Professional Documents
Culture Documents
خدمة قديمة
خدمة قديمة
1
.Iتعريف املصطلحات
لغة: .1.1
ورد تعريف " الزاوية " في العديد من املعاجم العربّي ة ،التي نذكر من بينها معجم
لسان العرب :1كالتالي هي الركن من املكان ،من فعل زوى الشيء يزويه زويا وزيا جمعه
ُة
وقبض ه وم ا ورد في معجم " مخت ار الصحاح" :"2الَّز اِو َي " واح دة "الَّز َو اَي ا" و"َز َو ى" الشيء
ُأ
يزوي ه "َز َّي ا" جمع ه وقبض ه وفي الح ديثُ" :ز ويت لي األرض ف ريت مش ارقها ومغاربه ا"
ْن
و"ا َز َو ِت " الجلدة في النار اجتمعت وتقبضت .و"ال ِّز ُّي " اللباس والهيئة .و"َز َو ى" الرجل
2
ما بين عينيه وزوى املال عن وارثه .و"ال َّز اُي " حرف ُي مد وُي قصر وال ُي كتب إال بياء بعد
األلف.
خالل فع ل "ان زوى" في حين الزاوي ة هي واح دة الزواي ا .1يمكن تفس يره بكون ه ال ركن من
البناء ،2أو هي تعبير عن نقطة تقاطع خطين مستقيمين ،اصطلح على تسميتها الزاوية قد
اصطالحا: .1.2
عرفها ابن مرزوق 4بقوله" :الظاهر أن الزوايا هي املواضع املعدة إلرفاق الواردين
أم ا الحس ن اليوسي 6في ذهب إلى أن الزاوي ة معناه ا م ركب من أم رين :أح دهما:
التف رغ إلى عب ادة هللا ،ويكون ذل ك ب الهرب من التش اغل بال دنيا وأس باب املع اش
واالنكم اش في خل وة أوركن بيت أو مسجد لالش تغال ب ذكر هللا واإلقب ال علي ه وبه ذا
س ميت زاوي ة ،ثانيهم ا :إطع ام الطع ام ،وه و في ع ادة املت أخرين ويرج ع معن اه إلى إك رام
1ابن منظور األنصاري( ،حمال الدين أبو الفضل محمد ابن مكرم) ص .366-365
2الرازي (محمد ابن ابي بكر ابن عبد القادر) ،مختار الصحاح ،بيروت ،دار الجيل ،1987 ،ص.289 ،
3الرازي ،المصدر السابق ،ص.289
4محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق ،العجيسي التلمساني ،أبو عبد هللا ،المعروف بالحفيد ،أو حفيد ابن مCCرزوق.
فقيه ،حجة في المذهب المالكي ،عالم باألصول ،حافظ للحديث ،مفسر ،نحوي ،ناظم ،ولد بتلمسان
5محمد مفتاح :الخطاب الصوفي :مقاربة وظيفية ـ مكتبة الرشاد ـ ط 1ـ ص.32
6فقيه مالكي أديب ،ينعت بغزالي عصره .من بني (يوسCCي) ( )1بCCالمغرب األقصCCى .تقلب في عCCدة منCCاطق مغربيCCة طلبCCا للعلم والمعرفCCة ،فحCCل
بمنطقة دكالة ومCCراكش وسCCوس قبCCل أن يقصCد الزاويCCة الدالئيCCة في سCCنة (1060هـ) ويسCCتقر بهCCا مCCا يربCCو عن عشCCرين سCCنة ،طالبCCا للعلم أوال،
ومتصدرا لمهمة التدريس ثانيا.
3
رأى فتحي الزغندة وأن الزاوية مكان يجتمع فيها املريدون وينزوي إليه املنتسبون
إلى إح دى الط رق الص وفية ،قص د التعب د وال ذكر والتق رب إلى هللا تع الى وم دح ش يخ
الطريقةالتي تنسب إليها الزاوية ،ثم أصبح مكانا لنشر علوم الدين وإيواء عابري السبيل.
وفي معجم املصطلحات الصوفية فقد عرف فتحي الزغندة الزاوية بكونها مزارات األولياء
لغة: .2.1
ًا
ورد تعري ف " ال زردة" في املعجم الوس يط 2كاآلتيَ :ز َر َد ُه َ ،ز َر د :خَن ق ه .وُي ق ال :زَر د
ْل َق
َح ه .وعين ه على ص احبه :ض ّي قها ال يفتحه ا ح تى ال يمأله ا من ه .وال ِّد ْر ع :س َر َد هاَ( .ز ِر َد )
ُة ًا َـ ًا ُّل
ال ْق َم ة َز َر د ،وَز ْر د :بِل َع ه ا .فه و َز ِر د( .اْز َد َر َد ) اللقم ة :ابتلعه ا( .ال ِّز َر اَد ) :حرف ة ال َّز َّر اد.
ّل َل
(ال َّز َر ُد )ِ :ح ُق اِمل ْغَف ِر وال ِّد ْر ع .وال ــِّد ْر ع( .ج) ُز رود( .ال َّز ِر ُد ) من الطع ام :ال ّي ن الس ريع
ُد ْز َّز َر َمل ُد َأ ُة
االنحدار( .الَّز َر ِد َّي ) :أداة يشكل بها الصانع السلك ويقطعه( .ال ا ) :صانع ال د( .ا ):
َر َّر َّز
ْل
الَح ُق ( .ج) َم زاِر د.
1
الزغندة ،فتحي ،الطريقة السالمية في تونس ،أشعارها وتالحينها ،بيت الحكمة ،1991 ،ص.201
2
معجم الوسيط هو معجم عربي من إصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،الطبعة الخامسة عام ،2011ويتألف من جزء واحد.
4
اصطالحا: .2.2
ج اء في كت اب العين للفراهي دي( 1ب اب زرد) زرد وازدرد الطع ام بلع ه بس رعة ونهم.
وجاء في املعجم الوسيط الزرد حيوان مخطط من فصيلة الخيليات .وجاء في مجمع اللغة
العربية بالقاهرة الزردة اسم لنزهة ال تنضبط بضابط وال تراعي قانونا ال في نوم وال في
أكل وال في شـرب وال في حديث .وبالنظر في عبارة زردة كمصطلح شائع نجد أنه يتوزع بين
مجالين استعماليين ،أما األول فهو اجتماعي بما أن الزردة تعني وليمة الطعام املجاني ،أما
الث اني فه و عقائ دي روحي بم ا أنه ا تع ني مجم وع الطق وس أفع اال وأح واال وأق واال يأتيه ا
املريدون ويمارسونها عند قبر ولي هو لديهم الجد األول للعشيرة.2
املوروث الشعبي: .3
ُي ع رف املوروث على أن ه " م ا ينتق ل من ع ادات وتقالي د وعل وم وآداب وفن ون
ونحوهما من جيل إلى جيل" ،3كما يعتبر علم مستقل تتأكد خصوصيته من خالل سماته
البارزة وعراقته ،فهو حصيلة املمارسات التلقائية كالغناء والعزف والرقص ،التي يؤديها
الناس في القرى واألرياف والبادية ،وهذا املوروث يحفظ ويخزن في ذاكرة األجيال التي
تتناقل ه بنص ه وبروح ه عن طري ق املش افهة والتلقين املباش ر واملش اهدة والتقلي د" .وه و
وتقاليدهم ومعتقداتهم".4
تمنح ل ه كرام ة ال يع د به ا إمام ا وال نبّي ا .وق د أص بحت ظ اهرة االن زواء ،ظ اهرة مم يزة
1أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ( 100هـ 170هـ 718 -م 786م) عCCربي من األزد ولCCد في ُعمCCان وتCCوفي في البصCCرة.
مؤسس علم العروض وواضع أول معجم للعربية وأسماه العين.
2الزردة” رحلة في المفهوم لألديب الباحث عبد الرؤوف روافي /تونس.
3مسعود ،جبران ،معجم الرائد ،بيروت :دار العلم للماليين ،مج ،1ط ،4ص.1981 ،1 ،392
4العلوجي ،عبد الحميد ،ونوري الراوي ،المدخل الى الفلكلور العراقي ،بغداد :وزارة اإلرشاد ،1962 ،ص .7
5
للمجتم ع الع ربي اإلس المي من ذ الق رن الّر ابع والخ امس الهج رّي ين .وق د كان اله دف
األساسي من هذه العملية ،التي ارتكزت في بدايتها على مبادرات فردية من قبل أشخاص
مت ّد ينين لهم زاد مع رفي واض طالع ه ام في أم ور ال دنيا وال دين ،ونش ر الفك ر اإلس المي
والتمّس ك ب ه وبالعقي دة والعب ادات خوف ا عليه ا من النس يان نظ را ملا ظه ر في خض ّم
الخالفة العباسية من مظاهر االنسالخ عن الدين اإلسالمي ومبادئه .لذلك كان "الشيخ"
ذل ك الف رد املراب ط املض طلع في ال ّد ين وال ذي يجم ع حول ه مجموع ة من الطلب ة فيلّق نهم
الق رآن الك ريم والح ديث الش ريف والفق ه والس ّن ة والّت فس ير وكل م ا يخص العل وم
اإلسالمية.1
وبهذا الفعل ،تركزت وظيفة "الشيخ" على العبادة والذكر ،وبانتشار هذه الظاهرة
في كافة األقطار اإلسالمية وعلى اتساع رقعتها الجغرافية ،أصبح لهؤالء "الشيوخ" مكانة
كبرى لدى جميع املسلمين وقد أطلقت عليهم تسمية "أولياء هللا الصالحين" .يجسد "الولي
الصالح" ،بكونه "الشيخ" املتدين والعالم واملعلم ،ظاهرة دينية واجتماعية ،هذه الظاهرة
املوغل ة في الق دم ال ت زال تحظى بقس ط واف ر من االهتم ام في املجتم ع اإلس المي ،وليس
بأدّل على ذلك أكثر من املحافظة على "الطرق الصوفية" التي أرساها وأسسها "األولياء
الصالحون" على وجودها وقيمتها إلى يومنا الحاضر ،إن تجذر ظاهرة "الولي الصالح" في
املجتمع اإلسالمي يفرض علينا التفريق بينها وبين ظاهرة الرسول "فال تشابه وال تناظر
1الرباعي ،أنيس ،الحضرة النسائية بالبالد التونسية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ،مثال السCCيدة المنوبيCCة وأم الCCزين الجماليCCة تCCونس ،في
العلوم الثقافية ،المعهد العالي للموسيقى ،2015 ،ص .76
6
بين قدرة الرسول وقدرة الولي كما أن التسمية تختلف في املنطق الصوفي :قدرة الرسول
1
الخارقة تنعت باملعجزة في حين أن قدرة الولي تسمى بالكرامة ".
ال ولي ه و الع الم باهلل املواظب على طاعت ه ،املخلص في عبادت ه ،وس مي ولي من
املحب ة والق رب ،ومن مواالت ه للطاع ات أي متابعت ه له ا ،2يق ول ال راغب األص فهاني:3
"ال والء والت والي يطل ق على الق رب من حيث املكان ومن حيث النس ب ومن حيث ال دين،
ومن حيث الص داقة ،ومن حيث النص رة ،ومن حيث االعتق اد ،والوالي ة ت ولي األم ر".4
فالولي اختصه هللا بعنايته وتوفيقه واصطفاه من بين عبيده ،وهو عبد ال يضر وال ينفع
بذاته كباقي البشر ،دون األنبياء الصالحين في املرتبة أو املنزلة ،إذ ال أحد يصل إلى رتبة
األنبي اء مهم ا ارتقى في م راتب الوالي ة ،5ل ذلك ف الولي ليس معص وم من الخط أ ،إال من
عص مه هللا ،ويستش هدون بكالم هللا باآلي ة القرآني ةَ۞ :أ ال َّن َأ ْو ِل َي اَء الَّل ِه َال َخ ْو ٌف َع َل ْي ْم
ِه ِإ
ْا َك ُن ْا َّل ُن َال
َو ُه ْم َيْح َز وَن ۞ ا ِذ يَن آَم ُن و َو ا و َي َّت ُق وَن ۞ 6فاملتقون هم أولياء هللا.
وفي الفكر الصوفي يحتمل لفظ الولي معنيين" :أحدهما أن يكون فعيال من الفاعل،
كالعليم والقدير وغيره ،فيكون معناه ،من توالت طاعته من غير تخلل معصيته ،ويجوز
أن يكون فعيال بمع نى مفع ول ،وه و ال ذي يت ولى الح ق س بحانه ،حفظ ه وحراس ته على
7
اإلدام ة والت والي ،فال يخل ق ل ه الخ ذالن ال ذي ه و ق درة العص يان ،وإنم ا ي ديم توفيق ه
1
الذي هو قدرة الطاعة".
كما جاء في معجم مقاييس اللغة البن فارس :الصاد والالم والحاء يدل على خالف
الفساد.
ق ال ابن الج وزي :الص الحون اس م لكل من ص لحت س يرته ،وقي ل :الص ارفون
أعم ارهم في طاع ة هللا تع الى .وعلى أي ح ال فه ذه التعريف ات ت دل على أنهم املؤمن ون،
أصحاب األعم ال الص الحة ،الق ائمون بحق وق هللا تع الى وحق وق عب اده ،ويس مى
الص الحون باألولي اء هللا ،ألن أولي اء هللا هم ال ذين أمن وا ب ه ووال وه ،ف أحبوا م ا يحب،
يشتهر الصالحون كذلك بأنهم مستقيمون في جميع أحوالهم ،فهم مطيعون لربهم
3
تبارك وتعالى ،وال شك أن من عمل بهذه الطاعة تحصل على بركتها وثمرتها.
لغة:
4
قال ابن منظور" :يقال بركت عليه تبريكا أي قلت له بارك هللا عليك"
جاء في كت اب "معجم مقاييس اللغة"َ :ب َر َك :الب اء والراء والكاف أصل واحد ،وهو ثبات
الشيء.
1القشيري أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن :الرسالة القشيرية ،دار الكتب العلمية ،بيروت ط ،1998 ،1ص.381
2كتاب التبرك أنواعه واحكامه ،مكتبة الرشد ،ناصر بن عبد الحمان ،ص.91
3مرجع سابق ،ص .92
4ابن منظور ،مرجع سابق ج ،10ص.271
8
َك َت ًك َت
الت برك مص در َب َّر َك َي َت َب َّر ُك َب ُّر ا ،وه و طلب الَب ر ة ،والت برك بالشيء ،طلب البرك ة
بواسطته.1
والتبرك بالشيء طلب البركة بواسطته ،جاء في معجم الوسيط" :تبرك به :تيمن".2
إصطالحا :
الت برك ب الولي الص الح ه و بمثاب ة عملي ة وس اطة بين الزائ رين واالاله ،في أتي الزائ ر
ويستنجد بالولي ،لشفاء إبنته أو زوجته أو لنجاح إبنته إلخ.....ولعل هذا ما يجعلنا نرى
بأنها تلبية لدعوة صاحب الضريح للزائرين ،وأن الزائر يتخيل له أن روح الولي الصالح
تح وم حول ه ،وتس تمع إلى ش كواه ،إض افة على ه ذا نالح ظ مش هدا أخ ر ،ي دخل بعض
الناس متطأطئين الرؤوس ،وذلك يدل على التحية وإكبار الولي وبركاته .فمنافع املسلمين
الصالحين عديدة ،وخيرهم كثير ،ونفعهم مستمر حتى بعد موتهم ،كما جاء في قوله عليه
الصالة والسالم" :إذا م11ات اإلنس11ان إنقط11ع عمل11ه إال من ثالث11ة ،إال من ص11دقة جاري11ة أو
3
علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له"
الكرامة لغة:
َش ُر َف ًة َك ًا َك ّش
تع رف الكرام ة بال رف والِع زةُ ،ي ق الُ :ر َم الَر ُج ُل ،رم وكرام ،أي:
ُج ُد ْث ُة وع ّز .وأص لها من الَك َر
ِمرا اإلك نى بمع ة الكرام تعمل وتس . ِر ي الخ ر وك و ال و وه ، ِم
ًا َك ْك
والت ريِم ،وهو إيصال ال رِم والّن فع إلى الغير .ومن معانيها أيض :التْع ظي .
ُم 4
9
إصطالحا:
ّل
أم ٌر خ ارق للع ادِة غ ير مق روٍن بتح ٍّد وال دْع َو ى الُّن ب ّو ِة ُ ،ي ظِه رُه ا ل ُه على أي دي
كما صنف يوسف العثماني خوارق الولي كاألتي ،الخوارق املتعلقة باالطالع واملكاشفة
وعلم الغيب ،باستجابة الدعوة ،بتجاوز املوعود واملألوف ،بالبركة والنجدة واإلغاثة"،2
هذه الخوارق التي يعبر عنها أيضا بالكرامات .وتعني الكرامة األمر الخارج عن العادة من
قب ل شخص غ ير مق ارن ل دعوة النب وة ،3فاألنبي اء عرف وا ب املعجزات ،واملعج زة هي أم ر
خارق للعادة يعجز البشر عن اإلتيان بمثله ،من ذلك أن معجزات األنبياء تكون حسية
أو مادية أما الكرامة املادية واملحسوسة إذ يمكن للشخص العادي أن يراها أو يستقرئها
لدى الولي.4
تخ زن الرواي ات الش عبية في طياته ا العدي د من القص ص ال تي ت روي كرام ات
األولياء ،وقدراتهم التي قد تصبح دروسا في عديد املجاالت ،وأمثاال بها الناس الذين أمنوا
به ؤالء األولي اء واعتق دوا فيهم إلى درج ة أن بعض هم ق د يخيط ون للكرام ة أثواب ا عدي دة
إليه خي الهم الواسع ،وبالتالي تصبح الكرامة عب ارة على " طريقة ملعالجة الواقع ورسم
1نفس المرجع.
2العثماني (يوسف) ،ص.51
3المنجد في اللغة واإلعالم ،ص.672
10
إن كرام ة األولي اء دلي ل على بركاتهم والكرام ة كم ا يق ول الف رد ب ل :هي الفع ل
نسبت الكرامة كذلك في قول العلماء" ،كل كرامة لولي ،فهي أية للنبي الذي اتبعه،
يرجع الجذر األساسي لكلمة "تصوف" في "املعجم الوسيط" إلى "صاف" "تصّو ف
فالن :ص ار من الص وفية ،والتص ّو ف :طريق ة س لوكية قوامه ا التقش ف والتحلي
بالفضائل ،لتزكو النفس وتسمو الروح ،أما علم التصوف :مجموعة املبادئ التي يعتقدها
املتص وفة ،واآلداب ال تي يت أدبون به ا في مجتمع اتهم وخل واتهم " ،3وذات الشيء بالنس بة
لـ"البستان" الذي يرى أن أصل الكلمة يعود إلى "صاف" ويفّس ر الصوفي :عند املتصوفة
من ه و ف ان بنفس ه ب اق باهلل تع الى مس تخلص من الطب ائع متص ل بحقيق ة الحق ائق،
والتص وف :ه و تص فية القلب عن موافق ة البري ة ومرافق ة الخالق الطبيعي ة وإخم اد
الص فات البش رية ومجانب ة ال دعاوى النفس انية ومنازل ة الص فات الروحاني ة والتعل ق
بعلوم الحقيقة ،وخرقة والتصوف :ما يلبسه املريد من يد شيخه الذي يدخل في إرادته
أم ا عن اس ماعيل الع ربي 5فق د جم ع في "معجم الف رق واملذاهب اإلس المية" ،بين ع دة
تعريف ات لتص وف وكي ف أن له ذا املص طلح اش تقاقات مختلف ة وي رى " :أن أصحها
1
Alfred Bel(A) : L’islam mustique, revue africaine N69, année1928, p.p65-111.
2مجموع فتاوي ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج - 8العقيدة ،8المجلد الثامن ،دار الثريا للنشر ،ص .629
3المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية ،دار عمران ،ج ،1،ط ،1927 ،2ص.395
4البستاني ،اللبناني( ،عبد هللا) ،البستان :معجم لغوي ،لبنان ،المطبعة األمريكانية ،بيروت ،ج ،1927 ،1 ،ص.1375
5العربي إسماعيل ،معجم الفرق والمذاهب اإلسالمية ،المغرب ،منشورات دار األفاق الجديدة ،1993 ،ص.85
11
وأصدقها هو التعريف الذي يقول إن الكلمة مشتقة من "تصوف" أي لبس الصوف على
سبيل التقش ف والزه د في ال دنيا ،وه و املنهج ال ذي س لكه متص وفة اإلس الم في عص ور
لقد ازدهرت الطرق الصوفية في العهدين املوحدي والحفصي وقويت اللحمة بين شيوخ
التصوف والفقهاء واستطاع املتصوفون بفضل تضلعهم في العلوم وبصفائهم الروحي أن
يجمعوا حولهم األتباع واملريدين فأسسوا الزوايا في كل مكان وفرضوا نفوذهم وأخمدوا
الفتن وبالتالي يرجع إليهم الفضل في ابقاء افريقيا مسلمة .وفي مطلع الحكم العثماني على
من سبقهم في االعتراف بمشائخ الطرق الصوفية واحترام شيوخها والتقرب اليهم ،ببناء
الزوايا وتحبيس العقارات عليها حتى تقوم بأداء رسالتها الدينية والصوفية على أحسن
وجه .ولي العه د الحسيني ( 1117هـ 1705م 1376هـ 1957م) اعـتـرف بالطرق الص وفية
قانوني ا وأح دثت خط ة اداري ة ومعي رئيس ع ام ي دعى ش يخ مش ائخ الطريق ة الص وفية،
وبهذه الرعاية تزايد عدد طرق الصوفية وكثر أتباعها في كل مكان ،وقد بلغ عدد الطرق
ال تي كانت موجودة بالبالد التونسية سنة 1308هـ 1890م ثماني عشرة طريقة موزعة
على عـ505ــد زاويـة وع 310 . 699دد من األتب اع واملري دين وه ذه الط رق على ن وعين
مـحليـة كالطريقة العامرية نسبة إلى الولي الصالح الشيخ سيدي عامر املزوغي ودخيلة أي
وفدت على البالد التونسية من الخارج كالطريقة القادرية نسبة الى الشيخ محيي الدين
1
عبد القادر الجيلي أو الجيالني أو الكيالني نسبة ملدينة جيالن ببالد فارس.
1
كتاب "السماع عند الصوفية والحياة الموسيقية بصفاقس في القرنين الناسع عشر والعشرين" المؤلف :الحشيشة ،علي ،ص.11
12
الطريقة القادرية: .8
الطريق ة عن د الص وفية ،هي الس يرة املختص ة باملتص وفة الس الكين إلى هللا ،فهي
سفر إلى هللا تعالى ،ويقول صاحب كتاب ظهور الحقائق في بيان الطرائق" :والطريقة عند
أه ل الحقيق ة عب ارة عن مراس م هللا تع الى وأحكام ه التكليفي ة ال تي ال رخص ة فيه ا ،وهي
وقد فرق الصوفية بين الطريق والطريقة فالطريق هو السبيل الذي يسلكه املريد
وصوال الى املراد ،وهو ما كان معروفا لدى املتصوفة ابان التصوف في مراحله االولى أو
ما يعرف بالتصوف الفردي ،أما الطريقة كاصطالح ظهر الحقا إبان التصوف الجماعي
املنظم ،يطرق على جماعات املعاشرة اإلخوانية التي تعرف باسم الطرق الصوفية وتدعى
إذن الطريق ة هي مجموع ة من الش عارات واملمارس ات واالذكار ،تختل ف فيه ا كل طريق ة
عن أخ رى الع دد واألزمن ة ولكل طريق ة ص وفية م ا يميزه ا عن غيره ا من املمارس ات
بالتصوف الخشن بما يوحي بأهمية االحسان البدني عندها ،والدرقاوية بتفضيل الفقر
13
تعد الطريقة القادرية نشأت بآسيا الصغرى خالل القرن السادس هجري الثاني عشر
ميالدي نسبة للشيخ محي الدين عبد القادر الجيلي (نسبة إلى جيالن) ،املتوفى سنة 561
ه 1165م دفين بغداد وانتقلت هذه الطريقة إلى األندلس وانتشرت في والية بني األحمر
مل وك غرناط ة وبع د س قوطها انتقلت ه ذه الطريق ة م ع امله اجرين إلى ش مال إفريقي ا،
وانتشرت باملغرب خاصة والشيخ الحاج محمد املازوني املغربي املتوفى سنة 1296هـ هو
أول مؤسس للطريقة القادرية بزاوية نهج الديوان بتونس ثم انتشرت في عديد الجهات
ب داخل البالد التونس ية ففي كل مدين ة أو قري ة الب د من وج ود مكان أو زاوي ة أو زواي ا
تقع مدينة سيدي علي بن عون في الجنوب الغربي من والية سيدي بوزيد ،تحدها
ش ماال معتمدي ة ب ئر الحفي وجنوب ا أوالد منص ر وغرب ا حاسي الفري د التابع ة لوالي ة
القصرين ،وكانت تعد قرابة 30ألف ساكن في عام .22014تبعد عن مركز والية سيدي
بوزي د 3قراب ة 40كلم جنوب ا و 60كلم ش مال مدين ة قفص ة ،كم ا اش تهرت بمهرج ان
"ال زردة" لل ولي الص الح س يدي علي بن ع ون ،ال ذي أص بح من املوروث ات والع ادات
14
تعود تسمية املدينة إلى الولي الصالح "سيدي علي بن عون" حيث يوجد ضريحه.1
يقع مقام الشيخ سيدي علي بن عون على سفح جبل الساهلة على بعد 5كلم غرب
مدينة "سيدي علي بن عون" التي توجد على الطريق الوطنية عدد 03الرابطة بين قفصة
وتونس ،تفصلها 285كلم عن العاصمة من جهة الشمال و 60كلم من جهة الجنوب عن
مدينة قفصة.
" ِف راْش بالَر اْض َي ة " 2وهي كامل املنطقة التي يسكنها أحفاده حاليا.
.1.2والدته ونسبه:
ًت رجح أغلب املصادر للولي الصالح "سيدي علي بن عون" ،بأنه ولد سنة 1640م
وت وفي س نة 1640م ،ويثبت الت واتر ان ه ذا ال ولي الص الح ق د عّم ر 125عام ا قضى
معظمها في طلب العلم والعبادة واإلرشاد .ومنذ وفاته دأب أحفاده على إقامة "الزردة،"3
باإلض افة إلى ذل ك نع ود إلى أص ول ال ولي الص الح "س يدي علي بن ع ون بن عب د هللا بن
مسعود القوماري" نسبة الى املدينة التي انحدر منها ابوه ،ومدينة "قومار" هي إحدى مدن
س وف بجري د الجزائ ر ام ا ام ه ياقوت ة فهي من قبيل ة أوالد إب راهيم (الحرش ان) اح دى
1الضريح (:جمع ضرائح وأضرحة) بناية معمارية تبنى على قبر أحد األشخاص تخليدا لذكراه .ويختلف المقام عنCCه من ناحيCCة أنCCه
ليس بالضرورة أن يكون المقام مكان دفن أو قبر بل من الممكن أن يكون مكان إقامته في يوم من األيCCام أو مكCCان ممارسCCة الطقCCوس
الدينية أو كلن قد مرعليه في يوم من األيام ،ومن ثم اشتهر بين الناس فيشاد على هدا المكان بناء عبادة لكي يزوره الناس.
2
وهو السهل الممتد ،في سفح جبل الساهلة ،وفيه تقع اليوم مدينة بن عون من والية سيدي بوزيد.
3
15
قبائل عرش الهمامة نزحت اسرتها إلى بلدة توزر عاصمة الجريد ،فتعرفت األسرة على
الشيخ "ع ون بن مس عود القوماري" حيث كان يعمل مؤدب ا هن اك في ت وزر ،وم ع ال وقت
أص بح ف ردا من أس رة الحرش انية وت زوح ابنتهم ياقوت ة .وكان الش يخ "ع ون " من أه ل
الصالح ولم تطل معاشرته لزوجته اذ فارقها وهي حامل "بسيدي علي بن عون" وتربى
الشيخ " علي بن ع ون" عن د أخواله مدة وتزوجت امه من أحد أقربائها املسمى يوسف
وأنجبت منه أوالد يوسف ،ففي سن العاشرة ارتحل "علي" الى مدينة فاس باملغرب حيث
درس الفقه والتفسير والحديث وأصول الحكمة بزاوية موالي ادريس األكبر ثم عاد الى
القيروان لدراسة العلوم الدينية ،ومنها توجه الى قصر قفصة حيث تتلمذ على يد املربي
الفاضل "سيدي عمر بن عبد الجواد" ،حيث مكث مدة طويلة إلى أن بدت تظهر كرماته
وص الحه ،فطلب من ه ال ولي الص الح "س يدي عم ر بن عب د الج واد" املغ ادرة لالس تقالل
بنفس ه ،فس تقرى ب ه املق ام في املكان املع روف بف رش بن راض ية (س فح جب ل الس اهلة)،
حيث أقام زاويته املوجودة إلى حد األن في مدينة "سيدي علي بن عون" ،قاوم سيدي علي
بن عون كل أنواع التطرف والتعصب من خالل معامالته مع الناس ،كما تصد "سيدي
والض رائب ،وكانت ل ه مكان ة خاص ة ل دى العائل ة الحسينية ال ذين كانوا يق درون ورع ه
وصالحه.1
1الحرشاني ،محمود ،مقتطف من محاضرة طويلة ،ألقاها في مدينة العيون بــالمغرب األقصــى في ملتقى العيــون األدبي حــول "الزوايــا وأوليــاء هللا
الصالحين".
16
ان أصالب سيدي علي بن عون هم "العواينية" و"الونايسية" و"البسادرية" ...وهم
يتوزع ون في ع دد من الوالي ات خاص ة والي ة س يدي بوزي د ووالي ة ت وزر ووالي ات أخ رى
وتتكون زاوية "سيدي علي بن عون" التي يرجع تاريخ بنائها الى القرن 18م حسب ما تثبته
بعض املصادر ،من قاعة كبرى في املدخل تنفتح على قاعة صغرى بها ضريح الولي الصالح
السنوات األخيرة وبني بجانب املقام مسجد لصالة وبيوت لضيافة إلقامة الزوار.
بالتالشي والض ياع ،طاملا لم يكن م دعما ب ذاكرة ق ادرة على املحافظ ة علي ه ونقل ه ع بر
ذاك رة األجي ال ،وال نقص د ب ذلك املقارب ة املتحفي ة له ذه ال ذاكرة وال تي له ا دوره ا في
املحافظة على ما يمثله التراث املادي من أهمية بالغة في دراسة مجموعة بشرية معينة أو
ف ترة زمني ة مح ددة فحس ب وإنم ا نحن إزاء ال ذاكرة البش رية ال تي تعتم د اللغ ة أساس ا
الس تمرارها ،ووس يلة لتمظهره ا والكش ف عن خفاياه ا ،فتتح ول إلى لس ان ي روي ذل ك
املاضي الحاضر أو تلك الزاوية من الزمن التي صورت مشاهد من حياة األجداد ،وتلك
التفاعالت التي ميزت طرق عيشهم وبقيت ماثلة في حاضر أيامنا ومستقبلنا.
يقوم بمثابة السجل التذكري ،ذلك أن الرواية الشفاهية ال تنقل املخيال املبدع من جيل
إلى اخر فقط بل إنها كذلك تحث على استمرارية املنتوج املبدع وتوثيق أبرز مراحله ،وفي
17
ه ذا اإلط ار يت نزل مج ال بحثن ا في جم ع وتوثي ق مجموع ة من املف ردات التراثي ة املكون ة
لج انب من املأثور الش عبي ال ت زال امتدادات ه تفع ل في الحاض ر انطالق ا من محافظ ة
الذاكرة الشعبية على معالم و قراءات معينة وهو ما سنحاول استجالء مضامينه انطالقا
الكرام ات ،2ش أنه في ذل ك ش أن الكث ير من األولي اء الص الحين 3بص ورة عام ة ،ب ل إن ه في
رواي ات البعض وحكاي اتهم املأثورة عن ه ق د تف وق علال ه ؤالء باعتب ار جه ده الكب ير في
الطاعة والعبادة والورع واإلصالح ،ومن أهم الكرامات ،أنه ملا كان يدرس مع غيره من
طلب ة العلم بزاوي ة س يدي عم ر العك رمي بقص ر قفص ة ،كان يتقاس م م ع زمالئ ه عملي ة
إع داد الطع ام ،حيث كان يض ع الق در على رجلي ه وه و ج الس فيغلي املاء دون إش عال
النار ،ثم إنه ذات مساء ملا كانت السماء مغيمة سأله شيخه "عمر بن عبد الجواد "عن
مسار واتجاه هذه السحب واألماكن والديار التي ستشهد نزول االمطار فحدد له الشيخ
ووصف له كثافة السيول واملنازل التي تمر بها وفعال كان كالمه صحيحا.
والشعري للشيخ "علي بن عون" مثلما يرويها أحفاده بشكل يصبح معه األسلوب الروائي
1عمران ،كمال ،الثقافة اإلسالمية ،مظاهر من التجريب والتجريد ،الدار التونسية للنشر ،تونس.1992 ،
2الكرامات هي جمع كرامة ،وهي أمر خارق للعادة يظهره هللا على يد بعض الصالحين من أتباع الرسل الملتزمين ،ألحكام الشريعة فضــال من هللا
وإكراما من غير شذوذ وال مخالفة.
3الولي هو الرجل المؤمن المتقي ،المواظب على الطاعات ،المتقيد بأوامر هللا ونواهيه .وفي هذا اإلطار أصبح االعتقاد في األوليــاء في مجتمعاتنــا
العربية واإلسالمية يعبر عن مستوى العالفـة بين الـدين الشـعبي والـدين الرسـمي ،حيث يشـير الكـاتب التونسـي محمـد المـرزوقي إلى سـعة انتشـار
االعتقاد باألولياء في أوساط اجتماعية عديدة خصوصا بين قبائل الجنوب التونسي.
المرزوقي ،محمد ،مع البدو في حلهم وترحالهم ،الدار العربية للكتاب ،تونس ،ليبيا.1983 ،
18
وما يتضمنه من أشعار وقصص ومواقف بطولة هو نفسه الوعاء واإلطار العام الذي
تق ول الرواي ة الش عبية أن الحس ين بن علي ملا كان باي ا مكلف ا بجم ع الض رائب من
القبائل التونسية في داخل البالد ،طلب منه الشيخ علي بن عون إعفاء عروش الحرشان
من دف ع الجباي ة إلى ب اي ت ونس ،وتحويله ا إلى زكاة مخففة ت دفع إلى زاوي ة الش يخ ،وبع د
م دة أص بح حس ين بن علي باي ا على اإليال ة التونس ية ،ف ذهب إلي ه الش يخ لي ذكره بطلب ه
وبع د اس تماع الب اي الى ه ذه األبي ات تق ول الرواي ات الش عبية أن ه اش ترط على
الشيخ علي بن عون إقامة وليمة لجميع الحاضرين في القصر من باب التحدي واملناظرة
مقابل تلبية ،مطلبه ،فطلب منه الشيخ إمهاله حتى قدوم الليل ،وعند املوعد املذكور نزل
الجميع إلى ساحة القصر أين تجمع الناس للعشاء ،فامر الشيخ بإطفاء االنوار ثم أنشد
يقول:
19
وأمس السفرة ليك الليلة السفرة لي
األطعمة وسط ذهول ودهشة الحاضرين ،ولكن الباي رفض ذلك متهما إياه بالشعوذة
والتحيل ثم أمر بإلقائه ليكون طعاما لألسد عقابا له ،وهنا يذكر الرواة أن الشيخ أنشد
ويقول الرواة أن الشيخ قد بقي على هذه الحالة ليلة كاملة دون أن يتعرض ألذى
هذا الحيوان الضاري حتى الصباح ،عند ذلك فتح حراسه الباب ليخبرهم بأن الباي ال
وبقطع النظر عن مدى موضوعية هذه النصوص واألخبار الروائية املتواترة فيها،
فإنها تكشف عن تعبير العامة في هذه املجتمعات عن عالقتها بالسلطة املركزية الحاكمة
ال تي تتس م في مجمله ا بالص راع واملقاوم ة ،وهي مقاوم ة تتم في الغ الب بواس طة ش يوخ
الزواي ا والط رق الص وفية حيث ع رف ه ؤالء بإص الحاتهم االجتماعي ة واغ اثتهم للفق راء
واملساكين وذوي الفاقة والعوز في مجتمعات غاب عنها حضور الدولة لفترات طويلة.1
1أركون ،محمد ،الفكر اإلسالمي نقد واجتهاد ،دار السافي ،ط ،1لندن.1990 ،
20
تع ددت الرواي ات والحكاي ات ال تي تص ور كرام ات الش يخ علي بن ع ون
وتف رده بالص الح وال ورع ،وجه ده في اإلص الح وخدم ة الن اس ،كم ا نالح ظ حض ورا
متواص ال ملوض وع الكرام ات في املأثور القصصي والش عري للش يخ علي بن ع ون ال ولي،
مثلما يرويها أحفاده بشكل مكثف ،يصبح معه األسلوب الروائي وما يتضمنه من أشعار
وقصص ومواقف بطولة هو نفسه الوعاء واإلطار العام الذي تتحرك ضمنه شبكة من
ويمكن الق ول أن ه ذه الرواي ات على اختالف تفاص يل بنائه ا القصصي ،وحيثي ات
س ياقاتها الروائي ة املتحرك ة تعت بر كله ا مف اهيم منش ودة للبطول ة النفس ية والحربي ة
ال تكاد قرية أو مدينة في كل الجهات التونسية تخلو من مقام ولي صالح أو ضريح
أو قب ة أو مق برة .فلكل تجم ع ريفي أو حض ري أو قري ة نائي ة وله ا الح ارس وش يخها
الحاضر في أذهان عجائزها وشبابها على السواء .فيرجع تاريخ بناء الزاوية حسب ما تثبته
بعض املص ادر ،إلى الق رن الث امن عش ر وتتكون ه ذه الزاوي ة من قاع ة ك برى في املدخل
تضفي إلى قاعة صغرى أقل ،فهذه القبور مكسوة بالزرابي والتوابيت الخشبية املزخرفة
وق د ش هد مق ام ه ذا ال ولي ع دة تحسينات وتط ويرات خالل الس نوات األخ يرة،
وبني بجانب املقام مسجد لصالة ،وبيوت لضيافة إلقامة الزوار ،وقد تضمنت الحجرة
1بحث ميداني ،بمرافقة حارس الزاوية.
21
الرئيسية للزاوية تحت القبة املغطاة من الداخل بوحدات خزفية اسطوانية ،عددا من
التوابيت املكسوة باألقمشة الخضراء املزينة ،تحيط بها من جميع الجهات ستائر حمراء
وبنية فاتحة ووردية فاقعة ال تخلو مضامينها ومنمنماتها من الفخامة والتعظيم والرهبة
والوق ار ،يتوّس طها من جه ة اليمين ض ريح الش يخ علي بن ع ون يلي ه مباش رة الض ريح
املشترك بين ابنته شبلة وابنه بلحسن ومحمد الصغير" ،كما تضم الحجرة أربعة أضرحة
متالص قة لع دد أخ ر من أبن اء ص احب املق ام ،وهم عب د املطلب وعب د الج واد وعب د هللا
وبو جملين ،كما تنتشر توابيت أخرى غرفة القبة لبقية أبناء الشيخ مثل عون البدري،
ل ذلك فكل أش كال تق ّر ب العوايني ة وت وّد د ال زوار الص اخبين ال يتيح فق ط ج ني
البركات والخيرات ولكن أيضا يبعد الشّر واألذى والهالك وسوء املصير.
وتستمر األمني ات وتت واتر الزيارات على م دار السنة األعي اد واملناسبات خاصة
من النس اء والفتي ات الحاملات ،الالتي يتق دمن إلى ض ريح الش يخ لالحتف ال والت برك
والتض رع من أج ل رف ع املظ الم وتج اوز املحن أو الخ روج من مش كل أو ورط ة أملت
22
وقبة جميلة فوق من السيساني
23
اني :املوروث املحورالث
يع ود تنظيم االحتف ال الش عبي ل زردة إلى نهاي ة الق رن الث امن عش ر أو بداي ة
الق رن التاس ع عش ر ميالدي ا ،1وق د تواص ل ح تى بداي ة العق د األخ ير من الق رن
ويعتبر تواصل ظاهرة "الزردة" من أهم طقوس التدين الشعبي ،نظرا إلى كونها
الطقس األكثر شعبية بين مختلف طقوس الزاوية ،ألنه الطقس الوحيد الذي يجمع
1وناسي ،مفتاح مقابلة مع رئيس جمعية مهرجان سيدي علي بن عون ،منذ ،2014وأمين مالها منذ .2005
2العجيلي ،التليلي ،الطرق الصوفية واالستعمار الفرنسي بالبالد التونسية .1939-1881
24
مختل ف الفئ ات االجتماعي ة والعمري ة من نس اء وأطف ال وكه ول وش يوخ .ولئن كانت
التس مية األك ثر انتش ارا في األوس اط الريفي ة هي "ال زردة" ،فإنه ا تس مى ك ذلك في
األوس اط الحض رية بـ ـ ـ "الزي ارة" أو "الخرج ة" .1وتغلب على وظ ائف الزاوي ة أثن اء
االحتفال الشعبي الوظيفة الدينية ،وتقترن بها عدة وظائف أخرى اجتماعية وترفيهية
واقتصادية يمكن اعتبارها أبعادا للوظيفة الدينية الرئيسة .فمختلف هذه الوظائف
تس تمد معناه ا من س ياقها ال ديني ،2وهي وظ ائف متداخل ة س نحاول الفص ل بينه ا
تكشف مختلف الطقوس التي تتكون منها "الزردة" اعتراف املريدين أو حرفاء
الدينية "للزردة" عدة أركان تتمثل أهمها في الزيارة والحضرة والوعدة (النذر).
-الزيارة:
هي طقس يمكن ممارس ته في مختل ف األي ام ،إال أن ه أثن اء أي ام "ال زردة" يكتس ب دالل ة
روحية ودينية أكثر" ،وهي الركن األساس في منظومة طقوس أي زاوية .4وتشمل العديد
1الغابري ،مريم خير الدين ،االحتفال الديني الشعبي :التواصل والتحCCول زردة سCCيدي بن عCCون نموذجCCا ،رسCCالة دكتCCوراه ،كليCCة العلCCوم اإلنسCCانية
واالجتماعية بتونس ،2000-1999ص.65 ،
2الشارني ،عبد الوهاب ،ظاهرة الزاوية والمعتقدات الشعبية في المجتمع التونسي اليCCوم ،األسCCس االجتماعيCCة والتحCCوالت ،رسCCلة دكتCCوراه ،كليCCة
العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،ب تونس ،1995ص.500
3دراسة في الثابت والمتحول في عالقة الدولة بالقبائل في المغرب .بيروت دار الطليعة ،1991 ،ص .46 ،مريم خCCير الCCدين الغCCابري ،االحتفCCال
الديني الشعبي ،مرجع مذكور ،ص .48
4صولة ،عماد ،وظائف الزاوية في المجتمع التونسي :سيدي بشير نموذجا ،رسالة الدكتوراه ،كلية العلCCوم اإلنسCCانية بتCCونس ،1993-1992 ،ص
.157
25
من املمارسات منها قراءة الفاتحة والطواف حول األضرحة املوجودة في حجرة الزيارة
والدعاء وتقبيل الجدران واألضرحة واملسح على السناجق التي تغطيها ،وبما أن الزاوية
تحت وي على ض ريح ال ولي س يدي علي بن ع ون والبعض من أبنائ ه وابنت ه لال ش بلة ،ف إن
زوار الزاوية يبدؤن بالوقوف في حضرة الولي أوال ويقرؤون الفاتحة ثم يطوفون ببقية
األضرحة ويقفون كذلك في حضرة االبن الذي يتحدر منه الفرع الذي ينتمي إليه الزائر
إن كان ينتمي إلى أوالد س يدي علي بن ع ون ،ثم ينته ون بق راءة الفاتح ة والوق وف على
ولئن تميز الرجال بخشوعهم وصمتهم عند الدخول إلى الحجرة التي تأوي ألضرحة ،فإن
النسوة عن د الزيارة ال يخش عن وأغلبهن ال يقرأن الفاتح ة ،وإنما يكتفين بالزغاريد التي
تع د ص يحات وبتردي د بعض املق اطع من م دائح وأذكار تعلي مرتب ة ال ولي مخل دة خص اله
وبركات ه طقوس ية .وتش كل البركات والكرام ات عنص ر أساسي ورم زي لل ولي والزاوي ة
وتحرص النسوة على زيارة الزاوية أثناء "الزردة" يوميا بصفة جماعية ،ويرددن أغاني
فيها ذكر لكرامات الشيخ وطهارة ابنته لال شبلة ووصف لجمالها الجذاب وجرت العادة
أن تحتف ل النس وة عن د ذه ابهن إلى الزي ارة ويرت دين أفض ل م ا ل ديهن من ثي اب وي تزين
ويلبس ن الحلي ،ويحملن معهن (الش موع والحن اء والبخ ور) وتق دم ه دايا للزاوي ة ،وهي
ممارس ة ته دف إلى التق رب من ال ولي وني ل بركت ه .وللبخ ور وظيف ة تطهيري ة وتحض ير
األج واء الروحي ة املناس بة ملمارس ة الطق وس .2وتس تعمل الحن اء ل تزيين أعم دة الزاوي ة
وج درانها ،وه و اس تعمال مق دس ،وممارس ة طقوس ية يلتجئ إليه ا بعض ال زوار لع دم
1
مقابلة مع لخضر عواينية ،من أبناء سيدي علي بن عون ومهتم بتراث الزوايا ،سيدي بوزيد.
2
صولة ،عماد ،وظائف الزاوية في المجتمع التونسي ،مرجع مذكور ،ص.158
26
ق درتهم على توف ير األضحية ال تي تع ودوا تق ديمها لل ولي الص الح ،وهي من الطق وس
املنتشرة في العديد من الزوايا املتواجدة بالبالد التونسية .ومثلما تقدم النسوة البخور
والشموع هدية للولي يحرصن على الحصول على البعض من البخور والشموع املوجودة
في الزاوية الستعماله في بيوتهن نقال لبركة الولي إلى فضائهن الخاص ،معتقدات أن ذلك
الوعدة: -
الوع دة ركن آخ ر من األركان الديني ة ،وهي أح د أش كال تواص ل اإلنس ان م ع املق دس،
فيستخدم هذا املصطلح مرادفا للنذر ،وجاء في تعريف النذر في اصطالح الفقهاء التزام
مسلم مكلف قربة ،وقيل ما يوجبه املسلم على نفسه من صدقة أو عبادة أو نحوهما.1
والوع دة ض ربان :ض رب ق ائم على ثنائي ة الطلب واالس تجابة يق وم على اإليف اء بالعه د
الذي يقطعه املرء على نفسه بتوفير نذر للولي إذا توسط له مع اإلله وتحققت طلباته.
وعليه فالوعدة نذر يقدم للولي اعترافا له بفضله في تحقيق طلب ما على غرار الشفاء
من م رض أو إنج اب بع د عقم أو تحقي ق أرب اح في تج ارة معين ة ،وسنقتص ر اهتمامن ا في
ه ذا الس ياق على األض احي كاألغن ام أو املاعز ،باعتباره ا الص نف املم يز للوع دة املقدم ة
للولي وجرت العادة أن تذبح كل عائلة أضحيتها في حرم الزاوية بالقرب من الخيام التي
1
محمد عبد القادر ،أبو فارس" ،االيمان والنذر" ،باتنة :دار الشباب ،1991 ،ص.132
2
مبارك بن محمد الميلي ،رسالة الشرك ومظاهره ،دار الراية للنشر والتوزيع ،الرياض ،الطبعة األولى ،2001 ،ص .149
27
أبعاد اجتماعية: .2.2
األولى تتمثل في االلتقاء والتواصل ،والثانية األكل الجماعي ،فأما االلتقاء أو ما يعبر
عن ه محلي ا بـ "اللم ة" ،فجلي في دور "ال زردة" في تجمي ع الع ائالت ال تي تشتتت بفع ل
التح والت االجتماعي ة واالقتص ادية ال تي عرفته ا البالد .فكل الع ائالت تجتم ع في
"ال زردة" س واء ب دافع الني ة أو الع ادة ويح رص الجمي ع على الحض ور وع دم التغيب،
واملش اركة في مختل ف الطق وس ،فـ"لل زردة" إذن وظيف ة اجتماعي ة هام ة تتمث ل في
تجميع ما تفكك من أواصر وإعادة ما افتقد من لحمة وتظهر "اللمة" كذلك في طريقة
نصب الخيام في الزاوية فغالبا ما تكون قريبة من بعضها إلى حد االلتصاق ،وهو ما
وأم ا األكل الجم اعي املق ترن بالوع دة فه و ج زء رئيس ي من الحف ل ،إذ ال يمكن إتم ام
الحف ل دون الوليم ة واألكل الجم اعي ،وتكمن قيم ة األكل الجم اعي في وظيفت ه
االجتماعية الرمزية ،التي تتمثل في إلتقاء الزائرين مرة في السنة ،وهو بذلك يجدد
الرواب ط االجتماعي ة ويمتنه ا .وتش ترك الحض ارة العربي ة اإلس المية ،م ع العدي د من
الحض ارات والش عوب األخ رى س واء أكانت مس يحية أم يهودي ة أو غيره ا ،وتنهض
1
الشارني ،عبد الوهاب ،ظاهرة الزاوية والمعتقدات الشعبية ...مرجع سابق ،ص.324
28
أبعاد اقتصادية: .2.3
يمثل املهرجان مناسبة هامة تساهم في خلق حركية اقتصادية ذات صلة بالتجارة
وتع د الوظيف ة االقتص ادية التجاري ة وظيف ة أساس ية للمهرج ان ،إذ أن تح ول التظ اهرة
من "الزردة" إلى مهرجان إلى توسع السوق كميا ونوعيا .فأما التوسع الكمي تمثل في تزايد
ع دد األم اكن املع دة لع رض البض ائع (تس مى نص بة) ال تي تحي ط بالزاوي ة من مختل ف
الجهات .وأما التوسع النوعي فيشمل تنوع البضائع واملنتجات ،فالسوق اختلف عما كان
علي ه قب ل تح ول "ال زردة" إلى مهرج ان ،فأص بح يع رض مختل ف البض ائع واملنتج ات
ومختلف الحيوانات ،والخضر والغالل والحلويات على تنوع أصنافها وأشكالها وأذواقها
وألوانه ا ،إض افة إلى تزاي د ع دد املق اهي واملط اعم املتنقل ة ال تي تس تقبل ال زوار موس ميا،
ومحالت الجزارة املختصة في ذبح اإلبل بعد تخلي أغلب العائالت عن ذبح الوعدة في حرم
الزاوية .ووفق تقديرات اللجنة املنظمة للمهرجان يبلغ عدد التجار في سوق ما يزيد عن
خمس مائ ة ت اجر .وإذا أخ ذنا بعين االعتب ار العرب ات املتنقل ة فيمكن أن يبل غ ع ددهم
األلف .1ويحقق هؤالء التجار في سوق املهرجان أرباحا هامة قد تتجاوز أضعاف أرباحهم
الشهرية.
ويستقطب املهرجان أعدادا هامة من الزوار خالل األيام الثالثة التي ينتظم فيها ،سواء
أكانوا
1
مقابلة مع مفتاح وناسي ،مرجع سابق.
29
من املحلين وخاص ة منهم من والي ة /محافظ ة س يدي بوزي د والوالي ات املج اورة مث ل
قفصة
والقص رين ،أم من األج انب من ليبي ا والجزائ ر تحدي دا ،ويؤك د ه ذا املهرج ان وك ذلك
مختلف
مع رض حي للعدي د من عناص ر ال تراث الش عبي ،وي ولي عناي ة خاص ة بالج انب ال ترفيهي
الثقافي الفرجوي ،إذ يتضمن فقرات عديدة تؤثثها العروض الفرجوية التراثية ،منها ما
كان مميزا لـ "الزردة" فأعيد إنتاجها وتواصلت بتواصل املهرجان ،إلى جانب أنشطة أخرى
فم ا أعي د إنتاج ه في برن امج املهرج ان ،جلي في أنش طة مث ل ألع اب الفروس ية
والش عر الش عبي .فألع اب الفروس ية تواص لت كفق رة ق ارة في برن امج املهرج ان يومي ا
صباحا مساء ،أما الشعر الشعبي فتواصل حضوره في املهرجان ومثل فقرة أخرى قارة
في مختلف دورات التظاهرة .بالنسبة لألنشطة املحدثة أو ما يمكن نعته بجديد املهرجان،
فتتمثل في عرض فني موسيقي ،دأبت إدارة املهرجان في العشرية األخيرة على تنظيمه في
كل دورة ،ويحيي ه أح د الفن انين املع روفين .ومن الفق رات املحدث ة األخ رى ال تي ت ؤثث
30
البرن امج الثق افي للمهرج ان االس تعراض الثق افي الف ني وال تراثي ال ذي يفتتح ب ه املهرج ان
ويختتم.
ورغم تنوع الفقرات التنشيطية للمهرجان تبقى ألعاب الفروسية التي تتفرع إلى
"املش اف" و"املداوري ،"1والش عر الش عبي من أهم األنش طة اس تقطابا للجمه ور ،وهي
املهرجان الدولي لسيدي علي بن عون ،يعتبر واحدا من أكبر التظاهرات التراثية
الثقافية الشعبية في تونس ،نظرا لصبغته الخاصة التي ينفرد بها ،نظرا للعدد الهائل من
الزائرين ففيه الفروسية ،والغناء البدوي والشعر الشعبي واللباس التقليدي ،والسكن
تحت الخي ام ،فحس ب الت اريخ الش عبي أقيم أول مهرج ان لل ولي الص الح س يدي علي بن
ع ون ،س نة 1808تجم ع األه الي والزائ رين ،وق د جلب وا معهم ذب ائحهم للتزري د ،2ودأب
سكان املنطقة على ذلك التقليد السنوي الذي تطور مع الزمن ،فأصبح مقصد سكان
املن اطق املج اورة ،الل ذين نص بوا الخي ام لإلقام ة ،وعلى ه ذا تمت د م دة ال زردة على ع دة
أي ام وتط ورت معه ا الحرك ة التجاري ة ك بيع اللح وم والخض ر والغالل ومنتوج ات
الص ناعات التقليدي ة والفالحي ة ،وق د انتصبت املق اهي الوقتي ة واملط اعم الش عبية ،وكل
1رقصة فيها يتفنن الفارس في التحكم بالحصان ،وتوجيهه في رقصة دائرية على أنغام الطبول وعلى إيقاع "السCCعداوي" فيحCCدث نمCCط فرجCCوي
استعراضي.
2التزريد :وهو مصطلح يطلق على الوالئم ،تقام إلطعام الزائرين والتصدق منها على الفقراء والمساكين.
31
إضافة على ذلك األنشطة الفلكلورية ،1كالغناء الشعبي ،والحضرة واملدائح التي يسمونها
األهالي (الذكر) والفروسية ،والعزف على الطبول ،وفي سنة 1992أصبح مهرجانا وطنيا
ويمت د املهرج ان على م دى أربع ة أي ام فتك ثر حرك ة ال زوار في املنطق ة على امت داد اللي ل
والنهار من عائالت وتجار ،ويعتبر أكبر ملتقى لعروض الفروسية للجمهورية التونسية ،اذ
بالحضور الجماهيري في العادة أحد شروط نجاح العروض الفر جوية ومقياسا أساسيا
تع ددت األبع اد االجتماعي ة واالقتص ادية لل زردة ،فال تتق اطع ممارس اتها الطقس ية
واحتفاالته ا العفوي ة م ع املش روع الثق افي املنظم للمهرج ان ،كم ا ال ينفي إلزامي ة التع ايش
بين خصوصية مجتمعات أعماق الوسط التونسي في التعبير عن موروثها الشفوي واملادي
وبين أش كال التعب ير املعاص رة في إنت اج ونش ر وتوزيع ه ذا املوروث ،والتمت ع بتفاص يله
.6الهوي11 1 1ة املحلي11 1 1ة من خالل األه11 1 1ازيج الغنائي11 1 1ة الش11 1 1عبية في احتفالي11 1 1ة ال11 1 1ولي .1
إذا كان املقص ود بالهوي ة املحلي ة مجم ل الس مات الديناميكي ة املم يزة لجماع ة
القبيلة
1الفولكلور الشعبي :هو مجموع عناصر الذاكرة والخفية لجماعة سكانية معينة من خالل فنونها وقصصها وحكاياتهCCا ،وأسCCاطيرها الCCتي يتم نقلهCCا
غالبا من خالل الرواية الشفاهية من جيل الى جيل بإضافة أشياء جديدة.
32
أو القرية ،على أساس اللغة والتاريخ الجامع والعادات والتقاليد املشتركة ،فإن األغاني
واأله ازيج الش عبية ال تي تتم يز به ا زردة الش يخ علي بن ع ون .ومن أب رز املغ نين الش عبيين
الذين تحتفظ بهم ذاكرة الزوار ،وجمع كثير منهم بين قول الشعر وآداء األغنية الشعبية
في احتفالية الزردة نذكر :حمادي الذيبي وابنه الشاعر نجيب الذيبي ،وصالح بن السبري
حاجي ،وعبد العزيز بن عمران كريمي ،وشهيد الثورة التونسية الذي كان يلقب بـ "راجل
غن اي وص ياد" ،وه و عم ر بن عي اد التليلي .باإلض افة إلى الكث ير من أحف اد الش يخ علي بن
إن مصطلح الجراد (نمط غنائي نساني) ممارسة غنائية تتعدد من خاللها أساليب
األداء الصوتي ،يرتبط بحلقات الغناء التي تنظم بصورة عفوية بين خيام واحياء الزردة،
ويتميز هذا اللون الغنائي الشعبي بالتظافر والتكامل بين اللحن والكلمة ،شأنه في ذلك شأن
بقي ة جه ات البالد التونس ية ومناطقه ا الريفي ة ،من نف زاوة ووزغم ة إلى ب ني زي د واملهاذب ة
م رورا بالسواسي واملث اليث ،ووص وال إلى أوالد عي ان وم اجز وجالص والفراش يش وأوالد
سيدي تليل .حيث تؤدي النسوة هذه األهازيج واألنماط الصوتية امللتصقة بعرس الشيخ
بصفة جماعية ،أو بالتناوب بين الغناء الفردي والجماعي بأسلوب التطويح الذي كثيرا ما
ين دمج في ه ص وت الص الحي م ع ص وت العرض اوي ،بش كل يعس ر على الس امع التمي يز بين
األلفاظ واملعاني التي تحفل بها هذه النغمات املسترسلة حينا واملتقطعة أحيانا أخرى.
33
وعموم ا يمث ل الص وت ب اختالف أنواع ه وس يلة تعب ير ناجع ة تلج أ إليه ا املرأة
الحض رية والبدوي ة ،أو الريفي ة لإلفص اح عم ا يخ الج نفس ها من مش اعر وأحاس يس
وه واجس أثن اء قيامه ا بمختل ف مهامه ا املنزلي ة أو الفالحي ة .1إن النغم ات املوس يقية
الخاصة بكل "صوت" والتي يمكن أن تلتقطها األذن في الهدوء القصير لليل الزردة ،تتمثل
في تركيب ات لحني ة متوارث ة ال يع رف واض عها ،وال تغ نى بالعربي ة الفص حى ،ألنه ا ت راكيب
اق ترنت أساس ا ب القول الش عبي ،وال تتغ ير نغماته ا إال تغ يرا طفيف ا رغم تغي ير الظ روف
لق د ج اء في لس ان الع رب أن الص وت ه و الج رس ،ويق ال ص اَت يُص وُت ص وًت ا ،فه و
صائت ،ومعناه صائح وهو كذلك األثر السمعي الناتج عن اهتزاز جسم ما -اللحن-يقال
غّن ى ص وتا 2.والص وت عن د زوار ال زردة رحل ة ع بر ال زمن ،وفسحة لت دوين تفاص يل
املشاهد الالمتناهية للجبال املحيطة ،وغيرها من خرجات السعي والسقي وطلب الرزق.
فمن هذا الواقع أخذت األهازيج واألصوات املنبعثة من حناجر إمباركة وزينة وفاطمة
وعلجيه خصائصها الفنية املوسيقية املنسابة عن بعد ،دون خضوعها ألوزان مناسبة أو
1العربي ،علياء ،مدخل لفهم فني "الصوت" و"الصوت" مدلول المصلحين وخصوصيات الممارسة الموسيقية بين الخليج العربي
وتونس ،مجلة الثقافة الشعبية البحرينية ،العدد ،33المنامة ،2016 ،ص.118 ،
2
ابن المنظور االفريقي ،المصري( ،أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم) ،المجلد الثامن ،طبعة أخيرة ،دار ومكتبة الهالل ،بيروت.302 ،
34
ومن املمارسات الغنائية في الزردة أغاني "املاللية" التي ترددها املرأة انفراديا ،كما يمكن
أن تؤدي بصورة جماعية ،وهـي أغاني تبتدأ ضرورة "ياالال" ومنها جاء مصطلح "املرأة
وإذا كانت أغاني املاللية تشترك في التغني بالبيئة البدوية ومشاهدها الحية ،فإن
ّط
"ال ِر ْق " أكثر قدرة على التعبير عن الجوانب الحسية املباشرة ،من خالل صوره
قولهم :فالن هز الطرڨ أي غنى أو تغنى ،ثم تطور شيئا فشيئا ليصبح داال على النغمة أو
املقام في املصطلح املوسيقي ومثال ذلك " طرق الصيد" وهو عبارة عن قصة محكية بآلة
الشبابة
أو القصبة " تصور معركة ضارية دارت بين رجل وأسد اعترضه في بعض الفجاج،
أو الفلوات.2
وتتنوع األطراق في زردة الشيخ علي بن عون في مضامينها القولية وأشكال أدائها الفردية
والجماعية ،ويمكن أن تتمايز وتتقاطع في ذات الوقت مع أغاني املحفل ،وربما يحدث
بعض التداخل بين هذين الصنفين من حيث عدد النساء والرجال املؤدين ،أو في بعض
املقاطع الغنائية الواردة بنصها في هذا املوضع أو ذاك على غرار طرق "وعالش داللة"
35
وعالش داللة يامريم
ولقد الحظنا من خالل هذا التزاوج بين النغمات املوسيقية ،والشعر الشعبي أنه
قد يصادف أن تتغير األبيات الشعرية املكونة لهذه األغاني حسب املناسبة واملكان ،ولكن
النغمة املوسيقية تبقى ثابتة رغم اختالفها عن النغمات املوسيقية املنتشرة لهذا اللون
بالحواض ر واملدن ،باعتباره ا خض وعها للدراس ة واإلث راء والتنظ ير .ومن مم يزات ه ذه
األغاني التي تفتتح وتختتم بالزغاريد ،أنها تؤدى بمصاحبة "الشدادة" أو "السنيدة" سواء
تعلق األمر بأغاني النساء أو أغاني الرجال .وعادة ما تتم هذه املرافقة أو املصاحبة وفق
ضوابط معينة .فهذه األصوات رغم عدم درايتها بقواعد األداء املوسيقي ،فإن إمكانيات
االتف اق والتن اغم بينه ا تظ ل واس عة ،وف رص االرتج ال والتنويع تبقى قائم ة ،خاص ة م ع
ت وفر التفاع ل م ع املس تمعين الحاض رين .وتتع دد الس ياقات الطقوس ية ألغ اني ال زردة،
ويعيش أوالد الش يخ على بن ع ون وض يوفهم بين أه ازيج املحف ل والس هرات العفوي ة
للمهرجان ،أو إحياء " النجمة" كما يقولون ،وهي تسمية مستمدة من إيقاد شعلة النار في
أولى لي الي ع رس الش يخ في افتت اح حلق ات الغن اء املنتش رة بض وئها الخ افت ،بين الخي ام
الغارق ة في عتمة أبخ رة مواق د الطعام والشواء املسافرة ع بر روائح البخ ور والسخاب،
وذلك إيذانا ببدء السهرة وإشهارا لها ،فتغني النساء مبتدئات بافتتاحية:
مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك
36
أه يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ربي
معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك
ولقد جرت العادة االحتفالية ان تفتتح "النجمة" بهذه االغنية التي تنفتح بذكر هللا
وعن د الب دء ،وفي األثن اء توق د الن ار لإلض اءة ،وإلعالن بداي ة "النجم ة" ويمكن أن يكون
ذل ك بمثاب ة االس تدعاء الع ام من خ ارج العائل ة أو التجم ع الس كاني الص غير من الخي ام.
وتتخلل األغاني النسائية في أحيان كثيرة مشاركات غنائية رجالية ،قد ال تخضع في العادة
الى سابق إعداد .حيث يعبر من خاللها الغنائي أو األديب على حضور بديهته وقدرته على
االرتجال والحفظ ،واستعداده للغناء في إطار املراوحة بين الذهاب واإلياب عبر ساحة
الغناء.
ومن القواعد املعمول بها في السهرات الغنائية الشعبية أن يبدأ بالغناء أكبر الغناية سنا
يعتبر املوقف نمط موسيقي شعبي بدوي يسمى في بعض املناطق "الطريق" ،يغنى
في أغلب األع راس واملحاف ل التقليدي ة واملهرجان ات العاملي ة ،حيث يرتك ز أساس ا على
الش عر الش عبي امللح ون .فه و عب ارة عن تسلس ل غن ائي ملح ون بمع نى ال دور أو النوب ة.
37
وهذا التسلسل يتم حسب قواعد متعارف عليها لدى "الغناية" و"األدباء" و"السامعين"،
ولعل أهمه ا وح دة الغ رض والص وت ،فه و مجموع ة من القص ائد املغن اة تجمعه ا وح دة
الغرض.1
لقصائد مغناة ،يتحد فيها الغرض بالصوت ،وتندمج من خاللها حرفية األديب وقدرته
َمل
على الغناء والتغني بأشعار غيره وتأدية "ا ْه َو ى" و"القسيم" و"امللزومة"...
املهوى:
هو نمط موسيقي يشبه الى حد ما املوال ،في املوسيقى العربية ،كما يغنى جلوسا من
قبل " األديب "2أوال ويردده" السعفة "3جلوسا .وقد حافظت األنماط الغنائية البدوية
عموما على هيكل موحد يلتزم فيه "الغناي" بمطلع محدد بكل أغنية ،فالغزل مثال غرض
غالب على غيره من سائر األغراض في جميع األغاني التي تسنى لنا جمعها ،أو اإلنصات
إليها عن قرب حول حلقات الغناء في الزردة ،وكل ما يعنيه ذلك من وقوف على األطالل
وذكر للفراق.
1
رسالة بحث لنيل شهادة الماجستير ،رندة ،قادري ،الحياة الموسيقية بسيدي بوزيد بين الممارسة التلقائية ونشاط المجتمع المدني
2
هو الشاعر والمغني األول في فالب الموقف ،واألديب يفتح المحفل أو العرس يرافقه ما يسمون بالسعفة أو الخماس.
3
وهما اثنان معينان لألديب ،ويكونان مالزمين له .ويحفظان كل رصيده الشعري.
38
القسيم:
يشبه الى حد كبير القصيدة في الشعر الفصيح ،وينقسم الى عادي ومربع ،ويؤديه األديب
بصفة فردية ،حيث ال يحتاج في أغلب األحيان إلى "الخماسة" أو "السدادة" إال في نهاية
القسيم.
امللزومة:
تشبه امللزومة املوشح من حيث الشكل والبناء ،ويؤديها الغناي أو األديب بمساعدة اثنين
أو ثالثة من الشدادة أو املسعفين .يمكن أن تتكون من طالع تليه أدوار متركبة من أبيات
39
.6.3أهمي 11ة حض 11ور األغ 11اني الش 11عبية في مهرج 11ان ال 11ولي الص 11الح س 11يدي علي بن
عون.
يعتبر مفه وم األغنية الشعبية من بين املص طلحات ال تي يرتكز عليها هذا البحث،
وهي خالص ة ال ذاكرة الثقافي ة لألجي ال املتعاقب ة على اختالف مرجعياته ا الفكري ة
وانتماءاتها الريفية والحضرية .لذلك نرى أن احتفالية الزردة عبر تاريخ تشكلها الطويل
ق د س اهمت في إنت اج وت داول العدي د من األه ازيج والق والب الفني ة البس يطة واملركب ة،
ال تي تعكس بالتأكي د طبيع ة العالق ات القائم ة بين الع ائالت والع روش املحيط ة بزاوي ة
الشيخ علي بن عون ،وتعبر عن خلفيات فكرية وثقافية فنية عريقة .فاملوسيقى الشعبية
هي موسيقى نابعة من املخزون الثقافي والحضاري للشعب ،والتي حفظتها ورددتها أجيال
متعاقب ة وتوارثته ا دون طمس ملعانيه ا ،وق د" ص قلتها ي د ال زمن بالت داول املتواص ل عن
طريق التواتر الشفوي وبذلك صارت صورة صادقة لروح الشعب وميزاته".1
يعت بر ال تراث الغن ائي لل زردة ،بمثاب ة السجل الش فوي األمين والحلي ف للبيئ ة
الشعبية التي أنتجته ،ومن خالله ترتسم أكثر خصائصها أصالة وأعمقها تأثيرا .فتتمثل في
تل ك الق درة ال تي تمتلكه ا األغ اني الش عبية في املحافظ ة على نظ ام القيم ،من أج ل أن
يتواص ل حي ا ف اعال ع بر الت داول بين األجي ال ،وض مان تناس ق الف رد وتناغم ه م ع البن اء
الثقافي للمجتمع.
يق ول احم د خواج ة في ه ذا الص دد "لق د أص بح الفن ظ اهرة عام ة يواج ه به ا اإلنس ان
احتياجاته الشخصية واالجتماعية والروحية ،وقد استخدم جميع وسائل التعبير باللفظ
1
القليبي ،الشاذلي ،مجلة الحياة الثقافية" ،الموسيقى الشعبية التونسية" ،العدد الخامس-جوان .1972ص.73
40
والنغمة والشكل والحرية ،ومعنى ذلك يؤكد تفاعل اإلنسان مع املجتمع والبيئة املحيطة
به."1
تقوم األغنية الشعبية كذلك بتنشئة وتشكيل القيم الفردية والجماعية ،وذلك من خالل
تحويل هذه االحتفالية املوسمية إلى مناسبة مستمرة إلعداد الفرد للتكيف االجتماعي
فه ذه األغ اني املتداول ة في ال زردة ،تلعب دورا هام ا في نف وس ال زوار فهي ال تي تع بر عن
مختل ف مش اعرهم واس تجاباتهم الس لوكية الظ اهرة والباطن ة .فيتح ول الغن اء إلى
مستوعب جديد لتفريغ االنفعاالت سواء كان ذلك في عالقة الفرد بمجتمعه املحيط أو
بالطبيع ة .فه و مطي ة الكث يرين إلى اس ترجاع شيء من الت وازن النفسي املنه وب بفع ل
إضافة على ذلك يعتبر املوروث املوسيقي لزردة الولي الصالح سيدي علي بن عون إطارا
ترفيهي ا تعبيري ا ،رمزي ا ،ح افال بممارس ات الترفي ه والتس لية واملتع ة ،في إط ار العائل ة
املوس عة والع رش أو القبيل ة .فتنص هر الروحاني ات والوج دانيات لتمنح األف راد س ندا
نفس يا وعاطفي ا يوح د مخي الهم وس لوكهم في اتج اه االس تمتاع ب الوالئم املنص وبة،
1
تيمور ،أحمد يوسف ،جمع وتسجيل وتدوين األغاني الشعبية ،مجلة التراث الشعبي عدد ،03بغداد ،1977 ،ص.127
41
واألصوات والوصالت املوسيقية التراثية أللة "القصبة" ولوحات الفروسية ومناظرات
املادحين والش عراء الش عبيين ،وتس تقطب ه ذه االحتفالي ة أع داد واف رة من الجم اهير ،
يتجمع ون في ش كل حلق ة لالس تماع إلى ال ذكر والغن اء ال تي تتخ ذ من األرض البس يطة
مسرحا لها ،وكل ذلك ينتظم في ليالي الزردة وأيامها ،من حلقات غناء و انشاد ال يتطلب
من الجماهير الحاضرة اقتطاعا للتذاكر أو أي شكل من أشكال التكاليف ،فكل ذلك يتم
في اط ار املتع ة الفني ة الش عبية العفوي ة ،ال تي تمث ل بالنس بة للكث يرين تنفيس ا حقيقي ا
لض غوط العيش ،وعالج ا ملش اكل الحي اة ،وق د ت واترت وتك ررت ه ذه التع ابير الفني ة
1
ها سيدي علي بن عون خبرك شايد في األوطان
1
هذه القصيدة من انشاء الشاعر علي بن فرح عواني ،وهو من حفداء الشيخ سيدي علي بن عون ،ويبدو أن هذه القصيدة نسبية العهد نسبيا.
2
وعد :جمع مفرده وعدة بمعنى قربان.
42
ُخ
ْم شّر ع ف ــو للَّض ربان جّد ي كيف الصيد مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارب
1 فّز ْع ها من كل ْم ضا ْب
ِر جّد ي كيف الصيد مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارب
عندو أْم حال أْو الد الجان عندو الخ ـ ـ ـ ــزنة والتص ـ ـ ــريف
عندو اللفعة والثعبـ ــان عندو العقـ ـ ـ ــرب عندو السي ـ ــف
43
زاُد وك قبْب يا عية
زاُد وك قبْب 1يا عية ،زادوك قب ـ ـ ـْب
ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا عية
ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا عية
زادوك دياْر يا عية زادوك دي ـ ـ ــاْر
ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا عية
زادوك دياْر كنوها أْو الدك األحـراْر
ِس
*** *** *** ***
1
قبة :في معجم المعاني الجامع-معجم عربي .خيمة صغيرة أعالها مستديرة ،بناء مقوس مجوف.
2
بحث ميداني ،الشاعر الشعبي ،المتجول ،سالم ،مرجع سابق.
44
املدح:
1شديد المراس ،شديد القوة يهبه الظالمون ،عنيد ،شديد الشكيمة( ،معجم المعاني)
2بحث ميداني ،الحضرة الحرشانية
45
ْن
كا جاء نادوا بابا كان جـاء نادوا بابا
َب اَب ا وشبلة سكنوا ف ـ ـ ــيها **** هاِن ي ُڨ بة في الَه نِش يْر
************************
46
مالهيبة ربي عط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيها **** أي وهاذيك الڨبة املختاره
َب اَب ا وشبلة سكنوا فيها **** هاِن ي ُڨ بة في الَه نِش يْر
1
مرجع سابق ،الحضرة الحرشانية ،في زاوية سيدي علي بن عون.
47
ْغ
صالتُو ت لى على الٌس ٌو ام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْه .
ْن ُغ
صالتو تبري املْس وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
ْت ّق ْظ
تو مّن دابخ ي راَم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا.
ْن ُت
صال و تبني ُس وْر حص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
1من مقتطفات الشاعر الشعبي ،الذيبي ،نجيب ،من أهّم شعراء تونس وهو من مواليد 18جانفي 1955وتCCوفي مسCCاء الخميس 20مCCاي 2021
وهو أصيل مدينة حاسي الفريد من واليCة القصCرين .يتمCيز شCاعرنا بصCوته القCوي وحضCوره المتمCيز وفي رصCيده مئCات القصCائد في مختلCف
األغراض الّش عرّية.
48