الشّفعة الإداريّة وفق قانون الإجراءات الجبائيّة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬

‫الشّفعة اإلداريّة وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬


Administrative preemption in accordance with the Tax
Procedures law

‫مح ّمد الصّالح‬ ‫بلعقّون‬

bgnmds@gmail.com )‫ – بن يوسف بن خدّة (الجزائر‬1 ‫جامعة الجزائر‬

0102 /10/ 02: ‫تاريخ القبول‬ 0102 /10/11 :‫تاريخ االستالم‬

: ‫ملخص‬
‫ من خالل‬،‫شفعة اإلداريّة وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ّ ‫ي لل‬
ّ ‫والقانون‬ ‫ي‬
ّ ‫المفاهيم‬ ‫أصيل‬ ّ ‫ت‬‫ال‬ ‫إلى‬ ‫ّراسة‬
‫تهدف الد‬
‫ وبيان األسس القانونيّة ألحكامها الموضوعيّة‬،‫المقررة في القواعد العا ّمة‬ ّ ‫ّة‬ ‫ي‬‫المفاهيم‬ ‫أسسها‬ ‫في‬ ‫البحث‬
‫وضوابطها اإلجرائيّة؛ بغرض الوقوف على مدى موازنة التّشريع بين حفظ حقوق الخزينة العموميّة وبين‬
‫ ومن ث ّم‬،‫حريّة معامالتهم وحماية أمالكهم‬ّ ‫احترام مبدأ العدالة الضّريبيّة وحقوق األفراد الثّابتة قانونا في‬
.‫وللتحوالت الجديدة في هذا المجال‬
ّ ‫ي لحركة التّشريع المقارن‬ ّ ‫ي الجزائر‬ّ ‫إبراز مدى مسايرة التّشريع الجبائ‬
‫شفعة وتلجأ‬ ّ ‫أن اإلدارة الجبائيّة تستبعد اللّجوء إلى ممارسة ال‬ّ ‫صلت الدّراسة إلى نتيجة أساسيّة مفادها‬ ّ ‫وقد تو‬
ّ
.‫ إلى آليّة إعادة التقييم‬-‫ بما لديها من سلطة تقديريّة‬- ‫في الواقع‬

ّ ‫ ال‬: ‫الكلمات المفتاحيّة‬


.‫شفعة ؛ اإلدارة الجبائيّة ؛ المزايدة بالعشر ؛ الخزينة العموميّة‬
.K100 : k110 : k150 : k250 : k340 : Jel ‫تصنيف‬
Abstract:
This study aims to deepen the notion of administrative preemption in accordance
with the law of tax procedures by examining the general rules and the legal bases
of their material provisions and procedural controls; In order to determine the
extent of the legislation balancing between the preservation of the rights of the
public treasury and respect for the principle of fiscal justice and the legally
established rights of individuals to the freedom of their transactions and the
protection of their property, and to highlight the compliance of Algerian tax
legislation with the movement of comparative legislation and the new
transformations in this area.
The study concluded with a basic conclusion that the tax administration excludes
recourse to the practice of pre-emption and in fact resorts -with its discretionary
power- to the revaluation mechanism.

Keywords : preemption ; tax administration ; tenth bid ; the public treasury.


Jel classification code : K100 : k110 : k150 : k250 : k340.

‫ المؤلف المرسل‬

134
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫‪ -2‬مق ّدمة‪:‬‬
‫ومبررات تقريرها في تحقيق‬ ‫ّ‬ ‫صة أسسها‬ ‫تجد القيود القانونيّة الواردة على الملكيّة العقاريّة الخا ّ‬
‫ي‬ ‫المصلحة العا ّمة‪ ،‬وهي في الواقع تطبيقات للوظيفة االجتماعيّة لهذه الملكيّة في إطار التّوازن االجتماع ّ‬
‫المخول ممارستها للدّولة ومختلف هيئاتها‬‫ّ‬ ‫شفعة اإلداريّة‬ ‫العادل‪ ،‬ومن بين تلك التّطبيقات ما يصطلح عليه بال ّ‬
‫ي لألراضي الفالحيّة وشفعة‬ ‫ّ‬
‫شفعة الدّولة والجماعات المحليّة‪ ،‬شفعة الدّيوان الوطن ّ‬ ‫في مجاالت عديدة‪ ،‬ك ّ‬
‫ي تباعا‪ ،‬فضال عن شفعة‬ ‫ي والسّياح ّ‬ ‫ي‪ ،‬الفالح ّ‬ ‫الوكالة الوطنيّة لتنمية السّياحة‪ ،‬في مجال العقار الحضر ّ‬
‫الدّولة في األمالك العقاريّة لألجانب‪.‬‬
‫ّ‬
‫شفعة اإلداريّة ‪ -‬لعلها األق ّل شيوعا‪ -‬وهي شفعة‬ ‫صة لل ّ‬‫وقد أوجد قانون اإلجراءات الجبائيّة صورة خا ّ‬
‫(حق المزايدة بالعشر)‪ ،‬تباشر إجراءاتها وتشرف عليها إدارة‬ ‫ّ‬ ‫اإلدارة الجبائيّة لصالح الخزينة العموميّة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضّرائب وتتد ّخل فيها مختلف المصالح التنفيذيّة األخرى التابعة لوزارة الماليّة‪ ،‬بد ًء بفحص مصلحة‬
‫األوليّة وصوال إلى حلول الدّولة مح ّل المشتري‬ ‫التّسجيل للعقود المودعة لديها‪ ،‬مرورا بمباشرة اإلجراءات ّ‬
‫صة للدّولة وتسوية‬ ‫صرف ضمن األمالك الخا ّ‬ ‫أو ذوي حقوقه باكتساب ودمج األمالك العقاريّة مح ّل التّ ّ‬
‫العمليّات المحاسبيّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫شفعة اإلداريّة وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة حقا لإلدارة الجبائيّة وفي الوقت نفسه جزا ًء‬ ‫تع ّد ال ّ‬
‫صة وصورة من صور نزعها جبرا‪ ،‬وهي بذلك تعتبر قيدا‬ ‫ووسيلة استثنائيّة الكتساب الملكيّة العقاريّة الخا ّ‬
‫صرف والتّملّك والتّعاقد قد يُخ ّل بمبدأ سلطان اإلرادة ويؤثر سلبا على استقرار المعامالت‬
‫ّ‬ ‫حريّة الت ّ ّ‬‫على ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العقاريّة‪ ،‬ال سيما أمام السّلطة التقديريّة الممنوحة لإلدارة الجبائيّة حول ممارستها للشفعة أو لجوئها إلى آليّة‬
‫إعادة تقييم األمالك العقاريّة لتكملة حقوق التّسجيل لفائدة الخزينة العموميّة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشكال ّية‪ :‬في ضوء ما سبق من مضامين وفي ظ ّل السّلطة التّقديريّة لإلدارة الجبائيّة في ممارسة ال ّ‬
‫شفعة‬
‫بالموازاة مع آليّة إعادة التّقييم‪ :‬هل شفعة اإلدارة الجبائ ّية كفيلة بالموازنة بين ضمان حقوق الخزينة‬
‫العموم ّية واحترام مبدأ العدالة الضّريب ّية وضمانات الملك ّية العقار ّية الخاصّة؟‬

‫‪ -‬فرض ّيات الدّراسة‪:‬‬


‫ي وإجابات احتماليّة على اإلشكاليّة المثارة‪ ،‬يمكن وضع فرضيّات هذه‬ ‫تصور مبدئ ّ‬‫ّ‬ ‫محاولة إلعطاء‬
‫صياغة اآلتية‪:‬‬ ‫الدّراسة وفق ال ّ‬
‫‪ -‬وجود آليّة إعادة تقدير الث ّمن ودفع نصف مبلغ المعامالت العقاريّة على مرأى الموثّق وبين يديه‬
‫بالموازاة مع شفعة اإلدارة الجبائيّة قد تغني عن هذه األخيرة وتجعلها غير ف ّعالة في تحصيل رسوم التّسجيل‬
‫وحفظ حقوق الخزينة‪ ،‬خصوصا وأنّهما وسيلتان تحقّقان الغاية التّشريعيّة ذاتها؛‬
‫صلة‬
‫‪ -‬شفعة اإلدارة الجبائيّة وسيلة انتقائيّة من شأنها اإلخالل بالضّمانات الدّستوريّة والقانونيّة ذات ال ّ‬
‫وحرية اإلرادة التّعاقديّة‪ ،‬خلف ستار السّلطة التّقديريّة وتحت‬‫ّ‬ ‫صة‬ ‫بالعدالة الضّريبيّة وحماية ّ‬
‫حق الملكيّة الخا ّ‬
‫مظلّة تحقيق المصلحة العا ّمة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬
‫‪ -‬أه ّمية الدّراسة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يستم ّد الموضوع أه ّميّته من أه ّميّة الغاية التشريعيّة من تقرير الشفعة لإلدارة الجبائيّة‪ ،‬وهي ردع‬
‫للغش قد تؤثّر على‬ ‫ّ‬ ‫المتعاملين في مجال العقار وقمع إخفائهم للقيمة التّجاريّة الحقيقيّة وك ّل محاولة‬
‫استخالص حقوق التّسجيل‪ ،‬ومعالجة هذه الممارسات الّتي تجازف بمصالح الخزينة العموميّة؛ للحصول‬
‫المصرح به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على أكثر صدق في الثّمن‬
‫صة‬ ‫كما يأتي الموضوع على قدر كبير من األه ّميّة؛ الرتباطه بال ّنظام الجبائ ّ‬
‫ي وباألمالك العقاريّة الخا ّ‬
‫الّتي تش ّكل مجاال خصبا لتمويل الخزينة العموميّة‪ ،‬عالوة على ارتباط الموضوع بالحياة االجتماعيّة‬
‫بحريّة‬
‫ّ‬ ‫واحتوائه للمسائل القانونيّة النّاظمة لشفعة اإلدارة الجبائيّة تأصيال وتحليال‪ ،‬وللمسائل المتعلّقة‬
‫العالقات التّعاقديّة واستقرار المعامالت العقاريّة‪.‬‬

‫‪ -‬أهداف الدّراسة‪:‬‬
‫ي لشفعة اإلدارة الجبائيّة من حيث ضبط التّأسيس‬ ‫ي والقانون ّ‬ ‫‪ -‬تستهدف هذه الدّراسة التّأصيل المفاهيم ّ‬
‫ي‪ ،‬والتّأسيس القانون ّ‬
‫ي‬ ‫المقررة في القانون المدن ّ‬
‫ّ‬ ‫شريعة اإلسالميّة والقواعد العا ّمة‬ ‫ي لها وفق ال ّ‬ ‫المفاهيم ّ‬
‫صة وضوابطها اإلجرائيّة؛‬ ‫ألحكامها الموضوعيّة الخا ّ‬
‫‪ -‬الوقوف على مدى موازنة التّشريع بين حفظ حقوق الخزينة العموميّة واحترام مبدأ المساواة بين‬
‫حريّة تعاقدهم وحماية أمالكهم؛‬‫المراكز القانونيّة لألفراد وحقوقهم الثّابتة قانونا في أداء الضّريبة وفي ّ‬
‫للتحوالت الجديدة ولحركة التّشريع في مجال شفعة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫ي الجزائر ّ‬ ‫‪ -‬إبراز مدى مسايرة التّشريع الجبائ ّ‬
‫اإلدارة الجبائيّة‪.‬‬
‫‪ -‬منهج الدّراسة‪:‬‬
‫شفعة الجبائيّة من حيث مفاهيمها العا ّمة‬ ‫ي أساسا في وصف ال ّ‬ ‫اعتمدت الدّراسة على المنهج الوصف ّ‬
‫وأسسها القانونيّة وأحكامها الموضوعيّة وضوابطها اإلجرائيّة في ضوء النّصوص التّشريعيّة والتّنظيميّة‬
‫ي‪ ،‬كما اعتمدت المنهج‬ ‫مع اعتماد أسلوب تحليل هذه النّصوص وتعزيزها باآلراء الفقهيّة والواقع العمل ّ‬
‫المقارن في بعض الجزئيّات‪.‬‬

‫‪ -‬هيكل الدّراسة‪:‬‬
‫أن محاولة اإلحاطة بموضوع هذه الدّراسة ومعالجة إشكاليّتها يقتضيان تسليط‬ ‫عطفا على ما تقدّم يبدو ّ‬
‫صلة به عرضا وتحليال‪ ،‬وعقد مضامينه في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضّوء على أه ّم النّصوص التشريعيّة والتنظيميّة ذات ال ّ‬
‫العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬جوانب مفاهيميّة حول شفعة اإلدارة الجبائيّة‬
‫‪ -‬األحكام الموضوعيّة واإلجرائيّة لممارسة شفعة اإلدارة الجبائيّة‬
‫ي‪.‬‬‫شفعة اإلداريّة في تحقيق غاية التّشريع الجبائ ّ‬ ‫‪ -‬مدى فعاليّة ال ّ‬

‫‪ -2‬جوانب مفاهيميّة حول شفعة اإلدارة الجبائيّة‬


‫ّ‬
‫الحق في صورته الحديثة‬ ‫صة حقّا مقدّسا ومطلقا‪ ،‬غير ّ‬
‫أن هذا‬ ‫لطالما كان ّ‬
‫حق الملكيّة العقاريّة الخا ّ‬
‫أصبح مقيّدا بقيود اجتماعيّة اقتضتها دواعي تحقيق المصلحة العا ّمة ‪(Ourliac & Malafosse, 1971,‬‬
‫الحق للتّكيّف مع االحتياجات الحديثة؛ نظرا‬
‫ّ‬ ‫)‪ p.70, Lévy & Castaldo, 2010, p.377‬أخضعت هذا‬
‫مبرر وأساس وضع القيود ‪(Rolain, 2015, pp. 29-32, Milleville,‬‬ ‫لتوسّع مجال المصلحة العا ّمة وهو ّ‬
‫أن هذه القيود ليس من شأنها أن تنفي ذاتيّة ّ‬
‫حق الملكيّة‪ ،‬بل الغرض منها تأكيد الوظيفة‬ ‫)‪ 2008, p.14‬علما ّ‬

‫‪136‬‬
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫حق المالك في إشباع حاجاته ال ّ‬


‫شخصيّة وبين تلبية مصالح‬ ‫الحق من خالل الموازنة بين ّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيّة لهذا‬
‫ّ‬
‫ي (بلعقون‪ ،0100 ،‬ص ‪.)01‬‬ ‫ّ‬
‫وحاجات المجتمع‪ ،‬كلما دعت الحاجة والضّرورة إلى ذلك في إطار قانون ّ‬

‫صة‪ ،‬لها صور‬ ‫شفعة اإلداريّة من قبيل القيود الواردة على األمالك والحقوق العقاريّة الخا ّ‬ ‫وتع ّد ال ّ‬
‫ي لألراضي الفالحيّة ‪-‬باعتباره األداة‬‫المخولة للدّيوان الوطن ّ‬
‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬من بينها ال ّ‬
‫شفعة‬ ‫عديدة في التّشريع الجزائر ّ‬
‫األساسيّة لتنفيذ السّياسة الوطنيّة العقاريّة الفالحيّة‪ -‬من أجل المحافظة على األراضي الفالحيّة واستغاللها‬
‫وفقا لطبيعتها والغرض منها (المادّتين ‪ 20‬و‪ 00‬من القانون ‪ 02-21‬المعدّل والمت ّمم‪ ،‬المادّة ‪ 22‬من‬
‫ي ‪.)004-10‬‬ ‫المرسوم التّنفيذ ّ‬
‫شفعة عن طريق الوكاالت العقاريّة ‪ -‬باعتبارها أداة‬ ‫الحق في استعمال ال ّ‬
‫ّ‬ ‫خول القانون ذاته للبلديّة‬ ‫كما ّ‬
‫ي إلنجاز‬ ‫طابع العمران ّ‬‫السّياسة العقاريّة الحضريّة المحلّيّة‪ -‬من أجل الحصول على األراضي ذات ال ّ‬
‫التّجهيزات العموميّة تلبية لمتطلّبات سياسة التّهيئة العمرانيّة (المادّة ‪ 41‬من القانون ‪ ،02-21‬باشا‬
‫زروقي‪ ،0114 ،‬ص ‪ ،)001‬فضال عن شفعة الوكالة الوطنيّة لتنمية السّياحة (المادّة ‪ 01‬من القانون‬ ‫و ّ‬
‫تصرفات األجانب (المرسوم ‪ 12-00‬المعدّل)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي ‪ ،)282-10‬وشفعة الدّولة في‬ ‫‪ ،12-12‬المرسوم التّنفيذ ّ‬

‫صة لصالح‬‫شفعة اإلداريّة أيضا‪ ،‬شفعة اإلدارة الجبائيّة في األمالك العقاريّة الخا ّ‬ ‫ومن بين صور ال ّ‬
‫بحق المزايدة بالعشر‪ ،‬حيث منح قانون اإلجراءات الجبائيّة ممارسة هذا‬ ‫ّ‬ ‫الخزينة العموميّة أو كما تس ّمى‬
‫الحق إلدارة الضّرائب بمبادرة من مفتّشيّات التّسجيل التّابعة لها؛ من أجل ضمان استيفاء حقوق الخزينة‬ ‫ّ‬
‫صورة هي األق ّل شيوعا في الواقع مقارنة بصور ال ّ‬
‫شفعة اإلداريّة األخرى‪ ،‬لذلك‬ ‫العموميّة‪ ،‬ولع ّل هذه ال ّ‬
‫سنستعرض تاليا أسسها المفاهيميّة والقانونيّة‪.‬‬

‫ي لشفعة اإلدارة الجبائيّة‬ ‫‪ -2-1‬التّأسيس المفاهيم ّ‬


‫شفعة وفقا‬ ‫قبل عرض المقصود بشفعة اإلدارة الجبائيّة يحسن بنا اإلشارة بإيجاز إلى المقصود بال ّ‬
‫للقواعد العا ّمة‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬المقصود بالشّفعة وفق القواعد العا ّمة‬
‫الرجل شفعا إذا كان فردا فصار ثانيا‬ ‫ض ّم ض ّد الوتر‪ ،‬يقال شفع ّ‬ ‫شفع وهو ال ّ‬ ‫شفعة لغة مأخوذة من ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شيء شفعا صيّره شفعا؛ أي زوجا بأن يضيف إليه مثله‪ ،‬وشفّع جاره‪ :‬جعله أولى بمشتري البيت‬ ‫وشفع ال ّ‬
‫الرجل في الجاهليّة إذا‬
‫ي‪( :‬كان ّ‬ ‫م ّمن لم يكن مجاورا له (يكن‪ ،1202 ،‬ص ‪ )0‬في هذا ال ّ‬
‫شأن قال القتيب ّ‬
‫أراد بيع منزله أتاه رجل فشفع إليه فيما باع فشفَّعَه وجعله أولى بالمبيع م ّمن بَعُ َد سببه‪ ،‬فس ّميت شُفعة‬
‫ي طالبها شفيعا) (ابن منظور‪ ،‬ص ‪.)0021‬‬ ‫وسم ّ‬

‫ي (حقّ تملّك العقار المبيع‬


‫شرع ّ‬ ‫شريعة اإلسالميّة‪ ،‬وهي في االصطالح ال ّ‬‫أقرته ال ّ‬ ‫فال ّ‬
‫شفعة نظام قديم ّ‬
‫ّ‬
‫أو بعضه ولو جبرا على المشتري بما قام عليه من الثمن والمؤن "التّكاليف") (قدري باشا‪ ،1821 ،‬ص‬
‫حق تملّك المبيع من‬
‫شفعة هي ّ‬ ‫أن ال ّ‬
‫ي ّ‬‫‪ ،10‬أبو زهرة‪ ،1221 ،‬ص ‪ ،)100‬على ذلك يرى الفقه اإلسالم ّ‬
‫صته‬
‫صته أو جز ًء من ح ّ‬ ‫مشتريه بما قام عليه رضي أم أبى‪ ،‬فإذا اشترك اثنان مثال في عقار فباع أحدهما ح ّ‬
‫الحق في أن يتملّك المبيع بما دفع مشتريه من ثمن مضافا إليه ما استتبعه شراؤه‬
‫ّ‬ ‫لثالث‪ ،‬كان لشريكه اآلخر‬
‫من نفقات ضروريّة‪ ،‬سواء أطابت بذلك نفسه أم لم تطب‪ ،‬فيأخذ المبيع إ ّما عن رضا وإ ّما قسرا بواسطة‬
‫القضاء (الخفيف‪ ،1220 ،‬ص ‪.)002‬‬
‫‪137‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬
‫شريعة اإلسالميّة على نحو توسّعت فيه‬ ‫شفعة عن ال ّ‬ ‫وقد أخذت مختلف األنظمة القانونيّة الحديثة بال ّ‬
‫أن أساسها‬ ‫متفرقة‪ ،‬غير ّ‬
‫ّ‬ ‫صة‬‫مجاالت تطبيقها‪ ،‬حيث أصبحت تشمل صورا عديدة وتحكمها نصوص خا ّ‬
‫ي‪ ،‬كطريق من طرق كسب الملكيّة‬ ‫المقررة في القانون المدن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي األصيل تجده ضمن األحكام العا ّمة‬ ‫القانون ّ‬
‫حريّة التّعاقد ناقل للملكيّة والحقوق العينيّة العقاريّة األخرى المشفوع فيها في حال‬ ‫ي على ّ‬ ‫وكقيد استثنائ ّ‬
‫شفيع وهو صاحب العقار المشفوع به ليح ّل مح ّل المشفوع منه وهو‬ ‫بيعها‪ ،‬إذ تنتقل بمقتضى هذا القيد إلى ال ّ‬
‫المشتري حلوال في حقوقه والتزاماته‪.‬‬
‫أن الفقه اختلف في تحديد طبيعتها‬ ‫شفعة هي طريق لكسب الملكيّة‪ّ ،‬إال ّ‬ ‫إذا كان من الثّابت ّ‬
‫أن ال ّ‬
‫ي‬‫بحق عين ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحيح أنّها ليست‬ ‫القانونيّة‪ ،‬فذهب رأي إلى اعتبارها حقّا عينيّا واعتبرها آخر حقّا شخصيّا‪ ،‬وال ّ‬
‫ّ‬
‫للحق‬ ‫الحق‪ ،‬فهي ليست حقّا وإ ّنما مصدرا‬‫ّ‬ ‫بحق أصال وإنّما هي سبب لكسب‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬بل ليست‬ ‫بحق شخص ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬
‫ي‬ ‫(السّنهوري‪ ،‬ص ‪ 004‬وما بعدها)‪ ،‬وهي على الوجه التّحديد رخصة أو كما عبّر عنه الفقه اإلسالم ّ‬
‫الحق في ممارستها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالخيار والمشيئة‪ ،‬وليست حقّا في ذاتها بل لل ّ‬
‫شفيع‬
‫شفيع صاحب العقار المشفوع به تجيز له الحلول مح ّل‬ ‫شفعة قانونا هي عبارة عن رخصة لل ّ‬ ‫وعليه فال ّ‬
‫المشتري المشفوع منه في بيع العقار المشفوع فيه‪ ،‬وفق شروط استحقاق األخذ بها وفي إطار األحكام‬
‫المقررة في المواد من ‪ 420‬إلى‬ ‫ّ‬ ‫شريعة العا ّمة‬ ‫الموضوعيّة والضّوابط اإلجرائيّة المتعلّقة بممارستها طبقا لل ّ‬
‫ي المعدّل والمت ّمم (األمر رقم ‪.)28-42‬‬ ‫‪ 814‬من القانون المدن ّ‬
‫‪ -2-2-1‬المقصود بشفعة اإلدارة الجبائيّة‬
‫شفعة المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجبائيّة وفقا لما ورد في منشور‬ ‫يقصد بممارسة ال ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪)0112‬؛ استبدال الدّولة لك ّل شخص‬ ‫ّ‬ ‫ي رقم ‪11‬‬ ‫لوزير الماليّة (المنشور الوزار ّ‬
‫ي لالستفادة من شراء العقار الّذي يكون ثمنه أق ّل بكثير من قيمته النّقديّة الحقيقيّة‪ ،‬وأنّها‬ ‫ي أو معنو ّ‬ ‫طبيع ّ‬
‫ي محض يتمثّل في قمع‬ ‫ي وردع ّ‬ ‫ليست وسيلة الكتساب أموال للدّولة بأسعار منخفضة‪ ،‬بل هدفها جبائ ّ‬
‫المصرح به في عمليّات البيع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلخفاءات ومنه الحصول على أكثر صدق في الثّمن‬

‫شفعة موضوع الدّراسة هي امتياز من امتيازات إدارة الضّرائب لصالح‬ ‫فإن ال ّ‬


‫عطفا على ما تقدّم ّ‬
‫الخزينة العموميّة ووسيلة لكسب الدّولة للعقارات والحقوق العقاريّة بمناسبة تسجيل الموثّقين لعقود بيعها‬
‫المصرح بها في‬
‫ّ‬ ‫أن قيمة العقار‬‫للرسوم ّ‬‫شيات التّسجيل) حين استخالصها ّ‬ ‫فقد يتبيّن لمصالح الضّرائب (مفتّ ّ‬
‫العقد ال تتناسب البتّة مع قيمته التّجاريّة‪ ،‬لذلك لها أن تفرض رقابتها على تحديد أطراف العقد لثمن بيع‬
‫تهربا من ثقل حقوق التّسجيل‬ ‫العقار دون النّظر إلى نيّتهم‪ ،‬سواء كانت سيّئة في حال إخفاء القيمة الحقيقيّة ّ‬
‫أو كانت نيّة حسنة‪ ،‬فالعبرة لديها بنقص قيمة العقار مقارنة بقيمته في تقديرها بالنّظر لشوكة األسعار‬
‫المصرح به في العقد وبين قيمته‬‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬أو بعبارة أخرى الفارق بين ثمن العقار‬ ‫المحدّدة في الجدول التّركيب ّ‬
‫الحقيقيّة‪.‬‬
‫شفعة‪ ،‬وتبعا لذلك تح ّل الدّولة مح ّل‬ ‫عالقة بما سبق‪ ،‬بإمكان اإلدارة الجبائيّة أن تمارس حقّها في ال ّ‬
‫المصرح به‪ ،‬وذلك بما لهذه اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬مع زيادة العشر (‪ )11/1‬على الثّمن‬ ‫المشتري خالل األجل القانون ّ‬
‫شفعة دون تسبيبها لعمليّة تقدير قيمة العقار المشفوع فيه‪ ،‬بل دون‬ ‫من سلطة تقديريّة تم ّكنها من ممارسة ال ّ‬
‫شفعة من عدم ذلك؛ كونها تستمد سلطتها التّقديريّة في الحقيقة من القانون مثلما‬ ‫تبرير موقفها من األخذ بال ّ‬
‫تستمدّها منه في حال تقييده لسلطتها‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫ي لشفعة اإلدارة الجبائيّة‬ ‫‪ -1-1‬األساس القانون ّ‬


‫ي في قانون التّسجيل (األمر رقم ‪112-40‬‬‫ّ‬ ‫القانون‬ ‫أساسها‬ ‫تجد‬ ‫رائب‬ ‫ض‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫إلدارة‬ ‫لة‬ ‫المخو‬
‫ّ‬ ‫شفعة‬‫كانت ال ّ‬
‫المعدّل والمت ّمم بقوانين الماليّة)‪ ،‬وذلك قبل اإللغاء الضّمني لهذا القيد وتحويله إلى قانون اإلجراءات‬
‫الجبائيّة‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬شفعة اإلدارة الجبائ ّية في ظ ّل قانون التّسجيل‬


‫شفعة موضوع الدّراسة هو قانون التّسجيل‪ ،‬حيث كانت المادّة ‪118‬‬ ‫ي األصيل لل ّ‬ ‫إن األساس القانون ّ‬‫ّ‬
‫تنص على اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫منه‬
‫ق الشّفعة على العقارات أو الحقوق العينيّة‬‫(تستطيع إدارة التّسجيل أن تستعمل لصالح الخزينة ح ّ‬
‫ّ‬
‫ق اإليجار أو االستفادة من وعد باإليجار على العقار كله أو‬
‫الزبائن أو ح ّ‬ ‫ّ‬
‫المحّلت التّجاريّة أو ّ‬ ‫العقاريّة أو‬
‫ّ‬
‫جزء منه والذي ترى فيه بأنّ ثمن البيع غير كاف مع دفع مبلغ هذا الثمن مزايدا فيه العشر (‪)22/2‬‬ ‫ّ‬
‫لذوي الحقوق‪ ،‬وذلك فضّل عن الدّعوى المرفوعة أمام اللّجنة المنصوص عليها في المواد ‪ 221‬إلى‬
‫‪ 221‬من هذا القانون وخّلل أجل عام واحد ابتداء من يوم تسجيل العقد أو التّصريح‪.‬‬

‫ويبلّغ قرار استعمال حق الشّفعة إلى ذوي الحقوق إ ّما بواسطة ورقة من العون المن ّفذ لكتابة الضّبط‬
‫وإ ّما بواسطة رسالة موصى عليها مع إشعار باالستّلم يوجّهها مدير الضّرائب للوالية الّتي توجد في‬
‫نطاقها األموال المذكورة)‪.‬‬
‫ّ‬
‫فإن هذه المادّة لم تكن سارية المفعول إال بعد سنة ‪ 1220‬عندما نشرت المديريّة العا ّمة‬ ‫لإلشارة ّ‬
‫قررت فيه ال ّ‬
‫شروع في تطبيق هذه المادّة‪ ،‬ث ّم بعدها مباشرة‬ ‫للضّرائب إعالنا في الجرائد الوطنيّة اليوميّة‪ّ ،‬‬
‫شفعة المؤسّس بموجب المادّة المذكورة (دغيش‪0114 ،‬‬ ‫حق ال ّ‬
‫صدرت تعليمة عنها حدّدت كيفيّات تطبيق ّ‬
‫ص‪.‬ص ‪ ،01-01‬نقال عن بوتغرار)‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬الشّفعة في ظ ّل قانون اإلجراءات الجبائ ّية‬


‫ت ّم بموجب المادّة ‪ 01‬من قانون الماليّة لسنة ‪( 0110‬القانون رقم ‪ )01-11‬استحداث قانون‬
‫لإلجراءات الجبائيّة يتض ّمن األحكام الواردة في المواد من ‪ 01‬إلى ‪ 011‬من قانون الماليّة لسنة ‪.0110‬‬
‫شفعة في الواقع‪ ،‬أصدر وزير الماليّة المنشور رقم ‪ 11‬سنة ‪ 0112‬المذكور سلفا‬ ‫أمام عدم فعاليّة ال ّ‬
‫شفعة وبعث تطبيقه من جديد‪ ،‬حيث أشار من‬ ‫حق ال ّ‬ ‫ّ‬
‫بهدف التّذكير بالمبادئ والقواعد المتعلقة بممارسة ّ‬
‫للغش قد تؤثّر على تحصيل‬‫ّ‬ ‫شفعة أماله الحرص على استدراك ك ّل محاولة‬ ‫حق ال ّ‬‫أن تأسيس ّ‬ ‫خالله إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حقوق التّسجيل المستحقة على عمليّات نقل الملكيّة بمقابل‪ ،‬ومعالجة هذه الممارسات التي تجازف بمصالح‬
‫الخزينة العموميّة إذا لم يت ّم التّد ّخل لوضع ح ّد لها في أسرع وقت‪.‬‬

‫صت المادّة ‪ 01‬من قانون الماليّة لسنة ‪( 0111‬القانون رقم ‪ )12-11‬على تحويل‬ ‫من جانب آخر ن ّ‬
‫ّ‬
‫مكرر من قانون التسجيل إلى قانون اإلجراءات الجبائيّة وإلغائهما ضمنيّا تبعا لذلك‬
‫ّ‬ ‫المادّة ‪ 118‬و‪118‬‬
‫مكرر ‪ 2‬أ‪ ،‬كما أنشأت المادّة ‪ 28‬من قانون الماليّة‬
‫مكرر ‪ 2‬و‪ّ 28‬‬ ‫لتصبح هاتين المادّتين تحت رقم ‪ّ 28‬‬
‫ّ‬
‫األول من الجزء الثاني من قانون اإلجراءات‬ ‫ّ‬
‫لسنة ‪ 0111‬قسما رابعا ضمن الفصل الثالث من الباب ّ‬
‫ّ‬
‫الجبائيّة‪ ،‬عنوانه‪ :‬التّسجيل والطاّبع يتض ّمن قسمين فرعيّين؛ قسم رابع بعنوان‪ :‬التسجيل والطابع‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬

‫‪139‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬
‫مكرر ‪2‬‬ ‫شفعة ويحتوي على المادّتين ‪ّ 28‬‬ ‫حق ال ّ‬
‫ص على ّ‬ ‫األول منه (التّسجيل) النّ ّ‬ ‫ي ّ‬ ‫يتض ّمن القسم الفرع ّ‬
‫مكرر ‪2‬أ‪.‬‬
‫و‪ّ 28‬‬
‫مكرر ‪2‬‬‫ّ‬ ‫‪28‬‬ ‫ّة‬
‫د‬ ‫الما‬ ‫تعديل‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ت‬ ‫)‪،‬‬‫‪11‬‬‫‪-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫رقم‬ ‫(األمر‬ ‫‪0112‬‬ ‫لسنة‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫كميل‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫المال‬ ‫قانون‬ ‫وبموجب‬
‫صها األتي‪:‬‬ ‫المذكورة أعاله ليصبح ن ّ‬
‫ق الشّفعة على العقارات أو الحقوق‬ ‫(تستطيع إدارة التّسجيل أن تستعمل لصالح الخزينة ح ّ‬
‫ق اإليجار أو االستفادة من وعد باإليجار على العقار كلّه أو‬ ‫الزبائن أو ح ّ‬‫المحّلت التّجار ّية أو ّ‬‫ّ‬ ‫العقار ّية أو‬
‫جزء منه‪ ،‬وكذا األسهم أو الحصص في الشّركة‪ ،‬الّذي ترى فيه بأنّ ثمن البيع أو القيمة غير كاف‪ ،‬مع‬
‫دفع مبلغ هذا الثّمن مزايدا فيه العشر (‪ )22/2‬لذوي الحقوق‪ ،‬وذلك فضّل عن الدّعوى المرفوعة أمام‬
‫مكرر ‪ - 1‬هـ من هذا القانون‪ ،‬وذلك خّلل‬ ‫مكرر ‪ - 1‬أ إلى ‪ّ 21‬‬ ‫اللّجنة المنصوص عليها في المواد ‪ّ 21‬‬
‫أجل عام واحد ابتداء من يوم تسجيل العقد‪.‬‬
‫ق الشّفعة إلى ذوي الحقوق‪ ،‬إ ّما بواسطة ورقة من العون المنفّذ لكتابة‬ ‫ويبلّغ قرار استعمال ح ّ‬
‫الضّبط‪ ،‬وإ ّما بواسطة رسالة موصى عليها مع إشعار باالستّلم يوجّهها مدير الضّرائب بالوالية الّتي‬
‫توجد في نطاقها األموال المذكورة أو الشّركة الّتي تكون سنداتها مح ّل الصّفقة)‪.‬‬

‫أن هذه المادة تعترف لإلدارة الجبائيّة بامتيازات السّلطة العا ّمة‪ ،‬وهي بذلك تمنح السّلطة‬ ‫يبدو جليّا ّ‬
‫شفعة لصالح الخزينة العموميّة‪ ،‬ك ّل ذلك وفق القواعد العا ّمة المعروفة‬ ‫التّقديريّة لهذه اإلدارة في ممارسة ال ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫في القانون اإلدار ّ‬
‫ّ‬
‫شأن تستوجب ظاهرة السّلطة العا ّمة التي تتميّز بها اإلدارة في معامالتها مع األفراد‬ ‫في هذا ال ّ‬
‫ّ‬
‫وغرض المصلحة العا ّمة التي تسعى إلى تحقيقه من وراء نشاطها‪ ،‬االعتراف لها ببعض امتيازات السّلطة‬
‫العا ّمة (الجرف‪ ،1241 ،‬ص ‪ ،)001‬ويهدف القانون من وراء ذلك لتسهيل مهامها وإزالة العقبات الّتي قد‬
‫أن ذلك ال يعني التّضحية بالفرد وحقوقه‬ ‫تعترضها تغليبا لمصالح الجماعة على المصالح الفرديّة‪ ،‬غير ّ‬
‫تصرفاتها للقانون‪ ،‬ولألفراد مقاضاتها في حال مخالفتها له واعتدائها على‬ ‫ّ‬ ‫وحريّاته‪ ،‬فاإلدارة تخضع في‬ ‫ّ‬
‫مبدأ المشروعيّة (الحلو‪ ،0110 ،‬ص ‪ ،)212‬بل األصل هو مشروعيّة أعمال اإلدارة‪ ،‬أ ّما مخالفتها لهذا‬
‫ط ّماوي‪ ،1201 ،‬ص ‪ ،12‬بعلي‪0112 ،‬‬ ‫صرف الّذي خالفت به القانون (ال ّ‬ ‫المبدأ فيترتّب عليه بطالن الت ّ ّ‬
‫ص ‪.)8‬‬
‫شفعة ضمن امتيازات السّلطة العا ّمة‬ ‫ّ‬
‫على هذا األساس يدخل ممارسة اإلدارة الجبائيّة لحقها في ال ّ‬
‫ّ‬
‫حيث م ّكنها القانون من هذا االمتياز على طرف‪ ،‬ومنحها على طرف آخر السّلطة التقديريّة في اللجوء إلى‬
‫ّ‬
‫الحق من عدمه‪ ،‬بمفهوم‬ ‫ّ‬ ‫لمبررات حول ممارستها لهذا‬ ‫ّ‬ ‫شفعة دون الحاجة إلى تقديمها‬ ‫ممارسة حقّها في ال ّ‬
‫حريّة المبادرة وسلطة المالئمة ولم تقيّد سلطتها باتّخاذ قرار‬ ‫آخر منحت المادّة المذكورة لإلدارة الجبائيّة ّ‬
‫شفعة‪.‬‬‫ممارسة ال ّ‬

‫‪ -2‬األحكام الموضوعيّة واإلجرائيّة لممارسة شفعة اإلدارة الجبائيّة‬


‫تشترك مختلف الهيئات اإلداريّة التّابعة لوزارة الماليّة في ممارسة الشفعة لصالح الخزينة العموميّة‬
‫ّ‬
‫صه‪ ،‬وذلك بد ًء بفحص العقود المودعة لدى مصلحة التّسجيل‪ ،‬مرورا بمباشرة اإلجراءات‬ ‫ك ّل فيما يخ ّ‬
‫صرف ضمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األوليّة لممارسة الشفعة وصوال إلى اكتساب ودمج األمالك والحقوق العقاريّة محل الت ّ‬ ‫ّ‬
‫أن إدارة الضّرائب هي الّتي تباشر إجراءات‬ ‫صة للدّولة وتسوية العمليّات المحاسبيّة‪ ،‬غير ّ‬ ‫األمالك الخا ّ‬
‫ي حال وجب التّقيّد باألحكام الموضوعيّة والضّوابط اإلجرائيّة من طرف‬ ‫شفعة وتشرف عليها‪ ،‬وعلى أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مختلف الجهات اإلداريّة المتد ّخلة في العمليّة‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫‪ -2-2‬األحكام الموضوعيّة لممارسة شفعة اإلدارة الجبائيّة‬


‫يجب على مصالح اإلدارة الجبائيّة مراعاة األحكام الموضوعيّة وفق التّشريع والتّنظيم الّذي يضبط‬
‫مكرر ‪ 2‬من‬ ‫شفعة لصالح الخزينة العموميّة‪ ،‬سواء تلك األحكام المحدّدة في المادّة ‪ّ 28‬‬ ‫عمليّة ممارسة ال ّ‬
‫ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 0112‬المتعلق‬ ‫ّ‬ ‫ي رقم ‪11‬‬ ‫قانون اإلجراءات الجبائيّة أو الواردة في المنشور الوزار ّ‬
‫شفعة‪ ،‬وفق التّرتيبات اآلتية‪:‬‬ ‫حق ال ّ‬
‫بممارسة ّ‬
‫صرف في األمّلك العقاريّة واآلجال القانونيّة‬ ‫‪ -2-2-2‬وجوب مراعاة طبيعة الت ّ ّ‬
‫صرف النّاقل للعقارات والّذي يمكن لإلدارة الجبائيّة ممارسة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫ّ‬
‫أن‬ ‫إلى‬ ‫من األه ّميّة بمكان أن نشير‬
‫مكرر ‪ 2‬المذكورة أعاله‪ ،‬وهو ما يتّسق‬ ‫صرف بالبيع وفق ما أشارت إليه المادّة ‪ّ 28‬‬ ‫شفعة فيه‪ ،‬هو الت ّ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ي‪ ،‬رغم االختالف الواسع بينهما في مسائل عديدة‪ ،‬وهو ما أ ّكده‬ ‫شفعة وفق القانون المدن ّ‬ ‫واألحكام العا ّمة لل ّ‬
‫شفعة لفائدة الخزينة‬‫ي رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 0112‬حيث منع إدارة التّسجيل من ممارسة ال ّ‬ ‫أيضا المنشور الوزار ّ‬
‫العموميّة‪ ،‬في العقود األخرى اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نقل الملكيّة م ّجانا (الهبات‪ ،‬التّركات)؛‬
‫‪ -‬القسمات والمبادالت بفارق أو دون فارق األنصبة؛‬
‫‪ -‬األمالك المباعة عن طريق المزايدات اإلداريّة أو القضائيّة؛‬
‫الرابعة أو بين‬
‫‪ -‬إذا وقع البيع بين األصول والفروع أو بين األزواج أو بين األقارب إلى غاية الدّرجة ّ‬
‫األصهار إلى غاية الدّرجة الثّانية (المادّة ‪ 428‬من القانون المدن ّ‬
‫ي)‪.‬‬
‫شفعة ‪ -‬وفق اإلطار التّشريع ّ‬
‫ي‬ ‫عالوة على ما تقدّم يقع على إدارة التّسجيل أن تستعمل حقّها في ال ّ‬
‫ي السّابق ذكره‪ -‬خالل أجل سنة تحتسب ابتداء من يوم تسجيل العقد‪.‬‬ ‫والتّنظيم ّ‬

‫المصرح به في العقد‬
‫ّ‬ ‫‪ -1-2-2‬عدم كفاية الثّمن‬
‫شفعةّ‪ ،‬إدارة التّسجيل بضرورة ممارسة‬ ‫ي لسنة ‪ 0112‬المتعلّق بممارسة ّ‬
‫حق ال ّ‬ ‫ألزم المنشور الوزار ّ‬
‫الحق في الحاالت الّتي يكون فيها التّصريح بالثّمن غير كاف‪ ،‬أو ت ّم االتّفاق على تخفيضه بما ال يدع‬ ‫ّ‬ ‫هذا‬
‫مجاال للشكّ ‪ ،‬وكذا على األمالك الّتي تكون قيمتها كبيرة نسبيّا والّتي يت ّم انتقاؤها على أساس معايير‬
‫موضوعيّة‪.‬‬
‫وقد أعطى المنشور ذاته مثاال عن ذلك كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬مبلغ القيمة المعاد تقديرها الّذي يجب أن يكون مساويا أو يفوق أربعة ماليين دينار جزائر ّ‬
‫ي‬
‫ي (‪ 2.111.111‬دج) بالنّسبة‬ ‫(‪ 0.111.111‬دج) بالنّسبة للعقارات المبنيّة‪ ،‬وثالثة ماليين دينار جزائر ّ‬
‫ّ‬
‫للمحالت التّجاريّة‪.‬‬
‫المصرح بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المصرح بها والمعاد تقديرها الّذي يجب أن يزيد على ‪ % 21‬من القيمة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الفرق بين القيمة‬
‫يتطرق‬
‫ّ‬ ‫شأن‪ ،‬يعاب على المنشور أنّه قدّم أمثلة في حين كان عليه أن يضبطها بدقّة وأن‬ ‫وفي هذا ال ّ‬
‫مستقر على أنّه ينبغي عدم التّوسّع‬
‫ّ‬ ‫صة ّ‬
‫وأن الفقه‬ ‫شفعة‪ ،‬خا ّ‬ ‫حق ال ّ‬
‫محال الستعمال ّ‬‫ّ‬ ‫لجميع األموال الّتي تكون‬
‫صة منها‬ ‫لمبررات خا ّ‬‫ّ‬ ‫ضيّق‪ ،‬وذلك اعتبارا‬ ‫ّ‬
‫في تفسير النّصوص الضّريبيّة التي تحكمها قاعدة التّفسير ال ّ‬
‫حق الملكيّة وعدم جواز المساس بها (يهوني‪ ،0112 ،‬ص ‪ّ )004‬إال في إطار القانون‪.‬‬ ‫قدسيّة ّ‬

‫‪141‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬
‫‪ -1-2‬الضّوابط اإلجرائيّة لممارسة اإلدارة الجبائيّة للشّفعة‬
‫يمكننا القول عن إجراءات نقل العقارات والحقوق العقاريّة المشفوع فيها لصالح الخزينة‪ ،‬أ ّنها‬
‫كال من إدارة الضّرائب ومختلف مصالحها‪ ،‬إدارة أمالك‬ ‫إجراءات مشتركة بين اإلدارة الماليّة‪ ،‬حيث تعني ّ‬
‫ي ومسح األراضي والمحافظات العقاريّة التّابعة لها‬ ‫الدّولة ومفتّشيّاتها المخت ّ‬
‫صة إقليميّا‪ ،‬إدارة الحفظ العقار ّ‬
‫صة إقليميّا باإلضافة إلى مصالح الخزينة العموميّة‪.‬‬ ‫المخت ّ‬
‫المنوه عنه آنفا‪ ،‬يمكن حصر هذه اإلجراءات في‬ ‫ّ‬ ‫وباالستناد إلى المنشور الوزاري لسنة ‪0112‬‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1-2-2‬إحصاء‪ ،‬تعيين األموال وإحالة المعلومات‬
‫يجب على مصالح التّسجيل أن تقوم ّأوال بعمليّة إحصاء الحاالت الّتي يبدو فيها تقليل الثّمن واضحا‬
‫وذلك من خالل العقود الّتي تقدّم إلجراءات التّسجيل‪ ،‬لتقوم بعدها بتكوين ملفّات كاملة تتض ّمن على‬
‫حق اإليجار‬ ‫ومكونات العقار (مبني‪ ،‬غير مبني‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫الخصوص مكان وموقع العقار (الوالية ‪ -‬البلديّة)‪ ،‬طبيعة‬
‫المصرح به أثناء البيع‬
‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬المساحة‪ ،‬خصوصيّة المال‪ ،‬المبلغ‬ ‫ي ‪ /‬فرد ّ‬
‫ي‪ ،‬حقوق عقاريّة)‪ ،‬جماع ّ‬ ‫مح ّل تجار ّ‬
‫التّقييم المنجز من قبل المصالح على أساس القيمة النّقديّة الحقيقيّة للمال‪ ،‬مبلغ عدم الكفاية‪ ،‬ك ّل ذلك بغرض‬
‫تمكين مدير الضّرائب بالوالية من دراستها بطريقة موضوعيّة‪.‬‬

‫صة إقليميّا أن ترسل الملفّات إلى‬‫وجبت اإلشارة إلى أ ّنه يتعيّن على مصالح التّسجيل غير المخت ّ‬
‫صة في أجل ال يتعدّى عشرة أيّام‪ ،‬وفي ك ّل األحوال ترسل الملفّات المذكورة إلى‬ ‫مفتّشيّة التّسجيل المخت ّ‬
‫ّ‬
‫لحق‬ ‫ّ‬
‫يقرر في شأن األموال التي يجب إخضاعها‬ ‫المدير المكلّف بالضّرائب‪ ،‬هذا األخير وبعد دراستها ّ‬
‫شفعة في أجل شهرين بد ًء من تاريخ إيداع العقد النّاقل للملكيّة لدى مفتّشيّة التّسجيل‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ي للضّرائب ‪ -‬وفق المنشور ذاته ‪ -‬أن يسهر بدقّة على إتمام هذه‬ ‫كما يتعيّن على المدير الوالئ ّ‬
‫ملف من الملفّات المحتمل أن تكون موضوع‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫نسيان‬ ‫تفادي‬ ‫أجل‬ ‫اإلجراءات في اآلجال المحدّدة من‬
‫ّ‬
‫شفعة‪ ،‬وهذا ما قد يلحق أضرارا معتبرة بالموضوعيّة والعدالة التي يجب أن تميّز‬ ‫الحق في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ممارسة‬
‫الحق الّذي قد يصبح غير عادل إن لم يكن تطبيقه شامال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬بصفة دائمة ‪ -‬ممارسة هذا‬

‫‪ -1-1-2‬تبليغ المشتري أو ذوي الحقوق وإخطار مدير أمّلك الدّولة إلتمام اإلجراءات‬
‫شفعة للمشتري‬ ‫حق ال ّ‬
‫مقرر ممارسة ّ‬ ‫ي المذكور‪ّ -‬‬ ‫ي للضّرائب ‪-‬وفقا للمنشور الوزار ّ‬‫يبلّغ المدير الوالئ ّ‬
‫المقرر‬
‫ّ‬ ‫أو لذوي الحقوق عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم‪ ،‬مع وجوب أن يذكر في هذا‬
‫المصرح به في العقد يضاف إليه العشر (‪ )11/1‬من هذا الثّمن‪ ،‬كما يذكر ضمن‬ ‫ّ‬ ‫التزام اإلدارة بدفع الثّمن‬
‫المصرح به‪...‬الخ‬
‫ّ‬ ‫حرر العقد الخاضع للتّسجيل‪ ،‬تاريخ العقد وتاريخ تسجيله والثّمن‬ ‫المقرر الموثّق الّذي ّ‬
‫ّ‬
‫المقرر من تاريخ توقيعه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على أن تسري أحكام هذا‬

‫شفعة لصالح الخزينة العموميّة بإرسال مدير الضّرائب لملف إلى مدير‬ ‫تُختتم إجراءات ممارسة ال ّ‬
‫يتكون من الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫أمالك الدّولة‪ّ ،‬‬
‫شفعة؛‬ ‫‪ -‬نسخة من عقد نقل الملكيّة العقار موضوع ال ّ‬
‫ي للضّرائب؛‬ ‫صادر عن المدير الوالئ ّ‬ ‫مقرر ال ّ‬
‫شفعة ال ّ‬ ‫‪ -‬نسخة من ّ‬
‫مقرر التّبليغ إلى المشتري أو ذوي حقوقه‪.‬‬ ‫‪ -‬نسخة من ّ‬

‫‪142‬‬
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫يقع على عاتق إدارة أمالك الدّولة مباشرة اإلجراءات بناء على الملف المرسل إليها من طرف‬
‫األول باكتساب العقارات المشفوع فيها ويتعلّق الثّاني‬
‫مديريّة الضّرائب‪ ،‬حيث تعمل على نطاقين؛ يتعلّق ّ‬
‫بدفع الثّمن وتخصيص هذه العقارات‪.‬‬

‫ي‬
‫ي ألمالك الدّولة الواقع في دائرة اختصاصه الملك العقار ّ‬ ‫صدد يتعيّن على المدير الوالئ ّ‬ ‫في هذا ال ّ‬
‫شراء‪ ،‬باعتبار‬‫ي لل ّ‬‫ّ‬ ‫اإلدار‬ ‫للعقد‬ ‫مصالحه‬ ‫إعداد‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫وعالوة‬ ‫ّد‪،‬‬‫د‬ ‫المح‬ ‫من‬‫ّ‬ ‫ث‬‫ال‬ ‫بصرف‬ ‫األمر‬ ‫المشفوع فيه‬
‫ي يقوم مدير أمالك الدّولة‬ ‫مدير أمالك الدّولة هو موثّق الدّولة‪ ،‬وفي مرحلة الحقة إلعداد العقد اإلدار ّ‬
‫المصرح به في عقد البيع مضاف إليه العُشر (‪ )%11( )11/1‬من الثّمن‬ ‫ّ‬ ‫بتحرير أمر بالدّفع يشمل الثّمن‬
‫المصرح به‪ ،‬يُدفع لدى صندوق أمين الخزينة‪ ،‬ليقوم بعدها أمين المحاسب بتحويل المبلغ للحساب رقم‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ومحالت تجاريّة‬ ‫الرئيسيّة لحساب شراء أمالك عقاريّة‬ ‫ّ‬ ‫الخزينة‬ ‫ألمين‬ ‫تحويلها‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫يت‬ ‫نفقات‬ ‫بعنوان‪:‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪-11‬‬
‫صة للدّولة‪ ،‬ويطبّق‬‫مشفوعة من طرف الدّولة‪ ،‬ليت ّم في ّاألخير دمج العقارات المكتسبة ضمن األمالك الخا ّ‬
‫عليها قانون األمالك الوطنيّة والنّصوص التّشريعيّة والتّنظيميّة ذات ال ّ‬
‫صلة‪.‬‬

‫شفعة اإلداريّة في تحقيق غاية التّشريع الجبائ ّ‬


‫ي‬ ‫‪ -1‬مدى فعاليّة ال ّ‬
‫بإمكان أعوان اإلدارة الجبائيّة إجراء عمليّة إعادة التّقييم‪ ،‬وهي ‪ -‬بوجه عا ّم ‪ -‬سلطة قانونيّة تتض ّمن‬
‫المقررة عليها تمارس عند‬‫ّ‬ ‫إعادة تقدير المادّة الخاضعة وإخضاع الفرق في أساسها للضّريبة مع الغرامات‬
‫المصرح به‪ ،‬أو عدم ضبطها أو وجود تضارب في التّصريحات والمعلومات‬ ‫ّ‬ ‫اكتشافهم لعدم كفاية في ثمنها‬
‫المقررة لتصفية الحقوق (بن العرية‬ ‫ّ‬ ‫طلع عليها‪ ،‬أو عدم تطابق عناصرها الّتي ت ّم إخضاعها والمعدالت‬ ‫الم ّ‬
‫ومسعودي‪ ،0100 ،‬ص ‪ ،)020‬ويت ّم ذلك بنا ًء على رأي لجنة توفيق تؤسّس لدى مديريّات الضّرائب طبقا‬
‫مكرر ‪ 0‬وما بعدها من قانون اإلجراءات الجبائيّة المحدثة بموجب المادّة ‪ 28‬من قانون الماليّة‬ ‫للمادّة ‪ّ 28‬‬
‫لسنة ‪.0111‬‬
‫صها‬‫عززت المادّة ‪ 02‬من قانون الماليّة لسنة ‪( 0118‬القانون رقم ‪ )11-14‬هذا اإلجراء بن ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على دفع نصف مبلغ المعامالت العقاريّة على مرأى الموثق وبين يديه‪ ،‬بعد أن كان الثمن هو الخمس‬
‫بموجب المادّة ‪ 020‬من قانون التّسجيل السّابق ذكره‪ ،‬وتكفّلت المديريّة العا ّمة للضّرائب بشرح هذه األحكام‬
‫الجديدة بموجب منشور لها سنة ‪( 0118‬المنشور رقم ‪ 12‬في ‪ 10‬فيفري ‪ ،)0118‬يأتي ما تقدّم بالموازاة‬
‫شفعة لصالح الخزينة العموميّة‪.‬‬ ‫مع إمكانيّة ممارسة إدارة الضّرائب لحقّها في ال ّ‬

‫‪ -2-1‬إمكانيّة انتقاء مصالح الضّرائب للمل ّفات من خّلل ممارسة الشّفعة‬


‫شفعة ض ّد شخص معيّن وإجراء عمليّة إعادة‬ ‫حق ال ّ‬
‫يمكن إلدارة الضّرائب أن تختار بين ممارسة ّ‬
‫ي ضوابط أو معايير‬ ‫المصرح به‪ ،‬وال توجد أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالرغم من كونها تشكّ في نقصان الثّمن‬ ‫التّقدير ض ّد آخر‪ّ ،‬‬
‫ي‪ ،‬وهذا يعني ّ‬
‫أن إدارة‬ ‫يمكن االحتكام إليها لمعرفة نطاق تطبيق كال اإلجراءين‪ ،‬وهو ما يبيّن ال ّ‬
‫طابع االنتقائ ّ‬
‫الضّرائب تمارس سلطة تقديريّة مطلقة ال رقابة للقضاء عليها في انتقاء األشخاص الّذين تمارس ضدّهم‬
‫شفعة‪ ،‬وبالتّالي فهي تحرمهم من جميع الضّمانات القانونيّة الّتي يتمتّع بها غيرهم من الّذين اختارت‬ ‫حق ال ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫أن تسلك في مواجهتهم إعادة تقدير الثمن (بيصة‪ ،0111 ،‬ص ‪ ،)122‬حيث بإمكانها أن تقوم بتمويه‬
‫أن خطورة هذه المسألة‬‫صعب اإلحاطة به‪ ،‬علما ّ‬ ‫التّح ّكم خلف ستار السّلطة التّقديريّة المزعومة والّذي من ال ّ‬

‫‪143‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬
‫أن األفراد ال يتمتّعون بأيّة وسيلة مراقبة تجاهها (محيو‬ ‫تزداد كلّما كانت سلطاتها أكثر أه ّميّة‪ ،‬في حين ّ‬
‫‪.)200 ،1280‬‬
‫شفعة وإعادة التّقدير في يد إدارة الضّرائب بما‬ ‫أن اجتماع ال ّ‬‫دعما للقول السّابق وتدليال عليه نقول ّ‬
‫المكرس‬
‫ّ‬ ‫لديها من سلطة تقديريّة قد يخ ّل بمبدأ المساواة بين المكلّفين بالضّريبة‪ ،‬وهو المبدأ ال ّدستور ّ‬
‫ي‬
‫أن‪( :‬ك ّل فعل يهدف إلى التّحايل على مبدأ‬ ‫تنص على ّ‬‫ّ‬ ‫ي لسنة ‪ )0101‬الّتي‬ ‫بالمادّة ‪( 80‬التّعديل الدستور ّ‬
‫المساواة بين المكلّفين بالضّريبة‪ ،‬يع ّد مساسا بمصالح المجموعة الوطن ّية)‪.‬‬

‫‪ -1-1‬جدوى بقاء نصوص الشّفعة في قانون اإلجراءات الجبائ ّية‬


‫ي‬
‫شفعة لفائدة الخزينة العموميّة في المجال الضّريب ّ‬ ‫أن اإلبقاء على ال ّ‬
‫بناء على ما سبق يمكن القول ّ‬
‫صة ووجود بدائل أخرى ف ّعالة تضمن تحصيل‬ ‫ّ‬
‫بحق الملكيّة الخا ّ‬ ‫يع ّد تزيّدا ال طائل منه؛ بالنّظر إلى مساسه‬
‫مستحقات الخزينة العموميّة من اإليرادات الجبائيّة (زيداني‪ ،0110 ،‬ص ‪ ،)212‬على غرار آليّة إعادة‬
‫شفعة لصالح الخزينة‬ ‫تقدير الثّمن تكملة لحقوق الخزينة الّتي تحقّق الغاية التّشريعيّة نفسها من تقرير آليّة ال ّ‬
‫شفعة المستبعدة من طرف اإلدارة الجبائيّة‪.‬‬ ‫العموميّة وتجد تجسيدا لها في الواقع‪ ،‬على خالف آليّة ال ّ‬

‫شفعة‬ ‫ي جعل الدّولة تتخلّى عن سياسة تم ّلك العقارات عن طريق ال ّ‬ ‫ي الحال ّ‬‫ولع ّل التّو ّجه االقتصاد ّ‬
‫بالرغم من وجود القوانين وتعدّد‬‫الحق‪ ،‬حيث انحسر وتقهقر احتمال وقوع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتُعرض عن استعمال هذا‬
‫طرق الّتي تتيح لها ذلك (بورابة‪ ،0110-0111 ،‬ص‪.‬ص ‪ ،)110-112‬على عكس التّو ّجه االشتراك ّ‬
‫ي‬ ‫ال ّ‬
‫صة بتأميمها وإخضاعها آلليّات تح ّكم أخرى ‪(BENDJABALLAH,‬‬ ‫أين تقلصت فعال مساحة الملكيّة الخا ّ‬ ‫ّ‬
‫)‪ 1997, p. 69‬كتأميم األراضي الواقعة في المناطق الحضريّة بموجب قانون االحتياطات العقاريّة (األمر‬
‫المتبرع بها ضمن‬‫ّ‬ ‫‪ 00-40‬الملغى)‪ ،‬وتأميم األراضي الفالحيّة ووضعها تحت حماية الدّولة وإدراج‬
‫شفعة‬‫الزراعيّة (األمر ‪ 42-41‬الملغى)‪ ،‬فضال عن إلزام الدّولة بممارسة ال ّ‬ ‫أمالكها بموجب قانون الثّورة ّ‬
‫في بعض الفترات‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار مرحلة اإلصالحات االقتصاديّة مطلع الثّمانينات الّتي ش ّكلت‬
‫ي‪.‬‬ ‫طة عبور لالنفتاح على اقتصاد السوق واعتماد التّو ّجه االقتصاد ّ‬
‫ي الحال ّ‬ ‫مح ّ‬

‫شفعة في هذا‬ ‫أن التّشريع المقارن وتحديدا التّشريع الفرنس ّ‬


‫ي قد ألغى العمل بال ّ‬ ‫في خض ّم ما سبق نجد ّ‬
‫المجال سنة ‪ 1220‬على إثر إدانة المحكمة األوربيّة لحقوق اإلنسان لهذه اآلليّة‪ ،‬حيث لم يعد لها مثيل في‬
‫األنظمة الضّريبيّة للبلدان األوربيّة بعد ذلك‪ ،‬بل وفي جميع البلدان المتقدّمة‪ ،‬ولم تقدم على استنساخ هذه‬
‫أن تونس قد ألغت‬ ‫ي سوى عدد قليل من الدّول‪ ،‬كالمغرب وتونس والجزائر‪ ،‬علما ّ‬ ‫اآلليّة من القانون الفرنس ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 0‬أوت ‪( 1228‬بيصة‪ ،0111 ،‬ص‬ ‫ّ‬ ‫العمل بها بموجب المادّة ‪ 4‬من القانون رقم ‪28-42‬‬
‫‪.)124‬‬
‫ّ‬
‫حوالت التشريعيّة ورفع الحرج على اإلدارة الجبائيّة بعدم جعلها أداة‬ ‫ّ‬
‫وعليه وجب مسايرة هذه الت ّ‬
‫ّ‬
‫مساس بالحقوق الثابتة لألفراد وتشويش على استقرار المعامالت العقاريّة من خالل ممارسة آليّة الشفعة‬
‫لصالح الخزينة العموميّة الّتي أثبت الواقع استبعاد تطبيقها‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫‪ -5‬الخاتمة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫صلنا من خالل البحث في موضوع "الشفعة الجبائيّة وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة" إلى النتائج‬ ‫تو ّ‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫وحريّة‬
‫ّ‬ ‫صة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬تشكل شفعة اإلدارة الجبائيّة قيدا خطيرا من شأنه المساس بحق الملكيّة العقاريّة الخا ّ‬ ‫ّ‬
‫وحريّة التّعاقد‪ ،‬م ّما يخ ّل بمبدأ سلطان اإلرادة ويؤثّر سلبا على استقرار‬ ‫ّ‬ ‫صرف والتّملّك‬ ‫الت ّ ّ‬
‫المعامالت العقاريّة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانيّة انتقاء اإلدارة الجبائيّة بصدد فحصها للعقود لملفّات تخضع إلعادة تقدير الثّمن وأخرى‬
‫يمس بمبدأ المساواة بين المكلّفين‬
‫ّ‬ ‫شفعة‪ ،‬في غياب معايير تضبط ذلك‪ ،‬ما من شأنه أن‬ ‫لممارسة ال ّ‬
‫المكرس في الدّستور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالضّريبة‬
‫‪ -‬تعتبر شفعة اإلدارة الجبائيّة حقّا لإلدارة الجبائيّة وهي في الوقت نفسه جزاء‪ ،‬إذ الهدف منها‬
‫ي وليس وسيلة الكتساب الدّولة لألمالك والحقوق العقاريّة‪ ،‬وهو ما أ ّكده وزير الماليّة‬ ‫ي جبائ ّ‬‫ردع ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪.0112‬‬ ‫ّ‬ ‫في المنشور رقم ‪11‬‬

‫شفعة لصالح الخزينة العموميّة‪ ،‬إذ ال يجد في الواقع تجسيدا لها من طرف‬ ‫استبعاد العمل بال ّ‬ ‫‪-‬‬
‫صلة بالموضوع سواء‬ ‫بالرغم من سريان النّصوص التّشريعيّة والتّنظيميّة ذات ال ّ‬ ‫اإلدارة الجبائيّة‪ّ ،‬‬
‫ي الجديد للبالد وفق‬ ‫قانون التّسجيل لسنة ‪ 1240‬في المرحلة االشتراكيّة أو بعد ّ‬
‫التو ّجه االقتصاد ّ‬
‫وبالرغم من تعليمات الجهات الوصيّة‪ ،‬غير أ ّن‬ ‫ّ‬ ‫القانون نفسه ووفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‪،‬‬
‫اإلدارة في الواقع تحبّذ اللّجوء إلى آليّة إعادة التّقييم‪ ،‬وهو ما تؤ ّكده شواهد عمليّة بل باعتراف‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ ،0112‬حيث جاء فيه‬ ‫ّ‬ ‫ي رقم ‪11‬‬ ‫السّلطة الوصيّة بموجب المنشور الوزار ّ‬
‫شفعة لم تعد تطبّق في الميدان بل مجهولة تماما)‪.‬‬ ‫أن‪( :‬األحكام المتعلّقة بممارسة ال ّ‬
‫ّ‬

‫قد ال تتّجه نيّة البائع والمشتري في واقع األمر إلى إخفاء جزء من ثمن البيع من أجل التّ ّ‬
‫هرب‬ ‫‪-‬‬
‫شفعة لصالح الخزينة العموميّة‪ ،‬لذلك يُحتمل اإلضرار باألطراف‬ ‫ي تستدعي األخذ بال ّ‬ ‫الجبائ ّ‬
‫المتعاقدة حسنة النّية بدافع السّلطة التّقديريّة لإلدارة الجبائيّة تحت غطاء تحقيق المصلحة العا ّمة‪.‬‬
‫المصرح به في‬
‫ّ‬ ‫تخلّت الكثير من الدّول عن هذه اآلليّة؛ نظرا لوجود آليّة إعادة تقدير ثمن العقار‬ ‫‪-‬‬
‫عقد البيع‪ ،‬وهي آليّة بديلة أكثر فعاليّة في حفظ حقوق الخزينة العموميّة‪ ،‬ومجسّدة في الواقع على‬
‫شفعة‪ ،‬خصوصا وأن ّهما يؤدّيان غرضا واحدا حسب التّشريع والتّنظيم‪.‬‬ ‫خالف ال ّ‬

‫شفعة وعن القواعد‬‫شريعة اإلسالميّة لل ّ‬


‫ي من إقرار ال ّ‬‫شفعة الجبائيّة عن الهدف األساس ّ‬ ‫خروج ال ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫ي‪ ،‬بالنّظر إلى الغاية التشريعيّة الجبائيّة من تقريرها واألحكام‬‫المقررة في القانون المدن ّ‬
‫ّ‬ ‫العا ّمة‬
‫التّنظيميّة المحدّدة لكيفيّات ممارستها‪.‬‬

‫بناء على ما تقدّم من نتائج نقترح‪:‬‬


‫ّ‬
‫بحق‬ ‫ّ‬
‫مكرر ‪ 2‬أ من قانون اإلجراءات الجبائيّة المتعلقتان تباعا‬‫مكرر‪ 2‬و‪ّ 28‬‬ ‫إلغاء المادّتين ‪ّ 28‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫اإلدارة الجبائيّة في ممارسة الشفعة لصالح الخزينة العموميّة‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬
‫‪ -1‬المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫‪ -2-1‬باللّغة العربيّة‪:‬‬
‫‪ ‬النّصوص التّشريع ّية والتّنظيم ّية‪:‬‬
‫الدستوري‬
‫ّ‬ ‫المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 0101‬يتعلّق بإصدار التّعديل‬
‫ّ‬ ‫ي رقم ‪000-01‬‬ ‫الرئاس ّ‬
‫‪ -‬المرسوم ّ‬
‫الرسم ّية للجمهور ّية الجزائر ّية‬
‫أول نوفمبر سنة ‪ ،1212‬في الجريدة ّ‬ ‫المصادق عليه في استفتاء ّ‬
‫مؤرخة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،0101‬ص ‪.2‬‬‫الرسميّة عدد ‪ّ ،80‬‬ ‫الدّيمقراطيّة الشّعبيّة‪ ،‬الجريدة ّ‬

‫الرسميّة عدد‬
‫العقاري‪ ،‬الجريدة ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1221‬يتض ّمن التّوجيه‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪02-21‬‬
‫مؤرخة في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1221‬ص ‪ ،1201‬المعدّل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪ّ ،02‬‬

‫المؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر‪ ،0111‬يتض ّمن قانون الماليّة لسنة ‪ ،1221‬الجريدة‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪01-11‬‬
‫مؤرخة في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،0111‬ص ‪ ،2‬المعدّل‪.‬‬
‫الرسميّة عدد ‪ّ ،42‬‬
‫ّ‬

‫سياحيّة‪ ،‬الجريدة‬ ‫المؤرخ في ‪ 14‬فيفري ‪ 0112‬يتع ّلق بمناطق التّو ّ‬


‫سع والمواقع ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪12-12‬‬
‫مؤرخة في ‪ 12‬فيفري ‪ ،0112‬ص ‪.10‬‬ ‫الرسميّة عدد ‪ّ ،11‬‬‫ّ‬

‫المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،0111‬يتض ّمن قانون الماليّة لسنة ‪ ،1222‬الجريدة‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪12-11‬‬
‫مؤرخة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،0111‬ص ‪.2‬‬
‫الرسميّة عدد ‪ّ ،81‬‬
‫ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 04‬ديسمبر ‪ ،0114‬يتعلّق بقانون الماليّة لسنة ‪ ،1221‬الجريدة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪11-14‬‬
‫مؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،0114‬ص ‪.2‬‬
‫الرسميّة عدد ‪ّ ،40‬‬‫ّ‬

‫الرسميّة عدد ‪24‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 8‬نوفمبر ‪ ،1241‬يتض ّمن الثّورة ّ‬


‫الزراعيّة‪ ،‬الجريدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬األمر رقم ‪42-41‬‬
‫مؤرخة في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1241‬ص ‪( 1000‬ملغى)‪.‬‬
‫ّ‬

‫المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ ،1240‬يتض ّمن تكوين احتياطات عقاريّة لصالح البلد ّيات‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬األمر رقم ‪00-40‬‬
‫مؤرخة في ‪ 2‬مارس ‪ ،1240‬ص ‪( .021‬ملغى)‪.‬‬ ‫الرسميّة عدد ‪ّ ،12‬‬
‫الجريدة ّ‬

‫الرسميّة عدد ‪48‬‬


‫ي‪ ،‬الجريدة ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،1242‬يتض ّمن القانون المدن ّ‬‫ّ‬ ‫‪ -‬األمر رقم ‪28-42‬‬
‫مؤرخة في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،1242‬ص ‪ ،221‬المعدّل والمت ّمم‪.‬‬
‫ّ‬

‫المؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،1240‬يتض ّمن قانون التّسجيل‪ ،‬الجريدة ّ‬


‫الرسميّة عدد ‪81‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬األمر رقم ‪112-40‬‬
‫مؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1244‬ص ‪ ،1010‬المعدّل والمت ّمم‪.‬‬
‫ّ‬

‫المؤرخ في ‪ 02‬جويلية ‪ ،0112‬يتض ّمن قانون الماليّة التّكميل ّ‬


‫ي لسنة ‪1225‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬األمر رقم ‪11-12‬‬
‫مؤرخة في ‪ 02‬جويلية ‪ ،0112‬ص ‪.0‬‬
‫الرسميّة عدد ‪ّ ،01‬‬
‫الجريدة ّ‬

‫المؤرخ في ‪ 08‬أكتوبر ‪ ،0110‬يحدّد كيف ّيات ممارسة الوكالة الوطنيّة‬ ‫ّ‬ ‫ي رقم ‪282-10‬‬ ‫‪ -‬المرسوم التّنفيذ ّ‬
‫مؤرخة‬
‫الرسميّة عدد ‪ّ ،41‬‬‫سياحيّة‪ ،‬الجريدة ّ‬ ‫سياحة حقّ الشّفعة داخل مناطق التّو ّ‬
‫سع والمواقع ال ّ‬ ‫لتنمية ال ّ‬
‫في ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،0112‬ص ‪.4‬‬

‫‪146‬‬
‫المجلد ‪ / 21‬العـــدد‪ ،)1212( 11 :‬ص ‪211 -221‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،0110‬يحدّد شروط وكيف ّيات إدارة وتسيير‬ ‫ّ‬ ‫ي رقم ‪004-10‬‬ ‫‪ -‬المرسوم التّنفيذ ّ‬
‫مؤرخة في ‪ 12‬ديسمبر ‪0110‬‬ ‫ّ‬ ‫الرسميّة عدد ‪،02‬‬ ‫األمّلك العموميّة والخاصّة التّابعة للدّولة الجريدة ّ‬
‫ص ‪.10‬‬
‫ق الشّفعة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ ،0112‬يتعلق بممارسة ح ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬منشور وزير الماليّة رقم ‪11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬فيفري‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬‫‪12‬‬ ‫رقم‬ ‫ّين)‬
‫ي‬ ‫الجبائ‬ ‫نظيم‬‫ّ‬ ‫ت‬‫وال‬ ‫شريع‬‫ّ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫(مدير‬ ‫ّرائب‬
‫‪ -‬منشور المديريّة العا ّمة للض‬
‫‪ ،0118‬يتعلّق بدفع نصف مبلغ المعامّلت العقار ّية على مرأى الموثّق وبين يديه‪.‬‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي في اإلسّلم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العرب ّ‬ ‫‪ -‬أبو زهرة‪ ،‬مح ّمد‪ ،)1221( ،‬التّكافل االجتماع ّ‬
‫الرابع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬ ‫‪ -‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلّد ّ‬
‫طبعة الثّالثة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار هومة‪.‬‬ ‫زروقي‪ ،‬ليلى‪ ،)0114( ،‬المنازعات العقاريّة‪ ،‬ال ّ‬ ‫‪ -‬باشا‪ ،‬عمر حمدي‪ ،‬و ّ‬
‫طبعة الثّانية‪ ،‬مصر‪ ،‬المطبعة‬ ‫‪ -‬باشا‪ ،‬مح ّمد قدري‪ ،)1821( ،‬مرشد الحيران إلى معرفة أحوال اإلنسان‪ ،‬ال ّ‬
‫الكبرى األميريّة‪.‬‬
‫صغير‪ ،)0112( ،‬الوسيط في المنازعات اإلدار ّية‪ ،‬عنّابة‪ ،‬دار العلوم‪.‬‬ ‫‪ -‬بعلي‪ ،‬مح ّمد ال ّ‬
‫اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة في تنظيم ونشاط اإلدارة العا ّمة‪ ،‬القاهرة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الجرف‪ ،‬طعيمه‪ ،)1241( ،‬القانون‬
‫مكتبة القاهرة الحديثة‪.‬‬
‫اإلداري‪ ،‬األزاريطة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪ -‬الحلو‪ ،‬ماجد راغب‪ ،)0110( ،‬القانون‬
‫‪ -‬الخفيف‪ ،‬علي‪ ،)1220( ،‬الملكيّة في الشّريعة اإلسّلميّة مع المقارنة بالشّرائع الوضعيّة‪ ،‬الجزء الثّاني‬
‫ي‪.‬‬
‫مدينة نصر‪ ،‬دار الفكر العرب ّ‬
‫ي‪ ،‬الجزء التّاسع‪ ،‬أسباب كسب الملكيّة‬ ‫الرزاق أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدن ّ‬ ‫‪ -‬السّنهوري‪ ،‬عبد ّ‬
‫ق االرتفاق)‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار‬ ‫ق االنتفاع وح ّ‬ ‫ق الملكيّة (ح ّ‬ ‫المتفرعة عن ح ّ‬
‫ّ‬ ‫مع الحقوق العينيّة األصليّة‬
‫إحياء التّراث العرب ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ّ‬
‫اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬ ‫ّ‬ ‫ط ّماوي‪ ،‬سليمان مح ّمد‪ ،)1201( ،‬القضاء‬ ‫‪ -‬ال ّ‬
‫الثّالثة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الفكر العرب ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫الطبعة‬‫سسات اإلداريّة‪ ،‬ترجمة مح ّمد عرب صاصيال‪ّ ،‬‬ ‫‪ -‬محيو‪ ،‬أحمد‪ ،)1280( ،‬محاضرات في المؤ ّ‬
‫الرابعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعيّة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬يكن‪ ،‬زهدي‪ ،)1202( ،‬الشّفعة‪ ،‬مكتبة صادر في بيروت‪.‬‬

‫‪ ‬األطروحات‪:‬‬
‫صالح‪ ،)0100( ،‬الوظيفة االجتماعيّة للملكيّة العقاريّة الفّلحيّة الخاصّة‪ ،‬أطروحة‬‫‪ -‬بلعقّون‪ ،‬مح ّمد ال ّ‬
‫دكتوراه علوم‪ ،‬كلّيّة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ -1‬بن يوسف بن خدّة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫العقاري‬
‫ّ‬ ‫ق الشّفعة اإلداريّة في ظ ّل القانون المتض ّمن التّوجيه‬
‫‪ -‬بورابة‪ ،‬مريم‪ ،)0110-0111( ،‬ح ّ‬
‫‪ ،15-02‬مذ ّكرة ماجستير‪ ،‬كلّيّة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر – بن يوسف بن خدّة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬يهوني‪ ،‬زهيّة‪ ،)0112( ،‬الشّفعة في األراضي الفّلحيّة‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم‪ ،‬كلّيّة الحقوق والعلوم‬
‫السّياسيّة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي ّ‬
‫وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الشّفعة اإلدار ّية وفق قانون اإلجراءات الجبائيّة‬ ‫مح ّمد الصّالح بلع ّقون‬

:‫ المقاالت‬
‫ أثر إعادة التّقييم على حصيلة الجباية العقاريّة‬،)0100( ،‫ عبد الكريم‬،‫ ومسعودي‬،‫ مح ّمد‬،‫ بن العرية‬-
-1225 ‫للرقابة الجبائيّة بأدرار في الفترة‬ ّ ‫دراسة حالة بمكتب مراقبة التّقييمات بالمديريّة الفرعيّة‬-
.000-020 ‫ ص‬.‫ ص‬،‫ الجزائر‬،1 ‫ العدد‬،11 ‫ المجلّد‬،‫ مجلّة دراسات جبائيّة‬،1212

‫ المجلّة المغربيّة لإلدارة المحلّيّة‬،‫ق الشّفعة لفائدة الدّولة وحقوق اإلنسان‬


ّ ‫ ح‬،)0111( ،‫ مح ّمد‬،‫ بيصة‬-
.124-121 ‫ ص‬.‫ ص‬،‫ المغرب‬،22- 20 ‫ عدد مزدوج‬،(REMALD) ‫والتّنمية‬

‫ مجلّة دائرة البحوث‬،‫الجزائري‬


ّ ‫ شفعة الدّولة والجماعات المحلّيّة في التّشريع‬،)0114( ،‫ أحمد‬،‫ دغيش‬-
.22-04 ‫ ص‬.‫ ص‬،‫ الجزائر‬،0 ‫ العدد‬،1 ‫ المجلّد‬،‫والدّراسات القانونيّة والسّياسيّة‬

‫ مجلّة الباحث‬،‫ق الشّفعة لفائدة الخزينة في مجال الجباية العقاريّة‬


ّ ‫ استعمال ح‬،)0110( ،‫ توفيق‬،‫ زيداني‬-
.210-211 ‫ ص‬.‫ ص‬،‫ الجزائر‬،0 ‫ العدد‬،2 ‫ المجلّد‬،‫للدّراسات األكاديميّة‬

:‫ باللّغة األجنبيّة‬-1-1
 Textes réglementaires :
-Décret N° 64-15 du 20 janvier 1964 relatif à la liberté des transactions, Journal Officiel
N° 7, du 21 janvier 1964, p. 62. (modifié).

 2. Ouvrages :
- Lévy. J. ph & Castaldo. A, (2010), Histoire du droit civil, 2e édition, Paris, DALLOZ.

- Ourliac. P & De Malafosse. J, Histoire du Droit privé, (1971), tome 2, Les Biens
2eédition, , France, Presses Universitaires de Paris.

 Thèses :
-BENDJABALLAH. S, (1997), droit foncier étatique et stratégies locales les réponses
plurielles a la violence des politiques domaniales en Algérie entre 1962 et 1995
thèse pour le doctorat d'Etat en droit, institut de droit et des sciences administratives
université de Constantine, Algérie.

- Rolain. M, (2015), les limitations au droit de propriété en matière immobilière, thèse


pour le doctorat en droit, faculté de droit et science politique, université Nice Sophia
Antipolis.

-Milleville. S, (2008), les restrictions au droit de disposer, Thèse pour le Doctorat en


Droit, Université Panthéon-Assas (Paris II).

148

You might also like