‫اﻟ ﺎب اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻊ أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‬

‫ﻞ إﻗﻠ ﻢ رﺟﻼ ﻘﻮل‪" :‬ﻋﻬﺪك‬ ‫أﻗﺎﻟ ﻢ اﻷرض‬ ‫إذا ﻗﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻌﺚ‬
‫ﻛﻔﻚ"‬

‫أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻬﺪ اﻷﻋﻈﻢ واﻷﺧ ‪ .‬و ﺄ ﻫﺬا اﻟﻌﻬﺪ‬
‫ﺗﺘ ﺠﺎ ﻟﺠﻬﻮد ﻞ اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ واﻟﺼﺎﻟﺤ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‬
‫وﺣ اﻟﻴﻮم‪ .‬ﻈﻬﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻬﺪ اﻷﺧ و ﻘﺮ ﻞ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﺔ واﻷﻧ ﺎء‬
‫واﻟﻤﺮﺳﻠ اﻟﺴﺎ ﻘ ‪ ،‬و ﻮﺣﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻖ و ﻌ ﺪە إ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺸ ﻴﻬﺔ ﺠﻨﺔ‬
‫ﻋﺪن اﻟ ﻌﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺪل اﻹﻟ ‪ ،‬واﻟ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺮ وﻻ ﺣﺮوب وﻻ أﻣﺮاض‬
‫وﻻ ﻣﻮت وﻻ ﺣ ﻢ ﻷﺑﻨﺎء إ ﻠ ﺲ‪ .‬وﻫﺬە اﻟﻤﻬﻤﺔ أ ﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻦ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻞ‬
‫إﻧﻬﺎ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻷﺻﻌﺐ اﻟ ﺳ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ إ ﺗﺤﻘ ﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻟ ﻨﻬﻢ ﻟﻢ‬
‫ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺣ ﺎﺗﻬﻢ‪.‬‬

‫ُ‬
‫ﻤﺎ أوﺿﺤﻨﺎ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺘﺔ اﻟﻤﺎﺿ ﺔ اﻟ ﺘﺎب‪ ،‬ﺧﻠﻘﺖ اﻟ ﺔ ﻋ ﺻﻮرة‬
‫ﻣﻠ ﺎ ﻋ اﻟﺨﻠﻖ‪ .‬ﺎن ﺑﻨﻮ آدم و ﻨﺎﺗﻪ ورﺛﺔ‬ ‫ُﱢ‬
‫ﷲ‪ ،‬وﻋ أﺑﻮﻧﺎ آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ِ‬
‫اﻷرض و ﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬وﻟ ﻦ ﺧﻄﺄ واﺣﺪ وﻣﻌﺼ ﺔ واﺣﺪة وﺗﺠﺎوز واﺣﺪ ﻣﻦ آدم‬
‫ﺿﺪ اﻟﺴ ﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰﻫﺮاء )ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻼم( ﺟﻌﻞ آدم ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺗ ﻌﺎت أﻓﻌﺎﻟﻪ‪ ،‬و‬
‫اﻟﺤ ﺎة ﻋ اﻷرض ﻣﻊ ﻋﺪوە‪ ،‬واﻧﺤﺼﺎرە ﻣﻊ ﺴﻞ ﻋﺪوە إ ﻠ ﺲ ﻋ اﻷرض‬
‫اع ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋ اﻟﻌﺮش‪.‬‬

‫إن ﻣﺠﺮد وﺟﻮد ﺴﻞ ﻗﺎﺑ ﻞ ﺎن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﺴ ﺐ ﻗﺪرا ﻏ ﻣﺘﻨﺎ ﻣﻦ‬

‫اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة‪ ،‬ﺪءا ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﻫﺎﺑ ﻞ ﻋ ﺪ ﻗﺎﺑ ﻞ وﺣ ارﺗ ﺎب ﻗﺎﺑ ﻞ وأوﻻدە ﺟﻤﻴﻊ‬
‫أﻧﻮاع اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻟﺨﻄﺎ ﺎ‪ .‬ﺴ ﺖ ﻫﺬە اﻟﺨﻄﺎ ﺎ واﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺣ ﺎم ﺟﺪ ﺪة‬
 ‫زادت ﻣﻦ ﺗﻘﻴ ﺪ اﻟﺤ ﺎت اﻟ ﺎن آدم وﺣﻮاء ﻳﺘﻤﺘﻌﺎن ﺑﻬﺎ ذات ﻳﻮم ﺟﻨﺔ‬
‫ﻋﺪن‪ .‬أﺻﺒﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣ ﺎﻧﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻧﺎة و ﺎت ﻫﺪف أﺑﻨﺎء آدم ﻫﻮ إﻋﺎدة اﻟ ﺔ إ‬
‫ﺟﻨﺔ ﻋﺪن‪ ،‬ﻞ إرﺟﺎع اﻷرض ﺄ ﻤﻠﻬﺎ إ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺸ ﻴﻬﺔ ﺠﻨﺔ ﻋﺪن اﻟ ﻋﺎﺷﺖ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ اﻟ ﺔ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻻ ﺎم‪ .‬وﻟﻢ ﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ إﻻ إذا ﺣ ﻤﺖ‬
‫ذر ﺔ آدم‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ أﺛ ﺘﻨﺎ اﻷﺑﻮاب اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺴﺎ ﻘﺔ أن أﺑﻨﺎء ﻗﺎﺑ ﻞ ﺎﻧﻮا ﻄﺒ ﻌﺘﻬﻢ ﻫﻤﺞ‬
‫وﻣﺠﺮﻣ وﻇﺎﻟﻤ ‪ ،‬ﻔﺴﺪون اﻷرض ﺎﺳﺘﻤﺮار‪ .‬وﻗﺪ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﷲ ﻓﺮﺻﺎ ﻛﺜ ة‬
‫واﺿﻄﺮ ﻣﺮارا وﺗﻜﺮارا إ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑ ﻧﺰال اﻟﻌﺬاب ﻋﻠﻴﻬﻢ وذﻟﻚ ﻌﺪ أن ﻗﺘﻠﻮا‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ اﻟﺤﻘ اﻟﺬي‬‫ﻞ اﺑﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻨﻮر اﻟﺬﻳﻦ أرﺳﻠﻮا إﻟﻴﻬﻢ‪ .‬أﺛ ﺘﻨﺎ أ ﻀﺎ أن َ‬
‫ﻌﻴﻨﻪ ﷲ ﻫﻮ اﺑﻦ ﻵدم ﻷن أﺑﻨﺎء آدم ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻔﺦ ﷲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ روﺣﻪ‪ .‬أﺛ ﺘﻨﺎ‬
‫أن آدم ﺎن َﻣ ِﻠ ﺎ‪ ،‬وأﻋ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋ ﻞ ء‪ .‬وأﺛ ﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل داود أن‬
‫اﻟﺤﺎ ﻢ اﻟﻤﻌ ﻣﻦ ﷲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺤﺼﺎﻧﺔ وﻫﻮ ﻓﻮق اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻻ ﻤﻜﻦ ﻣﺤﺎ ﻤﺘﻪ‪.‬‬
‫وﻣﺜ ﺖ اﻟ ﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ أن اﻟﺤﺎ ﻢ اﻟﻤﻌ ﻣﻦ ﷲ ﻌﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺠﺔ ﷲ‪ (١ :‬ﺎﻟﻮﺻ ﺔ ‪ (٢‬ﺎﻟﻌﻠﻢ ‪ (٣‬و ﺎﻟﺪﻋﻮة إ ﺣﺎ ﻤ ﺔ ﷲ‪.‬‬

‫اﻟﻮﺻ ﺔ ﺗﻌ أن اﻟﺤﺎ ﻢ ﻣﻌ إﻟﻬ ﺎ وأن اﺳﻤﻪ ﻣﺬﻛﻮر ﺑﻮﺿ ح وﺻ ﺔ ﻣﻦ‬

‫ﻌﻴﻨﻪ‪ ،‬ﺳﻠﻔﻪ‪ .‬آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻣﺜﻼ ﻋﻴﻨﻪ ﷲ ﻤﺎ ﻫﻮ واﺿﺢ اﻟﻘﺮآن‪" :‬إ‬ ‫ّ‬
‫ﺟﺎﻋﻞ اﻷرض ﺧﻠ ﻔﺔ‪ ."1‬وﻧﺮى أن آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋ ﻫﺎﺑ ﻞ وﺷ ﺚ‪،‬‬
‫وﻧﺮى أن ﻧ ح )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋ ﺳﺎم‪ ،‬وﻧﺮى أن ﻣﻮ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋ‬
‫اﻟ ﺘﺐ‬ ‫ﻫﺎرون و ﻮﺷﻊ ﺑﻦ ﻧﻮن‪ .‬ﻧﺮى اﻟﻌﺪ ﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋ اﻟﺘﻨﺼ ﺐ اﻹﻟ‬
‫اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ‪ ،‬ﺣ ﺚ ﻌ اﻷﻧ ﺎء ﺧﻠﻔﺎءﻫﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻠﻢ ﻌ أن ﻟﺪى اﻟﺮﺳﻮل واﻟﺤﺎ ﻢ اﻟﻤﻌ إﻟﻬ ﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﷲ ﺴﻤﺢ ﻟﻪ‬

‫ﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐ ﺐ واﻹﺟﺎ ﺔ ﻋ أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وﺗﺤﺪ ﺪا اﻷﻣﻮر اﻟﻌﻈ ﻤﺔ اﻟ ﻻ‬
‫ﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ إﻻ رﺳﻮل إﻟ ‪ ،‬و اﻷﻣﻮر اﻟ ﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻌﻈﺎﺋﻢ اﻷﻣﻮر‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪٣٠‬‬

‫وﻗﺪ ورد ﻣﻌ ﺎر اﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن اﻵ ﺔ اﻟﺘﺎﻟ ﺔ ﻓ ﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻴ آدم )ﻋﻠ ﻪ‬
‫َ َ َ ََ َْ‬
‫اﻷ ْﺳ َﻤ َﺎء ﻠ َﻬﺎ ُﺛ ﱠﻢ َﻋ َﺮ َﺿ ُﻬ ْﻢ َﻋ اﻟ َﻤ َ ﺋﻜﺔ َﻓ َﻘ َ‬
‫ﺎل‬ ‫ِ ِ‬ ‫اﻟﺴﻼم( ﺧﻠ ﻔﺔ ﷲ‪".‬وﻋﻠﻢ آدم‬
‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬
‫أﻧ ِ ﺌﻮ ِ ِ ﺄ ْﺳ َﻤ ِﺎء ﻫ ٰ ﺆ ِء ِإن ﻛﻨﺘ ْﻢ َﺻ ِﺎد ِﻗ َ ‪."2‬‬

‫اﻟﺪﻋﻮة إ اﻟﺤﺎ ﻤ ﺔ ‪ ،‬ﺪﻋﻮ اﻟﺮﺳﻮل اﻹﻟ داﺋﻤﺎ إ ﺣﺎ ﻤ ﺔ ﷲ وﻻ ﺪﻋﻮ‬

‫إ ﺣﺎ ﻤ ﺔ اﻟﻨﺎس‪ .‬ﻫﺬا ﻌ أن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣ ﺪ اﻟﺬي ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺤ ﻢ اﻟﻨﺎس‬
‫ﺠﺐ أن ﻜﻮن ﺷﺨﺺ ﻣﻌ ﻣﻦ ﷲ و ﺪﻋﻮ اﻟﻨﺎس إ ﷲ‪ .‬ﻫﻮ َ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ‬
‫اﻟﻔ ﻠﺴﻮف أو اﻟﺤﺎ ﻢ اﻹﻟ ‪ .‬وﺗﻌﻴ آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻌ أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺤﺎ ﻢ وﻫﻮ‬
‫َ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ وﻫﻮ رﺋ ﺲ اﻟﻮزراء وﻫﻮ اﻟﺮﺋ ﺲ‪ .‬ﻫﻮ اﻟﺬي أو ﻠﻪ ﷲ ﺑ ﻨﻔ ﺬ إرادة ﷲ ﻋ‬
‫اﻷرض‪ .‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺣﺎ ﻤ ﺔ ﷲ ﺗﻌ أن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﻮ ﺷﺆون اﻟ‬
‫ﺠﺐ أن ﻜﻮن ﺷﺨﺺ ﻣﺨﺘﺎر وﻣﻌ وﻣﻨﺼﺐ ﻣﻦ ﷲ‪ ،‬وﻻ ﻜﻮن ﻣﻦ اﺧﺘ ﺎر‬
‫اﻟﻨﺎس أو ﺎﻧﺘﺨﺎﺑﻬﻢ ﻟﻪ‪ ،‬ﺣ ﺚ ﻜﻮن ﻫﺬا اﻹﻧﺘﺨﺎب ﻣﺒ ﺣﺘﻤﺎ ﻋ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟ‬
‫اﻟﺬاﺗ ﺔ واﻟﺸﺨﺼ ﺔ‪ ،‬أو ﻋ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺣﺰب ﺳ ﺎ أو ﺗﺤ ات ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬أﻣﺎ‬
‫إﺧﺘ ﺎر ﷲ ﻓﻬﻮ اﺧﺘ ﺎر ﻣﺒ ﻋ ﻣﺎ ﻓ ﻪ ﺻﻼح اﻟ ﺔ ﺟﻤﻌﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣ ﺔ‬
‫اﻟﺮوﺣ ﺔ واﻟﻌﻘﻠ ﺔ واﻟﻤﺎد ﺔ‪.‬‬

‫)ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪:‬‬ ‫إذن ﻛ ﻒ ﺠﻌﻞ ﷲ ﺗﻨﺼ ﻪ ﻟﻠﺨﻠ ﻔﺔ ﺑ ّ وﺟ ؟ ﻗﺎل ﻋ‬

‫َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ََ‬
‫اﻵب اﻟ ِﺬي أ ْر َﺳﻠ ِ ‪."3‬‬
‫ِ‬ ‫ﺔ‬ ‫" أﻃﻠﺐ ﻣ ِﺸ ﺌ ِ ﻞ ﻣ ِﺸ ﺌ‬

‫ُ‬
‫ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻤﺎ ﻋﺮف آدم ﺎﻟﺘﻌﻴ اﻹﻟ ﻣﻦ ﻗ ﻞ ﷲ‪ ،‬و ﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﺎﻷﺳﻤﺎء ﻠﻬﺎ‬
‫)اﻟﻌﻠﻢ( واﻟﺪﻋﻮة إ ﺣﺎ ﻤ ﺔ ﷲ ) ﻜﻮﻧﻪ ﺧﻠ ﻔﺔ ﷲ اﻟﻤﻨﺼﺐ اﻷرض(‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ﻤﻜﻦ ﻟﻺ ﺴﺎن أن ﻌﺮف اﻟﺤﺎ ﻢ اﻟﻤﻨﺼﺐ ﻣﻦ ﷲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻌﺎﻳ اﻟﺪﻧﻴ ﺔ‬
‫ﻣﺜﻞ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺠﺴﺪ ﺔ أو اﻟﻮﺿﻊ اﻹﺟﺘﻤﺎ واﻷ ي أو اﻟﺸﻬﺮة أو اﻟ وة أو ﻣﺎ‬
‫ﺷﺎ ﻪ‪ .‬ﻷن ﷲ أرﺳﻞ ﺣ ﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺳﻠ ﻤﺎن اﻟﺬي ﺎن ﺛ ﺎ ﻟﻠﻐﺎ ﺔ و ﺎﻧﺖ ﻟﺪ ﻪ ﻣﺌﺎت‬

‫‪ 2‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪٣١‬‬

‫‪ 3‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس ‪ -‬ﺳﻔر ﯾوﺣﻧﺎ ‪ -‬اﻹﺻﺣﺎح ‪٣٠ :٥‬‬
 ‫اﻟﺰوﺟﺎت‪ ،‬ﻤﺎ أرﺳﻞ ﺣ ﺎﻣﺎ ﻟ ﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﻘﻠ ﻞ ﻣﻦ اﻟ وات اﻟﻤﺎد ﺔ ﻣﺜﻞ‬
‫ﻋ ‪ .‬وﻟﻘﺪ أﺛ ﺘﻨﺎ أ ﻀﺎ أن اﻷﺣ ﺎم ﺗﺘﻐ ﻣﻊ ﺗﻐ اﻟﺰﻣﺎن وأن أﻓﻌﺎل اﻟﺤ ﺎم‬
‫اﻟﻤﻨﺼﺒ ﻣﻦ ﷲ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن داﺋﻤﺎ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ أو ﻋﺎد ﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي‬
‫ﻌ ﺸﻮن ﻓ ﻪ‪ .‬ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻤﺎ اﺗﻀﺢ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل داود وﻟﻮط وﻋ ‪ ،‬ﻻ ﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أ ﺪا‬
‫أن ﻌ ض ﻋ اﻟﺤﺎ ﻢ اﻹﻟ أو َ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ اﻟﻤﻌ ﻣﻦ ﷲ‪ .‬اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ واﻟﺘﺎﻣﺔ‬
‫ور ﺔ ﻞ اﻷﺣﻮال واﻷوﺿﺎع‪ .‬ﻛﺬﻟﻚ أﺛ ﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‬
‫وأﺑﻨﺎﺋﻪ‪ ،‬اﻷﺋﻤﺔ واﻟﻤﻬﺪﻳ ‪ ،‬أن اﻟﻄ ﻘﺔ اﻟ ﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺗﻤﻴ اﺑﻦ آدم ﻋﻦ اﺑﻦ‬
‫ﻗﺎﺑ ﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﺒﺘﻪ ووﻻﺋﻪ ﻟﻠﺤﺎ ﻢ اﻟﻤﻌ إﻟﻬ ﺎ زﻣﺎﻧﻪ‪ .‬ﻣﻦ ﻘ ﻞ و ﺤﺐ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ اﻟﻤﻌ ﻣﻦ ﷲ و ﻜﻮن ﻣﻦ ﺷ ﻌﺘﻪ ﻓﻬﻮ اﺑﻦ آدم وﻣﻦ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻬﻮ اﺑﻦ‬ ‫َ‬
‫اﻟﺸ ﻄﺎن‪.‬‬

‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ إ ﻞ ﻫﺬا‪ ،‬إ ﻗﺼﺔ اﻹ ﺴﺎﻧ ﺔ ﻣﻦ آدم ﺣ اﻟﻴﻮم‪ ،‬ﻧﺪرك أن دﻳ ﻨﺎ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ اﻟﻤﻨﺼﺐ ﻣﻦ ﷲ‪ .‬ﻗﺼ ﻨﺎ‬ ‫اﻟﺤﻘ ﻫﻮ ﻋ ﺎرة ﻋﻦ ء واﺣﺪ‪ ،‬ﻃﺎﻋﺔ َ‬
‫ﻗﺼﺔ ﻋﺮش وﺣ ﻢ وأرض اﻏﺘﺼﺒﻬﺎ أﺑﻨﺎء إ ﻠ ﺲ‪ ،‬ذﻟﻚ َ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ اﻟﻘﺪ ﻢ اﻟﺬي رﻓﺾ‬
‫ﻟﻠﻤ ِﻠﻚ‪ .‬ﻗﺼ ﻨﺎ ﻗﺼﺔ َﻣ ِﻠﻚ أﻃﻴﺢ ﻪ )آدم و ﺴﻠﻪ( و اع‬ ‫ﻗﺒﻮل اﺧﺘ ﺎر ﷲ َ‬
‫ﻹﻋﺎدﺗﻪ إ ﻋﺮﺷﻪ وﺗﻤﻜ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻷرض‪ .‬ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺪﻳﻦ ﻠﻪ وﻫﺬە ﻏﺎﻳﺘﻪ‪،‬‬
‫ً‬
‫اﻟﺴﻤﺎح ﺤ ﻢ ﷲ اﻷرض‪ ،‬ﺣ ﻢ ﻤﻸ اﻷرض ﻋﺪ وﻗﺴﻄﺎ‪ .‬ﺗﻢ ﺗﺤ ﻒ اﻟﺪﻳﻦ‬
‫و ﻓﺴﺎدە ﻋ ﺪ أﺑﻨﺎء ﻗﺎﺑ ﻞ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﺻﻮروا اﻷﻣﺮ ﻋ أن اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺣ ﻢ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ُ ﻌﺮف ﻔﺼﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ‪ .‬ﻓﻜﺮة أﻧﻨﺎ ﻧﻘ ﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ‪،‬‬
‫وﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬و ﻮذا‪ ،‬وﻛ ﺸﻨﺎ…إﻟﺦ ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻟ ﺴﻮا ﻣﻮﺿﻊ ﺣ ﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ‪ ،‬ﺣ ﺚ‬
‫ﻧﻘ ﻠﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻛﺪﻋﺎة أو واﻋﻈ ‪.‬‬

‫ﻟﻢ ﻜﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺮاد ﷲ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ‪ .‬اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻜﻦ أ ﺪا ﻋ ﺎرة ﻋﻦ اﺗ ﺎع ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬

‫ﻣﻦ اﻟﻄﻘﻮس ﻣﺜﻞ ﻃﻘﻮس اﻟﻄﻬﺎرة أو ﻃﻘﻮس ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺼﻼة‪ ،‬ﻞ إﻧﻪ اﻟﻄﺎﻋﺔ‬
‫اﻟﻤ ِﻠﻚ ﻤﺜﻞ ﺣ ﻢ ﷲ اﻷرض‪ .‬ﻟﻢ ﺗﻜﻦ‬ ‫ﻟﻠﻤﻠﻚ اﻟﻤﻨﺼﺐ إﻟﻬ ﺎ‪ .‬وذﻟﻚ َ‬ ‫َ‬
‫واﻟﻮﻻء ِ‬
‫رﻏ ﺔ ﷲ أ ﺪا أن ﻜﻮن ﻏﺎﺋ ﺎ ﻋﻦ ﺣ ﺎة اﻟﻨﺎس أو ﺷﺆون اﻟﺪﻧ ﺎ‪ ،‬ﻞ إﻧﻪ أراد أن‬
‫ﻀﻤﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة ﻋ اﻷرض ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﻴ رﺳﻠﻪ ﺣ ﺎﻣﺎ إﻟﻬﻴ ‪،‬‬
 ‫ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺳﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻼﺿﻄﻬﺎد واﻟﺘﻌﺬ ﺐ واﻟﻘﺘﻞ ﻋ ﻣﺪار اﻟﺘﺎر ــﺦ ﻻ‬
‫ﻟ ء ﺳﻮى ﻷﻧﻬﻢ داﻓﻌﻮا ﻋﻦ ﻋﺪل ﷲ وداﻓﻌﻮا ﻋﻦ ﺣ ﻢ ﷲ اﻷرض‪ ،‬ﺣﺎ ﻤ ﺔ‬
‫ﷲ‪.‬‬

‫ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺆﻣﻦ أن ﻞ اﻟﻤﺸﺎ ﻞ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋ اﻷرض ﻳﺮﺟﻊ أﺻﻠﻬﺎ إ أن اﻟﺤ ﺎم‬

‫اﻟﺬﻳﻦ ﺤ ﻤﻮن اﻷرض ﻟ ﺴﻮا ﻣﻨﺼﺒ إﻟﻬ ﺎ وﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻟ ﺴﻮا ﺣ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء آدم‪.‬‬

‫ﻋﻦ أ ﺧﺎﻟﺪ اﻟ ﺎ ‪ ،‬ﻋﻦ أ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( أﻧﻪ ﻗﺎل‪" :‬إن ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬

‫ﺟﻌﻞ اﻟﺪﻳﻦ دوﻟﺘ ‪ :‬دوﻟﺔ آدم‪ ،‬و دوﻟﺔ ﷲ‪ ،‬ودوﻟﺔ إ ﻠ ﺲ‪ ،‬ﻓﺈذا أراد ﷲ أن‬
‫ﺎﻧﺖ دوﻟﺔ إ ﻠ ﺲ‪،‬‬ ‫ﻌ ﺪ ﻋﻼﻧ ﺔ ﺎﻧﺖ دوﻟﺔ آدم‪ ،‬و ذا أراد ﷲ أن ﻌ ﺪ اﻟ‬
‫واﻟﻤﺬﻳﻊ ﻟﻤﺎ أراد ﷲ ﺳ ە ﻣﺎرق ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ‪."4‬‬

‫إذا ﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺮى ﺑﻮﺿ ح أن اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺮﺗ ﻂ ﺎﻟﺤ ﻢ اﻹﻟ ‪ .‬ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﻠﻪ ﻋ ﺎرة ﻋﻦ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ﺣ ﻢ‪"ِ .‬إ ﺟﺎﻋﻞ ِ اﻷ ْرض ﺧﻠ ﻔﺔ"‪ .‬و ﺎﻟﺘﺎ ﻧﻔﻬﻢ اﻵن أن اﻟﻤﻬﺪﻳ ﻟ ﺴﻮا‬
‫اﻟﻮاﻗﻊ ﻗﺎدة روﺣﻴ ﻓﺤﺴﺐ ﻞ ﻫﻢ ﻣﻠﻮك أﺻﺤﺎب ﺳﻠﻄﺔ ﺳ ﺎﺳ ﺔ وروﺣ ﺔ ﻋ‬
‫أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﻢ دوﻟﺔ‬ ‫اﻷرض‪ .‬ﺗﻌﺘﻘﺪ دوﻟﺔ إ اﺋ ﻞ اﻟﻴﻮم أن ﻟﻬﻢ ﺣﻖ إﻟ‬
‫ﻟﻠﻴﻬﻮد‪ ،‬وﺗﻌ ﻔﻬﻢ ﻟﻠﻬ ﺔ اﻟﻴﻬﻮد ﺔ ﻟ ﺲ ﻣﺒ ﺎ ﻓﻘﻂ ﻋ أﺳﺎس ﻋﻘﺎﺋﺪي وﻟ ﻦ‬
‫ﻋ أﺳﺎس اﻟ ﺴﺐ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷم‪ .‬ﻋ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻨﻮال ﻧﻌﺘﻘﺪ ﻧﺤﻦ‬
‫أ ﻀﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺎﻟﻤﻬﺪﻳ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻦ وﺻ ﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻳﻮﺣﺪﻧﺎ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﻂ وﻟ ﻨﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ أ ﻀﺎ أﻧﻨﺎ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟ ﺴﺐ‪ ،‬ﻷﻧﻨﺎ‬
‫ﻧﺆﻣﻦ ﺄﻧﻨﺎ ﺟﻤ ﻌﺎ ﻣﺮﺗ ﻄﻮن ﺑ ﻌﻀﻨﺎ اﻟ ﻌﺾ وﻣﻦ ﻋﺮق واﺣﺪ‪ ،‬أﺑﻨﺎء آدم‪ .‬وﻟ ﻦ‬
‫ﻋ ﻋﻜﺲ اﻟ ﺴﺐ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮ ﻓﻨﺤﻦ ﺴ ﻨﺎ ﺴﺐ رو ‪ .5‬ﻤﻜﻦ ﻷي إ ﺴﺎن أن‬
‫ﺨﺘﺎر أن ﺼﺒﺢ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟ ﺴﺐ ‪ -‬ﻫﺬە اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺮوﺣ ﺔ ‪ -‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺗﻄﻬ ﻧﻔﺴﻪ وﺗﻤﻜ اﻟﻨﻮر داﺧﻠﻪ وﻫ ﻤﺔ اﻟﻈﻼم واﻟ ﺴﻠ ﻢ ﻟﻠﺤﺎ ﻢ اﻟﻤﻨﺼﺐ‬
‫إﻟﻬ ﺎ‪.‬‬

‫‪ 4‬اﻟﻛﺎﻓﻲ ‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻛﻠﯾﻧﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٧٢‬‬

‫‪ 5‬ﻣﺑدأ اﻟﻧﺳب اﻟروﺣﻲ ﺳﯾﺗم ﺷرﺣﮫ ﺑﺎﺳﺗﻔﺎﺿﺔ أﻛﺛر ﻻﺣﻘﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻧد ﺗﻧﺎول طﺑﯾﻌﺔ اﻟروح‪.‬‬
 ‫ﺸ ﻞ أﺑﻨﺎء آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( اﻵن ﻋﺎﺋﻠﺔ آل اﻟﻤﻬﺪي اﻟﺮوﺣ ﺔ‪ .‬ﻤﺎ أوﺿﺤﻨﺎ‬
‫اﻷﺑﻮاب اﻟﺴﺎ ﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺈن أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺤﻤﻠﻮن ﺴﻞ آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻤ ﻠﻮن‬
‫ﻄﺒ ﻌﺘﻬﻢ إ و ﷲ و اﻟﻤﺤ ﺔ واﻟﻌﺪل واﻟﺨ ‪ ،‬إﻧﻬﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻨﻮر‪ .‬أﻣﺎ ﺴﻞ‬
‫اﻟﺸ ﻄﺎن ﻓﻬﻮ ﻧﺠﺲ ﻄﺒ ﻌﺘﻪ و ﻤ ﻞ إ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﺨ ﺚ‪ .‬ﻫﺪف ﷲ وﺧﻄﺘﻪ‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﺗﻄﻬ اﻷرض ﻣﻦ ﻘﺎ ﺎ اﻟﺸ ﻄﺎن اﻟﺬي ﺴ ﺐ اﻟﻔﻮ‬
‫واﻻﺿﻄﻬﺎد واﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻏﺼﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرﺛﺔ اﻟ ﻋﻴ ‪ -‬أﺑﻨﺎء آدم‬
‫)ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪ .‬ﻌﺪ آﻻف اﻟﺴﻨ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼط اﻟﺠﻴ ﺑ أﺑﻨﺎء آدم )ﻋﻠ ﻪ‬
‫اﻟﺴﻼم( وأوﻻد اﻟﺸ ﻄﺎن‪ ،‬وﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻐﻴ ات اﻟﺘﺨﻠﻖ‪ ،‬ﻳﺆﺳﺲ اﻟﻌﻬﺪ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻊ روا ﻄﻨﺎ وﻫ ﻨﺎ وﻗﻮاﻧ ﻨﻨﺎ اﻟﺠﺪ ﺪة ﻋ أﺳﺎس "اﻟﻌﺮق اﻟﺮو " أو‬
‫اﻟ ﺴﺐ اﻟﺮو ‪ .‬ﻓﺮض اﻟﺤ ﻢ أو اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳ ﺔ أو اﻟﻐ دﻳ ﺔ اﻟﺬي ﻜﻮن ﻣﺒ ﺎ‬
‫ﻋ أﺳﺎس اﻟﻌﺮق اﻟﺒﻴﻮﻟﻮ أو اﻟﺠﻴ أو ﺗﺤﺴ اﻟ ﺴﻞ ﺄﺳﺎﻟ ﺐ ﻓﺎﺷ ﺔ‪ -‬ﻞ‬
‫ذﻟﻚ ﺳ ﺘﻢ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠ ﻪ ﻠ ﺎ‪ .‬ﻞ ﻫﺬە اﻟﻤﻌﺎﻳ ﺧﺎﻃﺌﺔ و اﻟﺴ ﺐ اﻷﺻ وراء‬
‫اﻷرض‪ .‬ﺄ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻌﻠﻢ اﻟﺮوح ﻣﻦ‬ ‫اﻻﺳ ﺪاد واﻟﻘﻤﻊ واﻟﻈﻠﻢ اﻟﻤﺘﻔ‬
‫أﺟﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋ ﻞ اﻟﻬ ﺎت اﻟﺰاﺋﻔﺔ اﻟ ﺴ ﺖ ﻫﺬا اﻟ ﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺆس‪.‬‬

‫ﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎ ﻘﺎ‪ ،‬ﻳﺮﺗ ﻂ اﻟﺪﻳﻦ ﺟﻮﻫﺮە ﺎﻟﺤ ﻢ اﻹﻟ واﻟﺴ ﺎدة )اﻟﻮﻻ ﺔ(‪ .‬إﻧﻪ‬
‫ﻣﻔﻬﻮم راﺳﺦ اﻟ ﻨ ﺴﺔ اﻟ ﺎﺛﻮﻟ ﻜ ﺔ‪ .‬اﻟ ﻨ ﺴﺔ اﻟ ﺎﺛﻮﻟ ﻜ ﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻗﺪم‬
‫وأﻏ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ و ﺗﺒ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ وﺳ ﺎدﺗﻬﺎ ﻋ أﺳﺎس ﻫﺬا اﻟﻤ ﺪأ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻵ ﺔ اﻟﺘﺎﻟ ﺔ‪:‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ََ َ َ‬

‫ات‪ ،‬ﻓ ﱡﻞ َﻣﺎ ﺗ ْ ِﻄﻪ ﻋ اﻷ ْرض َ ﻮن َﻣ ْ ُ ﻮﻃﺎ‬ ‫ﱠ َ َ‬
‫ﻮت اﻟﺴﻤﺎو َ ِ‬ ‫"وأﻋ ِﻄ ﻚ ﻣﻔ ِﺎﺗﻴﺢ ﻣﻠ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ُ َ ْ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ ﱡ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ﱠ َ َ‬
‫ات‪ .‬و ﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻠﻪ ﻋ اﻷرض ﻮن ﻣﺤﻠﻮ ِ اﻟﺴﻤﺎو ِ‬
‫‪6‬‬
‫ات "‪.‬‬ ‫ِ اﻟﺴﻤﺎو ِ‬

‫‪ 6‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس ‪ -‬إﻧﺟﯾل ﻣﺗﻰ ‪ -‬اﻹﺻﺣﺎح ‪١٩:١٦‬‬

 ‫وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻌﺘﻘﺪ اﻟ ﺎﺛﻮﻟ ﻚ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﺘﻢ ﺗﻤﻜ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ اﻟﺮو ‪ ،‬اﻟ ﺎ ﺎ‪،‬‬
‫ﻟ ﻜﻮن رﺋ ﺲ ﻟﺪوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻪ ذات ﺳ ﺎدة وﻗﻮاﻧ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ )اﻟﻔﺎﺗ ﺎن(‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﻧﻌﺘﻘﺪ ﻧﺤﻦ أ ﻀﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻜﻮن اﻟﻤﻬﺪﻳﻮن رؤﺳﺎء دوﻟﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻊ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮاﻧ ﻨﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬وﻧﺆﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ وﻋﺪ ﻣﻦ ﷲ أﻧﻪ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷ ﺎم‬
‫ُ‬
‫وﻋﺪ ﷲ وﺳ ﺛﻬﺎ‬ ‫ﺣ ﺎﺗﻨﺎ ﻫﺬە‪ ،‬ﺳﻨﻤﻨﺢ أرﺿﻨﺎ ﻟﻨﺤ ﻤﻬﺎ‪ .‬ودوﻟﺔ اﻟﻌﺪل اﻹﻟ‬
‫أﺑﻨﺎء آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪ .‬وﻧ ع اﻟﺤ ﻢ اﻟﺬي ﺳ ﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮدا دوﻟﺔ اﻟﻌﺪل‬
‫اﻹﻟ ﻫﻮ ﺣ ﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﻋ اﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ‪ .‬وﺳ ُ ﺴﻤﺢ ﻟﻤﻌﺘﻨ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫اﻷد ﺎن واﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻋﻘ ﺪﺗﻬﻢ دوﻟﺘﻨﺎ ﺗﺤﺖ را ﺔ ﺣﺎ ﻤ ﺔ ﷲ‪ .‬وﻟ‬
‫)اﻟ ﺎ ﺎ ﺎﻟ ﺴ ﺔ ﻟﻬﻢ(‬ ‫ﻧﻮﺿﺢ أ ﻧﻘﻄﺔ أن اﻟ ﺎﺛﻮﻟ ﻚ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺄن أوﺻ ﺎء ﻋ‬
‫ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺴﻠﻄﺔ وﺣ ﻢ ﺳﻤﺎوي وأر ‪ ،‬إﻟ ﻢ را ﺔ وﺧﺘﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟ ﺎﺛﻮﻟ ﻜ ﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻢ دوﻟﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺗ ﺎن )اﻟﺸ ﻞ ‪ (١‬ﺣ ﺚ ﺗﺮون ﻣﻔﺘﺎﺣ ‪ .‬ﻳﺮﻣﺰ اﻟﻤﻔﺘﺎح‬
‫اﻟﺬﻫ إ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻤﺎو ﺔ أﻣﺎ اﻟﻤﻔﺘﺎح اﻟﻔ ﻓ ﻣﺰ إ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻷرﺿ ﺔ‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫اﻟﺘﺎج اﻟﺬي ﻈﻬﺮ ﻋ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻬﻮ ُ ﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿ ح اﻋﺘﻘﺎد اﻟ ﺎﺛﻮﻟ ﻚ أن اﻟ ﺎ ﺎ ﻫﻮ‬
‫ﻣﻠﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﻄﺔ إﻟﻬ ﺔ‪:‬‬

‫اﻟﺸ ﻞ ‪ :١‬ﻋﻠﻢ دوﻟﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺗ ﺎن‬

‫و ﺎﻟﻤﺜﻞ ﻧﺠﺪ ﻫﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺪ ﺎﻧﺔ اﻟﺒﻮذ ﺔ ﺣ ﺚ ﻜﻮن اﻟﺪاﻻي ﻻﻣﺎ )ﺗﻴ ن‬
‫ﻏ ﺎ ﺴﻮ( ﻫﻮ رﺋ ﺲ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺰﻋ ﻢ اﻟﺮو ﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘ ﺖ‪ .‬اﻹﺳﻼم ﺤﺘﺞ‬
‫ﻇﻞ "ﺣ ﻢ اﻟﻔﻘ ﻪ" )أو ﻣﺎ ﺴ ﺑﻮﻻ ﺔ‬ ‫اﻟﺸ ﻌﺔ اﻟﻴﻮم ﺴﻠﻄﺔ وﺣ ﻢ ﻣ ﺸﺎﺑﻬ‬
‫ُ‬
‫اﻟﻔﻘ ﻪ(‪ ،‬وﺗﻤﻨﺢ ﻣﺮﺟﻌ ﺎﺗﻬﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﻤ ﺎﻧﺔ إ ﺣﺪ ﻣﺎ‪ .‬ﻋﻨﺪ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﺮى‬
 ‫إﺣﺘﺠﺎج ﻣﻠﻚ اﻷردن ﺴﻠﻄﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﺴ ﻪ اﻟﻬﺎﺷ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻟﻠﻨ ﻣﺤﻤﺪ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺪس‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺤ ﺎم اﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻮن‬ ‫و ﻌﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎدﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗ‬
‫ً‬
‫اﻟﺴﻌﻮد ﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺪﻋﻮن أ ﻀﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺴﻠﻄﺔ ﻧﺒ ﺔ ﻓﻀ ﻋﻦ ﺗﻨﺼ ﺒﻬﻢ‬
‫ﻣﻜﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺧﺪام اﻟﺤﺮﻣ اﻟ ﻔ‬

‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻤﺎ أن اﻟ ﺴﺐ ﻜﻮن ﻣﺒ ﺎ ﻋ اﻷرواح‪ ،‬ﻟﻦ ﻳﻨﺤﺪر اﻟﻤﻬﺪﻳﻮن‬

‫ﺎﻟ ورة ﻣﻦ ﺴﻞ ﻣﺎدي واﺣﺪ‪ .‬ﻗﺪ ﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺴﺐ ﻣﺘﻌﺪد أو ﻣﺨﺘﻠﻂ‬
‫ﺑﻴﻮﻟﻮﺟ ﺎ‪ .‬ﻟﻢ ﺸﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻗ ﻞ ﻣﻤﻠ ﺔ ﺄ ﺧﻠﻔﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ ﺳﻼﻻت أو ﻗﻮﻣ ﺎت‬
‫أو أﻋﺮاق أو ﻟﻐﺎت أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت دﻳ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻗ ﻞ ﻣﻤﻠ ﺔ‬
‫ﻜﻮن ورﺛﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻣ ﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺨﻠﻔﻮن ﻌﻀﻬﻢ اﻟ ﻌﺾ‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻤﺮ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ‪ ،‬ﻗﺎل‪" :‬دﺧﻞ رﺟﻞ إ أ ﺟﻌﻔﺮ اﻟ ﺎﻗﺮ )ﻋﻠ ﻪ‬
‫اﻟﺴﻼم(‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ‪" :‬ﻋﺎﻓﺎك ﷲ اﻗ ﺾ ﻣ ﻋ ﻫﺬە اﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ درﻫﻢ"‪ ،‬ﻓﻘﺎل‬
‫ﻟﻪ أﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺧﺬﻫﺎ أﻧﺖ ﻓﻀﻌﻬﺎ ﺟ اﻧﻚ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻹﺳﻼم‬
‫واﻟﻤﺴﺎ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻚ اﻟﻤﺴﻠﻤ "‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل‪" :‬إذا ﻗﺎم ﻗﺎﺋﻢ أﻫﻞ اﻟﺒ ﺖ ﻗﺴﻢ‬
‫ﺎﻟﺴ ﺔ‪ ،‬وﻋﺪل اﻟﺮﻋ ﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ أﻃﺎﻋﻪ ﻓﻘﺪ أﻃﺎع ﷲ‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺼﺎە ﻓﻘﺪ ﻋ‬
‫ُ‬
‫ﷲ‪ ،‬و ﻧﻤﺎ ﺳ اﻟﻤﻬﺪي ﻣﻬﺪ ﺎ ﻷﻧﻪ ﻫﺪي ﻷﻣﺮ ﺧ ‪ ،‬و ﺴﺘﺨ ج اﻟﺘﻮراة وﺳﺎﺋﺮ‬
‫ﻛﺘﺐ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻣﻦ ﻏﺎر ﺄﻧﻄﺎ ﺔ‪ ،‬و ﺤ ﻢ ﺑ أﻫﻞ اﻟﺘﻮراة ﺎﻟﺘﻮراة‪ ،‬و أﻫﻞ‬
‫اﻹﻧﺠ ﻞ ﺎﻹﻧﺠ ﻞ‪ ،‬و أﻫﻞ اﻟ ﻮر ﺎﻟ ﻮر‪ ،‬و أﻫﻞ اﻟﻘﺮآن ﺎﻟﻘﺮآن‪ ،‬و ﺠﻤﻊ‬
‫إﻟ ﻪ أﻣﻮال اﻟﺪﻧ ﺎ ﻣﻦ ﻄﻦ اﻷرض وﻇﻬﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻓ ﻘﻮل ﻟﻠﻨﺎس‪ :‬ﺗﻌﺎﻟﻮا إ ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺘﻢ‬
‫ﻋﺰ وﺟﻞ‪،‬‬‫ﻓ ﻪ اﻷرﺣﺎم‪ ،‬وﺳﻔﻜﺘﻢ ﻓ ﻪ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﺤﺮام‪ ،‬ورﻛﺒﺘﻢ ﻓ ﻪ ﻣﺎ ﺣﺮم ﷲ ﱠ‬
‫ً‬
‫ﻓ ﻌ ﺷ ﺌﺎ ﻟﻢ ﻌﻄﻪ أﺣﺪ ﺎن ﻗ ﻠﻪ‪ ،‬و ﻤﻸ اﻷرض ﻋﺪ وﻗﺴﻄﺎ وﻧﻮرا ﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ‬
‫ﻇﻠﻤﺎ وﺟﻮرا و ا‪."7‬‬

‫دوﻟﺔ اﻟﻌﺪل اﻹﻟ ‪ ،‬ﺳﺘﻌ ﺶ اﻟﺸﻌﻮب اﻟ ﺗﺪﻳﻦ‬ ‫ﻧﺮى ﺑﻮﺿ ح أﻧﻪ ﺣ‬

‫ﺪ ﺎﻧﺎت أﺧﺮى ﻫﺬە اﻟﺪوﻟﺔ وﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺤ ﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺔ دﻳﻨﻬﺎ‪ ،‬وﺳ ﺘﻢ ﺣ ﻤﻬﻢ‬

‫‪ 7‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٥٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٥٠‬‬

 ‫ﻌﺔ أو أﺣ ﺎم اﻹﺳﻼم‪ .‬ﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﺣ ﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬ ‫ﻜﺘﺎﺑﻬﻢ وﻟ ﺲ‬
‫دوﻟﺔ اﻟﻌﺪل اﻹﻟ ‪ .‬ﻞ إن ﺟﻤﻴﻊ اﻷد ﺎن ﻣﻮﺣﺪة اﻟﻮاﻗﻊ وﺗﻌﺘ ﺟﻤ ﻌﻬﺎ أﺟﺰاء‬
‫ﻣﻦ ﻋﻘ ﺪة واﺣﺪة ﻛ ى‪.‬‬

‫ﻌﺪ إﻋﻼن اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻫﻮ ﺗﺄﺳ ﺲ‬
‫ﻟﻌﻬﺪ ﺟﺪ ﺪ ﻣﺒ ﻋ ﻫ ﻨﺎ اﻟﺮوﺣ ﺔ‪ .‬إﻧﻪ ﺗﺄ ﺪ ﻋ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﺔ وأﻧ ﺎء ﺗﻠﻚ‬
‫اﻟﻌﻬﻮد‪ ،‬ﺳﻮاء اﻷﻧ ﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺎﻧﻮا أﺻﺤﺎب ﻋﻬﺪ أو اﻷﻧ ﺎء اﻟﺬﻳﻦ اﺗ ﻌﻮا ذﻟﻚ‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻷﺟ ﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ‪ .‬إﻗﺮار اﻟ ء ﻌ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻪ و ﻋﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺮوا ﺎت أن اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﺳ ﻌ ﺪ اﻟﻌﻤﻞ اﺋﻊ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﺔ‪،‬‬
‫وﺳ ﺤ ﻢ أﺣ ﺎﻧﺎ ﻤﻨﻬﺞ اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ اﻟﺴﺎ ﻘ ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﺪأ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‬
‫ً‬
‫اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻫﺬە اﻟﻌﻤﻠ ﺔ أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄ ﺪە و ﻗﺮارە اﻟﻌﻠ ﺄﻧ ﺎء‬
‫ورﺳﻞ اﻷد ﺎن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﻣﺆﻛﺪا أﻧﻬﻢ أﻧ ﺎء ﺣﻘ ﻘﻴ ورﺳﻞ ﻣﻦ ﷲ‪.‬‬
‫وﻛﺸﻒ ﻛﺬﻟﻚ أن اﻟﻌﺪ ﺪ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻣﻔﻜﺮي اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻌﻠﻤﺎء وﻋﻠﻤﺎء‬
‫اﻟ ﺎﺿ ﺎت ﺎﻧﻮا اﻟﺤﻘ ﻘﺔ أﻧ ﺎء ورﺳﻞ‪ ،‬وﻧﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻬﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﻤﺤﻤﺪ‬
‫)ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ(‪.‬‬

‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻳﻨﺺ دﺳﺘﻮر دﻳ ﻨﺎ ﻋ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﺮق ﺑ‬
‫اﻷﻧ ﺎء واﻻوﺻ ﺎء واﻟﺮﺳﻞ"‪ .‬ﻗﺎل أﺑﻮ ذر‪" :‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ﺎ رﺳﻮل ﷲ‪ ،‬ﻢ اﻷﻧ ﺎء؟" ﻗﺎل‪:‬‬
‫اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟" ﻗﺎل‪" :‬ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ‬‫"ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ وأر ﻌﺔ وﻋ ون أﻟﻔﺎ" ﻗﻠﺖ‪ " :‬ﻢ ُ‬
‫ّ‬
‫ﺟﻤﺎ ﻏﻔ ا‪."8‬‬ ‫وﺛﻼﺛﺔ ﻋ‬

‫ﻋﺪد اﻷﻧ ﺎء اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻦ ﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ اﻟﻘﺮآن ﻻ ﻳ ﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛ اﺳﻤﺎ‪ ،‬أﻣﺎ‬

‫اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻦ ﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠ ﻞ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﺪون اﻟﻤﺎﺋﺔ وأﻏﻠﺒﻬﻢ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻷﺳﻤﺎء‪ .‬ﻫﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺄﻏﻠﺐ اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻦ اﻟﻘﺮآن واﻟﺘﻮراة‬
‫واﻷﻧﺎﺟ ﻞ‪:‬‬

‫‪ 8‬ﻣرﻗﺎة اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺷرح ﻣﺷﻛﺎة اﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ ‪ -‬ﻋﻠﻲ ﺑن )ﺳﻠطﺎن( ﻣﺣﻣد‪ ،‬أﺑو اﻟﺣﺳن ﻧور اﻟدﯾن اﻟﻣﻼ اﻟﮭروي اﻟﻘﺎري ‪ -‬اﻟﺟزء ‪ -٩‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٦٦٩‬‬
 ‫آدم‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻫﺎﺑ ﻞ‬ ‫‪.2‬‬
‫ﺷ ﺚ أو ﻫ ﺔ ﷲ‬ ‫‪.3‬‬
‫أﻧﻮش‬ ‫‪.4‬‬
‫َ َ‬
‫ﻗ ْﻴﻨﺎن‬ ‫‪.5‬‬
‫ﻣﻬﻼﺋ ﻞ‬ ‫‪.6‬‬
‫ﺎرد‬ ‫‪.7‬‬
‫إدر ﺲ أو أﺧﻨ خ‬ ‫‪.8‬‬
‫ﻣﺘﻮﺷﺎﻟﺢ‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬ﻻﻣﻚ‬
‫‪ .11‬ﻧ ح‬
‫‪ .12‬ﺳﺎم‬
‫‪ .13‬ﻫﻮد‬
‫‪ .14‬ﺻﺎﻟﺢ‬
‫‪ .15‬إﺑﺮاﻫ ﻢ‬
‫‪ .16‬إﺳﺤﺎق‬
‫‪ .17‬إﺳﻤﺎﻋ ﻞ‬
‫‪ .18‬ﻌﻘﻮب‬
‫‪ .19‬ﻳﻮﺳﻒ‬
‫‪ .20‬ﻟﻮط‬
‫‪ .21‬أﻳﻮب‬
‫‪ .22‬ﺪوﺛﻮن‬
‫َ َ‬
‫آﺳﺎف‬ ‫‪.23‬‬
‫‪ .24‬ﻣﻮ‬
 ‫‪ .25‬ﻫﺎرون‬
‫‪ .26‬ﻳﻮﺷﻊ‬
‫َ‬
‫‪َ .27‬ﺟﺪﻋﻮن‬
‫‪ .28‬ﺻﻤﻮﺋ ﻞ‬
‫‪ .29‬ﺷﻌ ﺐ‬
‫‪ .30‬داود‬
‫‪ .31‬ﺳﻠ ﻤﺎن‬
‫‪ .32‬ﺣﺰﻗ ﺎ‬
‫‪ .33‬ﺟﺎد‬
‫‪ .34‬ﻧﺎﺛﺎن‬
‫‪ .35‬ﺷﻤﻌ ﺎ‬
‫‪ .36‬ﺎﻫﻮ‬
‫‪ َ .37‬ﺤ َ ﻞ‬
‫َ‬
‫‪ .38‬أ ِﻟ َﻌﺎز ُر‬
‫ُ‬
‫‪ْ َ .39‬ﻌﺪو‬
‫‪ .40‬ﻋﻮد ﺪ‬
‫‪ .41‬ﻋﺰر ﺎ‬
‫‪ .42‬ﻋﺰرا‬
‫‪ .43‬ﻧﺤﻤ ﺎ‬
‫‪ .44‬ﻋ ﺮ‬
‫‪ .45‬ﻣ ﺨﺎ‬
‫‪ .46‬إ ﻠ ﺎ‬
‫‪ .47‬إﻟ ﺴﻊ‬
‫‪ .48‬إﻟ ﺎس‬
‫‪ .49‬ﻳﻮ ﺲ‬
 ‫‪ .50‬إﺷﻌ ﺎء‬
‫‪ .51‬إرﻣ ﺎ‬
‫‪ .52‬ﺻﻔﻨ ﺎ‬
‫‪ .53‬ﻧﺎﺣﻮم‬
‫‪ .54‬ﺣ ﻘﻮق‬
‫‪ .55‬ذو اﻟ ﻔﻞ أو ﺣﺰﻗ ﺎل‬
‫‪ .56‬أور ﺎ‬
‫‪ .57‬ﺎروخ ﺑﻦ ﻧ ﺎ‬
‫‪ .58‬ﻋﺎﻣﻮس‬
‫‪ .59‬زﻛ ﺎ‬
‫‪ .60‬ﻣﻼ‬
‫‪ .61‬ﻳﻮﺋ ﻞ‬
‫‪ .62‬داﻧ ﺎل‬
‫‪ .63‬ﺤ ﺑﻦ زﻛ ﺎ أو ﻳﻮﺣﻨﺎ اﻟﻤﻌﻤﺪان‬
‫اﻟﻤﺴﻴﺢ‬ ‫‪ .64‬ﻋ‬
‫‪ .65‬ﻳﻮﺣﻨﺎ اﻟ ﻄﻤ‬
‫‪ .66‬ﻣﺤﻤﺪ‬

‫ﻫﺆﻻء اﻷﻧ ﺎء اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻤﺴ ﺤﻴ واﻟﻤﺴﻠﻤ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻦ أﻋﻼە ﻫﻢ ﺟﻤ ﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺋﺔ‬

‫وأر ﻌﺔ وﻋ ﻦ أﻟﻒ ﻧ ورﺳﻮل اﻟﺬﻳﻦ ُ ﻌﺜﻮا إ اﻷرض‪ ،‬وﻟ ﻦ ﻻ ﻳﺰال ﻫﻨﺎك أ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻧ ورﺳﻮل ﻏ ﻣﻌﺮوﻓ ‪ .‬وﻗﺪ ﺪأ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‬
‫اﻟ ﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﻧ ﺎء اﻟﻐ ﻣﻌﺮوف ﺳﺎ ﻘﺎ أﻧﻬﻢ أﻧ ﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻤﺴ ﺤﻴ‬
‫واﻟﻤﺴﻠﻤ ‪ .‬ﻫﺬە ﻣﺠﺮد ﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ‪:‬‬

‫ﺑﻮذا‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻛ ﺸﻨﺎ‬ ‫‪.2‬‬
 ‫ﻛﻮﻧﻔﻮﺷﻴﻮس‬ ‫‪.3‬‬
‫ﻻو ﺴﻮ‬ ‫‪.4‬‬
‫ز ﻮس‬ ‫‪.5‬‬
‫أوزور ﺲ‬ ‫‪.6‬‬
‫ﺳﻘﺮاط‬ ‫‪.7‬‬
‫أرﺳﻄﻮ‬ ‫‪.8‬‬
‫أﻓﻼﻃﻮن‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬اﻹﺳﻜﻨﺪر اﻷ‬
‫‪ .11‬ﻣﺎ‬
‫‪ .12‬ﻓﻴﺜﺎﻏﻮرس‬
‫‪ .13‬اﻟﻘﺪ ﺲ أﻏﺴﻄﻴﻨﻮس‬
‫‪ .14‬أرﻧ ﻴﻮس اﻟﺴ‬
‫‪ .15‬أﻓﻠﻮﻃ‬
‫‪ .16‬أﻣﻮﻧﻴﻮس اﻟﺴﻘﺎص‬
‫‪ .17‬اﻟﻤﻠﻚ ارﺗﺤﺸﺴﺘﺎ‬
‫‪ .18‬أودﻳﻦ‬
‫‪ .19‬دوﻧﺎﺗﻮس‬
‫‪ .20‬ﻛﻮرش اﻟ ﺒ‬
‫‪ .21‬زرادﺷﺖ‬
‫‪ .22‬اﻟﻤﻠﻚ ﻓ ﻠ ﺐ اﻟﺜﺎ اﻟﻤﻘﺪو‬
‫‪ .23‬اﻟﻼت‬
‫‪ .24‬اﻟﻌﺰى‬
‫‪ .25‬ﻣﻨﺎة‬
‫‪ .26‬أرﺟﻮﻧﺎ‬
‫‪ .27‬ﺣﻮرس‬
 ‫ُ‬
‫‪ .28‬ﻋﺒ ﺪ اﻟﺤﺪاد ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق‬
‫‪ .29‬ﻫ ﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق‬
‫‪ .30‬أدراﻫﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق‬
‫‪ .31‬ﻋﺰرا أوري ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق‬
‫‪ .32‬ﻋ ﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق‬
‫‪ .33‬ﺛﻴﻮدوﺳﻴﻮس اﻟﺜﺎ‬
‫‪ .34‬دار ﻮس‬
‫‪ .35‬ﻋﺎﻣ ﺪ ﻣﻦ ﻣ‬

‫ﻫﺬە أﺳﻤﺎء ﻌﺾ اﻷﻧ ﺎء ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺋﺔ وأر ﻌﺔ وﻋ ﻦ أﻟﻒ ﻧ اﻟﻤ ﻌﻮﺛ إ‬

‫اﻷرض واﻟﺬﻳﻦ أ ﺪ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( أﻧﻬﻢ أﻧ ﺎء ﺣﻘ ﻘﻴ ﻣﻦ‬
‫ﷲ‪ .‬ﻣﻌﻈﻢ اﻷد ﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺄﺳﺴﺖ اﻷﺻﻞ ﻋ ﺪ ﻧ أو رﺳﻮل ﻣﻦ ﷲ‪،‬‬
‫ﺣ ﺚ أرﺳﻞ ﷲ اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ إ ﻞ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﺎن اﻷرض‪ .‬ورد اﻟﻘﺮآن‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ﱢ ﱠ ﱠ ُ ٌ َ َ‬
‫ﻮل ۖ ﻓ ِﺈذا َﺟ َء َر ُﺳﻮﻟ ُﻬ ْﻢ ﻗ ِ َ َﺑ ْ ﻨ ُﻬﻢ ِ ﭑﻟ ِﻘ ْﺴ ِﻂ وﻫﻢ‬‫اﻟ ﻢ‪" :‬و ِﻟ ﻞ أﻣ ٍﺔ رﺳ‬
‫َ‬
‫ُ ﻈﻠ ُﻤﻮن‪."9‬‬

‫وﻟﻄﺎﻟﻤﺎ أﻟﻤﺢ اﻟﻨ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( إ أن ﻫﻨﺎك أﻧ ﺎء ورﺳﻞ‬

‫َ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫‪ْ َ َ :‬‬
‫"وﻟﻘﺪ أ ْر َﺳﻠﻨﺎ ُر ُﺳ ﱢﻣﻦ ﻗ ْ ِﻠﻚ ِﻣﻨ ُﻬﻢ‬ ‫ﻟﻢ ﻌﺮﻓﻬﻢ اﻟﻨﺎس‪ .‬اﻟﻘﺮآن اﻟ ﻢ ﻣﻜﺘﻮب‬
‫َ َ َ ﱠ‬ ‫ﺎن ﻟ َﺮ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠﻣﻦ َﻗ َﺼ ْﺼ َﻨﺎ َﻋﻠ ْ َﻚ َوﻣ ْﻨ ُﻬﻢ ﱠﻣﻦ ﻟ ْﻢ َﻧ ْﻘ ُﺼ ْ‬
‫ﺺ َﻋﻠ ْ َﻚ ۗ َو َ‬
‫ﻮل أن ﺄ ِ ِﺑ ﺎ ٍﺔ ِإ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳ‬ ‫ِ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻣ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ﱢ َ َ َ َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِﺑ ِ ذ ِن ٱ ِ ۚ ﻓ ِﺈذا َﺟ َء أ ْﻣﺮ ٱ ِ ﻗ ِ َ ِ ﭑﻟﺤﻖ وﺧ ِ ﻫﻨ ِﺎﻟﻚ ٱﻟﻤ ِﻄﻠﻮن "‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫وﻗﺪ ذﻛﺮ ﺣ أﺳﻤﺎء ﻌﻀﻬﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل‪" :‬أﻧﺎ أرﺳﻄﻮ ﻃﺎﻟ ﺲ ﻫﺬە اﻷﻣﺔ‪ "11‬و‬
‫ﻛﺘﺎب ﻣﺤﺒﻮب اﻟﻘﻠﻮب ﻟﻠﺪ ﻠ ﺟﺎء‪" :‬ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻣﻦ اﻹﺳﻜﻨﺪر ﺔ‪،‬‬
‫ﻗﺪم ﻋ رﺳﻮل ﷲ‪ ،‬ﻓﺴﺄﻟﻪ اﻟﻨ ‪" :‬ﻣﺎذا رأ ﺖ ﻫﻨﺎك؟" ﻓﻘﺎل‪" :‬رأ ﺖ ﻗﻮﻣﺎ‬

‫‪ 9‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة ﯾوﻧس ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪٤٧‬‬

‫‪ 10‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة ﻏﺎﻓر ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪٧٨‬‬
‫‪ 11‬ﻧزھﺔ اﻷرواح وروﺿﺔ اﻷﻓراح ‪ -‬ﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟﺷﮭرزوري‬
 ‫ﻄﻠﺴﻮن )أي ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻨﻈ ﺎت أرﺳﻄﻮ ﻃﺎﻟ ﺲ( و ﺠﺘﻤﻌﻮن ﺣﻠﻘﺎ‪ ،‬و ﺬﻛﺮون‬
‫ً‬
‫رﺟ ﺴ أرﺳﻄﻮ ﻃﺎﻟ ﺲ ‪-‬ﻟﻌﻨﻪ ﷲ‪ " -‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل ﷲ‪" :‬ﻣﻪ ﺎ ﻋﻤﺮو‪ ،‬إن‬
‫أرﺳﻄﻮ ﻃﺎﻟ ﺲ ﻧ ‪ ،‬ﻓﺠﻬﻠﻪ ﻗﻮﻣﻪ‪."12‬‬

‫ﻫﺬا ﻌ أن اﻷد ﺎن ﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﺪ ﺎﻧﺎت اﻟﻤ ﺔ اﻟﻘﺪ ﻤﺔ اﻟ ﺎﻃﻨ ﺔ إ اﻟﺪ ﺎﻧﺎت‬
‫اﻟﻴﻮﻧﺎﻧ ﺔ اﻟﻘﺪ ﻤﺔ إ اﻟﺒﻮذ ﺔ واﻟﻬﻨﺪوﺳ ﺔ واﻟﻤﺎﻧ ﺔ ﻠﻬﺎ ﻣﺒ ﺔ ﻋ و ﺣﻘ‬
‫ﻣﻦ ﷲ‪ .‬وﻟ ﻦ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﻠﻬﺎ اﻟﺘﺤ ﻒ ودﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟ ﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻏ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠ و أﻋﺪاء اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ اﻟﻴﻬﻮد ﺔ واﻟﻤﺴ ﺤ ﺔ واﻹﺳﻼم‪ .‬ﻗﺎل‬
‫اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( أن ﺴﻌﺔ و ﺴﻌ ﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﺮف‪،‬‬
‫وﻟ ﺲ ﺴﻌﺔ و ﺴﻌ ﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷد ﺎن‪ ،‬ﻟ ﻦ ﺴﻌﺔ و ﺴﻌ ﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻞ دﻳﻦ‪ ،‬ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺳﻼم‪ .‬ﺴ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( إ ﺗﻮﺣ ﺪ‬
‫ﻣﻮﺣﺪا ﺬﻟﻚ ﻞ ﻋﻬﻮد‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻷد ﺎن‪ ،‬وﻛﺸﻒ اﻟ ﺎﻃﻞ و ﻇﻬﺎر اﻟﺤﻖ ﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪ِ ،‬‬
‫و ﻞ رﺳﺎﻻت اﻷﻧ ﺎء ﺗﺤﺖ ﻋﻬﺪ إﻟ ورﺳﺎﻟﺔ إﻟﻬ ﺔ واﺣﺪة‪ ،‬اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪.‬‬

‫ﻟﻸﺳﻒ اﺗﺨﺬ أوﻻد إ ﻠ ﺲ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ اﻷرض اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻮﺳ ﻠﺔ ﻟﻠﺴ ﻄﺮة ﻋ‬

‫اﻟﻨﺎس وﻗﻬﺮﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻛﻮﺳ ﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس وﺷﻦ اﻟﺤﺮوب‬
‫واﻟ اﻋﺎت ﺑ ﺳﻢ ﷲ واﻟﺪﻳﻦ‪ .‬و ﺴ ﺐ ﺗﺤ ﻒ ﺗﻌﺎﻟ ﻢ و ﻠﻤﺎت اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ ‪،‬‬
‫ﺳ ﺤﺎرب أوﻻد إ ﻠ ﺲ ﻘ ﺎدة اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻏ اﻟﻌﺎﻣﻠ اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻣﻬﻤﺘﻪ‬
‫ﻟﺘﻮﺣ ﺪ اﻹ ﺴﺎﻧ ﺔ‪ .‬ﻗﺎل اﻷﺋﻤﺔ اﻹﺛﻨﺎ ﻋ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم(‪" :‬و ذا ﺧ ج اﻹﻣﺎم‬
‫اﻟﻤﻬﺪي ﻓﻠ ﺲ ﻟﻪ ﻋﺪو ﻣﺒ إﻻ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻫﻮ واﻟﺴ ﻒ أﺧﻮان‪ ،‬وﻟﻮﻻ أن‬
‫اﻟﺴ ﻒ ﺑ ﺪە ﻷﻓ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗﺘﻠﻪ‪ ،‬وﻟ ﻦ ﷲ ﻈﻬﺮە ﺎﻟﺴ ﻒ واﻟ ﺮم‪ ،‬ﻓ ﻄ ﻌﻮن‬
‫و ﺨﺎﻓﻮن‪ ،‬ﻓ ﻘ ﻠﻮن ﺣ ﻤﻪ ﻣﻦ ﻏ إ ﻤﺎن ﻞ ﻀﻤﺮون ﺧﻼﻓﻪ‪ "13‬و روا ﺔ أﺧﺮى‬
‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺎدق )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬إذا ﺧ ج اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻟﻢ ﻜﻦ ﺑ ﻨﻪ‬
‫و اﻟﻌﺮب واﻟﻔﺮس إﻻ اﻟﺴ ﻒ‪."14‬‬

‫‪ 12‬ﻣﺣﺑوب اﻟﻘﻠوب ‪ -‬ﻗطب اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد اﻹﺷﻛوري اﻟدﯾﻠﻣﻲ ‪ -‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪١٤‬‬

‫‪ 13‬ﯾﻧﺎﺑﯾﻊ اﻟﻣودة ﻟذوي اﻟﻘرﺑﻰ ‪ -‬اﻟﻘﻧدوزي ‪ -‬ج ‪ - ٣‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٢١٥‬‬
‫‪ 14‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٥٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٨٩‬‬
 ‫ﺗﺨ ﻧﺎ ﻫﺎﺗﺎن اﻟﺮواﻳﺘﺎن أن اﻟﻌﺪو اﻷول ﻟﻺﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻫﻢ‬
‫رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻞ اﻷد ﺎن‪ ،‬ﻟ ﻦ ﺎﻷﺧﺺ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﺳﻨﺔ وﺷ ﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻟ ﺲ ﻷن اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﺮض اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ‪ ،‬وﻟ ﻦ ﻷﻧﻬﻢ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺳ ﺼﺪرون‬
‫ً‬
‫ﻓﺘﺎوى ﻘﺘﻞ اﻟﻘﺎﺋﻢ أو وﺳ ﺤﻠﻠﻮن دﻣﻪ و ﻘﻮﻟﻮن أﻧﻪ ﺎﻓﺮ و ﺤﺎوﻟﻮن اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﻋﻠ ﻪ ﻫﻮ وأﺻﺤﺎ ﻪ أو ً ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺻﻌﺐ وﺛﻘ ﻞ ﻋ اﻟﻌﺮب ﺎﻷﺧﺺ‪ .‬ﻟﻬﺬا اﻟﺴ ﺐ ورد روا ﺎت‬
‫أﻫﻞ اﻟﺒ ﺖ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم(‪ " :‬ﻘﻮم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺄﻣﺮ ﺟﺪ ﺪ‪ ،‬وﻛﺘﺎب ﺟﺪ ﺪ‪ ،‬وﻗﻀﺎء‬
‫ﺟﺪ ﺪ‪ ،‬ﻋ اﻟﻌﺮب ﺷﺪ ﺪ‪ "15‬و روا ﺔ أﺧﺮى‪" :‬ﺳ ﺄ ﺪﻳﻦ ﺟﺪ ﺪ ﻋ اﻟﻌﺮب‬
‫ﺷﺪ ﺪ‪ ."16‬اﻟﺤﻘ ﻘﺔ ﺸﺘﺪ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻮﺣ ﺪ اﻷد ﺎن إ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ُ ﺠ َ ﻓ ﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻌﺾ اﻷﺣ ﺎن ﻋ أن ﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺣ ﻣﻦ أﺗ ﺎﻋﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﻳ ﺪأ إﺣ ﺎء ﻞ أﺣ ﺎم وﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﺔ وﺗﻮﺣ ﺪ ﻞ أد ﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫ﺗﺤﺖ دﻳﻦ واﺣﺪ‪.‬‬

‫ﻋﻦ أ ﺼ ‪ ،‬ﻋﻦ أ ﺟﻌﻔﺮ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻗﺎل‪ " :‬ﻘ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻘﻀﺎ ﺎ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ‬
‫ﻌﺾ أﺻﺤﺎ ﻪ ﻣﻤﻦ ﻗﺪ ب ﻗﺪاﻣﻪ ﺎﻟﺴ ﻒ وﻫﻮ ﻗﻀﺎء آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‬
‫ﻓ ﻘﺪﻣﻬﻢ ﻓ ب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﺛﻢ ﻘ اﻟﺜﺎﻧ ﺔ ﻓﻴﻨﻜﺮﻫﺎ ﻗﻮم آﺧﺮون ﻣﻤﻦ ﻗﺪ ب‬
‫ﻗﺪاﻣﻪ ﺎﻟﺴ ﻒ وﻫﻮ ﻗﻀﺎء داود )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻓ ﻘﺪﻣﻬﻢ ﻓ ب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﺛﻢ‬
‫ﻘ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻴﻨﻜﺮﻫﺎ ﻗﻮم آﺧﺮون ﻣﻤﻦ ﻗﺪ ب ﻗﺪاﻣﻪ ﺎﻟﺴ ﻒ وﻫﻮ ﻗﻀﺎء‬
‫إﺑﺮاﻫ ﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻓ ﻘﺪﻣﻬﻢ ﻓ ب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﺛﻢ ﻘ اﻟﺮا ﻌﺔ وﻫﻮ ﻗﻀﺎء‬
‫ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ( ﻓﻼ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ أﺣﺪ ﻋﻠ ﻪ‪."17‬‬

‫ﺣ أن اﻟﻘﺎﺋﻢ روا ﺎت آل ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ﻳ ﺪأ دﻋﻮﺗﻪ‬

‫و ﺠﻤﻊ أﺻﺤﺎ ﻪ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺎﻟﻌ ﺔ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﻤﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل أﺑﻮ ﻋ ﺪ ﷲ‬

‫‪ 15‬ﻛﺗﺎب اﻟﻐﯾﺑﺔ ‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراھﯾم اﻟﻧﻌﻣﺎﻧﻲ ‪ -‬ج ‪ - ١‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٢٣٦‬‬

‫‪ 16‬ﻛﻠﻣﺔ "دﯾن" ھﻲ ﻛﻠﻣﺎت اﻹﻣﺎم )ﻣﻧﮫ اﻟﺳﻼم( وﻻ ﺗظﮭر ﻋﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧطوطﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭور‪ ،‬أﻏﻠب اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻣﺔ "أﻣر‬
‫ﺟدﯾد" ﻣﻊ ﺑﻌض اﻹﺧﺗﻼﻓﺎت‪ .‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺗوﻓره ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ‪ ،‬إﻻ أن اﻹﻣﺎم ﺳﯾﻘوم ﺑﻧﺷر اﻟﻧص ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب‪ .‬ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﺗم‬
‫ﺣرق وﺗدﻣﯾر ﻛل اﻟﻛﺗب ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣت ﻛﻠﻣﺔ "دﯾن"‪ .‬وأﯾﺿﺎ ﺳﯾﻛون ﻟدﯾن ﷲ اﺳم ﺟدﯾد‪ .‬دﯾن اﻟﺳﻼم واﻟﻧور اﻷﺣﻣدي ھو إﺷﺎرة ﻟذﻟك‪.‬‬
‫‪ 17‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٥٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٨٩‬‬
 ‫)ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬إذا أذن اﻹﻣﺎم دﻋﺎ ﷲ ﺎﺳﻤﻪ اﻟﻌ ا اﻷ ﻓﺎﻧﺘﺤ ﺖ ﻟﻪ‬
‫أﺻﺤﺎ ﻪ اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ واﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋ ﻗﺰﻋﺎ ﻛﻘ ع اﻟﺨ ﻒ‪ ،‬وﻫﻢ أﺻﺤﺎب اﻟﻮﻻ ﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺴﺤﺎب‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ُ ﻔﺘﻘﺪ ﻓﺮاﺷﻪ ﻟ ﻼ ﻓ ُ ﺼﺒﺢ ﻤﻜﺔ‪ ،‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ُﻳﺮى ﺴ‬
‫"ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪاك؛ أﻳﻬﻢ أﻋﻈﻢ‬‫ﻧﻬﺎرا‪ ُ ،‬ﻌﺮف ﺎﺳﻤﻪ واﺳﻢ أﺑ ﻪ وﺣﺴ ﻪ و ﺴ ﻪ" ﻗﻠﺖ‪ُ :‬‬
‫اﻟﺴﺤﺎب ﻧﻬﺎرا وﻫﻢ اﻟﻤﻔﻘﻮدون‪ ،‬وﻓﻴﻬﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬە‬ ‫إ ﻤﺎﻧﺎ؟" ﻗﺎل‪" :‬اﻟﺬي ﺴ‬
‫ﺄت ﷲ ﻢ ﺟﻤ ﻌﺎ‪."18‬‬ ‫اﻵ ﺔ‪ :‬أﻳﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻧﻮا ِ‬

‫ﺪأ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑ ﺳﺘﺨﺪام ﻧﺠﻤﺔ داود وﻓﻴﻬﺎ‬
‫إﺳﻢ أﺣﻤﺪ ﻛﺨﺘﻢ ورﻣﺰ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ‪ .19‬ﺎن رد ﻓﻌﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮ واﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋ‬
‫اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻟﺮﻣﺰ ُﻣﺤﺰن وﻣﻔﺠﻊ‪ .‬رﻏﻢ أن اﻟﻤﺴﻠﻤ ﻳﺆﻣﻨﻮن أن اﻟﺘﻮراة ﻣﻦ ﷲ‬
‫و ﺆﻣﻨﻮن ﺄﻧ ﺎء ورﺳﻞ اﻟﻴﻬﻮد ﺔ ﻣﺜﻞ داود وﺳﻠ ﻤﺎن‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻤﺴﻠﻤ اﺗﻬﻤﻮا‬
‫ﻣﻬﺪﻳﻬﻢ وﻣﺨﻠﺼﻬﻢ ﺄﻧﻪ ﻋﻤ ﻞ إ اﺋ ‪ ،‬ﻋﻤ ﻞ ﻟﻠﻤﻮﺳﺎد‪ ،‬ﻋﻤ ﻞ أﻣ ‪ .‬ﻳﺮﺟﻊ‬
‫ﻫﺬا إ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺎﻟﺮوا ﺎت اﻟﻨﺒ ﺔ اﻟ ﻔﺔ اﻟ ﺗﺨﺺ ﻇﻬﻮر اﻹﻣﺎم اﻟﻤﻬﺪي‪،‬‬
‫ﺣ ﺚ ﺟﺎء اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﺑﻨﺠﻤﺔ داود ﻣﺼﺪاﻗﺎ ﻟﻠﻨﺒﺆات‬
‫واﻹﺧ ﺎرات ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺒ ﺖ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم( واﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ ‪ .‬واﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‬
‫اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻫﻮ وارث اﻷﻧ ﺎء واﻟﻤﺮﺳﻠ ‪ .‬ﻋﻨ ﺔ وﺟﻬﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﺮب‬
‫واﻟﻔﺮس وﻛﺮﻫﻬﻢ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﻤﻌﺎداة اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻋﺪم ﻗﺒﻮل أي ء ﻌﺘ وﻧﻪ ذا‬
‫أﺻﻞ أو إرث أو ﻃﺒ ﻌﺔ ﻳﻬﻮد ﺔ‪ .‬وﻋﻨ ﺔ وﺟﻬﻞ ﻌﺾ اﻟﻤﺴﻠﻤ اﻟ ﺎ ﺴﺘﺎﻧﻴ‬
‫و ﻐﻀﻬﻢ ﻟﻠﻬﻨﺪوس واﻟﻬﻨﻮد ﺪﻓﻌﻬﻢ إ ﻣﻌﺎداة اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺴﻤﻌﻮن أن‬
‫ﻛ ﺸﻨﺎ وأرﺟﻮﻧﺎ و ﻮذا وﻏ ﻫﻢ ﺎﻧﻮا أﻧ ﺎء وﻣﺮﺳﻠ ‪.‬‬

‫ﻟﻢ ﻜﻦ ﻫﻨﺎك أ ﺪا ﻋﻬﺪ ﻣﻦ ﻗ ﻞ ﺴ إ ﺗﻮﺣ ﺪ أد ﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻠﻬﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻖ‬

‫ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪ .‬ﺳ رﺳﻮل ﷲ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( إ‬
‫ﺗﻮﺣ ﺪ أﻫﻞ اﻟ ﺘﺎب ﺗﺤﺖ را ﺔ اﻟ ﺴﻠ ﻢ اﻟﻮاﺣﺪ اﻷﺣﺪ )اﻹﺳﻼم(‪ ،‬ﻟ ﻦ اﻷد ﺎن‬
‫اﻟ ﺣﺎول أن ﻳﻮﺣﺪﻫﺎ ﺎﻧﺖ ﻠﻬﺎ ﺳﺎﻣ ﺔ و اﻷﻏﻠﺐ ذات أﺻﻞ ﻳﻬﻮدي‪ .‬واﻟﻘﺮآن‬
‫ﺬﻛﺮ اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻤﺴ ﺤﻴ واﻟﻤﻨﺪاﺋﻴ ﻜﺘﺒﻬﻢ وأﻧ ﺎﺋﻬﻢ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻬﻮ‬
‫‪ 18‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ ‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺳﻌود اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ ‪ -‬ج ‪ - ١‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٦٧‬‬
‫‪ 19‬ﻛﻠﻣﺔ أﺣﻣد ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺣﻣد ﺗﻌﻧﻲ ﻧﻔس ﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﮫ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﺑرﯾﺔ "ﯾﮭوذا"‬
 ‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻮﺣ ﺪ اﻟﺬي ﺴ ﻹﺣ ﺎء وﺗﻮﺣ ﺪ ﻞ دﻳﻦ ﺎن أﺻﻠﻪ ﻧ ‪ ،‬ﻣﻦ زﻣﻦ آدم‬
‫و اﻟﻴﻮم‪ ،‬وﻣﻦ ﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬

‫وﻋﻼﻣﺔ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ اﻟﻨﺠﻤﺔ اﻟﺴﺪاﺳ ﺔ أو ﻧﺠﻤﺔ داود ) اﻟﺸ ﻞ ‪ .(٢‬و رﻣﺰ‬
‫ﻟﻠ ﻮن‪ -‬اﻟﻌﻮاﻟﻢ اﻟﻤﺎد ﺔ واﻟﻐ ﻣﺎد ﺔ‪ .‬وﻫﻜﺬا ﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺮى أن ﻫﺬا اﻟﻌﻬﺪ اﻷﺧ‬
‫واﻷ ﻤﻞ ﻫﻮ اﻟﻌﻬﺪ اﻷ ﺪي اﻟﺬي ﻜﻮن ﻟﻠ ﻮن ﺄ ە‪ .‬إﻧﻪ ﻋﻬﺪ ﷲ ﻣﻊ ﻞ‬
‫اﻟﺨﻠ ﻘﺔ‪ .‬وﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻬﺪ ﻣﻤ ا وﻓ ﺪا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺎﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﺔ‬
‫ﻫﻮ أﻧﻪ ﻋﻬﺪ ﻣﻊ اﻷرواح‪.‬‬

‫اﻟﺸ ﻞ‪ :٢‬رﻣﺰ اﻟﻌﻬﺪ اﻷﺣﻤﺪي‬

‫إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إ اﻟﻌﻬﺪ اﻷول‪ ،‬ﻧﺮى أن ﻋﻬﺪ آدم ﻗﺪ أﻗ ﻢ ﺑ ﷲ وآدم‪ ،‬واﻟﻌﻬﺪ اﻟﺜﺎ‬
‫ﺎن ﺑ ﷲ وﻧ ح وأﻫﻠﻪ‪ ،‬واﻟﻌﻬﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺎن ﻣﻊ إﺑﺮاﻫ ﻢ وأﻫﻠﻪ‪ ،‬واﻟﻌﻬﺪ اﻟﺮاﺑﻊ‬
‫ﺎن ﺑ ﷲ و ﺴﻞ إﺑﺮاﻫ ﻢ‪ ،‬ﺑ إ اﺋ ﻞ‪ ،‬و ﺎن اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑ ﷲ و‬
‫)ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( و إﺳﻤﺎﻋ ﻞ )اﻟﻌﺮب( اﻟﺬﻳﻦ ﺎﻧﻮا أ ﻀﺎ أﺑﻨﺎء إﺑﺮاﻫ ﻢ‪.‬‬ ‫ﻋ‬
‫و ﺎن اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎدس ﺑ ﷲ وﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬و ﺎن ﻋﻬﺪا ﻟ ﻞ اﻟﻌﺎﻟﻤ ‪ .‬أﻣﺎ‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ اﻵن‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻌﺪ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋ اﻟ ﺴﺐ اﻟﻤﺎدي وﻫﻮ ﻟ ﺲ ﻋﻬﺪ ﻣﻊ‬
‫اﻷﺟﺴﺎد وﻟ ﻨﻪ ﻋﻬﺪ ﺑ ﷲ واﻷرواح‪ ،‬اﻷرواح اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ‪.‬‬
 ‫‪،‬‬ ‫وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻐ ت اﻷﺣ ﺎم ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻟﻌﻬﺪ ﻟﺘﻮا ﺐ ﻣﺘﻐ ات اﻟﺰﻣﺎن وﺣﺎل اﻟ‬
‫اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﺮوح اﻟﻌ‬
‫ِ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎء اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺄﺣ ﺎﻣﻪ و اﺋﻌﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ‬
‫واﻟﺰﻣﺎن وأﺣﻮال اﻟﻨﺎس‪ .‬وﻣﺎ ﺎن ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﺔ ﻳ ﻘ ﻪ ﷲ ﻫﺬا‬
‫اﻟﻌﻬﺪ‪ ،‬و ﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﺪا ذﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﻻﻏ ﺎ و ﺎﻃ ً وأﺿ ﻔﺖ إﻟ ﻪ أﺣ ﺎم ﺟﺪ ﺪة‪.‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم ﺟﻤ ﻌﺎ( أﺧ وﻧﺎ أن اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﺄ ﺳ ﻐ اﻟﺪﻳﻦ ﺗﻐﻴ ا ﺟﺬر ﺎ‪ .‬ﻋﻦ ﻋ ﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﻄﺎء‪ ،‬ﻗﺎل‪" :‬ﺳﺄﻟﺖ أ ﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬
‫اﻟ ﺎﻗﺮ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬إذا ﻗﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﺄي ﺳ ة ﺴ‬
‫اﻟﻨﺎس؟"‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪" :‬ﻳﻬﺪم ﻣﺎ ﻗ ﻠﻪ ﻤﺎ ﺻﻨﻊ رﺳﻮل ﷲ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ(‪،‬‬
‫و ﺴﺘﺄﻧﻒ اﻹﺳﻼم ﺟﺪ ﺪا‪."20‬‬

‫إﺳﻼم ﺟﺪ ﺪ ﻣﻌﻨﺎە أن اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﺄ ﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻜﻮن ﺗﻘ ﺎ‬

‫ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻠ ﺎ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﺟﺎء ﻪ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( وﻋﻦ‬
‫اﻹﺳﻼم اﻟﻤﻌﺮوف ﺑ اﻟﻨﺎس اﻟﻴﻮم‪ .‬إﻧﻪ اﻟﺤﻘ ﻘﺔ دﻳﻦ ﺟﺪ ﺪ‪ .‬ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ‬
‫ﻫﺎرون ﻗﺎل‪" :‬ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ أ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻓﺴﺄﻟﻪ اﻟﻤﻌ ﺑﻦ ﺧﻨ ﺲ‪:‬‬
‫"أ ﺴ اﻟﻘﺎﺋﻢ إذا ﻗﺎم ﺨﻼف ﺳ ة ﻋ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(؟" ﻓﻘﺎل‪" :‬ﻧﻌﻢ‪ "21‬ﻗﺎل‬
‫أﺑﻮ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬وﻻ ﺨ ج اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﺣ ﻘﺮأ ﻛﺘﺎ ﺎن‪،‬‬
‫ﻛﺘﺎب ﺎﻟ ة‪ ،‬وﻛﺘﺎب ﺎﻟ ﻮﻓﺔ‪ ،‬ﺎﻟ اءة ﻣﻦ ﻋ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪ ."22‬و روا ﺔ‬
‫أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم ﺟﻤ ﻌﺎ(‪" :‬وﻻ ﻘ ﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺠ ﺔ ﻤﺎ‬
‫ﻗ ﻠﻬﺎ رﺳﻮل ﷲ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ(‪."23‬‬

‫اﻟﺠﺰء اﻟﻤﺘ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟ ﺎب ﺳﻨﻘﺪم أﻣﺜﻠﺔ ﻋ ﻫ ﺎ ﻞ دﻳ ﺔ ﺳ ﺘﻢ اﻗﺘﻼﻋﻬﺎ‬

‫ﺟﺬر ﺎ وﻫﺪﻣﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷﻧﻬﺎ أﺻ ﺤﺖ ﻣﺮﺗ ﻄﺔ ارﺗ ﺎﻃﺎ وﺛ ﻘﺎ ﺎﻟ ﺎﻃﻞ واﻻﻧﺤﺮاف‬
‫ــﺢ‪ .‬ﻋ ﺳ ﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻫﺪم اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻷ ﺣﺔ‪،‬‬ ‫و ﻌ ﺎدة اﻷﺻﻨﺎم ﺸ ﻞ‬
‫اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻘﻤﺮي‪ ،‬واﻟﺤﺠﺎب ﻟﻠ ﺴﺎء ﻛﻔ ﻀﺔ دﻳ ﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺑ أﻣﻮر أﺧﺮى‪ .‬أﺛﻨﺎء‬
‫إﻃﻼﻋ ﻢ ﻋ ﻞ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟ ﺔ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ اﻟﺘﻔﻜ ﺸ ﻞ ﻧﻘﺪي ﺣﻮل ﻛ ﻔ ﺔ‬
‫‪ 20‬ﻛﺗﺎب اﻟﻐﯾﺑﺔ ‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراھﯾم اﻟﻧﻌﻣﺎﻧﻲ ‪ -‬ج ‪ - ١‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٢٣٦‬‬
‫‪ 21‬ﻣﻌﺟم أﺣﺎدﯾث اﻹﻣﺎم اﻟﻣﮭدي ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ ﻋﻠﻲ اﻟﻛوراﻧﻲ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٤‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٨‬‬
‫‪ 22‬ﻛﺗﺎب اﻟﻐﯾﺑﺔ ‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراھﯾم اﻟﻧﻌﻣﺎﻧﻲ ‪ -‬ج ‪ - ١‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣١٩‬‬
‫‪ 23‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٥٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٤٥‬‬
 ‫ﺸﺄة وﻇﻬﻮر ﻞ ﻣﻦ ﻫﺬە اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت وﻟﻤﺎذا ﺤﺘﺎج اﻟﻘﺎﺋﻢ إ أن ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫اﻟﻔﺄس ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ إﺑﺮاﻫ ﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪.‬‬

‫ﺣﺔ‬ ‫ﻫﺪم اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻷ‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟ ﺗﻌﺪ ﺿﻼﻟ ﺔ أﻋ اﻟﻤﺴﻠﻤ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻫﻨﺎ‪ ،‬ﺣ ﺚ ﺄﻣﺮ‬

‫اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﺑﻬﺪم اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻷ ﺣﺔ‪ .‬ﻋﻦ أ ﺟﻌﻔﺮ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( أﻧﻪ‬
‫ﻗﺎل‪" :‬إذا ﻗﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺳﺎر إ اﻟ ﻮﻓﺔ ﻓﻬﺪم أر ﻌﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﺴﺠﺪ ﻋ‬
‫ُ ٌ ّ‬
‫وﺟﻪ اﻷرض ﻟﻪ َ ف إ ﻫﺪﻣﻬﺎ‪."24‬‬

‫وﻋﻦ أ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( أﻧﻪ ﻗﺎل‪" :‬اﺗﻖ اﻟﻌﺮب ﻓﺈن ﻟﻬﻢ ﺧ ﺳﻮء أﻣﺎ إﻧﻪ‬
‫ﻻ ﺨ ج ﻣﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻨﻬﻢ واﺣﺪ‪."25‬‬

‫ﺳ ﺪو ﻟﻠﻨﺎس و ﺄن اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺤﺎول ﻣﺤﻮ دﻳﻦ اﻹﺳﻼم‪ .‬ﻗﺎل أﺑﻮ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻣﻨﻪ‬

‫اﻟﺴﻼم(‪" :‬إذا ﻗﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻫﺪم اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﺣ ﻳﺮدە إ أﺳﺎﺳﻪ وﺣﻮل اﻟﻤﻘﺎم‬
‫إ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﺎن ﻓ ﻪ‪ ،‬وﻗﻄﻊ أ ﺪي ﺑ ﺷ ﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻘﻬﺎ ﻋ ﺎب اﻟ ﻌ ﺔ‪،‬‬
‫وﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ :‬ﻫﺆﻻء اق اﻟ ﻌ ﺔ‪ ."26‬اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻳﻬﺪم ﻟ ﺲ ﻓﻘﻂ اﻟ ﻌ ﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ‬
‫واﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﻣﻜﺔ‪ ،‬ﻟ ﻨﻪ ﻳﺘﺠﻪ ا ﻀﺎ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻬﺪم ﻣﺴﺠﺪ وﻣﻘﺎم رﺳﻮل‬
‫ﷲ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ(‪ .‬ﻋﻦ أ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﻗﺎل‪" :‬إذا ﻗﺪم‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( وﺛﺐ أن ﻜ اﻟﺤﺎﺋﻂ اﻟﺬي ﻋ اﻟﻘ ﻓﻴ ﻌﺚ ﷲ ﺗﻌﺎ‬
‫ر ﺤﺎ ﺷﺪ ﺪة وﺻﻮاﻋﻖ ورﻋﻮدا ﺣ ﻘﻮل اﻟﻨﺎس‪ :‬إﻧﻤﺎ ذا ﻟﺬا‪ ،‬ﻓﻴﺘﻔﺮق أﺻﺤﺎ ﻪ‬
‫ﻋﻨﻪ ﺣ ﻻ ﻳ ﻣﻌﻪ أﺣﺪ‪ ،‬ﻓ ﺄﺧﺬ اﻟﻤﻌﻮل ﺑ ﺪە‪ ،‬ﻓ ﻜﻮن أول ﻣﻦ ب ﺎﻟﻤﻌﻮل‬
‫ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ إﻟ ﻪ أﺻﺤﺎ ﻪ إذا رأوە ب اﻟﻤﻌﻮل ﺑ ﺪە‪ ،‬ﻓ ﻜﻮن ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻓﻀﻞ‬
‫ﻌﻀﻬﻢ ﻋ ﻌﺾ ﻘﺪر ﺳ ﻘﻬﻢ إﻟ ﻪ‪."27‬‬

‫‪ 24‬اﻹرﺷﺎد ‪ -‬ﻟﻠﺷﯾﺦ اﻟﻣﻔﯾد ‪ -‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٨٥‬‬

‫‪ 25‬اﻟﻐﯾﺑﺔ ‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ اﻟطوﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ١‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٤٩٦‬‬
‫‪ 26‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٥٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٣٨‬‬
‫‪ 27‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٥٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٨٦‬‬
 ‫ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟ ﻌ ﺔ‬

‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺑ ﺖ اﻟ ﻌ ﺔ ﻫﺬا اﻟﺬي ﻌﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس‬
‫ُ‬
‫ﻟ ﺲ اﻟ ﻌ ﺔ اﻟﺤﻘ ﻘ ﺔ‪ ،‬اﻟ ﻌ ﺔ دﻣﺮت ﺎﻟ ﺎﻣﻞ‪ .‬ﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻜﺔ ‪ ٢٢‬ﻛﻌ ﺔ‪ ،‬و‬
‫اﻷردن و اﻟﻌﺮاق و اﻟﺴﻮدان وﻣ ‪ .‬ﻟ ﻞ ﻗﺒ ﻠﺔ ﻛﺒ ة ﻛﻌ ﺔ ﺼﻨﻌﻮﻧﻬﺎ ﻟ ﺤﺞ اﻟﻨﺎس‬
‫إﻟﻴﻬﺎ"‪.‬‬

‫اﻟ ﻌ ﺔ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ إذن؟"‪.‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺖ اﻹﻣﺎم )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻣﺎ‬

‫أﺟﺎب )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻟﻘ ﺶ‪ ،‬ﻟ ﻦ ﻫﺬا ﻟ ﺲ ﻣ ﺎﻧﻬﺎ اﻟﺤﻘ ‪ ،‬ﻛﻌ ﺔ ﻗ ﺶ‬

‫اﻟﻘﺪ ﻤﺔ ﻗﺪ ُدﻣﺮت‪ ،‬وﻫﺬە اﻟ ﻌ ﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ و ﻨﻮﻫﺎ وﻗﺖ ﻣ ﻜﺮ"‪.‬‬

‫ﺳﺄﻟﺘﻪ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬وأﻳﻦ ﻣ ﺎن ﻛﻌ ﺔ ﷲ؟"‪.‬‬

‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺗﻘﺼﺪ اﻟ ﺑﻨﺎﻫﺎ إﺑﺮاﻫ ﻢ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( اﻟﺤﻘ ﻘ ﺔ؟"‪.‬‬

‫ﺎن ﻄﻮف ﺣﻮﻟﻬﺎ رﺳﻮل ﷲ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ("‪.‬‬ ‫ﻗﻠﺖ‪" :‬ﻧﻌﻢ واﻟ‬

‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳ ﻨﻴﻬﺎ ﻫﻮ رﻣﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻢ ﻌﺪ ﻟﻬﺎ أﺛﺮ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ‬
‫ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ﺎن ﻄﻮف ﻋ ﻛﻌ ﺔ أﺧﺮى ﺗﻌﻮد ﻟﻘﺒ ﻠﺘﻪ‪ ،‬ﻗﺒ ﻠﺔ ﺑ ﻫﺎﺷﻢ‪،‬‬
‫وﻫﺬە ا ﻀﺎ ُدﻣﺮت ﺎﻟ ﺎﻣﻞ"‪.‬‬

‫ﻧﻔﺲ ﻣ ﺎن اﻟ ﻌ ﺔ‬ ‫ﺳﺄﻟﺘﻪ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬أ ﺎﻧﺖ اﻟ ﻌ ﺔ اﻟ ﺗﻌﻮد ﻟﺒ ﻫﺎﺷﻢ‬

‫اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻟﻘ ﺶ؟"‪.‬‬
‫اﻟﺸﺎم و ﻟ ﺲ اﻟﺤﺠﺎز وﺗﺤﺪ ﺪا‬ ‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻻ اﻟ ﻌ ﺔ اﻟﺤﻘ ﻘ ﺔ ﻣ ﺎﻧﻬﺎ‬
‫اﻻردن‪ .‬ﺗﺎر ﺨﻨﺎ ﻣﺰور ﺑ ﻣﻌﻈﻤﻪ"‪.‬‬

‫وﻗﺪ أوﺿﺢ اﻹﻣﺎم )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻛﺬﻟﻚ أن ﻣﻮﻗﻊ اﻟ ﻌ ﺔ اﻟﺤﻘ ﻘ ﺔ اﻷﺻ ﻫﻮ‬
‫ﺗﺤﺪ ﺪا اﻟﺒ اء ﺎﻷردن‪.‬‬

‫إﻟﻐﺎء اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻘﻤﺮي‬

‫ذات ﻳﻮم ﺳﺄل أﺣﺪﻫﻢ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻫﻞ ﺠﻮز ﻟﻸﻧﺼﺎري‬
‫أن ﺬﻫﺐ ﻟﻠﺤﺞ ﺗﺤﺖ ﺣ ﻢ آل ﺳﻌﻮد؟"‪.‬‬

‫ﻓﺄﺟﺎب )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪ " :‬ﺪل أن ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﺤﺞ إذﻫﺐ وأﻋ أﻣﻮال اﻟﺤﺞ ﻟﻠﻔﻘﺮاء‬
‫ّ‬
‫ﻳﺘﻀﻮرون ﺟﻮﻋﺎ‪ ،‬ﻗﺴﻤﺎ ﺎ ﻫﺬا ﺴﺎوي ﻋﻨﺪ ﷲ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ‬ ‫واﻟﻤﺴﺎ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﷲ"‪.‬‬

‫ُ‬
‫ﺎﻟﺘﺼﺪق‪ ،‬أﺻﺪق‬ ‫ﺎﻟﺤﺞ واﻹﻣﺎم ﺄﻣﺮ‬ ‫أ ﻤﻞ اﻟﺴﺎﺋﻞ ﺳﺆاﻟﻪ‪" :‬ﷲ ﺄﻣﺮ‬
‫ﻣﻦ؟"‪.‬‬

‫ﻓﺄ ﻤﻞ اﻹﻣﺎم )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬أﻧﺖ ﺳﺄﻟﺘ وأﻧﺎ أﺟﺒﺘﻚ وأﻧﺖ ُﺣﺮ ُﺑ ‪ ،‬اﻟﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ‬
‫اﻟﺤﺞ إن ﻛﻨﺖ ﻣﻮﺟﻮد أﺣﺐ أن أز ﺪك ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ر ﻤﺎ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻏ ﺔ‪ ،‬ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ‬
‫واﻟﺸﻬﺮ ﻟ ﺲ ﺷﻬﺮ اﻟﺤﺞ‪ ،‬أﻋ أﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ‪ ،‬واﻟ ﻌ ﺔ اﻟ ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ‬
‫ﻟ ﺴﺖ اﻟ ﻌ ﺔ اﻟ إﺳﻤﻬﺎ ﺑ ﺖ ﷲ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ر ﻤﺎ ﺳﻮف ُ ﻔﺮ اﻟ ﺜ ‪ ،‬ﻟ ﻦ‬
‫ُ‬ ‫ﻟ ﺲ ُﻣﻬﻢ‪ُ ،‬‬
‫اﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ أن أوﺻﻞ اﻟﺤﻖ ﻟﻄﻼب اﻟﺤﻖ"‪.‬‬

‫ﺟﺎء اﻟﻘﺮآن اﻟ ﻢ‪:‬‬

‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٰ ْ ْ َ ﱢ‬
‫ٱﻟﺸ َﺘـ ء َو ﱠ‬ ‫ُ‬
‫ٱﻟﺼ ْ ِﻒ۞ ﻓﻠ َ ْﻌ ُ ﺪوا َر ﱠب ﻫ ٰ ﺬا‬ ‫ِ‬ ‫"ﻹ ﻠ ٰ ِﻒ ﻗ َ ْ ﺶ۞ ِإۦﻟ ِﻔ ِﻬﻢ رﺣﻠﺔ‬
‫ِِ‬
 ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ٱﻟ َﺒ ْ ِﺖ۞ ٱﻟ ِﺬ ٓى أﻃ َﻌ َﻤ ُﻬﻢ ﱢﻣﻦ ُﺟ ع َو َء َاﻣﻨ ُﻬﻢ ﱢﻣ ْﻦ ﺧ ْﻮ ٍۭف‪."28‬‬

‫ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ أﺳﺎء اﻟﻨﺎس ﺗﻔﺴ ﻣﻌ ﻫﺬە اﻵ ﺎت‪ .‬وذﻫﺐ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن دون ﻋﻠﻢ إ اﻟﻘﻮل ﺄن رﺣﻼت ﻗ ﺶ ﺎﻧﺖ ﻟﻠﺘﺠﺎرة‪ .‬ﻟ ﻦ ﻫﺬا‬
‫اﻟﺤﻘ ﻘﺔ ﻏ ﻣﻨﻄ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﺮوف أن اﻟﺘﺠﺎر ﺴﺎﻓﺮون ﻠﻤﺎ ﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ أو‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻋﻤﻞ وﻻ ﺗﺮﺗ ﻂ رﺣﻼﺗﻬﻢ ﻤﻮاﺳﻢ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬واﻵ ﺔ ﺗﻘﻮل ﺑﻮﺿ ح‪" :‬ﻓﻠ َ ْﻌ ُ ﺪوا َر ﱠب‬
‫َ‬
‫َﻫ ٰ ﺬا ٱﻟ َﺒ ْ ِﺖ" أي أن اﻟﻐﺮض ﻣﻦ رﺣﻼت ﻗ ﺶ ﺻ ﻔﺎ وﺷﺘﺎءا ﻫﻮ ﻏﺮض دﻳ ‪.‬‬
‫ﺎﻧﺖ رﺣﻼت اﻟﺼ ﻒ ﻟﻠﻌﻤﺮة ورﺣﻼت اﻟﺸﺘﺎء ﺎﻧﺖ ﻟﻠﺤﺞ‪ .‬ﻣﺎ ﺴ ﺎﻟﺘﻘ ﻢ‬
‫اﻟﻘﻤﺮي أو اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻬﺠﺮي اﻟﺬي ﺴﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن اﻟﻴﻮم ﺎن اﻷﺻﻞ‬
‫ﺗﻘ ﻢ ﺷﻤ ‪ .‬وﻗﺪ ﺑ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( أن أﺳﻤﺎء اﻷﺷﻬﺮ‬
‫اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻬﺠﺮي ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺸ إ أﻧﻬﺎ ﺎﻧﺖ ﻣﺴﻤ ﺎت ﻷﺷﻬﺮ ﺷﻤﺴ ﺔ‪.‬‬

‫ﻋ ﺳ ﻞ اﻟﻤﺜﺎل‪ ،‬ﺎن اﻟﻌﺎم ﻳ ﺪأ اﻟ ﻴﻊ ‪ -‬ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس ‪ -‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺎﻧﺖ اﻷرض‬

‫ﺗﺤ ﺎ وﺗﺨ ‪ ،‬اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻌﺮ ﺎن ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﺴ "ر ﻴﻊ اﻷول" ﺣ ﻫﺬا‬
‫اﻟﻴﻮم‪ ،‬و ﻌﺪە ﺟﺎء ر ﻴﻊ اﻟﺜﺎ ‪ ،‬و ﺎﻟﻄﺒﻊ ﺠﺐ أن ﺄ ﺷﻬﺮ ﺴ ر ﻴﻊ اﻷول‬
‫ﻣﻮﺳﻢ اﻟ ﻴﻊ‪ ،‬ﻻ اﻟﺸﺘﺎء وﻻ اﻟﺼ ﻒ وﻻ اﻟﺨ ﻒ‪ ،‬ﻤﺎ ﺤﺪث اﻟﻴﻮم‪ ،‬ﺎﻟﺬات‬
‫ﻷﻧﻬﻢ ﺎﻧﻮا ﻌﺘﻤﺪون ﻋ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻟﺮ اﻟﻤﺎﺷ ﺔ‪ ،‬و ذا ﺗﻐ ت اﻟﺸﻬﻮر‪ ،‬ﺎﻧﻮا‬
‫اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺨﻄﺄ وﻻ ﺠﺪون أي ﻃﻌﺎم‬ ‫ﺳ ﺄﺧﺬون اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت إ اﻟﻤﺮ‬
‫ﻄﻌﻤﻮن ﻪ ﻣﺎﺷ ﺘﻬﻢ‪ .‬ﺛﻢ ﺄ ﺷﻬﺮ ﺟﻤﺎدى واﻟﺬي ﻤﻜﻦ أن ﻌ ﻣﺘﺠﻤﺪ أو‬
‫ﻣﺘﺼﻠﺐ‪ .‬ﻌﺘﻘﺪ ﻌﺾ اﻟﻤﺆرﺧﻮن أن إﺳﻢ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻫﻮ إﺷﺎرة إ اﻟﺸﻬﺮ اﻟ ﺎرد‬
‫اﻟﺬي ﺗﺘﺠﻤﺪ ﻓ ﻪ اﻟﻤ ﺎە‪ ،‬وﻟ ﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮف أن اﻟﺸﻬﺮ اﻟ ﺎرد ﻻ ﺄ ﻌﺪ اﻟ ﻴﻊ‪ ،‬ﻤﺎ أﻧﻨﺎ‬
‫ﻧﻌﺮف أ ﻀﺎ أن اﻟﻤ ﺎە ﻻ ﺗﺘﺠﻤﺪ أ ﺪا ﺷ ﻪ اﻟﺠ ﺮة اﻟﻌ ﺔ‪ ،‬إذن ﻻ ﺪ أن اﻟ ﻠﻤﺔ‬
‫ﺸ إ اﻟﻤﻌ اﻟﺜﺎ و اﻟﺘﺼﻠﺐ‪ ،‬ﻤﻌ ﺗﺼﻠﺐ اﻟﻘﻤﺢ و ﻣﺨﺰون اﻟﺸﻌ ‪.‬‬
‫"ر ﻂ"‪ ،‬ﺣ ﺚ ﺎن ﻳﺘﻢ ر ﻂ ﻓﺮوع اﻟﺘﻤﺮ ﺎﻟﻨﺨ ﻞ‪،‬‬ ‫اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺘﺎ إﺳﻤﻪ "رﺟﺐ" أو َ َ‬
‫ﻟﻤﻨﻊ ﻓﻘﺪان ﺛﻤﺎر اﻟﻨﺨ ﻞ‪ .‬ﺛﻢ ﻠ ﻪ ﺷﻬﺮ ﺷﻮال‪ ،‬أي اﻟ ﺸ ﻞ أو اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ‪ ،‬ﺣ ﺚ‬
‫ﺎن ﻳﺘﻢ ﺟ اﻟﺘﻤﺮ وﺗﺠﻤ ﻌﻪ ﺷﻮاﻻت‪ .‬وﻣﻊ إرﺗ ﺎط ﻞ ﻫﺬە اﻷﺳﻤﺎء ﻤﻬﺎم‬

‫‪ 28‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة ﻗرﯾش ‪ -‬اﻵﯾﺎت ‪٤-١‬‬

 ‫ﻳﺘﻤﺎ‬ ‫زراﻋ ﺔ ﻣﺤﺪدة‪ ،‬ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻌﺮ ﺎن ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺪ ﻠﻪ ﺎﺳﺘﻤﺮار ﻟ‬
‫ﻣﻊ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺸﻤﺴ ﺔ‪ ،‬وﻛ ﻒ ﻻ وﻗﺪ ﺎن اﻟﻌﺮب ﻌﺘﻤﺪون ﻋ اﻟﻤﻮاﺳﻢ‬
‫زراﻋﺘﻬﻢ ور اﻟﻤﺎﺷ ﺔ؟ ﻓﺈذا اﻋﺘﻤﺪوا ﻠ ﺎ ﻋ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻘﻤ ﺔ اﻟ ﺗﺘﺄﺧﺮ ‪ ١١‬ﻳﻮم‬
‫ﻞ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺴﻮف ﻳﺆدي ذﻟﻚ إ ﻓﻮ ‪.‬‬

‫إذا ﺎﻧﺖ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻬﺠ ﺔ اﻷﺻﻞ أﺷﻬﺮ ﺷﻤﺴ ﺔ‪ ،‬ﻓﻬﺬا ﻌ أﻧﻪ ﻷ ﻣﻦ أﻟﻒ‬
‫ﻋﺎم واﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﺗﺼﻮم ﻏ رﻣﻀﺎن وﺗﺆدي اﻟﺤﺞ ﻏ ﻣﻮﺳﻤﻪ اﻟﻤﻘﺮر‪.‬‬
‫واﻟﺤﻘ ﻘﺔ أن روا ﺎت ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ذﻛﺮت‬
‫أن ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﻇﻬﻮر اﻹﻣﺎم اﻟﻤﻬﺪي )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ﺻﻮم اﻟﻨﺎس‬
‫ﻏ رﻣﻀﺎن و ﻔﻄﺮون رﻣﻀﺎن‪.‬‬

‫ﻋﻦ اﻷﺻﺒﻎ ﺑﻦ ﻧ ﺎﺗﺔ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل أﻣ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻋ ﺑﻦ أ ﻃﺎﻟﺐ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺼﻼة‬

‫واﻟﺴﻼم(‪…" :‬ﻓﺈذا ﺎن ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن اﻧﺘﻔﺨﺖ اﻷﻫﻠﺔ ﺗﺎرة ﺣ ﻳﺮى ﻫﻼل ﻟ ﻠﺘ‬
‫وﺧﻔ ﺖ ﺗﺎرة ﺣ ﻔﻄﺮ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن أوﻟﻪ‪ ،‬و ﺼﺎم اﻟﻌ ﺪ آﺧﺮە‪."29‬‬

‫ُﺳﺌﻞ أ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺜﺎ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪاك ﻣﺎ ﺗﻘﻮل اﻟﺼﻮم ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ‬
‫روي أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﻓﻘﻮن ﻟﺼﻮم؟" ﻓﻘﺎل‪" :‬أﻣﺎ إﻧﻪ ﻗﺪ أﺟﻴ ﺖ دﻋﻮة اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻬﻢ"‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻘﻠﺖ‪" :‬وﻛ ﻒ ذﻟﻚ ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪاك؟" ﻗﺎل‪" :‬إن اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺎ ﻗﺘﻠﻮا اﻟﺤﺴ‬
‫ﺻﻠﻮات ﷲ ﻋﻠ ﻪ أﻣﺮ ﷲ ﺗ ﺎرك وﺗﻌﺎ ﻣﻠ ﺎ ﻳﻨﺎدي أﻳﺘﻬﺎ اﻷﻣﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ‬
‫ﻋ ة ﻧ ﻴﻬﺎ ﻻ وﻓﻘ ﻢ ﷲ ﻟﺼﻮم وﻻ ﻟﻔﻄﺮ‪."30‬‬

‫ﻛﺸﻒ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( أن اﻟﺘﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﻘ ﻢ اﻹﺳﻼ‬

‫اﻟﺼﺤﻴﺢ وأﻧﻪ ﺗﻘ ﻢ ﺷﻤ ‪ .‬وﻫﺬا ﻫﻮ ﺗﺮﺗ ﺐ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻬﺠ ﺔ و ﺴﻠﺴﻠﻬﺎ‬
‫اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻊ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻤ ﻼد ﺔ‪:‬‬

‫‪ 29‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٩٣‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٠٤‬‬

‫‪ 30‬اﻟﻛﺎﻓﻲ ‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻛﻠﯾﻧﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٤‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪١٦٩‬‬
 ‫اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻬﺠ ﺔ‬ ‫اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻤ ﻼد ﺔ‬

‫ﺟﻤﺎدى اﻷول‬ ‫‪ .1‬ﺷﻬﺮ ﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎ أو ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ‬

‫ﺟﻤﺎدى اﻵﺧﺮ‬ ‫‪ .2‬ﺷﻬﺮ ﺷ ﺎط أو ﻓ اﻳﺮ‬

‫ر ﻴﻊ اﻷول‬ ‫‪ .3‬ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس أو اذار‬

‫ر ﻴﻊ اﻟﺜﺎ‬ ‫‪ .4‬ﺷﻬﺮ ﻧ ﺴﺎن أو إﺑ ﻞ‬

‫ﺻﻔﺮ‬ ‫‪ .5‬ﺷﻬﺮ أ ﺎر أو ﻣﺎﻳﻮ‬

‫ﻣﺤﺮم اﻟﺤﺮام‬ ‫‪ .6‬ﺷﻬﺮ ﺣ ﺮان أو ﻳﻮﻧﻴﻮ‬

‫ﺷﻮال‬ ‫‪ .7‬ﺷﻬﺮ ﺗﻤﻮز أو ﻳﻮﻟﻴﻮ‬

‫ذو اﻟﻘﻌﺪة‬ ‫‪ .8‬ﺷﻬﺮ آب أو أﻏﺴﻄﺲ‬

‫ذو اﻟﺤﺠﺔ‬ ‫‪ .9‬ﺷﻬﺮ أ ﻠﻮل أو ﺳ ﺘﻤ‬

‫ﺷﻌ ﺎن‬ ‫ﻦ اﻷول أو أ ﺘ ﺮ‬ ‫‪ .10‬ﺷﻬﺮ‬

‫رﺟﺐ‬ ‫ﻦ اﻟﺜﺎ أو ﻧﻮﻓﻤ‬ ‫‪ .11‬ﺷﻬﺮ‬

‫رﻣﻀﺎن‬ ‫‪ .12‬ﺷﻬﺮ ﺎﻧﻮن اﻻول أو د ﺴﻤ‬

‫ﺻﻮم ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن‬

‫ﻛﺸﻒ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( أن رﻣﻀﺎن اﻟﺤﻘ ﻫﻮ ﺷﻬﺮ‬

‫د ﺴﻤ وأﻧﻪ واﺟﺐ ﻋ اﻟﻨﺎس اﻵن ﺻ ﺎم ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﺤﻘ ﻣﻦ اﻷول إ‬
‫اﻟﺤﺎدي واﻟﺜﻼﺛ ﻣﻦ د ﺴﻤ ‪ .‬وﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺻ ﺎم‬
 ‫ﷲ ﻜﻮن ﺎﻷ ‪ :‬اﻟﺼ ﺎم ﻃﻮال ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻠﺤﻮم واﻟﻔﻮا ﻪ‬
‫وﻣﺨﻠﺼﺎﺗﻬﺎ ]ﻃﻮال اﻟﺸﻬﺮ ﻠﻪ[ واﻟﺠ ﺲ ]ﻃﻮال اﻟﺸﻬﺮ ﻠﻪ[‪ ،‬واﻹﻓﻄﺎر ﻜﻮن‬
‫ﻟﻨﻮﻋ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم‪ ،‬ﻓﻘﻂ اﻟﺨ و ﻧ ع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻘﻂ و ﻐ اﻟﻨ ع اﻟﺜﺎ‬
‫ﻤﺎ ﺸﺎء ﻣﻊ اﻟﺨ "‪.‬‬

‫ﺳﺄﻟﺘﻪ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪ " :‬ﻌ اﻟﺼﺎﺋﻢ ﻳ ﺪأ ﺻ ﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﻃﻠ ع اﻟﻔﺠﺮ و ﻔﻄﺮ ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﻤﻐﺮب وﻻ ﻜﻮن إﻓﻄﺎرە ﺳﻮى ﺎﻟﺨ وﻧ ع ﻃﻌﺎم آﺧﺮ ﻏ اﻟﻠﺤﻮم واﻟﻔﻮا ﻪ‪،‬‬
‫ﻣﺜ ً اﻟﺨ واﻷرز؟"‪.‬‬

‫أﺟﺎب )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻧﻌﻢ ﺎﻟﻀ ﻂ‪ ،‬اﻟﻨﺎس ﻓﺮﺣ ﺤﺴﺒﻮن اﻧﻔﺴﻬﻢ ﺻﺎﺋﻤ‬
‫و ﺠﻠﺴﻮن ﻋ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﺄ ﻠﻮن ﻣﺎ ﻟﺬ وﻃﺎب ﻣﻦ ﺧ ات‪ .‬أي ﺻ ﺎم ﻫﺬا؟ ﻫﺬا ﺟﺰء‬
‫ﻣﻦ اﻟﺼ ﺎم اﻟﺤﻘ ‪ ،‬ﻟﻴ ﺘﻈﺮوا ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﺤﻘ وﻃﻘﻮﺳﻪ"‪.‬‬

‫إﻟﻐﺎء اﻟﺤﺠﺎب ﻛﻔ ﻀﺔ‬

‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ذات ﻳﻮم‪ " :‬ﻌﺪ إﻧﺘﻬﺎﺋ ﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠ ﻢ‬
‫أﺟﻌﻞ ﻌﺾ اﻟ ﺴﺎء ﺗﺨﻠﻊ ﺣﺠﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻻ ﺗﺄﻣﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻘﻂ"‪.‬‬

‫اﺋﻌ ﻢ ﻓﻤﺎ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟ ﻪ؟"‪.‬‬ ‫ﻗﻠﺖ‪" :‬ﺣﺴﻨﺎ‪ ،‬إذا ﻟﻢ ﻜﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ‬

‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻻ ﻟ ﺴﺖ وﻟﻦ ﺗﻜﻮن أ ﻀﺎ‪ ،‬ﻟ ﻦ ﻗﺪ أﺻ ﺤﺖ ﺳﻨﺔ ﻤﺎ ﺳﻦ‬
‫ﻋ ﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺳ وﺛ ﺘﺖ اﻹﺳﻼم"‪.‬‬

‫وﻫﻜﺬا اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻓﺈن إرﺗﺪاء اﻟﻤﺮأة ﻟﻠﺤﺠﺎب ﻟ ﺲ ﻓﺮض وﻟ ﻨﻪ ﺳﻨﺔ‪.‬‬

‫وﻧﺤﻦ ﻻ ﺸﺠﻊ ﻋ ارﺗﺪاﺋﻪ وﻻ ﻧﻤﻨﻌﻪ‪ .‬ﻟ ﻞ إﻣﺮأة ﻣﻄﻠﻖ اﻟﺤ ﺔ إرﺗﺪاﺋﻪ أو‬
‫ﻋﺪم ارﺗﺪاﺋﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻜﻦ أ ﺪا ﻓﺮﺿﺎ إﻟﻬ ﺎ ﻣﻦ ﷲ ﺗﻌﺎ ‪ ،‬ﻞ ﺎن ﺳﻨﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﺣﺎل‬
 ‫اﻟﺴ اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﺗﻨﻈ ﻒ اﻷﺳﻨﺎن ﺎﻟﺴﻮاك أو اﻟﻮﺿﻮء ﻗ ﻞ اﻟﻨﻮم‪ .‬وﺳﻨﺔ‬
‫اﻟﺤﺠﺎب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣ ﻣﻦ اﻟﻨ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ(‪ ،‬ﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﻬﺎ‬
‫اﻷﺻﻞ ﻫﻮ ﻋ ﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪ .‬وﻧﻌﻢ‪ ،‬ﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺴﺎء ﻣﻦ أﻫﻞ‬
‫اﻟﺒ ﺖ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم( ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ اﻟﺤﺠﺎب‪ .‬ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪:‬‬
‫"ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰﻫﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم( ﺎﻧﺖ ﻣﻨﻘ ﺔ ﻣﻦ رأﺳﻬﺎ وﺣ أﺧﻤﺺ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ‬
‫اﻟﻄﺎﻫﺮﺗ "‪ .‬وﺣ ﻣﻊ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﻨﺔ وﻧﺠﻌﻠﻪ ﻓﺮض إﻟ‬
‫وﻧﺠﻌﻠﻪ واﺟﺐ‪ .‬واﻟﺰﻣﺎن اﻵن ﺗﻐ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ور ﻤﺎ ﻣﺎ ﺎن وري ﺣﻴﻨﻬﺎ‬
‫ﻟﻢ ﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ اﻵن‪.‬‬

‫إرﺟﺎع اﻟﺼﻼة اﻟﺤﻘ ﻘ ﺔ‬

‫ﺳﺄﻟﺖ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ذات ﻳﻮم‪" :‬أﻧﺖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ‬
‫اﻷ ﺪي اﻟﺬي ﺴﺘﻤﺮ إ اﻷ ﺪ وﺣ آﺧﺮ ﻳﻮم ﻟﻠ ﺔ‪ ،‬ﻞ ﻣﺮة ﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻬﺪ‬
‫ﺟﺪ ﺪ ﻳﺘﻐ اﻟ ــﻊ‪ .‬ﻓﻬﻞ اﻟﺼﻼة اﻟﻤﺤﻤﺪ ﺔ ﻻﻏ ﺔ و ﺎﻃﻠﺔ؟"‪.‬‬

‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺗﻘﺼﺪ ﺎﻟﺼﻼة اﻟﺮﻛ ع واﻟﺴﺠﻮد‬
‫ﻄ ﻘﺘﻬﺎ اﻵن؟"‪.‬‬

‫ﻗﻠﺖ‪" :‬ﻧﻌﻢ"‪.‬‬

‫واﻻﻧ ﺎء‪ ،‬واﻻﺋﻤﺔ‬ ‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﺑ اﻟﺼﻼة اﻟﺴﺠﻮد ﻟﻠﻤﺮﺳﻠ‬
‫زﻣﺎﻧﻬﻢ‪ ،‬اﻟﺴﺠﻮد اﻟﻘﻠ ‪ ،‬واﻟﺼﻼة اﻟﺪﻋﺎء"‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺑ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺎﻟﺪﻋﺎء ﺣ ﺚ ﻗﺎل‪:‬‬

‫"إن ﷲ ﻻ ﺤﺘﺎج أﻋﻤﺎل ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ وﻣﻜﺘ ﺔ‪ِ ،‬ﻠﻢ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻗﻠ ﻚ و ﻗﻞ ﻟﻪ‬
‫ﻼﻣﺎ ﻋﻔ ﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗ ﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺘﻮب"‪.‬‬
 ‫ﺗﺤﺪث اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻟﺼﻼة ﻋ ﻣﺪار‬
‫اﻟﺰﻣﺎن ﺣ ﺚ ﻗﺎل‪" :‬ﻣﻨﺬ زﻣﻦ آدم )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( ﺣ اﻟﻴﻮم‪ ،‬ﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼة‬
‫ﺳﺠﻮدا ﻣﺎد ﺎ ﻣﻊ اﻟﺴﺠﻮد اﻟﻘﻠ ‪ ،‬ﻫﺬە اﻟﺼﻼة اﻟﺼﺤ ﺤﺔ"‪ .‬وﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺪﻣﺎء ﺗﺼﻮرﻫﻢ‬ ‫ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺮى رﺳﻮﻣﺎت ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﻋ ﺟﺪران ﻣﻘﺎﺑﺮ اﻟﻤ‬
‫وﻫﻢ ﺴﺠﺪون ﺗﻌ ﺪا‪ ،‬وﻧﺮى ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻴﻬﻮد ﺴﺠﺪون ﺻﻠﻮاﺗﻬﻢ‪ ،‬وﻧﺮى‬
‫إﺛﻴ ﺎ و دول أﺧﺮى ﺴﺠﺪون ﺻﻼﺗﻬﻢ‪ .‬ﻞ دﻳﻦ ﺗﻘ ﺎ ﻋ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﺤﻴ‬
‫وﺟﻪ اﻷرض ﺬﻛﺮ اﻟﺴﺠﻮد ﻃﻘﻮﺳﻪ أو ﻛﺘ ﻪ‪.‬‬

‫وﻋﻨﺪﻣﺎ ُﺳﺌﻞ اﻹﻣﺎم )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋﻦ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ‪ ،‬اﻟﻔﺠﺮ‪ ،‬واﻟﻈﻬﺮ‪،‬‬

‫واﻟﻌ ‪ ،‬واﻟﻤﻐﺮب‪ ،‬واﻟﻌﺸﺎء‪ ،‬أوﺿﺢ أن اﻟﻤﻌ اﻟﺤﻘ ﻟﻠﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻫﻮ‬
‫وﻻ ﺔ اﻟﻤﻬﺪﻳ ‪:‬‬

‫‪ .1‬اﻟﻔﺠﺮ ﻫﻮ اﻹﻣﺎم اﻟﻤﻬﺪي )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ﺣ ﺚ ﻜﻮن اﻟﻈﻼم‬

‫ﺪا ﺔ وﻻﻳﺘﻪ‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﻊ ﻇﻬﻮرە ﺸﻊ اﻟﻨﻮر ﻓﻬﻮ ﻤﺜﻞ ﻃﻠ ع اﻟﻔﺠﺮ واﻻﻧﺘﻘﺎل‬
‫ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻈﻼم إ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻮر‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻟﻈﻬﺮ ﻫﻮ وﻻ ﺔ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( اﻟﺬي ﻤﺘ اﻟﻌﺎﻟﻢ‬

‫وﻻﻳﺘﻪ ﺎﻟﻨﻮر واﻟﺘﻨ ﺮ واﻟﻌﺪل واﻹﻧﺼﺎف واﻟﺴﻼم واﻻزدﻫﺎر‪.‬‬

‫‪ .3‬اﻟﻌ ﻫﻮ وﻻ ﺔ اﻟﻤﻬﺪي اﻟﺜﺎ ‪ ،‬ﻳﻮﺳﻒ آل ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬أ ﺎ اﻟﺼﺎدق ﻋ ﺪ ﷲ‬

‫ﻫﺎﺷﻢ‪ ،‬ووﻻﻳﺘﻪ ﺸ ﻪ وﻻ ﺔ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪.‬‬

‫‪ .4‬اﻟﻤﻐﺮب ﻫﻮ وﻻ ﺔ اﻟﻤﻬﺪي اﻟﺜﺎﻟﺚ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم(‪ ،‬و ﻋﻬﺪە ﺗ ﺪأ اﻷﻣﻮر‬

‫أن ﺗﺼﺒﺢ أ ﻗﺘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﺪ ﺪ‪ ،‬وﺗﻄﻔﻮ ﻌﺾ اﻟﻘﻼﻗﻞ ﻋ اﻟﺴﻄﺢ‪.‬‬
 ‫‪ .5‬وﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء وﻻ ﺔ اﻟﻤﻬﺪي اﻟﺮاﺑﻊ )ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم( و ﻋﻬﺪە ﺗﺼﺒﺢ‬
‫اﻷﻣﻮر أ ﻋﺘﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬

‫أداء اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻫﻮ إﻋﻼء و ﻗﺮار اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑ ﻤﺎﻧﻪ و ﻌﺘﻪ وواﺟ ﺎﺗﻪ ﺗﺠﺎە‬
‫اﻹﻣﺎم اﻟﻤﻬﺪي )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( واﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‬
‫واﻟﻤﻬﺪي اﻟﺜﺎ واﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺮاﺑﻊ )ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم(‪ .‬وﻋ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﺗ ﺪأ اﻟﺪورة‬
‫ﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﺪ ﺪ‪ ،‬ﺣ ﺚ ﻜﻮن اﻟﻔﺠﺮ ﻫﻮ اﻟﻤﻬﺪي اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ ،‬واﻟﻈﻬﺮ اﻟﺴﺎدس‪،‬‬
‫واﻟﻌ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪ ،‬واﻟﻤﻐﺮب اﻟﺜﺎﻣﻦ‪ ،‬واﻟﻌﺸﺎء اﻟﺘﺎﺳﻊ‪ ،‬وﻋ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﺣ ﻧﻬﺎ ﺔ‬
‫اﻟﺰﻣﺎن‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺣﺎول اﻹﻣﺎم ﻋ واﻷﺋﻤﺔ اﻹﺛﻨﺎ ﻋ )ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﻼم( إﺧ ﺎرﻧﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻃ ﻞ‬
‫أن اﻟﺼﻼة اﻟﺤﻘ ﻘ ﺔ ﻣﺎ إﻻ اﻟﻮﻻ ﺔ ﻟﺮﺳﻞ ﷲ ﻫﺆﻻء‪ .‬ﻗﺎل أ ﺟﻌﻔﺮ )ﻣﻨﻪ‬
‫اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻌﺮف اﻟﺼﻼة ﻓﻘﺪ أﻧﻜﺮ ﺣﻘﻨﺎ‪ ."31‬وﻗﺎل ﻛﺬﻟﻚ‪ " :‬ﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫آﻣﻨﻮا إذا ﻧﻮدي ﻟﻠﺼﻼة ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ " ﻣﻦ ﻳﻮﻣ ﻢ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺟﻤﻌ ﻢ ﻓ ﻪ‬
‫واﻟﺼﻼة أﻣ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻌ ﺎﻟﺼﻼة اﻟﻮﻻ ﺔ و اﻟﻮﻻ ﺔ اﻟ ى‪"32‬‬
‫وﻗﺎل ا ﺎ ﻋ ﺪ ﷲ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪ " :‬ﺎ داود ﻧﺤﻦ اﻟﺼﻼة ﻛﺘﺎب ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪،‬‬
‫وﻧﺤﻦ اﻟﺰﺎة وﻧﺤﻦ اﻟﺼ ﺎم وﻧﺤﻦ اﻟﺤﺞ وﻧﺤﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺮام وﻧﺤﻦ اﻟ ﻠﺪ اﻟﺤﺮام‬
‫وﻧﺤﻦ ﻛﻌ ﺔ ﷲ وﻧﺤﻦ ﻗ ﻠﺔ ﷲ وﻧﺤﻦ وﺟﻪ ﷲ"‪ .‬وﻗﺎل أﻣ اﻟﻤﺆﻣﻨ )ﻣﻨﻪ‬
‫اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻣﻦ أ اﻟﺼﻼة ﻋﺎرﻓﺎ ﺤﻘﻬﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ‪."33‬‬

‫اﻟﻘﺮوض واﻟ ﺎ‬

‫ﺳﺄﻟﺖ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ذات ﻳﻮم ﻋﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋ اﻟﻘﺮوض‬
‫)اﻟ ﺎ( ﻓﺄﺟﺎب‪" :‬اﻟ ﺎ ا ﺪا ﻏ ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻬﻮ ﻗﺒﻴﺢ ﺟﺪا"‪.‬‬

‫‪ 31‬اﻟﻛﺎﻓﻲ ‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻛﻠﯾﻧﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٥٩٨‬‬

‫‪ 32‬اﻻﺧﺗﺻﺎص ‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣﻔﯾد ‪ -‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪١٢٩‬‬
‫‪ 33‬ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار ‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺟﻠﺳﻲ ‪ -‬ج ‪ - ٢٤‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٣٠٣‬‬
 ‫ﻗﻠﺖ‪" :‬ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟ ﺎ ﻣﻊ اﻟ ﺎﻓ ﻦ أو اﻟﻨﻮاﺻﺐ؟"‪.‬‬

‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻫﺎت ﻣﺜﻠﻚ"‪.‬‬

‫أﻣ ﺎ ﻋ ﺳ ﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻌﻄﻮن ﻗﺮوﺿﺎ ﻷﻧﺎس ﻏ‬ ‫ﻗﻠﺖ‪ُ :‬‬

‫"اﻟﻤﺮاﺑ‬
‫ﻗﺎدر ﻦ ﻋ أﺧﺬ ﻗﺮض ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ ﺴ ﺐ ﻓﻘﺮﻫﻢ"‪.‬‬

‫ﻗﺎل )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻏ ﺟﺎﺋﺰ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻷﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺣﺠﻢ اﻷذى اﻟﺬي ﺴ ﻪ اﻟ ﺎ‪،‬‬
‫ب ﻟﻠ ﺴﻞ ﺣ ﻋﺎ ﻇﻬﺮ‪ ،‬ب ذﻣﺔ اﻟ ﺴﻞ‪ ،‬اﻷﺑﻨﺎء"‪.‬‬

‫ذﻣﺘﻬﻢ ﻞ اﻟﻔﻮاﺋﺪ‬ ‫ﺗﻜﻮن‬ ‫ﻗﻠﺖ‪" :‬ﻫﻞ ﻌ ذﻟﻚ أن اﻷﺑﻨﺎء ﺣ اﻟﺠ ﻞ اﻟﻌﺎ‬

‫اﻟ أﺧﺬﻫﺎ آ ﺎﺋﻬﻢ؟"‪.‬‬

‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻧﻌﻢ"‪.‬‬

‫ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷ ﺎم ُﺳﺌﻞ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻫﻞ ﺠﻮز اﻟﺮﻫﻦ‬
‫اﻟﻌﻘﺎري ﻔﺎﺋﺪة )وﻟﻮ ﻔﺎﺋﺪة ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﺜﻞ ‪ (٪١‬إذا ﻟﻢ ﻜﻦ ﺎﻹﻣ ﺎن اء ﻣ ل‬
‫ﻧﻘﺪا؟ أم ﺠﺐ أن ﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻻﺳ ﺌﺠﺎر و ﺄﻣﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟ اء ﻧﻘﺪا‬
‫ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷ ﺎم )ﺣ ﺳﻮق اﻹﺳ ﺎن ﺴﺘﻤﺮ اﻟﺼﻌﻮد و ﺠﻌﻞ ذﻟﻚ ﻳ ﺪو أﻗﻞ‬
‫واﻗﻌ ﺔ(؟"‪.‬‬

‫ﻓﺄﺟﺎب )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬اﻟﺮﻫﻦ اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﺠﻮز وﻫﻮ ﺣﺮام‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﺆﻣﻦ أن‬
‫ﷲ ﺳ ﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺮزق وﻫﻮ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣ ﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﻠﺖ ذﻟﻚ وﻟ ﺎن ﻟﻚ‬
‫ﺑ ﺘﺎن‪ ،‬ﺪﻻ ﻣﻦ واﺣﺪ‪ .‬أﺳﺄل ﷲ أن ﻳﺮزﻗﻚ و ﺼﻠﺤﻚ دﻳﻨﻚ و دﻧ ﺎك و‬
‫آﺧﺮﺗﻚ إﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠ ﻢ"‪.‬‬
 ‫اﻟﻌﻘ ﺎت اﻟﺠﻨﺎﺋ ﺔ‬

‫ﻜﺸﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺘﺤ ﻒ اﻟﻘﺮآن واﻟ ﺘﺐ‬
‫اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ و ﺮد اﻟﺤﻖ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬و ﻠ ﻌﺾ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳ ﻣﺜﻞ ﻗﻄﻊ ﺪ‬
‫اﻟﺴﺎرق اﻹﺳﻼم‪ .‬ﻫﺬە اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺪ ﻤﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﻘﻮاﻧ ﷲ‪ .‬ﻞ إﻧﻬﺎ‬
‫ُ‬
‫"ﻗ ْﻞ َﻳ ٰ ﻌ َ ﺎد َى ٱﻟﺬ َ‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اﻟﺤﻘ ﻘﺔ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻘﺮآن‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻘﻮل اﻟﻘﺮآن اﻟ ﻢ‪:‬‬
‫ﱠُ‬ ‫ٱﻟﺬ ُﻧ َ‬ ‫ﱠ َ َْ ُ ﱡ‬ ‫َ ََُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ﻮب َﺟ ِﻤ ﻌﺎ ۚ ِإﻧﻪۥ‬ ‫أ ْ َ ﻓﻮا ﻋ ٰٓ أﻧﻔ ِﺴ ِﻬ ْﻢ ﺗﻘﻨﻄﻮا ِﻣﻦ ﱠر ْﺣ َﻤ ِﺔ ٱ ِ ۚ ِإن ٱ ﻐ ِﻔﺮ‬
‫ٱﻟﺮ ِﺣ ُﻢ‪ "34‬ﻏﻔﺮان ﷲ ﻟ ﻞ اﻟﺬﻧﻮب ﻤﺎ ورد ﻫﺬە اﻵ ﺔ ﻌ ﻄﺒ ﻌﺔ‬ ‫ﻮر ﱠ‬ ‫ُﻫ َﻮ ٱﻟ َﻐ ُﻔ ُ‬
‫اﻟﺤﺎل أن ﷲ ﻌ اﻟﻨﺎس ﻓﺮﺻﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ‪ .‬ﻛ ﻒ ﻜﻮن ﻟﻤﻦ ق ﻓﺮﺻﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ إذا‬
‫ﻓﻘﺪ ﺪە؟ ﻫﺬە ﻟ ﺴﺖ ﻣﻐﻔﺮة‪ ،‬ﻞ إن ﻗﻄﻊ ﺪ إ ﺴﺎن ﻫﻮ ﻧﻘ ﺾ اﻟﻤﻐﻔﺮة‪ ،‬ﻞ ﻫﻮ‬
‫إداﻧﺔ ﺗﺎﻣﺔ و ﺎﻣﻠﺔ‪ .‬وﻗﺪ ﻛﺸﻒ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( أن اﻵ ﺔ اﻟﻘﺮآﻧ ﺔ‬
‫َ ً‬ ‫ۢ‬ ‫‪ َ :‬ﱠ ُ َ ﱠ َُ َ ْ َ‬
‫ٱﻟﺴﺎرﻗﺔ ﻓﭑﻗﻄ ُﻌ ٓﻮا أ ْ ِﺪ َﻳ ُﻬ َﻤﺎ َﺟ َﺰ ًء ِ َﻤﺎ ﻛ َﺴ َ ﺎ ﻧ ٰ ﱢﻣ َﻦ ٱ ِ ۗ‬ ‫اﻟ ﺗﻘﻮل "وٱﻟﺴﺎرق و‬
‫َ‬
‫ﻋ ﻣﺪار اﻟﺰﻣﻦ‪.‬‬ ‫اﻟﺤﻘ ﻘﺔ ﻣﺤﺮﻓﺔ وﻗﺪ ﻏ ﻫﺎ اﻟ‬ ‫َوٱ ُ ﻋ ٌﺰ َﺣ ِﻜ ٌﻢ‪"35‬‬
‫َ َْ‬ ‫ْ َ‬
‫ﻠﻤﺔ "ﻓﺎﻗﻄ ُﻌ ٓﻮا" ﺎﻧﺖ اﻷﺻﻞ "ﻓﺎ ﻘ ُﻌﻮا"‪ .‬ﺎن اﻟﻨ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ‬
‫وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ﺴﺘﺨﺪم ﻧ ﺎت ﻟﻪ ﻟﻮن ﻏﺎﻣﻖ ﺼﻌﺐ إزاﻟﺘﻪ ﻟ ﺼﺒﻎ ﻪ ﺪ اﻟﺴﺎرق‪.‬‬
‫ﺎن وﺻﻢ اﻟﺴﺎرق ﺑﻬﺬە اﻟﻄ ﻘﺔ رادﻋﺎ ﻋﻦ اﻟ ﻗﺔ ﻷﻧﻪ ﻟ ﺲ ﻫﻨﺎك أﺣﺪ ﻳ ﺪ أن‬
‫ﺴ وﺳﻂ اﻟﻨﺎس و ﺪاە اﻟﻤﻠﻄﺨﺘﺎن ﺸﻬﺪان ﻋ ارﺗ ﺎ ﻪ ﻟﻠﺠ ﻤﺔ‪.‬‬

‫ب اﻟﺨﻤﺮ‬

‫ب اﻟﺨﻤﺮ ﻣ ﺎح اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺎن ﻣ ﺎﺣﺎ اﻟﻌﻬﻮد اﻟ ﺳ ﻘﺖ اﻟﻨ‬

‫ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ(‪ .‬وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺤ ﻢ اﻟﺨﻤﺮ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎدس‬
‫ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﺴ ﺐ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺴﻜﺮ اﻟﺸﺪ ﺪة واﻟﻔﺴﻮق اﻟ ﺎﻧﺖ ﻣﺴ ﺔ ﺑ‬
‫اﻟﻌﺮب آﻧﺬاك‪ .‬ﻟﻢ ﻜﻦ اﻟﻤﺮاد ا ﺪا ﺗﺤ ﻤﻬﺎ ﺗﺤ ﻤﺎ أ ﺪ ﺎ‪ .‬اﻟﺨﻤﺮ ﻣﺬﻛﻮر اﻟﻘﺮآن‬
‫ﱠُ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠَ‬
‫"ﻣﺜ ُﻞ ٱﻟ َﺠﻨ ِﺔ ٱﻟ ِ ُو ِﻋﺪ ٱﻟ ُﻤﺘﻘﻮن ۖ ِﻓ َﻴﻬ‬ ‫ﻋ أﻧﻪ اب ﺠﺎزى ﻪ ﻣﻦ ﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ‪:‬‬

‫‪ 34‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة اﻟزﻣر ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪٥٣‬‬

‫‪ 35‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪٣٨‬‬
 ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أﻧ َﻬ ٰ ٌﺮ ﱢﻣﻦ ﱠﻣ ٍء ﻏ ْ َء ِاﺳﻦ َوأﻧ َﻬ ٰ ٌﺮ ﱢﻣﻦ ﻟ َ ﻟ ْﻢ َﻳﺘﻐ ﱠ ْ ﻃ ْﻌ ُﻤﻪۥ َوأﻧ َﻬ ٰ ٌﺮ ﱢﻣ ْﻦ ﺧ ْﻤﺮ ﻟﺬ ٍة‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ﻟﻠﺸ ٰ ِ َ َوأﻧ َﻬ ٰ ٌﺮ ﱢﻣ ْﻦ ﻋ َﺴ ٍﻞ ﱡﻣ َﺼ ‪ ."36‬وﻫﻞ ﻀﻊ ﷲ ﺳ ﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎ ﺷ ﺌﺎ ﻏ‬
‫ﻣﻄﻬﺮا اﻟﺠﻨﺔ؟ ﺳﺄﻟﺖ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ذات ﻳﻮم‪:‬‬

‫ﻗﻠﺖ‪" :‬ﻛﺘﺐ ﻣﺎ أن ﻋﺼ اﻟﻔﺎ ﻬﺔ ﻫﻮ ﻣ ﺎە ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻮر‪ ،‬وأن اﻟﻤﺎء وﺣﺪە‬

‫ﻣﺠﺮد ﻣﺎدة دون ﻧﻮر‪ .‬و ﻌﺾ روا ﺎت أﻫﻞ اﻟﺒ ﺖ ﺸ إ اﻟﺨﻤﺮ ﻠﻔﻆ"ﻋ ﺪ‬
‫اﻟﻨﻮر"‪ ،‬واﻟﺨﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺎ ﻬﺔ‪ .‬ﻫﻞ ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﺨﻤﺮ ﺤﺘﻮي ﻋ ﻧﻮر؟"‪.‬‬

‫أﺟﺎب اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪" :‬ﻧﻌﻢ ﺑ ‪ ،‬ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ"‪.‬‬

‫ﺴﺘﻌﺮض ﻣﻌﺎ اﻟﺮوا ﺔ اﻟﺘﺎﻟ ﺔ ﺣﻮل "ﻃﻘﺲ اﻟ ﺄس" ﻛﺪﻟ ﻞ إﺿﺎ ﻋ اﺳﺘﺨﺪام‬
‫اﻟﺨﻤﺮ ﻛﻮﺳ ﻠﺔ ﻟﺘﻌ ﺰ اﻹرﺗﻘﺎء اﻟﺮو واﻷﺧﻮة‪ .‬أﻗﺎم اﻟﻨ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ ﷲ ﻋﻠ ﻪ‬
‫وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( ﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ ﺑ أﻫﻞ اﻟﺒ ﺖ وأﺻﺤﺎ ﻪ اﻟﻤﻘ ‪ .‬اﻟﻘﺮآن اﻟ ﻢ ﺸ‬
‫إ أﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﺧﻤﺮ‪ .‬ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬە اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺤﻠﻠﺔ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻣﻬﺎ اﻹﻣﺎم ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺼﺎدق )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻋ "اﻟﻄﻐﺎة اﻟﻔﺠﺮة " ووﺿﻊ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ "اﻷﻏﻼل واﻵﺻﺎر"‪ .‬اﻟﺮوا ﺔ اﻟﺘﺎﻟ ﺔ روا ﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ أوﺳﺎط‬
‫اﻟﻐﻨﻮﺻﻴ واﻟ ﺎﻃﻨﻴ و اﻷوﺳﺎط اﻷ ﺎد ﻤ ﺔ‪.37‬‬

‫ﻋﻦ اﻟﺒ ﺜﻮراءي‪ :‬ﺣﺪﺛ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎن ﻋﻦ أ ﻫﺎرون‬ ‫روى ﻋ ﺪ ﷲ اﻟ‬

‫اﻟﻤﻜﻔﻮف ﻗﺎل دﺧﻠﺖ ﻋ أ اﻟﻄﻴ ﺎت واﻟﻄﻴﺒ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أ ز ﺐ إﻟ ﻪ‬
‫ً‬
‫اﻟ ﺴﻠ ﻢ وﻋﻨﺪە ﺳ ﻌﻮن رﺟ أﺧ ﺎر أﺻﺤﺎ ﻪ ﻣﻦ ﻠﺪان ﺷ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮ ﺑﻦ‬
‫ً‬
‫أﺷ ﻢ اﻟﺸﻬ ﺪ وﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أ ﻜﺮ زﻣﺎﻧﻪ‪ .‬ﻓﺘﺤﺪﺛﻮا ﻃ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ‪ " :‬ﺎ‬
‫"وأي اب؟" ﻗﺎل‪ " :‬اب اﻟﻤﻠ ﻮت"‬ ‫ّ‬ ‫ﻗﻮم ﻫﻞ ﻟ ﻢ ﺣﺎﺟﺔ اﻟ اب؟" ﻗﻠﻨﺎ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ﻗﻠﻨﺎ‪" :‬ﻗﺪ ﻏﺪﻳ ﻨﺎ ﻌﻠﻢ اﻟﻤﻠ ﻮت ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ا ﻪ" ﻓﻘﺎل‪ " :‬اب اﻟﻤﻠ ﻮت ﻟ ﻢ‬
‫و اب ﻠﻬﻮت ﻟﻐ ﻢ" ﻗﻠﻨﺎ‪" :‬وﻣﺎ اب ﻠﻬﻮت؟" ﻗﺎل‪" :‬دم إ ﻠ ﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﷲ‬

‫‪ 36‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪ -‬ﺳورة ﻣﺣﻣد ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪١٥‬‬

‫‪ - A Shi’ite Liturgy of the Grail 37‬ھﻧري ﻛورﺑن ‪ -‬اﻟﺻﻔﺣﺎت ‪١٨١ - ١٧٣‬‬
 ‫ْ‬
‫و اب اﻟﻤﻠ ﻮت ﻫﻮ اﻟ اب اﻟﺨﺎﻟﺺ اﻟﺬي وﺻﻔﻪ ﷲ ﻷوﻟ ﺎﺋﻪ" ﺛﻢ ﺗﻼ‪َ " :‬وأﻧ َﻬ ٰ ٌﺮ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ﻠﺸ ٰ ِ َ " )ﻣﺤﻤﺪ ‪" (١٥‬وا ﻮﻫﺎ ﻋ ﻣﻌﺮﻓﺔ وﺣﻘ ﻘﺔ"‪ .‬ﻗﻠﻨﺎ‪:‬‬ ‫ﱢﻣ ْﻦ ﺧ ْﻤﺮ ﻟﺬ ٍة ﻟ‬
‫"أﺳﻘﻨﺎﻫﺎ ﻋ اﻟﺤﻘ ﻘﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ" ﻓﻨﺎدى‪ " :‬ﺎ ﺟﺎر ﺔ" ﻓﺄﻗ ﻠﺖ ﺴ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ‪:‬‬
‫اب اﻷ ﺪان اﻟ ﺔ" ﻓﺠﺎءت ﻘ ﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮر ﺳﺎﻃﻊ وﺟﺎءت ﻘﺪح ﻳﺰﻫﺮ‬ ‫"ﻫﺎ‬
‫ﱠ‬
‫ﻣﻨﻪ ﻧﻮر ﻃﺎﻟﻊ ﺛﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻫﺬا ﻣﻤﺎ ﺣ ﺎ ﷲ ﻪ ﻷوﻟ ﺎﺋﻪ" ﻓﻮﺿﻌﻪ وﻗﺎل‪" :‬‬
‫ُ َ‬ ‫ﱠ ُ َ َْ َ‬
‫ُ َﺼﺪﻋﻮن ﻋﻨ َﻬﺎ َو ُﻳ ﻓﻮن" )اﻟﻮاﻗﻌﺔ ‪ (١٩‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻤﻮ ﺑﻦ أﺷ ﻢ‪" :‬إﺑﺘﺪي‬
‫آﺧﺮﻫﻢ ا ﺎ ﻓﻘﺪ ُﺳﻘ ﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪح اﻟﺬي‬ ‫ﻓﺄﺳﻖ إﺧﻮاﻧﻚ ﻓﺈن ﺳﺎ اﻟﻘﻮم ِ‬
‫ﺪك أ ﺪاﻧ ﻢ اﻷﻋﺼﺎر واﻷدوار وأﻧﺘﻢ ﻗﺪس اﻟﻤﻘﺪﺳ وﻛﻨﺘﻢ اﻟﺒﻬﻤﻨ‬
‫أﻓﺎﺿﻠﻬﻢ وأ اﻓﻬﻢ وﻗﺪ ﺴﻄﺖ ﻟﻬﻢ اﻟﺪﻧ ﺎ وأﺳ ﻐﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻌ ﻤﻬﺎ وﺣﺒﻮﺗ ﻢ‬
‫ﻜﺮاﻣﺘﻬﺎ وأﻋﻄﻴﺘ ﻢ ﻣﻦ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﻄﻪ ﻏ ﻢ" ﻓﻘﺎم ﻣﻮ ﺑﻦ اﺷ ﻢ ﻓﻘﺎل‪:‬‬
‫" ﺎ ﺳ ﺪي أﺳﻘ ﻣﻦ ﺪك ﺔ ﻻ ﻇﻤﺎء ﻌﺪﻫﺎ ﻷ ﺪ اﻷ ﺪﻳﻦ ودﻫﺮ اﻟﺪﻫ ﻦ"‪.‬‬
‫ﻓﺼﺐ اﻟﻘﺪح ﺔ ﺛﻢ ﻧﺎوﻟﻪ ﻓ ب ﺣ روى ﺛﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﺎوﻟﻪ أﺧﺎك ا ﺎ‬ ‫ّ‬ ‫ﻗﺎل‬
‫إﺳﻤﺎﻋ ﻞ" ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﻓ ب ﺣ روى ﻣﻦ ﻏ أن ﻳﻨﻘﺺ اﻟﻘﺪح ﺷ ﺌﺎ ﻓﺮووا ﻠﻬﻢ ﺛﻢ‬
‫رﺟﻊ إﻟ ﻪ ﻛﻬﻴ ﺘﻪ ﻓﺤﻠﻘﻪ اﻟﻬﻮاء ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺤﻠﻖ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟ ﻪ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺼﻌﺪ ﺣ‬
‫درة واﺣﺪة‬ ‫إﻧﺘ إ اﻟﻤﻮﺿﻊ و ذا اﻟﺴ ﺪ ﻗﺪ ﻳﺮاﻧﺎ اﻟﻬﻮاء ﻗ ﺔ ﺣﻤﺮاء ﻣﻦ ّ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺑ اﻟﻤ ق واﻟﻤﻐﺮب و ذا راﺋﺤﺔ اﻟﻤﺴﻚ اﻷذﻓﺮ ﻓﻨﺎدى اﻟﻤﻮ‬
‫ﺟﻌﻔﺮ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم(‪ " :‬ﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻘ ﺖ ﻋﺒ ﺪي اﻷﺻﻔ ﺎء اﻟ ﺮام اﻟ رة ﻣﺎ ﺣﺮﻣﺘﻪ‬
‫ﻋ اﻟﻄﻐﺎة اﻟﻔﺠﺮة ﻗﺪ أﻫﺪﻳﺘﻪ ﻟﻬﻢ اﻟﺪﻧ ﺎ واﻵﺧﺮة ووﺿﻌﺖ ﻋ اﻟﻄﻐﺎة اﻟﻔﺠﺮة‬
‫اﻷﻏﻼل واﻵﺻﺎر وأدﺧﻠﺘﻬﻢ اﻟﺘ ﻪ" وﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﻘ ﺔ وﺣﺴﻨﻬﺎ وﺷﻌﺎﻋﻬﺎ‬
‫ﻓﻘﺎل ر ‪" :‬أﺻﻄﻔﻴﺘ ﻢ وأدﻧ ﺘ ﻢ وﻗ ﺘ ﻢ ﺄﺣ ﺎ وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻟﻨﻔﻘﺖ أ ﺼﺎرﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻧﻮر ﻫﺬە اﻟﻘﺪرة وﻟﻐ ﻋﻠ ﻢ ﻣﻦ ﻫﻮل اﻟﺼﻮت وﻟ ﻦ ﺟﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻛﺮاﻣﺔ ﻟ ﻢ‬
‫وﻫﻮاﻧﺎ ﻷﻋﺪاﺋ ﻢ ﻓﺄﻗ ﻠﻮﻫﺎ ﻧﺎﻋﻤ ﺷﺎ ﻦ ﻓﻬﺬا ﻳﻮم اﻟﻤ ﺪ" ﺛﻢ ﺗﻼ‪" :‬ﻟﻠﺬ َ‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ِ‬
‫ٌ ۟ ٰٓ َ ْ َ ٰ ُ َ ﱠ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌَ َ‬ ‫ُ‬
‫أ ْﺣ َﺴﻨﻮا ٱﻟ ُﺤ ْﺴ َ ٰ َو َز ﺎدة ۖ َو َﻳ ْﺮﻫﻖ ُو ُﺟﻮﻫ ُﻬ ْﻢ ﻗ ٌ َو ِذﻟﺔ ۚ أوﻟ ِﺌﻚ أﺻﺤ ﺐ ٱﻟﺠﻨ ِﺔ ۖ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ﻫ ْﻢ ِﻓ َﻴﻬﺎ ﺧ ٰ ِﻠﺪون" )ﻳﻮ ﺲ ‪ (٢٦‬ﺛﻢ رﺟﻊ اﻟﻘﺪح إﻟﻴﻨﺎ ﺧﺎﻟ ﺎ ﻟ ﺲ ﻓ ﻪ ء ﻣﻦ‬
‫اﻟ اب ﻓﻘﺎل أﺑﻮ اﻟﺨﻄﺎب ﻷﺻﺤﺎ ﻪ‪" :‬إن ﻫﺬا اﻟﻘﺪح ﻗﺪ دار ﺑﻴﻮﺗﺎت اﻟﻌﺠﻢ‬
‫ﺳ ﻌﺔ أدوار وﻫﻢ إﺧﻮاﻧ ﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن اﻟﻌﺎرﻓﻮن و ﺘﻢ ﻪ ﻣﻌﻬﻢ وﻛﻨﺘﻢ أ اﻓﻬﻢ‬
‫واﻧﺎ اﺳﻘ ﻢ ﻪ اﻟﻴﻮم ﻤﺎ ﺳﻘﻴﺘ ﻢ ﻪ ﻓ ﻤﺎ ﺗﻘﺪم" ﺛﻢ ﺗﻨﺎول اﻟﻘﺪح ﻓﻤﻸە ﺛﻢ ﺳ‬
 ‫ﻣﻮ ﺑﻦ اﺷ ﻢ ﺛﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﺣ ﺎك ﷲ ﺎ ﺧﻠ ﻞ اﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻓﺘﻨﺎوﻟﻪ إﺑﺮاﻫ ﻢ اﻟﺨﻠ ﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺪە ﻓ ﻪ ﻓﻘﺎل اﻟﺴ ﺪ أﺑﻮ اﻟﻄﻴ ﺎت إﻟ ﻪ اﻟ ﺴﻠ ﻢ‪" :‬ﻫﻨﺄك ﷲ ﻪ ﻓﻘﺪ‬
‫ﻟﻌﻤﺮي ُرزﻗﺖ ﺑﻬﺬە اﻟ ﺔ ِﻋﻠﻢ اﻟﻤﻠ ﻮت ﻣﻤﺎ ﺎن اﻟﻘﺮون اﻷو واﻷﻋﺼﺎر‬
‫واﻷ ﻮار وﺗ ﻠﻤﺖ ﻞ ﻟﻐﺔ وﻋﺮﻓﺖ ﺑﻬﺬە اﻟ ﺔ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻄ و ﻞ ذي روح ﻋ‬
‫وﺟﻪ اﻷرض" ﻗﺎل ﻣﻮ ﺑﻦ أﺷ ﻢ‪" :‬ﻓﻮاﻟﺬي ﺧﻠﻘ ﺳ ﺎ ﻣﺎ ﺧ ﻋ ﻌﺪﻫﺎ‬
‫ﻣﻨﻄﻖ ء اﻷرض وﻻ اﻟﺴﻤﺎء وﻓ ﻤﺎ ﺑ ﻨﻬﻤﺎ" ﺛﻢ ﺳ ﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺔ‬
‫وﻗﺎل‪" :‬أﻧﺘﻢ اﻟﻴﻮم دار اﻟﻤ ﺪ ﻓﻘﻮﻟﻮا أﺳﻤﻊ وأﺷﻔﻌﻮا وأﺳﺄﻟﻮا وأﺗﻌﻈﻮا" ﻗﻠﻨﺎ‪:‬‬
‫"ﺣﻠﻞ ﻹﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻗﺪ ﻏﺎب ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﺣﻠﻠﺘﻪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟ اب" ﻓﻘﺎل‪" :‬ﺣﻼل‬
‫ﻮا ﻣﻊ‬ ‫ﻹﺧﻮاﻧ ﻢ ﻣﻊ إﺧﻮاﻧ ﻢ اﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ اﻟﻌﺎرﻓ وﺣﺮام ﻋﻠ ﻢ وﻋﻠﻴﻬﻢ أن‬
‫ﻏ إﺧﻮاﻧﻬﻢ أﻣﺎ أﻧﺘﻢ ﻓﻘﺪ أﻏﻨﺎ ﻢ ﷲ ﺟﻞ وﻋﺰ ﻋﻦ أ ﻞ اﻟﻄﻌﺎم و ب اﻟ اب‬
‫ورﻓﻊ ﻋﻨ ﻢ اﻟﻄ ﺎﺋﻊ اﻻر ﻌﺔ اﻟﻨﺠﺴﺔ اﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ‪ ،‬أﺗﺪرون ﻤﺎ ﻠﻐﺘﻢ ﻫﺬە اﻟﻤ ﻟﺔ‬
‫اﻟ ﻔﺔ واﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺮﻓ ﻌﺔ اﻟﻌﺎﻟ ﺔ؟" ﻗﻠﻨﺎ‪ " :‬ﻤﺎذا ﻠﻐﻨﺎﻫﺎ؟" ﻗﺎل‪" :‬إن ﷲ ﺟﻞ‬
‫وﻋﺰ ﺷﻜﺮ ﻟ ﻢ ﻓﻌﻼ ﻓﺄﺛﺎ ﻢ ﻋﻠ ﻪ" ﻗﻠﻨﺎ‪" :‬وﻣﺎ ذﻟﻚ اﻟﻔﻌﻞ؟" ﻗﺎل‪ " :‬ﺎن أﺣﺪ ﻢ‬
‫إذا أوى إ ﻓﺮاﺷﻪ وﺗﻮﺳﺪ ﻣﻀﺠﻌﻪ ذﻛﺮ أﺧﺎ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻪ ﺿﻌ ﻔﺎ ﻣﻤﻦ ﺗﺨﻠﻒ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻣﻄﻌﻢ أو ﻣ ب أو ﻣﻠ ﺲ أو ﻣﺮﻛﺐ ﻗﺎم ﻣﻦ ﻓﺮاﺷﻪ ﻣﺬﻋﻮرا ﻓﺰﻋﺎ ﺣ أ‬
‫أﺧﺎە ﻓ ُ ﺼﻠﺢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺎن أﺻﻠﺢ ﻣﻦ ﺣﺎل ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺒﻬﺬا إرﺗﻘﻴﺘﻢ إ ﻫﺬە‬
‫اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺮﻓ ﻌﺔ و ﻠﻐﺘﻢ ﻫﺬە اﻟﻤ ﻟﺔ اﻟﺴ ﺔ"‪ .‬ﻗﺎل ﻣﻮ ﺑﻦ أﺷ ﻢ‪" :‬ﺳ ﺤﺎن ﷲ‬
‫ﻣﺎ أﻋﻈﻢ ﺑﺮﻛﺔ ﻫﺬا ﻇﺎﻫﺮا و ﺎﻃﻨﺎ" ﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻄﻴ ﺎت‪" :‬ﻫﺬا ﻗﺪح ﻃﻬﻤﻮرث وﻫﻮ‬
‫ﺮﻣﺰ وأﻧﺎ ﻫﺮﻣﺰ‬‫أﻣ اﻟﻨﺤﻞ ﺳ ﻪ ﺑﻬﻤﻦ وﻫﻮ اﻹﺳﻢ اﻟﻤﻘﺪس وﺳ ﻪ ﺑﻬﻤﻦ ُﻟﻬ ُ‬
‫ّ‬
‫ﺳﻘﺎ ﻪ ﻓﺎﻣﺘﻸت ﻋﻠﻤﺎ وﺣ ﻤﺎ وﻓﻬﻤﺎ ﻓﻸﻧﻔﺲ ﻪ ﻋﻠ ﻢ ﻓﻤﺎ ﺎل اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻻ‬
‫ّ‬
‫ﻳﻨﻔﺲ ﻌﻀﻬﻢ ﻋ ﻌﺾ ُﺤﻄﺎم إ ﻠ ﺲ ﻓ ﻤﻨﻌﻮن ﻣﻨﻪ إﺧﻮاﻧﻬﻢ و ﻮﺳﻌﻮن ﻪ‬
‫ﻋ ﻋ ﺎﻻﺗﻬﻢ أوﻟﺌﻚ ﻻ ﺧﻼف ﻟﻬﻢ اﻵﺧﺮة ﻋﺬاب أﻟ ﻢ و ﻧﻤﺎ وﻗﻊ اﻟﺘﻜ ﺮ ﻤﺜﻞ‬
‫ﻫﺬا وﺷﺒﻬﻪ" ﻗﻠﻨﺎ‪" :‬وﻣﻦ اﻳﻦ ﻘﻊ اﻟﺘﻜ ﺮ اﻷ ﺪان؟" ﻗﺎل‪" :‬ﻷﺟﻞ اﻟﺘﻘﺼ‬
‫ّﺑﺮ اﻷﺧﻮان ﻣﻤﺎ ﻌﺎﻗﺒﻮن‬ ‫ﻓ ﺼﻔﻮا اﻟﺘﻜ ﺮات أﻣﺎ أﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮا أن اﻟﺘﻘﺼ‬
‫ﻋﻠ ﻪ وﻟ ﻨﻬﻢ ﺿ ﻌﻮا ﻓﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻓﻄﺎل ﺗﻜ ﺮﻫﻢ" ﻗﺎل ﻣﻮ ﺑﻦ اﺷ ﻢ‪ " :‬ﻌﺾ‬
‫ﻫﺬا ﻛﻔﺎ ﺔ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻜﻦ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻨﻔﺎق وﻃﻮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨ اﻟﻌﺎرﻓ اﻟﺬﻳﻦ ﻄ ﻌﻮن‬
‫ُ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ‬
‫ﺎب" )اﻟﺮﻋﺪ ‪ "( ٢٩‬ﻓﻘﺎل ﻟﻨﺎ‬ ‫ﷲ أﻧﻔﺴﻬﻢ و إﺧﻮاﻧﻬﻢ و "ﻃﻮ ٰ ﻟﻬﻢ وﺣﺴﻦ ﻣ ٍ‬
 ‫ﺳ ﺪﻧﺎ أﺑﻮ اﻟﻄﻴ ﺎت‪" :‬أﺗﺪرون ﻣﺎ ُﺣﺴﻦ ﻣﺄب؟" ﻗﻠﻨﺎ‪" :‬ﻻ " ﻗﺎل‪" :‬ﻣﺎ ﻤﻠ ﻪ‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل و ﻜﻮن ﻣﻦ ﻠﻮﻏﻪ ﺟﻤﻴﻊ إرادﺗﻪ إذا ﺎن ﺣﺪ اﻟﺼﻔﺎء ﻓﻘﻮﻣﻮا‬
‫وأﻧﺎ اﺳﺌﻞ ﷲ أن ﺠﻤﻊ ﺷﻤﻠ ﻢ ﺣ ﺚ أﺣﺐ" ﻗﺎل أﺑﻮ ﻫﺎرون‪:‬‬ ‫راﺷﺪﻳﻦ ﻣﺤﺒ‬
‫"ﻓﺄﻧ ف اﻟﻘﻮم ﺨ و ور ﻓﻤﺎ رأ ﺖ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﺎن أﺑ وﻻ أﻧﻮر ﻣﻦ ذﻟﻚ‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺲ وﻣﺎ ﺷﻤﻠﻨﺎ ﻓ ﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻣﻦ إﻧﻌﺎﻣﻪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﺧﺼﻨﺎ ﻪ‬
‫ﺳ ﺪﻧﺎ أﺑﻮ اﻟﺨﻄﺎب ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻼﻣﻪ اﻟ اب وﻓﻀﻠﻪ واﻟﺤﻤﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤ وﺗﻢ‬
‫اﻟﺨ ‪."38‬‬

‫ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺳ ﻜﻮن ﺻﻌ ﺎ ﻋ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺮب‬

‫واﻟﻔﺮس‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺪة واﻟﻬ ﺎ ﻞ اﻟﺮﺳﻤ ﺔ اﻟ أﻋﺘ وﻫﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﷲ )ﻋ‬
‫ﺳ ﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟ ﻌ ﺔ ﻣﻜﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻘ ﻢ اﻟﻘﻤﺮي‪ ،‬ﻃﻘﻮس اﻟﺼﻼة …إﻟﺦ( ﺠﺐ أن‬
‫ﻳﺘﻢ ﻫﺪﻣﻬﺎ ﻠﻬﺎ و ﻨﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪ ﺪ‪ .‬ﺠﺐ أن ﻘﻊ ﻫﺬا ﺣﺮﻓ ﺎ ﺣ ﺗﻨﻔﻀﺢ ﻋ ﺎدة‬
‫اﻷﺻﻨﺎم وﺷﻮاﺋﺒﻬﺎ اﻟ ﻘ ﺖ ﻟﻤﺪة ‪ ١٤٠٠‬ﻋﺎم‪ .‬ﻧﻘﻀﺖ اﻷﻣﺔ اﻟﻌ ﺔ واﻹﺳﻼﻣ ﺔ‬
‫اﻟﻌﻬﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻠﻤﻮا اﻹﻣﺎم ﻋ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( وﺧﻠﻔﺎﺋﻪ واﺧﺘﺎروا أن ﺼﻨﻌﻮا دﻳﻨﻬﻢ‬
‫ﻟﻬﻢ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ‪ .‬اﻗﺘﻼع ﻫ ﻞ اﻟ ﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺟﺬورە ﺑﻬﺬا اﻟﺸ ﻞ ﻻ ﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ‬
‫أﻧ ﺎء اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎ ﻘﻮن‪ ،‬ﺎﺳ ﺜﻨﺎء أﻧﻪ ﺳ ﺤﺪث اﻵن ﻋ ﻧﻄﺎق أوﺳﻊ ﻜﺜ‬
‫وﺳ ﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤ ﻞ إﺧﻔﺎء اﻟﺤﻘ ﻘﺔ اﻟ ﺎﻣﻠﺔ‪ .‬ﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ اﻵن ﻫﻮ ﻣﺼﺪاق‬
‫ﻟﻠﻌﺪ ﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮءات وﺗﺤﻘﻖ ﻷﺣﺪاث آﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻫﺬا‬
‫اﻟﻮﻗﺖ‪ .‬ﻤﺎ أن ﻏﺎﻟﺒ ﺔ ﻫ ﺎ ﻞ اﻟ ﺎﻃﻞ ﻫﺬە ﻗﺪ ﺑ ﺖ ﻋ دﻣﺎء أﻫﻞ اﻟﺒ ﺖ واﻟﻮرﺛﺔ‬
‫اﻟ ﻋﻴ ﻵدم‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻗﺎﺋﻢ آل ﻣﺤﻤﺪ )ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻼم( ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋ أي ﻘﺎ ﺎ‬
‫ﻟﻠﻀﻼل‪ ،‬ﺳﻮاء ﺎن ﺿﻼل ﻣﺎدي أو ﻧﻔ ‪ .‬دور اﻟﻌ ﺎدة اﻟ أﺻ ﺤﺖ دور ﺿﻼل‬
‫ُ‬
‫ووﺛ ﺔ وﻧﻔﺎق ﺠﺐ أن ﺗﻬﺪم و ﺘﻢ ﺑﻨﺎء أﺳﺎس ﺟﺪ ﺪ ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﻨ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻ‬
‫ﷲ ﻋﻠ ﻪ وآﻟﻪ ﺳﻠﻢ(‪ " :‬ﺪأ اﻹﺳﻼم ﻏ ﺎ وﺳ ﻌﻮد ﻏ ﺎ ﻓﻄﻮ ﻟﻠﻐ ﺎء‪ ."39‬إذا‬
‫وﺟﺪت أن ﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﺣ اﻵن اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺎن ﻏ ﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻨ ﺎ ﻟﻚ‪ ،‬أﻧﺖ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻐ ﺎء اﻟﻤ ﺎرﻛ ‪.‬‬

‫‪ 38‬رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣود ﺑﻌﻣره إﺑن اﻟﺣﺳﯾن اﻟﻧُﺻﯾري ‪ -‬ر‪.‬ﺷﺗروطﻣﺎن ‪ -‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٦ -٤‬‬
‫‪ 39‬ﺳﻧن إﺑن ﻣﺎﺟﮫ ‪ -‬ﻛﺗﺎب اﻟﻔﺗن ‪ -‬اﻟﺟزء ‪ - ٢‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪٢٦١‬‬
 ‫ﻌﺎت اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪،‬‬ ‫ﻫﻨﺎك اﻟﻤ ﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴ ات اﻟ ﺳﺘﺪﺧﻞ ﻋ‬
‫وﺳ ُ ﺸﻒ ﻋﻦ اﻟ ﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻋ اﻷﺑﻮاب اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟ ﺘﺎب أﺛﻨﺎء ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺣﻴﺜﻤﺎ ﻜﻮن ﻣﻨﺎﺳﺐ اﻟ ﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ‪ .‬ﻌﺾ أﺟﺰاء اﻟ ــﻊ‬
‫اﻷﺧﺮى ﺳ ﺘﻢ اﻟ ﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ‪ .‬ﺳ ﺘﻨﺎول ﻘ ﺔ ﻫﺬا اﻟ ﺘﺎب ﻋﻘﺎﺋﺪ‬
‫و ﻌﺎت وﻋﻠﻮم اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻘﺴﻤﺔ ﻋ اﻷﺑﻮاب اﻟﻤﺘ ﻘ ﺔ‪.‬‬