Professional Documents
Culture Documents
5نموذج تحليل نص مسرحي البيت والوهم
5نموذج تحليل نص مسرحي البيت والوهم
اكتب موضوعا إنشائيا متكامال ،تحلل فيه هذا النص ،مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية
واللغوية ،ومسترشدا بما يلي:
❖ تأطير النص ضمن سياق تطور المسرحية ،مع صياغة فرضية لقراءته.
❖ تلخيص المتن الحكائي للقصة.
❖ دراسة أحد النماذج العاملية الموجودة في الحكاية.
❖ رصد الخصائص الفنية للنص بالتركيز على:
✓ الحوار ووظيفته،
✓ طبيعة الصراع الدرامي في المسرحية،
❖ صياغة خالصة تركيبية لنتائج التحليل ،واستثمارها إلبراز الرهان ،وإبداء الرأي
الشخصي في مدى قدرة الفن المسرحي على التعبير عن الموضوعات االجتماعية.
خاص بالمشتركين في مجموعة اللغة العربية 2024المسالك األدبية /يمنع نشره خارج هذا اإلطار
-------------------------------------------------------------------------------
عرف النثر العربي في عصر النهضة تطورا ملحوظا ،وكان ذلك نتيجة تضافر مجموعة من العوامل االجتماعية
والسياسية كظهور الطباعة والنشر وتطور الصحافة ،إضافة إلى البعثات الطالبية ،كل هذه العوامل ساهمت في ظهور
أشكال نثرية جديدة أكثر قدرة على التعبير عن القضايا االجتماعية والنفسية بخاصة ،وهكذا ظهرت المقالة والقصة
القصيرة والمسرحية ،وهي من الفنون الجميلة التي ظهرت في األدب العربي في منتصف القرن التاسع عشر
من خالل ترجمة بعض األعمال المسرحية الغربية ،وهي تتميز بعدد من الخصائص منها الحوار والصراع الدرامي
واإلرشادات والتوجيهات ،باإلضافة إلى الزمان والمكان والشخصيات ،وكل ذلك ساعد المبدع في التعبير عن القضايا
االجتماعية والنفسية للمجتمع ،ومن روادها نذكر توفيق الحكيم وسعدهللا ونوس ومحمد الكغاط وعزالدين المدني
وعبدالكريم برشيد وفرحان بلبل الذي ترك عددا من األعمال المسرحية منها مجموعته المسرحية «العيون ذات
االتساع الضيق» والتي أخذنا منها هذا النص ،ومن خـالل مالحظة العنوان «البيت والوهم» و بداية النص ﴿المنظر
العام :غرفة جلوس في بيت متوسط الحال﴾ ونهايته و بعض المشيرات النصية األخرى نفترض بأنه نص مسرحي
يعالج قضية اجتماعية ،فـــما هـو المـتن الحكائي في المسرحية؟ وما النموذج العاملي المهيمن فيها؟ وما خصائصها
من حيث الشخصيات والحوار والصراع؟ وما مدى قدرة النص المسرحي عامة على التعبير عن القضايا االجتماعية؟
حل سوى أن
تحكي هذه المسرحية عن أب جمع أبناءه ليخبرهم بخطورة مرض والدتهم ،وقد رأى أنه ليس هناك من ٍّ
يبيع ابنه أحمد داره ،غير أن هذا األخير لم يستطع تقبل األمر رغم أن جميع أفراد األسرة قد رحبوا بالفكرة ،وكانت
حجته أنه بقي عشر سنوات يشقى للحصول على هذا المنزل ،وهو يرغب في الزواج من خطيبته ويسكن ذلك البيت،
وقد حاول الجميع إقناعه ،ولكنه بقي على موقفه الرافض للتضحية منفردا.
من النماذج العاملية المهمة في هذه المسرحية نجد العامل الذات األب الذي كان يرغب في العامل الموضوع شفاء
زوجته ،والعالقة بين هذين العاملين هي عالقة رغبة ،والعامل المرسل هو الرغبة في معالجة الزوجة باعتباره
مسؤوال عنها ،والعامل المرسل إليه هو الزوجة نفسها وباقي أفراد األسرة ،والعالقة بين هذين العاملين هي عالقة
تواصل ،والعامل المساعد هو ثمن بيع منزل ابنه أحمد ،والعامل المعارض أحمد الذي يرفض بيع منزله ألنه مقبل
على الزواج ،والعالقة بين هذين العاملين هي عالقة تعارض وتضاد.
تعتبر خاصة الحوار المظهر الحسي البارز في هذا النص المسرحي ،وقد كان حوارا خارجيا يدور بين الشخصيات،
وكانت وظيفته األساس هي تنمية األحداث وتطويرها ورسم مالمح الصفات االجتماعية والنفسية للشخصيات ،كما أن
الكاتب عمل على صياغته صياغة مالئمة للمواقف من حيث الطول والقصر ،كما أدرج لحظات الصمت في مكانها
المناسب حتى ال تكون اعتباطية ،ومن أمثلة ذلك قول أحمد وهو يستغرب من طلب األب (أبيع بيتي؟ أبيع بيتي؟)،
وكذلك قول سمير بعد لحظة صمت من األب (تكلم يا أبي شغلت فكرنا).
خاص بالمشتركين في مجموعة اللغة العربية 2024المسالك األدبية /يمنع نشره خارج هذا اإلطار
-------------------------------------------------------------------------------
من خصائص النص المسرحي كذلك نجد الصراع الدرامي ،وقد تجلى في الخالف بين األب وابنه أحمد حول طريقة
تدبير عالج األم ،فاألب يرى ضرورة التضحية بالبيت الذي يمتلكه أحمد ألنه الحل الوحيد لتوفير مبلغ كبير للعالج،
بينما يرى أحمد بأنه ليس ملزما بالتضحية ،وهذه ليست مشكلته لوحده ،وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته ،هذا
الصراع تجلى في النص من خالل الحوار واالنفعال وتقديم كل طرف لحججه من أجل إقناع الطرف اآلخر.
بعد انتهائنا من تحليل هذا النص ،هذا النص نستطيع ان نؤكد االفتراض الذي بدأنا به سابقا والذي يفيد أننا أمام
نص مسرحي يعالج قضية اجتماعية ،ذلك أن الكاتب التزم بخصائص هذا الفن وبخاصة الحوار والصراع الدرامي،
باإلضافة إلى استخدام اإلرشادات والتوجيهات ،وقد كان الـرهان الذي سعى إليه الكاتب اجتماعيا ألنه أشـــار بوضوح
إلى مشكلة اجتماعية تعاني منها األسر العربية ،وهي الفقر الذي يستحيل معه التمدرس والتطبيب بدون تكافل
اجتماعي حقيقي بين جميع األفراد ،ولكن هذا التعاون يمكن أن يصطدم بعدد من الحواجز النفسية واالجتماعية ،وقد
كانت شخصية أحمد نموذجا لإلنسان الذي بذل جهدا كبيرا للحصول على منزل ،ولكن التكافل األسري جعله محتارا
بين التضحية به أو تفضيل أنانيته ،انطالقا من هذا المعطى يمكننا أن نتساءل عن مدى قدرة المسرحية على التعبير
عن القضايا االجتماعية ،في رأيي الشخصي ،تبقى المسرحية من أكثر الفنون قدرة على التعبير عن القضايا االجتماعية
المرتبطة بالحياة اليومية لإلنسان نظرا لخصائصها المميزة و ألنها تقيم حوارا مباشرا بين الشخصيات التي تعبر عن
مواقفها و تجسد الصراع بينها.