‫الحق بين الطبيعي و الوضعي‬

‫على ماذا يتاسس الحق ؟ هل على ماهو وضعي تعاقدي أم على ما هو طبيعي؟‬

‫توماس هوبز‬
‫طبيعي‬
‫يرى عالم الرياضيات و الفيلسوف اإلنجليزي توماس هوبوز أن اإلنسان كان يتمتع بحق طبيعي كامل قبل تكوين الدولة و المجتمع‪ ,‬أي‬
‫أن له الحق في الحياة و الحق في المحافضة عليها وكدا الحرية الكاملة في استعمال قوته و قدرته من أجل ذلك‪ ,‬وذلك ما يصطلح عليه‬
‫بحرب الكل ضد الكل‪ ,‬لكن لتجاوز تلك الحالة الفوضوية ‪,‬أنشأ األفراد عقدا اضطراريا تخَّلو فيه عن جميع حقوقهم لسلطة مجلس واحد‬
‫أو حاكم واحد‪ ,‬أي أنهم انتقلو من الحق الطبيعي إلى الحق الوضعي الذي مصدره العقل‪ ,‬و الذي يقوم على اإللتزام بالقوانين‪ ,‬و كدا‬
‫التخلي عن الحرية المطلقة في التصرف و الحفاض على الذات‪ ,‬و منه تقبل األمور الصادرة عن المجلس أو عن الحاكم‪. ,‬إذن فأصل‬
‫الحق حسب هوبز طبيعي يستمد أساسه من القوة‬

‫سبينوزا‬
‫طبيعي (القوة)‬
‫يؤكد سبينوزا على ضرورة تشييد مجتمع سياسي قائم على التعاقد اإلرادي الحر‪ ,‬و الذي بموجبه يتم الحفاض على مصالح األفراد و‬
‫كدا كبح جماح شهواتهم‪ ,‬فالحقوق التي كانت لهم أصبحت االن تنتمي إلى الجماعة‪ ,‬وذلك يكون عكس الحالة الطبيعة التي تضر األفراد‬
‫أكثر من ما تنفعهم‪ ,‬فهي تهدد حياتهم و تجعلهم يعيشون تحت وطأة الصراع من أجل البقاء‪ ,‬أي أن كل فرد يتمتع بحرية كاملة تخول‬
‫له استعمال قوته الطبيعية لحفض بقائه و كدا إشباع رغباته و شهواته‪ ,‬وإن كان ذلك على حساب األفراد اآلخرين‪.‬إذن يمكن القول أن‬
‫الحق حسب هوبز تتأسس على ما هو طبيعي‬

‫جون جاك روسو‬

‫وضعي‬
‫يرى الفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو أن الحق ال يمكن أن يقوم على القوة‪ ,‬فإلنسان خير بطبعه‪ ,‬لكن مع تزايد التفاوتات في‬
‫الثروات بين األفراد‪ ,‬ظهرت الملكية الخاصة التي نتجت عنها الصراعات و النزاعات‪ ,‬و منه فقد فرض على الجميع الدخول في عقد‬
‫اجتماعي يتم بموجبه االنتقال من الحالة الطبيعية الى الحالة التمدن‪ ,‬أي من التصرف بحرية مطلقة و بدون أي قيود‪ ,‬إلى التصرف‬
‫بضوابط قانونية يتم احترامها من طرف جميع أفراد المجتمع‪ .‬إذن فالتعاقد اإلجتماعي لم يفرض إال للحفاض على تلك الحقوق الطبيعية‬
‫التي أفسدت بسبب ظهور الملكية الخاصة‪ ,‬و بالتالي فإن الحق وضعي تعاقدي‬