Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫النشاط االقتصادي للباستيون من خالل مجموعة‬

‫مختارة من وثائق المكتبة الوطنية بالحامة‬

‫مقدمة‬
‫تكتسي دراسة البحث التاريخي في الفترة الحديثة من تاريخ الجزائر إهتمام العديد من الباحثين ‪،‬فالجزائر‬
‫في هذه الحقبة الزمنية عرفت تطورات جعلتها ميدانا خصبا استنادا إلى ذلك تنوع المصادر التاريخية‬
‫التي تحدثت عنها الوثائق األرشيفية التي تشكل الجوهر األساسي لكتابة تاريخ الجزائر في الفترة‬
‫العثمانية التي تتوفر عليها المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة –الجزائر العاصمة‪-‬إحدى المصادر‬
‫التاريخية المهمة التي أرخت للجزائر العثمانية لما تحمله من زاد معفي بصيغة دقيقة وواضحة عن‬
‫جوانب متعددة شاملة مناحي الحياة بما فيها الجانب اإلقتصادي ‪.‬من هذا المنطلق وجب علينا البحث في‬
‫مضامينها و دراسة خصائصها واعطاء األولوية خاصة في هذه المرحلة التاريخية ‪.‬مما جعلنا نقدم‬
‫‪.‬دراسة فنية لنماذج من ملفات الوثائق العثمانية كاملف ‪1641‬‬
‫هذه المجموعة عبارة عن رسائل أغلبها من بايات الشرق قسنطينة وبعض شيوخ القبائل إلى وكالء‬
‫الباستيون الفرنسي في القالة وبها بعض الرسائل من الباشوات في الجزائر إلى آغوات النوبة في القل‬
‫وعنابة ‪،‬وتوجد في مجلد كلها في مجلد واحد ‪،‬وعددها مائة واثنتان وثالثون رسالة مرقمة من (‪)01‬إلى‬
‫(‪ )130‬مع تكرار الرقمين (‪)91‬و(‪)110‬وبعضها وثائق أصلية أما أغلبها فهي منقولة عن أصول‬
‫مفقودة ‪،‬كما أن أغلبها مرفق بترجمة أو ملخص لها باللغة الفرنسية‪،‬وتغطي الفترة من عام ‪1132‬هـ إلى‬
‫عام ‪1198‬هـ‪1783-1718/‬مانحصرت هذه الدراسة حول مراكز والمؤسسات التجارية الفرنسية الذي‬
‫ُح ظي به بايلك الشرق ‪،‬باعتباره يمثل أكثر المناطق غنى بالثروات والمنتجات الزراعية‪،‬مساحة وهذا‬
‫الشريط الساحلي‬

‫الذي يتنوع بثروة من المنتوجات ‪،‬جعل منطقة استقطاب وإستواء للكثير من الدول األوربية باألخص‬
‫فرنسا التي حظي وكالؤها بإمتيازات في القالة وعنابة والقل بموجب إبرام معاهدات واتفاقيات ‪،‬ابتداًء‬
‫من القرن السادس عشر والتي تطورت وإستمرت الى غاية إحتالل فرنسا للجزائر في سنة ‪1246‬هـ‪/‬‬
‫‪1830‬م‬

‫وقد تضمنت هذه الدراسة طبيعةالعالقات التي ربطت بايلك الشرق الجزائري بالباستيون الفرنسي من‬
‫خالل أنشطة ومبادالت تجارية ‪،‬في إطار اإلمتيازات بمقتضى المعاهدات بين البلدين خالل الفترة‬
‫العثمانية ‪.‬‬
‫‪ :‬هدف الدراسة ‪:‬تنحصر أهداف البحث في‬
‫‪ -‬التعريف باإلطار الجغرافي لبايلك الشرق ‪ ،‬الذي يعتبر عامل طبيعي ‪ ،‬ميزه بثرواته وأكثر‬
‫المناطق التي عرفت تمركز النشاط التجاري الفرنسي بفضل اإلمتيازات التي ُمنجت‬
‫‪ -‬لوكال ئها بموجب المعاهدات األقتصادية التي تمت بين الطرفين وهذا ما أشارت إليه نماذج من‬
‫الوثائق التي كانت محل دراستنا ‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف ببداية المعقل التجاري المسمى بالباستيون فرنسا وأهم ملحقاته ‪ ،‬التي أسفرت عن‬
‫المعاهدات التجارية بين البلدين‪.‬‬
‫‪ -‬اإللمام بدراسة جوانب أهم مبادالت األنشطة اإلقتصادية وربطها بوكالة الباستيون وبايلك‬
‫‪ .‬الشرق ‪،‬من خالل دراسة الوثائق‬

‫محاولة إثراء الموضوع وتقديم دراسة لألجيال القادمة‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫في اطار بحثنا في هذا الموضوع ‪ ،‬الذي يخص هذه الفترة من تاريخ الجزائر العثماني رّسى‬
‫بنا ‪ ،‬لطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫حول ماهية األنشطة اإلقتصادية المرتبطة بوكالة الباستيون وبايلك الشرق ‪-‬‬
‫وربطها بدراسة نماذج من وثائق المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة ‪،‬ومدى‬
‫تأثير ذلك على مسار تطور العالقات‬
‫‪ .‬الجزائرية الفرنسية‬

‫وقد تفرعت عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت ‪:‬نذكر منها ‪:‬ماهي الحدود الجغرافية‪-‬‬
‫لبايلك الشرق ؟وأهم تقسيماته اإلدارية أثناء الوجود العثماني ؟متى تم تأسيس الباستيون وملحقاته ؟وكيف‬
‫تطورت أنشطته من ‪1628‬م الى ‪1695‬م؟‬

‫كيف كانت بداية اإلمتيازات اإلقتصادية الفرنسية في الجزائر؟هل سعت المعاهدات التجارية في توجيه‪-‬‬
‫التقارب والتباعد بين الجزائر وفرنسا في القرن ‪17‬عشر الميالدي ؟‬

‫ماهي مختلف الشركات التي توارثت على تسيير الباستيون بدًأ من معاهدة اإلمتياز إلى ‪1798‬م ؟‬

‫ما أثر نشاط وكالة الباستيون على العالقات التجارية بين البلدين ؟ ومامدى انعكاس المعاهدات على ‪-‬‬
‫الواقع اإلقتصادي للجزائر ؟‬

‫فيما تمثلت مظاهرالمبادالت والمعامالت التجارية بين وكالءالجزائر وفرنسا ؟‪-‬‬


‫‪ :‬مقتطفات من الدراسات السابقة‬

‫لقد جلب موضوع الدراسة إنتباه الكثير من الباحثين والمهتمين بالدراسات التاريخية في العالقات الدولية‬
‫بين الجزائر وفرنسا في العصر الحديث من خالل وثائق أرشيفية‪،‬حيث يجب التنويه إلى أنه تناولت‬
‫قضية المنشآت الفرنسية بالشرق الجزائري بعض الدراسات األكاديمية كالدراسة التي قامت بها العريبي‬
‫إسمهان والموسومة ب مجموعة مراسالت بايات قسنطينة وموظفي الباستيون الفرنسي بالقالة وغريها‬
‫من الدراسات وأيضا نجد مذكرة ماجستير "العالقات الجزائرية الفرنسية خالل القرن ‪ "17‬لعائشة‬
‫غطاس التي تحتوي على معلومات قيمة تتعلق بالموضوع المدروس ‪ ،‬كما ال ننسى عمل الدكتور لكحل‬
‫الشيخ بعنوان "نشاط وكالة الباستيون وأثره على العالقات الجزائرية الفرنسية خالل النصف األول من‬
‫القرن ‪11‬ه‪17/‬م(‪1070-1033‬ه‪1659-1604/‬م) التي يعرفنا بمنشأ الباستيون وملحقاته وأهم أنشطته‬
‫‪.‬التجارية بين البلدين‬

‫‪:‬منهج المتبع‬

‫ومن أجل إنجاز نا لهذا البحث إتبعنا في دراستنا المنهج التاريخي من خالل سرد األحداث والوقائع‬
‫التاريخية ‪،‬والمنهج الوصفي الذي يقوم بوصف المععطيات التاريخية وفهمها ووضعها في إطارها‬
‫‪.‬التاريخي ‪،‬وأخيًر ا المنهج التحليلي المناسب لدراسة مضمون لنماذج من وثائق المكتبة الوطنية بالحامة‬

‫‪ :‬الخطة المتبعة‬

‫‪ :‬إعتمدنا على الخطة المتكونة من ثالثة فصول وخاتمة لعرض موضوعنا كاألتي‬

‫ففي الفصل األول جاء بعنوان ‪ :‬جغرافية بيلك الشرق ومؤسساته‬

‫واندرج تحته ‪،‬عناصر الفصل ‪ ،‬منها ‪:‬أوال‪ :‬مميزات جغرافية بايليك الشرق وتقسيماته اإلدارية يشمل ‪-:‬‬
‫اإلمتداد الجغرافي لبايلك الشرق ‪: -،‬التقسيمات اإلدارية لبايلك الشرق ‪ :-،‬أهم مدن ومراكز بايليك الشرق‬
‫‪ ،‬ثانيا ‪:‬وكالة الباستيون ويشمل ‪- :‬تأسيس الوكالة ‪ -،‬تعريفها – موقع الحصن ووصفه ‪-،‬نشاط وكالة‬
‫الباستيون ‪ -،‬ملحقات الباستيون ‪ -،‬مسألة تحصين الحصن ‪.‬أما فيما يخص الفصل الثاني ‪،‬تحت‬
‫عنوان ‪:‬العالقات التجارية وارتباطها بأنشطة الباستيون بين الجزائر وفرنسا ‪،‬تتمحور عنه عناصر ومنها‬
‫‪:‬بداية العالقات التجارية وتطورها ‪،‬معاهدة اإلمتيازات ـأهم المعاهدات التجارية بين الجزائروفرنسا (‬
‫‪1628‬م‪1684-‬م)‪ -،‬معاهدات تجارية ‪1105‬هـ‪1790-1695/‬م)‪،‬بعض الجوانب اإلقتصادية الفرنسية‬
‫ـأثر نشاط الباستيون على العالقات التجارية بين البلدين ‪،‬وجاء الفصل الثالث بعنوان مظاهر اإلمتيازات‬
‫اإلقتصادية الفرنسية في الجزائر ‪ ،‬من عناصره ‪:‬التجارة البحرية (الصادرات ‪،‬الواردات)‪،‬أهم موانئ‬
‫الشرق الجزائري والجنوب الفرنسي)‪،‬السفن ‪،‬الجمارك العمالت ‪،‬التجار ‪،‬أما الخاتمة ضمناها بجملة من‬
‫‪ .‬النتائج التي توصلنا إليها من خالل هذه الدراسة‬
‫‪ :‬أهم المصادر والمراجع المعتمد عليها في الدراسة‬

‫ولتغطية جوانب الموضوع إعتمدنا على مجموعة من المصادر والمراجع العربية واألجنبية وبشكل أكبر‬
‫على المفاالت والدراسات المتخصصة في الموضوع‬

‫‪ :‬الوثائق‬

‫يعدمخطوط ‪" ،‬قانون أسواق مدينة الجزائر"‪،‬أحكاما وتعلمات وتسجيالت لكل المعامالت بأسواق مدينة ‪-‬‬
‫الجزائر‪،‬وينتسب المخطوط لصاحبه عبد هللا محمد بن الحاج يوسف ابن الشويهد ‪،‬فترة أواخر القرن‬
‫السابع عشر ومستهل القرن الثامن عشر(‪1117-1107‬هـ‪1705-1695/‬م)‪،‬وهي فترة حافلة‬

‫‪ .‬في تاريخ مدينة الجزائر بالنشاط اإلقتصادي‬

‫وثائق ‪،‬ملف ‪، 1641‬المكتبة الوطنية بالحامة ‪،‬خاصة بدارسة الموضوع‪-‬‬

‫الوثائق المنشورة ‪،‬لقد نشرت الكثير من الوثائق الخاصة بعالقات الجزائر مع فرنسا سواء مانشر في‪-‬‬
‫‪ :‬بعض المؤلفات أو المجالت التاريخية وقد استفدنا منها كثيًر ا وأهمها‬

‫مجموعة الوثائق التي نشرها األستاذ جمال قنان في كتابة نصوص ووثائق بتاريخ الجزائر الحديث‬
‫عرف لنا مضمون المعاهدات بين البلدين‬

‫مجموعة الوثائق التي نشرها "بلونتي "والتي أطلق عليها إسم مراسالت دايات الجزائر مع البالط‬
‫‪ Plantet ⁽E⁾: CorresPondance des deys d’Alger avec La cour de France‬الفرنسي‬
‫وضح لنا الرسائل التي كانت بين وكالء فرنسا والجزائر الخاصة بالباستيون‪1579-1833،‬‬

‫إضافة الى محمد صالح بن العنتري ‪ ،‬فريدة منسية في حالة دخول الترك والذي أفادنا في موقع بايلك‬
‫‪ Masson Paul:Histoire des établissements et du‬الشرق وأهم مميزاته ‪ ،‬وكذلك‬
‫‪commerce français dans l’Afriquebarbaresque(1560-1793)‚librairie Hachette et‬‬
‫أفادنا في تحديد بداية اإلمتيازات الفرنسية وأهم الشركات في الشرق ‪Cie‚Paris‚1903 ،‬‬
‫الجزائري ‪ ،‬من المراجع جمال قنان في معاهدات الجزائر مع فرنسا (‪1830-1619‬م)‬

‫إذ يعد أهم المراحع التي تتعلق بموضوع الدراسة ‪،‬نجد أيضا محمد العربي الزبيري ‪ ،‬التجارة الخارجية‬
‫للشرق الجزائري في الفترة مابين (‪1830-1792‬م)‪،‬مما أثرى موضوع الدراسة بأهم الصادرات‬
‫‪ .‬والواردات وهكذا‬

‫ومن الرسائل الجامعية ‪،‬رسالة عائشة غطاس التي كانت محل اإلعتماد في هذه الدراسة لما تحتويه‬

‫‪ .‬من كم المعلومات القيمة لها عالقة بمختلف جوانب الموضوع المدروس ‪،‬اضافة إلى رسائل أخرى‬
‫‪ :‬صعوبات الدراسة‪-‬‬

‫‪:‬وككل المهتمين بالبحث التاريخي البد من مواجهة الكثير من الصعوبات والعوائق نوجزها في مايلي‬

‫كثرة المراجع والمصادر والووثائق ‪،‬وإن كانت هذه الخاصية ايجابية ‪،‬إال أنها أحيانًاتعيق دراسة‪-‬‬
‫الموضوع‬

‫صعوبة الوصول إلى المخطوطات األساسية ‪،‬وكذا صعوبة التحكم فيها واستقرائها‪-‬‬

‫كثرة المادة الغلمية وصعوبة انجازها في عدد محدود من الصفحات وهذا ماجعلنا نتبع طريقة التلخيص‪-.‬‬
‫‪- .‬من الصعب جًد ا تدارك الوقت تامنا مع العمل إلكمال موضوع دراستنا‬

‫مشكلة الترجمة فمعظم المادة المستعملة في هذا البحث تكون باللغة الفرنسية ‪،‬وهذا يتطلب الوقت‪-‬‬
‫والخبرة‬

‫رغم هذه الصعوبات ‪،‬فقد حاولت جاهدة جمع أكبر قدر ممكن من المصادر المراجع ‪،‬وأملي في األخيرأن‬
‫‪.‬يكون البحث قد ساهم ولو بالقليل في توضيح الهدف‬

‫‪ :‬انطالقا مما سبق التطرق إليه في هذه الدراسة يمكننا أن نصل إلى النتائج التالية‬
‫ان الوثائق األرشيفية مصدًر ا ال غنى عنه ومادة أساسية في الدراسات التاريخية ‪،‬إذ تسمح لباحث أن‪-‬‬
‫‪ .‬يدرس ماضي المجتمات ويربطه بالحاضر وبالتالي يكون أكثر فهم للحياة على حقيقتها بصورة دقيقة‬

‫يعتبر موضوع العالقات الجزائرية الفرنسية خالل العهد العثماني من المواضيع الهامة ‪،‬حيث يعد‪-‬‬

‫النشاط اإلقتصادي محطة غاية األهمية في نسج العالقات بين الجزائر وفرنسا ارتباًط ا وثيًقا‬

‫باإلمتيازات اإلقتصادية التي تحصلت عليها بموجب المعاهدات واإلتفاقيات مابين ‪1619‬إلى ‪1830‬م‬

‫وهذا بعد توقيع السلطان سليمان القانوني على معاهدة اإلمتيازات سنة ‪1535‬م‪،‬القاضية بحصول‬
‫الفرنسيين على امتياز صيد المرجان بالسواحل الشرقية الجزائرية وهو ما سمح لهم بتأسيس وكالة‬

‫‪ (Pastion de France).‬أو حصن الباستيون ‪،‬كما يعرف‬

‫يعتبر العامل الطبيعي عامل مهم من العوامل التي تعزز المنطقة أو المدينة أهمية إقتصادية‪-‬‬
‫وعسكرية ‪،‬وإستقراًر ا بشرًيافي بايليك الشرق ساهم في نشأة وكالة الباستيون وتوسع نشاطه‬

‫لقد أثر الموقع اإلستراتيجي و تنوع التضاريس والمناخ على الناحية اإلقتصادية والتبادل التجاري ‪،‬وهذا‬
‫ما انطبق على بايليك الشرق أن يتبوأ مكانة مرموقة بين مقاطعات الجزائر ‪،‬فقد كانت مقاطعة الشرق‬
‫‪.‬األكثر غنى‬
‫يعتمد النشاط اإلقتصادي في الشرق الجزائري أساًس ا على الفالحة وتربية الحيوانات والتبادل‬
‫التجاري ‪،‬ساعدها على هذا الموقع اإلستراتيجي وطول الساحل ‪.‬مما أهلها منطقة إستقطاب وجذب‬

‫أنظار الدول األوربية لمقاصدها واإلستفادة من مواردها ومصادرها ‪،‬بما فيها فرنسا وتمثل ذلك في‬
‫‪.‬ظهور المؤسسات التجاريةالفرنسية‬

‫إن سر تغلغل النفوذ األوربي إلى البالد إقتصاديا ‪،‬كخطوة أولى قضية اإلمتيازات الحاجة إلى القمح ‪،‬ثم‪-‬‬
‫‪.‬تحديد الطريق وتهيئتها للحركة اإلستعمارية كهدف وبعد إستراتيجي رامي لتحقيقه في آجاله‬

‫التجارة تمثل جانًبا بارًز ا في العالقات الفرنسية الجزائرية وبعدا قاًر ا ‪،‬إذ تعتبر الوجه اآلخر لهذه ‪-‬‬
‫العالقات السياسية‬

‫إن الترابط الذي كان بين المجالين السياسي والتجاري يمثل عنصًر ا ثابًت ا في العالقات بين الجانبين‪-‬‬

‫‪ .‬على امتداد الفترة الحديثة كلها‬

‫‪ .‬فما من معاهدة يبرمها البلدين إال ويتلوها اتفاق حول التجارة واستغالل اإلمتيازات‪-‬‬

‫على الرغم من محاولة الجزائر الفصل بين المجالين عن طريق منح ضمانات وتسهيالت للفرنسين‪-‬‬

‫بوجه عام ‪،‬غير أن هذه المساعي لم تفلح ألن كل قطيعة تحدث ينجم عنها انسحاب التجار الفرنسين‬

‫‪ .‬من البالد وتعطل استغالل اإللتزام‬

‫نجد أن المعاهدات كانت غير متكافئة خاصة معاهدة (‪1106‬هـ‪1695/‬م)‪،‬وكانت جل المعاهدات في ما‪-‬‬
‫‪ .‬بعد ال تختلف عنها إال بترتيبات جديدة‬

‫كان لنشاط وكالة الباستيون دوٌر في ظهور مالمح عالقات اجتماعية بين الجزائريين وموظفي الباستيون‪-‬‬
‫‪ .‬تبلورت أساسا في الرسائل الودية ‪،‬وتقديم الهدايا والعطايا‬

‫النشاط التجاري في هذه المقاطعة من اإليالة كان مرهوًن ا على العالقات التي يمكن إقامتها مع سلطات‪-‬‬
‫الجزائر والسلطات المحلية في نفس الوقت وقد كانت هذه العالقات تخضع لكثير من األمور المتعلقة‬
‫‪.‬بالمصالح الخاصة والمصلحة العامة على السواء‬

‫لذلك رأينا ادارة الوكالة تبذل مساعي كبيرة إلرضاء هذه المصالح ‪،‬فكانت تقدم الهدايا لألعيان وكبار‪-‬‬
‫‪ .‬الشخصيات في الدولة‬

‫شملت الدراسة موانئ عديدة من الساحل إلظهار ذلك التجانس اإلقتصادي والتركيز على أنظمة التبادل‪-‬‬
‫‪ .‬التجاري للجزائئر كونها شريك في حركية التجارة المتوسطية‬

‫تزايد في هذه الفترة تنافس وتعاقب المؤسسات الفرنسية في الشرق الجزائري وتوقيع المعاهدات غير‪-‬‬
‫المتكافئة بين الطرفين ‪،‬فلم يكن للدول األخرى أن ترضى بما تحصلت عليه فرنسا من امتيازات وأرباح‬
‫داخل اإليالة ‪.‬ففتح ووسع مجال المنافسة أمام الدول األوربية السيما انجلترا‬
‫‪..‬واسبانيا‬

‫‪ .‬ولقد ساهمت مرسيليا بقدر وفير في إقامة المؤسسات التجارية بشرق اإليالة‪-‬‬

‫المعروف أن عالقات فرنسا باإليالة ‪،‬إذ لم تكن دائًما ودية ‪،‬فقد كانت أكثر استجابة لمصالحها من ‪-‬‬
‫‪ .‬عالقات الجزائر بأية دولة أخرى‬

‫كان للنظام المالي أهمية كبيرة في التأثيرعلى اإلقتصاد الجزائري خالل العهد العثماني ‪،‬فقد تنوعت‪-‬‬
‫‪ .‬النقود المتداولة بين ماهو محلي وأجنبي‬

‫كان استقرار الجهاز االداري والمركزي واإلقليمي للسلطة بالمدن الكبرى ‪،‬دور كبير في تنشيط‪-‬‬

‫‪.‬التجارة بالجزائر‬

‫العالقات التجارية لم تعرف نفس التقلبات التي عرفتها العالقات السياسية‪،‬كما أن المعاهدات اإلقتصادية‬
‫تختلف عن المعاهدات السياسية ‪،‬وقد ظلت التجارة متواصلة وكادت تكون ذات اتجاه واحد وهو اإلتجاه‬
‫‪ .‬الفرنسي نظرا لعدم تواجد فئة التجار فيها‬

‫كما نجد لليهود في نهاية القرن السابع عشر دور بارز‪ ،‬التدخل في عقد المعاهدات واتفاقيات خاصة منها‬
‫‪.‬فرنسا‬

‫نرى أن المعاهدات التي عقدت بين الجزائروفرنسا سخية عادت على فرنسا بفوائد وأرباح طائلة ‪ ،‬مما‬
‫‪ .‬زاد من أطماع الدول األخرى في المنطقة وحاولت أن تأخذ مكان فرنسا لتحظى به لنفسها‬

‫‪.‬وظهر ذلك في تدخل الوسطاء اليهود والتجار األوربين في عقد الصفقات وتصدير البضائع‬

‫غاية فرنسا في ربط عالقات مع الجزائر ليس حبا فيها وال خوًف ا من القوة البحرية في الفترة الحديثة‬

‫كانت حاجتها في الموارد خاصة القمح ‪ ،‬فالموقع الجغرافي ‪،‬أهل الجزائر ان تكون ملجأ ومخزن‬

‫‪ .‬لتحقيق مراّد ها ‪،‬بداياتها باإلمتيازات ثم تطورت ونهاياتها الغزو‬

‫الواقع أن للظروف العامة التي تعرضت لها الجزائر انعكست سلًبا على قدراتها العسكرية‬

‫‪.‬اإلقتصادية وحتى اإلجتماعية‬

‫إن األهمية الجغرافية والحضارية واإلقتصادية لحوض الغربي المتوسط ‪،‬حتمت شعوبه العيش بال‬
‫استقرارنتيجة كثرة األطماع الخارجية ‪،‬مما جعلته محل أنظار دول العالم وهذا حال الجزائر في الفترة‬
‫‪.‬الحديثة ‪ .‬الشرق الجزائري بمثابة العمق اإلستراتيجي للجزائر ‪،‬عبر التاريخ‬
‫‪:‬الملخص‬

‫نستنتج من هذه الدراسة أن مصدر قوة الجزائر في هذه الفترة من التاريخ العماني يعود إلى قوةإدراكها‬
‫ووعيها الكامل باألخطار األوربية المحّد قة بها ‪،‬مما زادها اهتماما كبيًر ا بإعداد نفسها لمواجهتها‬
‫سياسيا ‪،‬عسكريا واقتصاديا وفعالية موقعها اإلستراتيجي الذي يتحكم في معظم الحوض الغربي‬
‫للمتوسط ‪،‬أكسبها شخصية وهيبة ومكانة مرموقة ‪،‬حّد دت مبادىء وأسس عالقاتها مع غيرها من أمم‬
‫أوربا ‪،‬هذه الشخصية التي ماكان للجزائراكتسابها إال في ظل القوة البحرية ‪،‬تعّد هذه الفترة على‬
‫غرارغيرها من أكثر الفترات الزمنية التاريخية التي ميزت بارتباطات ومعاهدات الجزائر ودول‬
‫الحوض الغربي للمتوسط ‪ ،‬طغى عليها الجانب اإلقتصادي ‪.‬حيث شكلت العالقات الفرنسية منعرج‬
‫حاسًم ا في مسار العالقات الدبلوماسية للجزائر‪،‬لما كان لها من مقاصد وخطط وأبعاد إستراتيجية أثرت‬
‫‪ .‬على سيادة الجزائر الداخلية والخارجية بين األمم‬

You might also like