Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫!‬ ‫)‪(https://www.marocdroit.

com‬‬ ‫"‬

‫ا>عتقال ا>حتياطي كممارسة قانونية وتأثيرها على ا'تهم بقلم‬


‫الدكتور كوريتي عبد الحق‬
‫‪MarocDroit.com‬‬

‫تقديم‬
‫‪:‬‬
‫يعتبر ا>عتقال ا>حتياطي من أخطر إجراءات التحقيق وأكثرها مساسا بحرية ا'تهم والتي يبرز فيها‬
‫بوضوح التناقض ب] مقتضيات احترام الفرد وسلطة الدولة في العقاب‪ ،‬إذ بمقتضاها تسلب الحرية فترة‬
‫من الزمن على الرغم من انه لم يحكم بإدانته بعد وبما يتعارض مع حقوق ا‪c‬نسان‪ ،‬فا‪f‬صل في ا‪c‬نسان‬
‫البراءة‪ ،‬ومقتضى هذه القاعدة أ> يجازى الفرد عن فعل أسند إليه ما لم يصدر ضده حكم بالعقوبة من جهة‬
‫ذات و>ية قانونية بعد محاكمة عادلة تتوفر فيها للمتهم كافة ضمانات للدفاع عن نفسه ]‪.[1‬‬
‫ومع ذلك أجاز ا'شرع ا'ساس بحرية الفرد بمجرد أن يبدأ التحقيق أو أثناء سيره وقبل أن تثبت إدانته‬
‫بحكم نهائي بتقييدها با>عتقال ا>حتياطي أو الحبس ا>حتياطي‬
‫وتنحصر ا'بررات التي أجاز ا'شرع حبس ا'تهم احتياطيا في ا‪f‬نظمة القانونية في انه إجراء أمن وإجراء‬
‫تحقيق وضمان لتنفيذ الحكم‬
‫فكون الحبس ا>حتياطي إجراء أمن فيه إرضاء جزئي لشعور ا'جني عليه‪ ،‬وبالتالي ا'جتمع مما يخفف‬
‫من حدة غضبه‪ ،‬بل هو حماية للمتهم نفسه من ا>عتداء عليه وا>نتقام منه‪ ،‬وكونه إجراء تحقيق يبدو أنه‬
‫يجعل ا'تهم دائما في متناول الشرطة وقاضي التحقيق بحيث يمكنه في أي وقت من استجوابه ومواجهته‬
‫بمختلف الشهود ا‪f‬مر الذي يؤدي إلى إنجاز ا‪c‬جراءات الجنائية والوصول إلى الحقيقة 'جازاة فاعل‬
‫الجريمة على ماجنت يداه‪.‬‬
‫وأخيرا فإنه ضمان لتنفيذ الحكم إذا صدر على ا'تهم حكم با‪c‬دانة‪ ،‬أي يعطي ضمان لعدم هروب ا'تهم‪،‬‬
‫وفي هذه الصورة تغلب مصلحة ا'جتمع على مصلحة الفرد ويعتبر الحبس ا>حتياطي بهذه ا'ثابة‬
‫ا'ساعد الضروري ل‚جراءات الجنائية ]‪.[2‬‬
‫ومما >شك فيه أن الحبس ا>حتياطي الذي يودع ا'تهم بمقتضاه في الحبس خ‪ƒ‬ل فترة التحقيق كلها أو‬
‫بعضها إلى أن تنتهي ا'حاكمة‪ ،‬تحدث لدى ا'تهم أذى بليغا وصدمة عميقة ويلقي عليه ض‪ƒ‬ل من الشك و‬
‫يقربه من ا'حكوم عليه مما يؤذيه في شخصه وفي مصالحه وفي شرفه وسمعته وأسرته‪ ،‬ويعطله عن إعداد‬
‫دفاعه ولهذا فإن الضرر لذي يعود على ا'حبوس احتياطيا > يمكن تعويضه على ا‪c‬ط‪ƒ‬ق‪.‬‬
‫وأمام خطورة هذا ا‪c‬جراء فإنه يتع] تقييده وضبطه بأكبر قدر من الضمانات التي تكفل وضعه في النطاق‬
‫السليم لتأكيد براءة ا'تهم الذي يتعرض له‪ ،‬والضمانات التي تقيد وتضبط هذا ا‪c‬جراء هي التي تكفل في‬
‫نفس الوقت ب] تناقضه مع قرينة البراءة باعتباره حق من حقوق ا‪c‬نسان ‪.‬‬
‫وغني عن البيان أنه > قيمة لهذه الضمانات إذا أمكن إهدارها دون رقيب مما يتع] معه توفير رقابة‬
‫قضائية تكفل فعالية هذه الضمانات حتى > يكون توقيع هذا ا‪c‬جراء بعيدا عن فكرة العدالة‪ ،‬ومثيرا‬
‫ل‚حساس والظلم‪ ،‬ونظرا لخطورة ا>عتقال ا>حتياطي فقد أكدت ا'واثيق الدولية ا'تعلقة بحقوق ا‪c‬نسان‬
‫على ضرورة احترام الحق في الحرية الشخصية وصونها وحمايتها تأكيدا لقاعدة أصل البراءة‪ [3].‬وعليه‬
‫سنتعرض لهذا ا'وضوع في نقطت] أساسي‡ ‪:‬‬

‫أو>‪ :‬ا>عتقال ا>حتياطي و مبرراته‬

‫تعريف ا>عتقال ا>حتياطي‬ ‫‪.I‬‬

‫هو إجراء من ا‪c‬جراءات ا>حتياطية الوقتية التي تتخذها سلطة التحقيق ضد ا'تهم‪ ،‬بمقتضاها يتم سلب‬
‫حريته لفترة معينة يحددها القانون عن طريق إيداعه في إحدى ا'ؤسسات السجنية أثناء نظر الدعوى‬
‫الجنائية أو جزء منها‪ ،‬أو حتى صدور الحكم النهائي في التهمة ا'سندة أليه‪.‬‬
‫وبتالي فا>عتقال ا>حتياطي نزاع ب] مصلحت]‪ :‬مصلحة ا'تهم في أ> تسلب حريته إ> إذا صدر حكم بات‬
‫بإدانته‪ ،‬ومصلحة ا'جتمع في سلب حرية ا'تهم قبل إدانته من أجل مصلحة التحقيق‪،‬وقد غلب ا'شرع‬
‫مصلحة ا'جتمع بإجازته ل‪ƒ‬عتقال ا>حتياطي بصفة احتياطية بمجرد أن يبدأ التحقق أو أثناء سيره وإن‬
‫كان لم يغفل مصلحة ا'تهم فوضع شروطا للحبس ا>حتياطي وحصره في مدد قصيرة تكفل أ> تسلب‬
‫حرية ا'تهم إ> في النطاق ا'حدود الذي تقتضيه مصلحة التحقيق]‪.[4‬‬
‫ا>عتقال ا>حتياطي له طابع تقديري فهو تقدير من قاضي التحقيق أن مصلحة التحقيق تقتضيه‪ ،‬من‬
‫‪:‬‬
‫جانب وبأنه إجراء استثنائي يرد على متهم بريء من جانب أخر لذلك يجدر بقاضي التحقيق أ> يأمر به إ>‬
‫إذا لم يكن له بديل من إجراءات ا>حتياط إزاء ا'تهم‪ ،‬وتضييق نطاقه في أضيق الحدود وإحاطته بضمانات‬
‫فعالة لحماية الحالة الشخصية]‪[5‬‬

‫مبررات ا>عتقال ا>حتياطي‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ v‬صيانة امن ا'جتمع‬


‫‪ v‬حماية ا'تهم ومنعه من العودة إلى ارتكاب نفس الفعل‬

‫مساوئ ا>عتقال ا>حتياطي و العقوبات السالبة للحرية قصيرة ا'دة وتأثيرها على ا'تهم‬ ‫‪.III‬‬

‫ل‪ƒ‬عتقال ا>حتياطي مساوئ عديدة لم يفتأ الكثيرون ينتقدونها والدعوة بتالي إلى هجرة هذه العقوبة‬
‫وهو ما يمثل احد جوانب ظاهرة الحد من العقاب‪ ،‬أوعلي ا‪f‬قل باستبدال العقوبات قصيرة ا'دة منها‬
‫ببدائل أخرى‪ ،‬وإذا كانت عقوبة سلب الحرية مح‪ ƒ‬ل‪ƒ‬نتقاد‪ ،‬فإن النقد ا‪f‬شد قد انصب على عقوبة سلب‬
‫الحرية قصيرة ا'دة‪ ،‬ويمكن إجمال مساؤئ هذه العقوبة فيما بلي]‪:[6‬‬
‫‪ > v‬يتيح سلب الحرية قصيرة ا'دة الوقت الكافي ‪c‬مكان تنفيذ برامج ا‪c‬ص‪ƒ‬ح والتأهيل في مواجهة‬
‫ا'حكوم عليهم‪ ،‬إذ أن نجاح هذه البرامج في ا'يادين ا'هنية والتهذيبية والطبية والنفسية يتطلب‬
‫بالضرورة وقتا مناسبا وهو > توفره العقوبة قصيرة ا'دة‪.‬‬
‫‪ v‬ليس من ا'ؤكد تحقيق هذه العقوبة لوظيفة الردع بشقيه الخاص والعام قصر مدة العقوبة > يضمن‬
‫تحقيق الردع الخاص في مواجهة ا'حكوم عليهم‪> ،‬سيما ا'جرم ا'عتاد الذي تعود أن ينزل ضيفا على‬
‫السجون بل أن هناك طائفة ا'جرم] الخطرين الذين > يأبهون با'رة من الحكم بعقوبة سالبة للحرية‬
‫خصوصا إذا كانت قصيرة ا'دة‪ ،‬إذ سرعان ما يتكيفون والبيئة الجديدة القديمة‪.‬‬
‫‪ v‬كما أن الحبس قصير ا'دة > يحقق الردع العام في مواجهة الكافة حيث يستهتر الرأي العام غالبا‬
‫بجسامة هذه العقوبة بالنظر لقصر مدتها‬
‫‪ v‬يؤدي اخت‪ƒ‬ط ا'حكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية بغيره من ا'جرم] إلى عقوبات وخيمة فتعرفه إلى‬
‫مجرم] خطرين ومعتاد ا‪c‬جرام واخت‪ƒ‬طه اليومي بهم يصبح مجا> خصبا لتبادل الخبرات ا‪c‬جرامية‬
‫و>كتساب ثقافة الجريمة واقتسام ا‪c‬حساس ا'شترك بكراهية ا'جتمع وتغذية مشاعر ا>نتقال‪ ،‬وبتالي بد>‬
‫من أن يصبح السجن دار لتهذيب و إص‪ƒ‬ح وتقويم يتحول إلى دار لخريجي مجرم] جدد بمؤه‪ƒ‬ت‬
‫إجرامية أعلى وخبرات لم تكن لبعضهم من قبل وفض‪ ƒ‬عن ذلك يساهم ا>خت‪ƒ‬ط في السجون في انتشار‬
‫بعض الرذائل وا>نتقال ا‪f‬مراض ا'عدية]‪[7‬‬
‫‪ v‬لسلب الحرية داخل سجن مغلق تأثيرات سلبية هامة على شخصية ا'حكوم عليه ورغم اعتبار العقوبة‬
‫السالبة للحرية صورة رئيسية من صور الجزاء الجنائي فإنها قصيرة ا'دة كانت أو طويلة تنطوي على‬
‫سلبيات عديدة‪:‬‬
‫‪ v‬فبرامج ا‪c‬ص‪ƒ‬ح والتدريب والتأهيل > تؤدي ثمارها غالبا إ> في مواجهة محكوم عليه ذي استعداد‬
‫نفسي لهذا ا‪c‬ص‪ƒ‬ح‪ ،‬إ> أن هذا ا>ستعداد النفسي > يتوفر لكثير من ا'حكوم عليهم بالنظر لظروف سلب‬
‫الحرية وشروطها القياسية‪ ،‬فا'حكوم عليه إما أن يختلط بغيره من النز>ء أو أن يحبس فرديا‬
‫وسلب الحرية عموما يسلب ا‪c‬نسان أشياء جمة من أبرزها ع‪ƒ‬قاته ا>جتماعية عموما‪ ،‬وا‪f‬سرية خصوصا‪،‬‬
‫ويسلبه عمله واستقراره ا'هني‪ ،‬ويفرض عليه طائفة من الع‪ƒ‬قات مع أشخاص مجرم]‪ ،‬فيصبح ا'حكوم‬
‫عليه عضوا في أسرة جديدة مفروض عليه العيش معها من ب] أفرادها السارق ا'حترف وا'غتصب ا'زور‬
‫الخائن الخمار الفاسد‪.‬‬
‫ا'حكوم عليه > يستطيع أن يعتزل أفراد هذه ا‪f‬سرة ا‪c‬جرامية بل عليه بحكم هذه التجربة أن يتعايش‬
‫معها‪ ،‬وهذا التعايش يتم وفقا ‪f‬عراف السجناء وهذه أعراف إجرامية كفيلة بأن تهدر معظم ا‪f‬ثر ا>يجابي‬
‫لبرامج ا‪c‬ص‪ƒ‬ح والتأهيل‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫ل‪ƒ‬عتقال ا>حتياطي تأثير في عملية تصنيف السجناء وتوزيعهم‬
‫يساهم ا>كتظاظ في عرقلة البرامج ا'سطرة ويعرقل عمل ا'شرف] ا>جتماعي] في القيام بمهامهم‬

‫ثانيا‪ :‬بدائل العقوبات السالبة للحرية قصيرة ا'دة‬

‫كان من نتيجة ا'ساوئ ا'شار إليها والناشئة عن تطبيق العقوبات السالبة للحرية قصيرة ا'دة ضرورة‬
‫التفكير في استبدال عقوبة سلب الحرية بعقوبات أخرى أقل كلفة من حيث أثارها السلبية على ا'حكوم‬
‫عليه وأكثر جدوى من حيث تحقيق ردع ا'حكوم عليه وإص‪ƒ‬حه في نفس الوقت]‪.[8‬‬
‫تنوعت البدائل ا'قترحة للحد من ا”ثار السلبية لعقوبة سلب الحرية قصيرة ا'دة‪ ،‬وتنوعت هذه البدائل‬
‫تنوعا ملحوظا ويمكن إجمالها في اتجاه]‪:‬‬
‫‪ ü‬الحد من العقوبة السالبة للحرية قصيرة ا'دة‬
‫‪ ü‬تحديد نطاق هذه العقوبة با‪c‬ق‪ƒ‬ل منها واستخدام طرق التفريد العقابي في تنفيذها‬

‫الحد من العقوبات السالبة للحرية وإلغائها‬ ‫‪.I‬‬

‫يمكن اللجوء إلى هذا البديل الذي يطالب بإلغاء العقوبة السالبة للحرية قصيرة ا'دة واستبدالها بعقوبة‬
‫أخرى في الجرائم التي يعاقب عليها بعقوبة الحبس الذي > تزيد مدته عن سنة‪ ،‬ففي هذه الجرائم يمكن‬
‫ا>ستعاضة عن هذا النوع من الحبس قصير ا'دة بجزاءات إدارية توقعها جهة ا‪c‬دارة]‪.[9‬‬
‫وتبدو وجاهة هذا الرأي في مجال جرائم ا'رور أو العمل والتهريب الجمركي أو التهريب الضريبي‪ ،‬وكذلك‬
‫في النشاط التجاري والصحي والسياحي‪> .‬ن في هذه الحا>ت يكون من ا'‪ƒ‬ئم إلغاء العقوبة السالبة‬
‫للحرية قصيرة ا'دة‪' ،‬ا تتضمنه من مساوئ واللجوء إلى الجزاء ا‪c‬داري الذي يتمثل في فرض غرامة‬
‫إدارية أو غلق ا'ؤسسة أو ا'حل الذي يباشر النشاط أو السحب أو الوقف أو إلغاء رخصة مزاولة النشاط ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد نادت العديد من ا'ؤتمرات الدولية بالحد من سلب الحرية قصيرة ا'دة واقتراح بدائل لها‪،‬‬
‫و تستند هذه البدائل إلى ترك ا'ذنب حرا في بيئته ا>جتماعية الصالحة ‪c‬عادة تأهيله‪،‬مثال على ذلك‬
‫النص على العقوبات ا'الية كغرامة وا'صادرة كبديل لسلب الحرية قصيرة ا'دة وفرض العمل‪ .‬ا‪c‬جباري‬
‫على ا'حكوم عليه خارج السجن‪ ،‬وا>لتزام بالتردد على دور التدريب والتأهيل ا'هني وا‪c‬نذار والتوبيخ‪.‬‬

‫ا‪c‬ق‪ƒ‬ل من حا>ت تطبيق سلب الحرية قصيرة ا'دة بواسطة التفريد العقابي‬ ‫‪.II‬‬

‫تطبيقا 'ا جاء به مؤتمر ا‪f‬مم ا'تحدة الثاني 'كافحة الجريمة ومعاملة ا'ذنب] ‪ 1960‬حيث قرر أن ا‪c‬لغاء‬
‫الكامل لعقوبة الحبس قصيرة ا'دة غير ممكن التحقيق عم‪ ،ƒ‬و > سبيل إلى حل ا'شكل على نحو واقعي‬
‫إ> با‪c‬ق‪ƒ‬ل من حا>ت تطبيق هذه العقوبة حيث > يكون ثمة مقتضى لها ودعا ا'ؤتمر كافة الدول إلى‬
‫العمل على تمك] القضاة من أن يستعيضوا عن عقوبة الحبس قصيرة ا'دة بجزاءات وتدابير أخرى كوقف‬
‫التنفيذ وا>ختبار القضائي والغرامة والعمل وفقا لنظام ا‪c‬فراج ا'ؤقت أو الحراسة ا'شروطة و ا‪c‬يداع في‬
‫ا'ؤسسات ا'فتوحة ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد نجد التشريع ا'قارن وعلى وجه الخصوص الفرنسي قد كرس فكرة ا‪c‬ق‪ƒ‬ل من حا>ت‬
‫تطبيق الحبس قصير ا'دة عن طريق إعطاء القاضي سلطة النطق بالعقوبات التبعية أو التكميلية كعقوبة‬
‫أصلية بد> من الحبس والغرامة وا'شرع الفرنسي ابقي على العقوبة ا‪f‬صلية ا'نصوص عليها وذلك‬
‫تحقيق لوظيفة الردع‪ ،‬لكنه في الوقت نفسه يجيز استبعاد هذه العقوبة والحكم بعقوبة تبعية أو تكميلية >‬
‫بوصفها كذلك و إنما باعتبارها عقوبة أصلية‬
‫من ا‪f‬مثلة على عن هذه العقوبات التبعية أو التكميلية التي يجوز للقاضي الحكم بها كتدابير بديلة عن‬
‫الحبس قصير ا'دة‪:‬‬
‫حظر ممارسة النشاط ا'هني وا>جتماعي الذي كان سبب مهنيا للتحضير أو ‪c‬تمام ارتكاب الجريمة‬ ‫·‬
‫‪:‬‬
‫ويكون الحظر 'دة تتجاوز خمس سنوات‬
‫و هكذا بد> من الحكم على صاحب الفندق مرتكب جريمة تسهيل الدعارة بالحبس 'دة عام أو أقل‬ ‫·‬
‫يمكن إغ‪ƒ‬ق الفندق 'دة مؤقتة‬
‫إيقاف رخصة قيادة السيارة 'دة تتجاوز ‪5‬سنوات ويمكن الحكم بهذه العقوبة ا‪f‬صلية البديلة عن‬ ‫·‬
‫الحبس في مواجهة مرتكبي جرائم ا'رور أو ا‪c‬صابة الخطأ‪.‬‬
‫مصادرة السيارة مملوكة للمتهم‬ ‫·‬
‫العمل بدون مقابل للمنفعة العامة في خدمة إحدى الجهات أو ا'ؤسسات أو الجمعيات العامة 'دة >‬ ‫·‬
‫تتراوح ب] ‪ 40‬و‪ 280‬يوم وفي هذه الحالة يشترط أن > يكون ا'تهم أن سبق عليه بعقوبة ‪ 4‬أشهر كما‬
‫ينبغي أن يقبل ا'تهم نفسه القيام بهذا العمل‬
‫التطبيق الفعلي 'قتضيات ا'ادة ‪ 160‬من ق م ج التي تمكن القاضي التحقيق من تغيير التدبير‬ ‫·‬
‫ا'تخذ أو إضافة تدبير أخر أو أكثر تلقائيا أو بناء على طلب لنيابة العامة أو ا'تهم أو محاميه‬
‫تطبيق روح مضمون ا'ادة ‪ 161‬التي تتضمن ‪ 18‬تدبيرا في إطار الحراسة النظرية‬ ‫·‬

‫خ‪ƒ‬صة‬

‫إذا كنا نعتبر بأن قضاة التحقيق وقضاة النيابة العامة هم أطباء ا'جتمع فعليهم أن يصفو الدواء الناجع‬
‫لشفاء مرضاهم من سقامهم‪ ،‬والعقوبة السجنية دواء ناجح مادامت بالقدر ا'‪ƒ‬ئم للسج] ‪c‬عادة إدماجه‬
‫في ا'جتمع وقد شفي من أسقامه‪ ،‬وفي هذا الصدد على قضاة النيابة العامة وقضاة التحقيق أن يتحروا‬
‫قبل إصدار ا‪f‬مر با>عتقال ا>حتياطي كما على القضاة أن يعيدوا النظر في العقوبات القاسية التي‬
‫يحكمون بها ومدى تأثيرها السلبي على إعادة إدماج السج]‬
‫فا>عتقال ا>حتياطي والعقوبة السالبة للحرية ينبغي أن يكونا ا'‪ƒ‬ذ ا‪f‬خير ولو من باب معالجة اكتظاظ‬
‫السجون‪.‬‬
‫ومن الخطأ ا>ستمرار في اعتبار اعتقال الفرد وإيداعه في الحبس بمثابة عقوبة‪ ،‬و>بد أن يستجيب‬
‫الحرمان من الحرية لدواعي إعادة إدماج السج] في ا'جتمع‪ ،‬و> سبيل ‪c‬عادة إدماجه في مجتمعه بعد أن‬
‫سحب منه 'دة معينة‪ ،‬من العمل على تقريب الحياة داخل ا'ؤسسة السجنية من شروط العيش خارجها ‪،‬‬
‫وتقريب ا'جتمع السجني من ا'جتمع ا'دني‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫]‪ [1‬راجع في هذا الصدد قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ :‬معايير الحبس ا>حتياطي و التدابير البديلة ‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية سنة ‪ 2006‬ص ‪10‬‬
‫]‪ [2‬محمد أبو الع‪ ƒ‬عقيدة ‪ ،‬شرح قانون ا‪c‬جراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة سنة ‪ 2001‬ص‬
‫‪461‬‬
‫]‪ [3‬انظر ا'ادة ‪ 11‬الفقرة ‪ 1‬من ا‪c‬ع‪ƒ‬ن العا'ي لحقوق ا‪c‬نسان و ا'ادة ‪ 14‬الفقرة ‪ 2‬من العهد الدولي‬
‫للحقوق ا'دنية والسياسية‬
‫]‪[4‬محمد عبد اللطيف فرح ‪ ،‬الحبس ا>حتياطي في ضوء ا'واثيق الدولية و التشريعات الوطنية دراسة‬
‫تحليلية مقارنة طبعة ‪ 2010‬ص ‪12‬‬
‫]‪ [5‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون ا‪c‬جراءات الجنائية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة ‪7‬‬
‫سنة‪ 1996‬ص ‪362‬‬
‫]‪ [6‬إيهاب عبد ا'صذفى عبد الغني ‪ ،‬الوسيط في تنظيم السجون‪،‬دار الفكر الجامعي ا‪c‬سكندرية‬
‫الطبعة ا‪f‬ولى سنة‪ 2012‬ص ‪232‬‬
‫]‪ [7‬إيهاب مصطفى عبد الغني مرجع سابقص‪234‬‬
‫‪:‬‬
‫]‪ [8‬تبقى البدائل التي نص عليها ا'شرع ا'غربي ضئيلة مقارنة مع التشريعات ا'قارنة و ل‚ط‪ƒ‬ع أكثر‬
‫علة هذه البدائل يراجع‬
‫حسن زاهر‪ ،‬البدائل الجنائية في العقوبات الحبسية القصيرة ا'دة ‪ ،‬بحث نهاية التمرين با'عهد الوطني‬
‫للدراسات القضائية السنة ‪1993‬‬
‫عبد الصمد زعنوني‪ ،‬ضرورة القانون‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة ا‪f‬ولى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1997‬ص ‪ 121‬الى ‪130‬‬
‫]‪ [9‬انظر لطيفة ا'هداتي‪ ،‬حدود سلطة القاضي التقديرية في تفريد الجزاء أورده هشام م‪ƒ‬طي‪ ،‬مساهمة‬
‫القاضي في حل أزمة السجون با'غرب ‪ ،‬السلسلة ا'غربية ل˜بحاث و الدراسات السجنية العدد ا‪f‬ول‬
‫الطبعة ا‪f‬ولى ‪ 2007‬ص ‪84‬‬
‫عبد العظيم وزير حقوق وضمانات ا'تهم في ا‪c‬جراءات الجنائية دراسات الحاقة الدراسية ا'شتركة عن‬
‫حقوق ا‪c‬نسان لوك‪ƒ‬ء النيابة العامة و ضباط الشرطة يوليوز ‪ 2000‬إصدارات برنامج ا‪f‬مم ا'تحدة‬
‫ا‪c‬نمائي ا'عايير الدولية وضمانات حقوق ا‪c‬نسان ‪ 2005‬ص ‪129‬‬

‫)‪Commentaires (0‬‬

‫تعليق جديد‬

‫* ا‪#‬سم‬

‫* بريد الكتروني‬
‫‪:‬‬
‫* تعليق‬

‫اشعاري عند وصول تعاليق جديدة‬

‫اقترح‬

Copyright © 2022
Marocdroit - Site Web Des Sciences Juridiques
Créer en Septembre 2009 par Dr Nabil Med Bouhmidi .. Date de Lancement: Avril 2010
‫ اﻟﻮﻳﺐ‬/ ‫( اﺻﺪار اﻟﻤﺤﻤﻮل‬https://www.marocdroit.com/?preaction=mobile)
:

You might also like