Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫الخشناوي‬

‫لحظة تخلص‪:‬‬
‫سؤال‪ :‬ما هي القيم اإلنسانية للمواطنة؟‬
‫جواب‪ :‬سياسية‪ ،‬وأخالقية‪ ،‬وجمالية‪.‬‬
‫أخالقية ‪ :‬قيم ماثلة وهي القيم المعمول بها في النظام ‪ :‬التخلق‪.‬‬
‫مسعي ايتيقي للتفكير خارج النظام في ما يجب أن تكون عليه القيم‪ :‬النقد والمراجعة والخلق‪.‬‬
‫‪ +‬التخلق‪ :‬تكشفه أفعال األفراد المستمدة من القيم السائدة‪.‬‬
‫‪ +‬اإليتيقي‪ :‬استحضار االعتبارات اإلنسانية في مشاريع إلصالح القيم االخالقية ونقدها‪.‬‬

‫مسألة األخالق‪ :‬الخير والسعادة‬

‫مدخل إشكالي ‪ :‬وضعية استكشافية‪:‬نص لروبار مسراهي (اإليتيقا والسياسة والسعادة)‬

‫المشكل‪ :‬توقف التفكير في الغايات األخالقية‪.‬‬

‫السؤال‪:‬ما الذي يمثله التفكير في الغايات بالنسبة لألخالق؟‬

‫المعضلة‪ :‬األخالق تمارس بيقين من جهة وتتعرض في كل مرة إلى تغيير أولياتها وتتطور في التاريخ‬
‫وتختلف‪.‬‬

‫وجوه المشكل‪:‬‬

‫‪ +‬أزمة ذاتية تتعلق بالفرد في خضوعه المطلق للقيم والمثل مع أنه قادر على وضعها موضع نقد‪.‬‬

‫‪ +‬أزمة إجتماعية وإيديولوجية‪ :‬تتعلق بهيمنة الشائع نظاميا بما يعيق بسلطته جدية التعريف باألخالق‪.‬‬
‫أسئلة‪:‬‬

‫الخير والشر هل يتنزالن ضمن المعايير األخالقية الثابتة؟‬ ‫‪‬‬


‫ما هي طبيعة العالقة بين النفع والضر في تحقيق الواجب الخلقي؟‬ ‫‪‬‬
‫هل يمكن للواجب الخلقي أن يتحدد في ما وراء الخير والشر والنفع والضر ؟‬ ‫‪‬‬
‫أي عالقة بين األخالق والسعادة والرفاه؟‬ ‫‪‬‬

‫االشكالية ‪ :‬بأي ذاتية يستقبل الفرد األخالق؟ هل أن أفضل األخالق هي التي تعبر عن إرادته أم عن إرادة المجتمع فيه؟ واذا كان‬
‫الخير غاية االخالق‪ ،‬فهل هو في السعادة؟ وهل ان السعادة في النفع؟‬
‫الخشناوي‬

‫‪ I‬مفهوم الواجب الخلقي‪:‬‬


‫السند‪" :‬االمر األخالقي" كانط‬

‫تمهيد‪ :‬الفلسفة الكانطية أخالقية‪ ،‬تعرض مشروعا يتمثل ماهية اإلنسان وفق مبادئ سيادة العقل وماهية العقل لديه ترنسندنتالية ‪/‬‬
‫متعالية يقع تمثلها في مبادئ ماقبلية وأحكام تأليفية وكانط يميز في العقل بين ملكات ثالثة‪:‬‬

‫العقل النظري‪ :‬ينتج المعرفة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫العقل العملي‪ :‬ينتج القيم األخالقية‬ ‫‪-2‬‬
‫الحاكمة او ملكة الحكم‪ :‬القيم الجمالية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ـ يجعل كانط للعقل أسئلة أساسية هي التي تهتم بالبحث في الغايات السامية وتجتمع هذه األسئلة في سؤال هو منطلقها‬
‫ماذا يمكنني أن أعرف؟‬ ‫األنثروبولوجي ‪ :‬ما االنسان؟ ثم يتفرع الى أسئلة جوهرية‪:‬‬

‫ماذا يجــــب علي أن أفعل؟‬

‫ماذا يجوز لي أن آمل؟‬

‫تنزيل الواجب‪ :‬من حيث مصدر تحديده‪:‬‬

‫العقل هو المصدر المشرع للواجب الخلقي وذلك من خالل ما يصدر عنه من قوانين متعالية يستمدها من ذاته كسلطة مشرعة وهذا‬
‫ما يمكن تبينه في وجهين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الواجب هو األمر القطعي الذي يصدر عن العقل وحده ويتحدد به الفعل على انه أخالقي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طاعة الواجب هي طاعة العقل التي يعبر عن الحرية‪.‬‬

‫الواجب الذي يصدر عن العقل يوحد بين الطاعة والحرية مادام العقل هو نفسه السلطة المشرعة والذات الممتثلة لها‪.‬‬

‫الفرق بين الفعل األخالقي والفعل الال أخالقي‪:‬‬

‫أـ الفعل األخالقي‪ :‬هو الذي يخضع لألمر القطعي وينطلق منه ويتحرر من األهواء‪ .‬ويعتبره كانط صورة القانون األخالقي‪ .‬فالفعل‬
‫االخالقي هو ما ما يأمر به العقل ويتحدد به الواجب‪ .‬ويعرف كانط الواجب األخالقي كاآلتي " إن الواجب هذه الكلمة السامية‬
‫العظيمة هو عصب األخالق كله النه الشعور باإللتزام تجاه القيم وتجسيد السلوك المؤدي إلى تحقيق الغايات األخالقية أو الدافع إلى‬
‫تنفيذها كما تقضي به األخالق" فيتجرد فيه العقل من النفع أو الخضوع لشروط الحقة أو خارجية‪ .‬لهذا يقول كانط‪ " :‬أن ما يضفي‬
‫على االرادة الخيرة صفة الخير ليس هو النتائج الخيرة التي تترتب عليها‪ ،‬بل هو الطابع االلزامي الذي يتسم به فعلها حين يجيء‬
‫مطابقا للقانون االخالقي"‬

‫مثال ‪ :‬عندما يستجيب الجندي لألوامر دون قيد أو شرط فال يشترط كفالة زوجته وأبنائه مقابل الدفاع عن الوطن أو أن يكون ملزما‬
‫من قائد الجيش‪ ،‬فسلوكه ذلك سيكون أخالقي ومطابقا للقانون االخالقي أي يستجيب ألوامر العقل‪.‬‬

‫ب ـ الفعل الالأخالقي‪:‬‬

‫ال يكون الفعل أخالقيا إذا كان خاضعا ألمر شرطي‪ ،‬أي لشروط أو قيود‪ ،‬كمثل تاجر يعدل في الميزان وينتظر منه نفعا ما‪ ،‬كجلب‬
‫الباعة‪ ،‬ففعله يعد فعال ال أخالقيا وإن كان عادال‪ .‬وكذلك المرء الذي يكون مدفوعا إما بسلطة خارجية‪/‬برانية مثل الرقابة وإما بأهواء‬
‫فيه‪ ،‬فكانط يعتبر ان االنسان من جهة أنه كائن أهواء فهو حيوان ومن حيث أنه كائن عقلي فهو كائن أخالقي‪ .‬وهكذا فإن الفعل عنده‬
‫ال أخالقي اذا كان خاضعا لشروط الحقة سياسية واقتصادية وثقافية أو أهواء‪.‬‬
‫الخشناوي‬

‫إن التمييز بين االمر الشرطي واألمر القطعي في محددات الفعل يكشف على أن القانون األخالقي الحقيقي هو الذي يقبل عليه‬
‫الفرد وفق إرادة الخير متحررة من الشروط النفعية أو من اإللزام الخارجي فيكون العقل هو المصدر الوحيد المشرع للقيم األخالقية‬
‫بالنسبة لكانط‪.‬‬

‫مراجعة نقدية للتأسيس العقلي لألخالق‪:‬‬


‫السند‪ :‬الحرية والواجب ـ سارتر‬

‫هناك عالقة ثالثية بين الحرية والواجب والمسؤولية يصبح فيها الواجب ما يتحدد بالتجربة الوجودية للفرد ويعبر في‬ ‫‪‬‬
‫اآلن نفسه عن اختياره بمفرده " ال يوجد غيري أنا وحدي الذي يقرر الخير وأخترع الشر"وهو ما سيعبر به سارتر‪،‬‬
‫كذلك‪ ،‬على مسؤوليته تجاه اآلخرين مثال‪ :‬يفترض أن يحسم االبن في وضعيتين‪ :‬كفالة أمه والواجب الوطني في‬
‫الجندية إنها وضعية قصوى على المرء أن ينتصر فيها بين اخالق التعاطف وأخالق أوسع من التعاطف ‪.‬‬
‫األخالق في النهاية هي بالنسبة له قرار حر ومسؤول يتخذه المرء وهو يحسم بين وضعيات شديدة التشابه من حيث‬ ‫‪‬‬
‫الغايات والوسائل فهي شأن وجودي سيصارع فيه اإلنسان دائما األخالق بالتقليد واألخالق بالتعاطف وكل األشكال‬
‫السابقة لما تكونه األخالق ويبحث عما يؤكد خياره الوجودي الذي يعبر عن فرديته وعن مسؤوليته تجاه اآلخرين في‬
‫آن " إنني مسؤول أمام نفسي وتجاه اآلخرين وأنا أبدع صورة خاصة لالنسان أتخيلها لنفسي"‪ .‬فالتجربة الوجودية في‬
‫الواقع هي التي تنحت التجربة االخالقية وتحدد الواجب انطالقا من المسؤولية الفردية‪.‬‬
‫بناء موقف‪:‬‬
‫المكاسب ‪ :‬ان الواجب في حاجة مستمرة الى مراجعة جذرية لمنطلقاته ومجاالت تمثله وعالقة الفرد بالمجموعة وهذا يكشف على‪:‬‬
‫ما يتهدد األخالق من اغتراب في التقليد أو في ما تفرضه المجموعة على الفرد فيفقد أخالقيته إذ ال يعبر فيه‬ ‫‪‬‬
‫الفرد عن إرادته (أنظر التقليد المسيحي في فهمه لألخالق بالتعاطف)‪.‬‬
‫ان األخالق مهددة بالوقوع في الفهم الضيق أو سيطرة األهواء وهذا ما نبه اليه الرواقيون الذين أكدوا على‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة أن تتحرر األخالق من التعاطف ‪.‬‬
‫ان الواجب يتحدد من جهة الغايات واألفعال والوسائل حتى يتوافق مع إرادة الفرد للخير وهذا ما سعى اليه كانط‬ ‫‪‬‬
‫في عقلنة االخالق وما سعى اليه سارتر في ربط التخلق بالمسؤولية الوجودية للفرد تجاه اآلخرين‪.‬‬
‫الحدود‪:‬‬
‫رفع كانط الواجب األخالقي الى منطلقات عملية عقلية فردية أوقعه في مثالية سلبية تعتقد في إمكان العثور على‬ ‫‪‬‬
‫المنطلق في احكام العقل وحده‪ ،‬في حين ال يمكن أن نتمثل مبادئ للعقل من دون الدخول في تجربة عالقات مع‬
‫اآلخرين من انتماء وتواصل ومشاركة‪ ،‬كما أن تعظيم القدرة الوجودية لألفراد عند سارتر على تحمل المسؤولية تجاه‬
‫اآلخرين يمكن ان يوقعنا في تشتت معاني المسؤولية فتفقد االخالق قيمتها االجتماعية في فوضى الممارسات الفردية‬
‫كالتي ظهرت في المجتمعات الغربية وساعدت على حرية سائلة ومائعة وغير مسؤولة‪.‬‬
‫قد يفقد الفرد قدرته على تمثل معاني أساسية مثل الحرية واإلرادة واإلختيار والمسؤولية والخير في توجهات نفعية أو‬ ‫‪‬‬
‫في مظاهر ال أخالقية في التعبير الواهم عن الحرية في المجتمعات االستهالكية‪.‬‬
‫هناك عالقة جدلية بين كينونة الفرد وكينونة المجموعة ويجب أن تحتفظ باستعدادها المستمر لتعهد مفهوم التخلق في‬ ‫‪‬‬
‫عالقته بإرادة الفرد وأهواءه وإرادة المجتمع وإلزاماته والنظر في طبيعة هذه اإللتزامات‪ ،‬وقد رأى برغسون وايريك‬
‫فروم ضرورة اإلقتداء بالتجارب األخالقية الناجحة التي يمكن أن نستحضرها في أمثلة تاريخية سابقة وأن نتخذها‬
‫نموذجا للتخلق أي أن نتخذها " قدوة ناجحة " البد من استحضارها في تمثل معنى التخلق مثل الخير والشر والفضيلة‬
‫والرذيلة والنفع والضرر والسعادة والشقاء ‪.‬‬

‫لحظة تخلص‪:‬‬
‫تقع األخالق بين أمرين متالزمين في تحديد الفعل وداللة الخير‪ :‬اإللزام أواإلكراه‪ ،‬والجزاء أو النفع وسيكون لهذا تأثير على تحديد‬
‫غاياتها وتأسيس مشروعها فتتولد معاني مصاحبة مثل الفضيلة والرذيلة والسعادة والشقاء والنفع والرفاه‪.‬‬
‫الفعل‬ ‫التخلق‬
‫الغايات‬
‫الخشناوي‬

‫مصلحة فردية‬ ‫الغايات األخالقية‬


‫مصلحة جماعية‬
‫مادي (ربح‪ ،‬ثروة‪ ،‬خيرات مادية‪ :‬سعادة وهمية‬ ‫النفع‬
‫تؤدي الى الشقاء ‪ :‬فعل ال أخالقي)‬
‫روحي ( خيرات روحية ‪ :‬الغبطة أو الفرح)‬

‫الخير والسعادة‪:‬‬
‫االشكالية‪ :‬هل تقاس أخالق المرء بما يحصله من سعادة ونفع أم السعادة والنفع يعيقان تحقق خيرية االخالق؟‬
‫السعادة بين الفضيلة والرذيلة‬ ‫‪-1‬‬

‫السند‪ :‬شروط تحقيق الفضيلة ‪ :‬سيناك‬

‫أـ السعادة في طلب الفضيلة ‪:‬‬

‫عندما تنشد األفعال الى الفضيلة يتحقق للمرء مكسبان‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون الفعل الفاضل أي المتسامي والمترفع قادرا على مواجهة الشرور ويمتسامى على الرذائل ويصمد في ذلك فال يسأل‬
‫الخير إال في األمر الفاضل الذي يحقق كمال الفرد الذي يحاكي فيه عظمة اإلله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ان الذي ينشد الى الفضيلة سيجد توافقا مع الخير أو سيجد أثرا للخير في نفسه فيكون سعيدا ويشعر بالطمأنينة والسكينة لما‬
‫حققه من وفاق مع الطبيعة‪.‬‬

‫األخالق الفاضلة هي التي تجد السعادة في طلب الفضيلة وتواجه األلم بالترفع العظيم عنه فيكون المرء سعيدا " في ما وراء‬
‫األلم واللذة "‬

‫ب ـ األخالق الفاضلة تحرر من الرذيلة‪ :‬طلب الفضيلة ترفع جريء عن الرذيلة وذلك عندما يكون الفرد مستعدا لألخالق التالية‪:‬‬

‫أن ال يبتغي الفرد السعادة في الثروة ذلك أن هذه السعادة تورث شقاء وال تحقق كماال إذ أنها ال تكتمل وال تتحقق الن طلب‬ ‫‪-‬‬
‫السعادة في الثروة وفي األمور الحسية تحرم الفرد من الترفع وتقيده وتشده الى األمور الوضيعة فال يكون حرا‪ ،‬وإن رأى نفسه حرا‬
‫فهو واهم‪.‬‬
‫الثروة والمنفعة ال يحققان السعادة وليستا غاية في حد ذاتهما ألنهما إذا كانتا كذلك تحولتا إلى قيد قاتل للمرء في الرذيلة‬ ‫‪-‬‬
‫عوضا عن الحياة الحرة في الفضيلة ولن يحقق اإلنسان ذلك إال إذا ما تحرر من سيطرة الرغبات وترك للعقل " مهمة تدبير جميع ما‬
‫يتعلق بوجودنا" لذلك يقول سينيكا‪ ":‬اننا نسمي اإلنسان سعيدا إذا كان مدركا للحقيقة ومتحررا من سيطرة الرغبات واألحاسيس‬
‫واأللم والخوف وإال سيكون كالبهيمة مع فرق واحد وأن البهائم تفتقر إلى العقل في حين أنه يسئ استعمال عقله "‪.‬‬
‫أين نتمثل السعادة؟‬ ‫‪-‬‬
‫في التحرر من سيطرة اإلنفعاالت واألحاسيس الغرائزية والحيوانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫في االستعمال السليم للعقل" لن نكون سعداء من دون العقل السليم"‬ ‫‪‬‬
‫في معرفة حقيقة الذات االنسانية " فال أحد ينكر أنه يدعي أنه سعيدا إذا كان جاهال للحقيقة وخصوصا حقيقة ذاته"‬ ‫‪‬‬
‫االستقامة ونهج السلوك األخالقي الفاضل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم المبالغة في التفكير في المستقبل والقناعة بما تحقق في الحاضر‪ .‬وهذا ما اتفق فيه سينيكا مع سبينوزا الذي رأى أن‬ ‫‪‬‬
‫األخالق سلوك فاضل بمقتضاه يتحكم العقل في الشهوة ويوجهها توجيها متطابقا مع مبادئه وأفكاره‪.‬‬
‫الخير ومبدأ المنفعة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫السند‪ :‬المنفعة أساس األخالق‪ :‬جون ستيوارت ميل‬


‫الخشناوي‬

‫إن النفع يطلب في إتجاهين‪ :‬فردي وجماعي إال أن مطلب المجالين يمكن أن يتعارضا أو يضر أحدهما اآلخر‪ ،‬لذا‬ ‫‪‬‬
‫يرى ستيوارت ميل أنه البد من خدمة المصلحة العامة قبل المصالح الشخصية مادامت قواعد الخدمة اإلجتماعية‬
‫قائمة بالضرورة على أن نفعل نحو اآلخرين " ما نحب أن يفعلوه نحونا " وهذا ال يقوم إال على مبدأ التضحية أو‬
‫االيثار الذي يعود بالمنفعة على أكبر عدد ممكن من األفراد مما دفع البعض إلى تسمية هذا التصور بمذهب السعادة‬
‫الجمعية‪.‬‬
‫تقوم أطروحة ميل على أن األخالق الجبرية هي التي تقوم على مبدا النفع للجميع وهذا يعني‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرد المتخلق هو الذي سيقبل بفقدان منافع لشخصه أو يتألم أو تلحق به أضرار وهو يحقق أو يقبل بتحقق نفع للمجموعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يتنزل ما يلحق بالفرد لحساب المجموعة في إطار اإلهانة فحالتنا الشخصية مرتبطة أخالقيا بالمنفعة الجماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مالحظة‪ :‬ال ينبغي أن نفهم كلمة الفلسفة النفعية على أنها فلسفة مصلحية ال اخالقية وانما على اساس تحقيق المنفعة والمصلحة‬
‫لآلخرين والعمل من أجلها كأنها مصلحتنا الشخصية بالنسبة لميل‪.‬‬

‫بناء موقف‪:‬‬

‫المكاسب‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫لقد تجاوز ستيوارت ميل تصور أستاذه بنثام الذي رأى أن األساس الوحيد للوجود البشري هو اإلستمتاع بالحياة واللذة‪ ،‬من‬ ‫‪‬‬
‫ذلك لذة األكل والشرب والجنس والسعادة األرضية الدنيونية عموما وأن الشقاء في األلم‪ ،‬في حين أن ستيوارت ميل رأى أن هذه المتع‬
‫ال تكفي وحدها وإنما يجب أن نظيف إليها اإلحساس الداخلي بالواجب تجاه اآلخرين أي أفراد المجتمع‪.‬‬
‫األخالق من أجل المنفعة هي التي تنشد سعادة للجميع وال تتقيد أو تقتصر على مطلب فردي مثلما هو األمر لدى‬ ‫‪‬‬
‫األبيقورية‪.‬‬
‫الحدود‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ربط األخالق بالمنفعة وجعل المنفعة إجتماعية يمكن أن يكرس إغتراب األخالق في طلب المنافع وهو ما يتهدد مجتمعات‬ ‫‪‬‬
‫تبرر االستغالل وتكرس االستبداد تحت شعارات المصلحة العامة ولذلك نحن في حاجة دائمة الى استعداد اإلرادة الفردية لتعهد القيم‬
‫الجماعية من حيث الغايات ومن حيث اآلثار نحو التسامي الروحي‪.‬‬
‫ان المنفعة هي ما ال يؤسس األخالق بل ما يضيعها هذا ما استنتجه الرشفوكو " ان الفضائل تضيع في المنفعة كما تضيع‬ ‫‪‬‬
‫الوديان في البحر"‬

‫مراجعة نقدية لمعاني الخير والشر‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫أـ خلق القيم عوضا عن الموت في القيم‪:‬‬
‫السند‪ :‬قلب القيم‪ :‬نيتشه (كتاب اآلداب)‬
‫يتوهم الناس سعادة بفنائهم فيما يقدره اآلخرون بشأن الخير ويتظاهرون بذلك وهذا يضعهم في وضع المرء الذي يثأر من‬ ‫‪-‬‬
‫نفسه ويتوهم في ذلك عظمته ويقدر ذلك في أفعال حسنة كما فعل المسيحيون إذ راى نيتشه " المسيحية ال تريد السيطرة على‬
‫العواطف وإنما تريد وأدها " وهو يرى أنها قد أخفقت في إدراك أن الدافع الجنسي مثال قادر أن يتهذب تهذيبا عظيما في حين أنها‬
‫جعلت من الحياة الجنسية شيئا قذرا‪.‬‬
‫هذا ما يعتبره نيتشه في أخالق العبيد ووصفهم كاآلتي‪ " :‬قد تشفي العقاقير أبناء العلل ولكن أي دواء يشفي الطفل الذي‬ ‫‪-‬‬
‫زرعه توحش الرجل المفترس في أحشاء المرأة المنكسرة الذليلة‪ .‬ان هذا الطفل لن يكون وحشا كأبيه أو عبدا ذليال كأمه" على‬
‫خالف هؤالء الذين جعلوا األخالق منحصرة في مفهوم ضيق نرى أن الفالسفة الحقيقيون جعلوا من األخالق مشروعا خالقا يجسد‬
‫إرادة القوة في أمرين‪:‬‬
‫رفض التخلق بالتقليد أو اإلنتقام من النفس كالتنكر للرغبة أو عداوتها‬ ‫‪‬‬
‫واإلقبال على خالف ذلك على الحياة‬ ‫‪‬‬
‫وجعل إرادة القوة في إرادة الحياة‬ ‫‪‬‬
‫والسمو باالنسان نحو األرقى‬ ‫‪‬‬
‫وجعل القيم هي ما خلقه الفرد لكي يعيد خلق ذاته عوضا أن يكون مجرد مخلوق " عبد"‬ ‫‪‬‬
‫الخشناوي‬

‫بهذا نقاوم أخالق العبيد نحو إنشاء أخالق السيد ولن يتحقق ذلك حسب نيتشه إال بالتمييز الدقيق بين الوضع السلبي لممارسة فلسفية‬
‫غير مثمرة يقوم بها عمال الفلسفة فتكشف عن " إنخداع الفالسفة بأنهم يعرفون منذ أمد بعيد ما هو خير وما هو شر لالنسان"‪ .‬ذلك‬
‫ألن عمال الفلسفة ورجال العلم هم الذين يكتفون بما يلي‪:‬‬

‫جعل األخالق قائمة على مطلب معرفي‪ ،‬فيكتفون بعقلنتها كأن يبحثوا في األسس العقالنية لالخالق وينتجوا أحكاما‬ ‫‪‬‬
‫معرفية‪ ،‬وهي عالقة سلبية غير مثمرة‪.‬‬
‫جعلوا مطلب الفلسفة مطلب علمي فوقعوا في اإلعتقاد في أن األخالق ثابتة في مفاهيم فال يستطيع الفكر أن يتخذ موقفا في‬ ‫‪‬‬
‫األخالق نقدا أو إرتيابا أو إعتراضا‪.‬‬
‫تحويل األخالق إلى اهتمام علمي يسلب االهتمام بصلتها باالنية اإلنسانية لذلك يقول نيتشه في كتابه ماوراء الخير والشر‬ ‫‪‬‬
‫"في جدية متشددة تثير الضحك أراد فالسفتنا جميعا أن يضعوا أساسا عقليا لألخالق وأعتقد كل فيلسوف في اآلن أنه وضع هذا‬
‫األساس أما األخالق نفسها فكانت مقبولة قبول التسليم منهم جميعا"‪.‬‬
‫ينطلق نيتشه من اإلعالن عن هدف وعن منهج عمل هو مقاومة الخلط بين المفاهيم والسعي الى التمييز بين وضع سلبي‬ ‫‪‬‬
‫لممارسة فلسفية لعمال الفلسفة ووضع إيجابي للفيلسوف الحق الذي يعرض مشروع مثمر لخدمة القيم اإلنسانية وقد حدد عمال الفلسفة‬
‫كاآلتي‪ " :‬هم الذين يكتفون بجعل العالقة قائمة على مطلب معرفي إنهم يكتفون بعقلنة األخالق كان يبحثوا في األسس األخالقية‬
‫النتاج أحكام معرفية وهي عالقة سلبية غير منتجة "‬
‫الفيلسوف الحقيقي هو الذي يتوجه الى األخالق الجذرية يزعزع اليقين ثم يتمثل مبادئ أخالقية جديدة في حياته يوجهها‬ ‫‪‬‬
‫لخدمة عواطفه ويجعل األخالق تعبر على نبض الحياة في ذاتية المرء فهو ليس مجرد مخلوق وإنما خالق لذاته وللقيم يعرض‬
‫مشروعا أخالقيا جديدا ينعتق من استبدادية النظام االخالقي ويجسد إرادة القوة في الفعل وهي إرادة الحياة لذلك هو يميز بين أخالق‬
‫األسياد وأخرى للعبيد ويرى أن األخالق المسيحية هي نفي إلرادة الحياة‪ ،‬فهذه األخالق هي غريزة االنحطاط نفسها‪.‬‬

‫ب ـ القيم بين التالشي في السلبية والتقدم األخالقي للفعل‪:‬‬


‫السند‪ :‬السعادة فرح الفعل ـ هنري بينارويز‬

‫أـ العالقة األخالقية بين قوة الفهم وقوة الفعل‪:‬‬

‫طبيعة العالقة ‪:‬تفاعلية‪ ،‬ديناميكية‪ :‬فهم يوجه الفعل ويغتني به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انها عالقة جدلية‪.‬‬
‫النموذج الذي اعتمده الكاتب‪ :‬هو النموذج السبينوزي‪ :‬جدلية قوة الفهم وقوة الفعل‪ .‬قوة الفهم العاقلة أو الجهد الذي يبذله‬ ‫‪‬‬
‫الكائن العاقل لحفظ ذاته وتحقيق كماله وهو الذي سيعطي للفعل قوة‪ ،‬وقوة الفعل هي التي ستعود على الفهم فيغتني بثراء تجربتها‪،‬‬
‫هذا ما عبر عنه سبينوزا بالكوناتوس ‪ conatus‬وسينزله بينارويز في عالقة بالزمنية ضمن تجربة الحياة‪.‬‬
‫تجربة الحياة هي األساس الحاسم في نجاح الفعل أو وقوعه في السلبية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نجاح الفعل‪ :‬مواجهة الفهم لتجربة وعرة تتطلب الحسم الذي يحقق التقدم فيخرج من التالشي الذي يحصل لألفعال نحو قوة‬ ‫‪‬‬
‫الفهم التي تسمى القدرة على الفعل‪.‬‬
‫يجد المرء نفسه بين وضعيتين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الوضعية السلبية للتالشي‪ :‬تشتت الفعل في األشياء الحسية وتغيرها الالمنقطع‬ ‫‪‬‬
‫النتيجة‪ :‬غياب الفهم وتشتت األفعال وتعب يحصل للمخيلة ينعكس سلبا على الذات فيحرمها من السعادة أو الفرح عند بينارويز‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الوضعية اإليجابية‪ :‬عالقة ايجابية بين الفهم والفعل‪ ،‬فهم يوجه الفعل وفعل يوسع الفهم يسمح له بالتقدم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫قوة الفعل من قوة الفهم وقوة الفهم من التقدم في المعرفة الحاصلة من الفعل الفاهم وتنمية القدرة على الفعل‪.‬‬
‫قوة الفعل هي إنجازات للفهم ستغتني بها الذات الداخلية وهي تتحرر من التالشي والسلبية في حلقة " مشوشة " وتحقق نجاحات‬
‫بما تفتحه من إمكانيات جديدة للتقدم هي التي سيحصل معها الفرح أو ما عبر عنه سبينوزا بالغبطة‪.‬‬
‫الخشناوي‬

‫ب ـ الفرح كتجربة إنسانية ديناميكية متحررة للفعل‪:‬‬

‫الفرح تجربة إنسانية ‪ :‬هو إنتصار على السلبية وهيمنة األسباب الخارجية التي تعيق الفعل وتشل الفهم هذا ما بينه بينارويز في‬
‫مشروعه الجديد لّالئكية والذي ال يراها متوافقة مع روح االسالم حين قارن بين‪:‬‬

‫ـ دولة فرنسية كانت تهيمن عليها الكنيسة الكاثوليكية تضيق الفهم فال تعتبر اإلختالف وتجعل الفعل سلبيا ستاتيكيا في‬ ‫‪‬‬
‫منظورها الكاثوليكي‪.‬‬
‫ـ دولة فرنسية الئكية تفصل بين الدين والدولة فتعترف باإلختالفات الدينية والمذهبية ويتعايش فيها ديناميكيا متدين وغير‬ ‫‪‬‬
‫متدين وملحد ضمن وحدة كونية‪ ،‬كلية في إطار من اإلنتماء‪.‬‬
‫الفضيلة واللذة‪:‬‬
‫السند‪ :‬اللذة والسعادة‪ :‬ابيقور‬
‫االشكالية‪:‬على أي نحو تتحدد العالقة بين اللذة والسعادة؟ هل هي عالقة تنافر أم عالقة تماهي؟‬
‫التحليل‪:‬‬
‫‪ 1‬داللة السعادة وشروط تحققها‪:‬‬
‫السعادة االبيقورية تعني سالمة الجسم وطمأنينة النفس أي انعدام األلم في الجسم وانعدام االضطراب في النفس‪.‬كما تتمثل السعادة‬
‫في أن ال نتعذب‪،‬أال نخاف‪،‬أال نتألم فهي تشير إلى حالة روحية هي األتراكسيا ‪. Atraxie‬‬
‫األتراكسيا‪:‬طمأنينة‪ ,‬سكينة النفس‪ ,‬تعد سبيال إلى تحصيل السعادة ألنها تتجه من جهة أولى إلى الصفاء الداخلي لإلنسان وتعبر من‬
‫جهة ثانية عن الالمباالة تجاه الحزن واأللم‪.‬‬
‫استنتاج‪ :‬لقد إعتقد األبيقوريون أن سعادة االنسان ال تخضع للظروف التي تحيط به وإنما تتوقف على حالة في النفس فليست األشياء‬
‫الخارجية هي التي تؤثر في وجودنا وإنما المؤثر الحقيقي هو استعداد بداخل النفس للتالقي مع الطبيعة‪ .‬أن اكون سعيدا أي أن أعيش‬
‫في وفاق مع الطبيعة وهو ما يقتضي تأسيس الوجود على العقل ال عل اإلنفاالت‪ .‬فما هي إذا شروط تحقيق السعادة؟‬
‫يقول أبيقور‪ ":‬إن اللذة هي بداية الحياة السعيدة ونهايتها"‬
‫اللذة ‪ :‬هي القاعدة التي ترسم تحقيق السعادة فهي المبدأ الذي يجب أن ننطلق منه لنحدد ما يجب أن نختاره وما ينبغي أن نتجنبه فهي‬
‫كما يصفها ابيقور"الخير األول الموافق لطبيعتنا"‬
‫يرادف أبيقور بين السعادة والخير فكالهما يتحقق بواسطة اللذة وهذا ما يتعارض مع التصور األفالطوني واألرسطي اللذان يؤكدان‬
‫على أن حياة التأمل والتفكير هي وحدها التي تحقق السعادة لذلك يقول أرسطو‪ :‬إن فعل هذا الجزء المطابق للفضيلة يجب أن يكون هو‬
‫السعادة الكاملة ولقد قلنا ان هذا الفعل هو فعل التأمل"‬
‫إذا كانت اللذة هي أساس تحقيق السعادة والخير فهل ينبغي على المرء أن يبحث عن كل اللذات؟ هل أن كل اللذات محققة للسعادة؟‬
‫‪ 2‬ـ منزلة اللذة في تصور أبيقور للسعادة والفضيلة‬
‫إن اللذات يجب أن تكون بحسب الحاجة والضرورة لذلك وزعها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ +‬لذات ضرورية وطبيعية‪ :‬اشباع الحاجات األولية للكائن(األكل والشرب)‬
‫‪ +‬لذات غير ضرورية ‪ :‬هي الميوالت التي تحقق اإلشباع الوقتي لحاجات غير ضرورية مثل التمتع بالنساء فهذا النوع من الملذات‬
‫من شانه أن يحدث من ناحية الجسم متعة ومن ناحية النفس ألما‪.‬‬
‫إستنتاج‪ :‬السعادة غير مرتبطة بالمتع الجنسية التي ال طائل منها فالسعادة ال تخضع للظروف وإنما تتوقف على حالة في النفس أي‬
‫العيش في توافق مع الطبيعة‪.‬لذلك يرى أبيقور ضرورة التخلي عن اللذات لما تخلفه من إزعاج ولما يعقبها من ألم فبالنسبة اليه "كل‬
‫ألم هو شر "مثال السكر المتواصل هو شر‪ .‬لذلك علينا أن نأخذ بالملذات المحققة للسعادة والخير مثل اللذات الروحية من قبيل الصداقة‬
‫وتحصيل الحكمة فال يكون سعيدا إال من كان حكيما وفي هذا اإلطار يقول أبيقور"وحدهم الحكماء سعداء ووحدهم السعداء قد‬
‫حازوا السعادة"‪.‬‬
‫الخشناوي‬

‫االعتراض على السعادة بما هي رفاه‪ :‬السعادة في المجتمع االستهالكي‬


‫السند‪ :‬في السعادة الجديدة ـ جان بودريار‬
‫تتحول السعادة االستهالكية في تطلع االفراد‪ ،‬وهم يعبرون عن ذواتهم ‪،‬الى تطلع عام للمجتمع الذي يعبر فيهم عن توجهاته‬ ‫‪-‬‬
‫االستهالكية‪ ،‬فيستحوذ هذا المجتمع على كل معالم الرفاه من ديموقراطية ومساواة ورغد في العيش وينزلها تنزيال متعينا في‬
‫مستهلكاته وهي أحالم البورجوازية التي هي في حدود تحقيق رغد العيش‪.‬‬
‫تبقى الديموقراطية ورغد العيش شعارات تعرضها الدعاية "باحرف من ذهب" ويوهمنا امتالك الناس لوسائل مثل التلفاز‬ ‫‪-‬‬
‫والسيارة وغيرها انه السبيل لبلوغ السعادة الحقيقية‪.‬‬
‫هكذا تغرق المعاني والمبادئ االنسانية في التكالب على االستهالك في بحث واهم عن السعادة " ان السعادة بما هي تتراءى‬
‫باحرف من ذهب وراء أدنى إشهار انما هي المرجع المطلق للمجتمع االستهالكي وهي بالتالي نظيرة النجاة"‪ .‬هذا هو الوهم الذي‬
‫تسوقه الدعاية واالشهار وتعمي به االبصار عن رؤية السعادة الحقيقية‪.‬‬
‫بالتوفيق ان شاء هللا‬

You might also like