Professional Documents
Culture Documents
منهجية تجديد الرؤيا
منهجية تجديد الرؤيا
منهجية تجديد الرؤيا
شهد العالم العربي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لحظة حرجة تمثلت في الوضع المتردي الذي كانت تتخبط فيه األمة
العربية ,و إحساسها باالنهزامية على اثر نكستي فلسطين األولى سنة 1948م والثانية سنة 1967م بالموازاة مع ذلك
أخد المد االشتراكي في انتشار فكان لذلك تأثير بليغ في فئة عريضة من المثاقفين العراب ناتجة التالقح الثقافي و التأثر
بنزعة الحداثة الغربية مما ولد نزوعا نحوى إعادة النظر في مجموعة من الثوابت و قراءة الواقع بطريقة جديدة ضمن
هدا السياق ثم تجاوز تكسير البنية إلى الخوض في تجديد الرؤيا اعتمادا على الرمز واألسطورة و االنزياح فيظهر الشعر
الحداثة الموسوم بالغموض و البعد الوجداني المأسوي .فما هي يا ترى هده السمات الحداثة؟ وما هي رؤيا الشاعر
للوجود؟ والى اي حد مثلت قصيدة .......تجديد الرؤيا؟
منذ الوهلة األولى يوحي لنا العنوان ب (........شرح العنوان) إن هذه الدراسة البسيطة للعنوان يتبين من خالل األسطر
( )...9 7 2 1.أن الشاعر يتناول فيها ( ......موضوع القصيدة).
يظهر من خالل موضوع القصيدة غريب جدا عن المواضع القديمة كمواضيع المدرسة التقليدية والرومانسية وما يزيد
غرابة هو الشكل الهندسي الذي جاءت عليه هذه القصيدة ،هذا ما يعكس التغير الجدري الذي خضع له الشعر العربي.
وقد توسل الشاعر بمعجم يتوزع بين ما هو (وجداني عاطفي) وما هو (فكري) مفرداته قريبة من لغة المتداولة ويمكن
تصنفه إلى حقلين داللين :حقل دال على ( ).........أما الحقل الثاني دال على ( .).......تربط بين هذين الحقلين عالقة تقوم
على ( )............كما يظهر أن الحقل المهيمن هو الحقل الدال على ( ).......وذلك راجع إلى رغبة الشاعر في تسليط
الضوء عن هدا الموضوع وإبراز جزئياته المرتبة والخفية.
وتتأكد هده الرؤيا عبر توظيف الشاعر لمجموعة من اإلشارات الرمزية وخلق صورة شعرية جديدة استنجد بها الشاعر
لرسم موضوعه حيث نجد األسطورة من خالل قول الشاعر في البيت ( )....كما نجد الرمز بدوره موجود من خالل قوله
( )....وكذلك االستعارة( )......وتشبيه ( )......يظهر وجود بعض صور شعرية جديدة التي ووظفها الشاعر في قصيدته
مما يعكس تجربة الشاعر المنفتحة على الثقافات المختلفة والمتنوعة ،حيث خلقت هذه الصورة الشعرية الجديدة جوا
جديدا جعلت الشاعر يحلق في سماء المعاني وينفك من القيود التي فرضتها القصيدة التقليدية وهذه من ناحية الصورة
الشعرية.
وفما يخص اإليقاع الخارجي فقد جاءت هذه على البحر الذي يتماشى مع الدافقة الشعرية للشاعر ،كما نالحظ اختالف من
حيث الروي والقافية وال غرابة في ذلك إذ علمنا أن هذه القصيدة تنتمي إلى التيار الجديد المعاصر الذي تمرد بشكل كلي
على القواعد الشعرية القديمة المحافظة .أما اإليقاع الداخلي فيقوم على تكرار الكلمات ( )......وتكرار المفردات ()....
وكذلك تكرار الحروف ( )....وتكرار الصيغ ( ،)....يعمل تكرار في هده القصيدة على خلق جو حيوي وتوازن إيقاعي
جديد خاصة وأن هذه القصيدة من القصائد الحديثة التي تعتمد على السطر الشعري بدل نظام الشاطرين.
ولتسلط الضوء أكثر على خبايا القصيدة نجد قد استعمل الشاعر في قصيدته هده بعض األساليب تتفرع بين اإلنشائي
والخبري فنجد الجمال اإلنشائية من خالل قوله( )......والجمل الخبرية من خالل قوله (.)....
ونجد هيمنة واضحة لألسلوب ( ).........لرغبة الشاعر في إيصال موضوع القصيدة للمتلقي أو القارئ وإبراز التجربة
الجديدة التي كونت هذه القصيدة الحديثة المعاصرة.
نخلص من خالل دراستنا لهذه القصيدة إلى أنها تمثل نموذجا لشعر الحداثي نظرا لما تشمل عليه من خالل خصائص فنية
وفكرية تتمثل في كونها تجسد رؤيا وجودية وتتميز بتوظيف الرمز لبناء الصورة ثم قرب المعجم من لغة الحياة المتداولة
إضافة إلى الخوف السافر للقواعد العروضية وما ترتب عنه من الطابع نثري ،دون إغفال خاصية الغموض التي تطعن
على النص.
هكذا يمكن القول إن الشعر الحداثي قد أخد قطيعة جذرية مع الشعر اإلحيائي والرومانسي وذلك بفضل امتالك شعرائه
لرؤيا فنية وفكرية متميزة من خالل انفتاحهم على الثقافات األجنبية....