الإقتراب النظـــــري و المفاهيمي للسلوك التنظيمي في المؤسسة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬

‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫االقرتاب النظ ـ ــري و املفاهيمي للسلوك التنظيمي يف املؤسسة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫د‪ .‬ح ـ ــوة سال ـ ــم ‪ -‬جامع ــة زاين عاشور‪ ،‬اجللفــة‬
‫د‪ .‬خ ـ ــان مج ــال – جامعــة أمحد زابنة‪ ،‬غليزان‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اتريخ القبول‪2021/04/07 :‬‬ ‫اتريخ اإلرسال‪2020/12/06:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪265‬‬
05 ‫العدد‬ ‫اجلزائر‬ -‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‬
2021 ‫نوفمرب‬ ISSN :2710-8880

‫ حقيقة األمر حكم‬assumed


‫فعالية التنظيم هو يف‬
in ‫على‬the‫احلكم‬organizational
‫إن‬ :‫ملخص‬
behavior in general that it meets
‫واالنضباط بقواعد العمل وتكرسي التعاون ابعتبار‬
several general requirements,
including the functional ‫التنظيم حيتاج إىل تضافر اجلهود والعمل بروح الفريق بني‬
commitment of individuals Work ،‫أعضاءه ألنه لن يتحقق النجاح جبهد فرد واحد‬
and discipline in the rules of work ‫ابإلضافة إىل حتمل املسؤولية ألهنا إحدى ضوابط‬
and dedicate cooperation as the
‫ والتحلي بصفة‬،‫السلوك التنظيمي وعشوؤيتها املختلفة‬
organization needs to join efforts
and work with the team spirit ‫االحرتام املتبادل كأساس لعالقات العمل التنظيمية بني‬
among its members because ‫الزمالء والرؤساء واملرؤوسني حسب املسؤوليات‬
success will not be achieved with
‫والصالحيات ويتدعم ذلك بوضوح األدوار والقواعد‬
the effort of one individual, in
addition to taking responsibility ‫القانونية وارتفاع الدافعية للعمل والوالء واالنتماء‬
because it is one of the controls of ‫للتنظيمية والعمل على تدعيم هذه املتطلبات من اجل‬
behavior Organizational and its
.‫استمرار األمانة السلوكية على موارد التنظيم املختلفة‬
different randomness, and
showing mutual respect as a basis ،‫ السلوك التنظيمي‬،‫ التنظيم‬:‫الكلمات املفتاحية‬
for organizational work
‫ االلتزام الوظيفي‬،‫ عالقات العمل‬،‫الفعالية‬
relationships between colleagues,
superiors and subordinates
according to responsibilities and
powers, and this clearly supports Abstract:
the legal roles and rules driving
The ruling on the effectiveness of
the work and loyalty and
the organization is in fact a
belonging to the organization and
judgment on the organizational
work to support these
behavior as the basis upon which
requirements for behavioral trust
achieving the various goals of the
on the various organizational
organization and its strategy in
resources.
terms of effectiveness and
key words: Organization, efficiency in performance is a goal
organizational behavior, effectiveness, that is achieved through the
work relationships, job commitment.
organization's goals, so it is

266
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫االستجاابت احلركية‬
‫التنظيمي يف املنظمات أصبح‬ ‫انهراسة السلوك‬ ‫‪ ‬يقصد ابلسلوكإنالتنظيمي‬
‫االهتمام بد‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫وجمموع التصرفات والتغريات الداخلية واخلارجية‬ ‫املتطلبات عبارة عن عناصر ملنظومة قيمية تنظيمية تدعم‬
‫اليت يسعى عن طريقها الفرد الن حيقق عملية‬ ‫الفعالية داخل املنظمة‪ ،‬فاألساس الذي ينبغي أن يبىن‬
‫التكليف والتوفيق بني مقومات وجوده ومقتضيات‬
‫عليه السلوك التنظيمي هو أن يكون سلوكا ممتثال‬
‫اإلطار االجتماعي الذي يعيش داخله ‪.1‬‬
‫وداعما لتلك القيم واملعايري التنظيمية وابلتايل تتكون‬
‫‪ ‬ويعرف السلوك التنظيمي أبنه تفاعل العنصر‬
‫البشري مع العناصر األخرى يف املنظمة واليت‬ ‫منظومة متوازنة أي أهنا توازن بني أهداف املنظمة‬
‫تشمل‪ :‬التقنية املستخدمة يف املنظمة‪ ،‬اهليكل‬ ‫وأهداف الفرد العامل وليتحقق ذلك البد على اإلدارة‬
‫التنظيمي‪ ،‬البيئة التنظيمية واالجتماعية خارج نطاق‬ ‫توجيه سلوك العاملني ملا حتقق خدمة تلك األهداف‪،‬‬
‫املنظمة‪.‬‬ ‫ألن إدارة السلوك التنظيمي بطريقة سليمة يعترب منهجية‬
‫‪ ‬ويعرف على انه فهم لسلوك وتصرفات العاملني‬ ‫رئيسية لتحريك الطاقات وتفعيل املوارد املتاحة للتنظيم‬
‫ابملنظمة ويشمل جمموعة األفعال اهلادفة اليت تصدر‬
‫وتنسيق عالقاهتا ابحمليط اخلارجي لضمان بقاءها ومنوها‪،‬‬
‫عن األفراد لتعرب عن رضاهم الوظيفي‪ ،‬وكذلك‬
‫ولنفهم أكثر ماهية السلوك التنظيمي سنتطرق إىل ذلك‬
‫ممارساهتم كافرا داو جمموعات‪ ،‬وتفاعل هذا السلوك‬
‫مع بيئة املنظمة وذلك لتحقيق أهداف كل من‬ ‫من خالل مضمون العناصر اآلتية‪:‬‬
‫العاملني واملنظم ـة يف نفس الوقت ‪.2‬‬
‫‪ – 01‬تعريف السلوك التنظيمي‪ :‬إن جناح املؤسسات‬
‫‪ ‬ويعرف املختصون السلوك التنظيمي‪ :‬أبنه يعترب‬
‫يف حتقيق أهدافها وإسرتاتيجيتها يعتمد بدرجة كبرية على‬
‫مبثابة اجلزء من املعرفة األكادميية و العلمية اليت هتتم‬
‫كفاءة و فعالية موردها البشرية العاملة هبا‪ ،‬واتفاق بني‬
‫بوصف وتنبؤ وضبط السلوك البشري يف البيئة‬
‫الباحثني يف جمال اإلدارة واملنظمات أن إدارة وتنمية‬
‫التنظيمية ‪.‬‬
‫املوارد البشرية هو املدخل األفضل لرفع وحتسني كفاءة‬
‫‪ ‬والسلوك التنظيمي يكمن مفهومه يف االستجاابت‬
‫وقدرات العاملني يف املنظمات األعمال مبا حيقق‬
‫اليت تصر عن الفرد العامل نتيجة احتكاكه بغريه‬
‫اإلنتاجية والربح األعلى من انحية ورضا أفراد العمل‬
‫من األفراد أو نتيجة اتصاله ابلبيئة التنظيمية من‬
‫انحية أخرى لذلك جند أن املوارد املالية هي عوامل‬
‫حوله ويتضمن سلوكه هبذا املعىن كل ما يصدر عن‬
‫مساعدة لتحقيق كفاءة وجناعة املنظمات ومن بني‬
‫الفرد من عمل حركي أو تفكري أو لفظ لغوي أو‬
‫املشاكل اليت توجهها اإلدارات جند املشاكل السلوكية يف‬
‫مشاعر وإدراك داخل جمال التنظيـ ـم ‪.3‬‬
‫التعامل مع العنصر البشري يف املنظمة ومن هنا أييت‬
‫تساؤل حول مفهوم وتعريف السلوك التنظيمي؟‬
‫‪ – 02‬أمهية دراسة السلوك التنظيمي‪:‬‬ ‫ومن خالل الدراسات اليت أجريت وردت عدة تعاريف‬
‫خمتلفة ومن بينها‪:‬‬

‫‪267‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫‪ ‬تقييم املوقف التفاوضي من اجل التعرف على‬ ‫إن العنصر البشري هو ركيزة أساسية يف جناح وتفوق أية‬
‫املستجدات اليت حدثت أثناء العملية التفاوضية‬ ‫منظمة مهما كان نشاطها فهو ميثل األساس يف رفع‬
‫والتكيف والتكامل معها إلحداث تنسيق اجيايب‪.‬‬ ‫الكفاءة وحتقيق األهداف وهو املورد احلقيقي يف املنظمة‬
‫‪ ‬جتنيب احلوار مع الذات واخلوف من املواجهة‬ ‫ألنه هو من خيطط وينظم ويستعمل املوارد األخرى‬
‫االجيابية مع اآلخرين‪.‬‬ ‫بطرق خمتلفة لبلوغ األهداف لذلك تكمن أمهية دراسة‬
‫‪ ‬جتنب أساليب املغالطات والدفاع عن األوضاع‬ ‫السلوك التنظيمي للفرد العامل يف النقاط التالية‪:‬‬
‫واملواقف اخلاطئة أو عدم االعرتاف ابخللل إذا وقعنا‬ ‫فهم وتفسري السلوك واملمارسات والتصرفات وردود‬
‫فيه والسعي وراء التصحيح العقالين واالجيايب‪.‬‬ ‫األفعال اليت تصدر من أفراد العمل من خالل فهم‬
‫‪ ‬اإلملام أبصول إقامة احلجج وطيفية استخدامها‬ ‫طبيعة الدوافع واإلدراك واملعايري اليت حتكم السلوك‬
‫لصاحل عملية التفاوض وإدراك طبيعة ودالالت هذه‬ ‫وتوجهه‪.‬‬
‫األصول والثقافات املختلفة‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع إسرتاتيجية مستقبلية لتنمية وتطوير سلوك‬
‫‪ ‬تعقد الطبيعة البشرية ووجود االختالفات‬ ‫العمل وتنمية مهاراهتم املختلفة يف جمال العمل‬
‫الفردية اليت متيز السلوك مما يدفع ابملنظمة إىل دراسة‬ ‫‪ ‬تدعيم فرص االلتزام ابلسلوك الصحيح وجتنب‬
‫وفهم وحتليل هذه االختالفات لتوصل إىل طرق تعامل‬ ‫العوامل اليت تؤدي إىل اإلدراك اخلاطئ للمواقف اليت‬
‫مميزة تتناسب مع هذه االختالفات وهذا ألجل‬ ‫تشوه عملية االتصال أو انعدام التفاعل بني مجاعات‬
‫التحكم يف سلوك العامل والتأثري فيه‪.‬‬ ‫العمل والتعامل اإلدارة‪.‬‬
‫‪ – 03‬أهداف دراسة السلوك التنظيمي‪:‬‬ ‫‪ ‬توجيه السلوك حنو حتقيق اهلدف من خالل‬
‫هناك ثالثة ‪ 03‬أهداف رئيسية لالهتمام بدراسة‬ ‫التدعيم االجيايب للتصرفات املرغوبة من أفراد ومجاعات‬
‫السلوك التنظيمي وهي ‪: 4‬‬ ‫العمل وبناء نظام حوافز وتدعيم مالئم‪.‬‬
‫‪‬التنبؤ ابلسلوك التنظيمي‪ :‬إن التنبؤ بسلوك اآلخرين‬ ‫‪ ‬معرفة نوعية وطبيعة الضغوط اليت تواجه‬
‫حيد من املتطلبات األساسية يف حياتنا اليومية سواء‬ ‫العاملني يف أداء مهامهم ابإلضافة إىل وسائل االتصال‬
‫داخل أو خارج التنظيم فالتنبؤ يهدف إىل الرتكيز على‬ ‫املستخدمة ومنط اإلشراف املصل‪.‬‬
‫األحداث يف املستقبل فهو يسعى إىل حتديد النواتج‬ ‫‪ ‬التعرف على البيئة احمليطة مما يساعد يف تدعيم‬
‫املرتبة على ذلك التصرف واعتمادا على املعلومات و‬ ‫التفاعل االجيايب هلا من خالل االستجابة ملطالبها اليت‬
‫املعرفة املتوافرة من السلوك التنظيمي وميكن للمدير أن‬ ‫ال تتعارض مع مصاحل املنظمة‪.‬‬
‫يصدر أحكاما عن سلوك العاملني وإسنادا‬ ‫‪ ‬تنمية مهارات االستماع لآلخرين من خالل‬
‫املسؤوليات واملهام إىل كل من يتوقع منه األداء اجليد‬ ‫جتنب هيمنة االفرتاضات املسبقة‪.‬‬
‫يف موقع املسؤولية الذي يتواجد فيه‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫يؤدي بدوره إىل حتقيق هدف الكفاءة والفعالية يف‬ ‫‪‬تفسري السلوك التنظيمي‪ :‬اهلدف الثاين الذي يسعى‬
‫أداء املهام املكلف هبا على أكمل وجه ‪.5‬‬ ‫علم السلوك التنظيمي إىل حتقيقه هو تفسري األحداث‬
‫‪ – 04‬عناصر السلوك التنظيمي‪:‬‬ ‫والتصرفات اليت حتدث داخل التنظيم‪ ،‬أي حماولة فهم‬
‫إن العناصر األساسية يف السلوك التنظيمي تشمل كل‬ ‫ملاذا يقوم أي عامل بسلوك معني وما هو السبب يف‬
‫من‪ :‬األفراد‪ ،‬اجلماعات‪ ،‬اهليكل التنظيمي التكنولوجيا‬ ‫ذلك‪ ،‬إن معرفة األسباب اليت تدفع الفرد إىل سلوك‬
‫املستخدمة ‪ ،‬البيئية ‪.‬‬ ‫معني تعترب عملية جوهرية يف كيفية التعامل معه‬
‫أ ‪ -‬عناصر السلوك الفردي ‪ :‬وهي عبارة عن عناصر‬ ‫والسعي لتعديل سلوكه إذا كان فيه أي احنراف عن‬
‫ومتغريات تؤثر بشكل عام على سلوك الفرد فهي‬ ‫قواعد العمل اجلاري تطبيقها يف التنظيم مع مالحظة‪،‬‬
‫ختتص ابلفرد وحده دون إطار اجلماعة وهي ‪: 6‬‬ ‫أن تفسري السلوك بعد أكثر صعوبة وتعقيدا من التنبؤ‬
‫‪ ‬اإلدراك‪ :‬وهو ميثل ما يفسره الفرد ملا حيصل من‬ ‫به‪ ،‬وذلك لعدة أسباب من أمهها‪:‬‬
‫حوله وكيفية التفاعل مع األحداث وكيفية تؤثر‬ ‫‪ ‬أي سلوك ينطوي على أكثر من سبب مثال‬
‫إدراك الفرد حبكمة على اآلخرين ‪.‬‬ ‫ذلك العاملني الذين يستقيلون من وظائفهم سواء‬
‫‪ ‬التعليم‪ :‬وهو عنصر يفيد الرؤساء واملديرين يف فهم‬ ‫لعدم شعورهم ابلرضا املهين‪ ،‬أو التمييز وعدم‬
‫مصدر قوة وكفاءة العاملني وكيف يكتسب األفراد‬ ‫العدالة يف املعاملة‪ ،‬أو بسبب تعارض مصاحلهم‬
‫العاملني سلوكهم وكيف ميكن تقوية أو أضعاف‬ ‫مع مصاحل التنظيم‪.‬‬
‫أمناط معينة من السلوك لديهم‪.‬‬ ‫‪ ‬أن السلوك التنظيمي يتضمن العديد من‬
‫‪ ‬الدافعية‪ :‬وهو عنصر مهم ملعرفة العوامل واملسببات‬ ‫األسباب‪ ،‬وكل سبب يتطلب نوعا معني من‬
‫اليت تزيد من قوة وعطاء العامل وتدفعه إىل اجلدية‬ ‫احلل أو العالج‪.‬‬
‫واحلماسة يف العمل‪.‬‬ ‫‪ ‬إن األسباب اليت تفسر سلوك معني تتغري من‬
‫‪ ‬الشخصية‪ :‬وهي نقطة أساسية حيث يستطيع‬ ‫الوقت إىل أخر‪.‬‬
‫املدراء من خالهلا معرفة شخصية العامل الذاتية‬ ‫‪‬السيطرة والتحكم يف السلوك‪ :‬بعد هدف السيطرة‬
‫وفهم مكوانت وخصائص الشخصية لديه وطريقة‬ ‫والتحكم يف السلوك التنظيمي من أهم وأصعب‬
‫أتثري هذه األخرية على سلوك األفراد داخل جمال‬ ‫األهداف يف التنظيم‪ ،‬فعندما يفكر املسؤول يف كيفية‬
‫العمل وتكمن أمهية الشخصية يف قوهتا أو ضعفها‬ ‫جعل فرد من أفراد العمل يبذل جهد اكرب يف أداء‬
‫وهذا ميكن املسريين من توجيه النصح واإلرشاد‬ ‫مهامه‪ ،‬فإن املسؤول يهتم ابلسيطرة‪ ،‬والتحكم وضبط‬
‫للعمال‪.‬‬ ‫السلوك من اجل أداء أفضل‪ ،‬ومن وجهة نظر املديرين‬
‫‪ ‬االجتاهات النفسية‪ :‬يفيد هذا العنصر يف معرفة‬ ‫فإن أعظم إسهام لدراسة السلوك التنظيمي هو كيفية‬
‫آراء ومشاعر وصول األفراد للتصرف يف مواقف‬ ‫حتقيق السيطرة والتحكم وتوجيه سلوك العامل الذي‬
‫معينة وكيف ميكنه من التأثري عليها لصاح العمل‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫العاملني واجتاهاهتم وتؤثر يف ظروف العمل ودرجة‬ ‫ب ‪ -‬عناصر السلوك اجلماعي‪ :‬وهي العناصر‬
‫املنافسة وهذه جيب أخذها بعني االعتبار عند دراسة‬ ‫واملتغريات اليت تؤثر يف السلوك اجلماعي لألفراد وهي‪: 7‬‬
‫السلوك اإلنساين داخل املنظمات‪.‬‬ ‫‪ ‬اجلماعات‪ :‬ويتم فيها التعرف على اجلماعة‪،‬‬
‫‪ – 05‬املؤثرات الثقافية على السلوك التنظيمي‬ ‫وظواهر التماسك اجلماعي وعالقتها ابلعمل كما‬
‫وحمدداته‪:‬‬ ‫هتتم بظاهرة اختاذ القرار داخل اجلماعة‪.‬‬
‫‪ – I‬املؤثرات الثقافية‪ :‬هناك عدة عوامل تؤثر على‬ ‫‪ ‬القيادة ‪ :‬من اجل التعرف على كيفية اكتساب‬
‫السلوك التنظيمي سواء كانت داخلية أو خارجية فهي‬ ‫األمناط القيادية ونطاق اإلشراف املؤثرة على سلوك‬
‫ترتك أثرها على سلوك الفرد بشكل أو آبخر ومن بني‬ ‫اآلخر‪.‬‬
‫أهم هذه املؤثرات جند الثقافة سواء كانت جمتمعية أو‬ ‫‪ ‬االتصال‪ :‬وتكمن أمهيته يف كيفية فهم أساليب‬
‫تنظيمية‪.‬‬ ‫االتصال داخل التنظيم وكيف ميكن جعله يتم‬
‫‪ ‬أتثري الثقافة اجملتمعية‪ :‬وذلك من خالل محل األفراد‬ ‫بدون معوقات وعراقيل وكيف ميكن رفع مستوى‬
‫لعاداهتم ونعتهم وقيمهم وتقاليدهم واجتاهاهتم‬ ‫مهارات وطرق االتصال ابألساليب املختلفة‬
‫الشخصية وأفكارهم اليت اكتسبوها ونقلوها من‬ ‫كاالستماع واملقابالت الشخصية واجلماعية وجعل‬
‫جمتمع إىل داخل أسوار املنظمة‪ ،‬حيث تصطدم‬ ‫قنوات االتصال أكثر مرونة داخل املنظمة‪.‬‬
‫أفكارهم احملمولة من اخلارج بقواعد وقوانني املنظمة‬ ‫ج – اهليكل التنظيمي‪ :‬حيدد اهليكل التنظيمي‬
‫اليت تكون خمتلفة عن قواعد قوانني اجملتمع‪ ،‬وهذا ما‬ ‫العالقات الرمسية لألفراد داخل املنظمة فهو يوضح أنواع‬
‫يؤدي إىل تذبذب سلوك الفرد بني التأقلم مع الواقع‬ ‫الوظائف اإلدارية وعالقتها ومستوايهتا‪ ،‬وعادة ما تنشأ‬
‫اجلديد أو االحنراف عنه‪.‬‬ ‫مشكالت متعددة حتتاج التنسيق و التعاون واختاذ‬
‫‪ ‬أتثري ثقافة املنظمة‪ :‬وهي نتاج لكل الثقافات‬ ‫القرارات اإلدارية من اجل حتقيق أهداف املنظمة‪.‬‬
‫اجملتمعية داخل املنظمة وهي تؤثر بدورها على قيم‬ ‫د – التكنولوجيا‪ :‬متثل التكنولوجيا األسلوب الذي‬
‫وأخالقيات واجتاهات وتوقعات األفراد من خالل‬ ‫يستخدمه العاملون يف املنظمة فاألفراد غالبا يعملون كل‬
‫النظام الداخلي للمنظمة وقوانني الضبط والسيطرة‬ ‫شيء أبيديهم فهم لذلك يستخدمون اآلالت واألجهزة‬
‫مبا فيها من قوانني العمل وأسسه وقانون العقوابت‬ ‫وأساليب تكنولوجية معينة يف العمل‪ ،‬ونوعية‬
‫واإلجازات اخلاصة ابملنظمة ‪.8‬‬ ‫التكنولوجيا املستخدمة هلا أتثري على اإلنتاجية كما أن‬
‫هلا أتثري على العاملني وسلوكهم يف العمل‪.‬‬
‫ه – البيئة‪ :‬تعمل كافة املنظمات يف بيئة داخلية خاصة‬
‫ابإلضافة إىل املؤثرات الثقافية هناك عوامل أخرى تؤثر‬ ‫هبا وأيضا يف بيئة خاصة ابجملتمع وهذه األخرية تشمل‬
‫يف السلوك التنظيمي‪:‬‬ ‫اجلوانب السياسية واالجتماعية والثقافية والتعليمية‬
‫واالقتصادية يف اجملتمع والبيئة اخلارجية تؤثر على سلوك‬

‫‪270‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫السلبية وخطورة هذا النمط احتمال احنرافه إىل‬ ‫‪ ‬السبب‪ :‬وهو أي تغري حيدث يف الظروف احمليطة‬
‫سلوك مناقض وبسهول ‪.9‬‬ ‫ابإلنسان أو يف ظروفه الذاتية مبا خيل ابلتوازن‬
‫كل هذه الصفات واألمناط كانت قد حددهتا‬ ‫الذي يشعر به اإلنسان ويدعوه للبحث عن‬
‫حمددات متعلقة ابلفرد والبيئة‪.‬‬ ‫وسيلة الستعادة توازنه‪.‬‬
‫أ‪ /‬احملددات الشخصية‪ :‬وهي حمددات شخصية‬ ‫‪ ‬الدافع‪ :‬هو القوة املوجه للسلوك والدافعة له‪،‬‬
‫خارجية وأخرى داخلية‪ ،‬وهذه احملددات ركيزهتا‬ ‫وتعرب الدوافع عن حاجات األفراد‪.‬‬
‫اإلنسان الذي خيتلف عن أخيه اإلنسان يف صفات‬ ‫‪ ‬اهلدف‪ :‬وهو النتيجة املادية واملعنوية (املنفعة) اليت‬
‫متيزه عنه كاختالفات يف‪ :‬اإلدراك‪ ،‬اإلحباط الصراع‬ ‫يسعى اإلنسان الوصول إليها‪.‬‬
‫النفسي الدافعية‪ ،‬التعلم‪ ،‬االجتاهات وإىل جانب‬ ‫‪ – II‬حمددات السلوك التنظيمي‪:‬‬
‫أتثري الفرد بعناصر شخصية ميزته عن غريه وجاء هبا‬ ‫ابعتبار املنظمة نظاما مفتوحا لذلك ال يعتمد سلوك‬
‫من خارج املنظمة‪ ،‬فهناك حمددات شخصية داخلية‪،‬‬ ‫أفرادها على التكوين الداخلي فقط بل يتأثر بعوامل‬
‫مؤثرات مصدرها االنتقال من السلوك الفردي إىل‬ ‫متعددة غاية يف التشابك‪ .‬هذه العوامل حتدد صفات‬
‫السلوك اجلماعي‪ ،‬كما أن العمل اجلماعي‬ ‫وأمناط السلوك التنظيمي اليت هي عديدة وخمتلفة‪.‬‬
‫والتماسك وترابط األفراد لتحقيق‬ ‫‪ ‬السلوك التنظيمي هادف يسعى إىل حتقيق‬
‫أهداف مشرتكة له مؤثراته على سلوك املنظمة‪،‬‬ ‫أهداف يريدها اإلنسان‪.‬‬
‫وميكن إمجاع تلك العوامل املؤثرة فيما يلـي‪.10‬‬ ‫‪ ‬السلوك التنظيمي يشكل بفعل أتثري جمموعة‬
‫اجلماعة‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬القيادة‪ ،‬عملية اختاذ القرار‪،‬‬ ‫متنوعة من العوامل‪.‬‬
‫التعاون‪ ،‬املنافسة والصراع‪ ،‬الرقابة‪ ،‬التغيري مقاومة‬ ‫‪ ‬السلوك التنظيمي متجدد ومتغري حبسب تغري‬
‫التغيري‪ ،‬ابإلضافة إىل هذه احملددات هناك أيضا‬ ‫األهداف والظروف‪.‬‬
‫حمددات أخرى للسلوك التنظيمي وهي ضغوط‬ ‫كما يتخذ السلوك التنظيمي ثالثة أمناط ‪:‬‬
‫العمل لدى األفراد العاملني ابملنظمة‪.‬‬ ‫‪ ‬سلوك معاون (إجيايب)‪ :‬وهو السلوك الذي يتفق‬
‫ب‪ /‬احملددات البيئية‪:‬‬ ‫مع توجهات املنظمة ويساعد على حتقيق‬
‫سلوك املنظمة حتدده جمموعة عوامل بيئية مادام‬ ‫األهداف‪.‬‬
‫التنظيم ميثل نظاما مفتوحا يؤثر يف البيئة وبتأثرها‪،‬‬ ‫‪ ‬سلوك مناقض (سليب)‪ :‬وهو السلوك الذي‬
‫والعوامل البيئية هي األخرى عوامل خارجية وأخرى‬ ‫يتعارض مع توجهات املنظمة و يعيق حتقيق‬
‫داخلية‪ ،‬فالعوامل اخلارجية تتمثل يف تفاعل املنظمة‬ ‫األهداف‬
‫مع اجملتمع الذي تعيش فيه‪ ،‬مبا حيتويه من ظروف‬ ‫‪ ‬سلوك حمايد‪ :‬وهو السلوك الذي يلتزم احلد األدىن‬
‫اقتصادية وسياسية واجتماعية و هناك العوامل البيئية‬ ‫من التعاون دون أن يتجه على االجيابية أو‬
‫الداخلية واليت تتمثل يف الظروف املادية للعمل‬

‫‪271‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫ومن أمثلتها‪ :‬الضغوط النفسية‪ ،‬الصراعات‬ ‫املتمثلة يف األساليب واألدوات‪ ،‬كما أن هناك‬
‫والديناميكيات الثواب والعقاب‪.‬‬ ‫مجهور املنظمة املتمثل يف وموظفيها وفلسفة قيادهتا‬
‫يف هذا النموذج يدور حموري "املوقف" و"الكائنات‬ ‫ونظمــها‪.‬‬
‫التنظيمية" حول قضية فهم السلوك التنظيمي بينما‬ ‫‪ -I‬منوذج ‪ SOBC‬للسلوك التنظيمي‪:‬‬
‫يدور حموري "السلوك التنظيمي" و"اآلاثر السلوكية"‬ ‫وضع أساس هذا النموذج "فريد لواثنز" وحدد فيه‬
‫حول قضييت التنبؤ ابلسلوك التنظيمي والتحكم فيه‪.‬‬ ‫متغريات دراسة السلوك التنظيمي كمحاولة لتحقيق‬
‫‪ -II‬منوذج تعديل السلوك التنظيمي ‪:OBM‬‬ ‫التكامل بني األطر النظرية للسلوكيني وعلماء دراسة‬
‫ميدان هذا النموذج أبسلوب جديد إلحداث التغيري‬ ‫العمليات العقلية العليان يف هذا النموذج حدد‬
‫يف سلوك األفراد املرتبط أبدائهم ملا يكلفون به من‬ ‫"لواثنز" أربعة متغريات رئيسية وهي‪: 11‬‬
‫مهام وأعمال وأنشطة‪ ،‬هذا األسلوب قد يطبق من‬ ‫‪ ‬املوقف‪ :‬ويظم ثالثة متغريات رئيسية‪:‬‬
‫خارج الفرد أي بواسطة اآلخرين‪ ،‬وقد يطبق من‬ ‫‪ ‬املنظومة البيئية‪ :‬وتظم احلضارة التنظيمية والبيئة‬
‫داخل الفرد أي بواسطته هو ذاتيا‪.‬‬ ‫اخلارجية احمليطة ابلتنظيم‪.‬‬
‫‪ ‬منوذج التغري من خارج الفرد‪:‬‬ ‫‪ ‬اهليكل التنظيمي‪ :‬ويشمل نوعية الرمسي والغري‬
‫يتضمن تطبيق هذا النموذج مخس خطوات‬ ‫رمسي ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وهي ‪:‬‬ ‫‪ ‬العمليات التنظيمية‪ :‬وتضم اإلدارية املختلفة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد وتعريف التصرفات السلوكية‪ :‬أي‬ ‫عملية اختاذ القرار‪ ،‬ونظام الرقابة‪ ،‬وعملية‬
‫التصرفات السلوكية اليت تؤثر يف نسبة ترتاوح بني‬ ‫االتصال حتديد األهداف‪.‬‬
‫‪ %70‬و‪ %80‬من السلوك األدىن للفرد‪.‬‬ ‫‪ ‬الكائنات التنظيمية‪ :‬ويعين هبا األفراد واجلماعات‬
‫‪ -‬قياس التصرفات السلوكية الرئيسية‪ :‬وهي مالحظة‬ ‫املشاركة يف التنظيم وتضم متغريان سلوكيان‪.‬‬
‫وتسجيل واستنباط مدى تكرارية التصرفات‬ ‫‪ -‬العمليات العقلية‪ :‬وتضم اإلدراك والشخصية‬
‫السلوكية الرئيسية املعروفة‪.‬‬ ‫واالجتاهات‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل الوظيفي للتصرفات السلوكية الرئيسية‪:‬‬ ‫‪ -‬العمليات السيكولوجية‪ :‬مثل الدافعية والتعلم‪.‬‬
‫وتفي حتليل األسباب احلقيقية لتلك التصرفات‬ ‫‪ ‬السلوك التنظيمي‪ :‬ويشمل السلوك املنفتح‬
‫واآلاثر الرئيسية املرتتبة عليها (حتليل السبب‬ ‫اخلارجي املالحظ‪ ،‬والسلوك املغلق الداخلي غري‬
‫والنتيجة)‪.‬‬ ‫املالحظ وكال الشكلني مع السلوك ينعكسان يف‬
‫‪ -‬رسم إسرتاتيجية التدخل إلحداث التغري املرغوب‪:‬‬ ‫صورة استجاابت وأمناط سلوكية‪.‬‬
‫وهنا جيب أن يكون اهلدف مزدوجا عند إقرار‬ ‫‪ ‬اإلاثرة السلوكية التنظيمية‪ :‬وتتمثل يف النتائج‬
‫اإلسرتاتيجية املفضل تطبيقها‪.‬‬ ‫املرتتبة على السلوكيات "االجيابية" و"السلبية"‬

‫‪272‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫يعترب املهندس ( فرديريك اتيلور) أبو اإلدارة العلمية‬ ‫‪ – 06‬االجتاهات النظرية الدارسة و املفسرة للسلوك‬
‫وذلك لقدرته الكبرية على تفسري السلوك اإلنساين يف‬ ‫التنظيمي‪:‬‬
‫العمل وقناعته الراسخة أبنه ميكن السيطرة على سلوك‬ ‫تعرف النظرية عموما يف خمتلف اجملاالت أبهنا جمموعة‬
‫األفراد العاملني من خالل تطبيق قواعد وإجراءات‬ ‫من املفاهيم واملصطلحات واالفرتاضات العلمية اليت‬
‫اإلدارة العلمية‪ ،‬وتتخلص جتاربه العلمية يف إمكانية على‬ ‫تبحث يف العالقة بني متغريين أو أكثر‪ ،‬بقصد فهم‬
‫سلوك األفراد من خالل تصميم مثايل للوظائف اإلدارية‬ ‫الظاهرة اليت هي حمل البحث والسعي إىل فهمها‬
‫وضح حوافز جمزية للعمال ‪.13‬‬ ‫وتفسريها وكذلك حماولة التبوء بتكرار حدوثها وفقا‬
‫وميكن تلخيص املبادئ اليت تقوم عليها اإلدارة حسب‬ ‫للسبب املفرتض ومن مث التحكم فيها وضبطها وتبعا‬
‫اتيلور "‪."Taylor‬‬ ‫هلذا التعريف املوجز فإن النظرايت اإلدارية ابختالف‬
‫‪ ‬االعتماد على األساليب الفنية يف العمل (بدال من‬ ‫اجتاهات تقوم على افرتاض وجود عالقة بني منط‬
‫األوامر التعسفية) ‪.‬‬ ‫السلوك والكفاية اإلنتاجية‪ ،‬هذا من انحية‪ ،‬أما من‬
‫‪ ‬االختيار العلمي والتطوير االجيايب للعمال حبيث ال‬ ‫انحية أخرى فالنظرايت اإلدارية وابفرتاضاهتا حول‬
‫يستند العمل إال للشخص الذي هو كفؤ له‪.‬‬ ‫اإلنسان وسلوكه حتاول أن حتدد منط التعامل الواجب‬
‫‪ ‬تتحمل اإلدارة نصف مسؤولية العمل‪ ،‬وذلك بتنمية‬ ‫إتباعه من أجل حتسني األداء وزايدة اإلنتاج‪.‬‬
‫املواهب والقدرات للفرد العامل ومتكينه من مجع‬ ‫ومبا أن أية نظرية إدارية هتدف إىل تفسري السلوك‬
‫املعلومات وحفظها يف كراس للعمل يتضمن مجع‬ ‫البشري داخل املنظمات وما يعرتض الوصول إىل ذلك‬
‫القوانني واإلجراءات املتعلقة أبساليب العمل وكيفية‬ ‫السلوك من صعوابت تسعى هذه النظرايت إىل تذليلها‬
‫أدائه‪.‬‬ ‫حىت تكون نظرية علمية مقنعة وممكنة التطبيق‪ ،‬إال أن‬
‫‪ ‬تعليم وتدريب العمال حىت يتسىن له أن يرفع من‬ ‫جناح النظرية اإلدارية مرتبطة مبدى قدرهتا لتفسري سلوك‬
‫مستواه ويتمكن من أداء عمله بطريقة علمية‬ ‫الفرد العامل داخل التنظيم وحتليل تلك املتغريات اليت‬
‫تساعده يف هناية األمر على حتقيق رفاهيته‪.‬‬ ‫تؤثر يف طبيعة السلوك التنظيمي السائد‪ ،‬وهذه اخلاصية‬
‫وبصفة عامة فإن "اتيلور" كان يرى أن االعتماد على‬ ‫هي اليت حتدث املتميز بني نظرية وأخرى‪.‬‬
‫األساليب العلمية هو الطريق األمثل إلرضاء العمال‬ ‫وإذا أردان أن نعرف بعض احلقائق البديهية عن مدارس‬
‫الذين يهمهم احلصول على أجور مرتفعة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الفكر التنظيمي اليت ظهرت يف العامل الغريب يف بداية‬
‫إرضاء أصحاب املصانع الذين حياولون وبكل وسيلة‬ ‫القرن العشرين واليت قدمت دراسة علمية لسلوك‬
‫ختفيض تكاليف العمل‪.‬‬ ‫التنظيمي ابختالف مناذجها املفسرة هلذا األخري‪.‬‬
‫وقد أثبتت جتربته يف املصنع أبن مراقبة العمال ابستمرار‬ ‫وسنحاول استعراض أهم هذه النظرايت الدراسة للسلوك‬
‫ال أتيت بنتيجة‪ ،‬ألنه قد يتظاهر يبذل أقصى جهده يف‬ ‫التنظيمي‪.‬‬
‫‪ 01-06‬مدرسة اإلدارة العلمية‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫وسلوكهم الفردي واجلماعي يؤثر يف حياة املواطنني‬ ‫الشغل أثناء عملية املراقبة من طرف رئيسه‪ ،‬ولكنه‬
‫وخاصة أن عملهم يقوم على االلتزام ابلقوانني‬ ‫سرعان ما يتباطأ ويتكاسل مبجرد ابتعاد املراقبة ‪.14‬‬
‫واإلجراءات اإلدارية اليت حتظى مبوافقة القيادة‪.‬‬ ‫ويرى "اتيلور" أن الشيء الذي حيصل يف بعض أن‬
‫ويفرتض النموذج البريوقراطي أن االعتبارات املوضوعية و‬ ‫العامل جمرب على التقليل من اإلنتاج ومن اجملهودات اليت‬
‫العقالنية غري متوفرة يف أداء العمل مما جيعل االعتبارات‬ ‫يبذهلا يف سبيل مضاعفة اإلنتاج‪ ،‬ويرى "اتيلور" أنه من‬
‫الشخصية هي السائدة داخل التنظيم ولقد انعكس‬ ‫اخلطأ أن تشجع اإلدارة عماهلا على إخفاء احلقيقة ألن‬
‫ذلك على تفسري النموذج البريوقراطي لكيفية السيطرة‬ ‫ذلك يسبب يف سوء االستفادة من جهود العامل وعدم‬
‫على السلوك اإلنساين داخل املنظمات حيث يتم ذلك‬ ‫تشجيعه على إظهار مواهبه وقدراته احلقيقية أثناء أدائه‬
‫من خالل وجود نظام صارم للقواعد واللوائح‬ ‫للعمال‪ ،‬هلذا جيب أن ترتك العامل مبراقبة نفسه ذاتيا‪.‬‬
‫واإلجراءات ‪. 15‬‬ ‫وإذا نظران إىل النظرية العلمية من زاوية أخرى‪ ،‬فإننا‬
‫ولقد عاجل عامل االجتماع األملاين "ماكس فيرب"‬ ‫جندها تويل أمهية كبرية للعمليات والنشاطات اليت جتري‬
‫"‪ "Max webr‬النظرية البريوقراطية كنظام عقالين‬ ‫داخل كل مؤسسة‪ ،‬وخالفا للنظرية اإلدارية اليت هتتم‬
‫يتناسب مع اجملتمع الصناعي يف العامل الغريب‪.‬‬ ‫ابلنظرة الشاملة للتنظيم (‪ )Macro Theory‬فإن‬
‫إن "ماكس فيرب" كان من العلماء الذين يعتقدون أن‬ ‫( ‪Micro‬‬ ‫ابجلزئيات‬ ‫هتتم‬ ‫العلمية‬ ‫النظرية‬
‫اجملتمع الصناعي اإلداري يف حاجة ماسة إىل إدارة‬ ‫‪ ،)Theory‬وانطالقا من هذه الفكرة فإنه ميكننا أن‬
‫حديثة تقوم على القوانني والعلم واملعرفة‪ ،‬بدال من‬ ‫نقول أبن اهلياكل اإلدارية ال ميكن أن تكون معربة‬
‫اإلدارة التقليدية اليت كانت موجودة يف عهد اإلقطاع‪.‬‬ ‫وقادرة على حتقيق مصاحل األفراد إال إذا كان هناك‬
‫إن أمهية نظرية البريوقراطية ينبع حرسها الشديد على‬ ‫حتديد واضح للعالقات اليت تربط بني العمال وأعماهلم‬
‫ارتباط التنمية يف اجملتمع الرأمسايل بتنمية املهارات‬ ‫اليت ميارسوهنا‪.‬‬
‫والقدرات لألفراد‪ ،‬واالعتماد على العمل التقين للقضاء‬ ‫ونستنتج أن نظرية املدرسة العلمية قد أصبحت إسهاما‬
‫على احملسوبية واملصاحل الشخصية واإليديولوجية‪ ،‬وهذا‬ ‫مقروان مبحاولة اإلنسان وسعيه للتغلب على املشاكل‬
‫معناه وجود هياكل تنظيمية رمسية وقواعد عمل حمددة‬ ‫وذلك عن طريق استعمال النظام واملوضوعية والعقالنية‬
‫ملمارسة أي نشاط إداري يرتقي إىل مستوى النتائج‬ ‫واالعتماد على مثل هذه األساليب يساعد كل إدارة‬
‫املتوقعة من املتخصص يف جمال عمله ‪.16‬‬ ‫على التخلص من األحكام التعسفية وتذليلها ابلقرارات‬
‫ويرى "ماكس فيرب" أن اإلدارة العصرية تتطلب وجود‬ ‫العلمية املدروسة‪.‬‬
‫ضوابط عمل لتحقيق اهلدف الذي وجدت من أجله‬ ‫‪ 02 -06‬املدرسة البريوقراطية‪:‬‬
‫أية منظمة‪ ،‬وهذه الضوابط تساعد على حتقيق درجة‬ ‫تعترب النظرية البريوقراطية من أهم مدارس الفكر اإلداري‬
‫عالية من السلوك الثابت والسوي للموظف ودرج ـ ــة‬ ‫ألن البريوقراطيني هم عبارة عن أفراد يقومون بتنفيذ‬
‫عالي ـ ـ ـ ـ ـ ــة من‬ ‫سياسات السلطة التنفيذية يف كل دولة ومنظمة‪،‬‬

‫‪274‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫عن مناذج جدية للعمل وتبلورت أفكار حديثة للتنظيم‬ ‫املتطورة‪ ،‬جاءت نظرية "ماكس فيرب" اليت ترمز إىل‬
‫واألداء يف العمل حبيث أصبح رجال األعمال يبحثون‬ ‫املثالية يف أألداء واليت هتدف بدورها يف خلق وتكريس‬
‫عن نظرايت احلديثة واجلديدة اليت تدرس السلوك‬ ‫االنضباط يف العمل واستعمال القوانني واإلجراءات‬
‫التنظيمي ألفراد العمل ويسعون ابمسرار لتوظيف نظرايت‬ ‫اهلادفة إىل حتقيق الفعالية يف منظمات اجملتمعات احلديثة‬
‫علمية مناسبة للواقع التنظيمي املعاش يف املنظمات‪،‬‬ ‫فإن من أهم املبادئ األساسية اليت ترتكز عليها فهي‪:‬‬
‫وهذا التوجه من أجل اجلمع بني ما جيري يف اجملال‬ ‫* التخصص وتقسيم العمل أساس األداء الناجح‬
‫العلمي وجمال املمارسة اليومية يف مؤسسات اإلنتاج‪،‬‬ ‫والوظائف حبيث أن كل فرد عامل يتقن عمله املوكل‬
‫ونتج عن األسلوب اجلديد يف العمل الرتكيز على‬ ‫إليه‪.‬‬
‫العالقات اإلنسانية يف العمل بدال من األسلوب‬ ‫* حتديد مهام كل وظيفة بدقة حىت ال تكون هناك‬
‫التقليدي الذي يركز على املنهج العق ــالين لإلدارة‪.‬‬ ‫ثغرات يف العمل‪.‬‬
‫ومن رواد هذه املدرسة جند العامل "ألتون مايو ‪Elton‬‬ ‫* التسلسل الرائسي ضرورة لتحديد العالقات بني‬
‫‪ " Mayo‬ولقد جاءت هذه النظرية كرد فعل على‬ ‫الرئيس واملرؤوس‪.‬‬
‫نظرية اإلدارة العلمية‪ ،‬وتفرتض مدرسة العالقات‬ ‫* وحدة قواعد وإجراءات العمل طبقا للقوانني واللوائح‬
‫اإلنسانية أبن الفرد (اإلنسان) هو خملوق اجتماعي‬ ‫سواء على املستوى اختاذ القرارات أو محاية العمال‪.‬‬
‫يسعى إىل عالقات أفضل مع اآلخرين‪ ،‬وأن أفضل مسة‬ ‫* وجود نظام عمل إلجراءات العمل وحتديد أسلوب‬
‫إنسانية مجاعية هي التعاون وليس التنافس‪ ،‬وبناء عليه‬ ‫وطرق التصرف يف ظروف العمل املختلفة داخل‬
‫انعكس ذلك على كيفية تفسري السلوك اإلنساين والتنبؤ‬ ‫التنظيم‪.‬‬
‫به والتحكم فيه‪ ،‬فنجد أن الفرد العامل يف املنظمة‬ ‫* وجود نظام عمل يتم العمل وفقه تبعا ألصول العمل‬
‫يتفاعل وحيتك مع اجملموعة اليت يعمل معها ويتأثر‬ ‫وقواعد التعامل مع الزابئن‪.‬‬
‫سلوكه آبرائها واجتاهاهتا ومعتقداهتا‪ ،‬وأن شعور الفرد‬ ‫* الفصل بني األعمال والوظائف الرمسية للعمال وبني‬
‫ابنتمائه للجماعة هو الذي حيفزه للبذل والعطاء أكثر‬ ‫نشاطاته اخلاصة به‪.‬‬
‫يف جمال عمله وأن إشباع حاجاته االجتماعية قبل املادية‬ ‫* تسيطر األنظمة والقواعد املكتوبة لتحديد واجبات‬
‫هو األساس يف تنشيطه وحتفيزه للعمل أفضل‪.‬‬ ‫األفراد العاملني وحقوقهم‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه احلقيقة تبني للدارسني والباحثني يف‬ ‫‪ 03 -06‬مدرسة العالقات اإلنسانية‪:‬‬
‫دراسة "هاوثون" اليت مت إجراؤها يف مؤسسة‬ ‫يف بداية الثالثينات من القرن العشرين حدثت أزمات‬
‫‪Western Electric company in‬‬ ‫اقتصادية واجتماعية يف الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫‪ American‬أنه خالفا للمعتقدات السابقة‪ ،‬فإن‬ ‫وكانت نتيجتها االعتماد على الباحثني واملفكرين يف‬
‫الزايدة يف اإلنتاج أتيت ابلضرورة نتيجة للحوار وحتسني‬ ‫جمال اإلنتاج الصناعي وذلك من أجل البحث عن‬
‫العالقات اإلنسانية بني اإلدارة وعماهلا‪ ،‬ومن خالل‬ ‫أساليب جديدة يف جمال العمل‪ ،‬وانتعشت فكرة البحث‬

‫‪275‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫* ضرورة إعطاء أمهية للتنظيم الغري الرمسي وذلك لتأثريه‬ ‫دراسة إلتون مايو ‪ Elton Mayo‬فقد اتضح ما‬
‫القوي على التنظيم الرمسي‪.‬‬ ‫يلي ‪: 17‬‬
‫* النظر للمنظمة كتنظيم اجتماعي قادر على خلق‬ ‫‪ -‬أن املؤسسة اليت يعمل فيها العامل تعترب مبثابة نظام‬
‫ذهنيات جديدة يف جمال العمل‪.‬‬ ‫اجتماعي يشتمل على معايري للعمل‪ ،‬غري أن سلوك‬
‫إذا كان للمنظمة قوانينها وإجراءاهتا اخلاصة ابلعمل‪ ،‬فإن‬ ‫الفرد العامل قد خيتلف عن معايري التنظيم الرمسي‪.‬‬
‫لألفراد العاملني أساليبهم اخلاصة يف التعامل مع بعضهم‬ ‫‪ -‬أن رغبة الفرد يف العمل واإلخالص فيه وبذل كل‬
‫البعض ويف قضااي العمل‪.‬‬ ‫جمهوداته من أجل النجاح يف عمله ال يتبع فقط من‬
‫لقد جنحت مدرسة العالقات اإلنسانية يف تشخيص‬ ‫احلوافز املادية‪ ،‬وإمنا ينبع من احلوافز املعنوية‪.‬‬
‫وحتليل عوامل ومتغريات جديدة مؤثر على سلوك الفرد‬
‫‪ -‬أن الفرد العامل يتأثر يف عمله ابلعالقات‬
‫العامل يف املنظمة‪.‬‬
‫االجتماعية وروح عمل الفريق السائدة يف منظمته‬
‫‪ 04 -06‬املدرسة السلوكية‪:‬‬
‫أكثر من أتثره بنظم الرقابة اإلدارية املفروضة عليه‪..‬‬
‫يهتم علماء النفس التنظيمي بدراسة السلوك اإلنساين‬
‫‪ -‬اإلنتاجية يف العمل تتطلب توفر مهارات اجتماعية‬
‫واجتاهاته يف خمتلف املنظمات وهو بذلك خيتلف عن‬
‫وسلوك إنساين رفيع لدى الرؤساء يف تعاملهم من‬
‫علم النفس الصناعي الذي يدرس سلوك األفراد يف‬
‫املرؤوسني‪.‬‬
‫املصانع ومدى التأثري بني األفراد واملنظمات الصناعية‬
‫‪ -‬وجون نظام اتصال جيد ومرن بني الرؤساء والعمال‪،‬‬
‫وهتدف دراسة السلوك التنظيمي إىل حتليل وعالج‬
‫وتبادل املعلومات واملشاركة يف اختاذ القرار‪ ،‬هي‬
‫املشاكل النفسية والفنية اليت تنشأ يف العمل‪ ،‬وذلك‬
‫العناصر األساسية لتحفيز العاملني وحتمسهم لألداء‬
‫خبلق روح املبادرة والتماسك وحتسني األداء واإلنتاج ‪.18‬‬
‫الكفء والصدق يف مهامهم بفعالية‪.‬‬
‫فبينما ركزت نظرية العالقات اإلنسانية على االهتمام‬
‫ولقد دعت مدرسة العالقات اإلنسانية إىل اعرتفت‬
‫مبشاعر الناس لدرجة املبالغة فإن النظرايت احلديثة ومنها‬
‫اإلدارة ابجلماعات الصغرية داخل املؤسسة ودعت غلى‬
‫املدرسة السلوكية حتاول أن تعطي تفسريات واقعية مع‬
‫حتسني أساليب القيادة لدى املشرفني ومراقيب العمال‬
‫االعرتاف ابجلوانب اإلجيابية والسلبية لكل من سلوك‬
‫وأن يتعاطفوا بصورة أفضل مع العاملني وأن يناقشوا‬
‫اإلدارة واألفراد العاملني حىت ميكنها استخدام كل‬
‫معهم مشاكلهم االجتماعية والشخصية ‪ ،‬وأن يشعروهم‬
‫الطاقات السلوكية لألفراد يف أعماهلم‪.‬‬
‫أبهنم شركاء يف العمل‪.‬‬
‫ومن رواد هذه املدرسة‪ :‬كريس أجريس‪ ،‬دوجالس‬
‫يف واقع األمر أن املفكرين الذين ركزوا على نظرية‬
‫ماكريغور‪ ،‬إبراهام مسلو‪ ،‬فريديرك هرزبرغ الذين أسسوا‬
‫العالقات اإلنسانية قد جنحوا إىل حد بعيد يف إبراز‬
‫نظرايهتم حنو الفرد العامل ودراسة وحتليل سلوكه‬
‫حقائق جديدة عن كيفية حتفيز العاملني ومتكينهم من‬
‫التنظيمي‪.‬‬
‫حتقيق نتائج إجيابية ويفضل دراستهم اتضحت أمهية‬
‫عوامل أخرى جديدة وهي‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫* كل عامل لديه قدرة على احلماس والدافعية الذاتية‬ ‫فقد أوضح "أبراهام ماسلو ‪ "Maslow‬أن املشاكل‬
‫للعمل واألداء املميز‪ ،‬وميكن للمنظمات االستفادة من‬ ‫السيكولوجية التنظيمية ميكن حتليلها من خالل التعرف‬
‫هذه الرغبة يف العمل‪.‬‬ ‫على حقيقة الدافعية اإلنسانية وهي تقوم على عدة‬
‫* يسعى العمال ألن يكونوا منضبطني يف العمل ولكن‬ ‫عناصر وهي‪.‬‬
‫الرقابة املباشرة واملستمرة تذلل هذا االنضباط الذايت‬ ‫* توجد عدة احتياجات هامة للفرد العامل‪ ،‬وهو يعمل‬
‫وعليه فإن الرقابة غري املباشرة من قبل اإلدارة والرؤساء‪،‬‬ ‫من أجل حتقيقها‪ ،‬وإشباعها وهي حاجات فسيولوجية‬
‫وإشعار أفراد العمل أبهنم مسئولني عن وظائفهم ميكن‬ ‫مثل‪ :‬األمن‪ ،‬احلب‪ ،‬الكراهية‪ ،‬حتقيق الذات‪.‬‬
‫أن يعمق اإلحساس ابالنضباط الذايت لكل فرد‪.‬‬ ‫* إن عملية االحنراف أو البعد عن حتقيق هذه األهداف‬
‫* يرغب العامل غلى االستقاللية يف أداء مهامه ويكره‬ ‫أو االحتياجات تعترب مبثابة هتديد سيكولوجي للفرد‬
‫ويرفض الرقابة واملتابعة الكثيفة‪.‬‬ ‫داخل التنظيم‪ ،‬ورمبا تؤثر على طبيعة التنظيم أيضا‪.‬‬
‫* لديه حاجات مادية وحاجات معنوية‪ ،‬فنجد أن‬ ‫واهتم "دوجالس ماكريغور" بدراسة موضوع االعتماد‬
‫البعض تسيطر عليه احلاجات املادية والبعض اآلخر‬ ‫بني الرؤساء والعمال داخل التنظيم‪ ،‬واعتقد أنه بناء‬
‫تسيطر عليه احلاجات املعنوية (االجتماعية والنفسية) ‪.‬‬ ‫على هذه العالقة يشبع الطرفان كثريا من حاجاهتم‪.‬‬
‫ولقد ركز رواد املدرسة السلوكية على إسرتاتيجية جديدة‬ ‫واختذ "كريس أجرييس" من موضوع الصراع بني نسق‬
‫‪19‬‬
‫‪:‬‬ ‫تطبق يف املنظمات حول الفرد العامل وهي‬ ‫حاجات األفراد ونسق حاجات التنظيم‪ ،‬وما يرتتب‬
‫‪ -‬إشراك األفراد العاملني ابختالف مستوايهتم املهنية يف‬ ‫عليه من إحباط يف إشباع حاجات الفرد والتقليل من‬
‫اختاذ القرار‪.‬‬ ‫قيمة العمل على حتقيق أهداف التنظيم حمورا أساسيا يف‬
‫‪ -‬تلبية احلاجات النفسية ألفراد العمل‪.‬‬ ‫إسهاماته‪ ،‬فوجود منط معني من اآلالت يفرض تنظيما‬
‫‪ -‬وضع الثقة يف األفراد لتوجيههم حنو أهداف املنظمة‬ ‫للعمل‪ ،‬وتقف خلفه حقيقة نفسية تتمثل يف اجلماعات‬
‫بال من فرض السيطرة والرقابة املستمرة‪.‬‬ ‫اليت ينتمي إليها الفرد العامل وأتثري من سلوكه واجتاهه‬
‫* مرونة قنوات االتصال بني األقسام وتقليص املسافة‬ ‫حنو عمله‪.‬‬
‫بني الرئيس واملرؤوس‪.‬‬ ‫ومن خالل ما سبق ميكن جتميع أراء علماء املدرسة‬
‫* وضع أنظمة لتفويض السلطة وتنمية املهارات‪.‬‬ ‫السلوكية واليت أحيكت يف جمموعة من النظرايت حول‬
‫‪ 05 -06‬النظرية الظرفية (املوقفية)‪:‬‬ ‫سلوك الفرد العامل داخل التنظيم ومن أساسيات هذه‬
‫منذ السبعينيات من القرن العشرين‪ ،‬تدعمت النظرية‬ ‫اآلراء جند‪:‬‬
‫املوقفية بفكر جديد يقوم على أساس أنه ال توجد نظرية‬ ‫*أن الفرد العامل ليس سلبيا بطبعه وال يكره العمل بل‬
‫إدارية صاحلة لكل زمان ومكان‪ ،‬وأن النظرايت اإلدارية‬ ‫حيبه ألنه مصدر رضا نفسي هله‪.‬‬
‫جيب تطبيقها واستخدامها يف كل بيئة مالئمة هلا لكي‬ ‫* لديه القدرة على حتمل املسؤولية ويسعى إليها‪.‬‬
‫تكون انجحة وقادرة على تفسري ما حييط هبا داخل‬

‫‪277‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫الوضعية اليت تتطلب اختاذ القرار الذي يالئم كل حالة‬ ‫التنظيم‪ ،‬وحسب املنظرين يف هذا املوضوع فإن املتغريات‬
‫وكل ظروف وموقف ونستنتج أبن هذه النظرية(الظرفية)‬ ‫البيئية والتكنولوجية والقيم االجتماعي هلا دور كبري يف‬
‫حتاول تفسري العالقات املتبادلة داخل كل نظام عام كان‬ ‫التأثري على نتائج العمل وتلبية االحتياجات‪.‬‬
‫أو فرعي ابإلضافة إىل العالقات بني األنظمة‪ ،‬وبني‬ ‫وميكن القول أن اإلداري الناجح هو الذي يدرك منذ‬
‫البيئة ‪.20‬‬ ‫البداية أن الواقع التنظيمي املعاش يفرض عليه أن يتعامل‬
‫وحسب هذه النظرية فإن اختاذ القرار يتوقف عند‬ ‫مع املشاكل اليت توجد على مستواه‪ ،‬وعليه أن خيتار‬
‫جمموعة من املتغريات وهي‪:‬‬ ‫األسلوب الذي يتالءم مع بيئة العمل واألوضاع السائدة‬
‫أ‪ /‬املتغري األول‪ :‬وهو العالقة بني القائد والعاملني معه‬ ‫داخل املنظمة اليت يدرها وحيرص على حتقيق أهدافها‬
‫أي أنه إذا كانت ظروف العمل جيدة نتيجة حلسن‬ ‫بفعالية‪.‬‬
‫العالقة السابقة فإن العاملون يطيعون أوامر قائدهم‪.‬‬ ‫وجند أن النظرية املوقفية تقوم على عدة مبادئ وأسس‬
‫ب‪ /‬املتغري الثاين‪ :‬هو مدى وضوح مهام العمل‬ ‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫والواجبات‪ ،‬أي إن إذا متكن القائد من حتديد مهام كل‬ ‫‪ ‬أن ظروف العمل يف القرن الواحد والعشرين ختتلف‬
‫فرد عامل حسب قواعد مقبولة فإن العامل يتأثر مبناخ‬ ‫من منط وظروف العمل يف القرن العشرين وهذا‬
‫العمل اجليد يف منظمته ويكون حريص على الوالء‬ ‫يتطلب التأقلم مع العوامل واملعطيات اجلديدة‬
‫لقائده وعمله‪.‬‬ ‫والتوجهات احلديثة يف السلوك التنظيمي‪.‬‬
‫ج‪ /‬املتغري الثالث‪ :‬هو درجة القوة يف املركز‪ ،‬فإذا كان‬ ‫‪ ‬وأن الواقع احلايل أثبت أبنه ال يوجد شيء امسه‬
‫القائد أو الرئيس يتمتع بشخصية قوية ومؤثرة يف‬ ‫الطريقة املثلى للعمل بل يوجد مفهوم آخر هو‬
‫املرؤوسني وعادل يف تصرفاته اجتاههم‪ ،‬فذلك يكون له‬ ‫الطريقة املناسبة لكل بيئة عمل‪.‬‬
‫أتثري إجيايب كبري على سلوك العاملني ابملنظمة‪.‬‬ ‫‪ ‬املدير املاهر هو الذين يكون قارا على حتديد‬
‫العناصر املؤثرة يف العمل يف منظمته وبذلك يكون‬
‫خامتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫إبمكانه أن خيتار األسلوب املالئم لبيئته وظروف‬
‫من خالل ما سبق عرضه نستخلص أن املنظمات‬
‫العمل ملؤسسته‪.‬‬
‫تعتمد على مواردها البشرية يف حتقيق أهدافها وزايدة‬
‫ويف حقيقة األمر أن النظرية الظرفية هلا ارتباط كبري‬
‫فاعليتها هلذا البد من تطوير وحتفيز أفرادها العاملني‬
‫أبسلوب القيادة‪ ،‬وقد اشتهرت ابرتباطها الكبري‬
‫ماداي ومعنواي من خالل طبيعة تطبيق وظائفها اإلدارية‬
‫ابخلصوص أبسلوب القيادة الدميقراطية وحسب رأي‬
‫من أجل حتقيق الرضا و الذي يعكس بدوره مدى‬
‫العامل "فريد فيدلر ‪ "Fred Friedlor‬فإن‬
‫انضباط والتزام العنصر البشري داخل التنظيم‪.‬‬
‫أساليب القيادة يف الدميقراطية واملتساهلة واملنجدة‬
‫هلذا تعمل املؤسسات الناجحة دائما وابستمرار بتقصي‬
‫للمشاركة يف اختاذ القرارات ميكن اعتبارها دائما منوذجية‬
‫سلوك العاملني فيها يف ظل تزايد تعقيد ظروف العمل‬
‫وانجحة‪ ،‬ألهنا تعرف معرفة جيدة الظروف املناسبة أو‬
‫وتشابكه و العمل بفاعلية لذا وجب على املنظمات‬

‫‪278‬‬
‫العدد ‪05‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫جملة مدرات للعلوم االجتماعية واإلنسانية تصدر عن املركز اجلامعي غليزان‪-‬‬
‫نوفمرب ‪2021‬‬ ‫‪ISSN :2710-8880‬‬

‫السعي حنو حتقيق وتكريس االنضباط و االلتزام‬


‫‪ 7‬عبد الباقي صالح الدين‪ ،‬السلوك التنظيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫التنظيمي حىت يتحقق الرضا املهين للعاملني وحيفزهم إىل‬
‫‪.22‬‬
‫أداء مهامه ـ ــم بصدق وعقالنية و احلـ ـ ـ ــد من الصراع و‬
‫‪ 8‬السلمي علي ‪ ،‬السلوك اإلنساين يف منظمات األعمال‪ ،‬ب ط ‪،‬‬
‫دار غريب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ب س‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫الغياب و الدوران الوظيفي وحتسني نوع اخلدمة املقدمة‬
‫‪ 9‬الزغيب فايز‪ ،‬الرقابة اإلدارية يف منشآت األعمال‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬ ‫ألن االنضباط هو انعكاس الجتاهات األفراد وأمناطهم‬
‫حامد للنشر و التوزيع األردن‪ ،1991 ،‬ص ‪.98‬‬ ‫السلوكية‪ ،‬فالعالقة بني الفرد و املنظمة عالقة تبادلية‪ ،‬إذ‬
‫‪ 10‬السلمي علي‪ ،‬سياسات و اسرتاتيجيات اإلدارة يف الدول‬ ‫أنه لكل طرف توقعات من الطرف اآلخر حيث‬
‫النامية‪ ،‬ب ط ‪ ،‬دار غريب القاهرة مصر ‪ ،‬ب س‪ ،‬ص ‪.187‬‬ ‫يقدمون العمال اجلهد و األداء العايل ويقبلون أهداف‬
‫‪ 11‬مشاد شهرزاد‪ ،‬دور الرقابة يف ضبط السلوك التنظيمي للعمال‪،‬‬ ‫وخطط املنظمة مقابل األجر و احلوافز املناسبة‪.‬‬
‫مذكرة ماجستري يف علم االجتماع ‪ ،‬ختصص تنظيم و عمل غري‬ ‫هلذا حظي موضوع االنضباط و االلتزام التنظيمي‬
‫منشورة ‪ ،‬كلية اآلداب‬ ‫ابهتمام الباحثني و الدارسني للسلوك التنظيمي حماولني‬
‫و العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2007‬ص ‪.50‬‬ ‫تفسريه وتقدمي احللول و النماذج لتحكم فيه وفق‬
‫‪ 12‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫أهداف واسرتاتيجيات املنظمات اليت أدارهتا األسلوب‬
‫‪ 13‬ماهر أمحد‪ ،‬السلوك التنظيمي ‪ ،‬مدخل بناء املهارات‪ ،‬املرجع‬
‫اإلداري املناسب لتكريس االنضباط وحتقيق األهداف‪.‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪n à l’école, Edition Dunad, Paris‬‬ ‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪ 14‬بوحوش عمار ‪ ،‬نظرايت اإلدارة احلديثة يف القرن الواحد و‬
‫العشرين ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ 15‬العميان حممود سلمان‪ ،‬السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال‬ ‫‪ 1‬عبد الباقي صالح الدين‪ ،‬إدارة املوارد البشرية من الناحية العلمية‬

‫‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.43‬‬ ‫والعملية‪ ،‬ب ط‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‬

‫‪ 16‬بوحوش عمار ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪.15‬‬

‫‪ 17‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪ 2‬عبد الباقي صالح الدين‪ ،‬السلوك التنظيمي‪ ،‬ب ط‪ ،‬الدار‬
‫اجلامعية ‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 18‬رشوان حسني عبد احلميد‪ ،‬علم اجتماع التنظيم ‪ ،‬ب ط ‪،‬‬
‫مؤسسة شباب اجلامعة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،2004 ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪ 3‬ماهر أمحد‪ ،‬السلوك التنظيمي‪ ،‬مدخل بناء املهارات‪ ،‬ب ط ‪،‬‬
‫الدار اجلامعية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 19‬ماهر أمحد‪ ،‬السلوك التنظيمي ‪ ،‬مدخل بناء املهارات‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪ 4‬إدريس اثبت عبد الرمحان ‪ ،‬املرسي مجال الدين‪ ،‬اإلدارة‬

‫‪ 20‬املنيف إبراهيم‪ ،‬تطور الفكر اإلداري املعاصر ‪ ،‬ب ط ‪ ،‬أفاق‬ ‫اإلسرتاتيجية مفاهيم و مناذج تطبيقية‪ ،‬ط‪ ، 1‬الدار اجلامعية‪،‬‬

‫للنشر و اإلعالم ‪ ،‬الرايض‪ ،‬اململكة العربية السعودية ‪ ،1999 ،‬ص‬ ‫اإلسكندرية ‪ ، 2002 ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪.474‬‬ ‫‪ 5‬حسني راوية‪ ،‬السلوك يف املنظمات‪ ،‬ب ط ‪ ،‬الدار اجلامعية‬


‫للطباعة و النشر ‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 6‬ماهر أمحد‪ ،‬السلوك التنظيمي ‪ ،‬مدخل بناء املهارات‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫‪279‬‬

You might also like