Professional Documents
Culture Documents
- مجزوءة الوضع البشري
- مجزوءة الوضع البشري
- مجزوءة الوضع البشري
تمثل هوية الشخص -في نظر جون لوك -في كونه كائنا
يالحظ آرثر شوبنهاور أن الفرد يكبر ويشيخ ،لكنه يحس في أعماقه عاقال قادرا على التفكير والتأمل بواسطة الشعور الذي
أنه الزال هو هو كما كان في شبابه وحتى في طفولته ،هذا يكون لديه عن أفعاله الخاصة ،حيث ال يمكن الفصل بين
العنصر الثابت هو الذي يشكل هوية الشخص ،إال أن شوبنهاور ال الشعور والفكر ،ألن الكائن البشري ال يمكن أن يعرف أنه
يرجع أصل الهوية إلى الجسم ،ألن هذا األخير يتغير عبر السنين، يفكر إال إذا شعر أنه يفكر ،وكلما امتد هذا الشعور ليصل
سواء على مستوى مادته أو صورته ،في حين أن الهوية ثابتة الشعور إلى األفعال واألفكار الماضية ،اتسعت وامتدت هوية
بالذاكرة والماضي ،ألن الكثير من األحداث الماضية للفرد يطويها الشخص لتشمل الذاكرة ،ألن الفعل الماضي صدر عن
النسيان ،كما أن إصابة في المخ قد تحرمه من الذاكرة بشكل كلي ،ومع الذات نفسها التي تدركه في الحاضر ،إن هذا الشعور
ذلك فهو ال يفقد هويته العقل والتفكير ،ألنه ليس إال وظيفة بسيطة حسب لوك هو الذي يشكل الهوية الشخصية للفرد التي
،للمخ تجعله يشعر أنه هو هو ال يتغير ،كما تجعله يشعر
.باختالفه عن اآلخرين
إن هوية الشخص -في تصور شوبنهاور -تتمثل في اإلرادة ،أي في
أن نريد أو ال نريد
إن الموجود هنا باعتباره وجودا فرديا خاصا ال يكون مطابقا لذاته - يكون وعي الذات وجودا بسيطا لذاته -حسب فريدريك هيغل -
في نظر مارتن هايدغر -عندما يوجد على نمط الوجود "مع / تقوم ماهيته في كونه أنا ،غير أن اآلخر هو أيضا وعي لذاته،
الغير" ،فهذا الوجود المشترك يذيب كليا الموجود هنا ،الذي هو باعتباره ال /أنا ،هكذا تنبثق ذات أمام ذات ،يكون كل واحد
وجودي الخاص في نمط وجود الغير ،بحيث يجعل اآلخرين يختفون بالنسبة لآلخر عبارة عن موضوع ،كل منهما متيقن من وجود
ويفقدون ما يميزهم وما ينفردون به ،مما يسمح بسيطرة الضمير ذاته ،وليس متيقنا من وجود اآلخر ،لكن مازال لم يقدم بعد
المبني للمجهول ،هذا اهول ليس شخصا متعينا ،إنه ال أحد ،كما أن أحدهما نفسه لآلخر ،تتمثل عملية تقديم الذات لنفسها أمام اآلخر
بإمكان أي كان أن يمثله ،إن وجود الغير -في تصور هايدغر -يهدد في إظهار أا ليست متشبثة بالحياة ،وهي نفس العملية التي يقوم
وجود الذات من خالل إذابتها وسط اآلخرين ،ووسط اهول ا اآلخر حينما يسعى إلى موت اآلخر ،أي األنا ،إن وجود الغير
بالنسبة لألنا -في تصورهيغل -يتم بواسطة الصراع من أجل
الحياة والموت ،ألن على كل منهما أن يسمو بيقين وجوده إلى
.مستوى الحقيقة بالنسبة لذاته ،وبالنسبة لآلخر
إن الغير ليس فردا مشخصا بعينه -حسب جيل دولوز -بل هو بنية إن حميميتي ،أي حياتي الخاصة هي عائق أمام كل تواصل مع
أو نظام العالقات والتفاعالت بين الذوات واألشخاص ،يتجلى هذا الغير ،يقول غاستون بيرجي" :حيث تجعلني سجين ذاتي،
النظام في اال اإلدراكي الحسي ،مثال فأنا حين أدرك األشياء المحيطة فالتجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي بالنسبة لي ،وهي
،بي ال أدركها كلها ومن جميع جهاا وجوانبها وباستمرار تجربة غير قابلة للنقل إلى اآلخر ،فأنا أعيش وحيدا وأشعر
وهذا يفترض أن يكون ثمة آخرون يدركون ماال أدركه من األشياء، بالعزلة ،كما أن عالم الغير منغلق أمامي بقدر انغالق عالمي
وفي الوقت الذي ال أدركه ،وإال بدت األشياء وكأا تنعدم حين ال أمامه ،فعندما يتألم الغير يمكنني مساعدته ،ومواساته ومحاولة
أدركها وتعود إلى الوجود حين أدركها مجددا ،وإذا كان هذا تخفيف األلم الذي يمزقه ،غير أن ألمه يبقى رغم
مستحيال ،فإن الغير إذن يشاركني إدراك األشياء ،ويكمل إدراكي لها، الغير ذلك ألما خارجيا بالنسبة لذاتي ،فتجربة األلم تظل تجربته
وهكذا يجرد دولوز الغير من معناه الفردي المشخص ،ويضمنه معنى الشخصية وليست تجربتي" ،وهكذا تتعذر معرفة الغير -في
.بنيويا نظر بيرجي -مادام اإلنسان كائنا سجينا في آالمه ،ومنعزال في
ّلذاته ،ووحيدا في موته ،محكوما عليه بأن ال يشبع أبدا رغبته
.في التواصل