية في مراحلها األولى أقرب إلى التربية منها إلى الجد وبهذه‬ ‫‪.2‬‬
‫الطريقة نكتشف ميول األطفال الطبيعية ‪.‬‬
‫تقديم تعليم واحد لجميع أفراد الشعب من عمر(‪ )18_7‬سنة ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫إن نجاح وظائف المجتمع تتوق ف على ش عور ك ل ف رد بالس عادة في عمل ه ولن‬ ‫‪.4‬‬
‫يتحقق هذا إال بإتقان العمل ‪.‬‬
‫الرجال والنساء متساوون في القدرات العقلية فيجب أن تكون تربية البنات مماثلة‬ ‫‪.5‬‬
‫لتربية البنين ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أرسطو‪:‬مارس التربية لمدة ثالث سنوات حيث كان مربًيا ناجًح ا تتلمذ على يد‬
‫أفالطون لمدة عشرين عام وهو المعلم األول ‪ ،‬ومن أهم أرائه التربوية مايأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أهتم بتنمية الجسم إلى جانب تنمية العقل وقال ‪:‬إن تربية الرجل الحر ترتكز على‬
‫عاملين ‪:‬أولهما جسم سليم وثانيهم ا ع ادات جدي دة ‪،‬فعن طري ق تك وين الع ادات‬
‫تنقش قيم الحياة النبيلة في عقول الصغار‪.‬‬
‫‪ .2‬أعترف بأهمية األسرة ومشاركتها المسؤولية في تربية األطفال ‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن تخدم التربية النظام السياسي القائم ‪.‬‬
‫‪ .4‬كانت نظريته للتربية هو إعداد الفرد للحرب وللسلم ‪.‬‬
‫‪ .5‬فطن إلى أهمية الحالة الصحية لألم أثناء فترة الحمل على تك وين الطف ل ويعت بر‬
‫هذا االتجاه من أحدث االتجاهات التربوية المعروفة ‪.‬‬
‫ثاًل ًث ا‪:‬الغزالي ‪:‬وهو أبو حامد الغزالي كان منذ حداثته شغوًفا بالعلم والمعرفة واشتهر‬
‫بذكائه المفرط وإدراكه العميق ‪ ،‬له أراء في ميدان التربي ة والتعليم ‪ ،‬ومن أرائ ه في‬
‫آداب المعلم ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬إن يكون صادًقا مع تالمي ذه يع املهم معامل ة أوالده وذل ك لكس ب ثق ة المتعلمين‬
‫بأنفسهم والشعور باالطمئنان إلى معلمهم‬
‫‪ .2‬ان يقتدي المعلم بالمعلم األول في اإلسالم وهو الرسول األعظم (ص لى هللا علي ه‬
‫وآله) فال يطلب أجرا وال جزاًء لقاء قيامه بالتعليم ‪.‬‬
‫‪ .3‬ان يتمسك بالمبادئ ويعمل على تحقيقها الن ذلك من صفات المعلم المثالي ‪.‬‬
‫‪ .4‬ان يكون كريم النفس متس امًح ا وص فة التس امح عن ده معناه ا ان اليعظم العل وم‬
‫التي هي من اختصاصه ويقلل من قيمة ما ليست من اختصاصه ‪.‬‬
‫أما أرائه في آداب المتعلم فهي ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ان يق دم طه ارة النفس على رذائ ل األخالق ف ان الط الب الس يئ األخالق أبع د‬
‫الناس عن العلم الحقيقي النافع ‪.‬‬
‫‪ .2‬ان يبتعد عن األرض والوطن في سبيل طلب العلم وهو بهذا يؤكد على ض رورة‬
‫الرحالت الدراسية ‪.‬‬
‫‪ .3‬ان اليتكبر على المعلم وال يتأمرعليه بل يذعن لنصائحه إذعان المريض للطبيب‬
‫وينبغي ان يتواضع لمعلمه احتراما لمنزلته ‪.‬‬
‫‪ .4‬دعا إلى المعرفة اإلجمالية بالعلوم المختلفة واالشتغال باألهم واألخص تدريجًيا ‪.‬‬
‫رابعًا‪:‬جون ديوي ‪:‬وهو عالم تربوي شهير درس كثير من العلوم المختلفة لكنه‬
‫تخصص في مجال التربية وك ان ي رى‪:‬ان ال بيت ص ورة الحيـــــــــــاة االجتماعي ة‬
‫التي يربى فيها الطفل ويكتسب فيه ا الع ادات الخلقي ة ومهمــــة المدرس ة إن تبس ط‬
‫وتعمق شعوره بالقيم المرتبطة بحياته المنزلية ‪.‬‬
‫يعتقد جون ديوي إن التربية هي الطريقة األساسية للتقدم واإلصـــــــالح االجتم اعي‬
‫وكل إصالح اليعتمد على قوة القانون أوالخوف من بعــــض العقوبات فه و إص الح‬
‫عابر ال قيمة له ‪.‬‬
‫أما ما يتوخاه جون ديوي من التربية فهناك أمران أساسيان هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬نقل التراث الفكري واالجتم اعي إلى األجي ال الجدي دة لكي ال تنقطـــــع الص لة‬
‫بين تجارب الماضي وبين الحاضر المتبدل والمتطور دائًمـــــــــا ‪.‬‬
‫‪ -1‬تض مين التربي ة مس ؤوليات اجتماعي ة اس تهدفت اإلبق اء على النظـــــــــام‬
‫االجتماعي الق ائم والحف اظ علي ه وعلى ه ذا األس اس فق د ك انت التربي ة وس يلة من‬
‫وسائل السيطرة االجتماعية‪.‬‬