Professional Documents
Culture Documents
بحث تخرج
بحث تخرج
بحث تخرج
أحاديث معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين في صحيح البخاري جمعا
ودراسة
بحث مقدم لنيل درحة البكالوريوس في علوم السنة
9341هـ 8192/م
الإستهلال
ﭧﭨﭷﭸﭹﭺﭻﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ
المائدة٧٥ : ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﭼ
ب
إهداء
إلى أمي وأبي
إلى زوجتي وأهلي
إلى أساتذتي
إلى زملائي
إلى الشموع التي تحترق لتضئ للآخرين
إلى كل من علمني حرفا
أهدي هذا البحث المتواضع راجيا من المولى عز وجل أن يجد القبول والنجاج
ج
المقدمة
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من سرور أنفسنا و من سيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلله فلا هادي له .و أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله و لا نبي بعده .أما بعد...
ففي
الوقت الذي تعيش فيه الأمم والشعوب والمذاهب والقوميات اختلافا وتناحرا
مستمرا وتعيش فتنا كقطع الليل المظلم .يتهم ديننا الحنيف بأباطيل لا أساس لها من الصحة
في عدم قدرته على احتواء واحترام من خالفه في الدين أو المذهب أو المعتمد.
هذه التهمة التي انبرى لها منذ زمن بعيد في عصر التمكن عصر السنة الذهبي
أعلامنا العظام ومشايخنا الكرام ومنهم فريد دهره ونسيج عصره الإمام المفضال محمد بن
اسماعيل البخاري -رحمه الله – في كتابه الرائع "الجامع الصحيح" الذي يعد أصح
كتاب بعد كتاب الله تعالى ،ومن احتوى بين طياته على السنة النبوية الشريفة التي بينت
أفصحه بأوضح أسلوب ،وأجمل بيان ،بالقول تارة ،والفعل تارة أخرى ،صدرها البخاري
بتراجم لطيفة تدل على فقهه ،وطول باعه ،وسعة ذهنه التي عدت بحق مثابة لطلبة العلم
وأهله ،فمنهم من تعرض لها بنظرة فقهية ،وأخرى حديثية ،وثالثة لغوية ،وغيرها من
النفحات الربانية مما فتحه الله على أصحابها ،ومن هذه الإشرافات بيانه -رحمه الله -
من خلال تراجمه أحاديث عن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
لذا توجهت همتي عند إختيار موضوع بحثي في مرحلة "بكلوريوس" إلي جمع
أحاديث عن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب صحيح البخاري وقد وجدت
ذلك في أربعة وعشرين بابا من أبوابه –رحمه الله تعالى – و ضمتها ستة عشر كتابا وفي
هذا الإلماح دحض وتنفيد لتلك المزاعم والادعات الكاذبة التي أرادت النيل من هذا الدين
العظيم
و جعلت عنوان البحث "أحاديث معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين في
الجامع الصحيح جمعا ودراسة" .و في الصفحة التالية بيان لأهمية البحث و نحو ذلك مما
له علاقة بخطة البحث.
د
ه
المبحث الأول :أساسيات البحث ،وفيه مطلبين على النحو التالي
المطلب الاول :أهمية الموضوع ،أهداف البحث ،أسباب اختيار الموضوع،
منهج البحث ،أدوات البحث.
المطلب الثاني :أسئلة البحث ،فروض البحث ،الدراسات السابقة ،مشكلة
البحث ،هيكل البحث .
1
المطلب الاول :أهمية الموضوع ،أهداف البحث ،أسباب اختيار الموضوع ،منهج
البحث ،أدوات البحث.
أهمية البحث
.9يبين هذا البحث أهمية علاقات المسلم بالمشركين حتى لا يكون هناك إفراط ولا
تفريط بالأخص في هذا الزمان الذي يتهم فيه كثير ممن لا يدين بالإسلام بأنه دين
لا رحمة فيه إلا للمسلمين.
.8أنه يبين لكثير من الناس العدل الذي يختص به دين الإسلام والمعاملة الحسنة من
النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين .
.4أنه يبين لكثير من المسلمين الذين جهلوا كيف كانت معاملة النبي صلى الله عليه
وسلم للمشركين ويكون خير هدى لمن أراد أن يهتدي بهدي النبي صلى الله
عليه وسلم في المعاملة مع غير المسلمين.
أهداف البحث
.9التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وكيف معاملته مع غير مسلمين
.8التعريف بمن هم غير المسلمين
.4شرح كلمة المعاملة وما تحتويه
.3دراسة أحاديث معاملة النبي مع غير المسلمين نظرة في أبواب البخاري في صحيحه
.5التعريف بالإمام البخاري رحمه الله ومكانة الجامع الصحيح عند أهل الإسلام.
أسباب إختياري موضوع البحث
.9إن كثيرا من الناس يرمون الاقتداء بالنبي ﷺ ،ولكن بغير علم فيفسدون ،ولا
يصحلون ،لذا جمعت في هذا البحث الأحاديث الصحيحة في معاملة النبي مع غير
المسلمين.
.8توعية الناس بقضية الولاء مع المسلمين والبراء من الكفار في ملتهم.
2
.4رفع الجهل عن نفس الباحث خاصة ،ثم عن المسلمين عموما فيما يتعلق بهذا
الموضوع.
.3أهمية الموضوع عمليا لكل مشتغل بالسنة النبوية الشريفة لإحتيا جه اتباع النبي
صلى الله عليه وسلم لقبول عمله الصالح
.5قلة معرفة الناس للأحاديث الصحيحة في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير
المسلمين
منهج البحث
-9استخدمت في كتابة هذا البحث المنهج الاستقرائي بنقل النصوص من بطون الكتب
والمنهج الاستنباطي عند بيان فقه البخاري في تبويبه
-8وثقت جميع النقول بالرجوع إلى مصادر الأصلية التي وردت فيها ،وذلك بذكر
المرجع واسم المؤلف
-4قمت بعزو الآيات القرآنية الواردة في هذا البحث مع ذكر اسم السورة ورقم آياتها
حسب ورودها في المصحف
-3وضعت فهارس لكل من الآيات القرآنية ولأحاديث النبوية.
أداوات البحث
يستجدم الباحث في بحثه الرسائل الآتية:
القرآن الكريم ،و الجامع الصحيح لإمام البخاري وشروحه ،و المكتبة الإلكترونية،
و المعاجم اللغوية ،و رسائل الجامعة ،و كل ما يتعلق بموضوع البحث
3
المطلب الثاني :أسئلة البحث ،فروض البحث ،الدراسات السابقة ،مشكلة
البحث ،حدوج البحث ،هيكل البحث
أسئلة البحث:
سجِدَ ؟ شرِكِ الْمَ ْ الصلَاةِ في الْبِيعَةِ ودُخُولِ الْمُ ْ )9هل يجوز َّ
سلِمِينَ عِنْدَ اْل َقحْطِ؟ ش َفعَوا بِالْمُ ْ
)8هل يجوز الاستسقاء للمشركين إذا اسْتَ ْ
)4هل يجوز القيام ِلجَنَازَةِ المشركين؟
ِي
حرْب ِّش ِركِينَ َوَأ ْهلِ اْلحَ ْربِ و ِشرَاءِّ الْمَ ْملُوكِ من الْ َ الشرَاءِّ وَالْبَيْعِ مع الْمُ ْ )3هل يجوز ِّ
َوهِبَتِ ِه َوعِْتقِهِ؟
)5هل يجوز الْ ُمزَا َرعَةِ والرهن مع الْيَهُودِ وغيرهم؟
والصلْحِ معه؟
شرِكِ وقَبُولِ ْهَدِيَّته ُّ )6هل يجوز عِْتقِ الْمُ ْ
ش ِركِينَ؟ش ِركِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأَلَّفَهُمْ ،وفِدَاءِّ الْمُ ْ
الدعَاءِّ ِللْمُ ْ
)7هل يجوز ُّ
جزْيَةِ وَالْمُوَادَعَةِ مع َأ ْهلِ الذمة والحرب ،وإِثْمِ من قََتلَ ُمعَاهَدًا ِبغَْيرِ )2هل يجوز اْل ِ
ُج ْرمٍ؟
)1هل يجوز الْمُوَا َدعَةِ وَالْ ُمصَاَلحَةِ مع الْمُشْ ِركِينَ بِالْمَالِ َوغَْيرِهِ َوإِثْمِ من لم يَفِ بِالْعَهْدِ،
وإِثْمِ من عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ؟
هل يجوز الكتابة للملوك والرؤساء لدعوتهم لدخول الإسلام؟ )91
حرْبِ َوغَْي ِرهِمْ، هل يجوز أكل ذَبَائِحِ َأ ْهلِ الْكِتَابِ وَ ُشحُومِهَا من َأ ْهلِ اْل َ )99
شرِكِ ،وصلته؟ وعِيَادَةِ الْمُ ْ
فروض البحث:
.9أن الدين الإسلام دين رحمة للعالمين في كل الزمان.
.8أن النبي ﷺ قدوة حسنة للناس في حسن المعاملة بين المسلمين.
4
الدراسات السابقة:
قد جمع كثير من العلماء في مصنفاتهم أحاديث معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع
الناس ولكن قليل بمن يختص بجمعه في معاملته ﷺ مع غير المسلمين مثل :
.9كتاب التعامل مع غير المسلمين أصول معاملتهم وإستعمالهم دراسة فقهية ،تأليف
أ.د .عبد الله بن إبراهيم الطريفي الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
.8كتاب كيف عاملهم ﷺ ،التأليف الشيخ محمد صالح المنجد ،وقد تحدث فيه
معاملة النبي ﷺ مع الناس عموما وفيه جمع وبين معامته ﷺ مع غير المسلمين
مشكلة البحث:
.9هل الدين الإسلام دين لا رحمة فيه إلا للمسلمين في هذا الزمان.
.8هل لدين الإسلام قدوة من النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة حسنة لغير
المسلمين .
.4ما هو أنواع معاملة الحسنة مع غير المسلمين التي شرعها الله ومثله النبي حتى
يكون الدين الإسلام دين رحمة للعالمين
هيكل البحث :
قسمت بحثي على ثلاثة مباحث وخاتمة وفهارس على النحو التالي.
المبحث الأول :أساسيات البحث ،وفيه مطلبين على النحو التالي
المطلب الاول :أهمية الموضوع ،أهداف البحث ،أسباب اختيار الموضوع ،منهج البحث
،أدوات البحث.
المطلب الثاني :أسئلة البحث ،فروض البحث ،الدراسات السابقة ،مشكلة البحث ،
حدوج البحث ،هيكل البحث .
المبحث الثاني :حقيقة معنى المعاملة مع غير المسلمين
المطلب الأول :التعريف بمعنى المعاملة
المطلب الثاني :الرسول ﷺ هو قدوة الحسنة في المعاملة بين الناس
المطلب الثاني :التعريف بمن هم غير المسلمين
المبحث الثالث :أحاديث معاملة النبي ﷺ مع غير المسلمين في صحيح البخاري
٧
المطلب الأول :تعامل النبي ﷺ في عباداتهم
المطلب الثاني :تعامل النبي ﷺ مع غير المسلمين في الجهاد والسير والجزية والموادعة
والمغازي.
المطلب الثالث :علاقة النبي ﷺ في ذبائحهم وعيادة مرضاهم والأدب عليهم.
و أما الخاتمة فهي تشمل علي:
أ .النتائج
ب .التوصيات
ج .الفهارس العامة ،و هي:
oفهرس الآيات القرآنية
oفهرس أطراف الأحاديث
oفهرس الأعلام
oفهرس المصادر و المراجع
oفهرس الموضوعات
6
المبحث الثاني :حقيقة معنى المعاملة مع غير المسلمين
المطلب الأول :التعريف بمعنى المعاملة
المطلب الثاني :الرسول ﷺ هو القدوة الحسنة في المعاملة بين الناس
المطلب الثالث :التعريف بمن هم غير المسلمين
٥
المطلب الأول :التعريف بمعنى المعاملة
تعريف ومعنى تعامل
لغة تعامل (فعل) تعامل يتعامل ،تعاملا ،فهو متعامل ،والمفعول متعامل والتعامل هو عامل
كل منهما الآخر
()1
واصطلاحا :قيام علاقة عمل متبادلة بينهم
فالتعامل في الإسلام مع غير المسلمين يتمثل في قول الله عز وجل ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ
ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ
ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤ ﮥﭼ( ، )2فالبر والقسط مطلوبان من المسلم تجاه كل الناس ،ما لم يقفوا
في وجهه ويضطهدوا أهل ولأهل الكتاب من بين غير المسلمين منزلة خاصة في المعاملة
،فالقرآن ينهى عن مجادلتهم إلا بالحسنى ،ويبيح مؤاكلتهم والأكل من ذبائحهم
ومصاهرتهم ،وهذا أصل التسامح قال رسول الله ﷺ (ولأهل الذمة في دار الإسلام حق
الحماية من كل عدوان خاجي ومن كل ظلم داخلي)(.)3
المطلب الثاني :الرسول ﷺ هو القدوة الحسنة في المعاملة بين الناس
فإن وجود القدوة الحسنة في الحياة ضرورة لا بد منها ،ليقتدى بها الإنسان
ويكتسب منها المعالم الإيجابية لحركته في الحياة ،سواء مع الله تعالى في أداء العبادات
والفرائض ،أو مع النفس وتكيتها وتدريبها على الأخلاق القاضلة ،أو مع الأهل والابناء داخل
الأسرة من أجل بناء أسرة متماسكة ،أو مع المجتمع من حوله في أمور الدين والدنيا،
وهكذا
ومن أجل ذلك جعل الله تعالى الرسول ﷺ قدوة ونوذجا يجسد الدين الذي أرسل
به ،حتى يعيش الناس مع هذا الدين ورسوله واقعا حقيقيا بعيدا عن الأفكار المجردة ،فكان
هذا الرسول عليه الصلاة والسلام خير قدوة للأمة في تطبيق هذا الدين ليكون منارا لها إلى
- 1المعاجم العربي
- 2سورة الممتحنة :أية 9-8:
- 3مسند إمام أحمد
8
ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ يوم القيامة ،يقول تبارك وتعالى:
()1
ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﭼ
حيث كان عليه الصلاة والسلام على درجة رفيع من الخلق العظيم مع صحابته
رضوان الله عليهم ،فلم يكن يستعلى على أحد منهم ،يقابلهم بالوجه الحسن المبتسم ،
ويكلمهم بأسلوب هادئ رزين ،ويشاركهم في أفراحهم وأتراحم ،وكان يعامل الصحابة
جميعا معاملة واحدة ،حتى يظن أحدهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعامل أحدا
بمثل ما يعامله من الرفق واللطف.
لقد أدهشت العالم معاملة رسول الله ﷺ مع أعدائه وهو متمكن منهم ،فلم يظهر
في التاريخ أرحم منه مع أعدائه رقم ما كان يلاقيه منهم من الأذى والعذاب والتشريد ،فما
أحوج الناس إلى هذا الخلق العظيم ،في هذا العصر المتلاطم الأمواج ،حيث حلت الوحشية
محل الرحمة ،والرذيلة محل الفضيلة ،والنفاق محل الصدق والإخلاص ،وجميعها معاول
هدم ودمار على العالم ،والمشاهد المأساوية التي ناينها على مدار الساعة ،ما بين القتل
والتشريد والحرمان والفقر في العالم هي من نتائج غياب هذه الأخلاق القيم التي جاء بها
رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام.
9
-النوع الثاني :مرتدون :وهم من دخل في دين الإسلام ثم خرج منه ،سواء أكان
بالغا حين دخل في دين الإسلام ثم ارتد ،أم كان صغيرا وأبواه أو أبوه مسلم ثم
وقع في الكفر بعد بلوغه وثبوت الكفر عليه بشروطه .
الصنف الثاني :من أظهر الإسلام وأبطن الكفر ،ويسمون "لمنافقون" .
الأحكام العقدية أولاً :الأحكام الأخروية :
لا يخلو من مات على غير الإسلام من أحد أمرين :
-9أن يكون غير مكلف ،وهو المجنون أو غير البالغ :فحكمهم في الآخرة محل
خلاف بين أهل العلم ،فمنهم من قال :يعاملهم الله بعلمه فهو أعلم بمن
سيسلم منهم لو بلغ أو عقل ،وهذا قول ضعيف ؛ لأن الله لا يحاسب العباد
إلا بما عملوا حقيقة ،ومنهم من قال :هم كمجانين المسلمين وأطفالهم
يدخلون الجنة ،ومنهم من قال :إن الله يمتحنهم في الآخرة كما يمتحن أهل
الفترة الذين عاشوا في زمن لم يكن فيه نبي ولا دين صحيح ،وهذان القولان
أرجح من القول الأول
-8أن يكون مكلفا ،أي :عاقلا بالغا ،فهؤلاء قسمان :
-القسم الأول :
من بلغهم دين الإسلام الصحيح على وجه تقوم به الحج ،بحيث يفهمونه ويدركون
أصول عقائده وشرائعه فلم يقبلوا به وأبوا الدخول فيه فهؤلاء جزاؤهم النار خالدين
فيها أبدا ،كما قال ـ جل وعلا ـ ( :إِنَّ الَّذِينَ َك َفرُوا ِمنْ أَ ْهلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْ ِركِي َن
فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الَْبرِيَّةِ)( ،)1وقال( وَالَّذِينَ َك َفرُوا لَهُمْ نَارُ
جزِي كُلَّ جَهَنَّمَ لَا ُي ْقضَى َعلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا ُيخَفَّفُ عَنْهُمْ ِمنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ َن ْ
َكفُورٍ)(.)2
-القسم الثاني :
من لم يبلغهم دين الإسلام ولم يسمعوا به أبدا أو بلغهم على وجه لا تقوم به الحجة
عليهم كأنه يبلغهم مشوها ولم يمكنهم التعرف على الحق والبحث عنه فهؤلاء
11
يسمون أهل الفترة يمتحنهم الله في الآخرة بأن يخلف ما يرون نارا وهي في
الحقيقة جنة ثم يأمرهم بدخولها ،فمن أطاعه كان مسلما ودخل الجنة ومن عصاه
كان كافرا ودخل النار والدليل على ذلك قول الله ـ جل وعلا ـ َ ( :ومَا كُنَّا
ُمعَذِّبِينَ حَتَّى نَْب َعثَ رَسُولً)(.)1
ومع أن غير المسلمين في النار ـ جميعا ـ إلا أن شدة عذابهم تختلف بحسب شدة
كفرهم ومعاداتهم للحق ،فمن كان أشد كفرا كان أشد عذابا ،فالمنافقون أشدهم عذابا
؛ لشدة كفرهم وخطرهم على المسلمين ،يقول الله ـ جل وعلا ـ ( إِنَّ الْمُنَاِفقِينَ فِي
الدَّرْكِ الْأَ ْس َفلِ ِمنَ النَّارِ وَلَنْ َتجِدَ لَهُمْ َنصِيرًا)( ،)2فالنار دركات ،أشدها عذابا أسفلها .
11
المبحث الثالث :أحاديث معاملة النبي ﷺ مع غير المسلمين في صحيح البخاري
المطلب الأول :تعامل النبي ﷺ في عباداتهم
المطلب الثاني :تعامل النبي ﷺ مع غير المسلمين في الجهاد والسير والجزية والموادعة
والمغازي.
المطلب الثالث :علاقة النبي ﷺ في ذبائحهم وعيادة مرضاهم والأدب عليهم.
12
المطلب الأول :تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في عبادتهم
13
ج َد
شرِكِ الْمَسْ ِالباب الثانية :بَاب دُخُولِ الْمُ ْ
قال البخاري( :حدثنا قُتَيْبَةُ قال حدثنا اللَّْيثُ عن َسعِيدِ بن أبي َسعِيدٍ أَنَّهُ سمع أَبَا ُهرَْيرَةَ
يقول َب َعثَ رسول اللَّهِ ﷺ خَْيلًا قَِبلَ َنجْدٍ َفجَاءَّتْ ِبرَ ُجلٍ من بَنِي حَنِيفَةَ ُيقَالُ له ثُمَامَةُ بن
سجِدِ)(. )1 أُثَالٍ َفرََبطُوهُ بِسَارِيَةٍ من سَوَارِي الْمَ ْ
قال العيني :أي هذا باب في بيان جواز دخول المشرك المسجد(. )2
وفي دخول المشرك المسجد مذاهب فعن الحنفية الجواز مطلقا وعن المالكية
والمزني المنع مطلقا وعن الشافعية التفصيل بين المسجد الحرام وغيره للآية وقيل يؤذن
للكتابي خاصة وحديث الباب يرد عليه فإن ثمامة ليس من أهل الكتاب(.)3
مما سبق يتضح ذهاب الإمام البخاري -رحمه الله -إلى جواز دخول المسلم
إلى معابد غير المسلمين من اجل الصلاة بشرط أن لا يكون فيها تماثيل .وكذلك جواز
دخول غير المسلم إلى المسجد وإن كان مشركا لأن نجاسته معنوية وليست مادية فلا
يتنجس بها المسجد كما هو مقرر في كتب الفقه الإسلامي .والذي يبدو لي أن القياس لا
يأبى قياس معابد غير النصارى على معابد النصارى.
- 1صحيح البخاري ،)1:1٥9( :كتاب الصالة ،باب دخول المشرك المسجد ،رقم ()4٧٥
- 2عمدة القاري)4:248( :
- 3فتح الباري ،)1:٧61( :واالختيار)3:121( :
14
سقُوا
السحَابَةُ عن َرأْسِهِ فَ ُ
وَشَكَا الناس كَْثرَةَ الْ َم َطرِ قال اللهم حَوَالَيْنَا ولا َعلَيْنَا فَاْنحَدَرَتْ َّ
الناس حَوْلَهُمْ)(. )1
قال العيني :أي هذا باب ترجمته إذا استشفع إلى آخره ولم يذكر جواب إذا اكتفاء
بما وقع في الحديث لأن فيه أن أبا سفيان استشفع بالنبي ﷺ وسأله أن يدعو الله ليرفع
عنهم ما ابتلاهم به من القحط وأبو سفيان إذ ذاك كان كافرًا (.)2
واستشكل بعض العلماء مطابقة حديث بن مسعود للترجمة لأن الاستشفاع إنما
وقع عقب دعاء ﷺ عليهم بالقحط ثم سئل أن يدعو برفع ذلك ففعل فنظيره أن يكون إمام
المسلمين هو الذي دعا على الكفار بالجدب فأجيب فجاءه الكفار يسألونه الدعاء
بالسقيا(. )3
ومحصل الترجمة أعم من حديث ابن مسعود ويمكن أن يقال هي مطابقة لما
وردت فيه ويلحق بها بقية الصور إذ لا يظهر الفرق بين ما إذا استشفعوا بسبب دعائه أو
بابتلاء الله لهم بذلك فإن الجامع بينهما ظهور الخضوع منهم والذلة للمؤمنين في التماسهم
منهم الدعاء لهم وذلك من مطالب الشرع(. )4
وذهب فريق من العلماء ان لا دلالة فيما وقع من النبي ﷺ في هذه القضية على
مشروعية ذلك لغيره ﷺ إذ الظاهر أن ذلك من خصائص النبي ﷺ لاطلاعه على المصلحة
في ذلك بخلاف من بعده من الأئمة.
قال العيني :لا دليل هنا على الخصوصية وهي لا تثبت بالاحتمال على أن ابن بطال
قال استشفاع المشركين بالمسلمين جائز إذا رجى رجوعهم إلى الحق وكانت هذه القضية
بمكة قبل الهجرة(. )٧
يتبين من العنوان الذي بوب به البخاري رحمة الله ومن الحديث الذي ذكره ان
الاستسقاء هو لإحياء الأنفس والأموال وان كانت نفوسا مشركة وأموالا للمشركين حيث
دعا النبي ﷺ ربه بإحيائها بصرف النظر عن ديانتهم ومعتقدهم وفي هذا من معاني الرأفة
- 1صحيح البخاري ،) 346 :1( :كتاب االستسقاء باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط رقم)9٥49( :
- 2عمدة القاري )4٧ :٥( :
- 3فتح الباري )٧11 :2( :
- 4فتح الباري )٧11 :2( :
- ٧عمد القاري ()4٧ :٥
1٧
والرحمة بالمشركين منه ﷺ وهذا مصداق قول الله -عز وجل -في حقه -صلى الله
عليه وسلم :-ﭿ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭾ(.)1
16
وجمع بقوله( :قوله أليست نفسًا هذا لا يعارض التعليل المتقدم؛ حيث إنما تقومون
إعظامًا للذي يقبض النفوس ولفظ بن حبان إعظاما لله الذي يقبض الأرواح فإن ذلك أيضا
لا ينافي التعليل السابق لأن القيام للفزع من الموت فيه تعظيم لأمر الله وتعظيم للقائمين
بأمره في ذلك وهم الملائكة)(.)1
واختلف العلماء في حكم القيام للجنازة على أقوال :فذهب الحنفية وأحمد إلى
عدم القيام للجنازة إذا مرت به إلا أن يريد أن يشهدها ،وكذا إذا كان القوم في المصلى،
وجيء بجنازة ،قال بعضهم :لا يقومون إذا رأوها قبل أن توضع الجنازة عن الأعناق وهو
الصحيح ،وما رواه البخاري من عامر بن ربيعة منسوخ بما روي من طرق عن علي -
رضى الله عنه -قال( :قام رسول الله ﷺ ثم قعد)(.)2
قال الحازمي :قال أكثر أهل العلم :ليس على أحد القيام لجنازة ،وبه قال مالك
وأهل الحجاز والشافعي وأصحابه ،وذهبوا إلى أن الأمر بالقيام منسوخ ،وكذا قال القاضي
عياض .وقال الحنابلة :كره قيام لها -أي للجنازة -لو جاءت أو مرت به وهو جالس،
وقالوا :والأخذ بآخر الأمرين أولى(.)3
قال النووي :المشهور في مذهبنا أن القيام ليس مستحبًّا .وقالوا :هو منسوخ
بحديث علي ثم قال النووي :اختار المتولي من أصحابنا أن القيام مستحبٌّ وهذا هو
المختار ،فيكون الأمر به للندب ،والقعود لبيان الجواز ،ولا يصح دعوى النسخ في مثل
هذا ،لأن النسخ إنما يكون إذا تعذر الجمع ولم يتعذر(.)4
وحكى القاضي عياض عن أحمد ،وإسحاق ،وابن حبيب وابن الماجشون المالكيين
أنهم قالوا :هو مخير(.)٧
يتضح مما تقدم ان النبي ﷺ في قيامه لجنازة اليهودي نظر إلى آدمية النفس البشرية
للمتوفى فقام إجلالا لذلك بغض النظر عن عقيدة وديانة صاحبها.
1٥
المطلب الثاني :تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين في صحيح البخاري
- 1صحيح البخاري )٥٥2 :2( :كتاب البيوع باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب ،رقم )2113( :
- 2عمدة القاري )26: 12( :
- 3المصدر نفسه
- 4فتح الباري)411: 4( :
18
يشبه أن يكون ذلك منسوخا لأنه قبل هديه غير واحد من أهل الشرك أهدى له المقوقس
وأكيدر دومة قال إلاَّ أن يزعم زاعم أن بين هدايا أهل الشرك وهدايا أهل الكتاب فرقا(.)1
حرْبِيِّ َوهِبَتِهِ َوعِْتقِهِ:الباب الثاني :بَاب ِشرَاءِّ الْمَ ْملُوكِ من اْل َ
سلْمَانَ كَاِتبْ وكان حُرًّا َف َظلَمُوهُ وَبَاعُوهُ وَسُبِيَ عَمَّارٌ قال البخاري( :وقال النبي ﷺ لِ َ
ُضلُوا
َضلَ َب ْعضَكُمْ َعلَى َب ْعضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ ف ِّ وَصُهَيْبٌ وَِبلَالٌ وقال الله تعالى ﴿ وَاللَّهُ ف َّ
جحَ ُدونَ ﴾ (.)3() )2 ِبرَادِّي رِ ْزقِهِمْ َعلَى مَا َملَ َكتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌّ َأفَبِِنعْمَةِ اللَّهِ َي ْ
قال ابن بطال :غرض البخاري بهذه الترجمة إثبات ملك الحربي وجواز تصرفه في
ملكه بالبيع والهبة والعتق وغيرها إذ أقر النبي ﷺ سلمان عند مالكه من الكفار وأمره أن
يكاتب(.)4
و أما صهيب وبلال فباعهما المشركون فدخلا في قوله في الترجمة شراء المملوك
()٧
من الحربي ،ومطابقة هذه الآية الكريمة للترجمة في قولهَ ﴿ :علَى مَا َملَ َكتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾
والخطاب فيه للمشركين فأثبت لهم ملك اليمين مع كون ملكهم غالبا على غير الأوضاع
الشرعية وقيل :مقصوده صحة ملك الحربي وملك المسلم عنه قلت إذا صح ملكهم يصح
تصرفهم فيه بالبيع والشراء والهبة والعتق ونحوها(.)6
ووصل هذا التعليق -لسمان الفارسي -أحمد والطبراني(.)٥
أما قصة سبي عمار إن أم عمار كانت من موالي بني مخزوم وكانوا يعاملون عمارا
معاملة السبي فهذا هو السبي فهذا هو الوجه هنا لأن عمارا ما سبي(.)8
وأما صهيب فذكر بن سعد أن أباه من النمر بن قاسط وكان عاملا لكسرى فسبت
الروم صهيبًا لما غزت أهل فارس فابتاعه منهم عبدالله بن جدعان ،وقيل :بل هرب من
الروم إلى مكة فحالف بن جدعان وأما بلال ،فقال مسدد في مسنده :حدثنا معتمر عن أبيه
19
عن نعيم بن أبي هند قال كان بلال لأيتام أبي جهل فعذبه فبعث أبو بكر رجلا فقال اشتر
لي بلالا فأعتقه أبو بكر(.)1
21
المسألة الثانية :المزارعة.
بَاب الْ ُمزَا َرعَةِ مع الْيَهُودِ
قال البخاري( :حدثنا ابن ُمقَاِتلٍ أخبرنا عبدالله أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ عن نَافِعٍ عن بن عُ َمرَ رضي
الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ َأ ْعطَى خَيَْبرَ الْيَهُودَ على أَنْ َيعْ َملُوهَا وََيزْ َرعُوهَا وَلَهُمْ َش ْطرُ ما
َخ َرجَ منها)(. )1
قال العيني :أي هذا باب في بيان حكم المزارعة مع اليهود وأراد بهذه الترجمة أنه
لا فرق في جواز المزارعة بين المسلمين وأهل الذمة وإنما خصص اليهود بالذكر وإن كان
الحكم يشمل أهل الذمة كلهم لأن المشهور في حديث الباب اليهود فإذا جازت المزارعة
مع اليهود جازت مع غيرهم من أهل الذمة كذلك(.)2
يسلط البخاري -رحمه الله -الضوء على جواز الشركة مع غير المسلمين حيث
يعد كثير من الفقهاء المساقاة من الشركات ،ومعلوم أن الدخول في الشركة يقتضي التعامل
بشكل دوري كما تتضمن الشركة ائتمان كل من الشريكين بالأمر لا سيما ائتمان المالك
بالعامل في الأرض كما هو معلوم في كتب الفقه الاسلامي.
- 1صحيح البخاري ،)821 :2( :كتاب المزارعة ،باب المزارعة مع اليهود ،رقم ()2216
- 2عمدة القاري)1٥1 :12( :
- 3صحيح البخاري ،)888 :2( :كتاب الرهن ،باب الرهن عند اليهود وغيرهم ،رقم)23٥8( :
- 4عمدة القاري)٥4 :13( :
- ٧فتح الباري.)14٧ :٧( :
21
التعامل لتشمل غيرهم من الديانات الأخرى وهذا من فقهه -رحمه الله -والدال على
ذلك قوله( :غيرهم).
- 1صحيح البخاري ،)896 :2( :كتاب العتق ،باب عتق المشرك ،رقم)2٧38( :
- 2عمدة القاري)99 :13( :
- 3فتح الباري)169 :٧( :
- 4عمدة القاري)99 :13( :
22
المسألة الخامسة :الهبة.
ش ِركِينَ.الباب الأول :بَاب قَبُولِ الْهَدِيَّةِ من الْمُ ْ
السلَام بِسَارَةَ فَدَ َخلَ َقرْيَةً
قال البخاري( :وقال أبو ُهرَْيرَةَ عن النبي ﷺ هَاجَرَ إِْبرَاهِيمُ عليه َّ
فيها َملِكٌ أو جَبَّارٌ فقال أَ ْعطُوهَا آ َجرَ َوُأهْدَِيتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ شَاةٌ فيها سُمٌّ وقال أبو حُمَيْدٍ َأهْدَى
ح ِرهِمْ)(.)1
َملِكُ أَْيلَةَ لِلنَّبِيِّ ﷺ َب ْغلَةً بَيْضَاءَّ َوكَسَاهُ ُب ْردًا َوكََتبَ له بَِب ْ
وقال( :حدثنا عبدالله بن ُمحَمَّدٍ حدثنا يُوُنسُ بن ُمحَمَّدٍ حدثنا شَيْبَانُ عن قَتَادَةَ
حرِيرِ
حدثنا أََنسٌ -رضى الله عنه -قال ُأهْدِيَ لِلنَّبِيِّ ﷺ جُبَّةُ سُنْدُسٍ وكان يَنْهَى عن اْل َ
سنُ
جبَ الناس منها فقال وَالَّذِي َن ْفسُ ُمحَمَّدٍ بيده لَمَنَادِيلُ َسعْدِ بن ُمعَاذٍ في اْلجَنَّةِ أَحْ َ َف َع ِ
من هذا وقال َسعِيدٌ عن قَتَادَةَ عن أََنسٍ إِنَّ ُأكَيْدِرَ دُومَةَ َأهْدَى إلى النبي -صلى الله عليه
وسلم)(.)2
قال ابن حجر والعيني :أي هذا باب في بيان جواز قبول الهدية من المشركين
وكأنه أشار بهذا إلى ضعف الحديث الوارد في رد هدية المشرك(.)3
وقال الخطابي يشبه أن يكون هذا الحديث منسوخًا لأنه قبل هدية غير واحد من
المشركين أهدى له المقوقس مارية والبغلة( )4وأهدى له أكيدر دومة( )٧فقبل منهما وقيل
إنما رد هديته ليغيظه بردها فيحمله ذلك على الإسلام وقيل ردها لأن للهدية موضعًا من
القلب ولا يجوز أن يميل بقلبه إلى مشرك فردها قطعًا لسبب الميل وليس ذلك مناقضًا
لقبول هدية النجاشي والمقوقس وأكيدر لأنهم أهل كتاب(.)6
ش ِركِينَ.
الباب الثاني :بَاب الْهَدِيَّةِ لِلْمُ ْ
خلَدٍ حدثنا ُسلَيْمَانُ بن ِبلَالٍ قال حدثني عبدالله بن دِينَارٍ قال البخاري( :حدثنا خَالِدُ بن َم ْ
عن بن عُ َمرَ رضي الله عنهما قال َرأَى عُ َمرُ حُلَّةً على رَجُلٍ تُبَاعُ فقال لِلنَّبِيِّ ﷺ ابْتَعْ هذه
اْلحُلَّةَ َتلْبَسْهَا يوم اْلجُ ُمعَةِ وإذا جَاءَّكَ الْ َوفْدُ فقال إنما َيلَْبسُ هذا من لَا َخلَاقَ له في الْآ ِخرَةِ
- 1صحيح البخاري ،) 922 :2( :كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها ،باب قبول الهدية من المشركينن تعليقا.
- 2صحيح البخاري ،)922 :2( :كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها ،باب قبول الهدية من المشركين ،رقم ()24٥3
- 3عمدة القاري)16٥ :13( :
- 4المستدرك على الصحيحين)41 :4( :
- ٧صحيح البخاري ،)922 :2( :وصحيح مسلم)164٧ :3( :
- 6عمدة القاري)16٥: 13( :
23
حَللٍ فَأَرْ َسلَ إلى عُ َمرَ منها بِحُلَّةٍ فقال عُ َمرُ كَيْفَ أَلْبَسُهَا وقد فَأُتِيَ رسول اللَّهِ ﷺ منها ِب ُ
خ
ُق ْلتَ فيها ما ُق ْلتَ قال إني لم َأكْسُكَهَا لَِتلْبَسَهَا تَبِيعُهَا أو تَكْسُوهَا فَأَرْ َسلَ بها عُ َمرُ إلى أَ ٍ
سلِمَ)(.)1
له من َأهْلِ مَكَّةَ قبل أَنْ يُ ْ
وقال( :حدثنا عُبَيْدُ بن إِسْمَاعِيلَ حدثنا أبو أُسَامَةَ عن هِشَامٍ عن أبيه عن أَسْمَاءَّ بِنْتِ
ش ِركَةٌ في عَهْدِ رسول اللَّهِ ﷺ أبي بَ ْكرٍ رضي الله عنهما قالت قَ ِد َمتْ َعلَيَّ أُمِّي َوهِيَ مُ ْ
صلِيصلُ أُمِّي قال نعم ِ فَاسَْتفْتَْيتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قلت إن أمي قدمت َوهِيَ رَاغِبَةٌ َأفَأَ ِ
أُمَّكِ)(.)2
قال العيني :أي هذا باب في بيان حكم الهدية الواقعة للمشركين وحكمها أنها
تجوز للرحم منهم( ،)3والمراد بيان من يجوز بره منهم وأن الهدية للمشرك اثباتا ونفيا
شرِكَ بِي مَا لَيْسَ ليست على الإطلاق ومن هذه المادة قوله تعالى ﴿ َوإِنْ جَاهَدَاكَ َعلَى أَنْ تُ ْ
لَكَ بِهِ ِعلْمٌ َفلَا ُت ِطعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا َم ْعرُوفًا ﴾( )4ثم البر والصلة والإحسان لا
يستلزم التحابب والتوادد المنهي عنه في قوله تعالى ﴿ لَا َتجِدُ قَ ْومًا يُ ْؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
اْلآَّ ِخرِ يُوَادُّونَ َمنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾( )٧فإنها عامة في حق من قاتل ومن لم يقاتل والله
أعلم(.)6
من المعلوم ان أساليب الدعوة إلى الإسلام كثيرة وأحدها البر والصلة لذا أهدى
عمر الحلة للمشرك كسبيل من سبل الدعوة إلى الله مع غير المسلمين كما أجاز النبي ﷺ
صلة الأم المشركة لان اختلاف الدين ليس مانعا من التهادي بين الناس.
- 1صحيح الخاري ،)924 :2( :كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها ،باب الهدية للمشركين وقول الله تعالى (ال ينهاكم الله عن
الذين لم يقاتلوككم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) ،رقم)24٥6( :
- 2صحيح البخاري ،)924 :2( :كتاب الهبة وفضلها
- 3عمدة القاري)1٥2 :13( :
- 4سورة لقمان :آية 1٧ :
- ٧سورة المجادلة :آية 22 :
- 6فتح الباري)233 :٧( :
24
المطلب الثالث :الصلح والجهاد والسير والجزية والموادعة والمغازي
المسألة الأولى :الصلح.
المسألة الثانية :الجهاد والسير.
المسألة الثالثة :الجزية
المسألة الرابعة :الموادعة.
المسألة الخامسة :المغازي.
- 1صحيح البخاري ، )961 :2( :كتاب الصلح باب الصلح مع المشركين .تعليقا
- 2فتح الباري)233 :٧( :
- 3فتح الباري)31٧ :٧( :
- 4فتح الباري)31٧ :٧( :
2٧
المسألة الثانية :الجهاد والسير:
الشرُو ِ
ط الشرُوطِ في اْلجِهَادِ وَالْ ُمصَاَلحَةِ مع َأ ْهلِ اْلحَ ْربِ َوكِتَابَةِ ُّ الباب الأول :بَاب ُّ
قال البخاري( :حدثني عبدالله بن ُمحَمَّدٍ حدثنا عبد الرَّزَّاقِ أخبرنا َمعْ َمرٌ قال أخبرني
خ َرمَةَ َو َمرْوَانَ ُيصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
الز ْهرِيُّ قال أخبرني ُعرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ عن الْمِسْوَرِ بن َم ْ ُّ
الطرِيقِ قال النبي ﷺ ج رسول ﷺ َز َمنَ اْلحُدَيْبِيَةِ حتى كَانُوا بَِب ْعضِ َّ حَدِيثَ صَاحِبِهِ قالا َخ َر َ
إِنَّ خَالِدَ بن الْوَلِيدِ بِاْلغَمِيمِ في خَْيلٍ ِل ُقرَيْشٍ َطلِيعَةٌ َفخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ فَوَاللَّهِ ما َش َعرَ بِهِمْ
خَالِدٌ حتى إذا هُمْ ِبقََترَةِ الْجَْيشِ فَاْن َطَلقَ َي ْر ُكضُ نَذِيرًا ِل ُقرَْيشٍ وَسَارَ النبي ﷺ حتى إذا كان
َحتْ َفقَالُوا َخلَأَتْ بِالثَّنِيَّةِ التي يُهْبَطُ عليهم منها َب َر َكتْ بِهِ رَا ِحلَتُهُ فقال الناس َحلْ َحلْ فَأَل َّ
خُلقٍ وَلَ ِكنْ حَبَسَهَا حَابِسُ اْل َقصْوَاءُّ َخلَأَتْ اْل َقصْوَاءُّ فقال ﷺ ما َخلَأَتْ اْل َقصْوَاءُّ وما ذَاكَ لها ِب ُ
اْلفِيلِ ثُمَّ قال وَالَّذِي نَفْسِّي بيده لَا يسألونني خُطَّةً ُيعَظِّمُونَ فيها ُح ُرمَاتِ اللَّهِ إلا َأ ْعطَيْتُهُمْ
َاءإِيَّاهَا ثُمَّ زَ َج َرهَا فَوَثََبتْ قال َفعَ َدلَ عَنْهُمْ حتى َن َزلَ بَِأ ْقصَى اْلحُدَيْبِيَةِ على ثَمَدٍ َقلِيلِ الْم ِّ
يَتَبَرَّضُهُ الناس تَبَرُّضًا فلم ُيلَبِّثْهُ الناس حتى َنزَحُوهُ وَشُكِيَ إلى رسول اللَّهِ ﷺ الْعَ َطشُ فَانْتَزَعَ
ج َعلُوهُ فيه فَوَاللَّهِ ما زَالَ َيجِيشُ لهم بِالرِّيِّ حتى صَدَرُوا عنه سَهْمًا من كِنَانَتِهِ ثُمَّ َأ َم َرهُمْ أَنْ َي ْ
خزَاعِيُّ في َن َفرٍ من قَ ْومِهِ من ُخزَاعَةَ َوكَانُوا عَيْبَةَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ِإذْ جاء بُدَْيلُ بن وَ ْرقَاءَّ اْل ُ
ُنصْحِ رسول اللَّهِ ﷺ من َأ ْهلِ تِهَامَةَ فقال إني َترَ ْكتُ َك ْعبَ بن لُؤَيٍّ َوعَا ِمرَ بن لُؤَيٍّ َنزَلُوا
َأعْدَادَ مِيَاهِ اْلحُدَيْبِيَةِ)(.)1
قال العيني :أي هذا باب في بيان حكم الشروط في الجهاد وفي بيان المصالحة
مع أهل الحرب وفي بيان كتابة الشروط هكذا هو في رواية الأكثرين وفي رواية المستملي
زيادة وهي قوله بعد كتابة الشروط مع الناس بالقول مطابقته للترجمة من حيث أن فيه
المصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط وذلك أن النبي ﷺ صالح مع أهل مكة في هذه
السفرة وهم أهل الحرب لأن مكة كانت دار الحرب حينئذ وكتب بينه وبينهم شروطًا(.)2
قال ابن بطال وغيره في الحديث جواز الاستتار عن طلائع المشركين ومفاجأتهم
بالجيش طلبا لغرتهم وجواز السفر وحده للحاجة وجواز التنكيب عن الطريق السهلة إلى
الوعرة للمصلحة وجواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته وإن جاز أن يطرأ عليه
- 1صحيح البخاري ،)9٥4 :2( :كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط رقم)2٧81( :
- 2عمدة القاري)٧-6 :14( :
26
غيره فإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها لا ينسب إليها ويرد على من نسبه إليها
ومعذرة من نسبه إليها ممن لا يعرف صورة حاله لأن خلاء القصواء لولا خارق العادة لكان
ما ظنه الصحابة صحيحا ولم يعاتبهم(.)1
ش ِركِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأََّلفَهُ ْم
الدعَاءِّ ِللْمُ ْ
الباب الثاني :بَاب ُّ
قال البخاري( :حدثنا أبو الْيَمَانِ أخبرنا ُشعَْيبٌ حدثنا أبو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرحمن قال قال
صحَابُهُ على النبي ﷺ َفقَالُوا أبو ُهرَْيرَةَ -رضى الله عنه -قَ ِدمَ ُطفَْيلُ بن عَ ْمرٍو الدَّوْسِيُّ َوأَ ْ
صتْ َوأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عليها َفقِيلَ َهلَ َكتْ دَوْسٌ قال اللهم اهْدِ يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ دَوْسًا َع َ
دَوْسًا َوأْتِ بِهِمْ)(.)2
قال العيني :أي هذا باب في بيان دعاء النبي ﷺ للمشركين بأن الله يهديهم إلى
دين الإسلام( ،)3وقوله( :ليتألفهم) تعليل لدعائه بالهداية لهم وذلك أنه يدعو لهم إذا رجا
منهم الإلفة والرجوع إلى دين الإسلام وقد ذكرنا أن دعاء النبي ﷺ على حالتين إحداهما
أنه يدعو لهم إذا أمن غائلتهم ورجا هدايتهم والأخرى أنه يدعو عليهم إذا اشتدت شوكتهم
()4
وكثر أذاهم ولم يأمن من شرهم على المسلمين
ش ِركِينَ.
الباب الثالث :بَاب فِدَاءِّ الْمُ ْ
قال البخاري( :حدثنا إِسْمَاعِيلُ بن أبي أُوَيْسٍ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بن إبراهيم بن ُعقْبَةَ عن
مُوسَى بن ُعقْبَةَ عن بن شِهَابٍ قال حدثني أََنسُ بن مَالِكٍ -رضى الله عنه -أَنَّ رِجَالًا من
الْأَْنصَارِ اسْتَ ْأذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ َفقَالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ َفلْنَْترُكْ لابن أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَّهُ
فقال لَا تَ َدعُونَ منها دِ ْرهَمًا )(.)٧
أي هذا باب فداء المشركين أي بمال يؤخذ منهم(.)6ومطابقته للترجمة تؤخذ من
قوله( :إيذن لنا) إلى آخر الحديث(.)٥
2٥
واستدل به ابن بطال على جواز إعطاء بعض الأصناف من الزكاة ولا دلالة فيه لأن
المال لم يكن من الزكاة وعلى تقدير كونه منها فالعباس ليس من أهل الزكاة فإن قيل إنما
أعطاه من سهم الغارمين كما أشار إليه الكرماني فقد تعقب ولكن الحق أن المال المذكور
كان من الخراج أو الجزية وهما من مال المصالح(.)1
يتضح مما عنون به الإمام البخاري -رحمه الله -مسائل هذا الباب ميله إلى القول
بجواز المصالحة مع غير المسلمين وفدائهم إذا اقتضته الحاجة ذلك بل لقد ذهب إلى أبعد
من ذلك وهو الدعاء لهم بالهداية من أجل تأليف قلوبهم وهذا دليل واضح على أن الإسلام
لم يأت من أجل سفك الدماء وإزهاق الأرواح.
28
بها متاركة أهل الحرب مدة معينة لمصلحة قيل فيه لف ونشر مرتب لأن الجزية مع أهل
الذمة والموادعة مع أهل الحرب(.)1
قال العلماء الحكمة في وضع الجزية ان الذل الذي يلحقهم يحملهم على الدخول
في الإسلام مع ما في مخالطة المسلمين من الاطلاع على محاسن الإسلام(.)2
29
المسألة الرابعة :الموادعة:
ش ِركِينَ بِالْمَالِ َوغَْيرِ ِه َوإِثْمِ من لم يَفِ
الباب الأول :بَاب الْمُوَا َدعَةِ وَالْ ُمصَاَلحَةِ مع الْمُ ْ
بِاْلعَهْدِ َوقَوْلِهَِ :وإِنْ جََنحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لها الْآيَةَ(.)1
َضلِ حدثنا يحيى عن بُشَْيرِ بن شرٌ هو بن الْمُف َّ َددٌ حدثنا بِ ْقال البخاري( :حدثنا مُس َّ
سعُو ِد بن زَيْدٍ إلى يَسَارٍ عن سَ ْهلِ بن أبي حَثْمَةَ قال اْن َطَلقَ عبدالله بن سَ ْهلٍ َو ُمحَِّيصَةُ بن مَ ْ
َرقَا فَأَتَى ُمحَِّيصَةُ إلى عبدالله بن سَ ْهلٍ وهو يتشحط في َدمِهِ قَتِيلًا صلْحٌ فَتَف َّ
خَيَْبرَ َوهِيَ يَ ْومَئِذٍ ُ
فَ َدفَنَهُ ثُمَّ قَ ِدمَ الْمَدِينَةَ فَاْن َطَلقَ عبد الرحمن بن سَ ْهلٍ وَ ُمحَِّيصَةُ وَحُوَِّيصَةُ ابْنَا مَسْ ُعودٍ إلى النبي
ﷺ فَ َذ َهبَ عبد الرحمن يَتَكَلَّمُ فقال كَِّبرْ كَِّبرْ وهو أَحْدَثُ اْلقَ ْومِ فَسَ َكتَ فَتَكَلَّمَا فقال
حلِفُ ولم نَشْهَدْ ولم َنرَ قال فتبرئكم حِلفُونَ وَتَسَْتحِقُّونَ قَاِتلَكُمْ أو صَاحِبَكُمْ قالوا َوكَيْفَ َن ْ َت ْ
يَهُودُ ِبخَمْسِّينَ َفقَالُوا كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَ ْومٍ كُفَّارٍ َفعَ َقلَهُ النبي ﷺ من عِنْدِه)ِّ(.)2
قال العيني :أي هذا باب في بيان جواز الموادعة وهي المسالمة على ترك الحرب
والأذى( ،)3و قوله(( :وإن جنحوا للسلم جنحوا طلبوا السلم فاجنح لها)) أي أن هذه الآية
دالة على مشروعية المصالحة مع المشركين(.)4
وتفسير جنحوا :طلبوا هو للمصنف وقال غيره :معنى جنحوا مالوا ،وقال أبو عبيدة
السلم والسلم واحد وهو الصلح ،والسلم بالفتح الصلح والسلم بالكسر الإسلام(.)٧وحقيقة
الموادعة المتارعة؛ أي :أن يدع كل واحد من الفريقين ما هو فيه .وقوله( :وغيره) أي
وغير المال نحو الأسرى()6؟
وأما قول البخاري وإثم من لم يَفِ بالعهد فليس في حديث الباب ما يشعر به(،)٥
وهو من فقه البخاري -رحمه الله -واستنباطه.
31
الباب الثاني :بَاب إِثْمِ من عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ وقوله) :الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَن ُقضُونَ عَهْ َدهُمْ
فِي كُلِّ مَرَّةٍ َوهُمْ لاَ يََّتقُونَ)(.)1
قال البخاري( :حدثنا قُتَيْبَةُ بن َسعِيدٍ حدثنا َجرِيرٌ عن الَْأعْ َمشِ عن عبدالله بن مُرَّةَ
سرُوقٍ عن عبداللَّهِ بن عَ ْمرٍو رضي الله عنهما قال :قال رسول اللَّهِ ﷺ أَرْبَعُ ِخلَالٍ من عن مَ ْ
ب وإذا َوعَدَ أَ ْخلَفَ وإذا عَاهَدَ غَدَرَ وإذا كُنَّ فيه كان مُنَاِفقًا خَالِصًا من إذا حَدَّثَ كَذَ َ
صلَةٌ من ِّالنفَاقِ حتى يَ َدعَهَا)(.)2 صلَةٌ مِنْهُنَّ كانت فيه َخ ْ جرَ َو َمنْ كانت فيه َخ ْ خَاصَمَ َف َ
قال العيني :مطابقته للترجمة للحديث في قوله( :وإذا عاهد غدر)( ،)3والغدر حرام
باتفاق سواء كان في حق المسلم أو الذمي(.)4
يتضح مما عنون به البخاري -رحمه الله -مسائل هذا الباب يتبين حث الله -
عز وجل -المسلمين على قبول الدعوة إلى السلم وترك القتال بل ذهب إلى أبعد من ذلك
حيث حرم الغدر بعد إعطاء العهد وإن كان لكافر أو مشرك وفي ذلك إعطاء غاية الأمن
والأمان لمن اخذ العهد من المسلمين.
31
في هذا الباب يتبين أمر مهم؛ حيث إن عالمية الإسلام لا تتنافى مع التعامل مع
الديانات الأخرى ولا مع الدعوة إلى الإسلام حيث اتبع النبي ﷺ الأسلوب السلمي الأمثل
في الدعوة إلى الإسلام والتي تتمثل بدعوة رؤساء وقادة العالم للدخول في هذا الدين
العظيم.
وقولهك (حل لهم) وبهذه الزيادة يتبين مراده من الاستدلال على الحل لأنه لم
يخص ذميا من حربي ولا خص لحما من شحم وكون الشحوم محرمة على أهل الكتاب
لا يضر لأنها محرمة عليهم لا علينا وغايته بعد أن يتقرر أن ذبائحهم لنا حلال أن الذي حرم
عليهم منها مسكوت في شرعنا عن تحريمه علينا فيكون على أصل الإباحة(.)3
يتبين من الترجمة والآية القرآنية التي استشهد بها البخاري (رحمه الله) جواز أكل
ذبائح أهل الكتاب مع ما هو معروف من اهتمام الإسلام بالأكل الحلال وهذا يعني جواز
أن يأكل المسلم من يد الكتابي أو بيته.
- 1صحيح البخاري ، )219٥ :٧( :كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد باب ذبائج أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب
وغيرهم.
- 2فتح الباري.)636 :9( :
- 3فتح الباري ()639 :9
32
المسألة السابعة :المرضى.
شرِكِ:بَاب عِيَادَةِ الْمُ ْ
قال البخاري( :حدثنا ُسلَيْمَانُ بن َحرْبٍ حدثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ عن ثَاِبتٍ عن أََنسٍ -رضى
الله عنه -أَنَّ ُغلَامًا لِيَهُودَ كان َيخْ ُدمُ النبي ﷺ فَ َمرِضَ فَأَتَاهُ النبي ﷺ َيعُودُهُ فقال أَ ْسلِمْ
ب جَاءَّهُ النبي ﷺ)(.)1 ضرَ أبو طَاِل ٍفَأَ ْسلَمَ وقال َسعِيدُ بن الْمُسََّيبِ عن أبيه لَمَّا ُح ِ
قال العيني :أي هذا باب في بيان عيادة المشرك(.)2
قال ابن بطال إنما تشرع عيادته إذا رجى أن يجيب إلى الدخول في الإسلام فأما
إذا لم يطمع في ذلك فلا واجاب ابن حجر والعيني :والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف
المقاصد فقد يقع بعيادته مصلحة أخرى قال الماوردي عيادة الذمي جائزة والقربة موقوفة
على نوع حرمة تقترن بها من جوار أو قرابة(.)3
لم يحصر البخاري -رحمه الله -في هذا الباب عيادة المريض بأن يكون من أهل
الكتاب بل صدر هذا الباب بقوله (عيادة المشرك) وهذا يشير إلى أنه يجيز عيادة المريض
وإن لم يكن من أتباع الديانات السماوية.
- 1صحيح البخاري ،)2142 :٧( :كتاب المرضى باب عيادة المشرك ،رقم)٧333( :
- 2عمدة القاري)218 :21( :
- 3فتح الباري ،)119 :11( :وعمدة القاري)218 :21( :
- 4صحيح البخاري ،)2231 :٧( :كتاب األدب باب صلة األخ المشرك ،رقم )٧63٧( :
33
نظر البخاري -رحمه الله -إلى المعاني الإنسانية في فعل سيدنا عمر فجعلها سببا
للتآخي في هذا الباب فصدره بقوله (صلة الأخ المشرك) هذا يدل على أن الإسلام يقر إخوة
الإنسانية ويجعلها من أسباب الصلة والله أعلم.
34
النتائج
بعد هذه الرحلة العلمية المتواضعة التي عايشنا فيها فقه التعامل عند الإمام البخاري مع غير
المسلمين في تراجمه وبعد دراسة مستوعبة لهذه التراجم لا بد من كلمات موجزات في
الختام توقفنا على أهم النتائج والثمرات التي من أجلها كانت هذه الدراسة.
فلقد تنوعت تراجم البخاري في الميادين الآتية-:
سجِدَ. شرِكِ الْمَ ْ الصلَاةِ في الْبِيعَةِ ودُخُولِ الْمُ ْ )9جواز َّ
سلِمِينَ عِنْدَ اْل َقحْطِ. ش َفعَوا بِالْمُ ْ
)8وجواز الاستسقاء للمشركين إذا اسْتَ ْ
)4وجواز القيام ِلجَنَازَةِ المشركين.
حرْبِيِّ َوهِبَتِهِ
حرْبِ و ِشرَاءِّ الْمَ ْملُوكِ من اْل َ ش ِركِينَ َوَأ ْهلِ اْل َالشرَاءِّ وَالْبَيْعِ مع الْمُ ْ
)3وجواز ِّ
َوعِْتقِهِ.
)5وجواز الْ ُمزَا َرعَةِ والرهن مع الْيَهُو ِد وغيرهم.
والصلْحِ معه.
شرِكِ وقَبُولِ ْهَدِيَّته ُّ )6وجواز عِْتقِ الْمُ ْ
ش ِركِينَ.ش ِركِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأََّلفَهُمْ ،وفِدَاءِّ الْمُ ْ
الدعَاءِّ ِللْمُ ْ
)7وجواز ُّ
جزْيَةِ وَالْمُوَا َدعَةِ مع َأ ْهلِ الذمة والحرب ،وإِثْمِ من قََتلَ ُمعَاهَدًا ِبغَْيرِ ُج ْرمٍ. )2وجواز الْ ِ
ش ِركِينَ بِالْمَالِ َوغَْيرِهِ َوإِثْمِ من لم يَفِ بِالْعَهْدِ، )1جواز الْمُوَا َدعَةِ وَالْ ُمصَاَلحَةِ مع الْمُ ْ
وإِثْمِ من عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ.
وجواز الكتابة للملوك والرؤساء لدعوتهم لدخول الإسلام. )91
حرْبِ َوغَْي ِرهِمْ ،وعِيَادَةِ وجواز أكل ذَبَائِحِ َأ ْهلِ الْكِتَابِ وَ ُشحُومِهَا من َأ ْهلِ الْ َ )99
شرِكِ ،وصلته. الْمُ ْ
3٧
ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ الممتحنة 2 -2 :
ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ 1
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥﭼ
الأحزاب 2 89 : ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﭼ
91 6: ش ِركِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا النبأ
( إِنَّ الَّذِينَ َك َفرُوا ِمنْ َأ ْهلِ الْكِتَابِ وَالْمُ ْ
أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الَْبرِيَّةِ
91 46 : وَالَّذِينَ َك َفرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا ُي ْقضَى َعلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا ُيخَفَّفُ عَنْهُمْ ِمنْ فاطر
جزِي كُلَّ َكفُورٍ عَذَابِهَا كَذَلِكَ َن ْ
الإسراء 99 95 : َومَا كُنَّا ُمعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولً)().
النساء 99 935 : إِنَّ الْمُنَاِفقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَ ْس َفلِ ِمنَ النَّارِ وََلنْ َتجِدَ لَهُمْ َنصِيرًا
94 31 : الحج صلَوَاتٌ َومَسَاجِد
وَبِيَ ٌع وَ َ
الأنبياء 96 917 : ﮐﮑﮒ ﮓﮔ
91 97 : ُضلُوا ِبرَادِّي رِ ْزقِهِمْ النحل
َضلَ َب ْعضَكُمْ َعلَى َب ْعضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ ف ِّ وَاللَّهُ ف َّ
جحَ ُدونََعلَى مَا َملَ َكتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌّ َأفَبِِنعْمَةِ اللَّهِ َي ْ
91 79 : النحل َعلَى مَا َملَ َكتْ أَيْمَانُهُمْ
83 95 : َوإِنْ جَاهَدَاكَ َعلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَْيسَ لَكَ بِهِ ِعلْمٌ َفلَا ُت ِطعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا لقمان
فِي الدُّنْيَا َم ْعرُوفًا
83 : المجادلة لَا َتجِدُ قَ ْومًا يُ ْؤمِنُونَ بِاللَّ ِه وَالْيَ ْومِ اْلآَّ ِخرِ يُوَادُّونَ َمنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
88
الأنفال 41 69 : َوإِنْ جََنحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَ ْح لها الْآيَةَ
َرةٍ َوهُمْ لاَ يََّتقُونَ)() .الأنفال 49 56 :
)الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَن ُقضُونَ عَهْ َدهُمْ فِي كُلِّ م َّ
48 5 : الْيَ ْومَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَ َطعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَ َطعَامُكُمْ المائدة
الزهْرِيُّ لَا بَأْسَ بِذَبِيحَةِ َنصَارَى اْل َعرَبِ َوإِنْ سَ ِمعْتَهُ حِلٌّ لَهُمْ ﴾ ،وقال ُّ
يُسَمِّي ِلغَْيرِ اللَّهِ فلا تَ ْأ ُكلْ َوإِنْ لم تَسْ َمعْهُ َفقَدْ أَحَلَّهُ الله لك َو َعلِمَ كُ ْف َرهُمْ
36
سنُ َوإِْبرَاهِيمُ لَا بَأْسَ بِذَبِيحَةِ الَْأ ْقلَفِ وقال
حَوَيُ ْذ َكرُ عن على َنحْوُهُ وقال الْ َ
بن عَبَّاسٍ َطعَامُهُمْ ذَبَاِئحُهُمْ
3٥
البخاري 81 4967 : عن أبي ُهرَْيرَةَ -رضى الله عنه -قال بَيْنَمَا نَحْنُ أبو هريرة
سجِدِ َخ َرجَ النبي ﷺ فقال اْن َطِلقُوا إلى يَهُودَ
في الْمَ ْ
خرَجْنَا حتى جِئْنَا بَْيتَ المدارس فقال أَ ْسلِمُوا َف َ
سلَمُوا
تَ ْ
89 عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت اشَْترَى رسول اللَّهِ عائشة بنت أبي بكر البخاري 8594 :
ﷺ من يَهُودِيٍّ طَعَامًا وَ َرهَنَهُ دِ ْرعَهُ...
88 حكيم بن حزام البخاري 8542 : ك ِمنْ خَْيرٍ ...
أَ ْسلَ ْمتَ َعلَى مَا َسلَفَ لَ َ
84 البخاري 8695: ي أنس بن مالك عن قَتَادَةَ حدثنا أََنسٌ -رضى الله عنه -قال ُأهْدِ َ
بحرِيرِ َف َعجِ َ
لِلنَّبِيِّ ﷺ جُبَّةُ سُنْدُسٍ وكان يَنْهَى عن اْل َ
الناس منها فقال وَالَّذِي نَ ْفسُ ُمحَمَّدٍ بيده لَمَنَادِيلُ
سنُ من هذا وقال َسعِيدٌ َسعْدِ بن ُمعَاذٍ في اْلجَنَّةِ أَحْ َ
عن قَتَادَةَ عن أََنسٍ إِنَّ ُأكَْيدِرَ دُومَةَ َأهْدَى إلى النبي
-صلى الله عليه وسلم...
84 عن بن عُ َمرَ رضي الله عنهما قال َرأَى عُ َمرُ حُلَّةً عبد الله ابن البخاري 8691 :
على رَ ُجلٍ تُبَاعُ فقال لِلنَّبِيِّ ﷺ ابْتَعْ هذه اْلحُلَّةَ َتلْبَسْهَا عمر
يوم اْلجُ ُمعَةِ وإذا جَاءَّكَ الْ َوفْدُ فقال إنما َيلَْبسُ هذا
من لَا َخلَاقَ له في الْآ ِخرَةِ فَأُتِيَ رسول اللَّهِ ﷺ منها
حَللٍ فَأَرْ َسلَ إلى عُ َمرَ منها بِحُلَّةٍ فقال عُ َمرُ كَيْفَ ِب ُ
أَلْبَسُهَا وقد ُق ْلتَ فيها ما ُق ْلتَ قال إني لم َأكْسُكَهَا
لَِتلْبَسَهَا تَبِيعُهَا أو تَكْسُوهَا فَأَرْ َسلَ بها عُ َمرُ إلى أَخٍ
سلِ َم
له من َأهْلِ مَكَّةَ قبل أَنْ يُ ْ
86 بن البخاري 8744 : خ َرمَةَ َو َمرْوَانَ ُيصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مروان
عن الْمِسْوَرِ بن َم ْ
مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قالا َخ َرجَ رسول ﷺ زَ َمنَ الحكم
الطرِيقِ قال النبي ﷺ إِنَّ اْلحُدَيْبِيَةِ حتى كَانُوا بِبَعْضِ َّ
خَالِدَ بن الْوَلِيدِ بِاْلغَمِيمِ في خَْيلٍ ِل ُقرَيْشٍ َطلِيعَةٌ
38
87 البخاري 8547 : َن أنس بن مالك
قال حدثني أََنسُ بن مَالِكٍ -رضى الله عنه -أ َّ
رِجَالًا من الْأَْنصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ َفقَالُوا يا
رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ َفلْنَْترُكْ لابن أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَّهُ فقال
لَا تَ َدعُونَ منها دِ ْرهَمًا
81 عن عبدالله بن عَ ْمرٍو رضي الله عنهما عن النبي ﷺ عبد الله بن البخاري 386 :
قال من قََتلَ ُمعَاهَدًا لم يَ ِرحْ رَاِئحَةَ اْلجَنَّةِ َوإِنَّ رِيحَهَا عمرو
تُوجَدُ من مَسِّيرَةِ أَرَْبعِينَ عَامًا
41 سهل بن أبي حثمة البخاري 4974 فتبريكم يهود بخمسين ...
49 عن عبداللَّهِ بن عَ ْمرٍو رضي الله عنهما قال :قال عبد الله بن البخاري 4972
خلَالٍ من كُنَّ فيه كان مُنَاِفقًا عمرو
رسول اللَّهِ ﷺ أَرْبَعُ ِ
خَاِلصًا من إذا حَدَّثَ كَذَبَ وإذا َوعَدَ أَ ْخلَفَ وإذا
صلَةٌ
جرَ َو َمنْ كانت فيه َخ ْ عَاهَدَ غَدَرَ وإذا خَاصَمَ َف َ
صلَةٌ من ِّالنفَاقِ حتى يَ َدعَهَامِنْهُنَّ كانت فيه َخ ْ
44 قال سمعت بن عُمَرَ رضي الله عنهما يقول َرأَى عبد الله بن عمر البخاري 8698
عُ َمرُ حُلَّةَ سَِيرَاءَّ تُبَاعُ فقال يا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هذه
وَالْبَسْهَا يوم اْلجُ ُمعَةِ وإذا جَاءَّكَ الْ ُوفُودُ قال إنما َيلْبَسُ
هذه من لَا َخلَاقَ له فأتى النبي ﷺ
39
الفهارس المصادر
المصادر الرقم
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع :لعلاء الدين بن مسعود الكاساني ،ابي بكر 9
(ت527/هـ) ،دار المعرفة -بيروت -لبنان .تحقيق :محمد خضر طعمه حلبي.
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير :لمحمد بن عرفة الدسوقي (ت9841هـ) ،دار 8
الفكر -بيروت .تحقيق :محمد عليش.
حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار ،المشهورة بـ(حاشية ابن 4
عابدين) :لمحمد امين الشهير بابن عابدين (ت9858/هـ) ،دار الفكر للطباعة
والنشر -.بيروت9389( ،هـ 8111 -م).
الروضة الندية :لصديق حسن خان ،دارابن عفان -القاهرة 9111 -م ،الطبعة: 3
الأولى ،تحقيق :علي حسين الحلبي.
صحيح البخاري :لمحمد بن إسماعيل البخاري الجعفي ،أبي عبدالله-913( ، 5
856هـ) ،ضبط وترقيم وفهرسة :الدكتور مصطفى ديب البغا ،دار ابن كثير ،بيروت
.9127 -9317
شرح النووي على صحيح مسلم :لأبي زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي ،دار 6
النشر :دار إحياء التراث العربي -بيروت ،9418 -الطبعة :الطبعة الثانية.
صحيح مسلم :لمسلم بن الحجاج أبي الحسين القشيري النيسابوري-816( ، 7
869هـ) ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري :لبدر الدين محمود بن أحمد العيني ،دار إحياء 2
التراث العربي -بيروت.
فتح البـاري شـرح صحيـح البخـاري :لأحمـد بن علي بن حجر العسقلاني 1
(ت258هـ) ،تحقيق :محب الدين الخطيب ،محمد فؤاد عبد الباقي ،دار المعرفة،
بيروت ،لبنان9417 ،هـ.
41
91كشاف القناع عن متن الإقناع :لمنصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن احمد
بن علي بن إدريس البهوتي الحنبلي(ت9159/هـ) ،دار الفكر -بيروت -لبنان.
تحقيق :هلال مصيلحي مصطفى هلال.
99لسان العرب :لمحمد بن كرم أبن منظور الإفريقي( ،ت ،)799دار صادر ،بيروت.
98المجموع شرح المهذب :ليحيى بن شرف بن مري النووي ،أبي زكريا-649( ،
676هـ) ،مطبعة الإمام ،مصر ،تحقيق :زكريا علي يوسف.
94مختصر خليل :لخليل ابن اسحاق بن موسى المالكي( ،ت776/هـ) ،دار الفكر-
بيروت-لبنان.تحقيق :احمد علي حركات.
93المدونة الكبرى :لمالك بن انس الاصبحي الحميري ،ابي عبدالله (ت971/هـ)،
دار صادر -بيروت -لبنان.
95مسند ابن الجعد :لعلي بن الجعد بن عبيد أبو الحسن الجوهري البغدادي ،مؤسسة
نادر ،بيروت ،الأولى ،تحـ عامر أحمد حيدر.
96مسند الإمام أحمد بن حنبل :لأحمد بن حنبل أبي عبدالله الشيباني839-963( ،هـ)
مؤسسة قرطبة ،مصر.
97المعجم الكبير :لسليمان بن أحمد بن أيوب أبي القاسم الطبراني( ،ت 461هـ)،
مكتبة العلوم والحكم ،الموصل ،الثانية ،تحقيق :حمدي بن عبد المجيد السلفي.
92مغني المحتاج إلى معرفة الفاظ المنهاج :لمحمد الشربيني الخطيب من علماء القرن
العاشر الهجري -دار الذخائر للمطبوعات -ايران.
91لمغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني :لعبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي،
أبي محمد (ت 681هـ) ،الطبعة الأولى ،دار الفكر ،بيروت -لبنان9315 ،هـ -
9125م.
81نيل الاوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار :لمحمد بن علي بن محمد
الشوكاني (ت9855/هـ) ،دار الجيل -بيروت -لبنان.
41
الفهرس المداضع
الإستهلال .............................................................................................ب
إهداء .................................................................................................ج
المقدمة ................................................................................................د
المطلب الاول :أهمية الموضوع ،أهداف البحث ،أسباب اختيار الموضوع ،منهج البحث ،أدوات البحث8 .... .
أهمية البحث 8 .......................................................................................
أهداف البحث 8 ......................................................................................
أسباب إختياري موضوع البحث 8 .....................................................................
منهج البحث 4 ........................................................................................
أداوات البحث 4 ......................................................................................
:أسئلة البحث ،فروض المطلب الثاني
3 البحث ،الدراسات السابقة ،مشكلة البحث ،حدوج البحث ،هيكل البحث
أسئلة البحث3 ....................................................................................... :
فروض البحث3 ..................................................................................... :
الدراسات السابقة5 .................................................................................. :
مشكلة البحث5 ..................................................................................... :
هيكل البحث 5 ..................................................................................... :
المبحث الثاني :حقيقة معنى المعاملة مع غير المسلمين 7 ...................................................
المطلب الأول :التعريف بمعنى المعاملة 2 ...............................................................
تعريف ومعنى تعامل 2 ..............................................................................
المطلب الثاني :الرسول ﷺ هو القدوة الحسنة في المعاملة بين الناس 2 ....................................
المطلب الثاني :التعريف بمن هم غير المسلمين 1 ........................................................
تعريف غير المسلمين 1 ........................................................................... :
المبحث الثالث :أحاديث معاملة النبي ﷺ مع غير المسلمين في صحيح البخاري 98 .........................
المطلب الأول :تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في عبادتهم 94 ........................................
المسألة الأولى :الصلاة 94 .........................................................................
الباب الأول :بَاب الصَّلَاةِ في الْبِيعَةِ94 .............................................................. .
42
الباب الثانية :بَاب ُدخُولِ اْلمُشْرِكِ اْلمَسْجِدَ 93 .......................................................
المسألة الثانية :الاستسقاء93 ...................................................................... .
الباب الأول :بَاب إذا اسْتَشْ َفعَ الْمُشْرِكُونَ بِاْلمُسِْلمِينَ عِنْدَ الْقَحْطِ93 ................................. .
المسألة الثالثة :الجنائز96 .........................................................................:
الباب الأول :بَاب من قام لِجَنَازَةِ َيهُودِيٍّ96 ........................................................ :
المطلب الثاني :تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين في صحيح البخاري 92 ................
المسألة الأولى :البيوع92 ......................................................................... .
الباب الأول :بَاب الشِّرَاءِّ وَالْبَْيعِ مع اْلمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْحَرْبِ92 ....................................... .
الباب الثالث :باب أمر النبي ﷺ اليهود ببيع أرضيهم()81 ............................................ .
المسألة الثانية :المزارعة89 ........................................................................ .
بَاب اْلمُزَارَعَ ِة مع الَْيهُودِ 89 .........................................................................
المسألة الثالثة :الرهن89 .......................................................................... :
الرهْنِ عِنْدَ الَْيهُودِ وَغَيْ ِرهِمْ89 .................................................................. :
بَاب َّ
المسألة الرابعة :العتق88 .......................................................................... .
بَاب عِتْقِ اْلمُشْ ِركِ88 ............................................................................. .
المسألة الخامسة :الهبة84 ........................................................................ .
الباب الأول :بَاب قَبُولِ اْل َهدِيَّةِ من اْلمُشْرِكِينَ84 .................................................... .
الباب الثاني :بَاب اْل َهدِيَّةِ لِ ْلمُشْرِكِينَ84 ............................................................. .
المطلب الثالث :الصلح والجهاد والسير والجزية والموادعة والمغازي 85 ..................................
المسألة الأولى :الصلح85 ......................................................................... .
بَاب الصُّلْحِ مع اْلمُشْرِكِينَ85 ...................................................................... .
المسألة الثانية :الجهاد والسير86 ................................................................... :
جهَادِ وَاْلمُصَالَحَةِ مع َأهْلِ الْحَرْبِ وَكِتَابَةِ الشُّرُوطِ 86 ..................
الباب الأول :بَاب الشُّرُوطِ في الْ ِ
الدعَاءِّ لِ ْلمُشْرِكِينَ بِاْل ُهدَى لِيَتَأَلَّ َفهُمْ 87 ..............................................
الباب الثاني :بَاب ُّ
المسألة الثالثة الجزية82 ........................................................................... :
الباب الأول :بَاب الْجِزْيَةِ وَاْل ُموَادَعَةِ مع أَهْلِ الذمة والحرب82 ........................................:
الباب الثاني :بَاب إِثْمِ من قَتَلَ مُعَا َهدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ81 ....................................................
43
المسألة الرابعة :الموادعة41 ....................................................................... :
الباب الأول :بَاب اْل ُموَا َدعَةِ وَالْمُصَالَحَةِ مع اْلمُشْرِكِينَ بِاْلمَالِ َوغَيْ ِرهِ وَإِْثمِ من لم َيفِ بِالْ َع ْهدِ وَقَوْلِهِ :وَإِنْ
جَنَحُوا لِلسَّ ْلمِ فَاجَْنحْ لها الْآيَةَ()41 .................................................................. .
َرةٍ َو ُه ْم
الباب الثاني :بَاب إِثْمِ من عَا َهدَ ثُمَّ َغدَرَ وقولهَّ ) :الذِينَ عَاهَدتَّ مِنْ ُهمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ َع ْه َد ُهمْ فِي كُلِّ م َّ
لاَ يَتَّقُونَ)()49 .................................................................................... .
المسألة الخامسة :المغازي49 ..................................................................... :
بَاب كِتَابِ النبي ﷺ إلى كِسْرَى وَقَيْصَرَ49 ......................................................... :
المسألة السادسة :الذبائح48 ...................................................................... .
بَاب ذَبَاِئحِ أَهْلِ اْلكِتَابِ وَشُحُومِهَا من أَهْلِ الْحَرْبِ وَغَيْ ِر ِهمْ48 ....................................... :
المسألة السابعة :المرضى44 ........................................................................
بَاب عِيَادَةِ اْلمُشْ ِركِ44 ............................................................................ :
المسألة السابعة :الأدب44 ........................................................................ :
بَاب صِلَةِ الْأَخِ اْلمُشْ ِركِ44 ......................................................................... :
النتائج45 ...............................................................................................
الفهارس الآية القرآنية 45 .................................................................................
الفهارس أطارف الحديث 47 .............................................................................
الفهارس المصادر 31 ....................................................................................
االفهارس المواضع45 .....................................................................................
44