Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
مقدمة
مقدمة
تكتسي دراسة البحث التاريخي في الفترة الحديثة من تاريخ الجزائر إهتمام العديد من الباحثين ،فالجزائر
في هذه الحقبة الزمنية عرفت تطورات جعلتها ميدانا خصبا استنادا إلى ذلك تنوع المصادر التاريخية
التي تحدثت عنها الوثائق األرشيفية التي تشكل الجوهر األساسي لكتابة تاريخ الجزائر في الفترة
العثمانية التي تتوفر عليها المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة –الجزائر العاصمة-إحدى المصادر
التاريخية المهمة التي أرخت للجزائر العثمانية لما تحمله من زاد معفي بصيغة دقيقة وواضحة عن
جوانب متعددة شاملة مناحي الحياة بما فيها الجانب اإلقتصادي .من هذا المنطلق وجب علينا البحث في
مضامينها و دراسة خصائصها واعطاء األولوية خاصة في هذه المرحلة التاريخية .مما جعلنا نقدم
.دراسة فنية لنماذج من ملفات الوثائق العثمانية كاملف 1641
هذه المجموعة عبارة عن رسائل أغلبها من بايات الشرق قسنطينة وبعض شيوخ القبائل إلى وكالء
الباستيون الفرنسي في القالة وبها بعض الرسائل من الباشوات في الجزائر إلى آغوات النوبة في القل
وعنابة ،وتوجد في مجلد كلها في مجلد واحد ،وعددها مائة واثنتان وثالثون رسالة مرقمة من ()01إلى
( )130مع تكرار الرقمين ()91و()110وبعضها وثائق أصلية أما أغلبها فهي منقولة عن أصول
مفقودة ،كما أن أغلبها مرفق بترجمة أو ملخص لها باللغة الفرنسية،وتغطي الفترة من عام 1132هـ إلى
عام 1198هـ1783-1718/مانحصرت هذه الدراسة حول مراكز والمؤسسات التجارية الفرنسية الذي
ُح ظي به بايلك الشرق ،باعتباره يمثل أكثر المناطق غنى بالثروات والمنتجات الزراعية،مساحة وهذا
الشريط الساحلي
الذي يتنوع بثروة من المنتوجات ،جعل منطقة استقطاب وإستواء للكثير من الدول األوربية باألخص
فرنسا التي حظي وكالؤها بإمتيازات في القالة وعنابة والقل بموجب إبرام معاهدات واتفاقيات ،ابتداًء
من القرن السادس عشر والتي تطورت وإستمرت الى غاية إحتالل فرنسا للجزائر في سنة 1246هـ/
1830م
وقد تضمنت هذه الدراسة طبيعةالعالقات التي ربطت بايلك الشرق الجزائري بالباستيون الفرنسي من
خالل أنشطة ومبادالت تجارية ،في إطار اإلمتيازات بمقتضى المعاهدات بين البلدين خالل الفترة
العثمانية .
:هدف الدراسة :تنحصر أهداف البحث في
-التعريف باإلطار الجغرافي لبايلك الشرق ،الذي يعتبر عامل طبيعي ،ميزه بثرواته وأكثر
المناطق التي عرفت تمركز النشاط التجاري الفرنسي بفضل اإلمتيازات التي ُمنجت
-لوكال ئها بموجب المعاهدات األقتصادية التي تمت بين الطرفين وهذا ما أشارت إليه نماذج من
الوثائق التي كانت محل دراستنا .
-التعريف ببداية المعقل التجاري المسمى بالباستيون فرنسا وأهم ملحقاته ،التي أسفرت عن
المعاهدات التجارية بين البلدين.
-اإللمام بدراسة جوانب أهم مبادالت األنشطة اإلقتصادية وربطها بوكالة الباستيون وبايلك
.الشرق ،من خالل دراسة الوثائق
اإلشكالية :
في اطار بحثنا في هذا الموضوع ،الذي يخص هذه الفترة من تاريخ الجزائر العثماني رّسى
بنا ،لطرح اإلشكالية التالية :
حول ماهية األنشطة اإلقتصادية المرتبطة بوكالة الباستيون وبايلك الشرق -
وربطها بدراسة نماذج من وثائق المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة ،ومدى
تأثير ذلك على مسار تطور العالقات
.الجزائرية الفرنسية
وقد تفرعت عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت :نذكر منها :ماهي الحدود الجغرافية-
لبايلك الشرق ؟وأهم تقسيماته اإلدارية أثناء الوجود العثماني ؟متى تم تأسيس الباستيون وملحقاته ؟وكيف
تطورت أنشطته من 1628م الى 1695م؟
كيف كانت بداية اإلمتيازات اإلقتصادية الفرنسية في الجزائر؟هل سعت المعاهدات التجارية في توجيه-
التقارب والتباعد بين الجزائر وفرنسا في القرن 17عشر الميالدي ؟
ماهي مختلف الشركات التي توارثت على تسيير الباستيون بدًأ من معاهدة اإلمتياز إلى 1798م ؟
ما أثر نشاط وكالة الباستيون على العالقات التجارية بين البلدين ؟ ومامدى انعكاس المعاهدات على -
الواقع اإلقتصادي للجزائر ؟
لقد جلب موضوع الدراسة إنتباه الكثير من الباحثين والمهتمين بالدراسات التاريخية في العالقات الدولية
بين الجزائر وفرنسا في العصر الحديث من خالل وثائق أرشيفية،حيث يجب التنويه إلى أنه تناولت
قضية المنشآت الفرنسية بالشرق الجزائري بعض الدراسات األكاديمية كالدراسة التي قامت بها العريبي
إسمهان والموسومة ب مجموعة مراسالت بايات قسنطينة وموظفي الباستيون الفرنسي بالقالة وغريها
من الدراسات وأيضا نجد مذكرة ماجستير "العالقات الجزائرية الفرنسية خالل القرن "17لعائشة
غطاس التي تحتوي على معلومات قيمة تتعلق بالموضوع المدروس ،كما ال ننسى عمل الدكتور لكحل
الشيخ بعنوان "نشاط وكالة الباستيون وأثره على العالقات الجزائرية الفرنسية خالل النصف األول من
القرن 11ه17/م(1070-1033ه1659-1604/م) التي يعرفنا بمنشأ الباستيون وملحقاته وأهم أنشطته
.التجارية بين البلدين
:منهج المتبع
ومن أجل إنجاز نا لهذا البحث إتبعنا في دراستنا المنهج التاريخي من خالل سرد األحداث والوقائع
التاريخية ،والمنهج الوصفي الذي يقوم بوصف المععطيات التاريخية وفهمها ووضعها في إطارها
.التاريخي ،وأخيًر ا المنهج التحليلي المناسب لدراسة مضمون لنماذج من وثائق المكتبة الوطنية بالحامة
:الخطة المتبعة
:إعتمدنا على الخطة المتكونة من ثالثة فصول وخاتمة لعرض موضوعنا كاألتي
واندرج تحته ،عناصر الفصل ،منها :أوال :مميزات جغرافية بايليك الشرق وتقسيماته اإلدارية يشمل -:
اإلمتداد الجغرافي لبايلك الشرق : -،التقسيمات اإلدارية لبايلك الشرق :-،أهم مدن ومراكز بايليك الشرق
،ثانيا :وكالة الباستيون ويشمل - :تأسيس الوكالة -،تعريفها – موقع الحصن ووصفه -،نشاط وكالة
الباستيون -،ملحقات الباستيون -،مسألة تحصين الحصن .أما فيما يخص الفصل الثاني ،تحت
عنوان :العالقات التجارية وارتباطها بأنشطة الباستيون بين الجزائر وفرنسا ،تتمحور عنه عناصر ومنها
:بداية العالقات التجارية وتطورها ،معاهدة اإلمتيازات ـأهم المعاهدات التجارية بين الجزائروفرنسا (
1628م1684-م) -،معاهدات تجارية 1105هـ1790-1695/م)،بعض الجوانب اإلقتصادية الفرنسية
ـأثر نشاط الباستيون على العالقات التجارية بين البلدين ،وجاء الفصل الثالث بعنوان مظاهر اإلمتيازات
اإلقتصادية الفرنسية في الجزائر ،من عناصره :التجارة البحرية (الصادرات ،الواردات)،أهم موانئ
الشرق الجزائري والجنوب الفرنسي)،السفن ،الجمارك العمالت ،التجار ،أما الخاتمة ضمناها بجملة من
.النتائج التي توصلنا إليها من خالل هذه الدراسة
:أهم المصادر والمراجع المعتمد عليها في الدراسة
ولتغطية جوانب الموضوع إعتمدنا على مجموعة من المصادر والمراجع العربية واألجنبية وبشكل أكبر
على المفاالت والدراسات المتخصصة في الموضوع
:الوثائق
يعدمخطوط " ،قانون أسواق مدينة الجزائر"،أحكاما وتعلمات وتسجيالت لكل المعامالت بأسواق مدينة -
الجزائر،وينتسب المخطوط لصاحبه عبد هللا محمد بن الحاج يوسف ابن الشويهد ،فترة أواخر القرن
السابع عشر ومستهل القرن الثامن عشر(1117-1107هـ1705-1695/م)،وهي فترة حافلة
الوثائق المنشورة ،لقد نشرت الكثير من الوثائق الخاصة بعالقات الجزائر مع فرنسا سواء مانشر في-
:بعض المؤلفات أو المجالت التاريخية وقد استفدنا منها كثيًر ا وأهمها
مجموعة الوثائق التي نشرها األستاذ جمال قنان في كتابة نصوص ووثائق بتاريخ الجزائر الحديث
عرف لنا مضمون المعاهدات بين البلدين
مجموعة الوثائق التي نشرها "بلونتي "والتي أطلق عليها إسم مراسالت دايات الجزائر مع البالط
Plantet ⁽E⁾: CorresPondance des deys d’Alger avec La cour de Franceالفرنسي
وضح لنا الرسائل التي كانت بين وكالء فرنسا والجزائر الخاصة بالباستيون1579-1833،
إضافة الى محمد صالح بن العنتري ،فريدة منسية في حالة دخول الترك والذي أفادنا في موقع بايلك
Masson Paul:Histoire des établissements et duالشرق وأهم مميزاته ،وكذلك
commerce français dans l’Afriquebarbaresque(1560-1793)‚librairie Hachette et
أفادنا في تحديد بداية اإلمتيازات الفرنسية وأهم الشركات في الشرق Cie‚Paris‚1903 ،
الجزائري ،من المراجع جمال قنان في معاهدات الجزائر مع فرنسا (1830-1619م)
إذ يعد أهم المراحع التي تتعلق بموضوع الدراسة ،نجد أيضا محمد العربي الزبيري ،التجارة الخارجية
للشرق الجزائري في الفترة مابين (1830-1792م)،مما أثرى موضوع الدراسة بأهم الصادرات
.والواردات وهكذا
ومن الرسائل الجامعية ،رسالة عائشة غطاس التي كانت محل اإلعتماد في هذه الدراسة لما تحتويه
.من كم المعلومات القيمة لها عالقة بمختلف جوانب الموضوع المدروس ،اضافة إلى رسائل أخرى
:صعوبات الدراسة-
:وككل المهتمين بالبحث التاريخي البد من مواجهة الكثير من الصعوبات والعوائق نوجزها في مايلي
كثرة المراجع والمصادر والووثائق ،وإن كانت هذه الخاصية ايجابية ،إال أنها أحيانًاتعيق دراسة-
الموضوع
صعوبة الوصول إلى المخطوطات األساسية ،وكذا صعوبة التحكم فيها واستقرائها-
كثرة المادة الغلمية وصعوبة انجازها في عدد محدود من الصفحات وهذا ماجعلنا نتبع طريقة التلخيص-.
- .من الصعب جًد ا تدارك الوقت تامنا مع العمل إلكمال موضوع دراستنا
مشكلة الترجمة فمعظم المادة المستعملة في هذا البحث تكون باللغة الفرنسية ،وهذا يتطلب الوقت-
والخبرة
رغم هذه الصعوبات ،فقد حاولت جاهدة جمع أكبر قدر ممكن من المصادر المراجع ،وأملي في األخيرأن
.يكون البحث قد ساهم ولو بالقليل في توضيح الهدف
:انطالقا مما سبق التطرق إليه في هذه الدراسة يمكننا أن نصل إلى النتائج التالية
ان الوثائق األرشيفية مصدًر ا ال غنى عنه ومادة أساسية في الدراسات التاريخية ،إذ تسمح لباحث أن-
.يدرس ماضي المجتمات ويربطه بالحاضر وبالتالي يكون أكثر فهم للحياة على حقيقتها بصورة دقيقة
يعتبر موضوع العالقات الجزائرية الفرنسية خالل العهد العثماني من المواضيع الهامة ،حيث يعد-
النشاط اإلقتصادي محطة غاية األهمية في نسج العالقات بين الجزائر وفرنسا ارتباًط ا وثيًقا
باإلمتيازات اإلقتصادية التي تحصلت عليها بموجب المعاهدات واإلتفاقيات مابين 1619إلى 1830م
وهذا بعد توقيع السلطان سليمان القانوني على معاهدة اإلمتيازات سنة 1535م،القاضية بحصول
الفرنسيين على امتياز صيد المرجان بالسواحل الشرقية الجزائرية وهو ما سمح لهم بتأسيس وكالة
يعتبر العامل الطبيعي عامل مهم من العوامل التي تعزز المنطقة أو المدينة أهمية إقتصادية-
وعسكرية ،وإستقراًر ا بشرًيافي بايليك الشرق ساهم في نشأة وكالة الباستيون وتوسع نشاطه
لقد أثر الموقع اإلستراتيجي و تنوع التضاريس والمناخ على الناحية اإلقتصادية والتبادل التجاري ،وهذا
ما انطبق على بايليك الشرق أن يتبوأ مكانة مرموقة بين مقاطعات الجزائر ،فقد كانت مقاطعة الشرق
.األكثر غنى
يعتمد النشاط اإلقتصادي في الشرق الجزائري أساًس ا على الفالحة وتربية الحيوانات والتبادل
التجاري ،ساعدها على هذا الموقع اإلستراتيجي وطول الساحل .مما أهلها منطقة إستقطاب وجذب
أنظار الدول األوربية لمقاصدها واإلستفادة من مواردها ومصادرها ،بما فيها فرنسا وتمثل ذلك في
.ظهور المؤسسات التجاريةالفرنسية
إن سر تغلغل النفوذ األوربي إلى البالد إقتصاديا ،كخطوة أولى قضية اإلمتيازات الحاجة إلى القمح ،ثم-
.تحديد الطريق وتهيئتها للحركة اإلستعمارية كهدف وبعد إستراتيجي رامي لتحقيقه في آجاله
التجارة تمثل جانًبا بارًز ا في العالقات الفرنسية الجزائرية وبعدا قاًر ا ،إذ تعتبر الوجه اآلخر لهذه -
العالقات السياسية
إن الترابط الذي كان بين المجالين السياسي والتجاري يمثل عنصًر ا ثابًت ا في العالقات بين الجانبين-
.فما من معاهدة يبرمها البلدين إال ويتلوها اتفاق حول التجارة واستغالل اإلمتيازات-
على الرغم من محاولة الجزائر الفصل بين المجالين عن طريق منح ضمانات وتسهيالت للفرنسين-
بوجه عام ،غير أن هذه المساعي لم تفلح ألن كل قطيعة تحدث ينجم عنها انسحاب التجار الفرنسين
نجد أن المعاهدات كانت غير متكافئة خاصة معاهدة (1106هـ1695/م)،وكانت جل المعاهدات في ما-
.بعد ال تختلف عنها إال بترتيبات جديدة
كان لنشاط وكالة الباستيون دوٌر في ظهور مالمح عالقات اجتماعية بين الجزائريين وموظفي الباستيون-
.تبلورت أساسا في الرسائل الودية ،وتقديم الهدايا والعطايا
النشاط التجاري في هذه المقاطعة من اإليالة كان مرهوًن ا على العالقات التي يمكن إقامتها مع سلطات-
الجزائر والسلطات المحلية في نفس الوقت وقد كانت هذه العالقات تخضع لكثير من األمور المتعلقة
.بالمصالح الخاصة والمصلحة العامة على السواء
لذلك رأينا ادارة الوكالة تبذل مساعي كبيرة إلرضاء هذه المصالح ،فكانت تقدم الهدايا لألعيان وكبار-
.الشخصيات في الدولة
شملت الدراسة موانئ عديدة من الساحل إلظهار ذلك التجانس اإلقتصادي والتركيز على أنظمة التبادل-
.التجاري للجزائئر كونها شريك في حركية التجارة المتوسطية
تزايد في هذه الفترة تنافس وتعاقب المؤسسات الفرنسية في الشرق الجزائري وتوقيع المعاهدات غير-
المتكافئة بين الطرفين ،فلم يكن للدول األخرى أن ترضى بما تحصلت عليه فرنسا من امتيازات وأرباح
داخل اإليالة .ففتح ووسع مجال المنافسة أمام الدول األوربية السيما انجلترا
..واسبانيا
.ولقد ساهمت مرسيليا بقدر وفير في إقامة المؤسسات التجارية بشرق اإليالة-
المعروف أن عالقات فرنسا باإليالة ،إذ لم تكن دائًما ودية ،فقد كانت أكثر استجابة لمصالحها من -
.عالقات الجزائر بأية دولة أخرى
كان للنظام المالي أهمية كبيرة في التأثيرعلى اإلقتصاد الجزائري خالل العهد العثماني ،فقد تنوعت-
.النقود المتداولة بين ماهو محلي وأجنبي
كان استقرار الجهاز االداري والمركزي واإلقليمي للسلطة بالمدن الكبرى ،دور كبير في تنشيط-
.التجارة بالجزائر
العالقات التجارية لم تعرف نفس التقلبات التي عرفتها العالقات السياسية،كما أن المعاهدات اإلقتصادية
تختلف عن المعاهدات السياسية ،وقد ظلت التجارة متواصلة وكادت تكون ذات اتجاه واحد وهو اإلتجاه
.الفرنسي نظرا لعدم تواجد فئة التجار فيها
كما نجد لليهود في نهاية القرن السابع عشر دور بارز ،التدخل في عقد المعاهدات واتفاقيات خاصة منها
.فرنسا
نرى أن المعاهدات التي عقدت بين الجزائروفرنسا سخية عادت على فرنسا بفوائد وأرباح طائلة ،مما
.زاد من أطماع الدول األخرى في المنطقة وحاولت أن تأخذ مكان فرنسا لتحظى به لنفسها
.وظهر ذلك في تدخل الوسطاء اليهود والتجار األوربين في عقد الصفقات وتصدير البضائع
غاية فرنسا في ربط عالقات مع الجزائر ليس حبا فيها وال خوًف ا من القوة البحرية في الفترة الحديثة
كانت حاجتها في الموارد خاصة القمح ،فالموقع الجغرافي ،أهل الجزائر ان تكون ملجأ ومخزن
الواقع أن للظروف العامة التي تعرضت لها الجزائر انعكست سلًبا على قدراتها العسكرية
إن األهمية الجغرافية والحضارية واإلقتصادية لحوض الغربي المتوسط ،حتمت شعوبه العيش بال
استقرارنتيجة كثرة األطماع الخارجية ،مما جعلته محل أنظار دول العالم وهذا حال الجزائر في الفترة
.الحديثة .الشرق الجزائري بمثابة العمق اإلستراتيجي للجزائر ،عبر التاريخ
:الملخص
نستنتج من هذه الدراسة أن مصدر قوة الجزائر في هذه الفترة من التاريخ العماني يعود إلى قوةإدراكها
ووعيها الكامل باألخطار األوربية المحّد قة بها ،مما زادها اهتماما كبيًر ا بإعداد نفسها لمواجهتها
سياسيا ،عسكريا واقتصاديا وفعالية موقعها اإلستراتيجي الذي يتحكم في معظم الحوض الغربي
للمتوسط ،أكسبها شخصية وهيبة ومكانة مرموقة ،حّد دت مبادىء وأسس عالقاتها مع غيرها من أمم
أوربا ،هذه الشخصية التي ماكان للجزائراكتسابها إال في ظل القوة البحرية ،تعّد هذه الفترة على
غرارغيرها من أكثر الفترات الزمنية التاريخية التي ميزت بارتباطات ومعاهدات الجزائر ودول
الحوض الغربي للمتوسط ،طغى عليها الجانب اإلقتصادي .حيث شكلت العالقات الفرنسية منعرج
حاسًم ا في مسار العالقات الدبلوماسية للجزائر،لما كان لها من مقاصد وخطط وأبعاد إستراتيجية أثرت
.على سيادة الجزائر الداخلية والخارجية بين األمم