Professional Documents
Culture Documents
مسألة الاخلاق معدلة للعلوم
مسألة الاخلاق معدلة للعلوم
لحظة تخلص:
سؤال :ما هي القيم اإلنسانية للمواطنة؟
جواب :سياسية ،وأخالقية ،وجمالية.
أخالقية :قيم ماثلة وهي القيم المعمول بها في النظام :التخلق.
مسعي ايتيقي للتفكير خارج النظام في ما يجب أن تكون عليه القيم :النقد والمراجعة والخلق.
+التخلق :تكشفه أفعال األفراد المستمدة من القيم السائدة.
+اإليتيقي :استحضار االعتبارات اإلنسانية في مشاريع إلصالح القيم االخالقية ونقدها.
المعضلة :األخالق تمارس بيقين من جهة وتتعرض في كل مرة إلى تغيير أولياتها وتتطور في التاريخ
وتختلف.
وجوه المشكل:
+أزمة ذاتية تتعلق بالفرد في خضوعه المطلق للقيم والمثل مع أنه قادر على وضعها موضع نقد.
+أزمة إجتماعية وإيديولوجية :تتعلق بهيمنة الشائع نظاميا بما يعيق بسلطته جدية التعريف باألخالق.
أسئلة:
االشكالية :بأي ذاتية يستقبل الفرد األخالق؟ هل أن أفضل األخالق هي التي تعبر عن إرادته أم عن إرادة المجتمع فيه؟ واذا كان
الخير غاية االخالق ،فهل هو في السعادة؟ وهل ان السعادة في النفع؟
الخشناوي
تمهيد :الفلسفة الكانطية أخالقية ،تعرض مشروعا يتمثل ماهية اإلنسان وفق مبادئ سيادة العقل وماهية العقل لديه ترنسندنتالية /
متعالية يقع تمثلها في مبادئ ماقبلية وأحكام تأليفية وكانط يميز في العقل بين ملكات ثالثة:
ـ يجعل كانط للعقل أسئلة أساسية هي التي تهتم بالبحث في الغايات السامية وتجتمع هذه األسئلة في سؤال هو منطلقها
ماذا يمكنني أن أعرف؟ األنثروبولوجي :ما االنسان؟ ثم يتفرع الى أسئلة جوهرية:
العقل هو المصدر المشرع للواجب الخلقي وذلك من خالل ما يصدر عنه من قوانين متعالية يستمدها من ذاته كسلطة مشرعة وهذا
ما يمكن تبينه في وجهين:
أوال :الواجب هو األمر القطعي الذي يصدر عن العقل وحده ويتحدد به الفعل على انه أخالقي .
الواجب الذي يصدر عن العقل يوحد بين الطاعة والحرية مادام العقل هو نفسه السلطة المشرعة والذات الممتثلة لها.
أـ الفعل األخالقي :هو الذي يخضع لألمر القطعي وينطلق منه ويتحرر من األهواء .ويعتبره كانط صورة القانون األخالقي .فالفعل
االخالقي هو ما ما يأمر به العقل ويتحدد به الواجب .ويعرف كانط الواجب األخالقي كاآلتي " إن الواجب هذه الكلمة السامية
العظيمة هو عصب األخالق كله النه الشعور باإللتزام تجاه القيم وتجسيد السلوك المؤدي إلى تحقيق الغايات األخالقية أو الدافع إلى
تنفيذها كما تقضي به األخالق" فيتجرد فيه العقل من النفع أو الخضوع لشروط الحقة أو خارجية .لهذا يقول كانط " :أن ما يضفي
على االرادة الخيرة صفة الخير ليس هو النتائج الخيرة التي تترتب عليها ،بل هو الطابع االلزامي الذي يتسم به فعلها حين يجيء
مطابقا للقانون االخالقي"
مثال :عندما يستجيب الجندي لألوامر دون قيد أو شرط فال يشترط كفالة زوجته وأبنائه مقابل الدفاع عن الوطن أو أن يكون ملزما
من قائد الجيش ،فسلوكه ذلك سيكون أخالقي ومطابقا للقانون االخالقي أي يستجيب ألوامر العقل.
ب ـ الفعل الالأخالقي:
ال يكون الفعل أخالقيا إذا كان خاضعا ألمر شرطي ،أي لشروط أو قيود ،كمثل تاجر يعدل في الميزان وينتظر منه نفعا ما ،كجلب
الباعة ،ففعله يعد فعال ال أخالقيا وإن كان عادال .وكذلك المرء الذي يكون مدفوعا إما بسلطة خارجية/برانية مثل الرقابة وإما بأهواء
فيه ،فكانط يعتبر ان االنسان من جهة أنه كائن أهواء فهو حيوان ومن حيث أنه كائن عقلي فهو كائن أخالقي .وهكذا فإن الفعل عنده
ال أخالقي اذا كان خاضعا لشروط الحقة سياسية واقتصادية وثقافية أو أهواء.
الخشناوي
إن التمييز بين االمر الشرطي واألمر القطعي في محددات الفعل يكشف على أن القانون األخالقي الحقيقي هو الذي يقبل عليه
الفرد وفق إرادة الخير متحررة من الشروط النفعية أو من اإللزام الخارجي فيكون العقل هو المصدر الوحيد المشرع للقيم األخالقية
بالنسبة لكانط.
هناك عالقة ثالثية بين الحرية والواجب والمسؤولية يصبح فيها الواجب ما يتحدد بالتجربة الوجودية للفرد ويعبر في
اآلن نفسه عن اختياره بمفرده " ال يوجد غيري أنا وحدي الذي يقرر الخير وأخترع الشر"وهو ما سيعبر به سارتر،
كذلك ،على مسؤوليته تجاه اآلخرين مثال :يفترض أن يحسم االبن في وضعيتين :كفالة أمه والواجب الوطني في
الجندية إنها وضعية قصوى على المرء أن ينتصر فيها بين اخالق التعاطف وأخالق أوسع من التعاطف .
األخالق في النهاية هي بالنسبة له قرار حر ومسؤول يتخذه المرء وهو يحسم بين وضعيات شديدة التشابه من حيث
الغايات والوسائل فهي شأن وجودي سيصارع فيه اإلنسان دائما األخالق بالتقليد واألخالق بالتعاطف وكل األشكال
السابقة لما تكونه األخالق ويبحث عما يؤكد خياره الوجودي الذي يعبر عن فرديته وعن مسؤوليته تجاه اآلخرين في
آن " إنني مسؤول أمام نفسي وتجاه اآلخرين وأنا أبدع صورة خاصة لالنسان أتخيلها لنفسي" .فالتجربة الوجودية في
الواقع هي التي تنحت التجربة االخالقية وتحدد الواجب انطالقا من المسؤولية الفردية.
بناء موقف:
المكاسب :ان الواجب في حاجة مستمرة الى مراجعة جذرية لمنطلقاته ومجاالت تمثله وعالقة الفرد بالمجموعة وهذا يكشف على:
ما يتهدد األخالق من اغتراب في التقليد أو في ما تفرضه المجموعة على الفرد فيفقد أخالقيته إذ ال يعبر فيه
الفرد عن إرادته (أنظر التقليد المسيحي في فهمه لألخالق بالتعاطف).
ان األخالق مهددة بالوقوع في الفهم الضيق أو سيطرة األهواء وهذا ما نبه اليه الرواقيون الذين أكدوا على
ضرورة أن تتحرر األخالق من التعاطف .
ان الواجب يتحدد من جهة الغايات واألفعال والوسائل حتى يتوافق مع إرادة الفرد للخير وهذا ما سعى اليه كانط
في عقلنة االخالق وما سعى اليه سارتر في ربط التخلق بالمسؤولية الوجودية للفرد تجاه اآلخرين.
الحدود:
رفع كانط الواجب األخالقي الى منطلقات عملية عقلية فردية أوقعه في مثالية سلبية تعتقد في إمكان العثور على
المنطلق في احكام العقل وحده ،في حين ال يمكن أن نتمثل مبادئ للعقل من دون الدخول في تجربة عالقات مع
اآلخرين من انتماء وتواصل ومشاركة ،كما أن تعظيم القدرة الوجودية لألفراد عند سارتر على تحمل المسؤولية تجاه
اآلخرين يمكن ان يوقعنا في تشتت معاني المسؤولية فتفقد االخالق قيمتها االجتماعية في فوضى الممارسات الفردية
كالتي ظهرت في المجتمعات الغربية وساعدت على حرية سائلة ومائعة وغير مسؤولة.
قد يفقد الفرد قدرته على تمثل معاني أساسية مثل الحرية واإلرادة واإلختيار والمسؤولية والخير في توجهات نفعية أو
في مظاهر ال أخالقية في التعبير الواهم عن الحرية في المجتمعات االستهالكية.
هناك عالقة جدلية بين كينونة الفرد وكينونة المجموعة ويجب أن تحتفظ باستعدادها المستمر لتعهد مفهوم التخلق في
عالقته بإرادة الفرد وأهواءه وإرادة المجتمع وإلزاماته والنظر في طبيعة هذه اإللتزامات ،وقد رأى برغسون وايريك
فروم ضرورة اإلقتداء بالتجارب األخالقية الناجحة التي يمكن أن نستحضرها في أمثلة تاريخية سابقة وأن نتخذها
نموذجا للتخلق أي أن نتخذها " قدوة ناجحة " البد من استحضارها في تمثل معنى التخلق مثل الخير والشر والفضيلة
والرذيلة والنفع والضرر والسعادة والشقاء .
لحظة تخلص:
تقع األخالق بين أمرين متالزمين في تحديد الفعل وداللة الخير :اإللزام أواإلكراه ،والجزاء أو النفع وسيكون لهذا تأثير على تحديد
غاياتها وتأسيس مشروعها فتتولد معاني مصاحبة مثل الفضيلة والرذيلة والسعادة والشقاء والنفع والرفاه.
الفعل التخلق
الغايات
الخشناوي
الخير والسعادة:
االشكالية :هل تقاس أخالق المرء بما يحصله من سعادة ونفع أم السعادة والنفع يعيقان تحقق خيرية االخالق؟
السعادة بين الفضيلة والرذيلة -1
أوال :أن يكون الفعل الفاضل أي المتسامي والمترفع قادرا على مواجهة الشرور ويمتسامى على الرذائل ويصمد في ذلك فال يسأل
الخير إال في األمر الفاضل الذي يحقق كمال الفرد الذي يحاكي فيه عظمة اإلله.
ثانيا :ان الذي ينشد الى الفضيلة سيجد توافقا مع الخير أو سيجد أثرا للخير في نفسه فيكون سعيدا ويشعر بالطمأنينة والسكينة لما
حققه من وفاق مع الطبيعة.
األخالق الفاضلة هي التي تجد السعادة في طلب الفضيلة وتواجه األلم بالترفع العظيم عنه فيكون المرء سعيدا " في ما وراء
األلم واللذة "
ب ـ األخالق الفاضلة تحرر من الرذيلة :طلب الفضيلة ترفع جريء عن الرذيلة وذلك عندما يكون الفرد مستعدا لألخالق التالية:
أن ال يبتغي الفرد السعادة في الثروة ذلك أن هذه السعادة تورث شقاء وال تحقق كماال إذ أنها ال تكتمل وال تتحقق الن طلب -
السعادة في الثروة وفي األمور الحسية تحرم الفرد من الترفع وتقيده وتشده الى األمور الوضيعة فال يكون حرا ،وإن رأى نفسه حرا
فهو واهم.
الثروة والمنفعة ال يحققان السعادة وليستا غاية في حد ذاتهما ألنهما إذا كانتا كذلك تحولتا إلى قيد قاتل للمرء في الرذيلة -
عوضا عن الحياة الحرة في الفضيلة ولن يحقق اإلنسان ذلك إال إذا ما تحرر من سيطرة الرغبات وترك للعقل " مهمة تدبير جميع ما
يتعلق بوجودنا" لذلك يقول سينيكا ":اننا نسمي اإلنسان سعيدا إذا كان مدركا للحقيقة ومتحررا من سيطرة الرغبات واألحاسيس
واأللم والخوف وإال سيكون كالبهيمة مع فرق واحد وأن البهائم تفتقر إلى العقل في حين أنه يسئ استعمال عقله ".
أين نتمثل السعادة؟ -
في التحرر من سيطرة اإلنفعاالت واألحاسيس الغرائزية والحيوانية.
في االستعمال السليم للعقل" لن نكون سعداء من دون العقل السليم"
في معرفة حقيقة الذات االنسانية " فال أحد ينكر أنه يدعي أنه سعيدا إذا كان جاهال للحقيقة وخصوصا حقيقة ذاته"
االستقامة ونهج السلوك األخالقي الفاضل.
عدم المبالغة في التفكير في المستقبل والقناعة بما تحقق في الحاضر .وهذا ما اتفق فيه سينيكا مع سبينوزا الذي رأى أن
األخالق سلوك فاضل بمقتضاه يتحكم العقل في الشهوة ويوجهها توجيها متطابقا مع مبادئه وأفكاره.
الخير ومبدأ المنفعة: -2
إن النفع يطلب في إتجاهين :فردي وجماعي إال أن مطلب المجالين يمكن أن يتعارضا أو يضر أحدهما اآلخر ،لذا
يرى ستيوارت ميل أنه البد من خدمة المصلحة العامة قبل المصالح الشخصية مادامت قواعد الخدمة اإلجتماعية
قائمة بالضرورة على أن نفعل نحو اآلخرين " ما نحب أن يفعلوه نحونا " وهذا ال يقوم إال على مبدأ التضحية أو
االيثار الذي يعود بالمنفعة على أكبر عدد ممكن من األفراد مما دفع البعض إلى تسمية هذا التصور بمذهب السعادة
الجمعية.
تقوم أطروحة ميل على أن األخالق الجبرية هي التي تقوم على مبدا النفع للجميع وهذا يعني:
الفرد المتخلق هو الذي سيقبل بفقدان منافع لشخصه أو يتألم أو تلحق به أضرار وهو يحقق أو يقبل بتحقق نفع للمجموعة.
ال يتنزل ما يلحق بالفرد لحساب المجموعة في إطار اإلهانة فحالتنا الشخصية مرتبطة أخالقيا بالمنفعة الجماعية.
مالحظة :ال ينبغي أن نفهم كلمة الفلسفة النفعية على أنها فلسفة مصلحية ال اخالقية وانما على اساس تحقيق المنفعة والمصلحة
لآلخرين والعمل من أجلها كأنها مصلحتنا الشخصية بالنسبة لميل.
بناء موقف:
المكاسب: -
لقد تجاوز ستيوارت ميل تصور أستاذه بنثام الذي رأى أن األساس الوحيد للوجود البشري هو اإلستمتاع بالحياة واللذة ،من
ذلك لذة األكل والشرب والجنس والسعادة األرضية الدنيونية عموما وأن الشقاء في األلم ،في حين أن ستيوارت ميل رأى أن هذه المتع
ال تكفي وحدها وإنما يجب أن نظيف إليها اإلحساس الداخلي بالواجب تجاه اآلخرين أي أفراد المجتمع.
األخالق من أجل المنفعة هي التي تنشد سعادة للجميع وال تتقيد أو تقتصر على مطلب فردي مثلما هو األمر لدى
األبيقورية.
الحدود: -
ربط األخالق بالمنفعة وجعل المنفعة إجتماعية يمكن أن يكرس إغتراب األخالق في طلب المنافع وهو ما يتهدد مجتمعات
تبرر االستغالل وتكرس االستبداد تحت شعارات المصلحة العامة ولذلك نحن في حاجة دائمة الى استعداد اإلرادة الفردية لتعهد القيم
الجماعية من حيث الغايات ومن حيث اآلثار نحو التسامي الروحي.
ان المنفعة هي ما ال يؤسس األخالق بل ما يضيعها هذا ما استنتجه الرشفوكو " ان الفضائل تضيع في المنفعة كما تضيع
الوديان في البحر"
بهذا نقاوم أخالق العبيد نحو إنشاء أخالق السيد ولن يتحقق ذلك حسب نيتشه إال بالتمييز الدقيق بين الوضع السلبي لممارسة فلسفية
غير مثمرة يقوم بها عمال الفلسفة فتكشف عن " إنخداع الفالسفة بأنهم يعرفون منذ أمد بعيد ما هو خير وما هو شر لالنسان" .ذلك
ألن عمال الفلسفة ورجال العلم هم الذين يكتفون بما يلي:
جعل األخالق قائمة على مطلب معرفي ،فيكتفون بعقلنتها كأن يبحثوا في األسس العقالنية لالخالق وينتجوا أحكاما
معرفية ،وهي عالقة سلبية غير مثمرة.
جعلوا مطلب الفلسفة مطلب علمي فوقعوا في اإلعتقاد في أن األخالق ثابتة في مفاهيم فال يستطيع الفكر أن يتخذ موقفا في
األخالق نقدا أو إرتيابا أو إعتراضا.
تحويل األخالق إلى اهتمام علمي يسلب االهتمام بصلتها باالنية اإلنسانية لذلك يقول نيتشه في كتابه ماوراء الخير والشر
"في جدية متشددة تثير الضحك أراد فالسفتنا جميعا أن يضعوا أساسا عقليا لألخالق وأعتقد كل فيلسوف في اآلن أنه وضع هذا
األساس أما األخالق نفسها فكانت مقبولة قبول التسليم منهم جميعا".
ينطلق نيتشه من اإلعالن عن هدف وعن منهج عمل هو مقاومة الخلط بين المفاهيم والسعي الى التمييز بين وضع سلبي
لممارسة فلسفية لعمال الفلسفة ووضع إيجابي للفيلسوف الحق الذي يعرض مشروع مثمر لخدمة القيم اإلنسانية وقد حدد عمال الفلسفة
كاآلتي " :هم الذين يكتفون بجعل العالقة قائمة على مطلب معرفي إنهم يكتفون بعقلنة األخالق كان يبحثوا في األسس األخالقية
النتاج أحكام معرفية وهي عالقة سلبية غير منتجة "
الفيلسوف الحقيقي هو الذي يتوجه الى األخالق الجذرية يزعزع اليقين ثم يتمثل مبادئ أخالقية جديدة في حياته يوجهها
لخدمة عواطفه ويجعل األخالق تعبر على نبض الحياة في ذاتية المرء فهو ليس مجرد مخلوق وإنما خالق لذاته وللقيم يعرض
مشروعا أخالقيا جديدا ينعتق من استبدادية النظام االخالقي ويجسد إرادة القوة في الفعل وهي إرادة الحياة لذلك هو يميز بين أخالق
األسياد وأخرى للعبيد ويرى أن األخالق المسيحية هي نفي إلرادة الحياة ،فهذه األخالق هي غريزة االنحطاط نفسها.
طبيعة العالقة :تفاعلية ،ديناميكية :فهم يوجه الفعل ويغتني به.
انها عالقة جدلية.
النموذج الذي اعتمده الكاتب :هو النموذج السبينوزي :جدلية قوة الفهم وقوة الفعل .قوة الفهم العاقلة أو الجهد الذي يبذله
الكائن العاقل لحفظ ذاته وتحقيق كماله وهو الذي سيعطي للفعل قوة ،وقوة الفعل هي التي ستعود على الفهم فيغتني بثراء تجربتها،
هذا ما عبر عنه سبينوزا بالكوناتوس conatusوسينزله بينارويز في عالقة بالزمنية ضمن تجربة الحياة.
تجربة الحياة هي األساس الحاسم في نجاح الفعل أو وقوعه في السلبية .
نجاح الفعل :مواجهة الفهم لتجربة وعرة تتطلب الحسم الذي يحقق التقدم فيخرج من التالشي الذي يحصل لألفعال نحو قوة
الفهم التي تسمى القدرة على الفعل.
يجد المرء نفسه بين وضعيتين:
الوضعية السلبية للتالشي :تشتت الفعل في األشياء الحسية وتغيرها الالمنقطع
النتيجة :غياب الفهم وتشتت األفعال وتعب يحصل للمخيلة ينعكس سلبا على الذات فيحرمها من السعادة أو الفرح عند بينارويز.
.
الوضعية اإليجابية :عالقة ايجابية بين الفهم والفعل ،فهم يوجه الفعل وفعل يوسع الفهم يسمح له بالتقدم.
النتائج:
قوة الفعل من قوة الفهم وقوة الفهم من التقدم في المعرفة الحاصلة من الفعل الفاهم وتنمية القدرة على الفعل.
قوة الفعل هي إنجازات للفهم ستغتني بها الذات الداخلية وهي تتحرر من التالشي والسلبية في حلقة " مشوشة " وتحقق نجاحات
بما تفتحه من إمكانيات جديدة للتقدم هي التي سيحصل معها الفرح أو ما عبر عنه سبينوزا بالغبطة.
الخشناوي
الفرح تجربة إنسانية :هو إنتصار على السلبية وهيمنة األسباب الخارجية التي تعيق الفعل وتشل الفهم هذا ما بينه بينارويز في
مشروعه الجديد لّالئكية والذي ال يراها متوافقة مع روح االسالم حين قارن بين:
ـ دولة فرنسية كانت تهيمن عليها الكنيسة الكاثوليكية تضيق الفهم فال تعتبر اإلختالف وتجعل الفعل سلبيا ستاتيكيا في
منظورها الكاثوليكي.
ـ دولة فرنسية الئكية تفصل بين الدين والدولة فتعترف باإلختالفات الدينية والمذهبية ويتعايش فيها ديناميكيا متدين وغير
متدين وملحد ضمن وحدة كونية ،كلية في إطار من اإلنتماء.
الفضيلة واللذة:
السند :اللذة والسعادة :ابيقور
االشكالية:على أي نحو تتحدد العالقة بين اللذة والسعادة؟ هل هي عالقة تنافر أم عالقة تماهي؟
التحليل:
1داللة السعادة وشروط تحققها:
السعادة االبيقورية تعني سالمة الجسم وطمأنينة النفس أي انعدام األلم في الجسم وانعدام االضطراب في النفس.كما تتمثل السعادة
في أن ال نتعذب،أال نخاف،أال نتألم فهي تشير إلى حالة روحية هي األتراكسيا . Atraxie
األتراكسيا:طمأنينة ,سكينة النفس ,تعد سبيال إلى تحصيل السعادة ألنها تتجه من جهة أولى إلى الصفاء الداخلي لإلنسان وتعبر من
جهة ثانية عن الالمباالة تجاه الحزن واأللم.
استنتاج :لقد إعتقد األبيقوريون أن سعادة االنسان ال تخضع للظروف التي تحيط به وإنما تتوقف على حالة في النفس فليست األشياء
الخارجية هي التي تؤثر في وجودنا وإنما المؤثر الحقيقي هو استعداد بداخل النفس للتالقي مع الطبيعة .أن اكون سعيدا أي أن أعيش
في وفاق مع الطبيعة وهو ما يقتضي تأسيس الوجود على العقل ال عل اإلنفاالت .فما هي إذا شروط تحقيق السعادة؟
يقول أبيقور ":إن اللذة هي بداية الحياة السعيدة ونهايتها"
اللذة :هي القاعدة التي ترسم تحقيق السعادة فهي المبدأ الذي يجب أن ننطلق منه لنحدد ما يجب أن نختاره وما ينبغي أن نتجنبه فهي
كما يصفها ابيقور"الخير األول الموافق لطبيعتنا"
يرادف أبيقور بين السعادة والخير فكالهما يتحقق بواسطة اللذة وهذا ما يتعارض مع التصور األفالطوني واألرسطي اللذان يؤكدان
على أن حياة التأمل والتفكير هي وحدها التي تحقق السعادة لذلك يقول أرسطو :إن فعل هذا الجزء المطابق للفضيلة يجب أن يكون هو
السعادة الكاملة ولقد قلنا ان هذا الفعل هو فعل التأمل"
إذا كانت اللذة هي أساس تحقيق السعادة والخير فهل ينبغي على المرء أن يبحث عن كل اللذات؟ هل أن كل اللذات محققة للسعادة؟
2ـ منزلة اللذة في تصور أبيقور للسعادة والفضيلة
إن اللذات يجب أن تكون بحسب الحاجة والضرورة لذلك وزعها كاآلتي:
+لذات ضرورية وطبيعية :اشباع الحاجات األولية للكائن(األكل والشرب)
+لذات غير ضرورية :هي الميوالت التي تحقق اإلشباع الوقتي لحاجات غير ضرورية مثل التمتع بالنساء فهذا النوع من الملذات
من شانه أن يحدث من ناحية الجسم متعة ومن ناحية النفس ألما.
إستنتاج :السعادة غير مرتبطة بالمتع الجنسية التي ال طائل منها فالسعادة ال تخضع للظروف وإنما تتوقف على حالة في النفس أي
العيش في توافق مع الطبيعة.لذلك يرى أبيقور ضرورة التخلي عن اللذات لما تخلفه من إزعاج ولما يعقبها من ألم فبالنسبة اليه "كل
ألم هو شر "مثال السكر المتواصل هو شر .لذلك علينا أن نأخذ بالملذات المحققة للسعادة والخير مثل اللذات الروحية من قبيل الصداقة
وتحصيل الحكمة فال يكون سعيدا إال من كان حكيما وفي هذا اإلطار يقول أبيقور"وحدهم الحكماء سعداء ووحدهم السعداء قد
حازوا السعادة".
الخشناوي